اخر الاخبار

تطور قطاع الطاقة في العراق

حول آفاق تطور قطاع الطاقة في العراق، كتب سايمون واتكينز لموقع Oilprice مقالاً أشار فيه إلى أن المشروع المشترك لإمدادات مياه البحر (CSSP) يعّد حاسماّ في تمكين البلاد من زيادة إنتاجها من النفط الخام بشكل كبير. وأضاف بأن تأخر المشروع لأكثر من عقد من الزمان، جاء بسبب المنافسة الشديدة بين شركة إكسون موبيل الأمريكية وشركة البترول الوطنية الصينية، هذا التنافس الذي انتهى بانسحاب الأمريكان، مما ترك الباب مفتوحاً ليصبح CSSP جزءاً من مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور والذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار أمريكي، والموكل تنفيذه لشركة TotalEnergies الفرنسية.

احتياطيات هائلة

وأعرب واتكينز عن اعتقاده بعدم وجود سبب وجيه يمنع العراق من أن يصبح واحداً من أكبر ثلاثة منتجين في العالم، بعد السعودية وأمريكا ومتقدماً على روسيا، بسبب امتلاكه احتياطياً يقدر بنحو 145 مليار برميل رسمياً، وأكثر من ذلك بكثير من الناحية غير الرسمية (تشير بعض التقديرات بأن احتياطياته تزيد عن 215 مليار برميل)، في الوقت الذي ترى فيه وكالة الطاقة الدولية أن مستوى الموارد القابلة للاستخراج في جميع أنحاء العراق (بما في ذلك إقليم كردستان) يبلغ حوالي 246 مليار برميل (الخام وسوائل الغاز الطبيعي).

طموحات لم تك مبررة

وذكر المقال بأن متوسط تكلفة استخراج برميل من النفط يتراوح بين دولار واحد إلى دولارين، وهي من التكاليف الأدنى في العالم، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة بدأت طموحة، فكانت تخطط لإنتاج يصل ذروته إلى 13 مليون برميل يومياً خلال الفترة 2017 و2023 على أن يتراجع إلى 10 مليون برميل يومياً فيما بعد. وأضاف بأن اصحاب الإستراتيجية تواضعوا لاحقاً، فاعتمدوا انتاجاً متوسطاً لا يتجاوز 9 ملايين برميل يوميًا، معتبرين بان السيناريو الأسوأ سيحصل إذا ما وصل الإنتاج إلى 6 ملايين برميل يوميًا فقط. وقارن الكاتب بين هذه الأرقام والإنتاج العراقي الحالي البالغ نحو 3.9 مليون برميل يومياً، فإستنتج بأن هناك الكثير أمام العراق ليصل إلى الطموحات التي وردت في استراتيجياته الإنتاجية.

مشاريع حلول

وذكر المقال بأن من المخطط، أن يتم وعبر مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور، ضخ خمسة ملايين برميل يومياً من مياه البحر ونقلها في الأنابيب إلى منشآت إنتاج النفط في محافظات البصرة وميسان وذي قار، وذلك للحفاظ على الضغط في مكامنها النفطية الرئيسية وبالتالي تحسين عمر وإنتاج الحقول هناك. وأكد المقال على أن حقول كركوك والرميلة، يحتاجان حقنًا كبيرًا ومستمرًا للمياه، حيث انخفض ضغط الخزان في الأول بشكل ملحوظ بعد إنتاج حوالي 5 بالمائة فقط من النفط وكذلك في الرميلة حيث استخرج أكثر من 25 بالمائة من إنتاجها النفطي، مشيراً إلى أن الاحتياجات المائية تشمل معظم حقول النفط رغم إن هذه الاحتياجات تبقى الأعلى في جنوب العراق، متوقعاً أن يعادل الاحتياج الإجمالي لحقن المياه 2 بالمائة من إجمالي احتياجات البلاد من المياه.

مشكلة الفساد

وأشار الكاتب إلى أن السبب الرئيسي في انسحاب شركة إكسون موبيل هو الفساد المتفشي في قطاع النفط، والذي يتوقع أن يخلق مشاكل مستعصية لشركة توتال إنيرجيز الفرنسية، وهو ما يفسر ربما التأجيل المتكرر للتصديق النهائي على صفقتها مع العراق في مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور.

وعبّر الكاتب عن تشاؤمه من إمكانية إتمام المشروع كما هو مخطط له، مذّكراً بإقتراح مشروع الطاقة الشمسية ، الذي طرحته لأول مرة، شركة نفط الجنوب المملوكة للدولة في العراق، في عام 2011، ولم يتم تحقيق أي شيء ذي معنى فيه رغم مرور 13 عاماً على طرحه.