اخر الاخبار

تتوالى التحذيرات من خطر المجاعة، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معابر قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة، أن المنظومة الصحية قد تنهار خلال الساعات المقبلة، مع توقف تدفق الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات.

تفاقم المعاناة

وفاقمت سيطرة الاحتلال على معبر رفح البري، وإغلاق معبري كرم أبو سالم وإيرز، من معاناة المواطنين في القطاع.

ويتخوف المواطنون في جنوبي قطاع غزة من معاناة مشابهة لتلك التي تخيم على شمالي القطاع، فيما شهدت الأسواق ارتفاعاً حاداً بالمواد الأساسية الشحيحة.

ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا»، أمس الاثنين، تقييد وصول المساعدات لغزة بأنها تمثل «مسألة حياة أو موت» لأهالي القطاع، في ظل القصف المستمر وانعدام الأمن الغذائي.

الوكالة الأممية قالت في منشور عبر منصة «إكس»: «نحن بحاجة فورية وعاجلة إلى ممر آمن للمساعدات الإنسانية والعاملين فيها».

الأونروا تكذب الاحتلال

وأكدت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا»، لويز واتريدج، أنه لا مكانا آمن في غزة ينزح إليه الفلسطينيون، في إشارة إلى كذب ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بوجودها، في ظل أوامر التهجير التي تطلقها منذ أسبوع.

جاء ذلك في لقاء مسؤولة الاتصالات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في الوكالة الأممية، مع قناة إم إس إن بي سي الأمريكية، بثت فجر الاثنين.

وقالت واتريدج، «الوضع مروّع، لا توجد خيارات، ولا أريد سماع أحد يقول إن هناك مكانًا آمنًا في غزة، لأنه لا يوجد، أين الأمان؟ الناس يغادرون بحثا عن الأمان، لكن لا يوجد أمان».

وتحدثت واتريدج عن زميل لها في الوكالة قُتل في قصف للاحتلال الإسرائيلي الأحد بينما كان يغادر رفح محاولا الحفاظ على حياته وحياة زوجته وابنته، قائلة «أمس، ودّعت زميلاً، كان مغادرا رفح مع ابنته وزوجته، وآخر ما قاله هو: أهم شيء هو البقاء على قيد الحياة».

وتابعت: «هو لم يعرف إلى أين يتجه، فهو يعلم أن البنى التحتية محدودة للغاية ولا يمكن الوصول إلى المياه في خان يونس والمواصي، لكنه قال: يجب أن أحاول البقاء حيًا وإبقاء ابنتي على قيد الحياة».

وأكملت: «اليوم، تلقينا أخبارا فظيعة عن زميلنا الذي فر من رفح مع عائلته، وقد قُتل في غارة إسرائيلية، لقد قُتل مع عائلته بينما كان يبحث عن الأمان، أين الأمان؟ لا يوجد أمان».

وشددت المتحدثة الأممية على الوضع الإنساني المتردي في خان يونس التي تشهد موجة نزوح عكسية بسبب اجتياح رفح وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وقالت: «أمس كنت في خان يونس، العائلات والأطفال يفرّون عائدين إلى حيث الدمار والمرافق المدمرة، لا يوجد حتى مياه في خان يونس».

كذلك، نقلت واتريدج عن زملاء آخرين لها أنهم «تحدثوا مع أشخاص رفضوا النزوح لأنهم أرادوا البقاء في رفح والموت معًا، فهم يتقبلون أنه إذا كان مصيرهم الموت، على الأقل سيحاولون الموت ببعض الكرامة، وقضاء لحظاتهم الأخيرة معًا».

انهيار المنظومة الصحية

من جانبها، جددت وزارة الصحة في غزة، التحذير من انهيار المنظومة الصحية في القطاع، في ظل استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر الحدودية أمام دخول المساعدات وإمدادات الوقود.

وزارة الصحة قالت في بيان مقتضب: «ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين». فيما كشفت مصادر محلية انقطاع الكهرباء عن المستشفى الأوروبي في خان يونس بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود منذ سبعة أيام.

يحاول الاحتلال الإسرائيلي التقدم في رفح وجباليا، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية، وتكبّده لأكبر خسائر منذ بدء عملياته البرية على القطاع.

حيث أقر الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 50 ضابطاً وجندياً، جراء المعارك مع المقاومة في 3 جبهات، وهي: شرق رفح، وجباليا، وحي الزيتون بمدينة غزة.

وتواصل دولة الاحتلال حربها المدمرة على غزة والتي خلَّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، رغم مثولها للمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بدعوى «إبادة جماعية».

ويأتي ذلك بينما أغلقت إسرائيل في 5 أيار الجاري، معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، بالتزامن مع عمليات عسكرية أخرجت الكثير من المستشفيات والمرافق الطبية عن الخدمة في كافة مناطق القطاع.

ويعاني سكان غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم، ما يهدد بعودة شبح «المجاعة» إلى القطاع.

حصيلة الضحايا

ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية»، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.