اخر الاخبار

أطلقت وزارة البيئة، الشهر الجاري، استراتيجية خاصة لحماية البيئة، فيما صنفت بعض المناطق ضمن “المحميات الطبيعية”، وأبرزها بحيرة الرزازة.

وتواجه الرزازة (ثاني أكبر بحيرة في العراق) كماً هائلاً من التحديات، من بينها النقص الحاد في كميات المياه، التي تسببت بنفوق كائنات حيّة فيها، إضافة إلى جعلها مصباً لرمي المياه الآسنة.

وأقرت وزارة البيئة الإستراتيجية الوطنية للحد من التلوث البيئي (۲۰۲۳ - ۲۰۳۰). كما صوّتت على إعلان مواقع بحيرة الرزازة في محافظتي كربلاء والانبار، وجبل سنام في محافظة البصرة محميات طبيعية، وذلك ضمن الاجتماع الأول لمجلس حماية وتحسين البيئة في بغداد، والذي يعنى بمتابعة الجوانب البيئي والصحي والخدمي للعاصمة. 

وبحسب البيان الصادر عن الوزارة في 13 حزيران الجاري، فإن الخطة الاستراتيجية التي اقرت ستكون خارطة طريق وخطة عمل لكل قطاعات الدولة، لمعالجة أهم التحديات البيئية.

وتم التصويت خلال الاجتماع على شمول مشروع معمل فرز النفايات في التاجيات بأحكام قرار مجلس الوزراء المرقم 427 لسنة ۲۰۱۷، مشيرا الى الموافقة على تشكيل لجنة من قسم شؤون المجلس ومحافظة واسط لغرض متابعة موضوع تخصيص قطعة الأرض المراد إنشاء موقع الطمر الصحي عليها في محافظة واسط.

وأكدت البيئة في 15 من الشهر ذاته، إنجاز جميع الإجراءات والمتطلبات الخاصة بإعلان بحيرة الرزازة محمية طبيعية، إذ تتلاءم وتتكامل فيها كل الغايات المطلوبة من التنوع الاحيائي والبيولوجي، وأيضا كبحيرة لها أهمية على مستوى الإروائي والسياسة الإروائية”.

تتطلب تعاوناً

الخبير البيئي احمد صالح يشيد بخطوة وضع استراتيجية مختصة بتحسين واقع البيئة في العراق، والذي بات يتأزم عاماً بعد اخر.

ويقول صالح لـ”طريق الشعب”، ان هناك تحديات ومحددات ترافق تلك الاستراتيجية يجب على الوزارة مراعاتها والالتزام بها، مشددا على ضرورة “توفير المياه وتحسين بيئة الأماكن التي أدرجت ضمن المحميات الطبيعية”.

ويضيف أن “آلية تطبيق الاستراتيجية لا تقع على عاتق وزارة البيئة فحسب، انما ترتبط بها وزارات وجهات معنية اخرى كوزارتي الزراعة والموارد المائية، وغيرهما من المؤسسات. وهذا ما يجعل ارتباط الاستراتيجية بمدى جدية وعزم الجهات الأخرى أيضا”.

ويحث صالح على “تعزيز الرقابة البيئية وتنفيذ إجراءات صارمة للحد من التلوث والحفاظ على نوعية المياه المتوفرة، والسعي الجدي لتوفيرها”.

سيحسن وضعها

وعن مدى أهمية عد بحيرة الرزازة ضن المحميات الطبيعية العالمية، يقول مسؤول إعلام بيئة الانبار، مصطفى محمود ان “ادراج البحيرة ضمن المحميات الطبيعية يحتم على منظمة الأمم المتحدة ان تراقب وضع البحيرة وتطالب بتحسين وضعها إذا ما وجدت حالها سيئاً”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “الأمم المتحدة ستعمل على تأمين احتياجات البحيرة من المياه عن طريق البحث عن طرق لمعالجة الأمر، كونها تتعرض للجفاف في الوقت الحالي، وستعمل على توفير كافة الاحتياجات لإعادة إنعاشها وإعادة السياحة اليها”.

ويوضح محمود، أن “الرزازة تتغذى بالمياه عن طريق الحبانية، لكن بعد ان تملأ الأخيرة بالمياه”. لكن الوزارة عملت على سحب الخزين الميت في وقت سابق من بحيرة الحبانية وكذلك الثرثار وحديثة لتدارك أزمة الجفاف.

وبحسب اخر زيارة أجرتها دائرة المياه في محافظة الانبار الى الرزازة، يبين محمود ان وضع البحيرة صعب؛ فهي خالية من المياه والاسماك. ولا يوجد فيها أي حركة سياحية.

“انتهت الرزازة”

الناشط البيئي من محافظة كربلاء، حسين صبري، الذي يسكن بالقرب من بحيرة الرزازة، يقول إنها “تعد ثاني أكبر بحيرة في العراق، وهي جزء من وادي واسع يضم بحيرات الثرثار والحبانية وبحر النجف”.

ويستذكر في حديث له مع “طريق الشعب”، أنه “خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، كانت بحيرة الرزازة نقطة جذب سياحي كبير معروفة بمناظرها الطبيعية الجميلة؛ حيث يأتي الناس لإقامة حفلات الشواء والتنزه والسباحة وممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية، إضافة الى اعتماد سكانها المحليين على صيد السمك في معيشتهم لوفرة أنواع عديدة من الأسماك فيها”.

“انتهت الرزازة”. بهذه الجملة القصيرة عبّر صبري عن واقع البحيرة في الوقت الراهن، عازيا ذلك لإهمال البحيرة من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث تنتشر الأوساخ والقاذورات على أطراف ووسط البحيرة. وهذا وحده يشكل خطرا كبيرا على الكائنات الحية فيها.

ويواصل حديثه قائلاً: ان “المياه الآسنة يتم رميها في البحيرة، الامر الذي ساهم بشكل كبير في القضاء على التنوع الإحيائي في البحيرة”.

وينوه باطلاق العديد من الحملات من قبل مواطنين ونشطاء تمحورت حول المطالبة بالتفات الى بحيرة الرزازة لتحسين واقعها، لكن تلك الحملات بحسب صبري “لم تتلق الدعم الحكومي”.

وبعض تلك الحملات، يؤكد صبري، استهدفت “تنظيف البحيرة بصورة بسيطة ليست بالمستوى المطلوب، بحسب الإمكانيات”.

ويحمل صبري الحكومة مسؤولية الحفاظ على البحيرة، لذلك يجب أن تكون هناك علاجات فورية وسريعة وفورية”، معولا على اعتبار البحيرة “محية طبيعية”، حافزا لتحسين واقع البحيرة الى الأفضل.

عرض مقالات: