اخر الاخبار

منذ العام 2017 وحتى الآن، تمكنت «مؤسسة مجاناً» للرعاية الاجتماعية في ذي قار - وهي مؤسسة خيرية مستقلة يديرها شباب متطوعون - من بناء 98 دارا للفقراء والأيتام في مختلف أرجاء المحافظة، وذلك بتبرعات مالية من مواطنين ميسورين.

ولا يتوقف عمل هذه المؤسسة التي لديها فروع في جميع أقضية ونواحي المحافظة، على بناء المنازل فقط، إنما تأثيثها أيضا، إضافة إلى معالجة المرضى وغير ذلك من حملات المساعدة والتكافل الاجتماعي. فيما يطمح القائمون على المؤسسة إلى بناء ألف دار في عموم المحافظة.

ويعمل عمال المؤسسة، غالبيتهم، بالمجان، ومنهم أسطة السيراميك واللباخ، المنتسبان إلى القوات الأمنية، واللذان يقضيان إجازتيهما في هذا العمل الخيري.  مسؤول فرع المؤسسة في سوق الشيوخ، صادق جعفر، يقول في حديث صحفي أن مؤسستهم إنسانية خيرية يقودها شباب متطوع واع من مختلف أقضي ذي قار ونواحيها، مبينا أنهم يهدفون إلى مساعدة العائلات الفقيرة وتخليصها من أعباء الإيجارات. 

ويوضح أن عملهم يعتمد على تبرعات الخيرين والميسورين، وانهم غير تابعين لأي جهة، دينية كانت أم حزبية. 

أما أحمد صبار، أحد أعضاء المؤسسة، فيقول أن مشروعهم انطلق عام 2017، وانهم منذ ذلك الحين تكفلوا بتقديم المساعدات الإنسانية للفقراء، وعلاج مرضاهم وبناء دور سكنية لهم، فضلا عن تشغيل العاطلين منهم عن العمل، وتزويج شبابهم.

ويبيّن أن الـ98 دارا التي سلموها للمستفيدين، 40 منها في سوق الشيوخ، مشيرا إلى انهم يقومون بتأثيث بعض المنازل وتزويدها بالأدوات المنزلية.

ويلفت إلى انهم يعملون وفقا للقانون. إذ لا يبنون المنازل على أراض متجاوز عليها. فالعائلات التي تمتلك أراضي «طابو»، يبنون لها منازل عليها، والتي لا تمتلك أراضي يقومون بشراء أراض لها بترعات الخيرين.

ويذكر صبار أن بعض عمالهم يعملون مجانا، وبعض آخر بأجرة كاملة أو نصف أجرة. فيما ينوّه إلى انهم يتلقون مناشدات من الأسر المتعففة، فيخرجون للاطلاع على أوضاعها، كي يقدموا لها المساعدة، وأن الأولوية للأيتام والمعاقين.

وعن كيفية الحصول على التبرعات، يبيّن انهم ينشرون عن الحالات التي تحتاج إلى المساعدة  عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فيتصل بهم متبرعون ويقدمون المساعدة.

إلى ذلك، تقول المواطنة أم إبراهيم، إحدى المستفيدات من مشروع المؤسسة، انهم كانوا يسكنون دارا مستأجرة في ظل وضع معيشي صعب جدا، حتى جاءت المؤسسة ووفرت لهم منزلا، متمنية للقائمين على المؤسسة التوفيق في عملهم الإنساني.

وتعليقا على هذه الجهود الإنسانية التطوعية، يقول المواطن محمد علي شهاب لـ «طريق الشعب» ان «ما يقوم به هؤلاء الشباب كنّا نأمله من الحكومة. فهو في صلب واجباتها، على اعتبار ان السكن والعيش الكريم حقا دستوريا مكفولا للمواطن، لكن للأسف، وبحكم ما خبرناه سنوات، لا يبدو أن الحكومة تولي أدنى اهتمام لكرامة مواطنيها».

ويأمل شهاب من الحكومة أن «تتعلم من هؤلاء المتطوعين درسا بليغا في حفظ كرامة الإنسان»!