اخر الاخبار

دفعت ازمة الجفاف وقلة الإيرادات المائية من دول الجوار، الحكومة لإتخاذ قرار بمنع زراعة الأرز في ثلاثة مواسم 2018، 2022 و2023، ما سبب انحساراً في إنتاجه. فيما يحذر مراقبون من تعميم نظام المراشنة لزراعة الأرز في المحافظات، لعدم تحمل الوضع المائي الحالي أي هدر، ولو كان بسيطاً.

الري بالرش

غير أنه برغم المنع، أعلن وزير الزراعة عباس جبر المالكي، يوم 5 كانون الثاني، نجاح زراعة الأرز صنف “العنبر”، و”الياسمين” باستخدام نظام السقي بالمرشات في قضاء المشخاب ضمن محافظة النجف.

وأكد أن إنتاجية الأرز مشجعة، لأنها حققت أكثر من طن للدونم الواحد، متوقعا أن يسهم هذا النجاح في زراعة هذا الصنف بكميات كبيرة العام المقبل.

وعدّ ذلك “خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في زراعة الأرز”.

تحديات

من جهته، قال رئيس الجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى، رعد المغامس، أن “الجفاف ضرب قرابة 15 مقاطعة زراعية في المحافظة خلال السنوات الثلاث الماضية. فيما تقلص الانتاج الزراعي بنسب تتراوح بين 35 و50 في المائة، وهدد معيشة أكثر من 10 الاف اسرة، تمتهن الزراعة بشكل مباشر”.

واضاف، أن زراعة الأرز “اختفت تماما من المحافظة”.

وأردف كلامه لـ “طريق الشعب”، قائلاً أن “زراعة الارز نجحت ببعض مناطق الوسط والجنوب”، لكنه يرهن نجاح ذلك في محافظته بـ”إنشاء بحيرة مياه جديدة”.

وأكد مغامس، ضرورة انشاء سدود جديدة في المحافظة، لضمان عودة زراعة الأرز، وتحديدا العنبر.

صعوبة زراعته في النجف

أما مدير الموارد المائية في محافظة النجف، شاكر فائز، فيقول بأن “زراعة العنبر تحتاج ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، ما تسبب بصعوبة في زراعته بالمحافظة”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أنه “تم استخدام نظام المراشنة خلال الخطة الشتوية، لزراعة أكبر قدر ممكن من الأراضي الزراعية، مستثمرين ادامة المياه ضمن وقت الانبات الذي يقدر بـ30 يوما”، مبينا ان “زراعة الأرز بطريقة الرش تعد تجربة جديدة. كما انها لم تعمم على كافة الفلاحين والمزارعين”.

ويشير الى وجود تعاون بين وزارتي الموارد المائية والزراعة، لاستخدام تقنيات الري الحديثة، لافتا الى وجود أنشطة لدى دائرة الموارد، تستهدف تطوير قطاع المياه، برغم أن ذلك “يتطلب وقتاً وأموالاً، وبعض الموافقات الإدارية، بالإضافة الى إعادة دراسة المشاريع وفقاً للحصص المائية الواردة للبلاد”.

ويعد فائز الأرز بأنه “عنصر أساسي في النظام الغذائي العراقي، وان زراعته في المشخاب جزء لا يتجزأ من الهوية المحلية”.

تلكؤ مشاريع القطاع الزراعي

من جانبه، يقول الخبير في مجال الزراعة، تحسين الموسوي، أنه “بسبب شح المياه وقلة إيراداتها، اتجه العراق الى استخدام نظام المراشنة في اغلب المحافظات العراقية”، مبينا ان هذا النظام “له تأثيرات سلبية متعددة، الا ان وزارة الزراعة أجبرت على اعتماده، لتدني مستوى الخزين الميت المستخدم منذ نحو خمس سنوات”.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “مناطق الفرات الاوسط تشتهر بزراعة الارز ويعتمد غالبية سكان المنطقة على هذا المحصول”، مشيرا الى ان الارز “تضرر كثيرا بسبب الجفاف، كونه يتطلب كميات كبيرة من المياه عند استعمال طرق الزراعة التقليدية”.

ويلفت الى وجود “تطور عالمي كبير في جانب الزراعة، دفع العالم نحو وحدة الإنتاج لا المساحة”.

ويشجّع الموسوي اتباع التقنيات الحديثة والتي تستخدم من قبل الدول الفقيرة مائياً.

وبالرغم من حثّ الموسوي على تعميم مبادرة زراعة الأرز في جميع المحافظات العراقية، الا انه يرى أن الوقت الراهن حرج “فحتى استخدام طرق المراشنة المقننة للمياه، سيكون من الصعب توفيرها، خاصة بعد استخدام مياه ثلاثة سدود، الموصل، دوكان وحديثة. والاخير يعيش معاناة كبيرة”.

ويزيد بالقول، “نحتاج الى إيقاف عملية التصحر وإنعاش الاهوار ودفع اللسان الملحي، بالإضافة الى تغيير السياسة الزراعية المتبعة، ومعالجة أساليب الاستهلاك، ليس على مستوى الزراعة فقط”.

ويشير الى وجود تلكؤ في المشاريع الخاصة بالقطاع الزراعي، بالرغم من توفر الموازنة والظروف المناسبة لأحداث تغيير في الزراعة المحلية، لافتاً الى ان المشكلة تتمثل باتخاذ “القرارات من الجهات المعنية”.

من جانبه، أكد النائب عن محافظة النجف فاضل الفتلاوي في تصريح صحفي، الجمعة الماضية، ان “محافظة النجف شهدت زراعة أكثر من 35 ألف دونم في قضاء المشخاب فقط بالحنطة والشعير، في حين ان أكثر من 250 ألف دونم في عموم النجف تمت زراعتها بهذه المحاصيل، والانتاج المتوقع لهذه المحاصيل في المحافظة يقارب 250 ألف طن”.

وأضاف، أن “النجف والمشخاب على وجه الخصوص ستزرع 211 ألف دونم لمحصول الشلب ضمن الخطة الزراعية، حيث سيتم البدء بزراعة هذا المحصول يوم 12 حزيران المقبل، ليتم حصاده في 11 كانون الثاني من العام المقبل، حيث يواصل المزارعون عملهم لتهيئة الارض لزراعة الشلب من اجل انتاج رز العنبر”.

ويعتبر الرز من الأطباق الرئيسية للمائدة العراقية، ويدخل ضمن مفردات البطاقة التموينية المدعومة من الحكومة، ويمتاز الرز “العنبر” بطعمه ورائحته المميزة. وكان الرز المحلي يغطي بحدود 20 في المئة من الاستهلاك المحلي، فيما تُّصدر الأصناف الجيدة منه إلى عدد من الدول.

ويُزرع في اغلب المحافظات الجنوبية مثل النجف والديوانية وبابل والناصرية والمشخاب. ويستخدم ماء نهر الفرات لريه، ويكون موسم زراعته في شهر أيار ويستمر لمدة ستة أشهر، حيث يتم حصاد المحصول في منتصف شهر تشرين الأول.

عرض مقالات: