الصفحة الاولى

المفوضية لـ «طريق الشعب»: الاقتراع يجري في موعده

أصوات الشباب تتعالى للحث على المشاركة الواسعة

في انتخابات مجالس المحافظات

بغداد ـ محمد التميمي

مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل، تتعالى أصوات الشباب بضرورة العمل على تشجيع الناخبين على المشاركة الواسعة فيها، من أجل إزاحة المنظومة السياسية المتنفذة، وتقديم بديل ناجح لإدارة عمل مجالس المحافظات، تمهيدا لإحداث التغيير الشامل عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وفي الوقت الذي كشفت فيه مفوضية الانتخابات عن التزامها بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، نفت أنباء تأجيلها.

ما هي إجراءات المفوضية؟

رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات، د. عماد جميل، أكد ان “اجتماع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع مجلس المفوضية شدد على الالتزام بالمواعيد المحددة لاجراء الانتخابات”، مؤكدا “عدم وجود أي تغيير في المواعيد”.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “جدول العمليات انطلق تنفيذه في تموز الحالي من خلال فتح سجل الناخبين والتحالفات وأيضا المرشحين والمراقبين، وبالنسبة لشعب المرشحين فإنها تستقبل الطلبات في مكاتب المحافظات”.

وبيّن ان “عدد التحالفات المسجلة وصل حتى امس الأربعاء الى تسعة تحالفات، أما الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات فقد وصل عدد المجازة منها الى 281 حزبا، بضمنها 11 حزباً حصلت على اجازة مشروطة، إضافة لذلك هناك 72 حزبا قيد التسجيل. وفي الايام القادمة اعتقد انهم سيحصلون على إجازة مشروطة للسماح لهم بالمشاركة في الانتخابات”.

وأشار إلى ان “المفوضية تلافت ضعف الإقبال على تحديث سجل الناخبين من خلال تفعيل فرقها الجوالة ووزارة الاتصالات كثفت من حملتها الإعلامية”، لافتا إلى ان هناك “توجها كبيرا للتعاون مع الاعلام في توضيح عمل المفوضية وجداول عملها وتطبيق جدول عملياتها ونشر مقرات التسجيل وحث الناخبين على تحديث سجلاتهم، من اجل ايصال صوتنا للناخب العراقي”.

يخشون مشاركة الشباب

الناشط المدني محمد علي قال: “نحن امام مرحلة مفصلية، ومهمة كبيرة نحملها على عاتقنا، وتتطلب جهداً كبيراً وعملاً مستمراً متواصلاً، بهدف ضمان اوسع مشاركة شبابية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، والتي تم تشويه صورتها بنظر الشباب وتقزيم دورها الكبير”.

وتابع بالقول: ان “القوى المتنفذة تخشى المشاركة الشبابية الواسعة في العملية الانتخابية لأنها ستعمل على إزاحتهم عن المشهد، خصوصاً مع تنامي مشروع سياسي اسمه قوى التغيير الديمقراطية، والذي يتكون من عدد من الاحزاب التي يجمعها حلم التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية. واعتقد ان هذا المشروع المدني اذا ما تماسك اكثر وحافظ على صلابته فانه سيكون رقماً صعباً في الاستحقاق الانتخابي القادم”.

واشار الى ان “المواطنين عموماً اصابهم اليأس نتيجة عقدين من الفشل السياسي، وهذا بكل تأكيد اثر بشكل سلبي على حماستهم في المشاركة الانتخابية”، مردفا “لكن هذا لا يعين ان المواطن لا يتطلع للتغيير والخلاص من منظومة التحاصص والفساد وكسر هيمنتهم على السلطة. وهنا يأتي دور القوى المدنية في الوصول للمواطن والشباب على وجه الخصوص لتحقيق النتائج المرجوة”.

وخلص الى توجيه رسالة الى الشباب العراقي: “فكر جيداً ولا تسمح لاحد بأن يقرر او يفكر بدلا منك. دورك مهم جداً وصوتك عامل مؤثر في كسر هيمنة المتنفذين على الدول. ساهم في عملية التغيير بكل ما تملك، وكن جزءا من مشروع التغيير”.

مسؤولية مشتركة

وفي هذا الصدد، قالت عضو شبكة شمس لمراقبة الانتخابات، طيبة القيسي: انه لا بد من الاطلاع على افكار الشباب والاستماع لآرائهم في ما يتعلق بالانتخابات والديمقراطية، وكيفية تطوير العملية الانتخابية، وإمكانية الخروج بفعاليات جديدة ووضع البرامج الانتخابية”.

واضافت القيسي، “بالنسبة لتفعيل دور الشباب في مجالس المحافظات فانه يتحقق من خلال اعادة بناء الثقة بين الشباب تجاه العملية الانتخابية. ولا بد من ايمان الشباب بهذه العملية كونهم مفتاح التغيير”.

وتابعت، ان من الضروري “العمل على تمكين الشباب وبناء قدراتهم والتركيز على وضع توصيات بكل ما يحتاجونه، وادامة التواصل بين الشباب ومفوضية الانتخابات عن طريق اقامة الورش او عقد الجلسات، من اجل اعادة تفعيل دورهم”.

وشددت القيسي في حديثها لـ”طريق الشعب”، على ان “يكون في حسابات الشباب، الاطلاع على توجهات الاحزاب والبرامج الانتخابية للمرشحين؛ فهذا يؤثر كثيراً في عملية الاختيار والتصويت”.

ونوهت الى ان هناك الكثير من المهمات التي يمكن الحديث عنها ومناقشتها، لكن بالدرجة الاساس يجب ان يكون الحديث حول ايمان الشباب بالعملية الانتخابية، وان يكون لهم اطلاع ودراية بها، وكيفية تفعيل البطاقة البايومترية واهميتها، والدور الذي يلعبه صوت الفرد بالرفض او القبول.

واكدت القيسي ان “المشاركة الشبابية في العملية الانتخابية اضحت ضرورة، ولا يتوقف دورهم عند التصويت بل يشمل التثقيف والمراقبة وغيرها من الأدوار الكبيرة التي يقودها الشباب. والمسؤولية اليوم مشتركة لدفع الشباب نحو انجاح انتخابات مجالس المحافظات، ابتداء من الاسرة وصولاً الى منظمات المجتمع المدني والحكومة وكل حسب دوره”.

استحقاق شبابي مهم

من جانبه، قال الشاب حيدر سلمان، “لقد خضنا غمار العملية الاحتجاجية بشكل متواصل طيلة السنوات الماضية، وعملنا من خلالها على قلب المعادلة. ونجحنا في مواضع ولم يحالفنا الحظ في اخرى. لكن اليوم الامر مختلف تماماً”.

وتابع حديثه بالقول: “يجب على كل شاب أن يعي ويفهم دوره بالانتخابات المحلية، وليس من السليم ان نطالب بالتغيير بدون خطوات حقيقية وعمل بنّاء يصب في تحقيق هذا المطلب الشعبي والجماهيري؛ فالحكومة او النظام السياسي لا يعول عليهما في صنع تغيير او صنع فارق. التغيير يبدأ من الشباب بالدرجة الأساس، لذلك نؤكد اهمية دورنا في المرحلة المقبلة والاستحقاق الانتخابي القادم”.

وأوضح في حديثه مع “طريق الشعب”، ان الكثير من الشباب بدأوا يتفاعلون بحماسة مع الانتخابات المحلية وأهميتها، “لأننا بصراحة غُيّب وعينا، عمل إعلام القوى المتنفذة على رسم صورة أخرى عن هذه المجالس. لذلك كنا نرفضها سابقاً ونقف بالضد منها”.

ونبه الى “اننا اصبحنا نعرف اليوم مدى اهمية مجالس المحافظات ودورها الكبير، خصوصا وان هناك جيلا شابا يستعد للترشح والمنافسة في هذه الانتخابات. التجربة السيئة للعمليات الانتخابية على الصعيدين المحلي والنيابي، ساهمت بشكل كبير في هدم ثقة الشاب بها، بل انها كانت سببا اساسيا في عزوف الكثير من الشباب عن المشاركة في الانتخابات النيابية الاخيرة”.

واكد انه “حتى اللحظة، لم تتحرك القوى السياسية نحو بناء ثقة الشباب بهذه العملية، وهذا هو الهدف من ذلك، اذ يسعون الى ضمان اكبر نسبة عزوف ومقاطعة للانتخابات، من اجل المحافظة على مكتسباتهم وإدامة وجودهم بالسلطة تمهيداً لابتلاع الدولة”.

وخلص الى ان “المجتمع المدني يتحمل مسؤولية كبيرة في دعم العملية الانتخابية، وكذلك القوى المدنية التي تحمل مشروع التغيير كهدف لها. وبكل تأكيد الشباب العراقي قادر على قلب المعادلة وقيادة عملية التغيير، عبر دعم قوى مدنية حقيقية تكون مدافعة عن مصالح الشباب، وتحمل على عاتقها مسؤولية إصلاح ما هدمه الفاسدون”.

************************** 

راصد الطريق

كفى استنزافا للمحتاجين!

كشفت اللجنة المالية في مجلس النواب، أمس الأربعاء، عزمها استضافة مديري مصرفي الرافدين والرشيد الحكوميين، بشأن السلف والقروض التي يقدمها المصرفان للمواطنين، معتبرة ان حجم الفوائد عليها “كبير”.

ولاستيضاح الأمر زار مراسل “طريق الشعب”، أحد فروع مصرف الرافدين وتبين له ان المصرف يتقاضى فائدة كلية تبلغ 60 مليون دينار على قرض سكني قيمته 75 مليون دينار، و80 مليون دينار على قرض قيمته 100 مليون دينار، و120 مليون دينار على قرض تبلغ قيمته 150 مليون دينار.

كما أن مبالغ القسط الشهري بلغت 563 ألف دينار، و750 ألف دينار، ومليون و125 ألف دينار للقروض الثلاثة المذكورة!

نشير كذلك  إلى حجم  التعقيدات الإدارية والروتينية المطلوبة من المتقدمين على القروض، بما يسهل  لأرباب الفساد  ابتزاز المواطنين مقابل إنجاز معاملاتهم.

السؤال المطروح هنا هو: اذا كان الهدف من القروض المساهمة في حل مشكلة السكن، فلماذا هذه الاجراءات التي تعقد الأمور وتزيد اعداد الفاسدين والمرتشين؟   

وهل ستقدم استضافة المسؤولين في البرلمان وغيرها حلولا، من دون إلزام الجهات التنفيذية تعديل سياساتها الخاطئة، المبنية على  المزيد والمزيد من استنزاف جيوب الفقراء والمحتاجين؟

******************** 

مشروعا قانونين يهددان حرية التعبير

بغداد ـ طريق الشعب

انتقدت منظمة العفو الدولية وشبكة أنسم للحقوق الرقمية في العراق، قيام الحكومة العراقية باعادة طرح مشروعي قانونين على مجلس النواب، يعتقد أنهما سيؤديان الى تقييد الحقوق المتعلقة بحرية التعبير والتجمع السلمي للشعب العراقي. ونقل التقرير عن مسؤولة حملات إقليمية معنية بالعراق واليمن في منظمة العفو الدولية بيسان فقيه قولها: إن محاولة السلطات العراقية الأخيرة قمع حرية التعبير تكشف عن تجاهلها الصارخ للتضحيات الاستثنائية التي قدمها العراقيون خلال انتفاضة 2019 لضمان حرياتهم.

************************

الصفحة الثانية

كل خميس

الوعي بضرورة التغيير

جاسم الحلفي

يفرض التغيير نفسه على الواقع السياسي كضرورة لا مناص منها، نظرا الى ما يواجهه النظام السياسي من أزمات متفاقمة ومشاكل بنيوية، ومن عقد يصعب حلها بالترقيع والمناشدات والوعود المجردة.

ومن الواضح ان موضوعة التغيير لم تعد مفردة عادية في الخطاب السياسي العام، بل اصبحت برنامجا تعمل عليه القوى التي وجدت نفسها في تعارض مع نهج المحاصصة والفساد، وشكلت تحالفا سياسيا واعدا يعمل على تطبيق هذا البرنامج. وطبيعي ان يصطدم الحضور السياسي لهذه القوى ومشروعها بمحاولات تشويه وإساءة من لدن طغمة الحكم، التي لا تقف مكتوفة الايدي امام المطالبة الشعبية بإحداث التغيير. وهي تسخر ابواقها الإعلامية وبعض المحسوبين على الثقافة والمختصين بالفكر من اتباعها، لتشويه الوعي الشعبي العام بمفهوم التغيير، عبر تسطيح هذا المفهوم وتقزيم دلالاته، وحصر غايته في تحسين إدارة النظام السياسي، وبالتحديد في تغيير الوجوه المتربعة فوق المناصب، دون المساس بأسس النظام وبنيته، التي هي جذر الازمة ومنطلقها. 

ويستدعي هذا من قوى التغيير بذل المزيد من الجهد الفكري والسياسي والتعبوي، لشرح جوهر التغيير ومقاصده وتبيان مداه، ولتوضيح أساسه الذي يتلخص في جعل بنية النظام تقوم على المواطنة لا على المحاصصة، والعمل على إحداث تحوّل لهذا الغرض في موازين القوى، تحوّل لصالح القوى المؤمنة بالتغيير والساعية اليه، باعتباره المنهج الذي تتبعه للوصول بأﻓﻜﺎﺭﻫﺎ وبرنامجها الى حيز التنفيذ، وازاحة طغمة الحكم الماسكة بالسلطة، الرافضة للتغيير والكابحة له. وهذا لا يتحقق بسهولة ولا بالسرعة المرجوة، فهو هدف ليس وقتيا او ظرفيا محدودا، انما عملية مستمرة شاملة. وقد قال الفيلسوف شوبنهاور ان “التغيير بحد ذاته أبدي ودائم لا يموت).

وبهذا المعنى فالتغيير الذي نفهمه هو حراك المجتمع الرافض لواقعه البائس، والساعي للاﻨﺘﻘﺎل نحو مرحلة جديدة.

ولا يمكن المضي في التغيير من دون أساس فكري راسخ. فالجانب الفكري يعد الأساس في الكفاح من اجل التغيير، لذا فان مسؤولية القوى الحاملة لمشروع التغيير الشامل تكمن في نشر الوعي بين القيادات والكوادر السياسية، كي تؤدي دورها المماثل في الكفاح الفكري والتعبوي العام.  وهذا يتطلب ان تضع في حساباتها التحديات التي تكتنف طريقها، وتدرك المصاعب والمعرقلات، وتستعد لكفاح طويل الأمد لا كلل فيه ولا ملل، ويتطلب المبادرة واختيار التكتيك السياسي المناسب، ومواصلة التثقيف الفكري للقيادات والكوادر المتصدرة لمهمة التغيير. ففرص النجاح لا تزداد الا إذا توفرت قيادات سياسية وكوادر تعبوية مدركة لمنهج التغيير وآفاقه، وتتحمل مسؤولية نقل الوعي بضرورة التغيير الى الجماهير الشعبية، المالكة لمكامن القوة، والمدركة لمصالحها.

ولا جدال في ان كفاح الطامحين الى التغيير يرتبط بمدى تأمينه لمصالحهم، وان حماسهم الى تحقيقه يتصاعد مع ارتفاع وعيهم لضرورته.

************************ 

شباط المقبل.. موعد مقترح لانتخابات برلمان الاقليم

بغداد ـ طريق الشعب

أصدر مجلس المفوضين التابع للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قراره بخصوص موعد إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان.

وجاء في كتاب صادر عن مكتب رئيس مجلس المفوضين عمر أحمد محمد، في رد على كتاب سابق صادر من ديوان رئاسة اقليم كردستان في العاشر من تموز الجاري أنه “نود إعلامكم بأن مجلس المفوضين قد اصدر قراره رقم 9 للمحضر الاعتيادي 42 بتاريخ (18 تموز 2023)، المتضمن اقتراح موعد لإجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق في (18 شباط 2024) أو أبعد من ذلك التاريخ”، وذلك لتزامن مقترح الموعد المقدم من قبل رئاسة اقليم كردستان مع إجراء انتخابات مجالس المحافظات 2023، مؤكدة تعذّر إجراء العمليتين الانتخابيتين في آن واحد أو بفاصل زمني قريب لأسباب فنية وإجرائية.

واضاف المجلس في الكتاب الصادر عنه أن “قرار المفوضية جاء لتنظيم إدارة عملية انتخابية ناجحة من كافة الجوانب، وتراعي المعايير الدولية لضمان سلامتها ونزاهتها وجودتها، ويتطلب ذلك إصدار المرسوم الإقليمي المقتضي بتحديد الموعد المطلوب للانتخابات قبل انطلاق الجدول الزمني العملياتي الذي يبدأ بتاريخ (1 آب 2023)، وإن التأخير في إصدار المرسوم سيؤدي الى إضافة مدة زمنية أخرى على الموعد المقترح من قبل المفوضية”.

************************** 

اعتداء متكرر على المطالبين بفرص العمل

تظاهرات حاشدة في بغداد تندد بـ «تعطيش العراقيين»

بغداد ـ طريق الشعب

ندد متظاهرون في العاصمة بغداد، بإجراءات تركيا التي ساهمت في انخفاض منسوب المياه في العراق، كما نددوا بتردي التجهيز الكهربائي وسط صيف حار. فيما تكررت اعتداءات القوات الأمنية على المتظاهرين المطالبين بتوفير فرص العمل في البصرة.

تنديد بالصمت الحكومي

وتحت أشعة الشمس الحارقة، ندد المتظاهرون بدور تركيا في تراجع مستوى نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان منها، وعدم تحرّك الحكومة بهذا الصدد.

ورفع المحتجون أعلام العراق ولافتات كتب عليها “إذا استمرت الحكومة التركية بتعطيش العراقيين فإننا سنذهب تجاه تدويل قضية المياه ومقاطعة البضائع التركية”.

وقال المتظاهر ناجح جودة خليل، الذي جاء من محافظة بابل وسط العراق: “لا يوجد مياه. جئنا بتظاهرة سلمية نطالب الحكومة أولا ونطالب دول المنبع بالمياه”.

وأضاف أن “المناطق الزراعية والأهوار انتهت. لا يوجد كهرباء ولا يوجد مياه”.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، رداً على سؤال عن مستوى المياه في نهري دجلة والفرات، إن “العراق الآن لا يتسلم إلا 35% من استحقاقه الطبيعي من المياه، ما يعني أن العراق فاقد 65 في المئة من استحقاقاته من المياه الخام، سواء في دجلة أو الفرات”.

فرص العمل والخدمات

من جانبهم، تظاهر العشرات من خريجي كليات البيطرة في العاصمة بغداد، مطالبين بتوفير فرص العمل، فيما واصل ذوو المفسوخة عقودهم من هيئة الحشد الشعبي، احتجاجاتهم مطالبين بحسم موضوع عودتهم.

ونظم أهالي منطقة الشعلة ببغداد، تظاهرة كبيرة، شارك فيها المئات من المواطنين، مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة مشكلة شح المياه في المنطقة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ماجد مصطفى عثمان: ان “المئات من أهالي منطقة الشعلة نظموا تظاهرة حاشدة للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة مشكلة شح المياه، وفتح قسم ثان لصيانة الكهرباء لعدم كفاية القسم الاول لمعالجة العطلات الكثيرة التي تسببت في انقطاع المنظومة الكهربائية”.

وأضاف، ان “المتظاهرين طالبوا الحكومة بمحاسبة الفاسدين والمقصرين بعملهم في دوائر ومؤسسات الدولة، وهدد المتظاهرون بالتصعيد مرة اخرى في حال عدم تنفيذ هذه المطالب خلال فترة وجيزة”.

اعتداء متكرر

وتعرض متظاهرون مطالبون بالتعيينات من خريجي كليات الهندسة، الى الاعتداء من قبل القوات الامنية المفترض تواجدها لحمايتهم في محافظة البصرة.

وذكر مراسل “طريق الشعب ان “العشرات من خريجي كليات الهندسة تظاهروا امام شركات النفط للمطالبة بإنصافهم وعدم تفضيل العمالة الاجنبية بالتعيينات”.

وقال متظاهرون أنه “بالرغم من تنظيم وسلمية التظاهرة، تفاجأنا من ردة فعل القوات الامنية التي حاولت تفريق المتظاهرين بدون وجه حق، كون التظاهر حق كفله الدستور”.

وتقارب اعداد الخريجين الفي خريجة وخريج في مختلف الاختصاصات الاكاديمية المطلوبة في شركات الهندسية والنفطية العاملة في البصرة، وهي شركات ربحية تستطيع استيعاب هذه الاعداد مقارنة بالاجانب الذين تفوق اعدادهم المليون في مختلف الشركات العاملة في الجنوب.

************************.

المسيحيون في العراق يكافحون لإنقاذ لغتهم القديمة

متابعة ـ طريق الشعب

تركت الهجرة من العراق وقلة الاهتمام بالتحدث بالسريانية المسيحيين العراقيين يكافحون من أجل إنقاذ لغتهم القديمة، ما دفع إلى جهود للحفاظ عليها.

كان يتم التحدث بالسريانية على نطاق واسع في المجتمعات المسيحية بالشرق الأوسط خلال أوائل عهد المسيحية، وكانت تستخدم اللغة في كتابة مخطوطات بخط اليد ونصوص تاريخية أخرى.

ويتم حفظ بعض هذه الكتابات التي تعود إلى قرون، في مكتبة بمدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، حيث يقوم خبراء بتنظيفها والتعامل معها بعناية قبل مسحها ضوئياً لعمل نسخ رقمية.

في جامعة صلاح الدين بأربيل، يدير الأكاديمي كوثر نجيب قسماً للغة السريانية، والذي شهد تخرج ثلاثة صفوف.

ويقول نجيب إن “اللغة السريانية يعود تاريخها الى 500 سنة قبل الميلاد، هي تعدّ من اللغات القديمة على مرّ التاريخ، وهناك العديد من الكتب والمصادر والمخطوطات تؤكد قدم هذه اللغة”.

حتى مع وجود قسم اللغة السريانية وجهود أخرى مثل افتتاح متحف مخصص للتراث السرياني، فإن عدد المتحدثين باللغة في انخفاض مستمر.

واشار نجيب إلى أن الهجرة كانت من أكبر التهديدات لهذه اللغة، مضيفاً أن التراجع في استخدامها أصبح مشكلة حرجة. نجيب قال إنه “كلما زادت اللهجرة زاد الخطر على هذه اللغة، ووضعها الآن في حالة حرجة، فيوم بعد يوم تزداد الهجرة وتتجه العوائل الى دول أخرى حيث تتكلّم اللغة السائدة هناك وتنسى لغتها السريانية”. وتراجع عدد السكان المسيحيين في العراق من حوالي 1.5 مليون قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، إلى بضع مئات الآلاف فقط حالياً. وتعرض المجتمع لضربة أخرى شديدة عندما فرقهم تنظيم داعش عام 2014.

في وقت ما، كان هناك 1.5 مليون شخص يتحدثون اللغة، ولكن اليوم أقل من 300 ألف فقط يتحدثونها، حسب رئيس قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين.

وتتشعب السريانية من اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح، ولكنها ظهرت فقط بعد انتشار المسيحية.

 ويساعد معظم الطلاب الذين تخرجوا في قسم اللغة السريانية في الحفاظ على المخطوطات القديمة المكتوبة باللغة.

 مريم ناريمان، طالبة دراسات عليا في اللغة السريانية، ذكرت أن “أهم شيء هو الاحتفاظ بهذه المخطوطات لأنها قديمة جداً”، مبينة ان “مواضيع هذه المخطوطات هي مواضيع لاهوتية، ليتورجية، وهناك مواضيع اخرى كنسية”.

 *****************************

 الصفحة الثالثة

تجاهل صارخ لتضحيات العراقيين في انتفاضة تشرين

مشروعا قانونين يهددان حرية التعبير 

والعفو الدولية تطالب السلطات العراقية بسحبهما

بغداد ـ طريق الشعب

انتقدت منظمة العفو الدولية وشبكة أنسم للحقوق الرقمية في العراق، قيام الحكومة العراقية باعادة طرح مشروعي قانونينهما (حرية التعبير وجرائم المعلوماتية) على مجلس النواب، يعتقد أنهما سيؤديان الى تقييد الحقوق المتعلقة بحرية التعبير والتجمع السلمي للشعب العراقي.

ملاحقات قضائية للناشطين

وذكرت المنظمة في تقرير لها، طالعته «طريق العشب»، إن إعادة طرح مشروعَيْ القانونين هذين يتزامن مع سلسلة من الملاحقات القضائية التي تستهدف الأشخاص الذين ينتقدون الشخصيات الحكومية، إلى جانب حملة تقودها وزارة الداخلية لقمع «المحتوى الهابط» عبر الإنترنت، موضحة أنه بين كانون الثاني وحزيران من العام الحالي، قاضت السلطات 20 شخصا على الأقل بسبب ممارستهم السلمية لحقهم الإنساني في حرية التعبير، بينما حكم على ستة أشخاص بالسجن لكن أطلق سراحهم.

تجاهل تضحيات تشرين

ونقل التقرير عن مسؤولة حملات إقليمية معنية بالعراق واليمن في منظمة العفو الدولية بيسان فقيه قولها: إن محاولة السلطات العراقية الأخيرة قمع حرية التعبير تكشف عن تجاهلها الصارخ للتضحيات الاستثنائية التي قدمها العراقيون خلال انتفاضة 2019 لضمان حرياتهم.

وقالت فقيه: «يجب على الحكومة العراقية أن تسحب فورا مشروعي القانونَيْن القمعيَّيْن، وينبغي على مجلس النواب ألا يمرر أي قوانين من شأنها تقييد حقوق العراقيين الإنسانية بدون مبرر».

وتابعت فقيه قائلة، أنه «من حق الشعب العراقي أن ينتقد قادته، وأن يحتج سلميا بدون خوف من التعرض للسجن ودفع غرامات باهظة، فهذه الحقوق مهمة جدا في وقت يسعى فيه الشعب العراقي إلى محاسبة المسؤولين الحكوميين على مزاعم الفساد الممنهج وانتهاكات حقوق الإنسان».

غطاء لحماية السلطة

واشار التقرير الى ان مشروع القانون المقترح بشأن حرية التعبير والتجمع السلمي سيمنح السلطات العراقية غطاء لقانون معتمد ديمقراطيا للمحاكمة التعسفية لأي شخص يدلي بتعليقات عامة تنتهك «الآداب العامة» أو «النظام العام».

وتابع أنه بموجب مشروع القانون المقترح بشأن الجرائم المعلوماتية، فقد يواجه أولئك الذين ينشرون محتوى عبر الإنترنت، يعتقد أنه يمسّ بـ «مصالح البلاد الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو الأمنية العليا» مبهمة التعريف، عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة، ودفع غرامة تصل إلى 50 مليون دينار عراقي (حوالي 38 الف دولار امريكي).

وذكر التقرير أنه خلال اجتماعات أجريت مع منظمة العفو الدولية في بغداد في أيار، أعرب المدافعون عن حقوق الإنسان والنشطاء عن قلقهم من أن مشروعَيْ القانونَيْن سيمكّنان السلطات من قمع المعارضة السلمية بشكل أشد، مضيفا أن الإصلاحات المقترحة تثير قلقًا عميقًا بسبب الموجة الأخيرة من الملاحقات القضائية المتعلقة بحرية التعبير.

«المحتوى الهابط»

ونقل التقرير عن أحد الكوميديين العراقيين الذي حوكم أمام محكمة عراقية خلال حملة «المحتوى الهابط»، قوله «لم أعد قادرا على السخرية من أي حزب أو من الدولة أو من أي شخصية عامة… أو من حالة الطرق، أو المياه أو المدارس أو الجسور. لماذا؟ لأن كل شيء يخص الأحزاب».

وذكر التقرير، بأن مجلس النواب اجرى في 9 أيار 2023، قراءته الثانية للقانون المقترح بشأن حرية التعبير والتجمع السلمي، لافتا الى ان بامكان رئيس المجلس محمد الحلبوسي الدعوة إلى تصويت عام على القانون في أي وقت. وبالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى انه تتمّ حاليًا مناقشة التعديلات على مشروعَيْ القانونَيْن من جانب المشرعين في إطار خاص، وفقًا لما قاله أفراد شاركوا في المناقشات وشاهدوا لغة جديدة مقترحة في المسودتَيْن، إلا أنه لم يتم الإعلان عن هذه التعديلات، وليس من الواضح ما إذا كان سيتاح للشعب العراقي الاطلاع على الصيغة الأخيرة لمشروعي القانونين الخطيرين قبل التصويت المحتمل عليهما.

حق الحصول على المعلومة

ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لشبكة أنسم حيدر حمزوز، إنه «من غير المقبول أن نعاني في العراق اليوم من نقص في الوصول إلى المعلومات حول مشاريع القوانين قيد النظر من قبل مجلس النواب»، موضحا أن «الوصول إلى المعلومات حق من حقوق الإنسان الأساسية، وهو أحد العوامل الأساسية لسيادة القانون، من أجل تمكين المواطنين من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية ومكافحة الفساد».

وبحسب التقرير، فإنّ مشروع القانون يعاقب كل من يثبت أنه «أهان علنا نسكا أو رمزا او شخصا موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية»، عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وغرامة تصل إلى 10 ملايين دينار (7600 دولار).

وأضاف أنه بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فإنه عندما تفرض دولة طرف قيودا على ممارسة حرية التعبير، لا يجوز أن تعرض هذه القيود الحق نفسه للخطر، ويجب ألا تنقلب العلاقة بين الحق والقيد وبين القاعدة والاستثناء.

منفذ لحظر الاحتجاجات

وأوضح التقرير، أن مشروع القانون يسمح للسلطات بحظر التجمعات العامة، ما لم يتم الحصول على إذن مسبق من السلطات قبل خمسة أيام على الأقل، وهو لا يذكر المعايير التي ستطبقها السلطات العراقية في الموافقة على الاحتجاجات أو حظرها، ما يمنحها في الواقع سلطة حظر جميع الاحتجاجات.

 وتابع انه في تفسيرها الرسمي للمادة 21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن حرية التجمع، شددت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في تعليقها العام رقم 37 على أن «اشتراط تقديم طلب للحصول على إذن من السلطات يقوض الفكرة القائلة إن التجمع السلمي حق أساسي، وإذا كانت القوانين الوطنية لا تزال تنص على نظم ترخيص، يجب استخدام هذه النظم، في الممارسة العملية، باعتبارها نظم إخطار، على أن يُمنح الترخيص تلقائيًا ما لم تكن هناك أسباب قاهرة تمنع من ذلك».

ولفت التقرير الى ان المتظاهرين في العراق يواجهون بالفعل القمع على أيدي الأجهزة الأمنية، ويزداد هذا الخطر في أي وقت تعتبر فيه السلطات الاحتجاج غير مصرح به، لأنها تلجأ دائما إلى استخدام القوة لفض مثل هذه الاحتجاجات.

وتابع انه سبق أن وثقت منظمة العفو الدولية كيف قُتل ما لا يقل عن 600 متظاهر، وأصيب آلاف آخرون، خلال الاحتجاجات المعارضة للحكومة التي عمت أنحاء البلاد في 2019، بعد أن لجأت قوات الأمن إلى استخدام القوة المميتة.

مراقبة الحرية عبر الإنترنت

وذكر التقرير، أن الحكومة أعادت طرح مشروع قانون الجرائم المعلوماتية على مجلس النواب في تشرين الثاني 2022، وأنه بموجب القانون المقترح الذي يتسم بصياغة مبهمة، فإن أي شخص يثبت أنه مذنب بـ «تأجيج التوترات الطائفية أو الفتنة» أو «المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامتها أو مصالحها الاقتصادية او السياسية أو العسكرية أو الأمنية العليا»، قد يواجه عقوبة تصل إلى السجن المؤبد وغرامة تصل إلى 50 مليون دينار عراقي (حوالي 38 دولار أمريكي).

ولفتت بيسان فقيه الى القول انه «في نيسان 2023، أعادت الحكومة العراقية تأكيد وعدها لمنظمة العفو الدولية بأن تتكفل الحريات العامة، ومع ذلك فإن أفعالها في مجلس النواب لا تتماشى مع هذا التأكيد».

**********************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

صفقة العراق

مع توتال إنرجي

أثارت الصفقة التي وقعها العراق مع شركة توتال إنريجي لإقامة مشروع كبير للطاقة بتكلفة 27 مليار دولار، الكثير من التعليقات في الصحف العالمية.

حصة أقل

فقد كتب سنان محمود مقالاً لصحيفة (ذي ناشيونال) أشار فيه إلى أن شركة توتال إنرجي ستمتلك 45 في المائة من المشروع الذي يعد أكبر استثمار أجنبي منفرد في البلاد ويستهدف تطوير موارد النفط والغاز وتحسين إمدادات الكهرباء، فيما ستمتلك شركة قطر للطاقة 25 في المائة وشركة نفط الجنوب العراقية 30 في المائة فقط.  كما تتضمن الإتفاقية قيام الفرنسيين والقطريين بإستثمار حوالي 10 مليارات دولار لإستغلال الغاز المحترق، في تشغيل محطات توليد الطاقة، ومعالجة مياه البحر وحقنها في الآبار، إضافة إلى تطوير محطة طاقة شمسية بسعة 1 غيغابايت لتزويد شبكة البصرة الإقليمية بالكهرباء.

واشار المقال إلى ان هذه الأطراف سبق لها ووقعت على الصفقة في عام 2021، لكنها لم تنفذها بسبب خلافات حول رفض الشركات الإستجابة لإصرار العراق على إمتلاك 40 في المائة من المشروع، وهو أصرار تبدد كما يبدو، حين رضخت بغداد للأمر الواقع وقبلت بحصة أقل.

رسالة للمستثمرين

ولموقع (التكنولوجيا البحرية) كتب فلورنس جونز، مقالاً عرض فيه تفاصيل الصفقة، وأشار إلى أن مسؤولاً عراقياً، قد صرح عن بدء خطوات التنفيذ في غضون شهر من الآن، ووعد بأن يؤتي المشروع ثماره بعد 3 سنوات من إنطلاقه. كما أشار المقال إلى أن تزامن الصفقة مع قرار شركات Exxon Mobil و Shell بخفض نشاطاتها في العراق، قد يكون إشارة إيجابية قوية للمستثمرين الآخرين، كي يقدموا إلى بغداد، حسب توقعات باتريك بوياني، مدير توتال إنرجي.

مشروع لإعادة الثقة

ولموقع انيرجي انتليجنس كتب سيمون مارتيللي مقالاً حول الصفقة، معتبراً إياها رسالة قوية للمستثمرين بعد أن شهد قطاع النفط والغاز العراقي تراجعاً في اولويات شركات النفط الدولية الغربية الكبرى في السنوات الأخيرة، بسبب الظروف المالية الصعبة للبلاد ورجحان كفة فرص أخرى في العالم في سياق المنافسة مع العراق.

وذكر مارتيللي إلى أن رفع إنتاج حقل رطاوي النفطي من 85 ألف برميل إلى 210 ألف برميل في اليوم، هو الذي سيحقق أرباحًا كبيرة لتوتال وقطر إنرجي، أكثر مما سيحققه إنتاج 600 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم أو تحلية 5 ملايين برميل من مياه البحر للحفاظ على ضغط المكمن في حقول النفط الرئيسية.

ووفق ما ذكره المقال، فقد إعتبر بعض الخبراء، الصفقة مؤشراً على عودة الثقة بسوق الطاقة العراقي، الذي كان يعاني من عزوف شركات النفط الدولية الغربية عن الإستثمار فيه، معتبرين مشروع تحلية وحقن مياه البحر، خطوة هامة للمحافظة على سلامة الحقول، إضافة إلى السعي لخفض انبعاثات البلاد السنوية بمقدار 15 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

آمال مشوبة بالحذر

أما وكالة أشيوسيتبريس، فقد أشارت إلى أن الصفقة يمكن أن تساعد في حل أزمة الكهرباء الطويلة وجذب المستثمرين الدوليين وتقليل اعتماد البلاد على واردات الغاز من إيران ومكافحة تغير المناخ عبر تقليل حرق 16 مليار متر مكعب من الغاز في اليوم. وإستدركت الوكالة فربطت تنفيذ هذا المشروع الإستثماري الأكبر في تاريخ العراق، بقدرة الأطراف المنّفذة على مقاومة الفساد المستشري وعدم الاستقرار السياسي. وإعتبر تقريرها نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، والصراعات على المناصب ومواقع النفوذ، سبباً في حدوث الفساد على نطاق واسع وتبوء غير الكفوئين للمناصب. 

**********************

عين عن الأحداث

وأين الحلول؟

كشفت لجنة الزراعة النيابية عن تدهور الأراضي الزراعية في البلاد من 80 مليون الى 14 مليون دونم، وإزدياد التصّحر بواقع 70 في المائة، وإستمرار نزوح الناس من الريف، الذي إنخفض تعداد سكانه الى 30 في المائة من نفوس البلاد. هذا وفيما تشتد معاناة الفلاحين من إهمال متعمد وجفاف قاس ومحدودية الدعم، يتردى واقع الانتاج الزراعي، بنسبة تتراوح بين 27 و 35 في المائة، وتنخفض إنتاجية الأرض والعمل ورأس المال، ويتدنى مستوى الإدارة الحقلية والبستنية و كفاءة استخدام مياه الري، وتتدهور الثروة الحيوانية، فيما يستمر تخلف الحكومة، كسابقاتها، عن تبني إستراتيجية علمية لمعالجة كل هذه المخاطر.

وين الملايين؟

أعلن البنك المركزي العراقي عن إرتفاع إحتياطيات البلاد من العملة الصعبة وبلوغها 113 مليار دولار، بنقص قدره ملياري دولار عما توقعته الحكومة في أذار الماضي. ويأتي هذا التحسن بسبب إرتفاع إيرادات دول أوبك من صادرات النفط خلال 2022، نتيجة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الخام، حيث جاء العراق في المرتبة الثانية بعد السعودية، فبلغت إيراداته 120.5 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 51.1 في المائة عن العام 2021. هذا ويتساءل الناس، حين يسمعون بكل هذه الخيرات، عن أسباب وجود ازمات اقتصادية في البلاد، وإستمرار بقاء 30 في المائة من العراقيين تحت مستوى الفقر.

إي قابل بس هُمّه

ذكرت وكالات الأنباء، بأن قرار سحب يد مدير عام مصرف الرافدين الحكومي وعدد من مساعديه، قد جاء بسبب تسببهم في هدر المال العام وسوء الإدارة وقيامهم بإجراء تنقلات إدارية على أساس المحسوبية والمنسوبية بعيدا عن معيار الكفاءة والنزاهة وتعينهم أشخاصاً غير مؤهلين في مناصب حكومية، وتأخير إنجاز معاملات الزبائن واستخدام المنصب لتحقيق غايات وأهداف حزبية وشخصية، وإختلاس مبالغ كبيرة من الدولارات أثناء عملية بيع العملة، وبيع سبائك ذهبية بشكل غير قانوني. هذا وفيما تم الإكتفاء بإجراء سحب اليد فقط مقابل كل هذه الجرائم، قررت وزارة المالية صرف نصف رواتب هؤلاء خلال فترة العقوبة.

اللي بعبه طلي!

عقدت الحكومة صفقة مع إيران لشراء الغاز لمدة خمس سنوات وفق نظام المقايضة بالنفط الأسود. وفي الوقت الذي أعتبرت فيه الحكومة، الإتفاق إنتصاراً كهربائياً، دون أن تعلن تفاصيله، في غياب متكرر للشفافية، أعرب مختصون مطلعون عن خيبة أملهم جراء التفريط بمصالح العراق، حيث نصّ العقد على عدم إمكانية الغائه قبل إنتهاء مدته، والزم العراق بدفع 90 في المائة من سعر الغاز، حتى حين يتعذر وصوله اليه لأي سبب كان، إضافة لإرتفاع سعر الغاز، والذي بلغ تسعة دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، فيما لا يتجاوز سعره في الأسواق العالمية 2.6 دولار.

من المسؤول!

أعلنت السلطات عن توقيف 10 آلاف شخص خلال 8 أشهر، في قضايا مرتبطة بتجارة وتهريب المخدرات، وعن ضبط مصنع لإنتاج الكبتاغون مع مليوني حبّة مخدّرة، في محافظة المثنى، كمحاولة لأن تكون عملية التصنيع في الداخل، بعد أن كان العراق ممرّاً لتهريب هذه الحبوب المخدّرة. هذا ورغم بعض النجاح الذي حققته الحكومة في مواجهة هذا الخطر، فإن الخلاص النهائي منه، يتطلب خوض معركة طويلة، تشمل مكافحة البطالة بين الشباب وتحسين مستواهم المعاشي وتنمية وعيهم وضمان مستقبل لائق بهم، بالتزامن مع المتابعة الأمنية للمهربين، التي لن تكون قطعاً، كافية لوحدها لقطع دابر المشكلة.

 ***********************

 الصفحة الرابعة

الحكومة المحلية تتحدث عن «ثورة عمرانية»

ناشطون بصريون: نوعية المشاريع والخدمات يحددها الثقل الانتخابي

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يؤشر ناشطون بصريون تفاوتاً ملحوظا في جودة ونوعية العمل على المشاريع الخدمية وآليات تنفيذها بين منطقة وأخرى، مؤكدين أن الأحزاب المتنفذة تولي اهتماما لمناطق جماهيرها الانتخابية، تزامناً مع قرب انتخابات مجالس المحافظات.

احمد خليل (37) عاماً يسكن في احدى نواحي محافظة البصرة، يؤكد ان منطقته تشكو من سوء الخدمات وتلكؤ المشاريع، إذ يقول لمراسل “طريق الشعب”، إن المشاريع “لم تقدم شيئا سوى عرقلة سير الطرق وضياع وقت العاملين فيها”.

وقال ان “بعض المشاريع تم تغيير الشركات المحالة عليها، ما ساهم بتلكؤ العمل وارتباك الوضع أكثر من دون حصول نتائج ملموسة”.

واضاف ان مشكلتي الكهرباء والماء “ازليتان” في أكثر المناطق.

ودعا احمد الجهات الحكومية إلى تنفيذ مشاريع ترفع من مستوى الخدمات في جميع مناطق المحافظة، مردفا ان هناك تمييزا بين منطقة وأخرى في ما يخص توفير الخدمات وتنفيذ المشاريع.

وتسبب تلوث المياه الناجم عن تردي البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي بتعرض أكثر من 120 ألف شخص لأمراض مختلفة.

“ثورة عمرانية”

وتشهد محافظة البصرة ثورة عمرانية متكاملة على مستوى البنية التحتية، وما يلحقها من تقديم خدمات للمواطن البصري، بحسب معاون محافظ البصرة، حسن النجار.

ويعزو النجار في حديث مع “طريق الشعب”، أسباب تأخر انجاز بعض المشاريع الخدمية في البصرة الى “قلة الموارد المالية التي تأتي للمحافظة”، لافتاً الى وجود شركات متعاونة إذ أنجزت عملها من دون المطالبة بمستحقاتها المالية.

ويؤكد أن محافظة البصرة “تتضمن عددا من المشاريع في مركز المحافظة وكافة اقضيتها ونواحيها ومن ضمنها شمالي البصرة”، مضيفا “بدأنا في مشروع الطريق الحولي، الذي يبدأ من منطقة الحارثة باتجاه شط العرب ثم يعود الى ابي خصيب ثم السريع، وهو طريق حولي متكامل”.

ويردف كلامه قائلاً، أن “هناك مشاريع رئيسية ستخدم المحافظة، كمشروع الزبير إذ يجري العمل فيه بشكل مستمر إضافة الى مشاريع المجاري في شمال المحافظة”، مؤكدا ان عملية توزيع المشاريع تتم بالتساوي بين مركز واقضية المحافظة، مع التركيز على المناطق المحرومة”.

ويضيف أن “مسألة المياه في البصرة هي مشكلة كبيرة ومعضلة لا يمكن حلها، فالحكومات السابقة كانت تذهب الى مشاريع التحلية وكانت الحكومة المركزية مسؤولة عنها. اما الحكومة الحالية فسعت الى تحويلها الى إدارة الحكومة المحلية، معتبراً ذلك “التفاتة جيدة تحتسب للحكومة، وننتظر تنفيذ الموازنة لأجل البدء بتحلية مياه البحر”.

ويتابع حديثه، “يوجد العديد من المقترحات لمشاريع تحلية المياه. سنختار أفضلها”.

مناطق دون اخرى

الناشط من محافظة البصرة، زين البصري، يقول إنه بالرغم من “فشل مجالس المحافظات السابقة بإدارة المحافظة الا ان هناك حاجة لوجودها شرط ان تكون منبثقة من الشعب، ليكون هناك توزيع عادل للمشاريع في المحافظة، ومراقبة حقيقية لإنجاز المشاريع”.

ويشير في حديثه مع “طريق الشعب”، الى أن الحكومة الحالية “سلطت الضوء على المشاريع الخدمية لكن ليس بالشكل المتكامل، اذ اكتفت بتبليط الشوارع ومد انابيب المجاري فقط”.

ويؤكد أن “حملات التبليط منتشرة في مركز المدينة. اما في الاقضية والنواحي فتشهد تلكؤا واضحاً. كما ان اغلب المشاريع تحال الى شركات رديئة”.

ويرجع البصري سبب الاهتمام بالمشاريع الخدمية لدى مناطق معينة دون أخرى، الى المنافسة السياسية قبيل الانتخابات، حيث تركز الأحزاب المهيمنة على المشهد البصري على الاهتمام بالمناطق التي لديها فيها ثقل جماهيري، ما يجعل التعامل مع الملفات الخدمية بشكل فئوي واضح”.

يشار الى ان هيئة النزاهة الاتحاديَّة رصدت تلكؤاً في عدد من مشاريع محافظة البصرة وهدرا في المال العام، تجاوزت قيمته 16 مليار دينار في مشروعين فقط.

************************ 

طالبوا الجهات المعنية بتعويضهم عن الخسائر

«العشب الاخضر» مزارعو بهرز يبتكرون طرقا جديدة للعيش

بغداد – طريق الشعب

أجبر جفاف الأراضي في محافظة ديالى كثيرا من المزارعين على البحث عن وسائل وموارد بديلة للعيش، في محاولة للتأقلم مع الجفاف الذي يجتاح عموم مناطق البلاد.

ووجد هؤلاء المزارعون ضالتهم في زراعة وتصدير نبات “العشب الاخضر” بأصنافه المختلفة، لتتحول 11 منطقة في ناحية بهرز الى مركز لزراعة وتصدير الثيل لمناطق ديالى ومحافظات عدة.

أحد المزارعين في ناحية بهرز، ياسر جبر، يقول لـ”طريق الشعب”، إن “شح المياه وتكاليف الأسمدة والبذور والمبيدات دفعتنا للتفكير بزراعة موارد نباتية أخرى، وبعد بحث طويل، ووجدنا ان زراعة العشب تبدو نافعة”.

ويضيف ياسر، ان زراعة الثيل تزاول في الناحية منذ سنوات، لكن ليس بالشكل الكبير، لافتا الى ان “زراعة العشب بدأت في قرى بهرز، على أثر المردودات المالية التي تحققها، وقلة التكاليف مقارنة بزراعة الحنطة أو المحاصيل الأخرى”.

ويوضح ان “زراعة العشب تتم عبر تقطيعه بشكل مربع وتوزيعه على الارض، ثم يسقى بالماء ليصبح جاهزا للبيع بعد 3 أشهر فقط”.

“تسبب الجفاف القاسي بنزوح العديد من العوائل عن الناحية وترك العديد من الفلاحين لاراضيهم، متجهين نحو مركز المدينة، بحثا عن موارد اقتصادية جديدة. ومن تبقى بدأ يتجه الى زراعة العشب الاخضر باستخدام اساليب ري حديثة”، بحسب ياسر الذي طالب بتعويض الفلاحين في الناحية وتوفير كافة المستلزمات الحديثة للري.

اعتماد ذاتي

يقول رئيس الجمعية الفلاحية في المحافظة رعد التميمي، إن “الجفاف الذي لاح محافظة ديالى أثر بشكل كبير على كافة الفلاحين والمزارعين ومربي الحيوانات”، مشيرا الى ان الثروة الحيوانية تكاد تنتهي.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “أكثر من 3000 دونم تضرر في احدى النواحي”، مضيفا انه يمتلك 30 دونما تضرر منها ما يقارب 95 في المائة.

ويردف كلامه قائلا، إن “الفلاحين لا يستطيعون سقي ما تبقى من أراضيهم إلا كل شهرين أو شهر ونصف”.

ويبين ان ناحية بهرز من المناطق التي تعاني من الجفاف الحاد: “يتم إمدادها في الوقت الراهن من مياه دجلة، حيث تم مد أنبوب الى نهر خريسان الذي بدوره يوزع المياه على الناحية، لكنه قليل جدا. وقبلها كان يعتمد على مياه الابار لكنها جفت ايضا بفعل الجفاف”.

وبسبب عدم وجود خطة زراعية للعام الجاري وقلة منسوب المياه اتجه مزارعو ناحية بهرز الى زراعة “الثيل، كونه يتأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة”، بحسب التميمي الذي يؤكد ان زراعة الثيل يزاولها اهل بهرز منذ عام 2003.

ويشير الى ان اعداد الفلاحين المتواجدين ليس كالسابق كون بعضهم تركوا اراضيهم، واتجهوا الى العمل الحر في المدن، مؤكدا غياب الخطط الزراعية منذ ٣ سنوات، وما يوضع لا يتجاوز 20 في المائة، ما يؤدي الى اعتماد الفلاح على نفسه بتوفير الاسمدة والمبيدات.

ويستغرب التميمي من عدم تعويض فلاحي ديالى، بالرغم من تعويض العديد من الفلاحين في بقية المحافظات.

لماذا العشب؟

يقول مسؤول اعلام شعبة زراعة بهرز، محمد جبار إن “شح المياه والتكاليف الباهظة للمستلزمات الزراعية دفع المزارعين للبحث عن بدائل للحنطة والمحاصيل الزراعية الاخرى”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “سعر المتر الواحد للعشب يقدر بـ(3500) الف دينار، وانه يزرع 3 مرات في السنة، فيما تقدر ارباح الدونم الواحد بأكثر من 500 ألف دينار مقارنة بالأرباح القليلة للمزروعات الأخرى”.

وتزدهر زراعة العشب في 11 قرية جنوبي ناحية بهرز، وتشهد توسعاً وتمدداً للقرى والمناطق الأخرى، إذ أصبحت تجارة استراتيجية وهبة منقذة للمزارعين المنكوبين جراء انهيار الامن والتهجير وانعدام مقومات الزراعة.

ويتابع حديثه بالقول: ان “المزارعين بدأوا يستخدمون الترويج الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعشب واستعدادهم لتجهيز طلبات الزبائن”.

وفي ختام حديثه دعا جبار الى الاتجاه نحو زراعة العشب في المناطق التي تعاني من الجفاف وعدم توفر الآبار والموارد المائية، مشيرا الى وجود مخاطبات للجهات الرسمية لأجل دعم زراعة العشب الاخضر بتقنيات الري الحديثة.

**************************

الاحتيال.. ظاهرة يمتهنها ضعاف النفوس وضحيتها أصحاب الحاجة

بغداد – طريق الشعب

يتعرض عدد ليس بالقليل من الأشخاص إلى عمليات نصب واحتيال سواء في تعاملاتهم اليومية أم في مشاريع طموحة، أملا في تحسين مستوى معيشتهم او غير ذلك، لكن غالبية هؤلاء الضحايا يجهلون الاجراءات القانونية الاستباقية التي تضمن لهم عدم الوقوع في شراك الاحتيال.

استغلال الحاجة

‏حمزة ليث، شاب في عقده العشرين، تخرج منذ سنتين في كلية الإدارة والاقتصاد، وحاله حال بقية اقرانه الذين ينهكون وهم يبحثون عن عملٍ من شأنه أن يسد حاجتهم اليومية ومتطلبات عوائلهم، حتى لو كان هذا العمل خارج تخصصاتهم الدراسية.

واثناء بحث حمزة عن عمل وجد شخصا بادر بإعطائه وظيفة كحارس أمني في (في احد مولات بغداد) الكائن في منطقة الحارثية.

يقول حمزة لـ “طريق الشعب”، إن “الشخص اشترط عليه دفع مبلغ قدره 1000 دولار مقابل الحصول على الوظيفة. بصراحة اعتبرنا الامر طبيعياً، كون الحصول على عمل في العراق يتم بهذه الطريقة”.

تخوف حمزة من تقديم شكوى. كما انه لا يعلم بوجود مواد قانونية من شأنها أن تحاسب من يقوم بعمليات النصب والاحتيال، واكتفى بالدخول في جدال مع السارق عندما علم بكذبه عليهم وانه لا توجد وظيفة، وبعدها اختفى.

يستغل العديد من ضعاف النفوس الوضع الاقتصادي العام للعوائل البسيطة؛ إذ يعتبرونهم فريسة سهلة الاصطياد بسبب حاجتهم الماسة للعمل. وفي الغالب يتم استخدام أساليب يصعب إثبات واقعة الجريمة فيها، ما يؤدي إلى تكبد الضحايا خسائر فادحة.

ويفلت المتهم من العقوبة دون محاسبة، كما أن أغلب من يتم ايقاعهم في شباك الاحتيال، لا يعلمون بوجود مواد قانونية تحاسب من يمارس هذه الأفعال.

انعدام الثقة بين الناس

المواطنة دنيا امير، تروي تفاصيل وقوعها في فخ الاحتيال المالي عبر اعلان يخص الدراسة، شاهدته على منصات مواقع التواصل.

تقول دنيا، إن “شخصا ما اعرفه أعلن عن وجود فرصة للدراسة في إحدى جامعات بريطانيا بالشراكة مع منظمة دولية، لمدة ستة أشهر مقابل مبلغ مالي لم يكن قليلاً”.

وتضيف دنيا انها دفعت المبلغ كاملا، وبعدها تلقت الصفعة، إذ اكتشفت انها سرقت بالكامل، ولم تستطع تقديم شكوى كونها لا تملك أي دليل على انها سلمت المحتال مبلغا ماليا.

وتضيف دنيا، “بدا لي أن خطوة الدراسة جيدة كوني من محبيها، ولدي طموح بإكمال أكثر من دراسة، هذا ما دفعني في دفع المبلغ”.

“من شان هذا الامر ان ينعكس بشكل سلبي على المجتمع الذي بدأ بعض الأشخاص فيه يمتهنون الاحتيال لكسب مال وفير بوقتٍ قصير ودون جهد وعلى حساب” تضيف دنيا أن “انتشار هذه الأساليب يجعل المواطن يتعامل بقلق بالغ وعدم ارتياح، ويستنزف قبل أي عملية يقدم عليها الكثير من الجهد العقلي. وهذا يعبر عن انعدام الثقة بين الناس”.

جهل قانوني

ويعلل القانوني مصطفى البياتي، سبب وقوع الأفراد ضحايا الاحتيال، وذلك لقلة المعلومات الخاصة بالأجراء الذين يعملون به، إضافة الى ضعف معرفتهم بالقانون، حيث إن اغلب من يتعرضون للاحتيال لا يعلمون بوجود مواد قانونية تكفل حقوقهم، إذا ما كانوا يملكون دلائل على عملية الاحتيال.

وينصح البياتي في حديث مع “طريق الشعب” المواطنين بان “لا يقدموا على تعاملات مالية كبيرة إلا بعد استشارات قانونية والاستعانة بأصحاب الخبرة والتجارب، لتلافي الوقوع بعملية النصب والاحتيال، وأن يثبتوا حقوقهم بمستندات تحريرية وأمام شهادة شاهدين اثنين، كي يضمنوا حقوقهم قانونياً”.

ويجد البياتي ان الاحتيال يشكل تعاملا يوميا وسلوكا لدى بعض أصحاب المهن.

ويُطلق على المحتالين في الشارع العراقي لقب (56)، الذي جاء نسبة الى المادة القانونية في القانون العراقي (قانون النصب والاحتيال)، المادة 456 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، واختصارا تم إطلاق 56 على تلك المادة القانونية.

ويعاقب المحتال وفق هذه المادة بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، بحق كل من استعمل طرقا ووسائل لخداع المواطنين والاحتيال عليهم، وأدى هذا الفعل إلى حصول منافع مادية أو معنوية لمرتكب الاحتيال، بحسب البياتي.

ويبين إن “المتهم عندما يحكم بقضية الاحتيال ويقضي فترة محكوميته، يعطى للضحية الحق في مراجعة المحكمة المدنية للمطالبة بتعويض مادي ومعنوي، جراء ما أصابه من خداع واحتيال”.

**************************

 الصفحة الخامسة

مواطنون: ليست حلاً للزمة

السيارات الحوضية تعوض غياب مياه الإسالة!

متابعة – طريق الشعب

على إثر الأزمة المائية الحادة التي يشهدها العراق منذ أكثر من سنتين، تفاقمت مشكلة شح مياه الشرب في العديد من المدن والقرى والأرياف، وازدادت وتيرتها ابان فصل الصيف الحالي، بعد ان انسحبت على مدن أخرى عديدة كانت خارج الأزمة.

وكإجراء طارئ، خصص العديد من إدارات المحافظات والأقضية والنواحي سيارات حوضية لنقل المياه إلى المناطق المتضررة، بعد أن أصبحت محطات الإسالة فيها خارج الخدمة، بناء على انخفاض مناسيب المياه في الأنهر. وفيما يؤكد الأهالي المتضررون من الأزمة أن المياه التي تصلهم عبر السيارات الحوضية غير كافية ولا تلبي احتياجاتهم الأساسية، يرون أن هذا الحل غير مجدٍ، وأن هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول طويلة الأمد.

ويعاني سكان الكثير من مناطق البلاد، ومنها في بغداد، شحّا في مياه الشرب، والذي ازدادت حدته خلال السنتين الأخيرتين جراء قلة هطول الأمطار، وعدم منح البلاد حصة مائية كافية من الدول المتشاطئة معها.

ومنذ شهور سجلت مناطق في محافظات عدة، منها ديالى وواسط والمثنى وذي قار، موجات من النزوح القسري، بسبب أزمة الجفاف وانخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، وبالتالي انحسار مياه الشرب.

وتوقفت محطات الإسالة في مناطق عديدة، معظمها قرى وأرياف، الأمر الذي اضطر الأهالي إلى الاعتماد على السيارات الحوضية، سواء التي توفرها لهم الجهات الحكومية، أم التي يشترونها من القطاع الخاص. بينما توجه الكثيرون من المواطنين، من سكان مناطق ريفية ومدن، إلى حفر الآبار للحصول على المياه، رغم التحذيرات الصحية من الحفر العشوائي للآبار، والتي تؤكد أن المياه الجوفية ليست صالحة للاستعمال البشري دائما، كون بعضها ملوثا بالجراثيم والمواد الكيمياوية الضارة. 

ولم تُبدِ الحكومة أي اهتمام حقيقي بملف المياه، سواء في تفكيك الأزمة المائية مع إيران وتركيا، أم في احتواء العائلات المتضررة وتقديم الدعم لها بشكل جاد، الأمر الذي أدى إلى استفحال الأزمة، وبالتالي زاد من عدد العائلات النازحة الهاربة من العطش.

صلاح الدين تستعد للأزمة

محافظة صلاح الدين، التي تعتمد بعض مناطقها أيضاً على الحوضيات لإيصال ماء الشرب للأهالي، أصدرت توجيهات لتقنين استخدام المياه.

وقال المتحدث الرسمي باسم المحافظة، جمال عكاب، انه “وفقاً للمعلومات الواردة من دائرة الموارد المائية، والتي أشارت إلى وجود أزمة مياه خلال الأيام المقبلة، فإن صلاح الدين استعدت مبكراً لهذا الموضوع، وأصدرت تعليمات للمواطنين من أجل تخطي الأزمة”.

ودعا عكاب في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، المواطنين إلى “ترشيد استهلاك المياه وإيقاف الاحتياجات غير الضرورية منها”، داعيا أيضا الجهات الرسمية إلى “شن حملة على كراجات غسيل السيارات، لوقف الهدر الكبير للمياه خلال شهري تموز وآب”.

كركوك تستثمر جميع حوضياتها

من جانبها، أوعزت مديرية ماء كركوك مطلع الأسبوع الجاري، باستثمار جميع السيارات الحوضية من أجل إيصال المياه للمناطق التي تعاني شحا مائيا.

وقال مدير الماء عباس إسماعيل علي مردان، في حديث للجريدة الرسمية، أن توزيع المياه سيجري حتى خارج أوقات الدوام الرسمي، وفي أيام العطل، مشيرا إلى أن ذلك يأتي لتلافي مشكلة انقطاع مياه الإسالة، والتي تتفاقم مع تراجع تجهيز التيار الكهربائي.

وأضاف قائلا أن “المديرية عملت بالتعاون مع دائرة توزيع الكهرباء، على معالجة العارض الفني في محطة عمشة العائدة إلى مشاريع ماء الدبس. إذ إن مشكلة هبوط وتذبذب الفولتية الكهربائية أدت إلى شح الماء في المناطق التي تتغذى من المحطة، وهي تبة وفيلق وعرفة وحي بدر والعمل الشعبي”.

ويتسبب انخفاض فولتية الكهرباء وتذبذبها، في توقف عمل محطات الإسالة والمضخات الزراعية الكبيرة التي يتطلب تشغيلها تيارا كهربائيا مستقرا.

الحوضيات ليست حلا!

حال وصول السيارات الحوضية إلى المناطق التي تعاني شحا مائيا، يتسارع المواطنون، كبارا وصغارا، للتجمع حولها، من أجل الحصول على حصصهم المائية. لكن هذه الكميات لا تلبي الحاجة، خاصة في فصل الصيف. كما ان هذه الطريقة في تأمين المياه للأهالي، ليست حلا في بلد يمتلك نهرين عرف بهما منذ القدم – حسب تعبير مواطنين. 

وفي هذا الصدد يقول الحاج أبو علي، وهو من أهالي صلاح الدين، أن “إيصال المياه بالسيارات الحوضية ليس حلاً. نحتاج إلى مياه كثيرة لتلبية احتياجات المنزل، خصوصاً في الصيف”، لافتا في حديث صحفي إلى أنه “لا يمكن أن تسكت الحكومة عن الدول التي تقطع المياه عن البلاد، فتكتفي بمياه الحوضيات. نحتاج إلى حلول واقعية.. حلول طويلة الأمد، لا معالجات بسيطة”.

ولجأ الكثيرون من المواطنين في المناطق المتضررة من الأزمة، إلى حفر آبار صغيرة في باحات منازلهم، بغية الحصول على المياه، إلا أن غالبية تلك الآبار لم تكن مياهها صالحة للاستهلاك البشري.

************************ 

امنعوا قتل

 المساحات الخضراء!

 حميد المسعودي

المساحات الخضراء العامة في بغداد، وبالرغم من قلتها، لم تعد متنفسا للعائلات أو مصدرا لتلطيف الأجواء وتجميل الأمكنة. إذ إن الاستحواذ عليها وتجريفها واستثمارها تجاريا، يجري على قدم وساق وفي وضح النهار، على أيدي أشخاص يبدو انهم مرتبطون بجهات متنفذة!

فهؤلاء يستغلون ارتباطهم بجهات حزبية متنفذة أو انتماءهم إليها، فيستحوذون بقوة سطوتهم على تلك المساحات، ويتصدون لكل من يعترض على هذا التجاوز.

الكثير من الشواهد على مثل هذه الحالات في مختلف مناطق بغداد. ففي الكرادة الشرقية مثلا، صارت المساحات الخضراء تتعرى يوما بعد آخر، تحت مبررات وحيل شتى، أو تتعرض للإهمال ليأتي من يستحوذ عليها. ومن ذلك، ثلاث مساحات تقع على شارع العطار في الكرادة، كانت جميلة وتزيّن المنطقة بأكملها. وتتوسط إحدى تلك المساحات، وهي حديقة عامة، المنطقة المحصورة بين الكرادة الشرقية والكرادة خارج، وقد أصبحت اليوم في وضع بائس بعد أن طالها الإهمال والنسيان من قبل أمانة بغداد. ولعل هناك من سيضع اليد عليها ويستثمرها تجاريا!   

ومقابل هذه الحديقة توجد مساحة خضراء كبيرة ايضا، نُصبت في واجهتها مولدات أهلية، فيما تُرك ما تبقى منها، مهملا وعرضة للاستحواذ.

وإلى يمين هذه المساحة، وعلى بعد ٣٠٠ متر تقريبا، كانت هناك قطعة خضراء تصل مساحتها إلى 600 متر مربع. وهذه تحوّلت واجهتها فجأة، ومن دون سابق انذار، إلى مطاعم. إذ وضع متعهد يده عليها، وبنى المطاعم، فيما حوّل المساحة المتبقية إلى حديقة للأطفال عالية الأجر!

علما، أن المساحات المذكورة ثلاثتها تعود ملكيتها إلى أمانة بغداد. فهل إن الأمانة على علم بما آل إليه وضع تلك المساحات؟! هل توافق الأمانة على هذه التجاوزات، وهي التي تدعونا كمواطنين، دوما إلى غرس الأشجار للمساهمة في مواجهة التصحر؟!

أين الجهات المعنية من هذه التجاوزات التي تقتل الحدائق وتقضي على متنفس البغداديين؟!

************************* 

الرمادي

«ناظم الورّار»

يخرج عن الخدمة تماما!

متابعة – طريق الشعب

خرج “ناظم الورار” في مدينة الرمادي، عن الخدمة وتوقف تماما عن نقل مياه الفرات إلى الأراضي الزراعية، وذلك جراء الانخفاض الحاد في مناسيب النهر، ما أسفر عن حرمان نحو 90  ألف دونم من أراضي الخطة الزراعية لهذا العام، من المياه - وفقاً لما ذكره مسؤولون ومزارعون عبر وسائل إعلام.

المزارع أحمد هاتف، قال في حديث صحفي أن “مصدر معيشتنا الأساسي فقدناه إثر الجفاف، ما حوّل الأراضي الخصبة القريبة من النهر إلى مساحات قاحلة، وتسبب في نفوق الأسماك”، مبينا أن “مشكلتنا تتفاقم مع التلوث البيئي الحاصل في الأنهر، نتيجة تصريف النفايات والملوثات الصناعية والزراعية فيها”.

وتابع هاتف قوله: “ليس أمامنا سوى طلب العون من الحكومة والجهات المعنية، عبر القنوات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي”.

من جانبه، قال مدير الموارد المائية في الرمادي، جمال عودة، أن “ناظم الورّار خرج عن الخدمة بسبب شح المياه، إضافة لتجاوزات معامل الرمل الموجودة على نهر الفرات”، مؤكدا في حديث صحفي أنه “نواجه صعوبات كبيرة جداً في إيصال مياه الشرب إلى مناطق كثيرة في الرمادي، بسبب انخفاض مناسيب مياه السدة وعدم القدرة على تشغيل ناظم الورّار”.

***********************

مواساة

  • بمزيد من الأسى والألم، تعزي مختصة العمل الثقافي المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الوسط الثقافي والفني برحيل الرائد المسرحي الفنان غازي الكناني.

والفقيد شكل علامة مضيئة في تاريخ الفن العراقي الملتزم، وفي مجالات المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما، وحصل على جوائز كثيرة محلية وعالمية، وجايل الكثيرين من الفنانين الذين عمل معهم فترة طويلة امتدت إلى أكثر من ستة عقود من الزمن، انجز خلالها الكثير من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والسينمائية.

للفنان الراحل الذكر الطيب على الدوام، ولأهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة صديق الحزب احمد سعيد نجم، وذلك بوفاته.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

**********************

تهديد بإزالة 220 منزلا متجاوزا في «الحرية»

متابعة – طريق الشعب

يُهدد استثمار جديد في مدينة الحريّة شمالي بغداد، بإزالة 220 منزلاً تسكنها عائلات من ذوي الدخل المحدود، فضلا عن إزالة ساحة لكرة القدم تأسست عام 1968.

وحسب ما نقلته منصة “964” الاخبارية عن مواطنين، فإن هذه الأرض التي يراد استثمارها في بناء مجمع سكني، لا تصلح لهذا الغرض، بسبب وجود أنابيب لنقل المياه الثقيلة، تحتها.

وتعود الأرض إلى وزارة الصناعة والمعادن، وهي تضم ساحة رياضية يطلق عليها “ساحة منطقة الجمعيات”، إضافة للأرض المحيطة بها التي تقع عليها المنازل المتجاوزة.

ويستند الأهالي في رفضهم المشروع، إلى تأثيره المباشر عليهم، فضلا عن عدم صلاحية الأرض للبناء، مشيرين إلى أن “البناء سيكون غير آمن، لأن الأرض تحتوي على أنابيب لنقل المياه الثقيلة”.

من جانبه، قال مدرب “أكاديمية غاتوزو ميلان” لكرة القدم، منتظر عبد الستار، أن الساحة الرياضية المشمولة بالمشروع، تأسست عام 1968 على يد الرياضي الراحل راضي شويش، مبينا أن الساحة يتدرب فيها اليوم 14 فريقا شعبيا، ليس لديها مكان آخر لممارسة الرياضة.

وأضاف قائلا في حديث صحفي أنه “يحيط بالساحة 220 منزلاً يسكنها متجاوزون، غالبيتهم موظفون في شركة الصناعات الصوفية”.

أما المواطنة أم رائد، التي تسكن في أحد تلك المنازل، فتقول: “لا نملك منزلا. اضطررنا إلى بناء منزل (چينكو) في هذا المكان، قبل 12 سنة”، وتؤكد في حديث صحفي: “لن نخرج من مكاننا هذا، لأننا لا نملك شيئاً، إلا إذا جرى تعويضنا بمنازل أو شقق سكنية، عدا ذلك، نحن مستعدون للموت تحت (الشفل)، على أن نخرج من بيوتنا”!

************************ 

في ناحية النيل

مكب نفايات يسرطن المواطنين!

متابعة – طريق الشعب

في منطقة الصياحية بناحية النيل شمالي بابل، يوجد مكب نفايات واسع، يقع قريبا من أحياء سكنية.

وفيما يؤكد عدد من السكان في حديث صحفي أن هذا المكب يؤثر على صحتهم بشكل مباشر نتيجة الإنبعاثات والأدخنة السامة التي تصدر عنه بعد حرق النفايات، تقول البلدية أنه لا بديل في الوقت الحالي عن هذا المكب!

مختار الصياحية حيدر العماري، يقول في حديث صحفي أن “المنطقة سجلت خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الحالي، 30 إصابة بسرطان الرئة، نتيجة انبعاث الغازات والأدخنة السامة الناتجة عن حرق النفايات في المكب”، مؤكدا أنه “لدينا عائلة فقدت 5 من أبنائها بسبب السرطان. وقد طالبنا أكثر من مرة بضرورة وقف رمي النفايات في هذا المكان”.

ويتابع العماري قوله أنه “مع زيادة كميات النفايات بدأ المكب يتوسع ويتجاوز على بعض المساحات الزراعية، بذريعة أنها مملوكة للدولة وليست لشخص معين”.

منصة “964” الاخبارية، تنقل عن النائب عن محافظة بابل أمير المعموري، قوله أن “رمي البلدية النفايات في هذا المكان مخالفة بيئية واضحة. كما ان هناك أكثر من 7 مؤسسات صحية تلقي نفاياتها الطبية في المكان ذاته، رغم أن القانون لا يسمح بذلك”.

من جانبها، تقول مديرة إعلام بلدية الحلة، وداد العبادي، أنه “في الوقت الحاضر لا يوجد لدينا أي موقع بديل يمكن أن يصلح مكبا للنفايات وفق المحددات البيئية”، مشيرة في حديث صحفي إلى أن “المحافظة بصدد المباشرة بإنشاء معمل لتدوير النفايات، من خلال إعلانه كفرصة استثمارية بعد إكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وهذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة”.

إلى ذلك، يذكر مدير عام صحة بابل، حيدر البيرماني، أن “من وظائف الصحة الكشف عن الأمراض السرطانية وتشخيصها، مع توفير العلاجات على حسب نسبة الإصابة”، مستدركا في حديث صحفي “لكن تشخيص أسباب الإصابة، من وظيفة مديرية البيئة. فهي لديها اختصاصيون في تحديد نسب التلوث والإشعاعات، ومدى تأثيرها على الأماكن المحيطة بها”.

*************************** 

 الصفحة السادسة

الشيوعي اللبناني يدعو الى اعتصام أمام سفارة اليونان

بيروت – طريق الشعب

دعا الحزب الشيوعي اللبناني الى الاعتصام امام السفارة اليونانية اليوم الخميس، للمطالبة بأطلاق سراح المناضلة سهى بشارة وإلغاء القرار الصادر بحقها.

وذكر المكتب السياسي للحزب في بيان، تلقته “طريق الشعب”، ان “السلطات اللبنانية لم تقم بواجبها إزاء هذا الاعتداء، بقيت متقاعسة عن تحمّل مسؤولياتها بعدم إعطاء هذه القضية الوطنية الاهتمام الذي تستحقه”. وأشار البيان الى عدم وجود أي تحرك من قبل الخارجية اللبنانية، على الأقل في ادانة واستنكار احتجاز المناضلة سهى بشارة، وكذلك لم يجر استدعاء السفيرة اليونانية، مؤكداً ان “ الحزب ينتظر موقفاً من المذكرة التي رفعت للسلطات الحكومية”. واكد البيان، انه “ امام هذا السلوك السياسي المدان والمتوقّع من سلطة استقالت من كل مهامها، وهي المرتهنة والخائفة من غضب مشغلّيها، واستكمالاً للحملة المستمرة دفاعاً عن المناضلة المقاومة سهى بشارة ومن أجل إلغاء قرار الظلم والعدوان للحكومة اليونانية بحق سهى يدعو الحزب الشيوعي اللبناني إلى الاعتصام أمام السفارة اليونانية، نهار الخميس الواقع في 2023/7/20 الساعة الحادية عشرة صباحاً”.

**************************

الأردن.. مساعدات السوريين تتقلص بسبب نقص التمويل

عمان – وكالات

أعلن برنامج الأغذية العالمي تقليص مساعداته الشهرية لأكثر من مئة ألف لاجئ سوري يقيمون في الأردن، بالثلث اعتبارا من آب المقبل، بسبب نقص التمويل. وقال البرنامج انه «سيضطر إلى تخفيض قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ». ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجّلين لدى الأمم المتحدة. ونقل البيان عن الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن ألبرتو كوريا مينديز قوله «نشعر بقلق بالغ إزاء تراجع حالة الأمن الغذائي لدى الأسر اللاجئة، مع نقص التمويل فإن أيدينا مقيدة». وأضاف «من المرجح أن تؤدي هذه التخفيضات إلى زيادة استراتيجيات التأقلم السلبية لدى المستفيدين (والتي) تشمل عمالة الأطفال وانقطاعهم عن الدراسة وزواج الأطفال وتراكم المزيد من الديون التي ارتفعت بنسبة 25 في المائة بين اللاجئين في المخيمات مقارنة بالعام الماضي». وبحسب برنامج الأغذية العالمي فان «مصادر دخل اللاجئين في المخيمات محدودة حيث يعمل 30 بالمئة فقط من البالغين – معظمهم في وظائف موقتة أو موسمية، وتشكل المساعدات النقدية مصدر الدخل الوحيد لـ57 بالمئة من سكان المخيمات».

**********************

نظامها الصحي في وضع كارثي

أفغانستان من أسوأ بؤر الجوع في العالم

رشيد غويلب

منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة، تسير أفغانستان من السيء إلى الأسوأ. وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى، لا يحصل قرابة 90 بالمائة من السكان على غذاء صحي، ويعتمد ثلثا السكان على المساعدات الإنسانية. لهذا تعد أفغانستان حاليًا، وفقا لهذه المنظمات،  واحدة من أسوأ ست بؤر للجوع في العالم.

أسباب المأساة

تعيش البلاد أزمات متعددة الجوانب، فالبلاد تعاني من الجفاف، الذي يدمر، منذ سنوات، المحاصيل. وفي أفغانستان يتناوب الجفاف، والهطول الاستثنائي للأمطار، وفق ما يسمى بظاهرة النينيو المناخية. ومن المحتمل ألا تكون التربة الجافة قادرة على امتصاص المياه. والنتيجة فيضانات وخسائر أخرى للمحاصيل. بالإضافة إلى عواقب  وباء كورنا. وسبق ذلك عودة طالبان إلى السلطة. في عام 2021 وحده، انهار الاقتصاد بنسبة 30 في المائة. وزادت الحرب في أوكرانيا من تفاقم هذا الوضع.

واجهت البلاد الوباء بنظام صحي كارثي. لم تكن هناك أي وقاية تقريبًا ولا لقاحات.  ولهذا كان الفايروس قادرًا على الانتشار بسرعة كبيرة بين السكان. مات الكثير من الناس. وتسبب كورونا في وفاة العائل الوحيد في العديد من العائلات، وبالتالي أدى إلى تفاقم الوضع الغذائي بشكل كبير.

تأثيرات حرب أوكرانيا

يحصل برنامج الغذاء العالمي على الحبوب وزيت الطهي من أوكرانيا. ومع اندلاع الحرب، انقطعت سلاسل التوريد. وأدت الزيادات الكبيرة في الأسعار إلى زيادة تكلفة العناية بالناس. بالإضافة إلى تركز اهتمام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي سياسيا الآن على أوكرانيا. لقد خرجت أفغانستان عن دائرة التركيز في الدبلوماسية والسياسة العالمية. لسوء الحظ، يتوقع معظم الخبراء أن الوضع الإنساني سيستمر في التدهور في الأشهر المقبلة.

فور عودة طالبان إلى السلطة، قدم المجتمع الدولي في البداية دعمًا قويًا للبلاد. على الرغم من عدم الرغبة في تقوية حركة طالبان، إلا أنهم كانوا يعرفون أيضًا، أنه لا يمكن ترك السكان في وضع صعب. لهذا السبب تم العثور على طرق لكيفية تجاوز الحكام الجدد وتمويل نشاط الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تهتم بالمساعدات الإنسانية وتعزيز الصحة والتعليم. ولكن الاحتياجات المالية لهذه المنظمات الآن أكبر بكثير من التعهدات السابقة.

قبل عودة طالبان السلطة، كان تمويل قرابة 75 في المائة من الميزانية الوطنية الأفغانية يتم من قبل المانحين الدوليين. وبين ليلة وضحاها، لم تعد هذه الأموال متوفرة. نظرًا لأن طالبان تنتهك بشدة حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، فإن المزيد والمزيد من المانحين انسحبوا وفقًا لقاعدة: إذا لم تهتم طالبان بحقوق الإنسان، فسنستخدم الموارد المحدودة في مكان آخر. وفرض القليل المتبقي من المانحين حصر برامج منظمات المساعدات بالإغاثة المباشرة للمحتاجين، لرفضهم دعم المؤسسات الرسمية لحكومة طالبان.

في البداية قامت منظمات الإغاثة بتوزيع المواد الغذائية بشكل أساسي، وقبل بداية الشتاء تم توزيع التدفئة والملابس الشتوية.  وبعد ذلك تم اعتماد توزيع مبالغ نقدية. لكون هذا الاسلوب أسهل وأكثر كفاءة ويدعم الاقتصاد المحلي. ويحرك السوق المحلية، والناس هم الأفضل في تحديد ما يحتاجون إليه.

السكان يدفعون الثمن

خلال جميع الازمات والحروب وفرض العقوبات او الحصارات من المراكز المهيمنة في العالم يكون ملايين السكان الضحية الأولى. ولا يختلف الأمر في أفغانستان. أعلن برنامج الغذاء العالمي، الذي أطعم الملايين من الناس في السنوات الأخيرة، أن أمواله ستنفد في أيلول المقبل، وربما لن يتمكن، بحلول تشرين الأول، من إطعام أي شخص في أفغانستان. وخلال الشهرين الفائتين، كان لا بد من إخراج أربعة ملايين محتاج في كل شهر من الدعم الغذائي، وتقليص كمية الحصة المقدمة.

منع النساء من العمل

لقد منعت طالبان النساء من العمل في دوائر الدولة، ومنعت الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات، ولم يعد يُسمح لهن بالعمل في المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة. وعلى الرغم من ذلك تسعى منظمات المساعدات الإنسانية الاحتفاظ بالعاملات المحليات وتدعم الجهات المانحة هذا السعي.  وفي هذا السياق يجرى اعتماد العمل من المنزل خصوصا للنساء المعيلات لأسرهن. ولتحقيق هذا الاستثناء او ذاك تجري المنظمات الإنسانية مفاوضات صعبة مع إدارات طالبان المحلية في كل حالة على انفراد، لعدم وجود شيء مقر ومثبت. وتستفاد المنظمات الإنسانية من وجود أمير أفغانستان ومركز القرار في قندهار وليس في كابول، هذا الواقع يمنح الإدارات الرسمية حرية محدودة في عدم تطبيق التعليمات الواردة من قندها حرفيا.

تدابير ضرورية

على الرغم من كل الموانع والتعقيدات تحتاج افغانستان دعم دولي طويل الأمد. ومن الضروري الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى مشاريع التنمية بعيدة المدى. ان توزيع المساعدات ضروري، لكنه ليس مستداما.  يجب تمكين الناس لمساعدة أنفسهم.. ولهذا السبب يجب ان تبقى قنوات الحوار مفتوحة بين المجتمع المدني وحركة طالبان والأمم المتحدة. وعمليا فان سياسة عزل نظام طلبان يدفع الناس ثمنه، بعيدا عن صحته سياسيا. كما سيكون من المهم جدًا لتنمية البلاد النظر، على سبيل المثال، في كيفية تسريح 150 ألف مسلح ودمجهم في المجتمع.

*********************** 

دعوة أممية الى محاسبة أطراف النزاع في السودان

الخرطوم - وكالات

دعت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إلى محاسبة كل أطراف النزاع في السودان، وشددت على ضرورة إنهاء الحرب وعدمِ الاكتفاء بإحصاء الفظائع، حسب تعبيرها.

وقالت المسؤولة الأممية في تصريح صحفي، انه “يجب محاسبة جميع أطراف النزاع، لا يمكن السماح بتجاوز هذا الموضوع، يجب أن تكون هناك محاسبة. ولكن، علينا أن نضع حداً لتلك الفظائع لا أن نحصيها فحسب”.

وأشارت إلى وجوب إنهاء الحرب “ويجب أن نعتني بالمدنيين الذين يفرون، وعلينا تحقيق هذين الأمرين معا”.

وأكدت محمد ضرورة وقف الحرب في السودان بشكل فوري، مشيرة إلى أن هذا أحد أهداف المساعي الإقليمية والدولية، إضافة إلى إنشاء ممر إنساني وعقد حوار لأجل السلام.

ووجهت المسؤولة الأممية رسالة “إلى القادة الذين يخوضون الحرب في السودان، بأنه يجب أن تتوقف هذه الحرب لأننا نرى آثارها من حولنا، وهؤلاء الناس لا يستحقون ذلك”.

كما أكدت الحاجة الملحة لممرات آمنة، وعقد حوار من أجل تحقيق السلام” مشيدة بالجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد والأمم المتحدة لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ووصفت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ما يمر به السودان ولجوء العديد من مواطنيه لدول الجوار بـ “الأزمة الضخمة والفظيعة” موضحة أن اعداد اللاجئين كبيرة والمستشفيات لن تتمكن من التعامل معها، إضافة إلى أن المساكن غير كافية.

الى ذلك، أفاد مراسل قناة الجزيرة الإخبارية بأن طائرات حربية تابعةً للجيش استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري، وقد تصدت لها الأخيرة بالمضادات الأرضية.

وفي أم درمان، تجدد القصف المدفعي في عدة مواقع بينما اندلعت اشتباكات متقطعة وسط وجنوب المدينة.

ويتواصل الاقتتال بين الجيش السوداني والدعم السريع رغم المحاولات العديدة من أكثر من طرف إقليمي ودولي للتهدئة والدعوات إلى الحوار.

وقالت مصادر عسكرية إن طيران الجيش السوداني أغار، امس الأربعاء، على مواقع للدعم السريع في الكلالكلة جنوب الخرطوم.

وأفادت وكالات الانباء بأن “قذائف مدفعية سقطت في شمال مدينة أم درمان وتحديدا في قاعدة كرري العسكرية، حيث شنت طائرات الجيش السوداني ضربات جوية على مدينة بحري التي تعد مسرحا لضربات جوية متتالية.

 *************************

كييف: موسكو تستهدف

مخازن الحبوب.. عمداً

كييف - وكالات

كشفت مصادر أوكرانية عن خسائر ضخمة في أوديسا نتيجة الهجوم الروسي بعد قصف زوارق مسيرة لجسر مؤد إلى شبه جزيرة القرم في وقت سابق. وأفادت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية، أن محطات الحبوب والنفط والدبابات ومعدات التحميل تعرضت لأضرار في أحد موانئ منطقة أوديسا. وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية على فيسبوك: «اطلقت روسيا صواريخ أونيكس وخا-22 على الميناء والبنية التحتية الحيوية. وأصاب محطتي الحبوب والنفط وألحق أضرارا بالخزانات ومعدات التحميل واندلع حريق وجميع الدوائر المختصة تعمل على إزالة العواقب»، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية.

وأكدت أن منشأة صناعية قد تضررت في منطقة أوديسا، بالإضافة إلى مستودعين للتخزين. وقالت الرئاسة الأوكرانية، امس الأربعاء، إن «روسيا استهدفت عمدا مخازن الحبوب والموانئ في أوديسا». وأضافت أن «استهداف روسيا لمخازن الحبوب يعكس سلوكها للإضرار بالأمن الغذائي». وفي ليلة الأربعاء، أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بوقوع انفجارات في أوديسا.

 ***************************

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 10 من سكان الضفة الغربية

دعوات لإنجاح الحوار الفلسطيني المرتقب

القدس - وكالات

حثّت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على ضرورة إنجاح الحوار الوطني المفترض انعقاده نهاية الشهر الحالي، وأكدت أهمية الخروج بقرارات ملزمة ونافذة.

في الاثناء، ذكر بيان لنادي الأسير الفلسطيني، ان “ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 10 فلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة.

الدعم والمساندة

وشدد بيان للجبهة، تلقته “طريق الشعب” على أهمية توفير الدعم الضروري للشعب الفلسطيني وتطوير وتصليب مقاومته الباسلة، الشعبية والمسلحة، في مواجهة الاحتلال والضم ومشاريع التهجير، وسياسات التطهير العرقي.

ودعت الجبهة الديمقراطية إلى تجاوز كل المصالح السلطوية والحزبية والفئوية الضيقة، لصالح تغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، في مرحلة شديدة التعقيد، يسخّر العدو فيها كل طاقاته وقواه لتقويض المشروع الوطني.

وأكدت الجبهة الديمقراطية على أهمية العمل لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بجميع مؤسساته، بالانتخابات العامة، وبنظام التمثيل النسبي الكامل، وبما يقود إلى مجلس وطني جديد تطبيقاً لقرار الدورة 23 – 2018 للمجلس الوطني الفلسطيني بمؤسساته التنفيذية والبرلمانية.وشددت الجبهة الديمقراطية على أهمية توفير الأجواء الضرورية لإنجاح الحوار، بوقف سياسة الاحتراب الإعلامي، والمهاترات السياسية لصالح إطلاق المبادرات الآيلة إلى إغناء الحوار، آخذين بالاعتبار المصلحة الوطنية العليا، وتجنب الاشتراطات المسبقة التي من شأنها أن تغلق الأبواب أمام الوصول إلى حلول توافقية تتناسب وطبيعة المرحلة النضالية ومتطلباتها الوطنية.

اعتقالات بالجملة

اعتقلت القوات الإسرائيلية ليلة اول امس وصباحه عشرة فلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، بحسب نادي الاسير الفلسطيني.

وشملت الاقتحامات التي تخللتها مواجهات عددا من المدن والمخيمات في الضفة الغربية وتركزت في مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، وأحياء من مدينة الخليل ومخيم العروب وبلدة نعلين، وبدو في القدس وطولكرم وبلدة عزون وقريتي دير الحطب وعراق بورين، ورمانة في محافظة جنين، بحسب المصادر الفلسطينية.

 واعتلت القوات الإسرائيلية أسطح المنازل خلال اقتحام مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم، وداهمت عشرات المنازل واخضعت عددا من السكان لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات واعتقلت ثلاثة شبان من المخيم.

************************

 الصفحة السابعة

مع ارتفاع درجات الحرارة

عمال صيانة شبكات الكهرباء يشكون ضغط العمل وقلة الأجور

بغداد - طريق الشعب

مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة يواجه عمال الصيانة، ضغط عمل صيانة شبكات التيار الكهربائي التي تعاني من التقادم وعدم تحمل الاحمال الزائدة، مشددين على ان “الكثير من زملائهم فارقوا الحياة نتيجة الصعقات كهربائية جراء التجاوزات على منظومة الكهرباء والنصب غير المنظم لأسلاك السحب من المولدات الاهلية”.

ويقول علي عبد الله وهو عامل عقد في تصليح الاسلاك الكهربائية لـ”طريق الشعب” ان “السلامة المهنية شبة غائبة في عملنا الذي نتقاضى مقابله أجورا مالية قليلة لا تتجاوز 300 ألف دينار شهريا”، مشيرا إلى ان “عمال الصيانة في وزارة الكهرباء أجورهم قليلة، وبالتالي يأخذون من المواطنين كلفة أتعابهم عند تصليح أي خلل في اسلاك التيار الكهربائي”.

غياب متطلبات السلامة

ويستطرد عبد الله خلال حديثه أن “عمال صيانة الكهرباء هم الاشد معاناة خلال فصل الصيف وان هناك الكثير منهم تعرضوا إلى حروق واصابات بليغة اثناء تأدية واجبهم، ولم تتكفل أي جهة بتقديم الرعاية الصحية لهم على الرغم من الرواتب البخسة التي يتقاضونها شهريا، الامر الذي اجبرهم على علاج أنفسهم من حسابهم الخاص ومنهم من جعلت منه الاصابة عاجز عن العمل دون منحهم تعويض يذكر”.

وبخصوص التثبيت على الملاك الدائم يفيد ان “اغلب العمال الذين ثبتوا هم عمال عقود 315 اما عمال باقي العقود إلى الآن هم يعملون باجور عمل قليلة دون تثبيت ولم نتلق إلى الآن على الرغم من الضغط غير الوعود بالتثبيت”.

أعمال اضافية

من جانبه يفيد احمد غزوان هو عامل في دائرة صيانة كهرباء الرصافة ان “اغلب المواطنين يحملون عمال صيانة الكهرباء مسؤولية تهالك الشبكة، في حال ان عامل الصيانة يقوم بإصلاح الخلل لا أكثر، وان شبكة الكهرباء بحاجة إلى اعادة تأهيل جذرية، ووفق التقنيات الحديثة” منبها إلى ان “عمال الصيانة لا يتقاعسون من اداء واجبهم اتجاه المواطنين خاصة خلال فصل الصيف وانما قلة فرق الصيانة وعطل اغلب آليات الصيانة من ابرز المعرقلات التي تؤدي إلى تأخير عمل عمال الصيانة”.

أجور عمل قليلة

ويؤكد “ان اغلب عمال صيانة الكهرباء هم عمال عقود واجور يومية يتقاضون مبالغ مالية قليلة غير كافية لسد متطلبات العوائل اليومية”، منبها إلى ان “الكثير منهم اجبروا على مزاولة اعمال حرة اضافية لعملهم في الوزارة وهم بانتظار قرارات التثبيت”.

اما وزارة الكهرباء بدورها تؤكد على ان عمال صيانة الكهرباء يتقاضون اجورا مالية لا بأس بها وهي مثبتة في عقود العمل.

ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء احمد موسى لـ”طريق الشعب” “العاملون في صيانة المنظومة الكهربائية ومنها الأسلاك يحصلون على مخصصات خطورة، بالإضافة إلى رواتبهم الاسمية”، مشيراً إلى أن “القانون يمنحهم أجورا مجزية في حال تعرضهم إلى حادث أثناء العمل”.

وعن متطلبات السلامة يفيد موسى ان الوزارة “تحرص على توفير متطلبات السلامة لعامل الصيانة والمواطنين، وان هناك مخصصات مالية في الموازنة السنوية للوزارة بهذا الخصوص”.

جهود عمل كبيرة

ويذكر ان “عمال صيانة منظومة الكهرباء يباذلون جهود كبيرة خلال فصل الصيف لصيانة مناطق الخلل، الا ان المنظومة بحاجة إلى عمليات تأهيل جذرية تسعى الوزارة إلى العمل عليها حال توفر المخصصات المالية الكافية”. وعن عدد الوفيات من عمال صيانة الكهرباء يفيد المتحدث باسم الوزارة أنهم “لا يمتلكون احصائيات رسمية بهذا الخصوص وان هناك شهادات وفيات لأعداد غير قليلة من عمال الصيانة وقد فارقوا الحياة نتيجة الصعقات الكهربائية الناجمة عن التجاوزات وأسلاك سحب المولدات الاهلية”، مضيفا “ان الاعمال الارهابية وعمليات القنص خاصة من مناطق العشوائيات تسبب بإعاقات كبيرة تعرض ويتعرض لها عمال الصيانة”.

 حلول الكهرباء ترقيعية

وفي تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” يفيد عضو لجنة النزاهة النيابية عزيز المياحي ان “الكوادر المحلية المخصصة لأغراض الصيانة لا تمتلك للأسف الشديد الإمكانيات الكافية من العدد والعدة في احتواء حجم الأضرار في الشبكات الكهربائية، وان متطلبات السلامة لعمال الصيانة غير متوفرة”، منبها إلى ان “ما نراه هي حلول ترقيعية انعكست سلبا على واقع الطاقة الكهربائية في المحافظات وتسبب بخسائر مالية وبشرية كبيرة”.  

************************** 

المجلس العالمي للنقابات والاتحادات المهنية العالمية:

نطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني

بغداد – طريق الشعب

طالب المجلس العالمي للنقابات والاتحادات المهنية العالمية (CGU)، في بيان صدر مؤخرا، العمل الفوري على توفير الحماية الدولية العادلة للشعب الفلسطيني، ووضع حد للاستيطان غير القانوني في الأراضي العربية المحتلة.

واعتبر البيان عام 2023 الذي لم تطو كامل أيامه بعد، الأكثر دموية منذ عام 2005، كما أدان مجلس النقابات العالمية في بيانه استخدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للقوة المميتة دون مراعاة القيود التي يفرضها القانون الدولي حيال ذلك، انتهاكاً مدبراً وصارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، ويظهر نية دولة الاحتلال لإدامة احتلالها العسكري، وبالتالي قتل أي أمل في السلام الدائم والعدالة بين فلسطين و(إسرائيل)، الأمر الذي يتطلب ضغطاً دولياً قوياً وواضحاً من جميع المؤسسات العالمية، بما في ذلك الحركة العمالية العالمية على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء احتلالها،

وصولاً إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، كونهما احتياجين ضروريين لرفاهية الشعبين بما في ذلك رفاهية العمال الفلسطينيين وأسرهم، وضروريين للتنمية المستدامة وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، وتمكينهم من حقهم في العمل والصحة والتنقل الأمن.

كما دعا البيان إلى إنهاء استغلال الفلسطينيين العاملين في سوق العمل الإسرائيلي، وفي المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، وإزالة القيود المعيقة لنمو الاقتصاد الفلسطيني وتقليص قدرة السلطة الفلسطينية على توفير العمل اللائق واحترام المبادئ والحقوق الأساسية في العمل.

واختتم البيان، بالتأكيد على ضرورة الوفاء على نحو عاجل من قبل هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل بروح ونص القانون الدولي، وبيان الاتحاد الدولي لنقابات العمال.

 ( ITUC) ويضم المجلس العالمي للنقابات، والاتحادات المهنية العالمية (CGU)، اتحاد عمال البناء والاخشاب في العالم ويمثل (18) مليون عامل، والاتحاد الدولي لعمال النقل الذي يمثل (20) مليون عامل، واتحاد عمال الخدمات العامة الذي يمثل (15) مليون عامل، واتحاد عمال الصناعات الذي يمثل (15) مليون، واتحاد العاملين في التعليم الذي يمثل (١١) مليون عامل، واتحاد عمال الزراعة والصناعات الغذائية ويمثل (١٨) مليون، واتحاد العاملين في قطاع الإعلام والصحافة ويمثل (٩) مليون، والاتحاد الدولي للعاملين في البنوك وشركات التأمين ويمثل (10) مليون عامل.

***********************

أدوية سامراء تحذر عمال الأجور اليومية من الإضراب:

 الإدارة السابقة عيّنتكم عشوائياً

بغداد – طريق الشعب

حذرت إدارة شركة أدوية سامراء في بيان صدر عنها مؤخرا، عمال الأجور اليومية لديها من الإضراب، فيما حمَلت الإدارة السابقة للشركة مسؤولية تعيينهم “العشوائي”.

وافادت الشركة في البيان انه “لوحظ في اليومين الماضيين قيام بعض الأشخاص باستغلال موضوع الأجور اليومية في شركة أدوية سامراء لأغراض شخصية وتحريض العمال على الإضراب او إثارة الشغب داخل أكبر مؤسسة حكومية دوائية”.

وأضافت إدارة شركة أدوية سامراء مخاطبة العاملين بالأجور اليومية أن “الإدارات السابقة تتحمل كامل المسؤولية بتعيينكم بطريقة عشوائية ولم تراع ظروف واحتياج الشركة بما يتناسب والمصلحة العامة”.

وتابعت أن “القيام بأي فعل او تصرف مخالف للقانون يعرض المحرضين والفاعلين للمساءلة القانونية، ويعطي الحق للشركة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم وفقا لأحكام قانون العقوبات النافذ”.

في السياق يذكر أحد عمال الشركة لـ”طريق الشعب” ان “هناك 1400 عامل أجرة يعمل في شركة ادوية سامراء مند أكثر من خمس سنوات، ويتقاضون اجور عمل لا تتجاوز 100 ألف دينار شهريا في أحسن الاحوال”، موضحا “ان هناك أشهر تم منحنا فيها اجور عمل 50 ألف دينار شهريا، ومع ذلك مستمرون في العمل على أمل التثبيت أسوة بعمال عقود قرار 315”.

ويقول ان عمال اجور شركة سامراء “مستمرون في اضرابهم إلى حين تحقيق مطالبهم، خاصة بعد اجراءات رئاسة الوزراء بعدم شمول عمال الشركة بإجراءات التثبيت وفق قانون الأمن الغذائي والموازنات السنوية المقرة لثلاث سنوات مقبلة”.

وعد العامل “الاجراءات الحكومية بحق عمال اجور شركة سامراء تعسفية خاصة وان اغلبهم اصحاب عوائل والشركة بحاجة ماسه إلى تخصصاتهم بعد احالة الكثير من موظفي الملاك الدائم إلى التقاعد”.

************************

انتصارا لعمال

وشعب فلسطين

نورس حسن

البيان الذي اصدرته اخيرا نقابات واتحادات عالمية، عمالية ومهنية، وطالبت فيه بحماية دولية للشعب الفلسطيني وانهاء الاستيطان غير المشروع للاراضي العربية المحتلة، قدم دليلا جديدا على اتساع الحملة العالمية للتضامن مع الشعب والعمال الفلسطينيين، الذين يقاومون ببسالة العدوان الوحشي المستمر لقوات الاحتلال الاسرائيلي على مدنهم ومخيماتهم وقراهم.

فمع تصاعد هذا العدوان في الاشهر الماضية خصوصا، بالارتباط مع سيطرة اليمين الصهيوني الديني المتطرف على الحكومة في تل أبيب، تنامت وتطورت في المقابل ردود الفعل من جانب قوى الحرية والديمقراطية والتقدم في العالم دعما للقضية الفلسطينية العادلة، وانتصارا للنضال الوطني الفلسطيني.

وتجلى تزايد الدعم والتضامن العالميين مع الشعب والعمال الفلسطينيين في، اشتداد الحملة في المجتمعات الغربية،  لمقاطعة المستوطنات الاسرائيلية في المناطق المحتلة ومقاطعة منتجاتها ورفض اقامة علاقات معها. وأخذ هذا التطور بعدا آخر اكثر اهمية، بانطلاق حملة اكثر جذرية ضد الاحتلال والعدوان الاسرائيليين، معتبرة اسرائيل دولة فصل عنصري، ومطالبة برفضها وعزلها، مثلما كان الحال مع نظام الابارتهايد المباد في جنوب افريقيا.

  ويأتي البيان العمالي المهني العالمي الجديد ليؤكد هذا الحراك المتسع في العالم ضد العدوان والاحتلال الاسرائيليين، ومطالباته الامم المتحدة بحماية ارواح الفلسطينيين، بما في ذلك استخدام قوات حفظ السلام، وملاحقة الشركات والمصالح المتعاملة تجاريا مع المستعمرات الاسرائيلية غير القانونية في الاراضي العربية المحتلة.

*************************

الحر الشديد ينعش

عمل بائعي الثلج 

بغداد – طريق الشعب

على الرغم ان ارتفاع درجات الحرارة تقيد عمل العديد العمال الا ان بائعي المياه وقوالب الثلج الجوالين يجدونها فرصة لانتعاش عملهم ولعمل الكثير من الشباب العاطلين عن العمل.

ويقول ثامر محمد وهو يعمل بائع للثلج لـ”طريق الشعب” ان “عمل عمال بائعي قوالب الثلج والمياه موسمية، اذ تنتعش خلال فصل الصيف بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن العديد من المناطق، اضافة إلى عدم توفر مياه الإسالة والمياه الصالحة للشرب، الامر الذي أرغم العديد من العوائل إلى شراء قوالب الثلج واستخدامها للشرب”.

ويضيف “بت احصل من عملي في بيع الثلج نحو 600 الف دينار شهريا، من صاحب المعمل الذي اعمل لصالحة”.

 ويلفت إلى ان “هناك الكثير من الشباب خاصة من فئة سائقي الستوتات توجهوا إلى العمل في بيع الثلج ومياه الشرب مع ارتفاع درجات الحرارة”. 

وعن تحديات العمل يفيد ابرزها “ملاحقة رجل المرور لمنع سير الستوتات ومحاسبتهم على الارقام المرورية التي تعرقل هيئة المرور العامة اجراء معاملاتها”. 

********************** 

غياب شروط العمل القانوني

العمالة الأجنبية في البلاد يشكون استغلال مكاتب الاستقدام

بغداد - طريق الشعب

على الرغم من التشريعات القانونية وتشديد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على إجراءات التسجيل القانوني للعمالة الأجنبية في العراق، الا انهم مازالوا يعانون الاستغلال من قبل مكاتب استقدام العمالة الأجنبية وارباب العامل. وتقول سالي داوود وهي سورية الجنسية وتعمل مساعدة طبيب في أحد المراكز الاهلية لـ”طريق الشعب” انها دخلت إلى العراق قبل خمسة أشهر بفيزة عمل رسمية، عبر أحد مكاتب تشغيل العمالة الأجنبية بسبب قلة العمل في بلادها خاصة بعد احتلال داعش الإرهابي وتدميره لمناطق متعددة لم يتم اعمارها إلى الان. وتذكر “هناك شروط عمل تعسفية يفرضها اصاحب مكاتب استقدام العاملة على العمال الاجنبي، الامر الذي اجبر الكثير من العمال إلى ترك العمل وتفضيل العودة إلى بلادهم”، موضحة ان صاحب المكتب الذي دخلت عن طريقه إلى العراق فرض عليها دفع “مبلغ 600 دولار الشهر الماضي بحجة تكاليف الضريبة واستقطاعات الضمان الاجتماعي، على الرغم من ان صاحب العمل لم يعمل على شمولنا بالضمان الاجتماعي إلى الآن”. وتكمل سالي قائلة: “وهذا الشهر طلب صاحب المكتب دفع مبلغ 300 دولار، وعند الاعتراض هدد بإعادة تسفيرنا إلى بلادنا، وان المكتب غير مسؤول عن حمايتنا حال تعرضنا إلى أي شكل من اشكال الاعتداء او الاستغلال”. وتفيد سالي التي عملت سابقا في السعودية ان “ شروط عمل العمالة الأجنبية في العراق غير واضحة، فكل مكتب للعمالة يفرض شروطه الخاصة دون رقابة حكومية، الامر الذي ساعد على استفحال استغلال العمالة الأجنبية وبالتالي تفضيلهم العودة إلى بلادهم او العمل في بلدان أخرى”. وبخصوص عملها في المركز تفيد “ساعات العمل المحددة تفرض فقط على العاملات العراقيات اما العاملات اللبنانيات والاجنبيات هن مكلفات بالعمل طول وقت عمل المركز الذي يبدأ من الساعة 9 صباحا وينتهي الساعة 10 ليلا”، مشيرة إلى ان “ أجور عملهن 500 ألف دينار شهريا، اما العاملات العراقيات يمنحهن 10 آلف دينار عن كل يوم عمل وايام العطل لا تحتسب لهن أي شكل من اشكال الأجور”. من جانبها تؤكد زميلاتها التي فضلت عدم ذكر اسمها لـ”طريق الشعب” وهي لبنانية الجنسية وتعمل عاملة استقبال ان “أصحاب مكاتب استقدام العملة الجنبية يعملون على استغلالهم ارغامهم على دفع مبالغ مالية كبيرة لأسباب غير واضحة”،  وتقول ان “أجور عمل العامل الأجنبي قليلة مقارنة مع طبيعة العمل الذي يفرض عليه”، منبه إلى ان “عمل العامل الأجنبي في العراق لا يمضي وفق قانون وانما يتم وفق مزاجية ارباب العمل ومكاتب الاستقدام، الذين يلجئون إلى تهديدات العامل حال الاعتراض”.

وتلفت إلى ان “الأوضاع غير المستقرة في بلادهم وقلة فرص العمل اجبرتهم على العمل في بلدان أخرى”، منبهة إلى ان هناك الكثير من زملائها يتعرضون إلى شروط عمل تعسفية الامر الذي أرغمهم على الهرب للعمل في مجالات أخرى ليدخلوا في دوامة الخوف من القبض عليهم في أي لحظة”. في السياق، تفيد المحامية سماح الطائي ان “هناك الكثير من العمال الأجانب في العراق يعملون بطرق غير رسمية، وقد دخلوا البلاد بفيز سياحية، الامر الذي خلق فوضى لعمل العمالة الأجنبية اثرت سلبا على فرص العمل المحلية”. وتقول لـ”طريق الشعب” ان “ قانون العمل النافذ شدد على انصاف حقوق العمال الأجانب ومنهم كافة حقوقهم من ناحية ساعات العامل والأجور وسلامة العمل وغيرها”، مضيفة “ كما ان من حق العامل الأجنبي الذي يمارس العمل بطريقة قانونية داخل البلاد وتعرض إلى أي شكل من اشكال الانتهاكات الحق بتقديم الشكوى القانونية وردع اصحاب المكاتب وارباب العمل الذي يعمل لصالحهم”. وتذكر الطائي انه “على الرغم من التشريع القانوني المنصف والدور الرقابي التنفيذي الرادع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الا ان الانتهاكات القانونية وغير الإنسانية التي يتعرض لها العمل الأجانب كبيرة في البلاد الامر الذي جعلهم وسيلة سهلة الاستغلال في تجارة المخدرات بل وصل الحال إلى تجارة الأعضاء ومنهم من استغل في القيام بعمليات إرهابية”.

************************

 الصفحة الثامنة

قانون معاقبة المتآمرين

ومفسدي نظام الحكم ما زال نافذاً

هادي عزيز علي

 اكثر من (65) سنة خلت، كان القانون المذكور في اعلاه قد صدر برقم (7) لسنة (1958) وما زالت نصوصه تحتفظ بأصالتها: طرية متحدية تقادم الاعوام المتلاحقة. ويلاحظ عن هذا القانون وكـأن احكامه فصلت على مقاسات زماننا هذا؛ اذ يعد متآمرا على سلامة الوطن كل من كان صاحب سلطة عامة او عضوا في السلطة التشريعية او مكلفا بخدمة عامة استغل نفوذه لدفع سياسة البلاد الى وجهة تخالف المصلحة الوطنية او التعرض لسلامتها او التآمر على قلب نظام الحكم او ايواء المتآمرين ضدها، او تحريض الدول الاجنبية على التعرض لسلامتها او التدخل في شؤونها الداخلية او صرف الاموال للتآمر عليها او تعريض الشعب واستقراره ومصالحه للخطر.

اما المفسد لنظام الحكم فقد وصفه القانون بانه هو كل من كان موظفا عاما وزيرا ام غيره او عضوا في مجلس امانة العاصمة او المجالس البلدية او الادارية على اختلاف انواعها. وعلى العموم كل شخص مكلف بخدمة عامة ارتكب او شارك في: اهدار او تعطيل او تقييد الحريات الاساسية المنصوص عليها في القانون الاساس الذي كان مرعيا وذلك باصدار القوانين او المراسيم او الانظمة او التعليمات او الاوامر المخالفة للشروط الاساسية التي رسمها ذلك القانون (يلاحظ ان هذا القانون سبق في صدوره الدستور المؤقت لسنة 1958 بأيام). والمفسد أيضا هو من اصدر القوانين والمراسم والانظمة والتعليمات او الاوامر الرسمية لمصلحة شخص او فئة معينة على حساب الصالح العام خلافا للمبادئ الرئيسة للقانون الاساس، وهو ايضا من تدخل في اعمال السلطة القضائية او التنفيذية لحملها على اصدار القرارات او الاوامر التي تتنافى او تتناقض مع احكام القانون الاساس او التشريعات المرعية، وكذلك من يتدخل في حرية الانتخابات العامة او تزييفها اوتزويرها لمصلحة فرد او فئة، فضلا عمّا تقدم؛ فالمفسد هو من يقوم بالتأثير على الروح المعنوية للشعب باشاعة الرعب بين افراده لاضعاف قدرته على تحمل مسؤولياته وممارسة حقوقه، وهو من يمنع او يعرقل تنفيذ التشريعات التي ترمي الى تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة بين المواطنين او ان يقوم بتبديد الثروة الوطنية من خلال صرف نفقات لا تقتضيها طبيعة المشاريع او التعامل المتعارف عليه او لا تتناسب مع كلفتها الحقيقية او بالصرف على مشاريع وهمية او غير ضرورية او تعريض اموال الدولة للتلف والتهاون في تحصيل اموال الدولة في الداخل والخارج او التهرب من دفع مستحقات الدولة من الاموال كالضرائب والرسوم والعوائد الاخرى او عدم استعمال  الطرق القانونية لمن يقوم بقبول الاموال من الدول والاشخاص، خلافا لما تقتضيه المصلحة العامة وهو ما نصت عليه (المادة الثانية من القانون). ويعد التدخل من غير المذكورين في هذه المادة مفسدين لنظام الحكم اذا تدخلوا او استغلوا صلتهم باي سلطة عامة.

العقوبات – يعاقب من تآمر على سلامة الوطن بالاشغال الشاقة المؤبدة او المؤقتة او الحبس. اما مفسد نظام الحكم فيعاقب بالاشغال الشاقة المؤقتة او الحبس او بالغرامة او بهما معا، ويضاف الى منطوق الحكم ايضا نص يقضي برد ومصادرة ما يكون كل مفسد او متآمر قد افاد من تآمره او افساده، وتحدد ما يمكن رده او مصادرته وتقضي المحكمة  كذلك بالتعويض المناسب ان كان له مقتضى. وعلى المحكمة التي تصدر الحكم بالعقوبة المبينة في اعلاه ان تقضي ايضا بحرمان المتآمر او المفسد لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد على عشر سنوات تبدأ من تاريخ تنفيذ العقوبة من: عضوية مجلس الامة وعضوية مجلس امانة العاصمة او المجالس البلدية او الادارية على اختلاف انواعها ويمنع للمدة ذاتها كذلك كل من تولى الوظائف العامة في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية وعضوية ادارة الشركات والمؤسسات والمصارف، فضلا عن الانتماء الى الاحزاب السياسية او ممارسة مهنة الصحافة. واذا ما فكر المحكوم بممارسة الاعمال المحرمة عليه المذكورة في اعلاه يوجب حبسه لمدة لا تزيد على الثلاث سنوات او بالغرامة او بهما معا وتطبق بحقه العقوبة الاشد اذا وردت في قانون عقابي اخر.

اما الجهاز المختص لتطبيق هذا القانون فهو: (هيئة تحقيق) متكونة من قضاة مدنيين وضباط من الشرطة يعينهم رئيس الوزراء او من يخوله، والقضاة هؤلاء يتمتعون بذات صلاحيات قضاة التحقيق المرسومة على وفق احكام قانون اصول المحاكمات الجزائية البغدادي وعندما يكتمل التحقيق تقدم نتيجته مشفوعة بتوصيتها القانونية الى رئيس الوزراء او من يخوله للنظر في احالتها الى المحكمة المختصة. يلاحظ هنا الاجراءات الميسرة المرسومة للتحقيق بأن الهيئة المختصة بالتحقيق قد تنعقد من قاض واحد وضابط شرطة يقوم بدور التحقيق الاولي وشرطي للتعقيبات، فهذه الهيئة على قلة منتسبيها لا تتطلب أجهزة ضخمة وعدد كبير من المنتسبين كهيئة النزاهة مثلا لكونها تستطيع انجاز عملها بهذا العدد المتواضع وبالنجاعة المطلوبة.

إن نصوص هذا القانون جاءت بعبارات واضحة ومفهومة حتى للمتلقي العادي، وسهولة الفهم والوضوح سمة من سمات المشّرع الناجح بدليل ان الاحكام الواردة فيه ما زالت تحافظ على بريقها ولم يطلها الصدأ على الرغم من عديد العقود التي مرت على تشريعه والكم الهائل للتشريعات العقابية التي أعقبته، فقد بقي يعاند رياح السنين ومتغيرات الاوضاع؛ اذ ما زالت نصوصه صالحة للتطبيق في وقتنا الراهن على الرغم من حجم الفساد الكبير وكثرة المؤسسات المتصدية له، فضلا عن المؤامرات والالتفافات المستمرة على مطالب الشعب وحقوقه وحرياته وأمنه.

***********************

كوادر شبابية سابقة

تدين القرار التعسفي بمنع

نشاط اتحاد الطلبة العام

في جمهورية العراق

نَحْنُ الموقِّعين أدناه، ممن تشرفنا في العمل في اللجنة التنفيذية في (اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي ـ اشدع) ، منظمتنا التي تأسست في عام ١٩٥١، وعملت جنبا الى جنب وبالتنسيق مع (اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ـ تأسس ١٩٤٨)، وخلال مسيرتهما النضالية لأجل تحرر العراق من نير الاستعمار، ولاحقا دعم نضالات الشعب المطلبية من اجل الحياة الكريمة والخلاص من الحكومات المتسلطة والديكتاتورية، قدمتا قوافلَ من الشهداء، هذا من غير اعداد لا تحصى من أعضاء منظمتينا الذين، جنبا الى جنب، زجوا في السجون وعانوا من الاعتقالات والاضطهاد والتميز، فقط لتمسكهم بوطنيهم وحلمهم ونضالهم لأجل عراق ديمقراطي. نعلن هنا، عن شجبنا وبشدة، للقرار التعسفي لوزارة التعليم العالي بمنع اتحاد الطلبة العام من العمل في الجامعات، وبمطاردته وقمعه من قبل الأجهزة الأمنية، ونطالب بسحب القرار فورا والاعتذار للمنظمة واعضائها والشعب العراقي.

ان من يقف خلف هذا القرار يعيد للذهن ممارسات قمعية عانى منها وواجها بشجاعة اتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة، واعضاءهما من قبل الحكومات السابقة، وخصوصا النظام الديكتاتوري الصدامي، الذي حارب نشاطاتهما بكل الطرق البوليسية، لكن النظام الديكتاتوري زال وانتهى وواصل الاتحادين العريقين نشاطهما لان تأسيسهما ووجودهما عبر عن حاجة موضوعية لنشاط اعضائهما.

ومن هنا، ندعو كل زملائنا، من الكوادر الناشطة، السابقة وأعضاء منظمة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، للتضامن الحار مع زملاء الكفاح في اتحاد الطلبة، في نضالهم من اجل شعارهم العتيد (في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل) وشجب أي قرار تعسفي بحقهم.

#  لن تسكتوا صوت الطلبة

ــ  علي  أبو أصيل/ عضو اللجنة التنفيذية لاشدع وعضو مكتب العلاقات الخارجية للفترة ١٩٩٨ ـ ٢٠٠٥

ــ  شادمان فتاح/ عضو اللجنة التنفيذية لاشدع وعضو مكتب العلاقات الخارجية للفترة ١٩٩٨ ـ ٢٠٠٥

ــ محمد الخياط/ عضو اللجنة التنفيذية لاشدع وعضو مكتب العلاقات الخارجية للفترة ١٩٩٨ ـ ٢٠٠٥

ــ يوسف أبو الفوز/ عضو اللجنة التنفيذية لاشدع، سكرتير مكتب العلاقات الخارجية للفترة ١٩٩٨ـ ٢٠٠٥

٢٤ حزيران ٢٠٢٣

***********************

حظر أنشطة لاتحاد الطلبة العام

قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً

تيسير عبد الجبار الآلوسي

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي كتابا رسميا يمتلئ بنصوص بلا محدد مادي ملموس وفيها ما ينصب بالاتهامات والتحريض ضد اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بل يؤكد حظر عمله في الجامعات ومؤسسات التعليم! فهل هي حال تحضير لمهاجمة قوى الديموقراطية مثلما وقع من قبل في سبعينيات القرن المنصرم مثلا!؟ أليس هناك ما يشي بالتحريض على قوى ديموقراطية معروفة!؟ لماذا اختيار اتحاد الطلبة العام لمثل هذا الهجوم غير المبرر!؟ لماذا جاءت الصياغة بالكتاب الرسمي المفترض نسبته لمكتب معالي وزير التعليم بما يتعارض وقيم الدستور ويقمع الحقوق والحريات!؟ أسئلة مطروحة للحوار والمناقشة وقطع الطريق على سبيل محاصرة الحراك الديموقراطي العراقي بنهج الخطوة خطوة بذرائع تهم العمالة وغيرها كما أننا هنا نسجل رفضنا للتعامل مع طلبة بعمر المسؤولية القانونية وكأنهم جهلاء (يمكن) استغفالهم واستغلالهم!!؟ ونسجل بقراءتنا الأولية هذه مطالبتنا بحملة وطنية وأممية تليق بالدفاع عن اتحاد الطلبة العام وهو المنظمة العريقة المعروفة عالميا مطالبتنا بفتح مساءلة في مجلس النواب والرد القانوني على تلك النصوص وخطابها وما ربما وقعت بخطأ التعبير لكنها مثلت خطرا جسيما في تناول القضية مطالبتنا نقابتي المحامين العراقيين والحقوقيين بفتح مساءلة قانونية ومتابعة القضية حيثما اقتضت مهمة الحل والمعالجة الموضوعي

إن أطراف الحركة السياسية في البلاد مسؤولة هنا بالقدر الذي يدعوها لإبداء مواقفها وتصحيح ما انعكس بسبب القرار قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً خطوة خطيرة وقرار يتطلب سرعة التفاعل وحسم ما يمكن أن يتركه من آثار خطيرة جسيمة وطنياً.

ما أكثر القضايا المثارة في تفاصيل اليوم العادي للعراقي منذ سنوات خلت، ولكننا اليوم نختار التوقف عند قضية حق الطلبة في وجود تنظيم يُعنى بالشؤون الطلابية المهنية وفي ضوء منطلقات وطنية ديمقراطية تحترم القانون وتلتزم به لأداء عملها المستقل غير الحكومي بهدف رفع الوعي الثقافي والديمقراطي وسط الطلبة..

لقد وُلِدت منظمة اتحاد الطلبة العام في مؤتمر السباع العام 1948 وكانت المنظمة الناشطة وطنياً مهنياً ما أكسبها احترام طلبة العراق الذين منحوها أصواتهم نهاية ستينيات القرن الماضي لتفوز في الانتخابات وهي ذاتها التي قارعت دكتاتورية النظام السابق وطغيانه الأمر الذي أكسب الاتحاد مكانته الوطنية عراقيا والعالمية الأممية دوليا عندما فاز بسكرتارية اتحاد الطلبة العالمي.

إن ثقافة اتحاد الطلبة ونهجه كانت على مر سنوات كفاحه وأعوام انتصاراته هي ذاتها في الاهتمام بأولوية التحصيل العلمي في جهود الطلبة ودعم إبداعاتهم وبالتحديد في الجامعات الارتقاء بجهودهم ونتاجات بحوثهم وربطها بتطور المجتمع ومسيرة التنمية في البلاد هذا بجانب الأنشطة الأخرى التي زكتها أفضل نُظُم التعليم عالمياً..

وفي ضوء هذه المهام حافظ اتحاد الطلبة العام على قيم مسيرته ومبادئها عبر رعاية نموذجية لثقافة التنوير والاهتمام بالعقل العلمي وخطابه النقدي الذي يبني شخصية الطالب وسعى باستمرار إلى إعلاء أفضل المُثُل والقيم السامية وسط الطلبة وعلاقاتهم الإنسانية.. فكان الأكثر شموخا بما أنجز وحقق قيميا بمكافحته الثغرات والنواقص وما قد يتبدى من عقبات ومشكلات تعترض الطلبة في حيواتهم. وكان بذلك المطالب الأمين بحقوقهم وبتمكينهم من نواصي العلم بكل ما يخلق بيئة سوية حاضنة للطلبة.

لقد جابه اتحاد الطلبة العام عنف أزمنة ومراحل مختلفة للسلطات التي حكمت العراق منذ تأسيس الدولة حتى يومنا. وقدم شهداء هم في قمة التضحية من أجل الوطن والناس ومن أجل حقوق الطلبة وحرياتهم.. وليس مثل هذه المنظمة العتيدة العريقة بوجودها من يمكن أن نقرأ اليوم من أيّ كان عبارات من قبيل ما ورد في الكتاب المزعوم وجوده والذي أتمنى ألا يكون صحيحاً وجوده بالمرة:

فالكتاب المشار إليه يبدأ بصياغة كأنها عبارة مستنسخة من زمن نظام دكتاتوري حيث الإشارة إلى تلك المنظمة العريقة وطنيا والمعروفة أيضا على المستوى العالمي والإقليمي طبعا، بل هي في قيادة حركة الطلبة أمميا عالمياً ليقول ما نصه:” بناءً على المعلومات الواردة من قبل جهاز الأمن الوطني العراقي حول وجود تنظيم بعنوان (اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق)”  ليردف متابعاً: “يعنى بالشريحة الطلابية ويقوم بعمل (ندوات، مؤتمرات، مهرجانات، زيارات)” ومن صاغ الكتاب الرسمي إياه ومصدره في المعلومات التي توحي الصياغة بأنه يجهل تلك الأنشطة ويجهل وجود اتحاد الطلبة العام نفسه يرى أنّ الأنشطة اللاصفية أو الاجتماعية بأبعادها التي تتناول حصرا إعلاء قيم الوطن والانتماء والهوية ومنظومة قيم الديموقراطية ومبادئها وما يُعنى بالشؤون المهنية للطلبة، يرى أنّ ذلك: “مما يؤثر سلباً على سير العملية التعليمية” لكنه لم يُبدي توضيحا للتأثير السلبي لما أشار إليه تحديداً بإشارته إلى: “(ندوات، مؤتمرات، مهرجانات، زيارات)” التي عدّها بخلاف كل مرجعيات التعليم عالميا وبأفضل الجامعات على أنها مؤثرات سلبية، من دون أن يقول كيف ولماذا؟

ثم ليتابع لاحقا بتوجيه الاتهامات من دون حصر أو تحديد كما يطالب القانون كلّ امرئ أو طرف عيني أو مادي عندما يريد توجيه اتهام أن يكون ملموسا المثال والتسمية.. والعبارة التي تريد إلغاء تاريخ 75 عاما من الكفاح الوطني والديموقراطي المهني لاتحاد الطلبة متجاهلا هذا الوجود الشامخ بقامته المجيدة العريقة، تقول تلك العبارة: “فضلا عن إمكانية استغلال مثل تلك المنظمات وتوظيفها لاحقاً لتمس سمعة الحرم الجامعي” وتلك العبارة إذ تضع اتهاما صريحا لمنظمة ديموقراطية وطنية عراقية ليست ابنة اليوم أو الأمس القريب فإنها أيضا تخرق القانون بتوجيه الاتهام بناء على (افتراض) بقولها (إمكانية) استغلالها وغيرها من المنظمات الطلابية من أي جهة لم يحدد لكنه عاد ليحصر الأمر بسمعة! الحرم الجامعي المهدد من الأنشطة الديموقراطية التي تنهض بها وتلك الأعمال التي أشار إليها من كون الندوات والمؤتمرات العلمية والمهنية الديموقراطية نؤكد إحالة القارئ الكريم إلى أنها كما يقول الكتاب الرسمي “تهدد سمعة الحرم الجامعي” بأي شيء وأي نوع من التهديدات للحرم الجامعي لم يذكر لكن النص يذكرنا بما كان من كتب رسمية في دوائر الأمن القمعية لنظم تعاقبت على حكم البلاد بالحديد والنار وابتزاز فئات المجتمع وشرائحه بما يحقق أهدافها!

ونص الكتاب إياه الذي أكرر أنني أرجو ألا يكون صحيحا، أو أنه صدر باستعجال مخل بضوابط العمل الإداري وواجب أن يتحقق من سلامة المعلومة ومحددها القانوني الصحيح، نص الكتاب يبني قراره في ضوء تلك (المعلومات) التي يراها مؤهلا لقراره ومبررا له بقوله: “-   وجه السيد وكيل الوزارة لشؤون البحث العلمي المحترم عن معالي الوزير المحترم بتاريخ 24/5/2023 ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة وتوجيه تشكيلاتكم بالتبليغ عن مثل تلك التنظيمات والتشكيلات غير الرسمية التي تخص شريحة الطلبة وعدم السماح لها في الجامعات“!

وأؤكد هنا على أن العمل المهني الديموقراطي مكفول دستوريا قانونيا ومن ثم فإنّ منعه يعد مخالفة قانونية وانتهاكا لقيم الدستور ومبادئه في كفالة العمل الديموقراطي السلمي.. وفي ضوء هذا أطالب مجلس النواب بمساءلة من أصدر ذاك القرار بشأن صياغته نصوصه بالمخالفة القانونية الدستورية.

وأؤكد أن وجود اتحاد الطلبة العام المنظمة الطلابية الأكثر عراقة وعمقا تاريخيا هو ضرورة اليوم أكثر منه في أي زمن آخر بسبب من انتشار آفات المخدرات والاختراقات القيمية السلبية التي تعد من أبرز مسؤوليات اتحاد الطلبة والمنظمات والجمعيات الرديفة في مكافحة الظواهر السلبية ومنعها من التفشي وفي تبني أساليب ومناهج تعزز بناء العقل العلمي النقدي وترتقي بشخصية الطالب وتعزز إمكاناته في مجابهة الصعاب باختلافها.. بمعنى أن وجود اتحاد الطلبة وأنشطته المهنية الديموقراطية هي حال صحية للمستوى العلمي ولمنجز البحث العلمي بخلاف ما ورد..

أما الاتهام بالبحث في (النوايا) وفي (إمكانات مفترضة) فهي من أوهام مرضية أما لا تدرك ما تشير إليه بتلك العبارات ومعانيها أو أنها تتقصد استغلال عبارات ضبابية عائمة لتمرير مقاصد تبرر المنع بالمخالفة هي الأخرى مع القوانين المرعية وقيم الدستور ومبادئه ونصوصه وروحه.

إنه لابد هنا بعيداً عما ورد من ردود فعل تربط بين الكتاب الرسمي المفترض وبين خطاب دكتاتورية الأمس وبغض النظر عن أية صياغة لرد فعل أو آخر أؤكد بدقة ووضوح بحال صح وجود هذا الكتاب على أهمية:

تطوير العمل القانوني ومستوى معرفته لدى الإدارات المتقدمة.

وجوب الالتزام بقيم الحقوق والحريات بأسس العمل الديموقراطي.

أن يعرف المسؤول من بين ما يعرفه المنظمات والاتحادات والجمعيات العاملة كافة وأن يمتلك ثقافة تؤهله لمخاطبة رسمية ملتزمة بالقانون من جهة وبأهداف مهامه الوظيفية وما يدخل بمسؤولياته وصلاحياته.

مع الإيمان بالدور الذي تلعبه الأجهزة الأمنية لابد من استمرار التعريف بأسس عملها في ظل قيم الدستور والحقوق والحريات وبالتأكيد بما لا يتعارض وأدائها المهام وطنيا ومهنيا وظيفيا.

أترك هنا تفاصيل التعليق على دقة لغة الكتاب إياه في لغته العربية وهوية خطابه ومرجعيته وصلاحياتها وهوية وظيفتها وأؤكد بالخلاصة على أن قمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوصفها المؤسسي هي مرجع العقل العلمي العراقي الذي نبحث دوما عن إبعاده عن أية تأثيرات تهدد منظومته سواء من داخله أم من خارجه ونرى أن استمرار التنمية والتطوير يبقى ضرورة في كل المجتمعات وأن الحوارات الموضوعية الهادئة الملتزمة بروح القانون ونصه وبما يتفق والدستور ولوائح الحقوق والحريات الأممية تلك التي وقع عليها العراق هي السياق الأنجع للوصول إلى القرارات السليمة الصائبة.

وثقتي التامة بأن اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق هو الأنضج ببرامجه وأدواته ونهجه وأدائه في تبني مسيرة تعليمية تربوية وفي ارتقاء بتعليم عالٍ وبحث علمي يتنامى بمنجزه وأن الصحيح يكمن دوما في منحه مقعدا في مجالس الجامعات بما يخص شؤون الطلبة ومسار العملية التعليمية مثلما كل مسارات العمل التعليمي والعالي منه في دول العالم المتقدم.

لابد لي أن اشير هنا شخصيا من منطلق حقوقي و[أمني] أيضا أن نص الكتاب وإعلان الحظر هو تمرير لمؤشرات (تحريضية) لمن يريد التعكز واستغلال (أي شيء أو أي قرار) ليرتكب ما يرتكب بخاصة في ظل الانفلات الأمني من جهة والانتهاكات التي تعرض لها الحرم الجامعي  من عناصر مختلفة لها سلطة العصا الغليظة، ميليشياوية أو غيرها؛ ما يجعلني أؤكد على تحميل المسؤولية لأي جهة كانت سواء عناصر تعمل بمؤسسات حكومية أو أخرى مشرعنة بقوانين لظروف البلاد المعروفة وتبرر لنفسها أي مضايقة أو اعتداء على طلبتنا وهنا بخاصة من أعضاء اتحاد الطلبة العام أو الجمعيات والمنظمات الطلابية الملتزمة بالقانون وبالعمل السلمي المهني الديموقراطي..

وأحذر من تمهيد (قد) يحضر لحملات قمعية أو استبدادية تنتهك الحقوق والحريات وهذا لم يأت من فراغ بل مما تشي به عبارات الكتاب من تهديدات واتهامات أطالب بوقفة وطنية مسؤولة من حركة قوى الديموقراطية أولا ومن نقابات المحامين والحقوقيين ومن نشطاء الدفاع عن الحقوق والحريات كما أدعو الحركة الطلابية لأوسع حركة تضامنية توضح مدى الخلل الذي وقعت به تلك النصوص من أمور تمثل خطرا على الاستقرار والأمن وتقع بمنطقة التحريض ضد قوة مهنية ديموقراطية ومن ثم تحضر لما لا تحمد عقباه من تداعيات إذا ما تُركت الأمور بلا موقف حازم وحاسم..

كل التوفيق لجميع الأطراف في وقف تداعيات النص إياه وسحبه وإبداء التوضيح تجاه صحته من عدمها وتجاه مقاصده وحدود ضمان الحقوق والحريات في العمل المهني الديموقراطي وكفالته على وفق التزامات الموظف الذي مهما علا منصبه ومسؤوليته وصلاحياته وهوية مهامه يبقى ملتزما بالضرورة بالقوانين وبالدستور..

فهلا كانت الأمور بالمنتظر من رجال يديرون أهم ركيزة في بناء الشخصية الوطنية العراقية بحرية ونضج مهام إجرائية وظيفية؟ هلا تفاعلنا موضوعيا وبهدوء وعقلانية وبلا شخصنة في قراءة النقد والمعالجة؟ أتطلع إلى ذلك وثقتي بأصحاب النظر الحكيم ووجودهم وطيدة.

*************************

 الصفحة التاسعة

بيكهام يوجه صدمة لعشاق ليونيل ميسي!

ميامي ـ وكالات

كشف ديفيد بيكهام الشريك في ملكية نادي إنتر ميامي، عن إمكانية تأجيل الظهور الأول للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع الفريق الأمريكي.

وكان من المتوقع ظهوره أمام كروز أزول خلال هذا الأسبوع.

ولكن بيكهام قال في حديثه إلى “ESPN Argentina”:”لا نعرف إذا كان ليو سيلعب المباراة أم لا، يجب أن يكون جاهزًا قبل العودة للمباريات مرة أخرى”.

يذكر أن تذاكر مواجهة إنتر ميامي مع نظيره المكسيكي كروز أزول تم بيعها بالفعل برسوم باهظة للغاية، حيث تترقب الجماهير ظهور ميسي للمرة الأولى مع فريقه الجديد.

************************* 

وجوه نسوية جديدة في بطولة الشابات بكرة السلة

متابعة ـ طريق الشعب

أكد نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة، خالد نجم، امس الأربعاء، أن “بطولة العراق للشابات” كشفت وجوهاً جديدة ستأخذ طريقها للمنتخبات الوطنية.

وقال نجم: إن “السليمانية شهدت ظهور لاعبات بإمكانيات عالية تبشر بخير وقدمت أغلب الفرق مستويات جيدة خلال المنافسات”.

وأضاف، أن “ختام بطولة العراق للشابات مساء أمس شهد تتويج نادي غاز الشمال بالمركز الأول، ونادي سرجنار بالمركز الثاني، ونادي قرقوش بالمركز الثالث”، مؤكداً أن “غاز الشمال قدم مستوى رائعا واستحق التتويج كما قدمت الفرق الأخرى مستويات ملفتة”.

وبحسب نجم، سيتم في ضوء مستويات اللاعبات اختيار تشكيلة المنتخب العراقي للشابات، بغية إعدادهن للاستحقاقات الدولية المقبلة.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد لكرة السلة، أن “الاتحاد يسير وفق النهج الصحيح من خلال الاهتمام بالمواهب الواعدة التي ستكون رافداً للمنتخب الأول”.

وكان اتحاد السلة العراقي، قد نظم بطولة العراق للناشئات تولد 2007 في محافظة السليمانية، والتي اختتمت مساء امس بمشاركة 8 أندية هي (حلبچة – دربندخان – غاز الشمال – سرجنار – افروديت – سابيس – إضافة الى ناديين من ديالى وبغداد).

************************** 

وجهة فرنسية تعيد الحياة إلى ميندي

باريس ـ وكالات

غير أحد أندية الدوري الفرنسي “ليغ 1” مصير المدافع بنيامين ميندي، مدافع ماشستر سيتي السابق، بعدما تم تجميده طويلا بسبب المحاكمات القضائية التي قيدت مسيرته منذ 2021.

وأعلن نادي لوريان الفرنسي رسميا، امس الأربعاء، تعاقده مع بنيامين ميندي، في صفقة انتقال حر.

وانتهى تعاقد ميندي مع مانشستر سيتي، في حزيران الماضي، بعد أن غاب عن المشاركة من قبل الموسم المنقضي، لاتهامه في قضايا اغتصاب.

وأصدر لوريان بيانا عبر موقعه الرسمي، قال فيه: “يسر إف سي لوريان أن يعلن اليوم عن حصوله على توقيع الظهير الأيسر الدولي الفرنسي بنيامين ميندي (29 عاما) لمدة موسمين”.

وأضاف: “بعد أن استوفى الفحص الطبي التقليدي، جاء ميندي، بطل العالم 2018، والفائز بأربعة ألقاب للدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، وبطل الدوري الفرنسي مع موناكو لتعزيز صفوف لوريان”.

وختم: “سيرتدي ميندي الرقم 5 مع لوريان”.

جدير بالذكر، أنه تم تبرئة ميندي من جميع تهم الاغتصاب والعنف الموجهة إليه.

************************* 

الشباب والرياضة تحدد موعد المباشرة بصيانة الملاعب

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن مدير عام دائرة شؤون الأقاليم والمحافظات في وزارة الشباب والرياضة، طالب الموسوي، موعد المباشرة بتأهيل الملاعب التي احتضنت مباريات الدوري الكروي الممتاز، منوها بتعاقد الوزارة مع شركات مختصة لتأهيل الارضيات.  وقال الموسوي في تصريح صحفي امس الأربعاء، إن “وزارة الشباب والرياضة ستبدأ أعمال صيانة الملاعب مطلع شهر آب المقبل”، مبيناً أن “كوادر الوزارة، بمتابعة من الوزير أحمد المبرقع، حرصت على اظهار الملاعب بأجمل صورة في منافسات الدوري الممتاز والتي استمرت على مدى عشرة أشهر ونحن مستمرون لما تبقى من مباريات بطولة كأس العراق”. وأضاف الموسوي، أن “الوزارة تعاقدت مع شركات مختصة ورصينة لصيانة الملاعب وادامة وتأهيل الأرضيات”، لافتا إلى أن “فترة صيانة ملعبي المدينة وكربلاء الدوليين ستستمر من مطلع شهر آب المقبل إلى بداية كانون الثاني من العام المقبل. أما ملعبا الشعب والنجف فتستمر صيانتهما حتى بداية شهر تشرين الأول من العام الحالي”.

**************************

تحديد موعد وضوابط انطلاق دوري العراق بكرة اليد

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة اليد، امس الأربعاء، موعد انطلاق الدوري العام للموسم 2023-2024، فيما حدد التعليمات والضوابط للفرق المشاركة.

وقال المشرف على لجنة المسابقات في الاتحاد رعد عبد رمضان في بيان إن “اتحاد اللعبة حدد يوم الجمعة المصادف 8-9-2023 ليكون موعداً لبدء مسابقة الدوري العام على طريقة المجاميع في العاصمة بغداد وأن آخر موعد لتسليم كشوفات عقود اللاعبين والمدربين الى الاتحاد هو 20-8-2023، وأن النادي الذي يتخلف عن التسليم بالموعد المحدد سيكون بحكم المنسحب من الدوري العام”.

وأضاف “لا يجوز لأي لاعب أو مدرب التواجد مع فريقه أثناء المباريات ما لم يكن لديه عقد مع النادي ومختوم وموقع من رئيس النادي ومصادق عليه من قبل الاتحاد العراقي لكرة اليد، وعلى الأندية المنتمية حديثاً للمشاركة في نشاطات الاتحاد جلب آخر اجازة تأسيس مصدقة من وزارة الشباب والرياضة ودفع بدل انتماء قدره 250,000 دينار خلال الاجتماع، حسب تعليمات قانون الاتحادات الرياضية رقم 24 لسنة 2021 والنظام الاساسي للاتحاد”.

وتابع رئيس لجنة المسابقات “سيتم تزويد الأندية بجدول المباريات وتوقيتاتها لاحقا”، داعياً اللاعبين والمدربين الذين لديهم مستحقات مالية لدى الأندية إلى “تزويد الاتحاد بالوثائق والعقود التي تثبت ذلك لدراستها ومناقشتها من قبل مجلس إدارة الاتحاد وإصدار القرارات المناسبة بشأنها بحد اقصى لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم 2023/7/29”.

*********************** 

الليغا: نهدف لإنجاح دوري المحترفين العراقي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المدير التنفيذي لرابطة لاليغا ماثيو مونتافاني، أن الرابطة مستعدة لتقديم الدعم الكامل لإقامة دوري المحترفين في العراق، مبيناً أنها تعمل وفق رؤية واضحة وبخطوات ثابتة لإنجاح هذا المشروع.

وقال مونتافاني، امس الأربعاء إن “رابطة الليغا تعمل وفق رؤية واضحة بالنسبة للاتحاد العراقي ومستعدة لتوفير جميع متطلبات اتحاد الكرة وتقديم الدعم الكامل لتحقيق الهدف الأساس وهو إنجاح دوري المحترفين”.

وأضاف مونتافاني أن “الرابطة لا يمكنها أن تنتقل بالأندية سريعاً إلى دوري المحترفين، وإنما ستكون هنالك خطوات ثابتة وعمل ممنهج بالتعاون مع الاتحاد العراقي وجهد جميع الأطراف المشاركة لإنجاح هذا المشروع “، مشيراً إلى أن “الرابطة تتابع عن كثب واقع الأندية العراقية وتم الاطلاع على أندية المحافظات كل على حدة وبإشراف مباشر وشخصي من قبل رئيس الليغا خافير تيباس”.

وتابع المدير التنفيذي لرابطة الليغا أن “اختيار موظفي الرابطة سيتم بالتوافق والتنسيق بين رابطة الليغا والاتحاد العراقي لضمان تحقيق أكبر منفعة من المشروع وإظهاره بالصورة المثالية”.

************************ 

الاتحادات الرياضية ودورها في صنع الإنجاز

منعم جابر

المؤسسات الرياضية مسؤولة بشكل تضامني عن الاهتمام بالرياضة وتطويرها ورعايتها والاهتمام بها وخاصة اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاداتها المركزية والفرعية في المحافظات والأندية الرياضية في عموم الوطن.

إلا أننا نشاهد اليوم تنصل بعض القيادات الرياضية من مسؤوليتها وتجاهل بعضها للادوار المرسومة لها برعاية لعبة ما. وهذا الحال هو يمتد الى الأغلبية من حيث عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الرياضة وألعابها، وان لا يبقى العمل سائبا ومن دون توجهات؛ فالواجب يتطلب تحديد المسؤولية والحساب امام ظاهرة التقصير والتسيب، وان لا يترك الحبل على الغارب.

ان المسؤولية الأساسية في الفشل والاخفاق تقع على الاتحاد الرياضي المعني، وعلى الاتحادات الفرعية في المحافظات، لأنهم الجهة القائدة والمعنية بتلبية متطلبات اللعبة ورعايتها والاشراف عليها، فهم العارفون والمسؤولون عن هذه اللعبة واعداد المشاركين فيها. وعلى اللجنة الأولمبية ان تؤدي دورها الرئيس بالاشراف على الاتحادات المركزية والفرعية لضمان المسيرة السليمة لهذه الاتحادات وفرقها بما يحقق التقدم والنجاح لها.

اما ان تكون هذه الاتحادات المختصة في المحافظات سلبية في أدائها وغير فاعلة الا في حالة وجود (سفرات ووفود رياضية ولأغراض انتخابية) فهذا حرام.

احبتي يا قادة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية انتم مسؤولون امام رياضيي الوطن ومسؤوليتكم مضاعفة وخاصة أيام الفشل والاخفاق. اما أيام النجاح والإنجازات فهي تسجل للاتحادات المركزية والفرعية وتحسب لقادة الرياضة المباشرين والداعمين والمشرفين على اللعبة، وان يكون اختيار الهيئات العامة للاتحادات الرياضية من افضل العناصر من اجل تحقيق افضل النتائج والإنجازات الرياضية ويدفع رياضتنا الى الامام.

وهنا نؤكد أهمية اعتماد سياسة إعادة الثقة بالهيئات الإدارية للاتحادات الرياضية في نصف الدورة الانتخابية، الامر الذي يبعد بعض العناصر الكسولة والضعيفة عن الهيئات الإدارية للاتحاد الرياضي المعني، وانتخاب بعض الأعضاء الجدد بديلا عن العناصر غير الكفوءة من اجل إيجاد هيئات إدارية قادرة على احداث التغييرات المناسبة وصناعة رياضة متطورة ترفع رأس العراق عالياً.

*********************** 

أربع مواجهات في ختام منافسات الدوري الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

يختتم الدوري العراق لكرة القدم اليوم الخميس بإقامة أربع مواجهات من منافسات الجولة الأخيرة (38) من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم للموسم 2022-2023.

ويستهل المواجهات، فريقا نوروز وضيفه القوة الجوية عند الساعة الخامسة مساءً على ملعب السليمانية، بينما تجمع المباراة الثانية فريقي الديوانية ونفط ميسان على ملعب كربلاء الدولي عند الساعة السادسة عصراً.

ويستضيف الزوراء على ملعبه في المباراة الثالثة من الجولة فريق دهوك عند الساعة السابعة والربع، في حين يستضيف فريق نفط الوسط فريق نادي كربلاء في المباراة الرابعة على ملعب النجف الدولي، عند الساعة التاسعة والنصف مساءً.

وفاز مساء أمس الثلاثاء فريق نادي الشرطة على ضيفه الحدود بنتيجة 2-1 بيوم تتويج نادي “القيثارة” بدرع الدوري الممتاز للموسم 2022 - 2023.

********************** 

في مونديال السيدات.. شارة خاصة لسيدات ألمانيا لمناهضة العنف ضد المرأة

برلين ـ وكالات

اختار المنتخب الألماني لكرة القدم للسيدات أن ترتدي قائدة الفريق ألكسندرا بوب شارة قيادة تعزز الوعي بضرورة إنهاء العنف ضد المرأة، وذلك خلال منافسات كأس العالم 2023 للسيدات التي تنطلق اليوم الخميس.

وسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات بإلقاء الضوء على مختلف القضايا الاجتماعية عبر شارات القيادة.

وأعلن المنتخب الألماني امس الأربعاء أن اختياره وقع على شارة قيادة “اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة” وذلك بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقالت بوب اليوم الأربعاء في المعسكر التدريبي للمنتخب في مدينة ويونغ: “سنرتدي شارة قيادة واحدة طوال البطولة، من أجل إنهاء العنف ضد المرأة”.

وقالت بوب إن الفريق استقر على هذا الاختيار لأن العنف ضد المرأة يشكل: “قضية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالعنف الداخلي”.

ويستهل المنتخب الألماني، المتوج بلقب كأس العالم مرتين، مشواره في البطولة بمواجهة نظيره المغربي يوم الاثنين المقبل، ضمن المجموعة التي تضم أيضا منتخبي كولومبيا وكوريا الجنوبية.

وكانت بوب قد ارتدت في مباريات سابقة شارة قيادة تحمل ألوان قوس قزح، لكن لا يسمح بارتداء تلك الشارة في كأس العالم للسيدات المقررة بين 20 تموز، و20 آب في أستراليا ونيوزيلندا.

 **********************

الصفحة العاشرة

روائيات أفرو أميركيات كتبن تاريخ العبودية بندوب أجسادهن

علي عطا

تتناول الدراسة التي يضمها كتاب “الرواية التاريخية عند الكاتبات الأفروأميركيات” African American Women Writers Historical Fiction أصول الأدب الأفروأميركي التاريخي، وكيف أعيد تشكيله خلال العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين، من خلال تحليل خمس روايات لخمس كاتبات. الكتاب الذي ألفته آنا نونيس Ana Nunes وصدر بالانجليزية عن دار “بالغريف ماكميلان”، تولى شرقاوي حافظ ترجمته إلى اللغة العربية وصدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة. 

وتمثل الروايات المختارة للدراسة التي يحتويها الكتاب التاريخ الأفروأميركي المكتوب من وجهة نظر نسائية، مع ملاحظة أن كل رواية تقدم سردية خاصة بتجربة العبودية. وبهذا المعنى فإن “يوبيل” لمارغريت واكر، و”كوريغيدورا” لغايل جونز، و”ديسا روز” لشارلي آني وليامز، و”محبوبة” لتوني موريسون، و”الوصمة” لفيليس بيري، “تشكل مجموعة أدبية كاملة، تحدد وتعكس الاتجاهات السردية والموضوعية للرواية الأفروأميركية التي كتبتها المرأة، وتشير إلى تأسيس شاعرية تعطي شكلاً وتماسكاً للأسلوب الأدبي الذي يميزها”، بحسب المؤلفة. النقطة الأساسية في هذه الروايات، كما ترى نونيس، هي إعادة صوغ ماضي الأجداد، إذ تستعيد الكاتبات السوداوات في تمثيلهن للماضي، الأساليب الشفوية التي تم تطويرها واختبارها في تجربة العبودية. أثناء ممارسة الاستعادة وإعادة صياغة الأساليب الشفوية، فإنهن يستعدن جداتهن الأديبات- النساء اللائي ظلت أعمالهن خارج المعايير الأدبية. كرّست واكر حياتها لدراسة الثقافة الأفروأميركية، وأسست معهداً لدراسة تاريخ وحياة وثقافة الشعب الأسود في جامعة ولاية جاكسون (يسمى الآن مركز مارغريت واكر ألكسندر القومي للبحوث). وكانت جونز أستاذاً مساعداً للغة الانجليزية والدراسات الأفروأميركية والأفريقية في جامعة ميتشغان من 1976 إلى ثمانينيات القرن العشرين. وفي 1973 أصبحت وليامز أول أستاذة أدب أفروأميركي في جامعة كاليفورنيا. وحاضرت موريسون أيضاً في الأدب الانجليزي والأفروأميركي في جامعات عدة منذ 1955.

تمثيل العبودية

ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذه الدراسة في وضع روايات مثل “يوبيل” لواكر، و”محبوبة” لموريسون في سياقها المناسب، فقد شكلت وقت صدورها علامة مميزة في الأدب الأفروأميركي، وإن كانت المؤلفة تفضل قراءتها منفصلة، وليس كجزء من الاتجاه المميز لهذا الأدب. وبحسب نونيس فإن دراستها تهدف كذلك إلى انتشال هذه الروايات المختارة من الخواء الأدبي الذي كانت تُقرأْ خلاله، ووضعها في مكانها ضمن المنتج الأدبي والفكري الذي لعب دوراً مهماً في ترسيخ التقليد الأدبي الأفروأميركي الذي أرسى الموضوعات الرئيسية للكاتبات المعاصرات. 

هؤلاء الكاتبات أعدن اكتشاف التقاليد الأدبية الأفروأميركية وتعاملن معها أثناء تشكيل اتجاهاتهن الجديدة. في تتبع تمثيل العبودية من “يوبيل” لواكر (1966) حتى “الوصمة” لبيري (1998)، أصبح من الواضح كيف أن هذه الروايات أسست حواراً يتناص مع الأعمال الأخرى للتقليد الأدبي الأفروأميركي التي ركزت على وجهات نظر المرأة حول تاريخ السود ومعاناتهم، مع توضيح أهمية ميراث كاتبات القرن العشرين السوداوات.

أكثر الإتجاهات السائدة في الأدب الأفروأميركي ليس تمثيل الشخصيات المتصالحة مع ماضي أسلافها، بل تلك التي لديها صعوبة في التصالح مع هذا التاريخ. تشكل الأسطورة لدى هؤلاء الروائيات وسيلة فعالة لنقل تجربة العبودية المرعبة إلى قصص يمكن إعادة صياغتها ومشاركتها في محيط المجتمع.

تقدم تيلور في رواية “لينندن هيلو” سيناريو أقل تفاؤلاً إلى حد ما، فانتحار “لوريل” وموت كل من “بريسلا” و”لوثر” في مشهد الذروة لحريق المنزل، تمثل الشعور بالضيق من الجيرة التي انفصل سكانها عن الجذور والمجتمع الأفروأميركي الأوسع. ويظل استكشاف جونز للماضي على أنه وجود شبحي في الحاضر، مؤثراً للغاية في الروايات التي صدرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.

الواقعية السحرية

 يظهر جسد الأنثى في الروايات كمؤشر محوري. ففي الرواية التاريخية يحمل جسد الأنثى المملوء بالندوب، تاريخ معاناة العبيد. أما في أعمال الفترة الحديثة نسبياً فقد لا تشعر الشخصيات النسائية بالملمس الخشن لجلدهن المملوء بالندوب، ولكن آليات العبودية تؤثر على الطريقة التي يرتبطن بها بأجسامهن. ففي رواية “أعرف لماذا يغني الطائر الحبيس” (1969) ورواية “العيون الأكثر زرقة” (1970) تستعرض كل من مايا أنغيلو وموريسون على الترتيب، الطرق التي شكلت بها الفتيات الأفروأميركيات صورهن لذواتهن من خلال النموذج الأبيض للجمال، مما يوضح إحساساً عميقاً بالقصور الذي شعرت به شخصياتهن.

ومن ثم، هناك علاقة حوارية مهمة بين التمثيل التاريخي لمعاناة الأنثى والأعمال التي تخلق شخصيات معاصرة مثقلة بآليات وضعها الرِق. وتمثل رواية “محبوبة” لموريسون علامة انفصال عن الواقعية. ففي هذه الرواية، توفر الواقعية السحرية استراتيجية السرد الضرورية التي يمكن من خلالها استعادة التاريخ المفقود. وترجع جذور السحري الذي استخدمته إلى الأساطير والمعتقدات الأفروأميركية التي أثرت على الفن الشعبي للسود. وهكذا طورت التقليد الذي أسسته هيرستون في نصوص مثل “العم مونداي”، و”الموت الأسود”. فتح السرد الواقعي السحري لموريسون الباب لكاتبات أخريات لاستكشاف واستعادة الخارق للطبيعة كعنصر رئيسي في التقاليد الشعبية الأفروأميركية. في روايتها الأخيرة عن العبودية “الرحمة” (2008) تسترجع موريسون بعض العناصر السحرية المستخدمة في “محبوبة”.

عنصر الذاكرة

في سعيهن إلى تمثيل معاناة المرأة الأفروأميركية بحثت بل وطورت الكاتبات التي تناولت نونيس أعمالهن بالدراسة، أساليب سرد أفروأميركية متميزة. وتعتبر الذاكرة في هذه الروايات عنصراً مهماً ليس لأنها ضرورية لإعادة إعمار ماض غير مكتوب فحسب، ولكن أيضاً لأن الأسلوب الذي تتذكره يشكل بناءً أدبياً. وهذه الروايات، باستثناء “يوبيل” لواكر، التي تم فيها انقطاع التسلسل الزمني من أجل الكشف عن الخط السردي المنظوم حول الذاكرة، تؤكد صعوبة التعبير عن الماضي المؤلم.

وهكذا يفسح السرد الخطي مساحة لآخر لَوْلبي ويصبح فعل القراءة إبحاراً تدريجياُ في دوائر أوسع، حتى تظهر صورة متكاملة. وهذا يعكس تقنية النداء والاستجابة في مقاطع أغاني البلوز. وكما تقول جونز: “يعطي الأسلوب الشفوي للكاتبة الأفروأميركية استمرارية الصوت بالإضافة إلى تحرره”. وهكذا تنخرط هؤلاء الروائيات في ممارسة مزدوجة للاعتراف بالتقاليد الشفوية الأفروأميركية، مع ابتكارها مجدداً من أجل البحث عن أساليب جديدة لتمثيل التجربة الأفروأميركية.

رفض هيمنة الآخر

وبالطبع تنطلق دراسة نونيس، وهي باحثة في معهد الدراسات الأميركية في جامعة كويمبرا في البرتغال، من البحث في الثقافة الأفروأميركية، التي يرى البعض أنها لم تنشأ كنتيجة بل رغماً عن التفرقة العنصرية التي عانى منها الأفروأميركي وتجسد رفضاً للثقافة المسيطرة، وتنتج قيماً وتقاليد مميزة عن هيمنة الآخر. ويتكئ عمل نونيس هنا على أن ثقافة الرجل الأبيض ليست هي الثقافة العليا، في ظل الأغاني الحزينة (البلوز)، وموسيقى الجاز، والتاريخ المفقود، أو على الأقل أسيء فهمه. وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الطرق التي تتعامل بها الكاتبات الأميركيات من أصل أفريقي مع العلاقات بين التاريخ والأدب، وإعادة رصد التاريخ من وجهة نظر الأنثى التي تم اسكاتها. وتهدف  أيضاً إلى تأصيل السرد غير المسبوق للتجربة الأميركية. وهنا تشدد المؤلفة على أن الهدف من هذه الدراسة ليس أن تكوِّن نظرة شاملة مستفيضة عن الرواية التاريخية في الأدب الأفروأميركي الذي ينشر منذ 1966، بل التركيز على استراتيجيات السرد الروائي المبتكرة والمتقدمة في روايات منتقاة منذ رواية “يوبيل” لواكر الصادرة عام 1966، حتى “الوصمة” لبيري الصادرة عام 1998.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 6 حزيران 2023

*********************

فاطمة المرنيسي: المشاكسة

محمد ناصر الدين

«إن العالم العربي الذي يستحق أن نحارب ونتصادم في سجالاتنا من أجله هو عالم حيث يستطيع العقل العربي بسط قدراته كما يبسط عصفور جناحيه ليبلغ الأعالي. ولن يولد المجتمع العربي، كمجتمع معرفة يتكيّف مع المجرّات ودقائق التكنولوجيا الحديثة ما لم يتح للمرأة، أن تتعلّم، وأن تشارك في صنع القرار، وأن تنسج أفكارها حول شبكات البث الإلكتروني، مثلما كانت الجدّات تحوك، بتلقائية مدهشة، آلاف الأزهار الهندسية فوق السجاجيد».

من بوابة «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية»، يصدح مجدداً صوت عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي (1940ــــ 2015) عبر كتاب يجمع سلسلة محاضرات نظّمها المجلس تكريماً لصاحبة «هل أنتم محصّنون ضد الحريم؟» و«شهرزاد ترحل إلى الغرب». يضمّ الكتاب بين دفّتيه المحاضرات الكبرى الثلاث التي ألقيت في إطار السلسلة: المحاضرة الأولى التي ألقتها أسماء بنعدادة في بيروت (2019) بعنوان «أعمال فاطمة المرنيسي بين المقاربة التاريخية والبحث الميداني»، بمشاركة إدريس كسيكس الذي قدم شهادة بعنوان «رسالة إلى الفقيدة»، وديمة قائدبيه التي قدمت قراءةً في كتاب المرنيسي «ما وراء الحجاب: الجنس كهندسة اجتماعيّة». أما المحاضرة الثانية، فقد استضافت أميمة أبوبكر (2020) وحملت عنوان «المعرفة الدينيّة في العالم العربي من منظور نسوي: من النقد إلى إعادة البناء». أما المحاضرة الثالثة فألقتها زينة زعتري (2021) بعنوان: «تحولات الحركات النسوية والكويرية في المنطقة العربية: السردية والتغيير المجتمعيّ».

ينطوي الكتاب على بيبليوغرافيا شبه شاملة تضم أبرز مؤلَفات المرنيسي بلغتها الأصلية وتلك المترجمة إلى اللغة العربيّة، فضلاً عن مداخلات وتعقيبات وشهادات وصور خاصة للمرنيسي في حياتها اليومية وأعمالها الميدانية. سلسلة المحاضرات التي ألقيت في إطار المؤتمر السادس لـ «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية» (بيروت 2023) محاولة جدية للإحاطة بفكر المشاكسة التي لم تسعَ في مؤلفاتها إلى تقديم عائلة عربية ومسلمة مثالية للقارئ خالية من التناقضات وتسودها الطمأنينة والسعادة كما أوهمتنا بذلك خرافات الطفولة وأحلام المراهقة، بل سعت جاهدة إلى زعزعة طريقة فهمنا للخلية الاجتماعية الأولى وتشكيك القارئ في معتقداته الخاصة وأنماطه حول دينامية الجنسين وأدوارهما، وحثّه على التفكير في أشكال جديدة للعلاقات الجندرية. حاربت بكل قوة النموذج الاستشراقي لشهرزاد الذي يصوّر المرأة الشرقية خاملة في الحرملك كما في لوحات دولاكروا ونظريات المستشرقين: «كنت متأكدة بأنها إنسانة تستثير الإعجاب، ذات ذكاء مذهل. لو كانت شهرزاد تنظر إلى نفسها على أنها بليدة، لكان الملك قطع رأسها. إنها تحترم قدرة الكائن على تغيير قدره، السحر كامن فينا، تلك هي رسالة شهرزاد. إننا نأتي إلى العالم مجهزين لكي ندافع عن أنفسنا. عقلنا سلاح لا يقهر. إن احترام الذات هو سر النجاح، ولذلك أبهرت هذه المرأة الشرقيين رجالاً ونساءً في الأمس واليوم». لم تغب المرنيسي يوماً عن نضالات الإنسان العربي في وجه السلطة بكل وجوهها، خصوصاً تلك التي تستمد قوتها من ضعف الشعب أو من إقصاء النساء والحجر عليهن، وتكريمها في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الإنسان العربي في بحثه عن الكرامة، جزء من المسيرة الطويلة في بناء «العربي العالمي» على حد تعبيرها، الذي لا ترتبط قيمته بجنسه ولا بمركزه بل بإنسانيته المجيدة.

ــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 24 حزيران 2023

************************

بيروت في عين العاصفة

المخرجة مي المصري توثّق

 الانتفاضة وانفجار المرفأ بعيون 4 نساء

يسترجع فيلم “”بيروت في عين العاصفة” للمخرجة الفلسطينية - اللبنانية مي المصري مشاهد من الاحتجاجات التي شهدها لبنان طوال أشهر اعتباراً من 17 تشرين الاول 2019، ويتوقف عند مرحلة الجائحة وانفجار مرفأ بيروت من خلال شهادات أربع نساء متمردات ومن خلفيات مختلفة. بين مشاهد المحتجين يضربون على الحديد والطناجر تعبيراً عن غضبهم، وهتافات “ثورة ثورة” و”حرامية”، وتوقف الكاميرا عند لافتة “الثورة يصنعها الشرفاء ويستغلها الاوغاد”، تتحدث شخصيات الفيلم الذي عرض مساء الجمعة الماضي في متحف سرسق في بيروت عن حركة الاحتجاجات وظروف اندلاعها ونتائجها والحوافز التي دفعت الناس للنزول الى الشارع. في 17 تشرين الأول 2019، بدأت في لبنان احتجاجات كبرى تخطت الطوائف والمناطق وحتى الانتماءات السياسية، ودفعت مئات الآلاف من اللبنانيين الى الشارع مطالبين بتنحي سلطة سياسية اتهموها بالفساد والفشل. وتقول مي المصري لوكالة فرانس برس أنها سعت إلى إيجاد شخصيات “بيروت في عين العاصفة” بسرعة “اذ كانت الانتفاضة لا تزال في بدايتها” وكان لديها “دافع قوي لتصوير فيلم”. وشاءت المصري في هذا الفيلم، وهو الثالث لها عن العاصمة اللبنانية بعد “بيروت جيل الحرب” (1988) و”يوميات بيروت” (2005)، أن تركز على العنصر النسائي الذي كان حاضراً بكثافة في حركة الاحتجاجات، وعلى الإبداع والفن، وبحثت عمّن يعكس هذين المحورين. ووقع اختيارها على الشقيقتين ميشيل ونويل كسرواني اللتين تنتقدان الوضع الاجتماعي والسياسي من خلال أغنيات مصورة ساخرة ، والمصوّرة العراقية لًجَين التي خالفت إرادة عائلتها واستقرت في لبنان، والناشطة المحجّبة حنين التي تدرس الاعلام وتصور افلاماً وثائقية. وترى المخرجة الستينية التي يضم رصيدها منذ ثمانينات القرن العشرين 16 فيلماً بينها ثمانية مع زوجها السينمائي اللبناني الراحل جان شمعون،أن “الاختلاف بين الشخصيات مهم لإعطاء صورة أوسع”. وتقول “بعد أعوام من العمل، تكونت لديّ قدرة على التمييز تتيح لي اختيار صاحب الحضور السينمائي والعفوي البعيد من الخطابات الجاهزة، والمستعد للتحدث عن همومه الشخصية، إذ أن الصدق والإحساس مهمان في السينما”. وتعتبر ميشيل كسرواني في الفيلم أن ما حصل في 17 تشرين الأول 2019 نزع الغطاء عن وسط المدينة “المقفر الذي لم يكن يشبهنا”، على قولها. وتصف نويل الاحتجاجات أنها “ثورة عن كل الإهانة والإذلال التي عاشها اهلنا ونعيشها”. وتضيف “لم يعد في إمكاننا أن نسكت على هذا الكم من الفساد” في ظل انتشار البطالة والهجرة لدى الشباب. وتفتخر حنين بأنها كانت في طليعة من نزلوا إلى الشارع، ودفعتها إلى ذلك الأزمات المعيشية. وتقول إنه “أهم يوم سياسي لإعادة صوغ هويتنا”.أما لجين التي تعيش في لبنان منذ سبعة أعوام، وأصيبت خلال الاحتجاجات، فوثقت مشاهد جرئية من التحركات الشعبية بكاميرتها، استخدمتها المخرجة في الفيلم، وتلاحظ أن المرحلة الأجمل من الاحتجاجات كانت في يوميها الأولين، وتطرقت إلى الشباب الذين خسروا عيونهم وأرجلهم وأيديهم بفعل المواجهات مع القوى الأمنية. وحرصت المصري على أن تعبر في فيلمها عن روح الاندفاع الجميلة لدى الشباب والنساء خلال الاحتجاجات. وتقول صاحبة الفيلم الروائي “3000 ليلة” الذي حصد جوائز عدة، “كان حضور المرأة ظاهرة لافتة خلال الانتفاضة، وكذلك العدد الكبير من الفنانين والمبدعين الذين نزلوا إلى الشارع. أردت أن أصور هذه اللحظة ... فالسينما تخلّد التجربة”.

وفي فترة جائحة كوفيد-19، يُظهر الفيلم تواصل النساء الأربع بعضهن مع بعض من وراء الشاشة في منازلهن بسبب إجراءت الحجر، واسترجاعهن مشاهد من الثورة. تقول نويل: “كانت أشبه بحلم طويل يكاد ينتهي على مهل ككل شيء في التاريخ. ستأخذ الثورة أشكالاً عدة ولن تتوقف”. وتعلّق حنين قائلة “عندما بدأنا ندين نظامنا السياسي ونطالب بنظام مختلف، لم نعد روحاً واحدة ... فالسلطة فرّقت وتسللت إلى الحراك”. لم تفاجأ المصري بأن هذه الانتفاضة “أُجهضت”. وتقول “في فيلميّ السابقين عن بيروت، نرى حماسة في بداية الاحتجاحات واحباطاً في نهايتها. دائماً ثمة استغلال من الطبقة السياسية للشباب وكذلك الفئة التي تريد التغيير. ويُفشلون كل شي ممكن ان يؤدي إلى التغيير”. وتلاحظ أن “لبنان يشهد هزة كل عشرة أعوام، وتكمن المشكلة في الطائفية والفساد والتبعية للزعيم”. وتنتقل المصري إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وتلفّ الكاميرا بشاعرية حول حنين وفي مشهد آخر حول نويل بين أشلاء أبنية وسيارات محطمة وتتوقف عند دموع لجين على أنغام موسيقى جنائزية. واذا كانت بداية الفيلم صاخبة فنهايته هادئة: نظرة نحو البحر والأفق “المفتوح للأمل والتفاؤل”، وحصان يجتاز الشاطىء سريعاً كأنه يعلن نهاية مرحلة وبداية أخرى.

ــــــــــــــــــــــ

“النهار” اللبنانية – 12 حزيران 2023

 **********************

 الصفحة الحادية عشر

رنا صباح خليل: من الوردة والسكين الى مرايا اليمام

الناقدة المجدة رنا صباح خليل، والتي أصدرت كتابها البكر “الوردة والسكين” قبل عامين عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق؛ أصدرت لها دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة كتابها الجديد: “مريا اليمام/ تمثلات التجريب في نصوص سردية مختارة”.

الكتاب يمثل نقلة نوعية في الدراسات الأدبية، ويشكل حضوراً جريئاً في تناوله الشخصيات والفعل الايروتيكي في الفن الروائي، فضلا عن دراسة للحداثة والتجريب.. لغة واصطلاحاً.

رنا صباح خليل، سبق وان نشرت دراساتها في “طريق الشعب” و “الثقافة الجديدة” وسواها من المنابر الثقافية.

*********************** 

ثقافة الطاغية

كيف نظر عبد الرحمن بدوي وحسن حنفي

 الى فلسفة اورتيغا إي غاست

د. رهبة أسودي حسين

يعد كتاب  “ثورة الجماهير” لأورتيغا إي غاسيت (1883-1955) الذي نشر باللغة الإنكليزية تحت عنوان: (The Revolt Of The Masses ) عن اللغة الأسبانية من الكتب التي واكبت الثورات الجماهيرية في النصف الأول من القرن العشرين وان ظهرت الترجمة العربية (المتأخرة) للكتاب بعنوان (تمرد الجماهير)، فقد كُتب الكتاب في فترة ما بين الحربين العالميتين، بصيغة مقالات صحفية في جريدة (الشمس )وتضمنت موضوعات في السياسة والاجتماع والفلسفة مؤكدا فيها الكاتب على موضوع مهم وهو انتهاء أسبقية (النخب) وسيادة الحشود البشرية في الحياة العامة وما ترسمه من ملامح ثورتها ولا سيما واقعة (وصول الجماهير إلى سدة السلطة الاجتماعية). لقد ضمت هذه المقالات  أفكار( أورتيغا إي غاسيت ) التي جاءت عن تجربته في الحياة في ظل المتغيرات السياسية في ثلاثينيات القرن الماضي في أسبانيا (وفي العالم عموما)، والتي رافقت إعلان الجمهورية فيها في العام 1931 وما أفرزته من حروب أهلية في أسبانيا في العام 1936. لم يحظ (أورتيغا إي غاسيت) بدراسات واسعة في المكتبة العربية ولعل دراسة عبد الرحمن بدوي من الدراسات المبكرة لفكر (أورتيغا إي غاسيت) التي ضمها كتابه (دراسات في الفلسفة الوجودية) بمقدمة عن طبيعة المتغيرات السياسية التي رافقت حياته وما يتمتع به من خصائص الثقافة من سيادة علو الأسلوب واستخدام كنوز اللغة الأسبانية والاهتمام بالألفاظ الأصيلة، فضلا عن الاطلاع الواسع على الآداب الأجنبية (اللاتينية وسائر الآداب الأوربية). وما يتميز به (أورتيغا إي غاسيت) من نزعة فردية تتجه إلى حقيقة النفس الإنسانية الباطنة بوصفها الملاذ الصادق الأمين بعد أن انهارت القيم الخارجية (الفكرية التقليدية)، فقد شك في قيمة التراث الأسباني من خلال نقده اللاذع للقيم التقليدية (الأدبية والسياسية والدينية) وتمرد على جميع السلطات، فهو صاحب أفكار فلسفية وليس صاحب مذهب فلسفي فأفكاره متباعدة الآفاق تمليها المناسبات وأحداثها. كما تطرق حسن حنفي إلى فلسفة (أورتيغا إي غاسيت) في كتابه (دراسات فلسفية) وتبقى أسبقية الدراسة لفكر (أورتيغا إي غاسيت) لكُتاب المغرب العربي. يحدد أورتيغيا غاسيت طرحه في تحديد مفردات (تمرد) و (جماهير) و (سلطة اجتماعية) لـ ((وصول الجماهير إلى سدة السلطة الاجتماعية)) في النقاط الآتية: 

1 - إن المجتمع هو وحدة من عاملين (أقليات وجماهير) فمفهوم الجمهور الحشد (كمي وبصري) وهم سائر الناس، أما الأقليات، فهم أفراد مؤهلون (نوعيا). لقد أصبحت القيمة تقاس حسب مقدار التجمهر ، فالمسرحية التي يقبل على مشاهدتها أكبر حشد من الجمهور هي الأرفع مستوى؛والصحيفة الأكثر قراء هي الأفضل ، وحتى الكتاب الأكثر توزيعا هو الأنفس .فلم يعد طموح الفرد مقتصرا في نطاق محدد فهو يقع تحت سيطرة رغبات تطمح ببصرها إلى أقصى مدى في المكان وفي الزمان من المحلي الى الكوني.

2 - أسهمت التقنيات التشريعية والاجتماعية في تأهيل نوعي للجماهير لتتمتع ببعض الحقوق السياسية الأساسية المسماة (حقوق الإنسان والمواطن)، التي جعلت من (الشعب) سيداً ولكنه ما كانت الجماهيرتصدق ذلك فتحولت هذه الحقوق إلى رغبات لا واعية فهناك (حالة إخراج نفوس البشر من عبوديتها الداخلية والإعلان عن وعي ما بالسيادة والكرامة)، فالعالم يعيش في محاولات المساواة (في الثروات والثقافات والجنسين).

3 - استولت الطبقة البرجوازية في المجتمعات (الأوربية) من خلال الثورة على السلطة العامة وطبقت على الدولة قيمها، وخلقت في أقل من جيل دولة قادرة إن تقضي على الثورات فمنذ عام 1848 انتهى عصر الثورات الحقيقية في أوربا و(تساوت السلطة العامة والسلطة الاجتماعية) فلم تحدث ثورات إلا بصيغة انقلابات عسكرية.

وبذلك سيطرت الدولة على المجتمع وهي تعمل بسرعة البرق على أي قطعة من الجسم الاجتماعي. وصار على المجتمع أن يعيش من أجل الدولة؛ والإنسان من أجل آلة الحكم وتحول الشعب إلى ( لحم وعجين) يغذي آلة الدولة وأداتها فقط. وبهذا كانت الدعوة متمثلة بكلمات موسوليني “كل شيء بالدولة، ولا شيء خارج الدولة، ولأشي في مواجهة الدولة”.

4 - التمييز بين الجمهور والنخب، فعزم الجمهور أن يتقدم إلى الصف الأول الاجتماعي ويحتل أماكن الصدارة ويتمتع بالملذات التي كانت مقتصرة على القلة مع الاعتبار أن الجمهور حل محل الأقلية من غير أن يتخلى عن أن يكون جمهورا.

يسعى الجمهور الى ان يمتلك بشكل مناسب المزايا النوعية ويكف عن كونه جمهورا.

إن (تمرد الجماهير) علامة تقدم بوصفها ينبوعا من الإمكانيات العظيمة وتحمل سمو مقارنة مع كل حياة عرفت من قبل (تاريخنا المعاصر)، ولكن الوجه السيئ لـ (تمرد الجماهير) يكمن في أن رجل (الشعب) هو الذي يحكم العالم ويقوده قد ولد النتائج التالية:

أ ‌- يشعر (الفرد العادي الذي يتصدر السلطة) في داخل نفسه بالأنتصار والأستعلاء. فيتجاهل وجود الغير ، فيعمل كأنه هو وحده الموجود في العالم.فلا يصغي لشيء ولا لأحد ، ولا يضع آراءه موضع الشك ويغلق على نفسه من العالم الخارجي، فافكاره وسلوكه الأخلاقي والعقلي حسن وكامل وغير قابل للنقاش.

ب ‌- يتدخل (الفرد العادي الذي يتصدر السلطة) في كل شيء فإرضاء رأيه دون احتياط ولا تحفظ ولا روية وبالجملة يعمل وفقا لنظام (الفعل المباشر) وهذا الموقف يقود حتما إلى البربرية لأن البربرية معناها انعدام المعايير والسير وفقا للآراء الشخصية. فالحضارة تكمن في سيادة القانون، وفي ظل (حكم الفرد العادي) تنعدم الحضارة فليس ثمة حضارة دون قانون.

ت ‌- إن الإنسان الجمهور(الفرد) ليس أحمق ، بل هو أذكى وأقدر عقليا ، ولكن القدرة لا تخدمه في شيء فهو يقدس مرة واحدة وإلى الأبد مختلف مقولاته المطروقة ، وآرائه الضارة ، ونسق أفكاره ، أو ببساطة مفرداته الفارغة التي راكمتها المصادفة في داخله وبجرأة تفسرها (السذاجة) وحدها وتفرضها كيفما شاءت ، فهو ينادي بالسوقية ويفرض الحق بالسوقية بل يجعل من السوقية كحق.فالهيمنة التي تمارسها السوقية على الحياة العامة ربما كانت العامل الأجدر في الموقف الراهن والأقل شبها بأي شيء في الماضي .

ث‌. يفتقرأنسان الجمهور(الفرد) إلى الأخلاق بماهيتها التي هي إحساس بالخضوع إلى شيء ،والوعي بخدمة شيء ،وهي التزام دائما فمجتمعات الجمهور تحصد (اليوم) نتائج سلوكها الروحي (المضني) في انحدار ثقافة (رائعة) لكنها من غير جذور. 

5 - إن أفكار إحلال الجمهور محل النخب (الأقلية) لا يستمر طويلا، فالجمهور يظن أن الأقليات السياسية على الرغم من عيوبها ونواقصها، ولكنها كانت تفهم المشاكل السياسية أفضل قليلا مما تفهمها الجماهير، ولكن هذا لا ينفي رغبة الجمهور في الأيمان بأن لها الحق في فرض بقائه في المقدمة وأن يحتل أماكن القلة (النخبة). فإن الحياة العامة لا تقتصر على السياسة فقط وإنما هي حياة فكرية وأخلاقية واقتصادية ودينية وعادات وتقاليد وطريقة الحياة في الملبس والمتعة.

بعد عرض طروحات (أورتيغا إي غاسيت)  لتمرد أو (ثورة الجماهير) يمكن أستنتاج النقاط الآتية :

1 - لا تختلف طروحات (أورتيغا إي غاسيت) عما  يتمخض عنه حكم (الأكثرية) الذي طرحه فلاسفة اليونان، فالخشية لا تكمن في إحلال (حكم الجمهور) محل (حكم الأقلية) وإنما الخشية تكمن في تحول الحكم إلى حكم استبدادي بخروج مستبد من (مجموع الجمهور) ليكون (بطل الأمة المختار) أو يحمل تسميات تعرفنا على صور منها خلال القرن الماضي والتي تصل إلى حد (القداسة الإلهية).

2 - إن الطغاة الذين خرجوا من (حكم الجمهور)، كسبوا ثقة الأكثرية من الشعب بالدفاع عنه ضد الأقلية من الذين تمتعوا بميزات السلطة (المادية والمعنوية) من وظائف عليا وخدمات متنوعة، ويتفنن الطغاة في المهرجانات التي تحمل معها الطاعة المطلقة للطاغية، فيتم سلب الإرادة العامة للشعب ويعيش الشعب في حلم المساواة وحقوق الإنسان، فالحياة العامة بجميع مفاصلها عبارة عن مهرجان دائم مع الإهمال لقضايا المجتمع الرئيسية (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية) في الشؤون العامة.

3 - يخشى الطاغية من الجماهير الذي خرج هو منها فيعمل على افتعال حروب مختلفة لزج شعبه فيها وليتخلص من نقمة الشعب عليه ويجعل من هذه الحروب مقدسة تحت مختلف التسميات (دينية ـ مصالح البلاد العليا ـ سيادة)، ويعمل على نزع سلاح الشعب ويكون السلاح بيد سلطته (المهيمنة) تحت ضرورة (مصالح البلاد العليا)، كما يعمل على تشتيت خصومة بين السجن والقتل أو الإقصاء والتهجير من البلاد وتحت مسميات مختلفة لـ (مؤامرات مزعومة).

4 - تقتصر تسمية (الدولة) بتسمية الطاغية، فلم يعد هناك تاريخ الا تاريخ الطاغية، فتنسحب حياة الطاغية على الماضي والحاضر والمستقبل فالآداب والثقافة عموما هي ثقافة الطاغية، وتسخر موارد الدولة لتخليد الطاغية، فلم يعد بلد الطاغية تسع طموحاته، فيعمل من خلال (الماكنة الإعلامية) على  جذب أقلام من دول أخرى للكتابة عن الطاغية حتى يصبح (طاغية العصر)، ولن تنتهي حياة الطاغية الا من خلال تدخل دول أخرى فلا يسقط الطاغية وحده فيسقط (للأسف) الشعب والوطن مع الطاغية. وهذا ما يخشاه (أورتيغا إي غاسيت) من (صول الجماهير إلى سدة السلطة).

********************** 

قصة قصيرة

أحزان رجل منسيّ

بلقاسم برهومي- تونس

أقبل المساء.. وأسدل معه اللّيل ظلامه الدّامس الحالك على شوارع القرية المنجميّة، القابعة بين كثبان الفسفاط المترامية الأطراف والحبال العالية الشّامخة.. كان المطر ينزل بغزارة، فتتساقط حبّات الماء الزّلال على بطحاء الدّشرة في توؤدة.. كانت السّماء تلبس السّحاب والغيوم الحالكة.. وبين اللّحظة والأخرى تهجم سيول الأنواء على الأبنية المتواضعة والمنازل المتداعية، وكنت أسمع حشرجة طوب الجدران المتآكلة وهو يتهدّم، فيهزّني ألم جارف عنيف، وأحسّ أنّ قلبي يكاد يقفز من بين ضلوعي شفقة على تلك العائلات التي يرفع أفرادها كافّة أياديهم إلى الله تعالى طالبين الرّحمة، وهم خائفون مذعورون من تكاثر العواصف الشّتويّة والرّياح الباردة.

«يا ربّي! اللّطف. الرّحمة! «لا عنّا لا باش..لا علاش».. آه يا ربّي!. اللّطف! اللّطف الرّحمة! ».وكنت أنا في ركن من الغرفة الّتي أقطنها أنا وإخوتي الخمسة أطالع.. أحاول أن أنسى تفاصيل أحزان عمري.. أغوص في الكتب والمجلاّت المتناثرة أمامي بعض سويعات.. هذه قرية «أمّ العرائس» بكلّ همومها تغزو مخيّلتي.. أحزان النّاس فيها تتمطّط عبر سطور ذكرياتي المظلمة. وفجأة تصيبني نوبة بكاء حادّة بينما تنغرس علامات الدّهشة والاستغراب على شفتي أمّي وتسألني في ذهول مصطنع: مالك يا ولدي..؟ أشعر أنّ نار الثّورة يتأجّج لهيبها في داخلي، فأصرخ في وجه والدتي العجوز:

أمّي.. أمّي.. إنّي ألعن يوم ولادتي.. كرهت الشّوارع القذرة المتجهّمة.. سئمت النّاس، والأشياء في هذه المدينة الحزينة.. بل حتّى نفسي صرت أمقتها.. لماذا؟..   

لا أعلم.. ها إنّني الآن في عزّ شبابي أبغض الشّباب!! هنا في قريتي لا توجد نوادي تسلية.. مقاهي.. دور شباب.. مراقص..مسابح.. مصانع.. لا شيء.. غير الفسفاط والغبار.. ونظرت إلى أمّي فوجدتها تبتسم بسخريّة وتقول لي:لا يهمّ يا بنيّ..لا يهمّ.. وانتفضت فجأة، وقمت فجمعت أوراقي المتناثرة ورميت بها في جيبي، وخرجت لا ألوي على شيء.. وصرخات إخوتي ترتفع ورائي.. أنا هارب.. هذا الطّريق يمتدّ طويلا أمامي.. إلى أين أنا ذاهب في هذا الظّلام الموحش والمطر المتواصل؟ ذاك ما كنت «أجهله» كنت أجرّ خطاي في تثاقل فيجرح قدمي الحصى المرشوش على قارعة الطّريق. كانت قطرات المطر تنهال على وجهي.. وتقدّمت بعض الخطوات.. هذا «العربي بالرّاقد» ملقى على «جرد زاورة» يحملها على ظهره صيفا شتاء.. رمى بنفسه على جزء منها واتّخذ من جزئها الآخر غطاء يحميه من لسعات البرد والمطر.رمقني بنظرات بائسة لها ألف معنى..مدّ لي يديه المكدودتين..

“ربيّع خبزه.. الله يقد أحوالك” أسرعت إلى أقرب دكّان  في الحيّ.. اشتريت الخبز والسّردين.. ورجعت.. أعطيتهما إيّاه.. وجلست قربه.. كان يأكل بنهم شديد لا يوصف، بينما رحت أنا أفكّر.. كنت مطرق الرّأس.. تنتابني الأفكار والهواجس. اندفعت ألقي عليه سؤالا طالما خامرني كلّما جلست إلى «العربي» هذا الرّجل البائس.. ما رأيك في الحياة؟ أغمض العربي عينيه لحظة ثمّ انطلق يحكي وكأنّه ينتظر هذا السّؤال منذ زمن بعيد! “آه يا بنيّ..ماذا أقول عن هذه الحياة؟ لقد امتصّ الزّمن الظّالم رحيق عمري..ها، إنّ الفقر والغربة ينهشان جسدي وأنا بين أهلي..نعم بين أهلي أتلوى في أحزاني..جائعا..عاريا..ولا من رحيم..اسمع يا ولدي..لقد كنت أشتغل بالمنجم مثل غيري من العملة مطمئن البال..مرتاح الضمير..ثم ما لبثت أن وجدت نفسي أخالط أولاد الحرام فشربت الخمرة..وصرت ذا سلوك مشين...وطردت من عملي بدعوى أني مجنون.. وتنكر لي كلّ الأهل والأقارب.. عندها فقط أدركت أنّ الصداقة منفعة متبادلة تدوم بدوامها، فحملت أدباشي، وسافرت..لا تسألني إلى أين؟ فقد كنت أمشي ولا أعرف أين سأقف..وبعد أن زالت عني أتعاب السير في الصحراء دخلت الأرض الليبيّة..لم أجد في الحقيقة ما كان يراودني من أحلام وأمان، وأثقلت على الغربة والهجرة..ووجدت الجوع يلتهمني..قرصتني عقاربه الموحشة فشددت بيدي على بطني، وصبرت..طلبت الخبز..تسوّلت..وأخيرا..أظلمت الدّنيا أمام عيني..وانسدّت في وجهي أبواب الرّزق..فمددت يدي للسّرقة..سرقت يا ولدي!!هل تتصوّر ماهو أبشع من السرقة؟ وقبضوا عليّ..وصرت سجينا يرسف في الأغلال..كان الدمّ الأحمر القاني ينبجس من أجزاء جسدي مع كلّ ضربة من حارس السّجن..وعشت خمس سنوات كاملة وأنا في ظلام السّجن..وجاء يوم!!خرجت فيه من السّجن..فرحت أبحث عن شغل..لم أجده، وصرت بطّالا..ما ألعن البطالة في بلاد الغربة يا بنيّ؟!وذات مساء..رموا بكلّ المتسكّعين والغرباء في شاحنة وكنت معهم..شعرت بالخيبة لأنّ كلّ آمالي الّتي سطع نورها ذابت كالسّراب الخادع..ورجعت إلى قريتي..طلبت الشّغل فلم أجد غير البطالة..امتلأت ذكرياتي بالوعود الكاذبة..

والآن ..ها إنّني كما تشاهد..غريب لا ملجأ يضمّني..ولا رفاق ولا أصحاب ولا خلاّن يعطفون عليّ..الفقر مسمار حادّ يمزّق شظايا جسمي..ماذا أقول لك أكثر من هذا عن الحياة؟ إنّها خائنة..تقتل نور الحياة في الوجوه..تذكرني يوما يا ولدي..لا تقل «العربي» مجنون..أنا مجنون لأنّ كلام البعض ينبح كالكلاب الضّارية أمامي وورائي..لم أطق صبرا يا ولدي..تمرّدت على الحياة، وعلى تقاليد النّاس. ابتسمت في مرارة..خرجت الكلمات عفويّة من فمي. مدّ لي صديقي الجديد يده وتصافحنا على أمل اللّقاء كنت أفكّر: كيف سأبني صداقتي مع رجل منسي؟!

********************** 

وطن تشظى

طالب حسن

1

كأنما يتحدث مع أشباح

هذا الولد المحكوم

بخديعة التأويل

2

لا احد

يستطيع كسر قيدها

تلك الزهرة الطاعنة بالعصيان

3

ماذا لو

إستيقظ من  موته الأعزل

وغادر جمرة الأنتظار

نحو شهقة الينابيع  ؟

4

ملء الروح طواف حزنه

حول أسوار خصرك

5

وحده ضياء عينيها

من يحرره من شرنقة الألم

6

أن تسقط ولا تنهض

هذا الموت لا يليق بعنفوان القصيدة

7

بعض الوصايا  بالكاد تصلح خرقة

في سلة مهملات

8

حين يتذكر لهفة أصابعها

وهي تطوق روحه

كم تمنى لو يطول ذاك الاشتباك

9

هذا الركام الهائل من تلال الفقدان

يحتاج عاصفة لكي يصحو

10

شيء ما يدعوه للصراخ

بوجه هذا الخراب اللانهائي

11

الجمرة المنبعثة من تحت الرماد

تجاعيد وطن تشظى

********************** 

أقفال

حميد الحريزي   

اقفلت أبواب لساني

بأقفال المستحيل

بناء على مصلحة سلام

الوحي نقلته الى طبلة

أذني الموجوعة بصراخ قطط

شهر شباط أقفلت عيوني

حيث الأطفال تأكل من اكوام

القمامة

الغيت كل مراسيم الفرح

المنافق

منذ رفع رأس الحسين

على رماح عربية

أقفلت بوابة أسراري

الملتاعة

يوم ترك جيفارا  وحيدا

في أدغال تبكي الوشاية

أصبت بعمى الألوان

مذ قطفوا رؤوس الأطفال

ورأيت الحمار لايأكل

زهور موائد المترفين يوم شهدت

مائدة السلطان مزدانة برؤوس

العصافير

أغلقت مفاتيح الموسيقى

يوم شهدت المارينز

يرقص على عواء ذئاب

الصحراء المسعورة

أحرقت حافظة ملابسي

يوم شهدت

معرض أجساد البغايا العاريات

في بلدان الحضارة!

*********************** 

 الصفحة الثانية عشر

في «بيتنا الثقافي»

د. سيف عدنان:

 ثورة تموز تعرّضت لظلم كثير

بغداد – طريق الشعب

قال الباحث الأكاديمي د. سيف عدنان أن “ثورة 14 تموز 1958 تعرّضت إلى ظلم كثير من طرف فئتين، فئة الخاسرين نتيجة انتصارها، وفئة من نظروا إليها من منظور انهيارها بعد انقلاب  8 شباط 1963، وهؤلاء أصبحوا من المنتفعين لاحقا”.

جاء ذلك في جلسة استذكار للثورة في مناسبة مرور 65 عاما على اندلاعها، عقدها منتدى “بيتنا الثقافي” يوم السبت 15 تموز الجاري على قاعته في بغداد تحت عنوان “جدلية الثورة في مصادرها التاريخية”، وضيّف فيها د. عدنان.

حضر الجلسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. وقد أدار الجلسة عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق محمود سعدون. 

وتطرق د. عدنان في معرض حديثه إلى طبيعة تعامل الغربيين مع الثورة، مبينا أنهم تفاجأوا بها، ووصفوها بأنها “جنون في منتصف الصيف”!

ثم تحدث عن المصادر التاريخية للثورة، لافتا إلى “غياب المدرسة التاريخية التي تدون الأحداث. لهذا صرنا نؤمن بالباحث والمستشرق الغربي، ولا نؤمن بقرينه العراقي”.

وأوضح الضيف أن “بداية تدوين أحداث ثورة 14 تموز، كانت عندما نشر عبد السلام عارف مذكراته في مجلة (الهلال) المصرية. وهذا حصل عام 1966. أما المصدر الثاني، فهو مذكرات إسماعيل العارف عام 1968. بينما التوثيق الأكثر أهمية، هو ما كتبه رجب عبد المجيد، أحد قادة الضباط الأحرار، لكن هذا التدوين لم ينشر حينها خوفا من السلطة”.

وألقى د. عدنان الضوء على تفاصيل متنوعة تتعلق بثورة 14 تموز، اشتغل عليها بحثيا خلال السنوات الماضية، من بينها وثائق مهمة لجوانب عديدة من عمر الثورة، فضلا عن تفاصيل تتعلق بالفترة الملكية التي شهدت قضما للحريات وتكريسا للسلطة الدكتاتورية واعتماد القمع كسلاح لمواجهة الرأي والفكر المختلفين.

************************ 

في اتحاد أدباء كربلاء

احتفاء بالقاص سلام القريني وروايته الأولى

كربلاء – غانم الجاسور

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، أخيرا، بالرفيق القاص سلام القريني، في مناسبة صدور روايته الأولى “امرأة من جمر”.

حضر جلسة الاحتفاء جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين في الشأن الأدبي، فضلا عن وفد من مثقفي محافظة بابل، يتقدمه الرفيق د. علي إبراهيم.

الشاعر عقيل أبو غريب أدار الجلسة واستهلها بتقديم سيرة المحتفى به، والحديث عن تجاربه في المجالات الأدبية والعلمية والصحفية، متوقفا عند أهم المحطات الإبداعية التي مر بها منذ العام 1978.

ثم قرأ ورقة نقدية عن القريني وتجربته في كتابة القصة القصيرة والمقالات السياسية، وعن روايته الأخيرة التي رأى انها “من الروايات المهمة في ادانتها الصارخة للنظام الهمجي الذي عاث في أرض العراق فسادا”.

وأضاف أبو غريب قوله أن “رواية القريني من الروايات الوثائقية المستندة إلى وقائع حقيقية، والتي تفضح جرائم بشعة طالت عائلات عراقية خلال الحقبة الدكتاتورية، لا ذنب لها سوى انها اتهمت بالتبعية إلى إيران”. واضاف قوله أن “الرواية تتحدث عن امرأة مفجوعة اسمها (أقدس)، عثرت على اسماء ابنائها المغيبين في زمن صدام المقبور، مدونة على جدران الشعبة الخامسة سيئة الصيت. وهما شابان بعمر الورد”، لافتا إلى أن “الخوض في تجربة كتابية من هذا النوع، يأتي لتعريف الأجيال القادمة بحجم العذاب والمعاناة التي تحملها الفرد العراقي على يد عصابة همجية كانت تطلق على نفسها نظام دولة”. بعد ذلك، تحدث القريني عن تجربته في كتابة القصة القصيرة. وسلط الضوء على مجمل أعماله السردية، وعلى موضوعة روايته الجديدة، فضلا عن الوقائع والامكنة التي استلهم منها احداث الرواية. ثم قرأ مقاطع من الرواية أمام الحاضرين.  وشهدت الجلسة مداخلات عن رواية المحتفى به وتجربته السردية بعامة، ساهم فيها عدد من الأكاديميين والأدباء، بضمنهم أستاذ الأدب العربي الحديث د. علي إبراهيم، والقاصان إبراهيم سبتي وخالد الشمري، والشعراء قاسم بلاش وصلاح السيلاوي وعدنان الموسوي، والصحفي عبد الهادي البابي، فضلا عن رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البناي.

وفي الختام، قدم القاص حمودي الكناني، شهادة تقدير باسم الهيئة الإدارية للاتحاد، إلى القاص سلام القريني، الذي وقع من جانبه نسخا من روايته ووزعها على الحاضرين.

******************** 

استذكار الملحن الراحل عباس جميل

متابعة – طريق الشعب

أقامت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة، الاثنين الماضي، أمسية موسيقية – غنائية استذكارا لعميد الأغنية العراقية الملحن الراحل عباس جميل.

الأمسية التي أقيمت على “قاعة الرباط” وسط بغداد، والتي حضرتها شخصيات رسمية من الوزارة، وجمع من الفنانين ومحبي الموسيقى والغناء، إضافة لعائلة الفقيد، أدى فيها عدد من المطربين أغنيات من ألحان الراحل عباس جميل، وهم كل من قاسم إسماعيل، حسين جبار، نمير غانم، يوسف الربيعي، نهلة عبد الوهاب وسوزان زنكنة.

وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة د. عماد جاسم، استهل الأمسية بكلمة أشاد فيها بـ “المسيرة الفنية الخالدة للراحل، والتي امتدت إلى أكثر من نصف قرن، قدم خلالها أعمالا بغدادية وريفية أصيلة”، مبينا أن “الراحل حاز على أوسمة عديدة، منها وسام الإبداع الثقافي. كما منحته الجامعة العربية لقب (موسيقار)”.

وكانت لنجل الفقيد، فيصل عباس جميل، كلمة ذكر فيها أن والده لحن أغنيات مصرية إلى جانب الأغنيات البغدادية والريفية، مبينا أن ذلك يأتي “نتيجة دراسته في أصول الموسيقى وعلومها، وتعمقه في المجال الموسيقي بشغف كبير”.

ولفت إلى أن “الفقيد حمل على اكتافه تاريخ العراق الفني، وقد ترك بانجازه اثرا كبيرا في نفوس الذين يتابعون الموسيقى العراقية بتمعن”.

********************** 

في «بيتنا الثقافي»

دور الرائدة نزيهة الدليمي في الحركة النسوية

يقيم منتدى بيتنا الثقافي ندوة عن حياة الدكتورة نزيهة الدليمي تحت عنوان «مائة عام على ولادة رائدة الحركة النسوية العراقية الدكتورة نزيهة الدليمي» يحاضر فيها الدكتور موفق الغانم وتديرها الناشطة اخلاص حميد. تعقد الجلسة في الساعة الحادية عشرة ضحى يوم السبت المقبل ٢٢ تموز ٢٠٢٣

والدعوة عامة

********************* 

عازف السنطور أزهر كبة يطلق ألبومه الرابع

متابعة – طريق الشعب

أطلق عازف السنطور العراقي أزهر كبة، ألبومه الموسيقي الرابع، تحت عنوان “My way”. وقال كبة في حديث صحفي، أن “الألبوم يضم 10 قطع موسيقية، مستوحاة من موسيقى أغنيات شهيرة عالميا”، مبينا أن “إنجاز الألبوم استغرق مني سنة كاملة. وقد طرح قبل أيام عدة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى منصات الموسيقى العالمية”. وأشار إلى أن الألبوم يضم قطعة موسيقية من تأليفه، وموسيقى أغنية “My way” للفنان العالمي فرانك سيناترا، فضلا عن موسيقى إحدى أغنيات الفنانة العالمية داليدا، ومقطوعتين من التراث العراقي والتراث الجزائري. يذكر ان أزهر كبة من العازفين البارزين على آلة السنطور، وله حضور في نشاطات موسيقية عراقية وعربية عديدة، وقد ساهم في تقديم الموسيقى العراقية والعالمية بطريقة مبتكرة.

********************* 

بمشاركة رابطة المرأة العراقية

اجتماع لتعزيز التنسيق النسوي العربي

بغداد – طريق الشعب

بدعوة من الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، شاركت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، في اجتماع حول “تعزيز التنسيق النسوي العربي للعمل على تطبيق اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة”، عقد في الفترة بين 13 و14 تموز الجاري في العاصمة الأردنية عمّان.

وهدف الاجتماع، الذي عقد بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى تبادل التجارب والخبرات في تطبيق الاتفاقية المذكورة، والاطلاع على مستوى تضمين قضايا اللاجئات الفلسطينيات في التقارير التي تقدمها الدول للجنة الخاصة بالاتفاقية، ومن بينها فلسطين، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تنفيذ الاتفاقية.

وفي بداية مداخلتها، استذكرت مروكل، رائدة الحركة النسوية وأول وزيرة في العراق والشرق الأوسط د. نزيهة الدليمي، وذلك في مناسبة حلول الذكرى المئوية لميلادها. واستعرضت أبرز إنجازاتها، وسلطت الضوء على مسيرتها النضالية.  ثم قدمت تقارير مفصلة عن دور منظمات المجتمع المدني العراقية في إصلاح المنظومة القانونية “التي تشرعن في عدد من فقرات قوانينها العنف ضد المرأة والطفل”، مشيرة إلى ضغط المنظمات باتجاه إصدار قانون مناهضة العنف الأسري.  كما قدمت مروكل تقريرا عن وضع النساء الايزيديات وأطفالهن، وتقريرا آخر تم إعداده بالتنسيق مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في العراق، يلقي الضوء على واقع المرأة الفلسطينية في البلاد.

********************* 

اتحاد أدباء ميسان

يقيم أمسية شعرية شبابية

متابعة – طريق الشعب

تحت عنوان «شعراؤنا الشباب امتداد حيّ للشاعر الكبير الراحل حسب الشيخ جعفر»، أقام اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، أخيرا، أمسية شعرية خاصة بالشعراء الشباب.

أدار الأمسية الشاعر علي حبيب الشابي، فيما افتتحها الشاعر والناقد جمال جاسم أمين بكلمة أكد فيها «أهمية استقطاب واستكشاف الطاقات الشعرية الشبابية، ودعمها بما ينسجم مع رؤية الاتحاد والثقافة».

وتنوّعت القراءات ما بين العمودي والتفعيلة والنثر، وقد ساهم فيها كل من الشعراء حيدر الكعبي، حسن فوزي، سجاد ميثم، هاشم الفرطوسي، فاضل جاسم الكناني، حسن قاسم، محمد عباس المالكي، حيدر قاسم، رسل والي، أحمد جبار، علي صبيح وكمال الدين الزبيدي.

وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على الشعراء المشاركين.

************************* 

أما بعد

اقتناء اللوحة

منى سعيد

“يغسل الفن  الروح  من غبار الحياة اليومية “ كما يقال. ولطالما رافق الفن حياة الإنسان منذ أن رسم سلفه البدائي مخاوفه على جدران الكهوف، وظل كذلك حتى اليوم.

 ويعد موضوع حضور المعارض التشكيلية في زمننا واقتناء الأعمال الفنية، ظاهرة حضارية تدعم جهود الفنان وسعيه لتقديم متعة وثقافة بصرية،  من شأنها  توسيع المخيلة ومراكمة التذوق الجمالي مع المعالجات الفكرية والتفاسير المتنوعة  للحياة، بما يعزز  ويدعم جميع القدرات المعرفية.

وتخضع عملية اقتناء الأعمال الفنية لشروط مهمة، أولها توفر الاستقرار الأمني والاقتصادي. إذ لا يمكن ممارسة أية فعالية فنية في ظل حروب وصراعات محتدمة، مثلما لا يمكن تقديم عرض لوحة ما على تأمين ثمن رغيف خبز.  وتستند هذه العملية على حصيلة خلفية ثقافية وعلمية، لا أن تُشترى لمجرد التباهي أو لملائمتها لأثاث المنزل.

كما انها تعتمد عادة على فكرة العمل ونوع الإبداع الفني والابهار فيه، وعلى نوعية المواد المستخدمة، إلى جانب تجربة الفنان وشهرته، وصالة عرضه ومكانتها محليا وعالميا. و تختلف أهداف المقتني سواء كان متذوقا بسيطا ينجذب عاطفيا لعمل ما ويشتريه، او آخر يعتبره استثمارا او ثروة وطنية وإرثا للأجيال.

ازدهر عندنا اقتناء اللوحات في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، سواء من قبل الأشخاص المتذوقين العاديين أو من قبل “ الكولكترز” جامعي الأعمال المستثمرين. لكن ظروف الحروب المتتالية والحصار وهجرة كثير من الفنانين منذ التسعينات حتى اليوم، جعل ذلك ينحسر تدريجيا، رغم بقاء الفن التشكيلي العراقي محافظا على مكانته المتقدمة في العالم العربي، وسعي ما تبقى من قاعات العروض الرسمية والأهلية الى تقديم الأفضل قدر الإمكان ، إلى جانب “نضال” صالات عرض محدودة من اجل الصمود والبقاء بوجه الجمود والجفاف الثقافيين.

ومؤخرا ونتيجة للاستقرار الأمني النسبي شهدت بغداد افتتاح صالات عرض أهلية جديدة، بينها صالة الأطرقجي في المنصور التي قدمت معرضا مبهرا لأربعة تشكيليين هم ستار لقمان وأياد الزبيدي وناطق عزيز وحامد سعيد، الذين تنوعت أساليبهم وموضوعاتهم والمواد المستخدمة في التنفيذ..

عند زيارتي المعرض سعدت بملاحظة تأشير بعض اللوحات بعلامات معينة تبين شراءها، وحين استفسرت من صاحب القاعة الشاب علي الأطرقجي عن الاقتناء ومدى رواجه حاليا، أكد لي ايضا اهمية توفر الاستقرار الأمني والقدرة المادية. لكن الأمر المحزن حقا هو ان هناك الآن الكثير من القادرين ماليا، لكنهم للأسف من فاقدي الثقافة والوعي الفني الذي يحفزهم على اقتناء الأعمال الفنية بدل شراء السيارات والعقارات.

 وهذا الوعي يبدأ عادة منذ الطفولة ويتنامى في المدارس، لكن هذه وكما هو معروف ألغي في معظمها  درس التربية الفنية.

 ومع ذلك يبقى الأمل في توجه الشباب على وجه الخصوص، بعدما ساهمت الميديا ووسائل التواصل الحديثة في نشر وتقديم الأعمال الفنية ، بالإضافة إلى استمرار اقبال بعض المقتنين من “النخبة” على الاعمال الفنية، ممن يقدرون أقيامها ويحرصون على شرائها.