اخر الاخبار

رائد فهمي يبحث مع لجنة السجناء البرلمانية حقوق...

بغداد ـ طريق الشعب بحث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، مع رئيس لجنة السجناء النيابية، حسن سالم، المعوقات التي...

رائد فهمي يلتقي شيوخ عشائر آل ازيرج

بغداد ـ طريق الشعب زار الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وجهاء من عشيرة آل ازيرج، في مدينتي الصدر “الثورة...

راصد الطريق.. الحقيقة.. من يكشفها؟

مثلما هو حال سابقاتها، خرجت لجنة التحقيق في انفجار معسكر كالسو بتقريرها النهائي من دون ان تحدد أسبابه الرئيسية، مكتفيةً بنفي أن يكون نجم...

راصد الطريق.. أزمة كهرباء في الأفق؟

مع ارتفاع الحرارة تزايدت ساعات انقطاع الكهرباء، في مشهد ألِفه العراقيون سنويًا، رغم الوعود الحكومية المتكررة بمعالجة المشكلة، ورغم مليارات...

الشيوعي العراقي: في مناسبة زيارة الرئيس التركي...

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى العراق يوم غد الاثنين (22 نيسان 2024)، وهي الزيارة الثانية له بعد زيارته الأولى في عام...

حياة الشعب

الديوانية.. إهمال خدمي ومعيشي وحتى آثاري

34
تضم محافظة الديوانية عددا كبيرا من المواقع الأثرية، يقدرها البعض من الاختصاصيين بنحو 500 موقع، وبعض آخر يقدرها بنحو...

الجسور البغدادية العتيقة تسأل: من يكتب قصة معاناتنا مع الاهمال الحكومي المتواصل؟

37
على الجسور العتيقة وسط العاصمة بغداد كتب الكثير من القصص التي تعود أحداثها الى حقب مختلفة، لكنها اليوم تنتظر من يكتب...

رفض شعبي للاعتداءات الأمنية ومطالبات بالخدمات وبفرص العمل

52
بغداد ـ طريق الشعب شهدت خمس محافظات، بينها العاصمة بغداد، احتجاجات حاشدت نددت بتكرار الاعتداءات الأمنية على حراكهم...

كربلائيون يشتكون من انتهاكات قانونية: نطالب بحماية أراضينا الزراعية

34
بغداد ـ طريق الشعب يشتكي مواطنون في محافظة كربلاء من تفشي ظاهرة الاستيلاء على أراض عائدة لهم، من قبل جهات متنفذة،...

«طريق الشعب» تدخل الباوية: منطقة بلا خدمات والأهالي ينقصهم كل شيء

47
تعاني العديد من مناطق العاصمة، واقعا مريرا على مستوى الخدمات وقطاع البنية التحتية، الى جانب الظروف الاقتصادية الهشة...

احتجاجات في أنحاء متفرقة من البلاد.. غياب فرص العمل وانعدام الخدمات يفاقمان غضب الناس

44
شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، طالب منظموها بتوفير فرص العمل والخدمات، و تطور بعضها الى اشتباكات بين المحتجين...

4 شركات لتأمين متطلبات التعداد السكاني ومراقبون يؤشرون «معارضة سياسية» للمشروع

57
منذ سبعة وعشرين عاما، والعراق عاجز عن إجراء تعداد سكاني، برغم إعلان الحكومات المتعاقبة مساعيها لإتمام ذلك، لما له من...

جسر حديدي يفضح الفاسدين في الأنبار .. إنهار قبل حفل الافتتاح!

70
يعصف الفساد وسوء الإدارة بالمشاريع الخدمية في محافظة الأنبار، ما يجعل الخدمات تتحول إلى نقمة على سكانها، بسبب سيطرة...

إسهاما في مواجهة التصحّر.. مزارعون ومواطنون يُقبلون على زراعة أشجار السدر

48
مع اتساع رقعة التصحر وارتفاع نسب الجفاف في العراق، يُقبل مزارعون ومواطنون على زراعة أشجار السدر، المعروفة بتحملها...

نواب ونقابيون: 60 في المائة من الأدوية خارج السيطرة

84
لا تزال أسعار الأدوية في العراق تمثل مشكلة مرهقة للكثير من المواطنين الذين تحتاج صحتهم الى أدوية ومستلزمات طبية، لا...

تعليمات انضباط الطلبة.. أداة للتضييق على الحريات

84
قال سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، ايوب عبد الحسين، إن تعليمات انضباط الطلبة التي تتبناها وزارة التعليم...

مراقبون: الأمطار هيأت للعراق موسماً زراعياً جيداً.. لكن التحديات قائمة

85
أنعشت الأمطار التي لا تزال تتساقط في مناطق متفرقة من البلاد آمال العراقيين بموسم زراعي جيد، بعد ثلاث سنوات عجاف مرت...

عهدنا في اغلب الروايات العظيمة التي كتبها الكتّاب المجيدون، أنهم كانوا يتقمّصون الشخصيّة الى ابعد حد الى درجة الإلمام التام بتفاصيلها، وقبل أن يمنحونها صفة البطل المحوري. يسلطون الضوء الكامل عليها، من الداخل والخارج، حتى الإحاطة الشاملة بكل جوانبها لتكون واضحة.. نعهدهم قد اعتنوا جيداً لأجل أن يضعوها امام القارئ على السطور وكأنها تكتسي لحمًّا ودمَّا حتى تتشخص امامه حقيقية، دائمة الحيوية حتى بعد ان تُطبق عليها دفة الكتاب، سوف تبقى بفاعلية دائمة. ولها مكان على الواقع بالرغم من الخيال الذي أوجدها. وتكون المحور الذي يقيم عليه مركز الرواية، وكلما كان التقمّص دقيقا تأثثت عليها احداث الرواية بانسياب الماء الى المنحدر.

و”غراميات” التي تدهشنا.. رواية أفكار ومعادلات سردية متوازية، كاتبها الروائي البارز والمترجم وكاتب المقالات الإسباني والاستاذ الجامعي “خافيير مارياس” ابتدع لنا شخصية “ماريا” التي تباغتنا بدخولها لتجتذبنا حتى نركز على دقائق المرأة وتمييزها عن المرأة الأخرى، وان الدرب الذي اختاره كان دربا بالغ الصعوبة لأنها كتابة عن صميم ومشاعر نسوية بحتة، تتطلب معرفة حيّة حتى تروي لنا بلسان امرأة تراقب علاقة معقّدة يكشفها المؤلف عن اسرار الأنثى وهي تحبّ وهي تكره، ومن ثم كيفية إخفاء غيرتها حتى عن القراء. كأنما تراها بعينيها اللتين تلمعان بشغف، وهي تخفيَّ زيف مشاعرها، اذ تحسبها غريمتها، (مفتونة بالزوج وتتمنى ان تقصيها عنه)، عبر سرد تحمله الينا جمل مشحونة حول تفاصيل دقيقة من داخل تكوينها الفسيولوجي، بإبداع حقيقي. انها قصة حب متواترة بين “رجل أعمال” و “لويسا” المدرسة الجامعية، تلتقيهما الساردة الانثى كل صباح في “كافيه” متواضع. تعجب بهما كزوجين متحابين أول الأمر وأنها تحرص على ان تراقبهما. ولا تكشف “ماريا” الافصاح عن تعلّقها بشخصية الزوج “ميغيل ديسفيرن او ديفيرني” وميلها الشديد اليه. وهي تروي عنه التفاصيل حول ملبسه، ومأكله.

نعهد المؤلف يُقيمُ لعبته المشوّقة على التواري خلف شخصيات اختلقها بعناية وبراعة خيال مذهل، منذ السطور الأولى يجعلنا نتتبع حكاية متماسكة من البداية الى النهاية عبر سرد ممتع مبني على الملاحظة الدقيقة الشغوفة في عالم يتشكل بقوّة الصورة التي تراها العين، وتسمعها الأذن. نعهد الروائي سارداً عليماً عارفاً بماهية “علم الرواية” ومساحة حريتها، حيث الروايات العظيمة، تستطيع الكشف عن معلومات دقيقة لا يمكن ان نجدها في بقية الكتب، انها تقول الكثير عن أشياء لا يمكننا ان نعرف عنها، ولا قيمتها بوفرة المعلومة الكاشفة حيث الرواية الذكية تحكي حكاية ظاهرة وأخرى خفية، ونعدها عبر تفاصيل تحكيها أمرأه اسمها “ماريا” بقيت تتابع عن كثب مجريات تفاصيل جريمة غامضة فرقت بين زوجين، وغاية تلك الحكاية. مراقبة دقيقة واحاطة شاملة، لم تخفِ عن القارئ كل ما تعرفه من تحليل عميق عن تلك الشخصيتين اذ وقعت بين الحب والغيرة وسطوة الحقيقة.

هذه الرواية تعلمنا ان الرجل انتقل الى العالم الآخر (عندما ظهرت صورته في الجريدة مطعونا وبلا قميص وعلى وشك التحول الى شخص ميت - الرواية)، ويتحطم الحلم الذي كانت تراقبه “ماريا” من بعيد، والذي بات ضحية جرت عليها جريمة غامضة. وهذه الرواية ليست مرتكزة في تشويقها على تلك الجريمة التي بدت وكأنها محور الحكاية الرئيسة. انه كاتب ينصب لقارئه فخاً ليوقعه في مطب متابعة قصة أكبر، بعد ان تسلح لها معرفيا وراح يعد عدته ليغزو علم الاعلام برمته، يدخله أول الامر من خلال بطلته التي تعمل صحافية ومرتبطة بدار نشر، ومن ثم الشخصية التي تراقبها شخصية رجل اعمال ناجح في تجارة الأفلام. تارة تفكك لقارئها التعاملات الرخيصة لدور النشر الاعلامية والتي ترتبط بالكتاب وفضح العلاقات المشبوهة بين الإعلاميين المعنيين بالنشر، علاقات متراكبة من المصالح، بعضها يفتح الباب نحو الآخر، ويكشف لنا كيفية نيل جوائز النشر، وكيفية تسويق بعض الأسماء التابعة لمؤسسات هي بالأصل لها رهان الشراء على ذلك الفوز. جعل المؤلف تلك المرأة تتحدث من داخل تلك المؤسسات وتفضح كل مكنوناتها السرية في الصفات التي تجري من اجل الكسب المادي، حيث لا شيء حقيقي سوى الربح المادي، وليس بحسبان آخر. كذلك موقع الرجل الذي تتابعه حيث كان يعمل في حقل انتاج الأفلام، وبمراقبته الدقيقة تكشف للقارئ تفاصيل لم يكن يعرفها عن تلك الصناعة. اسرار ارتباطات خفية بين المنتجين والموزعين والتي في نهاية مطافها غايتها الكسب على حساب التقانة.

كل ذلك لتغطية حكاية ظاهرة ملخصها التلصص والرغبة الإنسانية في معرفة الحقيقة، ينكشف السرّ على مسمع “ماريا” في حوار مطول بينها وبين القاتل كأنما هناك رواية أخرى داخل الرواية تبين هناك سبب إنساني للقتل، حول صديقه الذي طلب منه إنهاء حياته بعد أن أصيب بسرطان نادر، أصاب رجولته في مقتل ورغب في الانتحار ولم يتمكن من ذلك لوحده فاستعان بأحد أصدقائه المقربين لوضع تلك النهاية المروعة لنفسه وقد جرى الحوار على مسامع “ماريا” كأنما كان متعمدا ان يسلمها دليل براءة القاتل ويجعله ينجو من فعلته النكراء. وهناك حديث عن الانتحار بعد هزيمة الانسان امام خصوصياته. بقيت تتحدث عن الضعف البشري إزاء الضغوطات الكبيرة التي تقف بين الانسان واحلامه. (ما لا أستطيعه هو ان اتفرغ لكراهيتهم بفعالية، كما لو انني أستطيع كراهية بعض رجال الاعمال المنافسين الذين أرسلوا قاتلا مأجورا، لا أدرى ان كنت تعلمين ان هذا الامر يصبح أكثر شيوعا، في اسبانيا ايضا. هنالك اشخاص. يطلبون احضار قاتل من الخارج، كولمبي، او صريبي، او مكسيكي كي يزيح من الطريق من يشكل منافسة كبيرة لهم ويمنعهم من التوسع، يأتون بشخص فيقوم بعمله، يدفعون له ويغادر، انهم قتلة متكتمون ومحترفون وهم معقمون ولا يخلفون اي أثر، وحين ترفع الجثة نجدهم قد وصلوا المطار، او يحلقون في الجو عائدين الى المكان الذي جاءوا منه- الرواية)

ترى هل كان يتلاعب المؤلف في اغلب الفصول؟ وكأنه يقول لنا ان “ماريا” تنقل لنا اوهامها، حيث لا حقيقة سوى انه مجرد ظنون تحاور بها نفسها، وان معظم الاحداث لم تحدث على الاطلاق، وبطلته لم تستمع الى أي أحد سوى الوهم، ولم يتحدث اليها أحد، (حقيقة ان ذهن المبدع يضج بالابتكار والخلق، ولا كأنما كل ما يسرد علينا حقائق، وليست أوهام “ماريا”)..

ان الاحداث التي تتابعها “ماريا” بحثاً عن مصير الثنائي تكاد تكون الشاهدة الاكيدة على المجرم الذي قام بتلك الجريمة البشعة.. حيث يداخلنا الشك في كل التفاصيل، والقلق بشأن كل اعتراف: أهو الحقيقة أم الزيف والادعاء؟ في سرد أحلام الكتاب وأوهامهم، وليس المهم الحدث أو الشخصية، بل ما يلهمنا إياه من أفكار في التعبير عن الحب، والكشف عن الفساد الذي يلف بطانة اشباه المثقفين الذين تكشفهم الرواية.

لقد باتت الرواية الفنية تشكّل عبر التّقنية محفّزًا فعّالًا في خصوصية الحبكة- الحدث المحوري- اذ تكون لها فاعلية الكاميرا السردية، الدقيقة وقد ذهبت الى توضيح تفاصيل المحتوى المليء بالإشارة من الدّال الى المدلول، حيث يتواشجان ليكونا متانة حدث روائي مثير، يجعلانه مشوقا في تقنية ذكية (لكن هل القصة حقيقية؟ هل يسرد “روبيريث” هذه الرواية على سمع “ماريا” لإبعادها عن إدانته أو عدم إبلاغ زوجة الصديق المغدور حتى لا تفسد خططه المستقبلية- الرواية). متورطة بدرجة ما في علاقة مع صديق المقتول، والذي يتبين أنه هو من اغتال صديقه الأثير، والواقع في غرام زوجة الراحل، وتلك عقدة أخرى تدخلنا اليها الرواية، تجعلنا نعيد النظر في تلك الخيالات المتوالية التي تدخلها “ماريا” وكأنها تتابع ما وراء حكاية الاغتيال، بتقمّص متواصل كأنما تغيب شخصية المؤلف وتظهر فوقها شخصية أخرى تملأ المكان بتفكيرها المستقل. لقد تُرجمت روايات “خابيير مارياس” إلى العديد من اللغات، ولم يكن أديبا مغمورا بعد أن حصل على الجائزة الوطنية للرواية سنة 2012، وتمَّ رفضها لأسباب شخصية لم يعلن عنها، المؤلف اصيب بفايروس “كوفيد” وتوفي في مدريد. ولعل ترجمة “صالح علماني” تعد من بين اهم التراجم لهذه الرواية الصادرة عن دار التنوير.

عرض مقالات:

تحلُّ يوم السبت المقبل، الذكرى السنوية الثالثة لحراك تشرين المجيد، الذي انطلق بتضحيات بناتِ وأبناء شعبِنا البواسل، وزعزع منظومةَ المحاصصة والفساد.

واليوم، ومع استمرار حالة الانسداد السياسي، وتفاقم أزمة نظام الحكم وتداعياتها على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ينبري الشباب الغيور مجددا لإعلاء راية تشرين، وتدشين صفحة جديدة من صفحاتها، مضمونها تطلعات العراقيين وآمالهم في التغيير الشامل.

إنّ قوى التغيير الديمقراطية، تؤكد وقوفها الداعم للحراك السلمي في عموم ساحات الوطن، والذي ينطلق في الأول من تشرين المقبل.. بل وتدعو تنظيماتها ومناصريها إلى التحشد تحت راية الوطن والتغيير.

وتشدد قوى التغيير الديمقراطية على أهمية وضرورة التعاون والتنسيق بين جميع القوى والحراكات، وتحشيد الطاقات، والسير قدما على طريق التغيير الديمقراطي، وتدشين بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، الدولة كاملة السيادة.

في الذكرى الثالثة لحراك تشرين، نؤكد سعينا نحو القصاص من قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين، وتحصيل حقوق الجرحى الابطال وتعويض عوائل الشهداء.

وستبقى مطالبتنا بدولة خالية من المحاصصة والفساد والمليشيات، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.. حاضرة لحين تحقيق ارادتنا: التغيير الشامل.

قوى التغيير الديمقراطية 

26 أيلول 2022

الناصرية ، تلك المدينة الجنوبية ، التي وهبت الفن والادب العراقي عمالقة من الصعب ان يجود بهم الزمن لاحقا ،عريان السيد خلف ، كاظم الركابي وجبار الغزي وقيس لفتة مراد ، طالب القره غولي وكمال السيد ، حضيري ابو عزيز ، ناصر حكيم ، داخل حسن ، جبار ونيسة ، حسين نعمة ، وستار جبار وعلي جودة ، والقائمة تطول .. وهبتنا مبدعا آخر اعطى للاغنية دررا وشذرات ستبقى تفتخر بها عبر تأريخها ، فأغانٍ مثل عزاز ، تكبر فرحتي ، هذاك آنه وهذاك انت ، المكير ، جذاب ، وأغانٍ اخرى منحت الاغنية العراقية عبر الحان الراحل طالب القره غولي وكمال السيد ، القا ، وروحا ، وديمومة ، وكأن تلك الالحان تشبّعت بالعطر السومري فأخذت منه اصالتها ، وسر خلودها .

 لم يكن ديوان (المكيّر ) الذي اصدره الراحل عام 1971 في بغداد ، والذي لايتجاوز حجمه حجم الكف ، إلا قطعة نفيسة من آثار سومر ، وطبع بأحرف بدائية ، تجعلها قريبة للكتابة السومرية ، هذا الكتيب الصغير ، منح الفن العراقي خمسة عشر اغنية ، من اجمل اغانيه .

 اخذ زامل سعيد فتاح عبق حروف قصائده من اديم الهور ، ، من شموخ القصب والبردي ، وبيادر الحنطة والشعير ، فكانت توليفة رائعة ، حتى يخيّل اليك وانت تستمع الى كلماته المغناة تستمع الى صوت طيور الماء ، والخضيري والبط ، واصوات الفلاحين ، باغانيهم المغمّسة بالحزن .

كما كان حريصا ان تكون مفرداته قريبة للجميع ، بعد ان ارتحل من مدينته الى بغداد لكي يكون قريبا الى اجواء الفن ، تبعا لنصيحة رفيق رحتله الراحل الكبير طالب القره غولي . ورحل زامل ، في غير اوانه ، ككل الاحلام الجميلة ، في حادث سيارة ، وكان هو الميّت الوحيد فيه عام 1983 ، ليسدل الستار عن نجم من نجوم الشعر الشعبي العراقي والاغنية العراقية الاصيلة.

عرض مقالات:

ثمة ذروتان عاليتان في تاريخ العامية العراقية - كصوت لغوي ثاني للغة الام الفصحى - هما مظفر النواب وشمران الياسري (ابو كاطع) - وهذا لا يعني إطلاقا إغفالا للصودات الابداعية التي قدمتها لهاتين الذروتين الكثير من بدايات التحديث. 

أشعلا في أرض الكلام المحلي حرائق كثيرة فجّرت محيط اللغة العامية بأمكانيات جمالية وحسية وفكرية هائلة قدمت النتاج الابداعي العامي في أضواء وعناصر ثقافية جديدة  دخلت في تكوين النسيج المعرفي للكائن العراقي.

اللغة قبل كل شىء موهبة مستقلة لا تتوفر لجميع الذين يمارسونها بنفس الحساسية والرهافة والادراك والتذوق والعلو... إن تلمس أسرار وينابيع وأعماق ودور تلك الموهبة في العملية الابداعية مسألة صعبة للغاية... من هنا نستطيع ان نرى فوضى وهياجانات الانطباعات والآراء العشوائية السائدة منذ سنوات وحتى اليوم.

الموهبة – الثقافة.. هما عنصرا العمل الجديد، وجهاته المفتوحة على جهات البعيد.. المجهول.. المستقبل، والتي أمسك  بزمامهما ابو كاطع في سردياته، وإنشاءه الدائم لعالم رواياته، وحتى عموده الصحفي بطريقة نادرة، ومهارة عالية جدا.. حيث كان في كل ما كتبه من نثر وكأنه يسير على صراط القول المحفوف بمخاطر السقوط في هاوية العادية والتسطيح، والغفلة التي لا تنقذ الكلام من شفاهيته وأستعمالاته البدائية الأولى.

ابو كاطع في عمله الكتابي شذّبَ الكلام الذي يأخذه من شفاه وأفئدة الناس البسطاء وتراب وغبار حقولهم واشواقهم 

ثم يعيده اليهم مشحونا بعلاقات ودلالات، وآفاق ثقافية عميقة عرف كيف يخفيها في داخل النص ويقدمها لهم دون إستعراضات وإدعاءات معرفية، وبذلك يمكننا القول إن ابو كاطع هو أول من ساهم في محو أمية مجتمعه الكبير.

وهكذا ظل على الدوام ذكيا - يقظا  يزود فضاء إستعمالاته اللغوية بمقومات الخبرة المتجددة  التي تمزج العمل الادبي بعروق شجر  وطين وماء وغبار وثغاء الاغنام، وليل وروائح ونكهة موروث بيئته التي كان يخلقها من جديد في عرق فرس، أو ( مصخنة ) ماء ترفعها على رأسها صبية عائدة من النهر ومذاق الطلع الحلو..، أو تطريز فلكلوري في (بسط) مدينة (الحي) المترامية النخوة والذائقة والكرم والقهوة والشجاعة والعادات النبيلة، وتاريخ الشعر العامي خاصة.

كنت أتمنى ان أتحدث عن البنية الفنية للرواية (الشعبية) التي  أبدعها ابو كاطع، وكان رائدا فيها، لكن ضيق المجال وللأسف حال دون ذلك.

عرض مقالات:

اعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء يوم 14 حزيران الفائت، ان المجلس قرر في جلسته يومها تخفيض سعر وقود الكاز لاصحاب المولدات الاهلية الى 250 دينارا للتر الواحد. 

وتضمن القرار ايضا زيادة كمية الوقود المجهز للمولدات، تناسبا مع زيادة ساعات القطع المبرمج للكهرباء، وذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الكهرباء والنفط.

وجاء هذا القرار دعما للمواطن في ظل زيادة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، ورفع سعر الامبير من قبل اصحاب المولدات، إلا ان المواطن، وبالرغم من صدور القرار، لم يلمس اي تغيير في سعر الأمبير، بل على العكس من ذلك، رفع اصحاب المولدات التسعيرة!

وعلى إثر القرار كنت اتصور عند تسديدي أجور الاشتراك في المولدة لشهر تموز الجاري، ان أجد التسعيرة منخفضة. لكن صاحب المولدة فاجأني مطالبا بـ 20 ألف دينار عن الأمبير الواحد، بعد أن كان في حزيران 18 ألفا فقط، وقبله 15 ألفا. وعندما استفسرت منه عن سبب هذه الزيادة، أجاب أن الحكومة لم تخفض سعر الوقود وان أصحاب المولدات لا يزالون يشترونه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة!

هل نردد اغنية طيب الذكر الفنان فؤاد سالم “حجيك مطر صيف”؟ 

ومن نصدق من الطرفين: مجلس الوزراء ام اصحاب المولدات؟ 

ومتى تفي الحكومة بوعودها وتكسب ثقة المواطن؟!

مقالات

الفساد وراء التفاوت الاجتماعي المشوه...

الجرائم الأمريكية خلال عمرها القصير

«الديمقراطية» الأكبر في العالم

السياسة والسيطرة الطبقية

طريق الحزب

لنشارك الشيوعيين كرنفالهم ونستقبل...

الحاجة إلى محمود درويش*