بعد أن أكدت وزارة الصحة سيطرتها التامة على الموجة الثالثة من فيروس كورونا، أخذت تعد العدة لمواجهة موجة رابعة محتمل دخولها الى البلاد، في ظل الاهمال الشعبي لضرورة التلقيح، وعدم التزام المواطنين وكذلك مؤسسات الدولة بالتعليمات الوقائية الصحية وغير ذلك. 

ولم تبدِ الوزارة أي اعتراض على قرار وزارة التربية بالدوام الحضوري، لكنها نبّهت الى أن إجراءات التربية دون المستوى المطلوب، في ما يخص أعداد الطلبة داخل الصفوف المدرسية، لا سيما التلاميذ.

وفيما يؤكد تربويون وجود “ضرورة ملحة” لإعادة العمل الدوام الحضوري، لكنهم يبدون قلقا من اعداد الطلبة داخل المدارس.

اكتظاظ الطلبة

ويشير التربويون الى أن الدراسة الالكترونية فاقمت من مشكلة اكتظاظ الطلبة داخل الصفوف؛ إذ أن نسب النجاح كانت مرتفعة جدا، وبالتالي هم يعتقدون أن ذلك “ساهم في زيادة أعداد الطلبة داخل الصفوف في جميع المراحل”.

ومؤخرا، أعربت وزارة الصحة والبيئة، في بيان صحفي، عن عدم استبعادها حدوث موجة رابعة في البلاد، نتيجة تحورات جينية في فيروس كورونا، مشيرة الى وجود عدة عوامل تساعد في دخولها الى العراق، منها عدم التزام العديد من المواطنين بالاجراءات الوقائية واقامة التجمعات المختلفة، فضلا عن عزوف اعداد غير قليلة عن تلقي اللقاح حتى الان.

وتؤكد الوزارة في بيانها، ان “كل ذلك ينبئ بحدوث ارتفاع بالإصابات والتي قد تكون قاسية وتهدد النظام الصحي بصورة عامة”.

تحذير من موجة رابعة 

ويشدد بيان الوزارة على ان “هناك عدة دول شهدت مؤخرا ارتفاعا غير مسبوق بعدد الاصابات والوفيات على الرغم من بلوغها مستويات مرتفعة لنسب التلقيح كدولتي بريطانيا وروسيا، الامر الذي يهدد بانتشار سلالات جديدة الى بقية دول العالم”.

وفي  السياق، افاد المتحدث لـ”طريق الشعب” باسم الوزارة سيف البدر بان “الموجة الثالثة التي اجتاحت البلاد منذ عدة شهور، تمت السيطرة عليها، ولكن هذا لا يعني ان الخطر ازيح، خاصة وان هناك بلدانا رصد لديها تحورات جينية اخرى لفيروس كورونا”.

وقال ان “هناك ضرورة شديدة بتلقي المواطنين اللقاحات اللازمة والالتزام بجميع معايير السلامة لضمان تقليل نسبة الاصابات بفيروس كورونا”.

وعن أعمار المواطنين المشمولين بتلقي اللقاح، ذكر البدر  ان “الصحة العالمية لم تصدر حتى الان اية تعليمات حول اعطاء اللقاح لمن أهم أقلّ من 18 عاما، فضلا عن أن الدراسات ما زالت قائمة من قبل خبراء وزارة الصحة”.

وحول تعليمات بدء العام الدراسي الجديد وعودة الدوام الكامل لأغلب المؤسسات الحكومية، ذكر البدر أن “خبراء الصحة بيّنوا انه لا مانع من عودة الدوام الكامل مع الالتزام بالتعليمات الوقائية”. 

تجاهل تعليمات الصحة 

وأردف “للأسف الشديد فإن أغلب المؤسسات لم تبد التزاما بهذا الجانب بحسب رصد وزارة الصحة، فضلا عن أن الاجراءات ما زالت دون المستوى المطلوب لفك الاختناقات داخل الصفوف المدرسية للتلاميذ”.

ويبدي أطباء “اطمئنانا” للإجراءات المتخذة من قبل الوزارة في اطار احتواء كوفيد19.

ويقول مدير مستشفى الكندي د.سالم مزهر لـ”طريق الشعب”: ان “مراكز التلقيح تشهد اقبالا لا بأس به من قبل المواطنين، وان خطوة ادخال بطاقة التلقيح ضمن المستمسكات الرسمية ساهمت كثيرا في رفع نسبة متلقي اللقاح”.  ويضيف ان “العمل على فتح مراكز جديدة للحالات التي تعاني مضاعفات شديدة جراء فيروس كورونا هي الاخرى ساهمت في تقليل الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية”.

مؤشر ايجابي

ويعد مزهر ان انخفاض نسب الاصابات والوفيات مؤخرا “مؤشر ايجابي على تجاوز الموجة الثالثة لفيروس كورونا”، مردفا “لكن ذلك لا يلغي ضرورة تشديد الاجراءات الوقائية من خلال لبس الكمامات في الاماكن العامة وتعقيم اليدين والسعي لأخذ اللقاحات”.

وبخصوص عودة الدوام الكامل الرسمي لأغلب المؤسسات الحكومية، يرى ان “حياة المواطنين وسلامتهم اهم من المضي بالدوام الرسمي الكامل”، لكنه في الوقت نفسه يجد ان “مؤشرات جائحة كورونا في البلاد تدعو الى الاطمئنان، لذلك عودة الدوام مع الالتزام بإجراءات الوقاية لا بأس به”.  ويستدرك أنه “في حال دخلت الموجة الرابعة من الفيروس المتحول الى البلاد، فستكون هناك اجراءات وقائية، تعلن عنها خلية الازمة في حينها”. ويطالب د. مزهر بضرورة مضي الوزارة في “تعزيز الكوادر الطبية الجوالة من ناحيتي العدة والعدد لمنح اللقاحات الى المواطنين، خاصة في المناطق الشعبية التي تعاني من كثافة سكانية كبيرة”.

مدارسنا تختنق

وتعبّر انتظار قاسم، مديرة احدى المدارس الاعدادية للبنات، عن مخاوف الكوادر التعليمية من الاصابة بفيروس كورونا في حال عودة الدوام الكامل للمدارس.

وقالت لـ”طريق الشعب”: ان “هناك اعدادا غير قليلة من الكوادر التعليمية ذهبوا ضحية الاصابة بفيروس كورونا، وان عودة الدوام ضرورة ملحة الا ان الاعداد غير القليلة من الطلبة داخل المدارس يبعث على القلق لدى العديد من التدريسيين”. وتلفت قاسم الى ان “السنوات الاخيرة شهدت نسب نجاح مرتفعة ما زاد من الزخم في المدارس التي تعاني غياب الاستحداث وتطوير بناها التحتية منذ عقود”. وترى مديرة المدرسة، ان هناك “ضرورة لتعزيز الكوادر التعليمية، كما لا بد من فتح صفوف دراسية جديدة وذلك لتقليل الضغط داخل الصفوف المدرسية اسوة بإجراءات وزارة الصحة في بناء مستشفيات كرفانية”.

وخلصت الى ان “واقع الحال يشير الى أن أزمة كورونا مستمرة، وأن بقاء الواقع التعليمي على ما هو عليه الان، قد يؤدي الى انهياره لمستويات ادنى”.

عرض مقالات: