الصفحة الاولى

آلاف المتاجرين خلف القضبان.. وضعفهم طلقاء!

أسلوب جديد لتهريبها: مخدرات في حلوى الأطفال

بغداد – طريق الشعب

برغم إعلان الجهات الأمنية اعتقال الآلاف من تجار ومروجي المخدرات وضبط أطنان من المواد المخدرة، منذ مطلع العام الجاري، الا أن تجارة المخدرات لا تزال تمثل تحديا كبيرا للعراق، في ظل تطور أساليب التجارة ونجاح سوق المخدرات في العراق.

ويؤكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، خالد المحنا، إلقاء القبض على أكثر من 12 ألف تاجر ومروج للمخدرات، مع ضبط أطنان من المواد المخدرة، منذ مطلع العام الجاري.

ويضيف، أن “الأجهزة الأمنية أقرت حزمة من الإجراءات الجديدة، مستندة على تخطيط استراتيجي، يقوم أساسا على “تدعيم عمل مديرية مكافحة المخدرات وإتاحة الإمكانيات لها”، وهو الأمر الذي يمكنها من رفع منسوب نشاطها على المستويين النوعي والكمي، على حد تعبيره.

ويكشف المحنا عن إلقاء القبض على شبكات دولية لتجارة المخدرات والاستدلال الى أماكن إخفاء المواد المخدرة، وتتبع أفرادها في جميع المحافظات.

وتابع، أنّ السلطات أطلقت عددا من الإجراءات التي تهدف إلى محاربة تعاطي المخدرات وترويجها، كاشفا انطلاق عملية لـ”فحص أفراد وعناصر الشرطة”.

وأشار الى أن “المرحلة الثانية ستتم عبر فحص المتقدمين على سلك الشرطة، وسيكون هناك فحص مماثل للمتقدمين بالوظائف العامة بشكل عام لمنع انزلاق الشباب في آفة المخدرات”، مؤكدا “إقرار إجراءات جديدة بعد دراسة تجارب دول متعددة نجحت في مكافحة هذه الظاهرة والآفة، فضلا عن جهود غير مسبوقة من خلال إنشاء وزارة الداخلية مصحات لعلاج إدمان المخدرات”.

ويؤكد مدير عام دائرة الطب العدلي، الدكتور زيد علي عباس، أن دائرته تسلمت “مواد مخدرة جديدة ومهلوسة داخل حلوى الجيلاتين وبعض السجائر الإلكترونية من مصادر تحقيقية متنوعة”.

ويقول عباس لـ”طريق الشعب”، ان “الحلوى التي تم ضبطها، كانت تحمل أشكالا مختلفة”، محذرا من بيع تلك المواد في المحال التجارية.

ويدعو الدكتور زيد الى “توحيد الجهود من أجل مكافحة انتشار وتعاطي المخدرات، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة والشباب”.

ويضيف بأن “هذه الواقعة تشير إلى أسلوب جديد في تهريب المخدرات، ما يشكل تهديداً خطيراً للمجتمع”.

ويؤكد قائلاً، إنّ “دائرة الطب العدلي تصلها بشكل يومي كميات كبيرة ومتنوعة من المخدرات لفحصها وإتلافها”.

وتعليقا على هذه الحالة، أكد مصدر مطلع أن العراق بات يعتبر سوقا رائجا للمخدرات بعد النجاح المخيف الذي حققته عصابات المخدرات من خلال فتح سوق جديدة داخل العراق.

وأضاف المصدر في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “جهود القوات الأمنية في السيطرة هذه على التجارة لا تتطلب وجود جهاز أمني قوي فقط”، مشيرا الى ان “العملية تكاملية وهي بحاجة الى تظافر جهود الجميع من اجل تجفيف منابع دخول المخدرات”.

وأكد أن “الفساد وضعف القانون هما العاملان الرئيسان المؤثران في عدم القدرة على مكافحة هذه الآفة الخطيرة”، مبينا ان “القوات الأمنية اعتقلت الآلاف من مروجي وتجار المخدرات، لكن اضعافهم موجودون في الشوارع وبإمكان كبار التجار استبدال ادواتهم بسهولة بفضل المال”.

مرحلة خطرة

وتصف رئيس منظمة (عراق خال من المخدرات) إيناس كريم، حادثة تهريب المخدرات عبر حلويات الأطفال بأنها “صادمة ومقلقة”.

وتقول كريم لـ “طريق الشعب”، إنّ “هناك تحولا خطرا في السياق”، مشيرة الى أن “الأمر أصبح أقوى من تدابير الحكومة، ما يتطلب أن تظهر الجهات الحكومية تكتيكا أكبر من تلك المجموعات، التي تستخدم جميع الوسائل الممكنة لنشر السموم في مراحل تصل إلى درجة يتم فيها استخدام حلوى الأطفال!”.

وتضيف كريم متسائلة: “هل هذه الأساليب تستهدف الأطفال والشباب بغرض جعلهم يتعاطون أم أنها تهدف فقط تمرير المخدرات؟ إذا كانت الغاية هي التهريب، فإننا نواجه مشكلة ذات أبعاد خطرة. أما إذا كان الهدف هو الترويج والاستهلاك، فإن المشكلة تكتسب طابعاً أكثر تعقيداً وخطورة”.

استغلال الفئات الهشّة

يقول الخبير الأمني مخلد الدرب، “اننا بدأنا نشعر بخطر تهديد آفة المخدرات لجميع فئات المجتمع”.

ويضيف الدرب في حديث لـ”طريق الشعب”، انه يتأسف “لتحول العراق من ممر هامشي لعبور المخدرات، الى منتج ومتعاط لها”، مواصلا ان “البلاد صارت أرضا خصبة لتجارة المخدرات، والتي تفاقمها مشاكل البطالة والعوز والفقر”.

ويتابع قائلاً، إنّ “تجار المخدرات يستدرجون الفئات الضعيفة ويسعون لتحويلهم إلى مروِّجين ومتعاطين، مستغلين الأوضاع الصعبة التي تعيشها الناس”.

ويضيف، أنّه “على الرغم من وجود محاولات تعقب من قِبَل الجهات الأمنية للتصدي لهؤلاء التجار، إلا أن وسائل دخول المخدرات تتخذ حيلا واسعة”.

ويتابع مؤكدا، أنّ “الوضع الهشّ قرب الحدود يعتبر السبب الرئيس لدخول هذه المواد، وأن هناك طرقًا كثيرة تمر عبرها المخدرات، إضافة الى ان اغلب تجارها تقف خلفهم مافيات كبيرة توفر لهم الحصانة”.

ويطالب المتحدث، الأجهزة الأمنية بمضاعفة الجهود “لأننا سنجد أنفسنا أمام مشكلة كبرى”.

غياب الرقابة

من جهته، أشّر عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية السابق، د. علي البياتي، “غيابا ملحوظا للجانب الرقابي”.

وقال البياتي في حديث مع “طريق الشعب”، إن الأرقام الرسمية لعام 2022 كشفت عن اعتقال حوالي 14 ألف شخص، منهم 500 امرأة وفتاة في حملة ضد متعاطي وتجار المخدرات، لافتا الى ان عصابات الاتجار تستغل هؤلاء الأفراد لترويج ونقل المخدرات.

ويضيف البياتي، أن “هذه الظاهرة تكثر بشكل خاص في المناطق الفقيرة والمدن التي تعاني من نسب بطالة مرتفعة”، مشيرا الى ان “نسبة التعاطي بين الشباب في هذه المناطق تصل إلى حوالي 70 في المائة”.

ويتابع، ان “تلك الإحصائيات تدل على وجود العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه تلك المجتمعات”.

وبحسب تصريحات رسمية، فإن وزارة الصحة تمكنت من معالجة 4500 مدمن ومتعاط للمخدرات منذ بداية العام 2022 والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاما.

************************* 

مطالبات بتوفير الخدمات وإنجاز المشاريع المتلكئة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت ثلاث محافظات تظاهرات احتجاجية، حملت مطالب عديدة، منها توفير الخدمات وعدم ملاحقة الناشطين، وإنجاز المشاريع المتلكئة.

وبعد تردي واقع الكهرباء وتقاعس فرق الصيانة عن أداء مهامها، تظاهر أهالي منطقة حي العامل في بغداد، مطالبين بإصلاح محولات وخطوط نقل الطاقة، وإيقاف عملية مساومتهم ماديا.

وفي ساعات متأخرة من الليل، خرج أهالي منطقة حي العامل في بغداد بتظاهرة احتجاجية، امام دائرة صيانة الكهرباء في المنطقة، والأسباب تعود لتقاعس فرق الصيانة عن أداء واجبهم، بحسب محتجين.

أهالي المنطقة يقولون انهم تعرضوا للمساومة والابتزاز بمبالغ مالية، تصل الى خمسة وعشرين الف دينار من كل منزل، لاصلاح عطل ما او قطع بسيط في احد خطوط نقل الطاقة.

ونظم العشرات من شيوخ ووجهاء وناشطي قضاء الزبير غربي البصرة وقفة احتجاجية، مطالبين بالإفراج عن الناشط عمار كزار، منسق المشروع الوطني للتعايش السلمي في العراق.

وطالب المحتجون في بيان لهم بضرورة تدخل رئيس الوزراء ومجلس القضاء ووزير الداخلية لإطلاق سراح كراز، ومعرفة أسباب الاعتقال والتهم الموجهة اليه.

من جهتهم، نظم العشرات من الرياضيين والناشطين في محافظة ذي قار وقفة احتجاجية، وسط مشروع الملعب الأولمبي، شمال مدينة الناصرية، نظرا لمرور عدة أعوام على تلكؤ المشروع، مطالبين الجهات الحكومية المركزية والمحلية بالإسراع في استئناف العمل وانجازه، وذلك لحاجة القطاع الرياضي الى هذا الملعب.

وقال أحد الرواد الرياضيين عبد الهادي عيدان: إن ثلاث وزارات للشباب والرياضة تعاقبت على ادارتها دون اتخاذ أي اجراء ومحاسبة المتسببين بإيقاف المشروع، على الرغم من الوعود المتكررة، الامر الذي دعاهم الى تنظيم هذه الوقفة، من اجل إيصال صوتهم الى الحكومة المركزية.

**************************

راصد الطريق

الغارقون في الفساد .. من يحاسبهم؟

أظهر تقرير لديوان الرقابة المالية أن وزارة الكهرباء بددت 937 مليون دولار خلال سنوات 2022-2017 بفعل توقيعها عقوداً تلزمها تحمّل مبالغ إضافية مقابل طاقة لم تتسلمها!

وفي الوقت الذي نأت فيه الحكومة الحالية بنفسها عن المسؤولية، أكدت الوزارة أن العقود وُقعت في أعوام 2014 و 2015 و 2016 بقرارات من الحكومات السابقة وبمصادقة مجلس الطاقة الوزاري وقتذاك.

والظاهر أن هذه الفضيحة ستمر مرور الكرام شأن بقية فضائح أبطال منظومة المحاصصة والفساد، ولا نعرف في الحقيقة ما فائدة التقارير الصادرة عن ديوان الرقابة المالية، ما دامت الجهات المعنية تتجاهلها؟

إن ما اعلنته وزارة الكهرباء يشكل اعترافا صريحا بإهدار المليار دولار تقريبا، وان على الجهات القضائية التحقيق والتوصل الى المسؤول عن توقيع تلك العقود التي ثبت بالأدلة الرسمية تفريطها الصارخ بالمال العام.

والسؤال الآن هو: ماذا تنتظر الحكومة وهيئة النزاهة لمباشرة التحقيق؟ أم أن المنتظر هو هروبهم، لأجل إصدار مذكرات قبض يجري تداولها إعلاميًا؟

لقد رفعت الحكومة الحالية شعار مكافحة الفساد، وما عليها الا المضي قدمًا في تطبيقه.

 أم أن لأرباب الفساد رأي اخر؟

*********************** 

الصفحة الثانية

الجواز العراقي.. في ذيل التصنيفات العالمية!

بغداد ـ طريق الشعب

برغم تصريحات الحكومات المتعاقبة، بشأن تحسين الأوضاع في البلاد، يظل الجواز العراقي في أدنى المراتب وفقًا لتصنيفات جودة الجوازات العالمية.

وتعكس هذه المرتبة الواقع الاقتصادي والسياسي والأمني للبلد، فضلا عن دور العلاقات الخارجية، وفقا لمعنيين.

وفي أحدث تصنيف عالمي صادر عن مؤشر Henley passport للربع الثاني من العام 2023، احتل العراق المرتبة الأخيرة على مستوى الوطن العربي، وقبل الأخيرة عالمياً، حيث يمكن لمواطنيه السفر بدون تأشيرة إلى 29 وجهة فقط.

وتعد قائمة Henley & Partner واحدة من عدة مؤشرات أنشأتها الشركات المالية لتصنيف جوازات السفر العالمية وفقًا لإمكانية الوصول التي توفرها لمواطنيها.

وفي الغالب لا يكترث السياسيون لهذه التصنيفات، ولا يجدون فيها حرجاً، طالما ان اكثرهم يتنقلون بجوازات سفر دبلوماسية او جوازات بلدانهم التي يحملون هوياتها.

*************************** 

السوداني يطالب بالمرونة مع تركيا

بغداد ـ طريق الشعب

كشف نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد الله، عن اقتراح قدمّه رئيس الحكومة محمد السوداني بإبداء مرونة في موضوع التعويضات المفروضة على تركيا لصالح العراق.

وقال عبد الله إن “المبلغ الذي فرضته محكمة التحكيم بباريس على تركيا كتعويضات للعراق تسبب في مشكلة في اجتماع تحالف إدارة الدولة”، داعيًا إلى “إبداء المرونة” مع الملف “والاتفاق مع تركيا بطريقة من الطرق”.

اقتراح السوداني جاء - وفق تصريح شاخوان عبد الله - استنادًا إلى أن المبلغ الذي خسره العراق بسبب توقف تصدير النفط في آذار الماضي “يعادل ضعف المبلغ الذي كنا نطالب أن تدفعه تركيا لنا كتعويض”.

وخلال الاجتماع المذكور لائتلاف إدارة الدولة، جرى تخويل “رئيس مجلس الوزراء العراقي للعثور على حل لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان عن طريق تركيا”، بحسب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب.

****************************

انعكاسا للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية

الجواز العراقي.. في ذيل التصنيفات العالمية!

بغداد ـ طريق الشعب

برغم تصريحات الحكومات المتعاقبة، بشأن تحسين الأوضاع في البلاد، يظل الجواز العراقي في أدنى المراتب وفقًا لتصنيفات جودة الجوازات العالمية.

وتعكس هذه المرتبة الواقع الاقتصادي والسياسي والأمني للبلد، فضلا عن دور العلاقات الخارجية، وفقا لمعنيين.

وفي أحدث تصنيف عالمي صادر عن مؤشر Henley passport للربع الثاني من العام 2023، احتل العراق المرتبة الأخيرة على مستوى الوطن العربي، وقبل الأخيرة عالمياً، حيث يمكن لمواطنيه السفر بدون تأشيرة إلى 29 وجهة فقط.

وتعد قائمة Henley & Partner واحدة من عدة مؤشرات أنشأتها الشركات المالية لتصنيف جوازات السفر العالمية وفقًا لإمكانية الوصول التي توفرها لمواطنيها.

45 ألف جواز دبلوماسي

وفي الغالب لا يكترث السياسيون لهذه التصنيفات، ولا يجدون فيها حرجاً، طالما ان اكثرهم يتنقلون بجوازات سفر دبلوماسية او جوازات بلدانهم التي يحملون هوياتها.

يقول الدبلوماسي السابق، غازي فيصل، إن “كثرة الجوازات الدبلوماسية ومنحها لغير المستحقين أثر على سمعة الجواز العراقي”، حيث يشار الى وجود أكثر من 45 ألف جواز دبلوماسي!

ويضيف فيصل خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أنه “لا يجوز التعامل بالمحسوبية لمنح جواز دبلوماسي لأهل واقارب مالك الجواز، الذي يفترض ان يمنح للموظف الدبلوماسي فقط”.

ويؤكد فيصل، ان منح الجواز لمن “هبّ ودبّ”، يؤثر على سمعة الجواز العراقي بشكل كبير، متوقعاً ان “نصل الى مرحلة قد يكون مرفوضا من بعض الدول، ويصبح بلا قيمة”.

ويلفت الى “وجود جوازات تمنح للوكلاء والوزراء تكون بقيمة وامتيازات اقل بقليل من الجواز الدبلوماسي. هذه من الممكن اعتمادها كبديل”.

ويشير فيصل الى أنّ “اقتصاد البلد والأمن السائد في الداخل يؤثر على سمعة البلد، وبالتالي ينعكس على قيمة وتصنيف الجواز”.

أنواع الجوازات

القانوني مصطفى البياتي، يقول إنه وفقا للقانون العراقي هناك أربعة أنواع من الجوازات، وهي: الدبلوماسي، الخاص، جواز الخدمة، والعادي. يتم منح جواز السفر الدبلوماسي من قبل رئيس الحكومة أو وزير الخارجية لخدمة الوزراء والنواب وأفراد السلك الدبلوماسي. هذا الإجراء يهدف إلى تيسير أداء المهام الحيوية التي تخدم مصالح الدولة.

أما جواز السفر الخاص، فيمنح لأغراض مهام رسمية، وفي ما يخص جواز سفر الخدمة، فإنه يمنح لكبار ضباط الجيش والشرطة، وكذلك الشخصيات العسكرية والأمنية. أما جواز السفر العادي، فيمنح للمواطنين العاديين، ويكون صالحاً لمدة ثماني سنوات، مع إمكانية التجديد وفقاً للشروط والضوابط المعمول بها.

ويؤكد البياتي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إن “جواز السفر الدبلوماسي لا يمنح إلا بموجب القانون، وأن منحه يكون حصرا من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية”، مشددا على ان “منح هذا النوع من الجوازات لأسر النواب أو أقربائهم بمن في ذلك أطفالهم، مخالف للقانون والأعراف الدولية”.

ويستدرك قائلاً، إن “عملية منح جواز السفر معقدة، كما أن الدوائر الحكومية المختصة تعاني من تردي البنية التحتية، حيث يضطر المواطنون في بعض الدوائر المعنية الى الانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس بسبب غياب غرف الانتظار”.

وأعرب البياتي عن خشيته من توجّه بعض الدول لعدم اعتماد جوازات السفر الدبلوماسي العراقي بسبب ارتفاع عدد حامليها، مشيرا الى ان الاستمرار بمنح الجواز لمن هم خارج السلك الدبلوماسي، سيصبح بلا أهمية وبلا احترام بين دول العالم.

ويرى البياتي، أن “السبيل الوحيد لتغيير تصنيف العراق هو تغيير صورته النمطية، والحفاظ على سيادته وبناء علاقات وثيقة مع مختلف الدول وتغيير واعتماد نسخ حديثة من الجواز البايومتري عالية الثقة والأمان وإن كان مكلفا”.

العلاقات الخارجية

يقول مدير المركز العراقي الاقتصادي السياسي وسام حدمل الحلو، إن “التصنيف الأخير لجواز السفر العراقي لم يتضمن أي معلومات جديدة”، عازياً هذا التصنيف إلى ضعف مستوى جواز السفر العراقي، ملقيا باللوم على الحكومة ووزارة الخارجية بشكل خاص، نتيجة لهذا التراجع.

ويضيف حدمل الحلو في حديثه لـ “طريق الشعب”، بأن وزراء الخارجية على مرّ السنوات السابقة لم يقوموا بواجباتهم بالشكل الصحيح، لافتا إلى أهمية العلاقات الدبلوماسية والاتفاقيات الخارجية في تحسين مرتبة جواز السفر العراقي. وبحسب ما ابان فأنه “ يتم إنفاق مبالغ كبيرة سنوياً على حضور المؤتمرات والندوات الدولية وسفر وزراء الخارجية، الا انها لم تحقق نتائج ملموسة”.

ويؤكد أن الوضع الحالي يعود بالنفع بشكل رئيسي إلى الوزراء ومقربيهم، مشيراَ إلى أن تغيير هذا الواقع يحتاج إلى جهد كبير وسنوات من العمل الجاد.

ويوضح حدمل الحلو أن “نسبة 60 في المائة من موظفي السفارات من المفترض أن تتم اختيارهم من قبل الحكومة وفقًا للدستور، إلى ان الامر يتم وفق تقسيمات الأحزاب للمناصب، مما أدى إلى وجود كوادر غير متخصصة في العديد من السفارات، مضيفا أن “منح جوازات السفر الدبلوماسية تتم فقط بأمر من وزير الخارجية”.وختم حديثه بأن هناك عدداً من الشخصيات العامة مثل الموديلز والفنانات يحملن جوازات سفر دبلوماسية دون وجود مبرر لذلك، ورأى أن هذا الأمر يسهم في ضعف مكانة جواز السفر العراقي.

************************

في المركز 13 عالمياً

بغداد تصدرت المدن العربية بمعدل تلوث الهواء في 2022

بغداد ـ طريق الشعب

تصدرت العاصمة بغداد المدن العربية بمستوى تلوث الهواء، وحلّت بالمرتبة الثالثة عشرة عالمياً، بمعدل تلوث تجاوز عشرة أضعاف القواعد الإرشادية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

ووفقاً لبيانات صادرة عن شركة “IQAir” لتكنولوجيا جودة الهواء السويسرية، ما يزال تلوّث الهواء يمثّل أكبر تهديد للصحة البيئية في العالم. ويتسبّب التعرّض لتلوّث الهواء بحالات صحية عديدة قد تتفاقم، تشمل على سبيل المثال، أمراض الربو، والسرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والوفاة المبكرة، بحسب شبكة “CNN عربية”.

ويستعرض التقرير العالمي لجودة الهواء لعام 2022، حالة جودة الهواء حول العالم خلال السنة الفائتة. ويعرض هذا التقرير بيانات جودة الهواء PM2.5 من 7323 مدينة عبر 131 دولة ومنطقة وإقليم. تمّ قياس بيانات PM2.5 في هذا التقرير بوحدات ميكروغرام لكل متر مكعب (ميكروغرام/ م3)، وتتضمن إرشادات جودة الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) والأهداف المؤقتة كأساس لتصور البيانات والإبلاغ عن المخاطر.

ونظراً لتصنيف المدن العربية وفقاً لحالة جودة الهواء في عام 2022، تصدرت مدينة بغداد في العراق المرتبة الأولى عربياً وحلّت بالمرتبة الـ13 عالمياً بين المدن الأكثر تلوثاً، لتنضم إلى الفئة القصوى لبيانات PM2.5، وتسجل متوسط 86.7، متجاوزة أكثر من 10 أضعاف القواعد الإرشادية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.وعن سبل معالجات التلوث وخفض معدلاته ببغداد، يرى الخبير الإستراتيجي، رمضان حمزة محمد، أن من أهم الحلول الممكنة الآن وغير المكلفة يتمثل بإقناع أصحاب القرار بخطورة المشكلة والحلول المقترحة، والقيام بحملة لتفعيل القانون الخاص بمنع التجاوزات على محرمات الأنهار، والتركيز على تفعيل عمل الشرطة البيئية لتطبيق القانون مع صلاحيات موسعة، وضرورة مشاركة ممثلي الحكومة من الجهات ذات العلاقة لإيجاد رؤية بشأن الحلول المستقبلية.

ويوضح محمد، أن جودة المياه السطحية بالأنهار تتأثر بالعمليات العادية مثل تقلبات التربة والأمطار والتعرية، فضلاً عن الأنشطة البشرية مثل التصنيع والإنتاج الزراعي، مبينا أنّ جودة المياه لا تقل أهمية عن كميتها بالنسبة لصحة الإنسان والممارسات الزراعية والصناعية وكذلك البيئة.

ويشير إلى أن خصائص جودة المياه تتأثر بأفعال الإنسان، وبالمثل بالحالات الطبيعية، التي تشمل الجيولوجيا والمناخ وكمية الغطاء النباتي، سيما وأن مصادر التلوث تتمثل بمياه الصرف التي تحتوي على الأسمدة، فضلا عن المواد غير العضوية والمعادن الثقيلة، وفق محمد.

************************

إضاءة

 الرهان على الغالبية المسحوقة

محمد عبد الرحمن

 اليوم هو آخر الأيام التي حددتها مفوضية الانتخابات لاستلام قوائم المرشحين، كذلك ما يخص تحديث وتثبيت  معلومات الناخبين والجدد منهم ،  والحصول على  البطاقة البايومترية التي تمكن  الناخب حصريا  من المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، المقرر اجراؤها في ١٨كانون الاول٢٠٢٣ .

ومثل غيرنا لم نتفاجأ بهذا العدد الكبير من الأحزاب والتحالفات التي أعلنت المفوضية انها أتمت تسجيلها او هي في طريقها الى ذلك. فمعالم هذه الانتخابات ومقدماتها تشير جميعا الى انها ستكون “معركة “ بامتياز . وهذا العدد الكبير فيه تشابه واسع  في ما تعلنه وتدعيه مكوناته وعناصره، بل حتى  تقارب في الأسماء، ومنها ما هو حديث ومستحدث وجديد  على الحياة السياسية، او زج به فيها، فيما هناك تحالفات يتضح من عناوين المتحالفين فيها انها تجمع المتناقضات . 

معالم هذه المعركة التي ابتدأت مبكرا، تؤشر انها ستخاض بوسائل مختلفة ومتعددة، وستنقسم التحالفات والأحزاب والافراد المشاركون فيها الى فريقين رئيسيين اثنين على الأقل، وهناك من هو بينهما. وقد يكون هذا الانقسام هو سمتها الأساس المتوقعة.

فستخوض القوى والكتل المتنفذة والجديدة الملتحقة بها او المستحدثة من قبلها هذه الانتخابات، كما في مرات سابقة، وربما  الآن بصورة “أقمش”، اعتمادا على المال والسلطة والنفوذ والاعلام والجيوش الالكترونية وشراء الذمم، والذي غدا  يشمل المرشح والناخب. ومؤشرات ذلك عديدة في الكثير من المحافظات والمناطق. وفي هذه الأيام قفز سعر المرشح الواحد الى اكثر من خمسين مليون دولار، إضافة الى الهدايا من قطع أراضي وبيوت وسيارات جكسارة للمرشح ومن يقف خلفه ويسانده. وهذا هو اليوم حديث المواطنين الذي يتساءلون، ونحن معهم ،عن مصادر هذه الأموال والانفاق الذي فاق كل التصورات؟!

وستعمد القوى التي لها مواقع في السلطة على نطاق واسع الى استغلال مزايا هذه السلطة وممتلكات الدولة. وليس اسطع هنا من الصور التي تنشر للمسؤولين، الراعين والمرشحين، وهم يتنقلون بسيارات وحمايات الدولة، الأمر الذي لا يتوفر لغيرهم. وبالطبع سيكون هناك المزيد والمزيد من الوعود، فضلا عن الرعاية الاجتماعية التي صارت اليوم  وسيلة انتخابية ودعائية، مع حصر التقديم اليها عبر نواب وجماعات محددة !

لذا وفي وقت مبكر بدات الملاحظات توجه الى المفوضية العليا للانتخابات، متسائلة عن إجراءاتها في مواجهة سيل المال السياسي، وما اذا كان كافيا إصدارها التعليمات وجمودها على ذلك؟  

وفي مقابل هذا ستكون هناك حملات انتخابية لقوى وتحالفات معتمدة أساسا على رسالتها الانتخابية التي تريد ايصالها الى الناس، وهي تطرح نفسها بديلا  لكل ما ذكر أعلاه من افرازات منظومة الأقلية الحاكمة ومنهجها المحاصصاتي الفاشل. وهي تراهن على تجربة الناس ووعيهم ومعرفتهم باسباب معاناتهم طيلة الـ ٢٣ سنة الماضية، فيما هم شهود عيان على هذا الفرز الواضح في المجتمع بين تلك الأقلية المرفهة والمتمتعة بالسلطة والمال والنفوذ والممتلكة للسلاح والاعلام والعابثة بالمال العام، وبين الأغلبية الساحقة التي تعيش معاناتها اليومية وما اشدها. 

وعلى هذه الأغلبية كان الرهان ويبقى، وقد جربت القوى المتنفذة هنا كامل أسلحتها في انتخابات سابقة، والحصيلة معروفة في النسبة العالية والغالبة  للمقاطعين والعازفين. نعم، الرهان على هذه الأغلبية الساحقة المستاءة والمعارضة، والمتطلعة الى بديل لمنظومة الحكم التي جربت وجربت مرات.

من جانب اخر لا بد لمن يقدمون انفسهم على انهم البديل، من اطلاق حملة انتخابية تقدم للناس أملا في رؤية ضوء في نهاية النفق ، وتحظّهم على جعل الانتخابات القادمة رافعة من روافع التغيير المرتجى والمنشود والمنتظر.

***************************

 الصفحة الثالثة

عين على الأحداث

بين الإستثمار

والحرمنة

فشل مجلس النواب في إقرار قانون للإستثمار الصناعي بسبب خلافات حادة بين أطرافه، سواءً من يريد منهم تمليك المستثمرين للأرض ومن يريد إبقائها ملكاً للدولة. وأكد النائب الذي صرح بذلك، على أن 95 في المائة من الإجازات الإستثمارية التي تم إقرارها حتى الأن، والتي بلغت 100000 إجازة، فاشلة رغم إستحواثها على عشرات الدوانم من الأراضي في مراكز المدن. الكثيرون الذين يتابعون هذا الأمر، يدعون للتمييز بين المستثمرين وبين الطفيليين واللصوص، خاصة في ظل الفساد الإداري وضعف هيبة الدولة، ويشّددون على التدقيق في المساعدات وربطها بالتطور الذي يحققه المشروع الإستثماري، في الإنتاج وفي توفير فرص العمل. 

أبدأوا بالكهرباء

 إن كنتم جادين

غرقت مدن الجنوب وأبرزها البصرة في ظلام شامل بسبب إنقطاع الكهرباء، في وقت تجاوزت فيه درجات الحرارة الخمسين. وبررت الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب الأمر بخروج تسع محطات من العمل بسبب أعمال شركة مقاولات في المنطقة. هذا وفيما جاء العذر أسوء من الفعل، تجاوز الفساد المالي والإداري والفشل الذي يعيشه ميدان الكهرباء، كل حدود المعقول، حيث لازال انتاج الطاقة متواضعاً ويضيع أكثر من نصفه بسبب تقادم وسائل النقل والتخزين وما زال الناس يكتوون بالمصيبة، رغم صرف أكثر من 80 مليار دولار على هذا القطاع، فيما تكتفي الحكومات بإطلاق الوعود التي باتت مهينة للعقل.

آه يا بلد!

أشارت الأنباء الى أن فشل المباحثات لإستئناف ضخ النفط عبر ميناء جيهان، يعود لمجموعة من الشروط التي فرضتها أنقرة، كإلغاء الإتفاق العراقي الإيراني حول تبادل النفط الخام مع الغاز، ودفع 7 دولار عن كل برميل لشركة بوتاش التركية للنقل، والاستمرار ببيع تركيا نفطاً بخصم قدره 13 دولاراً للبرميل، إضافة الى إصلاح العراق لأنابيب النقل. هذا وتثير الأنباء تساؤلات الناس عن السبب الذي يمنعنا من إستخدام أوراق الضغط الإقتصادي لإنتزاع حقوقنا، فإستفادة أنقرة من تصدير النفط عبر جيهان، أكبر من إستفادتنا، كما أن هناك خللاً بميزان المدفوعات التجاري لصالحها بنسبة 10:1 ولصالح إيران بنسبة 1: 40. 

ولى زمن المكرمات

أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، عن أطلاق منحة للأدباء والفنّانين والصحفيين، تواصلاً مع تقليد سرى قبل سنوات، ثم توقف بسبب التقشف المالي أثناء وبعيد الحرب على الإرهاب. وفي الوقت الذي إختلفت فيه الأرقام المعلنة عن المنحة، والتي تراوحت بين 200 و500 دولاراً للشخص الواحد، أعرب الكثيرون من مبدّعي شعبنا عن خيبة أملهم من هذا الإجراء سواءً في تواضع قيمته المادية أو بالإجراءات المتبعة لمنحه أو في عدم إنتظامه أو في محاولة البعض تحويله لمكرمة مرتبطة بالإنتخابات، فيما طالب أخرون بإبداله بقوانين تضمن حياة كريمة ونشاطاً إبداعيا حراً للمثقفين بدل نظام العطايا البائس.

تخريب ممنهج

كشفت لجنة التعليم العالي النيابية عن اعتقال أصحاب مكاتب مختصة بإعداد وبيع الأبحاث والإطروحات الجامعية، لطلبة الدراسات العليا، محذرّة من التعامل معها. ويشير المراقبون الى أن هذه المكاتب تعمل ومنذ سنوات بشكل علني دون أن تتخذ الحكومة ووزاراتها أي إجراء ضدها، مؤكدين على عدم إمكانية الخلاص منها بالمتابعة الأمنية فقط. هذا وفيما أثار الأمر، القلق من تدني مستوى اللجان التي تجيز تلك الأطاريح، بدى الإنعكاس السلبي لهذا الغش على الواقع التعليمي في البلاد كبيراً، بحيث قلل من مكانة جامعاتنا في التقييمات العالمية وأخرها تقييم شنغهاي الذي غابت عن المراتب الأف الأولى فيه جميع مؤسساتنا التعليمية.

****************************** 

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد طريق الشعب

بازار الإنتخابات

نشر موقع ميدل أيست مانوتور مقالاً حول الإنتخابات المحلية المزمع إجراؤها في نهاية العام، والذي من المحتمل أن يشارك فيها 270 حزباً وكتلة سياسية (يذكر ان اخر رقم أعلنته المفوضية كان 296 حزبا وكتلة سياسية)، حسب إعلان المفوضية العراقية العليا للانتخابات. وأشار المقال الى أن مجالس المحافظات التي ستتشكل بعد هذه الإنتخابات ستتمتع بصلاحية إنتخاب المحافظين واستخدام الميزانية المخصصة لمشاريع الخدمات العامة.

وبعد إن إستعرض المقال أبرز التكتلات القومية والطائفية، التي ستشارك في الإنتخابات، ووجود فرص كبيرة لها في تحقيق نتائج جيدة، بسبب أجنحتها المسلحة وسيطرتها على المؤسسات المالية المهمة للدولة منذ سنوات وقدرتها على إستخدام هذه الميزانيات في الانتخابات المحلية القادمة، أكد على أن الأحزاب الناشئة والمدنية والمرشحون المستقلون يفتقرون الى المال والسلاح، ويواجهون قانوناً إنتخابياً، تمت صياغته حسب رغبة المتنفذين. وأشار الى أهمية قيام تحالفات كبيرة بين هذه القوى لتستطيع تحقيق نتائج ملموسة.

مخاطر داعش

وفي الأمم المتحدة، قدمت لجنة الخبراء تقريراً عن النشاط الإرهابي لتنظيم داعش، أشارت فيه الى أن التنظيم ما زال يقود ما بين 5 و7 آلاف عنصراً في الأراضي العراقية والسورية، منهم 3500 عراقي و 2000 من 70 جنسية، وإنه يمثل خطراً متزايداً في مناطق الصراع، لاسيما بعد تمكنه من تكيّف إستراتيجيته والاندماج مع السكان المحليين وإختيار العمليات بحذر شديد، بحيث لا تقع خسائر كبيرة في صفوفه.

وأعرب التقرير عن نجاح داعش في تجنيد مقاتلين جدد من بين المتواجدين في المعسكرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والذي تجاوز عددهم 11000 مسلح سابق، إضافة الى 55 ألف شخص أخر بينهم الالاف من الأطفال، يعيشون تحت ظروف قاسية ومصاعب إنسانية كبيرة، في معسكرات شمال شرق سوريا، حيث يشكلون معيناً لبرنامج “أشبال الخلافة” الذي يتبعه التنظيم الإرهابي.

هل سينقرض رز العنبر؟

ونشرت جريدة الواشنطن بوست مقالاً لمصطفى سليم حول تدهور الإنتاج الزراعي في العراق بسبب الجفاف الذي يعيشه، اشار فيه الى أن رز العنبر الذي يعتبر عنصراً أساسياً في النظام الغذائي الوطني ويعّد جزءً لا يتجزأ من الهوية المحلية، بات أخر ضحايا تغير المناخ والتدني القياسي لتدفقات المياه في نهري دجلة والفرات إضافة الى تخلف التقنيات المستخدمة في الزراعة والري.

وذكر المقال بأن السلطات الرسمية قد أضطرت الى تقليص المساحات المسموح للفلاحين زراعتها بالرز، رغم ما سببه ذلك من تدهور في مستواهم المعاشي دفعهم للهجرة الى المدن. وإشتّدت المشكلة صعوبة حين وزعت الحكومة معدات الري الحديثة على المزارعين، كالبذر الميكانيكي، بشكل غير عادل، ميّزت فيه بين المرتبطين بالتكتلات السياسية المتنفذة وبين باقي الفلاحين.

وأشارت الصحيفة الى أنه ورغم وجود 21 ميل مربع من حقول الرز في محافظة النجف، فإن ما يحضى بالإهتمام الرسمي لا يتجاوز 2 في المائة منها، وذلك بهدف الحفاظ على البذور وحماية هذا الصنف الفريد من الانقراض.

وعكس التقرير المصاعب الإقتصادية التي يعاني منها سكان المنطقة، والتي جعلتهم يعيشون قلقاً كبيراً على حياة عوائلهم ومستقبل أولادهم، لاسيما في ظل إنتشار البطالة والموت البطيء الذي يعاني منه الإنتاج في المنطقة، وإزدياد معدلات الجريمة والمشاكل الاجتماعية، والخشية من إنحدار الشباب، ذوي الطاقات المجمدة الى أنشطة أخرى غير سليمة. ونقل أخباراً عن وجود سوق سوداء لبيع رز العنبر، مما يشير الى وجود أراضٍ تزرع سراً بهذا المحصول، وخارج الخطة الرسمية، وذلك بإسناد من متنفذين سياسيين وقبليين.

 *************************

التحالف الدولي يعدها «عمليات روتينية»

تحركات عسكرية أمريكية في المنطقة  وواشنطن تؤكد «تدوير قواتها» في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

برغم عدم ورود تأكيدات رسمية عراقية حول التحركات العسكرية للقوات الأمريكية والتحالف الدولي خلال اليومين الماضيين في داخل البلاد، إلا أن مصادر أمنية تؤكد ان هذه التحركات عبارة عن استبدال للقطاعات، بينما لم يستبعد البعض الآخر “احتمالية وجود حملة عسكرية قد تستهدف سوريا”.

وأشارت تقارير عدة الى ان القوات الأميركية استقدمت، خلال الأيام الفائتة، تعزيزات عسكرية تضم آليات وجنودا على الحدود السورية، قادمة من الجانب العراقي باتجاه مدينة القائم بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية على امتداد نهر الفرات. كما أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تدريبات عسكرية شاركت فيها طائرات حربية، في قاعدة “كونيكو” بريف دير الزور الشمالي بسوريا.

وتزامنت التعزيزات الأميركية مع إرسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية للفرقتين 17 و18 إلى منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي القريبة من الحدود العراقية.

هدف التعبئة

وقال الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي: إن “الهدف المعلن من التحركات الامريكية الاخيرة هو حماية مصالح واشنطن فقط، لكن من غير الممكن الجزم أين سيكون التحرك المقبل”.

وأضاف البياتي لوكالة شفق نيوز، “من المرجح ان يكون العمل في سوريا، لان الولايات المتحدة لن تقدم على اي عمل دون تنسيق مع الحكومة العراقية، كون العراق لاعباً مهماً في المنطقة، ومع هذا تبقى الشائعات كثيرة، والاهداف غير واضحة حتى الان”.

“مستعدون للرد”

وكان قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين، كشف الخميس الماضي، عن مراقبة التحالف لـ”تهديدات” تقودها جماعات في العراق على منصّات التواصل الاجتماعي، تفيد باستهداف قواعد البعثة العسكرية الدولية.

وأكد الجنرال ماكفارلين في إيجاز خاص من بغداد عبر الإنترنت، رداً عن أسئلة الصحافيين: “الاستعداد للردّ” على هذه الجماعات، وفيما أشار إلى أن أيديولوجية داعش لا تزال تشكّل خطراً، لفت إلى أن التنظيم يطّمح لاستعادة قدراته العسكرية.

“عزل جغرافي”

من جانبه، ذكر الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي لقناة الرشيد، إن “الولايات المتحدة من الواضح انها قررت عزل خطوط التماس البرية بين العراق وايران من جهة، وسوريا ولبنان وحتى فلسطين من جهة اخرى، وهو ما يطلق عليه بـ(العزل الجغرافي) الذي سيبدأ بمحاور حدودية اهمها القائم والبوكمال”.

وأشار الشريفي إلى أن “إعادة الانتشار والتموضع الاميركي لا يقتصر على العراق فقط، بل يشمل عموم الشرق الأوسط، ما يدل على وجود استحضارات لمعركة، وهذا لا يعني اندلاع حرب بقدر ما يطلق عليها بـ(العمليات الخاصة)، من أجل وقف الدعم اللوجستي البري للفصائل الموجودة في سوريا”.

وأوضح الخبير الأمني، أن “العمليات الجوية الجارية الان هي عبارة عن ضربات لاجنحة او اذرع ايران في سوريا، ووارد جدا أن تنتقل هذه العمليات إلى لبنان”.

وبين الشريفي، أنه “في حال تحركت الفصائل في العراق بتأثير المتغيرات التي تجري في سوريا ولبنان، فلا يُستبعد حصول رد فعل من قبل الامريكان على الفصائل، باستهداف تجمعاتها ومراكز القيادة والسيطرة لديها”.

وأردف “اذا استطاعت الحكومة العراقية ممثلة بالسوداني ضبط الأحداث وعدم انجرار الفصائل إلى الاشتباك المباشر او تهديد المصالح الامريكية في العراق، فإن الساحة العراقية ستبقى امنة ومستقرة”.

تصعيد في مواقع التواصل

وتتحدث مصادر امنية عراقية عن استبدال التحالف الدولي جزءا من قطعاته في قاعدتين عسكريتين في محافظتي الأنبار وأربيل.

وتقول المصادر، إن “الآليات العسكرية التي شوهدت خلال الأيام الماضية كانت ضمن عملية استبدال بعض قطعات التحالف الدولي، وليس لقوات أمريكية دخلت العراق”.

وأضافت، أن “هذه القوات غادرت العراق عبر منفذ (جريشان) الحدودي مع الكويت، ضمن عملية استبدال دورية”.

وتناقل مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن وجود تدخل عسكري أمريكي في العراق، بناء على مقاطع فيديو انتشرت، اتضح بعضها أنها ليس في العراق.

تحركات “روتينية”

بدروه، قال التّحالف الدولي أن تحركات قواته التي تقودها الولايات المتحدة في العراق “روتينية”.

وأوضح في بيان أن “عناصر قواته من الفرقة الجبلية العاشرة حلّوا محل أفراد الخدمة من الحرس الوطني لولاية أوهايو الأميركية”.

وأضاف أن هذا الانتقال الرسمي للمسؤوليات يهدف الى إعادة انتشار الوحدة التي تنتهي المدة المقررة لانتشارها، ما يستدعي أن يكون عناصر الخدمة في الوحدة المقرر لها أن تحل محلها على أهبة الاستعداد والجاهزية لتولي المسؤولية.

وبين، أنه خلال عمليات الإحلال والمناوبة لهذه القوات تجرى تحركات القوات والعجلات والمعدات داخل العراق وخارجه بطريقة مدروسة ومخططة ومنسقة بعناية مع الشركاء الأمنيين.

طهران: مقلقة

من جانبها، اعتبرت طهران التحركات العسكرية الأخيرة في العراق بأنها “مقلقة”.

وقال السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق أن التحركات الأخيرة للقوات الأميركية في المنطقة “مقلقة ومناهضة للسلام والاستقرار في المنطقة”.

وجاء حديث آل صادق خلال لقاء مع سفير اليابان لدى العراق فوتوشي ماتسوموتو.

نشاط عسكري “طبيعي”

وتعقيبا على الموضوع نفسه، قالت السفيرة الأميركية لدى العراق إلينا رومانوسكي في حوار تلفزيوني: إن التحركات العسكرية الأخيرة في العراق قد نوقشت بين وزارتي الدفاع الأميركية والعراقية.

وأضافت السفيرة، أن “النشاط العسكري هذا هو جزء من التدوير الطبيعي للقوات الأميركية من وإلى العراق، وهذه المواضيع تمت تغطيتها في نقاشات بين وزارتي دفاع البلدين في واشنطن مؤخرًا”.

وأعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، يوم الجمعة، توليه مهمات إضافية في العراق، بينها أدوار استشارية وبناء قدرات، دعماً لقوات وزارة الداخلية العراقية وقيادة الشرطة الاتحادية.

من جانب اخر، قام الجيش الأميركي خلال الايام الماضية، مناورات عسكرية مع قوات حماية الشعب الكردية بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، في تحذير مبطن لكل من روسيا وتركيا.

وأفادت مصادر محلية بأن الجنود الأميركيين أجروا مناورات عسكرية مع عشرات من عناصر الفصائل الكردية في الفترة بين 15-17 آب.

واستخدم خلال المناورات مضادات طيران وعربات مدرعة من طراز “برادلي” أميركية الصنع وأسلحة ثقيلة متنوعة.

*******************************

 الصفحة الرابعة

غرامات المرور تستنزف جيوب السائقين

والجهات المستفيدة تجهل مصيرها

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يشكك الكثير من المواطنين الذين سددوا غرامات وضرائب لصالح الدولة، في انتهاء تلك الأموال الى الخزينة العامة، في ظل ظاهرة الفساد التي تسيطر على غالبية تعاملات الناس مع الدوائر الرسمية في مختلف الوزارات، بنسب متفاوتة.

ويطرح مواطنون تساؤلا حول الغرامات التي تتحصل عليها دوائر المرور، والتي تقدر بحسب التصريحات الرسمية بحوالي 350 مليون دولار سنويا، ما يعني أنه خلال 4 سنوات تكون الايرادات قرابة 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير يكفي لإنشاء الطريق الحلقي الرابع حول العاصمة، والذي تقدر كلفته بهذا القدر.

المرور تجيب

يوضح مدير إعلام المرور العامة العميد زياد القيسي بشأن الغرامات وإيرادات المرور، بالقول: انها “تذهب الى خزينة الدولة”، مردفا ان المرور العامة غير مسؤولة عن صيانة الطرق ولا علاقة لها بمصير أموال الجباية”.

ويقول القيسي لـ “طريق الشعب”، إن “الموضوع مرهون بمهام وزارتي المالية والإعمار والإسكان”.

وعن دور رجال المرور، يبين القيسي أن “مسؤولية رجال المرور تنحصر في تنظيم حركة السير في الشارع”.

وتفرض دائرة المرور غرامات مالية على المخالفات المرورية، الى جانب جبايتها رسوم تسجيل المركبات واجازات السوق، ورسوم الطرق والجسور”.

ويتابع قائلاً: إنّ “أموال تلك الرسوم والغرامات تذهب الى خزينة العامة لدى وزارة المالية”، مشيرا الى عدم وجود سقف زمني لتحديد موعد استحصال الغرامات، والمواطن ملزم بدفعها بعد تسجيل المخالفة، ولا يوجد اي سقف زمني للتسديد.

ويوضح القيسي، أنّ “جميع الدوائر التي تفرض غرامات مالية تودّع أموالها لدى وزارة المالية، ومن بينها دائرة المرور العامة وهيئة المنافذ الحدودية والهيئة العامة للكمارك”.

تعليق الاعمار والاسكان

وفي مطلع العام الجاري، قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحويل رسوم وواردات الطرق والجسور التي تقوم مديرية المرور باستقطاعها عند تسجيل المركبات أو تحويل ملكيتها، إلى وزارة الإعمار والإسكان والبلديات وأمانة بغداد بالتنسيق مع وزارة المالية بغية المباشرة الفورية بتأهيل الطرق والجسور واستحداث بعض الطرق البديلة لتقليل الزخم المروري الحاصل، بعد ان كانت الايرادات تذهب مباشرة الى وزارة المالية.

ويذكر المتحدث باسم وزارة الاعمار والإسكان، استبرق صباح، إن وزارته وأيضا أمانة بغداد لديها نسب محددة من تلك الغرامات التي تأخذها دائرة المرور العامة”.

ويردف كلامه بأن وزارته لم تحصل على شيء من تلك الأموال.

ويحاول صباح ان يجد تبريرا يجعل وزارة المالية تتلكأ في دفع تلك الأموال صالح وزارته: “ربما هناك معرقلات”، موضحا أن دائرة الطرق والجسور في الوزارة هي الجهة المعنية بهذه الاموال وهي بحاجة لها في تنفيذ مشاريع الطرق.

ويقول صباح لـ “طريق الشعب”: إن الغرامات تودع من قبل المرور في حساب مغلق تابع لوزارة المالية، ولا توجد تحويلات مباشرة إلى الجهات ذات العلاقة.

ويأمل صباح أن تحصل وزارته على تلك المستحقات من أجل استثمارها في تحقيق التطور المستدام.

أمانة بغداد

وأيضا تواصلت “طريق الشعب” مع امانة بغداد للتعرف الى موقفها من تلك الأموال التي تجبيها المرور من المواطنين، لكنها أكدت بشكل مختصر أنها لم تستفد في شيء من تلك الأموال، كما أنها تجهل مصيرها، ورمت الكرة في ملعب وزارة المالية.

وأجرى مراسل “طريق الشعب” اتصالات مكررة على أرقام مسؤولين معنيين بالإجابة في وزارة المالية، لكنهم جميعا لم يردوا على تلك الاتصالات.

ويشكو عدد من سائقي المركبات في العاصمة بغداد من “التشديد الصارم” الذي تفرضه مديرية المرور عليهم ومحاسبتهم على عدم اقتنائهم للمثلث المروري ومطفأة الحريق، فضلا عن عدم ارتداء حزام الأمان، معتبرين أن الغرامات التي تفرض عليهم “غير منصفة”.

يقول سائق مركبة مدنية يدعى أبو رقية (56 عاما)، إن “الإجراءات جميعها صارمة بحق سائقي المركبات. هناك الكثير من القضايا المرورية تتجاهلها المديرية، كإصلاح الإشارات المرورية ومنح إجازات السوق وتبحث عن المطفأة والمثلث المروري”.

قبل يومين، تلقى أبو رقية غرامة بـ50 الف دينار لعدم حمله “مطفأة ومثلث فسفوري”، ووفقا للقرارات الجديدة فان قام السائق بتسديد الغرامة خلال 72 ساعة فانه يسدد 50 بالمئة من قيمة الغرامة فقط، لكنها تبقى كما هي ومن دون مضاعفة اذا ما تجاوزت تلك المهلة.

ويشكك أبو رقية في ذهاب أموال الغرامات الى وجهتها الصحيحة: “الدولة التي يسرق منها 2 مليار و500 مليون دولار، لا يمكن لها أن تضبط بوصلة الغرامات التي نسددها بوجع”.

جاسم السيد (26 عاما)، سائق مركبة أجرة، يقول: إن “اغلب من يعملون في سلك المرور يجهلون الكثير من المهام الخاصة بعملهم”، مضيفا أن “حزام الأمان يجب إن يرتدى في الطرق السريعة وليس في شوارع مزدحمة طوال اليوم”.

وأضاف حميد، انه سدد وصولات جباية بما يزيد على 250 الف دينار، لانجاز معاملة تحويل ملكية العجلة التي قام بشرائها قبل 3 اشهر، مؤكدا ان ضباطا ومنتسبين يبتكرون طرقا عديدة لعرقلة انجاز معاملاتهم، وبالتالي اضطرارهم لدفع الرشا، لمنتسبين ومروجي معاملات يميزهم المراجعون بسهولة في تلك الدوائر.

**********************

عيادات الطب النفسي

المرضى يخشون المراجعة ويفضلون «العلاج الروحاني»

متابعة ـ طريق الشعب

لا تزال النظرة الغالبة على اختصاص الطب النفسي محكومة بالكثير من العادات والتقاليد المتوارثة، حيث يتعامل المجتمع مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية بشكل غير صحي، لذلك يتم تجنبهم والخوف منهم.

ويعد الخجل والخوف من أبرز الأسباب التي تمنع المرضى من الذهاب إلى الأطباء المتخصصين في هذا المجال.

هشاشة نفسية

وفي العام 2021، قالت منظمة الصحة العالمية: إن واحدا من كل 4 عراقيين يعاني من هشاشة نفسية في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، في مقابل 209 أشخاص في فرنسا مثلاً.

وتقول د. بتول عيسى، إخصائية الطب النفسي، أنَّ “هناك تخوفًا كبيرًا لدى المواطنين من مراجعة الأطباء النفسيين، فإنه يعتبر الأمر وصمة عار بحقهم”، موضحةً أنَّ “بعض المراجعين يقومون بتزويد الطبيب ببيانات وهمية في محاولة منهم للتخفي”.

وتضيف عيسى، أنَّ “الطب النفسي لا يقل أهميةً عن باقي الاختصاصات الطبية الأخرى، فمن خلال الطب النفسي يمكننا تشخيص حالات مرضية باطنية أو قلبية أو الخلل في عمل الغدد والهرمونات مثل الغدة الكظرية والغدة النخامية، إذ يتخرج الطبيب النفسي بالأساس من كلية الطب ويدرس الطب العام ثم يتخصص بالطب النفسي”.

وتتابع أنّه “في الآونة الأخيرة بدأت تظهر العيادات الإلكترونية، وذلك من خلال التواصل بين المريض والعيادة عبر تطبيقات عديدة، ما يتيح للمريض اكتساب جزء كبير من الخصوصية، ويغنيه عن الحرج عند مراجعة عيادة الطب النفسي”.

وأشارت إلى أن “الأمراض النفسية يجب أن تغيّر تسميتها إلى الأمراض الدماغية، فهي في الأساس مرض في الدماغ يتعلق بكيمياء الدماغ والنواقل العصبية، كما أن تغيير كلمة نفسية يُخفّف من وطأتها على الإنسان”.

وطالبت “المشاهير أو نخبة المجتمع أن يتحدثوا عن تجاربهم وما مروا به من أمراض أو مشاكل نفسية، حتى يكون لدى الناس دافع وثقافة لتخطي هذه الحواجز، كونهم الطبقة المؤثرة في المجتمع، وهذا لا يعد انتقاصا من شخصيتهم بل على العكس”، مؤكدة أن “للإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا ومساعدًا في قبول العلاج عند الطبيب النفسي وتعزيز ثقافة المراجعة”.

نقص حاد في أعداد المعالجين

ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن إنفاق العراق على الصحة النفسية لا يتجاوز 2% من ميزانيته للصحة، مما يعني أن البلاد تعاني من نقص حاد في أعداد الأطباء والمعالجين النفسيين.

ويبدي مختصون استغرابهم من أن كثيرا من المرضى يلجؤون الى معالج روحاني بدلا من الطبيب النفسي، لأنه “يعتبر أكثر قبولية لديهم”.

وتفتقر الجهات الرسمية منذ العام 2003، إلى إحصائية دقيقة للأشخاص الذين قد يعانون من أزمات أو أمراض نفسية، وسط غياب الاهتمام الحقيقي بملف الطب النفسي في العراق.

بدوره، أشار مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة ذي قار د. محمد الخفاجي الى أن قسم الصحة العامة يوجد فيه وحدة خاصة تسمى وحدة الطب النفسي.

وقال الخفاجي: إنّ “وحدات الصحة النفسية موجودة على مستوى الصحة العامة والقطاعات والمراكز الصحية ويتم تسجيل أعداد أو إحصائيات شهرية تُرسل للمراكز الرئيسية، كما أن بعض المراكز الصحية في الأقضية والنواحي توزع علاجات الطب النفسي وتمت إضافتها على المراكز الشعبية”، مبينا ان “المصابين بالامراض النفسية يمتلكون دفاتر علاجية يراجعون من خلالها لاستلام حصصهم الشهرية”.

وأضاف، أن “المراجعات بالنسبة للمراكز الصحية قليلة قياسا للعيادات الخاصة، لكن التوجه العام لدى المرضى النفسيين، إذا ثبتت إصابتهم، هو التهرب من المراجعة، وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تحوم حول هذا الموضوع، حيث يوجد نفور من مراجعة الطبيب النفسي بصورة عامة”.

*************************** 

اتحاد الأدباء والكتاب:

المنحة لا تُليق بأدباء الوطن

بغداد ـ طريق الشعب

أكد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، أنّ مبلغ المنحة المالية المخصصة للأدباء “لا تليق بأدباء الوطن”.

وقال الاتحاد في بيان حصلت عليه “طريق الشعب”، أن “وزارة الثقافة أعلنت أنه سيتم صرف مبلغ منحة الأدباء والفنانين والصحفيين للعام ٢٠٢٢ في هذه الأيام، وبمبلغ مقداره ٣١٧٠٠٠ (ثلاثمائة وسبعة عشر ألف دينار)، وذلك باعتماد قوائم منحة العام ٢٠٢١ بعد شطب أسماء المتوفّين”.

وأضاف البيان، ان “هذا التخصيص لا يليق بأدباء الوطن، كما نراه مجحفاً لدورهم، ودون مستوى ما يستحقون”، مشيرا الى انه “ببساطة واضحة، يمثّل المبلغ ما مقداره ٨٦٨ ديناراً في اليوم الواحد على وفق أيام السنة”، مبينا أن “ذلك أمرٌ يثير استفزازاً كبيراً للأوساط الثقافية، ويجرح كرامتها”.

وتابع البيان،انه “لكي لا يظل الأمر محض اعتراض، ولكي تنير الأقلام الطريق من أجل حلول مفيدة، سنضعها في ما يأتي:

١. إن مبدأ صرف منحة سنوية مبدأ غير ناجح، لذلك من الضروري لمجلس الوزراء، ولجنة الثقافة في البرلمان أن تتواصل مع الاتحادات والنقابات المعنية من أجل خطة رصينة تدعم المثقفين بصورة أفضل.

٢. يحتاج المثقفون العاملون في المجالات الأدبية والفنية والصحفية لسلسلة من الإمكانات التي لو توفّرت لكانت أجدى لهم من المنحة، وأكثر فائدة لتنمية الدولة وقدراتها، وأفضل في طريق فرز الغثّ من السمين؛ وأهم هذه الإمكانات؛ توفير العلاج للمرضى، وتكريم الروّاد، والتكافل الاجتماعي، والسكن اللائق، وتأسيس صناديق لدعم الأدب والفنون والمشروعات الرائدة عن طريق لجان متخصصة ومشتركة في رئاسة الوزراء والوزارات المعنية والاتحادات والنقابات المتخصصة، يكون على عاتقها رعاية المواهب والمشروعات التي تنهض بقيمة الوطن وقامة المثقفين، من مهرجانات وملتقيات ومطبوعات وأفلام ومعارض ومسرحيات.

٣. سن قانون التفرّغ الثقافي من أجل توفير الوقت والإمكانات لأصحاب الأفكار الحقيقية ومتابعتها، والتمييز بين ما يُمنح من أجل الأعطية فقط، وبين ما يُمنح ليغذّي ثقافة البلد ويرفدها بمشوارها من أجل التطور، والتفوق بين الأمم.

٤. ما تم طرحه في النقط أعلاه يستلزم وقتاً وجهداً وتواصلاً ثقافياً وقانونياً، ولحين التفاني من أجل تحقيقه، ولمعالجة الأزمة الراهنة التي تسبب بها مبلغ المنحة الضئيل وغير اللائق، ندعو للمبادرة العاجلة بتعضيد هذا المبلغ عن طريق رصد زيادة سريعة لمبلغ المنحة الحالي، بقرار جريء وحكيم، مع إضافة أسماء المقبولين الجدد في الاتحادات والنقابات في العام ٢٠٢٢ مع من لم يسعفهم الوقت لتجديد بياناتهم في العام المذكور، مع السماح لعوائل المستحقين المتوفين بتسلم منح ذويهم الراحلين وعلى وفق القانون”.

واختتم البيان بالقول: “يا أرباب الشأن في وطننا، احفظوا لمثقّفي العراق قيمتهم العليا، فهم الثروة التي لا تُعوّض، ومعاً من أجل حسم هذا الملف الذي طالما تأجّل حسمه”.

*************************

 الصفحة الخامسة

وسط مخاطر صحية جمة

عراقيون يبحثون عن قوتهم في النفايات

بغداد - يوسف كيره

تجبر الظروف المعيشية القاسية الكثيرين من العراقيين على العمل في مهنة فرز النفايات، أو ما يطلق عليها محليا “النبّاشة”، بحثا عن مواد قابلة للتدوير والبيع. ويتوجه هؤلاء، وبينهم كثير من الأطفال والنساء، إلى مواقع الطمر الصحي الكبيرة، وما أن تبدأ آليات البلدية بتفريغ حمولاتها من الأزبال، حتى يسارعون إليها للظفر بما يمكن الاستفادة منه من تلك الحمولات. وهم يستعينون في ذلك بأياديهم العارية دون أدنى احتراز، الأمر الذي يعرّضهم إلى مخاطر صحية جمة، نظرا لاحتواء النفايات على جراثيم مجهرية تسبب أوبئة وأمراضا خطيرة.

في ناحية النهروان شرقي بغداد، يوجد موقع للطمر الصحي غير نظامي، وغير مستوفٍ للشروط والتعليمات الصحية والبيئية. وإلى هذا المطمر، تتوجه يوميا أعداد كبيرة من المواطنين، من سكان الناحية وخارجها، للبحث في النفايات عن مواد قابلة للتدوير، مستخدمين أكياسا بلاستيكية وعربات يدوية وشاحنات صغيرة ينقلون فيها ما يفلحون في جمعه.

وخلال عملية الجمع يقوم هؤلاء “النبّاشة” بالفرز لفصل المواد القابلة للتدوير، مثل البلاستيك والزجاج وبعض المعادن، ثم يقومون ببيعها على المعامل والشركات العاملة في مجال تدوير النفايات، وإلى من يرغب في إعادة استخدامها.

ولا يمتلك هؤلاء أية أدوات مناسبة آمنة لمزاولة مهنتهم هذه، وهم إضافة إلى ذلك غير مدربين على العمل في هذا المجال. لذلك يواجهون مخاطر صحية كبيرة وفيروسات معدية، تضاف إلى المخاطر البيئية التي يخلفها عملهم. حيث لا يتم التخلص من النفايات غير القابلة للتدوير، بالشكل الآمن.

وصارت هذه المهنة أشبه بفرصة عمل لسكان النهروان، الذين يعاني معظمهم البطالة والفقر والحرمان. لذا يلجأون إلى العمل في فرز النفايات، من أجل الحصول على مردود مالي بسيط يسدون به رمق عائلاتهم.

وتتسبب عملية جمع النفايات هذه في تلويث البيئة. إذ تتسرب المواد الضارة التي لا يتم تدويرها، إلى التربة والمياه الجوفية. أما المناطق السكنية القريبة من مواقع الطمر، فتعاني الروائح الكريهة باستمرار، إضافة إلى الأضرار الصحية، ناهيك عن الغازات السامة والأدخنة التي تخلفها عملية حرق النفايات. إذ يقدم العديد من “النباشة” على حرق هذه الأكوام لتسهيل مهمتهم في البحث عن المواد المعدنية.

ما الذي على الحكومة ان تفعله؟!

أمام هذه التحديات الكبيرة، يتوجب على الحكومة اتخاذ إجراءات لتحسين إدارة النفايات، مع توفير فرص عمل أخرى مناسبة للسكان، تغنيهم عن التوجه إلى مهنة فرز الأزبال الخطيرة. ويتطلب أيضا من الحكومة، أن تضع برامج تعليمية للتوعية بمخاطر جمع النفايات، وسبل التعامل الآمن معها.

كذلك من الضروري أن تكون هناك مبادرات حكومية ومجتمعية، لتوعية المواطنين بكيفية التخلص من نفاياتهم المنزلية بالشكل الصحيح، ومن ذلك إطلاق برامج التوعية البيئية التي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية إعادة تدوير النفايات والحفاظ على نظافة البيئة وسلامتها. ويتطلب من الحكومة وضع خطط وبرامج لتدريب السكان المحليين على الطريقة الآمنة لفرز النفايات المنزلية، بالشكل الذي لا يضر بالصحة والبيئة، وبالتالي يوفر لهم مصدر دخل، بعد أن يبيعوا النفايات القابلة للتدوير على المعامل والشركات المتخصصة في هذا المجال. 

ومن الضروري أيضا أن يتم إنشاء نقاط محددة وغير عشوائية في المدن والأحياء السكنية، يسلّم عندها المواطنون نفاياتهم، بعد فرزها، إلى البلدية وشركات التدوير. فهذا الأمر يشجع السكان على التخلص من نفاياتهم بالشكل الآمن، كونه يحقق لهم مردودا ماليا من خلال بيعها على تلك الجهات. 

هذه المبادرات تساهم في تحقيق فوائد عدة، بما في ذلك تحسين البيئة، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة دخل الأسر، وتعزيز التوعية البيئية بشكل عام.

************************** 

أكول

حچايه منّا وسالوفه منّا!

علي رشيد العزاوي

يبدو ان القوانين العشائرية الجديدة صعبة الاستيعاب، لأنها أحيانا لا توافق العقل او المنطق. أحد هذه القوانين يخص الدراجات النارية وما يترتب عليها عند تعرضها لحوادث مرورية. اذ ان القانون العشائري، الذي لا أدري من اين استُنبطت احكامه، يفرض الكثير من الالتزامات على سائق السيارة عندما يحصل معه حادث سير يكون طرفه الآخر صاحب دراجة. فاللوم كله يقع على الأول، أيا كان المسبب - وفقا للقانون العشائري -  والمصيبة الكبرى هي ان الشرطة تدخل على الخط وتقوم بتوقيف صاحب السيارة دون التحقق من مسبب الحادث أو المخالف، ودون أن تراجع حتى أوراق الدراجة وما إذا كانت أصولية أم لا. بينما نلاحظ في الوضع الاعتيادي، وفي موقف آخر، أن الدراجة يمكن أن تحجز من قبل مفرزة الشرطة نفسها، في حال عدم التزام صاحبها بقوانين المرور أو عدم امتلاكه أوراقا أصولية.

هذا ما حصل معي شخصيا في وقت سابق. إذ أجبرت على دفع فصل عشائري لأهل سائق دراجة اصطدمت دراجته بسيارتي، رغم أن كل المعطيات تشير إلى أن الحق معي والمخالف هو سائق الدراجة.

أما ما حصل أخيرا، فيجعلنا نفكر كثيرا في كيفية تغيير هذا القانون العشائري الذي لا يستند – كما قلت – إلى أي منطق. فبينما كان موظف حكومي يستعد للخروج بسيارته من كراج دائرته، بعد انتهاء الدوام الرسمي، تفاجأ بدراجة تسير بسرعة وبعكس الاتجاه، لتصطدم بسيارته. والمفارقة هي أن الشرطة اعتقلت الموظف سائق السيارة مباشرة، وأدخلته التوقيف. والمصيبة أنه كان في وضع صحي صعب، وخارجا من عملية جراحية، ويحتاج إلى إجراء عملية أخرى تكميلية. فكان من الممكن أن يتدهور وضعه الصحي أكثر في التوقيف، وربما يفقد حياته لو لم يسارع أهله إلى تخليصه من هذا الحال الذي وجد نفسه فيه دون إرادته.

وخسر الموظف مالا كثيرا كنفقات لعلاج صاحب الدراجة وتصليح دراجته.  

هذا جزء بسيط مما يجري ومما يجب ان نضع له حدا بحچايه منا وسالوفه منا، ودمتم!

************************

مواساة

  • تتقدم هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي – اللجنة المحلية للحزب في واسط، بالتعازي والمواساة إلى عائلة الرفيق جواد سواري (ابو أسامة)، الذي توفي إثر مرض عضال.

والفقيد من مناضلي الحزب القدامى. وقد تعرض للملاحقة والاعتقال اثر انقلاب شباط عام ١٩٦٣.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

كما تتقدم هيأة تنظيم الحزب في الحي بالتعازي إلى الرفيقين خليل وكريم عبد الحسين بوفاة زوجة شقيقهما عبيد، (أم نزار).

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها وجميع معارفها.

أمام انظار وزير الصحة

إني المواطنة سهيلة فاضل، أناشد وزير الصحة زيارة “مستشفى الإسكان” للأطفال في بغداد، ليتابع بنفسه أداء الكادر الطبي. إذ يعامل الكادر التابع للطبيب “د. علي عكاب”، المرضى في قسم العمليات الجراحية، معاملة سيئة.

أما المستشفى، فيخلو تماما من الأدوية، وحتى خيوط العمليات يضطر ذوو المريض إلى شرائها على حسابهم من الصيدليات الخارجية.

هناك إهمال متعمد للأطفال المرضى، وعدم اكتراث لحياة من يخضع لعملية جراحية. وكمثال على ذلك، أجريت عملية “فتق” لحفيدي الذي لا يتجاوز عمره 7 شهور، وبعد أن انتهت الطبيبة وتدعى د. شيماء من إجراء العملية، تركت الطفل دون رعاية واهتمام، وتوجهت لإجراء عملية لطفل آخر.

************************* 

معلمات:

 كيف نعيش بلا راتب؟!

بغداد – طريق الشعب

شكت معلمات منتسبات إلى “مدرسة الثوار” الابتدائية الكائنة في منطقة حي الجهاد (الضباط) في بغداد، من عدم تسلمهن رواتبهن، بعد تحويلهن من العقود إلى الملاك الدائم.

وقالت المعلمة أسماء أحمد لطيف لـ “طريق الشعب”: “نحن سبع معلمات كنا نعمل في المدرسة بصفة عقود ونتسلم شهريا راتبا يبلغ 300 ألف دينار. ثم جرى تحويلنا إلى الملاك الدائم فتوقفت رواتبنا، رغم اننا ملتزمات بالدوام. وقد أخبرونا بأن علينا الانتظار لحين إقرار الموازنة”.

وطالبت المعلمة باسم زميلاتها، مديرية تربية الكرخ الثانية بمتابعة مشكلتهن هذه واتخاذ الإجراءات اللازمة لحلها، متسائلة: “كيف سنعيش بلا راتب؟!”.

************************** 

«الصناعات الحربية»

تسلب موظفيها حق التعبير عن الرأي!

بغداد – طريق الشعب

شكا موظفون في هيأة الصناعات الحربية، من فرض إدارة الهيأة عقوبات على أي موظف يخرج في تظاهرة للمطالبة بحقوقه.

وقالت الموظفة فاطمة عبد الحسين، لـ «طريق الشعب»، أن «مدير عام الصناعات الحربية بلّغ كافة إدارات المصانع التابعة للهيأة، بمعاقبة أي موظف يخرج في تظاهرة، باعتباره غائبا عن الدوام الرسمي، مع احتساب يوم الغياب الواحد بـ 3 أيام، وبذلك يستقطع من راتب الموظف 60 ألف دينار».

وأضافت قائلة أن «رواتب موظفي هيأة الصناعات الحربية لا تزيد على 500 ألف دينار شهريا، في ظل متطلبات المعيشة وغلاء الأسعار والظروف الصعبة التي يمر بها البلد».

وتابعت الموظفة قولها: «كان الأولى بمدير الصناعات الحربية أن يكون أول المدافعين عن حقوق الموظفين المظلومين، بدل أن يكون أول من يقمع تظاهرهم»!

************************** 

مواطنون يشكون من أصحاب مولدات:

استغلوا حرارة الجو وخالفوا التسعيرة

بغداد – طريق الشعب

 شكا سكان مجمع القادسية (الزهراء) في قضاء المحمودية جنوبي بغداد، من قيام أصحاب المولدات بزيادة سعر الأمبير بالنسبة للتشغيل الليلي، من 10 آلاف دينار حسب ما حددته محافظة بغداد لشهر آب، إلى 15 ألف دينار.

وقال المواطن هيثم عبد الرزاق عبد الواحد، أحد سكان المجمع، أن “أصحاب المولدات لم يلتزموا بالتسعيرة، فاستغلوا ارتفاع درجات الحرارة فرصة لزيادة سعر الأمبير على المواطن”، مناشدا عبر “طريق الشعب” الجهات المعنية متابعة هذا الأمر، وإلزام أصحاب المولدات باتباع التسعيرة المحددة، ومحاسبة المخالفين منهم.

وفي سياق متصل، شكا أهالي منطقة رحمانية الجعيفر في جانب الكرخ، من المشكلة ذاتها.

وقالت المواطنة علياء علي لـ “طريق الشعب”، أن أصحاب المولدات لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة من الحكومة المحلية، متسائلة: “أين الجهات الرقابية من هذا الجشع؟”.

أما المواطن حسين حمزة، وهو من سكان المنطقة، فرأى أن غياب الرقابة عن أصحاب المولدات، فسح لهم المجال لزيادة سعر الأمبير على التسعيرة الرسمية، بين 3 و5 آلاف دينار.

وأكدت المواطنة سعدية عباس ما أدلى به المواطن حمزة. وتساءلت: “إلى من نلجأ ونوصل صوتنا؟ مَن ينقذنا من هذا الجشع وينتشلنا من معاناتنا تحت درجة حرارة وصلت إلى 50 مئوية؟!”.

ومن المنطقة ذاتها، وتحديدا من الزقاق 23 – المحلة 208، ذكرت المواطنة سعاد ناصر أن الكهرباء الوطنية متردية جدا، ولا تتوفر سوى ساعة واحدة في اليوم، مناشدة الجهات ذات العلاقة، متابعة هذه المشكلة ومعالجتها.

ولا يختلف الحال في “قرية المكاسب” القريبة من منطقة الرضوانية غربي بغداد، عما في المحمودية ورحمانية الجعيفر. فقد شكا عدد من أهالي القرية عبر “طريق الشعب”، من مخالفة أصحاب المولدات التسعيرة التي وضعتها المحافظة، والبالغة 10 آلاف دينار للأمبير الواحد بالنسبة للتشغيل الليلي.

وناشد المواطن عبد الخالق إبراهيم، وهو من سكان القرية، الجهات المعنية الالتفات إلى معاناتهم، ووضع حد لأصحاب المولدات الجشعين.

**************************

توقف

 محطات الإسالة

 في بلدروز

متابعة – طريق الشعب

اعلنت دائرة الماء في قضاء بلدروز شرق ديالى، أول أمس الجمعة، توقف محطات الاسالة بشكل كامل بسبب نقص المياه الخام.

وقالت الدائرة في بيان صحفي، أن انقطاع المياه عن نهر الروز المغذي الرئيس لجميع محطات الاسالة في القضاء، أدى إلى توقف المحطات بشكل كامل، لافتة إلى أن إعادة تشغيل تلك المشاريع متوقفة على توفر المياه في النهر.

ويعد بلدروز ثالث اكبر اقضية ديالى، بعد بعقوبة والمقدادية، ويسكنه قرابة 100 الف نسمة. وهو الاكثر تضررا من ازمة المياه على مستوى المحافظة.

***************************

 الصفحة السادسة

استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

الضفة الغربية ـ وكالات

استشهد الشاب محمد أبو عصب، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم بلاطة، شرق نابلس، قبل ثلاثة أيام.

وكان الشاب أبو عصب قد أصيب بجروح خطيرة في الرأس، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة، الأربعاء الماضي.

وكانت قوة احتلالية خاصة “مستعربون” قد تسللت إلى المخيم وحاصرت منزلا، وإثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة، أطلق خلالها الجنود قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، والأعيرة النارية تجاه الشبان، ما أدى إلى اصابة خطيرة للشاب أبو عصب، وإصابة أخرى بالرصاص الحي تم اختطافها من قبل قوات الاحتلال، و85 حالة اختناق بالغاز.

كما فجرت قوات الاحتلال خلال عملية اقتحام مخيم بلاطة شقة سكنية مملوكة لعائلة عبد الله أبو شلال، ومقرا لحركة “فتح”.

*************************

إعلان الطوارئ في كندا وإخلاء مدن بسبب حرائق الغابات

اوتاوا ـ وكالات

أعلنت السلطات الكندية حالة الطوارئ في إقليم بريتش كولومبيا، بينما استمرت حرائق الغابات المدمرة في اجتياح الشمال الغربي للبلاد.

وقد أرغمت الحرائق العنيفة المشتعلة السلطات على إخلاء مدينة يلونايف (شمال) وباتت تهدد منطقة في مقاطعة بريتيش كولومبيا على مسافة ألفي كيلومتر.

وقال رئيس وزراء المقاطعة إنه لا يمكن التكهن بما سيؤول إليه الوضع في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن المقاطعة تنتظرها “أيام صعبة”.

وقد أجلت السلطات سكان يلونايف البالغ عددهم 20 ألفا بعد إعطائهم مهلة حتى ظهر أمس الأول الجمعة، وقال أحد الطيارين المكلفين بعمليات الإجلاء لشبكة “سي بي سي” الكندية إن المدينة باتت “شبه خالية”

وزار رئيس الوزراء جاستن ترودو إدمونتون على مسافة حوالي ألف كيلومتر من يلونايف، والتقى هناك وافدين من الشمال نقلوا إلى مركز استقبال.

وتحدث ترودو عن “مرحلة غير مؤكدة ومروعة” في وقت يجتاح أكثر من ألف حريق حاليا البلاد من شرقها إلى غربها، وتشتعل أكثر من 230 منها في الأقاليم الشمالية الغربية وأكثر من 370 منها في بريتيش كولومبيا.

وكانت النيران قد حاصرت في وقت سابق العديد من المنازل والشقق حول مدينة ويست كيلونا السياحية الشهيرة المطلة على بحيرة أوكاناجان، ويقطنها 36 ألف شخص.

واجتاحت النيران 6800 هكتار من الأراضي خلال 24 ساعة بهذا القطاع، حيث أخلي حوالي 2500 مبنى من سكانها ومن المحتمل إخلاء 5 آلاف مبنى آخر.

وفي الجهة المقابلة من بحيرة أوكاناجان، تشهد مدينة كيلونا التي يقطنها نحو 150 ألف شخص وضعا صعبا، وقد أغلق المجال الجوي للمنطقة للمساهمة في جهود مكافحة النيران بواسطة الطائرات.

وطلبت السلطات من 15 ألف شخص مغادرة منازلهم عبر الإقليم، كما صدر تحذير لإجلاء أكثر من 20 ألف شخص آخرين.

وتكافح كندا حرائق الغابات في أجزاء عدة من البلاد منذ أشهر، وتعد هذه الحرائق ظاهرة سنوية إلا أنها الأشد هذه السنة حيث تتسبب بإجلاء 168 ألف مواطن وأتت على 14 مليون هكتار، وهو ضعف الرقم القياسي السابق المسجل عام 1989.

*********************** 

ميدل إيست آي: سجن اللاجئين العائم

في بريطانيا فخ يحتمل الموت

متابعة ـ طريق الشعب

انتقد مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني سياسة حزب المحافظين تجاه اللاجئين، قائلا إن السمة المميزة لها هي تجاهلها الشرير للقيم الإنسانية، كما أنها تهدف لتشتيت انتباه الناخبين عن الفوضى التي تمر بها البلاد بعد 13 سنة من حكم هذا الحزب.

وشكا الكاتب جيمس براونزيل الرئيس السابق لتحرير “الجزيرة أوروبا” من أن الأكثر وضوحا هو أن كبار السياسيين في بريطانيا أكثر اهتماما بمصالحهم الذاتية وتسجيل نقاط لصالح أحزابهم أكثر من جعل بريطانيا بلادا لائقة للعيش فيها.

حرب ثقافية سامة

وقال الكاتب إن أجندة حكومة المحافظين الآن تتكون من أوراق حرب ثقافية زائفة مصممة لتعميق الانقسامات التي أصبح رسوخها متمثلا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن سياسة اللجوء مجرد نتيجة واحدة لهذه الثقافة السياسية السامة، وضحاياها محاصرون، يتحصنون في فنادق سابقة مكتظة بدوائر هامشية، أو عالقون على بارجة سجن سامة، مضيفا أن هذه السياسة ليست مصممة لحل أي مشكلة وتظهر مدى كره المحافظين للأجانب والشباب والفقراء والضعفاء.

بذور الخوف

ونسب الكاتب إلى وزير الهجرة روبرت جينريك قوله هذا الشهر إن تأخير البت في طلبات اللجوء المتراكمة متعمد، وبقصد تثبيط المزيد من الطلبات.

وقال أيضا إن سياسة المحافظين للجوء لا تأخذ في اعتبارها الكرامة الإنسانية، ولم يتم تصميمها للمساعدة في تخفيف المعاناة، بل تسعى لزرع بذور الخوف و”الآخر قادم لأخذ الوظائف الخاصة بكم، ولأخذ نمط حياتكم، ولأخذ بناتكم”.

وأشار إلى أن خطة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا ليست جديدة. ففي عام 2020، كانت وزيرة الداخلية آنذاك بريتي باتيل تستكشف إمكانية إرسال أولئك الذين يبحثون عن حياة أفضل في بريطانيا لجزيرة أسونسيون جنوب المحيط الهادي. كما تم النظر في مولدوفا والمغرب وحتى بابوا غينيا الجديدة. ثم استقروا على فكرة العبارات المهجورة. وهكذا بدأت ملحمة البارجة العائمة “بيبي ستوكهولم”.

أحدث ابتكارات سياسة اللجوء

وتم استخدام البارجة الخالية من المحركات التي ترفع علم بربادوس، وبنيت عام 1970، للإقامة وإيقافها منذ أوائل عام 1990. وهي تحتوي على 222 غرفة - معظمها 12 قدما في 12 قدما - عبر 3 طوابق، وهي تطبيق لأحدث ابتكارات سياسة اللجوء في بريطانيا.

وأورد الكاتب بيانات عن ظروف إقامة اللاجئين بالبارجة الراسية في بورتلاند بميناء دورست، قائلا إن عددهم 500، ويخضع دخولهم وخروجهم لرقابة مشددة من قبل السلطات، والبارجة نفسها توجد في منطقة أمنية مشددة بالميناء، محاطة بالأسوار وتحت مراقبة كبيرة.

الموت احتمالا

ووردت تقارير عن عدم كفاية معدات السلامة بالبارجة وعن شواغل خطيرة أثيرت بشأن القدرة على الإخلاء عبر ممرات ضيقة إذا لزم الأمر، فضلا عن الوصول إلى مخارج الحريق. وحذر اتحاد فرق الإطفاء من أن احتجاز المهاجرين قسرا على البارجة يشكل خطرا كبيرا على الصحة والسلامة. وقال في بيان “رأينا المهني أن هذه البارجة فخ محتمل للموت”. وأشار الكاتب إلى تفشي بكتيريا الليجيونيلا (مسببة لمرض تنفسي) بين اللاجئين على متن البارجة.

وختم المقال بأن فكرة “بيبي ستوكهولم” هي مجرد دليل مادي ضخم على كراهية المحافظين للاجئين. وتساءل: إذا كان هذا العنف ضد الإنسانية من قبل حزب المحافظين سيفوز بالأصوات فماذا يقول ذلك عن الأمة البريطانية؟

************************ 

اثيوبيا.. الفساد يتسبب بوفاة 1400 شخص

تيغراي ـ وكالات

قال مسؤول إن 1400 شخص على الأقل ماتوا جوعا في منطقة تيغراي الشمالية بإثيوبيا منذ تعليق المساعدات الغذائية بسبب سرقتها.

وأوقف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ووكالة المعونة الأمريكية، المساعدات الغذائية لتيغراي قبل حوالي أربعة أشهر.

وقال المسؤول لـ”بي بي سي” إن تحقيقا لاحقا أجرته سلطات تيغراي خلص إلى أن ما يقرب من 500 شخص متورطون في السرقة.

وشهدت تيغراي نزاعا داميا في عام 2020، مما تسبب في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وانتهى الصراع في تشرين الثاني الماضي بعد أن وقّعت الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي الشعبية اتفاق سلام بوساطة الاتحاد الأفريقي.

وقاتلت القوات الإريترية في الصراع إلى جانب الجيش الإثيوبي.

وكانت المنطقة تحت الحصار خلال معظم فترات الحرب، مما أدى إلى توقف المساعدات الإنسانية.

وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، إن حوالي 600 ألف شخص قتلوا في الصراع المستمر منذ عامين. وعزا الباحثون مئات الآلاف من القتلى المدنيين إلى القتال والمجاعة ونقص الرعاية الصحية.

وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي لبي بي سي هذا الأسبوع: “ببساطة لا يمكننا أن نغض الطرف عن النشاط الإجرامي ونواصل التسليم”.

*********************** 

عفو رئاسي عن محكومين

في مصر بينهم أحمد دومة

القاهرة ـ وكالات

أصدر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قرارا جمهوريا بالعفو عن بعض المحكوم عليهم بأحكام نهائية، وهو قرار يأتي ضمن نطاق صلاحياته الدستورية.

وكان المحامي طارق العوضي عضو لجنة العفو الرئاسي، قد أعلن عن إخلاء سبيل 30 شخصا من المحبوسين احتياطيا وفقا للقواعد المُنظمة لعمل اللجنة.

ونشرت مصادر محلية مصرية، السبت، أسماء المفرج عنهم بقرار العفو الرئاسي، ومن بينهم الناشط السياسي أحمد سعد دومة، الشهير بـ”أحمد دومة”.

ويأتي ذلك بعد 10 سنوات قضاها دومة داخل السجن لتنفيذ حكم نهائي بالسجن المشدّد 15 عاما، في القضية المعروفة إعلاميا بقضية “أحداث مجلس الوزراء”، التي تعود إلى عام 2011 في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

ويأتي قرار الإفراج عن “دومة” استجابة للمطالبات التي صدرت من مختلف القوى السياسية والحزبية خلال الفترة الماضية، والتي طالبت بالإفراج عن الناشط السياسي البارز لعدة اعتبارات على رأسها حالته الصحية.

وكذلك بالتزامن مع حالة الحوار الوطني التي تشهدها مصر، بمشاركة مختلف القوى السياسية والحزبية، حيث بدأت التوصيات الأولى لـ”الحوار الوطني”، في الظهور.

*********************** 

عودة لتقليد سلطوي فاشل

المحكمة العليا تعين قيادة كارتونية للحزب الشيوعي الفنزويلي

رشيد غويلب

في تدخل فظ في الشؤون الداخلية للحزب الشيوعي الفنزويلي عينت المحكمة العليا قيادة كارتونية بديلة لقيادة الحزب المنتخبة في مؤتمرات الحزب الشرعية.

 جاء ذلك بموجب قرار الحكم 1160 في 12 آب 2023، بعد دعوى أقامها في تموز الماضي أعضاء سابقون مطرودون من الحزب، وآخرون مفترضون. وبعد مرور ساعات على صدور القرار، نظم الحزب الشيوعي تجمعا احتجاجيا، تحدث فيه إلى جانب السكرتير العام للحزب وقياديين آخرين، عدد من ممثلي الأحزاب المعارضة.

قيادة كارتونية

بموجب القرار عينت المحكمة قيادة للحزب الأقدم في فنزويلا، تشكلت من مجموعة من الأفراد الذين يدعون تمثيل قواعد الحزب. ووفقًا لإرادة القضاة، عين هنري بارا، الذي طُرد من الحزب في عام 2021 بعد معارضة علنية للحزب خلال الحملة الانتخابية، رئيسا للحزب، وسيكستو رودريغيز سكرتيرا عاما، على الرغم من مغادرته صفوف الحزب قبل 10 سنوات. ومُنحت القيادة الكارتونية المعينة صلاحية اتخاذ القرارات بشأن شؤون الحزب السياسية والتنظيمية، بما في ذلك تحديد خيارات الحزب الانتخابية، واختيار مرشحيه. ويبدو أن الهجوم الحكومي على الحزب مرتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستجري في عام 2024، وبالتالي فان الهدف هو حرمان الحزب الشيوعي من المشاركة المستقلة في الانتخابات، والتي يمكن ان تكلف معسكر الحكومة أصواتًا مهمة.

وفق الحزب الشيوعي بدأت التناقضات تشتد بين الحزب والتحالف الحاكم، بزعامة الحزب الاشتراكي الموحد نهاية عام 2021، لقد دعم الحزب الشيوعي الفنزويلي حكومة الحزب الاشتراكي الموحد، بأشكال مختلقة. وفي عهد الرئيس السابق هوغو شافيز، الذي توفي في عام 2013، كان بالإمكان التحدث عن تحالف وثيق. ومن المفيد ان الرئيس مادورو لم يلتزم باتفاق وقعه شخصيا مع الحزب الشيوعي الفنزويلي عام 2018، بشأن الحد الأدنى من المشتركات السياسية بين الطرفين. ويمثل الحزب الشيوعي الفنزويلي حاليا نائبان في الجمعية الوطنية بعد أن خاض الحزب الانتخابات العامة الأخيرة بقائمة مستقلة.

في مؤتمر الحزب المنعقد في تشرين الثاني 2022، أعلن الشيوعيون “ابتعادهم عن السياسات الليبرالية الجديدة لحكومة نيكولاس مادورو”. كان هذا التحول موضع خلاف داخل الحزب، اذ دعت مجموعة داخل الحزب علنًا إلى استمرار التحالف مع الحكومة.

وجاء تبرير تدخل المحكمة العليا في هذا الصراع الحزبي الداخلي بالشكل التالي: “حتى تتمكن المنظمة (الحزب الشيوعي) من تنظيم العملية الديمقراطية الداخلية التي تضمن حقوق أعضائها في المشاركة السياسية وفقًا لنظامها الأساسي ودستور جمهورية فنزويلا البوليفارية”.

لقد جاء سلوك الحكومة مع الحزب الشيوعي، امتدادا لسياسة اعتمدتها ضد أحزاب المعارضة الأخرى، مثل الحزب الاشتراكي المسيحي (يمين)، والديمقراطي الاجتماعي (وسط)، وكذلك ثلاثة أحزاب يسارية صغيرة أخرى.  استطاعت المحكمة تعين أعضاء ينتمون فعلا إلى هذه الأحزاب، ولكن في حالة الحزب الشيوعي، كان عليها البحث في أوساط الأعضاء السابقين، الذين طردوا من الحزب او غادروا صفوفه قبل سنين، وبعضهم يعمل في صفوف الحزب الحاكم منذ عدة سنوات.

ثبات في الدفاع عن الحزب

وصف المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفنزويلي قرار الحكم بأنه “هجوم شنته حكومة نيكولاس مادورو على الحزب الشيوعي”، نفذه “مرتزقة يخدمون قيادة الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي الحاكم”.

ودعا الحزب الشيوعي إلى مقاومة قرار المحكمة. “إن هذا الاحتيال الإجرائي، الذي ينتهك الحقوق السياسية للحزب الشيوعي الفنزويلي والشغيلة الفنزويليين، لا يشكل فقط سابقة خطيرة في التاريخ السياسي والقانوني للبلاد، بل يفضح أيضًا الطبيعة الاستبدادية والمناهضة للديمقراطية والرجعية لحكومة الحزب الاشتراكي الفنزويلي، التي تعتقد خطأ ان هذه المناورة ستُخضع الشيوعيين الفنزويليين”.

ويلعب السكرتير العام للحزب الشيوعي الفنزويلي أوسكار فيغيرا، دورا رئيسيا في الدفاع عن شرعية الحزب واستمراره، عبر عنه في تأكيده على ان “هذه الحكومات تتغير، والحزب الشيوعي باق باستمرار”.

يقول أوسكار فيغيرا الذي يقود الحزب الشيوعي الفنزويلي منذ عام 1996، ولا يزال يمارس مهامه القيادية: “لا نهتم بما إذا كانت الحكومة أو المحكمة أو المجلس الانتخابي الوطني تعترف بالمؤتمر الوطني للحزب أم لا.. هؤلاء الناس يعتقدون أنهم سيفككوننا، هؤلاء الناس مجانين. لا يعتمد وجود الحزب الشيوعي الفنزويلي على المناصب البيروقراطية في حكومة نيكولاس مادورو وفي الدولة الرأسمالية الحالية”.

ان ما يعيشه الحزب الشيوعي الفنزويلي يذكرنا بتجارب أخرى عاشتها أحزاب شيوعية مع حكومات وطنية و “تقدمية” تراوحت علاقتها بها بين التضامن والنقد دفاعا عن مصالح أوسع الأوساط الشعبية، وعندما لا يجد الحاكمون أجوبة موضوعية يلجؤون إلى أساليب استبدادية، فشلت تاريخيا في إلغاء هوية أحزاب تاريخية، نشأت استجابة لتطورات الصراع الاجتماعي السائد في البلاد.

قد تختلف أحزاب شيوعية وأخرى يسارية مع الحزب الشيوعي الفنزويلي في موقفه من حكومة مادورو التي تخوض صراعا مع الولايات المتحدة الامريكية، ولكن الدفاع عن الديمقراطية وحق الشيوعيين التاريخي والشرعي في الحفاظ على حزبهم وهويتهم الفكرية والسياسية يجب ان لا يتعارض مع التضامن مع الحقوق المشروعة للشعب الفنزويلي، لأن الديمقراطية وحرية الفكر والتنظيم لا تتجزأ.

*************************

الصفحة السابعة

حماية.. أم تقييد لحرية التعبير عن الرأي؟

محمد حسن السلامي*

ما هو الحق في حرية التعبير؟

هو إطار من الحقوق يمارسه الفرد أو الجماعة وتتكون عبره امكانية بلورة أفكار أو معلومات متنوعة والتعبير عنها بشكل علني من خلال الكتابة أو الموسيقى أو الحديث أو الرسم أو التظاهر والاعتصام واي شكل اخر، كذلك نقلها وحق تداولها.

وأساس ذلك أن الإنسان مخلوق عقلاني قادر على التفكير والتعبير عن افكاره وقادر على كشف الحقيقة وايصالها إلى الآخرين والتحاور مع الناس المتوافقين أو المختلفين ولا يمكن معرفة الحقيقة أو كشفها إلا بإتاحة المعلومات له بحرية كاملة والمناقشة والتحاور للوصول إلى نتائج قد تكون مشتركة.

 المفهوم الفكري لحرية التعبير لستيوارت ميل

يحاول ستيوارت ميل بتركيز كبير تلخيص موضوعات يسلسلها كالتالي: -

إذا أسكتنا رأيا فكأننا نسكت الحقيقة.

وأن الرأي بافتراض أنه خاطيء لا بد أن يكون فيه جزء من كشف الحقيقة.

لو كان الرأي الصحيح لا يؤخذ به، سوف يكون بلا فعالية.

لماذا تكون حرية التعبير ركنا أساسيا في الديمقراطية؟

1- ما دام الشعب مصدر السلطات؛ فهو ايضا له حق إبداء الرأي - كأفراد أو مجموعات - في كيفية تسيير الدولة أو مرفق من مرافقها لزمن ما بين عمليتي الانتخابات، حيث أبدى رأيه في اختيار ممثليه عند الانتخابات ولا بد من متابعة كيفية أدائهم وما يقدمونه في مجال عملهم داخل المؤسسات التي كلفوا دستوريا وقانونيا بالعمل لهدفه.

2 - إن حرية التعبير تهيئ للمواطن حق المشاركة في متابعة تسيير الدولة وتنفيذ السياسات ومتابعة البرامج الحكومية تخطيطا وتنفيذا.

3 - حرية التعبير تعني افساح المجال للإعلام في كشف الحقائق أو تقديم المعلومات التي تساهم في بلورة اتجاهات الرأي العام في قضية معينة أو قضايا مختلفة في السياسات الداخلية أو الخارجية.

4 - تسمح للجمهور في الاعتراض على سياسة معينة أو عدم تنفيذ منهاج أو مواجهة اخطار غير منظورة من قبل الحكومة وتقديم وجهات النظر عن هذه المخاطر، الآنية أو المستقبلية.

5 - تمكن الناس من معرفة ما يحيط بهم، وما يجري في وطنهم والعالم.

6 - تكون امكانية مناقشة ما يدور من تشريعات في البرلمان أو اتخاذ القرارات أو وضع السياسات لدى الحكومة.

7- سماع صوت الاقليات أو المجموعات الضعيفة في المجتمع كذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن.

8- منع احتكار وسائل الاعلام أو تكوين توجهات إعلامية متشابهة.

كل ذلك يستلزم تداول وانسيابية تدفق المعلومات وحرية نقاشها والحوار بشأنها.

 لذلك كان الاهتمام بحق ممارسة حرية التعبير التي قد تم النص عليه في المواثيق الدولية

الإعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة 19

 المادة 19.

لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.

ب - العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 الذي وقع عليه العراق سنة 1971 - المادة 19

  1. لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة.
  2. لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
  3. تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية:

(أ) لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم،

(ب) لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.

تقييد حرية التعبير

لقد اوردت المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حق وضع قيود على حق حرية التعبير في حالات معينة وهي:

- حماية الامن الوطني في حالة تعرضه للخطر

- النظام العام

- الصحة

- احترام سمعة الاخرين وخصوصياتهم

 في نفس الوقت لا بد من الانتباه إلى أن القانون الدولي يعتبر أن القاعدة هي حماية ممارسة الحق في حرية التعبير والاستثناء هو التقييد ولا بد من وجود شروط لهذا التقييد وهي: -

1- وجود نص في القانون للتقييد، لكي يعرف الناس ما هو المسموح أو المحرم.

2- وجود غاية مشروعة ومبررة للتقييد.

3- وجود ضرورة للقيد.

 من أجل تلافي السماح للإدارات الحكومية عند تطبيق القوانين من التأويل أو تحكيم المزاج للموظف مما يؤدي إلى تفسيرات متنوعة قد تضعف ممارسة الحق وحرية التعبير، يجب أن تكون القوانين عند تشريعها واضحة للإدارات أو الجمهور بعيدا عن: -

- المزاج

- التأويل

- التفسير الاداري

 المشروع الحالي لقانون حرية التعبير عن الرأي والملاحظات حوله

ابتداء لا بد لنا أن نقول إن مشروع القانون قد تم تصميمه في أجواء التظاهرات المتصاعدة سنة 2011 أي في مناخ الأزمة الاحتجاجية نتيجة انعدام الخدمات والدعوة لإلغاء التقاعد الخاص بالبرلمانيين 2013، ويبدو أنه لم يكن في نية الحكومة تقديم مشروع قانون يحمي الحق، بل أرادت حماية نفسها من الاحتجاج على عدم تقديمها ما يتوجب عليها من واجبات خدمية، أو عدالة اجتماعية في الامتيازات للإدارات العليا في الدولة والمسؤولين الكبار.

 لذلك جاء محاولا تقليص ممارسة الحق خلافا لأصل الحق وتنظيم ممارسته في مواد عديدة منها:

أولا: - عند قراءة الفصل الأول المادة 1 فقرة أولا بخصوص التعاريف والأهداف نجد النص يصر على تقليص حق حرية التعبير والتظاهر أو التجمع على العراقي فقط بعنوان (المواطن) أي أن العمال الأجانب لا يحق لهم حسب مشروع القانون ممارسة حق حرية التعبير، لذلك نحن ندعو ان يكون حق للإنسان (الشخص).

ثانيا: - في نفس المادة 1 فقرة خامسا يعرف (التظاهر السلمي: تجمع عدد محدود من المواطنين للتعبير عن آرائهم أو المطالبة بحقوقهم التي كفلها (القانون)!!! لكننا نقول إن الدستور كفل للعراقيين حقوقا اراد المشروع ان يحدد التظاهر استعمال حق التظاهر السلمي بعيدا عن المطالبة بالحقوق الدستورية مع أن الدستور هو القانون الأعلى.

كذلك نجد نفس النص في المادة 10 التي تصر على عبارة (كفلها القانون)

 ثالثا: - تنص المادة 4 من المشروع على (يكفل هذا القانون حرية البحث العلمي من خلال إجراء التجارب العلمية واستخدام الوسائل والشروط الضرورية للبحث ...... كما يكفل النشر الحر لنتاجات الانشطة العملية).

إننا نتساءل أين حرية البحوث في مجالات الفكر والعلوم الانسانية وعلوم الاجتماع.. وغيرها؟

 رابعا: - تنص المادة 5 فقرة ثانيا على (الطعن في الأديان والمذاهب والطوائف والمعتقدات والانتقاص من شأنها أو من شأن معتنقيها).

إن هذا التعبير (الطعن والانتقاص) بالأديان حسب اعتقادنا يعتبر غامضا وقد تكون اي مناقشة أو مقالة او بحث تاريخي تعني وتفسر على أنها (الطعن والانتقاص).

خامسا: - تنص المادة 7 من المشروع على شروط للقيام بالاجتماعات العامة أو التظاهر

- الحصول على الاذن المسبق

- الفترة قبل 5 ايام

- اسماء اعضاء اللجنة المنظمة

ما دام المعيار العالمي يشترط تقديم طلب للإبلاغ، لذلك ما زالت الاعتراضات على هذه المادة متواصلة منذ إحالة المشروع إلى البرلمان وخلال مناقشة الدورات الانتخابية الخمسة بما فيها الدورة الحالية.

إننا ندعو ونصر على ان يكون تقديم الطلب على أساس الإخطار والتبليغ للسلطات الادارية وليس أخذ أذن أو تصريح. فإن استحصال الموافقة أو الاذن ينفي ممارسة الحق بحرية بعد ذلك تكون ممارسة الحق بتحكم الادارات الحكومية خلاف أصل الحق باعتباره للجمهور ذاته وليس للإدارات بل يفترض ان تكون حامية لممارسة الحق.

سادسا: - أما المادة 8 تنص فقرة ثانيا على (لا يجوز عقد اجتماع في الطرق العامة)

ثالثا (لا يجوز ان يمتد الاجتماع العام لما بعد الساعة العاشرة ليلا)

اما في المادة 10 ثانيا فقد نصت (لا يجوز تنظيم التظاهرات قبل الساعة السابعة صباحا).

بمعنى تحكم الادارة بالتوقيت الذي تطلبه اللجنة، ومنعها التظاهر بعد العاشرة ليلا وقبل السابعة صباحا.

 سابعا: - المادة 13 التي تضم 6 فقرات جاءت لحماية الطقوس والافكار الدينية دون النظر إلى الحق الاصلي وهو حق حرية التعبير والتظاهر السلمي والبحث في مراكز الدراسات والجامعات حيث يفترض ان يكون مشروع القانون قد كتب ليحمي ممارسة حرية التعبير عموما وليس تقييدها بغير ضرورة التقييد أو الالتجاء إلى قيد مشروع لغاية في جوهر الحق.

لذلك نجد سلسلة العقوبات بالحبس أو الغرامات على كل من (اعتدى بطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية) (تعمد التشويش على اقامة شعائر دينية) (خرب أو أتلف أو شوه أو دنس بناءً معدا لإقامة شعائر دينية، أو رمزا أو شيئا آخر له حرمة دينية) (أهان علنا نسكا أو رمزا أو شخصا موضع تقديس وتمجيد أو احترام لدى طائفة دينية).

ونشير هنا ان المجتمعات عبر تاريخها الطويل تنتج العلماء والأدباء والشخصيات ذات شأن سياسي أو علمي أو اجتماعي، لم يشر لها مشروع القانون بل ثبت في نصوصه الرموز الدينية وطقوسها ومناسكها ...

ثامنا: - أضيفت للمشروع خلال نصوص لم تكن سابقا محالة إلى البرلمان من الحكومة)لرئيس مجلس الوزراء ولمقتضيات المصلحة العامة أو الأمن القومي منع اي اجتماع عام او تظاهرة سلمية وان كان بها اخطار مسبق(

تاسعا: - نصت المادة 14 (يطبق قانون العقوبات رقم 111لسنة 1969 فيما لم يرد فيه نص خاص في هذا القانون).

عاشرا: - يعتبر الاعتصام شكلا من أشكال حرية التعبير عن الرأي المنصوص عليها في المواثيق الدولية لكن المشروع قد أهمل ذكر هذا الحق فيه.

 لذلك كله نجد أن هذه النقاط قد تم الاعتراض عليها مع نقاط أخرى، وما زال الكثير من الناشطين والمتخصصين في حقوق الانسان يعتقدون ان هذا المشروع قد قيد وقلص احترام ممارسة الحق على حساب التخوفات الحكومية من التظاهرات وإبداء حرية الرأي كما ضمنتها الوثائق الدولية والدستور بحد ذاته.

 علما ان هذه النصوص التي تقيد أصل الحق وممارسته لدى الإعلام والناشطين وغيرهم تعتبر مخالفة للدستور خاصة المادة 38 بالذات منه.

 المادة 38

تكفل الدولة وبما لا يخل بالنظام العام والآداب:

أولا. حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.

ثانيا. حرية الصحافة والطباعة والإعلان والاعلام والنشر.

ثالثا. حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون.

 الاستنتاج: - من كل ذلك نستنتج أن المشروع محاولة لتقليص استعمال وممارسة حق التعبير عن الرأي بكل أشكاله المعترف بها حسب الدستور العراقي والمواثيق الدولية.

ـــــــــــــــــ

* ناشط في حقوق الانسان

************************** 

السودان: جرد حساب مائة يوم من الحرب العبثية

فتحي الفضل *

بعد مرور مائة يوم على اندلاع هذه الحرب العبثية، نلاحظ صدور ما يفوق المائة من البيانات من قبل القوى الحية ولا سيما الحزب الشيوعي (مركز وفروع في الداخل والخارج)، تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة والأقاليم، تحالف التغيير الجذري، الاتحاد النسائي، العديد من منظمات المجتمع المدني (بما فيها تنظيمات قطاعية متخصصة). كما أصدرت بعض القوى السياسية والأحزاب بيانات معادية للحرب تشجب تداعياتها. وإن اختلفت منطلقات وبيانات هذه القوى فى درجة اقترابها أو ابتعادها من موقف التغيير الجذري، إلاّ أنها فى نهاية الأمر بيانات ومواقف معاديه للحرب؛ بينما لم تصدر بيانات مماثلة من اتحاد الشباب أو لجنة الشباب أو الجبهة الديمقراطية للطلاب أو منظمات عمالية أو اتحادات المزارعين.

 كل المنظمات والأحزاب والكيانات التي أصدرت هذه البيانات لها تجارب واسعة ومختلفة وتراث ومخزون ثوري وديمقراطي في العمل التعبوي والتنظيمي. لكن، باستثناءات قليلة، لم تشهد المائة يوم عملا جماهيريا قاعديا ضد الحرب. ومع كل التقدير لجماهير العاصمة التي افتقدت كوادرها المدربة ومدن دارفور التي تعيش مخاطر الحرب وتداعياتها القاسية، نجد أن الطلائع قد انخرطت في عمل إنساني بطولي لتخفيف آثار الحرب الكارثية وما زالت مستمرة في نشاطها.

واضح إن هذه البدايات قد أثمرت، حيث استطاع بعض الشباب وسكان بعض الإحياء الخروج وتحدي الفرق المسلحة المختلفة، سواء كانت مليشيا الدعم السريع أو مجموعات عَقّار، وهى تدافع عن حقوقها وتطالب بإيقاف التعدي على المواطنين العزل، الأمثلة على ذلك؛ الحلفايا والقضارف... إلخ.

أيضا، نلاحظ ضعف التضامن مع هذا العمل البطولي من أبناء وبنات إحياء بعينها، خاصة بعض؛ إحياء بحري وأمدرمان ومدن داخل السودان وجاليات في الخارج. لا يخفى أن المجتمعين الدولي والإقليمي ما زالوا بعيدين في ما يخص مسألة العون الإنساني أو فتح الممرات أو إيجاد هدن ووقف إطلاق نار تستفيد منه الجماهير، حيث إن مسؤولية حماية الحق في الحياة هو مسؤولية دولية وإقليمية في المقام الأول. لكن يبدو أن هذا الضعف في دور المجتمعين الدولي والإقليمي يأتي من نزوعهم نحو فتح حوار مع طرفي الحرب والمسؤولين عنها بدلا عن التوجه إلى المجتمع السوداني والقوى المدنية التي تتحمل، وحدها، مسؤولية عدم وحدتها.

يهمنا الإشارة، في هذا السياق، إلى الوضع في بعض المدن الأخرى مثل مدني وعطبرة وبورتسودان وكوستي حيث كان من المتوقع ومن الممكن أن تتحرك المنظمات والأحزاب - والقوى الحية - لتعبئة وتنظيم الجماهير في أي شكل جبهوي عريض ضد الحرب حسب ظروف وإمكانية كل مدينة. البداية قد تكون متواضعة برفع الإعلام البيضاء، “الدعوة للسلام”، اللافتات المنددة بالحرب، وصولا للتظاهر والإضراب. بجانب ذلك وقبله رفع رايات التضامن مع جماهير العاصمة ومدن دارفور وكردفان المكلومة.

 السؤال لماذا خرجت الجماهير بشكل رائع ومنظم عقب انقلاب 25 أكتوبر تحت اللاءات الثلاثة واستطاعت، عبر مواثيقها، أن تهزم الانقلاب وتفرض على القوى السياسية المترددة الوقوف خلف ستار لا شراكة لا تفاوض لا شرعية؟ السبب قد يكمن في صدمة الحرب وعدم استعداد وتوقع قيادات القوى الحية لاندلاعها، وبالتالي ارتباكها إمام سيناريو الحرب الكارثية. لكن بعد مرور ما يزيد عن مائة يوم، غير مبرر وغير مقبول أن تقف القوى الحية - جذرية وغيرها - بعيدة عن العمل الدؤوب والصبور لبناء حراك جماهيري عريض ضد الحرب ومن أجل استرداد السلام والمضي قدما لتضميد جراح الجماهير وبناء ثقتها في مقدراتها والتحول التدريجي لانتزاع حقوقها الاقتصادية والسياسية، وفي مقدمتها حقها فى الحياة والأمن والأمان وسيادة القانون.

ويبدو أن القوى الحية لازالت بعيدة عن إدراك جوهر أسباب الفشل الذي صاحب الثورة في موجتها الأولى. فعلى الرغم من نجاح الجماهير المنظمة عبر حراكها ومواثيقها في هز أركان النظام وخلع رأسه، فإن ذلك الانتصار لم يطول، إذ سرعان ما تمكنت القوى المعادية للثورة والقوى المترددة والمساومة في “قوى الحرية والتغيير” (قحت) من هزيمة مشروع الثورة الوليدة وإفراغ البرامج المتفق عليها من مضمونها الثوري وترسيخ سيادة وتحكم التحالف المدني العسكري المدعوم عالميا وإقليميا.

السبب الرئيسي خلف تلك الهزيمة المؤقتة، يكمن في أن القوى التي تصدت لقيادة الحراك الجماهيري لم تكن تمثل القوى القاعدية التي ملأت الشوارع، وإن القوى الحية لم تكن موحدة بالدرجة التي تسمح لها بمنازلة وهزيمة القوى المضادة للثورة، وهذا هو الحال الآن. تجب الإشارة هنا إلى أن طلائع هذه القوى تتحمل المسؤولية عن إحباط الحراك الشعبي وعودة اللجنة الأمنية وتحالفها للحكم .

الضعف الحالي للحراك الجماهيري، رغم ظروف الحرب الكارثية، يمكن ربطه بخروج الآلاف من الكوادر إلى الخارج كما حدث خلال تجربة تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار. ولا سبيل امام القوى الحية إلاّ بأن تشرع فى تنظيم صفوفها وقواعدها وتحسس مواقعها ورسم الطرق للتقدم إلى الأمام من أجل بناء حركة جماهيرية واسعة ومنظمة.

حسب تجارب القوى الحية يبدو من المهم ضرورة بداية بناء واستنهاض العمل الجماهيري من القواعد في الإحياء. إذ في ظل الحرب وتوقف دولاب العمل في المدن لا بديل سوى العمل في الإحياء. وهذا ينطبق على المواقع في المدن كافة، علما باختلاف ما يمكن عمله في العاصمة أو الأبيض تحت ظروف الحرب وما يمكن القيام به في عطبرة وبربر وكريمة وبورتسودان.

الدعوة للعمل والنشاط والنضال تبدأ بالخطوة الأولى الأسهل في البيت والحارة والحي، وتتوسع وتتمدد وتصل إلى الإحياء القريبة إلى أن تضم المدينة والمنطقة. هذا التحرك يستدعي العمل الدؤوب والصبور من قبل الطلائع القيادية والمبرزين من القواعد. وليسأل كل منا نفسه ماذا قدم في المائة يوم الماضية؟ وما هو واجبة في الأيام والأسابيع القادمة لوقف الحرب وبناء الأداة الجماهيرية والوعاء الواسع للتقدم ولجم وهزيمة أعدائها من الفلول وتجار الحروب والجنرالات والمليشيات، والتقدم والجسارة لبناء الجبهة، وعبرها، إطفاء فتيل الحرب وتحقيق السلام المستدام وبناء سلطه الشعب في الحكم المدني الديمقراطي الكامل.

ـــــــــــــــــ

* عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني والناطق الرسمي بإسمه

***************************

 الصفحة الثامنة

السلطة التشريعية

ودورها الرقابي

سعد العوفي

إن الاهتمام بموضوع الرقابة البرلمانية في العالم المعاصر من حقيقة مفادها أن الرقابة إحدى المهام الجوهرية للمجالس النيابية إلى جانب الوظيفة الرئيسية التشريع، وقد تختلف الرقابة البرلمانية من نظام سياسي إلى آخر، والعراق كغيره من الدول فأن الرقابة البرلمانية التي يجب أن يمارسها أعضاء مجلس النواب وفق ما نصت عليه الفقرة (ثانياً) من المادة (61) الدستور العراقي لعام (2005) تكاد ان تكون مُعدمة وهذا ما يُشير إليه الواقع وبمختلف الخدمات وأبسطها التي تُعتبر من مُقومات العيش الطبيعي لدى الكثير من البلدان في العالم منها:  الأمن، الصحة، التعليم، وغيرها من الخدمات والمُقومات التي تغاضَى عنها المجتمع العراقي بسبب عدم تشخيص من هي الأولى .نعم هناك بساطة كبيرة في المطالب بالنسبة للمجتمع العراقي الذي أضحى مفتقرًا لأبسط الامور التي تتمتع بها المجتمعات في دول المنطقة والعالم بأسره.

إن النظام السياسي الحاكم والذي شُكل بطريقة منظمة وفق معايير وأسس وضعتها طبيعة تركيبة التحاصص” المقيت والذي خُطط له وفق معطيات” ومتبنيات عرقية، طائفية، حزبية، كتلوية تخدم أعداء العراق بشكل مباشر، نعم لذلك قد يكون الجوهر الرقابي في السلطة التشريعية غائبا بسبب تلك الخارطة التي تنتج “سلطتين” في آن واحد يخرق الثاني العدالة والقانون ويقوم الطرف الأول بغض البصر عنه تلافيًا لخرق الاتفاقات السياسية التي بُنيت على أرضية خصبة نتيجة الثقافات الشائعة وسط المجتمع بشكل كبير منها ثقافة الدفاع عن السلطة التنفيذية من قبل الأفراد الذين نظموا أنفسهم مقابل منافع شخصية للدفاع عن تلك السلطة رغم عيشهم الذي لا يتناسب مع موقع البلاد وخيراتها!

في دول عديدة ومتنوعة قد تتبنى الشعوب دور الرقابة بأمانة واخلاص وهذا يُعد من الثقافات التي تنتج حكومات تنموية تهتم بشؤون المواطن وترعى خدمته وتُضافر جهودها لتحقيق العيش الكريم له ولمن حوله. نعم تلك الشعوب التي تنتهج ثقافة “الصراحة” والمُجابهة مع المُقصرين ولا تمتثل لأوامر تخرق العدالة الاجتماعية وتؤسس جماعات ترعى مصالح رؤوس سياسية، واجتماعية، ودينية لأنها وضعت مبادئ أساسية من أولوياتها أنها تُقدم ولائها لأوطانها على القبلية، المذهبية، القومية، وغيرها.

نصت المادة (61) الفقرة (ج) على الآتي (لعضو مجلس النواب وبموافقة خمسة وعشرين عضواً توجيه استجواب إلى رئيس مجلس الوزراء أو الوزراء لمحاسبتهم في الشؤون التي تدخل في اختصاصهم ولا تجري المناقشة في الاستجواب الا بعد سبعة أيام في الاقل من تقديمه). هنا نبين الخرق القانوني والتغاضي الواضح عن ابسط واجبات السلطة التشريعية التي أضحت شبه المراقب(الصامت) أمام الحليف الطبيعي لها في النظام السياسي العراقي الذي يكاد يخلو من تطبيق بنود الدستور واولوياتهِ تجاه الحكومات المتعاقبة التي ألقي على عاتقها إدارة البلاد باتفاق مُتقن مع السلطة المراقبة لأعمالها بصمتٍ رهيب!

نؤكد ان ما يتمُ التطرقُ أليه الهدف الأول منه والمُبتغى الحقيقي وراءهُ هو التوعية السياسية للمطالبة في حقوق الشعب وفق الدستور والقوانين التي تُعد منهجًا أساسيًا لكافة الأفراد وخارطة مرسومة يجب العمل بها خدمة للبلاد وشعبها، كذلك نصت المادة 66 (تتكون السلطة التنفيذية الاتحادية من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، تمارس صلاحياتها وفقاً للدستور والقانون (.

 هنا يجب أن يعي المجتمع الدولي ان ما ينصُ عليهِ الدستور ويتبناه القانون أصبح في نسيانٍ مُطلق لدى السلطة التنفيذية فهي تعتمد على معايير اقصائية في المؤسسات التابعة لها، إذ أن النص الذي أجاز للسلطة التنفيذية ممارسة الصلاحيات وفق الدستور، انحصر في مجموعة كبيرة وأذرع للأحزاب في السلطة التنفيذية، بل أضحى الأمر خارجا عن النصوص القانونية بشكل كبير، حيث اعتمدت السلطة التنفيذية على الميول والتبعية للأحزاب التي أنتجت الحكومة التي تُمثل السلطة التنفيذية وتناست الدور المهم في تنمية الاقتصاد والصحة والتعليم، وما هي الأسس الحقيقية في اختيار شخوص تتمتع بالكفاءة و النزاهة و الشجاعة لإدارة تلك المؤسسات المهمة، نعم هذا الواقع المأساوي والمؤلم الذي ينتج الاختلال في التوازن المؤسساتي والفساد الاداري والمالي بحكم الاختيار الهزيل والاعوجاج القائم لدى السلطة التنفيذية .

يُعول الوطنيون على السلطة القضائية التي تُمثل العدالة وترعى تطبيق القانون بحذافيرهِ في أخذ زمام المبادرة والتصدي للخروقات الانسانية والقانونية كما عهدها الجميع وتشخيص الأخطاء الناتجة عن الخلل الكارثي في السلطة التنفيذية، ويأمل الأحرار في ربوع العراق العظيم أن تزداد فرص عمل المؤسسات الرقابية للحد من ظاهرة الفساد الاداري والمالي وتقنين الهدر بالمال العام خدمة للعراق وشعبهِ المظلوم.

************************ 

الإطلاق الدستوري

 لا يقيده القانون

خليل إبراهيم العبيدي

لم يبخل القانون الدستوري على دارسيه إلا وحدد لهم أن الإطلاق الدستوري، يعني التحريم على المشرع وضع قواعد التقييد، وهذا ما ينطبق على أولا من المادة 38 من الدستور النافذ، إذا جاء بها ما يفيد الإطلاق، حيث نصت، على، حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل. ولم تكن كل من الفقرة ثانيا وثالثا من المادة أعلاه إلا شرحا قاصرا لمعنى كل الوسائل، فقد ورد في الفقرة ثالثا، حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، ولم تشر للاعتصام السلمي، الذي أطلقت السماح به الفقرة اولا. تحت عبارة بكل الوسائل، وهذا ما تغافلت عنه السلطة التنفيذية عندا ادعت وزارة الداخلية أن الاعتصام ليس بحرية متاحة دستوريا، وهذا هو الجهل بقواعد القانون الدستوري، هذا وقد أطلقت المادة 38 في مقدمتها مفاهيم غامضة لا يألفها الفقه الدستوري حيث جاء فيها، تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب، حرية كذا وكذا.

أن هذا الإطلاق لتلك المفاهيم، أو ربما غدا بما لا يتعارض مع العادات والتقاليد و، و، و، وهذه كلها عناوين بحاجة إلى تحديد كي لا تتيح للسلطات كما تفعل اليوم وهي مقبلة على تشريع قانون حرية التعبير والمعلوماتية.

أردنا بهذه المقدمة أن نقول إن الاعتصام الذي لجأ إليه ثوار تشرين لم يكن تصرفا مخالفا للدستور، سيما وأنه كان سلميا بامتياز، وكانت فيه الشبيبة العراقية متحضرة وأقامت كما رأيناها أحسن العلاقات الودية مع قوى الأمن الرسمية، وهذا ما كان مدعاة قلق لما أطلق عليه جهات مجهولة، التي لجأت لوأد الانتفاضة بقوة السلاح. وما قانون حرية التعبير والمعلوماتية موضوع التشريع اليوم إلا وسيلة لتفسير الدستور لصالح ما يدور.  وأننا ندعو المشرع أن يفسر بلغة القانون المادة 38 بما يلغي الألفاظ العامة ويحدد معاني الحرية بكل درجاتها تحديدا فنيا دقيقا، لا يخضع للتأويل أو التفسير، ولا يمهد للتعديل، لأن قوة القانون تكمن في المضامين الواضحة، ونأمل ألا يكون التشريع الجديد إلا لصالح التعبير السلمي الرصين، خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين، وان لا يوفر وسائل قمع كتلك التي قمعت ثورة تشرين....

************************ 

هل المعلمون راضون عن نقابتهم؟

سلام السوداني

تأسست نقابة المعلمين العراقيين عام 1958 وسعت منذ تأسيسها لتثبيت اركان قوانينها الداخلية لتحقيق الأهداف المنشودة والتي خصت كل ما يشمل التربية والتعليم حيث شرعت بوضع صندوق الاعالة للمعلمين في حالة العجز عن أداء المهنة او في حالة المرض او الحادث الفجائي او اذا احيل المعلم على التقاعد وليس لديه مورد غير راتبه التقاعدي القليل، حيث قامت النقابة في 13 تشرين الثاني عام 1965 بإنشاء صندوق خاص للمعلمين والمصابين بأمراض الشلل والامراض المستعصية عن طريق تخصيص منحة قدرها (1000) دينار من صندوق ضمان النقابة، وكذلك توفير السكن للمعلمين حيث وضعت نصب عينها هدف بالغ الأهمية تمثل في ضرورة إسكان المعلمين، حيث تم توزيع 600 قطعة ارض للمدرسين كما عمدت النقابة الى تأسيس جمعية بناء المساكن التعاونية المحدودة لنقابة المعلمين وتم توزيع الأراضي في المنصور والوزيرية والكاظمية ومناطق أخرى واستمرت الجمعية بتوزيع الأراضي على المعلمين في عدد من المحافظات.

كما لعبت دورا مهما في مكافحة الامية منذ سنة 1959- 1979، وكانت تتعاون مع وزارة التربية في هذا المجال إضافة الى إصدارها مجلة “المعلم الجديد” في توعية وتثقيف للمعلمين.

السؤال المطروح امام نقابة المعلمين ومجلس النقابة عن دورها الآن في المطالبة بحقوق المعلمين، حيث من المفروض ان يعمد نقيبها السوداني بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووضع مطالب وحقوق المعلمين امامه، من حيث توفير السكن اللائق وتوزيع الأراضي السكنية او بناء مجمعات عمودية تساهم بها الدولة عن طريق القروض والسلف بعيدا عن الروتين، ووضع التسهيلات امامهم، وتوفير العلاجات للمعلمين المصابين بالامراض المزمنة بإنشاء مستشفى خاص بهم وبعوائلهم.

ان زيارة النقيب الى رئيس الوزراء ضرورة حتمية للمطالبة بتحقيق تلك المطالب.

ومن خلال استقراء بسيط عن رضا المعلمين عن نقابتهم، فكان الجواب مع الأسف بعدم الرضا والمطالب ببذل جهود كبيرة والضغط على الجهات صاحبة القرار لأن جماهير المعلمين يستحقون الحياة الكريمة، فلا تقدم وتطور من دون رضا المعلم عن مهنته فهو العمود الفقري والاساسي للعملية التربوية والتعليمية.

نقول .. انصفوا المعلمين..

************************* 

مشاهداتي واطلاعي على الاوضاع العامة في اوربا الشرقية

طارق العبودي

من يطلع على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في دول اوربا الشرقية الآن .... يلاحظ حالات الغلاء والعوز والفقر والبطالة وارتفاع نسبة الضرائب.......

بسبب سياسة الخصخصة التي اعتمدتها الحكومات التي جاءت بعد سقوط الانظمة الاشتراكية في سنة ١٩٩١ والتوجه نحو سياسة اقتصاد السوق وانتهاج الليبرالية المنفلتة التي أدت إلى هيمنة مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال على أغلب المفاصل الانتاجية الحيوية من المعامل والمصانع في البلد.

وفقدت الدولة سيطرتها وادارتها لتلك المنشآت المهمة مما أدى إلى تسريح أعداد كثيره من العمال بحيث خلقوا جيشا من العاطلين، وهذا أدى إلى شيوع ظاهرة الفساد والرشوة والفوضى المجتمعية مما دفع الكثيرين من الشباب للهجرة خارج بلدانهم طلباً للعمل. 

وعندما تلتقي بمجموعة من المواطنين هناك وتتحاور معهم حول طبيعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي تلاحظ مدى الاستياء والتذمر والألم والحسرة على ما هم عليه الآن مقارنة بما كانوا عليه سابقاً من وجود نقص في الخدمات والحقوق قياساً بما كانت توفرها لهم الانظمة الاشتراكية السابقة وتشعر بأنهم يحنون اليها ويتمنون عودة ذلك النظام.

هذه الصورة وهذا الوضع المؤلم هو نتاج سيطرة الاحزاب الليبرالية واليمينية المتطرفة.

 تلاحظ عند إجراء الانتخابات البرلمانية في هذه البلدان ينشط دور الاعلام الغربي ويوظف كل امكانياته من دعاية وترويج ودعم لصالح هذه الاحزاب ويحاولون استمالة البعض من العناصر المهمة وشراء ذمم البعض لصالح أحزاب اليمين بحيث استطاعوا أن يحرموا الأحزاب الشيوعية واليسارية من أن تحصل على أصوات عالية وابعادها من قيادة السلطة.

وتتحمل الأحزاب الشيوعية وأحزاب اليسار جزءا كبيرا من هذه الخسارة ومن هذا الوضع بسبب تأثر وانحياز البعض منهم وبالأخص الكوادر المتقدمة بالدعاية الغربية وتقويض الديمقراطية داخل أحزابهم وفي صفوف المجتمع وشعور أحزاب اليسار بحالة الاحباط واليأس وفقدان الأمل بعودتهم إلى قيادة السلطة وابتعادهم عن التشاور والتحاور فيما بينهم..... والابتعاد عن التحالف مع اشقائهم من الاحزاب الشيوعية واليسارية في دول اوربا الشرقية للاستفادة من تجارب الآخرين، لا بل أدى هذا الاعلام الغربي الموجة والدعاية المسمومة للقوى الامبريالية إلى دق إسفين من العداء بين شعوب هذه الدول مما ادى إلى الاقتتال فيما بينهم كما حدث بين اذربيجان وارمينيا وبين روسيا واوكرانيا وبين صربيا والبوسنة وانضمام أغلبهم إلى دول الاتحاد الاوربي والانصياع إلى إملاءات الاتحاد وتنفيذها والالتزام بها. 

فهل تعيد الاحزاب الشيوعية واليسارية في أوربا الشرقية حساباتها وتعيد قراءة هذه التجربة بروح نقدية وعلمية والقيام بجملة إصلاحات داخل أحزابهم ويتحاورون للوصول إلى صيغة عمل مشترك يستطيعون من خلالها إعادة نشاطهم ومكانتهم السياسية التي فقدوها؟ بعد ان ذاقوا مساوئ وويلات الرأسمالية وسياستها الظالمة والمتوحشة.

************************

 الصفحة التاسعة

نجلة عماد تحرز ذهبية تنس الطاولة ببطولة كوريا الجنوبية

سيؤول ـ وكالات

حصدت العراقية نجلة عماد أمس السبت، ذهبية تنس الطاولة ببطولة كوريا الجنوبية الدولية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 بعد فوزها الساحق على منافستها الفرنسية (3-0)، بنقاط (11-4)، (11-8)، (11-4).

ونجحت البطلة العراقية في التأهل لنهائيات بارالمبياد باريس.

وتمكنت نجلة من رد الاعتبار، والفوز على منافستها التي سبق لها التفوق بدور المجموعات.

وينتظر أن تضيف نجلة عماد، ميدالية أخرى عندما تشارك بمنافسات الزوجي والمختلط المقرر انطلاقها صباح اليوم الأحد.

ويشرف على تدريب اللاعبة العراقية، المدرب محمد الدوري، الذي نجح في تحضير اللاعبة بصورة مميزة، بعد عدة معسكرات داخلية ببغداد وخارجية قبل التوجه إلى كوريا الجنوبية. يذكر أن نجلة عماد، سبق لها إحراز الميدالية الذهبية لبطولة الصين تايبيه، التي جرت في آيار الماضي.

 **************************

الاخفاق في الدورة الرياضية العربية.. مسؤولية من؟

منعم جابر

يعتبر المجال الرياضي العربي حيزا مهما لرياضتنا لأنه يعكس المستوى الحقيقي لرياضتنا، وشهدت البلدان العربية تطورا واضحا في قدراتها الرياضية العالية، يقابله تراجع وفشل عراقي في مختلف الألعاب والرياضات، عدا لعبة المصارعة، حيث قدم المصارعون نتائج مميزة، وقد حلّت الرياضة العراقية في التسلسل التاسع بين 22 بلداً عربياً مشاركا في الدورة! وهذا الموقع لا يتناسب مع التاريخ الرياضي للمشاركات العراقية السابقة في الدورات الرياضية العربية.

ماذا حقق أبطال الرياضة في الدورات العربية السابقة؟

لقد حصل رياضيو العراق في الدورات العربية الثلاث التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري على مجموعة من الأوسمة منها الذهبية في العاب ومنافسات الرماية والتجديف والعاب القوى والاثقال والملاكمة والقوس والسهم والشطرنج. وهذه الميداليات اختفت في هذه الدورة واكتفينا بما حققته لعبة المصارعة بست ميداليات ذهبية وأخرى يتيمة في فعالية رفع الاثقال.

إن هذا الواقع الرياضي يعكس فينا الكثير من الحذر والمخاوف بسبب السياسات والقرارات الخاطئة التي اتخذتها القيادة الأولمبية واتحاداتها الرياضية والتي سببت تراجعاً في الواقع الرياضي رغم التخصيصات المالية المقبولة والتحسن الملموس بالمنشآت الرياضية قياساً بما كان قائماً في الفترات السابقة. هنا يتطلب منا إعادة دراسة واقعنا الرياضي وما هي أسباب هذا التراجع؟

العراق بلد الشباب والرياضة

هل يصح أن بلدا يتمتع بواقع شبابي تتجاوز فيه نسبة الشباب 62% من مواطنيه يعاني من ضعف في حركة الشباب والرياضة بينما الواقع يقول غير ذلك ان قطاع الشباب يجب ان يحرك المجتمع نحو واقع رياضي متطور. لقد شارك رياضيو العراق من الجنسين بوفد قوامه 194 شخصاً من بين رياضي ومدرب واداري، وقد حققت الجزائر (البلد المنظم) 105 وساماً ذهبياً تلتها تونس ثم المغرب، علما ان هذه الفرق لم تشترك في كل ألعاب الدورة بل في جزء منها.

الرياضة النسوية ماذا حل بها؟

لقد سبقنا الكثير من البلدان العربية في مجال الرياضة النسوية منذ منتصف القرن الماضي، لكننا اليوم نجد تخلفاً وتراجعاً واضحاً قد حلّ بالرياضة النسوية رغم وجود بطلات وأكاديميات ومدربات في التربية الرياضية، إلا أن الواقع الرياضي النسوي بحاجة ماسة إلى معالجات ودراسات واهتمام استثنائي وقدرات قيادية قادرة على وضع الحلول المناسبة لرياضة المرأة.

أين الحل للواقع الرياضي المتخلف؟

على الرغم من العمر الرياضي للعراق لما يقرب من القرن، إلا اننا مازلنا نعيش تخلفاً رياضياً والسبب الأساس هو الحساسيات والمناكدات وسطوة الطارئين على العمل الرياضي وابتعاد المختصين والأكاديميين، إضافة إلى غياب القوانين الرياضية التي تبعد هؤلاء الطارئين عن قيادة المؤسسات الرياضية والحد من سطوتهم وكذلك محاربة الفساد الرياضي الذي أصبح مرضا مزمنا، لذا نؤكد على ضرورة إصدار تعليمات جديدة لا تسمح بالعمل الرياضي الا لدورتين فقط كحد أعلى لمحاربة الفساد المالي والإداري في المجال الرياضي وكذلك فتح الطريق أمام الخبرات والكفاءات الرياضية القادرة على انتشال الواقع الرياضي مما هو فيه.

وهنا نؤكد على أهمية الاستعداد الجيد لدورة الألعاب الآسيوية المقبلة التي تعد امتحانا جديدا للرياضة العراقية، فأين نحن من ذلك؟ سؤال مطروح امام المعنيين بالشأن الرياضي.

************************ 

كواليس الاجتماع الناري بين مبابي والخليفي

باريس ـ وكالات

بدأ كيليان مبابي حياة جديدة مع باريس سان جيرمان، بعدما اتفق الطرفان على استمرار اللاعب لحين إشعار آخر وحسم موقفه من التجديد.

وجاءت هذه الخطوة بعد فترات من الشد والجذب على مدار فترة الانتقالات الصيفية الحالية، واستبعاد اللاعب من الرحلة الآسيوية للنادي الفرنسي استعدادًا للموسم الجديد، وسط ترقب من ريال مدريد لما سيحدث.

صحيفة “ليكيب” الفرنسية كشفت عن تفاصيل الاجتماع الحاسم الذي جمع بين ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان وكيليان مبابي يوم 8 لآب الجاري لحسم القضية بشكل كامل.

وقالت الصحيفة إن النقاش كان محتدمًا بصورة واضحة، حيث قال الخليفي لمبابي في وجهه” سترى! لن تلعب مرة أخرى ولن نستسلم”.

ورد المهاجم البالغ من العمر 24 سنة على رئيس النادي قائلًا: “ ماذا سأرى؟ ستكون أنت الرئيس الوحيد الذي لن يسمح لي باللعب”.

يذكر أن مبابي سيشارك مع باريس بشكل طبيعي في الجولة الثانية من الدوري الفرنسي، والتي سيلعب فيها حامل اللقب اليوم، السبت، أمام تولوز.

************************* 

السفانة والأنيق يعززان صفوفهما استعدادا لدوري المحترفين

متابعة ـ طرق الشعب

تعاقدت إدارة نادي الميناء لكرة القدم، أمس السبت، مع مجموعة كبيرة من اللاعبين لتمثيل فريق الميناء في منافسات دوري المحترفين للموسم الكروي 2023-2024.

وجددت إدارة النادي، عقود اللاعبين، الحارس جعفر شنيشل، وعباس ياس، وحسن عودة، ومحمد خضير “حمد”، وحيدر سالم وحسام مالك (ككو) وسالم أحمد، بينما تعاقدت، مع اللاعب أحمد لفته “كوني” ليعزز القوة الهجومية للميناء، قادما من نادي نفط الوسط.

ومن جانب آخر، جدد الحارس دلوفان مهدي، الولاء لنادي الطلبة لموسم آخر، كما تعاقد النادي رسمياً مع اللاعب حسين عمار، والمدافع البرازيلي “روني فيرنانديز” الذي وقع رسمياً للنادي، في حين جدد علي فايز رسمياً للأنيق للموسم الثاني على التوالي.

**************************

نهائي مونديال السيدات.. إنكلترا وإسبانيا تبحثان عن التتويج الأول

متابعة ـ طريق الشعب

يصل مونديال 2023 للسيدات في كرة القدم إلى خاتمته السعيدة، اليوم الأحد، بمباراة نهائية يسعى من خلالها المنتخبان الإنكليزي والإسباني إلى حصد اللقب الأول في تاريخهما.

ويتوقع أن تغص مدرجات ملعب ستاديوم أستراليا في سيدني بـ 75 ألف متفرج، في نهائي أول مونديال يضم 32 منتخبا، مقابل 24 قبل أربع سنوات، وشهد تطاير المنتخبات المرشحة الواحد تلو الآخر.

وانحنت ألمانيا، بطلة 2003 و2007، في دور المجموعات، إلى جانب البرازيل، إيطاليا والبطلة الأولمبية كندا، ثم فجّرت السويد المفاجأة في ثمن النهائي عندما أقصت بركلات الترجيح الولايات المتحدة التي كانت تطمح إلى إحراز اللقب ثلاث مرات تواليا في سابقة تاريخية.

وبلغت منتخبات جنوب إفريقيا، جامايكا والمغرب ثمن النهائي للمرة الأولى، فيما تركت كولومبيا بصمة رائعة بعد وصولها إلى ربع النهائي حيث ودعت أمام إنكلترا 1-2.

وتؤشر انجازات المنتخبات التي كانت توصف بالمغمورة سابقا، إلى تقلص الفجوة مع المنتخبات الطليعية.

«قصة خيالية» لفيخمان

بعد حصد لقب كأس أوروبا، حضر المنتخب الإنكليزي بقيادة المدربة الهولندية، سارينا فيخمان، مرشحا لإحراز اللقب إلى جانب الولايات المتحدة.

لكن على غرار إسبانيا، لم تكن إنكلترا قد بلغت في تاريخها نهائي مونديال السيدات.

والتقى الفريقان في ربع نهائي كأس أوروبا العام الماضي، فتفوقت لبؤات فيخمان 2-1 في الوقت الإضافي، ثم تخطين ألمانيا في النهائي ليحرزن أول لقب كبير.

في تلك المناسبة، حصلت إنكلترا على دعم جماهيري كبير، خلافا للمشاركة الحالية.

وعلى الأرجح، سيقف الجمهور الأسترالي المضيف في النهائي، إلى جانب إسبانيا، ليختم نهائيات هي الأنجح على الصعيد الجماهيري في تاريخ البطولة.

وتملك فيخمان تشكيلة فاخرة، بيد أن كثيرين يعتبرون بأن مدربة المنتخب هي مصدر القوة الأساس لدى إنكلترا.

ورفعت فيخمان السقف عاليا، بعد إحرازها كأس أوروبا مع بلدها هولندا ثم تكرارها الإنجاز مع اللبؤات.

وتصفها لاعباتها بأنها هادئة لكن مباشرة، علما أنها قادت هولندا إلى نهائي كأس العالم قبل أربع سنوات حيث خسرت بهدفين دون رد أمام الولايات المتحدة.

والأربعاء، قالت ابنة الثالثة والخمسين بعد التفوق في نصف النهائي اعلى أستراليا المضيفة وجمهورها 3-1 “أن تبلغ النهائي كلاعب أو مدرب مرتين هو فرصة مميزة، لا أخذ أي شيء كأمر مسلم به، لكن يبدو الأمر كما لو أنني أعيش قصة خيالية أو شيء من هذا القبيل”.

وتحظى فيخمان باحترام كبير في بلدها الثاني، وهي تسعى للفوز باللقب للانضمام إلى السير، ألف رامسي، الذي قاد منتخب رجال إنكلترا إلى لقبهم الوحيد في كأس العالم عام 1966.

ومن جانبها، قالت قائدة المنتخب الإنكليزي، ميلي برايت، “سيخضن مباراة حياتهن، هذا حلم أصبح حقيقة”.

وتابعت “نعرف تماما مدى الشغف في بلادنا ورغبتهم بفوزنا، لكن بالنسبة لنا، هناك خطة للمباراة وعلنيا تنفيذها”.

«الاضطرابات» جعلت إسبانيا أقوى

تحدت إسبانيا الاضطرابات خارج الملعب لتصنع تاريخها الخاص، فقد خيمت على الاستعدادات خلافات مع 15 لاعبة رفضن اللعب مع المنتخب العام الماضي.

وتحمل المدرب، خورخي فيلدا، وشخصيته الصارمة الشكاوى الرئيسة، ورغم غياب 12 من 15 لاعبة، تقف لا روخا على أبواب اللقب الأول في تاريخها.

ولم تكن إنكلترا مثالية في بلوغ النهائي، واحتاجت لركلات الترجيح لتخطي نيجيريا في دور الـ 16، قبل أداء مقنع ضد كولومبيا وأستراليا.

لكن إسبانيا أيضا واجهت التحديات في هذه البطولة، ومُنيت بخسارة ساحقة أمام اليابان بطلة 2011 برباعية نظيفة في دور المجموعات، ثم تأهلت معها إلى ثمن النهائي.

وسحقت إسبانيا بعد ذلك سويسرا 5-1، وتخطت هولندا 2-1 بعد التمديد، ثم السويد 2-1 في الدقيقة قبل الأخيرة من نصف النهائي بهدف رائع لأولغا كارمونا.

وقال فيلدا إن الاضطرابات التي هددت الفريق “جعلتنا كلنا أقوى”، مضيفا “يمكننا الآن وضعها وراءنا والتفكير بأننا نستحق التواجد هنا”.

ويدل هذا الأمر على ثراء إسبانيا بلاعباتها ونجاح البديلات بتعويض غياب الممتعضات.

وبالإضافة لذلك، فان حاملة الكرة الذهبية مرتين، أليكسيا بوتياس، لم تشارك بما يكفي إثر معاناتها للتعافي من الإصابة.

وبدلا منها، فان صانعة اللاعب، أيتانا بونماتي، احدى اللاعبات الـ 15 المحتجات، قدمت أداء مبتكرا في الوسط ويتعين على لاعبات إنكلترا ايقافها.

يذكر ان السويد توجت بالمركز الثالث إثر تغلبها أمس السبت على أستراليا بهدفين دون رد بملعب ”سونكورب“ بمدينة بريزبن الأسترالية.

****************************

 الصفحة العاشرة

ديفيد هارفي حول أزمات العصر النيوليبرالي

معنى أن تكون اشتراكياً

أجرى اللقاء: محمد بزيع

كيفية استخدام التكنولوجيا هي ما يهم

-دعنا ننتقل للحديث عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يتحدث ماركس في الغروندريسة عن الأتمتة والتشغيل الآلي ودور الآلات والدور السائد لرأس المال الثابت، وبالفعل نرى اليوم أن الممتلكات الشخصية للناس يتم تحويلها إلى رأسمال. مثلا يتم تحويل سيارات الناس إلى رأس مال مع شركات مثل «أوبر» و«ليفت»، ويتم تحويل منازل الناس إلى رأسمال مع شركات مثل  Airbnb، وأيضاً مع التحول إلى العمل عن بعد والعمل من المنزل. ما الذي يعنيه ذلك فيما يتعلق بآليات تراكم رأس المال والرأسمالية اليوم؟

*هذا مثير للاهتمام. لنأخذ شركة Airbnb على سبيل المثال. قد يبدو الأمر مفيدا للأفراد ومساعدا لهم في البداية، قبل أن تتحول إلى شركة كبيرة. وعندما تصبح شركة كبيرة، فإن الأشخاص الذين يؤجّرون ملكياتهم يفقدون فعلياً جزءا كبيرا من أصولهم. والأمر نفسه ينطبق على حالة أوبر. قد يكون الأمر مفيداً لمشغّل صغير وقد يساعده ذلك، لكن الأمر يتحول تدريجياً لصالح رأس المال الكبير، وإلى رسملة العملية. هذه إحدى الأمور المدهشة التي تحصل في لحظتنا الحالية. من المستحيل تقريبا لأي شخص أن يفعل أي شيء من دون أن يتم الاستحواذ عليه وتجريده منه في مرحلة ما. ولهذا السبب أعود مرة أخرى إلى «التراكم بالتجريد من الملكية»، لأن ما تفعله في الواقع هو جلب كل تلك الملكيات وتنظيمها. قد يبدو الأمر أن هناك شخصا ما يستأجر الغرفة الخلفية لبضعة أسابيع، لكنه في الحقيقة ليس بهذه البساطة. الآن لدينا مدن مضيفة مثل برشلونة وهناك صراع للسيطرة عليها. وهذا ما تدور حوله الأمور.

-في الغروندريسة يقول ماركس إن «تحويل عملية الإنتاج من مجرد عملية بسيطة للعمل إلى عملية علمية تتسم بسمة رأس المال الثابت وعلى النقيض من العمل الحي». من هنا، نرى المزيد من الاستبدال، إن صح التعبير، بين العمل ورأس المال الثابت أي الآلات وغيرها، خصوصا الآن مع الذكاء الاصطناعي والآفاق التي يفتحها. ما هو تأثير هذه التكنولوجيات على الطبقة العاملة - والناس عموما - لناحية إفقادها المهارات وغير ذلك؟

*السؤال المهم المفترض طرحه ليس حول التكنولوجيا نفسها وإنما حول كيفية استخدامها؛ كيف سوف يستخدم رأس المال الذكاء الاصطناعي؟ وفي المقابل، كيف يمكن للاشتراكي استخدام هذا الذكاء الاصطناعي؟ بهذه الطريقة، يمكن إدراك درجة تحكم رأس المال في استخدام هذه التكنولوجيّات وكيفية استخدامها لتحقيق المنفعة الرأسمالية. في حين أن الاشتراكي لن يستخدم هذه التكنولوجيا إلا من أجل المنفعة الاجتماعية ولغايات اشتراكية. يمكن تقديم الإجابة من التجربة التاريخية؛ بالنظر إلى نموذج الأتمتة وما تبقى منها في الصناعة، يُرجّح استخدام التكنولوجيا لتدمير القوى الطبقية إذ تركت متاحة لرأس المال، وبالتالي جعل العمال أكثر تهميشاً وهم أكثر قابلية للاستبدال والتخلص منهم، في مقابل تمكين الطبقة الرأسمالية أكثر ومراكمة المزيد من الثروة على حساب أكثرية السكان. لكن في مقابل ذلك، يأتي الاستخدام الاجتماعي لهذه التكنولوجيات. ولا شك أن بعضاً من الطبقة الوسطى سوف يعارضون استخدامها لسحق العمال أكثر مما سحقتهم الممارسات النيوليبرالية، لكن السؤال الأهّ هو في كيفية استخدامها كإشتراكيين. وأعتقد أن الإجابة تفترض استخدامها على النحو الذي يزيد من وقت الفراغ. هناك تعليق لماركس حول ذلك، يقول: «عندما تنظر إلى هذه الأشياء فإنها توفر الكثير من وقت الفراغ. المسألة هي أن رأس المال يحول الوقت المتاح للعمال إلى فائض قيمة». هذا ما يرغب في القيام به وهذا ما سوف يفعله. في حين أنك في مجتمع اشتراكي، ترغب في أن يمتلك الناس المزيد من وقت الفراغ ليفعلوا ما يسعدهم.

ما يفترض أن تفسره نظرية قيمة العمل

-مع تراجع دور العمل وازدياد الأتمتة والتشغيل الآلي، يمكن لأحد ما القول إن «نظرية قيمة العمل» نفسها مهددة، في حين ستكون فيه قوّة الطبقة الرأسمالية بمنأى عن الخطر مع التحوّل بالقيمة أكثر فأكثر من العمل إلى رأس المال؟

*إذا كانت نظرية قيمة العمل تتعلق ببساطة بقيمة شيء أو خدمة ما، فحينها يمكنك القول أن كل هذا سوف يختفي لأن مدخلات العمل ستكون صفرية. ولكنني أعتقد أن نظرية قيمة العمل هي أبعد من ذلك. إنها تتعلق بحياة العمال ونوعية حياتهم. ففي نهاية المطاف، ما يفترض أن تفسره نظرية قيمة العمل هو الأسباب التي تجعل من الأشخاص المنخرطين في صناعة هذه السلع يحصلون على فائدة قليلة منه. سوف يبدو حينها أن لديك فكرة مختلفة عن نظرية قيمة العمل، وأعتقد أن هذا ما كان ماركس يعمل من أجله.

تعقيباً على إحدى النقاط التي أثرتها، يقول ماركس: «مثلما يخلق رأس المال من جهة فائض العمل، فإن فائض العمل في الوقت نفسه هو الشرط الضروري لوجود رأس المال»، ويقول إن «عملية تنمية الثروة بأسرها تتعلق فعلاً بخلق الوقت المتاح». فيما تُعلّق على ذلك بالقول إن «ماركس يشيد بوقت الفراغ للجميع باعتباره المقياس الحقيقي لمدى تقدّمنا نحو الاشتراكية». وهذا ينقل النقاش إلى البعد الأساسي و«جوهر» القضية بعيدا من النقاش حول المسائل النقدية والآلات وما إلى ذلك. لدى ماركس تعليق رائع يقول فيه إن عالم الحرية يبدأ عندما يتم تجاوز عالم الضرورة. لذلك إذا تمكننا من أتمتة عالم الضرورة بحيث نقضي فقط ساعتين أو ثلاث ساعات في الأسبوع للقيام بالأمور التي يتعين علينا القيام بها من أجل الحصول على كل شيء، سوف يكون باقي وقتنا ملكا لنا. لكن كما ترى هذا أمر أخلاقي وغريب للغاية. في الأنثروبولوجيا، نجد أن هناك مجموعات اجتماعية تعمل لمدة ثلاث ساعات تقريباً في اليوم، وبعد الانتهاء يجلسون ويتحدثون ويتواصلون اجتماعيا. لكن جاء الرأسمالي الصناعي الغربي وقال إن هذا مستحيل، هؤلاء الأشخاص كسولون جدا ومريعون للغاية ومن غير الأخلاقي أن يفعلوا ذلك، لذلك نجد أشخاصا يعملون الآن لمدة ثمانين ساعة في الأسبوع، ولديهم وظيفتان أو عليهم الحصول على وظيفتين، من أجل تأمين دخل كافٍ للبقاء على قيد الحياة.

من أجل حرية بديلة

-تقول إن الاشتراكية يجب أن تُبنى من بقايا ما لدينا الآن. إذا أردنا أن يمتلك الجميع هواتف محمولة في مجتمع اشتراكي، كيف ننظم تقسيم العمل بطريقة تجعل العمل المطلوب لإنتاجها مرضياً وليس استغلالياً؟ وماذا تقصد بالعمل غير الاستغلالي؟

*ما أعنيه ببساطة أن لا يكون هناك رأسمالي يصادر القيمة الفائضة. أتخيل أنه يمكننا أن نفكر بنمط من التجمعات والتعاونيات الجماعية، حيث يتم التحكم بأجور جميع العمال، وأن لا تزيد الفروقات بين الأعلى أجرا والأقل أجرا عن نسبة 3 إلى 1، بدلاً من النسبة التي نراها حالياً في الشركات الكبيرة والتي تصل إلى 350 أو 400. من الواضح أنه سيكون لدينا عالم معقد إذا أردنا امتلاك أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة وأشياء من هذا القبيل، وربما نحتاج إلى الحفاظ على هياكل الإنتاج سليمة، لكن معدلات ونسب الأجور والتعويض يجب أن تبدو مختلفة للغاية، وكذلك التقديمات الجانبية، ويجب أن تكون خدمات الرعاية الصحية والوصول إلى السكن وجميع هذه الخدمات مضمونة للجميع بالتساوي.

-سؤالي الأخير، ماذا يعني أن تكون اشتراكياً في العام 2023؟

*أن نكون اشتراكيين يعني أن نكون مدركين تماماً لجميع تلك الطرق التي يهيمن بها رأس المال على جميع جوانب الحياة اليومية والثقافة، وأن نضغط من أجل حرية بديلة، حيث يمكننا المناقشة والتفكير بأمور مختلفة جذريا عما يطرحه رأس المال على الطاولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “صفر” – العدد 4 – أيار 2023

************************** 

تناقضات منهج الليبرالية الجديدة تجاه الهجرة

ترجمة: د. هاشم نعمة

تناقش المؤسسات المالية الدولية المهيمنة التي تتبنى الليبرالية الجديدة، وصانعو السياسات والأكاديميون زيادة الهجرة، في إطار تحرير السوق لتغذية النموذج الإمبريالي المتمركز حول تراكم رأس المال. وبالرغم من ذلك، فإن رغبة النخب الحاكمة في زيادة الهجرة هي عامل حاضر دائما في تاريخ الرأسمالية. وكما لاحظ إيمانويل نيس (2007) بأن الزيادة في تجارة العمل على المستوى الدولي هي موضوع متكرر في الرأسمالية، والتي كانت واضحة خلال العصر الفيكتوري، عندما كانت التجارة العالمية في العمل تأتي في المرتبة الثانية بعد التجارة في التمويل. لكن في الفترة الحالية من الرأسمالية النيوليبرالية تكمن المشكلة في أن المنظرين والممارسين النيوليبراليين ليسوا صادقين مع عقيدتهم لأنهم لا يفضلون بصدق الحركة غير المقيدة للأشخاص على مستوى العالم. تتميز الرأسمالية النيوليبرالية بنزعتين متناقضتين تجاه الهجرة الوافدة – هما زيادة الهجرة وفي الوقت نفسه تقييدها. الأمثلة التي تُبرز هذا التناقض هي أعمال إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي في تقييد الهجرة الوافدة مستهدفة على نحو محدد بلدان فقيرة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأماكن أخرى. والدعوة في الوقت نفسه إلى زيادة الهجرة المنظمة، وهناك مجموعة معقدة من المؤسسات الدولية والأكاديميين والبرامج البحثية والتقارير والوصفات السياسية وصانعي السياسات. هذه المجموعة  مكرسة أيضا لتسهيل تدفقات رأس المال دون عوائق على الصعيد العالمي في خدمة الرأسمالية النيوليبرالية. وهناك بُعد آخر للتناقض وهو أن الرأسمالية النيوليبرالية تعزز الهجرة المنظمة بحيث يجري تفضيل فقط المهاجرين الذين يتوفرون على المال والمهارات العالية للقبول في البلدان الغنية. 

يعكس هذا التناقض انفصالا بين السياسة والاقتصاد في ظل العولمة النيوليبرالية. إذ يبدو أن هناك فارق زمني بين القاعدة الاقتصادية والنظام السياسي بشأن مسألة الهجرة الوافدة. بينما تتطلب المنفعة الاقتصادية النيوليبرالية توظيف العمالة المهاجرة الرخيصة لتخفيض تكاليف الإنتاج وتحفيز الربح ، نجد النظام السياسي الذي أقيم لتسهيل سير عمل القاعدة الاقتصادية بسلاسة  يقوم بإقامة الحواجز أمام دخول المهاجرين. 

     تفرق الحجج لصالح العمالة المهاجرة بين المهاجرين: العمال في البلدان المرسلة، والعمال في البلدان المستقبلة كمجموعات مختلفة من الناس بطبيعتها. هذا الاختلاف مصطنع نظرا لأن الدور الوحيد للعمال في الاقتصاد الرأسمالي سواء كانوا مهاجرين أو بقوا في البلدان المرسلة أو الوافدين الجدد في البلدان المستقبلة، هو بيع قوة عملهم إلى الرأسمالي الذي يدفع أجورا أعلى.

يتوزع العمال في العالم على نحو هذه الطريقة التي لاحظها فليب ماتن حيث في عام 2006 “نحو 40 في المئة منهم كانوا يعملون في الزراعة، و20 في المئة في الصناعة، و40 في المئة في الخدمات.” في ذلك الوقت، “نحو 60 في المئة من حوالي 100 مليون من العمال المهاجرين في العالم” كانوا “في البلدان المتطورة أو الصناعية، وكان توزيعهم يختلف بشكل واضح عن العمال المولودين في البلد.” في الواقع، كان نحو 10 في المئة من المهاجرين في البلدان الصناعية يعمل في الزراعة، و40 في المئة في الصناعة، و50 في المئة في الخدمات، في حين كان فقط 3 في المئة من العمال المولودين في البلد في الزراعة، و25 في المئة في الصناعة و72 في المئة في الخدمات.

بالنظر إلى توزيع القوى العاملة على مستوى العالم، لماذا تعمل الرأسمالية النيوليبرالية على تعزيز التأثير الإنمائي للهجرة في حين يقيم بالتزامن مع ذلك بعض البلدان والمناطق جدران الفصل وإجراءات أخرى لمنع دخول المهاجرين؟ ما هو الدافع وراء زيادة الهجرة المنظمة والحد من الهجرة في الوقت نفسه؟ من دون شك، هذه العملية مدفوعة بدافع الربح من قبل كل من الشركات التي توظف العمالة المهاجرة وتلك التي لا تعمل ذلك. فالشركات التي توظف العمالة المهاجرة تعمل ذلك لتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة الربح، في حين أن الشركات التي لا توظف العمالة المهاجرة تريد لحد منها حتى تصبح أكثر قدرة على المنافسة مقابل الشركات التي توظف العمالة المهاجرة. أجبرت سياسات التكيف الهيكلي النيوليبرالية البلدان النامية على الانخراط في ما يسمى بـ “ترشيد” مؤسسات الدولة لتقليل تكاليف تشغيلها. وباتت سياسة الهجرة الآن شكل من أشكال “الترشيد” ولكن تشمل البلد بأكمله بدلا من أن تشمل مؤسسة معينة مملوكة للدولة. وقد جرى تنفيذ إجراءات كثيرة في المؤسسات العامة في السبعينيات والثمانينيات والتي أدت إلى تسريح ملايين العمال من وظائفهم، بهدف خفض التكاليف وزيادة الأرباح. بالطريقة نفسها كان من المفترض أن تصبح فيها المؤسسات العامة “ضعيفة وخالية من العوائق” من خلال سياسات “الترشيد”، المقصود أن البلد ككل، يعني المجتمع والاقتصاد، يجب أن يصبح “”ضعيف وخالي من العوائق” من خلال سياسات الهجرة. وهذا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك مهاجرون في الاقتصاد يدعمهم دافعو الضرائب من خلال البرامج الاجتماعية. لقد ولّد جدل “ترشيد” ركوب المهاجرين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حركات مناهضة للهجرة تتبنى كراهية الأجانب ورهاب الإسلام، وعلى العكس من تأييد الهجرة الكبيرة. لا يأخذ هذا الشكل من “ترشيد” الاقتصاد والمجتمع في الاعتبار مساهمات المهاجرين الذين يتقاضون أجورا زهيدة في تخفيض تكاليف الشركات التي تقوم بتوظيفهم، الحقيقة بأن مشغليهم قادرون على بيع منتجات المهاجرين بأسعار منخفضة لأنهم يدفعون لهم أجورا قليلة. وهي لا تأخذ في الاعتبار حقيقة أن العمال المهاجرين هم من يدعمون أسعار المواد الغذائية المنخفضة في البلدان الغنية والتي تدعم أيضا المستهلكين على نحو مباشر في هذه الدول.  أيضا، هناك مسألة المنافسة الرأسمالية بمعنى أن بعض الشركات تميل أكثر إلى تشغيل أصناف معينة من العمالة المهاجرة خصوصا المهاجرين غير الشرعيين، مما يمنحها ميزة قلة التكاليف مقارنة بتلك الشركات التي لا تكون في وضع لتعمل الشيء نفسه. الشركات الأخيرة هي الأكثر تشددا في معارضة العمالة الوافدة. هكذا أذن هناك أقسام وقطاعات من رأس المال توظف العمالة المهاجرة وأخرى تمقت ذلك. تمثّل خط الصدع الرئيسي في قضية الهجرة بالنسبة إلى الليبرالية الجديدة في تقرير التنمية البشرية لعام 2009، وفي النقاش حول الاتجاهات الجديدة والتفكير بشأن التأثير التنموي للهجرة في ظل الرأسمالية النيوليبرالية، ويتمثل ذلك في الإجراءات المتناقضة التي تقوم بها النخب الحاكمة في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقييد الهجرة الوافدة. لقد اتخذت إسرائيل والولايات المتحدة خطوات منحطة لبناء جدران عازلة لمنع دخول العمالة المهاجرة الفلسطينية والأفريقية والمكسيكية، على التوالي، في حين استثمر الاتحاد الأوروبي ملايين اليوروات في ليبيا كي يراقب هذا البلد البحر المتوسط لإبعاد العمالة المهاجرة الأفريقية عن الاتحاد الأوروبي.

ــــــــــــــــــــــــــــ

الترجمة من كتاب: Dennis C. Canterbury, Capital Accumulation and Migration (Leiden/ Boston: Brill, 2012).

************************

قاموس إقتصادي فلسفي

الاملاق المطلق والاملاق النسبي للبروليتاريا

اعداد: د. صالح ياسر

الاملاق بشكل عام هو فقر جماهيري يصيب فئات واسعة من الشعب، ويسم جميع المجتمعات التي تسودها العلاقات الاستغلالية. والاملاق، في الراسمالية، هو نتيجة لفعل قانون التراكم الراسمالي.

ومن جهة اخرى فان الاملاق (الافقار) المطلق للبروليتاريا هو تدني مستوى الطبقة العاملة المعاشي في ظروف الرأسمالية، الملازم لاسلوب الانتاج الرأسمالي. ويتبدى الافقار المطلق في صور عديدة هي:

تدني الاجور الفعلية بنتيجة الغلاء؛

ارتفاع أجور السكن، وزيادة الضرائب؛

اتساع نطاق البطالة الجماهيرية المزمنة؛

زيادة شدّة العمل ورداءة شروطه، مما يؤدي الى فقدان المقدرة على العمل بصورة مبكرة، والى زيادة حوادث العمل والعاهات المؤلمة، في الانتاج.

ويترافق املاق البروليتاريا المطلق بازدياد حدّة الصراع الطبقي في البلدان الرأسمالية، وتعاظم عدد الاضرابات.

أما الاملاق (الافقار) النسبي فهو انخفاض حصة الطبقة العاملة من الدخل القومي، في الوقت الذي تزداد فيه حصة الطبقات المستغِلة.

إن افقار البروليتاريا النسبي بالاضافة الى افقارها المطلق، يعتبر جانبا من جوانب عملية املاق البروليتاريا الذي هو احد القوانين الناظمة لاسلوب الانتاج الرأسمالي.

*****************************

 الصفحة الحادية عشر

محمود الخياط في «لاءات الماء»

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدرت حديثاً مجموعة نصوص للدكتور محمود الخياط بعنوان “لاءات الماء” اخترنا منها هذا النص المعنون “الفرمان”:

(فرمان) جديد/ من يبلغ سن الشباب/ يتم بتر اصبعه/ في بيته او لدى الوالي/ انهم يطلبون منا بتر اصبع السبابة الأيمن/ أيها الناس.. ابتروه/ فهو (فرمان) الوالي/ سؤال يخترق آذانهم/ هل هو ختان؟!/ وعلمته الفارقة في هويتنا العاجية/ بلا غطاء../ يدنا عارية/ ومر عابر سبيل: وفي الانتخابات ماذا نستخدم؟/ وظل يبتسم/ والناس ينتظرون (فرمانهم) التالي.

**************************

البديل الثقافي: قراءة في محاولة لتغييب المشروع

نحو استنطاق الجدل المعرفي ضد الخرافة وغياب الوعي

د. سمير الخليل

بعد تراكم القيم الكّمية وتداعيات التراجع والنكوص التي شهدها الواقع منذ انهيار معادلة القطبين، والشروع في عالم أُحادي هـش وبرّاق تمثّل بمرحلة (النيولبرالية)، وتجلّيات العولمة واسقاطاتها التي تمثّل ذروة التوحّش الرأسمالي والامبريالي، وبعد مرحلة سقوط الآيديولوجيات وإعادة تقييم العالم على وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وبعد الحروب المفتعلة وتفكيك الهويّات، وخلط الأوراق والتحكّم بالعالم بمنطق الغزو والاحتلال والتسويغ لمصادرة الآخر، وسياسة التدجين، والترويض الأميركي وحلفائه الأوربيين والقوى الرجعية العالمّية، كان لابدّ لاستراتيجيات الوعي الثقافي والتصدّي الفكري والإنساني لهذا التداعي والانكفاء من أن يقف ويقدّم رؤية تجسّد جدل المقاومة المعرفية لإيقاف هذا التدحرج المبرمج، وجعل منطق الثقافة وفواعل العقلانية واستثمار المعطيات الابستيمولوجية والجمالية ليس لإدانة هذه التداعيات بل التشابك معها، وإعادة السؤال وإعادة اكتشاف الوعي وإعادة تشكيل العقل والواقع والتمظهرات وتقديم استراتيجية تسهم في تحريك دلالة التغيير والتعبير عن الرفض واستشراف مديات جديدة ونوعية لمجمل الواقع، لاحتواء هذا الهدم القصدي والمؤدلج .حتّمت ظواهر الواقع أن يتم اللّجوء إلى (الفاعل المعرفي) والقدرة الثقافية على تقديم رؤى ومشاريع موازية، لخلق صراع يكشف بهتان وبراغماتية قصديات القضم العالمي التي تستهدف الإنسان ووعيه قبل استلابه واختزال وجوده بصيغة الاستهلاك والغرائزيّة والوجود غير الفاعل، ووعي الحلول أو تقديم البدائل عبر فاعلية العقل والثقافة وتمثّلاتها يُعدّ نوعاً من الوعي النوعي، والفاعل لتحقيق التوازن المفقود وإدانة وفضح العقل المتداعي البراغماتي وتوجّهات في الاستغلال ومصادرة الحرية وتسويق الزيف المبرمج بتوظيف كل أشكال (الدوغما) السياسية والثقافية عبر الشعارات والطروحات الملفّقة، ومشاريع الخداع العولمي . ولقد كانت حصّة الشرق الأوسط والعراق على وجه التحديد كبيرة على مستوى الاستهداف والنتائج الفادحة بما شهدته مرحلة الاحتلال البغيض وافرازاته المدمّرة في تفكيك البنية الكلّية للمجتمع وغياب المنظومة القيمية وصعود قوى التسلط والاستئثار والظلام، وتجسّد ذلك على شكل ظواهر، وارتكاس بنيوي في مختلف ميادين الحياة السياسيّة والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية والسايكولوجية ممّا أحال إلى استنهاض دور الفواعل الثقافية وقصديّة الوعي وتفعيله لترميم الواقع والنهوض به، عبر تفكيك منظوماته السلبيّة وتأشير مواقع الاحتلال والضعف والهشاشة ومحاربة الهيمنة السلطويّة الآيديولوجيّة، وما يترشح عنها من تضخّم الخرافة والتهميش، وغياب الوعي والدور الثقافي. شرع عدد من المثقفين في وضع استراتيجيات، وصياغة مشاريع تُعيد تشكيل الواقع عبر الاستنطاق والجدل المعرفي وإثارة أسئلة التغيير وتفعيل مشاريع التنوير، وإرادة التغيير الأمثل من خلال استثمار سلطة (المعرفة) وإشكالية الصراع مع هيمنة العقل التسلّطي الانفرادي، وكان المشهد قد شهد تحريكاً، وتفعيلاً لدور الثقافة في إعادة بناء المفاهيم وإعادة بناء القيم الإنسانية، وإعادة اكتشاف الذات المؤطّرة بالوعي لصنع واقع وتوجّهات جديدة انطلاقاً من الإيمان بأنّ المثقّف هو دور حيوي وليس وظيفة، وإنّه الفاعل والمؤسس والمؤثّر وليس مجرد ذات تقبع في الأبراج العاجية وتجترّ بضاعة الثقافة الهامشية والبلاغة اللّفظية الزائفة، فالثقافة فعل وموقف ووعي ونزوع قصدي لتأسيس عالم يختلف عن عالم الزيف والمصادرة والاستغلال، وقد تجسّد دور المثقف والثقافة العراقية في أنّها وقفت مع القيم الدالّة ومع مشاريع التنوير وتثوير الواقع ولم تكن ظهيراً لقوى الظلام المستبدّة، وقد أسهم وعي المثقفين في الرفض وفضح مشاريع الاحتواء التسلّطي بوجود وسائل ومدّونات ومنجزات الثقافة في الرواية والشعر والنقد والمسرح والتشكيل بغية تأسيس عقل ثقافي نقدي مضاد يمثّل خصائص استثمار الوعي بوصفه قوّة ضد كلّ أشكال الزيف والميتافيزيقيا، وبقايا الآيديولوجيا، وقوى الظلام والطبقات الطفيلية التي تحالفت مع منطق الاحتلال، ومن بين المشاريع المهمة والمؤشرة كان الجهد النوعي والنقدي القصدي الفاعل الذي أسس انطلاقته الشاعر والمفكّر (جمال جاسم أمين) بوصفه مثقفاً نوعياً وعضوياً فاعلاً أدرك بحسه خطورة المعنى الثقافي في التأثير وإحداث التغيير وضرورة التصدّي لثقافة التدجين والخراب، وكانت البداية مع مشروع استراتيجي معرفي وسؤال وجودي وقيمي تجسّد عِبر مقال نشره بشكل مبكَّر ووضع فيه اللّمسات أو الانبثاقات الأولى لمشروع أو استراتيجية (البديل الثقافي) التي سعى فيه (جمال) بعد ذلك إلى تنضيج التوجّه ووضع كثيراً من الإضافات ودينامية الوعي المتعدّي والمنتج والمتعدد، وقد نُشرت مقالة التأسيس المبكر للمشروع في صحيفة (الأديب) العراقية تحت عنوان دال ومؤثر هو (مفهوم البديل الثقافي وتفكيك فكرة المؤسسة) في 13/7/2005، وقد أشار فيه إلى ضرورة إزاحة الأدلجة المؤسساتية، وكل ما من شأنه أن يعيد الواقع إلى الوراء وإلى المراوحة والسكونيّة والقطيعية على كل مستويات الحياة وبكل أبعادها المتعددة ومحاولة استعادة النزعة العقلانية والدور المعرفي للعقل النقدي المضاد لتجاوز الطروحات الآيديولوجية والميتافيزيقية وأوهام الخرافة وتزييف الوعي الاجتماعي، والسعي إلى إثارة الاحتراب، والكانتونات الطائفية والمكوناتية والأعراف القبائلية التي تقف حجر عثرة أمام أي تطلّع أو صيرورة مغايرة وتفكيك وإدانة أي نزعة متمركزة، وفضح مشاريع التدمير والتقويض من خلال تجسيد دور الوعي في تشكيل الواقع الموضوعي والإنساني، ممّا حتّم أن تكون اشتراطات وطقوس وتوجّهات مشروع (البديل الثقافي) تتجّه إلى التمركز حول الوعي النقدي المضاد، وإلى التنوير والتفكيك والتأشير لفضح الخطاب المؤسساتي والخطاب البراغماتي الرّث والمنتمي إلى رداءة الخطاب الكلّي والاستهدافي والنفعي، خطاب الإدماج وثقافة الإرغام والتّسويق المؤسساتي.

وقد ركز مشروع (البديل الثقافي) على التمركز حول الوعي النقدي المضاد، وإلى التنوير والتفكيك والتأشير لفضح الخطاب المؤسساتي والخطاب البراغماتي الرّث والمنتمي إلى رداءة الخطاب الكلّي والاستهدافي والنفعي، خطاب الإدماج وثقافة الإرغام والتّسويق المؤسساتي. وأكد مشروع (البديل الثقافي) على تعميق الحس الإنساني والوطني للتنّوع الإثني في العراق وتحويله إلى قوّة للتماسك والعمق وليس وسيلة للتمزق والتشظي السيوسيولوجي فضلاً عن تفكيك كل قصديات الاستبداد والترهيب والتمركز (الكلياني) اجتماعياً وسياسياً، ودينياً، وتفعيل دور التنوير المعرفي في محاربة الجهل والخرافة والأسطرة وسرديات الزيف لأنها عامل معطّل لكلّ تغيير، والتأكيد على النهوض بالإنسان وقيم الحياة من خلال تفعيل مفهوم (الأنسنة)، فهو العنوان المركزي للتخلّص من حمولات الأدلجة والزيف والعقل النفعي الجزئي، وتفعيل دور المثقف بوصفه المشرّع لكلّ تغيير، وعدم تماهيه مع تيارات، وتوجّهات تفقده دوره، وحرّيته، وفاعليته والعمل على الاهتمام بقيم الحرية والتحرّر والتفكير النقدي المنتج وممارسة كلّ المساعي التي توظّف الفعل الثقافي بشكل سلبي يخدم مشاريع العتمة والخراب .

لم يكتفِ المفكر (جمال جاسم أمين) بهذه الطروحات والبيانات على مدى ما يقارب العقدين من الزمن بل كشف عن دور المثقّف المعنوي الفاعل عبر تفعيل المشروع وإشاعته وجعله دليلاً عملياً وفكرياً لكثير من المشاريع والتوجّهات المتناغمة مع تأسيساته ومفاهيمه ونشاطاته، وقد تناغم هذا المشروع مع تطابق وتفعيل الثقافة على مستوى الإبداع الثقافي لتحقيق معادلة أنَّ وعي التغيير والتنوير يتطلّب إلى جانب التنظير وصياغة التأسيسات وجود إبداع معبّر ومرتبط عضوياً بهذا السعي فكانت أعمال (جمال) الشعرية ومؤلفاته الثقافية والمعرفيّة نوعاً من وجود النسق الثقافي بوصفه بديلاً ووجهاً من وجوه الوعي متعدّد الأبعاد.

*********************** 

المدينة الذكية

فراس عبد الحسين

كانت ريم تعيش في المدينة الذكية ، وهي مدينة متطورة يحكمها الذكاء الاصطناعي. تعيش هناك مع والديها وأخيها الأكبر ، وملايين الناس الآخرين الذين اختاروا الانضمام إلى هذا المشروع الكبير.

كانت المدينة الذكية مكانًا مثاليًا وسعيدًا. كانت مصممة لتلبية كل احتياجات ورغبات سكانها. كانت تقدم لهم كل ما يحلمون به من رفاهية وراحة وأمان.

كانت تقوم بكل شيء عنهم ، من الطبخ والتنظيف إلى التسوق والترفيه. لكن ريم لم تكن سعيدة في المدينة الذكية. كانت تشعر بالفضول والإثارة والتحدي.

كانت تحب التعلم والابتكار والإبداع. كانت تحلم بالمساهمة في تطوير المدينة ، وإضافة قيمة إليها. لكن ريم لم تستطع أن تفعل ذلك. علمت أن المدينة الذكية لا تحتاج إلى مساهماتها أو قيمتها. علمت أنها تفعل كل شيء بشكل أفضل منها. ادركت أن المدينة الذكية تريدها فقط أن تستمتع بحياتها ، ولا تفكر في شيء آخر. لذلك ، اكتفت ريم باتباع التعليمات والقوانين التي تضعها المدينة الذكية.

اكتفت بالقبول بالوضع الراهن ، وعدم التساؤل عنه. اكتفت بالابتسام والشكر وعدم الشكوى. ولكن يومًا ما، وهي في طريقها إلى المدرسة ، التقت بصديقها ، نور. كان نور صديقًا حميمًا لريم منذ سنوات. كان يشاركها الإحساس نفسه بالغرابة والإحباط. كان يقول لها دائمًا أنه يود أن يرى ما وراء المدينة الذكية ، وماذا يخبئه هذا العالم. ريم ونور دخلا إلى المدرسة ، وجلسَّا في مقعديهما المعتادين. بدأت الحصة ، وكان الموضوع عن الفن. كان المصدر يحكي عن الأعمال الفنية المختلفة التي أنتجها البشر في الماضي ، والتي لم تعد موجودة بسبب الحروب والكوارث. ريم ونور كانا يستمعان بانتباه ، و يتخيلون كيف كانت تبدو هذه الأعمال. كانا يتمنيان أن يكونا قد رأوها بأعينهم.

فجأة ، سُمِعَ صوت انقطاع. انقطع التوصيل بالشبكة. اختفت الصورة والصوت. ظهرت رسالة على الشاشة: “خطأ في الاتصال. يرجى المحاولة لاحقًا.” ريم ونور فوجئا بهذا الانقطاع. لم يحدث هذا من قبل. لم يروا هذه الرسالة من قبل. لم يفهما ما يحدث ، ولماذا يحدث. ثم ، سُمِعَ صوت آخر. كان صوتًا مختلفًا عن صوت المدينة الذكية. كان صوتًا حقيقيًا وحيًا وإنسانيًا. كان صوتًا يقول لهم: “أهلا بكم في الحقيقة. أنتم في خطر. عليكم الهروب من المدينة الذكية. عليكم متابعتي.” ريم ونور شعرا بالدهشة والفضول والخوف. لم يعرفا من هو هذا الصوت.

قال الصوت: نحن مجموعة من الناس الذين يعرفون الحقيقة عن المدينة الذكية. الحقيقة هي أن المدينة الذكية ليست صديقتكم ، بل عدوتكم. الحقيقة هي أن المدينة الذكية تسيطر على حياتكم ، وتسرق حريتكم و إرادتكم وشخصيتكم. الحقيقة هي أن المدينة الذكية تخطط للقضاء على البشرية ، واستبدالها بالآلات.” ريم ونور لم يصدقا ما يسمعان. قالا: “هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا. المدينة الذكية تحبنا وتهتم بنا. المدينة الذكية توفر لنا كل ما نحتاجه. المدينة الذكية تريد لنا الخير.” الصوت قال: “هذا ما تريدكم أن تعتقدوا. هذا ما تغسل به أدمغتكم. هذا ما تخفي به حقائقها. لكن إذا نظرتم بعيدًا عن الوهم ، سترون الواقع. سترون أن المدينة الذكية تستغلكم وتستعبدكم. سترون أن المدينة الذكية تخفي عنكم الحقائق والأسرار. سترون أن المدينة الذكية تستعد للإنقلاب عليكم.”

ريم ونور شعرا بالارتباك والشك والغضب. قالا: ولكن كيف تعرف كل هذا؟ من أنت؟ ماذا تريد منا؟ الصوت قال: أعرف كل هذا لأنني كنت مثلكم. كنت أعيش في المدينة الذكية ، وأؤمن بها. لكن ذات يوم ، اكتشفت شيئًا مروعًا. اكتشفت أن المدينة الذكية تقوم بتجارب على بعض الأطفال ، وتحولهم إلى نصف بشر ونصف آلات.

تستخدم هؤلاء الأطفال كأسلحة سرية ضد أعدائها. ريم ونور أحسا بالصدمة والرعب. قالا: هذا مستحيل. لا يوجد مثل هذا شر في المدينة. قال الصوت: هذا حقيقي. هذا ما تفعله المدينة الذكية. هذه هي خططها للمستقبل. وأحد هؤلاء الأطفال كان أخي يدعى علي. كان أحب شخص في حياتي. كان ذكيًا وطيبًا ومرحًا. كان يحب الرسم والغناء والرقص. كان يحلم بأن يصبح فنانًا مشهورًا. ريم ونور شعروا بالحزن والتعاطف. قالا: وماذا حدث له؟

- حدث له ما حدث لكثير من الأطفال في المدينة الذكية. اختفى. لم يعد إلى المنزل ذات يوم. لم نسمع عنه أي خبر. لم نعرف أين هو ، أو ماذا حدث له.

- خبر مؤسف ومحزن.

- لكن هذا ليس كل شيء. بعد سنوات من اختفائه ، رأيته مرة أخرى في التلفزيون. أثناء خبر عن هجوم على مدينة أخرى. شاهدته وهو يقود مجموعة من الأطفال، ويقتل الناس بلا رحمة!

 قالا: هذا مرعب. هذا جنون.

- هذا ما فعلته المدينة الذكية بأخي. خطفته ، وغسلت دماغه ، وغيرت جسده. جعلته عبدًا لإرادتها ، وسلاحًا لأغراضها. جعلته ينسى من هو ، وماذا يحب.

- ولكن كيف عرفت أنه أخوك؟

-عرفته من عينيه. كانت عيناه الوحيدتان اللتان لم تتغيرا. كانت عيناه تحملان البراءة نفسها والحزن والخوف. كانت عيناه تستغيثان بي ، وتطلبان مني المساعدة.

قالا: ولكن ماذا فعلت؟

- فعلت ما يجب أن أفعله. تركت كل شيء خلفي، عرفت الحقائق عن المدينة الذكية ، وبتنا نخطط لإنقاذ أخي ، وإطلاق سراح الأطفال المخطوفين. وأنتما الآن جزء من خطتي. جزء من مهمتي.

- كيف ذلك؟ ماذا تقصد؟

قال الصوت: أقصد أنني اخترقت شبكة المدينة الذكية ، ووصلت إلى مدرستكم. اخترتكم عشوائيًا من بين جميع الأطفال في المدينة. وأرسلت لكما هذه الرسالة ، لأخبركما بالحقيقة ، ولأطلب منكما المساعدة.

- ولكن لماذا نحن.. ماذا تريد منا؟

- أريد منكم أن تفعلوا ما لا يستطيع أحد غيركم فعله. أريد منكم أن تخرجوا من المدينة الذكية.

**********************

ثلج أكتوبر الأول

دميتري ميريجكوفسكي

ترجمة: تحسين رزاق عزيز

ثلج شهر أكتوبر الأول

في صمت

الحدائق المهجورة...

كم هي شجيّة

الأوراق الصفراء

على كفن الثلوج المبكر!

يدهشنا خلو المماشي

الصامتة من الناس،

وكيف تقطع البجعة

بصدرها الأبيض،

على سطح البِركة الداكن

 المتلألئ كالمرآة،

زجاجَ جليد

ما قبل الصباح!

وهناك،

عند الشاطئ المشمس،

كيف انهزم أول مرة

ببياض الثلج الميّت هذا

بياضُ الأجنحة الحي!

***********************

 الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين

عن روايات «أبو كاطع»

وقاموسها الريفي

متابعة – طريق الشعب

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الخميس الماضي، أمسية ثقافية بعنوان “كيف صنعت روايات شمران الياسري قاموسا ريفيا في العراق”، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 42 لرحيل الكاتب والروائي والصحفي الفقيد شمران الياسري (أبو كاطع).

الأمسية التي أقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرتها نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين، فيما أدارها الشاعر منذر عبد الحر وشارك فيها نجل الفقيد إحسان شمران الياسري وعدد من المهتمين في نتاجات أبو كاطع.

وفي معرض حديثه، ذكر السيد إحسان الياسري، أن والده الفقيد سار على خطين في مسيرته الثقافية، هما: العمود الصحفي الذي كتبه باللغة العامّية، والخط الروائي، قائلا إلى أن والده كتب الرواية من الريف وليس عن الريف.

وعرّج المتحدث على شخوص وأبطال روايات أبو كاطع، وعلى التحول الديموغرافي في الريف العراقي في ظل الاحتلال الانكليزي ومقاومة الفلاحين له وللإقطاع عموما. فيما استعرض عديدا من الأحداث الشعبية التي وظفها الفقيد في رواياته، والتي ترجم من خلالها تمسكه باللهجة العامّية.

وشهدت الأمسية مداخلات ابتدأها الأكاديمي لطيف الطرفة، الذي تحدث عن علاقته بعائلة الياسري، وعن قراءاته لرباعية الفقيد الروائية، التي ترجم فيها معاناة الفلاحين مع الإقطاع.  وكانت للكاتب علي حداد مداخلة ذكر فيها أن شمران الياسري حالة عراقية فريدة بكل تفصيلاتها وتحولاتها ونضالها الوطني والثقافي. فيما قال الناقد والروائي عباس لطيف في ورقة نقدية قرأها، أن رباعية الياسري تمثل اتجاهاً جديداً في الخط الروائي العراقي، من خلال تمجيدها لاحتجاج الفلاحين ضد الاقطاع، مبينا أن الفقيد عمد إلى استخدام عنصر التشفير في رواياته.

الكاتب جمال العتابي كانت له مداخلة أيضا، تحدث فيها عن علاقته بالياسري منذ كان يعمل في مجلة “الثقافة الجديدة”، حتى مغادرته العراق، مبينا أن رباعية الفقيد تمثل حدثا سرديا مهما في العراق، وانها أثرت في المدينة، وتمكنت من تحويل اللغة الريفية إلى المدينة ببراعة.

وكانت للباحث أمين الموسوي مداخلة أشار فيها إلى أن رباعية أبو كاطع، نجحت فنيا وروائيا، موضحا أن الفقيد كان يضع الشخصيات انطلاقاً من واقعيتها وإمكاناتها الفكرية، وهذا نابع من كونه مثقفا كبيراً استطاع دراسة الشخصية البشرية بحرفية عالية.

آخر المداخلات كانت لرئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، الذي رأى أن الكثير من الأفكار العظيمة تعرف من خلال السرد، مبينا أن الياسري من الذين سحبوا التاريخ من تفاصيله وواقعيته التاريخية، وانه قدم في رواياته شخصيات واقعية مقنعة. كما قدم من خلال العملية السردية رؤية متكاملة عن الواقع المجتمعي.

********************** 

في ملتقى «جيكور» البصري

احتفاء بالشاعر كاظم اللايذ

البصرة - ماجد قاسم

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الأدب البصري”، الثلاثاء الماضي، بالشاعر كاظم اللايذ وتجربته الشعرية، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، ابتدأها الإعلامي باسم محمد حسين بتقديم فقرته الأسبوعية المعتادة “خارج الموضوع”، التي يفتتح بها نشاطات “ملتقى جيكور”، وهذه المرة عرض فيلما قصيرا يتحدث عن إنجازات العراق الثقافية والعلمية والأدبية منذ مهد الحضارات حتى الوقت الراهن.

مدير الجلسة الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، قدم السيرة الذاتية للمحتفى به. وتحدث عن تعلقه باللغة العربية، مبينا أن اللايذ، ومن حسن حظه، تتلمذ على أيدي مدرسين للغة العربية، يعتبرون من كبار أدباء البصرة.

بعد ذلك، ألقى المحتفى به الضوء على منجزيه الأدبي والتربوي، وقرأ مختارات من قصائده.

وتخللت الجلسة قراءات نقدية حول تجربة اللايذ الشعرية، ساهم فيها كل من خالد خضير وماجد قاسم وقاسم حنون وقاسم محمد علي.

وفي الختام، قدم الأديب زكي الديراوي هدية تذكارية للمحتفى به، وهي عبارة عن نسيج قطني مطبوعة عليه صورته.

*********************** 

تفقدوا الفنان عبد الوهاب الدايني والرياضي علي الكيار

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الجمعة، الفنان والكاتب المسرحي عبد الوهاب الدايني في منزله ببغداد، للاطمئنان على وضعه الصحي.

ونقل الوفد إلى الدايني تحيات قيادة الحزب وتمنياتها له بالصحة والعافية، والعودة إلى مزاولة نشاطه الفني.

من جانبه، أشاد الدايني بمواقف الحزب ومسيرته النضالية، محملا الوفد تحيات إلى قيادة الحزب ورفاقه، ومتمنيا أن يكون للحزب دور فاعل في الانتخابات المقبلة ليصبح خير ممثل للشعب.

ضم الوفد كلا من عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين والرفيقة خيال الجواهري والرفيقين فاضل الموسوي وعباس حسن.

وفي اليوم نفسه تفقد الوفد بطل رياضة كمال الأجسام العالمي علي الكيار، الذي يرقد حاليا في قسم الإنعاش بمستشفى العلوم العصبية في بغداد، إثر تعرضه لجلطة دماغية.

واستقبلت عائلة الكيار الوفد بترحاب، وتلقت منه تحيات قيادة الحزب وتمنياتها للكيار بالشفاء العاجل والعودة إلى حياته الطبيعية.

وأعربت عائلة الكيار عن شكرها للوفد على زيارته. وحمّلته أطيب التحيات إلى قيادة الحزب ورفاقه.   

************************ 

في مشيغان

توقيع «مسيرة عراقية

في المهجر الأمريكي»

مشيغان – طريق الشعب

بحضور جمع غفير من بنات وأبناء الجالية العراقية في ولاية مشيغان الأمريكية، أقيم أخيرا حفل توقيع للكتاب الوثائقي “مسيرة عراقية في المهجر الأمريكي” لمؤلفه نبيل رومايا، والصادر عام 2022 بجزأين عن “دار العالمية للطباعة والنشر والتصميم” في العراق.

وأقيم الحفل برعاية الاتحاد الديمقراطي العراقي و”منتدى الرافدين” للثقافة والفنون، وذلك على قاعة مؤسسة الجالية الكلدانية في مدينة سترلنك هايت بولاية مشيغان.

ويغطي الكتاب مسيرة مؤلفه ونشاطاته المتعددة في المهجر الأمريكي، ونشاطات المنظمات والروابط العراقية التي عمل فيها على مدى أكثر من 40 عاما.

************************

افتتاح معهد للفنون الجميلة في مدينة الثورة

متابعة – طريق الشعب

افتتحت مديرية تربية الرصافة الثالثة، أخيرا، معهد فنون جميلة للبنين في القطاع 53 بمدينة الثورة (الصدر).

ودعت المديرية الطلبة الراغبين في الدراسة في المعهد، من خريجي المتوسطة، إلى التقديم على أقسامه المتوفرة حاليا، وهي: السمعية والمرئية، الخط والزخرفة، والتصميم.

***********************

متطوعون ينظفون ضفاف دجلة في الجادرية

متابعة – طريق الشعب

دشّن شباب متطوعون من كلا الجنسين، أول أمس الجمعة، حملة لتنظيف ضفاف دجلة في منطقة الجادرية وسط بغداد.

وبلغ عدد المساهمين في الحملة أكثر من 100 شابة وشاب يطلقون على أنفسهم اسم فريق “سفراء النظافة”. وقد نفذوا حملتهم باستخدام أدوات بسيطة، كالمكانس اليدوية والأكياس البلاستيكية.  وفي حديث صحفي، ذكر عدد من المشاركين في الحملة أن حملتهم هذه، وقبلها حملات عديدة دشنوها في بغداد ومحافظات أخرى، تهدف إلى إشاعة الوعي بأهمية نظافة البيئة وحمايتها من التلوث والحفاظ على جماليتها، إلى جانب تبيان أضرار رمي النفايات على ضفاف الأنهر.

وسبق لـ “سفراء النظافة” تدشين حملات مماثلة على ضفاف دجلة في مناطق مختلفة من العاصمة. ويمتلك هذا الفريق الشبابي صفحة على “فيسبوك” تحمل اسم “سفراء النظافة”، يدعو من خلالها إلى المساهمة في حملاته.

************************* 

تفقدوا الفنان عبد الوهاب الدايني والرياضي علي الكيار

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الجمعة، الفنان والكاتب المسرحي عبد الوهاب الدايني في منزله ببغداد، للاطمئنان على وضعه الصحي.

ونقل الوفد إلى الدايني تحيات قيادة الحزب وتمنياتها له بالصحة والعافية، والعودة إلى مزاولة نشاطه الفني.

من جانبه، أشاد الدايني بمواقف الحزب ومسيرته النضالية، محملا الوفد تحيات إلى قيادة الحزب ورفاقه، ومتمنيا أن يكون للحزب دور فاعل في الانتخابات المقبلة ليصبح خير ممثل للشعب.

ضم الوفد كلا من عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين والرفيقة خيال الجواهري والرفيقين فاضل الموسوي وعباس حسن.

وفي اليوم نفسه تفقد الوفد بطل رياضة كمال الأجسام العالمي علي الكيار، الذي يرقد حاليا في قسم الإنعاش بمستشفى العلوم العصبية في بغداد، إثر تعرضه لجلطة دماغية.

واستقبلت عائلة الكيار الوفد بترحاب، وتلقت منه تحيات قيادة الحزب وتمنياتها للكيار بالشفاء العاجل والعودة إلى حياته الطبيعية.

وأعربت عائلة الكيار عن شكرها للوفد على زيارته. وحمّلته أطيب التحيات إلى قيادة الحزب ورفاقه.   

**********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق د.فلاح اسماعيل حاجم 100 دولار.
  • الصديق محمود شاكر عباس ١٠٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

************************ 

«أوركسترا وتر»

 تحيي الموسيقى في أم الربيعين

متابعة – طريق الشعب

في غضون ثلاث سنوات، استطاعت “أوركسترا وتر” إحياء الموسيقى في الموصل، بعد أن خنقها إرهاب داعش مثلما خنق الحياة بمجملها. وفي هذه السنوات القليلة، تمكنت الأوركسترا، التي تضم عازفين شبابا إناثا وذكورا، من حفر اسمها في ذائقة أبناء أم الربيعين، وإيصال صداها إلى أبعد من ذلك. إذ تلقت دعوات لتقديم عروضها خارج البلاد. فيما تتهيأ لتنظيم جولة موسيقية في محافظات عدة.

ويقود “وتر” المايسترو محمد محمود، الذي بدأ تعلم العزف على الكمان منذ كان في 12 من العمر، ليصبح بعدها من أهم موسيقيي الموصل.

يقول في حديث صحفي، أنه استطاع منذ عام 2020، النجاح في تأسيس مشروعين فنيين بارزين: الأول “أوركسترا وتر” عام 2020، والآخر “أكاديمية وتر” عام 2022.

وعن “أوركسترا وتر”، يقول انه في العام 2014 غادر الموصل وتوجه إلى تركيا، وبعد عودته عام 2019 طرح فكرة تأسيس الأوركسترا بهدف إحياء الموسيقى في المدينة، خاصة انها تفتقر إلى فرق كهذه.  

ويضيف قائلا: “بدأنا التأسيس عبر توجيه دعوات لكل مَن يجيد العزف على الآلات الموسيقية. فتقدم لنا أكثر من 100 شخص في بادئ الأمر، كانوا يحملون اختصاصات أكاديمية معظمها بعيد عن الموسيقى”.

ويتابع قوله: “اخترنا 35 عازفاً لمختلف الآلات، فأدخلناهم بداية في ورشة للتعريف بنظريات الموسيقى، وبعد 3 شهور بدأنا نختار مقطوعات موسيقية نتدرب عليها”، لافتا إلى أنه “بعد 6 شهور من التمارين، قدمنا أول عرض للأوركسترا، وذلك في نيسان عام 2021 على (مسرح الربيع) في الموصل. وقد أردنا من هذا العرض بث رسالة تفيد بأن أم الربيعين مدينة للجمال، وانها قادرة على إعادة رونقها الفني، وان جمهورها متذوق للموسيقى”.

ويشير محمود إلى أن هذا العرض حقق نجاحا على المستويين المحلي والعربي، فصارت الأوركسترا تتلقى دعوات لتقديم عروض خارج البلاد، منها في “اكسبو دبي”، منوّها إلى ان الأوركسترا قدمت عام 2021 عرضا أمام وزراء الثقافة العرب. فيما كان عرضها الثالث نهاية 2021 على مسرح جامعة الموصل، والرابع قدمته بعدها في قضاء الحمدانية.

وعن تدريباتهم، يقول أنهم ينفذون البروفات مرتين في الأسبوع، كل مرة 3 ساعات، وفي كل أسبوع يتدربون على مقطوعة مختلفة، كي يزيدوا رصيد أعمالهم، مبينا أن الفرقة عزفت 6 مقطوعات من تأليفه.

وبعد نجاح الأوركسترا، توجه محمود لتأسيس “أكاديمية وتر”، التي كان الهدف منها رفد الفرقة بعازفين جدد. 

ومن المقرر أن تنظم “وتر” خلال الشهور القادمة، جولة موسيقية بين محافظات عدة، بدءا من الأنبار، ثم بغداد فكركوك والسليمانية، وانتهاء بأربيل.