اخر الاخبار

عندما كان الشاعر / بشّار بن بُرد / يُجلد، كان يردد مع نفسه: أَس، حافظ على كلمة الرجل يا بشّار!  وبشّار في هذا الموقف كان لا يُريد أن يضعف أمام جلّاديه و لا يُريد أن يُغيّر قناعاته الإبداعية والروحيّة والجمالية .

المبدع  الشهيد / قاسم عبد الأمير عجام /  هو الآخر بشّاري الموقف، إلّا أنّه ُ واجه القتلة بالصمت العميق، لم يرتجف، لم يخَف . واجههم  بسلاح عميق ٍخفي، وكأنه ُيقول: إن  َّ

صمتي سيقتلكم ولو بعد حين . وفعلاً هربوا إلى موت التخفّي، وعاش بحياة الحضور الذي لا  يُفارق الذاكرة .

* .. ( لكي يموت المرء بشرف لا يحتاج إلى رفيق ... )

*  .. ( عند الموت يكون الثائر وحده .... )

* .. ( ويستعصي على الموت ِ الخلود ُ ... )

* .. ( الموت شهادة ً  معبرنا إلى اليقين .. )

هذا ما خطر َ – كما أفترض متيقّنا ً - في مدركات / قاسم عبد الأمير عجام  /  لحظة التمعّن في وجوه القتلة . لم يستنجد إلّا بنشوة الشهادة التي جاءته ُ ( ثقافيّة الدلالة ) وهو في الطريق إلى دار الثقافة العراقية  . لقد اختلط الدم النقي

بحبر ِ المطابع  وكان الإمضاء الذي لا يُمحى . وهكذا انتصر بشهادته ِ هذه  للثقافة والموقف النبيل ، وخاب جهل ُ القتلة .

كان الشهيد في حياته رجلا ً كثير التهذيب، ساحرا ًبهدوئه ِ المكتنز معرفة ً وإشراقاً إبداعيّا ً .

ومَن منّا يستطيع أن لا يتماهى أو لا يتذكر رصده ُ المعرفي / الثقافي لما كان يُعرض من أعمال درامية في التلفزيون العراقي في السبعينيات. فضلاً عن كتاباته الأخرى في الأدب والثقافة.

ومن جماله المعرفي وخلْقه الرفيع وانحيازه الطبقي المعروف، فقد سعت إليه المواقع الوظيفيّة بعد 2003 قبل أن يسعى إليها  كما هو شأن غيره من الطارئين ، فقد اختاره ُ أهلوه لأن يكون قائمقاما ً لقضائهم، واختارته ُ الثقافة لأن يكون مديراً عاما ً لشؤونها الثقافية .

إن َّ استذكار الشهيد المبدع / قاسم عبد الأمير عجام / لا يرمم هالة وجع الفقدان ، لكنّه يمنحنا مراودة أن نراه حيّاً...

عرض مقالات: