اخر الاخبار

الصفحة الاولى

على طريق الشعب

في عيد الحزب السابع والثمانين مسيرة مجيدة ودروس ثمينة

عندما خرج حزبنا الشيوعي العراقي الى النور في مثل هذا اليوم، الحادي والثلاثين من آذار، قبل سبع وثمانين سنة، كان العراق قد صحا من سبات القرون الطويلة تحت هيمنة الظلام والظلم العثمانيين، وبدأ يستشعر ويتجاوب مع نبض الزمن الجديد المتشكل في اعقاب الحرب العالمية الاولى، مع انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، وانتشار افكار تحرر الامم وحقوق الشعوب ومُثُل التقدم والعدالة الاجتماعيين.

وقد جسد الحزب ذلك في اقتحامه المسرح السياسي، رافعا شعارات النضال ضد الاستغلال الطبقي الى جانب النضال ضد الاستعماروفي سبيل التحرر والاستقلال. تلك الشعارات التي ترسخت في مجرى العقود التالية، وانعكست في تكريس الحزب  نفسه للكفاح المتجدد من اجل الشعب والوطن والعطاء لهما، والدفاع عن حقوق ومصالح العمال والفلاحين وعامة الكادحين، ومقارعة الظلم والقهر والاستبداد، ومحاربة التمييز بكل اشكاله: القومي والديني والطائفي والفكري والسياسي، والوقوف بثبات ضد مصادرة الحقوق والحريات ، والتمسك بقيم المواطنة والمساواة واحترام الانسان وكرامته، ورفض كل مظاهر التطرف والتعصب والإرهاب، والتشديد على اعتماد الأساليب السلمية والديمقراطية في حلّ المشكلات السياسية والاجتماعية.

ومنذ البداية ايضا اعلن الحزب بجلاء موقفه المنحاز الى المرأة وحقوقها وقضية تحررها ومساواتها، وهو الموقف الذي تمسك به على الدوام وطوره، مثلما شدد على رعاية الشباب، وتأمين الحقوق والحريات المكفولة لهم دستورياً، وضمان اسهامهم اناثا وذكورا في بناء العراق وفي صنع تقدمه ورقيه. وبجانب ذلك وضع نصب عينيه على الدوام  قضية حرية الثقافة والابداع، واحترام التعددية الفكرية والسياسية والقومية في ثقافتنا الوطنية، وتوفير متطلبات ازدهارها ورعاية مبدعيها وعامة المثقفين.

وعلى المستوى الاممي عبر عن الدعم الثابت لنضال الشعوب في سبيل حقوقها القومية العادلة وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير، وجسد ذلك بوجه خاص في مساندته حقوق الشعب الكردي ومطالبه القومية المشروعة، وفي دعمه قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في بناء دولته الوطنية المستقلة على ارض وطنه، وعاصمتها القدس. 

وكما اسهم حزبنا بنصيبه الكبير في نضالات الشعب وانتفاضاته ووثباته، وفي اطلاق ثورة  ١٤ تموز ١٩٥٨ وصيانة وليدها النظام الجمهوري ومكتسباته، فانه وقف بقوة في السنين الماضية ولا يزال الى جانب الحركات الاحتجاجية والمطلبية لجماهير الشعب، وهبّاتها وانتفاضاتها المتعاقبة وآخرها انتفاضة تشرين البطولية المتواصلة، بل وساهم مباشرة في كفاحها السلمي،  وبذل الجهود وما زال لتوسيع صفوفها وتعظيم  دورها في دحر الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، وفي تأمين الخدمات وفرص العمل، وتعميق الممارسة الديمقراطية وضمان حرية الرأي والتعبير. 

لقد كانت المسيرة التي اجترحها الحزب خلال اعوامه السبعة والثمانين الماضية، وهو يخوض غمار سلسلة لا تنقطع من الصراعات اليومية والمعارك النضالية المتواصلة في سبيل اهدافه المعلنة، ولانجاز المهمات الكبيرة التي يتضمنها برنامجه.. كانت مسيرة ملهمة بحق، اخترق في سياقها ميادين بكرا في النضال الوطني والطبقي، وتصدر في خضمها كفاح جماهير الشعب وكادحيه مقداما جسورا، ليحرز معها الانتصارات ويواجه النكسات بارادة صلبة وصمود وعزيمة تجديد لا يتزعزعان. وليدفع ثمن وفائه للشعب وحقوقه، وتمسكه بمبادئه وقيمه ومثله السامية، تضحيات عظمى من ارواح قادته الميامين وكوادره الابطال والآلاف المؤلفة من اعضائه ومناصريه الشجعان البواسل، تضحيات تحولت الى منارات شامخة في مسيرته الحافلة المضيئة، التي خرج منها بدروس وعبر لا تقدر بثمن، شكلت معينا لا ينضب لنضالاته غير المنقطعة اللاحقة.

ان تلك الدروس هي ما تمس حاجتنا للتعلم منها اليوم، ونحن نواجه مهمة ومتطلبات التغيير الناجز، لانقاذ شعبنا وبلدنا من طاعون الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد.

ولعل من الاهم بينها ذلك الدرس المتعلق بتطوير صلاتنا مع الجماهير، التي لا معوض عن دورها في تحقيق التغيير. فحجر الزاوية في هذه العلاقة هو ثقة الجماهير، ولابد بالتالي من السعي بدأب وبدون كلل الى كسب هذه الثقة.

ولأجل ذلك يتوجب على الشيوعيين الاحتكاك المباشر بالناس، وتلمس معاناتهم، ومشاركتهم مباشرة في صراعهم اليومي دفاعا عن حقوقهم ومطالبهم. كما ان عليهم الارتقاء بخطابهم واساليب عملهم، وبما يقدمون من حلول للمشكلات التي تثقل كاهل الجماهير وتسمم حياتها.

وهناك من تلك الدروس الغنية ما يخص التواصل مع عناصر المجتمع المختلفة، وتهيئة المتطلبات لبناء الاصطفاف الوطني الديمقراطي المدني الواسع، الضروري لدفع البلاد نحو عملية التغيير والخروج من دوامة الازمات الى فضاءات التنمية والتقدم. وهنا يلزم ادراك الحاجة الماسة الى الانفتاح على القوى الخيّرة الاخرى، ونسج الصلات معها، وجذبها للاجتماع على القضايا والمشاريع المشتركة. وذلك ما سعى حزبنا اليه بالفعل في الآونة الماضية، وما يواصل السعي اليوم بجهد اكبر، وهو يواجه مع البلاد التحديات الكثيرة غير المسبوقة، والمخاطر الكبرى التي تتهددها من كل صوب.

ويبقى كنز الدروس التي حفلت بها مسيرة السنين السبع والثمانين المجيدة لحزبنا الشيوعي العراقي، والتي يتصل بعضها طبعا بالحزب ذاته وتنظيمه وبنائه ونشاطه، معينا ثرا تلزم الشيوعيين العودة اليه دائما، ويتوجب عليهم استلهام عبره اليوم بصورة خاصة، وهم منخرطون في معترك النضال المعقد والصعب مع سائر القوى الوطنية الديمقراطية والمدنية المخلصة، لانقاذ البلاد من المنزلق المدمر الذي تدفعها اليه قوى الطائفية السياسية والفساد، ووضعها على سكة السلامة، سكة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

********

راصد الطريق

بدون تعليق

وزير المالية يكشف التواطؤ الخطير

الراصد هذه المرة هو وزير المالية السيد علي عبد الامير علاوي، والمرصود هو التواطؤ المشتبه حتى الآن بوقوعه بين مسؤولين في الدولة واحزاب متنفذة، على سرقة ممتلكات الدولة ونهبها.

الوزير علاوي قال في تصريح نقلته وكالة فرانس برس ان “هناك نوعاً من التواطؤ بين مسؤولين وأحزاب سياسية ورجال أعمال فاسدين”، وأضاف ان “هذا النظام ككل يساهم في نهب الدولة”.

واشار الى أن “الأحزاب والجماعات المسلحة تستخدم نفوذها السياسي للاحتفاظ بمواقعها التي تسمح لها بتكديس الأموال، ولا تتوانى عن التهديد باستخدام العنف”.

وفي شأن بيع الوظائف والمناصب في قطاع الكمارك قال وزير المالية ان “سعر أصغر وظيفة في الكمارك يتراوح بين 50 ومئة ألف دولار، وفي بعض الأحيان يرتفع السعر إلى أضعاف ذلك”.

وأكمل موضحا: “ يجب ان نحصل (يقصد الدولة) على سبعة مليارات دولار سنويا من الكمارك، لكن في الواقع يصل 10 الى 12 في المائة فقط من العائدات الى وزارة المالية”.

*******

رائد فهمي: البلد يعيش محنة والتغيير ضرورة ملحة

أجرى المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، لقاءً خاصاً مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، عشية حلول الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب، بُثّ مساء السبت 27 آذار الجاري على صفحة الحزب الرسمية على “فيسبوك”. وأدار اللقاء الرفيق علي صاحب، عضو اللجنة المركزية للحزب. ومما جاء في حديثه:

بعد التغيير تعقدت الاوضاع وشهد العراق مسارات أدت الى دخوله في سلسلة من الازمات التي تحولت الى مشاكل وأزمات بنيوية. لماذا نقول ازمات بنيوية؟ البلد اليوم يعيش اقتصادا ريعيا بامتياز، ويعتمد على النفط فقط. وعندما يعتمد البلد على الريع فقط، تكون هناك تداعيات ونتائج من ضمنها ان يشتد النزاع ما بين القوى المتنفذة على تقاسم الريع، وهذه القوى المتنفذة قد تكون من نفس الطيف، وايضا قد يكون صراع بين الاطياف على هذا الريع النفطي. وهذا يؤدي ايضا الى سوء استخدام الاموال التي تدخل للبلد من ايرادات نفطية، فبدل أن تذهب الى التنمية وبناء القدرات الانتاجية، والى تطوير الخدمات، يستحوذ عليها فئويا وشخصيا من خلال بناء ثروات كبيرة جدا. هذا من شأنه ان يؤدي الى زيادة الفوارق الاجتماعية حيث في العراق  ثراء فاحش مقابل فقر مدقع. اليوم نلاحظ الفوارق ليس فقط على مستوى الافراد والفئات الاجتماعية، انما هناك أيضا فوارق ما بين المناطق والمحافظات، وهذا يؤدي الى تفكك النسيج والتماسك المجتمعي، وكذلك الصراعات بين النخب الماسكة بالسلطة. هذا النمط من البناء والادارة الاقتصادية، وهذا (النموذج)، لم يعد، اليوم، قادرا او باستطاعته ان يستمر في هذا النهج. الكثير من الموارد استنزفت، والانتفاضة الباسلة كشفت الكثير من الامور، البطالة وغياب الخدمات والفجوة الكبيرة ما بين الذين يملكون والذين لا يملكون. كذلك 

الفساد اصبح عقبة في طريق اي نمو، البناء السياسي في البلد والمؤسسات الغائبة.. كل هذه اصبحت حالة بالغة الهشاشة، لذلك نقول ان التغيير اصبح ضرورة ملحة ومفترق طرق. ما لم يحدث التغيير فسيظل البلد يسير تحت رحمة نفس النهج المدمر، نهج المحاصصة والفساد، ونهج التفريط بموارد البلد. وهذا يؤدي الى معاناة بالغة الخطورة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبالتالي ففي ظل هذه الاوضاع، يرسم حزبنا سياساته وتوجهاته ويحدد المهام الملحة والتحديات التي أمامه وأمام الوطن.

*******

الصفحة الثانية  

مقاول ديالى: مشاريع المحافظة تحولت الى مصادر تمويل للأحزاب

بغداد ـ طريق الشعب

قال مدير فرع اتحاد المقاولين في ديالى اسماعيل الربيعي، إن شركات تابعة لأحزاب سياسية “تهمين” على مشاريع المحافظة.

واكد الربيعي في حديث صحفي, أن “مشاريع محافظة ديالى تذهب إلى شركات هي بالأساس تابعة لأحزاب متنفذة، دون الأخذ بالاعتبار الشركات الرصينة”، على حد تعبيره.

وأضاف الربيعي، أن “شركات تأسست مثلا قبل عام، تحصل على مشاريع بمليارات الدنانير، رغم انه ليس لها أي أعمال مماثلة، لما يتم التعاقد معها عليه”.

وأشار إلى أن “شركات الأحزاب ظاهرة موجودة في ديالى وبقية المحافظات وهي تمثل مصدر تمويل جديد للأحزاب والقوى المتنفذة”.

وتابع، أن “إبعاد الشركات المعروفة عن عالم البناء والإعمار قرار خاطئ وله تداعيات سلبية”، مؤكداً بأن “الاحتراف والمهنية يجب أن تكون حاضرة في تنفيذ المشاريع”.

************

تحية لحزب التنوير والتغيير ..

جاسم الحلفي

.. للحزب الذي وازى عمره الكفاحي تاريخ العراق المعاصر، وترك بصماته واضحة في تفاصيل حياة البلد ومسيرته، وساهم في بناء وعي وطني وديمقراطي واسع، وروّج للثقافة الوطنية الديمقراطية بأفقها الإنساني،  وخضّب كل رقعة من ارض الوطن بدماء شهدائه من مختلف طبقات الشعب وشرائحه وقومياته واديانه، في غمار المنازلات مع السلطات المستبدة والفاسدة، عبر الهبات الجماهيرية والانتفاضات الشعبية الباسلة، التي لن تكون إنتفاضة تشرين خاتمتها، طالما بقي الظلم والقهر والحرمان.

الحزب الذي تأسس يوم ٣١ آذار عام ١٩٣٤، والذي يحتفل بعيده السابع والثمانين، يواصل كفاحه ويؤكد وقوفه مع شعبه وكفاحه في صفه من اجل:

- إعادة بناء العملية السياسة على وفق منهج المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، ايمانا بالدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

- الخروج من مأزق المحاصصة، الذي عشعش التطرف في ظلها، وعاث تحت جناحي نهجها المفسدون فسادا، وأطلقت أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تدفع بالعراق الى حافة الخطر.

-  الخلاص من سطوة المتنفذين وصراعاتهم على السلطة والمال والنفوذ، وعلى تعظيم ثرواتهم غير المشروعة مما تدره مناصبهم الحكومية وامتيازاتهم، وما توفره مواقعهم من صفقات دسمة.

- صيانة وحدة العراق، بعيدا عن الاستقطابات الطائفية والقومية وصراعاتها المرفوضة، وعن الشخصنة والاهواء والامزجة العابرة، ومن اجل العودة الى طريق الوحدة الوطنية التي أساسها اعتماد مبدأ المواطنة.

- التصدي للسياسات التي انتجت الفقر والأمية والأمراض، والتي جعلت نسبة من يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلاد النفط وموارده الهائلة، نسبة مخيفة وموجعة في حسابات العدالة الاجتماعية.

- تبني قضايا المواطنين، سيما تلك التي تمس حياتهم ومعيشتهم وتحفظ كرامتهم، والاهتمام الاستثنائي بالطبقات الفقيرة، والفئات المهمشة، والمعوزين.

- الدفاع عن حقوق المواطنين في السكن، وفي التعليم والطبابة المجانيين، والضمان الاجتماعي، وكل ما يحفظ الكرامة الانسانية.

- الوقوف مع القوى المدنية الديمقراطية في مجابهة لا مهادنة فيها، وتنتظم فيها كل قوى التغيير والإصلاح، ضد سياسات هدر الاموال العامة وتبديدها، والتصدى بشجاعة للفساد المالي والإداري، وعدم التراجع امام تغوّله وطغيانه.

- ادانة نهج الولاءات الخارجية على حساب سيادة العراق ومصالح شعبه، هذا النهج الذي سار عليه المتنفذون الذين جعلوا الدول الإقليمية في رأس قائمة اهتماماتهم، لانها صاحبة الفضل في تأمين ما يحتلون من مواقع في السلطة السياسية.

- الحفاظ على استقلال وطننا وسيادته، والتصدي لكل الإطماع في النيل من مصالحه وحقوقه، ومن مقدراته.

 تحية للحزب الذي بشر ويبشر بالمساواة والعدل والتقدم.

******************

مفوضية حقوق الانسان مستغربة من “صمت” الجهات المعنية

الفقراء يتلقون ضربة موجعة قبيل رمضان.. التجارة تعدهم بـ”حصة كاملة”

بغداد ــ طريق الشعب

كشفت وزارة التجارة عن خطتها في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية، مع اقتراب حلول شهر رمضان، واستمرار تفشي جائحة كورونا وما يرافق ذلك من تداعيات، يدفع ثمنها المواطنون من ذوي الدخل اليومي المحدود.

وتؤكد الوزارة أنها تعتزم توزيع حصة “كاملة” على المستفيدين من البطاقة التموينية، فيما أشّرت مفوضية حقوق الإنسان، “سكوتا وتجاهلا” من جانب الجهات المعنية عن الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية.

ارتفاع جنوني في الأسعار

وقالت المواطنة نوال فالح، من منطقة الزعفرانية، لـ”طريق الشعب”، يوم أمس، إن أسعار المواد الغذائية وحتى الخضار، شهدت هذا العام ارتفاعا مبالغا فيه، مبينة أن سعر كيلو الطماطم قفز مؤخرا من 500 دينار الى 1.500 دينار، وكذلك البطاطا ارتفعت من 750 دينارا الى 1000 دينار.

وأضافت فالح، أن اللحوم الحمراء والدجاج ارتفعت أيضا، برغم تشديد الجهات الامنية على أسعارها من خلال جولات ميدانية لمسؤولين رفيعين في أسواق بغداد، مشيرة الى أنها اشترت يوم أمس سعر كيلو لحم الغنم بـ14 الف دينار، مرتفعاً من 12 الفا. كذلك أسعار الدجاج العراقي ارتفعت من 6 آلاف الى 9 آلاف دينار.

وتابعت المواطنة، أنّ الناس اعتادت على ارتفاع الأسعار في أيام المناسبات، لا سيما في الموسم الرمضاني.

وأردفت المتحدثة كلامها: ان الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية، لم يكن مسبوقا، معللة ذلك بـ”تغيير سعر صرف الدولار، وجشع التجار من ضعاف النفوس”، الامر الذي أنهك المواطنين من ذوي الدخل اليومي المحدود.

وفي اليومين الماضيين، أجرى وزير الداخلية عثمان الغانمي جولة ميدانية تفقدية شملت عدداً من المناطق في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بغداد، تفقد خلالها عدداً من المحال التجارية والتقى أصحابها، لمعرفة أسعار المواد الغذائية وَغيرها من المواد، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية تعاون الجميع وعدم استغلال الظروف الحالية لرفع أسعار المواد او احتكارها لكون ذلك يعد مخالفة يعاقب عليها القانون.

“حصة تموينية كاملة”

من جهتها، أكدت وزارة التجارة، اتخاذها اجراءات عدة في مواجهة ارتفاع اسعار السوق، من بينها لجوؤها “قريبا” الى توزيع حصة تموينية “كاملة”.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، لمراسل “طريق الشعب”، يوم أمس، ان “الفرق الكشفية التابعة للوزارة لم تلمس اي ارتفاع في اسعار أربع مواد غذائية رئيسة، وهي: الطحين، الرز، الزيت، والسكر”.

وأضاف حنون، أنّ الوزارة في اطار سعيها للمحافظة على الاسعار في الاسواق، “ستعمل على توزيع وجبة كاملة من مواد الحصة التموينية على المواطنين المستفيدين منها”.

من يوقف التجار الجشعين؟

بدورها، أبدت عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان، د. فاتن عبد الواحد الحلفي، استغرابها من سكوت وتجاهل الجهات المعنية في الحكومة عن الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية بشكل غير عقلاني.

ودعت الحلفي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، الجهات المعنية في وزارة التجارة، الى “ضرورة الإسراع في تزويد المواطنين بالحصة التموينية مع إعطاء العوائل المتعففة حصة إضافية، لا سيما المواد الاساسية مثل الزيت والرز والطحين”.

وأكدت الحلفي أن “الأسواق التجارية شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية خاصة مع قرب حلول شهر رمضان”، مشددة على ضرورة قيام الجهات الحكومية بمنع استغلال الناس من قبل ضعاف النفوس، وحماية العوائل ذات الدخل المحدود من خلال مراقبة حركة السوق.

وشددت الحلفي على أهمية تعزيز الروابط الإنسانية بين فئات المجتمع، وترسيخ أواصر التضامن والتكاتف والتعاون لاسيما أن البلاد تمر بأوضاع صحية صعبة ومحرجة، في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها على مجمل القطاعات الحياتية.

****************

رسائل وبرقيات تهان في الذكرى 87 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

تسلمت اللجنة المركزية للحزب رسائل وبرقيات تهنئة من عدد من الاحزاب والحركات منها:

الاتحاد الوطني الكردستاني

يهنئ “حزب الشهداء

ونحن نودع آذار، آذار السلام، آذار نوروز، وآذار الربيع وبساعاته الأخيرة للرحيل تبزغ من بين هذه السويعات اشراقة مضيئة لا بد ان نقف عندها ونستذكر في اليوم الاخير من آذار تأسيس هامة سياسية باشقه اطلت على العراق 87 عاما.

انه ميلاد حزب الكادحين، حزب المناضلين، حزب الشهداء والتضحيات، هذا الحزب الذي اعطى قوافل من الشهداء وانهار من الدم على طريق الحرية وفي سبيل العيش الرغيد الكريم لأبناء الشعب العراقي.

ولعل ارض كردستان شاهدة بقمتها وسفوحها ووديانها على الدماء التي سالت من خلال جهاد مناضليه وثواره عندما قارعوا على مر التاريخ كل عروض الدكتاتورية وآخرها اسقاط اعتى الدكتاتوريات في العالم، دكتاتورية النظام الصدامي المقبور. واليوم لا يسعنا الا ان نبارك لرفاقنا المناضلين في هذا الحزب وعوائلهم وجماهيرهم، هذه الذكرى الباقية بشموخها ولهم من القلب ومن ابطال حزبنا (حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني) شركاؤهم في التاريخ والنضال والتضحية.

كل الحب والتبريك وللشهداء الرحمة والخلود.

الى امام..

مكتب العلاقات العراقية

الاتحاد الوطني الكوردستاني

*********

حزب الامة العراقية: تهاني عطرة الى شريكنا الحقيقي

في المشروع المدني

الى الاخوات والاخوة قيادة وتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي

باسمي وباسم المكتب السياسي لحزب الامة العراقية وتنظيمات الحزب، نقدم لكم احر التهاني واعطر التبريكات بمناسبة تأسيس حزبكم، هذا الحزب المدني صاحب التضحيات الكبيرة والعطاء الثر والذي ضحى بكوكبة من الشهداء لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية والامان وقيام دولة مدنية تحترم جميع العراقيين، ان الحزب الشيوعي العراقي هو الشريك الحقيقي لنا في المشروع المدني.

نتمنى لكم دواء التقدم والازدهار لخدمة الشعب العراقي الصابر.

اخوكم

محمود العكيلي

امين عام حزب الامة العراقية

******

الشيوعي البريطاني:

حزبكم يواصل نضالاته المفعمة بالتضحيات

الى اللجنة المركزية

الحزب الشيوعي العراقي

الرفاق الأعزاء

بإسم اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي البريطاني أعبّر عن تهانينا لرفاق الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى الـ87 لتأسيسه.

إن لديكم تاريخاً يبعث على الفخر. اذ قاد رفاقكم النضال ضد السيطرة الاستعمارية البريطانية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وضد نهب موارد بلادكم من قبل احتكارات النفط البريطانية. وساهموا في إسقاط النظام الملكي في 1958. وعلى امتداد تلك السنين ايضاً لعبوا دوراً قيادياً في حركات أوسع من أجل التحرر الاجتماعي والاقتصادي، ودافعوا عن حقوق المرأة، وتصدوا للممارسات الطائفية والقمعية.

وعلى مدى ثلاثة عقود قاوم حزبكم الدكتاتورية، ثم تصدى لإعادة فرض الحكم الطائفي من قبل الإمبريالية الأمريكية وغيرها من القوى الخارجية.

واليوم نرى حزبكم وهو يواصل هذه النضالات، ورفاقكم لا يزالون يواجهون القمع، ولا تزال مقرات حزبكم تتعرض الى اعتداءات عنيفة. 

أيها الرفاق الأعزاء

إن قضيتكم هي قضية الاشتراكية والتضامن العالمي بين الشغيلة. نتمنى لكم النجاح في المستقبل.

عاشت الاشتراكية!

عاش تضامن الطبقة العاملة العالمي!

روبرت غريفيثس

الأمين العام للحزب الشيوعي البريطاني

*********************

الصفحة الثالثة

ترجيحات برلمانية بوجود معلومات “مغلوطة” لدى الجهات الدولية المعنية

نواب ومراقبون: تخلف الجواز العراقي مرتبط بـ «عاملين بارزين»

بغداد ـ عبدالله لطيف

صنّف الجواز العراقي، مؤخراً، ضمن أسوأ جوازات العالم، بتربعه على المركز  ما قبل الأخير في العام 2021.

ووفقاً للمعايير العالمية، فإن أي جواز سفر في العالم تكمن قوته في عدد الدول التي تسمح لحامله بالدخول اليها من دون تأشيرة او بتأشيرة دخول عند وصوله الى مطار البلد المسافر اليه.

وحدد نواب ومعنيون “سببين رئيسيين” تقفان وراء تخلف الجواز العراقي، وهما “تفشي الفساد”، و”الأزمة الاقتصادية” المرتبطة بنظام المحاصصة المقيت.

وفي تلك الاثناء، حثت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، وزارة الخارجية على اتخاذ “إجراءات تنفيذية” لتدارك المشكلة. كما اقترحت تشكيل فريق مختص للتواصل مع الجهات الدولية المعنية، لأنها تفترض ان هناك “معلومات مغلوطة” قد تنتشل الجواز العراقي من ذيل القائمة.

معايير دوليّة

وهناك ثلاثة عوامل تتحكم بقوة الجواز؛ اولها، استقرار البلد اقتصاديا، وقوة علاقات الدولة، وطباعة الجواز بمواصفات أمنية عالمية.  وترتبط قوة العلاقات الخارجية بتوقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدان، التي من شأنها ان تلغي تأشيرة الدخول “الفيزا”. وهذا لا يأتي إلا بعد استقرار البلاد اقتصادياً؛ فالعنصر الاساسي لقوة اي جواز في العالم، يعتمد على الاستقرار وقوة الاقتصاد في البلدان.

اما عن طباعة الجواز، فالبلدان التي وصلت الى مقدمة التصنيف العالمي،  تقوم بطباعة جوازات وفقاً للمواصفات الامنية التي حددتها المنظمة العالمية للطيران المدني “ايكاو”. لذلك نجد ان دول العالم تضع اكبر عدد من العلامات الامنية في جوازاتها، فضلاً عن اعتمادها الجواز البايوميتري، الذي يحوي شريحة تضم بيانات حامله، ومعممة عالمياً. وبرغم ان التكلفة المادية لهذا الجواز تعد عالية، إلا ان الكثير من البلدان، توافق على اعطاء تأشيرة دول لأصحاب هذا الجواز. 

أسباب اقتصادية

وقال الخبير الاقتصادي، صالح الهماش لـ”طريق الشعب”، إنّ “عمليات غسيل الأموال في العراق كثيرة جداً، والبلاد من اكثر الدول فساداً في العالم. كما منظمة الشفافية الدولية تقول ان العراق غير واضح في التعاملات المالية”.

وأضاف الهماش أن “الفساد المالي الموجود في العراق، يشجع على تغول المافيات المحلية”، مشيرا الى ان هذه الآفة “تشجع على استقطاب مافيات اقليمية، للحصول على الجواز العراقي بطرق مشروعة وغير مشروعة، ما اضعف الجواز العراقي، وجعله يتذيل الترتيب”.

تصنيف 2021

وبحسب مؤسسة “هنيلي” وشركة الاستشارات العالمية “نوماد كابيتاليست” المعنيتين بإصدار تصنيفات قائمة لأفضل جوازات السفر في العالم؛ فقد جاءت لوكسمبورغ بالمرتبة الأولى كأفضل جواز سفر، تلتها السويد، ثم إيرلندا، سويسرا، بلجيكا.

أما عربيا، فقد تصدرت الإمارات (38 عالميا) ثم الكويت (97) فقطر (98)، سلطنة عمان (103)، البحرين (105). وذلك في قائمة ضمت 199 جوازاً عالمياً لعام 2021.

وتذيّلت جوازات سفر إريتريا، سوريا، اليمن، العراق، أفغانستان القائمة. وحصل العراق على 23 نقطة من أصل مئة، حيث يستطيع حامل الجواز العراقي السفر إلى 28 دولة فقط من دون تأشيرة أو بتأشيرة إلكترونية.

ويعتمد مؤشر الجوازات “نوماد كابيتاليست” على خمسة معايير هي السفر من دون تأشيرة، وقوانين الضريبة الدولية، والسعادة والتنمية، والمواطنة المزدوجة، والحرية الشخصية.

وكابيتاليست هي شركة استشارات في مجال الضرائب والهجرة.

متابعات برلمانية

وتحاول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، ترميم مشكلة الجواز العراقي، من خلال حث وزارة الخارجية على “إجراءات تنفيذية”، بحسب ما يوق رئيسها النائب شيركو صالح.

ويقول صالح إن لجنته “ستناقش هذا الملف مع الخارجية وسفراء العراق والجهات ذات العلاقة من أجل التوصل إلى نتيجة”، مقترحا تشكيل فريق مختص من قبل وزارة الخارجية، للتواصل مع الجهات الدولية ذات العلاقة، من أجل معالجة المشكلة”.

ويخمّن رئيس اللجنة البرلمانية، أن تكون البيانات لدى شركات التصنيف “مغلوطة”، وفي حال صحّ هذا الاحتمال، فإن صالح يعتقد ان “جوازنا سينتقل لمرحلة متقدمة”.

أسباب أمنيّة

أما عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، عامر الفايز، فقد حدد “سببا رئيسيا” لتدني مرتبة الجواز العراقي ضمن مؤشر أفضل جوازات السفر في العالم، مشيرا الى أن ذلك لا يمكن أن يكون منعزلا عن “السلاح المنفلت في العراق”. وقال الفايز في بيان تابعته “طريق الشعب”، إن “الحكومة تعمل على تحسن مرتبة الجواز العراقي من خلال إلغاء تأشيرة الدخول مع دول أخرى”، موضحاً أن “هذا الأمر مرتبط بالوضع السياسي والأمني في العراق”.

وأضاف الفايز عاملا آخر مرتبط بتقييم الجواز، وهو “الأزمة الاقتصادية” التي رافقت تفشي جائحة كورونا في البلاد، وتداعيات على أسعار النفط وغيرها.

وأعفت الحكومة مؤخرا مواطني 37 دولة من تأشيرة الدخول إلى العراق.  وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء خالد المحنا، انه “قرار جريء، يتعلق بتنشيط الاستثمار ودعم الاقتصاد”.

 وبين المحنا أن “القرار شمل رجال الأعمال والشركات من دول مجلس الأمن دائمة العضوية ودول الاتحاد الاوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وكندا واستراليا ونيوزيلندا وسويسرا، مقابل دفع رسوم سمات الدخول البالغة 75 دولارا لمدة شهرين”. ويسعى العراق إلى جذب المستثمرين وتسهيل عملية دخولهم إلى أراضيه من خلال إعفاء مواطني بعض الدول من سمات الدخول، بعدما كانت سمة الدخول إلى الأراضي العراقية، تحتاج إلى موافقات تأخذ وقتا طويلا، وربما لا تصدر في الكثير من الأحيان.

********************

تظاهرات احتجاجية في البصرة وذي قار وكربلاء

بغداد ــ طريق الشعب

شهدت محافظة البصرة وقفة احتجاجية لطلبة الجامعات، الذين أبدوا رفضهم لآلية الامتحان الموضوعة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, فيما جدد العشرات من المحتجين في قضاء الرفاعي التابع الى محافظة ذي قار, قطعهم الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظة والعاصمة بغداد, مطالبين بإعادة القائمّقام السابق الى منصبه.

وقفة احتجاجية للطلبة

ونظم العشرات من طلبة جامعة البصرة، وقفة احتجاجية امام مبنى رئاسة جامعة البصرة، مطالبين باجراء امتحانات الكترونية.

وقال الطالب محمد قاسم لـ”طريق الشعب”, ان “الهدف من الوقفة هو لإيصال رسالة الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة اعادة النظر في آلية الامتحان الحضوري وتحويله الى الالكتروني، بسبب ان آلية الدوام كانت الكترونية”.

واضاف قاسم ان “الطلبة دعوا في بداية العام الدراسي الى العودة للدوام الحضوري، لكن الوزارة قابلت الامر بالرفض”، مقترحا “تكثيف المناهج الدراسية واعطاء كورس مكثف في المواد المراد الامتحان فيها حضوريا، من اجل تمكين الطلبة من أداء الامتحانات بصورة تؤهلهم للنجاح”.

قطع للطرق في الرفاعي

من جانبهم, جدد العشرات من المحتجين في قضاء الرفاعي، قطع الطريق العام الرابط بين محافظة ذي قار والعاصمة بغداد من خلال حرق الإطارات، مطالبين بإعادة القائمّقام السابق كاظم موسى الفياض الى منصبه. وذكر المتظاهر, علي جمعة ان “الاحتجاجات في القضاء مستمرة منذ اكثر من اسبوع، احتجاجا على قرار اعفاء الفياض، وتعيين شخصية من الاحزاب المتنفذة بدلا منه”.

وأكد جمعة “استمرار الاحتجاجات لحين تراجع الحكومة المحلية في المحافظة عن قرارها وإعادة الفياض إلى منصبه”.

وقفة احتجاجية في كربلاء

من جهتهم, نظم العشرات من المحاضرين في المجان في محافظة كربلاء، وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ عدة أشهر.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن العشرات من المحاضرين نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية تربية محافظة كربلاء، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة وتضمينها في مشروع قانون الموازنة العامة 2021”.

**********************

معنيون يدعون الى الغائها او تعديلها بما يواكب الوضع الراهن

قوانين موروثة توظف في تكميم الافواه

بغداد ــ نورس حسن

على الرغم من تجريم حقبة حزب البعث في العراق بعد العام 2003، والحديث المتكرر من جانب الأطراف السياسية الفاعلة في مرحلة ما بعد التغيير، عن أن النظام السابق كان يقوّض حرية التعبير عن الرأي، إلا أن الحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام الطاغية، بدت متمسكة بالكثير من قواعده القانونية، “كونها تشكّل منافذ لقمع الحريات في الوقت المناسب”، بحسب مراقبين وقانونيين.

قوانين قمعية

يقول القاضي هادي عزيز لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام المباد، لم تكن من اولويات عملها تعزيز حقوق الانسان؛ فهناك الكثير من القوانين القمعية للحريات بمختلف اشكالها، شرعت في زمن الدكتاتورية، لكنها ما تزال نافذة ويؤخذ بها، وهي قوانين تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان”.

ويُؤشر القاضي عزيز عدداً من القوانين التي تتنافى مع ما نص عليه الدستور بحرية المعتقد والدين والتعبير وغيرها،  مضيفا أنه لا يزال نافذا “الحكم بالإعدام على كل من يعتنق الديانة البهائية او يؤدي طقوسها، فضلا عن قوانين اخرى تتعلق بحرية التعبير والتظاهر السلمي”.

الخلل في تطبيق القانون

وفي مقابل ما ذهب اليه القاضي هادي عزيز، يقول الخبير القانوني امين الاسدي، ان “العراق يمتلك منظومة قانونية رصينة، ومساندة لحقوق وحريات المواطنين”، مردفا ان “المشكلة تكمن في الآلية المتبعة لتطبيق هذه القوانين وكيفية توظيفها”. وقال الاسدي لـ”طريق الشعب”، يوم امس، “هناك مطالبات بسن قانون العنف الأسري”.

وأضاف أن “الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام المباد لم تسع الى تطوير امكانياتها لتطبيق القوانين النافذة”، مردفا ان هناك “قوانين متوارثة تتنافى مع مبادئ حقوق الانسان”.

ودعا الاسدي الى اجراء “تعديلات تنسجم مع المتغيرات التي طرأت على المجتمع خاصة المادة 41 المتعلقة بتأديب المرأة”.

وعدّ الخبير القانوني، ما لحق الناشطين والصحفيين من قمع لمجرد التعبير عن آرائهم، يعكس قرارات تعسفية، مشيرا الى عدم وجود “قانون يجرّم حرية التعبير والتظاهر السلمي”.

ازدواجية السلطات

أما المختص القانوني علي التمر، فيرى أنّ “القوانين النافذة في العراق بصورة عامة هي قوانين مرنة، ويتم تطبيقها وفقا للحاجة”. ويقول التمر إن قانون مكافحة الإرهاب “نص على كل من يهدد امن الدولة هو ارهابي. وبالتالي فإن الاستعراضات المسلحة التي شهدتها مؤخرا شوارع العاصمة، تصنف ضمن الارهاب”.

ويملك العراق قوانين رصينة ومساندة لحريات التعبير وضامنة للأمن الوطني، لكن ازدواجية السلطات في تطبيق القوانين، اضعفت من رصانتها وقوتها الرادعة، بحسب رأي التمر.

ويلاحظ التمر ان “السلطات بعد سقوط النظام المباد لم تسع الى تشريع قوانين حقيقية، تنسجم مع مبادئ حقوق الانسان، انما كل ما عملت عليه هو تشريع قوانين لتحقيق مصالح خاصة لا اكثر”.

ويلفت الى ان “السلطات، ورغم مرور 18 عاما على تغيير النظام الدكتاتوري، لا تزال أحكام مجلس قيادة الثورة، نافذة حتى الان”.

ويجد التمر ان “الوضع الاجتماعي في العراق، بحاجة الى خبراء قانونيين مهنيين، يعملون على تشريع القوانين التي تنسجم مع تطورات المجتمع وحاجاته”.

قوانين بانتظار التعديل

من جانبه، يقول الناشط والقانوني محمد السلامي، ان “جميع القوانين النافذة ابان السلطات القمعية قبل عام 2003 تجرم كل من يعمل على انتقاد الحكومة والسلطات، وتصل العقوبات الى حد الاعدام”.

ويضيف السلامي لـ”طريق الشعب”، أن المرحلة الانتقالية شهدت تشريع قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية عام 2004، والذي تضمن بنودا تعزز مبادئ الحريات”.

ويتابع السلامي، ان “الخلل يكمن في الاجهزة الامنية القائمة، التي لا ترغب في تطبيق القوانين التي تناصر حرية الانسان”. ويشير السلامي الى ان هناك قوانين بحاجة الى تعديل منها قانون انضباط موظفي الدولة الذي لا يسمح بتقديم المعلومات الا بموافقة المدير او الرئيس، على الرغم من قانون حق الحصول على المعلومات.

**************************

الصفحة الرابعة

رداءة الأنترنت تعرقل جهود الاساتذة وتحرج الطلبة

بغداد – طريق الشعب

يتحدث عدد كبير من اساتذة وطلبة الجامعات عن مشاكل تواجه محاضراتهم الدراسية الالكترونية بسبب رداءة خدمات الانترنت المقدمة من قبل شركات التزويد التي أصبحت في مأمن عن المحاسبة رغم تقاضيها أموالا كثيرة مقابل خدماتها هذه. ومن ضمن هذه المشاكل، رداءة جودة الصوت خلال المحاضرات، او الانقطاعات المتكررة بالاتصال، وصعوبة ارسال التسجيلات وغيرها الكثير من التفاصيل.

جهود مضاعفة للأساتذة

مشكلة ضعف خدمات الانترنت لا تواجه الطلبة وحدهم، بل هي أيضا واقع مأساوي مفروض على اساتذة الجامعات الذين يحاولون التكيف مع نظام التدريس الالكتروني رغم ان الكثير منهم لا يملك المهارات الكافية بسبب ضعف البنى التحتية للدولة في هذا المجال، فضلا عن قلة الدورات التدريبية وغيرها من العوائق التي ظهرت فجأة بعدما تفشى الوباء.

ويقول الاستاذ الجامعي، غدير باسم، إن الجهود الكبيرة التي تبذلها الكوادر التدريسية في الجامعات، تكون معرضة في أوقات كثيرة “للضياع بسبب ضعف الانترنت”.

ويوضح باسم خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن “الاستاذ الجامعي يتعامل يوميا مع عدد كبير من المحاضرات للمراحل الدراسية المختلفة، ولأكثر من مرة خلال نفس اليوم، تتكرر المعاناة من خلال ضعف الصوت أو انقطاع الاتصال وهذا يستغرق وقت طويل ويجعل توقيتات الجدول الدراسي متغير للأسف الشديد”، مبينا إن “الاساتذة أصبحوا يعطون جهود مضاعفة ويقدمون الدروس في أوقات ما بعد الدوام الرسمي من أجل ضمان وصول المعلومة لجميع الطلبة”.

ويضيف المتحدث “أصبحنا نعطي اوقاتنا الشخصية إلى طلبتنا من أجل عدم حصول ارباك في فهم المواد، ولأن المرحلة الحالية تتطلب أن يتكاتف الجميع لتقليل مساوئ نظام التعليم الالكتروني”، مشيرا إلى “إن التدريس داخل القاعات الجامعية يكون أسهل على الاستاذ. ولكن بما إن الواقع الحالي هو أمر مفروض، فلا بد من ايجاد حل لمشاكل الانترنت الكثيرة فالطلبة يعانون ونحن نقدم كل ما نقدر عليه ولكن التردي هذا يضيع الكثير من جهودنا”.

الطلبة: مشاكلنا كثيرة

وفيما يتخبط العراق بمشاكل اقتصادية ومالية تعود بالأساس إلى الأزمة السياسية الراهنة، فمن الطبيعي وفق هذا المشهد ان يكون التعليم والطلبة ضحايا لما يجري خصوصا وأنهم الحلقة الأضعف رغم أهميتهم القصوى لبلد يعاني من مخلفات كثيرة بسبب الحروب والأمية.

فالطلبة يؤكدون إن مشاكلهم أصبحت كثيرة جدا بسبب فرض أسلوب دراسي جديدة عليهم لم يألفوه سابقا رغم إن الدراسة عن بعد مارستها دول رائدة في مجال التعليم منذ تسعينات القرن الماضي.

ويقول الطالب في جامعة بغداد، عيسى حسين، إن أولى المشاكل التي بدأت مع الطلبة الجامعيين كانت تتعلق بـ”الايميلات الرسمية”.

ويبيّن حسين لـ”طريق الشعب”، إن هذه الايميلات “تقوم بإعدادها الجامعات وهي حسابات تتميز بخواص مهمة تسهل دخول الطلبة الى محاضرات (الأونلاين) بدون تعقيدات. لكن اعطائها تأخر بالنسبة للطلبة الذين اعتمد الكثير منهم على (الايميلات) الشخصية، علما أن الاخيرة لا تسمح للطالب بالانضمام ما لم يوافق الاستاذ عليه، وبذلك يكون الاستاذ مشغول بين اعطاء الدرس والموافقة على الطلبة المنضمين الذين لا يأتون بوقت واحد بسبب ضعف شبكة الانترنت وتفاوت الخدمات من طالب الى اخر”.

ويتابع المتحدث “احيانا الاستاذ يتحدث عن جزء مهم جدا من المحاضرة واثناء ذلك تضعف شبكة الانترنت والصوت يكون رديء، فتضيع على بعضنا المعلومة. كما ان بعض الاساتذة يسجلون محاضراتهم ويرسلونها الى طلبتهم ولكن اخرين لا يستطيعون بسبب عدم مهارتهم بهذا الجانب او بسبب الانترنت ايضا”.

قضايا تقنية

وتعليقا على الموضوع، يشير المهندس في مجال الاتصالات، أحمد فيصل، إلى إن طلبة كثيرين لا يتم تزويدهم بالاتصال القوي بشبكة الانترنت ولا يدربون جيدا على التعامل مع البرامج الالكترونية، وبالتالي يفشل بعضهم باللحاق في زملائهم.

ويتحدث فيصل لـ”طريق الشعب”، قائلا: “العوائق التقنية جعلت التعليم الالكتروني بمثابة مشكلة للبعض من الطلبة. وبالخصوص الذين لا يملكون أجهزة كومبيوتر لخزن المواد وترتيبها والتعامل الجيد معها او اجهزة موبايل حديثة. كما إن قضية رداءة جودة الانترنت أصبحت مستعصية في العراق بسبب الفساد وعائدية شركات الاتصالات إلى جهات متنفذة لا يهمها التعليم ولا الطلبة”.

ويؤكد المتحدث على إن “الافتقار إلى محو الأمية الحاسوبية يمثل مشكلة رئيسية بين الطلاب اليوم، فلا يستطيع الكثير منهم تشغيل البرامج الأساسية مثل Microsoft Word و PowerPoint وبالتالي لا يمكنهم التعامل مع ملفاتهم، علاوة على ذلك، يجد العديد من الطلاب أن إصلاح مشاكل الكمبيوتر الأساسية أمر مزعج، حيث لا يعرفون شيئًا في هذا المجال”.

حلول مقترحة

ويقترح الخبير في مجال الشبكات والاتصالات كرار ستار، التنسيق بين وزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات وشركات الاتصالات لاستخدام السيرفرات الداخلية في عملية ايصال المحاضرات الالكترونية للطلبة دون المرور بتعقيدات السيرفرات الخارجية.

ويقول ستار, لـ”طريق الشعب”, ان “المشكلة الحقيقية هي عدم رغبة الحكومة ووزاراتها المعنية بحل الازمة رغم بساطتها وتوفرها في العراق منذ سنوات”, مبينا ان “الحل يكمن في استخدام تقنية الكاش وتوفير سيرفرات داخلية يتم من خلالها عرض المحاضرات دون الذهاب الى تعقيدات السيرفرات الخارجية وقضية ضعف خدمة الانترنيت في البلاد”.

ويضيف ستار, ان “شركات الانترنيت في العراق تستخدم تقنية الكاش والسيرفرات الداخلية منذ سنوات عديدة في تقديم خدمات مشاهدة القنوات المشفرة, او الافلام والمسلسلات العالمية”, مشيرا الى ان “تطبيق هذه التقنية لا يتطلب الكثير سوى التنسيق بين وزارات الدولة المعنية وشركات الانترنيت”.

ويوضح الخبير, ان “مؤسسات الدولة تعاني من بطالة مقنعة وقصور في التفكير وعدم بذل اي جهد في سبيل حل اي مشكلة تواجه المواطنين”, داعيا “الجهات المعنية الى استشارة اصحاب الاختصاص وذوي الخبرة في مجال تكنلوجيا المعلومات”.

**********************

نقابات العمال تدعو الى تعديلها

مسودة «التقاعد والضمان الاجتماعي».. تفاؤل برلماني وسخط نقابي

بغداد ــ طريق الشعب

مع إعلان لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية عن قرب التصويت على مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، دعا اتحاد نقابات عمال العراق الى ضرورة توفير ضمان اجتماعي حقيقي، وعدم مصادرة حقوق العمال، وتعديل مسودة القانون، بعد الاخذ بنظر الاعتبار رأي الاتحادات والنقابات العمالية، والعمل بمعايير العمل الدولية، وخبراء منظمة العمل الدولية.

وأكد الاتحاد ان الاطراف الحكومية والبرلمانية المعنية “تجاهلت” اشراك الاتحادات والنقابات العمالية في صياغة مسودة مشروع القانون، فيما اعتبر ذلك “مؤشرا سلبيا” تقف وراءه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وتقول لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية، ان القانون في حال اقراره سيحقق “نقلة نوعية للقطاع الخاص”.

من مسودة القانون..

وينص مشروع القانون الجديد على شمول شرائح واسعة من العاملين في المهن وجميع النشاطات الاقتصادية الخاصة بالضمان الاجتماعي، مثل سائقي سيارات الأجرة والنقل الخاص وأصحاب المحال التجارية والورش الصناعية وغيرها من النشاطات، التي تهم حياة المجتمع اليومية. وحدد مشروع القانون الحد الادنى لتقاعد العامل في القطاع الخاص، بما لا يقل عن 350 ألف دينار عراقي، مع إلزام صاحب العمل بأن يأخذ في الاعتبار المؤهل الدراسي للموظف، قبل احتساب أجره.

وحدد مشروع القانون العمر التقاعدي بعمر 63 سنة بالنسبة إلى الرجل الذي لديه 15 سنة خدمة، و58 سنة بالنسبة إلى المرأة. ورهن استحقاق الرجل للراتب التقاعدي بأن تكون لديه خدمة مضمونة تصل إلى 30 عاماً وعمره 50 سنة. وضمن حصول المرأة على التقاعد في حال امتلاكها خدمة مضمونة لـ 25 سنة وتكون بعمر 50 سنة. كما نص على إحالة المرأة إلى التقاعد في أي سن كانت، إذا كان لديها ثلاثة أطفال، وخدمة 15 سنة.

اعتراضات نقابية

وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار لمراسل “طريق الشعب”, ان “مشروع القانون لم تتم مناقشته مع الحركة النقابية واتحاد الصناعات بصفتهم طرفا اساسيا في مناقشة قضايا العمل والعمال”, معتبرا “عدم اخذ رأي الاتحادات والنقابات العمالية مؤشرا سلبيا على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

وأضاف الصفار, ان القانون يحرم العمال من بعض “الحقوق المكتسبة” وذلك من خلال “رفع نسبة الاشتراك في الضمان الاجتماعي من 5 الى 7 في المائة من اجور العمال, ما يزيد من اعداد العازفين عن التقديم ويؤدي الى عدم التسجيل”.

واشار الصفار الى تضمين مسودة القانون “الغاء فرع الخدمات الموجود في القانون السابق 39 لسنة 1971”.

وعلى أثر ذلك، قدمت الاتحادات والنقابات العمالية “ملاحظات كثيرة حول مشروع القانون الى لجنة العمل البرلمانية” بحسب تأكيدات الصفار.

واشّر المتحدث “غياب البعد الاجتماعي عن مشروع القانون، واقتصاره على الراتب”, كما أنه لم يلتزم بالمعايير الدولية واتفاقية 102, وتوصية 202 التي توفر الحد الادنى لأرضية الحماية الاجتماعية، التي لم تلتزم بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وأردف الامين العام كلامه بأن هناك “نقاطا ايجابية في مشروع القانون مثل شمول العاطلين عن العمل والقطاع غير المنتظم, لكن بشروط تعجيزية، نعتقد انها غير صحيحة”.

وابدى الصفار استغرابه من “رفع الدعم الحكومي عن صندوق الضمان، بعد ان كان مدعوما بنسبة 30 في المائة من مجموع اشتراكات العاملين”.

وخلص الصفار, الى “ضرورة توفير ضمان اجتماعي حقيقي، تتوفر فيه صحة وسلامة مهنية وتقديم خدمات اجتماعية, من خلال تعديل مشروع القانون قبل التصويت عليه”.

تفاؤل نيابي

من جانبه, أعرب رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجريــــن البرلمانية، عن أمله في إقرار قانون الضمان الاجتماعي عقب إقرار الموازنة مباشرة. 

وقال رئيس اللجنة رعد الدهلكي، في تصريح صحفي إن “زيادة مفـردات البطاقة التموينية وزيادة نسـبة الشمول في الرعاية الاجتماعية، تذهب الى الطبقة المستحقة من أبناء الشعب العراقي”، موضحاً أن “من أهم الخطوات التي تســــاعد على تأمــــين هذه الفقــــرات والأمن الغذائي، هو إقــــرار قانون الضمــــان الاجتماعي الذي يشــــمل شــــرائح مهمــــة من أبناء الشــــعب العراقــــي والعاطلين عن العمــــل، وإقراره يعد نقلة نوعية للقطاع الخاص”. 

وأضاف “نأمل بعــــد إقرار الموازنة، أن يكون قانون الضمان الاجتماعي، هــو أول القوانين التي تقرأ قراءة ثانية ومن ثم التصويت عليه”، مؤكداً عزم لجنته على إقرار القانون “لأنه يعد إنصافا كبيرا لشريحة الشـباب والمواطنين، ويبعد عنهم شبح الوقوف على طابور شباك التعيينات ويضمن التقاعد من الضمان الاجتماعي أسـوة بالموظف”.

تحديات التطبيق  

بدوره, تساءل الخبير الاقتصادي احمد خضير, عن إمكانية الزام اصحاب المشاريع الصغيرة بدفع نسب الاشتراكات للعاملين معهم.

وقال خضير لـ”طريق الشعب”, إن “محاولة تشريع قانون للتقاعد والضمان الاجتماعي هو محاولة حكومية لإيقاف الزحف نحو الوظائف الحكومية من خلال ضمان توفير رواتب تقاعدية للعاملين في القطاع الخاص”, مشيرا الى أن “تطبيق مثل هذه القانون سيواجه مشاكل عديدة من خلال تهرب اغلب شركات ومعامل القطاع الخاص وخاصة المتوسطة والصغيرة من تسجيل العاملين في الضمان الاجتماعي، وعدم قدرة الدولة على محاسبة هؤلاء”.

واشار الى “ضرورة الزام الشركات بتسجيل العاملين فيها ودفع بدلات اشتراكاتهم”, داعيا الى “ضرورة اعادة الدعم الحكومي لصندوق الضمان وتخفيض نسب الاشتراكات، سواء على ارباب العمل أم العمال، من أجل حثّهم على الاشتراك والمساهمة في هذا الصندوق”.

وأكد أنه “في حال تشريع قانون ملائم للوضع الحالي وضمان تطبيقه بصورة صحيحة، سيمكن القطاع الخاص من النهوض مجددا”.

***************

الصفحة الخامسة  

مواطنون يحمّلون الحكومة المسؤولية

موجة غلاء تجتاح الأسواق مع اقتراب رمضان

بغداد – وكالات

شهدت الأسواق العراقية، الأيام الأخيرة، موجة غلاء في أسعار المواد الغذائية، تماشيا مع خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار.

ويرى البعض أن هذا الارتفاع في الأسعار، الذي تجاوز في بعض المواد ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي تقريبا، يأتي بسبب جشع البعض من التجار، الذين يعمدون إلى رفع الأسعار مع قرب حلول شهر رمضان، وزيادة إقدام المواطنين على التسوق خلال هذه الفترة.

وألقت الحكومة من جانبها، مسؤولية ارتفاع الأسعار على عاتق التجار، الذين وصفتهم بـ “أصحاب النفوس الضعيفة”. 

وفي هذا الشأن قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في كلمة ألقاها خلال جلسة مجلس الوزراء، الثلاثاء 23 آذار، إن “ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية التي تصنع محليا، محاولة من أصحاب النفوس الضعيفة، وبعض الجشعين من التجار، لإرباك الوضع الاجتماعي”، مؤكدا أن “هؤلاء يستغلون إقبال المواطنين على شراء هذه المواد مع قرب شهر رمضان”.

وتابع قائلا، انه وجّه وزارة الداخلية والأمن الاقتصادي بـ “اتخاذ إجراءات مناسبة لمنع التلاعب بقوت المواطنين، وكف جشع بعض التجار، ومتابعة الأسواق”.

من جانبه، يرى عضو غرفة تجارة بغداد، علي الغالبي، ان “الحكومة هي المتسبب الرئيس لموجة الغلاء التي تشهدها أسعار السلع، خصوصا المواد الغذائية”، موضحا في حديث صحفي، أن رفع سعر صرف الدولار أثر بشكل سلبي على الأسعار.

وأشار إلى أن “النسبة الكبرى من المواد الغذائية تستورد من الخارج بالدولار، ومن البديهي أن تشهد صعوداً بالأسعار مع ارتفاع سعر صرف الدولار”، مبينا أن اسعار المواد الرئيسة كزيت الطعام والرز والسكر والطحين، سجلت ارتفاعا ملحوظا أرهق المواطنين، خصوصا وهم يستعدون لشهر رمضان.

إلى ذلك، أكد عضو اللجنة المالية في البرلمان، جمال كوجر، أن “بعض اسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 300 في المائة رغم أن الزيادة في سعر صرف الدولار هي 18.5 في المائة فقط”، واصفا ارتفاع أسعار الغذاء بـ “المؤلم”.

وأشار في حديث صحفي، إلى ان عبوة زيت الطعام سعة لتر واحد، بلغت 3000 دينار، بعد أن كانت بـ 1250 دينارا فقط،  موضحا أن “الحكومة غير قادرة على ضبط أسعار المواد الغذائية”.

ولفت كوجر إلى أن “كثرة التصريحات التي تتحدث عن إعادة سعر الدولار إلى ما كان عليه، ساهمت ايضا في إرباك السوق”، مضيفا أن “الأسعار مرتفعة جدا، ونتمنى أن يكون الضمير هو الحاكم”.

 وأكد عضو اللجنة المالية أن “الحكومة مطالبة بمتابعة أسعار شراء المواد المستوردة، ووضع نسبة ربح معقولة عليها”.

ويطالب نواب وكتل سياسية، الحكومة بإعادة سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه سابقا، بسبب ما خلفه خفض قيمة الدينار العراقي من انعكاسات سلبية على معيشة المواطنين.

*************

أگـول

رفقا بالفقراء يا أطباء!

قاسم عناد

تتفاقم حالات البؤس والعوز بين شرائح المجتمع العراقي، خاصة الفقيرة وذات الدخل المحدود، يوما بعد يوم، مع تصاعد وتيرة الأزمات الاقتصادية وسوء الإدارة المالية في البلد، فضلا عما خلفته جائحة كورونا من تداعيات معيشية منهكة. وقد استفحلت هذه المعاناة أكثر، بعد خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، وما عكسه ذلك من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والسلع والخدمات الأخرى.

وأمام هذه المعاناة الكبيرة، لم يسلم المواطن من جشع البعض من العيادات الطبية والصيدليات الأهلية.. هذا الجشع القائم منذ سنوات، والذي يبدو أن الدولة عاجزة عن إيقافه!

ويضطر المواطن إلى مراجعة العيادات والصيدليات الخاصة، كونها توفر له رعاية أفضل من في المؤسسات الصحية الحكومية، التي بدت عاجزة حتى عن توفير بعض الأدوية الضرورية، كأدوية الأمراض المزمنة!

وحدث لي، قبل أيام، ان قصدت عيادة احد الاطباء على اثر اوجاع حصلت لي في منطقة الصدر. وكالعادة، بلغت “كشفية” الطبيب 30 ألف دينار. إلا أن الذي أرهقني كثيرا، هو أجر المختبر. فقد بلغ 70 ألف دينار!

هذا المختبر الذي يقع إلى جوار غرفة الطبيب، ألزمني بدفع المال كاملا، رغم استغرابي من حجم المبلغ.

وبحسب وصية الطبيب، توجهت بعدها إلى غرفة المضمد التي تقع هي الأخرى في المبنى ذاته، فأجريت تخطيطا للقلب، ليصدمني المضمد مطالبا بـ 25 ألف دينار، وليس 5 آلاف كما تجري العادة في بقية العيادات!

بعد انتهائي من جولة الفحص هذه، أرشدني الطبيب إلى صيدلية مجاورة لعيادته، لغرض جلب الدواء، فكانت كلفته 75 ألف دينار، ليصبح مجموع ما أنفقته في هذه المحنة 200 ألف دينار.

في النهاية، تبين لي أن هناك اتفاقات مسبقة بين الطبيب وصاحب المختبر والمضمد وصاحب الصيدلية. كون الأول ألزمني بمراجعة الآخرين، ما يعني أن هناك نسبة من الأرباح تذهب إليه، وهذه النسبة ينتزعها هؤلاء الثلاثة، من المواطن الفقير المغلوب على أمره!

نتساءل: أين الدولة من هذا الجشع؟ أين نقابتا الأطباء والصيادلة؟

*************

الناصرية

التهاب أسعار

المواد الغذائية والدواجن

الناصرية – وكالات

شكا مواطنون وأصحاب محال تجارية في مدينة الناصرية، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدواجن في الأسواق، مرجعين ذلك إلى زيادة سعر صرف الدولار.

ولفت المواطنون واصحاب المحال، إلى ان معاناة المواطن تتصاعد مع تصاعد الأسعار، في الوقت الذي يتأخر فيه توزيع مفردات البطاقة التموينية وصرف رواتب الموظفين، موضحين أن غالبية المواد الغذائية ارتفعت بمقدار 500 إلى ألف دينار للكيلوغرام الواحد، فيما سجلت الخضار والفاكهة ارتفاعا واضحا في السعر، يصل إلى الضعف في بعضها، إلى جانب لحوم الدجاج التي زاد سعر الكيلوغرام منها بمعدل ألف دينار.

وأشاروا إلى أن هذا الارتفاع أدى إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، وإلى تراجع حركة البيع والشراء في السوق وعدم تمكن الشرائح الفقيرة من تأمين احتياجاتها المعيشية، داعين الجهات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات سريعة للحد من هذا الغلاء.

**************

مواساة

*الرفيق العزيز الفنان فراس البصري

بمشاعر يغمرها الأسى نتوجه إليكم وللعائلة الكريمة بالتعازي برحيل السيدة نوال السعد. العزاء والسلوان والصبر الجميل لكل ذوي ومحبي الفقيدة بهذا المصاب الأليم، و الذكر العاطر دوما للسيدة الفاضلة أم دان.

 الحزب الشيوعي العراقي/ مكتب اعلام الخارج

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، الرفيق صالح زغير (ابو رسول)، الذي توفي اثر مرض عضال.

واكب الراحل مسيرة الحزب منذ ستينيات القرن الماضي، وكان أحد أعضاء محلية الثورة في السبعينيات. وقد التحق بالحزب بعد سقوط النظام السابق وعمل بجهد وتفان، لكن المرض اقعده عن العمل.  الذكر الطيب  للفقيد العزيز والصبر والسلوان لرفاقه وذويه.

* تعزي هيئة المقرات للحزب الشيوعي العراقي، عائلة الرفيق محمود اسماعيل حسن (ابو نزار)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

**************

الصفحة السادسة

مشروع النبراس للبتروكيمياويات

الفساد والمصالح الضيقة يعطلان تنفيذه منذ العام 2012

بغداد ــ علي شغاتي

يعد مشروع النبراس للصناعات البتروكيمياويات، واحداً من المشاريع الحيوية التي طالها النسيان، بعد مرور أكثر من تسعة أعوام على طرحه للاستثمار.

والنبراس يحمل رقماً ضمن 83 مصنعاً ومعملاً، تعمل وزارة الصناعة والمعادن على وضع خطط لتأهيلها أو إنجازها.

وفي العام 2012، وقعت وزارة الصناعة والمعادن, اتفاقية مبدئية مع شركة “شل” الدولية للاستثمار في مشروع النبراس للصناعات البتروكيمياويات في محافظة البصرة, قرب موانئ ام قصر. ولا يزال الشروع يراوح في مكانه. وفي العام 2015 طرح تنفيذ المشروع بإنشاء مجمع عالمي يكون الاكبر في الشرق الاوسط، ورابع اكبر مصنع للبتروكيمياويات في العالم، ولم تغادر تلك الاتفاقات أورقها، حتى الان.

كلفة المشروع

وتقدر تكلفة انشاء المشروع بـ8 مليارات دولار. اما الارباح السنوية المتوقعة فهي أكثر من مليار دولار. وتعهدت الشركة، في حينها، ان تكون مدة التنفيذ خلال  5 سنوات, وانه يوفر فرص العمل بين 10 الى 30 الف فرصة عمل خلال مدة التنفيذ، و50 الف شخص من الصناعات التحويلية الاخرى.

وكان مخططا لكمية الإنتاج السنوية أن تبلغ مليونا و800 الف طن.

تأكيدات على التنفيذ

ورغم تأكيدات وزير النفط احسان عبدالجبار, مؤخرا, ان المشروع سيرى النور خلال أسابيع, لكنه ما زال بحاجة الى قرار مركزي.

وأشار وزير النفط الى انه “سيتم عرض الموضوع على مجلس الوزراء ووزير المالية لإيجاد الحلول المناسبة خلال الاسابيع المقبلة”.

ورهن عبد الجبار تجاوز المعرقلات التي تواجه تنفيذ المشروع بضرورة إيجاد “قرار مركزي”، مضيفا ان “القرار سيكون اما بالاتجاه نحو بناء مشروع نبراس، او الطلب من شركائنا (شركة شل) تغيير سعر هذه المادة”.

من جهته، قال وزير الصناعة والمعادن منهل عزيز الخباز، إن تنفيذ مشروع النبراس للصناعات البتروكيماوية في البصرة “يوفر أكثر من 30 ألف فرصة عمل”.

وأكّد الخباز في تصريح صحفي, أن “مشروع النبراس من المشاريع الكبيرة والعملاقة في المنطقة، الذي ينتج مليوناً و800 ألف طن سنوياً، ويوفر أكثر من 30 ألف فرصة عمل”، لافتاً إلى ان “المشروع يحقق إيرادات مالية كبيرة لخزينة الدولة مستقبلاً، وتبلغ الكلفة التخمينية للمشروع 8 مليارات دولار”.

وأضاف أن “الوزارة وضعت خططاً قصيرة المدى لتأهيل المصانع والمعامل المتوقفة، مدتها عام واحد وعددها 17 معملاً ومصنعاً بجهود ذاتية من قبل الشركات”, موضحا أن “عدد المصانع والمعامل التابعة للوزارة تصل إلى 288، منها 205 مصانع تعمل، وأخرى متوقفة والبالغة عددها 83”.

الفساد.. المعرقل الأبرز

من جانبه, قال الخبير الاقتصادي, احمد خضير لـ”طريق الشعب”, ان “الفساد في العراق يمنع تنفيذ أي مشروع لتطوير القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، بسبب اصرار جهات متنفذة على بقاء العراق سوقا للبضائع المستوردة”.

واضاف خضير، ان الاحزاب المتنفذة واجنحتها العسكرية “تسيطر على اغلب المرافق الاقتصادية في البلاد”، مشيرا الى ان ذلك “منع شركة شل من تحقيق أي تقدم ملموس في المشروع برغم توقيع صفقة انشائه في بداية العام 2015, مع مذكرة تفاهم أصلية في العام 2012”.

وزاد الخبير الاقتصادي أن “لا شيء يمنع العراق من ان يكون رائدا في مجال الصناعات البتروكيمياوية، فيما لو توفرت البيئة المناسبة للاستثمار”.

وبيّن أن “العراق يمتلك ثروات طبيعية هائلة غير مستغلة، نتيجة لركون السياسية الاقتصادية في البلاد للريع النفطي”.

طفرة نوعية

وقال الباحث في الشأن الصناعي, احمد علي, لـ”طريق الشعب”, إنّ “تنفيذ المشروع سيحقق طفرة نوعية للاقتصاد العراقي، وهو من المشاريع الاستراتيجية المهمة في قطاع الصناعات البتروكيميائيات، التي كان من المؤمل أن تنفذه شركة شل، والتي تملك نسبة 49 في المائة منه, مقابل 51 في المائة لوزارتي النفط والصناعة مناصفةً”.

وأضاف على أن “ابرز المعوقات التي تواجه تنفيذ المشروع، هو توفير غاز الايثان المغذي للمشروع، لانتاج مادة البولي أيثيلين، التي تشهد نموا سريعا في الاسواق العالمية”.

واكد علي ان “الظروف مهيّأة تماما للارتقاء بالصناعات البتروكيمياوية، حيث يملك العراق احتياطات كبيرة من النفط، وبالتالي فانه يمكن أن توفير المواد الاولية لهذه الصناعة”.

وتابع المتحدث ان “تفعيل صناعة البتروكيمياويات يحقق أرباحا طائلة للبلد، وينوع من مصادر دخله، كما انه يقلل من استيراد الكميات الكبيرة من منتجات البتروكيمياويات، ويساهم في احياء عدد من الصناعات”.

وزاد علي أن المشروع يوفّر فرص عمل بشكل مباشر وغير مباشر، “مثل توفير فرص عمل  في الصناعات البلاستيكية الصغيرة والمتوسطة, وتطوير البنية التحتية في المناطق التي ستقام عليها المشاريع منها السكك الحديد والطرق وتطوير منصات التحميل والتفريغ في الموانئ، فضلا عن تطوير مناطق المشروع عمرانيا من خلال بناء مجمعات تسويقية ومناطق سكنية”.

وأكد ان العراق من الممكن ان يكون لاعبا اساسيا على الصعيد العالمي في صناعة البتروكيمياويات, وبالتالي فان هذا المشروع يمكن الحكومة “من الاستغلال الامثل لفوائض الغاز والمنتجات الهايدروكاربونية السائلة وتحقيق قيمة مضافة عالية مقارنة في استخدامهما في نشاطات اخرى كتوليد الطاقة الكهربائية او حرقها بدون تحقيق اي فائدة”.

*******************

المطلوب حلول «آمنة» لإشراك القطاع الخاص

خبراء يحذرون: خصخصة القطاعات الإنتاجية تثري الفاسدين والمتنفذين

بغداد – طريق الشعب

عدّ خبراء في الشأن الاقتصادي، مؤخرا، توجه الحكومة نحو خصخصة القطاعات الإنتاجية في البلد أمر غير صائب و “مخالف” لأنه يأتي في ظل غياب القانون الذي ينظم هذا الجانب، فضلا عن وجود أكثر من شكل للخصخصة، ما يستدعي التريث ودراسة هذا الملف من قبل حكومة يكون أمامها وقت كافي ووفق خطة إستراتيجية هادفة. وحذر الخبراء من خطورة بيع أملاك الدولة وفق ذريعة الخصخصة، لغرض إثراء المتنفذين من خلال حصولهم على أهم المؤسسات التي يفترض بالحكومة أن تنهض بها.

توجه مثير للقلق

وجاءت التحذيرات هذه بعد أن أعلنت وزارة الصناعة والمعادن، الأحد الماضي، عن طرح معامل لإنتاج السكر في محافظتي ميسان ونينوى إلى الاستثمار.

ووفقا للمتحدث باسم الوزارة مرتضى الصافي، فأنه “تمَّ طرح معامل لإنتاج السكر في ميسان والموصل إلى الاستثمار من أجل تأهيل خطوطها الإنتاجية وإعادتها إلى العمل”.

وبشأن هذه الخطوة، أوضح الخبير الاقتصادي، رعد تويج، إن الخصخصة من الممكن اشراكها في عملية احياء القطاعات الانتاجية ولكن ليس وفق الشكل الحالي.

وقال تويج لـ”طريق الشعب”، يجب أن تكون الخصخصة “مشتركة مع الحكومة، وبشكل جزئي وليس كلي، لأن الأخيرة تحمل مخاطر كبيرة على الاقتصاد ولا تقدم المنافع المرجوة، فهي تعرض أصول الدولة إلى البيع رغم أنها ملك المجتمع”.

وأستغرب الخبير “التوجه نحو الخصخصة الشاملة بطريقة سريعة وغير مدروسة بينما لا يوجد قانون ينظمها، ولهذا فأن الحكومة ليس من حقها القيام بالخصخصة ما دام الجانب التشريعي غائب عنها”، داعيا إلى “إشراك القطاع الخاص بالعمل لكن بشرط أن تبقى الملكية للدولة. وخلافا لذلك من حق الرأي العام أن يشتكي على الحكومة التي تقوم بهذه العملية وهي لا تتمتع بعمر طويل وليست منتخبة  ولا تملك إستراتيجية تنموية واضحة المعالم”، فيما أكد “إن الخبراء والمختصون والمعنيون بالأمر لا يؤخذ برأيهم وهنالك مجموعة من المستأثرين بالاستشارات الاقتصادية غير المجدية والتي تجامل المسؤولين”.

تحذير نيابي

وفي السياق، النائب مازن الفيلي، من “خطورة” خصخصة معامل السكر في ميسان ونينوى.

وذكر النائب في بيان طالعته “طريق الشعب”، “حذرنا سابقا من تضمين الموازنة موادً كارثية مضرّة على مجمل وضع البلاد الاقتصادي، ومنها المادة (٣٨) التي تجيز خصخصة جميع قطاعات ومؤسسات الدولة الإنتاجية والخدمية والصناعية في منهج خطير سيحوّل بالتدريج ملكية الدولة إلى ملكية أشخاص متنفذين معدودين يحتكرون القرار السياسي والاقتصادي للبلاد لعقود من السنين ولا يمكن أن يتحرر الشعب من هيمنتهم الظالمة إلا بدفع أثمان باهظة”. وأضاف البيان “يبدو إن الحكومة استبقت حتى التصويت على الموازنة وأعلنت طرح معامل إنتاج السكر في ميسان والموصل إلى الاستثمار الخاص. وفي الوقت الذي نرفض هذا المنهج ونحذر من تضييعه لموارد الدولة الاقتصادية خصوصًا في ظروف انتشار الفساد المالي والإداري بهذا الشكل المرعب، نؤكد إمكانية الدولة ومن خلال الموازنة الاستثمارية البالغة (٢٤) تريليون دينار أن تنهض ومن خلال الكوادر الفنية الوطنية وذوي الخبرة والكفاءة في الوزارة بهذا النشاط الاستثماري وتطوير إنتاج هذه المصانع وغيرها من مئات المصانع والمعامل وعندها نحقق مجموعة أهداف وطنية بزيادة الإيرادات وتجنب الإنفاق على استيراد مواد مشابهة لما يمكن أن تنتجه مصانع ومعامل الدولة وتوفر فرص عمل إضافية للشباب بدلا من منح هذه الفرص للمستثمرين والمقاولين الذي يفكرون بزيادة أرباحهم ولو على حساب تسريح آلاف الموظفين العاملين في هذه المصانع والمعامل”.

********************

الصفحة السابعة - العاشرة

رائد فهمي: البلد يعيش محنة والتغيير ضرورة ملحة

طريق الشعب - خاص

أجرى المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، لقاءً خاصاً مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، عشية حلول الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب، بُثّ مساء السبت 27 آذار الجاري على صفحة الحزب الرسمية على “فيسبوك”. وأدار اللقاء الرفيق علي صاحب، عضو اللجنة المركزية للحزب.

في بداية اللقاء تحدث الرفيق فهمي عن مغزى 31 اذار 1934 بالنسبة للشيوعيين والوطنيين العراقيين قائلا:

نواصل النضال اليوم متحدين الصعاب بإصرار وعزيمة شيوعية. الشيوعيون ينسجون خيوط الامل، دفاعا عن حقوق شعبنا وجماهيره الكادحة، شغيلة اليد والفكر، وهم بذلك أوفياء وأمناء لرسالة الحزب ولمناضليه وشهدائه. انهم، وعلى مدى 87 عاما، ضحوا وقدموا اغلى التضحيات بالروح، ودخلوا السجون والمعتقلات وتعرضوا لشتى اشكال الملاحقة والاضطهاد دفاعا عن المبادئ السامية للحزب ومثله. وفي هذه المناسبة نتوجه بالتحية والاعتزاز، ونذكر باعتزاز شهداء الحزب ونشيد بمواقفهم الملهمة، شهداء الحزب من قياداته وكوادره، فهد وسلام عادل ورفاقهما. كذلك شهداء الانتفاضة وشهداء الحركة الوطنية العراقية.

مشروعية الدولة لا تختزل

بالعملية الانتخابية

المركز: المشهد في العراق معقد، الحزب وفي الذكرى الـ 87 لتأسيسه، كيف يراه؟

رائد فهمي: عيد الحزب هو ليس مناسبة احتفالية، يحتفل الشيوعيون فيها، فقط بل كل الوطنيين، والذكرى تتجاوز حدود الشيوعيين. إنها مناسبة أيضا للوقوف عند مسيرة الحزب وعند الأوضاع السياسية المحيطة بعمله. وهي مناسبة للمراجعة واستخلاص، قدر الإمكان، الدروس الايجابية والسلبية من خلال هذه الفعاليات المختلفة التي يقوم بها الحزب.

 الظروف اليوم والكل يتفق ـ ولسنا وحدنا كقوى ناضلت من اجل الوطن وانما حتى المراقبين الدوليين ـ على ان العراق على مفترق طرق، خلال  السنوات السابقة،  سواء في الظروف الصعبة في ظل النظام الدكتاتوري السابق ولاحقا بعد العام 2003.

 وبعد التغيير تعقدت الاوضاع وشهد العراق مسارات أدت الى دخوله في سلسلة من الازمات التي تحولت الى مشاكل وأزمات بنيوية. لماذا نقول ازمات بنيوية؟ البلد اليوم يعيش اقتصادا ريعيا بامتياز، ويعتمد على النفط فقط. وعندما يعتمد البلد على الريع فقط، تكون هناك تداعيات ونتائج من ضمنها ان يشتد النزاع ما بين القوى المتنفذة على تقاسم الريع، وهذه القوى المتنفذة قد تكون من نفس الطيف، وايضا قد يكون صراع بين الاطياف على هذا الريع النفطي. وهذا يؤدي ايضا الى سوء استخدام الاموال التي تدخل للبلد من ايرادات نفطية، فبدل أن تذهب الى التنمية وبناء القدرات الانتاجية، والى تطوير الخدمات، يستحوذ عليها فئويا وشخصيا من خلال بناء ثروات كبيرة جدا. هذا من شأنه ان يؤدي الى زيادة الفوارق الاجتماعية حيث في العراق  ثراء فاحش مقابل فقر مدقع. اليوم نلاحظ الفوارق ليس فقط على مستوى الافراد والفئات الاجتماعية، انما هناك أيضا فوارق ما بين المناطق والمحافظات، وهذا يؤدي الى تفكك النسيج والتماسك المجتمعي، وكذلك الصراعات بين النخب الماسكة بالسلطة. وهذا يجد تأثيره في  الدولة، فبدل ان يتم بناؤها وتكون قادرة على التغيير، وان ترسم برامج ورؤى، هذه الدولة تكون ميدان صراع مستمر وتشظٍ متزايد، وهذا يقود الى تداعيات اخرى على مستوى الاداء، ومستوى شرعية ومشروعية الدولة؛ فمشروعية الدولة ليست فقط من خلال العمليات الانتخابية انما من خلال ما تقدمه من خدمات للمواطنين.

هذا النمط من البناء والادارة الاقتصادية، وهذا (النموذج)، لم يعد، اليوم، قادرا او باستطاعته ان يستمر في هذا النهج. الكثير من الموارد استنزفت، والانتفاضة الباسلة كشفت الكثير من الامور، البطالة وغياب الخدمات والفجوة الكبيرة ما بين الذين يملكون والذين لا يملكون. كذلك 

 الفساد اصبح عقبة في طريق اي نمو، البناء السياسي في البلد والمؤسسات الغائبة.. كل هذه اصبحت حالة بالغة الهشاشة، لذلك نقول ان التغيير اصبح ضرورة ملحة ومفترق طرق. ما لم يحدث التغيير فسيظل البلد يسير تحت رحمة نفس النهج المدمر، نهج المحاصصة والفساد، ونهج التفريط بموارد البلد. وهذا يؤدي الى معاناة بالغة الخطورة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبالتالي ففي ظل هذه الاوضاع، يرسم حزبنا سياساته وتوجهاته ويحدد المهام الملحة والتحديات التي أمامه وأمام الوطن.

لا يمكن للانتخابات أن تحقق تغييرا منشودا بينما السلاح “يصوب ويجول”

المركز: هل من الممكن ان تكون الانتخابات المبكرة مفتاحا أو طريقا لعملية التغيير؟ وهذه الانتخابات على وفق اية شروط يجب أن تجرى حتى تكون رافعة لعملية التغيير؟

رائد فهمي: أمام هذا الزخم والتراكم من التناقضات والنزاعات، ومن الفجوة المتزايدة ما بين السواد الاعظم من المجتمع، وبين الفئات المتنفذة، نلاحظ كيف تنعكس على شكل احتجاجات مستمرة، وبدل ان تقابل بالحلول، تقابل بالحديد والنار. ورغم اعداد الضحايا والشهداء الذين قدمتهم الانتفاضة، فهي كانت قادرة على فرض جزء من اهدافها، فرضته على المنظومة السياسية الحاكمة، من خلال اولا الانتخابات المبكرة، فضلا عن تغيير الحكومة. وأكدت قوى الانتفاضة أن طريق الانتخابات ينبغي ان يكون فاتحة للتغيير المطلوب. الانتخابات بحد ذاتها هي خطوة تفتح الطريق لتحولات وتغيير، وليس كل التغيير، ولكن هذا ايضا مشروط بجملة من الأمور. اذا قلنا هل هناك رأي عام شعبي؟ هل هناك ارادة شعبية للتغيير؟ هل هذه الارادة الشعبية لو أتيح لها ان تعبر عن نفسها بأمانة وبصدق وشفافية وعدالة هل ممكن ان تنعكس على نتائج الانتخابات؟ كل مراقب موضوعي يقول ان هذه الامور تكاد تكون محسومة في ضوء ما شهدناه على الاقل في السنتين الاخيرة، لكن المشكلة تكمن في ان الانتخابات يجب ان تلعب هذا الدور وتكون رافعة للتغيير وتكون فاتحة لمسلسل التغيير السلمي والدستوري، والذي يأخذ البلد نحو التغيير وشاطئ الامان وتقليص حجم الخسائر وبصورة سليمة، واقرب ما يكون الى حقوق المواطن. ان هذا يتطلب ان تكون الانتخابات حرة نزيهة وفق قانون ومنظومة انتخابية عادلة ومنصفة وايضا مستقلة. واليوم كما يتابع الجميع ان كل هذه هي ميادين صراع ابتداءً من موعد  الانتخابات. البعض من القوى السياسية لاسباب مختلفة لا تريد للانتخابات ان تتحقق وتتستر بشعارات ومبررات مختلفة. وايضا الاليات هي موضوع تجاذبات والقانون نفسه فيه عيوب كثيرة وبدأت بالظهور، فقسم من هذه العيوب على صعيد التنفيذ، وتوجد جملة  من الامور المعقدة وصعبة التحقيق، بحيث تكون تداعياتها على حساب سحب ومصادرة حق فئات اجتماعية كبيرة في المجتمع العراقي في التصويت، وحرمانها من حقها في خوض الانتخابات، كانتخابات الخارج؛ اذ بدأ الان الحديث عن موضوع الغاء انتخابات الخارج لاسباب فنية. القانون ينص على جملة من التغييرات، والمفوضية تدعي انها غير قادرة على التنفيذ، وبالتالي يصادر حق مليوني عراقي او اكثر من الادلاء بصوتهم، وهذا خلافا للدستور والقانون، وكذلك من غير المعقول ان تجرى الانتخابات والسلاح الان خارج الدولة يصول ويجول في البلد، وكل يوم نشهد امثلة عديدة على ذلك سواء عمليات الاغتيال ام الاختطاف ام الترويع، وعمليات تغول السلاح على الدولة بصورة استفزازية، محاولا اسقاط اي هيبة للدولة.  نعم في ظل هذه الظروف يصعب على الانتخابات ان تحقق الهدف المطلوب. مهمة الدولة ان تعدل هذه الاوضاع، وخلاف ذلك قد تكون النتائج مفتوحة الاحتمالات.

نتطلع الى تغيير يبعد الدولة عن التشظي والمحاصصة والصراعات

المركز: هل يرهن الحزب مشاركته الانتخابية بتحقيق هذه المستلزمات؟

رائد فهمي: الهدف الرئيسي الذي يعمل عليه الحزب ويعكس الحاجة الملحة للبلاد هو التغيير، والتغيير نقصد به التغيير الذي يجد حلولا للمعضلات الجسيمة التي يواجهها البلد. نحن نتحدث عن تغيير في واقع البلاد، وان يستفيد ويستثمر من اموال النفط لجهة تحقيق متطلبات التنمية،  وان يدفع بالدولة من دولة متشظية وتقوم على المحاصصة والصراعات ما بين الذين يدعون انهم ممثلو الاطياف المختلفة الى دولة المواطنة، والدولة المدنية التي تعمل على برامج وخطط عمل، تحقق درجة عالية من العدالة الاجتماعية، وتفتح الطريق نحو تنمية حقيقية تعزز التنوع في الاقتصاد العراقي وازدهار الصناعة والزراعة، وتخلق فرص عمل كبيرة، وتعمل على  تطوير علاقاتها الدولية والاقليمية.

وتعاملنا مع الانتخابات له صلة بأية درجة تكون رافعة وفاتحة لتحقيق هذه القضايا. اذا كانت الامور تسير عكس هذا، وتصبح الانتخابات مجرد صيغة لاعادة انتاج نفس المنظومة المسؤولة عن كل ما جرى في البلاد، وهذا عمليا معناه ان مشاكل البلد باقية، وكل المطالب المشروعة للمواطنين غير مستجابة، فمن المنطقي ان عوامل الاحتجاج باقية وتتصاعد. اليوم نشهد تصاعد الاحتجاج، وان عوامل تجدد الانتفاضة قائمة.

عندما نقترب من موعد الانتخابات وكل هذه الاجواء تكون محتقنة بهذا الشكل، فبالتأكيد في ذلك الوقت ستبرز اوضاع مستجدة، لا بد للحزب ان  يتوقف عندها.  لنكن واضحين اذا كانت الانتخابات مجرد وسيلة لمصادرة صوت الناخب واستخدام المال السياسي واشكال مختلفة من التزوير،  واللجوء الى السلاح للتخويف والترويع، في ذلك الوقت بالتأكيد سنراجع الموقف.  نوجه رسالة تنبيه الى القوى السياسية كافة ونقول لهم: في حالة دفعكم البلد الى انسدادات  وعدم حصول التغيير بالطرق الديمقراطية، فعليكم تحمل مسؤولية المآلات والأوضاع التي ستتبع ذلك. فالشعوب لا تقف ساكنة والمجتمعات عندما تنغلق أمامها أبواب التطور والحلول السلمية والديمقراطية عندئذ تتولد أرضية قوية لاشكال اخرى، وقد يؤدي ذلك الى انفجارات  اجتماعية، تكون غير محكومة، ربما، بضوابط معينة. وقد تخرج عن سلميتها، والقوى الأخرى المعارضة للحراك ستستفيد منها. اذن قضية الانتخابات ليست جزئية، ويجب ان يكون المسؤولون  السياسيون  واعين لذلك، وطبعا الدولة بدرجة خاصة.

استجابة الحكومة لمطالب المحتجين

كانت ضعيفة

المركز: كيف يقيّم الحزب عمل الحكومة، وقد مضى على تشكليها سنة كاملة، وعليها  مجموعة من الالتزامات، بينما هي لم تحقق ما وعدت به، إلا تحديد موعد الانتخابات. ما موقفكم منها؟

رائد فهمي: هذه الحكومة لم تكن لتأتي بهذه الصيغة لولا الانتفاضة والكل يقرّ بذلك. ان الانتفاضة والتطورات اللاحقة  هي التي فرضت على القوى المتنفذة الماسكة بزمام الامور ان تقبل بشخصية السيد الكاظمي وبتغيير الحكومة السابقة، وايضا تقبل بالبرنامج الحكومي الذي جاء به الكاظمي، والذي يتضمن مجموعة من المطالب التي اكدت عليها الانتفاضة، مثل محاسبة قتلة المتظاهرين ومحاربة الفساد بشكل جذري، وكذلك حصر السلاح بيد الدولة ومعالجة مشكلة السلاح المنفلت، والحكومة جاءت وثبتت هذه الالتزامات. وبعد مضي شهور عدة على تشكيلها، نرى أن ما تحقق على مختلف المسارات هو محدود جدا. بل ان مفاصل رئيسية لم تتغير، وخاصة مسألة التعامل مع المتظاهرين والمحتجين وقضية مكافحة الفساد، وكشف قتلة المتظاهرين وايضا هناك ضحايا جدد، سقطوا من المتظاهرين في الاشهر التي مضت. كذلك حالات اختطاف من قبل جماعات مسلحة بعناوين مختلفة، لا تزال تروع المواطنين، وبشكل خاص المحتجين. والبعض اضطر لأنْ يترك بغداد ومدنا أخرى، ويلجأ الى أماكن أخرى خشية من الملاحقات .

واما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي فنرى ان الاوضاع المعيشية صعبة. اليوم التضخم مرتفع وتغيير سعر صرف الدينار أدى الى مضاعفة المعاناة، وخفض القدرة الشرائية، والتي هي بالأساس ضعيفة، لكنها انخفضت اكثر وخاصة عند الشرائح الفقيرة والضعيفة الدخل، التي تعتمد على العمل اليومي. يمكن القول هناك تضافر ما بين الاوضاع المالية الصعبة وما بين جائحة كورونا. أقدمت الحكومة على اتخاذ اجراءات لمكافحة كورونا، لكن كان لها انعكاسات كبيرة على الشرائح التي تعتمد على العمل اليومي. على صعيد البطالة فهي مرتفعة، وما زال الخريجون والشباب يفترشون الطرقات والشارع معتصمين، مطالبين بحقهم المشروع بإيجاد فرص عمل. ونلاحظ أيضا أن الفساد رغم الاجراءات التي اتخذتها لجنة مكافحة الفساد، الا انه لا يزال متفشيا، وفيما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، فالكل شهود على وجود الجماعات المسلحة المستمر في الشوارع.

حصيلة العمل الحكومي لم تكن مشجعة

المركز: رئيس الوزراء صرّح وتحدّث بأنه وحكومته بحاجة الى فرصة؟

رائد فهمي: إذا أراد رئيس الوزراء ان يحظى بالدعم الشعبي الكبير لمواجهة الضغط من القوى المتنفذة، فعليه أن يمضي قدما على الاقل في تنفيذ برنامجه الحكومي، وبخطوات ثابتة ومحسوبة، باتجاه اعطاء رسائل واضحة للمواطن بأنه جاد في الذهاب قدما، وانه لا يستجب لهذه الضغوطات دون ان نطالبه بأن يدخل بمواجهات خطيرة، وربما ليست خطيرة عليه فقط بل على البلد ككل. الحصيلة غير مشجعة، والصورة العامة التي تولدت زعزعت الوعود التي اطلقت. يمكن تفهم أن هناك مصاعب حقيقية، لكنها لم تكن مفاجأة، فهناك علم بان هذا الطريق وعر ومحفوف بالمخاطر، ولكن هذا الطريق لا بديل عنه. التغييرات المطلوبة التي نتحدث عنها هي الطريق لاخراج البلاد من ازماته والذهاب به الى بر الامان عن طريق إقامة دولة ذات طابع مدني، بعيدة عن المحاصصة. الان اي قوة سياسية ومجتمعية ومؤسسية تعمل على السير باتجاه تأمين بعض متطلبات التغيير لا يجوز التفريط بها، لكن في الوقت ذاته لا يمكن المراهنة كليا على نهج فيه نوع من التردد، ونوع من المساومات في ظل ظرف اي مساومة قد تكون اثارها الاستراتيجية بعيدة. في الوقت الحاضر، أي خطوة تذهب بالاتجاه السليم، نحن داعمين لها، بعيدا عن اية حسابات خاصة، لكن ايضا نكون ناقدين، ونقدنا ليس لاجل التهديم او الاحراج، ولكن نقدنا يتضمن مقترحات وبإرادة مخلصة لدفع الامور بالاتجاه السليم.

