أنعشت الأمطار التي لا تزال تتساقط في مناطق متفرقة من البلاد آمال العراقيين بموسم زراعي جيد، بعد ثلاث سنوات عجاف مرت على أراضينا الزراعية وإحالتها الى حصاري قاحلة، الأمر الذي دفع الكثير من سكانها الى النزوح نحو المدن، لاسيما في جنوب البلاد.

وبحسب تصريحات حكومية، فان الأمطار ساهمت بزيادة الخزين المائي في السدود العراقية، الأمر الذي يستلزم ان تكون هناك إدارة رشيدة لملف المياه.

زيادة مخزون المياه

واكد وزير الموارد المائية عون ذياب في تصريح سابق، ان “موجة الأمطار والسيول التي مرت بها البلاد خلال المدة الماضية، أسهمت بتعزيز خزين البلاد المائي، لاسيما ضمن بحيرة سد الموصل والتي ارتفع منسوبها بمقدار سبعة أمتار، والتي تعد مصدرا أساسيا لتغذية نهر دجلة خلال الموسم الصيفي.

والى جانب ذلك، قال ذياب انه “تم تعزيز الخزين المائي ضمن سدود دوكان ودربندخان وحمرين والعظيم”.

هدر المياه!

المتحدث الرسمي باسم الوزارة خالد شمال قال إن “هدر المياه يمكن أن يحدث على نحوين مختلفين: في المزارع نتيجة لاستخدام وسائل الري التقليدية والزراعة البدائية، والثاني يحصل في المنازل وأماكن العمل والمنشآت العامة، لعدم وجود ثقافة ترشيد”.

وأضاف شمال في حديث خصّ به “طريق الشعب”، أن “هناك أمورا أساسية يجب تحقيقها من بينها تعزيز التثقيف والتوعية، سواءً من خلال وسائل الإعلام أم تنفيذ خطط تربوية صحيحة تبدأ من رياض الأطفال وتمتد إلى الجامعات، وضرورة وضع تسعيرة واضحة للمياه العذبة، مع معاقبة المتجاوزين ووضع تشريعات تعتبر هدر المياه جنحة”.

تحديات

ويقول الخبير المائي عادل المختار، أنه “وفقًا للتقديرات، فقد زاد المخزون بمقدار ٤ مليارات متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، ما رفع المخزون الإجمالي إلى ١٥ مليار متر مكعب”.

ويضيف المختار في حديث مع “طريق الشعب”، ان زراعة مليون شجرة تحتاج إلى مياه ري، ما يستنزف جزءًا من المخزون المائي، مشيرا الى ان هناك وعودا حكومية بإعداد خطة صيفية.

ويتساءل: ما هي تفاصيل هذه الخطة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتبخر المياه المتزايد، وتوسعة الخطة الزراعية؟، مبينا ان هناك خطة لزراعة كل الأراضي الصالحة لزراعة الشلب بمساحة تقدر بـ ٣٠٠ ألف دونم”.

ويشير المختار إلى أن “الأمطار الغزيرة هي السبب الرئيس وراء زيادة مخزون المياه وليس الإجراءات الحكومية، إنما لا نزال نعتمد على حلول السماء، وبالتالي لا بد من مراجعة السياسات الزراعية وإعادة النظر في الإدارة المائية لتحقيق الاستدامة.

سوء الإدارة

من جانبه، ينصح علي المعموري، المختص بالشأن الزراعي، باستغلال المياه السطحية والأمطار من خلال بناء ممر مائي صناعي، وتوجيه تلك المياه نحو المناطق الجافة، التي تعتبر مناطق زراعية محتملة، لكنها تعاني من نقص المياه.

ويقول المعموري في حديث مع “طريق الشعب”، أن “الجفاف في العراق لا يعد التحدي الأبرز، إنما يتمثل التحدي في كيفية إدارة الموارد المائية بشكل صحيح وفعال”، مشددا على “ضرورة تحسين الإدارة المائية وتوجيه المياه بطريقة أكثر فعالية لضمان الاستدامة البيئية والاقتصادية للموارد المائية في العراق”.

عرض مقالات: