اگول .. لننعم ببيئة صحية.. لنعش بسلام
- التفاصيل
- نورس ابراهيم
- صفحات الجریدة
- 274
دائما ما تبدو السياسات والبرامج البيئية ضعيفة في الدول التي تشهد عدم استقرار سياسي أو أمني، وهذا ما حصل ويحصل في العراق، الذي واجه على مر عقود من الزمن عزلة وانغلاقا عن العالم، فضلا عن ظروف سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية صعبة، أدت إلى تدهور بيئته بكل عناصرها، حتى أصبح التفكير في حماية البيئة والارتقاء بها يبدو مثل شيء من الترف!
النمو السكاني المتزايد وتداعيات الحروب وتجريف مساحات واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، فضلا عن تجفيف الأهوار وعدم اتباع الأساليب العلمية المتطورة في الري والزراعة، كل ذلك جعل العراق من البلدان الأكثر تضررا من الناحية البيئية.
بصورة عامة، يشوب علاقة الانسان بالبيئة الخلل أحيانا، وهذا في الواقع يعود إلى الإنسان، بسبب تفاعله غير الواعي مع البيئة واستغلاله لها استغلالا سيئا. واليوم تشكل الطبيعة مع الانسان ثنائياً ضد البيئة. فارتفاع درجات الحرارة وقلة الامطار وانخفاض الايرادات المائية للانهار، كل ذلك جعل التدهور البيئي متواصلا في العراق.
فما الحلول؟
الحلول تبدأ من الانسان نفسه، الى جانب الدولة بما تمتلكه من امكانيات في جميع مفاصلها. فالإنسان بوعيه وحفاظه على بيئته وحدائقها ومائها وهوائها، والدولة بمؤسساتها ووزاراتها تساهم في نشر الوعي في هذا الشأن، والسعي الجدي إلى التخطيط والتنفيذ والاستنفار لمعالجة المشكلة البيئية. وعلينا أن لا ننسى دور منظمات المجتمع المدني والروابط الثقافية في ذلك. ان العمل في سبيل بيئة نظيفة صحية، لا ينفصل عن النضال من اجل حقوق الانسان والعيش بكرامة وحرية. لنجعل مناسبة اليوم العالمي للبيئة، التي حلت يوم 5 حزيران الحالي، فرصة للتفكير الجدي في الحفاظ على بيئتنا والتعامل مع مشكلاتها بكل ما نمتلكه من إمكانات، ولبذل الجهود في ذلك كما بذلناها في محاربة وباء كورونا، الذي جعل العالم كله يستنفر كامل جهوده لمواجهته. فالتلوث البيئي ان لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح، سيتحول بلا شك الى جائحة.
لننعم ببيئة صحية.. لنعش بسلام