الصفحة الأولى

مراقبون: عدم القدرة  على فتح ملفات أساسية دليل على العجز.. مكافحة الفساد مرهونة بإيجاد منظومة سياسية تستند إلى إرادة الشعب

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية اخيرا، عن تفكيك شبكة مكونة من مسؤولين ومنتسبين في خمس وزارات، تمتهن تزوير العقود، لكن هذا لم يكن رادعا للجهات التي تغذي هذه الظاهرة، برغم ان الحكومة مرارا ما تؤكد ان مكافحته تتصدر أولويات عملها.

وعلى ما يبدو حتى الان، ان التصريحات والبيانات الحكومية شيء والتطبيقات شيء اخر تماماً، إذ هناك عجز عن التصدي لهذه الآفة التي نخرت جسد الدولة ومعالجة جذورها وليس ما يطفو منها ويقول مراقبون إن هذا التعثر يعود الى ان القوى المتنفذة هي من تتولى إدارة صفقاته.

أذرع قوية

في هذا الشأن، تقول النائبة عن التحالف الكردستاني فيان دخيل، عضو لجنة النزاهة النيابية، ان مكافحة الفساد في العراق ليست عملية بسيطة، خصوصاً وان الفساد نخر مؤسسات الدولة، برغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات القضائية.

وتضيف في تصريح لـ”طريق الشعب”، “اننا بحاجة الى العمل بجدية اكبر على تعزيز الجانب الرقابي، متمثلا بهيئة النزاهة والجهات الحكومية المعنية”.

وتلفت الى انه “خلال عقدين من الزمن اصبح للفساد اذرع قوية”. وتشير دخيل الى ان الاعلان مرتبط بصفقات فساد جرى ترتيبها في زمن حكومات سابقة، بينما ما يحدث الان يجري التستر عليه “هذه القضية يجب ان تحل، وتتم معالجتها”.

مرتبط بمنظومة المحاصصة

في مستهل حديثه أوضح رئيس هيئة النزاهة الاسبق، موسى فرج، ان “تقارير ديوان الرقابة المالية هي مصدر أساسي للمعلومات المتعلقة بالمخالفات”.

واكد في حديثه مع “طريق الشعب”، أن تقارير الديوان سنوية، مردفا “لكن منذ 10 أعوام لم تصدر تقارير الحسابات الختامية، وتم إصدار العديد من الموازنات أيضا بدون تقرير ديوان الرقابة المالية خلافاً للدستور”.

ورهن فرج عملية القضاء على الفساد بـ”بناء منظومة سياسية تستند إلى إرادة الشعب”، وبالتالي فان هذه الطريقة تكون كفيلة بـ”تقليص الفساد بشكل كبير”.

واشار فرج إلى أن “الفساد مرتبط بالمنظومة السياسية، وأن الأطراف المتنفذة تمارس الفساد وتحمل دورًا رئيسيًا فيه، فعمليات الفساد الكبيرة منها سرقة مصفى بيجي وسرقة القرن وغيرهما، كانت بتدبير من تلك القوى الفاسدة، وبالتالي فمن الصعب إحراز تقدم في مكافحة الفساد ما لم يتم التخلص من هيمنةهذه الأطراف المتنفذة”. وخلص الى، ان الفساد في العراق، تطور من مالي وإداري وسياسي إلى فساد المسلح.

مؤشرات لا تقبل القسمة على اثنين

الى ذلك، قال المحلل السياسي إياد العنبر: إنّ مكافحة الفساد “ليست مجرد شعار تطلقه الحكومة، فالكثير من القضايا بقيت معلقة، ومصداقية الحكومة مرهونة بالنتائج لا الشعارات”.

وعرج العنبر على ملفات تتعلق بقروض المصارف والمحاسبة والمساءلة، وعمليات هدر المال العام في الموازنات العامة.

واكد العنبر في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن هذا يحتاج الى “الكثير من المصاديق على مستوى الافعال والمواقف لا  التصريحات والخطابات السياسية”. وتابع، ان “عدم القدرة على فتح ملفات مهمة وخطرة تخص صفقات الفساد، يعطي انطباعا بعجز حكومي عن مكافحته، وكل هذه المؤشرات لا تقبل القسمة على اثنين”.

 *****************************************************************

رائد فهمي: الانتخابات ومشروع التغيير

هناك جدل مشروع يدور حول دور الانتخابات، سواء لمجلس النواب ام لمجالس المحافظات، في عملية تغيير منظومة حكم المحاصصة، المسؤولة عن  تشوه وفشل عملية إعادة بناء الدولة وسوء أدائها، وعن مسلسل الازمات التي تعاني منها البلاد، واستشراء الفساد في مفاصل  الدولة والمجتمع، وتحوله الى شبكات منظمة عابرة للاحزاب والقوميات والاديان والمذاهب، صارت جزءاً مكونا مما يسمى بالدولة العميقة، وترتبط عضويا بالاحزاب والقوى الماسكة بزمام السلطات وباصحاب المصالح المالية والتجارية، والاقتصادية عموما.

تتوزع الآراء في هذا الشأن  بشكل عام على  ثلاثة محاور أو مواقف أساسية: الاول  يعلق أيّ تغيير على العملية الانتخابية حصرا، ويرفض عمليا الفعل الجماهيري كوسيلة وطريق لإحداث التغيير او للضغط  على السلطات التنفيذية والتشريعية.  والرأي الثاني يتخذ موقفا  مناقضا للاول ويعتبر الانتخابات عديمة الجدوى، بل وتساهم في  اضفاء شرعية على منظومة حكم فاسدة وعلى عملية سياسية واجبة التغيير. اما النهج الآخر في التعامل مع الانتخابات، فهو الناظر اليها باعتبارها أحد أشكال الصراع  السياسي ضد القوى الراعية لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية، والمعبرة عن المصالح الاقتصادية والسياسية للفئات والشرائح الاجتماعية المستفيدة من هذا النهج، والتي تضخمت ثرواتها على حساب المال العام، وضرورة التعامل مع الانتخابات بالترابط مع الاشكال والاساليب الاخرى من الصراع السياسي والاجتماعي، مثل  النشاطات الاحتجاجية الجماهيرية والنضالات المطلبية المشروعة والصراع الفكري.

ونظرا لبنية مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية، التي تقاسمت السيطرة عليها القوى السياسية المتحاصصة، والتي باتت تتحكم في الجهاز البيروقراطي  للدولة مدعومة بمنظومة الفساد، فمن الوهم الاعتقاد ان اي تغيير في قمة هرم السلطة يكون كافيا لإحداث التغيير، وقد اكدت التجربة قدرة القوى المضادة للاصلاح ولمحاربة الفساد على افشال المحاولات الإصلاحية.

 **********************************************************

راصد الطريق.. متى تذهب الإعانات الى مستحقيها؟

تواصل فرق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حملاتها لزيارة المناطق من اجل الكشف عن العائلات المستحقة، لشمولها بالإعانة الاجتماعية.

والغريب في الموضوع ان معظم هذه الفرق تزور مكاتب أعضاء مجالس النواب أو مقار أحزاب متنفذة لإجراء الكشوفات بدل الاطلاع المباشر على أحوال الناس ومن منهم يستحق الإعانة فعلاً.

وتشمل الزيارات مضايف شيوخ العشائر وبحضور مرشحي الأحزاب المتنفذة للانتخابات، في انتهاك واضح وصريح للقوانين واستغلال بيّن لموارد الدولة.

مثل هذه الممارسات لا يمكن قبولها، وهي دليل على عجز الحكومة عن منع المتنفذين من استغلال مناصبهم. كما انها بداية غير سليمة، خاصة مع تحذيرات رئيس الحكومة سابقا، من استعداد جماعات متنفذة للاقتراب من أموال الموازنة عند تنفيذها.

نذكّر الحكومة مجددا بوجوب حظر مثل هذه التصرفات، وضمان توزيع الإعانات الاجتماعية على من يستحقونها، ومنع استغلال المتنفذين لأموال الإعانات بطرق غير مشروعة، وللدعاية الانتخابية واستغلال عوز الناس وحاجتهم.

ومن الضروري ان تراجع الحكومة سياسة منح الإعانات الاجتماعية، خاصة وإن كثيرين من الميسورين يزاحمون المحتاجين على هذه الإعانات، متخذين من عدم تعيينهم حجة لطلبها رغم ان أوضاعهم جيدة.

****************************************************

الأتراك لا يلتزمون بمخرجات الاجتماعات

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

نظراً لاستمرار أزمة المياه في العراق، وتفاقم تداعياتها في نهري دجلة والفرات، وحدوث هجرة عكسية، إضافة الى زيادة نسبة البطالة، نتيجة توقف كثير من الأعمال المرتبطة بالمياه، تسلط “طريق الشعب” ضوءا على المفاوضات العراقية مع دول المتشاطئة.

المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، قال إن “مفاوضات العراق بشأن ملف المياه مستمرة مع الدول المتشاطئة، حيث هناك تبادل لزيارات الوفود بين العراق والجارة تركيا لأجل التفاوض وتبادل المعلومات والاتفاق على تفاصيل مشتركة تخص نهري دجلة والفرات”، مبيناً أن “الوزارة معنية بإدارة الجانب الفني من هذه المفاوضات”.

***********************************************************************

الصفحة الثانية

المالية البرلمانية: تثبيت المتعاقدين لا يتعارض مع الموازنة

بغداد - وكالات

أعلنت اللجنة المالية النيابية، أمس، عن مخاطبة مجلس الوزراء بشأن تثبيت العقود، مؤكدة أن قرار التثبيت لا يتعارض مع قانون الموازنة المالية.

وقال عضو اللجنة مصطفى الكرعاوي، في تصريح صحفي، إن “اللجنة خاطبت مجلس الوزراء بشأن استئناف قراره بتثبيت العقود ممن أكملوا خدمة سنتين فأكثر”.

وأوضح، أن “الموازنة أقرت ونصت على إيقاف التعيينات والتعاقدات الجديدة”، مؤكدا أن “مسألة تثبيت المتعاقدين لا تعتبر تعاقدا جديدا”.

وأشار، إلى أن “مجلس الوزراء له صلاحية تثبيت المتعاقدين وتوفير التخصيصات المالية لهم”، مبينا أن “اللجنة خاطبت مجلس الوزراء أيضاً بشأن إيجاد المعالجات لبعض الجهات ممن لم يكملوا خدمة سنتين مثل عقود 315 في وزارة النفط وقراء المقاييس في وزارة الكهرباء، بالإضافة إلى الذين تم منحهم إجازة دراسية بدون راتب ولم تحتسب لهم خدمة فعلية ما أدى إلى تأخرهم بالتثبيت”.

وتابع الكرعاوي، أن “اللجنة بانتظار إجابة مجلس الوزراء من أجل إيجاد الحلول لهذه الفئات والإعلان عنها”.

 ***********************************************************

وفد الشيوعي العراقي يزور مقر الفرع الخامس للديمقراطي الكردستاني

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي، الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني بمناسبة الذكرى ٧٧ لتأسيس الحزب.

وقدّم الوفد التهاني بهذه المناسبة، مؤكدا على عمق العلاقات بين الحزبين الحليفين، والتأكيد على ديمومة التواصل وتبادل الرأي في مختلف القضايا السياسية العراقية والكردستانية.

وكان في استقبال الوفد الدكتورة أشواق الجاف، مسؤولة الفرع، فيما ضم وفد قيادة الحزب الرفاق ياسر السالم والدكتور علي مهدي وحيدر مثنى.

وسلم وفد الحزب برقية تهنئة بالمناسبة ونصها:

السيد مسعود البرزاني المحترم

السادة في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني المحترمون

تحية طيبة..

يسرنا في مناسبة حلول الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس حزبكم المناضل، ان نتقدم اليكم بأحر التحيات وأطيب التهاني، متمنين لكم دوام التقدم والمزيد من النجاحات على طريق تحقيق تطلعات شعب الإقليم وعموم شعب العراق.

نتطلع في هذه المناسبة الى توطيد العلاقات التاريخية بين حزبينا، والى المزيد من التنسيق والعمل المشترك مع كافة القوى المدنية والديمقراطية والوطنية، لنقل أوضاع بلدنا الى ما تنتظره الناس بفارغ الصبر، وتلبية تطلعات المواطنين في تحقيق مبدأ المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

في هذه المناسبة نجدد مواقفنا الثابتة في نيل شعب كردستان حقوقه العادلة، وتعزيز البناء الديمقراطي الفيدرالي في بلدنا، وتوفير الحياة الحرة الكريمة الآمنة للمواطنين جميعاً.

وتقبلوا خالص التقدير

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

*****************************************************************************

الموارد المائية: ملف المياه معقد.. والأتراك لا يلتزمون بمخرجات الاجتماعات

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

نظراً لاستمرار أزمة المياه في العراق، وتفاقم تداعياتها في نهري دجلة والفرات، وحدوث هجرة عكسية، إضافة الى زيادة نسبة البطالة، نتيجة توقف كثير من الأعمال المرتبطة بالمياه، تسلط “طريق الشعب” ضوءا على المفاوضات العراقية مع دول المتشاطئة.

مفاوضات المياه إلى أين؟

المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، قال إن “مفاوضات العراق بشأن ملف المياه مستمرة مع الدول المتشاطئة، حيث هناك تبادل لزيارات الوفود بين العراق والجارة تركيا لأجل التفاوض وتبادل المعلومات والاتفاق على تفاصيل مشتركة تخص نهري دجلة والفرات”، مبيناً أن “الوزارة معنية بإدارة الجانب الفني من هذه المفاوضات”.

وأضاف شمال في تصريحات خصّ بها “طريق الشعب”، أنّ “ملف المياه لا يزال معقداً ويتطلب جهوداً استثنائية”.

وأردف كلامه بأن “رئيس الوزراء حوّل ملف المياه من دبلوماسي الى اتحادي، حيث يديره ويشرف عليه السوداني بشكل مباشر”.

وبالحديث عن إمكانيات المفاوض العراقي، يرى شمال أنه “يمتلك نقاط قوة كثيرة، أهمها الدعم الحكومي والضغط الإعلامي الذي حوّل أنظار الجميع لقضية المياه”.

وبيّن، أن “اخر زيارة تمثلت بقدوم وفد فني تركي الى بغداد في منتصف شهر أيار، على هامش مشاركة تركيا في مؤتمر المياه الذي أقيم في العاصمة بغداد”.

وأردف شمال قائلا، إنّ “الوفد التركي اطلع على واقع العراق المائي الحرج، وما سببه من مشاكل بيئية، فضلا عن انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات”.

وزاد بالقول: إن تلك الزيارة لحقتها في تموز زيارة من قبل الوفد العراقي الى تركيا، حيث اطلع هناك على السدود والمشاريع الإروائية.

وأشار الى أن “هناك اكثر من اجتماع عقد، واتفقنا بموجبها على مخرجات تعزز اطلاقات نهري دجلة والفرات”، لكنه أردف كلامه بأن الجانب التركي لم يلتزم بمخرجات تلك الاجتماعات.

ولفت شمال الى، أن “نهر الفرات لا يزال بحاجة الى تعزيز الاطلاقات المائية”، موضحا ان النهر “يخدم محافظات الفرات الاوسط ومناطق الاهوار”.

واكد في نهاية حديثه بأن وزارته “تعمل حالياً على تعزيز اطلاقات نهر الفرات”.

لا توجد مفاوضات

من جهته، أبدى الخبير المائي والمستشار السابق لوزارة الزراعة، عادل المختار، استياء كبيرا من مفاوضات المياه بين العراق ودول المنبع، قائلاً إنه “لا توجد مفاوضات بل ما يجري مجرد مباحثات بين وزارة الموارد المائية العراقية ونظيرتها في تركيا، وهي متعلقة بأمور فنية”.

وقال المختار في حديثه مع “طريق الشعب”، انه “في حال وجود مفاوضات فعلية، ينبغي التركيز على نهر الفرات الذي يعاني من وضع حرج ومأساوي، برغم الوعود الكثيرة بتحسين الوضع”.

وأضاف المختار، أنّ هناك مطالب مضى عليها سنوات، تتمثل بتشكيل المجلس الوطني للمياه، برئاسة رئيس الوزراء والذي يقود المفاوضات من أجل التوصل لاتفاقيات مع دول المتشاطئة.

وتابع المختار، أن زيارة رئيس الوزراء لتركيا، خلال الربع الأول من العام الجاري، كانت بتوقيت خاطئ. كان يفترض في وقتها أن يطلب السوداني تفعيل مذكرة تفاهم وإلغاء بناء سد تركيا، الذي أثر سلباً على المنطقة.

وأكد، أنّ “المباحثات الحالية ضعيفة جداً، ولا ترتقي للمستوى المطلوب، وحتى الزيادة التي حصلت بمنسوب نهر دجلة، دخلت الى الخزين، ولم تؤثر على منسوب المياه في النهر بشكل كبير، أي أن المواطن لم يشعر بها”.

تحويل مجرى التفاوض

الخبير المائي علاء البدران، يقول إنّ “المفاوضات تجرى منذ سنوات لكن التغيرات المتكررة تلعب دوراً اساسياً في توجيه أهداف جلسات التفاوض”.

ويضيف البدران في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “المشاكل السابقة تختلف عن الحالية بسبب التغيرات المناخية الحاصلة وقلة هطول الأمطار، إضافة الى ان العراق يستخدم وسائل ري قديمة تستهلك كميات كبيرة من المياه”.

ويزيد بالقول: ان “نقص المياه الناجم عن قلة التساقط في تركيا أثر ايضا على إمداد العراق بالمياه عبر نهري دجلة والفرات”.

ويؤكد، أن “المشكلة الحالية تكمن في كيفية التحكم بتصاريف المياه في ظل غياب وسائل الري الحديثة”، مشيرا الى ان “المفاوضات الحالية هي مجرد تفاهمات تمكنت من زيادة اطلاقات نهر دجلة فقط، في الوقت الذي يعاني نهر الفرات الواصل الى العراق وسوريا من جفاف حاد”.

ويشير البدران الى ان “العراق يواجه تغيرات مناخية خطيرة، وهو بحاجة للمياه لتقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء عبر زيادة المساحات الخضراء والتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن الى الان الاستعدادات الحالية لمواجهة هذه الأزمة لا تكفي”، لذا من الضروري جعل المفاوضات على أساس البيئة والمناخ وليس المياه فقط، كون التغيرات المناخية تؤثر على الجميع، ومحاولة معالجتها تفيد جميع الأطراف.

ويضيف، أن “لجان التفاوض تتهم بأنها غير مؤهلة، وهذا قد يكون صحيحا بنسبة 50 في المائة، لكن المسألة بشكلها الأكبر ترتبط فيما إذا كانت الدول المتشاطئة تملك الأحقية بتقليل نسبة الواردات المائية”.

 ************************************************************

محلية الحزب الشيوعي في ميسان: احداث مأساوية في المحافظة

ميسان ـ طريق الشعب

أصدرت محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي، بيانا أشارت فيه الى التدهور الخطير في الوضع الأمني بالمحافظة.

وحذرت المحلية في بيانها من أنّ «الوضع الأمني في ميسان يزداد تدهورا، يوما بعد يوم، من جراء تكرار عمليات الاغتيال المجهولة نتيجة لأسباب مجهولة مرة ولنزاعات عشائرية مرة أخرى».

وعلل البيان تدهور الأمن بـ»غياب سيادة القانون»، مشيرا الى انه «منذ شهر تعيش ميسان على صفيح ساخن من عمليات الاغتيال المجهول، حيث باتت المحافظة مسرحا للخارجين عن القانون والسلاح المنفلت إذ تشهد بشكل متكرر هذه العمليات الإجرامية التي تهدد امن وأمان المحافظة، والتي كان آخرها اغتيال مشرف تربوي ومن قبله شيخ عشيرة. كذلك اغتيال احد المواطنين وإصابة ضابط بجهاز الأمن الوطني مقابل قيادة شرطة المحافظة. كذلك مقتل الدكتور حمزة كريم قاسم في ظروف غامضة».

ويؤشر البيان، «ضعفا واضحا في دور الاجهزة الأمنية والجهد الاستخباري الذي يسبق الحدث للحيلولة دون وقوعه»، مشيرا الى ان «لجنتنا المحلية في ميسان تحمّل الجهات الأمنية مسؤولية امن وامان محافظتنا العزيزة، وما نعيشه الان من انفلات أمني خطير».

 ويشدد البيان على «وجوب فرض سلطة القانون واعادة هيبة مؤسسات الدولة في المحافظة، كي تكون سلطة القانون فوق الجميع، ومن أجل ردع كل المتجاوزين والمستخفين بسلطة القانون»، مبينا ان ذلك مرهون بأن «تأخذ الأجهزة الأمنية دورها الحقيقي في تحمل المسؤولية، بعيدا عن كل الصراعات السياسية، وان ياخذ القضاء دوره الفاعل من خلال تفعيل دور الادعاء العام، وردع كل المتجاوزين والمستخفين بامن وأمان أبناء محافظتنا، وفرض سلطة القانون، ليعاد للدولة هيبتها، ولتنعم محافظتنا العزيزة بالأمن والأمان».

**************************************************************

الصفحة الثالثة

تنفيذ الموازنة بالكامل يضيف إلية 31 مليار دولار.. معنيون يحذّرون: زيادة الإنفاق التشغيلي تُفاقم الدين العام

بغداد ـ طريق الشعب

يحذر أكاديميون وخبراء اقتصاديون من الاقتراب من مرحلة الخطر في معدلات الدين العام قياسا بالناتج القومي المحلي، في ظل زيادة الانفاق التشغيلي، والعجز الكبير الذي خمنته الموازنة العامة للبلاد.

ووفقا لأرقام البنك الدولي، فإن الدين العام العراقي لسنة 2023 يبلغ 152 مليار دولار: الديون الخارجية تبلغ 50 مليار دولار، والداخلية 102 مليار دولار.

الزيادة والنقصان

واوضحت اللجنة المالية البرلمانية تفاصيل الديون الداخلية والخارجية، ومدى خطورتها على الاقتصاد، مؤكدة أن عملية تسديدها مرهونة بأسعار النفط.

وقال عضو اللجنة جمال كوجر: إن “ارتفاع وانخفاض الديون يعتمد بالدرجة الأساس على أسعار النفط، فإذا ارتفع سعر بيع برميل النفط فوق 76 دولارا، يمكن للعراق تغطية العجز الموجود في الموازنة. أما في حالة انخفاضه الى أقل من هذا السعر، فهذا يعني زيادة في العجز، وبالتالي ارتفاع الديون”.

وأضاف كوجر، أن “الديون تعود الى العام 2014 حين اضطر العراق إلى سحب أموال من الاحتياط النقدي لدى البنك المركزي العراقي، بسبب انخفاض أسعار النفط. كذلك أزمة الانخفاض التي رافقت جائحة كورونا”، مبينا أن “وضع الاقتصاد العراقي حاليا أفضل بكثير من السنوات السابقة”.

وبيّن، أن “بعض الديون الخارجية مجمدة ويطلق عليها الديون البغيضة، وهي بحدود 40 مليار دولار، جراء تزويد السعودية للنظام السابق بالأسلحة، إبان الحرب العراقية الإيرانية”، مستدركاً أن “السعودية لا تطالب بهذه الديون، وهي مسكوت عنها”.

إنفاق تشغيلي

وقال مصدر حكومي مطلع، إن حجم الناتج القومي يقدر بحوالي 268 مليار دولار، مشيرا الى أن مستويات الدين العام ما زالت في حدود المقبول خاصة مع استمرار أسعار النفط.

وأضاف المصدر، أنّ “العراق لم يدخل بعد مرحلة الخطر، ففي حال تجاوز نسبة الدين العام 60% من قيمة الناتج الاجمالي القومي، يكون القلق مبررا”، مشيرا الى ان “الحكومة الحالية كان عليها تقليص النفقات قدر المستطاع وتوجيه الاموال صوب مشاريع تنموية، بدل زيادة النفقات التشغيلية، التي سوف تفاقم بالتأكيد من قضية الديون”.

أرقام غير دقيقة

بدوره، قال الخبير الاقتصادي والأكاديمي نبيل المرسومي، إنّ البنك الدولي قدم أرقاماً غير صحيحة عن الدين العام في العراق.

وذكر المرسومي، أن “أرقام البنك الدولي حول الدين العام في العراق غير صحيحة، وهي أن الدين العام لسنة 2023 يبلغ 152 مليار دولار، تنقسم إلى ديون الخارجية بقيمة 50 مليار دولار، وداخلية 102 مليار دولار”، موضحا ان “نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي تساوي 58.3%”.

وأوضح، أن “هذه الأرقام تفترض ان موازنة 2023 ستنفذ بالكامل، ما سيترتب عليها إضافة نحو 31 مليار دولار الى اجمالي الدين العام”، لكن الموازنة لم تطلق تخصيصاتها حتى الان، برغم مرور اكثر من ثمانية أشهر على العام الحالي.

وأضاف، أن “الديون الخارجية على العراق زائدا ديون الخليج المجمدة، تبلغ 61 مليار دولار، وليس 50 مليارا، وبعد تنفيذ الموازنة بالكامل تصبح نحو 70 مليار دولار”.

وزاد المرسومي ان “الديون الداخلية تبلغ 70 ترليون دينار، وعند تنفيذ الموازنة ستصبح 100 ترليون دينار، اي نحو 77 مليار دولار، وليس 102 مليار دولار”.

وخلص الى ان “اجمالي الدين العام سيكون في حالة تنفيذ الموازنة بشكل كامل، 138 مليار دولار، وليس 152 مليار دولار، كما يقول البنك الدولي”.

تقرير البنك الدولي

وفي وقت سابق، ذكر البنك الدولي في التقرير الصادر بشأن الاقتصاد في العراق وديونه، تحت عنوان: (ضغوط متجددة: تعافي العراق في خطر) إن “اقتصاد العراق يعاني من ركود الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والصناعات، والأنشطة الزراعية، الذي صاحبه ارتفاع معدلات التضخم، حيث يفتقر العراق في ظل حكومته الحالية لإصلاحات هيكلية واسعة النطاق، تقوّي اقتصاده بعيدًا عن النفط”.

وبين، أن “الموازنة السنوية التي أقرتها السلطات الحكومية، تشهد زيادة كبيرة في حجم النفقات العامة بنسبة 59% عن السنة السابقة، والتي تمثل 74.3% من إجمالي الإنفاق، ما سيؤدّي إلى عجز مالي كبير قدره 51.6 تريليون دينار عراقي – أي ما يعادل 39.7 مليار دولار - والذي يمثل 14.3% من حجم الواردات العامة، أي أكثر من نصف الاحتياطيات القياسية الأخيرة التي تراكمت في أعقاب الطفرة في أسعار النفط”.

وبشأن سياسات (البنك المركزي) في تخفيض قيمة العملة المحلية، أفاد البنك الدولي بأن “خفض قيمة الدينار العراقي أدى إلى زيادة التضخم الكلي والأساسي، جراء الاعتماد الكبير على عمليات الاستيراد في ظل ضعف الإنتاج المحلي الذي لا تدعمه السلطات الحكومية”.

وأضاف تقرير البنك الدولي أن “معايير المعاملات التي يعتمدها (البنك المركزي) من خلال مزادات بيع العملة، تسببت في إعادة توجيه العملة الصعبة إلى السوق الموازية الأمر الذي تسبب في خفض قيمة الدينار مقابل الدولار”.

وبحسب البنك الدولي، فإن “افتقار العراق إلى تنويع مصادر الدخل بسبب السياسات الفوضوية للحكومات المتعاقبة، أدى إلى انكماش الناتج المحلي بمقدار1.1%، في 2023 وزيادة الدين العام للبلاد ليبلغ 58.3% بعد أن كان في السنة السابقة 53.8% أي سيصل إلى 152 مليار دولار، بزيادة 10 مليارات دولار، فيما وبلغ مجموع الديون الخارجية إلى 50 مليار دولار، والداخلية 102 مليار دولار، مما يعني أن السلطات الحكومية اقترضت في السنوات الثلاث السابقة داخليًا حوالي 60 مليار دولار، بمعدل 15 مليار سنوياً، وبفوائد سنوية للديون الداخلية تبلغ 16 إلى 17% من حجم الديون”.

ووفق البنك، فإنّ “آفاق المستقبل الاقتصادي في العراق ما تزال معرّضة لمخاطر كبيرة؛ بسبب الاعتماد المفرط على النفط، الذي يجعله عُرضةً للصدمات في أسواق النفط والطلب العالمي مثلما يتّضح من تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى العوامل المحركة للهشاشة والتي تشكّل تحديات أساسية للاقتصاد، كاستشراء الفساد، وسوء تقديم الخدمات وتطوير البنى التحتية، والمخاطر الأمنية”.

وأضاف البنك الدولي أن “استمرار السلطات الحكومية في اتباع هذه السياسات، ستجعل من موازنة البلاد تصب في صالح الأحزاب السياسية التي أخّرت عجلة التنمية، وجعلتها تعاني من اختلالات كبيرة على الرغم من مرور عقدين من مزاعم انتهاء الحرب”.

 ***************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

كردستان وإشتراطات

الاقتصاد المنوّع

نشرت وكالة بلومبرغ الامريكية مقالاً للباحث هونار عيسى حول المستقبل الاقتصادي لإقليم كردستان، أشار فيه الى مساعي حكومة أربيل لقيام اقتصاد متنوع، يستند الى الإصلاح الإداري والتحول الرقمي والتنمية الزراعية والنهوض بالنظام المصرفي وتطبيق النظام الضريبي.

وربط الباحث بين قيام الاقتصاد المتنوع والقوي وبين إعتماد الشفافية والكفاءة والقضاء المستقل، إضافة الى تطوير البنية التحتية الإضافية، المتمثلة بالطاقة المتجددة وتقنيات الاتصالات، وتعزيز المنافسة الحرة والعادلة وضمان تكافؤ الفرص وتشجيع الابتكار والكفاءة ومكافحة الفقر وإنشاء شبكات الضمان الاجتماعي وسنّ قوانين حماية الملكية الفكرية.

إصلاح مصرفي

وأعرب الباحث عن إعتقاده بحاجة الإقليم الى تطوير النظام المصرفي ومكافحة الفساد ورفع مستوى الكفاءة بغية جذب المستثمرين وتسهيل التجارة الدولية. كما دعى الى إعادة الثقة بين الجمهور والبنوك وتشجيع المواطنين على التوفير فيها، إضافة الى تمكين المرأة من دورها المؤمل في التنمية الاقتصادية، مشدّداً على مواصلة الجهد في إعتماد تكنولوجيا المعلومات وتنفيذ الحوكمة الإلكترونية وتنمية العملية التعليمية.

معوقات جدية

وأشار الباحث الى وجود عقبات تحول دون الاصلاح الاقتصادي، كالصراعات الداخلية وتذبذب أسعار النفط وعدم استقرار العلاقة بين المركز والإقليم. كما اعتبر ضعف العلاقة التفاعلية بين المؤسسات الأكاديمية وبين الشركات المنتجة أحد أهم تلك العقبات.

وتطرق الباحث الى مشكلة الإعتماد على الحكومة كرب عمل رئيسي أو وحيد، أثقل الميزانية بإنفاق تشغيلي بلغ 42 في المائة في وقت يبلغ فيه هذا الإنفاق في الاتحاد الأوروبي مثلاً 13 في المائة، مما يتطلب المواءمة بين ظروف الاقليم والمعايير الدولية، وتطوير المؤسسات الانتاجية وتحديد وتطوير الصناعات الحيوية التي تخلق فرص عمل مناسبة.

 عن التحول الديمقراطي  في العراق

نشرت مجلة المعهد الاسيوي في جامعة مالبورن الاسترالية بحثاً للعالم فيدي هاديز حول المتغيرات التي شهدها العراق منذ سقوط الدكتاتورية، أشار فيه الى تمّيز فترة ما بعد الحرب الباردة، بظهور حكومات تعتمد الممارسات الديمقراطية، مثل الانتخابات وحرية الإعلام والمعارضة السياسية، وتستخدمها في استراتيجيتها للاحتفاظ بالسلطة دون أن تقوم بتمثلها في المجتمع، مسّمياً هذه الحكومات بالانظمة الهجينية، لأنها تمزج بين عناصر الحكم الاستبدادي التقليدي و بعض المعايير والممارسات والمؤسسات المرتبطة بالديمقراطية.

المجتمع المدني

وأعرب الباحث عن اعتقاده بأن تجربة العراق بعد 2003 مثال على هذه الانظمة، مرّكزاً على ضرورة الاهتمام بالدور الذي يلعبه المجتمع المدني في هذه البيئة السياسية المعقدة، وما إذا كان قادراً على أن يلعب دورًا في الانتقال الديمقراطي الناجح أم سيوطد استقراراً استبداديا.

واعتمد البحث نشاطات منظمات المجتمع المدني من النقابات والاتحادات ضد البطالة الجماعية والفساد والشركات الاحتكارية، وما حققته من نجاحات وما أصيبت به من اخفاقات، إضافة الى مواقف وإجراءات الحكومات المتعاقبة تجاه المجتمع المدني، الذي وصل احياناً الى التصادم، ووصفِ تلك النشاطات بالتخريب.

في الحراك الاحتجاجي

وأشار الكاتب الى أنه ورغم تنوع المجتمع المدني في التشكيل والاهداف، فهو على الغالب يسعى لحماية الحريات ومكافحة البطالة والفساد والتمييز على اسس طائفية او دينية، مذكّراً بالقمع الذي تعرضت له هذه المنظمات إبان الإحتجاجات الجماهيرية العام 2011، والتي شملت احيانا مداهمة مكاتبها ومصادرة اصولها واعتقال بعض قياداتها وفرض غرامات عليهم.

الخلاصة

وتوصل الباحث الى أن تجربة المجتمع المدني في عراق ما بعد 2003 قدمت مثالاً وثيق الصلة على العلاقة المعقدة بين هذا المجتمع والدولة في الأنظمة الهجينة، مستنتجاً بأن استمرار العمل غير العنفي سيساعد في تعزيز الديمقراطية، حتى في ظل نظام هجيني لاتزال الحريات فيه هشة، مع عدم استبعاد تحوله الى مدخل لدعم هيمنة الإستبداد، اذا ما فشل أو حلت محله منظمات مدنية مدجنّة.

 *****************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. اليسار ودور الفرد

إبراهيم إسماعيل

أكدت الماركسية، حين كشفت عن نشوء وتطور الوعي كإنعكاس ديناميكي للمتغيرات المادية التي تسبقه، على أن تاريخ كل مجتمع هو نتاج سلسلة الصراعات الطبقية، وأن القوة المحّركة لأحداث التاريخ الكبيرة هي الجماهير، داحضة بذلك الإدعاء البرجوازي القائل بأن تلك الأحداث، إنما هي نتاج الرجال “الخارقين” ذوي الأفكار “العظيمة”، من الذين يتمتعون بقدرات خاصة وبحزم يجعل من الناس مجرد تابعين سلبيين لهم.

لكن الماركسية في ذات الوقت، لم تنكر تأثير العامل الذاتي في أحداث التاريخ، بل أشارت إلى الدور الحيوي الذي يلعبه القادة في إيصال تلك الأحداث لنهاياتها، منبّهة إلى أن هذا الدور، لا يمكن أن يتجاوز المدى الذي تحدده ظروف العصر، فحتى أكثر الأفراد تصميماً وذكاءً وجاذبية، يبقى مقيداً بالظروف المادية وبالعلاقات الاجتماعية السائدة.

وتمّثل ماركس وأنجلز هذه الفكرة في مسيرتهما النضالية، فرفضا تقديسهما أو حتى إطراءهما، معربين عن اشمئزازهما من عبادة الفرد، ومشترطين خلو أدبيات الأممية الأولى من أي شيء قد ينحو بإتجاهها. كما كانت صراعات لينين الفكرية، التي اقترنت بعلاقات جيدة مع الذين اختلف معهم، شاهداً على رفضه التام لإستثمار كارزميته في فرض آرائه. ويبدو أن التقديس الذي تعرض له بعد موته، كان المؤشر الأول على سنّة عبادة الفرد، التي أسسها ستالين، والتي أضّرت كثيراً ولعقود، بالحركة الشيوعية.

ولهذا صارت المشكلة نقطة حوار هام بين الماركسيين، الذين يعتبرونها سبباً من أسباب إنهيار تجربة المعسكر الإشتراكي وتراجع دور اليسار العالمي، وأدت إلى تعطيل الإدارة السليمة للصراعات الداخلية، وأعاقت تطبيق الديمقراطية في التخطيط والمركزية في العمل، وحجبت حق المساهمة الجماعية في إتخاذ القرارات المصيرية، وسمحت لبعض الأفراد، إنابة أنفسهم للتفكير، بدلاً عن الجميع. 

وفي إطار تقييم المشكلة وتشخيص سبل الوقاية منها، سعت أطياف يسارية إلى لوي عنق التراث الفكري كي تبرر ما حدث، وتمنح شيئاً من المصداقية لجمودها العقائدي. كما قامت أطياف أخرى، بجلد الذات معتبرةً العلة سبباً لكل إخفاق تعرض له اليسار في مساره الطويل، عسى أن يبرر ذلك انتقالها لمواقع مخالفة.

وبين هذا وذاك، تعّد الأغلبية، عبادة الفرد، ظاهرة غريبة عن الماركسيين، تسللت إلى صفوفهم لأسباب عديدة كالنزعات الفردية البرجوازية أو الإرث الثقافي الاستبدادي المستمد من تشكيلات ما قبل الرأسمالية أو تخلف البنى الاقتصادية والاجتماعية أو عزلة المناضلين عن قواعدهم الطبقية، بسبب القمع والإرهاب السلطوي البشع أو جراء التواجد في المؤسسات البيروقراطية.

ويرون بأن برامج معالجة هذا المرض وتأثيراته السلبية، لم تك موفقة دوماً، جراء عدم تصالح العقل الإيماني مع تلك البرامج، أو لأنها جاءت في معزل عن تجديد شامل، أو افتقدت لشروط إنضاجها على نار هادئة وبصبر وتفان، يصون وحدة الإرادة والعمل وينّشط الحوار الفكري في إطار تنوع محّفز على التقدم.

وفي الوقت الذي تدعو فيه هذه الأطياف اليسارية لمواصلة الحذر من بقاء أية ثغرات تسمح بنمو الظاهرة بشكل ما، تعيد التأكيد وبقوة على أهمية التمييز بين عبادة الفرد، وبين التنفيذ المبدع وغير المشروط لتوجيهات القيادات، لأن هذا التنفيذ، يمثل ببساطة جوهر الالتزام الطوعي، المرتكز على رفقة نضالية، يخلقها منح العقل الجمعي، وبحرية تامة، حق قيادة العمل لعدد من المناضلين، في فترة زمنية محددة. كما يستمد حيويته من تمتع أولئك المناضلين بثقة من انتخبهم، وقدرتهم على أن يعكسوا خلاصهم من الركود اليقيني وإمتلاكهم القدرة على إصلاح أي شقوق قد تحدث في جدران السفينة التي يمسكون بدفتها.

 ******************************************************************

الصفحة الرابعة

نية حكومية برفع الرسوم على البيض المستورد.. مربو الدواجن يطالبون بوقف الاستيراد والزراعة تهديهم 30 يوما فقط!

بغداد – طريق الشعب

يشكو مربو الدواجن من استمرار الحكومة في استيراد الدواجن ومشتقاتها، الامر الذي يضعهم أمام عبء اقتصادي كبير، في ظل تكاليف الانتاج العالية، وغياب الدعم الحكومي لهم.

وعد المربون قرار الاستيراد “مجحفاً” بحقهم.

وتعتزم وزارة الزراعة منع استيراد الدواجن لمدة شهر واحد فقط ، قائلة ان الازمة ستنتهي بحلول الشهرين القادمين!

منع الاستيراد

يقول تقي النعيمي، أحد مربي الدواجن، انهم دشنوا تظاهرات عديدة ضد قرار استيراد الدواجن، في محاولة لثني الحكومة عن قرارها، مشيراً إلى أن المربين تكبدوا خسائر كبيرة، نتيجة السياسات الحكومية الخاطئة في إدارة ملف تربية الدواجن.

ويضيف النعيمي خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، أن ارتفاع سعر صرف الدولار شكل هو الاخر عبئاً اقتصادياً آخر على المربين؛ إذ أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف من 450 ألف دينار للطن الواحد إلى أكثر من مليون دينار، في ظل غياب الحلول الحكومية لأكثر من عام ونصف العام.

ويناشد النعيمي الحكومة تقديم الدعم اللازم لمربي الدواجن، وإيقاف الاستيراد العشوائي الذي تسبب بخسائر جسيمة للمربين.

منافسة

ويعمل محمد التميمي في تربية الدواجن منذ أكثر من 10 سنوات، ويمتلك حظيرة لها في مزرعته الخاصة، ومعملاً لإنتاج الأعلاف، لكنه يضطر إلى استيراد مواد خام مثل فول الصويا والذرة، لأن الإنتاج المحلي للأعلاف لا يلبي الحاجة.

ويقول التميمي لـ “طريق الشعب” أن “الأسواق العراقية تعج بالبيض التركي والإيراني وبأسعار أقل من الإنتاج المحلي، ما جعل الاخير غير قادر على منافسة تلك المنتجات”.

وأعرف التميمي عن استيائه من قرار الحكومة فتح الاستيراد أمام منتجات البيض واللحوم بدون قيود أو شروط، وعبر جميع المنافذ، مبينا ان هذا القرار “تسبب في كوارث اقتصادية وأضرار معيشية جسيمة، لا يمكن تداركها أو معالجتها”.

وأكد، أنّ مربي الدواجن يواجهون مشاكل والتزامات مالية كبيرة جراء المديونية للشركات والمكاتب الأهلية المختصة ببيع منتجات ومستلزمات الدواجن، مشدداً على ضرورة وضع خطط وسياسات فعالة لتحقيق مردود اقتصادي للبلاد بشكل عام، ولشريحة مربي الدواجن بشكل خاص، كون هذا القطاع الحيوي يؤثر بشكل كبير على حياة المواطن العراقي.

وطالب التميمي بدعم مربي الدواجن بالأعلاف بأسعار مدعومة ورمزية مشابهة لدول الجوار، لإنقاذ هذه الثروة الاقتصادية من الاندثار، ولمنع فقدان ملايين الأسر العراقية مصادر عيشها.

تعليق وزاري

وكشف مسؤول شعبة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، وليد محمد رزقي، عن وجود قرار صدر عن الوزير، يخص منع استيراد البيض الأجنبي لمدة شهر واحد فقط. وهذا القرار قابل للتغيير.

وبيّن رزقي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أنه “لم يكن هناك ضرر كبير على مربي الدواجن”، عازيا السبب الى انخفاض درجات الحرارة وقلة طلب المواطنين على البيض، إضافة الى عدم وجود مخازن مبردة لأصحاب الحقول.

وبحسب رزقي، فإن الأزمة ستنتهي بحلول شهرين، مشيرا الى وجود مقترح اخر من الوزارة يتضمن فرض رسوم اضافية على البيض المستورد، ما سيجعل سعر البيض المحلي يعود الى حالته الطبيعية.

ويؤكد أن “مواد الاعلاف انخفضت اسعارها عالمياً، انما مشكلة مربي الدواجن اليوم مرتبطة باسعار الوقود”.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء التركي، أعلن أن حجم صادرات الدجاج إلى العراق بلغ في 2021 أكثر من 247 مليون دولار، بارتفاع بلغت نسبته 31 في المائة مقارنة بالعام 2020.

*****************************************************************************

غياب الاستراتيجيات يهدد الأمن الغذائي.. اقتصاديون: سياسة النفط مقابل الغذاء لن تصمد طويلا

بغداد ـطريق الشعب

يعتمد العراق اليوم بدرجة كبيرة على الاستيراد، بعد ما كان يصدر منتجات بنسبة 50 في المائة، لكن الحكومات المتعاقبة على السلطة بعد العام 2003، أجادت صناعة اقتصاد هش، جعل أيّ أزمة تحدث تهدد الامن الغذائي في البلاد.

غياب الاستراتيجيات

ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، د. غازي فيصل، إنّ “الأمن الغذائي له أهمية بالغة لدى جميع دول العالم، سواء في جانبها السياسي ام الاقتصادي”، لافتاً إلى إنه “يمثل أحد الأعمدة الجوهرية في إستراتيجية الأمن القومي للدول”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، قائلاً: “من المؤسف أن الطبقة السياسية لم تكن لديها إستراتيجية على صعيد الأحزاب والحكومات المتعاقبة، من شأنها أن تضمن الأمن الغذائي للبلد، سواء من خلال توفير وتطوير الاستثمارات في مجال الزراعة، وتشجيع الفلاحين على الإنتاج بما ينسجم مع طلب الاسواق المحلية.

ويشير فيصل الى “اننا نقترب من كارثة حقيقية متمثلة باستيراد أكثر من 92 بالمئة من الحاجات الغذائية من دول الجوار”، معتبرا ان هذا “يشكل خطراً كبيراً على العراق بعد أن كان بلداً منتجاً للمحاصيل الزراعية والحبوب وخزاناً لحبوب العالم”. ويضيف فيصل إن “العراق في عقد الخمسين كان يغطي ما يقارب 50 في المائة من حاجة الجيش البريطاني لحبوب القمح والشعير، إلا أنه اليوم يعاني من إهمال الزراعة، الامر الذي افرز خللا كبيرا في الأمن الغذائي العراقي، بجانب الجفاف الذي ضرب المحاصيل الزراعية، والذي لم يعالج هو الآخر من خلال تبني سياسة مائية علمية منذ 2003 إلى اليوم”.

تحديات

ويؤكد المحلل الاقتصادي، باسم انطوان أهمية توفير الأمن الغذائي في العراق، سواء من حيث الإنتاج الزراعي أم الصناعي، مشيرا الى القطاع الصناعي يشكل 2 في المائة، والزراعي 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.

وفي حديث مع “طريق الشعب، يقول انطوان أن “تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الغذائي أمر ضروري. بمعنى لا بد من أن يكون هناك اعتماد أقل على استيرادات الأغذية في حالة حدوث طارئ عالمي”.

وعن أبرز التحديات التي تعيق الامن الغذائي في البلاد، يبين انطوان: إن “القطاع الزراعي في العراق يواجه تحديات مائية”، إذ لا تمتلك البلاد سوى 40 في المائة من طاقة الموارد المائية. وهذا ما يجعل الوضع حرجًا، ويؤثر في القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي”.

وفي الحديث عن القطاع الصناعي، يذكر أن “العديد من المشاريع الصناعية البالغ عددها أكثر من 50 ألف مشروع صناعي في البلاد متوقفة أو شبه مشلولة، ما يؤثر سلباً على فرص العمل، ويزيد من معدلات البطالة المتفاقمة بين الشباب”، لافتا الى ان “دور القطاع الخاص في هذا السياق مبهم وغير موجود”.

ويقترح انطوان ان يتم تطوير الآبار والمياه الجوفية لضمان توفير المياه اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي، في ظل قلة الواردات المائية من دول المنبع.

ويدعو انطوان الى تعزيز دور التفاوض والحوار مع دول المتشاطئة لتوفير المياه وضمان الأمن الغذائي في العراق، مؤكدًا ضرورة التركيز على تطوير القطاعين الزراعي والصناعي للتغلب على التحديات الحالية وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

تقاطعات سياسية

ويربط المحلل السياسي علاء مصطفى، موضوع الأمن الغذائي بالسياسة، مشيرا إلى أن “كل شيء يرتبط بها، حيث تتعرض الأسواق العراقية لتأثيرات الرياح السياسية بسبب طبيعتها المفتوحة وعدم تسعير الحكومة للسلع، ما يجعلها عُرضة لانتشار الشائعات والتأثير على أسعار المنتجات”.

ويبين مصطفى، أن “ظاهرة المضاربات في أسعار الدولار تصدر من جهات متنفذة وجهات سياسية، تسيطر على مصارف الأهلية وشركات الصيرفة، وتؤثر هذه المضاربات سلبا على الأسواق”.

ويرى، أن “التقاطعات السياسية لها تأثير كبير على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، فحينما يعيش البلد في حالة اطمئنان وتوافق سياسي، يكون هناك استقرار في الأمن الغذائي. ولكن عندما تنشأ خلافات سياسية تؤثر في الخطاب الإعلامي”.

وبالنسبة للقلق على الأمن الغذائي، يوضح مصطفى أن العراق معتمد بشكل أساسي على النفط، وفي ظل استمرار ارتفاع سعر النفط “لا يوجد قلق”، مردفا “لكن إذا انخفض سعر النفط إلى ما دون 60 دولارا للبرميل الواحد، فستحدث ازمة في الامن الغذائي”.

وفي الختام، يدعو علاء مصطفى الى تجاوز التقاطعات السياسية، وتبني سياسات اقتصادية وتنموية مستدامة، لضمان استقرار البلاد وتوفير الأمن الغذائي للمواطنين.

************************************************************

تشمل التهريب والمخدرات والاتجار بالبشر .. الحكومة تطلب مساعدة بريطانية لمكافحة الجرائم العابرة للحدود

بغداد ـ طريق الشعب

كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن أن الحكومة أعدت استراتيجية وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر. كذلك مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء، أن السوداني اجتمع مع وزير الدولة لشؤون الأمن البريطاني، توم توغندهات والوفد المرافق له في بغداد.

مكافحة الفساد «مطلب شعبي»

وأكد السوداني، وفقا للبيان، أهمية التعاون مع الجانب البريطاني في مكافحة الجرائم العابرة للحدود، خصوصاً المتعلقة بالتهريب والاتجار بالبشر، وتجارة المخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى استرداد الأموال والمطلوبين للقضاء العراقي بقضايا الفساد.

وأشار إلى أن مكافحة الفساد “مطلب شعبي، وخطره لا يتوقف عند العراق بل يتسع ليهدد جميع دول العالم”.

رئيس الحكومة، أكد أن الحكومة “أعدت استراتيجية وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في العراق للأعوام 2023 - 2026، وكذلك الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية للأعوام 2023_2025”.

ورحّب رئيس الوزراء بـ “توقيع إعلان النوايا المشترك، المزمع إبرامه بين وزارتي الداخلية العراقية والبريطانية، ومسوّدة مذكرة التفاهم بين البلدين”.

إنقاذ طفلين

وفي الخامس والعشرين من تموز الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) أن عملية لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين نفذت بالتعاون بين الإنتربول وأفريبول، أسفرت عن اعتقال أكثر من ألف شخص في جميع أنحاء العالم وتحديد هوية آلاف الضحايا.

واعتقلت السلطات الامنية العراقية تسعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضايا اتجار بالأعضاء البشرية.

وتمكّنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية، أخيرا، من تفكيك شبكة للاتجار بالبشر كان ينوي أفرادها بيع طفلين مقابل 30 مليون دينار عراقي (23 ألف دولار)، بمحافظة بابل.

وقالت الوزارة في بيان لها أنه “تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المختصة بمكافحة الاتجار بالبشر في محافظة بابل بكمين محكم وبالجرم المشهود من تفكيك شبكة للاتجار بالبشر مكونة من رجلين وامرأتين والتحفظ على طفلين أحدهما يبلغ من العمر 4 سنوات، والآخر رضيع مجهول وغير مسجل عندما كانوا يحاولون بيعهما بمبلغ قدرة 30 مليون دينار عراقي”.

وأضافت الوزارة، في بيان صحفي، أن “أفراد الشبكة اعترفوا صراحة بقيامهم بالاتجار بالبشر والاتفاق على بيع الطفلين؛ حيث كانت الشبكة تخطط لبيع الطفلين مقابل 30 مليون دينار عراقي.

ظاهرة دولية

ويصف رئيس المركز الستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي، ظاهرة الاتجار بالبشر بأنها “دولية”، موضحاً أن ابرز ضحاياها في العراق هم الاطفال (الذكور والفتيات) والنساء.

وسبق أن كشف أحدث تقرير للخارجية الأميركية أن العراق تراجع مترتبة واحدة في تصنيف مكافحة الاتجار بالبشر، في حين أكدت الوزارة أن العراق يفتقر إلى “المعايير الأساسية” لمكافحة هذه الجريمة، كما لم يتكثف جهوده للقضاء عليها.

استغلال العمالة الأجنبية

وعقد مكتب المفوّضية العليا لحقوق الإنسان في بغداد، الاسبوع الماضي، اجتماعاً مع لجنة مكافحة الاتجار بالبشر المركزية في وزارة الداخلية لـ”مناقشة المؤشرات الخاصّة بانتشار ظاهرة العمالة الأجنبية في البلاد ووجود عصابات مختصّة بالاتجار بالبشر تقوم باستغلالّهم”.

وحذّر مدير المركز الإعلامي في المكتب الوطني لمفوضية حقوق الإنسان سرمد البدري من “خطورة الاتجار بالبشر وما يترتّب عليه من انتشار عمليات الخطف والقتل، الأمر الذي يستلزم تعاون جميع الجهّات المعنيّة”.

وأشار، إلى أنَّ “اتُفق خلال الاجتماع على تشكيل وزارة الداخلية لجنة مختصّة للمتابعة تضم جميع الجهات المختّصة إلى جانب التنسيق مع إقليم كردستان وتعاون مكاتب المفوضية هناك من أجل وضع الآليات والإجراءات الخاصّة لحسم موضوع الانتهاكات الخاصّة بدخول العمالة الأجنبية للبلد عن طريق المنافذ الحدودية بغية بيعهم في بغداد وبقية المحافظات والمتاجرة بهم من خلال عصابات متمرّسة لديها علاقات مع مافيات عالمية مختصّة”.

وأوضح أنّ “الاجتماع أكد ضرورة دعم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للدار الخاصّة بضحايا الاتجار بالبشر التابعة لها ورفدها بالعدد الكافي من الباحثين، إلى جانب فتح دور مماثلة في بغداد وعموم البلاد والاهتمام بها بموجب القوانين والتعليمات النافذة الخاصّة بنزلاء دور الدولة”.

**************************************************************************

الصفحة الخامسة

اگول.. دولار المسافرين

باسم محمد حسين

للمسافر خارج الوطن الحق في الحصول على ما قيمته 3000 دولار، وبسعر البنك المركزي العراقي اي 1320 دينارا لكل دولار واحد، لكن كيف سيحصل المسافر على هذا الحق؟

 في البصرة مثلا، وبناء على تجربة ملموسة، عليك ان تذهب مبكراً صباحاً لتقف بالدور أمام أحد مكاتب الصيرفة، وتسجل اسمك في قائمة (غير رسمية) يحررها أول القادمين، وتنتظر لغاية الساعة التاسعة صباحا أو أكثر لحين مجيء صاحب المكتب أو من يخوله، وربما يقول لك “اليوم لا يتوفر لدينا دولار المسافرين، لأنه حصة المكتب الفلاني”. وعندما تذهب إلى “الفلاني” ستجد الجواب ذاته، وهكذا، حتى تتيه بين أصحاب المكاتب وكلهم يقولون لك “لا نعلم متى سيزودنا البنك المركزي بحصة المسافرين”، لكنهم يعرضون عليك شراء الدولار بالسعر السائد في السوق.

ففي هذا الجو اللاهب، تجد طوابير المواطنين الراغبين في السفر أمام مكاتب الصيرفة في “شارع الجزائر” و”شارع الكويت”، وهم يحملون مستمسكاتهم (الجواز ويشترط أن ترفق معه الفيزا، بطاقة الطائرة والبطاقة الوطنية الموحدة)، ويتنقلون بين المكاتب أملا في الحصول على الورق الأخضر بالسعر الرسمي، لكن دون جدوى!

هل هذه مشكلة يستعصي حلها على بلد لديه موازنة سنوية تعادل ثلاث أو أربع موازنات لدول فيها ذات العدد من السكان؟ أم لا يجوز المساس بالأرباح الخرافية لبنوك أبناء الله؟ هل يعقل ان يكون الفرق بين السعر الرسمي والسعر السائد في السوق أكثر من 20 ألف دينار لكل 100 دولار؟ ألا توجد آلية تتيح الحصول على العملة الصعبة دون عناء، أم إن إذلال العراقيين هو المبتغى؟! لماذا لا يكون التصريف في المصارف الحكومية أو المصارف الأهلية، وما أكثرها هذه الأيام؟ لماذا لا تزود جميع المكاتب بالدولار طالما ان آلية الصرف موحدة، فيتم ذلك ضمن استمارة موحدة يملأها صاحب المكتب الكترونياً ثم تسحب على الورق ويوقع عليها المستفيد وتلتقط له صورة، وترسل كل هذه البيانات إلى البنك المركزي؟ هذه العملية يمكن أن تضاف لها خدمة أخرى، وهي تقديم المستفيد معلوماته وطلبه مسبقا عبر منصة الكترونية، وبعدها يحصل على موعد في أحد مكاتب الصيرفة، ليتسلم مستحقاته في الوقت المحدد.. وهناك حلول أخرى كثيرة لمن يريد العمل بشكل صحيح.

أبلغني أحدهم بأن بعض المكاتب يبيعون للمسافرين الـ 100 دولار بـ 140 – 145 ألف دينار، لكن المستفيد يوقع في الاستمارة على أن التصريف بـ 132 ألفا!

 ***************************************************

ماذا ستفعل لهم الحكومة؟!.. التخطيط: 1.1 مليون طفل بلا تعليم ولا صحة!

متابعة – طريق الشعب

أفادت وزارة التخطيط، أخيرا، بأن 1.1 مليون طفل عراقي محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة وغيرها، من دون أن تكشف عن أية خطط لرعايتهم. فيما حمّل خبراء، الحكومة مسؤولية إهمال هذا الملف وما ينتج عنه من تأثيرات مجتمعية خطيرة.

وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، من تأثيرات ارتفاع نسب الفقر على أطفال العراق، داعية إلى العمل على بناء بيئة شاملة لحماية الأطفال. وحذّرت اليونيسيف أيضا في وقت سابق، من أن «ثلث أطفال العراق يمرّون في ظروف اقتصادية صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل لإعانة عائلاتهم»، مبينة أن «هناك طفلين فقيرين من بين كل 5 أطفال في العراق».

وتسببت الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها العراق، في اتساع ظاهرة عمالة الأطفال. إذ تضطر العائلات الفقيرة والمعدمة إلى حرمان أطفالها من مقاعد الدراسة، وزجهم في سوق العمل ليعملوا في مهن شاقة لا تناسب أعمارهم.

نسبة عمالة الأطفال 7 في المائة!

المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، ذكر في تصريح للصحيفة الرسمية، أن «أطفال العراق شأنهم شأن بقية أقرانهم في دول العالم، ينبغي أن يعيشوا طفولتهم، ويتمتعوا بأجواء اللعب والتعليم بدلاً من سوقهم للعمل في ميادين تسلب حقهم، وتعمق من مستويات الحرمان لديهم، لا سيما في شرائح المجتمع الفقيرة».

وأكد أن «نسبة عمالة الأطفال في العراق تصل إلى 7 في المائة، وهذا يعني أنّ 1.1 مليون طفل محرومون من حقوقهم»، لافتا إلى أنه «ينبغي أن يتمتع الأطفال بطفولتهم، وأن تصان حقوقهم ليس في التعليم والصحة فحسب، بل يتوجب حمايتهم من العنف الذي يواجهونه، سواء من ذويهم أم من المؤسسة التعليمية أم المجتمع».

وأشار الهنداوي إلى أن «دراسات مختلفة شخصت أن الأطفال يعانون تمييزاً بين الذكور والإناث في الجوانب التعليمية والترفيهية، لا سيما في المناطق الريفية، وتعد حمايتهم مسؤولية تتحملها الدولة والمجتمع على حد سواء».

الرقم الذي أعلنته الوزارة أقل

من المتداول!

من جهتها، رأت الباحثة في مجال حقوق الإنسان، سهى الطائي، أن «الرقم الذي تحدثت عنه وزارة التخطيط أقل من الأرقام المتداولة. وفي كل الأحوال، هناك مسؤولية تقع على الحكومة في إدارة هذا الملف وتوفير الحماية والرعاية للأطفال».

وأضافت قائلة في حديث صحفي، أن «أطفال العراق يدفعون ثمن الحروب والصراعات المسلحة التي جرت في البلاد، والتي أفقدتهم أهلهم وأجبرتهم على دخول سوق العمل وترك حق التعليم والعيش الكريم»، مشيرة إلى أنه «يجب أن تكون هناك رعاية خاصة لهؤلاء الأطفال، ويجب أن يعمل البرلمان على تشريع قانون حماية الطفل الذي اعترض على تشريعه بعض الجهات السياسية».

ولفتت الطائي إلى أن «ترك هؤلاء الأطفال من دون رعاية يدفع باتجاه استغلالهم من قبل العصابات المنظمة، وهذا يشكل خطراً على المجتمع».

واضطر آلاف الأطفال العراقيين إلى مزاولة العمل لإعالة أسرهم، في ظلّ ظروف معيشية قاسية وبطالة متفشية. وقدرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في إحصاءات سابقة، نسبة عمالة الأطفال في البلاد بـ 2 في المائة، أي ما يبلغ نحو 800 ألف طفل، وهو ما يعتبر مخالفاً لقانون العمل.

وبيّنت أن ممارسة الأطفال العمل تشكل خطورة عليهم بحكم طبيعة وظروف العمل الصعبة، محذرة من تعرّضهم للتحرش واستغلالهم من قبل عصابات التسول والاتجار بالبشر والمخدرات وغير ذلك.

 ********************************************************

بعد انهيار أجزاء منه «سوق القصابين» في العمارة يخلو من الباعة

بغداد – طريق الشعب

غادر تجار اللحوم والجزارون في “سوق القصابين” وسط مدينة العمارة، محالهم إثر انهيار أجزاء من السوق مطلع الصيف الحالي، بفعل تقادمه. 

ويعود هذا السوق إلى خمسينيات القرن الماضي، ويضم 42 محلا، ويحتوي على مدخلين يربطانه بالسوق الكبير جنوبا وسوق الصفارين شمالا.

يقول القصاب كريم اللامي، وهو صاحب محل في سوق القصابين، أن محله كان يعود لوالده، الذي ورثه عن جده، مبينا في حديث صحفي أنه اضطر إلى ترك المحل أخيرا، نتيجة تقادم السوق وتحول العديد من محاله إلى ركام “بسبب إهمال البلدية”.

ويضيف قائلا: “حاولنا ترميم المحال، لكن سقف السوق متهالك وأجزاء من جدرانه متهالكة أيضا، وان الترميم ليس مسؤوليتنا”.

أما القصاب ضرغام العريفي، فيقول أنه اشترى محله في المزاد العلني، وبعد سقوط عدد من المحال المجاورة، تركه خشية انهياره، فاضطر إلى استئجار محل في موقع آخر. 

إلى ذلك، يقول مسؤول إعلام بلدية العمارة رافد العطواني، في حديث صحفي، أن “ترميم السوق في الوقت الحالي ليس من أولويات البلدية. فنحن نحاول عرضه للاستثمار نظرا لموقعه المميز، ومن الممكن أن يتحول إلى سوق عصري”.

الى وزارة التجارة

إني المواطنة ساهرة احمد، من سكان منطقة الضباط /حي الجهاد في جانب الكرخ من بغداد. منذ أكثر من عام لم استلم مادة الطحين ضمن مفردات الحصة التموينية. ففي كل مرة اذهب إلى الوكيل يبلغني بأن هذه المادة غير متوفرة!

علما أن اسم الوكيل خالد إسماعيل مهدي، ورقم الوكالة الغذائية 20041، ورقم وكالة الطحين 8212، ومركز التموين هو “مركز تموين الفرات 15”.

أرفع إلى وزارة التجارة شكواي هذه، لعلي أجد من ينصفني. فهذه المادة من المواد الغذائية الأساسية.

 *********************************************************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق احمد عبد الباقي المنذري شقيق الشهيدة ليلى المنذري، وذلك بوفاة شقيقه عبد اللطيف إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل عائلة الكسبي بوفاة عقيلة الصديق شاكر الكسبي، والدة كل من حيدر وطالب وزيد، وشقيقة الأصدقاء عبد الرزاق وعبد علي وعبد الحليم، وعمة الاستاذ الدكتور حسن عبد علي وعائلة الراحل حبيب الكسبي الأصدقاء ضياء وعبد الأمير ورياض والاستاذ الدكتور حسن الكسبي.

 للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الكريمة خالص العزاء والمواساة.

كما تعزي المحلية عائلة الرفيق محمد رزوقي جابر السعدي، بوفاته بعد معاناة مع المرض. وهو والد كل من  قاسم وسلام وحيدر.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق عبد الحسين فليح (أبو ريام) بوفاة شقيقته.

 الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

 *********************************************************************

أين البلدية؟! النفايات تتراكم في شوارع «الحرية»

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا العديد من سكان حي دور نواب الضباط في مدينة الحرية ببغداد، من تراكم النفايات في الشوارع العامة، لا سيما في “الشارع العريض”.

وقالوا لـ “طريق الشعب”، أن النفايات باتت تغطي أجزاء من الرصيف والجزرة الوسطية، وانها أصبحت مرتعا للحيوانات السائبة والجراثيم، وباتت تؤثر سلبا على الواقعين الصحي والبيئي.

وطالب المواطنون الجهات المعنية، برفع النفايات عن شوارع الحي بشكل منتظم، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

 *****************************************************************

«حي النفط» البغدادي  في ظلام دامس

متابعة – طريق الشعب

ما أن يحل الليل حتى تغرق شوارع وأزقة حي النفط شرقي بغداد، بالظلام الدامس، بسبب عدم توفر الإنارة الليلية. وفيما يضطر الأهالي إلى نصب “بروجكترات” على واجهات منازلهم، لإنارة مساحات صغيرة، يناشدون أمانة بغداد ووزارة الكهرباء تزويد شوارع الحي، لا سيما الفرعية، بالإنارة اللازمة، للتخفيف من العتمة.

ويقول عدد من السكان في حديث صحفي أن شوارع الحي تمسي مظلمة، خاصة عند انقطاع الكهرباء الوطنية، مبينين أن “البروجكترات” التي ينصبها بعض الأهالي على واجهات منازلهم، لا يمكن تشغيلها على المولدات، كونها تصرف طاقة كبيرة.  ويؤكدون أن عدم توفر الإنارة الليلية تسبب في حصول حوادث وسرقات.  من جانبه، يقول مختار الحي، أبو حسين النوري، أن “إنارة الشوارع الرئيسة والفرعية أمر مهم جدا”، مبينا في حديث صحفي أن “بعض المنازل تضع إنارة خاصة عبارة عن بروجكترات، لكن هذه الإنارة تسحب تيارا كهربائيا عاليا، لذلك لا يمكن تشغيلها على خط المولدة”.

**************************************************

مواطنون في «حي العامل»: المولدة تشتغل وتنطفئ  كل 3 دقائق!

بغداد – طريق الشعب

شكا عدد من سكان المحلة 809 في منطقة حي العامل ببغداد، من تذبذب كهرباء المولدة الأهلية المشتركين لديها، والتي تغذي، بالتحديد، المنازل القريبة من “البيت الياباني”.

وقالت المواطنة ندى علي محمد، وهي من سكان المحلة، أن الأهالي يعانون كثيرا بسبب تذبذب كهرباء المولدة “إذ يتم تزويدنا بالتيار الكهربائي 3 دقائق، ثم ينفصل 3 دقائق، وهكذا”، مبينة لـ “طريق الشعب”، أنه “راجعنا صاحبة المولدة وطالبناه بمعالجة الخلل، فأجابنا بأن هذا ما أستطيع تقديمه لكم، وهو أفضل من لا شيء”!

وأكدت المواطنة أن المشتركين يدفعون لصاحب المولدة مبلغ الاشتراك الشهري كاملا ودون أي تأخير، مناشدة محافظ بغداد الالتفات إلى معاناتهم هذه، التي أرهقتهم كثيرا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتردي الكهرباء الوطنية.

 *****************************************************************

15 عاما وبعقوبة تنتظر إنجاز المستشفى الاسترالي!

متابعة – طريق الشعب

تتطلع مدينة بعقوبة لاستكمال مشروع المستشفى الاسترالي المجمد منذ نحو 15 عاماً.  وكانت وزارة الصحة قد أبرمت عام 2008 عقداً مع شركة استرالية لإنشاء هذا المستشفى، على أن ينجز خلال 4 سنوات، لكن العمل توقف لأسباب مالية وفنية. إذ لم تزد نسبة الإنجاز على 10 في المائة. وفي العام 2021 استأنفت الشركة عملها في المشروع، على أن ينجز في مدة لا تتعدى عام 2026.

نقيب اطباء ديالى د. مرتضى الخزرجي، قال في حديث صحفي أنه “من المفترض أن يكتمل العمل في المستشفى منذ العام 2012، بأجهزة طبية حديثة كاملة”، مبينا أن “العمل تلكأ لاسباب عدة، منها مشكلات تذبذب سعر الدولار وتغيير مخططات المشروع عن مخططات 2008”.

وأكد الخزرجي أن نسبة إنجاز المشروع وصلت بعد معاودة العمل فيه، إلى 21 في المائة.

وكان محافظ ديالى مثنى التميمي قد ذكر في لقاء متلفز، أن “مشروع المستشفى الأسترالي بدأ العمل فيه منذ بداية 2009. لكن العمل توقف لمدة 8 سنوات”، مؤكدا أنه “طالبنا في كتب رسمية عدة بإحالة المشروع ضمن مشاريع المحافظة، الا انه لم تجرِ الموافقة على ذلك وتم تشكيل لجان من بغداد لاستمرار العمل”.

واستبعد التميمي انجاز المستشفى في العام 2026 في ظل اجواء العمل وخطواته الحالية، مرجحا انجازه عام 2030.

 *****************************************************************

الصفحة السادسة

استياء صيني من قمة واشنطن وسيول وطوكيو

بكين – وكالات

ندّدت الصين أمس الإثنين بالإعلان المشترك الصادر عن واشنطن وسيول وطويكو إثر قمة بقيادة الولايات المتحدة، والذي أكد أن الدول الثلاث تعارض “التصرفات العدوانية والخطيرة” و”المطالب البحرية غير المشروعة” للصين في منطقة آسيا الهادئ.

فيما ردّ متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأنه “في اجتماع كامب ديفيد، شوّه زعماء الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا الجنوبية وهاجموا الصين بشأن القضايا البحرية المتعلقة بتايوان، وتدخلوا في الشؤون الداخلية للصين، وزرعوا الخلاف عمداً بين الصين وجيرانها.”

وأضاف المتحدث وانغ ونبين قائلاً: “تعرب الصين عن استيائها الشديد ومعارضتها الشديدة وقدمت احتجاجات شديدة للأطراف المعنية.”

ويوم الجمعة الماضي، دشّن الرئيس جو بايدن وزعيمي اليابان وكوريا الجنوبية الجمعة “حقبة جديدة” من التعاون الأمني الثلاثي الوثيق في كامب ديفيد.  وشكر بايدن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يو على “الشجاعة السياسية” التي أظهراها عبر العمل على هذا التقارب، رغم الماضي المؤلم الذي تمثل في استعمار اليابان لكوريا الجنوبية.

وقال بايدن في مؤتمر صحافي مشترك “قيادتكما، بدعم كامل من الولايات المتحدة، أوصلتنا إلى هنا، لأن كلاً منكما يدرك أن عالمنا يقف عند نقطة انعطاف.”

***************************************************************

النيجر.. دوريات تستقطب المتطوعين لمساندة الجيش

نيامي - وكالات

تسود أجواء ترقب في النيجر بعد انتهاء الزيارة التي قام بها وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من دون نتائج، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية.

وأفاد مراسل الجزيرة في النيجر بأن دوريات للمتطوعين الموالين للمجلس العسكري تجوب شوارع نيامي ومناطق حدودية لمساندة قادة الانقلاب، في حين يرى أنصار الرئيس المحتجز محمد بازوم في ممارسات المتطوعين تهديدا للوحدة الوطنية في النيجر.

وتدعو جمعيات مؤيدة للمجلس العسكري الشباب في النيجر إلى التطوع في صفوف الجيش، وترى أن الضرورة تملي على شباب البلد مساندة الجيش في سعيه للدفاع عن مصالح بلادهم. وقد لبى آلاف الشباب دعوة وجهتها “الحركة من أجل حوار وطني” المؤيدة للمجلس العسكري للتطوع من أجل الدفاع عن النيجر، في حين يقول الحزب الحاكم إن انشغال الجيش في النيجر بالأزمة السياسية أدى إلى تدهور الوضع الأمني الأسابيع الماضية، وأفسح المجال للجماعات المسلحة التي شنت عديدا من الهجمات على السكان المحليين.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أمس بأن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد إيكواس تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم للسلطة، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية وتظاهر آلاف النيجريين ضد فرنسا وإيكواس في العاصمة نيامي.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر مسؤول، فإن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، طالب وفد إيكواس برفع العقوبات، لكنه لم يقدم المقابل، على حد قوله.

 *************************************************************

«الدعم السريع» تعلن السيطرة على مقر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.. المعارك تتواصل في السودان ودعوات دولية لحماية المدنيين

الخرطوم – وكالات

تدور معارك هي الأعنف من نوعها لليوم الثاني على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، ومحيط سلاح المهندسين جنوب أمدرمان.

وبحسب وكالات الأنباء، فإن قوات الدعم السريع عاودت الهجوم، يوم أمس، على مقر سلاح المدرعات وتمكنت من اقتحامه بعد تخطي الأسوار الشرقية والجنوبية.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) عن قلقها إزاء ازدياد مستوى العنف مؤخراً في المناطق المأهولة في ولايتي جنوب وغرب كردفان، داعية الى حماية المدنيين.

الإعلان عن الاقتحام

وقالت قوات الدعم السريع عبر فيسبوك، إن “جسارة قواتها تحطم أسطورة سلاح المدرعات في معارك اليوم”، ونشرت مقاطع مصورة لأفراد يتبعونها من داخل أسوار المدرعات التي وصفتها بـ”القلعة الاستراتيجية للفلول”.

وكانت قوات الدعم شنت فجر الأحد هجوماً مكثفاً على سلاح المدرعات من 3 محاور. وأعلن الجيش في بيان أنه تصدى للهجوم على معسكر الشجرة وأوقع في صفوف المهاجمين مئات القتلى والجرحى. وأشار إلى أنه دمر 5 مدرعات ودبابة ومركبات قتالية “بعدما لاذت قوات (الدعم السريع) بالفرار”.

وأكد بيان الجيش أن “قوات الدعم السريع أطلقت قذائف (هاون) خلال الانسحاب، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وجرح عدد آخر”.

كما أفاد الشهود بأن أصوات القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين، وأصوات الانفجارات التي تهز أرجاء جنوب الخرطوم لا تزال مستمرة، خصوصاً باتجاه تمركزات قوات الدعم السريع، جنوب المدينة وشرقها.

وعقب سقوط رئاسة مقر شرطة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم، في يونيو (حزيران) الماضي، فرضت قوات الدعم السريع حصاراً على معسكر سلاح المدرعات، كما أحكمت الحصار على مقر القيادة العامة للجيش شرق الخرطوم وسلاح المهندسين جنوب أمدرمان.

وتحولت أحياء مدينة أمدرمان إلى مسرح للعمليات العسكرية اليومية بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ مطلع آب الحالي، للسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي يربط بين مدينة أمدرمان والخرطوم بحري، ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.

وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أمدرمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.

وتوصل الطرفان المتحاربان إلى اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة عُلّقت مطلع حزيران الماضي، بعد أن تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.

تأزم الأوضاع

من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، عن قلقها إزاء ازدياد مستوى العنف مؤخراً في المناطق المأهولة في ولايتي جنوب وغرب كردفان.

وذكرت في بيان لها، أن التقارير تشير إلى أنّ أجزاء من مدينة كادوقلي جنوب كردفان تعرّضت للقصف من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال - جناح عبد العزيز الحلو، في 16 أغسطس/ آب الحالي، “وتبع ذلك قصف عنيف واشتباكات مسلّحة بين (الحركة الشعبية) والقوات المسلحة، ما أدى إلى نزوح السكان المحليين وإصابات في أوساط المدنيين.”

وقال رئيس البعثة، فولكر بيرتس، إن التطورات العسكرية الأخيرة تستدعي الشجب، “إذ إن ولايتي كردفان هاتين نجحتا في تفادي المواجهات العسكرية واسعة النطاق في الأماكن المأهولة بالسكان خلال الأشهر الماضية”، وتابع “يجب أن تتوقف كلّ الأعمال العسكرية وعمليات التعبئة فوراً، لرفع المعاناة عن السكان المتأثرين، وينبغي على الأطراف المتحاربة أن تعود للحوار لتسوية خلافاتها.”

وناشد جميع الأطراف العسكرية “الامتناع عن الأفعال التي يمكن أن تسبّب مزيداً من النزاع المسلح”، كما شدد على “ضمان حماية السكان المدنيين والبنى التحتية.”

******************************************************************************

منظمة دولية تتهم السعودية بقتل المئات من المهاجرين الاثيوبيين

نيويورك ـ وكالات

اتهمت هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد، أصدرته أمس الاثنين، حرس الحدود السعودي بقتل عدة مئات من المهاجرين الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود بين اليمن والسعودية في الفترة ما بين آذار 2022 وحزيران 2023.

وقالت المنظمة غير الحكومية، إن هذه التجاوزات ارتُكبت فيما تبنت الرياض منذ خمس سنوات سياسة واسعة النطاق مناهضة للمهاجرين.

وكشفت صور التقطها مهاجرون إثيوبيون على طول الحدود بين اليمن والسعودية، وتم نشرها على منصات التواصل، والتي أظهرت العديد من الجرحى الذين تم حملهم على متن شاحنة وبجانبهم جثة ملقاة على الأرض، عن انتهاكات ارتكبها حرس الحدود السعودي بحق هؤلاء المهاجرين، حسبما قالت هيومن رايتس ووتش. وطوال ستة أشهر، أجرت رايتس ووتش في الفترة ما بين كانون الثاني وحزيران 2023، مقابلات هاتفية مع 42 إثيوبيا حاولوا عبور هذه الحدود أو أقارب المهاجرين الذين قتلوا.

كما حللت المنظمة العديد من الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على الشبكات الاجتماعية وقامت أيضا بتمشيط مئات الكيلومترات المربعة من صور الأقمار الاصطناعية.

في هذا السياق، قالت نادية هاردمان الباحثة في قضايا الهجرة التي كانت على رأس هذا التحقيق: “لدينا أدلة على أن حرس الحدود السعودي يستعمل أسلحة متفجرة ويطلقون النار على المهاجرين من مسافة قريبة، بمن فيهم النساء والأطفال.”

*******************************************************************

الاحتلال الاسرائيلي يهدم 4 منازل ويبلغ عن هدم أخرى في أريحا

القدس - وكالات

هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح يوم أمس، أربعة منازل، وأخطرت بهدم 4 بيوت أخرى في قرية الديوك التحتا غرب مدينة أريحا. وقال أمين سر “فتح” في الديوك التحتا عصام سمرات لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوات الاحتلال معززة بأكثر من 15 آلية و4 جرافات، اقتحمت القرية، وهدمت أربعة منازل أحدها قيد الإنشاء، تقدر مساحتها بين 130 إلى 150 مترا مربعا، بحجة عدم الترخيص، اذ تعود ملكيتها إلى المواطنين محمود علي طنوس، وشفيق رواغ، وآخرين من مدينة القدس.

وأضاف أن قوات الاحتلال أخطرت بهدم أربعة منازل تعود ملكيتها للشقيقين محمد وفادي ظاهر، والشقيقين أسعد ومحمد علي، كما أخذت قياسات منزل أحدهم تمهيدا لهدمه.

وتتعرض قرية الديوك التحتا إلى اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ضمن سياسة التهجير القسري الهادفة إلى إفراغ المنطقة من أهلها الأصليين لصالح التوسع الاستيطاني.

********************************************************************

في الاكوادور المرشحة اليسارية تفوز في جولة الانتخابات الأولى في غواتيمالا فوز التقدمي برناردو أريفالو رئيسا للجمهورية

رشيد غويلب

أعلنت محكمة الانتخابات العليا في غواتيمالا، فوز المرشّح الديمقراطي الاجتماعي اليساري برناردو أريفالو مرشح حزب “حركة البذور”، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي شهدتها البلاد أول أمس الأحد. والرئيس الجديد (64 عاما) وهو نجل أول رئيس منتخب ديموقراطيا للبلاد، خوان خوسيه أريفالو، الذي أطاحت به المخابرات المركزية الامريكية بانقلاب في عام 1954.

وبعد فرز 95 في المائة من أصوات الناخبين، حصل أريفالو على 59 في المئة من الأصوات، بينما حصلت منافسته المتحالفة مع منظومة الفساد وقوى اليمين ساندرا توريس على 36 في المائة، وهي ديمقراطية اجتماعية سابقة تحولت إلى مواقع اليمين.

لقد شكل وصول أريفالو إلى جولة الانتخابات الثانية مفاجئة غير مسبوقة، بعد أن عملت مؤسسات دولة الفساد والاستبداد على إقصاء عدد من المرشحين اليساريين، وكذلك مرشحين من اليمين الليبرالي، لضمان استمرار النظام التقليدي، بزعامة الرئيس المنتهية ولايته أليخاندرو ياماتي، القائم على القمع والفساد والتجويع وسلطة المافيات. وقد وظفت السلطة مكتب الادعاء العام لتنفيذ سلسلة من عمليات الملاحقة القضائية للعديد من الشخصيات السياسية والقضائية والصحفية التي اتخذت موقفا معاديا للفساد المستشري في البلاد، بما في ذلك مدعيان عامان سابقان وقضاة معروفون اضطروا إلى الهرب إلى المنافي طلبا للنجاة.

  وشهدت الفترة بين جولتي الانتخابات الرئاسية تحشيدا شعبيا واسعا ومسيرات دعمتها قوى اليسار والحركات الاجتماعية لدعم المرشح المفاجأة، بعد ان حرك الادعاء العام دعوى قضائية لأقصاء حزبه على أساس اتهامات مزعومة بمخلفات لقوانين الانتخابات النافذة، إلا ان المحكمة الدستورية نقضت قرار المحكمة الجنائية السابعة، التي قررت حرمان الحزب من المشاركة في الانتخابات، لكن سيناريو حرمان الحزب من النشاط لا يزال يشكل خطرا يطارده، على الرغم من ان مرشحة سيكون الرئيس القادم للبلاد.

ومن هنا تأتي أهمية هذا الانتصار التاريخي الذي وصفه أنصار التغيير ببداية للربيع الديمقراطي في البلاد التي عانت في العقود السابقة من حرب أهلية دامت 36 عاما. وسيتولى الرئيس المنتخب مهام منصبه في 14 كانون الثاني 2024.

وبالتأكيد سيكون هذا الحدث الاستثنائي محط اهتمام مراكز البحوث والمتابعين في قادم الأيام بسبب التغيرات الهامة المحتملة التي ستتمخض عنه.

وانتصار آخر في الاكوادور

استطاعت المرشحة اليسارية لويزا غونزاليس، مرشحة حزب رئيس الاكوادور اليساري الأسبق روفائيل كوريا “ثورة المواطنين”، ان تحسم جولة انتخابات الرئاسة الأولى لصالحها. وستخوض الجولة الثانية ضد المرشح اليميني دانييل نوبوا في 15تشرين الاول المقبل.

بعد فرز 80 في المائة من الأصوات، حصلت غونزاليس، على 33 في المائة، وحصل نوبوا من حزب العمل الديمقراطي الوطني اليميني على 24 في المائة. كان حسم الانتخابات من الجولة الأولى يتطلب الحصول على 50 في المائة من الأصوات، أو 40 في المائة وتقدم وبفارق 10 في المائة على الأقل، على أقرب المنافسين.

بعد إعلان النتائج أعلنت المرشحة اليسارية أن هذا كان “انتصارًا للمواطنين، الذين ذهبوا رغم كل شيء إلى صناديق الاقتراع وصوتوا لثورة المواطنين”، وانتصارا أيضا لنساء البلاد، بحصول أول امرأة على اعلى الأصوات في انتخابات رئاسية.

ودعي أكثر من 13 مليون ناخب مؤهل الإدلاء بأصواتهم.، والتصويت في الاكوادور إجباري للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا.

لقد فرض الرئيس اليميني غييرمو لاسو، الذهاب إلى انتخابات مبكرة، بعد أن حل البرلمان ودعا إلى انتخابات رئاسة وبرلمانية جديدة لتجنب إجراءات العزل المستمرة ضده، بسبب تورطه وأفراد أسرته في ملفات فساد كبيرة.

وبعد اغتيال المرشح الرئاسي اليميني الليبرالي فرناندو فيلافيسينسيو قبل يوم التصويت بعشرة أيام، نظمت الانتخابات في ظل إجراءات أمنية مشددة. وأعلن لاسو حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد ردا على الاغتيال. وتم نشر أكثر من 100 ألف جندي وضابط شرطة لحماية مراكز الاقتراع.

وعلى الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية، فإن مجلس الانتخابات الوطني راضٍ عن عملية التصويت. بحلول الساعة 3 عصرا، أدلى أكثر من 60 في المائة من جميع المؤهلين للتصويت بأصواتهم. ويتوافق هذا تقريبًا مع الأرقام الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2021. وأشار المجلس إلى حدوث مشاكل في تصويت أبناء الجالية المقيمين أو المنفيين خارج البلاد ووعد يحلها تباعا.

من الجدير بالذكر أن مرشح اليسار كان قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات السابقة، إلا أن عدم دعم بعض المنظمات اليسارية الصغيرة، سهلت على الرئيس اليميني الحالي الفوز في الجولة الثانية. ويأمل أنصار اليسار ان لا يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى.

********************************************************************************

الصفحة السابعة

وقفة اقتصادية.. تفاقم الفجوة بين الفقراء والأغنياء

 إبراهيم المشهداني

العدالة في توزيع الثروة مفهوم جدلي اختلف بتفسيره الفلاسفة وعلماء الاجتماع وخبراء الاقتصاد والإصلاحيون، وانتهى هذا الاختلاف إلى مدارس معرفية وعلمية وثقافية متعددة في القرون المتأخرة إلى يومنا، هذا غير أن هذا الجدل ومآلاته لم يكن ولن يكون منعزلا عن فهم التناقضات الاجتماعية وقوانين الصراع الطبقي التي تحكم أساليب وانماط توزيع الثروة المتحققة عبر أسلوب الإنتاج السائد في المجتمع، وما تزال الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذه الموضوعة مختلفة في مقاييس توزيع الدخل والثروة في مجتمع ما.

وفي بلادنا المبتلات بغياب الشفافية في توزيع الثروة وهيمنة الطغمة المالية والكومبرادور والبيروقراطية المتحكمة بمفاصل الدولة والمتخادمة في الهيمنة على مفاتيح الثروة تتسع الفجوة بين الفقراء والاغنياء بما لا تقبل التورية او التأويل، وأكثر الدراسات والأبحاث التي تجريها المنظمات الدولية ومؤسساتها المالية تشير بوضوح إلى أن العراق متأخر كثيرا في مقدار حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فاستنادا إلى تقرير مجلة (CEWORLD) المختصة بالإحصاءات فان العراق يأتي بالمرتبة 113 عالميا من أصل 190 دولة والسابعة عربيا،  فعلى سبيل المثال إذا ما قايسنا حصة الفرد العراقي من الناتج  المحلي الإجمالي البالغة 4775 دولار سنويا مع نسبتها إلى حصة الفرد في بعض  البلدان العربية لتبين ان هذه النسبة تشكل 7 في المائة بالنسبة إلى  قطر  و10 في المائة بالنسبة  لدولة الامارات و18 في المائة بالنسبة للبحرين و20 في المائة بالنسب للسعودية  و25 في المائة بالنسبة لسلطنة عمان  و75 في المائة بالنسبة لليبيا وعالميا 4 في المائة بالنسبة للوكسمبورج و5 في المائة بالنسبة إلى سويسرا واكثر من ذلك فان العراق يأتي تراتبيا أعلى من بوروندي  وأفغانستان  والصومال .

ومن جهة أخرى  فان اللجنة العليا لوضع استراتيجية تخفيف نسبة الفقر في العراق التي قرر مجلس الوزراء تشكيلها في وزارة التخطيط بمشاركة ممثلين عن إقليم كردستان بموجب قراره المرقم 409 في شهر تشرين الثاني من عام 2011 قد بينت الوثائق التي اعتمدتها كمعطيات أولية لرسم استراتيجيتها، أن معدل نسبة الفقر في العراق 23 بالمائة تشمل الحضر والريف وكانت نسبة الفقر في الريف 39,3 بالمائة اما في المدينة فكانت النسبة 16,1 بالمائة وان فجوة الفقر كانت 4.5 بالمائة وهذه النسب تتفاوت بين محافظة وأخرى، ورأت اللجنة أن تحقيق هذا الهدف يمر من خلال ست محصلات أساسية وهي دخل أعلى من العمل، وتحسن المستوى الصحي، ونشر وتحسن التعليم  ،وبيئة سكن أفضل ،وحماية اجتماعية ، وتفاوت أقل بين النساء والرجال. ولكن اللجنة لم يفتها، وهي محقة في ذلك التنويه أن هذه الاستراتيجية تواجه تحديات حقيقية ينبغي معالجتها من خلال ضمان الامن والاستقرار، وضمان الحكم الرشيد، وضمان عدالة في توزيع الدخل، والتخفيف من الآثار السلبية للإصلاح الاقتصادي على الفقراء، فالإصلاح الاقتصادي وقتها كان عبارة عن تهريج حول الانتقال إلى اقتصاد السوق والتسريع في إعادة هيكلة الشركات الصناعية وما إلى ذلك من محاكمات غير واقعية لمعالجة الأمراض الاقتصادية المتفاقمة التي لا تكمن أسبابها في وجود القطاع الحكومي بل في السياسات الحكومية المتهورة .                  

إن التضخم بطبيعته يؤدي إلى إعادة توزيع الدخول الحقيقية للشرائح الاجتماعية المختلفة، لأن الدخول النقدية والأسعار لا تزداد بالنسبة نفسها للقطاعات كافة، إذ أن التفاوت في درجة ارتفاع أسعار السلع والخدمات يؤدي إلى زيادة الدخول لشرائح اجتماعية على حساب شرائح اجتماعية أخرى، فتدني المستوى ألمعاشي يكون من نصيب أصحاب الدخول الثابتة كالموظفين وجميع الذين يعيشون على المعاشات التقاعدية والإعانات شبكة الرعاية الاجتماعية .                                                                                       

وبناء على ما تقدم فان الدولة مطالبة بإجراء تغييرات جوهرية في نظام إعادة توزيع الدخل عبر سياسة إطفاء الحرائق وان يشمل التغيير الأطر والتشريعات والاليات الناظمة للنشاط الاقتصادي في الجوانب السياسية والحقوقية والإدارية والمالية ومكافحة جادة للفساد عبر تحطيم اعمدته الرئيسية واشراك الجماهير عبر منظوماتها الاجتماعية في هذه العملية.  

 *************************************************************

العراق يلملم «السكراب» منذ 20 عام.. و«صناعة السيارات» محصورة بالتجميع فقط

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تسعى وزارة الصناعة الى إعادة الروح إلى قطاع تجميع السيارات والشاحنات في البلاد، الذي عانى خلال السنوات الماضية من انخفاض أدائه بسبب فتح سوق السيارات للاستيراد بشكل كامل وإلغاء كافة أشكال الدعم التي كانت تقدم لهذا القطاع، بما في ذلك منح لوحات السيارات مجانا.

ويتمحور دور قطاع صناعة السيارات في العراق حول تجميعها فقط منذ عشرين عاما، بينما هناك عجز عن التقدم خطوة الى الامام، نحو تصنيع أجزاء معينة من السيارة.

وتقول الشركة العامة لصناعة السيارات، انها تعمل على منافسة القطاع الخاص، عبر دخول السوق بعروض مختلفة، أهمها صناعة السيارات الكهربائية.

صناعة سيارة “هايبرد”

وتقول مدير الشركة دانة محمد سعيد، إن “الشركة العامة لصناعة السيارات دمجت منذ العام 2016 مع شركتين أخريين هما شركة الصناعات الميكانيكية وشركة صناعة البطاريات”، مشيرة إلى وجود 11 خطاً لتجميع السيارات الصينية والإيرانية، إضافة إلى شركة “كيا” الكورية.

وتضيف سعيد، أن “الشركة تحاول حالياً صناعة سيارات (الهايبرد) الهجينة بين المحرك الذي يعمل بالوقود والكهرباء، ودخلنا في مفاوضات مع شركات في هذا الجانب من أجل تسجيل السيارة باسم الشركة، مؤكدة أن صناعة السيارة بشكل كامل ليست بالأمر الصعب. وفي العام 2011 أعيدت الحياة إلى قطاع تجميع السيارات في مدينة الإسكندرية الصناعية جنوبي بغداد. وبدأت الشركة العامة لصناعة السيارات العراقية المملوكة للدولة في حينها تجميع سيارات إيرانية مثل “السايبا” و”البيجو” و”السمند”، والتي أطلقت عليها تسميات عراقية في ما بعد مثل “أور” و”بابل” و”طيبة”.

تجميع فقط

ويقول رئيس اتحاد الصناعات علي الساعدي، أن صناعة السيارات في العراق تقتصر على عمليات التجميع فقط، وهذا لا يحدث “تطورا صناعيا فعالا”.

ويضيف الساعدي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أنّ “عمليات التجميع مستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً”، لافتاً الى أن دول العالم تتبع نمطًا مختلفا حيث تبدأ بتجميع السيارات لمدة سنتين او ثلاث، ومن ثم تتطور لتضيف قيمة مضافة للصناعة، تبدأ من 10 في المائة إلى ان تصل إلى 100 في المائة.

ويشير الساعدي إلى ضرورة “تطوير الخطط وإيجاد حافزٍ للمستثمرين من أجل تعزيز صناعة السيارات، والتحوّل من التجميع إلى الصناعة الفعلية”.

ويؤكد الساعدي، أنّ “الوضع الحالي مرتهن بتوريد سيارات جاهزة من الخارج. نستورد حتى البراغي والعلامات ليتم تجميعها داخل البلاد”، مضيفا أنه يجب زيادة القيمة المضافة تدريجياً لتحفيز الاستثمارات وتحسين القدرات الصناعية.

ويشدد رئيس اتحاد الصناعات على السعي لتطوير الصناعة الوطنية لتصل إلى مستوى يقارب 100% من القيمة المضافة. ويلفت إلى وجود إمكانيات في معامل محلية قادرة على تصنيع أجزاء من السيارات، معتبرا أن الجهات المسؤولة يجب أن تعمل على تفعيل هذه الإمكانيات.

ويشير الى أن “الشركة العامة لتجميع السيارات لا تمتلك برامج لتطوير صناعة السيارات، بل تعتبر مهمتها التجميع فقط”، داعيا إلى “تغيير هذه النهج لتحقيق تقدم صناعي”.

وأوضح أن القطاع العام يقوم بنشر رسائل إعلامية (سوف وسوف نعمل) بينما لا توجد خطط فعلية لتطوير الصناعة”. ويدعو الساعدي إلى إشراك القطاع الخاص في عملية صناعة السيارات.

ويجد أن من الضروري صناعة سيارات ذات مناشئ عالمية وإعطاء أولوية للسلامة والمواصفات وعدم تجميع سيارات ذات مواصفات رديئة.

ويخلص إلى التساؤل حول دور دائرة الأبحاث في وزارة الصناعة: ماذا قدمت؟ لماذا لا تعمل على استقطاب العلماء؟ مشددًا على ضرورة “تقديم بحوث فعالة تهدف إلى تطوير صناعة السيارات وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع”.

محور التنمية الاقتصادية

يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد عيد: إن “صناعة السيارات تعتبر من أهم المرتكزات الأساسية للأنظمة الاقتصادية المتطورة، والتي تعتمد عليها البلدان الصناعية”، مؤكدا أنها “تعد وسيلة تنمية اقتصادية قوية للبلدان الصناعية”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب” يؤكد عيد أن “القيمة الاقتصادية للناتج المحلي الإجمالي ستزداد بشكل كبير بفضل صادرات السيارات بعد تحقيق الاكتفاء المحلي منها”، موضحاً أن “الاستثمار في صناعة السيارات يعتبر عاملاً مهماً لتعزيز النمو الاقتصادي”.

ويؤكد عيد، أن “السعي لإنتاج السيارات محلياً أو تجميع علامات تجارية عالمية يمثل خطوة إيجابية تساهم في تعزيز العملة الوطنية وتوفير فرص عمل. كما يسهم في تحقيق التوازن التجاري والصناعي، ويقلل من الاعتماد على إيرادات النفط”.

لكنه يستدرك قائلاً: إن “سوء التخطيط ساهم بإنتاج حالة من الارتباك والعشوائية في ادارة السياسات الاقتصادية، كما تعد التأثيرات الحزبية والسياسية والسلاح المنفلت عوامل طاردة للاستثمار في مختلف المجالات”، داعياً الدولة العراقية الى العمل على تحرير الاقتصاد العراقي، ودعم صناعة السيارات لتحقيق تنمية مستدامة وحقيقية للاقتصاد الوطني العراقي. وبحسب إحصائية لوزارة التخطيط، يوجد في العراق سبعة ملايين سيارة، أربعة ملايين منها في بغداد بواقع 126 سيارة لكل 1000 شخص و127 سيارة لكل كيلومتر معبد.

 **************************************************************************

الصفحة الثامنة

التغيرات المناخية وتأثيراتها على العراق

حسن شاكر عزيز *

تعاني الكثير من البلدان في منطقة الشرق الاوسط وبشكل خاص العراق من مشاكل بيئية خطيرة نتيجة التغير المناخي الحاصل عالميا بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت إلى ارتفاع معدلات درجة حرارة الغلاف الجوي لكوكب الارض.

من أخطر المشاكل التي يواجهها العراق على صعيد تدهور بيئته اتساع مساحة الاراضي المتصحرة نتيجة الانخفاض الكبير في معدلات تساقط الامطار على العراق في العقود الخمسة الاخيرة، والتي بدورها تسببت في اتساع رقعة الأراضي الصحراوية في البلد، نتيجة الجفاف الحاصل في الاراضي الديمية وتحول الكثير منها إلى اراض صحراوية جرداء، باتت تزحف باتجاه المدن والمناطق الزراعية القريبة من نهري دجلة والفرات. من جانب اخر انخفضت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وروافديهما عن معدلاتها السابقة خلال الفترة الانفة الذكر مما تسبب لاحقا في انخفاض احتياطي العراق من المياه العذبة التي يتم خزنها في البحيرات والسدود العراقية من اجل معالجة النقص الحاصل في المياه في مواسم الصيف عن طريق إطلاق كميات من الاحتياطي المائي الموجود في البحيرات والسدود إلى حوضي نهري دجلة والفرات ومنطقة الاهوار.

ينبع نهر الفرات من الاراضي التركية ويبلغ طوله من المنبع إلى المصب في شط العرب حوالي 2700 كم، يمر هذا النهر في ثلاث دول متشاطئة هي كل من تركيا وسوريا والعراق. انشات تركيا في العام 1970م سد كيبان والذي بدأ تشغيله وملئه بالمياه العذبة عام 1974م ومنذ ذلك العام بدأت تظهر بقوة أزمة المياه في كل من سوريا والعراق. تأثر كل من سوريا والعراق كثيرا بسبب نقص المياه الواردة من الجارة تركيا وتقليل حصة كلا البلدين المتفق عليها بمعاهدات سابقة من مياه هذا النهر. في عام 1989م أنشأت تركيا سدي قرقيا واتاتورك وشرعت ببناء عدد كبير من السدود على مساري نهري دجلة والفرات حتى وصل عددها إلى 276 سدا عام 2002م بما في ذلك سد اليسو. بلغ عدد السدود التي أنشأتها تركيا حتى الآن 585 سدا وهناك مشاريع لديها لبناء 17 سدا داخل الاراضي التركية. من الطبيعي أن يتأثر العراق سلبيا من جراء نقص المياه وعدم التزام تركيا بالاتفاقيات الدولية التي تضمن حصص الدول المتشاطئة من مياه الأنهر المشتركة. تنتج تركيا نتيجة بنائها للسدود حوالي 100 ألف ميكاواط من الطاقة الكهربائية المتجددة تستخدم للاستهلاك المحلي. من جانب آخر يعاني كل من سوريا وبشكل أكبر العراق من مشاكل بيئية عديدة نتيجة نقص امدادات المياه العذبة في حوضي نهري دجلة والفرات. عدد الروافد التي تغذي نهر الفرات داخل الاراضي العراقية قليلة مقارنة بنهر دجلة الذي تصب به العديد من الانهر والروافد بعضها ينبع من تركيا وإيران. قطعت إيران وحولت مياه 42 نهرا ورافدا إلى داخل الاراضي الايرانية بعدما كانت تجري بشكل طبيعي إلى داخل الاراضي العراقية، وبذلك منعت العراق من الاستفادة من حصته المائية بتلك الأنهر الأمر الذي أدى إلى جفاف الكثير منها بما في ذلك نهرا الوند والكارون.

ومن أجل ايجاد حل مناسب لهذه المشكلة ينبغي على العراق العمل على ضمان حقوقه بالحصول على حصته المائية في نهري دجلة والفرات عبر اللجوء إلى المحافل الدولية، والمتمثلة بمجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية. إن المساس بمصالح الدول المتشاطئة وعدم الالتزام بالاتفاقيات الدولية يعتبر خروجا على القوانين الدولية التي تؤكد على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين دول المنبع والدول المتشاطئة. إن ما فعلته كل من مصر والسودان في ما يتعلق بالمشكلة التي حصلت مع اثيوبيا بعد بنائها لسد النهضة يعتبر دليلا واضحا على صحة ما ذكرناه آنفا. من جهة أخرى يتوجب على الحكومة العراقية العمل بجدية على التخلص من نظم الري القديمة واستبدالها بنظم ري حديثة، تقلل نسبة الاهدار بالمياه من قبل المزارعين وذلك باعتماد طرق ري تعتمد على التنقيط والمرشات كذلك القيام بحملات توعية منظمة للمواطنين من أجل الحفاظ على الثروة المائية والتقليل من الاسراف في استخدامها من خلال التأكيد على اهمية الترشيد في استخدام المياه وعدم هدرها.

ان ارتفاع درجة الحرارة للغلاف الجوي في العراق وانخفاض معدلات الامطار فيه أديا ويؤديا إلى زيادة في عدد وقوة الكوارث الطبيعية التي تواجه البلد وعلى رأسها العواصف الرملية والترابية التي تكررت في السنوات الاخيرة بشدة نتيجة انحسار الغطاء النباتي وتحول مئات الالاف من الهكتارات من الاراضي العشبية والزراعية إلى صحاري رملية قاحلة بدأت تزحف باتجاه المدن، وتؤثر سلبا على صحة المواطنين وعلى البيئة في المدن العراقية بما قي ذلك العاصمة بغداد.

أدى الانخفاض الواضح في كميات المياه الواصلة إلى نهري دجلة والفرات إلى انخفاض منسوب المياه في شط العرب مما أدى إلى اندفاع اللسان الملحي لمياه الخليج العربي باتجاه شط العرب وصولا إلى مدينة البصرة، والتي باتت منذ سنوات تعاني من ملوحة المياه وعدم القدرة على استخدامها للري والاستهلاك البشري والحيواني.

إن النمو والتضاعف السكاني الكبير الذي حصل خلال العقود الخمسة الماضية في العراق زاد من حجم استهلاك المياه العذبة وهذا يمثل تحديا جديدا امام الحكومات العراقية في توفير المياه الصالحة للاستهلاك البشري والزراعي للمواطنين، هنا نود أن نؤكد ان الحفاظ على المياه ومطالبة دول المنبع باحترام حقوق العراق التاريخية بالمياه والموثقة بالعديد من الاتفاقيات الدولية يعتبر من أولويات عمل الحكومة العراقية باعتبار أن هذه القضية الخطيرة تعتبر من أهم مباديء الحفاظ على الامن القومي العراقي.

أدى ارتفاع درجة الحرارة للغلاف الجوي في العراق وانخفاض مناسيب المياه في الانهر العراقية إلى جفاف شديد في الاهوار العراقية خلال السنتين الماضيتين والذي بدوره أدى إلى تغيرات بيئية كبيرة تمثلت بموت الكثير من قطعان الجاموس ناهيك عن التدمير الذي حصل للثروة السمكية والطيور والنباتات في هذه المناطق الأمر الذي أجبر الكثير من سكان الأهوار إلى الرحيل والهجرة من مناطقهم إلى المدن القريبة بحثا عن لقمة العيش. تلعب المسطحات المائية دورا مؤثرا في الحفاظ على البيئة وتوازنها كذلك في تقليل درجات الحرارة في المناطق المحاذية لها، ان تجفيف الاهوار وانخفاض مناسيب المياه فيها يعتبر من العوامل التي أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة في العراق الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على البيئة وحياة المواطنين في هذه المناطق.

ارتكب النظام السابق جريمة كبيرة بحق البيئة العراقية عندما جفف الاهوار العراقية التي تعتبر نظاما بيئيا متكاملا موجود منذ آلاف السنين يتشارك به الانسان والحيوان والنبات، ويلعب دورا بارزا في الحفاظ على استمرار الحياة في هذه المنطقة. إن اي تغيير مفاجئ، غير مدروس النتائج للأنظمة البيئية المشكلة طبيعيا يكون تأثيره مدمرا على البيئة وايضا على الاحياء الموجودة فيها.

يواجه العراق مشاكل أخرى أكثر تعقيدا على حياة مواطنيه تتمثل بتلوث المياه والهواء فيه، من المعروف أن اغلب المدن العراقية الكبيرة تقع على ضفاف نهري دجلة والفرات، ان الكثير من هذه المدن لا تمتلك منظومات لمعالجة مياه الصرف الصحي وبهذا الشكل فإن المياه التي تستهلك من قبل المواطنين كذلك مياه البزل ومخلفات المعامل والمستشفيات تعود بدون معالجة إلى نهري دجلة والفرات وروافدهما الأمر الذي يؤدي باستمرار إلى زيادة نسب التلوث بالمياه. وتزداد نسب التلوث كلما اتجهنا نحو مدن الجنوب العراقي، تعتبر مدينة البصرة من أكثر المدن التي تعاني من تلوث المياه فيها لذلك نجد ان نسب الامراض فيها بما فيها السرطانية منها في تزايد مستمر كما وان المياه الواصلة إلى مدن الجنوب تكون معدلات تراكيز أيونات الكلور والكبريت عالية فيها.

ــــــــــــ

*ناشط بيئي

 **************************************************************************

هكذا تكلم ماركس عن الفقر

خليل إبراهيم العبيدي 

 تبدأ الماركسية مسلماتها من جدلية صراع الإنسان مع الطبيعة من أجل تأمين حاجاته وفي مقدمتها ما يديم الحياة، وهكذا قال ماركس كلمته المدوية، تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام، وما الفقر إلا الافتقار إليه، وان هذا الفقر سببه انسان آخر يغتصب مصادر صنع الخيرات ويسخر الملايين لتنمية ممتلكاته على حساب قوة عمل تلك الملايين، ويمضي شارحا للعالم نظريته المادية التأريخية والصراع الطبقي على أنها محور ذلك الفقر المشؤوم، ولم يعالج ظاهرة الفقر بالبكاء والعويل كما كان يفعل مفكرونا إبان تلك الحقبة من عصر الثورة الصناعية، بل عبر نظرية علمية ابتدأت باستغلال الإنسان الرأسمالي للإنسان العامل عن طريق استغلال قوة عمله، يقول بعض من المفكرين الرأسماليين إن الفقر يعيش بيننا، وهو ظاهرة صحية توفر الأيدي العاملة الرخيصة والتي هي بدورها توفر لهم الحاجات الرخيصة الثمن. وفي رده على برودون وكتاب الرأسمالية الآخرين في كتابه المشهور بؤس الفلسفة (ص 211) يقول ماركس وبما أن الوسائل موجودة لإيجاد العمل القائم على طعام أرخص منحط، فإن أقل نسبة للأجور تهبط إلى الدرك الاسفل باستمرار، وإذا كانت هذه الأجور تجعل الشخص ان يعمل ليعيش، فإنها ستجعله يعيش حياة الآلة، ويصبح وجوده لا قيمة له. ويستنتج أن الأجر هو مصدر الفقر، وان الغنى هو مصدر تسلط ملاك رأس المال على فائض قيمة قوة عمل الشغيلة. وفي البيان الشيوعي يستدرك قائلا، إن كلفة انتاج العمل هي ذلك القدر من المعاش الضروري لمواصلة العامل لعمله لإبقاء الطبقة العاملة على قيد الحياة، بالتالي ديمومة أجر الكفاف المؤدي إلى الفقر.

إن اهتمام النظرية الماركسية بموضوعة العمل على أنها أساس القيمة تنجر كقواعد عامة يمكن تلقفها في بلداننا (لو خلصت النوايا) لتكون واحدة من وسائل تحويل السواد الأعظم من مجتمعاتنا الشرقية من مجتمعات زراعية رعوية كسولة تعتمد الإغاثة والمساعدات المحلية والدولية إلى مجتمعات منتجة تنفض عنها غبار الفقر والأنين من وطأته، جراء تخاذل كل الحكومات دون استثناء أمام هذه الآفة، وربما أرادوا لها كل هذه الديمومة لتظل كل تلك الشعوب تحت وصايتها الثقيلة وتحت ترهات أنظمتها.

العراق وديمومة الفقر

إن انحياز الفقراء في العراق في اعقاب تشكيل الدولة عام 1921 سيما السواد الأعظم من الفلاحين، ومن بعدهم العمال بعد اكتشاف النفط وتسويقه عام 1932، واستغلال الشركات النفطية البريطانية الشغيلة العراقية، وانشاء بعض المعامل ومصانع النسيج، أن الانحياز هذا إلى الحزب الشيوعي العراقي لم يكن انحيازا عاطفيا، بل كان جراء ما حمله الحزب من أفكار تعمل على إنقاذهم من الفقر، بالإضافة إلى كونه تنظيما ضم الفقراء من أعلى قمة الهرم فيه إلى المؤيد الغض، وقد ملأت دفاعاته المستمرة عن كل تلك الحقوق وتقدمه صفوفهم في معارك الإضرابات العمالية والتمردات الشعبية حتى لحظة صعود قياداته الفقيرة أعالي المشانق في ساحة الطيران وبستان حسون اغا. وكنا نلاحظ كالآخرين توسع قاعدته لتشمل الملايين لا لبطر بل لصواب في الطرح ونجاعة الحل، فلقد أكد الماركسيون على الدوام أن تراكم الثروة في جانب واحد من المجتمع العراقي هو في نفس الوقت تراكم الفقر والبؤس في القطب الآخر، وهذا هو تحصيل حاصل ما حصل في العراق طيلة قرن، فمنذ إصدار الحاكم البريطاني قانون دعاوى العشائر عام 1918 ومنذ  الاعتراف بملكية الشيوخ للأراضي الأميرية بموجب قانون التسجيل العقاري  رقم 50 لسنة 1932 ولغاية تاريخه لم يغادر الفقر العراق ولا حتى تراجعا ملموسا ، بل على العكس كلما تقدم الزمن وزاد دخل البلد زاد معه الفقر. ، والسبب هو نمو الرأسمال الاقطاعي في تلك الحقبة ليتحول بمرور الزمن ( ونتيجة لامتلاك السلطة والجاه) إلى رأسمال صناعي وتجاري ليعمل تدريجيا على تهميش الصناعات اليدوية وتحويل العمال إلى إجراء بأجر الكفاف أثمر عنه فقر عمالي مدقع انضم إليه فقر فلاحي مقرف جراء هجر العائلات الفلاحية ريفها لتبني الصرائف في المدن العراقية وبين محلات بغداد حتى قيام ثورة 14 تموز عام 1958، واستمر الإهمال الحكومي للفقر وتحول إلى ظاهرة ولم تمسه بالجد اي من الحكومات المتعاقبة على أنه حالة ليست باستثنائية، وانجر الإهمال ليزداد أكثر وطأة بعد الاحتلال الامريكي ليلتقي الاحتلالان في صناعته وصناعة مسببيه ، ومن تبعهما في طريق واحد إلا وهو افقار الشعب وسرقة ممتلكاته، ولكن هذه المرة في العلن، بعدما كانت في الظل .

أن الفقر يولد الجوع، والجوع يولد التمرد والانفجار، والعراق اليوم يقف عند هذه الحالة السحيقة، وان الفقر فيه كما يقول ماركس لا يصنع الثورة دائما وانما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة.

أن ما تقدمنا به حقائق ثابتة، ولا يمكن لأي مخلوق تجاوز مسلماتها وان ما شهده العراق من أحداث منذ عام 2011 وما تلاه، وما أسفرت عنها مظاهرات 2019، إلا مقدمات توحي بالقادم السيئ، فحذار من انفجار غضبة الفقراء التي قد تشهدها قادم الأيام والحليم منكم تكفيه إشارة الإبهام.

***********************************************************************

الصفحة التاسعة

درجال يدعم تمديد عقد مدرب منتخب شباب العراق

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أمس الاثنين، دعمه لتجديد عقد مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد لفترة مقبلة. وقال درجال: “أدعم تمديد عقد المدرب عماد محمد لغاية عام 2025، والأمر سيتم حسمه في حال موافقة أعضاء الاتحاد على التمديد خلال الاجتماعات الدورية المقبلة”. وأضاف “عماد محمد مدرب شاب كفوء تمكن من بناء جيل واعد من اللاعبين، وهو يستحق أن نجدد له، لاسيما بعد الإنجازات والنتائج الطيبة التي حققها الفريق تحت قيادته”. وكان مدرب منتخب الشباب العراقي، عماد محمد، أكد أن عقده مع المنتخب ينتهي منتصف العام المقبل 2024، موضحاً أن الحديث عن انقسام المكتب التنفيذي للاتحاد العراقي لكرة القدم حول استمراره مع منتخب الشباب “غير صحيح وهم متفقون جميعاً على بقائي مدرباً للمنتخب للمدة المقبلة”. تجدر الإشارة إلى أن المنتخب العراقي للشباب بلغ بطولة كأس العالم 2023 التي أقيمت في الأرجنتين، بعد حصوله على المركز الثاني في نهائيات آسيا الأخيرة التي جرت في أوزبكستان، إلا أنه غادر البطولة من دور المجموعات بعد تلقيه خسارتين وتعادل سلبي.

********************************************************************

الثالث من أيلول المقبل موعد مغادرة المنتخب إلى تايلند.. كاساس يختار قائمة الوطني لبطولة تايلند

بغداد ـ طريق الشعب

يبدأ منتخبنا الوطني نهاية الأسبوع الحالي أولى وحداته التدريبية قبل التوجه إلى تايلند للمُشاركةَ في منافسات بُطولةِ كأس ملك تايلاند في نُسختها الـ 49.

وقال المنسق الإعلامي لمنتخبنا الوطني محمد عماد، أمس الإثنين، إن” وفد المنتخب الوطني سيسافر من بغداد إلى مدينة شانغ ماي التايلندية، في الثالث من ايلول المقبل، على أن يلتحق باقي اللاعبين المحترفين بصفوف المنتخب كل من دولته في نفس التاريخ، ومن المفترض أن يتواجد الوفد بشكل كامل في الرابع من أيلول تحضيرا لمواجهة منتخب الهند في السابع من الشهر ذاته “.

وأضاف عماد، أن” ‏من المؤمل إقامة معسكر تدريبي داخلي لأسود الرافدين في بغداد يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي يشمل اللاعبين المحليين “، مبينا أن “ التدريبات ستركز على الجانب البدني باعتبار أن أكثر اللاعبين متوقفون عن التدريبات وأغلب الأندية لم تباشر تدريباتها حتى الآن”.

واختار مدرب منتخبنا الوطني القائمة النهائية التي ستشارك في منافسات بطولة كأس ملك تايلاند بنُسختها الـ 49.

وذكر بيان لاتحاد الكرة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن” القائمة النهائية تكونت من (23) لاعباً، وهم كل من: جلال حسن، فهد طالب، أحمد باسل، علي عدنان، ريبين سولاقا، مناف يونس، ماسيس ارتين، حسين علي حيدر، فرانس ضياء، ميرخاس دوسكي، أحمد يحيى، أسامة رشيد، أمجد عطوان، أمير العماري، إبراهيم بايش، اندريه السناطي، حسين علي جاسم، بشار رسن، أحمد فرحان، زيدان إقبال، أيمن حسين، مهند علي، على الحمادي”.

ونقل البيان عن خيسوس كاساس قوله: إن” من المؤملِ أن نبدأ معسكراً في بغداد ابتداءً من 25 آب قبل السفر إلى تايلاند بمشاركةِ اللاعبين المتواجدين في العراق، وسنعملُ أثناء المعسكرِ على تَقييمِ حالتهم البدنية، وفي حال شعورنا بعدم الجاهزيّة لأي منهم، فسيتم استبداله بلاعبٍ آخر”.

وأضاف كاساس، أن” القائمةً المُستدعاة هذه المرة تعدُّ خاصةً لعدةِ أسبابٍ جعلت اختياراتنا تكون مشروطةً على وفق جاهزيّةِ اللاعبين المُتاحين، حيث هناك أكثر من لاعبٍ تعرضَ للإصابةِ سابقاً ومؤخراً، وآخرون هم في طورِ الشفاء، أمثال سعد ناطق وآلان محي الدين وعلي فائز والآي فاضل، إضافةً إلى إن معظمَ اللاعبين في الدوري العراقيّ كانوا في إجازةٍ بعدَ نهايةِ الدوري، لذلك سيكون من الصعبِ عليهم أن يكونوا في أفضل مستوياتهم ليتمّ استدعاؤهم”.

وتابع أن” المُشاركةَ في بُطولةِ كأس ملك تايلاند في نُسختها الـ 49 تعدُّ مهمةً بالنسبةِ لنا، حيثُ ستتيح لنا مواجهةَ منتخباتٍ من قارة آسيا، ومقاربة في الأداءِ للمنافسين الذي سنواجههم في تصفياتِ كأس العالم وكأس آسيا، خصوصاً إن موعدَ الاستحقاقين قريب جداً”.

********************************************************************

وقفة رياضية.. المطلوب قاعات وملاعب رياضية في كل المحافظات

منعم جابر

في كل البلدان المتقدمة والناهضة نجد قاعات وملاعب ومضامير متنوعة في أغلب المدن والمحافظات استعدادا لإقامة مختلف الأنشطة والألعاب الرياضية. وفي هذه البلدان نجد مجالات متنوعة ومختلفة لممارسة الرياضة والعابها لفسح المجال رحباً وواسعاً أمام أجيال الشباب لممارسة كل الألعاب التي يعشقونها ويسعون لممارستها. لأن البلدان المتقدمة تجد نفسها مسؤولة بالكامل أمام مواطنيها بتوفير المجالات رحبة أمام شبيبتها من الجنسين ولمختلف الاعمار. واليوم نجد أن جميع بلدان المنطقة والجوار تطورت ونهضت بمنشآتها الرياضية وقاعاتها ومسابحها ومضاميرها وملاعبها لأنها وجدت نفسها أمام تقدم ونهوض بالواقع الرياضي وتطور في مستويات رياضاتها والعابها أمام منافسة قوية ومحتدمة مع دول الإقليم والجوار. ونحن نجد مجالا واسعاً ورحباً في الرياضة والألعاب خاصة وأننا وجدنا حماساً وتشجيعاً وممارسة للرياضة بكل أنواعها وقد توج هذا الحماس والرغبة والاستعداد من خلال المادة الدستورية رقم 36 التي ثبتها المشرع العراقي في دستورنا والتي أكدت على الاهتمام بالرياضة وتنميتها والعمل على توفير مستلزمات ممارستها وتوفير الملاعب للمنشآت التي تساهم بتطويرها. هذا وقد قدمت للرياضة وممارستها دوراً استثنائياً وفرضت على الدولة توفير مستلزمات ممارستها.

وهنا أطالب بان تقوم الحكومة وبكل دوائرها المختصة والمعنية بالرياضة بتوفير مستلزمات ممارستها وأول هذه المستلزمات هي بناء الملاعب والقاعات الرياضية والمضامير والميادين والمنشآت الرياضية على اختلافها، لان وجود هكذا منشآت رياضية ستساهم بفتح الطريق واسعة امام الأجيال الصاعدة لممارسة الرياضة بكل أنواعها. كذلك أطالب كل المؤسسات المعنية بتحمل واجبها ومعرفة حدودها ودورها، فوزارة الشباب والرياضة هي الجهة الأولى المعنية ببناء القاعدة المادية للرياضة العراقية من ملاعب ومنشآت رياضية لأنها المؤسسة المعنية اولاً بذلك. وكذلك نجد ان وزارة التربية من واجبها الرئيس ودورها الأساسي بإيجاد ملاعب كرة قدم إضافية لفسح المجال امام النشء الجديد لممارسة كرة القدم وعموم النشاطات المدرسية وكذلك نجد ان وزارة التعليم العالي من واجباتها إقامة القاعات الرياضية ومختلف المنشآت والملاعب للمساعدة على ممارسة طلبة وطالبات الجامعات المتواجدة في محافظاتهم. إضافة إلى قيام إدارة المحافظات والإدارات المحلية بتوفير المنشآت الرياضية لعموم أبناء المحافظات وبهذا  نكون قد وفرنا لشبيبتنا الرعاية والاهتمام المطلوب لدعم النشاطات الرياضية وقد ساهمت كل الجهات المعنية بتوفير المنشآت الرياضية وبذلك تساهم الدولة بتوفير ما يحتاجه الشباب من كلا الجنسين من ملاعب ومنشآت وقاعات رياضية وبذلك نحقق التوازن بتواجد المنشآت الرياضية في جميع مدن ومحافظات الوطن بشكل متوازن مما يوفر القدرة والامكانية لتحقيق النمو للنشاطات الرياضية بما يتلاءم وحاجة شباب الوطن وأبنائه للملاعب والساحات والمنشآت الرياضية وبشكل متوازن بما يخلق ويدفع برياضة الوطن إلى الرقي والتقدم وتحقيق الإنجازات.

***************************************************************************

فوز وحيد يضع ديوكوفيتش على عرش لاعبي التنس

لندن ـ وكالات

غادر الإسباني كارلوس ألكاراز، بطولة سينسيناتي للأساتذة وهو في صدارة التصنيف العالمي، على الرغم من خسارته للمباراة النهائية أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

ووضع الصربي، نفسه في مكانة مميزة للغاية لاستعادة صدارة التصنيف العالمي عقب مشاركته ببطولة أمريكا المفتوحة، التي تنطلق الأسبوع نهاية آب الجاري.

ويتفوق ألكاراز على ديوكوفيتش حاليًا بـ 20 نقطة في صدارة التصنيف العالمي، وتوج الإسباني بلقب أمريكا المفتوحة العام الماضي، وبالتالي سيدافع عن 2,000 نقطة، في الوقت الذي لا يدافع فيه الصربي عن أي نقاط، نظرًا لعدم مشاركته في البطولة، العام الماضي.

وبالتالي كل ما يحتاج إليه ديوكوفيتش لمغادرة أمريكا المفتوحة في صدارة التصنيف العالمي، هو الفوز بلقاء الدور الأول فقط، بحسب موقع رابطة اللاعبين المحترفين.

وفرط ألكاراز، عندما فشل في ترجمة نقطة المباراة التي تحصل عليها بشوط كسر التعادل بالمجموعة الثانية، في مغادرة سينسناتي بفارق 820 نقطة في الصدارة عن ديوكوفيتش، وحينها كان سيحتاج الصربي للوصول إلى نهائي أمريكا المفتوحة لضمان العودة لصدارة التصنيف.

لكن الآن يحتاج ديوكوفيتش فقط لتفادي الخسارة في الدور الأول من أمريكا المفتوحة، ولم يخسر الصربي في الدور الأول من أي بطولة في الجراند سلام منذ سقوطه في الدور الأول لبطولة أستراليا المفتوحة عام 2006.

*******************************************************************************

ماتيوس: هاري كين سيصبح مولر الثاني

ميونخ ـ وكالات

قال النجم السابق لوثار ماتيوس، الأكثر مشاركة في تاريخ المنتخب الألماني لكرة القدم، إنه يعتقد أن هاري كين مهاجم بايرن ميونخ، يستحق المال الذي جرى دفعه لضمه إلى صفوف الفريق البافاري، والذي يبلغ نحو 110 ملايين يورو.

وانضم هاري كين (30 عاما) إلى بايرن قادما من توتنهام الإنكليزي بعد عام عانى خلاله بايرن ميونخ بدون وجود نجم هجوم بارز، وذلك في أعقاب رحيل روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة الإسباني.

وقال ماتيوس: “أعتقد أنه يستحق المال.. أتوقع أن يؤتي الأمر ثماره خلال ثلاثة أو أربعة أعوام.

بوجود هاري كين، تكون قد استفدت من خدمات قائد يمكنه تطوير اللاعبين أيضا.” وواصل لوثار ماتيوس، لاعب بايرن السابق، الثناء على هاري كين الذي سجل أول أهدافه في البوندسليجا في المباراة التي انتهت بالفوز على فيردر بريمن 4 / 0 مساء الجمعة في افتتاح الموسم الجديد: “هو قريب من الجماهير.. يناسب الفريق، وأعتقد أنه تقريبا سيكون مولر الثاني.” من ناحية أخرى، توقع ماتيوس رحيل المدافع بنيامين بافارد عن صفوف بايرن ميونخ، علما بأن موسما واحدا يتبقى في عقد اللاعب.

وربطت تقارير إعلامية بين اللاعب الفرنسي الدولي وبين إمكانية الرحيل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي أو إنتر ميلان الإيطالي.

 وقال ماتيوس: “بافارد يرغب في الرحيل، وقد أوضح ذلك. ويمكنه المغادرة بالمجان في العام المقبل، إن لم يحدث شيء الآن. أعتقد أنه لن يتواجد مع بايرن ميونخ بعد الموسم الجاري”.

***********************************************************************

منتخب التجديف يعسكر في بلجيكا استعدادا للدورة الآسيوية

متابعة ـ طريق الشعب

يقيم منتخبنا الوطني للتجديف معسكرا تدريبيا في بلجيكا، استعدادا للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة التي ستقام في الصين. وقال رئيس الاتحاد العراقي المركزي للعبة عبد السلام خلف أمس الإثنين، إن” المعسكر سيستمر لأكثر من شهر بمشاركة ثلاثة لاعبين هم كل من محمد رياض وبكرة شهاب وعز الدين عبد السلام، تحت قيادة المدرب التونسي شكري ابن ميلاد”، مبينا أن” ‏الفريق سيتوجه بعد المعسكر إلى صربيا للمشاركة في بطولة العالم للتجديف”. وتابع خلف أن” الاتحاد الدولي وجه دعوة للمشاركة في بطولة آسيا للشباب والتي ستقام في أوزبكستان خلال شهر تشرين الاول المقبل، وسيشارك في هذا المعسكر لاعب واحد ومدرب وسيتم اختيار اللاعب بعد إجراء الاختبارات اللازمة لمعرفة قابلية اللاعبين على المشاركة في البطولة “.

****************************************************************

الصفحة العاشرة

نهران من الشعر العذب

ثامر الحاج امين

يتمتع الشعر الشعبي في عدد من البلدان العربية بجماهيرية واسعة ويستحوذ على اهتمام عدد من الكتاب والادباء الذين يكتبون باللغة الفصحى حتى ان بعضهم يلجأ في كتاباته السردية الى الاستعانة بالعامية لإيصال فكرته بشكل أسهل وأدق ، وليس هناك شهادة ذات قيمة وانصاف بحق الشعر الشعبي توازي قول الأب الروحي والمنظر لحركة الشعر الحديث الدكتور لويس عوض عندما وصف شعراء مصر العاميين البارزين بأنهم الأخطر في الشعر المصري ، فهم استطاعوا ان يؤسسوا لنمط جديد من الكتابة يقوم على كسر اللغة الرسمية والأخذ بالذائقة الى فضاءات اكثر بلاغة وجمالا من أمثال جاهين والأبنودي واحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وغيرهم ، وهذا الرأي باعتقادي ينسحب على جغرافيات اخرى ومنها الساحة العراقية التي افرزت تجارب مهمة ومؤثرة وفي مقدمتها تجربة الشاعر مظفر النواب التي تعد من التجارب القليلة التي حققت انتشارا واستقطبت جمهورا واسعا وتمكنت من تخطي المحلية الضيقة الى العربية الواسعة لما اشتملت عليه من ميزات فاقت في بعض جوانيها ما قدمته الاجناس الأدبية الاخرى من حيث جمال الصورة وكثافة المعنى والجرأة في التعبير والتحدي . 

ان ساحة الشعر الشعبي في العراق قدمت اسماء شعرية مهمة وباحثين ودارسين افذاذ للأدب الشعبي وهذا العطاء لم ينقطع طيلة عقود من الزمن بل ظل الشعر الشعبي ارثا انسانيا متواصلا قد لا تكفي هذه الصفحات لاستعراض اسمائه وفرسانه ، ومن بين المدن العراقية التي اسهمت بشكل ملحوظ وفعال في هذا العطاء هي مدينة ( الديوانية ) التي يشهد لها في هذا الميدان حجم الاسماء الشعرية الكبيرة التي قدمتها لساحة الشعر الشعبي العراقي ومن اجيال متعددة ، لذا ليس بالمهمة السهلة التصدي للكتابة عن هذه المدينة المعطاء التي عُرفتْ بإرثها الثقافي والاجتماعي ذلك من الصعب الإحاطة بكل ما قدمته هذه المدينة من عطاء فكري وأدبي عبر أجيال وأسماء مهمة ومؤثرة في مسيرة الإبداع العراقي، وما تزال إلى اليوم ترفد الساحة الإبداعية بعطائها المتميز في جميع الحقول الإنسانية والمعرفية حيث لم يجف او ينقطع عن الجريان نهر الشعر النابع من الديوانية المتخمة بالطيبة والشعر والابداع ، فما ان يمضي جيل من المبدعين حتى يظهر جيل أخر يتولى إكمال المسيرة بهمة وأمانة كبيرتين . فعلى صعيد الشعر أجد الديوانية منجم شعري اينما تضرب بمعولك على أرضها تقدح بوجهك قصيدة .

فبعد الثراء الإبداعي الذي تميز به المشهد الشعري الديواني خلال عقدي الستينات والسبعينات وتعدد التجارب الغنية والأشكال الشعرية المتعددة، ظهرت أصوات شعرية جديدة  حاولت الحفاظ على ألق وتفرد ذلك المشهد ، إلاّ ان الكثير من منجز هذه الاصوات وللأسف غاب وسط دخان الحروب ولم يوثق بالشكل الذي يتيح للدارس التعرف عليه عن كثب باستثناء تجربتي الشاعرين (عباس رضا الموسوي) و (عماد المطاريحي) حيث عمل كل منهما على توثيق منجزهما بدواوين شعرية ، فالشاعر الموسوي الذي كان مغتربا في سوريا اصدر هناك ديوانه الأول تجوال عام 2001 ثم أصدر في العراق ديوانه الثاني أغاني الجن عام  2008 .

في ديوانه الأول “ تجوال “ نقرأ الموسوي شاعرا حمل بين جوانحه هموم المنفى ، حيث تهيمن على قصائد ديوانه المذكور أوجاع الحنين الى ارض الوطن ومرابع الطفولة والصداقات النبيلة ويصور شراسة الغربة واوجاعها بالوحش الذي ينهش بجسده ويحاول النيل من صبره وثباته واقتلاعه من جذوره ولكن بالأخير يأبى الشاعر الهزيمة ويخرج من النزال منتصرا ثابتا على مبادئه :

بالغربة داهمني الحزن

كشر بوجهي نيابه

حسباله اطيحن بالعجل

ثاري غلط بحسابه

وندرك ان الحنين عاطفة انسانية صادقة يرتبط بتجربة الغربة ويزداد وقعا على النفس كلما امتدت المسافات وطال الزمن ، وهو ما جسدته اغلب قصائد الديوان التي كُتبت معظمها تحت  تأثير ظروف المنفى حيث ظل ملمح الغربة والاغتراب واضحا ومهيمنا عليها ، حتى انه في بعض القصائد تشعر بالخدوش التي حفرتها الغربة على خارطة الروح ، وفي اخرى تعيش معها اللوعة المقرونة بالحزن التي يهمس بها الشاعر الى ليل الشام يشكو فيها حالة التمزق التي يعيشها نتيجة مرارة البعد عن الوطن والاحباب :

مجبورة روحي اتعنتك.. والوكت فايت

لا يروحي

عمر الاصبّي من تذوگه الغربة

طعمه يصير باهت

.............

الليلة من ثكل الحزن

جن روحي متوزعه ليالي

اسطورة مكتوبة على دروب الدرابين الغريبة

والقصيدة عند الشاعر “ الموسوي” تمتاز بالبساطة المستندة الى جمالية الوضوح وصدق الانتماء ، فهو لا يميل الى استخدام الاقنعة والرموز في التعبير، انما تتدفق المشاعر من اعماقه سلسة ، خالية من التصنع ، تكشف عن طبيعة ذاته المبدعة لذلك تخرج كما هي صافية مشحونة بالثبات والتحدي :                       

علمتني لو حرگ عيني الدمع

ارفع الكأس واغني

علمتني اشلون اضمن

روحك ابروحي واگولن هذا مني

كما نقرأ في قصيدة “ أحوال “ الاثار النفسية التي تركتها الغربة على حياة الشاعر في المنفى حيث القلق والسهر المضني والشعور بالضياع والخوف من المجهول بانتظار الفرج الذي يراه بعيدا  :

من كثر السهر البعيوني

شفت الفجر الأبيض

ليل مجرور وي النجم الداير

صافن .. حاير

ما من فرحه تجول افكاري

غير الوحشة وحزني الدايم

غير الغربه

وسطوات الخوف من الجاي

وفي قصيدة “ واحة ندى “ يحاول الشاعر الخروج من شرنقة الاحزان والتخلص من هموم الغربة الى فضاء ينعش الروح ويمنحها دفقة أمل لمواجهة واقعه المر ، فضاء يحلم فيه بالورد والأمل بالغد الأجمل فيعمل في هذه القصيدة على احداث كوة في جدار احزانه من أجل ان يتسلل منها نور التفاؤل ، لكن يجد نفسه أسير ظلمة واقعه المر حيث سرعان ما يطل من هذه الكوة شبح اليأس ليطرد كل أمل بالتغيير :

اعصر لي خمرة من ورد

خليني اسكر بالورد

حد السكر ولا تستحي من الفجر

وين الفجر ؟

جذاب كلمن حدثك عن الفجر

لو جان بالدنيا فجر

ما نام ليلك ع الصدر

ان الموسوي في قصائده التي ضمها ديوان “ تجوال “ فجّر سنين غربته بأشعار تنضح حبًّا، وشوقًا، وحنينًا ، وتكشف عن محاولة جادة وناضجة لتقديم تجربة شعرية مميزة .

أما الشاعر عماد المطاريحي الذي ظهر مميزاً منذ أول إطلالته على المشهد الشعري مطلع 2001 والذي أصدر ديوانه البكر (المأذنة والبحر الأخضر) عام 2008 فإننا يمكن ان نصفه بشاعر الجوائز وذلك لكثرة ما حصد منها خلال مشاركاته المتعددة والتي أستحقها عن جدارة لما تميزت به أشعاره من مهارة في اقتناص الصورة الشعرية المقرونة بنبل الأفكار إضافة الى لغته الشعرية التي حاولت بشكل ملحوظ تقليص المسافة ما بين العامية والفصحى فهو يتعامل مع اللغة بدرجة من الرهافة دون ان يسقط في المباشرة والسطحية متجاوزا بهذا التفرد انتاج الأنساق القديمة حيث قدّم تجربة شعرية تحتكم الى وعي جمالي مغاير وأفق معرفي يشير الى رؤية مبدعة للواقع  :

آني احس روحي نبي هذا الزمان

معجزاتي ثيابي بيض بوسط عالم ثوبه غيم

رغم تاريخ الدوائر.. والخطوط الجانبية

والارقام المستحيلة

وانا عايش مستقيم

المطاريحي يحاول في شعره ان ينفض عن كاهل القصيدة كل ما هو ثقيل على اللفظ وإدراك عمق النص وذلك عندما يختار في خطابه الشعري وعيا مغايرا ، خطاب يتجه نحو تقويم الاعوجاج في المفاهيم لدى الاخر فهو لا يسعى الى تحديث اللغة كأداة للكتابة فحسب انما يحاول ايضا  احداث هزة في الوعي تجاه عدد من التقاليد المغلوطة والراسخة في اذهان الكثير وذلك من خلال الهزة في المسلمّات الذي تحدثها جملته الشعرية المكتنزة بالدلالة والاثارة والدهشة والبعيدة عن الأنساق المتوارثة  ، ومن بين افكاره اسبقية تحرير الفكر من قيود الجهل والخرافة عند الشروع ببناء الأوطان   :

انريد نبني وطن ؟؟

نحتاج نبني فكر .. يستوعب المطرقة

بعدين نبني جسر !!

هكذا نجد انفسنا أمام شاعر مرتبط بالواقع والتاريخ والمعطى الاجتماعي ، شاعر يحرث في الوعي والوجدان ويسعى من خلال هذه اللغة المهذبة والفكر الانساني النير السمو بالشعر الشعبي الى مستوى خطاب النخبة ويقاوم الاسفاف الذي يسود بعض نماذجه ، يضاف الى ما تحمله روح الشاعر من أحلام بريئة هي الاخرى تنشد الدعة وترفض الخنوع والخرافة :

اتمنى عدنه شعب ما يقبل بموته

وأتمنى عدنه

كمر ما تاكله الحوته !!

كما انطوت تجربة المطاريحي على مواقف إنسانية ووطنية ترفض التعالي المقيت والنيل من كرامة الإنسان، فهو يؤمن بالعدالة والمساواة  وينبذ التفرقة الاجتماعية وكل هذه المعاني والقيم الانسانية النبيلة تتدفق عبر خطاب شعري هادئ يكشف عن الروح الشفافة التي يحملها هذا الشاعر المنذور للجمال والحب والذي يناصر المظلوم ويقف بوجه محاولات استلاب حريته :

ما أحب بالمدرسة ينادون وين ابن الوزير

ما أحب قصر الامارة يشيل خشمه عله الفقير

آني كائن من حرير ينذبح عصفور أموت

ينولد عصفور أطير.

المطاريحي شاعر يعيش واقعه وينصهر فيه حتى يصبح الواقع جزءا من وجدانه اليومي ، كما هو شاعر تحريضي بذكاء يدعو الى التغيير ورفض مظاهر القبح والعنف ليس بالهتاف العالي ولا بالشعارات الرنانة انما بطريقة ناعمة من خلال طرح قيم الجمال واحلامه البريئة بواقع أجمل للإنسان وبعلاقات افضل بين الناس :

أحلم وطن بلون الناس

ما بي ناس تموت اعله بعيرة جساس

ما بي واحد يهدم بيته

ويعمر بيت الترباس احلم بيت لكل مسكين

بطعم الماي احلم وطن بلون الناس

بي باجر احلى من اليوم

وطن ترابه نجوم اطفاله نجوم

تبقى الديوانية مدينة ولادّة للإبداع والمبدعين من خلال ما نشهده من حركة شعرية شبابية تواقة لتقديم الأفضل لمسيرة الشعر الشعبي العراقي .

*********************************************************

خوف

ريسان الخزعلي

عليش ..

عليش انت َ حلم

ممشاك بس بالراس ..؟

لا چف ىاليفكلك باب

لا منّك كِتر ينجاس

لا بوسَه شَمُر واعلَه الهوه تنباس

يل عابر حلم بالراس

خايف حيل ..

خايف

لا حلاتك تنمحي  واتشوفني الناس ...

************************************************************************

اعماق

كامل الركابي

من عيونك

شفت روحك نبيله

وروحي تغار

من مهره اصيله

مو كحله

الجمال البيها يظهرها

كحيله

لا عاشگ

ولا محسوب

ع العشاگ

مدري شبيها

ماتغفاش ليله

روحي

وتضطرب

ويبان

سرها المخفي

 بالاعماق

ما بيديها حيله!

***************************************************************************

عن إمام الورد رياض النعماني

محمود نوحو*

يالغافي حدر جفنين ليل ونوم

ويسولف عنك للكحل مرود

يكول: أنته عطش وغيوم

ويكول: انته هبرية

ترد الريح وتجرح عبرة الزردم

ويسولف للورد عنك

جوري

يگول : انت من صباح الله لصباح

الله بشغف مشغول

صلاتك عطر

وتتوضى بدمع أخضر

وتصلي إمام الورد

حاضر /غايب وتسهر

ويلهج  باسمك اليسمين

ويسكر باسمك العنبر

سبّحان الورد كله

عليك يحج والك ينحر حلاتك

تشف وأنته خمر الكاس

وبضحكك يسكر العنكود

ويلملك كل سلاف التين

ويصلي وراك التوت

ويكبرلك اليسمين

وحلاتك صفنة المشتاگ

لو ورد حلاه اشواگ

وصوغ( أوراد) للعشاگ

وتسبحيات جيت العيد

وانت هلالاه

ومن تكبر بدر وتزيد

ـــــــــــــــــ

*شاعر سوري

*************************************************************************

ومضات

حسين جهيد الحافظ

(١)

أنه امن الغير

ما خايف عليك

بس أنه خايف

يا حلو

منك عليك

(٢)

بي سوله

ابكثر ما بالدنيه شوف

أعشگ الذاته سليمه

كعبه و ابشوگه اطوف

(٣)

يا حلو

ابهيد من تنگل اجدامك

ريض ابممشاك

تره أمن ايمرن أيامك

 ‏يومئذ ما تلگه من يهواك

 ‏(٤)

 ‏بي العشگ سوله

 ‏بگليبي شلته جرح

 ‏ارتاح من ينلچم

 ‏يهدأ وذره ملح

 ‏اشما تظلم ايامه العشگ

 ‏بعيوني اشوفه صبح

 ‏(٥)

 ‏ابهيد وي الگلب

 ‏يالماشي حداري

 ‏مو دوم ماي النهر

 ‏يبقه تره جاري

 ‏(٦)

 ‏الشوگه وسط الگلب

 ‏خضر براعم أمل

 ‏شفاف يبقه عمر

 ‏ماظن يغثه زعل

 ‏(٧)

 ‏زيبگ گلبي

 ‏ابچف سكران

 ‏هيچ أنه ذاك الچان

گلبي ‏أية ابنص قران

 ‏(٨)

 ‏الكاس لوما الخمر

 ‏ما ينحسب كاس چا ظل كزاز الطبع

 يجرح اذا ينداس

 ‏وابنادم اذا ما يحب

 ‏يظل فاقد الاحساس

 ‏(٩)

 ‏طبع الشاعر فرح

 ‏من ينسمع شعره

مثل طبع الورد

 ‏ من ينتشر عطره

 ‏(١٠)

 ‏الدنيه

 ‏ابلا عشگ عميه

 ‏نهر او أعليه

 ‏زعل ميه

 ‏(١١)

 ‏وحشة محطه الگلب

بجفاك ظل ينتظر هلبت قطارك ايمر

او ابفرحته أيزمر

والهلبت ابشرع  العشك

مكروهه واتدمر

(١٢)

للدنيه لا تهتم

لو شفتههاهناه زفه

او غاد مأتم

لان بيهه طبع

هذا التناقض تم

******************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدرت مؤخراً الكتب الآتية:

- “اللغة والتفكير والاقناع في وسائل الاتصال/ تحليل سايكولوجي- اعلامي” للدكتور قاسم حسين صالح.

- “اليشن”/ ما تبقى من تربة المواطن ع التستري” قصص قصيرة للأستاذ جمعة اللامي.

- “قط البر الوحشي” قصص للأستاذ قصي الخفاجي.

- “أكاذيب انخيدونا المقدسة” مسرودات قصصية للأستاذ شوقي كريم حسن.

- “كيمياء الخلق الشعري في (مجازفة العارف) لمحمد إبراهيم يعقوب”. تأليف د. رحمن غركان.

- “ريشة بوشكين” قصص قصيرة جدا للأستاذ حنون مجيد.

***********************************************************************************

قراءة في رواية «نزلاء في محيط أخضر»* لإسماعيل سكران.. تكنيك الخصوصية الواقعية

د. نادية هناوي

كثيرا ما يغرم الروائي بالموضوع فلا تهمه بعد ذلك الخيارات الفنية المتاحة كي لا تنقطع سلاسل أفكاره التي تترى متدفقة تدفقا يجرف معه أية فرصة أو إمكانية للتفكير في الفن. وليست المشكلة في جدلية الفني/ الحياتي، ولا هي في عنت المخيلة وتضاؤل طاقتها أمام غنى الواقع اليومي وغرابته، بل المشكلة هي في اعتياد الروائي على نمطية التعبير الآني عن الحياة والمجتمع من دون أن يعير بالا للموازنة بين ما هو موضوعي وما هو فني. والمعروف أن الاعتياد عدو الإبداع، فهو يعيق الكاتب عن التجريب والتجديد، فتغدو الرتابة حاكمة ومستحكمة عليه بدءا ومنتهى. ولأن الرواية فن قبل أن تكون قالبا كتابيا وجنسا أدبيا، يصبح أكثر ما يعسر على الروائي التخلص منه أو فهم عواقبه هو اهتمامه بتفاصيل الواقع والإلحاح الزائد على ما هو وقائعي وشخصي. ويستتبع ذلك كله نقص وأحيانا فقر في امتلاك الإمكانية التكنيكية (الصنعة الفنية) فلا تتجدد أساليب الكاتب ولا تتنوع وسائله في بناء الأحداث والتعبير عن الشخصيات. وطبيعي أن يتطور فن الرواية على يد من امتلك ناصية هذا الفن بالحس المرهف المثقف والعدة الإبداعية اللازمة، لكنه عويص المنال على من اتخذ من الحظ والصدفة طريقا لدخول عالم الرواية.

إن تشخيص هذه الظاهرة في الرواية الراهنة، لا يعدم أن تكون هناك استثناءات يمثلها كتّاب اتخذوا من الفن رأسمالا في كتابة الرواية، فراهنوا على الموضوع مثلما راهنوا على الفن، وتمكنوا من إعادة تمثيل العالم لا من أجل الوقوع على حقيقته وإنما من أجل المواصلة في البحث عن هذه الحقيقة. ومن هؤلاء الكتّاب إسماعيل سكران الذي داوم على الواقعية في كتابة الرواية سالكا جادة الفن، غير تارك الواقع يسيِّر عمله، بل الفن يسيِّر العمل أيضا ويوجِّهه الوجهة التي تخدم أغراضه. وهو ما نجده جليا في رواياته التسع التي كتبها ما بين الأعوام 2015 – 2023 وهي على التوالي: (جثث بلا أسماء/ هزار/ كرات الثلج/ فردوس أمي القديم/ معزوفة العنف والخراب/ مصحة الوادي/ دخان المرافئ/ نزلاء في محيط أخضر)

وعلى الرغم من اختلاف هذه الروايات في موضوعاتها والقضايا التي تطرحها، فإن الملاحظ عليها جميعا أنها تتخذ من راهنية الواقع المعيش معيارا لاختيار التكنيكات الفنية، بمعنى أن التكنيك الفني يفرض نفسه بسبب ارتهانه بالواقع، ومن ثم لا ينفلت الموضوع فيسيطر على الشكل ويضعف نسيجه، ولا التكنيكات تتزاحم فيتشتت الموضوع ويفقد حرارته.

ولا شك في أن هذه التشاركية أو الاشتراكية ما بين راهنية الواقع الموضوعي وتلازمية التكنيك الفني هي التي تعطي واقعية اسماعيل سكران مزية أنها واقعية مخصوصة، مما نلمسه في روايته( نزلاء في محيط أخضر) والصادرة عن منشورات الاتحاد العام للادباء 2023. وفيها حرص على اختيار التكنيكات الفنية المناسبة. ولا يفهم من الخصوصية الواقعية أن الكاتب يتقوقع مرجعيا كي يقنع القارئ فنيا بموضوعه، بل الخصوصية كما يقول تودوروف أكثر عمومية وهي لا تتحقق ولا تكون ممكنة إلا (بعقد الصلات بين هذه الخصوصية الواقعية وبعض المظاهر المتميزة في التقنية السردية) الادب والواقع، ص18

وأكثر تكنيك سردي فرضته الخصوصية الواقعية في هذه الرواية هو تكنيك الوهم المرجعي في تصوير الواقع المعيش تصويرا يبدو معه واقعا آخر لا يمت بصلة إليه. ويبدأ الوهم المرجعي من العتبة العنوانية التي تنطوي على مفارقة فنية، فمفردة (نزلاء) تعني أن الجمع الذكوري المنكر يقطن سجنا بمرجعية اقتراف إثم ما، لكن الفضلة الإخبارية في شبه الجملة(في محيط أخضر) تقلب التوقع وبإيهام مرجعي إلى الضد، فالواقع فضاء يوتوبي كله سعادة ونقاء. وهو ما ستعضده بنية المتن الروائي فيتعمق الوهم المرجعي ويتعزز أكثر باستعمال تكنيكات فنية أخرى. ومن ذلك بناء الأحداث على طريقة كتابة المذكرات التي هي نوع من أنواع السرد الشخصي(السيري) وهذا ما يفترض فنيا توظيف بنية السارد الذاتي ولأن الشخصيات الأربع هي المقصودة بمفردة (النزلاء) يكون مهما تخصيص مساحة لها لتدلي بمذكراتها، ومن هنا صارت كل شخصية ساردا ذاتيا. وما بين السراد الاربعة توزعت أحداث الرواية وهم (حسان الحداد/ عبد الزهرة خضير/ جمال طه الساقي/ رشا الحلبي) مع استعمال سيميائي يقوم على وضع عناوين فرعية فيها اسم السارد مقرون بزمان ومكان محددين مثل حسان الحداد مونتريال 1985/ عبد الزهرة خضير مونتريال 1985/ جمال طه الساقي إيران 1983/ رشا الحلبي لبنان 1975.

وتوزيع الأدوار يعني التكافؤ في القيام بالعملية السردية، وهو ما اقتضى استعمال نسق التناوب الذي أضفى على سرد المذكرات صدقا فنيا عززه الوهم المرجعي (بدأت أدون يوميات بسيطة، لكنها في الواقع وحسب رؤيتي الشخصية لها كانت جديرة بأن تدون، فقد كنت أنا أقرب من حبل الوريد إلى الحدث، كنت أشغل منصبا، سوف لن يتوفر لغيري طال الزمن أم قصر، لأنه ببساطة ليس موقعا حكوميا أو رسميا، أنه من بنات الظرف السياسي الذي قذفنا فوق رؤوس الناس) وما يجعل بعض نقاد الرواية يقعون في فخ المرجع، هو أنهم يستحسنون اللغة اليومية ولا يولون طرائق صنع الوهم المرجعي أهمية خاصة. أي أنهم يفترضون في كل كلمة صدقا واقعيا ومن دون ذلك يكون العمل هزيلا برأبهم. والأمر ليس كذلك البتة، إذ كما أن الغموض في الشعر عامل وضوح في بعض الأحيان، فكذلك الوهم المرجعي عامل مهم في تبرير الاشتغال السردي تبريرا منطقيا فيتأكد الصدق الفني للواقع المصور داخل الرواية.  وكلما تقدمنا بقراءة رواية( نزلاء في محيط أخضر) اتضح لنا أن هذا الواقع ليس على حقيقته وأنه دوستوبي حد اللعنة سواء في المهجر الكندي أو في المنطقة الخضراء المحصنة. فما من ديمقراطية ولا حياة وردية وإنما هي انتهازية وسقوط أخلاقي، معه تطفو مخفيات ومغيبات ودسائس ومؤامرات وخيانات، فتتنوع من ثم الدلالات، وأولها دلالة العنوان الشعرية كعتبة رئيسة دالة على نفسها بنفسها. فالواقع النصي هو صنيعة الوهم المرجعي الذي من خلاله يتجلى الواقع المأساوي الذي عاشه السراد الأربعة، من دون أن يكون هذا الواقع رهينة لحظته المرجعية بل هو ممتد ومفتوح بلا تحديد تاريخي. يقول جورج لوكاش: (الواقعية الاصيلة لا تقدم الإنسان والمجتمع انطلاقا من وجهة تجريدية وذاتية وإنما تبرزهما في كليتهما المتحركة والموضوعية) بلزاك والواقعية الفرنسية/ ص11

وعلى الرغم من أن أحداث هذه الرواية بنيت على نسق التناوب وبسراد متعددين، فإن بناء المنظور كان واحدا بوجهة نظر أيديولوجية معها تصبح هذه الرواية أحادية الصوت. وهو أمر ليس باليسير أعني أن يتناوب السراد الذاتيون على قصة واحدة وتظل وجهة النظر واحدة، لكن إسماعيل سكران بهذا الاشتغال التكنيكي اقترب من الرواية متعددة الأصوات حين جعل أربعة ساردين ذاتيين يتناوبون على سرد قصة واحدة وفي الآن نفسه أبقى روايته أحادية في صوتها. وهو ما أوجب عليه أيضا استعمال السارد العليم الذي يظهر في أحيان قليلة بشكل مباغت وفجائي فيقطع على السارد الذاتي سيل مذكراته ويدلي برؤية من الخلف تعزز المنظور الأيديولوجي وتساهم في الدفع بالحبكة نحو التصاعد أو الانفراج.

ولان الساردين الذاتيين يواجهون صراعا نفسيا مع ذواتهم ومع الآخرين، لذا يكونون جميعا على مفترق طريق واحد وخطير يحاكي حالة التيه التي عاشها اوديسيوس بعد عودته إلى الوطن وهو الذي كان ظافرا بحب بينلوبي قبل الرحلة، صار بعدها ضيفا متعبا لا يتذكر سوى ندبته التي سببها له صيد خنزير بري، فلا يجد حلا إلا بسحب ذاكرته بعيدا نحو الظلام ليختفي عن بينلوبي التي ما عاد مهتما بمواجهتها ولا مهتما بالعجوز التي عرفت حقيقته.

إن مفترق التيه هو نفسه واجهه سراد رواية (نزلاء في محيط أخضر) مفترق يسلخ الإنسان عن هويته ويجعله منفيا عن ذاته ولا يعرف موقعه من هذا العالم.

وبالفعل كان ثلاثة من الساردين قبل المهجر منسلخين، حسان باليتم/ وعبد الزهرة بالحرب/ وجمال طه الساقي بالتسفير ولكنهم صاروا بعد المهجر مخلوقات تعيسة تعيش عالما قاتما ومخجلا من الخيانة والمجون والتعويق واللامبالاة في جزيرة أو قلعة أو مستعمرة سكنية معزولة عن العالم (المنطقة المحصنة) وهم الذين كانوا مشردين فحسان مثلا كان يعيش حياته كفافا ويتعرض لشتى الإهانات ولكنه ما أن عاد للوطن حتى صار (من بناة صرح السياسة واحد نجوم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة) بينما هو في الحقيقة نزيل عمارة المحيط الأخضر كمكافأة على خدماته في إدارة المكتب السري الذي بعد عقدين من العمل والثراء الفاحش، طلب الإحالة على التقاعد. ومثله عبد الزهرة وجمال، عاشا مهاجرين في بلدان أجنبية ثم جاءا الى المحيط الأخضر وتحولا إلى آلات صم لتنفيذ أوامر رجل الائتلاف الأمريكي (يتهالكون على المغانم حتى لو كانت تافهة) ص47، وفي النهاية عادا الى المهجر.  وأدى استعمال المونولوج في إظهار كثير من خفايا هذا الواقع المشين الذي يقطر خزيا وخسة وتناقضا (أخذنا كل شيء وضعنا الوطن في زاوية مظلمة وجلسنا نحن في النور لكي لا نراه) ص93 و (لقد توقفت عجلة الزمن بل تقهقرت منذ أن تربعنا على سدة الحكم عندما امتطينا بغلة الديمقراطية فخولناها إلى مهزلة تاريخية... الوطن مجرد راتب نتقاضاه عند نهاية كل شهر) ص16

وبسبب التعويق صارت الشخصيات متناقضة؛ فما تكرهه تحبه، وما تأنف منه تعتاده، وما تريده تشمئز منه ، وما تضجر منه ترتاح إليه (لا أكتمكم سرا أني لم أحب صوت الغناء الأوبرالي، لكن الأجواء الساحرة التي رسمها المشهد والقصة التي سردتها المطربة جعلاني أشعر بالاسترخاء والرضا) وهذا ما جعل السراد الأربعة أمام طريق واحد لا ثاني له وهو التخلص من ضغط الذكريات والانسلاخ من الذاكرة بسعيهم إلى التعاقد لكنهم كانوا أيضا فريسة الإحساس بالشيخوخة والوحدة والزهايمر الذي معه صار المهجر/ مونتريال والوطن/ بغداد شيئا واحدا.

إن ما آلت اليه حياة الساردين الأربعة من نهايات بائسة بالتخمة والتخاذل والاستسلام يدلل على الخصوصية الواقعية التي عُرف بها إسماعيل سكران وجسّدها في رواياته ومنها رواية(نزلاء في محيط أخضر) فكان يوظف التكنيكات على وفق ما يحيط بشخصياته من ظروف وتحديات.

ــــــــــــــــــــــــ

*صدرت عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق- بغداد 2023.

**********************************************************************************

في «بيتنا الثقافي».. مبدعون ومثقفون يستذكرون فنانة الشعب «زينب»

بغداد – طريق الشعب

نظم منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الاندلس ببغداد، صباح السبت الماضي، جلسة استذكار للفنانة المسرحية الكبيرة الراحلة زينب، أدارها نقيب الفنانين السابق صباح المندلاوي، وشاركت فيها نخبة من المسرحيين والأكاديميين والمثقفين الآخرين.

افتتح المندلاوي الجلسة بنبذة عن الفنانة الفقيدة، التي كانت من أبرز الأسماء النسائية في المسرح العراقي بفضل أعمالها الفنية النوعية، مشيرا إلى ما تعرضت له من مضايقات ملاحقات أمنية بسبب مواقفها الوطنية المشرّفة التي لم ترُق للانظمة الدكتاتورية.

وتطرق المندلاوي إلى البدايات المبكرة للفنانة زينب، وإلى محاولاتها صنع الفارق للفن والشعب من خلال موهبتها، موضحا أنها انتمت في خمسينيات القرن الماضي الى الحزب الشيوعي العراقي، وبعد تخرجها في دار المعلمين العالية وحصولها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، عملت في الرمادي. وحينها قدمت مسرحية مهمة، عنوانها “زواج بالاكراه”، بمشاركة طالبات ومدرّسات اخريات.

وأوضح ان “البعض مارس التضييق على زينب بسبب أدوارها التقدمية على الصعيد الفني، فاضطرت الى ترك الرمادي والتوجه الى العمارة، لكنها هناك أيضا واجهت التضييق، لتتنقل بعدها بين مدن عديدة”.

ولفت المندلاوي إلى أن الفقيدة تزوجت خلال فترة دراستها في دار المعلمين، وكان زوجها يشجعها بداية، على العمل الفني، قبل أن يتراجع لاحقا فينتهي بهما الأمر إلى الانفصال. مضيفا أنه في تلك الفترة، فاتحها الفنان الكبير يوسف العاني بحاجته لممثلة تؤدي دور البطولة في فيلم “سعيد أفندي”، فأجابته بأنها مستعدة لأداء الدور حتى لو كلفها ذلك الطلاق.

وأشار مدير الجلسة إلى أن للفنانة زينب محطات سياسية عديدة، منها مشاركتها في انتفاضة تشرين 1952 وتأييدها لثورة 14 تموز 1958 وعملها بعد الثورة في مكتب المعلمين والمكتب التنفيذي لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، ومشاركتها في المهرجانات الشبابية العالمية، فضلا عن عملها في رابطة المرأة العراقية.

وتابع قوله أن الفقيدة قدمت لاحقا المسرحية الشهيرة “انا أمك يا شاكر”، التي شكّلت بصمة مهمة في المسرح العراقي كونها صرخة ضد الظلم والطغيان والوحشية، لافتا إلى أن رئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم قاسم، التقى كادر المسرحية وكرّمه.

ونوّه إلى أن زينب هربت إلى إقليم كردستان بعد انقلاب 8 شباط ، وهناك نشرت قصة عنوانها “الريح والتجربة” في مجلة “السينما” التي كان يصدرها الفنان قاسم حول، وذكر أن زينب سردت في القصة تجربة هربها من الجلادين، وما شهدته في رحلتها من مخاطر رهيبة  بين أزيز الرصاص ومنحدرات الجبال. وعن تجربته الشخصية مع الفقيدة، أوضح المندلاوي أنه التقاها لأول مرة عام 1968 عندما كان طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة، يعمل ضمن فريق مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” للمخرج الكبير إبراهيم جلال، مبينا أن هذه المسرحية منحته الفرصة للقاء زينب ومعرفتها عن قرب، لتتكرر اللقاءات بينهما في أعمال فنية أخرى خارج البلاد.

تجاهل الفنانين الكبار

الفنان جواد الأسدي قدم مداخلة في الجلسة، أشار فيها إلى أهمية استذكار الفنانين الكبار “الذين يتعرضون اليوم للتجاهل ولمحاولات محو أثرهم، من أجل تشويه القيم والمفاهيم الجمالية”.

وتطرق إلى دور الفنانة زينب في “فرقة المسرح الفني الحديث”، التي أصبحت مدرسة فنية أوسع من كونها مجرد فرقة مسرحية، قدمت أعمالا فنية خالدة ذات عمق سياسي، مبينا أن الفقيدة قادت مع فنانين كبار آخرين هذه الفرقة، وقدموا أعمالا بلغة جمالية أممية. وأعرب الأسدي عن أسفه لتجاهل الفنانين المسرحيين حاليا، وعدم منحهم الدعم والتمويل لعرض مسرحيات نوعية تغذي الناس بالقيم الوطنية وتعالج المشكلات الحقيقية، مضيفا أنه “في السابق، كان الجمهور هو من يمول المسرحيات بتزاحمه على شبابيك التذاكر، قبل أن ينتكس المجتمع بسبب سنوات القهر والتهميش والحرمان”.

وأشار إلى أن “الحديث عن الفنانة زينب بصفتها فنانة طليعية ليس كافيا، فهي امتلكت روحا فريدة وأسست لعلاقات جمالية عالية المستوى مع الجمهور، وقدمت أعمالا فنية ذات مغزى وعمق مميزين، وبادرت لتأسيس بيئة اجتماعية رائعة داخل الفرقة.. لقد كانت أما وأختا وإنسانا مميزا للجميع، وكان بيتها ملتقى اسبوعيا للحديث عن الفنون والسياسة ومشكلات المجتمع”.

مناضلة نبيلة

وكانت للمسرحي د. عقيل مهدي، مداخلة تساءل فيها عن مصير المسرح العراقي في حال حُرفت تجربة “فرقة المسرح الفني الحديث”.

ونوّه إلى ان “الفنانة زينب كانت مؤمنة بأن المسرح بعد حضاري هائل يؤسس لعلاقة خاصة بين الانسان والفن. لذلك كانت مناضلة نبيلة اختزلت زمنا طويلا من الابداع والتحدي الجسور للانظمة القمعية”، مضيفا أن “الفقيدة حوّلت الحالة الهمجية الى سياسة تقدمية راقية من خلال المسرح”.

وتواصلت الكلمات والشهادات من قبل فنانين ومثقفين عديدين، تناولوا محطات مختلفة من حياة الفنانة زينب، بضمنهم الفنان كافي لازم، د. حكمت داود (أحد أعضاء فرقة المسرح الفني الحديث)، الكاتب احسان شمران الياسري، الفنان فخري عرب، بشار طعمة، د. زهير البياتي، الفنان صبري الرماحي.

وفي الختام، تحدث عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عزت أبو التمن، الذي حضر الجلسة، عن الأدوار التي لعبها الفن الموجه في تشكيل فكر وعقلية الشعب العراقي لسنوات طويلة، خاصة بالنسبة للفكر اليساري الوطني.

وعاد الرفيق بذاكرته الى سنوات حياته الأولى عندما كان صبيا وحضر احدى المسرحيات المميزة للفنانة زينب عام 1958، وكيف بقيت كلماتها في ذهنه لغاية الآن وهي تهتف “أنا أمك يا شاكر”، مبينا أن الفقيدة بهذه الكلمات عمقت مشاعر التضحية والصدق لدى جيل كبير من العراقيين.

**********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في الذكرى 33 لرحيله: إحتفاء برائد الرواية العراقية غائب طعمة فرمان

متابعة – طريق الشعب

احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، برائد الرواية العراقية غائب طعمة فرمان ومنجزه، وذلك في مناسبة الذكرى الـ 33 لرحيله.

حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من الأدباء والمثقفين، وأدارها القاص والروائي خضير فليح الزيدي، مشيرا في كلمة مختصرة إلى الدور الكبير الذي لعبه فرمان ثقافياً وروائياً، وإلى عشقه للبيئة البغدادية.

وتخللت الجلسة مداخلات لعدد من النقاد والأكاديميين الحاضرين، كان أولهم د. شجاع العاني، الذي سرد ذكريات له مع فرمان. وأشار إلى أنه التقى به مرتين.

وأكد أنه أول من كتب مقالا عن رواية فرمان الشهيرة “النخلة والجيران”، مبينا أن المقال نشر في ملحق جريدة “الجمهورية” وفي مجلة “الثقافة الجديدة”.

وعن الجدل القائم بين بعض النقاد حول كون فرمان نسخة ثانية لنجيب محفوظ، رأى د. العاني أن هذا الرأي مبالغ فيه وليست هناك أوجه تشابه بين أسلوبي الكتابة لدى فرمان ومحفوظ.

وكانت للأكاديمي طلال خليفة مداخلة ذكر فيها أنه “يمكن اعتبار فرمان أباً للرواية العراقية”، مضيفا أن شخصيات روايات فرمان مثقفة تشبه شخصيته. كما أنه يوظف شخصيات شعبية انطلاقا من بيئته ومحل سكنه في بغداد، حيث محلات الفضل وصبابيغ الآل والكفاح وغيرها. 

الناقد إسماعيل إبراهيم عبد، قدم أيضا مداخلة قال فيها أن “بعض روايات فرمان تمتاز بكونها روايات نفسية. كما ان رواياته تركز على نصرة المهمشين، وتجمع بين الجانبين الجمالي والثقافي”.

فيما قرأ الناقد صبحي ناصر ورقة نقدية ألقى فيها الضوء على اللهجة البغدادية في رواية “النخلة والجيران”.

وكانت هناك مداخلات أخرى مختصرة لعدد من النقاد والروائيين الحاضرين، تناولت أحداث وشخصيات بعض روايات فرمان.

 ********************************************************

وزارة الثقافة ترعى فعاليات ثقافية

متابعة – طريق الشعب

أوعز وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني، برعاية فعاليات أدبية وثقافية خاصة بالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

جاء ذلك خلال استقباله صباح أول أمس الأحد، في مكتبه الرسمي، وفدا أدبيا ضم كلا من رئيس اتحاد الأدباء العراقيين الناقد علي الفواز والأمين العام الشاعر عمر السراي ورئيس اتحاد أدباء نينوى الشاعر سعد محمد.

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث عن واقع الثقافة العراقية، لا سيما الجانب الأدبي منها، وعن موقع الاتحاد العريق من الحركة الأدبية والوطنية.

ووفقا لبيان صحفي نشره الاتحاد على صفحته في فيسبوك، فإن الوزير أوعز برعاية “مهرجان أبو تمام” الشعري الذي تحتضنه نينوى في كانون الأول المقبل، والتحضير لعقد الدورة 15 لـ “مهرجان الجواهري”، والتحضير لعقد مؤتمر ثقافي لمناقشة دور الثقافة في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، والتحضير لإقامة مؤتمر سردي وطني، فضلا عن رعاية مسابقة نينوى للشعراء الشباب، وعقد اجتماع يضم رؤساء اتحادات محافظات الوطن لدعم الفعاليات والمهرجانات المهمة.

وفي ختام الزيارة أهدى الوفد وزير الثقافة نسخا من منشورات الاتحاد، مع “تذكار الأديب العراقي”. فيما وعد الوزير بزيارة الاتحاد في أقرب فرصة.

 ********************************************************

ستوكهولم.. د. مروان شريف يقدم محاضرة طبية

ستوكهولم - طريق الشعب

ضيّفت الرابطة المندائية للثقافة والفنون في ستوكهولم، الجمعة الماضية، د. مروان شريف، اختصاصي أمراض المجاري البوليّة والبروستات في مستشفى كارولينسكا السويدي، ليقدم محاضرة طبية.

وقُدمت المحاضرة على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، بحضور جمع من المهتمين في الشأن الطبي. وقبيل المحاضرة استعرض الأستاذ فوزي صبار السيرة الذاتية للضيف.

وفي محاضرته، قدم د. شريف معلومات طبية مهمة حول أمراض البروستات والطرق الحديثة لعلاجها. ثم أجاب عن أسئلة طرحها عليه العديد من الحاضرين.

وفي الختام، كرّمت الرابطة المندائية د. مروان شريف، بميدالية تقديرية.

 **************************************************************

اكتشاف مواقع أثرية في التاجي

متابعة – طريق الشعب

أعلنت مفتشية آثار بغداد عن اكتشاف أربعة مواقع أثرية في قضاء التاجي- مقاطعة الضباعي، لم يعلن عن أثريتها سابقاً.

وقالت في بيان صحفي، أن مفتش آثار بغداد علي مهدي، كلّف لجنة فنيّة متخصصة بالكشف الموقعي لبعض المناطق التابعة لبغداد، وذلك بالاستعانة بـ “خارطة الكادسترو” الخاصة بتحديد حدود ملكيات الأراضي. وقد استدلت اللجنة أخيرا على المواقع الأثرية الاربعة في التاجي.

واتخذت اللجنة الإجراءات كافة بشأن هذا الاكتشاف، حسب قانون الآثار والتراث رقم 55 لسنة 2002، الذي يقضي بالإعلان عن أثرية الموقع المكتشف في جريدة “الوقائع” العراقية، وتسميته وتوفير الحماية اللازمة له.

 *************************************************************

في الذكرى 33 لرحيله إحتفاء برائد الرواية العراقية غائب طعمة فرمان

متابعة – طريق الشعب

احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، برائد الرواية العراقية غائب طعمة فرمان ومنجزه، وذلك في مناسبة الذكرى الـ 33 لرحيله.

حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من الأدباء والمثقفين، وأدارها القاص والروائي خضير فليح الزيدي، مشيرا في كلمة مختصرة إلى الدور الكبير الذي لعبه فرمان ثقافياً وروائياً، وإلى عشقه للبيئة البغدادية.

وتخللت الجلسة مداخلات لعدد من النقاد والأكاديميين الحاضرين، كان أولهم د. شجاع العاني، الذي سرد ذكريات له مع فرمان. وأشار إلى أنه التقى به مرتين.

وأكد أنه أول من كتب مقالا عن رواية فرمان الشهيرة “النخلة والجيران”، مبينا أن المقال نشر في ملحق جريدة “الجمهورية” وفي مجلة “الثقافة الجديدة”.

وعن الجدل القائم بين بعض النقاد حول كون فرمان نسخة ثانية لنجيب محفوظ، رأى د. العاني أن هذا الرأي مبالغ فيه وليست هناك أوجه تشابه بين أسلوبي الكتابة لدى فرمان ومحفوظ.

وكانت للأكاديمي طلال خليفة مداخلة ذكر فيها أنه “يمكن اعتبار فرمان أباً للرواية العراقية”، مضيفا أن شخصيات روايات فرمان مثقفة تشبه شخصيته. كما أنه يوظف شخصيات شعبية انطلاقا من بيئته ومحل سكنه في بغداد، حيث محلات الفضل وصبابيغ الآل والكفاح وغيرها. 

الناقد إسماعيل إبراهيم عبد، قدم أيضا مداخلة قال فيها أن “بعض روايات فرمان تمتاز بكونها روايات نفسية. كما ان رواياته تركز على نصرة المهمشين، وتجمع بين الجانبين الجمالي والثقافي”.

فيما قرأ الناقد صبحي ناصر ورقة نقدية ألقى فيها الضوء على اللهجة البغدادية في رواية “النخلة والجيران”.

وكانت هناك مداخلات أخرى مختصرة لعدد من النقاد والروائيين الحاضرين، تناولت أحداث وشخصيات بعض روايات فرمان.

 ********************************************************

قاعات القصر الحكومي بأسماء رموز ثقافية عراقية

متابعة – طريق الشعب

وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بإطلاق تسميات مستمدة من الحضارة الرافدينية، وأسماء شخوص شكلوا علامة فارقة في الثقافة والنهضة العراقية المعاصرة، على قاعات وأروقة القصر الحكومي.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن هذا التوجه يأتي “تأكيداً لمكانة التراث والهُوية العراقية، ومن أجل ترسيخ الأسماء الحضارية المشرقة في تاريخنا المعاصر والاعتزاز بها أمام ضيوف العراق وأمام الأجيال”.

وأوضح البيان أن قاعات القصر الحكومي ستتزين بأسماء الأب أنستانس ماري الكرملي، والشاعر محمد مهدي الجواهري، والدكتور علي الوردي، والمعمارية زها حديد، وآخرين، مبينا أن ذلك يأتي “وفاءً لتلك الأسماء الملهمة لحاضرنا ومستقبلنا، وللتواصل مع الإرث الرافديني الثري واستحضاره؛ اعتزازاً أمام الزائرين وضيوف العراق، وترسيخاً لامتداد القصر الحكومي إلى الدولة العراقية ورموزها الحضارية”.

 ******************************************************************

المقدادية منازل اليهود التراثية مهددة بالاندثار 

متابعة – طريق الشعب

أطلق مسؤولون واختصاصيون في التراث في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، نداءات ومناشدات لصيانة وحماية المنازل التراثية العائدة لليهود العراقيين، والمهددة اليوم بالاندثار نتيجة الإهمال.

وكان مركز قضاء المقدادية في بداية أربعينيات القرن الماضي، يضم نحو 100 منزل، 60 منها لمسلمين و40 ليهود. بينما لا تزال بقايا الكنيس اليهودي ماثلة في “دربونة التوراة” حتى الآن، ولم يشغلها أحد.

قائم مقام المقدادية السابق، زيد ابراهيم العزاوي، ذكر في حديث صحفي ان “نحو 40 منزلاً تراثياً في القضاء هي بين آيل للسقوط وصامد حتى الآن. وهناك أيضا منازل تراثية اندثرت في حي العروبة بمدينة المقدادية القديمة، والذي يسمى أيضا حي التوراة”.

وأشار إلى أن “المنازل ذات بناء بسيط. وقد هجرها اليهود بعد عام 1948”، لافتا إلى أن “سكان المقدادية شغلوا تلك المنازل وتركوها مرات متتالية، على مر العقود الماضية”.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس المقدادية السابق، عدنان حسين، أن “منازل اليهود باتت بالية، وقد شغلها الكثير من الأهالي وتركوها وأصبحت مهملة وعبارة عن سراديب ومدرجات”، مبينا في حديث صحفي أن “المنازل تتضمن شناشيل، وتعد معلماً تراثياً مهماً بحاجة إلى التفاتة من قبل الهيئة العامة للآثار وا************************************************

في عيد ميلاده.. نجفي يتبرّع بـ 100 رحلة لمدارس مدينته

متابعة – طريق الشعب

قرر شاب نجفي الاحتفال بعيد ميلاده الـ31 بطريقة مختلفة. إذ تبرّع بـ 100 رحلة مدرسية ووزعها على عدد من مدارس المدينة كهدايا. ويعمل هذا الشاب، ويدعى ليث محمد، موظفا في مطار النجف، وهو معروف بالأعمال التطوعية، كحملات التشجير وتصليح الحفر والمطبات في الشوارع، فضلا عن الأعمال الخيرية.

يقول محمد في حديث صحفي: “أردت كسر نمط أعياد الميلاد، فبدلاً من استقبال الهدايا في عيد ميلادي، قررت أن أمنح الهدايا”!

 ********************************************************************

ليس مجرّد كلام.. لماذا نتصارع ونختلف دائماً؟

 عبد السادة البصري

كلّما أرى عملاً لا انسانياً أتذكّر أنّي ذات صباحٍ ، وعند خروجي من البيت ذاهباً الى العمل ، شاهدتُ كلباً يحملُ بين فكّيه قطّةً ميتة ، قلت في قرارة نفسي: ملعون قتلتها وتريد أن تأكلها ؟!

وقفتُ أراقبه ماذا سيفعل ،، اخذ يدور هنا وهناك الى أن وصل الى كومٍ من الرمل قرب بيت جيراننا - والقطّة ما تزال بين فكّيه - صعد على كوم الرمل وأخذ يحفر بقائمتيه الاماميتين ثم وضع القطّة في الحفرة واهال عليها الرمل. بعدها برك بكل جسمه ليضغطها ، ثم غادر راكضاً الى ما يريد. تفاجأتُ بعمله هذا وتذكّرتُ حينها المجرمين القتلة من كل الأصناف، الذين يرمون قتلاهم على اكوام القمامة وفي الطرقات دون ادنى شعور إنساني!!

الحيوان يدفن حيواناً آخر وجده ميتاً ،، والانسان يقوم بأعمال تأنف منها الحيوانات ،، مفارقة عجيبة ؟!

جلست ساعات افكّر بعالمنا المليء بالغرائب والافعال التي لا تمت الى الانسانية بصلة،، وبما نعيشه من رعب حقيقي من بعضنا البعض ، وكأننا نحيا في غابة تختلف عن غابات الدنيا !

وتساءلت : لماذا نقتل بعضنا ؟ ونؤذي بعضنا ؟ ما هذا الحقد الذي نحمله ؟ وما هذا العنف ؟ ألا نعيش على نفس الارض ؟ ونتنفس الهواء ذاته ؟ ونشرب الماء الذي يجري في دجلة والفرات ؟

اذاً ، لماذا نقتل بعضنا ؟ ولأي شئ ضروري نعدم حياة انسان ؟ هذا الذي جاء خلقه في احسن تقويم ، وفتح منذ اللحظة الأولى الآفاق ليعمّر الارض ويديمها ، ولولاه لما كانت لها أية فائدة !

اعتقد أننا لم نفهم معنى الحياة الحقيقية التي يجدر ان يعيشها الناس، ولم نفهم أن الانسان اغلى شيء موجود على الارض ، واذا قضينا عليه اضمحلّت الارض وماتت !

لولا الانسان لما قامت مجتمعات ومدن وبلدان ، ولما عمّرت ارض ما ابدا ! ولو لم يكن هناك طلبة لم تكن مدارس ، وبلا عمّال لم تشيّد مصانع ، وهكذا !

لهذا علينا أن نتأمل الوجود منذ بدء الخليقة وليوم الناس هذا ، لنبصر من هو رأس المال الحقيقي ،، بالتأكيد سيكون الانسان حتماً ، هو الحارث والزارع والساقي والباني والصانع والعاشق والكاتب وكل شيء !

هو صانع الجمال على هذه الأرض ، وللأسف هو صانع القبح أيضاً !

ما علينا الاّ أن نحترمه ونجلّه ونعطيه حق قدره ، لا أن نقتله على أتفه الاشياء ، وكل شيء مهما غلا ثمنه وعلا شأنه لن يصل الى جزء من الذرّة بالنسبة لثمن وشأن الانسان !

ولنتذكّر دائما أن الانظمة والحكومات زائلة والكراسي ستنخرها الارضة، وان من يصنعها ويعيدها للحياة هو الانسان!