اخر الاخبار

بغداد والتحديات الإقليمية

نشر موقع (مركز سوفيان) تقريراً عن الوضع في العراق والتحديات التي يواجهها، جاء فيه بأن الجهود التي يبذلها العراق للخروج من عقود من الحرب والعقوبات والعزلة الإقليمية تبدو معقدة بسبب الأجندات الطموحة لجيرانه الأقوياء والدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة التي تتعامل مع الأمر بمعايير مزدوجة، حيث تركز كثيراً على تدخلات إيران ونشاط حلفائها من العراقيين في ذات الوقت الذي تعتبر فيه وجود القوات التركية داخل الأراضي العراقية مجرد قضايا بسيطة وعابرة.

توغل وتغول تركي

وأشار التقرير إلى أن قيام القوات التركية بالتوغل في شمال العراق بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني، وشنها مئات الضربات الجوية وعمليات القصف المدفعي عبر الحدود، يتم دون أي تنسيق مع بغداد، مما أثار ردود فعل غاضبة لدى الحكومة العراقية، التي تريد تعاوناً أمنياً أوسع مع أربيل. واضاف التقرير بأن هذا التعاون مازال صعباً بسبب استمرار الخلافات بين الطرفين على استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان إلى تركيا بعد توقفها منذ أذار 2023، إضافة إلى خلافات مالية وإدارية متنوعة اخرى.

ردود ضعيفة

ووصف التقرير رد فعل بغداد على التوغل التركي الموسع بالضعف نسبيًا، ربما بسبب حرص الحكومة العراقية على عدم الإضرار بالعلاقة الأوسع مع تركيا، لاسيما بعد تحولها لوسيط يعيد المياه لمجاريها بين دمشق وأنقرة، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي بشكل قد ينعكس إيجاباً على الوضع الأمني والاقتصادي في العراق.

ومع إيران

وفي ذات الوقت الذي تدير فيه الحكومة علاقاتها مع إقليم كردستان ومع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، فإنها تقوم أيضاً بتقييم علاقات العراق مع طهران، وهي العلاقة التي يكتنفها اليوم شيء من الغموض بعد الفوز غير المتوقع للشخصية الإصلاحية مسعود بيزشكيان في رئاسة إيران. وأضاف التقرير بأن واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة على بغداد لكي تنأى بنفسها عن إيران وتحجم نشاط حلفائها، الذين يشكلون قوى سياسية متنفذة في البلاد، خاصة مع إصرار الأخيرة على ممارسة نفوذ سياسي واقتصادي واستراتيجي على العراق. وأضاف بأن كلا البلدين ربما اقتنع بضرورة تجنب مواجهة صريحة مع الولايات المتحدة من جهة وعدم المجازفة بحدوث صراع أهلي من جهة أخرى بعد تصاعد الدعوات لإنسحاب 2500 عسكري أمريكي من البلاد، حتى بالقوة إن استلزم الأمر ذلك. ووجد التقرير في إنكار بغداد للسماح بضرب الكيان الإسرائيلي من الأراضي العراقية، رغم انتقاد العراقيين الشديد لما يجري في غزة، دليلا على هذه السياسة.

العلاقات العربية

ورأى التقرير بأن الزعماء العراقيين، يعتقدون بأن لواشنطن دور مهم في عملية إعادة دمج بلادهم في الحظيرة العربية بعد سنوات عديدة من القطيعة في ظل نظام صدام حسين، لأن أغلب الدول العربية المعتدلة حليفة للولايات المتحدة، وخاصة دول الخليج، مؤكداً على سعي القادة الأمريكان إلى التقريب بين القادة العراقيين والزعماء العرب المعتدلين، لصالح الاقتصاد والبنية التحتية العراقية، وكذلك للحد من النفوذ الإيراني في البلاد. ولهذا، أعرب كاتب التقرير عن تصوره، بإن بغداد تخشى من حدوث خلاف مع واشنطن حول علاقات العراق مع إيران، لأنها تعتقد بأن ذلك قد يؤدي بالعراق إلى العزلة داخل المعسكر العربي، مما يعيق تنفيذ رؤاه وربما ما ينتظره من استضافة القمة العربية المقبلة في ربيع عام 2025، بعد موافقة الجامعة العربية على طلب بغداد استضافة الحدث.