بتنا لا نتفاجأ بالأخبار الكارثية التي تردنا تباعا عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .. فقد أصبحت اخبار الفساد المالي وسرقة أموال الدولة شيئا مألوفا لا يسترعي انتباهنا بعد ان توالت اخبار الفساد الأخلاقي التي تفاجأ بها أبناء الشعب العرقي ولم يتصورا يوما اننا سوف نصل الى مثل هذه المرحلة من التدهور.. وقد جاءت اخبار هذا النوع من الفساد الأخلاقي بالتتابع الذي ابعدنا عن الصدمة المجتمعية التي كادت ان توقع بنا في مهاوي الجنون .. بدأنا نسمع ان امرأة عشيقة او صديقة لسياسي كبير تعتدي وبوضح النهار امام الناس على موظف يؤدي واجبه الرسمي وتهدده بالفصل متحزمة بمنصب عشيقها او صديقها .. ثم توالت الاخبار عن كشف شبكة دعارة وابتزاز يديرها مسؤولون كبار في وزارات مهمة وحساسة تقوم بإيقاع فرائسهم من المنافسين لهم في المنصب او منافسين سياسيين من خلال نساء ساقطات وبغاء محترفات اعطوهن أسماء غريبة عن مسامع المجتمع العراقي مثل الفاشنيستات يستدرجون الضحية الى بيوت وشقق للدعارة ويقوموا بتصوير فريستهم وهو في وضع اباحي ثم يهددونه بدفع مبالغ مالية كبيرة او بنشر صوره عير الاعلام مما يضطر الضحية بسلوك درب الفساد المالي للتستر على سلوكه المشين..
وقبل ان ينسى الشعب العراقي هذه الفضائح المخجلة التي يمارسها مسؤولون كبار في مناصب مهمتها حماية المواطن، والذي لايزال ينتظر نتائج التحقيق بشأنها، تتفجر قنبلة أخلاقية فضائحية أكثر خطورة واشد وقعا وتنذر بكوارث لا يحمد عقباها خاصة وهي تمس سمعة مؤسسة عريقة وخطيرة لها تأثيرها الكبير على كل اطياف المجتمع العراقي وأعني مؤسسة التربية والتعليم. يقال ان تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا عندما اعلموه بالفساد الذي استشرى في المجتمع الإنكليزي بعد الحرب العالمية الثانية سألهم كيف هو حال التعليم والقضاء؟ اجابوه بانها بعيدة عن الفساد. اجابهم اذن لا خوف على المملكة. وهناك مزحة تداولت عند العراقيين عن السرقات التي حدثت في زمن أحد رؤساء العراق واجابهم (بالمال ولا بالعيال). اسوق هذه الاحداث وقلبي يعتصر قيحا وخوفا حقيقيا على مجتمعنا العراقي الذي ينحدر الى هاوية لا مستقر لها.
فقد تناقلت وسائل الاعلام يوم 17/5/2024 اخبار عن شبكة دعارة في تربية محافظة واسط توقدها مشرفة تربوية ومديرة مدرسة في احدى مدارس واسط. ان هذا الخبر ان تأكدت المعلومات حوله ينذر بهاوية أخلاقية تمس اهم مؤسسة تربوية يؤتمن فيها العراقيون على بناتهم واولادهم ويرسلوهم اليها للتربية والتعليم فيها وهم مطمئنون على مستقبل جيل ما زال صفحة بيضاء طيع التشكيل يمكن اعداده اعدادا يمكن ان يؤمن للعراق مستقبله على مختلف الصعد ويصون عاداته وتقاليده الاصيلة. ان وصول الفساد الى هذا القطاع الحيوي ينذر بمستقبل مخيف لا يمكن السكوت عنه وان خروج الأمهات والاباء وكل أبناء المجتمع في انتفاضة شعبية أصبح واجبا وطنيا لوقف هذا التدهور وكشف من يقف وراءه. ان طمطمه أوراق هذا الخبر وغيره والسكوت عنه والتغاضي عن عدم إيجاد حلول أساسية حقيقية لا ترقيعيه يعتبر خيانة وطنية فهذا الامر يتعلق بمصير بناء واعداد أجيال من العراقيين ويتعلق بمستقبل وطن ووجوده. علينا جميعا كمواطنين واحزاب وطنية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات مهنية وخاصة نقابة المعلمين العراقية مطالبة بالوقوف بكل جدية وإخلاص ومبدأيه لوضع حد نهائي بالمكاشفة ومحاربة كل شبهة فساد في قطاع التربية والتعليم التي بدأت بتزوير الشهادات العلمية والغش بالامتحانات وسرقة وكشف الأسئلة الامتحانية لتصل الى تشكيل شبكات دعاوة توقع بالمدرسات والمعلمات والطالبات.