اخر الاخبار

في وقت تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 225 تواليًا، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار وعمليات النزوح المتواصل، بفعل استمرار العدوان البري في عدد من المحاور.

وشنت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف، أمس السبت، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.

اجتياح بري

وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وجباليا، وأجزاء أخرى من القطاع، فيما تقوم المقاومة بتنفيذ عمليات والتصدي لقوات الاحتلال في شتى محاور القتال، ما كبده خسائر كبيرة، كان آخرها الإجهاز على نحو 15 جنديا في حي التنور شرق رفح، من قبل مقاتلين من كتائب القسام.

وقالت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في الحرب إلى 35386 و79366 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

نفاد المساعدات

من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس السبت، إنه لم يبق شيء تقريبا لتوزيعه في قطاع غزة.

وأضاف المكتب، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم.

وأكدت منظمات إغاثية وانسانية أن التوغل في رفح زاد من عرقلة توصيل المساعدات، مع إغلاق معبر المدينة الجنوبية على الحدود المصرية – وهو قناة حيوية للمساعدات الإنسانية – الآن.

وأغلق معبر رفح مع مصر والذي يعد البوابة الرئيسية للبضائع والأشخاص الذين يدخلون غزة، منذ أن أعلنت إسرائيل السيطرة عليه في 7 أيار.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من أيار.

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش في جنيف “تمكنا من توزيع بعض الإمدادات لكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات”.

اغتيال 100 عالم

من جانب اخر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن مجازر الاحتلال الإسرائيلي طالت أكثر من 100 عالم وأكاديمي فلسطيني من أساتذة الجامعات والباحثين، بينهم رؤساء جامعات فلسطينية.

وأوضح المكتب في بيان، أن هؤلاء العلماء والأكاديميين استشهدوا بنيران وصواريخ جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه وثق أسماء أكثر من 100 عالم وأكاديمي.

وشدد على أن استهداف هذه الشريحة من المجتمع الفلسطيني، يحمل رسالة واضحة «تهدف إلى القضاء على العلماء والباحثين في القطاع التعليمي بشكل كامل».

ومن بين الشهداء رؤساء جامعات، مثل الدكتور سفيان تايه، رئيس الجامعة الإسلامية، والدكتور سعيد الزبدة، رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكذلك أساتذة إعلام وقانون في الجامعات، وكليات طب وهندسة، ومختصون في مجال هندسة الكهرباء، ورجال دين من بينهم الدكتور يوسف جمعة سلامة وزير الأوقاف الأسبق، وآخرون مختصون في مجال علم الأمراض (الباثولوجي)، وعلم الحاسوب.

تدمير 103 مدارس

وأشار المكتب إلى أن ذلك يأتي فيما قامت قوات الاحتلال بتدمير أكثر من 103 جامعات ومدارس بشكل كلي، إضافة إلى تدمير 311 جامعة ومدرسة بشكل جزئي. وأدان المكتب بأشد العبارات اغتيال الاحتلال فئة العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات والباحثين، لافتا إلى أنها فئة متميزة في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعا كل الجامعات والقطاعات التعليمية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجريمة التي تأتي في إطار الإبادة الجماعية.

وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عما وصفها بـ “الجريمة التاريخية”، وقال إن “الاحتلال يقتل ويغتال العلماء والإدارة الأمريكية منخرطة في الإبادة الجماعية، بل وساهموا في استمرار هذه الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 120,000 شخص ما بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل”.

وطالب المكتب الحكومي في غزة دول العالم الحر وكل المنظمات ذات العلاقة بالتربية والتعليم، وكذلك التعليم العالي، بإدانة هذه الجريمة، وممارسة الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة ضد الطلبة وضد المدارس والجامعات وضد العلماء والأساتذة والباحثين وضد المسيرة التعليمية بشكل عام.