اخر الاخبار

غالبيتنا، نحن الكتاب، ندس ذواتنا، ومشغولياتها،  في حشوة ما نكتب، حتى وإن كتبنا عن

قضية التصحر، مثلا، فهل ثمة ما يهدد حياتنا الاجتماعية والثقافية والانسانية اكثر من التصحر، اشارة الى اجتياح الصحراء جغرافية البلاد، والمعبر عنه بلاغيا في التجهم والاحزان والخوف والضجيج والتضييق على مظاهر الأفراح والمناسبات الاحتفائية، وآخرها القرار الديواني لوزارة التعليم العالي بتحريم اقامة حفلات التخرج الجامعية، باعتبارها "مفسدة للاخلاق" ومن جانبي، انا كاتب هذه السطور، احاول جاهدا ان أمدّ ساقية، وقل خيطا من الماء،  الى هذه المساحة، الصغيرة، المحدودة، من ورق الجريدة الذي اطالعكم فيه، كي لا يزحف التصحر الى موضوعاتي، وبالمناسبة (ايضا)  يقال ان استثمار كل دولار في مكافحة التصحر، في أي بلد، هناك عائد يصل الى ثلاثين دولارا، لكن في حالتنا العراقية، تنقلب المعادلة الى ضدها، حيث تكافح الدولة الاراضي الزراعية، والبساتين وخواصر الخضرة والماء، لتحوّلها الى مجمعات سكنية،  قرعاء، والغريب انه على كثرتها الممتدة على طول البلاد وعرضها لم تحلّ مشكلة السكن الخانقة، ذلك لأن اسعار اصغر المنلزل قفزت من فوق قدرات متوسطي الاجور، وغالبية الموظفين، أما المجمعات السكنية الباذخة، والعمارات العملاقة التي  تتشبه بصف عمارات شاهقة بولاية نيوجرسي الامريكية، فلو سألتَ عمن يملكها.. سيقال لك: الملك لله يا رجل.

*قالوا:

" كل مرض، معروف السبب، موجود الشفاء".

 ابيقراط