اخر الاخبار

قبل سنوات عقد ملتقى جيكور الثقافي في البصرة جلسة عن المخدّرات وخطرها على المجتمع استضاف فيها أحد المعنيين بمكافحة المخدرات في المحافظة، ليقدّم محاضرة عن مخاطرها، وعلى مدى ساعتين تحدّث الخبير عن أصناف المخدرات  وطرق زراعتها وانتاجها ونقلها وترويجها واستعمالاتها ، وقدّم نماذج منها ، إضافة إلى الصور والأفلام الوثائقية ، ما ولّد في نفوسنا رعباً حقيقياً من تفشّي هذه الآفة بشكل أكبر مما هو عليه الآن!

المحاضرة كانت رائعة بحق، والحاضرون كانوا منشدّين ومتفاعلين مع ما يقدّمه المحاضر من أمثلة وأرقام وحكايات واحداث أذهلت البعض ازاء ما يحدث في مجتمعنا من خراب ودمار بين الشباب!

المحاضرة هذه، وما نسمع ونقرأ من حوادث أمنية جرّاء هذه الآفة المخيفة تضعنا أمام امتحان عسير علينا اجتيازه بكل قوة ونجاح!

بين آونة واخرى نسمع  بحوادث وصدامات  لرجال الأمن مع مروجي المخدرات وعصاباتها، وعن شهداء  فيها من رجال الأمن الغيارى ، والحبل على الجرّار إذا استمر الوضع على ما هو عليه طبعاً!

المخدّرات آفة لعينة، تفتك بالإنسان أولاً، وبالمكان ثانياً، وتدمّر المجتمع، بل تنخره من الداخل ليتهاوى على رؤوس أهله ثالثاً !

منذ عشرات السنين والحرب قائمة على تجّارها ومروجيها بشكل خاص من قبل كل الحكومات في العالم، وبالأخص في أمريكا اللاتينية وكم شاهدنا من أفلام وثائقية، وقرأنا من روايات وقصص وأخبار وتقارير عنها، لأنها رعب يهز جوهر المجتمعات والشعوب ويجعلها نخراً منخورا!

قبل عام 2003 كانت بلادنا ممراً ومعبراً لبعض مهرّبيها صوب دول الخليج وغيرها، ولم يكن هناك متعاطٍ واحد لها، لكن بعد أن فُتِحت الحدود على مصراعيها وبعد الانفلات الأمني وضعف القانون واستفحال الفساد، راجت تجارتها وأخذت تستفحل بين الشباب شيئاً فشيئاً، حتى باتوا نهباً لإغراءاتها وابتكار وسائل وطرق جديدة للترويج والتعاطي!

أصبحت مدننا نهباً لتجارتها ومكاناً لرواجها، ووقع البعض من شبابنا ضحيةً لأصحاب الضمائر الميتة الذين أخذوا يتاجرون بها دون خوف من عقاب!

انتشرت المخدرات وباتت البصرة وبغداد وميسان وكربلاء وغيرها من مدننا مرتعاً خصباً لها، وامتلأت السجون بالمتاجرين والمروّجين والمهرّبين والمتعاطين، وقدّمنا القرابين من رجال الأمن في مكافحتها، لكن دون حساب وعقاب رادعين بشكل تام!

وافتتحت مراكز لعلاج مدمني المخدرات هنا وهناك، وهذا دليل واضح على انتشارها واستفحالها للأسف!

إذا أردنا مكافحة ومحاربة وإيقاف هذه الآفة علينا أن نقطعها من الجذور، ونُحكم قبضتنا على الحدود بقوة اكبر ومن جميع الجهات، كما ان علينا أن نصدّر قوانين رادعة وصارمة ونطبّقها فعلياً وعلى الجميع، ولا نترك للوساطة والمحسوبية والرشوة والفساد مكاناً في محاربتها، وإلاّ لن نتمكن منها أبداً وسيضيع شبابنا وبالتالي يضيع الوطن .. وحينها لات ساعة مندم !!

عرض مقالات: