اخر الاخبار

إن الحكم العراقي في كرة القدم يستحق كل رعاية واهتمام، بعد أن قدّم مستويات متميزة نالت الإشادة، وأظهر قدرة على خوض تجارب تحكيمية ناجحة ومتفوّقة. نلاحظ أن العراق بدأ يمتلك طواقم تحكيمية متكاملة، إضافة إلى كوادر مساندة في تقنية (VAR)، مما يؤهّله لأن يكون حاضراً بقوة على الساحة القارية، خاصة أنه نجح للموسم الثاني على التوالي في تطبيق هذه التقنية الحديثة.

أطالب لجنة الحكام وخبراء التحكيم العراقيين بإلقاء محاضرات توعوية حول قوانين التحكيم للاعبين، وجماهير الأندية، ورجال الإعلام، وروابط المشجعين؛ فمثل هذه المحاضرات تسهم في رفع الوعي القانوني والمعرفي لدى الجميع، وتبني ثقافة جماهيرية قانونية تقلل من حدة الاعتراضات على قرارات الحكام وتدعم مسيرتهم المهنية. كما أن زيادة وعي الجماهير ووسائل الإعلام ستسهل عمل الحكام ومساعديهم في إدارة المباريات بكفاءة أكبر.

نطالب أيضاً المكتب التنفيذي للاتحاد العراقي لكرة القدم ببذل جهود أكبر أمام الاتحادين الآسيوي والدولي لمنح الحكام العراقيين فرصاً ومهمات دولية أكثر أهمية؛ لأن ذلك سيمنحهم مسؤوليات أوسع ويفتح أمامهم آفاقاً مهنية جديدة. فحكامنا لم ينالوا فرصهم الكافية بأسوة زملائهم في دول الجوار والمنطقة.

لذا، ندعو اتحادنا الموقر إلى تقديم المزيد من الدعم والرعاية لحكامنا، والمساهمة في رفع إمكانياتهم من خلال دورات تطويرية وورش عمل دائمة، إضافة إلى عقد اجتماعات دورية وجلسات تحليل متلفزة تهدف إلى تقليل الأخطاء والهفوات التحكيمية. ولا شك أن إسناد مباريات مهمة وحساسة، مثل مباريات "الكلاسيكو"، إلى حكامنا سيمنحهم الخبرة ويزيد ثقتهم بأنفسهم.

أقول لأحبتي في دائرة الحكام: عليكم تكثيف الواجبات التحكيمية للحكام الشباب بما يسهم في زيادة خبراتهم. وأدعو الإعلام الرياضي إلى المساهمة في رفع المستوى الثقافي والمعرفي للجماهير عبر نشر التوضيحات والمعلومات القانونية المتعلقة بقانون اللعبة، مما يرفع وعي المشجعين ويقلل اعتراضاتهم وهجومهم على الحكام.

وأقول لأحبتي الحكام، على مختلف مستوياتهم ودرجاتهم: اقرأوا وادرسوا قانون اللعبة يومياً لتتعرفوا على خفاياه وأسراره، ولتزيدوا من معرفتكم وقدراتكم، واحفظوا القوانين عن ظهر قلب.

كما أناشد الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم العمل على صرف المستحقات المالية للحكام؛ فالتأخير في صرفها يضعهم في مواقف صعبة ويشكّل عبئاً مالياً ثقيلاً، خصوصاً مع التنقل بين المحافظات. وقد أدى ذلك في الأيام الماضية إلى احتجاج بعض الحكام وامتناعهم عن قيادة مباريات، مما وضع الجميع على صفيح ساخن.

إن الأمر يتطلب من الاتحاد مراعاة ظروف حياة حكامنا؛ فالحكم في الملعب بمثابة «قاضٍ» يصدر قراره في جزء من الثانية، ولذلك من واجبنا أن نوفر له الظروف المناسبة والدعم اللازم كي يتخذ قراراته بثقة وعدالة.