اخر الاخبار

يتعرض  التلاميذ والطلبة في العديد من المدارس العراقية الى عقوبات جسدية ولفظية من قبل اساتذتهم، الامر الذي يؤثر أحيانا على صحة الأطفال جسديا ونفسيا، بالرغم من وجود عقوبات قانونية لمرتكبي العنف ضد الطلبة والتلاميذ في المدارس، إلا أنّ لم تكن هناك أية نتائج ملموسة للقانون بإيقاف الانتهاكات. وهذا يعني أن التشريع شأن غيره من القوانين لا يطبق بشكل حقيقي وفعال.

ويعزو تربويون السبب الرئيس لممارسة العنف الجسدي والنفسي، داخل جدران البنايات التربوية إلى عوامل نفسية، فيما طالبوا بوقف استخدام العنف كوسيلة في التربية والتعليم، وإبداله بطرق أكثر تطورا وحضاريا، لا تسيء لمنظومة التعليم.

حيث تتداول منصات التواصل الاجتماعي باستمرار مقاطع فيديو لأطفال يتعرضون للعنف من قبل كوادر التدريس، وكان اخره مقطعا نشر لإحدى مدارس ذي قار الابتدائية، حيث استخدم المعلم عصا خشبية لضرب جوف ايدي طلابه، معتقدا انه يمارس أسلوب العقاب لفعل خطأ ارتكبوه.

أسباب العنف

وتنتج ظاهرة تعنيف الطلبة والتلاميذ من قبل بعض الأساتذة، تداعيات عدة منها التفكك الأسري وانفصال الوالدين والتعرض للعنف، بحسب الباحث في علم الاجتماع، حسين الكرعاوي.

 ويذكر الكرعاوي في حديث مع «طريق الشعب»، إن «الطفل بعد انفصال والديه يكون معرضا للعنف بشكل أكبر مقارنة مع وجود الأسرة مجتمعة، وهذا يعود عليه سلبا مستقبلا، كونه لم ينشأ وسط بيئة سليمة».

ويطالب الكرعاوي الكوادر التعليمية بـ»الابتعاد عن عقوبة العنف الجسدي واللفظي تجاه الأطفال»، لافتا الى أهمية تفعيل دور الباحث الاجتماعي في المدارس، ليكون هناك تواصل مستمر ودائم، ومتابعة وضع الطلبة مع الأهالي في حال عدم استجابة الطفل للمواد الدراسية، بعيدا عن استعمال العنف».

وبحسب دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فأن 81 في المائة من الأطفال في العراق تعرضوا للتعنيف الجسدي أو النفسي.

وتشير الدراسة إلى أن «الأسر تميل لضبط سلوك الأطفال من خلال معاقبتهم، عندما يسيئون التصرف والسلوك ليتسنى لهم تنشئتهم بطريقة ملائمة».

وكانت اليونيسيف، حذرت من تبعات العنف المتمادي ضد الأطفال العراقيين، والذي يبلغ مستويات خطيرة، حيث ذكرت المنظمة في تقاريرها أن 4 من بين كل 5 أطفال بالعراق، يتعرضون للعنف والضرب في المنزل أو المدرسة.

القانون لا يسمح

ويرجع التربوي، احمد غازي، أسباب ممارسة العنف في بعض المدارس من قبل فئة من الأساتذة، الى عوامل نفسية بحتة، مشيرا الى أن «القانون العراقي وبقية الانظمة التربوية المحلية تنص على رفض ممارسة اي عنف او عقوبة جسدية للتلاميذ والطلبة، وعند ثبوت وجود حالة من العقاب البدني، يحال من مارس هذا الفعل الى لجان تحقيقية، ويعاقب وفق القانون».

وينفي غازي «فكرة ان يكون العنف والعقاب البدني وسيلة للتعليم والتعلم، موضحا ان هذه الوسائل كانت تتبع في الأزمان الماضية، وبحسب ما نرى اليوم فان نتائجها سيئة، حيث خلقت فئة كبيرة تمارس العنف باعتباره شيئا طبيعيا».

ويحث التربوي على اتباع الأساليب المتطورة والحديثة في التربية والتعليم، لافتا الى وجود العديد من النظريات التربوية التي ساهمت بشكل كبير في تطور التربية والتعليم.

أسلوب للتعليم

وتقول التدريسية نور عادل الخفاجي، وهي ناشطة في مجال الطفل والتعليم، ان «استخدام العنف في المدارس ليس بالأمر الجديد»، مشيرة الى وجود نسبة ليست قليلة من التدريسين، يعتبرون العنف المدرسي «وسيلة تعليمية».

وتردف كلامها في حديث مع «طريق الشعب»، قائلة: ان «اغلب الأساتذة الذين يستخدمون العنف كأسلوب للتدريس، تعرضوا للعنف في مراحل دراستهم خاصة عند مرحلة الابتدائية، لذا يعتبرونه فعلا صحيحا».

وتضيف، ان «العنف ولد فيهم حالة نفسية وتراكمات سلوكية، جعلتهم يتخذون من العنف وسيلة للتربية والتعليم». وتستذكر الخفاجي جملة يرددها زملاؤها التدريسيون «كلنا كنا نُضرب. على هذه الشاكلة جرت تربيتنا»، مؤكدة انهم يؤمنون بهذه المقولة فعلا، وبالتالي فان تلك النظرة الخاطئة عن التعليم، ساهمت في انحدار مستوى التعليم واساءت له بشكل كبير.

عرض مقالات: