اخر الاخبار

البرامج الإعلامية تساهم في نشر الثقافة والوعي ومنها البرامج الرياضية التي تساهم في نشر الوعي والثقافة الرياضية وخاصة تلك البرامج الهادفة والواعية. لكننا نشهد بعض البرامج التي تساهم في تشويه وتخريب الوعي الرياضي عندما تمارس أدوارا تخريبية ومتخلفة تجاه المجتمع أو الجزء الكبير والمهم منه. وهذا ما وجدته في أحد البرامج الرياضية الذي التقى مقدمه إحدى فتيات المجتمع العراقي في إحدى منافسات مباريات نجوم الدوري وسألها عن حضورها في المباراة وتشجيعها وبحماس عال أحد فرق الدوري، حيث قال لها وذكرّها: بأن مكانها الطبيعي هو المطبخ وليس الملعب! وهنا انتفضت السيدة وقالت له: بناتنا لهن صولات وجولات في الملاعب والساحات ممارسات ولاعبات ونجمات ومشجعات في الألعاب الرياضية ومنذ مطلع خمسينيات القرن الماضي حيث حققت الفتاة أحسن النتائج الرياضية وأفضل البطولات على مستوى المدارس والجامعات محلياً وعربياً وحتى عالمياً. وهنا اذّكر الزميل مقدم البرنامج بأن بطلاتنا وفي كل الألعاب والمستويات كان لهن أدوار بارزة ومتميزة خلال العقود الماضية رغم محاولات خلق الظروف والمبررات التي تعيق عملهن الرياضي وتصعب مهماتهن. وقد احتضنت الساحة الرياضية نجمات وبطلات سجلن أسماءهن بأحرف من ذهب أمثال سلمى الجبوري ودينا سعدون وإيمان صبيح وإيمان عبد الامير وماجدة المعمار ونضال عبد الرحمن وتونس مكي وانا وايداكوركجيان وباسمة بهنام وإيمان نوري وثريا نجم والعشرات غيرهن.

وكانت أندية شهيرة احتضت الألعاب النسوية من البصرة وحتى زاخو وقدمت بطلات مرموقات يشار اليهن بالبنان ومنهن من حصلن على مستويات علمية وأكاديمية عالية. فهل يصح أيها الزميل العزيز أن تطالبهن (بالوجود الطبيعي في المطبخ)؟ إننا اليوم وفي الإعلام بكل تنوعاته مطالبون بدعم ابنتنا وسيدتنا واختنا المرأة وان تساهم في بناء الوطن وتشييد بنيان المجتمع الذي تشكل المرأة أكثر من نصفه. فالعالم بكل مكوناته ومجتمعاته يهتم بالرياضة النسوية إلا القلة النادرة غير المهتمة بتطوير المرأة وتقدمها ومشاركاتها وممارستها لكل الأدوار في السياسة والاقتصاد وعلوم المجتمع والرياضة والألعاب والفن بكل تنوعاته واشكاله. وكانت البداية في الرياضة المدرسية والتي تجاوز عمرها المائة عام ثم انتقلت إلى الأندية الرياضية وجامعة بغداد، ومن أهم الأندية التي مارست المرأة نشاطها الرياضي مبكراً النادي الأرمني (الهومتمن) والنادي الآشوري والجمعية الأرمنية وبعدها ظهرت النشاطات النسوية في أندية الكرح والأعظمية والكاظمية والأمانة والسليمانية والبصرة وبابل، وكانت لمراكز الشباب في كل العراق ممارستها ودورها. وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي التحقت نخبة من بناتنا من بغداد وبقية المحافظات بكلية التربية الرياضية للبنات في جامعة بغداد. وقد شكلت هذه المؤسسات الأكاديمية قوة إضافية ودعماً لممارسة المرأة نشاطها الرياضي وفعالياتها. وبهذا شكلت أولى بوادر المنتخبات العراقية للبنات وبمختلف الألعاب. وكان لممارسة الفتاة العراقية تدريباتها المنظمة وأقيمت لها البطولات والسباقات ولمختلف الألعاب وهذا ما ساهم في دخولهن في المسابقات والمنافسات الدولية.

أحبتي في بعض وسائل الاعلام الرياضي ممن تعتقدون أن مكان المرأة هو المطبخ أنتم واهمون ومقصرون، فالمرأة العراقية سبقت الكثير من نساء المنطقة والعالم في ممارسة الرياضة والألعاب والمنافسات الرياضية فعليكم أن تصححوا معلوماتكم وأن تدافعوا عن العراقية الباسلة التي ضحت بالكثير وقدمت الأكثر في مختلف المجالات ومنها الرياضة والفن والإبداع في العلوم والمعارف والأدب والشعر. وعلى البعض من مقدمي البرامج الرياضية أن يصححوا معلوماتهم وأن يعرفوا الحقيقة بأن مكان المرأة هو الميدان الإبداعي ومجالاتها الإنجاز والتفوق والنجاح، وعلى البعض من الإعلاميين أن يشهدوا على ذلك وأن يقدموا الحقيقة والنماذج الحية.

إن محاولات البعض تشويه الحقيقة الساطعة بأن مكان المرأة هو المطبخ، وللعلم بأنها سيدة كريمة تساهم في بناء الرياضة العراقية وتحقق الإنجازات إذا فُتح المجال لها وأن على الإعلام أن يدفع بالرياضيات البارزات والمتألقات للتقدم والنجاح، وأن هذه الأساليب الرخيصة في إحباط بناتنا الرياضيات سيكون مصيرها الفشل الكامل وأن البرامج الرياضية الناجحة هي وحدها ستبقى سنداً صريحاً وواضحاً لبطلات الرياضية ونجماتها.. ولنا عودة.

عرض مقالات: