الصفحة الاولى

الشيوعي العراقي ينظم احتفالاً حاشداً

لمناسبة ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة

بغداد – طريق الشعب

احتشد جمهور واسع من الشيوعيين واصدقائهم، عصر يوم الخميس الفائت، لإحياء الذكرى الخامسة والستين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من تموز 1958.

وحضر الحفل ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية ووفد كبير من السفارة الفلسطينية في بغداد، يتقدمهم السفير الدكتور احمد عقل.

واستهلت الفعالية التي نظمتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في قاعة فندق فلسطين مريديان بالوقوف لسماع النشيد الوطني، ومن ثم دقيقة صمت حداداً واستذكاراً لشهداء الحزب والحركة الوطنية والثورة.

وتناوب على ادارة الحفل الرفيقان منال جبار ومحمود سعدون اللذان قدما الدعوات لقراءة الكلمات المشاركة في الحفل، وكان اولها كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي قرأها الرفيق طلعت كريم وجاء فيها:

“حققت الثورة في غضون أربع سنوات ونصف من عمرها منجزات عدة على الصعد المختلفة، ما زالت معالمها شاخصة حتى اليوم وعجزت حكومات سابقة وحاضرة عن تحقيقها. (نص الكمة منشور في الصفحة 8)

وللتأكيد على مواقف الحزب الشيوعي العراقي من القضية الفلسطينية، قرأ عريف الحفل جزءا من بيان المكتب السياسي للحزب اثناء اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي اخيراً لمدينة جنين ومخيمها، ودعا بعد ذلك مستشار السفارة الفلسطينية الاستاذ فؤاد مصطفى حجو الى قراءة كلمة السفارة.

ثم قرأ منسق التيار الديمقراطي الاستاذ زهير ضياء الدين كلمة التيار الديمقراطي، بعدها قرأ الاستاذ عوف عبد الرحمن العطار كلمة التيار القاسمي، اعقبه الاستاذ هادي علي خان بقراءة كلمة الحزب الديمقراطي الكردستاني – الفرع الخامس وتلاه مولود جمعة بقراءة كلمة الاتحاد الوطني الكردستاني – تنظيم فرع بغداد، واختتمت الكلمات بقراءة كلمة اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق القاها سكرتير الاتحاد ايوب عبد الحسين (جميع الكلمات منشورة في الصفحات 8 و 9 ضمن ملف ثورة 14 تموز).

وفي الاجواء الاحتفالية البهيجة قرأ الشاعر الكبير المبدع ناظم السماوي قصائد في المناسبة، (منشورة في صفحة 9 اعقبه الشاعر المبدع رائد الاسدي بقراءة قصيدة للطلبة واتحادهم وقصيدة اخرى للثورة.

واختتم الحفل بباقات من الاغاني الجميلة الوطنية والعاطفية اداها باحترافية عالية اعضاء فرقة ينابيع التي اسسها الحزب الشيوعي اخيراً، بقيادة الفنان المبدع الاستاذ طلال علي.

**********************

ساكو: المصالح الذاتية والفئوية الضيقة أنتجت فوضى سياسية غير مسبوقة!

بغداد ـ محمد التميمي

اعتبر مواطنون مسيحيون، قرار سحب المرسوم الجمهوري لولاية الكاردينال لويس ساكو، بانه استهداف سياسي، يهدف الى تمزيق الوحدة الوطنية، مؤكدين ان سحب المرسوم لن يعالج الأوضاع السيئة والمتردية في البلد، معبرين عن مخاوفهم على أملاكهم الكنسية والتي تم شراؤها بتبرعات أبناء الكنائس، من التلاعب بها وبيعها او الاستيلاء عليها من قبل مافيات الفساد الموجودة في العراق.

ووجه الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، رسالة مفتوحة الى رئاستي الجمهورية والوزراء، قال فيها: انه “امام حملة كتائب بابليون المتعمدة والمهينة لي، والكل يعلم نزاهتي ووطنيتي، وللمكون المسيحي الذي عانى الكثير، وغياب أي قوة رادعة لهم، وصمت الحكومة، واقدام رئيس الجمهورية على سحب المرسوم الجمهوري عني، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ العراق”.

واضاف انه قرر “الانسحاب من المقر البطريركي بغداد والتوجه من إسطنبول، حيث اني موجود لمهمة كنسية الى احد الاديرة في إقليم كردستان العراق. كل هذه الأحداث الثقيلة والمصيرية والتي لا نعرف بعد نهايتها ولا مآلها واستقدامي الى المحكمة مستمر، وبصفة المتهم في حين المسيء معروف وهو حر طليق ومحمي هذا القرار اتخذته ليحقق حامي الدستور وحافظ النسيج العراقي الجميل”.

**********************

هدم جامع السراجي.. والمحافظ يطالب بمليار دينار لإعادة تشييده

متابعة ـ طريق الشعب

تصدرت حادثة جامع السراجي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد إقدام الحكومة المحلية في محافظة البصرة على هدم المسجد الأثري من أجل إكمال توسعة طريق أبي الخصيب الساحلي، أو ما يعرف بالطريق الداخلي للقضاء. وقال محافظ البصرة أسعد العيداني في تصريحات صحفية، إن “آليات الإزالة باشرت عملية هدم وإزالة منارة جامع السراجي بعد أن تم الاتفاق على ذلك بين حكومة البصرة ومدير الوقف السني بعد زيارته الأخيرة للمحافظة مؤخراً”.

********************* 

راصد الطريق

ماذا وراء التجاهل الرسمي لذكرى ثورة 14 تموز؟

مرّت أمس الأول الذكرى الخامسة والستون لثورة 14 تموز 1958 المجيدة، فيما لم تصدر السلطات العراقية الثلاث واية جهة رسمية أي بيان واي تعليق من مسؤول في الدولة في هذه الذكرى المجيدة، على الرغم من اهتمام تلك السلطات، وخاصة الحكومية بتفاصيل عديدة واصدارها مواقف منها.

ومن المستغرب، أن رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء أصبحتا في السنوات الأخيرة تتجاهلان ذكرى تأسيس الجمهورية العراقية، وان كان موضع تقييم مختلف فقد صدرت مواقف في أمور أخرى عليها تقاطعات حادة في المواقف، ما يؤشر تعمدا في تجاهل ذكرى ثورة وطنية عظيمة، لن ينتقص منها، ومن مواقفها هذا التجاهل المؤدلج!

إن الثورة وما حققته في اربع سنوات ونصف من عمرها المجيد، رغم النواقص والهنات والثغرات هنا وهناك، لا تزال حاضرة في عقول وقلوب الملايين وخاصة من انصفتهم وأمّنت حقوقهم من الفقراء والكادحين.

يكفي ثورة ١٤ تموز فخرا انها كانت قرارا وطنيا خالصا حقق السيادة والاستقلال، وصان القرار الوطني المستقل المفرط به الان.

الواضح لنا ان أوضاع ما قبل الثورة تشبه في جوانب عدة ما يعيشه بلدنا الان. وهذا ما يسبب قلق المتنفذين من استحضار تلك اللحظة الوطنية الثورية العظيمة، ومهما كانت مساعي ابعاد وتجاهل هذه اللحظة فانها قادمة ان بقيت الأمور تسير على وفق النهج الحالي في بناء مؤسسات الدولة وإدارة البلد، المدمر والفاشل وولاد الازمات.

*************************

 الصفحة الثانية

حكومة اقليم كردستان تطعن بثلاث مواد في الموازنة

بغداد ـ طريق الشعب

قدمت حكومة إقليم كردستان، امس السبت، طعناً بثلاث مواد بمشروع قانون الموازنة الاتحادية.

وقال مصدر مسؤول، في تصريح صحفي: إن “حكومة كردستان طعنت بالمواد 11 و 12 و 13 من قانون الموازنة الاتحادية”.

وأضاف، أن “الطعن بقانون الموازنة، لن يمنع تحويل الرواتب والمستحقات المالية لاقليم كردستان”.

وفي وقت سابق، طعن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في بعض فقرات المواد 11 و12 و13 من قانون الموازنة.

وفي حزيران 2023، صادق مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة الاتحادية للأعوام المالية (2023 و2024 و2025).

*********************

إضاءة

الإجراءات الترقيعية

 لا تحل الأزمات

 محمد عبد الرحمن

بعد عشرين عاما من المآسي والكوارث، وصولا الى نكبة سيطرة داعش الإرهابي على ست محافظات عراقية، ولما تزلْ فلوله تعبث بامن المواطن والوطن، والتردي الحاصل على مختلف المستويات، وتفشي الفساد وصيرورته منظومة متكاملة، اصبح جليا وواضحا ان الجهات والكتل المتنفذة ليست في وارد البحث عن حلول جذرية للازمات والانتقال بالبلاد الى أوضاع أخرى يريدها الناس وينتظرونها، بل سعت وتسعى، في أحسن الأحوال، الى إدارة الازمة بما يديم هيمنتها ونفوذها وسلطتها. وليس من المنتظر والمتوقع ان تقوم هذه الجهات بالاقدام على إيجاد مخارج للازمات التي تُترى وأسّها، بحكم بنائها ونمط تفكيرها وآليات عملها، وعدم قناعتها بالديمقراطية كمنهج وسلوك ونمط حكم وقيم إنسانية وحريات واليات لتداول السلطة سلميا. فهي لا تعرف من الديمقراطية الا الانتخابات وسيلة لادامة نفوذها وتقاسم المغانم والهيمنة على مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية. وهي لجأت وتلجأ الى كل ما يعزز هذه الوجهة والتمسك بمنهج فاشل افرز وما يزال أوضاعا شاذة لا تستقيم مع اية دعوات الى تحقيق حكم رشيد يخدم الناس وينفعهم.

ولجأت هذه القوى الى توظيف الدين على نطاق واسع، والهروب للاحتماء بشخصيات لها مكانتها التاريخية عند المواطنين، وهذه الشخصيات براء من أفعال المتنفذين عندنا على طول الخط، فلا تستقيم دعوات المصلحين الى العدل والانصاف والزهد وكون الحكم خدمة للناس، مع ما يقوم به المتنفذون من موبقات لا يقرها أي عرف او دين؟

ولم تسعف الحال مليارات الدولارات التي تضمنتها الموازنات منذ ٢٠٠٥ وحتى اليوم، ومبالغ كبيرة منها ضاعت او سرقت او صرفت في غير استحقاقها، والنتيجة لا الخدمات موضع قبول من المواطنين او هي غير موجودة أساسا، ولا انتظمت الكهرباء في صيف لاهب وجل الاعتماد على غاز مستورد انسيابيته تخضع للمساومات والضغوط السياسية، ولا حياة الناس المعيشية تحسنت وتوفرت لهم لقمة العيش الكريم، ولم يشهد الإنتاج الزراعي والصناعي تقدما، وواردات  النفط عموما جرى توظيفها ليس في إيجاد ركائز تنمية مستدامة تنقل أوضاع البلد الى أخرى مختلفة، فيما يحصل تعميق التفاوت والفرز الاجتماعي والطبقي، وتداخل مريب بين راس المال وخاصة المستحدث والمعروفة مصادره وأصحاب الثروات مع المتنفذين في السلطة وقراراتها.

وعلى نحو مثير ولحماية مصالح هؤلاء المتنفذين، وليس الوطن والدفاع عنه وعن مصالحه وقراره الوطني المستقل، يجري تشكيل المجاميع المسلحة وعسكرة المجتمع، والزيادة المفتعلة لتضخيم اعداد المنتسبين للقوات المسلحة والأمنية عموما، من دون الحاجة الفعلية لذلك، كما يقول العديد من المتخصصين، ولاسيما يجري الحديث عن حالة استقرار لم يشهدها البلد، فاذا كان الامر كذلك، فلاي هدف هذا الحشود؟

ولا بد من الوضوح الكافي بان الازمة في بلدنا بنيوية شاملة، لها علاقة بمنهج الحكم وبناء الدولة ومؤسساتها وتستند ادارتها الى تحاصص تخادمي تحت عنوان “تمثيل المكونات”، وعلى أهمية ما للافراد من دور، فهذا الدور مؤطر بسياج التوافقات التحاصصية.

هذا التمسك بالمنهج المولد للازمات هو العلة والسبب الأساس. ومن يتمسك به ويصر عليه، هو مساهم بهذا الشكل او ذاك في ادامة الازمة. أي ان المتنفذين بدرجات متفاوتة هم المسؤولون عما حل ببلدنا وما يعانيه شعبنا.

هذه الحقائق لا بد ان تكون معروفة للمواطنين، وخصوصا ونحن عشية اجراء انتخابات مجالس المحافظات، فالحاجة قائمة الى فعل إيجابي. وإذ كان مطلوبا الان التغيير، وهو حقا غدا ضرورة، فهو لن يأتي هبة من احد، ولن تاتي المعجزة تلقائيا. فلتكن المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة واختيار الأفضل والاكفأ والأنزه، ضمن حراك متعدد الأنماط، سياسي وجماهيري، ومتراكم في مخرجاته لفرض إرادة الأغلبية المسحوقة بما يضمن تحقيق التغيير الشامل.

*********************** 

كرد فيليون يطالبون بإصدار البطاقة الوطنية لهم

قوى التغيير الديمقراطية تنظم احتجاجاً حاشداً على تردي الكهرباء

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، خلال الأيام الثلاث الماضية، تظاهرات احتجاجية طالبت الحكومة بالكف عن الوعود الزائفة والقيام بواجباتها المتمثلة بتقديم الخدمات، فيما تظاهر العشرات من الكرد الفيليين، مطالبين وزارة الداخلية بإصدار البطاقة الوطنية لهم.

قوى التغيير

ونظم حشد واسع من المواطنين في ساحة الفردوس، بدعوة من قوى التغيير الديمقراطية، وقفة احتجاجية ضد تردي واقع الكهرباء في البلاد، وتكرار الأزمات سنويا.

وذكرت القوى في بيان ألقي خلال الوقفة، انه “في كل عام ومع قدوم فصل الصيف يعاني أبناء شعبنا من أزمة إنقطاع التيار الكهربائي رغم الاموال الطائلة التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة على هذا الملف والتي صاحبها الاهمال وتفشي الفساد بشقيه المالي والاداري، وعدم وجود خطة واضحة لتحسين واقع الكهرباء في البلاد”، مشيرا الى أن “الحكومة الحالية التي جاءت من رحم المحاصصة المقيتة والتي ادعت أنها جاءت لتوفير الخدمات ومقومات العيش الكريم للعراقيين، تحذو حذو من سبقها بوعود كاذبة وتبريرات غير مقنعة”.

وأضافت القوى في بيانها “منذ أشهر ونحن نلتزم الصمت ونراقب ما ستقدمه الحكومة الحالية للشعب العراقي، ولم نجد في انتظارنا سوى حلول ترقيعية وإعلام مطبل كاذب لمنجزات ما هي الا تصريحات دون عمل لامتصاص نقمة الشعب المكتوي بنار الأزمات منذ عقدين”، منتقدة “اصرار السياسيين المحتكرين لإدارة الدولة على ان لا ينتموا الا لمناصبهم التي درّت عليهم سلطة جوفاء ومالاً سحتاً وعاراً أبدياً لأنهم حطموا العراق، وبعثروا مقدراته على منافعهم الشخصية وملذاتهم الزائلة، وسعوا ويسعون لإعادة بناء الدولة العميقة بعيداً عن مصالح الشعب وهمومه”.

تردي الكهرباء

واغلق العشرات من المواطنين طريق ميسان ـ بغداد من جهة البوابة الشمالية لمدخل العمارة، احتجاجا على تردي الكهرباء وزيادة ساعات الانقطاع.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن مواطنين من سكنة منطقة الهدى وبعض القرى المجاورة لها نظموا تظاهرة على طريق عمارة بغداد بالقرب من مدخل المدينة، مطالبين بوضع حلول لمشكلة الكهرباء وزيادة ساعات التشغيل والأخذ بعين الاعتبار ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات التي تخلفها الشركات النفطية، والتي أثرت بشكل واضح على حرارة الجو في مدينة العمارة، على حد تعبيرهم.

منع الاستيراد

من جانبهم، تظاهر العشرات من المواطنين بمحافظة البصرة، أمام بوابة ميناء أم قصر الأوسط بخصوص امتناع هيئة الكمارك عن إدخال سيارات نيسان “الوارد الأمريكي” طراز 2021 - 2022 - 2023 وحجزها داخل الميناء، استناداً الى الكتاب الصادر من محكمة الكرخ، الذي ينص على إيقاف إدخال جميع منتجات شركة نيسان موتور إلى العراق إلا عن طريق الوكيل الحصري.وبيّن عدد منهم، إنه يوجد أكثر من 800 سيارة للمواطنين موجودة داخل الميناء مترتبة عليها غرامات تأخيرية تقدر بـ 85 ألف دينار لليوم الواحد، مطالبين مدير الكمارك بإلغاء الغرامات والأجور وإعادة النظر في الوثائق الرسمية وتسليمهم السيارات حسب الضوابط والقانون كون هذا الكتاب يخص الشركات، وليس الاستيراد الشخصي.

نقص الخدمات

من جانب اخر، نظم المئات من سكان قضاء كفري، التابع لمحافظة السليمانية في إقليم كردستان، بمختلف شرائحهم اعتصاماً مفتوحاً، احتجاجا على الإهمال الخدمي والإداري للقضاء، مقارنة بقضاء كلار.

وقال الناشط المدني والسياسي شمال رؤوف، إن “المئات من أهالي كفري يواصلون الاعتصام بسرادقات مفتوحة، احتجاجا على تهميش وإهمال القضاء بعموم الملفات المختلفة”.

وأضاف رؤوف، أن “أبرز مطالب المعتصمين تتعلق بفتح دوائر خدمية ومؤسسات حكومية أسوة بقضاء كلار، وإنهاء الحيف والإهمال الخدمي الذي يسود كفري، بعكس ما يشهده قضاء كلار من إعمار وازدهار في عموم القطاعات”. وأشار إلى أن “من بين المطالب فتح كليات تابعة لجامعة كرميان في كفري، أسوة بالوحدات الإدارية التابعة لوحدة كرميان”، لافتاً إلى أن “قضاء كفري يشهد نزوحاً كبيراً نحو مناطق الإقليم الاخرى، بسبب البطالة وانعدام فرص العمل بحثاً عن مقومات المعيشة والخدمات”.

وعلى هامش الاحتجاجات، طالب مزارعون، إدارة كرميان بالسماح لهم باستغلال الأراضي الزراعية الواقعة بين كفري وناحية جبارة التابعة لمحافظة ديالى، منتقدين منع سلطات كرميان للمزارعين من استغلال الأراضي وتحويلها إلى إيرادات اقتصادية ومعيشية تعالج جانباً كبيراً من البطالة وانعدام فرص العمل.

الكرد الفيليون

ونظم العشرات من المواطنين الكرد الفيليين في منطقة خانقين التابعة لمحافظة ديالى، وقفة طالبوا خلالها الجهات الحكومية المعنية بمنحهم البطاقة الوطنية.  وقال هاشم نكا، أحد المشاركين في التجمع، “كنا بدون هوية في إيران وبعد أن عدنا الى بلدنا وأرضنا يحرموننا من ذلك ايضاً”، مضيفا “لدي ابن بلغ الـ17 من العمر لكنه لم يستطع الالتحاق بالمدرسة كونه لا يملك بطاقة هوية”.

********************* 

محلية النجف تبحث مع قائد الشرطة التعاون في مجالات مختلفة

النجف ـ طريق الشعب

في إطار سياسة الانفتاح التي تتبعها قيادة الحزب الشيوعي العراقي، وتواصلها مع الفعاليات الحكومية والمؤسسات العامة، نظم وفد من محلية النجف للحزب، زيارة الى قيادة شرطة النجف واللقاء باللواء الدكتور محمد سامي السلطاني قائد شرطة النجف الاشرف، حيث قدم الوفد التهاني مع باقة ورد للواء، متمنين له التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة.

وجرى خلال اللقاء الاشادة بدور القوى الامنية ـ ضباطا ومراتب ـ في مكافحة الجريمة المنظمة وحماية مدينة النجف الاشرف. كما تطرق سكرتير محلية النجف الاشرف للحزب الرفيق حجاز بهية الى الدور الذي لعبته قيادة الشرطة على مر السنوات الماضية، والتحديات والصعوبات التي واجهتهم، حيث انهم أثبتوا انهم قادرون على مواجهتها. كما أشار إلى ما تعرض له المحتجون والخريجون التربويون من اعتداءات أثناء المطالبة بحقوقهم المشروعة. واقترح بهية أن تكون هناك زيارات ميدانية لمراكز الشرطة، للاهتمام بالمواطن والتخفيف عن كاهله والروتين الذي يتعرض له.

بدوره، قدم قائد شرطة محافظة النجف الاشرف شكره واعتزازه بهذه المبادرة، وتقديره العالي للحزب الشيوعي العراقي ومواقفه الوطنية، مستعرضا الخطط والبرامج التي سوف يقوم بتنفيذها في المحافظة من حيث مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة ومتابعة ومراقبة أداء المنتسبين في مراكز الشرطة، كون النجف الأشرف تستحق السهر والمحافظة على أمنها واستقرارها.

هذا وضم وفد الحزب الشيوعي العراقي الى جانب الرفيق حجاز بهية سكرتير المحلية، كلا من الرفيقين احمد عباس واحمد تويج عضوي مكتب المحلية للحزب.

*********************

تهنئة

السادة أعضاء المكتب السياسي

للحزب الوطني الآشوري المحترمين

تحية طيبة..

بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الحزب الوطني الآشوري، نتقدم لكم بأجمل التهاني، متمنين لكم دوام الموفقية والاستمرار في نضالكم لإكمال رسالتكم المميزة في حياة الشعب الكلداني السرياني الاشوري، ومنذ لحظة انبثاق حزبكم إلى اليوم كنتم صادقين في الربط بين الانتماء القومي والوطني ومؤمنين، أن لا حقوق لجميع أبناء الشعب العراقي وبكل انتماءاته دون عراق ديمقراطي تعددي، ولا عراق متحرر ومتمدن دون الإقرار بالحقوق القومية والسياسية لكل مكونات الشعب العراقي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٤ تموز ٢٠٢٣

*********************

الشيوعي العراقي يستقبل وفد مشروع الحوار الوطني

بغداد – طريق الشعب

استقبل وفد الحزب الشيوعي العراقي، امس الاحد، منسق مشروع الحوار الوطني عزيز الربيعي، والوفد المرافق له.

وبحث الجانبان التطورات السياسية الجارية وعملية التحضير لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة، وإمكانية ان تحقق نتائج مهمة في طريق التغيير الشامل.

وتناول الجانبان أهمية توسيع الحوار بين القوى المدنية الديمقراطية وقوى التغيير الديمقراطية في سبيل توحيد جهود القوى السياسية المعارضة لنهج المحاصصة والفساد في الانتخابات المقبلة.

من جانبه، تحدث السيد عزيز الربيعي عن سعيهم الى تأسيس حزب سياسي جديد يساهم في العملية السياسية في الأيام المقبلة.

وضم وفد الحزب الشيوعي العراقي الرفيقان حسين النجار عضو المكتب السياسي والرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية. والى جانب الربيعي ضم وفد مشروع الحوار الوطني:

د. سيف الخالدي، د. احمد الشمري والاستاذ محمد القيسي.

***********************

 الصفحة الثالثة

ساكو: المصالح الذاتية والفئوية الضيقة

أنتجت فوضى سياسية غير مسبوقة!

بغداد ـ محمد التميمي

اعتبر مواطنون مسيحيون، قرار سحب المرسوم الجمهوري لولاية الكاردينال لويس ساكو، بانه استهداف سياسي، يهدف الى تمزيق الوحدة الوطنية، مؤكدين ان سحب المرسوم لن يعالج الأوضاع السيئة والمتردية في البلد، معبرين عن مخاوفهم على أملاكهم الكنسية والتي تم شراؤها بتبرعات أبناء الكنائس، من التلاعب بها وبيعها او الاستيلاء عليها من قبل مافيات الفساد الموجودة في العراق.

«سابقة لم تحصل»

ووجه الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، رسالة مفتوحة الى رئاستي الجمهورية والوزراء، قال فيها: انه «امام حملة كتائب بابليون المتعمدة والمهينة لي، والكل يعلم نزاهتي ووطنيتي، وللمكون المسيحي الذي عانى الكثير، وغياب أي قوة رادعة لهم، وصمت الحكومة، واقدام رئيس الجمهورية على سحب المرسوم الجمهوري عني، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ العراق».

واضاف انه قرر «الانسحاب من المقر البطريركي بغداد والتوجه من إسطنبول، حيث اني موجود لمهمة كنسية الى احد الاديرة في إقليم كردستان العراق. كل هذه الأحداث الثقيلة والمصيرية والتي لا نعرف بعد نهايتها ولا مآلها واستقدامي الى المحكمة مستمر، وبصفة المتهم في حين المسيء معروف وهو حر طليق ومحمي هذا القرار اتخذته ليحقق حامي الدستور وحافظ النسيج العراقي الجميل».

لعبة قذرة

وأشار الى ان «رغبة «بابليون» بإصدار مرسوم تعيين ريان سالم دودا (بابليون) متولياً على اوقاف الكنيسة، وشقيقه أسوان نائبا له، وشقيقه سرمد مسؤولا للمال، وشقيقه اسامة مسؤول الحماية اذا (وافق) بسبب تضخم أمواله من اتاوات بلدات سهل نينوى وبيوت المسيحيين في تلكيف، والوزيرة المسيحية التي تحمل الصليب فوق ثوبها امينا عاما للبطريركية وصهره نوفل بهاء رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى، وتكتمل اللعبة القذرة».

ولفت الكاردينال في رسالته الى انه «من المؤسف اننا في العراق نعيش وسط شبكة واسعة من المصالح الذاتية والفئوية الضيقة، والنفاق انتجت فوضى سياسية ووطنية واخلاقية غير مسبوقة، والتي تتجذر أكثر فأكثر، ليكن الله في عون المسيحيين والعراقيين الذين لا حول لهم ولا قوة، ادعو المسيحيين الى البقاء على إيمانهم الذي هو لهم تعزية وقوة ونور وحياة، وعلى هويتهم الوطنية إلى أن تعبر العاصفة بعون الرب».

احتجاجات غاضبة ومنددة

ولاقى قرار سحب المرسوم تنديد واستنكار واسعين، واحتجاجات غاضبة منها في اربيل، حيث احتج المئات من ابناء شعبنا المسيحي، رافضين قرار سحب المرسوم الجمهوري للكاردينال لويس ساكو.

ونظم المئات من أهالي عينكاوا، الخميس الماضي، وقفة احتجاجية لرفض قرار رئيس الجمهورية بسحب المرسوم الجمهوري للكاردينال لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، معتبرين القرار محاولة لإخراج المسيحيين من العراق والاستيلاء على أملاكهم.

وفي نينوى تظاهر العشرات تنديداً بالقرار الرئاسي، معلنين تأييدهم للبطريرك ساكو، وشملت التظاهرات أهالي ناحية مسيحية شمالي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، أمس السبت، مطالبين رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد بسحب المرسوم الصادر بحق البطريرك لويس ساكو.

وفي ناحية ألقوش شمال الموصل أيضا، خرج الأهالي في تظاهرة احتجاجية، يطالبون بسحب المرسوم الجمهوري الذي أصدره رئيس الجمهورية مؤخرا، والذي يقضي بسحب المرسوم الجمهوري 147 الصادر في عام 2013 والذي يعين البطريرك لويس ساكو بطريركا للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وكذلك نظم مواطنون مسيحيون ورجال دين وقفة تضامنية مع الكاردينال لويس ساكو في قضاء الحمدانية شرق مدينة الموصل.

رئاسة الجمهورية توضح

من جانبه، قال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في بيان صحفي، ورد لـ«طريق الشعب»، ان «وسائل الإعلام تداولت ما جاء في العدد (4727) من الوقائع العراقية الصادر في 3 تموز 2023 والمتضمن المرسوم الجمهوري رقم (31) القاضي بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 الخاص بالكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو».

وأضاف رئيس الجمهورية، «إذ نؤكد أن سحب المرسوم الجمهوري ليس من شأنه المساس بالوضع الديني أو القانوني للكاردينال لويس ساكو كونه معينا من قبل الكرسي البابوي بطريرك للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم»، مضيفا ان «سحب المرسوم جاء لتصحيح وضع دستوري إذ صدر المرسوم رقم (147) لسنة 2013 دون سند دستوري أو قانوني فضلاً عن مطالبة رؤساء كنائس وطوائف أخرى بإصدار مراسيم جمهورية مماثلة ودون سند دستوري».

واكد رئيس الجمهورية في بيانه أن «البطريرك لويس ساكو يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية باعتباره بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم».

يؤثر على ثقة المسيحيين بالسلطات

من جهته، أكد سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية، يعقوب كوركيس ياقو، لـ«طريق الشعب» ان هذا تصرف رئاسة الجمهورية مستغرب جداً، بسحب مرسوم ولاية البطريرك الكاردينال لويس ساكو، على اوقاف الكنيسة الكلدانية.

وأوضح ان تداعيات هذا القرار «كثيرة جداً اولها على الوضع المسيحي في العراق، حيث انه رسالة سلبية لأبناء المكون المسيحي بمختلف انتماءاته في العراق، باعتبار ان اعلى مرجعية سياسية في العراق هي رئاسة الجمهورية، بالتالي ستؤثر على ثقة المسيحيين بالسلطات الحاكمة للبلد».

 ونوه الى انه «لم تكن هناك دواع قانونية او دستورية او سياسية لسحب المرسوم الذي اثر بشكل كبير على الجانب المعنوي للمسيحيين، وسحب المرسوم لا يعالج اي وضع سيئ في البلد، وفي الجانب الاخر هناك مخاوف كبيرة من المكون المسيحي على أملاكه الكنسية التي هي ملك صرف للكنائس، وتم شراؤها بتبرعات ابناء هذه الكنائس».

وخلص الى أن «رفع الولاية عن هذه الأوقاف قد يؤدي الى التلاعب بها وبيعها او الاستيلاء عليها من قبل المافيات الموجودة في العراق، كما حدث للمئات من العقارات المسيحية في العراق، ونحن نعتبره استهدافا مباشرا لأبناء المكون المسيحي ويهدف الى تمزيق الوحدة العراقية، فالمكون المسيحي وطني بامتياز واستهدافه يعني استهداف مكونات الشعب العراقي بصورة عامة».

استهداف للوحدة العراقية

في هذا السياق قال الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، «اننا بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية على مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات، واي عملية استفزازية، لعزل شخصية وطنية اثبتت كفاءتها ومسؤوليتها وحبها واخلاصها للوطن، فهو يهدف الى تمزيق الوحدة العراقية وتفريقها، ويخلق بيئة طاردة للمسيحيين».

ولفت في حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان «اتخاذ اجراءات بحق هذه الشخصيات والرموز الدينية لأنها لا تملك احزاباً ولكونها لا تملك انتماءات سياسية، وهذا القرار جاء بتحريك سياسي اكثر ما هو مرسوم يسحب بعد 10 سنوات من اصداره في عهد الراحل جلال طالباني».

واشار الى ان هناك «مساعي للهيمنة على املاك الشعب المسيحي، الذي هو ليس دخيلاً بل هو موجود في العراق منذ 2000 عام مع ظهور المسيحية الاولى، واقدم كنيسة موجودة في العراق في منطقة سلمان باك منذ 70 ميلادي، وهذا تطاول ايضا على حقوق الانسان».

وخلص انطوان بالتشديد على ضرورة ان يكون هنالك «موقف تضامني لكافة ابناء الشعب العراقي ومساندة هذه القوى ودعمها كونها جزء لا يتجزأ من العراق، ومغادرتها للعراق معناه تدهور الوضع في البلاد ووحدته».

*********************** 

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

مستقبل تكرير النفط في العراق

نشر موقع الطاقة تقريراً أعده أحمد عمار عن مستقبل هذه الصناعة في الشرق الأوسط، تضمن فقرة خاصة بالعراق، جاء فيها بأن طاقة تكرير النفط في المنطقة، وخصوصًا الموجودة في دول الخليج العربي الغنية بالبترول، تلعب دورًا مهمًا ورئيسًا في تجارة المشتقات النفطية، في ظل امتلاك بعض دول المنطقة لأكبر المصافي على مستوى العالم. وأشار التقرير إلى أن العراق، الذي هو خامس الدول امتلاكًا لطاقة تكرير النفط في الشرق الأوسط حالياً، يمكن أن يتقدم ليحتل الموقع الرابع، لاسيما بعد إرتفاع طاقة تكرير النفط فيه إلى 1.043 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، ووجود إمكانية لزيادة الطاقة إلى 1.113 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، وإلى 1.213 مليون برميل يوميًا في عام 2027.

وعلى الرغم من إمتلاك العراق للعديد من مصافي النفط (مصافي الشمال ومصافي الجنوب ومصافي الوسط) فإن البلاد ما زالت تعاني عجزًا في توفير المشتقات النفطية، وتضطر إلى اللجوء للاستيراد لتوفير احتياجات السوق المحلية، مما يكلّف الخزينة نحو 5 مليارات دولار سنويًا.  وحدد التقرير أبرز منشآت التكرير، بمصفاة الصمود في بيجي، التي يمكن رفع طاقتها الإنتاجية إلى 300 ألف برميل يومياً، وبمصفاة الدورة، الذي تبلغ سعتها 140 ألف برميل يومياً، وبمصفاة كربلاء التي تعدّ أحدث المشروعات في البلاد، وبسعة تصميمية تصل إلى 140 ألف برميل يومياً، وأخيراً مصفاة البصرة، التي تصل إنتاجيتها إلى 210 آلاف برميل يومياً. وبيّن التقرير قيام العراق بطرح سبعة فرص استثمارية لإنشاء مصافي جديدة، من بينها مشروع مصفاة ميسان بطاقة 150 ألف برميل يوميًا، ومصفاة القيارة بطاقة 70 ألف برميل يوميًا.

مكاسب أم خسائر

وحول إيقاف تركيا لتصدير النفط العراقي المنتج من حقول كردستان، كتبت يوليان لي مقالاً لشبكة “بلومبيرغ” الاقتصادية، أشارت فيه إلى أن كسب العراق قضية التحكيم، التي استمر التقاضي فيها لتسع سنوات ضد تركيا، جراء خرقها لإتفاقية عبور خط أنابيب عمرها 50 عامًا والسماح بتصدير النفط الخام من كردستان دون موافقة بغداد، قد شكّل عقوبة قاسية للعالم، على حد تعبيرها، حيث لم يتم شحن أي نفط عراقي من جيهان خلال الأيام الـ 109 السابقة ولا توجد مؤشرات تذكر على استئناف الشحن في أي وقت قريب، رغم توصل بغداد وأربيل إلى اتفاق على استئناف الصادرات تحت سيطرة شركة تسويق النفط الفيدرالية سومو.

وأشار المقال إلى أن أسهم المشغّلين مثل DNO ASA و Genel Energy Plc و Gulf Keystone Petroleum Ltd قد تأثرت سلباً بعد أن اضطروا إلى تعليق الإنتاج، بسبب عدم وجود بديل واقعي لخط الأنابيب التركي، لاسيما مع تلكؤ الحكومة فى إصلاح خط الأنابيب الاستراتيجي للبلاد والذي كان يستخدم لنقل صادرات كردستان إلى البصرة، وتم تحطيمه خلال حربي 1991 و 2003.

وذكرت الكاتبة بأن سوق البحر الأبيض المتوسط قد فقدت حوالي 47 مليون برميل من الإمدادات ذات الجودة، خاصة مع إستمرار الحظر على النفط الروسي، مما أجبر المشترين على البحث في مكان آخر، فيما خسرت بغداد حصتها من عائدات تلك المبيعات والتي تقدر بنحو 3.4 مليار دولار، وهو أكثر من ضعف مبلغ الغرامة التي فُرضت على تركيا، مشيرة إلى أن أنقرة تبدو مستعدة اليوم للتفاوض على تسوية مع العراق قبل إعادة فتح خط الأنابيب، بعد أن تمكنت من إستغلال حاجته لميناء جيهان، لتحقيق اهداف سياسية واقتصادية على حسابه.

********************* 

عين على الأحداث

بطالة الشباب

وجهت الحكومة مؤخراً، مصارفها لمنح قروض للشباب الراغبين بتأسيس مشاريعهم الصغيرة، ضمن مبادرة “ريادة” للتنمية والتشغيل، المعنية بدعم فئات الطلبة والشباب. ورغم ما يمكن أن تحققه هذه الخطوة من إنعاش للأسواق بنسبة تصل إلى 30 في المائة، فإن نجاحها مرتبط بتخفيف الإجراءات البيروقراطية المعقدة وتقليل اسعار الفائدة. كما لابد من التخلي عن السياسات التشغيلية الفاشلة وتكثيف الإنفاق على المؤسسات الإنتاجية التي تساهم في تنويع الإقتصاد، وضخ طاقات الشباب فيها، وإتباع إستراتيجية تعليمية تضمن تحديث المناهج بحيث تتوافق مع إحتياجات سوق العمل وتتسق مع تطور تقنية المعلومات، ومعالجة الأمية الألكترونية في المجتمع.

خلوها بلا تخطيط!

أعلنت وزارة التخطيط، عن بلوغ عدد السكان 43 مليوناً، يسكن 70 في المائة منهم في المدينة و الباقي في الريف. وبينت بأن نسبة الشباب ممن لم تتجاوز أعمارهم 24 عاماً بلغت 68 في المائة، وأن معدلات الخصوبة ووفيات الأطفال تراجعت قليلاً. ووعدت الوزارة باجراء الأحصاء الشامل قريباً، لبناء قاعدة بيانات عن واقع السكان في جميع المجالات. هذا وقد سبق للوزارة أن وعدت مراراً ووضعت خططاً للتنمية، كان حصيلتها زيادة معدلات الفقر إلى 30 في المائة وتدني مساهمة المرأة في الإنتاج لتصل 10 في المائة ووجود مليوني شاب عاطل عن العمل وتفشي الأمية لتشمل ربع السكان.   

إنتهاكات غير مشروعة

هدد رئيس الأركان الإيرانية، محمد باقري، العراق بتكثيف العمليات العسكرية ضد جماعات المعارضة التي نعتها بالإرهابية، إذا لم تفِ حكومة بغداد بالتزاماتها تجاه هذه الجماعات بحلول آب المقبل. وإعترف باقري بشن بلاده عمليات صاروخية فعالة ضد معارضيها في شمال العراق لمرات سابقة، لأن الحكومة لم تقم بواجبها ضد هذه المنظمات الإنفصالية على حد وصفه. وتزامنت تصريحات باقري مع إعتداءات تركية متواصلة على قرى دهوك واغتيالات علنية بالمسّيرات، وسرية بالكواتم، داخل المدن الأخرى، في مشهد جارح لكرامة الناس، الذين وهم يرفضون السماح لأحد بإستخدام أراضيهم للإعتداء على دول الجوار، يشجبون تماماً أي انتهاك لسيادة وطنهم.

نريد وطن!

كشفت صحف فنلندية عن قرار إتخذته سلطات هلسنكي لترحيل مئات المهاجرين العراقيين قسرياً من أراضيها، بسبب إفتقادهم لوثائق عراقية تثبت هوياتهم. وأشارت الصحف إلى أن بغداد تمنح الوثائق الرسمية لمن تريد إستعادتهم من المجرمين الجنائيين فقط، فيما يقبع مواطنوها محجوزين في إنتظارحل لمشكلتهم. هذا وإذ يندهش الناس من إهمال قضية ملايين المهاجرين العراقيين في العالم، الذين هربوا جراء العنف والإرهاب وغياب تكافؤ الفرص والتمييز والفساد وضنك العيش، يطالبون الحكومة بالإهتمام العاجل بهؤلاء المواطنين وصيانة كرامتهم ووضع إستراتيجية لإعادتهم للوطن وإستثمار كفاءاتهم في إعماره، وأيضاً كي تتمكن وزارة المهاجرين من (تحليل خبزتها)!

والنواطير النشامى!

ذكرت شركة IQAir السويسرية في تقريرها لعام 2022، بأن العراق إحتل المرتبة الثانية كأكثر دول العالم تلوثًا حيث تدهورت جودة الهواء فيه إلى 80.1 ميكرو غرامًا من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب بعد أن كانت 49.7 في عام 2021. وجاءت بغداد في مرتبة متقدمة عربياً وفي المرتبة 13 دولياً في درجة تلوث هوائها. هذا وأشار الخبراء إلى أن هناك أسباباً كثيرة لهذا التلوث، الذي يعّد أبرز مصدر للأمراض الخطيرة، منها الإكتظاظ السكاني، وإرتفاع نسب غازات العوادم، والعواصف الترابية، وما يتصاعد من مخلفات الحرب التي طمرت عشوائياً، وانتشار المولدات الكهربائية، ودخان المصافي، والحرائق العشوائية للنفايات.

************************* 

الصفحة الرابعة 

وقفة اقتصادية

مخاطر غسيل الأموال

 على الاقتصاد والمجتمع

إبراهيم المشهداني

تعد عمليات غسيل الأموال التي التهمت ما يربو على نصف واردات العراق بعد عام 2003 وهي في حالة صيرورة وربما كانت (سرقة القرن) والتي اهدرت 2.5 مليار دولار وتمت بشكل غير قانوني من حساب مصرفي للحكومة العراقية وتم تبييضها من خلال مصارف خاصة والمسكوت عن تفاصيلها، وتحسب اخر أكبر عمليات السرقة وغسيل الأموال وليس اخيرها. وعلى الرغم من تحركات الحكومة العراقية في الفترة الأخيرة للحد من عمليات الفساد لكنها ليست كافية لتكون مدعاة للتفاؤل.

ومما يعزز من هواجسنا في هذا المجال تصريحات رئيس الحكومة مؤخرا بان الفاسدين يتربصون لسرقة المال العام ويجب التصدي لهم وان هناك مجموعة تنتظر الانقضاض على التخصيصات المالية المحددة في الموازنات الانفجارية. وتعد هذه التصريحات مؤشرا لاعتزام الحكومة الطعن ببعض بنود الموازنة والمواد القانونية المضافة من قبل اللجنة المالية البرلمانية ووصفت بتعديلات غير دستورية وربما الافراط في الايفادات الحكومية  المتكررة ليست الوجه الوحيد في هدر هذه التخصيصات، وبغض النظر عن الجدية في هذه التصريحات وما سيترتب عليها من اجراءات حكومية تهدف الحد من الفساد، فان عدم وضوح الإجراءات الرقابية والعقابية التي ستتخذها الحكومة  والسلطة القضائية وغياب الشفافية في طريقة ومجالات الصرف في جهاز الدولة، تجعلها بعيدة عن المعالجات الجذرية لظاهرة غسيل الأموال .

ان ما ساعد على تنامي ظاهرة غسيل الأموال واتساع نطاقها كان نتيجة لزيادة ونمو فعاليات أسواق المال الدولية والمصارف الأجنبية التي انتجتها ظاهرة العولمة، مما سهل عمليات انتقال رؤوس الأموال عبر حدود العراق واسهم في ذلك صدور اول قرارات الحاكم الإداري الأمريكي في العراق المتعلقة بحرية حركة رؤوس الأموال والبضائع، فمهد لهروب الأموال وانتشار ظاهرة الإغراق (dumping )، ومن هنا برزت عمليات غسيل الأموال بوصفها ابرز الجرائم واخطرها امام المؤسسات المالية والمصرفية والهيئات الحكومية العراقية والدولية، وفي بلادنا تعد هذه الظاهرة نشاطا اجراميا، تلاقفته نوازع الساسة المتسلطين على الدولة وقراراتها تجري ممارستها من خلال شرعية ومواقع بعض الإداريين التي اسبغت المشروعية على العوائد الجرمية او الأموال القذرة .

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة الى التحركات التي قامت بها الحكومة العراقية للحد من الارتباك في السياستين المالية والنقدية واثرهما على التنمية الاقتصادية ويمثل قيام وزير الخارجية العراقي مع الوفد الاقتصادي والمصرفي المرافق له بزيارة رسمية الى واشنطن وبحث جملة من الملفات المهمة ومنها ما يتعلق بتطوير وإصلاح النظام المصرفي والسياسة النقدية ومواجهة التحديات الراهنة في المستويين النقدي والمصرفي واثارها الاقتصادية والاجتماعية، مساهمة  إيجابية في مكافحة الفساد وغسيل الأموال، فضلا عن اللقاء الذي جرى بين نائب وزير الخزانة الأمريكي ومحافظ البنك المركزي العراقي في إسطنبول في بداية شهر شباط الماضي، ما اسفرت هذه التحركات عن انضمام العراق الى عضوية مجموعة اغمونت لوحدات التحريات المالية على طريق تعزيز الجهود الرامية لمكافحة عسيل الأموال .

ومن الجدير بالإشارة الى ان تنامي الشواهق العمرانية والمولات والأسواق التجارية العملاقة لا تعطي الدليل على نجاح عملية التنمية والاستثمار بل هي شواهد على اتساع ظاهرة غسيل الأموال والاستحواذ على موارد الدولة، ولا بد ان تلفت الانتباه الحكومي والشعبي الى أهمية التوقف عند هذه الظاهرة المقيتة وتتبع منابعها وفي هذا المجال نقترح التالي:

1- الاهتمام الجدي بالأجهزة الرقابية الحكومية كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية واللجان البرلمانية المتخصصة وتمكينها من أداء مهماتها الرقابية على أداء الأجهزة الحكومية ومراقبة حركة الصرف وتحصين كادرها ضد أساليب الاغراءات التي تمارسها منظومات الفساد.

2- تكليف الهيئات الدبلوماسية العراقية بالتنسيق مع الدول الأجنبية الممثلة فيها والشرطة الدولية والقضاء الدولي للبحث عن الأموال المهربة ومتابعة القضايا المتعلقة بها الى نهايتها والعمل على استردادها بالتنسيق مع القضاء العراقي.

3- فسح المجال امام الحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام في الوصول الى المعلومة من خلال التعامل الشفاف والاهتمام بتقاريرها الكاشفة لمظاهر الفساد وحمايتها من تهديدات منظومات الفساد وأذرعها العسكرية.

************************* 

غضب شعبي ورسمي في البصرة بعد هدم المسجد

هدم جامع السراجي والمحافظ

يطالب بمليار دينار لإعادة تشييده

متابعة ـ طريق الشعب

تصدرت حادثة تهديم منارة جامع السراجي في البصرة مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد إقدام الحكومة المحلية في المحافظة على هدم المسجد الأثري من أجل إكمال توسعة طريق أبي الخصيب الساحلي، أو ما يعرف بالطريق الداخلي للقضاء.

محافظ البصرة

وقال محافظ البصرة أسعد العيداني في تصريحات صحفية، إن “آليات الإزالة باشرت عملية هدم وإزالة منارة جامع السراجي بعد أن تم الاتفاق على ذلك بين حكومة البصرة ومدير ديوان الوقف السني بعد زيارته الأخيرة للمحافظة مؤخراً”.

وأضاف، أن الحكومة المحلية تكفلت بناء المنارة من جديد وتوسعة الجامع بما يليق باسمه وتاريخه ويتناسب مع الحركة العمرانية التي تشهدها المحافظة.

وأشار العيداني إلى أن عملية الإزالة تمت بالتنسيق مع الوقف السني وسترفع كافة الأنقاض وتتم تسوية الأرض وبناء الجامع من جديد بمواصفات عالية تليق بكافة المصلين وبموافقة الوقف السني، لافتا إلى أن الهدف من الهدم هو لإكمال توسعة الشارع وتلبية مطالب المواطنين في ذلك.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تصريحا للمحافظ يؤكد فيه ان آلية إزالة منارة الجامعة ستتم وفقا لاحدث التقنيات.

طريقة هدمه بدائية!

وبعد أن ضجّت مواقع التواصل بالرفض، طالب محافظ البصرة، أسعد العيداني، وزارة التخطيط بتخصيص مبلغ قدره مليار ومائة وسبعة وثمانون مليون دينار لغرض إعادة بناء الجامع الذي تم هدم منارته.

وأعرب عضو مجلس النواب السابق، القاضي وائل عبد اللطيف، عن استغرابه من طلب محافظ البصرة، أسعد العيداني، تخصيص أموال لإنشاء مسجد السراجي الذي تم هدم منارته بحجة توسعة شارع في منطقة ابي الخصيب.

واستغرب عبد اللطيف من “هدم الجامع ثم المطالبة بأموال لإعادة بنائه!”، موضحًا أن “الجامع يُعتبر معلمًا تراثيًا أصيلًا حيث كان يُعتبر شامخًا لمدة 300 سنة”.

وأضاف عبد اللطيف، أن “طريقة هدم الجامع كانت بدائية وغير محترمة، وكان بإمكان حكومة البصرة ومحافظها الذي يعمل مهندسًا أن يجدوا طرقًا أخرى للتعامل مع الجامع”، مستنكرًا “الطريقة البشعة التي تم بها التعامل مع أحد معالم المنطقة التراثية”.

رد قانوني

من جهتها توعدت وزارة الثقافة العراقية بالرد القانوني، بعد هدم منارة جامع السراجي.

وقالت الوزارة عبر بيان: “في الوقت الذي نؤكد فيه حرص دولة العراق حكومةً وشعباً على البناء والرُقي والتقدّم على كافة الأصعدة، إلا أننا نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ أنها لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق”. 

الوزارة أكدت أنها ستتخذ “الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها الى داخل باحة المسجد”. 

وطالبت الوزارة الوقفين السني والشيعي “بالتدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز او تزوير الحقائق التاريخية”. 

الوقف السني ينفي

نفي الوقف في بيان رسمي صلته بـ “إجراءات هدم منارة الجامع بهذه الطريقة”، مؤكدًا أنّ الإجراءات خضعت للنقاش “في أكثر من اجتماع لمجلس الأوقاف الأعلى منذ حوالي سنة وربما يزيد، بعد تقدمت الجهات المسؤولة في البصرة بأكثر من طلب تؤكد فيه أنّ المنارة موضوعة في عرض الشارع وتعيق حركة المرور تماما”.

وأشار الوقف إلى أنّ الاتفاق نص على “تقطيع المنارة وتفكيكها ونقلها إلى بطريقة حفظ الآثار وصيانتها واحترام مكانتها في نفوس أهالي أبي الخصيب، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي”.

وأكّد الوقف في الوقت ذاته “صيانة الجامع في أكثر من مرة”، داعيا على “احترام الأوقاف والمساجد ومناراتها، خاصة التاريخية والأثرية منها”.

وعبرت لجنة الاوقاف والعشائر النيابية عن رفضها الشديد المساس بأي أبنية تراثية وآثارية لأنها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري.

وأوضحت اللجنة في بيانها، أن ما حدث في قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة بشأن منارة جامع السراجي هو تصرف فردي وغير مسؤول.

ونوهت اللجنة إلى أن منارة الجامع تقع ضمن رقعة جغرافية داخلة ضمن إعادة تأهيل، وبعد تواصل اللجنة مع الجهات ذات العلاقة تبين ان الاتفاق الذي ابرم بين ديوان الوقف السني والجهات الحكومية في المحافظة هو تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بشكل آمن لأنها تقع في عرض الشارع وتعيق حركة المرور وبعد الانتهاء من عملية البناء والتأهيل يتم إعادتها بشكل آمن وطبيعي.

جدال واسع

وأضاف البيان، أن “لجنة الأوقاف والعشائر النيابية تهيب بدواوين الأوقاف كافة (الشيعي والسني والمسيحي والايزيدي والصابئة المندائية) بالتعامل بحذر وحيطة شديدة في مثل هذه الحالات، إذ ان المساجد والكنائس وكل أماكن العبادة الأخرى وخصوصا الأثرية لا يمكن تجاوزه لما تمثله من أمور عبادية وروحية لأبناء شعبنا وكونها صورة مشرقة لتاريخ بلدنا العظيم”.

وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أثار هدم جامع السراجي جدلا واسعا في العراق، وسط مطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية التراث العراقي الديني والتاريخي.

فقالت صفحة بغداد: “جريمة بحق التراث الوطني حيث قامت محافظة البصرة بهدم منارة جامع السراجي التاريخية ثاني أقدم منارة في البصرة وواحدة من أقدم المنارات الأثرية على مستوى العراق بعد ان بقيت قائمة 3 قرون (1727) ‏هذه هي أكبر خسارة يتكبدها التراث العراقي منذ هدم قبة الكعبري سنة 2021 ونسف داعش للمنارة الحدباء سنة 2017”.

ورفض مدونون على مواقع التواصل طريقة إزالة المنارة كونها تعد “رمزا تراثيا” في المحافظة، مشيرين إلى إمكانية نقلها إلى مكان آخر عن طريق الاستعانة بمختصين بالآثار كما حدث لحالات مماثلة في دول أخرى.

فقال الإعلامي العراقي زيد عبد الوهاب الأعظمي، “ديوان الوقف السني مطالب بتوضيح موقفه من هدم منارة جامع السراجي التاريخية ثاني أقدم منارة في البصرة وواحدة من أقدم المنارات الأثرية على مستوى العراق هدم التراث جريمة ارتكبتها محافظة البصرة. هدم الإنسان والتاريخ وتشويهه هو أكثر ما يتقنه سياسيو الصدفة”.

وكان جامع السراجي بُني من الطين عام 1140هـ/ 1727م في مدينة البصرة، ويعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية.

وتبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.

**************************

وجهة نظر

ملاحظات على الاتفاق مع توتال انرجي

حمزة الجواهري

الاتفاق مع توتال انرجي فيه الكثير من الغموض والكثير من اللامعقول.

اولا، الاتفاق او العقود تتعارض مع القانون العراقي لأنها جرت مع جهة واحدة من دون الإعلان.

ثانيا، العقود ليست شفافة ولم تتم مع عروض أخرى من شركات عالمية او محلية.

ثالثا، ما يتعلق بتطوير حقل رطاوي فإن الكوادر العراقية نجحت بتطوير الحقل حيث وصل الإنتاج الى ٨٥ الف برميل حتى من دون تخصصات مالية من قبل الدولة، وما تم إنجازه كان بسبب عمليات مناقلة للأموال في موازنة وزارة النفط كما وان ما تبقى من زيادة بالانتاج للوصول إلى إنتاج الذروة فقط ١٢٥ الف برميل نفط ويكفي ٤٠٠ إلى ٥٠٠ مليون دولار لإكمال التطوير بالجهد الوطني.

رابعا، كما فهمنا ان بيع انتاج حقل رطاوي سيكون لتمويل المشاريع الاربعة. وهنا يتساءل المرء لماذا يدفع العراق ٢٧ مليار دولار لتمويل المشاريع الأربعة اذاً؟

خامسا، مشروع إنتاج الف ميغا واط طاقة شمسية وكلفتها ستكون ثلاثة مليارات دولار، في حين ان كلفتها وبتكنولوجيا أحدث لا تزيد على ٥٠٠ مليون دولار فقط، الفرق كبيرا جدا. اي بهذا المبلغ يمكن إنتاج ستة الاف ميغا واط طاقة شمسية.

سادسا، مشروع معالجة الغاز لـ٦٠٠ مقمق على مرحلتين، حيث ان هذا المشروع كان مخصصا إلى شركة غاز البصرة التي يمتلك العراق فيها حصة ٥١% والباقي إلى شيل وميتسوبيشي، وهي شركة وطنية بشراكة مع اكبر شركة مختصة بصناعة الغاز على مستوى العالم، كما أن هذه الكمية من الغاز المعالج لا تشكل الا نسبة بسيطة من إنتاج الغاز العراقي الذي يحرق، وهي لا ترد من حاجة العراق الا شيئا بسيطا، في حين يسوق لها انها سوف تسد كل حاجة العراق من الغاز، وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر نوعا من الخداع لشعب العراقي.

ان كلفة هذا المشروع مهما زادت فانها لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات لا تزيد على ٥٠٠ مليون دولار.

المجموع حتى الان لن يصل إلى اكثر من مليار ونصف المليار من الدولارات. اي ان الباقي من الـ٢٧ مليار دولار هو ٢٥ مليار دولا دولار و٥٠٠ مليون دولار، وهذا الرقم يكفي لتطوير طريق التنمية وانشاء عشرات المشاريع العملاقة على هذا الطريق، ليشجع المستثمر العالمي على الإستثمار بمشاريع طريق التنمية؛ حيث ان هذا المشروع العملاق اريد له ان يكون بديلا عن طريق الحرير والحزام، فهل من الحرص والتعقل ان هدر هذه المبالغ التي نحن بأمس الحاجة لها لتطوير وتنمية طريق التنمية العملاق؟

ان معالجة خمسة ملايين برميل من ماء البحر ونقلها للحقول لا تكلف اكثر من خمسة مليارات، كما أنه ليس بحاجة الى شركة واحدة تحتكر العمل مقابل آلاف الشركات العالمية التي تود الحصول على العقد وبأسعار لا تزيد على خمسة مليارات دولار.

الخلاصة...... ان هذا الاتفاق نوع من التعويض عن مشاركتهم بالحرب في اوكرانيا وذلك بدعم من امريكا والاتحاد الأوربي، لأن فرنسا رفضت المشاركة بهذه الحرب ما لم تحصل على المال خصوصا، وانها قد خسرت منشاة ازوفستال التي سيطرت عليها روسيا واحتجزت ٦٠٠ عالم من العلماء العاملين بها، ومعظمهم من الفرنسيين، حيث ان هذه المنشأة مع ١٢ منشأة أخرى موزعة في مناطق أخرى من العالم المختصة بإنتاج الأسلحة الجرثومية والفايروسية والكيمياوية التي وظيفتها قتل ستة مليارات انسان في جميع أنحاء العالم، ينتمون لدول العالم الثالث والعراق منهم في الصميم. وذلك ليبقى مليار واحد وهو مشروع المليار الذهبي كما اسموه. وكانت روسيا قد كشفت تفاصيل هذه الجريمة الكبرى في جلستين ماراثونيتين لمجلس الأمن، دامت كل جلسة منها مدة خمس ساعات وأكثر، وتم خلالها نشر وثائق وادلة دامغة تدين الغرب بما لا يقبل الشك مطلقا.

اننا بهذا العقد مع توتال انرجي سوف نمنح فرنسا التمويل الكافي لإنشاء الاثنتي عشرة منشأة لإنتاج الأسلحة الجرثومة والكيمياوية لقتل انفسنا، اي قتل شعبنا وشعوب اخرى من العالم الثالث.

انها جريمة الجرائم للعصر الحديث، وسنكون نحن من يمولها رغم معرفتنا باهداف فرنسا وأوروبا وامريكا.

لا أدري هل سمع احد منكم بأن جهة ما تمول عمليات قتل أبناء شعبها بالكامل؟!

**********************

 الصفحة الخامسة

وزارة الهجرة: سجلنا اختفاء قرى زراعية وتغييرات ديموغرافية

سكان الأرياف يشدون الرحال نحو المدن

متابعة – طريق الشعب

لم يتوقع الخمسيني أبو حسين، وهو من سكان إحدى القرى الزراعية في محافظة ميسان، أنه سيهجر أرضه يوما ويتوجه للعيش في مدينة، حتى حلّت أزمة المياه الحادة وأجهزت على ماشيته وزرعه.

يقول أبو حسين في حديث صحفي، أن هذه الظروف اضطرته وعائلته إلى ترك أرضهم والبحث عن سبيل عيش آخر، موضحا أنه “كنت أملك أكثر من مائة دونم وفيرة الإنتاج في موسمي الصيف والشتاء، إلا أن الجفاف حوّلها إلى أرض قاحلة لا تصلح للزراعة. كما أن أزمة المياه تسببت في نفوق ماشيتنا، فخسرنا كل ما نملك، ولم يعد يتوفر لنا أي سبيل للعيش، الأمر الذي دفعنا باتجاه المدينة بحثاً عن فرصة عمل توفر لنا ولأبنائنا مصدر عيش بديل وكريم”.

وهجر آلاف المزارعين أراضي زراعية تبلغ مساحاتها ملايين الدونمات، بسبب شح المياه وعدم قدرة القطاع الزراعي الذي يعد مصدر عيشهم الرئيس، على تأمين المال اللازم لمواصلة عملهم، أو الكافي لإبقائهم في مناطقهم.

وكانت بعثة الأمم المتحدة في بغداد، قد أفادت في تقرير نشرته نهاية العام الماضي، بأن “العراق من بين الدول الخمس الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية على مستوى العالم، وفي المرتبة 39 بين الدول الأكثر إجهاداً في ملف المياه”.

اختفاء قرى

تؤكد وزارة التخطيط أن الهجرة إلى المدن مستمرة منذ عقود، لكنها زادت في السنوات الأخيرة بسبب قلة الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، فضلاً عن قلة هطول الأمطار في أنحاء البلاد.

ويقول الناطق باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، ان “فرق الوزارة تُشخّص باستمرار عمليات هجرة نحو المدن. وقد سجلت اختفاء بعض القرى نتيجة التغيرات المناخية، وانعدام فرص العمل. فهذه الظروف تدفع السكان إلى البحث عن خيارات بديلة في سوق العمل المتنوع في المدن”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “الهجرة من مناطق الريف تسببت في إحداث تغيير ديموغرافي كبير، وترتب عليها نشوء وحدات سكنية غير نظامية أو عشوائية على أطراف مراكز المدن، وبين ضواحيها، ما أدى إلى ضغط كبير على البنية التحتية لتلك المدن، إلى جانب تفاقم الأزمات الاجتماعية بين الوافدين من المناطق الزراعية وسكان المدينة الأصليين”، لافتا إلى أن “أزمة المياه تسببت أيضاً في اختفاء بعض المهن، وظهور مهن أخرى، وهذا الأمر ولّد ضغطاً كبيراً على سوق العمل”.

ويوضح الهنداوي أن “هناك إجراءات ستتخذها الحكومة لتخفيف حدة آثار التغير المناخي، تتضمن خططاً للتنمية الريفية وفقاً للظروف الراهنة. كما تمكنت وزارة التخطيط من عمل مسح ميداني للقرى والمناطق التي باتت غير مأهولة بالسكان نتيجة الجفاف، وهي حالياً في طور وضع خطة خمسية لمعالجة الأزمة في هذه المناطق”.

ميسان وذي قار وواسط الأكثر تضررا

تعتبر محافظات ميسان وذي قار وواسط، أكثر المحافظات تضرراً من أزمة المياه، تليها ديالى التي سجلت هجرات واسعة من القرى إلى مراكز المدن خلال الفترة الأخيرة.

محمد عبد الله (64 سنة)، هجر قريته الواقعة شمال شرقي ديالى، بعد جفاف أراضيها. إذ نزح إلى مدينة المقدادية، لكنه عانى كثيرا في الاندماج مع سكان المدينة بسبب اختلاف أساليب الحياة، والفارق الطبقي، واصفا حياة الريف بأنها كانت “أكثر طمأنينة”.

ويوضح عبد الله في حديث صحفي، أنه كان يملك مصدر دخل دائم في القرية من خلال أرضه الزراعية، مبيناً أن “جفاف نهر ديالى تسبب في جفاف الحياة في الأراضي المحيطة به، وارتفاع ملوحة الأرض. فصارت الحشرات تهاجم الناس بعد أن فقدت ما تسد به رمقها”.

ويتابع قوله: “لا أستطيع تخيل بلاد الرافدين بلا مياه، وعائلة الحاج عبد الله تشتري من البقال الخيار والطماطم، ولا تأكل من أرضها الممتدة إلى خاصرة النهر!”، لافتا إلى أن “الجفاف تسبب في خسائر فادحة للمزارعين، وفاقم ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، الأوضاع.. المعاناة باتت أكبر، مناخياً واقتصادياً، وحتى نفسياً داخل جميع القرى والأرياف”.

فلاحون يتحولون إلى سائقي تاكسي!

من جانبه، يقول رياض الناصري، وهو صاحب مكتب وساطة عقارية في حي الحسين بمدينة الناصرية، أن “الناس يأتون من مختلف القرى، ومن الأهوار، بحثاً عن منازل للإيجار. لا يمر أسبوع إلا ويأتي إلينا أشخاص قادمون من القرى التي ضربها الجفاف، وبسبب ضعف حالتهم المادية يضطرون إلى السكن في منازل بسيطة بمناطق أطراف المدينة”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “الكثيرين من الفلاحين الوافدين يتوجهون إلى العمل بسياراتهم الخاصة كسائقي تاكسي، لتوفير لقمة العيش، في محاولة للتكيف مع الوضع الجديد. أما الذين لا يمتلكون سيارات، فيعملون كعمال بناء بأجر يومي، وكل هذا جديد عليهم، كما أنه وضع محزن في الوقت نفسه”.

وفي 24 حزيران الماضي، أعلنت السلطات المحلية في ميسان عن جفاف “أهوار العودة”، وهي إحدى أكبر المسطحات المائية في المحافظة، مؤكدة انعدام التنوع الأحيائي فيها بالكامل، وهجرة سكان بعض القرى المحيطة بها.

آثار العواقب بعيدة المدى

إلى ذلك، يرى الخبير الاقتصادي أحمد الخفاجي أن “عواقب التحديات المناخية التي يواجهها العراق، لا سيما تلك المتعلقة بندرة المياه، لها آثار بعيدة المدى، وتتطلب اتخاذ إجراءات رسمية منسقة لتخفيف الأزمة، وتجنب المزيد من النزوح، ومنع تفاقم المشكلات الاجتماعية القائمة”.

ويشدد في حديث صحفي على أهمية “اتباع نهج ذي شقين: الأول تعزيز قدرة المناطق التي تشهد تدفقاً سكانياً، على التكيف، والآخر تقديم الدعم إلى المناطق الريفية التي تهاجر منها الأسر بسبب التدهور البيئي الشديد، وانعدام فرص العمل، والدمار الاقتصادي الكبير”.

***********************

امنيات لم تتحقق!

آيات سعدون

فور مباشرة الجهات المعنية، مشكورة، تنفيذ حملة لإعمار طرق عدة في جانبي الرصافة والكرخ، ومنها في تقاطع البلديات – المشتل شرقي العاصمة وتقاطع قرطبة – عدن في الكاظمية، قامت هذه الجهات بقطع الطرق التي يجري فيها الاعمار، ما ولّد زحاما مروريا شديدا، وإرباكا لحركة السير جعل العديد من المركبات تسير عكس الاتجاه! ولم تتحقق امنياتنا - نحن المواطنين – بتوفير طرق بديلة. إذ نشرنا بتاريخ 17 حزيران الفائت في “طريق الشعب”، على هذه الصفحة، مطلبا تحت عنوان “أمنيات عسى أن تتحقق”، طالبنا فيه بتوفير طرق بديلة مؤقتة قبل الشروع بأعمال الإعمار، التي تتضمن انشاء مجسرات واستحداث طرق جديدة بهدف فك الاختناقات المرورية. كما طالبنا المسؤولين عن الحملة، بإنجاز العمل بسرعة وحسب التوقيتات المحددة، وبإجراء متابعة ميدانية مستمرة لمجريات الحملة، من الجهات الرقابية والتنفيذية. لا تزال أمنيتنا الكبيرة هي إنجاز العمل على وجه السرعة، وهذا يتطلب من الجهات المسؤولة توجيه الجهات المنفذة باستمرارية العمل ليلَ نهارَ، على اعتبار أن تصريحات أدلى بها مسؤولون، أكدت أن إنجاز هذه المهام سيتم في الوقت المحدد ما لم تكن هناك معوقات!

************************

مواساة

  • بألم وحزن عميقين، تلقينا خبر رحيل الزميل والصديق والناشط المدني عضو الهيئه الأدارية للمنتدى العراقي ، العزيز المهندس نوري مصطفى ، الذي فارق الحياة يوم الخميس 13/07/2023 في مدينة براغ التشيكية ، أثر مرض طارئ ألمّ به  ، وبهذا الرحيل المفاجىء، وهذه الخسارة المؤلمة، فقدنا زميلا مخلصا لوطنه العراق وشعبة  ، من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية. نتقدم بأحر التعازي والمواساة الى جميع افراد عائلته، والى كافة اصدقائه ومعارفه ومحبيه، متمنين لهم الصبر الجميل، والذكر الطيب دوما للفقيد. منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الجمهورية التشيكية
  • تعزي رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، الرفيق العزيز جواد كاظم الطائي (أبو أوس)، بوفاة ابن شقيقته الشاب حسين نجم الطائي، الذي توقف قلبه بصورة مفاجئة قبل اجراء عملية جراحيه له.نشارككم مصابكم الكبير، ونتقدم لكم رفيقنا العزيز ولجميع عوائلكم بخالص التعازي متمنين لكم الصبر ولفقيدنا الذكر العاطر ولروحه السلام.
  • اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في العزيزية – اللجنة المحلية للحزب في واسط، تعزي الرفيق عمر جبار إلياس بوفاة خاله ربيع جبار لفتة.الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لذويه ورفاقه.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الناشط المدني صديق الحزب يحيى ناصر حسين الغريباوي، وذلك بوفاة والده.الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
  • تنعى لجنة الجواهري الأساسية للحزب الشيوعي العراقي – اللجنة المحلية في الرصافة الثانية، فقيدها الرفيق مراد داود علي (ابو حلمي). له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل آل مصطفى الخليل بوفاة عميدهم الاستاذ لطفي سلمان نون مصطفى الخليل، والد كل من عامر وشهيد الحزب ثامر وماهر وعادل ومحمد. والفقيد من الشخصيات الوطنية والاجتماعية المؤثرة. له الذكر الطيب ولأسرته الكريمة خالص العزاء والمواساة.
  • بمزيد من الحزن والأسى، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى ومعها منظمة الحزب في الخالص، الرفيق دحام سهيل نجم (أبو حازم)، الذي توفي إثر وعكة صحية لم تمهله طويلا. والفقيد، وهو فنان تشكيلي، بقي ملاصقا لحزبه حتى آخر لحظة في حياته.له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
  • تنعى رابطة المرأة العراقية عضو الرابطة في البصرة فاطمة عبود المادح. والفقيدة كانت، منذ سبعينيات القرن الماضي، تعمل بهدوء وتنجز مهامها كمدافعة عن حقوق المرأة والطفل. وقد أكملت دراستها الإعدادية وتوظفت في دائرة صحة البصرة، ثم تقدمت للدراسة في كلية الإدارة والاقتصاد، وفي سنتها الدراسية الأخيرة ترقن قيدها بسبب نشاطها الوطني. وبعد سقوط النظام المباد عاودت العمل في صفوف الرابطة، وكانت معيلة لعائلتها وأمينة على مبادئها. لها الذكر الطيب ولعائلتها وزميلاتها الصبر والسلوان.
  • تنعى مختصة العمل الثقافي المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق دحام سهيل مسؤول اللجنة الثقافية لمحلية ديالى، الذي توفي اثر مرض مفاجئ. له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر الجميل والسلوان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، عائلة صديق الحزب، الشخصية الوطنية فاضل مكي علي، وذلك بوفاته إثر نوبة قلبية. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*************************

صيانة كهرباء «حي الإعلام».. شكراً

نتقدم بالشكر والتقدير إلى وحدة صيانة الكهرباء في حي الإعلام بجانب الكرخ من بغداد، على جهودها التي تبذلها في تصليح أعطال شبكة الكهرباء، وسرعة استجابتها لنداءات المواطنين في هذا الجانب.

لفيف من أهالي المحلة 839

عنهم المواطن عبد الأمير الكناني

************************ 

أطلقوا حملات تطوعية

أهالي «حي النصر» فرحون بإكساء شوارعهم!

بغداد – طريق الشعب

باشرت ملاكات امانة بغداد، أخيرا، تنفيذ حملة واسعة لإكساء شوارع المحلة 773 في “حي النصر”  قضاء الزوراء – المعامل ببغداد، بعد إنجاز مشروع مجاري المحلة في وقت سابق.

ولاقت حملة الإكساء هذه ردود فعل إيجابية واسعة من المواطنين، الذين عانوا فترات طويلة تكدس مياه الامطار والمجاري في شوارعهم خلال الشتاء، وتطاير الأتربة والغبار منها ابان الصيف، وذلك بسبب ترك الشوارع دون اكساء منذ انتهاء مشروع شبكة المجاري.

وفور اعلان بدء حملة الاكساء، بادر عدد من المواطنين إلى رفع التجاوزات التي اقاموها على الأرصفة والشوارع الفرعية، وذلك في بادرة تطوعية من أجل إنجاز التبليط دون معرقلات. كما حث المواطنون، المتجاوزين الآخرين على رفع التجاوزات.

وفي مجموعة على فيسبوك خاصة بأهالي حي النصر، تحمل عنوان “ مجموعة الارتقاء بواقع منطقة (بغداد – حي النصر)”، ناشد عدد من المدونين تسهيل مهمة الكوادر العاملة في مشروع الإكساء.

فيما عبر آخرون عن سعادتهم بتنفيذ هذا المشروع الذي طال انتظاره. 

من جانبه، قدم قسم المعامل البلدي التابع الى امانة بغداد، كتب شكر الى العائلات التي بادرت لرفع التجاوزات.

ودعا أيضا في منشور له على المجموعة المذكورة، إلى التعاون من أجل إنجاز المشروع.

وفي السياق، طالب عدد من المواطنين في منشورات لهم على المجموعة، بإكمال المشروع على أتم وجه، ودون مشكلات، مشددين على أهمية أن تكون هناك رقابة مستمرة من الأهالي والمسؤولين، في سبيل إنجاز التبليط بشكل صحيح ودون تلكؤ.

********************** 

بعد تراجع «الوطنية»

انتعاش سوق المولدات المنزلية في سامراء

متابعة – طريق الشعب

شهدت محال بيع وتصليح مولدات الكهرباء المنزلية الصغيرة في سامراء، خلال الأيام الأخيرة، انتعاشاً ملحوظاً، بسبب تدهور الكهرباء الوطنية وارتفاع أجور المولدات الأهلية.

ولجأ السامرائيون إلى شراء مثل هذه المولدات، بعد ارتفاع درجات الحرارة، ووصول فترة انقطاع الكهرباء إلى 15 ساعة يوميا.

يقول مصلّح المولدات رعد السراحي، أن الإقبال على تصليح المولدات الصغيرة غير مسبوق هذه الأيام، مشيرا في حديث صحفي إلى أن أعطال هذه الماكينات تزداد بسبب زيادة تشغيلها في ظل كثرة انقطاع الكهرباء الوطنية.

أما مهند العروة، وهو صاحب محل لبيع الأجهزة الكهرباء، فيلفت إلى زيادة معدلات شراء المولدات الصغيرة، جراء أزمة الوطنية وجشع البعض من أصحاب المولدات الأهلية الذين يفرضون أجورا عالية على المشتركين، مؤكدا في حديث صحفي أنهم يراعون المواطنين في الأسعار، وسط هذه الأجواء الحارة.

من جانبه، قال محمد سامر، وهو مسؤول مبيعات في شركة للمواد الكهربائية في سامراء، أن أغلب المواطنين يفضلون شراء المولدات ذات الـ 10 أمبيرات، التي يصل سعرها إلى 215 ألف دينار، مبينا أن الأسعار ترتفع إلى 250 ألفا، حسب جودة المولدة ومواصفاتها.

********************

سعر قالب الثلج

قد يلامس الـ 7 آلاف دينار!

متابعة – طريق الشعب

قال عدد من باعة الثلج في “ساحة العامل” وسط مدينة الكوت، انهم حافظوا على سعر قالب الثلج ثابتا بألفي دينار، رغم تردي الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة. لكنهم أشاروا إلى احتمالية ارتفاع سعره إلى 7 آلاف دينار مع دخول شهر محرم. وقال بائع الثلج سيف علي، أن سعر القالب مستقر الآن على ألفي دينار، وقد يرتفع في الأسبوع القادم مع بدء نشاط المواكب الحسينية، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بسبب زيادة الطلب على الثلج وارتفاع درجات الحرارة وتذبذب الكهرباء. ولفت إلى أن أزمة الكهرباء تسببت في إغلاق معملي ثلج من أصل 6 موجودة في مدينة الكوت، ما ولّد شحا في الثلج.

*********************

أبو غريب

«شارع السكلات» في ظلام دامس!

متابعة – طريق الشعب

شكا العديد من أصحاب المحال التجارية في سوق “حي الشهداء” بقضاء أبو غريب غربي بغداد، من تأخر إنجاز إنارة “شارع السكلات” الحيوي، الذي تقع عليه محالهم. وقالوا في حديث صحفي، أن هذا الشارع تطل عليه مطاعم وصيدليات ومجمعات طبية ومحال لبيع الملابس والخضار والمواد الغذائية، مبينين أنهم يفتحون محالهم من الساعة 9 صباحا حتى 12 ليلا، بالرغم من خلو الشارع من الإنارة وعدم تأهيل جزرته الوسطية. وأوضحوا أن الشارع جرى تبليطه قبل 3 شهور، وحتى الآن لم يتم إنجاز جزرته الوسطية، ولم تثبت فيه أعمدة إنارة، داعين إلى إكمال هذه النواقص عاجلا.

********************

الصفحة السادسة

مبادرات إقليمية

 لوقف الحرب في السودان

الخرطوم- قرشي عوض

بالتزامن مع انطلاق قمة الايغاد لمناقشة الحرب في السودان وسبل وقفها؛ أعلنت القاهرة عن مبادرة دول جوار السودان لذات الهدف ابرز المشاركين فيها تشاد وجنوب السودان وافريقيا الوسطى. وهي دول تتبادل قلق حقيقي جراء استمرار القتال على حدودها واحتمالات تاثيره على اوضاعها الداخلية، والتي تجلت في تدفق اعداد كبيرة من النازحين الى اراضيها.

وتعدد المبادرات يعيد الى الأذهان اوضاع الحرب الاهلية في السودان في العام ٢٠٠٣. وهي المرة الاولى التي لعبت فيها الايغاد ذات المهام التنموية دورا سياسيا، حيث طرحت مبادئ لحل النزاع عرفت باسم ميثاق ميشاكوس الاطاري الذي تأسست عليه اتفاقية نيفاشا التي انهت عقودا من القتال في السودان. في حين كانت القاهرة قد طرحت المبادرة المصرية الليبية. لكن حظ ايغاد من النجاح كان اوفر لانها مدعومة دوليا. وما اشبه الليلة بالبارحة. حيث تقف امريكا والاتحاد الاوروبي والسعودية الى جانب مبادرة ايغاد الحالية، في حين تشرف كل من قطر وتركيا على منبر القاهرة.

ورحّبت حكومة الامر الواقع في الخرطوم بالمبادرة المصرية، وقالت ان وفدها انسحب من قمة ايغاد احتجاجا على رئاسة كينيا للدورة، ووصفتها بانها غير محايدة وتنحاز الى تحالف قوى الحرية والتغيير. لكن في الحقيقة ان الاخبار التي رشحت من هناك تفيد بان تمثيل الحكومة السودانية في القمة اعتبرته الايغاد غير شرعي نتيجة تجميد الاتحاد الافريقي لعضوية السودان بسبب الانقلاب الذي قاده جنرالات الجيش على الحكومة المدنية. وقد اكد رئيس اثيوبيا ابي احمد هذا الموقف، وقال ان السودان الان دولة بلا حكومة، وعلينا ـ ويقصد الاتحاد الافريقي ـ ان لا نقف مكتوفي الايدي. كما اكد المبعوث الاممي للسودان في لقاء مع قناة الجزيرة بان الحكومة الموجودة الان في الخرطوم غير قادرة على السيطرة على الوضع في هذا البلد، والذي يؤثر على المدنيين وعلى جيران السودان.

ويبدو ان الحكومة السودانية ترفض مبادئ ايغاد التي تقدمها لحل الازمة اكثر من رفضها لرئاسة كينيا للدورة الحالية؛ فالمشاركون كما تم التصريح من قبل كل الاطراف الدولية والاقليمية المشاركة والداعمة للايغاد ميالون لاعتماد الاتفاق الاطاري الموقع نهاية العام الماضي بين اللجنة الامنية وقوى الحرية والتغيير كخارطة طريق. كما تطالب الخارجية الامريكية بابعاد العسكر عن السياسة ورجوعهم الى الثكنات.

وتقدمت ايغاد اكثر حين اعلن ابي احمد بضرورة حظر الطيران في سماء الخرطوم ونزع سلاح المدفعية. ومن جانبها اعلنت القوات الافريقية المشتركة انها تلقت توجيهات من مجلس الامن والسلم الافريقي بالاستعداد لنشر قوات في جهات من السودان. واوضحت ان ذلك لن يتم الا بطلب من السودان. لكن ماهي الجهة التي تمثل السودان اذا كانت المنظمة الافريقية صاحبة المبادرة ومن خلفها الاتحاد الافريقي يعتبران الحكومة الحالية غير شرعية ورفضت حضورها القمة وفق هذه الحيثيات؟ الاجابة على هذا السؤال ربما يقدمها حضور السيد عبدالله حمدوك الى أديس ابابا وظهوره العلني مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية. وإعلان الأخيرة عن عزمهم على تأسيس عملية انتقال ديمقراطي جديدة في السودان مع التاكيد على ان المفاوضات يجب ان تكون بقيادة سودانية وبرعاية الايغاد. فمن الواضح ان الشركاء الدوليين والاقليميين يتجهون للتعامل مع اخر حكومة شرعية، التي انقلب عليها العساكر في تشرين ٢٠٢١. وهذه الحكومة او رئيسها السيد حمدوك سوف يطلب من الاتحاد الافريقي نشر قوات افريقية بمساعدة دولية لحماية المدنيين في السودان كما سبق له ان طلب من الامين العام للامم المتحدة ارسال بعثة اممية لمراقبة عملية الانتقال المدني الديمقراطي. ولم يستجب رئيسها فولكر بريتس لطلب البرهان بمغادرة السودان. وفي رد حاسم على رسالة البرهان برفضه للرجل والمطالبة بسحبه، جدّد مجلس الامن الثقة فيه بالاجماع لفترة جديدة في رسالة واضحة لمن يعنيهم الامر بان المجتمع الدولي وعبر مؤسساته الرسمية يقف الى جانب مدنية السلطة.

وقد تضمنت مبادئ ايغاد التي تسربت الى جانب حظر الطيران والمدفعية انسحاب قوات الجيش والدعم في اتجاهين متعاكسين وعلى بعد ٥٠ كيلو مترا من الخرطوم، و٢٠ كيلومترا من مدن الولايات.

يبقى ماهو مصير مبادرة جيران السودان التي تساندها قطر وتركيا من خارج دائرة دول الجوار السوداني. ورغم تعاطف الدولتين مع الجيش والقوى السياسية التي تسانده الا ان تشابك مصالحهما الدولية والاقليمية المرتبطة بالقضية السودانية ربما دفعتهما للتوفيق بين المبادرتين او دمج الاخيرة في مبادئ الايغاد باعتبارها المبادرة صاحبة الحظ الاكبر في النجاح. كما ان المبادرة نفسها تعتبر تحركا مصريا معزولا لمواجهة اثيوبيا في موقع متقدم على الارض اذا انفجر الصراع بين الدولتين في قضية سد النهضة، لان أديس ابابا تتقدم في الملف السوداني مدعومة بشرعية الاتحاد الأفريقي الذي يعتمد الاتفاق الاطاري كخارطة طريق لوقف الحرب منقوصة هذه المرة مشاركة العساكر في السلطة. فالأخبار الواردة من أديس تشير الى ان رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي قد التقى وفد الحرية والتغيير وسلمه الوفد رسالة تطالب الاتحاد الافريقي بحماية المدنيين. كما ان وفد الحرية والتغيير اعلن موافقته على مبادئ الايغاد كما وافقت عليها قوات الدعم السريع في حين رفضتها الخارجية السودانية التي تعتبرها المنظمة الافريقية كما يعتبرها الاتحاد الافريقي بانها غير معنية بالامر، وان المقصود باي مفاوضات مرتقبة هو الجيش السوداني كطرف في الصراع وليس الحكومة السودانية.

********************* 

طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين

«الشعب الفلسطيني»: لتتوقف الاعتقالات والاستدعاءات التعسفية 

الضفة الغربية ـ طريق الشعب

دعا حزب الشعب الفلسطيني، وعلى نحو عاجل، إلى وقف أية ملاحقات واستدعاءات لمواطنين ونشطاء واعتقالهم تعسفيا أو على خلفية الرأي والتعبير والانتماء السياسي، ويطالب الحكومة الفلسطينية وجهات الاختصاص فيها، بسرعة الإفراج الفوري عن الذين جرى اعتقالهم في الأسابيع الأخيرة من قبل الأجهزة الأمنية، بما في ذلك طلبة الجامعات والصحفيين والنشطاء السياسيين، وآخرهم الصحفي عقيل عواودة، وكذلك التحقيق في أية حالة تعذيب أو تنكيل وسوء معاملة تعرض لها أياَ منهم. وجدد “حزب الشعب” تأكيده على مطالبه السابقة المتمثلة بضرورة الكف عن هذه الممارسات في الأراضي الفلسطينية من أية جهة كانت، وشدد على تحريم ظاهرة الاعتقال السياسي والتعسفي والمساس بالحريات الديمقراطية والتضيق على عمل المجتمع المدني، وهي الممارسات التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، لما يشكله كل ذلك من انتهاك للقانون الأساسي الفلسطيني ولوثيقة إعلان الاستقلال، ومخالفة صريحة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وللاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها دولة فلسطين، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما طالب في بيان، السلطة الفلسطينية، وكذلك حكومة الأمر الواقع التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، بالعمل على صون كرامة وحقوق جميع المواطنين وحماية حرياتهم الديمقراطية كحقوق أصيلة ومكتسبة في كل الأحوال، ووقف التغول على القضاء وتعزيز استقلاله، من جهة، واتخاذ كل ما من شأنه تذليل العقبات وتهيئة المناخات الايجابية السياسية والديمقراطية لاجتماع الأمناء العامون، من أجل انجاحه بما يرتقي لمستوى التحديات الماثلة أمام شعبنا وحجم تضحياته، من جهة ثانية.

******************** 

الشيوعي الأردني يرفض مساعي الناتو

لفتح مكتب ارتباط في عمان

عمان ـ وكالات

عدّ الحزب الشيوعي الأردني قرار حلف الناتو بالتفاوض مع الأردن لفتح مكتب ارتباط في عمّان، محاولة للتوسع في الأردن واتخاذها نقطة انطلاق لأعماله العدائية.

وذكر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب”، ان “قرار قمة فيلنيوس لحلف الناتو بالتفاوض مع الأردن لفتح مكتب ارتباط في عمّان يعني أن هذا الحلف العدواني مصمم على توسيع حضوره في بلادنا، واستخدام الأراضي الأردنية نقطة انطلاق لاقتراف المزيد من الأعمال العدائية تجاه شعوب المنطقة التي اكتوت ولا زالت تكتوي بنشاطات هذا الحلف وزعيمته الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مصدرا رئيسا لتغييب الأمن والاستقرار”.

ودعا البيان الأردن الى النأي بالنفس عن تنفيذ سياسات التوسع والهيمنة والنهب الامبريالية التي يتبناها حلف الناتو، وعدم إقامة أي شكل من أشكال العلاقة مع هذا الحلف العدواني”.

واكد الشيوعي الأردني “رفضه الحاسم للعلاقات القائمة بين السلطات الحاكمة وبين حلف الناتو ولأي محاولة للارتقاء بها وتوسيعها”، مشددا على “رفض أي تواجد عسكري أجنبي، ولا سيما الأمريكي، فوق الأراضي الأردنية”.

********************** 

بوتين: الهدف «الرئيس»

من اتفاق الحبوب الأوكرانية «لم يتحقق»

موسكو ـ وكالات

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس السبت، أن الهدف الرئيسي من اتفاق الحبوب الأوكرانية الساري حتى 17 تموز، لم يتحقق، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره في جنوب افريقيا سيريل رامابوزا.

وذكر الكرملين أن “فلاديمير بوتين أشار إلى أن التعهدات المنصوص عليها في مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة حول إزالة العقبات أمام تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد”.

وأضافت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته حول هذه المحادثة الهاتفية “أن الهدف الرئيسي للاتفاق، تسليم الحبوب إلى البلدان المحتاجة، ولا سيما في القارة الأفريقية، لم يتحقق”. يأتي ذلك غداة تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الوسيط بين كييف وموسكو، أن نظيره الروسي “يتفق” معه على مبدأ تمديد الاتفاق الحيوي بشأن الحبوب الأوكرانية. لكن الكرملين لم يؤكد هذه التصريحات.

وكان بوتين قد أعرب، الخميس، عن أسفه لأن أيا من المطالب الروسية لم يلق استجابة خلال مفاوضات تمديد الاتفاق. وتنقضي مفاعيل الاتفاق المبرم في تموز 2022 في تركيا والذي تم تمديده مرتين، منتصف ليل الاثنين.

خلال العام الماضي، أتاح تصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب خصوصا القمح والذرة، من الموانئ الأوكرانية رغم تواصل الحرب.

كما تطرق رامابوزا السبت مع بوتين، وفقًا للكرملين، إلى الاستعدادات لقمة بريكس التي تستضيفها بلاده في نهاية آب والتي دُعي إليها الرئيس الروسي على الرغم من صدور مذكرة توقيف بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار الكرملين إلى أن الرئيسين ناقشا السبت القمة الروسية-الإفريقية المقررة في نهاية تموز/يوليو في سان بطرسبرغ ومبادرة السلام في أوكرانيا التي أطلقها العديد من القادة الأفارقة.

وأعلنت الرئاسة الروسية أن بوتين ورامابوزا “اتفقا” على عقد اجتماع ثنائي على هامش هذه القمة في روسيا.

*********************

خطط جديدة لمواجهة روسيا

قمة الناتو تضع سقفا لتطلعات أوكرانيا

متابعة – طريق الشعب

قمة الناتو التي اختتمت أعمالها في 12 تموز الحالي في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس، تمخضت عن خطط تسلح جديدة، وتفاهمات بشأن خطط ملموسة لحرب محتملة ضد روسيا.  وجغرافيا توزعت سيناريوهات تمركز قوات الحلف على ثلاث مناطق هي: شمال الأطلسي، ألمانيا وبحر البلطيق والبلدان المجاورة، وجنوب أوروبا والبحر الأسود. ولتوفير الغطاء المالي للتسلح، قرر الناتو أن يكون الحد الأدنى للموازنات العسكرية 2 في المائة من الناتج الاقتصادي للدول الأعضاء. لقد ارتفعت الموازنات الحربية لدول الناتو الأوروبية وكندا بنسبة 8.3 في المائة في العام الفائت.  وسيستمر تخصيص أموال طائلة لتسليح أوكرانيا، هذا ما عكسته الضمانات الأمنية التي قدمتها دول مجموعة السبع، خلال القمة إلى أوكرانيا، التي تتوزع بين التسليح واسع النطاق، وتغطية عمليات إعادة الأعمار. وعلى الرغم من ذلك لم تحصل كييف على التزام ملموس بضمها إلى الناتو، وهو ما طالب به الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وفقًا لأحد موظفي الناتو، فإن هذه “خطط حرب عملية تبين كيف نريد القتال”.  ووفقًا للتقارير، فإن الخطط شديدة السرية تصل إلى أكثر من 4000 صفحة. يتم تقسيمها بطريقتين. من ناحية، تشمل الأبعاد الخمسة للحرب اليوم: الأرض والجو والبحر والفضاء، والحرب الالكترونية. ومن ناحية أخرى اعتماد التفاصيل الميدانية بالتقسيم الجغرافي الذي أشرنا اليه. لقد بدأت صياغة الخطط في وقت مبكر من عام 2018، أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بوقت طويل. بعد القرار الرسمي للقمة بتنفيذ خطط الدفاع الجديدة، ستبدأ الاستعدادات العملية فورا.

نموذج جديد

أكد الناتو على نموذج قوات الحلف المسلحة الجديد، الذي أقر في قمة الناتو في حزيران 2022 في مدريد. وينص القرار، على إبقاء 300 ألف جندي في حالة تأهب قصوى؛ والقدرة على نشر 100الف منهم خلال 10 أيام و200 ألف خلال 30 يومًا. وتعهدت الحكومة الألمانية بإبقاء 30 ألف جندي في حالة تأهب قصوى، ووضع 85 سفينة وطائرة تحت تصرفهم. وفي حالة الطوارئ الجدية، يمكن توفير المزيد من الجنود الألمان. واعترفت وزارة الدفاع الألمانية في تموز 2022: “بشكل عام، يغطي نموذج القوة الجديد جميع القوات المسلحة الألمانية تقريبًا.” على ان يتم ذلك بواسطة ثماني مجموعات قتالية تابعة للناتو، والتي تقع في قوس عريض حول غرب روسيا وتتراوح مواقعها من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى بولندا وسلوفاكيا والمجر إلى رومانيا وبلغاريا. ووفق الضرورات الاستراتيجية، يمكن زيادة هذه القوات. وسيقوم الجيش الألماني في المستقبل بتوفير لواء مسلح يجحفل بشكل دائم في ليتوانيا.

عضوية مؤجلة

هيمنت خلافات حادة على أجواء القمة بشأن آفاق انضمام أوكرانيا للحلف. وفي النهاية حسمتا الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الاتحادية، اللتان اتخذتا موقفًا ضد الالتزام الصارم بانضمام اوكرانيا قبل نهاية الحرب وبعدها. ينص البيان الختامي، وبشكل غير ملزم إلى حد كبير، على أن “مستقبل” أوكرانيا يكمن “داخل الناتو”، في إشارة إلى إعلان قمة الحلف في نيسان 2008، والتي منحت فيها أوكرانيا وجورجيا احتمال الانضمام إلى الناتو من حيث المبدأ، وطيلة السنوات اللاحقة لم يتم تحديد أي شيء؛ ومنذ ذلك الحين، لم تقترب أوكرانيا خطوة باتجاه الانضمام. ومن أجل تجنب أي صيغة توحي بالانضمام التلقائي، نص إعلان القمة على إرسال “دعوة” إلى أوكرانيا “إذا وافق الحلفاء”. ولهذا جاء رد فعل الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مباشرا وعنيفا، متهمًا الناتو بـ “التردد” و “الضعف”.  وبدلا عن ذلك تعهدت دول مجموعة السبع بتقديم ضمانات أمنية إلى كييف، التي سيتم تأمينها بعد حوار ثنائي وحسب الحالة المعينة.

ضمانات أمنية

تنص الضمانات الأمنية على ثلاثة ملفات، اولا: التسليح الاستثنائي لأوكرانيا، وهذا يشمل توريد الدبابات والدفاعات المضادة للطائرات والمدفعية “والقدرات الرئيسية الأخرى”. ويرتبط هذا بالتوسع الهائل في إنتاج الأسلحة في بلدان الناتو الرئيسية. بالإضافة إلى توسيع قاعدة صناعة الأسلحة الأوكرانية. وتكثيف التدريبات العسكرية والمناورات المشتركة. ثانيًا، تمتع أوكرانيا بالاستقرار الاقتصادي وأن تكون قادرة على الصمود. وهذا يشمل على وجه الخصوص إعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب. وتقدر التكاليف بالمليارات. ثالثًا، تعد مجموعة السبع بتقديم دعم فني ومالي فوري. في نهاية المطاف، تمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم في المستقبل كدولة مستنزفة وفقيرة ولكنها مسلحة حد النخاع. بمعنى آخر ساتر أمامي لحماية حدود الناتو.

********************** 

الصفحة السابعة 

حسن عوينة مناضلاً ثورياً باسلاً وإنساناً رائعاً

جاسم الحلوائي

في يوم 7 آذار من عام 1963 أعلن الحاكم العسكري لسلطة الانقلاب الفاشي عن إعدام ثلاثة رفاق، اثنان منهم من أبرز قادة الحزب وهما: الرفيق حسين أحمد الرضي (سلام عادل)، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ومحمد حسين أبو العيس، عضو المكتب السياسي. أما الثالث فهو الكادر الحزبي المتقدم والشاعر حسن عوينة. وهذا المقال مكرس للحديث عن الشهيد عوينة لمناسبة حلول الذكرى السنوية ليوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، ففي مثل هذا اليوم قبل اثنان وسبعون عاماً استشهد قادة حزبنا الأماجد.

 وقبل الدخول في الموضوع لا بد من الإشارة الى أن الرفاق الثلاثة لم يُقدموا الى أية محكمة ولو صُورية ولم يُعدموا شنقا، وإنما قتلوا تحت تعذيب وحشي باعتراف البعثيين أنفسهم في مذكراتهم عن نظامهم المقبور.

ولد الشهيد حسن محسن عوينة عام 1931 في مدينة النجف، وكان والده رجل دين. انخرط عوينة في النضال الوطني والثوري منذ أن كان طالبا في المتوسطة، وقد ساهم في وثبة كانون عام 1948 مساهمة فعالة من خلال القاء الخطب والقصائد الحماسية في المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية.

تعرض عوينة للاعتقال أكثر من مرة في تلك الفترة مما اضطره الى مغادرة مدينة النجف ليقيم في بغداد. أعتقل في بغداد في عام 1949، وكان آنذاك حلقة الوصل بين بعض المنظمات خارج العاصمة وقيادة الحزب من خلال محل مكوى في علاوي الحلة في جانب الكرخ، وتعرض عند اعتقاله للتعذيب في دائرة التحقيقات الجنائية سيئة الصيت، وكان موقفه صلبا فتحَمل التعذيب وخرج من الامتحان سالما. حكمت عليه محكمة النعساني العسكرية بالسجن لمدة سنتين قضاها في سجن الكوت. كان سجن الكوت آنذاك بمثابة معهد لتخريج الكادر الحزبي. استفاد عوينة من السجن لتنمية إمكانياته بانخراطه بمختلف الفعاليات بما في ذلك قرض الشعر. ومن شعره آنذاك القصيدة المشهورة التي تحولت الى نشيد للشيوعيين ومطلعها:

حصن حزب أشاده فهد كيف تسطيع هدمه قرد

وبعد خروجه من السجن وخلال النصف الأول من الخمسينيات انتج حسن الكثير من الشعر وشهدت تلك الفترة ذروة عطائه الأدبي وقد نشر الكثير من القصائد في الصحف التقدمية آنذاك كالثبات والعقيدة وغيرهما.

ساهم حسن عوينة مساهمة فعالة في انتفاضة تشرين الثاني عام 1952. ولم يقتصر دوره في هذه المرة على الدعاية والتحريض، كما كان الحال في وثبة كانون، بل تعداه الى المساهمة في توجيه وتنظيم المظاهرات الجماهيرية والفعاليات النضالية الأخرى. واصبح عوينة بعد الانتفاضة هدفا ثمينا للأجهزة القمعية فاضطر للاختفاء وترك مقاعد الدراسة.

أعتقل حسن عوينة في بغداد مرة أخرى عام 1955، وكان آنذاك محترفاً للعمل الحزبي، وتعرض للتعذيب فصمد وصان أسرار الحزب. حكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف قضاها في سجن بعقوبة. وفي هذا السجن التقيت حسن لأول مرة وليوم واحد فقط، وأعجبت بشخصيته وقد خلف لدي انطباعا حسنا. والتقيت به مرة أخرى، بعد أكثر من سنة في نفس السجن في القسم الانفرادي ولكن لفترة طويلة نسبيا، فنشأت بيننا علاقة ود متبادلة وراسخة.

كان حسن ممثلنا في السجن أمام ادارة السجن ومديرها علي زين العابدين، الذي اشتهرت ادارته بالقسوة والبطش ومصادرة أبسط الحقوق ومنها القراءة والكتابة بما في ذلك قراءة الصحف اليومية أو حتى حيازة ورقة أو قلم، وإخضاع السجن والسجناء للتفيش الدقيق يوميا وتعريضهم للعقوبات الفردية والجماعية لأتفه الأسباب أو بدون أسباب أصلا. في تلك الظروف الصعبة كان حسن يقوم بمهام خطيرة ومن هذه المهام حصوله على جريدة يومية بشكل سري. وكانت الأدبيات الحزبية تخبأ عنده تحت ملابسه الداخلية لأنه أقل عرضة من الآخرين للتفتيش الدقيق باعتباره ممثلنا، وقد عرفت هذا السر منه بعد ثورة 14 تموز. فقد كان حسن بعيداً عن الثرثرة وحب الظهور.

 بعد ثورة 14 تموز جمعتنا لجنة منطقة الفرات الأوسط، كنت أنا عضوا فيها وهو عضوا في مكتبها ويرأس تحرير جريدة “صوت الفرات” ومقرها في مدينة الحلة. كان حسن متفتح الذهن لا يتضايق من الاختلاف في الرأي وعادة ما كان يصغي للآخرين في الاجتماعات أولا ومن ثم يبدي رأيه باختصار ووضوح وقد يملّح رأيه بنكتة تسر الجميع.

عندما انتقلت للحلة كسكرتير للجنة المحلية كنت التقي عوينة يوميا. ولم تدم هذه الفترة أكثر من بضعة أشهر انتقلت بعدها الى الكوت في حين انتقلت عائلتي مع أخي حميد من كربلاء الى الكاظمية وأصبح البيت المركز الرئيسي للمراسلة وتوزيع الأدبيات بإشراف الشهيد حسن عوينة. وكثيرا ما كنت التقي حسن عند زيارتي لعائلتي. وقد ودعني عشية سفري الى الخارج للدراسة الحزبية في نهاية عام 1961، وكان ذلك وداعنا الأخير. وهكذا يمكن القول بأني عرفت حسن، خلال هذه السنوات، عن كثب.

لم أتذكر بأن علاقتي قد توترت مع حسن في يوم ما، مع أن توتر العلاقة، أحيانا، بين أعز الأصدقاء أمر طبيعي، ولكن أتذكر أن نقاشا حادا حصل بيننا في مدينة الحلة في خريف عام 1959 عندما اختلفنا في الرأي حول قصيدة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، نشرت في جريدة (صوت الأحرار)، كانت تؤله عبد الكريم قاسم وتصفه بالأوحد الأوحد، وقد اعترضت على ذلك فانسحب النقاش الى تقييم قاسم وسياسته التي انتقدتها وكنت أميل للتشاؤم من مآلها، ولم يتفق حسن معي في الرأي، فتحمست لرأيي وارتفع صوتي مشوبا بالتوتر العصبي، وهنا لاحظت بأن حسن خفض صوته دون المستوى العادي وقرأت اللوم في عينيه، فأفقت لنفسي فخفضت صوتي وندمت لتجاوزي على رفيق أعتبره معلمي. وقد اعتذرت له في نفس اليوم عن تصرفي غير الملائم وكان مثالا للتسامح.

امتاز حسن بنزاهته ومصداقيته وكان خفيف الظل سريع البديهة وحاضر النكتة وكانت تعليقاته لاذعة ولكنها مهذًبة، فلم أسمع منه يوما لفظة بذيئة. مع بوادر ارتداد قاسم وانتعاش الرجعية اغلقت جريدة (صوت الفرات) وفصل عوينة من نقابة الصحفيين باعتباره صحفيا طارئا، وهو الأديب والشاعر ورئيس تحرير جريدة، فأخذ حسن يقدم نفسه لمعارفه وأصدقائه متهكماً (صحفي طارئ)! متوخياً بذلك إدانة الإجراء التعسفي ضد حرية الصحافة والرأي.

تزوج حسن من زهور الحكيم شقيقة المناضل المعروف صاحب الحكيم وأنجبت منه ولداً اسمياه فلاح. تبادلت مع الدكتور فلاح الرسائل عندما كنت أكتب ذكرياتي، وقد نشرت تلك الرسائل على مواقع الانترنيت ولا تزال في أرشيفها، وتضمنها كتابي الذي صدر عن دار الرواد في بغداد عام 2006 تحت عنوان “الحقيقة كما عشتها”. وقد جاء في نهاية جوابي على احدى رسائله ما يلي :

فرحنا كثيرا، أم شروق وأنا، عندما قرأنا عنوانك وعرفنا انك أنهيت تعليمك بمستوى دكتور في فرع علمي. فلا عجب، فهذا الشبل من ذاك الأسد. ومن حق أم فلاح أن تفتخر بك.

لا أظنني سأضيف جديداً لمعلوماتك لو كتبت لك انطباعاتي عن والدك، لأنني متأكد بأنك سمعت ذلك من غيري. فإن رقة أبو فلاح وشاعريته وذكاءه المتقد وانسجامه مع نفسه وصراحته وتواضعه الجم كان واضحاً للجميع. لقد كان حسن عوينة مناضلاً صلباً وإنساناً رائعاً .

المجد والخلود للشهيد حسن عوينة وجميع شهداء الحزب والحركة الوطنية التقدمية.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين العام 2019 ولجميع ضحايا الارهاب في العراق.

*********************** 

في مناسبة مرور مائة وثلاثة أعوام على الثورة ضد الاستعمار البريطاني

فلاح أمين الرهيمي

بعد دخول القوات البريطانية لاحتلال العراق عام1914، انفجرت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا عام 1917 فقامت بتنبيه الشعوب ومنها الشعب العراقي لتحقيق حقوقه القومية وفضح كل مؤامرات المستعمرين المناقضة لعهودهم للشعوب من خلال ما كان لديها من وثائق ومستندات وزارة الخارجية الروسية القيصرية التي كانت مشتركة معهم في الخطط الاستعمارية للشعوب، ومن جملة هذه المستندات والمعاهدات السرية التي عقدها الاستعماريون لاقتسام النفوذ في الشرق ومنها الدول العربية، وقد كان تصل إلى الشعب العراقي جميع الكتب والمنشورات التي تصدرها الحكومة السوفيتية بقيادة الزعيم الروسي (لينين) عن طريق إيران مما أدى ذلك إلى ردود فعل وقيام أبناء الشعب العراقي في النجف بعملية صمود وتحد بوجه الاستعمار البريطاني عام 1917 وفي مدينة الكوفة وأبو صخير والحلة وكربلاء وسدة الهندية وبعد ذلك في مدينة السليمانية والعمادية، وقد كان الزعيم الوطني جعفر أبو التمن والبورجوازية الوطنية من مثقفين وتجار مستنيرين ومعهم رجال الدين وملاكين وشيوخ تقود النضال الوطني.

 وقبل عام من ثورة العشرين قام الشعب الكردي في العراق بثورة عارمة ضد الإنكليز، وفي مساء 17/ آب/ 1920 أقدمت السلطات الاستعمارية البريطانية على إعدام ستة رجال أبطال من أقوى المناضلين الذين كانوا على رأس الجماهير المناضلة والقيام بحملة اعتقالات واسعة مما أدى إلى إشعال روح الثورة لدى الشعب العراقي، وقد كانت الثورة تدق الأبواب بشدة تدفعها في المدن والأرياف في الفرات الأوسط، فكانت طلقة الشعب العراقي الأولى التي أذنت ببدء الثورة الباسلة في الثلاثين من حزيران 1920 في مدينة الرميثة البطلة من أجل تخليص البطل شعلان أبو الجون من قبضة الانكليز الذين اعتقلوه للتنكيل به، حيث كانت انطلاقة الرميثة قبل أن يصل إلى تلك المدينة البطلة نداء زعماء الثورة لإعلان الجهاد وقد تبعت الشرارة الأولى لإنقاذ شعلان أبو الجون من الأسر معارك باسلة خاضها الثوار العراقيين من منطقة الرميثة ومنها معركة العارضيات الباسلة التي ستبقى مفخرة من مآثر مفاخر تاريخ العراق المناضل الثوري .

لقد حاصر الثوار قوات المستعمرين في الرميثة فانطلق مساء يوم 6/ تموز/ 1920 قطار يحمل ألفي جندي مع معداتهم الحربية ومؤونة كبيرة من الطعام والماء وكانت تحت قيادة اللفتنات كولونيل (مدي مارفين) البريطاني متجهاً إلى الرميثة لإنقاذ القوات البريطانية المحاصرة ... فلم تستطع فك الحصار وتوقف القطار على مسافة سبعة كيلومترات من الرميثة، وكانت السكة مقطوعة وإلى جانبيها كان يربض أبناء الفرات الأبطال الذين اندفعوا كاللظى والتحموا مع قوات الاحتلال في معركة حامية استغرقت سبع عشرة ساعة متواصلة رأى بعدها قائد الحملة الكولنيل (مدي مارفين) أن لا سبيل إلى الخلاص من هذا المأزق والانفلات من قبضة الشعب الثائر المضطرم إلا بالانسحاب والعودة إلى الديوانية فأمر بالانسحاب فوراً، ولكن ذلك بات متعذراً عليه لأن الثوار سارعوا إلى قطع سكة القطار من الجانب الآخر وأضحى القطار بين هوتين، وتأزم وضع الجنود وأسقط ما في أيديهم لأن بنادق الثوار وأسلحتهم البدائية تمطرهم حقداً ولظى فأصلحوا سكة القطار على عجل دونما إحكام وسار القطار بعربة وعربتين ثم فلتت القضبان وهرب القائد مع جنوده واستولى الثوار على العربات المتبقية وعادوا بغنائم كثيرة من الذخائر والأسلحة وعدد من الأسرى.

في الوقت الذي كان الميجر (ديلي) قائد قوات الاحتلال في الديوانية يهيئ لإرسال قوات قوامها خمسة آلاف جندي بريطاني مع كامل معداتهم ومؤونتهم.. كان الثوار يعبئون قواهم وينظمون مواقعهم للانقضاض على القوات المعادية.. ففي منطقة العارضيات التي تبعد عن الرميثة سبعة كيلومترات كان يربض ثلاثة آلاف ثائر مسلح من أبناء الفرات، وقد قضى هؤلاء الأبطال على الحملة الاستطلاعية المؤلفة من أربعمائة جندي وطاردوها إلى مركزها حيث نشبت معركة رهيبة تركت بريطانيا مكدومة الجبين واضطر جنودها إلى الهزيمة تاركين للثوار عدداً من العربات الملأى بالعتاد والأسلحة وتاركة للثرى 260 قتيلاً ... فقرر الثوار بعد ذلك حماية مناطقهم بحفر عدد من الخنادق حولها ووزعوا قواتهم في مناطق مختلفة وأصبحوا على أتم الاستعداد لمقابلة الحملة الجديدة التي قادها الجنرال (كوتنكهام) التي نزلت في الحمزة يوم 16/ تموز/ 1920 يحرسها من الجو عدد من الطائرات الحربية ... ومرة أخرى استطاع الثوار تدمير حملة الاستكشاف البريطانية في (العارضيات) ودب الذعر والوهن في جنود الاحتلال واضطروا إلى طلب النجدة ... وجاءت ثلاث عربات قطار تحمل الجنود والمدافع والمؤن لانتشال قواتهم المحاصرة في الرميثة فانسحب الثوار من خط السكة وتركوا لقوات الاحتلال الذهاب إلى الرميثة على أمل تنظيم القوات الثورية وحشد أكبر عدد ممكن منها للتصدي للقطار العائد وإنزال ضربة قاصمة فيه ... وأثناء عودة القطار اصطدم الجيشان ونشبت معركة عنيفة انتهت بفرار القطار من المنطقة ... كما ضربت الرارنجية مثلاً رائعاً في الفن العسكري الثوري عندما أصبحت مدينة الكوفة في أواخر تموز محاصرة من جميع أطرافها حيث أحاط بها الثوار وألقوا بثقلهم على كتف النهر في جوار الجسر وكانت الحركة السريعة المذهلة قد بددت أوهام جيوش الاحتلال عن طبيعة الثورة وعن القائمين بها ولم يكن في مستطاع الجيوش داخل المدينة سوى أن تنتظر النجدة فقام على الفور الحاكم الملكي العام وقائد القوات العام في بغداد بالإيعاز إلى قائد الحامية البريطانية في مدينة الحلة لإرسال جيش يقوم بمهام عديدة في طريقه لإنقاذ حامية الكوفة وترويع العشائر كي لا تشترك مع عشائر الشامية والنجف لصيانة سكة الحديد بين الكفل والحلة ... وتحرك الجيش الانكليزي في الحلة وبعد أن بات ليلته على بعد خمسة كيلومترات منها تحرك صباحاً بعد أن أمن الطريق له أحد الأذناب الخونة وألقى بأثقاله معسكراً في قناة الرارنجية وهي تبعد عن الحلة 12 كيلومتر وعن الكفل 8 كيلومترات واتخذ موقعاً يحميه من هجمات الثوار حيث كان النهر شمالاً يصونهم من هجمات الثوار ومن الجنوب كانت الأرض الفسيحة المنبسطة تمتد حتى مشارف نخيل الكفل، ومن الصعوبة أن يقوم الثوار بهجوم منها لانكشافهم أمام مدفعية ورشاشات القوات الإنكليزية، أما الجبهتان الشرقية والغربية فقد حفر الانكليز الخنادق فيها وحصنوها أتم التحصين، أما الثوار فقد اجتمعوا في الكفل وقرروا الانقسام إلى قسمين قسم يكون طريقه على ضفة شط الهندية الشرقي وقسم يكون طريقهم امتداد سكة الحديد التي كانت إبان الثورة تربط الحلة بالكفل ...

كما شارفت قوة الثوار الجنوبية قناة الرارنجية وكانت مملوءة بالماء وقد رابط فوق القنطرة الوحيدة الجنود الانكليز برشاشاتهم فهجم الثوار على القنطرة فهرب الجنود وأصبحت القنطرة بيد الثوار مع الرشاشات واعتدتها حسب الخطة التي وضعها الثوار وفي الوقت نفسه هجم القسم الثاني من الثوار زاحفين غرباً مع النهر بينما كانت قوات الثوار المتواجدة جنوباً قد التحمت مع قوات الأعداء وإن هذه الخطة استندت على الهجوم المباغت فعطلت تأثير المدافع الثقيلة للأعداء ولم يبق للبندقية والرشاش عند التحام المقاتلين نفع كبير وحل محلها السلاح الأبيض (الفالة والمكوار) وهرب قائد الجيش الاستعماري مع من تمكن من الهروب وخلف وراءه جثث المئات من الجنود الذين قدر لهم أن يقضوا نحبهم في ربوع الرافدين.

وفي كردستان فقد نهض الشعب الكردي ومعه الأقليات القومية عندما كانت أصوات الرصاص تزمجر وهو ينطلق من أيدي أبناء الشعب العربي لينغرز في صدور المحتلين فكانت الأصوات تسري من الفرات الأوسط.. من الرارنجية والعارضيات لترجع صداها جبال كردستان حيث ينهمر منها الرصاص يحاصر فيه أبناء الجبال العدو الغازي في معركة التحرير والنضال من أجل القضية المشتركة وتخضب أديم مضيق عقرة ومدينة كفري بدماء أبناء كردستان الطاهرة حيث تحركت جماهير كفري بقيادة إبراهيم خان ضد الانكليز والاقطاعيين المتعاونين معهم فتمكنوا من محاصرة العدو ودحره وتحرير قصبة كفري والمناطق المجاورة لها وشكلوا حكومة محلية مؤقتة نظمت الدوائر المهمة في الحال لتمشية أمور المواطنين ونقل الكابتن الانكليزي (جاردن) ولم يتمكن الانكليز من ضرب الثورة وتصفيتها إلا بعد 23 يوماً من تحرير مدينة كفري وذلك من خلال تعاون الاقطاعيين في المنطقة معهم بعد أن ضربوا مواقع الثورة الأساسية في السليمانية والخالص فلم يتلق الثوار المساعدة لا من الشمال ولا من الجنوب ...

ومما تقدم يتبين أن الثورة امتدت إلى معظم أنحاء العراق وساهمت فيها كل القوميات والعناصر التي تأثرت بالعوامل وردود الفعل مثل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى واشترك فيها رجال الدين وبعض شيوخ العشائر فضلاً عن المثقفين والتجار والملاكين المتنورين وجماهير شعبية واسعة من أبناء المدن وبينهم أبناء الطبقة العاملة، ولكن القاعدة الكبرى والجيش الرئيسي كانت جماهير الفلاحين. وبعد خمسة أشهر من الحرب الدموية استطاع المستعمرون الانكليز إخماد ثورة الشعب العراقي المناضل من أجل حقه في تقرير المصير.

وكان من أسباب الفشل عدم التكافؤ بين الأطراف المتحاربة في النواحي الاقتصادية والتكتيكية والعسكرية، ومن ناحية أخرى فإن ثورة العشرين لم تكن على صلة بالحركات التحررية في الدول الأخرى بالإضافة إلى ضعف الوحدة الوطنية في العراق، كما كانت معظم القبائل والفئات الدينية في كثير من المناطق محافظة ومتمسكة بعزلتها مما جعل الاستجابة إلى الثورة ليست في مستوى الأحداث مما أعطى ذلك الوضع سلاحاً قوياً بيد الانكليز لزرع الخلافات والنزعات الطائفية الدينية والقومية والقبلية التي أدت أيضاً إلى إضعاف مساهمة الأكراد في الثورة وإلى عزل القبائل العربية التي تقطن حوض نهر دجلة عن الثورة ووقوفها على الحياد، كما أن العامل الأساسي لفشل الثورة هو القيادة السياسية من حيث تركيبها الطبقي وتنظيمها حيث كانت الحياة القبلية الإقطاعية والطبقة البورجوازية لا تزال ضعيفة والطبقة العاملة ضئيلة العدد وغير منظمة والوعي الطبقي ضعيف، ولم تحمل الثورة برنامجاً يخص الشعب وقد اشترك في قيادة الثورة رجال دين وشيوخ قبائل مرتبطة بالفئات الاقطاعية المؤيدة للإنكليز، وكان للفئات المتذبذبة والانهزامية نفوذ كبير في قيادة الثورة كما ظهر في بعض مناطق المنتفك ومندلي حيث لعب هؤلاء دوراً رئيسياً في إضعاف الثورة والقوى الوطنية.

ومع كل ما عانته الثورة وقيادتها من نواقص فإن ذلك لم يغير من حقيقة أن ثورة 1920 كانت كفاحاً وطنياً ضد الاستعمار وعبوديته واستغلاله وكانت كفاحاً ثورياً في أسلوبها وجوهرها وأهدافها التي تضعف الاستعمار، وأصبحت جزءًا من الثورة البروليتارية العالمية. وقد كتب المؤلف كوتولوف في كتابه عن ثورة العشرين في العراق حيث قال (إن أهم نتيجة للثورة هي أنها دفعت الجماهير الشعبية في العراق إلى الانتفاض وخوض قتال ضار ضد الاستعمار وتأييد الثورة البروليتارية في روسيا ولأول مرة في تاريخ العراق تصبح الحركة المعادية للاستعمار حركة جماهيرية أصيلة تشمل جميع أنحاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها).

لقد ابتدأت بعد مرحلة سحق الثورة بالقوة العسكرية الغاشمة مرحلة جديدة واتباع سياسة جديدة وجدت الدوائر الاستعمارية إنها إحدى وأيسر الطرق لتحقيق أغراضها من خلال سياسة تهدف إلى الانتقام من الشعب العراقي وإخضاعها عن طريق عملاء يحكمون كما لو كانوا ممثلي الشعب العراقي لأن إعلان الحكم الوطني لم يقصد به إنهاء السيطرة الاستعمارية والاستغلال الاستعماري بل أدامتهما وتوطيدهما، فمن المعلوم أن قواعد هذا النظام واختيار شخص الملك فيصل وتعيين دوره قد وضعت في وزارة المستعمرات البريطانية وتم إقرارها في مؤتمر القاهرة، وقد أجرى المستعمرون استفتاءً في اجتماع للشخصيات العراقية وصودق فيه على قرار المجلس الإداري في تنصيب فيصل على عرش العراق في 11/ تموز/ 1921 ومع أن المجلس الإداري كان يتكون من الاقطاعيين والتجار الموالين للإنكليز إلا أنه مع ذلك لم يوافق بالإجماع على تنصيب فيصل ملكاً على العراق وارتفعت أصوات تعارض ذلك، كما أن مجلس الوجهاء في كركوك أصدر قراراً ضد ترشيح فيصل، وفي السليمانية لم يجر تصويت بالمرة بينما طالب كثيرون في مجالس المدن الأخرى بإعلان البلاد دولة جمهورية، وفي الثالث والعشرين من آب 1921 نصب فيصل ملكاً على العراق في حماية حراب الإنكليز متحدين بذلك رغبات الشعب العراقي وحقه في تقرير مصيره بنفسه، وقد أعطي للعناصر والمؤسسات القديمة ذاتها اسم الحكومة الوطنية بإضافة الملك إليها، ولم يجمع المجلس التأسيسي ويقر الدستور إلا بعد استعادة قوة ونفوذ بريطانيا (1924 – 1925) وقد فرضت بريطانيا أن يصادق المجلس على المعاهدة واتفاقية النفط قبل الدستور وأن لا ينص الدستور على ما يناقض المعاهدة واتفاقية النفط واستهدف الدستور نقطتين داخليتين جوهريتين عززتهما ما ألحق بهما من قوانين ومراسيم وأنظمة تحصين مركز البيروقراطية الحاكمة وحرمان الشعب من كل سلطة حقيقية. فقد وضعت السلطة الحقيقية بيد الملك ووزرائه بدلاً من البرلمان وحددت حقوق الانتخاب وحرية الرأي والتعبير والاجتماع بقوانين شاذة وجعلت الحقوق القومية وعود موهومة والقضاء أداة لسيطرة البيروقراطية ...

وتثبيت مركز الإقطاع عن طريق قانون التسوية وقانون حقوق وواجبات الزراع وقانوني العشائر الجزائي والمدني، أما المعاهدة التي فرضت أول الأمر في عام 1922 ثم عدلت في عام 1924 ثم في عام 1926، فقد كانت سلاحاً لحماية المصالح البريطانية وتستمد قوتها من الأساس الذي قرره الدستور والقوانين الأخرى، ثم تألفت الحكومات (باسمها الوطني الجديد) وظلت تحت الانتداب عشرة أعوام عرفت في تاريخ العراق بفترة الحكم المزدوج وبالوضع الشاذ سجل خلالها الشعب العراقي أحداثاً مجيدة في تاريخ النضال التحرري للشعب العراقي، فقد توالت الانتفاضات الجماهيرية ضد الحكم الأجنبي ومعاهداته وتعديلاته في الأعوام 1922 و 1924 و 1926 و 1927 و 1928 فاضطر الاستعمار إلى إنهاء الانتداب عام 1932. ولكن لم يبلغ الانتداب إلا بعد ضمان توطيد بعيد المدى للسيطرة البريطانية بفرض معاهدة 1930 وتوطيد أشد الزمر من الموالين للاستعمار البريطاني وعملائه الذين وضعهم على كراسي الحكم وبناء طبقة حاكمة من هؤلاء الموالين وكبار الملاك والاقطاعيين وعناصر من الموالين الذين ترتبط مصالحهم بمصالح الاستعمار، وفي هذه المرحلة أضيفت إلى المصالح الاستعمارية مصالح هيئات ملحقة بها ومعتمد عليها، وفي هذه المرحلة أخذ الذين تعاونوا مع الاستعمار البريطاني يتحولون بالتدريج من أفراد مأجورين مارقين إلى طبقة خائنة متحالفة مع الاستعمار بحكم مصالحهم الأنانية.

*******************

 الصفحة الثامنة

كلمة الحزب الشيوعي العراق  في احتفال الذكرى ٦٥ لثورة تموز الخالدة

السيدات والسادة الحضور

الرفيقات والرفاق والأصدقاء

مرحبا بكم جميعا ونحن نحتفل معا بحلول الذكرى ال٦٥ لثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨، ثورة الحيش والشعب التي جاءت في سياق مسيرة متصاعدة من النضال والتضحيات والانتفاضات والوثبات، توجت إرادة وتطلعات غالبية العراقيين والقوى الوطنية والديمقراطية في إنهاء حكم الذل والتبعية وهيمنة الاستعمار وأذنابه، والتحرر من الاحلاف المكبلة، ونيل الاستقلال وفتح الافاق لعراق جديد تكون فيه ثروات البلد ملكا لمواطنيه، وللسير على طريق التقدم والرقي.

الثورة جاءت لتخليص الوطن والشعب من حكم صادر الحريات وأسقط الجنسية وقزم الديمقراطية وشوه الحياة البرلمانية وسن القوانين، واتبع الأساليب التي لا تدع مجالا لأي عمل معارض حقيقي، وكانت انتخابات عام ١٩٥٤ دليلا ساطعا على ذلك، فلم يتحمل النظام واقطابه وجود ١١ نائبا وطنيا معارضا، فحل نوري السعيد في انقلاب قصر البرلمان في أول جلسة له.

وفي العهد الملكي دخلت الانقلابات إلى الحياة السياسية، وفيه نفذت أحكام الإعدام بحق قادة وطنيين، فهد ورفاقه الخالدين، لا لذنب إلا لأنهم وطنيون ويعملون لصالح بلدهم وشعبهم.

ان ممارسات النظام واقطابه وتنفيذه أوامر المستعمرين وانحيازه للإقطاع والقوى الرجعية، سدت الطريق على إمكانية ان يحصل التغيير عبر الطريق السلمي، فالتقت إرادة الضباط الاحرار مع تطلعات جماهير الشعب في ثورة حظيت منذ لحظاتها انطلاقتها الأولى بالتفاف جماهيري وشعبي عم البلاد باسرها.

حققت الثورة في غضون أربع سنوات ونصف من عمرها منجزات عدة على الصعد المختلفة ما زالت معالمها شاخصة حتى اليوم وعجزت حكومات سابقة وحاضرة عن تحقيقها.  والثورة أحدثت نقلة نوعية في حياة المجتمع العراقي، ووفرت للعراقيين جميعا فرصة تاريخية للخروج من نفق التخلف والاستبداد والتبعية إلى شمس الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم.

ويجانب البعض لمصالح وغايات معروفة، الحقيقة عندما يقولون بأان الثورة، وخاصة في سنواتها الأولى، سعت إلى عزل العراق عن محيطه العربي، فموقف الثورة وقيادتها في دعم الثورة الجزائرية ماديا وسياسيا، وتأسيس جيش التحرير الفلسطيني والسماح للشباب الفلسطيني في التدرب في صفوف الجيش العراقي ومؤسساته والدعم المختلف الاشكال للشعب الفلسطيني، وتوقيع اتفاقات ومعاهدات اقتصادية وعسكرية وثقافية مع الجمهورية العربية المتحدة، وغير ذلك من المواقف الداعمة لحركة التحرر الوطني العربية، يدحض مثل هذه الادعاءات.

الحضور الكريم

ورغم جهد الحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنية أخرى مخلصة للثورة وقيمها وأهدافها، في تجذير المسيرة ونقلها إلى آفاق أرحب وبناء حياة ديمقراطية وبرلمانية، فقد واجهت هذه المساعي قوى متضررة مصالحها من إجراءات الثورة، وبدعم خارجي، عربي واقليمي ودولي، وراحت تحوك الفتن والدسائس والمؤامرات والانقلابات، حتى تمكنت من اغتيال الثورة في انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ الفاشي. ولم يحصل هذا بعيدا عن ممارسات خاطئة ارتكبتها قيادة الثورة وصراعاتها، وبروز نوازع الفردية والاستخفاف بالديمقراطية وحكم المؤسسات، والتخبط في المواقف والسياسات، كما كانت للدوائر الاستعمارية، الأمريكية والبريطانية وخاصة الاستخباراتية دورها في ما حصل.

اغتيلت الثورة، ولكن إرادة العراقيين وتطلعهم إلى حياة حرة كريمة آمنة، ووطن حر يملك قراره الوطني المستقل باقية اليوم أيضا، وقيم الثورة ومنجزاتها تلهم الأجيال على الإصرار الثوري لاجتراح المآثر والبطولات، وقد تجلى ذلك على نحو جلي في الفرح الغامر لرحيل أعتى نظام دكتاتوري، وفي المشاركة الواسعة في انتفاضة تشرين ٢٠١٩، وفيما نشهده اليوم من رفض ومعارضة للمنهج الفاشل في إدارة شؤون البلد، ومن حراك جماهيري وشعبي ومطلبي.

ومعروف ان نوري السعيد كان يردد بان “ دار السيد مامونة “ وثبت  انها ليست كذلك ، واليوم أيضا نقول كي يكون الوطن آمنا ومستقرا ومواطنوه يرفلون بالعز والكرامة والعيش الذي يليق بالإنسان، لابد من أن يبنى على أسس المواطنة والعدالة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين العراقيين لاي سبب، وان تكون الحريات العامة والخاصة مصانة، وان تستند الوظيفة العامة على وفق معايير الوطنية والإخلاص والنزاهة والمهنية، ويطمئن المواطن على حياته، وإلى ان تتوفر له لقمة العيش الكريم  اليوم وغدا ويتمتع بالخدمات العامة، ومنها الكهرباء والماء. فلا استقرار وامان ولا ثقة للمواطن مع وجود السلاح المنفلت ومافيات الفساد ومنظومة المحاصصة واحتكار السلطة من أقلية حاكمة مرفهة مقابل غالبية المواطنين الذين يعانون من تداعيات الازمة العامة الشاملة.

ايتها السيدات والسادة الكرام

في ذكرى الثورة المجيدة سنواصل النضال والعمل بلا كلل ولا ملل لتحقيق إرادة الشعب ودحر منظومة المحاصصة والطائفية السياسية، وتكثيف الجهود لتوحيد عمل القوى المدنية والديمقراطية وتعزيز التيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية والسير قدما لبناء أوسع اصطفاف وطني، سياسي وشعبي، لفرض التغيير الشامل الذي غدا ضرورة لفتح الافاق لبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية. اننا اليوم مدعوون جميعا إلى إيلاء الاهتمام بانتخابات مجالس المحافظات، وتشجيع المشاركة الواسعة فيها، وان تكون مدخلا لكسر احتكار القوى المتنفذة، وجعلها احدى روافع عملية التغيير المنشود. وفي ذكرى الثورة نستذكر الشهداء الأبرار من قادتها وفي مقدمتهم الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه الوطنيون الميامين، وكذلك قادة حزبنا الاماجد، سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ومحمد حسين أبو العيس وعبد الرحيم شريف وجورج تلو وغيرهم المئات من كوادر الحزب ورفاقه، ومن الوطنيين والديمقراطيين، ضحايا انقلاب شباط الدموي.

ان ثورة تموز ومنجزاتها ومكاسبها راسخة في وجدان بنات وأبناء شعبنا العراقي، ومن عبرها ودروسها الغنية نستلهم العزم على المزيد من العطاء لخير الشعب والوطن.

ومثل هذه الثورة الكبيرة لن يسدل الستار عليها كما يظن ويمني البعض النفس، وهي جديرة اليوم وغدا وعلى الدوام في ان يحتفى بها، رسميا وشعبيا، عيدا وطنيا خالدا، وان يكرم رموزها وقادتها والمشهود لهم بالوطنية والنزاهة والإخلاص للشعب. 

عاشت ذكرى ثورة ١٤ تموز المجيدة

المجد والخلود لشهداء الشعب والوطن الابرار

معا لهزيمة منظومة المحاصصة وفرض إرادة التغيير الشامل

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

***************************

السفارة الفلسطينية:

عاش العراق اياما مجيدة في ظل ثورة تموز

الرفيق د. رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

الحضور الكريم

يسرني باسم فلسطين مشاركتكم ومشاركة الشعب العراقي الشقيق في احياء ذكرى عزيزة غيرت وجه العراق ونقلته من حال إلى حال.

انها الذكرى الـ 65 لثورة 14 تموز 1958 التي تركت آثارها العميقة في المجتمع والدولة العراقية قادها رجل وطني بامتياز هو الزعيم عبد الكريم قاسم.

جاءت هذه الثورة تتويجاً لحالة المد الوطني والتقدمي والاممي ضد الاستعمار الغربي قديمه وجديده وادواته والأنظمة التي تدور في فلكه. جاءت رداً على سلب فلسطين وسرقة ثروات بلادنا والسيطرة على مقدراتها. جاءت رداً على حلف بغداد الذي ارادته بريطانيا العظمى والولايات المتحدة بيادقاً في وجه السوفييت بعيدا عن فلسطين وقضيتها وقضايا امتنا وثرواتها.

لقد عاش العراق الشقيق أياماً مجيدة في ظل ثورة تموز، فقد تم انصاف الفلاح العراقي بقانون الإصلاح الزراعي وإلغاء الاقطاع وتم استعادة الأراضي التي منحت للشركات الأجنبية للتنقيب عن النفط، كما تم تأمين السكن لذوي الدخل المحدود والعمال والموظفين والضباط بحيث نقلتهم من حال إلى حال، ناهيك عن بناء المصانع وتطوير الزراعة وطرق المواصلات والمستشفيات كمدينة الطب، والبنية التحتية وايصال الكهرباء والماء للريف العراقي والقضاء على الامية ومساواة الرجل بالمرأة.

اما سياسياً فحدث ولا حرج، فقد نقلت هذه الثورة العراقي من العهد الملكي إلى العهد الجمهوري، وقضت على النفوذ البريطاني الذي كان يهيمن على كل مقدرات العراق وسياسته واسقطت حلف بغداد واعادت التوازن لعلاقات العراق العربية والعالمية.

لقد كانت فترة رخاء وبناء لكن اكتنفها للأسف اشكال حادة من الصراع السياسي والحزبي أطاح بها بعد سنوات معدودة. اما فلسطينياً فان شعبنا الفلسطيني يستذكر الموقف الوطني التقدمي والإنساني لقائد ثورة تموز الزعيم عبد الكريم قاسم بالسماح للشباب الفلسطيني بالتطوع والتدريب في الجيش العراقي، وتشكيل كتائب عسكرية فلسطينية ضمن الجيش العراقي لتكون نواة لتأسيس (جيش التحرير الفلسطيني) باعتبار ان (فلسطين لا يحررها الا أهلها) كما قال الزعيم عبد الكريم قاسم. وبالفعل فقد تأسس جيش التحرير الفلسطيني بعد 5 سنوات عندما شكلت (منظمة التحرير الفلسطينية) عام 1964، وأصبح لها جيش. وكان اول لواء في هذا الجيش هو (لواء القادسية) الذي كان حاضراً في العراق الشقيق. علما ان لواء القادسية ما زال عاملاً ومتواجداً ضمن ألوية جيش التحرير الفلسطيني المتواجد في سوريا حتى الآن.

كما كان للزعيم عبد الكريم قاسم أياد بيضاء اتجاه الجالية الفلسطينية في العراق حيث سهل لهم الحصول على السكن والعمل أسوة بأشقائهم العراقيين، إضافة إلى الدعم السياسي القوي والثابت لفلسطين وقضيتها في كل المحافل العربية والدولية.

ان تقييم ثورة تموز المجيدة والاستفادة من دروسها تحتاج جهداً مخلصاً ومعمقا وحيادياً يفصل الغث من السمين بما لها وما عليها.

ما اشبه اليوم بالبارحة، فما يجري هذه الأيام من بروز اقطاب قوى عالمية جديدة بدلا من القطب الواحد، في ظل أوضاع إقليمية متفجرة وحركات شعبية وحزبية متشعبة على المستوى الوطني. تشابه إلى حد كبير بيئة وظروف بلادنا ابان ثورة تموز. فإلى اين المسير، وما العمل لنصل إلى استقرار بلادنا ورخائها وسيادتها وتحررها.

ختاماً: نهنئ شعبنا العراقي الشقيق بذكرى ثورة تموز ونتمنى لهذا العراق الأبي الأشم كل تقدم واستقرار وسؤدد.

ـــــــــــــــ

*المستشار الاعلامي والثقافي في السفارة الفلسطنية

**********************

التيار الديمقراطي: كان للقوى الوطنية والتقدمية دوراً بارزاً فيها

السيدات والسادة الحضور المحترمون ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

في بداية كلمتي للاحتفاء بالذكرى الخامسة والستين لثورة الرابع عشر من تموز المباركة اود ان اتطرق إلى خاطرة حصلت معي في صبيحة يوم الثورة الذي تصادف الجمعة وكنت في المرحلة الأولى من الدراسة المتوسطة في مدينة الحلة الفيحاء حيث وبمجرد صدور البيان الاول للثورة خرج الآلاف من ابناء المدينة وهم يرددون الهتافات تحية للثورة وقائدها عبد الكريم قاسم وكنت مع عدد من اصدقائي وسط هذه الحشود نحاول العثور على أحد الجنود بزيه العسكري لغرض السلام عليه باعتباره احد رموز الثورة مما يعكس وجود الحس الوطني المناضل لدى العراقيين حتى في مرحلة الطفولة.

السيدات والسادة الحضور المحترمون..

من عاصر ثورة الرابع عشر من تموز لا ينسى الإنجازات والمكاسب العظيمة التي حققتها خلال عمرها القصير قبل ان تنقض عليها القوى الحاقدة مدعومة من القوة الاستعمارية... ومن أبرز تلك المنجزات: -

* الغاء النظام الملكي الوراثي والانتقال إلى النظام الجمهوري.

* تحفيز الوعي السياسي الوطني لدى الجماهير للمطالبة بحقوقها.

* انطلاق العمل السياسي والثقافي خاصة بعد صدور اول قانون للجمعيات الذي تم بموجبة تأسيس المئات من الجمعيات والأحزاب لممارسة العمل الوطني.

* تعزيز الاستقلال السياسي بالخروج من حلف بغداد والغاء المعاهدات الجائرة.

* تجسيد الوحدة الوطنية من خلال الشراكة بين جميع القوميات ودعم حركات التحرر الوطني.

* الانسحاب من الاحلاف العسكرية التي كانت تقيد سيادة العراق ودعم حركات التحرر الوطني.

* تحریر ملايين الفلاحين من سيطرة الأقطاع من خلال تشريع قانون الإصلاح الزراعي.

* تحرير ثروة العراق النفطية من هيمنة الشركات الأجنبية من خلال اصدار القانون رقم (80).

* تحرير النقد العراقي عبر خروجه من كتلة الإسترليني.

* انشاء تشكيلة واسعة من الصناعات في جميع محافظات العراق بدعم من

الاتحاد السوفياتي الصديق

* تشريع قانون الأحوال الشخصية الذي مازال نافذا رغم حساسيته دليلا على رصانته.

هذه باختصار شديد أبرز الانجازات التي حققتها الثورة ...

السيدات والسادة الحضور المحترمون..

اننا وباسم التيار الديمقراطي العراقي نتقدم لشعبنا العظيم بأطيب التهاني والتبريكات لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لانطلاق ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة التي شكلت مرحلة مضيئة من تاريخ العراق الحديث والتي كان للقوى الوطنية والتقدمية دورا بارزا فيها. وبهذه المناسبة ندعو جميع المواطنين إلى ممارسة دورهم الفاعل والمؤثر وبما يشكل وفاء لتضحيات شهداء الوطن من خلال التفاعل مع القوى الوطنية من اجل الخروج بالعراق من ازماته وواقعه المرير المتمثل بهيمنة المحاصصة الطائفية والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة ومحاولات مصادرة المكاسب التي تم تحقيقها في مجال حرية التعبير. ويتجسد الدور الفاعل المطلوب من المواطنين في المرحلة الراهنة عبر المشاركة الواسعة والفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجرى نهاية هذا العام من أجل ضمان وصول ممثلي المحافظات من العناصر الكفوءة كأشخاص، وعوائلنا واصدقاؤنا وعموم ابناء الشعب مدعوون للانتقال من حالة المقاطعة السلبية إلى المشاركة الفاعلة لإيصال ممثلينا الحقيقيين إلى مواقع اتخاذ القرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـــــــــــــــ

*المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي

 **********************

اتحاد الطلبة العام: التعليم العالي منعت نشاطنا تحت حجج واهية

السيدات والسادة الحضور

مع حفظ المناصب والالقاب

أطيب التحيات واعطرها نقدمها لكم ونحن نلتئم اليوم معاً، لإحياء الذكرى الخامسة والستين، لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، ثورة الشعب على سلطة ظالمة طغت واستبدت واوغلت في دماء العراقيين.

حتى قال الشعب كلمته حين هب مسرعاً للالتفاف حول انتفاضة الضباط الوطنيين الاحرار، الذين استعادوا السيادة والكرامة الوطنية. لتكسر هذه الثورة القيود والإملاءات الأجنبية وتحرر الاقتصاد، وتنهي حقبة دموية لنظام اعتاش على آلام العراقيين ومعاناتهم.  لقد شكلت ثورة 14 تموز منعطفاً تاريخياً مهماً في نضال القوى الوطنية الديمقراطية، وكانت هذه الثورة بحق هي التعبير الحي لتظافر جهود كافة الوطنيين، الذين عز عليهم رؤية أبناء شعبهم وهم يعيشون تحت سلطة الاستعمار والحكومات الرجعية. وفي هذه المناسبة العزيزة لا بد من استذكار الدور الكبير الذي لعبه اتحاد الطلبة العام في دعم الثورة وقيادة الحركة الطلابية، والمنجزات الكبيرة التي حققها في اعقاب الثورة المجيدة، وصولاً إلى يومنا هذا وهو يواجه اليوم محاولات جبانة لطمس هويته والتضييق عليه. السيدات والسادة يدفع اتحادنا العتيد، أول وأعرق منظمة طلابية في تاريخ العراق، ضريبة عدم مهادنته للقوى المتنفذة في السلطة والخضوع لها والانصياع لإرادتها.

ابتداء من القرار الانتقامي الذي اصدرته وزارة التعليم العالي اواخر الشهر الماضي، والذي حظرت بموجبه نشاطات وفعاليات اتحادنا العتيد بناء على توجيهات الامن الوطني، بحجج واهية لا يقبلها العقل والمنطق. ولم تكتف القوى المتنفذة بهذا القدر من التضييق، بل وكانوا يتجسسون على هذه المنظمة، وشن جهاز الأمن الوطني حملة لملاحقة اعضاء الاتحاد وناشطيه الفاعلين في عدد من المحافظات، ووصلت حد التهديد قبل ايام بالاعتقال في حال تنظيم الفعاليات خارج او داخل الجامعات.

ان هذا السلوك الدكتاتوري في طياته يذكرنا النظام البائد الدموي، للقضاء على اتحادنا العتيد ابتداء من تأسيسه الاتحاد الوطني للطلبة آنذاك وصولاً إلى حملة الاعتقالات والاعدامات، التي طالت كوادر الاتحاد الذي لم يرضخ او ينصاع او يهادن.

وما اشبه اليوم بالأمس ونحن نواجه القرارات الانتقامية والتعسفية، على يد من يدعون مقاومتهم البعث واجتثاثه، بل ويتهمون كل من يخالف توجهاتهم بهذه التهمة، وهم يحذون حذوه ويطبقون نهجه ويسيرون على دربه.

اننا نؤكد لكم بأن هذه القرارات الانتقامية والقمعية لم ولن تثنينا، بل انها تزيدنا عزيمة واصرار على مواصلة نشاطنا بفاعلية أكبر في الدفاع عن الطلبة ومصالحهم، شاء من شاء وابى من ابى. ولن نقبل او نرتضي بغير هذا، ولهذا أطلق الاتحاد صرخة بوجه هذه التوجهات البوليسية، كان عنوانها “ لن تسكتوا صوت الطلبة”، لنواجه محاولة تكميم الافواه والقضاء على اخر ما تبقى من الحريات الطلابية.

عاشت ثورة 14 تموز المجيدة وذكراها الخالدة

المجد لشهداء الحركة الطلابية والوطنية

لن تسكتوا صوت الطلبة

ــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

************************

 الصفحة التاسعة

الديمقراطي الكردستاني: الاوضاع الحالية لا تختلف عن الاوضاع قبل الثورة

السيدات السادة الكرام

مع حفظ العناوين والالقاب

الحضور الكريم

تحية مسائية عطرة

في مستهل كلمتي اتقدم لكم ولشعبنا العراقي الكريم باحر التهاني وازكى التبريكات بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لذكرى ثورة ١٤ تموز المجيدة. واما عند الحديث عن ثورة ١٤ تموز المجيدة ينبغي العودة بالذاكرة إلى ما قبل الثورة عندما كانت الازمات تعصف بمعظم نظم دول المنطقة والشرق الاوسط ومنها العراق الذي كان يعاني من الازمات السياسية المستعصية والأوضاع الاقتصادية المزرية التي كانت تشكل ثقلا وعبنا كبيرين على كاهل غالبية ابناء الشعب العراقي وبالأخص الطبقات الفقيرة والكادحين الذين كانوا يعانون من شظف العيش والعوز والحرمان. وبسبب تلك الاوضاع المزرية في ذلك الوقت تشكلت عدة حكومات في نهاية الاربعينات وحتى يوم قيام الثورة وكانت الحكومات تنهار بسرعة بفعل تلك الازمات ومنها لم تعمر سوى أشهر قليلة. ونتيجة للضغوطات الناتجة عن تلك الأزمات كان لابد من خلاص الشعب العراقي من الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية المأساوية، اي ان الظروف الذاتية والموضوعية في العراق كانت مهيئة للقيام بالثورة ولكنها كانت بحاجة إلى قيادة قوية قادرة على التخطيط ومواجهة النظام الملكي والقوى الداعمة له، حيث كان الضباط الاحرار العراقيون هم القوة الفاعلة في تلك الفترة التي يمكن التعويل عليهم لإشعال الشرارة الأولى للثورة ولذلك اسندت لها هذه المهمة الوطنية. على الرغم من قيادة الضباط الأحرار والوطنيين العراقيين لثورة ١٤ تموز الا ان جوهر وحقيقة الثورة كانت شعبية وجماهيرية بامتياز والدليل على ذلك هو الدعم الكبير الذي حظي به قادة الثورة منذ الساعات الأولى لانهيار النظام الملكي واعلان شرائح المجتمع المختلفة استعدادها للدفاع عنها وبالأخص بعد الانجازات الكبيرة والمكتسبات التي حققتها في تلك المرحلة القصيرة من عمرها.

الحضور الكريم

لقد غيرت ثورة تموز المجيدة مسيرة وطبيعة الحياة السياسية في العراق بشكل جذري وكانت بمثابة تغيير جوهري في مسار التاريخ السياسي المعاصر للبلاد ولذلك هي لم تكن ثورة منحصرة بين خطوط خارطة العراق السياسية فحسب، بل كانت لها ارتدادات على مستوى دول المنطقة وانظمتها الرجعية المرتبطة بالدوائر الاستعمارية في ذلك الوقت، ولذلك واجهت تحديات جمة من الموالين والمستفيدين من النظام الملكي كالإقطاعيين وشركات النفط الاحتكارية فضلا عن دول المنطقة والقوى الاستعمارية التي كانت تخشى استمرار النظام الجديد في العراق. وختاما ينبغي أن نعترف بهذه الحقيقة ان الاوضاع الحالية في العراق من الجوانب السياسية والاقتصادية والخدمية لا تختلف كثيرا عن الأوضاع قبل ثورة تموز عام ۱۹۵۸ وان غالبية الاحزاب المشاركة في العملية السياسية والتي شاركت في السلطة بعد التغيير في ۲۰۰۳ قد تنصلت عن الالتزام بالدستور الذي ساهمت في كتابته ووقعت عليه وصوت له الغالبية العظمى من الشعب العراقي. لذلك الانقسامات والتشتت والنقمة الجماهيرية على الطبقة الحاكمة هي العراق الحالي ولا تحتاج إلى أدلة وبراهين بسبب الأوضاع المأساوية الحالية للشعب والمسافة الكبيرة بين المستوى المعيشي لطبقات المجتمع الفقيرة والشريحة القليلة المتنفذة في السلطة، وهذا ناقوس خطر ينبغي أن نأخذه جميعا بمحمل الجد وعلى القوى السياسية الوطنية ان تكون بمستوى المسؤولية الوطنية والسعي ليكون الدستور والقانون هو الفيصل في حسم الأمور واعادتها لنصابها وايجاد تغيير جذري في المستوى الاقتصادي والمعيشي بالتعاون ودعم حكومة السيد محمد شياع السوداني لتنفيذ برنامجها الحكومي وبالأخص في مجالي مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية وخلق ارضية جديدة للاستقرار الامني والسياسي وتامين حياة حرة كريمة للشعب العراقي.

المجد والخلود لشهداء ثورة ١٤ تموز المجيدة

وتحية لشعبنا العراقي الكريم الذي ساهم ودعم تلك الثورة الوطنية

والسلام عليكم ورحمة الله

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*مسؤول علاقات الفرع الخامس

في الحزب الديمقراطي الكردستاني

********************** 

التيار القاسمي: شعبنا يتعرض لحملة صفراء تعادي الثورة والحركات التحررية

السلام عليكم اخوتنا الحضور وأنتم تستذكرون هذه المناسبة العظيمة لثورة 14 تموز 1958 الوطنية التقدمية التي تعتبر جوهرة الثورات والتي هي حصيلة نضالات وتضحيات شعبنا العراقي المناضل من اجل حريته واستقلاله.

السلام عليكم اخوتنا الشيوعيين واصدقائهم ومحبيهم وكل القوى الوطنية والديمقراطية، التي ما انفكت تلعب دورها في تصحيح المسار في العراق من خلال مواقفها الواضحة ومحاربتها للفساد ونبذ المحاصصة.

لقد توافرت الظروف الذاتية والموضوعية لقيام هذه الثورة العظيمة بشكل مخطط ودقيق شل قدرة المستعمرين من اجهاضها خاصة بعد الاعتراف المباشر بها من قبل دولة عظمى هي (الاتحاد السوفيتي الصديق) وغيرها من الدول. بعد ان كان النظام الملكي قد تعرض إلى عدة محاولات للانقلاب عليه وعدد من الانتفاضات التي لم يكتب لها النجاح، لكنها تركت اثراً شعبياً لمواصلة طريق الثورة، خاصة ان النظام الملكي الاستعماري بدأ في سنواته الأخيرة غاية في التناقص والانهيار والترنح بسبب المعارضة الشعبية والوطنية التي كانت مستاءة من الأوضاع السائدة ومن كبت الحريات وتهجير كل من ينتقد سياسة الحكومة او يعارضها، ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للمعارضين واغلاق صحفهم واعتقال من يراد اعتقاله لأتفه الأسباب.

هذا عدا مظاهر التخلف والفقر والبطالة، وسوء الأحوال المعيشية والتفاوت الطبقي الكبير بين أبناء المجتمع الذين تم تقسيمهم إلى (طبقة الاسياد) المتحكمين والمتعالين من الاقطاع والملاك وحاشية النظام الذين لا تتجاوز نستهم عن 2% من المجتمع، و (طبقة العبيد) من الفلاحين والفقراء الذين لم تسع الحكومات الملكية إلى تحسين أوضاعهم على مدى 37 عاماً من حكمها.

اليوم اخوتي يتعرض أبناء شعبنا العراقي مع كل الازمات التي يمر بها إلى حملات دعائية صفراء لا تعادي ثورة تموز المباركة فحسب، بل كل حركات التحرر الوطني التي سبق ان انطلقت في مصر وسوريا والجزائر واليمن وباقي دول العالم التي نالت استقلالها واعتبار ان ثوراتها هي سبب نكبة تلك الشعوب، بعد انقضاء نصف قرن عليها، وكأن هؤلاء المأجورين الذين ينشرون هذه الأكاذيب استكثروا علينا ثورتنا التحررية، بعد ان طمروا كل الإنجازات العظيمة التي حققتها تلك الثورات في تحطيم قيود الاستعمار وتصوير ذلك بأنها (حماقة) كما يشير اليه بعض الإعلاميين والكتاب في برامجهم التافهة التي يدرك المواطن أهدافها وغاياتها الدنيئة.

اليوم اخوتي تم التمجيد بالنظام الملكي وتلميع صورته الكريهة في العديد من القنوات مستغلين سوء أحوال العراق ومعاناة المواطن منذ مجيء البعث وإلى يومنها هذا، وطبعا ذلك لا يتم الا مقابل ثمن مدفوع، في حين يتم القفز على ذكرى ثورة تموز الوطنية ولا تذكر إلا بإشارة باهتة وسريعة. كذلك تم تلميع الصورة الاجرامية الكريهة لصدام ونظامه الفاشي متناسين حجم الخراب وملايين الضحايا والشهداء الذين راحوا نتيجة لحماقات واستهتار هذا النظام الذي بدد ثروات البلاد واستعبد البشر وترك البلاد في نفق مظلم ومجهول. لذلك يأتي دورنا هنا نحن كأحزاب وتيارات وطنية لمواجهة هذا الموج الغادر وهذه الدعايات المسمومة، التي لا يهدف من ورائها الا خلق الفتنة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد ومصادرة عقول ورأي الأجيال الصاعدة التي لم تعش تلك الاحداث ولم تقرأ عنها من مصادرها الحيادية الرصينة. هذه الأجيال التي على الاغلب لا تملأ عقولها سوى الثقافات السطحية التي يراد من ورائها خلق جيل استهلاكي في كل شيء يتم التأثير والسيطرة عليه بكل سهولة خارج مصلحة البلاد.

وهنا يبرز دورنا في توعية أبناء المجتمع وتسليط الأضواء على القيم الوطنية واهمية الإخلاص في العمل ونبذ كل مظاهر الانحراف والفساد التي يحاول أعداء العراق وشعبه نشره في المجتمع.

عاشت ثورة 14 تموز الخالدة وعاش الزعيم الأمين عبد الكريم قاسم في ضمائرنا ووجداننا فهما خير ما يمكن ان تعلم من ذلك الدروس والعبر.

ـــــــــــــــــــ

*نائب الامين العام للتيار القاسمي

*********************** 

الاتحاد الوطني الكردستاني: الشيوعي العراقي دفع الثمن لمساندة الثورة

الاخوة ممثلو الأحزاب والمنظمات المحترمون

الاخوة الحضور

تمر علينا هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوب السائرين على درب الحرية والوطن يكتنفهم حب انساني عابر للمسارات التي غالباً ما تقف عندها الطموحات المحددة فتجعل منها ايقونة الصراع، فلا بد ان نحتفي بذكرى ثورة الرابع عشر من تموز وهذا امر يحملنا على استنباط دروس الذكرى ومعطياتها الثرة، فهي إلى جانب كونها تعلمنا أن نيل الأهداف الوطنية لا يأتي الا عبر التضحيات الجسيمة التي تتطلب قدراً عالياً من الوعي والفداء وهي ما تجبل عليه النفوس العظيمة التي جعلت قدرها الحرية والوطن والسمو فوقه بريق الأشياء، أولئك الرجال الذين صنعوا تاريخاً ومجداً وخطوا بدمائهم الزكية آفاق الحياة التي تتطلب بعد حين الكثير من العوائق ومحطات النهوض إلى مستلزمات الدفاع والقيادة والنصر المحقق. ان ثورة تموز تعطي مفاهيم كثيرة في مقدمتها هذا السمو المبجل فوق جنبات الإفادة من الأشياء والحياة وتسخير مجموعة من القيم المنضوية نحو غاياتها القصوى في السمو الإنساني والكمال بما اعطى قدرا كبيرا من العطاء، وهي تعلمنا أيضا ان الأشياء مهما تباعدت وان افترستها نوبات الصراع هي ديدن الحياة ولا تعني الاختلاف في معالمها المجهولة.  كما نحيي في هذه المناسبة الحزب الشيوعي العراقي بتأييده للثورة والوقوف معها ومساندتها وبالتالي الثمن الباهظ الذي دفعوه جراء هذه المساندة. ان القوى الثورية والوطنية ومنها الاتحاد الوطني الكردستاني تتفاخر بتضحيات أولئك الرجال المخلصين الذين اناروا الدرب وعبدو لنا الطريق. فالف تحية لرجال ثورة 14 تموز المجيدة وتحية لرجال البيشمركة الذين صنعوا مجد كردستان.

ـــــــــــــ

*مسؤول اللجنة الاجتماعية  

للاتحاد الوطني الكردستاني - تنظيمات بغداد

******************** 

قصائد في المناسبة

ناظم السماوي

أبوذيات

الحزبنه ولشعبنه احنه ... وفينه

وتموز الشمس عدنه ... وفينه

فهد عدنه وسلام وحازم وصارم وفينه

مثل سعدون ألف وسبعميه

*******

يهل ماشي الحزبنه ... سلمنه

واخذ كل لون وردة ... سلمنه

گله احنه الشهادة .. سلم النه

تره ماكو شهيد ابلا قضية

***

الحزب يبقه ضمير النه.. ورايه

ومن فكره تعلمنه .. ورايه

اذا امشي الحزب يمشي .. ورايه

احس نبضه ونبض گلبي سويه

*******

ما أسافر

أسافر وين أروح

أوين أسافر

العراق احله بلد ونعمره باچر

ومثل هاذه العراق الدنية متجيب

وبعد هاذه العراق الدنيه عاگر

لوين اتريد تفتر بالمحطات

ويا طير اليعوف اهله ويهاجر

ظل

مثلي ابوگ الوحشه بالليل

ونگضيهة سوه أقلام ودفاتر

آنه.. قررت وي شمس الغروب

ما عوف الوطن وقطع تذاكر

ولا تعتقد گلبي ينسه تموز ولا بغداد

ولا نخل السماوة والگناطر.

*******

وأليد الليل هسه ايدور احباب

وتجينه اوجوه سمحه إبطبع شاعر

ونلبس اطفالنه بأحله الدشاديش

ونوزع ورد لهل المگابر

تخلص والوطن هم يرد عريس

وما يبقه الوطن يكسر الخاطر

يبو صبح الورد يمحلي السنادين

يظل صبحك ورد فوگ الستاير

يا احله وطن لا تزعل ارجوك

ترد

تبنيك عمال المساطر.

*******

شمس تموز

رادو يحبسون الشمس

بس ما لگوا زنزانه ترهم للحبس

ومن عطشو هاي الشمس

ما شربت الماي النگس

إشگد حاولو نبتعد عن درب الشمس

گنالهم

 أيام المزبن گظن

ونگضت أيام الحبس

تالي الشمس سكنت ابيت

احبابهه بالاندلس

واليوم مو مثل الامس

باچر يمر تموز

لابس بدلة العمال

وبليلة عرس

*******

رسالة الى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم

مقطع من قصيدة

منو المثلك عزيز اسمه .. وقاسم

ابخبزته شارك الفقره .. وقاسم

اذا احچي تره احچي .. وقاسم

وعله المكشوف اسمي القچقچيه

...............

وگبلك

يا وطن ذبحوا عزيز الناس

چان

أشرف ضمير العاش بحساسك

فرش گلبه عراق.. إبگد حلم بغداد

اوبچه وياك من شاف الحزن جاسك

العواطف

يبو إدعير بالسياسه الموت

او عفه الله

اشلون تالي وصلت الراسك

دفعنه

ارگاب من هاي الفعه يا حيف

زلم چانت ابذاك اليوم حراسك

وحياتك

يبو الغيره ما بچينه إعليك

بس تموز دنگ من بچه وباسك

السداره

الفوگ راسك تسوه كل التوج

لأن هاي السداره اعگال

...............

كل

هاذه العراق وأهلك وناسك

رو سفرطاسك يظل يرهب كراسي الخوف

لأن

ما جاي من جوع الشعب

هاذه سفر طاسك

سلام

امن العراق وكل فقير البيه

إلك يا بو الفقير وهاذه مقياسك

...............

اعذرني يا وطن خليني ابچي اعليك

لأن احنه الشربنه المر .. عسل وياك

او ضگنه العلكم إبكاسك

شيوعيين يعرفنه الوطن

منبوگ خبز الناس

ومن دمنه الوطن يملي عطش كاسك

سلام الكل شهيد الحنه وجه الگاع

وتحيه الكل عراقي العطر انفاسك

**************************

 الصفحة العاشرة

14تموز بين مفهوم الثورة وإشكالية الانقلاب

ماجد لفته العبيدي

منذ عقود عديدة والنقاش جار بين العديد من الباحثين والكتاب حول ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، و ينطلق العديد منهم من مواقف فكرية وسياسية مسبقة لإطلاق تسمية الانقلاب على الرابع عشر من تموز معتبرا إياها انقلابا فوقيا على الشرعية الدستورية الملكية، فيما يراها آخرون انها لن ترتقي إلى معايير الثورة وفق مفاهيم علم الاجتماع البرجوازي، وبين هذا وذاك لابد لنا من قراءة ثورة الرابع عشر من تموز وفق المنهج الماركسي لمفهوم الثورة وبروح الديالكتيك المادي المبني على الظروف الزمكانية للأحداث بعيدا عن التقييم المسبق المبني على المواقف الايديولوجية.

إن حركة الضباط الاحرار التي احدثت التغيير لم تكن بعيدة عن الحاضنة السياسية لجبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت عام 1957 والذي كان الحزب الشيوعي العراقي أحد أعمدتها الاساسيين بالإضافة إلى قوى وطنية وسياسية مختلفة لها علاقاتها الحزبية مع الضباط الاحرار، وكانت الحاضنة الاجتماعية لهذه الثورة هم العمال والفلاحون والشغيلة والكادحون والمثقفون والعديد من الفئات التي تنتمي للطبقة الوسطى الذين هم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري الذي احدثته الثورة عبر الاطاحة بالنظام السياسي الملكي وقواه الاجتماعية المتمثلة في البرجوازية الكمبرادورية والإقطاعيين وشبه الاقطاعيين وفئة كبار الموظفين البيروقراطيين الذين تربطهم وشائج قوية بالشركات الاحتكارية النفطية العاملة في العراق.

لقد وصل النظام الملكي إلى طريق مسدود ولم يعد ممكنا استمرار الحكم في الطريقة ذاتها التي تمنح الاحتكارات النفطية أمكانية التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون البلاد واستغلال الثروات النفطية أبشع استغلال ومع الثراء الفاحش للطبقات الحاكمة على حساب الفقر المدقع للشغيلة والكادحين.

إن التحول الجدري الذي أحدثته الثورة يشكل انتقالا من الاقتصادي الزراعي الرعوي إلى اقتصاد سوق عبر العديد من الاجراءات والقوانين التي ساهمت في تهديم أسس الاقتصاد الزراعي الرعوي والانتقال إلى علاقات اجتماعية جديدة في أطار اقتصاد السوق الحر الرأسمالي.

لقد جاء هذا التحرك العسكري باعتباره الاداة الرئيسية للتغيير كنتيجة للتراكم التاريخي لنضال الشعب العراقي منذ ثورة 1920 ومرورا في انتفاضة سوق الشيوخ 1935 والوثبة المجيدة 1948 وانتفاضة تشرين 1952 والتصدي للعدوان الثلاثي عام 1956 بالإضافة إلى مئات المظاهرات والإضرابات والمسيرات والاحتجاجات الجماهيرية التي قدم فيها مئات الشهداء والمعتقلين والمفصولين والمطاردين من مختلف فئات الشعب.

إن مشاركة الجيش في إحداث تغيير جذري في الحياة السياسية لم تكن ظاهرة عراقية بل هي ظاهرة على صعيد العالم العربي كما في مصر والسودان وسوريا وفي بلدان العالم الثالث في إندونيسيا، لأن المؤسسة العسكرية هي الاكثر تنظيما مقارنة مع الاحزاب والمنظمات النقابية والمهنية الحديثة العهد والفتية والموسمية في النشاط والعمل بالإضافة إلى غياب الحياة الديمقراطية الحقيقية التي تساهم في التبادل السلمي للسلطة وأحداث البديل الديمقراطي المنشود.

لقد حققت الثورة الكثير في إطارها الزمني القصير على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكنها فشلت في التأسيس لنظام مؤسساتي ديمقراطي يضمن التداول السلمي للسلطة وعودة الجيش إلى الثكنات لممارسة مهامه الرئيسية في الدفاع عن سلامة أراضي وحدود الدولة العراقية، بل على العكس من ذلك تفرد الزعيم قاسم في السلطة وحارب القوى الوطنية الديمقراطية الحاضنة السياسية والاجتماعية للثورة غير مبال في المخاطر المحدقة التي احاطت في الثورة ومنها تسلل العديد من رجالات الحكم البائد إلى الاجهزة الامنية والحكومية ولعبهم ادوارا تخريبية في التشجيع على الفساد والرشوة والتحريض على الحراب السياسي والاجتماعي، و اعادة اصطفاف القوى الاجتماعية التي تضررت مصالحها من الثورة للعمل من جديد مع الشركات النفطية الاحتكارية في الاعداد للانقلاب على الثورة، بالإضافة إلى التنافس الحاد بين الضباط الاحرار على السلطة ومركز القرار الذي كانت بدايته انقلاب عبد الوهاب الشواف في اذار 1959،و الصراع السياسي الناشب بين القوى الوطنية والديمقراطية والتصادم والصراع بين الشيوعيين والبعثيين في الشارع السياسي، و شن الحرب على الشعب الكردي في عام 1961 وأثاره البالغة على الوحدة الوطنية. لقد ساهمت كل هذه العوامل في إجهاض الثورة وحدوث انقلاب 8 شباط 1963 الدموي الفاشي الذي قال عنه مدبريه إنهم اتوا بعربة قطار أمريكية.

**************************

14 تموز 1958 والطبقة العاملة

فيصل الفؤادي

شكلت ثورة 14 تموز انتصارا كبيراً لأنصار إقامة الدولة المدنية الديمقراطية في العراق، حيث أُشركت كل المكونات العراقية في إدارة الدولة، وراحت تتبلور هوية وطنية جامعة. كما أُنجز العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية واستعيدت نسبياً الثقة بين الدولة وقاعدتها الاجتماعية، ورُسمت معالم أولية لتنمية وطنية مستقلة. كما خطّت حكومة 14 تموز خطوات مهمة على طريق العدالة الاجتماعية عبر تغيير الملكية الزراعية للأرض ودمج الفلاحين في النشاط الاقتصادي والسياسي ودعم النشاط الإنتاجي للبرجوازية الوطنية. وقد تم إنشاء العشرات من المنظمات الجماهيرية والجمعيات والنقابات التي سعت لتعبئة الجماهير وجذبها إلى العمل من أجل الحرية ولقمة العيش وبالتالي تحقيق التحول الديمقراطي سياسياً واجتماعيا.

كما شرعت الثورة بتنمية اقتصادية ذات جوهر إنساني، فسُنّت قوانين جديدة للضرائب، تخفف نسبياً عن كاهل الكادحين وتمكّن الدولة من تقديم الخدمات للناس وتقلل الفوارق الطبقية وتحقق شيئا من التكافل الاجتماعي، والذي ضمن بدوره زيادة الأجور بنسبة 52% ورفع مداخيل الناس وخاصة شغيلة المدن، وتم إصدار قانون الضمان الاجتماعي المرقم 27 لسنة 1960، وتشييد أحياء الفقراء في مدينتي الشعلة والثورة، وتخفيض أجور المساكن والمحلات الصغيرة (قانون رقم 6 لعام 1958)، الأمر الذي وفّر أماناً أسرياً عاماً، كان مفتقداً، مما ساعد الناس على الاهتمام بتعليم أبنائهم.

وغيّرت الثورة أحوال العمال ايجابيا بشكل كبير، فحددت ساعات العمل بثمان ساعات، ووضعت حداً أدنى للأجور، وشيّدت مساكن للشغيلة وألزمت اصحاب المصانع ببناء دور للعمال (حسب القانون رقم 84 لسنة 1958)، وأطلقت حرية التنظيم النقابي والمهني، واقامت صندوقاً لتقاعد الموظفين والمستخدمين. وكان لهذه التغييرات تأثيرات هامة على شعبية التعليم وانشداد العمال والشغيلة وأبنائهم لمتطلباته.

أن هناك نماذج لا تحصى من الانجازات الايجابية التي حققها العمال العراقيون بعد ثورة تموز، ولاسيما في مجال الانتاج الاقتصادي والتنظيم النقابي ومقاومة مخلفات العهود السابقة، إلى جانب الصور الرائعة التي تفوق الحصر. كما وجدت نماذج سلبية وسيئة، نسبت زوراً إلى العمال دون مشاركتهم بها، او دست عليهم بوسيلة أو بأخرى.

كما تركت لنا سنوات نضال الطبقة العاملة العراقية ارثا كبيرا في قانون العمل ومشاركة العمال فيه. يقول النقابي طالب عبد الجبار (وتحت الحاح العمال ونقاباتهم والمكتب التنفيذي للنقابات، اضطرت وزارة الشؤون الاجتماعية في نيسان 1959 إلى تأليف لجنة مهمتها تعديل قانون العمل. وقد شارك في اللجنة ممثل عن المكتب التنفيذي) . ويضيف (وكانت اهم التعديلات التي ادخلتها بموجب قانون التعديل الثاني الجمهوري رقم 71 لسنة 1959 شمول القانون لبعض العاملين بأجور في الزراعة وزيادة نسبة التعويضات عن اصابات العمل او بسبب العمل واشراك النقابات في فض المنازعات التي تنشا عن العمل وتلك الناجمة عن تطبيق القانون، وتقليص ساعات العمل إلى 46 ساعة في الاسبوع وزيادة الاجازات المرضية والاعتيادية وضمان حرية العمل والتنظيم النقابي).

لقد ناضلت الطبقة العاملة في السنوات السابقة لثورة تموز 1958، وقدمت الكثير من المآثر البطولية والشهداء وساهمت من خلالها في تقويض دعائم الحكم الملكي وإسقاطه في ثورة تموز المجيدة، حيث ربطت نضالها الاقتصادي بالنضال السياسي، وهو ما تحقق لاحقا.

لقد تحققت الثورة بنضال جماهير الشعب وقواها الوطنية وطبقتها العاملة، التي تفاعلت مع قيام الجمهورية في العراق. ودعا المكتب التنفيذي بشكل علني إلى تكوين المنظمات النقابية على صعيد المهن المختلفة لتأسيس النقابات العمالية في مختلف مدن البلاد. كما تم فرض تطبيق قانون رقم 1 لعام 1958 الذي تم تشريعه قبل أشهر اي في 16 اذار 1958 من قبل سلطات النظام الملكي واعتبرت بنوده نافذة المفعول من الاول من ايلول 1958 اي بعد ستة أشهر من تشريعه. وقد عّدل قانون رقم 1 بالقانون رقم 82 لسنة 1958 ثم بالقانون 71 لسنة 1959.

ويشير كاتب كتاب “ربع قرن” النقابي طالب عبد الجبار إلى التجربة السابقة التي ناضلت فيها الطبقة العاملة ونقاباتها. لقد كانت هذه الفترة تجربة جديدة وحريّة بالتقدير بالنسبة للحركة النقابية العمالية في العراق، زودت العمال بدروس ثمينة في مسألة التحالفات الطبقية والجبهة الوطنية، كما اغنت من وعيها السياسي كثيرا. وستظل هذه الفترة من الحركة النقابية حلقة مضيئة في مسار الحركة العمالية باعتبارها التجربة الاولى في العمل النقابي العلني الواسع في عهد الاستقلال.

وعلى الصعيد العربي، واصل الاتحاد العام لنقابات العمال، نشاطه، ومتن علاقاته، بالعديد من الاتحادات والمنظمات النقابية على امتداد الوطن العربي، ساعياً إلى تخليص الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، آنذاك، من سيطرة فئة الارستقراطية النقابية على قيادته، والعمل الجاد لتعزيزه وتوطيده، وتطويره، ليكون قادرا حقاً على تبوء مسؤولياته الجسام.

ولعبت الحركة النقابية العراقية بقيادة اتحادها العام دورا كبيرا في الدفاع عن مكتسبات الثورة والدفاع عن الجمهورية الفتية وحققت انجازات كبيرة للطبقة العاملة وكذلك الحقوق القومية للشعب الكردي ودافعت عن حقوق الاقليات وعن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على أرضه.

وانغمر العمال في النشاط النقابي وانتسب إلى النقابات عشرات الآلاف منهم. فاستطاعت الحياة النقابية الحرة، استقطاب كافة القوى النقابية المخلصة واستثمار جميع الكفاءات التي تمتلكها الكوادر النقابية ذات التجربة القديمة مع الطاقات الشابة الجديدة، لإرساء المنظمات النقابية على اساس مبادئ الديمقراطية النقابية والسير حثيثا وفق نهج طبقي ثوري ثابت، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة، ودعما للثورة والعمل الجاد لتطويرها صوب تحقيق مصالح الشعب الوطنية الديمقراطية.

ويمكن تلخيص أبرز المظاهر السياسية التي اتخذها المؤتمر العام لنقابات العمال بما يلي:

  1. ان المصالح الطبقية للعمال جزء لا يتجزأ من المصلحة الوطنية.
  2. ان النظام الاستعماري هو العدو الرئيسي للطبقة العاملة العراقية والشعب العراقي.
  3. ان تحالف العمال مع الفلاحين والكسبة هو الضمانة الرئيسية للتقدم الاجتماعي والديمقراطي.
  4. الدعوة إلى تصفية بقايا الاستعمار والتضامن مع القوى الوطنية العربية، ومن اجل الدفاع عن حقوقهم وحياتهم النقابية.
  5. المطالبة بقبول الصين الشعبية عضوا في هيئة الامم المتحدة.
  6. إرسال رسالة تحية إلى العمال العرب وكافة الاتحادات العمالية في الاقطار العربية.
  7. الدعوة إلى مضاعفة نضال الاتحاد القومي والوطني ضد الاستعمار والرجعية البغيضة ومؤامراتها.

ومن أهم نتائج مؤتمرات النقابات العمالية:

  • اعتبار الاول من ايار عيد العمال، عطلة رسمية يحتفل فيها العمال.
  • أصبح الاتحاد العام لنقابات العمال عضواً في الاتحاد العالمي لنقابات العمال، اضافة إلى اشتراكه في اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد العالمي للنقابات.
  • كما قدم الاتحاد العام لنقابات العمال، مسودتي قانون العمل وقانون تقاعد العمال، وحق النقابات في الصناعة الواحدة او المتشابهة او المتصلة من حيث الانتاج في تكوين اتحاد مهني واحد.

وهكذا ومن خلال الدعم الكبير الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي إلى نشاطات وفعاليات الاتحاد والنقابات بصورة عامة، أصبحت الطبقة العاملة صاحبة التغيير والتأثير ونمت في الحجم والتأثير والفاعلية، وصار هناك ما يقارب الربع مليون عضو نقابي، وتنامى الوعي الطبقي والمهني. وقد وضع هذا التطور الطبقة العاملة العراقية وحزبها الشيوعي على اعتاب مرحلة جديدة من المواجهة مع البرجوازية وبالذات مع اشد اجنحتها يمينية ورجعية، وهي مرحلة تمتد جذورها إلى البدايات الاولى من الصراع.

ــــــــــــــــــــــ

المصادر

- النقابي طالب عبد الجبار، ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية العمالية في العراق ص 52

- نفس المصدر السابق ص 53

- ابراهيم حسين لمحات من تاريخ الحركة النقابية العراقية سنة بلا مصدر سابق ص 35 و36

- الثقافة الجديدة –قائد نقابي–الدور المجيد لحركة العمال النقابية في ثورة 14 تموز 1958 عدد145 اب 1983 ص 113-

- المصدر السابق ص110 و111

- ابراهيم حسين لمحات موجزة من تاريخ الحركة النقابية العراقية ص38

- النقابي هاشم علي محسن مصدر سابق ج5 ص 84

- ابراهيم حسين مصدر السابق ص46

********************* 

ثورة 14 تموز والتغيير

يوسف أبو الفوز

سألني أحد الأصدقاء: لماذا يكرهون ثورة 14 تموز؟

لمحاولة إيجاد الإجابة لهذا السؤال لن نتحدث هنا، عن تلك الآراء التي تطحن الهواء وتعيد وتعجن ذات العبارات والجمل التي استهلكت عن كون 14 تموز ثورة أم انقلاب، ولا مناقشة المتباكين على النظام الملكي وانه كان عهد الاستقرار والأمان والديمقراطية والحياة البرلمانية، متناسين ضحايا الأحكام العرفية ومجموعة الانقلابات والانقلابات المضادة وشهداء وضحايا الانتفاضات المجيدة. لن نختلف كون البعض ممن يقيم ثورة 14 تموز سلبا يدخل رأيه في باب وجهات النظر، وربما يحتمل المناقشة والرد، وليس نحن بصدد ذلك الآن، وبعضها يأتي من جهل وضيق أفق وانعدام رؤيا، ومجرد الانصات لبعض من هؤلاء هو مضيعة للوقت والجهد!

سؤال الصديق يقود لسؤال أخر يتطلب تحديد: من هم الكارهون؟ ليس من الصعوبة الاتفاق، على أنهم كل من تضررت مصالحهم من إجراءات الثورة والقرارات الصادرة عنها وانجازاتها، إذ يمكن جدا فهم سبب كراهيتهم لحركة الضباط الاحرار أو انقلاب الجيش الذي تحول إلى ثورة بمساندة جماهير الشعب وقواه الوطنية التي ضمتها جبهة الاتحاد الوطني. فمنجزات نوعية مثل اخراج العراق من جميع الاحلاف العسكرية الاستعمارية، اصدار القانون الزراعي، تشريع قانون الأحوال الشخصية، نشر التعليم في كل المدن والارياف العراقية وارسال البعثات التعليمية للخارج، إلغاء الامتيازات البترولية في الأراضي العراقية وإصدار قانون رقم 80 عام 1961 لإنهاء سيطرة الشركات الأجنبية لأجل تأميم الثروة النفطية، وغيرها، وكل ذلك في سنوات معدودة قليلة جعل الثورة تنجح في إجراء تغييرات شاملة وجذرية في المجتمع العراقي، اطلقت طاقات أبناء الشعب للسير قدما في بناء عراق مختلف عن جيرانه ومخططات الدول الاستعمارية، فأغاظ ذلك كثيرا قوى دولية وإقليمية وقوى محلية فقدت مصالحها وتضررت كثيرا، فكان من المنطقي ان تتحالف قوى قومية يمينية متطرفة وجنرالات جيش شعبويون مع رجال دين رجعيين وبقايا اقطاع وشيوخ عشائر للإطاحة بالثورة، مستغلين بروز نزعة زعيم الثورة عبد الكريم قاسم بالتفرد بالحكم وإبعاده القوى المخلصة للثورة وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي.

إن كون الحزب الشيوعي العراقي من الداعمين لثورة 14 تموز، من أيام التحضير لها وعلاقته مع تنظيم الضباط الاحرار، ودعم الثورة بعد انطلاقها، كان من الأسباب التي دفعت قوى رجعية واستعمارية لتعادي الثورة، انطلاقا من معاداتها للحزب الشيوعي ونشاطه الذي دفع الجماهير للمطالبة بضرورة أشراكه في الحكم، مما أثار أكثر هلع المعادين لدور الحزب الذي بدأت تتعزز مكانته أكثر في قلوب أبناء الشعب.

كان التغيير الذي قامت به ثورة 14 تموز، في طبيعة النظام السياسي، والعمل لاستثمار خيرات وثروات البلد، خصوصا النفط، من قبل ابنائه، وما جرى من تطورات في الوضع الاجتماعي، أبرزها الدور المتعاظم للمرأة العراقية في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، اغاظ كثيرا الرجعيين والظلاميين ودفعهم للغدر بالثورة وقادتها في الثامن شباط الأسود عام 1963.

إن واحدا من دروس ثورة 14 تموز، يرينا بأن الشيوعيين العراقيين، الآن، وفي ظل عملهم المتفاني لأجل (تحقيق التغيير الشامل بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية وتعزيز البناء الاتحادي، وسيادة القانون والمؤسسات الدستورية، والفصل بين السلطات واستقلال السلطة القضائية، وتفعيل مبدأ المواطنة ومساواة المواطنين أمام القانون وضمان تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم العامة والشخصية، وتحقيق العدالة الاجتماعية) كما جاء في برنامج حزبهم الذي أقر في المؤتمر الحادي عشر، يواجهون غضبا وحقدا من كل القوى التي ستضرر مصالحها، من أي نجاح تحققه القوى المدنية في إطار بناء عراق مختلف.

دروس التأريخ إذ علمتنا جيدا، لماذا يكرهون ثورة 14 تموز، تعلمنا بأن هناك اليوم من يكره الحزب الشيوعي ونشاطاته لأجل دولة مدنية وعدالة اجتماعية، فأعداء التغيير ممن ستتضرر مصالحهم، لا يمكن ان يسكتوا، ويستخدمون مختلف الطرق والوسائل لعرقلة ذلك للحد من نشاط الشيوعيين، ولكن المستقبل سيكون لأبناء الشعب، لإحفاد ثورة 14 تموز، وللحزب الشيوعي ولأجيال المناضلين الساعين لبناء وطن حر وشعب سعيد.

سقط الكارهون في مزبلة التاريخ، ونالوا لعنته، وخطت بحروف الفخر والمجد، أسماء ابطال ثورة تموز وشهدائها، وشهداء ومناضلي الحزب.

************************

 الصفحة الحادية عشر

ثورة 14 تموز 1958

تغيير شامل في مقاليد حكم العراق

عادل كنيهر حافظ

يتذكر العراقيون الذين عاشوا الحدث باعتزاز ذلك اليوم الخالد الذي التقت به إرادة الجيش والشعب، حيث كان الاستعداد على أشده للتضحية في سبيل الوطن وتخليصه من هوان وذل المستعمر الذي يتحكم برقاب مواطنيه، وتقدمت الصفوف نخبة عسكرية على رأسها الشهيد البطل الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ورفاقه الأشاوس، جلال الأوقاتي، وصالح محمد وفاضل عباس المهداوي وماجد محمد أمين وعبد الكريم الجدة وداود الجنابي وغيرهم ممن افتدوا الوطن بأنفسهم، يعضدهم الجيش السياسي للثورة الذي يتزعمه الحزب الشيوعي بقيادة الشهيد البطل سلام عادل وحلفائه في جبهة الاتحاد الوطني، وبذلك تمكن تلاحم الجيش والشعب من الإطاحة بحكومة المستعمر البريطانية التي يديرها المندوب السامي، واعلان الجمهورية العراقية ذات الاستقلال والسيادة الوطنية، وذهب الاستعمار البريطاني غير مأسوف عليه، وحل محله الأحرار الذين واصلوا تحرير البلاد من حلف بغداد ومن الارتباط بالنقد الاسترليني، ومنع شركات النفط من التنقيب بحوالي 98%من أرض العراق وفق القانون رقم ثمانين الذي سنته حكومة الثورة، والتي سنت أيضاً قانون الاصلاح الزراعي الذي صودرت بموجبه أغلب أراضي الاقطاعيين وتم توزيعها على الفلاحين، ثم سنت قانون الأحوال الشخصية، وشرعت حكومة تموز ببناء عشرات المدارس والمستشفيات ووزعت مئات من قطع الأراضي والدور السكنية.

وكانت قيادة الثورة تحضر لأجراء انتخابات لمجلس وطني، بغية التحول إلى الحياة المدنية، وحل مجلس السيادة العسكري، وهي مستمرة في مسعاها في بناء العراق وجعله وطنناً يثير الفخر والاعتزاز، لولا مؤامرة المخابرات الأمريكية والانكليزية وبقايا الاقطاع والرجعية المحلية والبعض من رجال الدين وحزب البعث الفاشي، حيث تمكن هذا الحلف من وئد الثورة وقتل قائدها ورفاقه الميامين، ومنذُ ذلك اليوم المشؤوم والعراق ينزف دماً وتحيق به الرزايا من كل حدب وصوب.

بيد ان الثورة تركت لنا عبرا ودروسا بليغة، لابد من أخذها في الاعتبار في ثورة الشعب القادمة، ومن بين أهمها:

1 - ضرورة انحياز بعض قطعات الجيش مع الجماهير المنتفضة، والتنسيق بينهما، الأمر الذي يسهل عملية الانتصار على قوى النظام، حيث اسناد الجيش والتنسيق معه سيعطي الانتفاضة زخماً معنوياً وقوة وثباتا حتى النصر، وهذه من دروس ثورة 14 تموز المجيدة، عندما تضافرت جهود الجماهير مع طلائع العسكر وكنست النظام التابع للاستعمار إلى الابد.

2 - عدم السماح بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، كان من المبادئ الرئيسية لحكومة الزعيم قاسم، وكان خلافه مع عبد السلام عارف والبعثيين حول تدخل جمال عبد الناصر، ولم يترك المجال لشاه إيران أن يكون وصياً على شيعة العراق، لذلك أصبح هدفا لهذه الجهات للتآمر عليه، وهذا الدرس النافع من حكومة تموز، يجب أن يكون في الاعتبار أبداً لأننا قطفنا الثمر المرْ من تدخل إيران وغيرها، لاسيما ونحن في وضع مخاض ينذر بولادة نظام جديد.

 3- ومن الدروس والعبر التي تعتبر من أسباب طمع أعداء الثورة في التطاول عليها هي عدم الحساب للردة والانتكاس في مسيرة الثورة، الأمر الذي أفضى إلى اهمال تحصينها والتلكؤ في القضاء على عناصر أمكانية الانتكاس، وضرورة ان لا يغيب عن البال الدرس الذي كان مؤذياً للحكومة ورئيسها.

4 - الثقة بالشعب وقواه المخلصة في الدفاع عن الدولة والثورة، لشديد الأسف لم تكن حاضرة في خلد الزعيم قاسم رغم إخلاصه وحبه الشديد للوطن ولشعب وفقرائه خاصة، فأنه لم يعط السلاح للجماهير المحتشدة في باب وزارة الدفاع التي تريد الدفاع عن الثورة. وهذا الدرس يفيد الثوار في تعاملهم اللاحق في منح الثقة للشعب وقواه المخلصة.

5 - عدم التهاون في ردع وعقاب من يسيئ ويتطاول على الدولة وثورة الشعب، واعتماد مبدأ عفا الله عما سلف، كان ضاراً، واستثمره أعداء الثورة وخصوصاً البعثيين الذين لم يجرِ عقابهم كما ينبغي، كذلك الموقف الواضح من القوى السياسية وموقفها من الثورة، وخصوصاً قوى اليسار والديمقراطية التي كان لها الدور الفاعل في اسناد الثورة، لاسيما في تحديد السياسة الداخلية للبلاد، إلا ان حكومة قاسم المعروفة بوطنيتها كان ينبغي لها منطقياً وعملياً أن تكون قريبة من الديمقراطيين واليساريين، بيد ان كسب رضى جميع الأحزاب أو تفضيل جانب على حساب الجانب الآخر، أربك الرؤى في العلاقات السياسية الداخلية وفسح المجال لأعداء الثورة للنيل منها، وهذا الدرس جدير من أن تضعه القوى المتصدية للتغيير الشامل بالعراق بكامل الاعتبار... والدرس الأبلغ والاهم من دروس ثورة 14 تموز الخالدة لحكام العراق اليوم: هوَ ان الشعب لا ينام طويلاً على الظلم والضيم والهضيمة فليتعظ السائرون في غيهم لأن الشعب لهم بالمرصاد.

*********************** 

في مناسبة ذكرى الثورة

قانون الاصلاح الزراعي

وأثره على الفلاح العراقي

عبد الكريم عبد الله بلال*

لقد تحمل الفلاح العراقي قروناً من الظلم نتيجة الاحتلالين العثماني والانكليزي حيث كان لهما دور سيئ في إدارة الأرض، فالاحتلال العثماني عمل على تفتيت القبيلة التي كانت تعمل في جنوب ووسط العراق وحتى في اجزاء من كردستان وفق العلاقات الابوية، اي ان العمل الجماعي والنتاج الجماعي للجميع ولا يوجد شيئ للبيع، وعند مجيئ العثمانيين وحيث كانوا يطالبون بالأموال لتجهيز جيوشهم بدأوا بتقسيم القبيلة واوجدوا شيوخ عشائر يديرون الأمور لصالحهم ثم جاء داود باشا عام ١٨٦٩ وطبق قانون الارض العثماني وملك الاراضي لهؤلاء الشيوخ والمتنفذين وبدأت الاقطاعيات بالنشوء وزادت الضرائب على الفلاحين والعاملين في الارض مثال ذلك في العام ١٩٠٣ كامل الريع العراقي ٢،٤ مليون روبية في حين أن الضرائب المتحصلة من الريف ٩،٤ مليون روبية، بعدها جاء الانكليز فزادوا الطين بلة، فبدلا من تطوير العراق صناعياً أصدروا  قانون الدعاوي العشائرية ضمن القانون المدني العام ١٩١٩ فزادوا من سلطات الاقطاعين والملاك والشيوخ ورسخوا هذا بالقانون رقم ٢٨ لسنة ١٩٣٣ المسمى قانون الزراع الذي زاد من ملكيات الاقطاعين والمتنفذين من ابناء المدن وجعل الفلاح أشبه بالقن مرتبطا بالإقطاعي لا يمكنه الفكاك منه، وكذلك ربطه في المدينة وحدد نسبة الربح على ديون الفلاحين ب٥٠بالمائة، وبالنتيجة اصبح محصول الفلاح لا يزيد عن ٢٥بالمائة من ناتجه الكلي ومثال على الدخل كان معدل دخل الاقطاعي السنوي اكثر من ٢٧ الف روبية في حين معدل دخل الفلاح لا يتجاوز ٢٥٠ روبية السنوي .

اما بالنسبة للملكيات والاقطاعيات في الريف فكان مالكوها لا يتجاوزون أكثر من ١بالمائة من سكان الريف في حين ٨٥ بالمائة من سكان الريف لا يمتلكون شبراً واحداً من الاراضي الزراعية مع العلم ان سكان الريف كان يمثلون ٧٥بالمائة من سكان العراق، اي كان سكان الريف ٣،٨ مليون نسمة القادرون على العمل منهم ١،٨ مليون نسمة. اما العاملون الفعليون لم يتجاوز عددهم ٨٠٠ ألف نسمة اي اقل من ربع عدد السكان لذلك كانوا يعيشون الفاقة والفقر بأسوأ أشكالها حسب احصاء عام ١٩٥٧ للسكان!!!! ليس الاضطهاد الاقتصادي فقط ما تعرض له الفلاح كما ورد او كما نوهنا وانما الاضطهاد الجسدي والنفسي نتيجة اعمال السخرة. مثال واحد لذلك  في ثكنات الانكليز ففي العام ١٩٢٦ قام الجيش الانكليزي بتسخير ٥١٢٥٠ فلاحا مع اضطهاد الاقطاعي وتشغيلهم سخرة في أعماله الخاصة …… في ظل هذه الظروف القاسية على الفلاح اتت ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ الخالدة فكان من اول انجازاتها هو صدور قانون الاصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ١٩٥٨ وبموجبه تمت مصادرة اراضي الاقطاعيين وتم توزيعها على الفلاحين الا انه وضع حد اعلى للملكية للملاك ١٠٠٠ دونم للأراضي السيحية و٢٠٠٠ دونم للأراضي الديمية كما واعطى حق الاختيار والتعويض للملاكين، مع هذا فهو يعتبر  في  حينه من اهم القوانين التقدمية للإصلاح الزراعي في المنطقة حيث رافقها تأسيس اتحاد الجمعيات الفلاحية  واكثر من ٣٠٠٠ جمعية فلاحية في عموم العراق وبذلك انهى السلطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للإقطاعيين  وغير من كامل التركيبة الطبقية الاجتماعية في الريف العراقي وفي عموم العراق.

واليوم هناك محاولات جادة من قبل الجهات الزراعية والحكومية لإعداد قانون جديد للإصلاح الزراعي. ولمرور أكثر من نصف قرن على القوانين السابقة نرى من الضروري طرح مسودة القانون على ابناء شعبنا بشكل عام وعلى الفلاحين واتحاداتهم الفلاحية بشكل خاص لإبداء رأيهم فيه لأنهم اصحاب المصلحة الحقيقية في القانون.

عاشت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس زراعي استشاري

********************** 

بين الحنين للملكية وتسفيه ثورة ١٤ تموز!

كمال يلدو

لا يختلف إثنان بأن المزاج الجماهيري الذي اعقب نجاح ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ وما تلاها من سنين قلائل كان مؤيدا بحماس للثورة، ومتعاطفا مع أسباب إسقاط النظام الملكي الذي سجلت بحقه أخطاء جسام منها ربط العراق بالاحلاف والارتهان للسياسة الاستعمارية وعدم الجدية في محاربة الفقر والمرض والأمية، ناهيك عن تردده في تحقيق المسار الديمقراطي وما يتطلبه من حزمة من القوانين التي يجب ان تُحترم مع تغيّر الحكومات، هذه بعض الاسباب، مضافا لها المزاج العام ( العراقي والعربي والعالمي) الداعي للاستقلال والتحرر وإقامة الحكومات الوطنية والوعود بالانتصار لقضايا الكادحين، كل هذه الامور كانت ترفع المعنويات وتساهم استمرار التحرك الجماهيري والاقدام على سن القوانين الوطنية والتقدمية في حياة حكومة ١٤ تموز الفتية وارتباطها كثيرا بالزعيم عد الكريم قاسم.

لكن ثورة ١٤ تموز ونتيجة للتدخلات الخارجية وانتباه الدوائر الاستعمارية لخلل، استغلت تلك الثغرة القاتلة وهيأت الأرضية لدخول الثورة في ذلك النفق المظلم الذي أدى في النهاية إلى اسقاطها والانتقام من قادتها وجماهيرها، لابل من مجمل حركة اليسار العراقي، ألا وهي “الوحدة الفورية مع مصر “ أو “لاتحاد “ هذه القضية التي شقت الحياة السياسية والمجتمع العراقي طوليا ولم يتعاف منها، مضافا لها ملفات مثل عودة القتال في شمال العراق وقضية ضم الكويت وانحسار الديمقراطية وزج الوطنيين في السجون مجددا، وعودة تغلغل القوميين والبعثيين في كل مفاصل الدولة مع الاحتضان الرجعي الداخلي للقوى المعادية للثورة وتصاعد التدخلات الخارجية، كانت قد مهدت الارضية لنجاح انقلاب ٨ شباط الدموي وما جره من مآس على العراق.

من الناحية العملية لم يقف البعثيون بعد الانقلاب موقفا سلبيا من ثورة ١٤ تموز، بل كان الموقف من الزعيم ومن قادتها اليساريين خاصة.

سقط البعث في تشرين الثاني ١٩٦٣ وعاد ثانية في تموز ١٩٦٨، ولم يتغير موقفهم (اعلاميا) من تمجيد ثورة ١٤ تموز لكن مع استمرار تسفيه قادتها الذين جرى قتلهم وتصفية أنصار الثورة من قبل ذات الجماعة الحاكمة.

هذا الموقف المتناقض بين تأييد الثورة وقتل قادتها وضع حزب البعث في موقف لا يحسد عليه بعد العام ١٩٦٨، فهو لم يعاديها، لأنه كان يدعي بمعاداته للاستعمار والرجعية ويعد الجماهير بالإصلاحات وهي ذات القيم التي نادت بها الثورة وطبقت بعضا منها، إذن كيف الخروج من عنق الزجاجة؟

لقد فسح نظام البعث المجال لبعض الكتاب وطلبة الدراسات العليا في تناول ثورة ١٤ تموز (والانحرافات) التي وقعت فيها من جانب، وتأليه وتكبير بعض رموز وشخصبات النظام الملكي والإعلاء من شأن العائلة المالكة والاعتناء بالمقبرة الملكية ايضا، تزامنا مع التقارب مع الأردن والملك حسين (من ذات العائلة الهاشمية) مقابل تجاهل القادة الحقيقيين لثورة تموز، لابل حتى بعدم الافصاح عن قبورهم الحقيقية التي جرى اخفاؤها عن الشعب العراقي ولليوم، ناهيك عن آلاف الضحايا التي جرى دفنهم في مقابر جماعية مجهولة من قبل البعثيين لا غير!

يضاف ذلك التعديلات (التشويهات) التي جرت في المناهج الدراسية لثورة ١٤ تموز ورموزها، هذا إن لم أقل بأن تمجيد شخصيات مثل الزعيم او المهداوي   كان يمكن ان يأخذ صاحبها للتحقيق وربما السجن.

تلك الدراسات (ان صح تسميتها دراسات) او المناهج الدراسية طرحت وجهة نظر البعث حول ثورة تموز دون اعطاء الحق للرأي الآخر فيها، ولعل المفارقة تكمن في البحث عن الجواب لسبب قتل قادة الثورة بشكل إجرامي والانتقام من اتباع الثورة من دون إدانة القتلة أو تقديمهم للعدالة.

يا ترى ماذا جرى بعد زوال البعث في العام ٢٠٠٣ ؟

الحقيقة إن قول: اكذب اكذب حتى تصدقك الناس، قد وجد تجلياته في الاصوات التي ظهرت والاقلام التي كتبت حول الملكية والنظام الملكي وفي تسفيه ثورة ١٤ تموز وقادتها ووصفهم بأقذع الاوصاف وهذا كان متوقعا من اتباع سياسة نسف الواقع وطرح البدائل الكاذبة من قبل البعثيين والقوميين وبقايا الاقطاع العربي والكردي، ومضافا لها القوى الإسلامية التي ظهرت للسطح والتي ناصبت العداء لثورة تموز منذ أيامها الأولى بدوافع أخطرها كانت بتشجيع الدوائر الاستعمارية وإيران.

 اما الاصوات التي تدعو لعودة الملكية، إنما تدعو لبقاء النظام الحالي لسبب بسيط لأن النظام الملكي زال ولا رجعة منه اولا، وثانيا إن تأريخ العراق منذ سقوط بابل حتى العام ١٩٢٠ لم يعرف الملكية! اما الذي اتي بالملكية للعراق فهو المستعمر البريطاني ولم يجلبهم إلا لأنهم كانوا في خدمة مخطاطاته ومصالحه هذا اولا، اما فكرة ان قاسم قتل العائلة المالكة، فهذه اكذوبة ما بعدها اكذوبة سوّغ لها البعث وأعداء الثورة، علما أنهم يعرفون جيدا بأن الذي قتلهم كان (العبوسي) ولم يكن بتوجيه مباشر، انما الحقيقة جاءت في اعترافاته المتأخرة، مضافا لها الفوضى التي خلقتها نداءات عبد السلام عارف (أحد قادة الثورة) عبر الاذاعة طالبا من الجماهير التوجه إلى قصر الرحاب، وهذه خلقت فوضى عارمة مما حدى بقادة الثورة إلى إعلان حالة منع التجول الساعة ٣ عصرا من يوم ١٤ تموز، وإن قتل قادة تموز في الاذاعة هو انتقام الهي لمن قتل العائلة المالكة! وحتى هذه النظرية فإنها تفضح حقدا دفينا على ثورة تموز وقادتها. اما المحاججة الأخرى فهي فكرة ان ثورة ١٤ تموز قد فتحت الباب امام الانقلابات العسكرية، وهذه لا يطرحها الا جاهل بتأريخ العراق الحديث او حاقد اعمى على ثورة تموز.

إذن يبقى السؤال: لماذا يحتفي البعض بثورة تموز، ولماذا ما تزال شخصية الزعيم ملهمة للكثيرين؟

بالحقيقة ان ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ تعتبر ثورة فريدة في العالم الثالث لأنها كانت ثورة وطنية ولم تكن للقوى الخارجية يد فيها، وحصلت على تأييد منقطع النظير ، وثانيا، إن الثورة حققت الكثبر من وعودها على صعيد السيادة الوطنية والاستقلال ونصرة الفقراء ومحاربة الأمية والمرض والقيام بمشاريع كبيرة ، لكن الذي فات قادة الثورة وزعيمها بالاساس هي قضية التأسيس لنظام عراقي دستوري جديد يعتمد على دستور دائم وانتخابات وقوانين حرية الاحزاب والصحافة وأن يجري تسليم السلطة للمدنيين، هذه المطالب كانت واحدة من أسباب سقوط ثورة تموز وهي من اسباب تمسك البعض بها لليوم لأن الوضع القائم الآن ونحن في العام ٢٠٢٣ مازال هو هو أن لم أقل انه تراجع للخلف سنوات ضويئية كثيرة.

إذن، ستبقى الجماهير تبحث عن الخلاص من محنتها وأزمتها الحالية، وحتما ستضع امامها تجربة كانت ناجحة (إلى حد ما) لم ترتق لها اي من الحكومات التي تلتها، وحتما ستفتخر بقادتها وزعيمها (رغم اخطائه القاتلة) فقد كانوا عنوان للوطنية والنزاهة، وهذا ما يغيض البعثيين والاسلاميين والرجعيين والمساكين أنصار عودة النظام الملكي.

مجدا للذكرى ٦٥ لثورة ١٤ تموز المجيدة

مجدا لقادتها الابطال وشهدائها الابرار

**********************

 الصفحة الثالثة عشر

أنس جابر تخسر لقب ويمبلدون للعام الثاني توالياً

لندن ـ وكالات

توجت التشيكية ماركيتا فوندروسوفا، بلقب بطولة ويمبلدون للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية، بعد التغلب في المباراة النهائية على التونسية أنس جابر، امس السبت.

وحسمت التشيكية المباراة بمجموعتين دون رد بواقع (6-4) و(6-4)، في غضون ساعة و20 دقيقة، لتخسر أنس نهائي ويمبلدون للعام الثاني على التوالي.

*********************

بطولة كرة السلة للشابات: غاز الشمال وقرقوش يحققان الفوز

السليمانية ـ طريق الشعب

حقق فريق نادي غاز الشمال، امس السبت، الفوز على أكاديمية الحلم بنتيجة (64-18)، كما فاز فريق نادي قرقوش على نادي سابيس بنتيجة (34-20)، ضمن مواجهات اليوم الأول لبطولة العراق للشابات لكرة السلة. وقرر الاتحاد العراقي لكرة السلة اقامة بطولة العراق للشابات من تولد 2006 في محافظة السليمانية والتي ستستمر لغاية الثامن عشر من الشهر الحالي.

وتشارك 8 اندية في البطولة وهي نادي حلبچة الرياضي، ونادي دربندخان الرياضي، ونادي غاز الشمال الرياضي، ونادي سرجنار الرياضي، ونادي افروديت الرياضي، ونادي سابيس الرياضي، إضافة الى ناديين من محافظة ديالى وبغداد. يذكر أن فريق نادي سنحاريب لكرة السلة، توج بلقب دوري اندية العراق للسيدات وفريق “دربنديخان” ثانيا، و نادي اكاد “عين كاوة” ثالثاً.

*********************** 

أنظار بايرن ميونخ تنصرف

عن كين وتتجه صوب ألفاريز

ميونخ ـ وكالات

كشفت تقارير صحفية ألمانية عن تفكير نادي بايرن ميونخ في صرف النظر عن صفقة الإنكليزي هاري كين مهاجم توتنهام مؤقتًا في سوق الانتقالات الصيفية الحالي. جاء هذا بحسب ما ذكرت شبكة “سكاي سبورتس”، والتي أكدت أن أنظار النادي البافاري قد اتجهت نحو مانشستر سيتي للحصول على خدمات الأرجنتيني جوليان ألفاريز.

وأوضحت الصحيفة أن اللاعب الأرجنتيني كان الخطة البديلة بالنسبة للفريق البافاري منذ أسابيع عديدة، ويفكر في ضمه على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي. وينتهي عقد هاري كين في توتنهام بنهاية الموسم المقبل، ويستطيع الانتقال لأي فريق بشكل مجاني، في ظل مغالاة دانييل ليفي رئيس توتنهام في طلباته. جدير بالذكر أن ألفاريز بالرغم من مشاركته كبديل في صفوف مانشستر سيتي إلا أنه لعب 49 مباراة هذا الموسم وسجل 17 هدفًا وصنع خمسة في كل البطولات.

********************* 

العراق ثامناً بـ45 وساماً ملوناً في الدورة العربية بالجزائر

متابعة ـ طريق الشعب

حصد العراق 45 وساماً ملوناً ليحل في المركز الثامن في حصيلة مشاركات فرقه المختلفة في الدورة العربية المقامة في الجزائر.

وسبقت العراق ضمن الدول الـ15 المشاركة في البطولة كل من الجزائر وتونس والمغرب والاردن وسوريا ومصر وقطر.

وكانت أعلى نسبة حصل عليها العراق من الميداليات في مشاركته من خلال فعالية المصارعة حيث حصل على 18 ميدالية: 6 ذهبية، و9 فضية، و3 برونزية.

أما فعالية رفع الأثقال فحلت ثاني الالعاب العراقية التي حصلت على ميداليات، اذ كانت حصيلتها 9 ميداليات: 1 ذهبية، و6 فضية، و2 برونزية.

اما الملاكمة فحلت ثالثاً اذ حصلت على 6 ميداليات: 2 فضية، و4 برونزية.

بينما حصلت فعالية العاب القوى على 6 ميداليات: 1 فضية، و5 نحاسية.

وحصل منتخب الجودو على مداليتين برونزيتين، وبالمثل حصل منتخب كرة الطاولة.

كما حصل منتخب الكراتيه على ميدالية برونزية واحدة، وهي نفس حصيلة فريق الشطرنج.

بينما لم تحصل منتخبات الريشة الطائرة، وكرة اليد، وكرة السلة، والشراع والالعاب المائية والسباحة على اي وسام خلال المشاركة العربية.

********************* 

الدعم الرسمي للرياضة أساس تقدمها

منعم جابر

تحظى الرياضة العراقية بدعم رسمي حكومي وخاصة لعبة كرة القدم، ما يضعها في المكان المناسب ويدفعها الى الامام متقدمة على الرياضات الأخرى، من خلال الدعم والاسناد من قبل رئيس الوزراء، الا ان المطلوب هو توسيع هذه الرعاية وهذا الاهتمام للرياضات الأخرى التي تعاني من الإهمال والتقصير، مما يؤدي الى موت هذه الألعاب واضمحلالها.

لهذا اجد ان تقوم وزارة الشباب والرياضة من خلال انديتها ومنتديات الشباب فيها باستقطاب الشبيبة من كلا الجنسين نحو مختلف الألعاب، لرفد رياضة الوطن بطاقات جديدة.

ان الدعم المتوازن والعقلاني سيدفع بجميع هذه الألعاب للتقدم والرقي، فقد تميزت رياضتنا في المراحل الأولى بألعاب مختلفة كنا فيها سادة آسيا والعرب برياضات مثل رفع الاثقال والمصارعة وكمال الاجسام، فأين نحن من هذه الألعاب؟ بلا شك ان ممارسيها قد انصرفوا عنها نتيجة عدم الاهتمام.

المطلوب العمل الجدي لإعادة الحياة الى هذه الرياضات واعطائها زخما ودفعا مناسبا، ودعمها مادياً ومعنوياً، فالرعاية الرسمية للرياضة بكل أنواعها تشكل دافعاً قوياً لممارستها، وهذا ما نجده في اغلب بلدان العالم. ونؤكد هنا على دور الأندية الرياضية ومنتديات الشباب والاكاديميات من اجل دعوة الشبيبة لممارسة كل أنواع الرياضة وعدم الاقتصار على كرة القدم فقط. وفعلا توجه بعض المدربين لتعليم الأطفال على مهارات كرة السلة ومنهم المدرب المعروف محمد النجار وهناك البعض يحاولون افتتاح أكاديمية لألعاب القوى ومنهم د. شاكر الشيخلي مكتشف النجوم والمواهب الرياضية وغيرهم.

ومن هنا أدعو مؤسساتنا الرسمية ونوادينا الرياضية لافتتاح مدارس رياضية لصناعة واكتشاف نجوم الألعاب الرياضية المختلفة ودفعهم باتجاهات أخرى لممارسة أنواع جديدة من الألعاب الرياضية والبحث عن المواهب الرياضية في المدارس الابتدائية والثانوية.

************************ 

أنشيلوتي يتعلم من زيدان ويغير خطة لعب الريال

مدريد ـ وكالات

تحدث مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي في مؤتمر صحفي على هامش انطلاق استعدادات الفريق الملكي للموسم الجديد، وناقش مسألة تغيير طريقة اللعب بعد التعاقدات الجديدة.

وطرح الإعلام المدريدي عدة حلول من أجل إدراج اللاعبين الجدد أمثال جود بيلينجهام، براهيم دياز، وأردا جولر، في تشكيلة الملكي مثل التحول إلى طريقة 4-4-2 أو 4-2-3-1 بدلاً من 4-3-3 التقليدية.

وقال الإيطالي للإعلام: “عندما بدأت التدريب كانت أفكاري واضحة ولا أتغير من أجل اللاعبين، مع باجيو مثلاً أراد اللعب كصانع ألعاب ورفضت ورحل”.

وأضاف: “كانت غلطة، في يوفنتوس مع زيدان بدأت أدرك أنه يجب أن أطوع طرقي على أساس اللاعبين وتعلمت الدرس، ومازلت أتعلم”.

وأتبع أنشيلوتي: “من الممكن أن نغير أسلوب اللعب الموسم القادم ولكن لا يجب نسيان أن الطريقة التي لعبنا بها أتت لنا بعديد النجاحات”.

*********************

 الصفحة الرابعة عشر

في راهنية الماركسية.. ما الذي اكتشفه ماركس ؟

غسان ديبة  

«تظل الماركسية فلسفة عصرنا لأننا لم نتجاوز الظروف التي أوجدتها»

جان بول سارتر

كيف يمكن أن نستشرف أو نقيم راهنيّة كارل ماركس اليوم؟ بشكلٍ عام هناك ثلاثة حقول لراهنية ماركس. الحقل الأول، فكري: هل ما زال ماركس دافعاً للفكر الماركسي أو غيره، أو هل يلجأ غير الماركسيين إلى ماركس؟ والثاني، هل من الممكن فهم الواقع اليوم من خلال فكر ماركس؟ والثالث، هل هناك (أو يمكن بناء) حركة أو حركات سياسية أو ربما تاريخية تعتمد الفكر الماركسي ولها فاعلية سياسيّة؟

في الماركسيّة، هذه الحقول الثلاثة مرتبطة من خلال الأطروحة (11) حول فيورباخ «حتى الآن، فسر الفلاسفة العالم بصور متنوعة، لكن المطلوب هو تغييره».

طبعا، كُتِبت الأطروحات حول فيورباخ في العام 1845، وقضى ماركس معظم وقته بعد ثورات 1848 يحاول أن يفسر العالم، وحتى عندما كتب مع أنجلز (البيان الشيوعي) بسرعة هائلة في تلك السنة، كبيان للحزب الشيوعي، كان تفسير العالم أيضاً أساسياً عنده. في مقدمة طبعة جديدة لـ (لبيان الشيوعي) يقول المؤرّخ الماركسي الشهير إريك هوبسباوم إن (البيان الشيوعي) لديه خاصيتان: أولا، رؤيته، حتى في خلال بداية المسيرة المظفرة للرأسمالية، لم يكن نمط الإنتاج نهاية التاريخ بل مرحلة مؤقتة في تاريخ البشرية.

ثانيا، رصده المنحى التاريخي الطويل الأمد للرأسمالية. فعلى الرغم من أن القدرة الثورية الكامنة للاقتصاد الرأسمالي كانت واضحة في تلك الفترة، إلا أن ما حققته البورجوازية في العام 1848 كان أقل بكثير مما أنيط بها من معجزات في المانيفستو. يقول هوبسباوم إن «ماركس وأنجلز لم يصفا العالم كما غيرته الرأسمالية في 1848، بل تنبئا بما كان مقدّرا له منطقياً أن يتغير بواسطتها».

ماذا اكتشف ماركس؟

هنا علينا أيضاً أن نحدد ما هي معايير علمية ماركس حتى نستطيع أن نحدد راهنيته. فماركس خلافاً للكثير من المفكرين السياسيين والفلاسفة، أرسى نظاماً علمياً محدداً.

في هذا الإطار، يمكننا أن نعود إلى تأبين ماركس من قبل صديقه ورفيقه الفكري فريديريك أنجلز. حينها قال أنجلز «مثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية، اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري»، ويضيف أنجلز «اكتشف ماركس أيضاً القانون الخاص للحركة الذي يحكم نمط الإنتاج الرأسمالي الحالي، والمجتمع البرجوازي الذي أوجده هذا النمط من الإنتاج.

ألقى اكتشاف فائض القيمة فجأة الضوء على المعضلة في محاولة حلها، والتي كانت جميع التحقيقات السابقة لكل من الاقتصاديين البرجوازيين والنقاد الاشتراكيين تتلمسها في الظلام». في فكر ماركس أيضاً نظريات حول التسليع والاغتراب، اللذين يبدو أنهما أكثر راهنية اليوم مما كانا في زمن ماركس. فالاغتراب، هذا الإحساس بأنك غريب عن العالم… عن الإنسان الآخر… عن نتاج عملك، تكلم عنه ماركس في (مخطوطات باريس في العام 1844)، ولم يعد إليها لاحقاً. فما عُرِف بـ«الاستقالة الكبرى» أو Great Resignation بعد جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة يمكن اعتباره تجسيداً لهذا الاغتراب، حيث استقال عشرات من الملايين من الموظفين الأميركيين من وظائفهم لأنهم اكتشفوا التباعد بينهم وبين هذه الوظائف في خلال الجائحة أو ما عناه ماركس بالاغتراب.

يقول هوبسباوم إن «ماركس وأنجلز لم يصفا العالم كما غيرته الرأسمالية في 1848، بل تنبئا بما كان مقدّرا له منطقياً أن يتغير بواسطتها».

إن ما قاله أنجلز يؤشّر جرأة ماركس العلمية، فهو وضع نظرية حول التاريخ، وهذا ما انفرد به ماركس في التاريخ. فقد كان ماركس شجاعاً فكرياً عندما تقدم بنظريّته حول التاريخ والميكانيزمات السببية للانتقال من منظومة اجتماعية إلى أخرى. وحتى فرانسيس فوكوياما الذي أعلن نهاية التاريخ في العام 1992 بانتصار الليبرالية الرأسمالية، ما يعني نهاية المادية التاريخية، تحدث مؤخّراً حول عودة فكرة الاشتراكية وقال بالتحديد في مقابلة في 2018: «يبدو لي في هذه المرحلة أن ما قاله ماركس حول بعض الأشياء يظهر أنه صحيح».

وهناك اعتراف غير الماركسيين بأزمة في الرأسمالية وتعدد النظريات حول الرأسمالية، وحتى لو لم يصلوا إلى مفهوم أن الرأسمالية عابرة، فهم يؤكدون على تاريخية الرأسمالية وأنها تأخذ أشكالاً مختلفة، إن بالتعامل مع التكنولوجيا أو الصراع مع الطبيعة أو مع الأزمة الرأسمالية.

نماذج «ماركسية» لغير ماركسيين

يبرهن مفهوم فائض القيمة على مكمن الاستغلال الخفي في الرأسمالية، ويضع الصراع بين الرأسماليين والعمال حول الأجر ومدة يوم العمل والتكنولوجيا المستخدمة في صلب التحليل الاقتصادي. لن أدخل في النقاشات حول فائض القيمة وما سمّي بمعضلة التحويل من القيم إلى الأسعار، لكن سوف أشير إلى بعض الدراسات لاقتصاديين غير ماركسيين في الولايات المتحدة حول ما يمكن اعتباره أهمية الصراع الطبقي حول أصل التضخم وحصة العمال من الناتج المحلي. في مقالة علمية بعنوان «التضخم هو الصراع» نشرت الشهر الماضي لاقتصاديين من جامعة شيكاغو ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهما من الماكرو-اقتصاديين الصاعدين الأكثر شهرة في العالم، وضع نموذج حول دور الصراع بين العمال والمؤسسات (إقرأ الرأسمال) والأجور والأرباح في تفسير ظاهرة التضخم في الاقتصاد الرأسمالي، بدلاً من النظريات الأخرى حول زيادة الطلب العام أو طبع العملة أو خفض الفوائد. طبعاً، لم يقدم ماركس الصراع بين العمال والرأسمال حول فائض القيمة كتفسير للتضخم، وهذا يؤكد على أهمية منهج ماركس في تفسير الظواهر الاقتصادية. وهذه الورقة هي بمثابة اعتراف بأن التفسير الماركسي للرأسمالية صحيح على الرغم من أنها تطلق على الاقتصاديين الذين كتبوا في السابق حولها بالاقتصاديين ما بعد الكينزية. وفي ورقة أخرى صدرت منذ حوالي الأسبوعين لاقتصاديين من جامعة ماساشوستس أشارت إلى أن التضخم الحاصل بعد كوفيد-19 ينبع بطريقة تسلسلية، حيث الشركات المركزة والاحتكارية تزيد الأسعار لتعظيم الأرباح، ومن ثم تنتقل إلى حالة «الصراع» بحيث يحاول العمال حماية أجرهم الحقيقي. في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى الأبحاث والمعطيات التي تشير إلى ترابط تراجع حصة العمال من الناتج المحلي وجمود الأجور في الولايات المتحدة في السنوات الأربعين الماضية مع تراجع في العضوية في النقابات على الرغم من زيادة الإنتاجية في الولايات المتحدة، ما يعني أن أكثرية الزيادات في النمو تذهب إلى الأرباح. وكل هذا حصل منذ الثمانينيات زمن هجوم الرأسمال على العمال بعد ما عرف بـ«لحظة فولكر» في الولايات المتحدة.

ماركس يعود مجدداً

على الرغم من انهيار الاتحاد السوفياتي، الذي شكل آنذاك ضربة قوية للماركسية، رفض ماركس أن ينتهي، ليس فقط عند الكثير من الأحزاب الشيوعية وإنما في السياقات الفكرية الغربية، وهناك دلالات سطحية ولكنها مهمة، لأنها تعبر عن مدى توسع فكر ماركس وعدم بقائه في الدوائر الحزبية. سوف أعطي سريعاً بعض الأمثلة: في العام 1997، نُشرت مقالة في مجلة النيويوركر بقلم جون كاسيدي بعنوان «عودة كارل ماركس»، ابتدأها من حديثه مع صديق له يعمل في وول ستريت، مركز الرأسمالية الأميركية، الذي أتى على ذكر ماركس قائلاً «كلما قضيت وقتاً أكثر في العمل في وول ستريت كلما تأكدت أن كارل ماركس كان على حق». وبعد أزمة 2008 عاد ماركس بقوة، فأنتجت BBC فيلماً وثائقياً حول ماركس، وكان واحداً من ثلاثة وثائقيات حول جون ماينارد كينز وماركس وفريدريك هايك بعنوان «أسياد المال». وكما ذكرت في مقال «أزمة الرأسمالية اللبنانية: دروس من ماركس»، يقول ريتشارد بوكستابر، أحد أهم الماليين الذين عملوا في الأسواق المالية الأميركية، في كتابه «شيطان من تصميمنا»: «لقد لاحظ كارل ماركس أن النظام الرأسمالي بحاجة إلى توسع دائم للأسواق من أجل المحافظة على الربح. من أجل ان تنجح الرأسمالية عليها أن تتقدّم إلى الأمام عبر تطوير منتجات جديدة أو فتح الأسواق في المستعمرات المتخلفة. إن الابتكار يخلق منتجاً جديداً يسبق الأسواق، أما التوسع الخارجي فإنه يؤمّن الأسواق للمنتجات الحالية.

إن النظرة الماركسية تنطبق حرفياً ومجازياً في آنٍ على الرغبة في الابتكار في المنتجات المالية».

ويضيف بوكستابر أن المستثمرين في سندات القروض الطويلة الأمد كانوا سوقاً «متخلفة» بالمعنى الماركسي، وكان من السهل «استغلالهم» من الذين كانوا يستطيعون أن يستعملوا النماذج المعقدة والخبرات المتخصصة لتطوير مشتقات مبنية على قروض المنازل. «كل ابتكار كان يضيف تعقيداً إلى الأسواق لسببٍ بسيط هو أن التعقيد كان يباع، وهو الذي كان يحقق أكثرية المال».

إذاً، لم يكن مستبعداً أن يعود ماركس بعد العام 2008 لأن نبض الرأسمالية يبين أنه لا يزال ينتج الأزمات، والتي كانت هذه المرة مرتبطة بالابتكار المالي وعميقة جداً. ولولا تدخل الفدرالي الأميركي والحكومة الأميركية والمصارف المركزية والحكومات حول العالم لكانت الأزمة أطاحت بالرأسمالية كما نعرفها.

ولهذا كتب جورج ماغنوس في بلومبرغ في العام 2011 عندما كان لا يزال المستشار الاقتصادي الرفيع في بنك UBS العالمي: «أعطوا كارل ماركس فرصة لإنقاذ العالم».

وأخيراً في العام 2013، نشرت مجلة nature المرموقة مقالاً عن دراسة تبيّن أن ماركس هو العالم الأكثر تأثيراً في العالم وأتى بعده سيغموند فرويد.

وفي مؤشر أكاديمي بحت وهو استعمال (البيان الشيوعي) في التعليم العالي في الولايات المتّحدة الأميركية، وبحسب موقع market watch في العام 2016، فإن كارل ماركس هو الاقتصادي الأكثر قراءة في الجامعات الأميركية، حيث يُستخدم (البيان الشيوعي) في أكثر من 3 آلاف مُقرّر جامعي. بالإضافة الى تلك العينة، أضيف كتاب توماس بيكيتي «الرأسمال في القرن الواحد والعشرين» الذي أصبح الأكبر مبيعاً في العام 2013، والذي أعاد مفهوم القوانين العامة للرأسمالية، وإن كانت ذات علاقة ضعيفة بالماركسية، إلا أن ذلك أعاد مفهوم «الرأسمال» إلى تحليل الرأسمالية، ولذلك استتبع الهجوم عليه من قبل الذين يرفضون وجود قواعد عامة للرأسمالية التي توصل/ دائما، إلى نهايات غير مُحبّبة لها: من ريكاردو إلى ماركس إلى كينز وشومبيتر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مداخلة ألقيت في ندوة «140 عاماً على رحيل كارل ماركس: في راهنية الماركسيةِ»، بيروت في 11 أيار 2023.

*********************

على اليسار أن يتعلم كيفية الإبحار

أورليكا ايفلر*

ترجمة: رشيد غويلب

“انتهى وقت الصمت بعد الموت الغريب للاشتراكية”. بهذه الجملة يبدأ كتاب ميشائيل بري الجديد، الذي يحمل عنوان طموح “اكتشفوا الاشتراكية مجددا” ويتناول الكتاب في 150 صفحة، مسألة كيف يمكن للتشكل التضامني للتناقضات الاجتماعية أن يمهد الطريق لمجتمع قائم على التضامن.

والكتاب عبارة عن توصيف لتاريخ الأفكار ومناشدة لليسار للقيام بنقاش عميق لليوتوبيا الاجتماعية. لأن اتساع وتعدد حالات الطوارئ الاجتماعية، وخطر الانهيار المناخي، والأزمات الاقتصادية الجديدة المستمرة، والتصعيد المحتمل لاندلاع حروب مختلفة في العالم يمكن أن يعطي في نهاية المطاف الحق، للذين قالوا بفرح غامر، بعد انهيار الكتلة الشرقية (البلدان الاشتراكية – المترجم) أن الرأسمالية نهاية تاريخ، ولكن بمعنى مختلف تماما: أن نهاية الرأسمالية يمكن أن تتزامن مع تدمير الكوكب.

لهذا السبب يدعو بري اليسار إلى تجاوز مجرد انتقاد النظام. وإن مناهضة الرأسمالية بدون تحليل اجتماعي يساري لا يمكن أن يقدمها إلا الذين يخدعهم الوهم بأن الرأسمالية ستنهار نتيجة اضمحلالها الداخلي. إن نظرة إلى التاريخ تبين العكس: إرادة واضحة للبقاء بدرجة عالية من القدرة على التكيف. لكن اللحظات التاريخية القليلة التي تعثرت فيها الرأسمالية بجدية تؤكد أن التغلب عليها يتطلب دفعة شديدة العنف، بالتوازي مع بديل اجتماعي مقنع، بديل يوفر القناعة، بأن هناك طريقا للخروج من الفوضى والدمار.

بهذه الإشارة، فان بري محق تماما في تأكيده على ان مناقشة اليوتوبيا هي أكثر من مجرد مناقشة نظرية. وستكون مناقشة اليوتوبيا صراعا مجتمعيا على توازن القوى الاجتماعية، والبحث عن قدرة اليسار على التعامل. فمثلما تم إضعاف اليسار لأن فكرة البديل الاشتراكي فقدت من مصداقيتها، فإن اليسار لا يمكن أن يكتسب القوة إلا إذا طور إجابات على الأزمة الاجتماعية الحالية، تشير إلى ما وراء الرأسمالية المنظمة اجتماعيا وبيئيا. ولتبيان طبيعة المشكلة، يقتبس بري عن عالم الاجتماع الإنجليزي جيمس فولشر التالي: “في عالم لا توجد فيه بدائل قابلة للتطبيق للرأسمالية ، فالبدائل داخل الرأسمالية فقط هي التي تطرح الخيارات”.

وهكذا يبين بري الحاجة إلى نقاش يساري حول اليوتوبيا على أساس التناقضات الرأسمالية القائمة وبالتالي يحررها من مجرد الافتراض النظري “يمكن أن يكون، لو كان ...” بالنسبة له، يفكر في رؤية اشتراكية للمجتمع في وقت التناقضات الاجتماعية الحادة، أكثر بكثير من أداة لا غنى عنها للتدابير المضادة. ويؤكد ذلك بكل قوة: لقد وثق التاريخ بشكل كافٍ، أن الطبقات الحاكمة مستعدة للتخلص من الديمقراطية من أجل الحفاظ على الرأسمالية كما هي. لم يكن صعود الفاشية حادثا عرضيا، ولكنه جاء نتيجة لسياسة استبدادية تهدف إلى الحفاظ على مجتمع السوق العالمي. وبالاستناد الى هذه التجربة التاريخية، يجب على اليسار أن يدرك مسؤوليته التاريخية وثغراته السياسية.

لكن الكتاب ليس مجرد دعوة لمناقشة اليوتوبيا، بل هو مساهمته في هذا الجهد. وتحقيقا لهذه الغاية، يتقاطع بري مع مفهوم الاشتراكية التقليدي المبني على تاريخ الأفكار وينطلق من اعتبار الليبرالية وكذلك الشيوعية الجذور السياسية للاشتراكية. ويشير إلى أن الصراع حول العلاقة بين الليبرالية والشيوعية، حول العلاقة بين التنمية الاجتماعية والفردية، مثل عبء ثقيل على الحركة الاشتراكية وأضعفها على المدى الطويل. وبينما أدت هيمنة التيار الليبرالي إلى الرأسمالية، أدت هيمنة التيار الشيوعي إلى اشتراكية حزب الدولة على النمط السوفييتي.

بالنسبة لبري، يجب أن يُعزى سقوط الاشتراكية أيضا إلى حقيقة التناقض الذي لم يتم حله بين التنمية الاجتماعية والفردية، والذي يجب حله وإنشاء مجتمع خالٍ من التناقضات.

ويجب أن تبدأ إعادة التأسيس المهمة للاشتراكية، التي يدعو إليها بري في كتابه، بالاعتراف باستمرار وجود هذه التناقضات، لأن المجتمعات المعقدة الحديثة لها دائما هدفان: حماية مصالح الافراد وكذلك ضمان التنمية الاجتماعية. لذلك يجب فهم الاشتراكية على أنها أساس اجتماعي للتفاوض حول التناقض بين الليبرالية والشيوعية والتعامل معه اجتماعيا وبيئيا وديمقراطيا وسلميا.

يمكن قول شيء ما عن الأسس المادية التي أدت إلى فشل الاشتراكية في البلدان المتخلفة اقتصاديا مثل روسيا والصين، والتي يتجاهلها بري في مساهمته. لكن هذا سيكون نقاشا مهما آخر. وقد يصرف الانتباه عن حقيقة أن “إعادة اكتشاف الاشتراكية” تُقرأ كمدخل في كتب اليسار الأساسية. يوضح الأمر بصرامة: أي شخص يدعي التدخل في التناقضات الاجتماعية القائمة يجب أن يبدأ في التفكير بهذه التناقضات. إن الافتراض السائد بشأن التعامل السياسي والحركات التحررية دون تناقضات هو أفيون اليسار: فهو لا يخلق القدرة على الفعل، بل يجعل الناس كسالى في التفكير وعدوانيين تجاه التناقض.

والصحيح هو: الوضع الحالي للأزمة الاجتماعية لا يقدم سوى فضاء ضئيل لتنظيم صحوة يسارية وفي الوقت نفسه يحمل في طياته إمكانات هائلة للتدمير. يجب على اليسار، الذي لا يريد أن تجرفه عاصفة الهيمنة الرأسمالية وبربرتيها، أن يستخدم التناقضات الموجودة لضبط أشرعته.

واليسار بحاجة إلى وعي ان أسسه النظرية وكذلك تجاربه التاريخية هي رياح تاريخ العالم التي تداعب أشرعته، لأن التخلي عن السفينة يجب ألا يكون خيارا، يجب أن يتعلم اليسار كيفية الإبحار بشكل صحيح لكي يمضي قدما.

نحن إزاء كتاب ذكي لا غنى عنه في النقاش الضروري لاستراتيجيات اليسار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أورليكا ايفلر هي المتحدثة باسم اتحادية المصانع والنقابات في حزب اليسار الألماني. والترجمة للنص المنشور في موقع “يساريون في حركة” التابع للحزب بتاريخ 18 نيسان 2023

**********************

 الصفحة الخامسة عشر

ثامر مهدي ومحمد درويش.. سلاماً

لا نودع أستاذ الجماليات والسيناريست والناقد ثامر مهدي، مثلما لا نودع المترجم الفذ محمد درويش.. ذلك انهما عملا على اثراء المكتبة العربية بحروفهما النيرة وعطائهما المتميز.

ثامر مهدي الذي عرف بجرأة مواقفه التقدمية وصوته العالي الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، شكل حضوراً نوعياً سواء في تدريسه علم الجماليات في كلية الفنون او في اعماله الدرامية او في كتبه الفكرية المعمقة.

كذلك كان محمد درويش المحور الاساس ليس في دار المأمون حسب وانما عرف عربياً عن طريق ترجمته لأعمال كونديرا وأليف شافاك وبورخس وعدد من الروائيين والنقاد.

لا نودع من زرع وأثرى عقولنا بثمار الفكر والجمال وانما نقول: سلاماً، سلاماً.. يا بناة الكلمات النيرة.. سلاماً.

********************** 

أرونداتي روي بين الرواية والسينما

الفوضى والتفاوت الطبقي

رضا الأعرجي*

عرفت أرونداتي روي مهندسة معمارية، وكاتبة مقالات، وناشطة اجتماعية ونسوية، تنشر كتاباتها الصحف في جميع أنحاء العالم، كما تتداول المحافل الدولية خطاباتها حول قضايا حيوية مثل الحروب، والبيئة، والتعصب الديني، وسباق التسلح، والتحيز الجنسي، والسكان الأصليين، ما جعل منها صوتاً نقدياً مؤثراً داخل وخارج بلادها الهند.

وكانت قد حققت شهرة واسعة عام 1997 بحصولها على جائزة “مان بوكر” البريطانية المرموقة المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنجليزية، عن روايتها الأولى “ إله الأشياء الصغيرة”.

بين مسيرتها الأدبية ونشاطها الاجتماعي، يميل الكثيرون إلى نسيان حياتها المهنية ككاتبة سيناريو وممثلة ناجحة عن طريق الجدارة بالطبع، وليس وفقاً لنتائج شباك التذاكر. وهناك من يجهل أنها ناقدة سينمائية أيضاً.

ولدت روي في 24 نوفمبر 1961 لأم مسيحية من ولاية كيرالا  وأب بنغالي هندوسي كان يعمل في زراعة الشاي في شمال شرق الهند. وهناك تلقت تعليمها في مدرسة غير رسمية، لتقضي بعدها بضع سنوات في مدرسة داخلية في مركز الولاية.

بعد طلاق والديها؛ وكانت وقتها في السادسة عشرة من العمر، قررت أن تمضي في طريقها الخاص. غادرت المنزل إلى دلهي، وبدأت تعيش حياة بوهيمية، حيث اختارت الإقامة في كوخ في حي فقير لبعض الوقت، وكسب لقمة العيش من بيع زجاجات البيرة الفارغة.

كان لباسها وسلوكها مميزين بعدما قامت بحلق شعرها ورسم فراشة على رأسها. وكثيراً ما كانت تظهر وهي تدخن السجائر بطريقة لافتة وذلك بوضعها عمودياً على حامل، أو عندما تتنقل على دراجة هوائية حمراء، قبل أن تعود في النهاية لطبيعتها، وتلتحق بالجامعة لدراسة الهندسة المعمارية. 

أبدت روي الطالبة اهتماماً بالقضايا الاجتماعية، وقد لاحظت الفوضى الواضحة في المجتمع الذي تعيش فيه نتيجة التفاوت الطبقي الذي جعلها تقف على حقيقة الصراع اللامتناهي بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، بين السادة والمنبوذين، بين القوة والعجز. هذا الصراع الذي سيغدو شغلها الشاغل ومحور أعمالها الروائية والسينمائية.

بعد زواج فاشل من زميل دراسة، التقت عام 1984 المخرج السينمائي المستقل براديب كريشن الذي عرض عليها دوراً صغيراً في فيلم (Masse Sahib). وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم وعرضه تزوجت روي من كريشن، وشرعت تعمل معه على انجاز مشاريع سينمائية وتلفزيونية كان من بينها (The Banyan Tree) وهو مسلسل تلفزيوني ملحمي في ست وعشرين حلقة يغطي جزء من حركة التحرر الهندية ضد الاستعمار البريطاني.

وفي عام 1987 عملت روي على كتابة سيناريو فيلم (In Which Annie Gives It Those Ones) الذي يستمد موضوعه من فترة دراستها الهندسة أوائل سبعينات القرن المنصرم، وهي الفترة التي كانت فيها الهند تمر بمرحلة تحول كبير نحو اصلاح الاقتصاد، واعتماد نسخة جديدة من الاشتراكية في مواجهة اشتراكية الصين التي كانت تسرع الخطى في تحرير اقتصادها.

كان من أسباب نجاح الفيلم، الذي أخرجه براديب كريشن ولعبت فيه روي الدور الرئيس، إخلاصه في نقل تجربة الحياة الطلابية بكل ما عرفته آنذاك من ظواهر كالتمرد وتعاطي المخدرات، وصدق حواراته في التعبير عن أفكار الشباب وتطلعاتهم. وكانت لموضوع دراسة الهندسة المعمارية دلالة بالغة الأهمية، فالمهندس المعماري هو من يخطط للأبنية والطرق والسدود والأسواق، وبالتالي هو رمز هند المستقبل المنشود.

ويعد الفيلم أحد أقدم أعمال أرونداتي روي السينمائية، والتجربة الأولى في التمثيل لنجم المستقبل شاروخان. وكان قد عُرض على التلفزيون لليلة واحدة فقط ثم اختفى، ولكن تطور الاهتمام به بعد صدور رواية “إله الأشياء الصغيرة”، فقامت دار النشر البريطانية العريقة “بنغوين” بنشر سيناريو الفيلم، فيما جرى لاحقاً تحميله على الأنترنيت.

بعد انجاز الفيلم وتفاعل الجمهور معه وحصوله على جائزتين وطنيتين، أطلقت روي على تجربتها السينمائية: “سينما هامشية مجنونة”، لأنها جاءت خارج نظام ستديوهات (بوليوود) أكبر منتج سينمائي في الهند، وواحدة من أكبر مراكز إنتاج الأفلام في العالم.

عام 1992 كتبت روي سيناريو فيلم (Electric Moon). ورغم بثه على القناة الرابعة البريطانية لكنه لم ينجح جماهيرياً. وقد اعترفت، في وقت لاحق، أنها عندما كتبت السيناريو لم تكن قد تعلمت ما يكفي عن صناعة السينما.

وحين بدأت الأعمال التنفيذية عام 1987 لبناء سد مشروع سد سردار ساروفار على نهر نارمادا في ولاية جوغارات غرب الهند، الذي كان رئيس الوزراء الراحل جواهر لال نهرو قد وضع حجره الأساس في 1961، قادت روي حملة مناهضة له جلبت عليها سخط الحكومة الهندية. وفي سياق هذه الحملة قامت عام 2002 بكتابة سيناريو الفيلم الوثائقي (DAM/AGE: A Film with Arundhati Roy). وتُشاهد روي في الفيلم وهي تتحدث عن مخاطر السد على الحقول والغابات ومصادر رزق مئات آلاف السكان، وتحذر من غمر المياه لآثار حضارية تعود إلى ما قبل الهندوسية. كما تتحدث عن الاجراءات القضائية التي اتخذت بحقها جراء موقفها المناهض لبناء السد. وبلغة شاعرية تقول: أنني أفهم النهر ليس بصفتي داعية من دعاة حماية البيئة ولكن لمجرد أن النهر كان صديقي عندما كنت صغيرة أصطاد السمك. فقدان النهر أمر مؤلم ورهيب.

في عام 1994، غامرت روي بدخول حقل النقد السينمائي. ونتيجة اسلوبها اللاذع في كتابة مراجعاتها عن الأفلام دخلت في معارك وجدالات مع عدد من المخرجين لاسيما شيكار كابور، الممثل والمخرج السينمائي، الذي اتهمته باستغلال قصة فيلمه (Bandit Queen) الذي يتناول سيرة زعيمة عصابة وصفتها الصحف بـ “روبن هود الحديثة” وتحريف كل من حياتها والقضية التي دافعت عنها، وعدا ذلك لم يكن عادلاً  حين أظهرها كقاتلة في وقت لم يصدر القضاء الحكم بشأنها.

والشخصية موضوع الجدل فولان ديفي، الفتاة القروية التي زوجها والدها لرجل يكبرها في العمر، فكان أن شكلت عصابة للانتقام من زوجها، وبعد سجنها والافراج عنها، ترشحت للانتخابات وفازت ودخلت البرلمان، ثم لقيت حتفها اغتيالاً.

في هذه الفترة، عادت روي إلى كتابة رواية كانت قد بدأتها قبل بضع سنوات والتي كانت في النهاية روايتها الشهيرة “إله الأشياء الصغيرة” التي أنهتها في مايو 1996.

عرضت روي الرواية على الكاتب والصحفي بانكاج ميشرا، ولشدة تأثره بها أرسلها إلى عدد من الناشرين البريطانيين، وفي غضون أيام كانت روي تتلقى عروضاً غير مسبوقة لحقوق النشر. اختارت في النهاية دارين واحدة بريطانية والأخرى أمريكية. وفور صدورها، تُرجمت إلى سبع وعشرين لغة بينها ترجمتان باللغة العربية.

استحوذت الرواية على انتباه النقاد والقراء في جميع أنحاء العالم، وفي غضون أسابيع قليلة تم بيع 600 ألف نسخة منها، كانت حصيلة روي منها نحو مليون دولار. وظلت لأشهر طويلة مدرجة على قوائم أفضل الكتب مبيعاً.

تستند الرواية إلى طفولة روي في ولاية كيرالا، حيث تتعايش الأديان الرئيسة، المسيحية والهندوسية والإسلام واليهودية، مع أيديولوجيات كالماركسية. وتتناول تدهور عائلة عبر ثلاثة أجيال تمثل نماذج مصغرة للأسر والبيوتات الهندية، وما تعانيه من فشل عاطفي، ومن بؤس وحرمان.

رغم الشهرة التي جعلت منها نجمة أدبية لامعة، لم تتسرع روي في اصدار رواية أخرى، كما لم تكترث بالتكهنات المستمرة عن عائدات السوق الأدبي المالية، وبدلاً من ذلك راحت تعمل على عدد من الموضوعات التي تجدها أكثر إلحاحاً. وفي عام 2017، بعد ما يقرب من عقدين، أصدرت روايتها الثانية “وزارة السعادة القصوى”.

ـــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب وناقد سينمائي عراقي متخصص، يكتب الى “طريق الشعب” اول مرة.

********************** 

طيور حب العمارة

عبدالحسين بريسم

عندما تحط طيور الحب

في سوق العمارة العتيق

تنشد اغنية واحدة فقط

- اسمر وين مربى شارب ماي عمارة-

ازقة ضيقة وفضاء أوسع من

رأس نخلة

تطاول السماء

وتنزل رطبا جنيا

تحتاج الطيور

عشقا

لم يصله المجنون

ولا ليلاه

ولكنهم في الطرقات

يحملونها اقفاص

قلوب طازجة

وقمصانهم ممزقة

بمناقير الطيور

دليل حب

هل علمتنا الطيور

الحب

**********************

لم نتعلم

فاروق فياض

من قال : تعلمنا

لم نتعلم .. نخطئ في العشق

نعشق ثانية

نكسر ككاس لم تصنه اصابع ثمل مهمل

تلملمنا من كنا نبحث عنها

من كانت تبحث عنا

ولا تخشى ان تجرح فينا

نحن شظايا الليل

نجومه النابضة بالضوء

والضوء جرح الظلام الثقيل

اننا جرحه ،

واغاني عشق

اننا من نوهب الروح لمن يحلق بها

للبدايات الجديدة

والنهايات المفتوحة

ليس للعمر اكثر مما توهبين

تهت مرارا

فكوني فناري الاخير وليس سرابا

نجما يصحح اخطاء بوصلتي

شراعي وهو يقاوم خبايا الرياح

لا بحر فيك اليك

وانجو من لعنة المستحيل

فلم يبق لنا هذا الزمان السريع

من وقت للفرح الا القليل

انني متمسك بك ،

كما يتمسك دلو بحبل البئر

لينجو من غرق الظلمة

عانقيني كطوق نجاة

ليتخلص قمري من عتمته في ليلك

عانقيني حلماً جميلاً ،

حنينا يضم جروح انكسارك

فينبض قلبك للقاء

ويبعد عن كلينا شبح

الرحيل

*************************

غموض واضح جدا

فيصل جاسم

سادافع عن نفسي

بغبار من نوع اخر

بالمازوت

وبالنعناع الاخضر

بالاشجار اذا اخضرت اوراق الاشجار

و بالاسفنج

ادافع عن نفسي

من جبروت الذل

مهانة ان تمضي الايام كما سلفت ايام اخرى

من قهر و عناد

و لدائن ما اقترحه الساسة و التجار

ادافع عن نفسي

بحياة اخرى

اصنعها من كتب و مرايا

و غبار من نوع اخر

لا شيء يقيد ذاكرتي بخلايا الموت المجاني

سادفع غائلة الايام المرة

حيث حروب الناس على الناس

و حيث ضجيج النار يسيح على اركان بيوت

لم تألف من فبل سوى ضحكات الاطفال

و شيئا من غزل الازواج

يعمر كل اسرتهم بالحب

ادافع عن نفسي

و اظل ادافع عنها

ما بقي الوقت

و ما بقيت لغيوم الله زوابعها .

********************* 

قصة قصيرة

ثقــــبٌ في الذاكرة

ليلى عبدالواحد المرّاني*

- خذ هذه الأحجار حبيبي، ارمها خلف السيارة حين تتحرّك، الواحدة بعد الأخرى.

 ينظر إليّ بعينين دامعتين تستجديان تفسيراً، وهو يراني أضع حقيبتي الصغيرة في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة التي ستقلّني إلى المطار، أحتضنه وأطبع قبلةً تعتذر على خدّه. تفرّ منّي شجاعتي أمام صمته ودموعه الصامتة، ويمرّ أمامي شريط سينمائيّ مفزع لذلك اليوم الذي عدت به خائبةً مكسورة، حين فشلت التجربة الأولى وأعادونا من المطار صبيحة اليوم الثاني بعد أن قضينا ليلة مرعبة على كراسٍ خشبية، نجهل ماذا ينتظرنا حين نعود خائبين… كنت أخشى أن أعيد تلك التجربة المريرة...

 يوم بارد مطير وكئيب كان في شهر شباط، زاده كآبةً ذلك الخوف البغيض الذي لم يغادرني، رغم نظرات الرجاء والثقة التي يحاول أبنائي زرعها في قلبي، وبإصرار مخادعٍ كاد يخذلني، قلت وأنا أشعر بعزيمتي تفرّ منّي،” يجب أن أحاول ثانيةً، من أجلهم سأجازف…”

 أخذت مقعدي في سيارة الأجرة، فتحت النافذة وهتفت، “ سأعود من جديد كي آخذك معي، هل فهمت حبيبي؟ “

عيناه الغارقتان تشيان بعجزه عن الفهم، ولكنه يهزّ رأسه باستسلامٍ عجيب…

- الآن حبيبي، ارمِ الأحجار….

السيارة تتحرّك ببطء، كما طلبت من السائق، أراقب صغيري من الزجاج الخلفي، يركض ويرمي الأحجار؛ الواحدة بعد الاخرى وهو يبكي… تنهمر أدمعي ساخنةً تغرق وجهي حين جثا على الأرض منتحباً… كدتُ أن… ولكن أختي تلقّفته بحضنها.

للمرّة الثانية أدخل ذلك المطار وحيدةً، ووجيب قلبي يسبقني، عيناي تدوران بقلق، أفتّش عن رفيقتي في الرحلة إلى المجهول، كلّ ما أعرفه عنها، أنها طويلة وضخمة الجسم، شعرها طويل، وتحمل كيساً أزرق، ولم ينسَ صاحب مكتب التهريب أن يوصيني بحمل كيس أزرق أنا الأخرى، “ وكلّ شيء رتّبناه مع أمن المطار…”، أضاف حين انغرس خوفي في وجهه…

أحسّ بالضياع وسط مئات المسافرين، أرتجف، أشعر بدمي يبكي في شراييني حين أرى الصغار سعداء يتقافزون مع ذويهم، وددت لو أتحوّل إلى خفقة ريحٍ تطير إليه، أحتضنه بكلِّ أمومتي الموجوعة، “ لن أتركك حبيبي…”، سأقول له...

 ما أن وجدت نفسي عائمةً في الفضاء، حتى انهارت مقاومتي، أخذت أنشج بصوتٍ خفيض، تحوّل إلى شهقاتٍ تخنقني، فزعةً جحظت عيناي، فتّشت عن صوتي كي أستغيث، فلم أجده… وحين عثرت عليه، كان ضبابيّاً، آتياً من وراء الحياة، أنظر من خلال النافذة الصغيرة، أجدني أعوم في غابةٍ من الغيوم البيضاء بلون الثلج، يطلّ من بينها وجه صغيري باكياً، معاتباً وهو يركض ويرمي الأحجار السبعة، ثم يسقط من غيمةٍ بيضاء كبيرة، أفزّ من اغفاءتي مذعورة، أستمطر ذاكرتي، أين أنا؟ أفركُ عينيّ كي استيقظ من ذلك الكابوس اللعين، ليس غير الصمت والحزن، ولوعة عميقة كالموت تزلزل كياني؛ فأبكي، صوت زجاجيّ بارد يخترق سمعي

 - ماذا بك؟

 أنظر إليها… سلحفاة ضخمة تملأ مقعدها، كتفها الأيمن يفيض ويحتلّ نصف كتفي الأيسر، وأنا منزوية، ألتصق بالنافذة الصغيرة… هائلة هيئتها، أو هكذا صوّرها لي خوفي، وابتسامة بلهاء تفترس وجهها… ابتلع ريقي مرّا، جافّاً كخيبتي…

- أين نحن؟ …. أتساءل ببلاهةٍ مفرطة

- في طريقنا إلى الهدف… تقول هازئة

- أيّ هدف؟

- أتمنى أن تعودي إلى إغفاءتك… تقول بضيق

 وتخرج قطعة شيكولاتة من حقيبتها، تقضمها بتلذّذ، أغمض عينيّ ثانيةً؛ فأغوص قي ذاكرتي، تتزاحم الصور، تتكاثف، تتداخل ببعضها، والأحجار السبعة يقذفها صغيري، الواحدة تلو الاخرى تصطدم بنافذتي التي ألوذ بها؛ فأبكي… بحرقةٍ أبكي…

- ماذا تفعلين بحقّ السماء؟ ستثيرين من حولنا الشكوك…

تهتف بذعر رفيقة دربي التي لا أعرف عنها شيئاً ، سوى أنها ستلحق بخطيبها في ألمانيا…

“ أريد أن أعود... أريد ان أعود...” ، أفزّ مذعورةً، أمدّ يدي، رأس صغيري مطمئنٌ فوق صدري، أنفاسه دافئةً تخترق رئتيّ...

----------------------------

ملاحظة: من تقاليدنا الموروثة في العراق، أننا نسكب الماء خلف مسافر عزيز نتمنى عودته سالماً، ونرمي سبعة أحجارٍ خلف ضيف ثقيل أو مسافر لا نرغب بعودته...

ــــــــــــــــــ

*كاتبة عراقية تقيم في الدنمارك.

***********************

 الصفحة السادسة عشر

تهنئة

نتقدم الى عموم ابناء شعبنا من الصابئة المندائيين في داخل العراق وخارجه بالتهاني والتبريكات في مناسبة العيد الكبير ورأس السنة المندائية، متمنين لهم دوام الاعياد والافراح في عراق مستقر وآمن يحفظ للجميع حقوقهم في العيش الكريم.

عيد سعيد والسلام الدائم لهم.

الحزب الشيوعي العراقي

************************

يوميات

  • تضيّف اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، غدا الاثنين، سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أيوب عبد الحسين، ليتحدث في ندوة عن “الواقع التعليمي في العراق ودور الحركة الطلابية”.

تبدأ الندوة عند الساعة السادسة مساء في مقر اللجنة المحلية الكائن في الكرّادة داخل - قرب محطة وقود “أبو أقلام”.

  • تقيم دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة، غدا الاثنين، حفلا موسيقيا - غنائيا لاستذكار الفنان الكبير الراحل عباس جميل.

الحفل الذي ستشارك فيه نخبة من الفنانين إلى جانب الفرقة الموسيقية المركزية، يبدأ عند الساعة السابعة والنصف مساء على قاعة الرباط في شارع المغرب. 

*********************** 

شيوعيو ميسان

يحتفلون بعيد الثورة

العمارة – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 65 لثورة 14 تموز المجيدة، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان حفلا خطابيا – شعريا، حضرته شخصيات وطنية وممثلون عن أحزاب ناشئة متحالفة ضمن قوى التغيير الديمقراطية، إلى جانب جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.  سكرتير المحلية الرفيق علي السفير، استهل الحفل بقراءة كلمة الحزب في المناسبة، تلتها كلمة باسم “التيار القاسمي”.  وشهد الحفل قراءات شعرية تغنت بالثورة، ساهم فيها كل من الشاعر حيدر جليل والشاعرة سميرة الصافي.

كذلك قدم الرفيق شهدي خلف ورقة بحث بعنوان “14 تموز بين الثورة والانقلاب”.

********************** 

شيوعيو البصرة يحتفلون بذكرى الثورة الخالدة

البصرة – عبد السادة البصري

احتفل شيوعيو البصرة وأصدقاؤهم، أول أمس الجمعة، بالذكرى 65 لثورة 14 تموز الخالدة.  الاحتفال الذي أقيم على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب في البصرة، استهل بالنشيد الوطني. ثم رحب مدير الاحتفال الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، بالحاضرين، ليقفوا بعدها دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن.  الرفيق قاسم حنّون، ألقى بعد ذلك كلمة اللجنة المحلية، وتناول فيها الثورة ومنجزاتها، فضلا عن المؤامرات التي حيكت ضدها.  وتخللت الاحتفال قراءات شعرية في المناسبة للشعراء صبيح عمر وسعيد المظفر وعطوف الموسوي وشاكر الشاهين وسجاد الموسوي. كما تخللته وصلات غنائية لـ “فرقة قصي البصراوي”، وللفنان نجم مشاري.  هذا وحضر الاحتفال ممثلون عن قوى سياسية ومنظمات مدنية، إضافة إلى جمهور كبير.

********************* 

بعد انقطاع أكثر من 30 عاما

«فرقة عشتار» للباليه تتألق بعرض جديد

بغداد – طريق الشعب

بعد انقطاع دام أكثر من 3 عقود، قدمت “فرقة عشتار” للباليه، الخميس الماضي على خشبة المسرح الوطني، عرضا جديدا، وذلك برعاية مشتركة بين مكتب السيدة الأولى شاناز إبراهيم ووزارة الثقافة، وبإشراف دائرة الفنون الموسيقية.

العرض الذي شهد حضورا رسميا وجماهيريا كبيرا، قدمت خلاله 20 لوحة بالية على أنغام سيمفونيات عالمية معروفة.

وتضم الفرقة التي تشرف على تدريبها الفنانتان زينة ومينا أكرم، 50 طالبة وطالبا من مدرسة الموسيقى والباليه. وفي حديث صحفي، قال وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة، د. عماد جاسم، أن “هذه الفرقة عادت بعد جهود في التمرينات، لتكون الفرقة الأولى المتخصصة في فن الباليه في العراق”، معربا عن أمله في أن يكون هناك “دعم متواصل من رئاستي الجمهورية والوزراء لمدرسة الموسيقى والباليه”.   وكانت ضمن راقصات الباليه، طفلة من ذوي الهمم تدعى سارة. وفي هذا الصدد ذكر د. جاسم أن إحدى أهم الخطوات التي عملوا عليها، هي إشراك هذه الشريحة في النشاطات الفنية، مؤكدا أنه “عملنا على ذلك منذ سنوات، وكان الأمر صعب التحقيق نسبيا، لكننا اليوم استطعنا أن نحققه بقدوم هذه الملاك سارة، التي صفق لها الجمهور”.

********************** 

انطلاق البطولة الكروية الشعبية

في مناسبة ذكرى ثورة 14 تموز

بغداد – طريق الشعب

انطلقت مساء امس في مدينة الثورة – الصدر، وعلى ملعب شباب الحكيم، البطولة الرياضية الكروية، التي تنظمها اللجنة الرياضية للحزب الشيوعي العراقي.

وبحسب اللجنة الرياضية فأن عدد الفرق المشاركة في البطولة هو 10 فرق من جانبي الكرخ والرصافة، وان انطلاقها يوم امس كان بين فريقي الزعفرانية والرصافة الأولى.

هذا وحضر حفل الافتتاح الرفيق باسم محي نائب سكرتير الحزب وعضوا اللجنة المركزية الرفيقان انتصار الميالي ومحمود سعدون وعدد آخر من الرفاق في تنظيم الحزب، بالإضافة الى جمهور كروي شعبي واسع.

********************* 

نشاطات منوعة للأطفال في مقر شيوعيي الثورة

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة العطلة الصيفية، استقبل “منتدى الأم والطفل” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة، العديد من الأطفال من أبناء المدينة.

\ووضع المنتدى برنامجا صيفيا يتضمن نشاطات منوعة، ترفيهية وتعليمية وتثقيفية. ووفر أجواء مناسبة لمزاولة الأطفال هواياتهم في الرسم وقراءة القصص، وتنمية مواهبهم

*******************

شعارات تموز زيّنت الشوارع

توزيع بيان الحزب الأخير

 على أهالي الكرخ

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، بلجانها الأساسية في الكاظمية والشعلة والمنصور والصالحية، فرقا إعلامية جابت الشوارع العامة والأسواق سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي الشعبية، نسخا من بيان اللجنة المركزية الأخير “شعبنا قادر على كسر احتكار السلطة وفرض إرادته”. كما تجاذبت معهم أطراف الحديث حول الأوضاع السياسية في البلد وموقف الحزب منها. فيما استذكرت معهم ثورة 14 تموز 1958 تزامنا مع ذكراها الـ 65.

وفي السياق، رفعت الفرق في العديد من الأماكن العامة في أرجاء الكرخ، لافتات تحمل شعارات من التي أطلقها الحزب في ذكرى ثورة تموز.

هذا وأعرب مواطنون عديدون عن تقديرهم للشيوعيين على إحيائهم ذكرى الثورة.

الكرخ الثانية 

من جانب مماثل، رفعت اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الثانية، لافتات تحمل شعارات المناسبة في منطقتي أبو دشير والميكانيك في الدورة، ومناطق الاعلام والرسالة والسيدية وحي العامل وملعب جمولي والمحمودية، فضلا عن واجهات مقار منظمات الحزب التابعة للمحلية.

******************* 

أقاموا حفل ختان

شيوعيو النجف

يستذكرون ثورة تموز

النجف - أحمد عباس الجنابي

اقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، بمشاركة تنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، جلسة استذكار لثورة 14 تموز 1958، في مناسبة ذكراها الـ 65.

الجلسة التي احتضنها مقر اللجنة المحلية، تحدث فيها الرفيق صالح العميدي عن وقائع الثورة، مبينا أن “هذا الحدث لم يكن وليد ظروف آنية، إنما ثمرة نضال طويل شاق خاضه الشعب العراقي، وقدم فيه تضحيات جسام حافلة بالقهر والجوع والمرض والأمية، في وقت كبل فيه النظام الملكي البلاد بمعاهدات جائرة”.

وأوضح أن “ما حصل في 14 تموز ثورة بامتياز، من خلال تغيير طبيعة النظام من ملكية سائرة في فلك الاستعمار البريطاني، إلى جمهورية مستقلة، ومن خلال ما حققته الثورة من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، وبنى تحتية لا زالت شامخة”.

وكانت للعديد من الحاضرين مداخلات، تناولت دور جبهة الاتحاد الوطني 1957 في التهيئة للثورة، ودور الحزب الشيوعي العراقي في حماية الثورة والدفاع عنها. كما تطرق البعض إلى دور الثورة في تهيئة أجواء تشكيل النقابات والاتحادات. 

وفي المناسبة، أقامت اللجنة المحلية على “قاعة الشهيد محمد موسى التتنجي” في مقرها، حفل ختان.

وأجرى عمليات الختان للأطفال، المعاون الطبي عباس صاحب العلاق، وسط زغاريد النساء وأهازيج الرفيق عليوي الميالي التي تتغنى بالثورة.

**********************

بابل

مسيرة آلية احتفاء بذكرى الثورة

الحلة – محمد علي محيي الدين

احتفاء بالذكرى الـ 65 لثورة 14 تموز الخالدة، نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل مسيرة آلية جابت شوارع مدينة الحلة.

وانطلقت المسيرة من مقر المحلية في “حي الطيارة”، متوجهة إلى “مجسّر الثورة”، ثم إلى “شارع 40”، وانتهاء بـ “شارع الإمام علي”، لتعود مجددا إلى حيث انطلقت.

وزينت العجلات المشاركة في المسيرة، بالأعلام العراقية والشعارات التي تحيي الذكرى.

وفي السياق، نظمت المحلية جولات راجلة وطاولات إعلامية في أماكن عامة عديدة، وزعت خلالها على المواطنين نسخا من بيان الحزب الصادر في مناسبة ذكرى الثورة.

كذلك رفعت لجنة الشهيد حيدر القبطان الأساسية واللجان الأساسية في المحاويل والمسيّب والهاشمية وجبَلَة وناحية الإمام، شعارات الذكرى في أماكن عامة بارزة.