منفتحون على الفضاءين المدني الديمقراطي والوطني

المركز: الحزب منذ المؤتمر الوطني العاشر كان يدعو الى تحالفات واسعة واصطفافات شعبية للمتضررين من هذه المنظومة. ما هي الخطوات التي تحققت في الفترة الاخيرة لتوحيد القوى المدنية والديمقراطية؟ ما هي تلك الجهود وأين وصلت؟ هل سيكون تحالفا انتخابيا مدنيا ام هو أبعد من تحالف انتخابي ويكون تحالفا سياسيا؟

رائد فهمي: لإنجاز عمليات التغيير سواء في ميدان الدولة ام عملية التغيير الاجتماعي، لا يمكن الاستغناء عن التحالفات السياسية. والتحالفات السياسية انواع ومستويات، قد تكون هناك ائتلافات لهدف تكتيكي معين. قد تكون ائتلافات انتخابية لغرض معين او قد تكون ائتلافات وتحالفات سياسية طويلة الأمد. هذه التحالفات يفترض انها تستند الى تحالفات اجتماعية بمعنى هناك قوى وطبقات اجتماعية لها مصلحة بالتغيير المنشود. في بلدنا البنية الاجتماعية لا تزال في حالة حراك، والمشهد السياسي متشظٍ على اساس الهويات، وليس على أساس تمثيل المصالح الواضحة المعالم. البلد لا بدّ أن يحدث فيه التغيير وبوجهة نظرنا التغيير لا بد ان يسير باتجاه دولة مدنية وديمقراطية ببعديها السياسي والاجتماعي لان مجتمعنا اليوم يعاني من غياب العدالة الاجتماعية: فوارق وفقر وتمايز وغياب خدمات. بالتالي ولأجل أن تتحقق هذه الاصلاحات على المستوى الاجتماعي، لا بدّ ان يكون الاطار السياسي مناسبا لاجل ان تفتح باب التغيير. اليوم نقول ان نضالنا لا بد ان يسير باتجاه التغيير السياسي نحو دولة مدنية، نحن الان نعمل بثبات من اجل ايجاد الأطر السياسية المرنة القادرة على استيعاب اكبر عدد ممكن من القوى التي لها مصلحة في النضال المدني والديمقراطي.

انتخابيا، نحن باتجاه تعزيز التحالف المدني الديمقراطي، وهذا التحالف ليس منغلقا على نفسه، هو منفتح على قوى أخرى عديدة ممكن ان تكون هناك مشتركات معه. وعملية بناء عملنا الموحد قد يأخذ وقتا، وتتطلب جهدا مستمرا، لا بد ان يتجسد في ممارسات ومبادرات مشتركة. ويبقى التغيير هو الهدف.

قوى تشرين من خلال عملهم، هم جزء من هذا التحالف المنشود. هل سننجح في ترجمة هذه الارضية المشتركة الموجودة الى صيغة تعاون وتنسيق، وصولا الى التحالف السياسي؟ فيما يتعلق بنا نحن راغبون في ذلك. اما هذه الحركات فجزء كبير منها يتحول الى احزاب سياسية والقسم الاخر يتخذ شكل حركات مختلفة، قد لا تأخذ شكل احزاب سياسية. نحن نتواصل الان مع من يرغب في التواصل. وهناك تواصل مع قسم منهم.

علينا أن نترجم هذه الرؤية المشتركة الى افعال، فهي التي ستوفر مرتكزات قوية للعمل المشترك والاصطفاف السياسي المنشود.

لاحظنا في اثناء الانتفاضة كيف اضطرت القوى المتنفذة الى تقديم تنازلات، ولاحقا تراجعت وتنصلت من وعودها. لكن الانتفاضة اثبتت ان الشعب عندما يتوحد يكون قوة تقهر القوى المتنفذة كافة. اليوم ايضا، رغم ان الانتفاضة تراجعت عن 2019 و2020،  نلاحظ ان القوى المدنية والديمقراطية عندما تتوحد على موقف، وتعبر عنه بصورة مشتركة يكون وزنها السياسي اكبر بكثير مما البعض يلخصه ويختزله بوزنها البرلماني. هذه القوى مؤثرة في المجتمع، والعمل التراكمي هو الذي يعزز الثقة ويحقق الاستدامة لهذا الزخم الذي نأمل على تعظيمه من أجل تغيير موازين القوى.

الدولة ستبقى مترهلة والفساد مستشرٍ فيها في ظل البنية المكوناتية المتشظية

المركز: الحزب في اكثر من مكان ومناسبة طرح ملامح مشروع التغيير. هل هناك اخرون لديهم مشتركات مع هذه الملامح؟ هل تتبنى القوى المدنية الاخرى هذا المشروع، وبالتالي نحن نمشي في طريق واحد، ام هناك تقديرات أخرى لها في مشروع التغيير؟

رائد فهمي: على المستوى البرنامجي، فان مساحة المشتركات كبيرة جدا. هناك اجماع على ان نذهب باتجاه دولة مواطنة. نحن نقول بدولة مواطنة تحترم الاديان والعبادات، وتحترم حقوق كل مواطن في ممارسة عباداته وطقوسه، ولكن ينبغي ان يكون هناك فرق ما بين الدولة وبنائها عن الحيز الديني. هناك ايضا قناعة مشتركة بان البلد لا يمكن ان يستمر على هذا الاعتماد المتزايد على الريع النفطي، وعلى المورد الواحد، وينبغي ان نذهب باتجاه التنمية وتنويع القاعدة الاقتصادية، وهذا يتطلب تبني سياسات اقتصادية تنموية، وايضا يتطلب مجموعة من الاصلاحات الجذرية في بناء الدولة، لنتخلص من البنية المكوناتية المتشظية والقائمة على المحاصصة، والتي لم تجلب الا الفساد والفشل في الاداء، والهدر الهائل للاموال. اذن، الحديث عن الدولة واعتبارها شرا مطلقا هو شيء خاطئ، لكن أيضا الدولة مترهلة والفساد مستشري فيها، ولا تعتمد على عناصر الكفاءة والنزاهة، وغير قادرة على بلورة رؤية مشتركة. 

نحن نتحدث عن اصلاح حقيقي وجوهري في بناء الدولة وهذه ايضا من المشتركات. عندما نتحدث عن دولة وقد تحقق فيها الاصلاح ممكن ان تلعب دورا اقتصاديا إيجابيا داعما لعملية التنمية، وتكون قادرة على خلق فضاءات واسعة لانتعاش القطاع الخاص بصورة اكثر تكاملا، وفي بعض الاحيان تنافسية. والامر كذلك مع الرأسمال الاجنبي؛ ففي ظل هذه البيئة التي تفتقر الى الأمان والنزاهة ويتفشى فيها الفساد والبيروقراطية الكبيرة وغيرها من الظروف، فان البلد اليوم لا يوفر اي بيئة مناسبة للاستثمار، مهما قدم للمستثمر الاجنبي من اغراءات. وهذه التجربة تأكدت على مدى سنوات، الاستثمار الخارجي ضعيف جدا، وعمليا محصور بالقطاع النفطي وبعض القطاعات العقارية. اما في عملية بناء البنى التحتية والمؤسسات الانتاجية فالجميع عازف عن هذا الموضوع، وبالتالي موارد الدولة عمليا تذهب باتجاه الرواتب والاجور، ولا يبقى منها شيء لاجل الاستثمار.

الوضع غير قابل للاستدامة ما لم يحدث التغيير، وما لم تنشأ مؤسسات دولة قادرة على ان تنهض وتعتمد سياسات اقتصادية تنموية. هذه كلها ارضية مشتركة واسعة جدا، لكن اين تبرز المشاكل؟ المشاكل تبرز في العنصر الذاتي. ربما في التجارب هناك ما يخص العلاقة ما بين الكثير من المكونات واطراف القوى السياسية المدنية، وجوانب مثل التنازع على الزعامات اذا جاز التعبير. اليوم يتوجب ان نكون قادرين على التغلب على هذه الامور، سيما وان البلد  يعيش هذه المحنة، وهذا التردي المتسارع، ونشاهد ملايين الناس في الفقر والفقر المدقع،  والتقديرات تشير الى وجود اكثر من 10 ملايين عراقي اليوم تحت خط الفقر.

هذه العوامل جميعها من المفترض ان تحدث تقاربا بين القوى المدنية، وايضا تشاركنا فيها  قوى ليست مدنية. الكل عليه ان يعي المخاطر المحدقة وجسامتها، وبالتالي هناك مساحة لائتلافات وطنية ايضا، لكن القوى المدنية وبالمواصفات التي تحدثنا عنها تكون هي العنصر المهم في عملية التغيير.

إجراءات الحكومة الوقائية

لم تراع احتياجات المواطن

المركز: هل بالإمكان الاشارة الى المعالجات الآنية للأوضاع التي يعيشها العراقيون في ظل الجائحة؟

رائد فهمي: نعم، أولا تأمين الجانب الاعلامي والوقاية من هذه الجائحة، التي هي تحدٍ كبير ليس فقط لبلد مثل العراق، بل حتى البلدان المتقدمة. الجائحة شكلت تحديا كبيرا لها، فكيف بالنسبة إلى بلدنا. وتداعياتها في بلدنا اكيد تكون أخطر واكبر خاصة، واننا لدينا بيئة اقتصادية هشة، وهناك  فئات اجتماعية تعاني، بينما إجراءات جائحة كورونا تصطدم بمصالحهم. وبالتالي يأتي دور الدولة في تأمين وتخفيف الاعباء وآثار هذه الجائحة والخطوات التي يجب أن تتخذ تجاه هذه الفئات الاجتماعية ضعيفة الدخل، وتشمل أيضا كما ذكرنا الوسطى منها.

هناك جهد دولي ومجتمعي أيضا. وفي موضوع الدولة لاحظنا على صعيد وزارة الصحة في البداية دورها كان ضعيفا، والمؤسسات الصحية فقيرة بتجهيزاتها بإداراتها، ولاحظنا في فترات عديدة ان ابسط الأمور لم تكن تتوفر للمواطن. وقد قلنا ان هذا له أولوية في الدولة، ايضا لا تكون الاعتبارات السوقية طاغية. الدولة عليها تأمين الاحتياجات الرئيسية وحشد مواردها المادية والبشرية. كان هناك في البداية ضعف كبير وحصل تطور، لكن لا تزال مؤسساتنا الصحية عاجزة عن مواجهة هذه الجائحة، فضلا عن أن هناك فجوة كبيرة بين المواطن والدولة؛ فالإجراءات التي تتخذ لا تحسب احتياجات المواطن فيها، بحيث المواطن  يغدو غير قادر على أن يستجيب لمواجهة الجائحة، حتى الالتزام ببعض الاجراءات الوقائية مثل لبس الكمامة، ومسألة التباعد الاجتماعي. كل هذا نتيجة عدم الانسجام بين الدولة والمواطن. الانسجام لاجل تلبية احتياجات المواطن، حتى القدرة على مواجهة الأزمة ضعيفة، لان السياسات الاقتصادية للدولة والسياسات الاجتماعية، يجب أن تتضافر كلها، وتلبي احتياجات المواطن وخاصة  الشرائح الضعيفة، بخلاف ذلك فإن الجائحة ستستمر. ايضا يجب ان تتضمن الاجراءات مكافحة الفساد، وحشد جهود الكادر الطبي، كما ينبغي ايجاد مؤسسات لاستكمال الكثير من البنى التحتية. لاحظنا أيضا بشكل خاص ما يتعلق بدواء المواطن، الذي هو الاساس، قد ارتفعت أسعاره إلى نسب عالية. من المفترض ان تكون هناك سيطرة على الدواء، وتكون الاسعار معقولة على وفق إمكانيات المواطن. علما ان الدولة غير قادرة على تلبية جزء من هذه الاحتياجات. وعندما تكون مستشفياتنا ومراكزنا الصحية تفتقر الى ابسط المستلزمات، يضطر المواطن إلى أن يذهب إلى القطاع الخاص، وهناك سيواجه أسعارا مرتفعة.

كل هذه العوامل لا بد أن تكون في صدارة ومقدمة المهمات، والان التركيز على موضوع اللقاح وتنظيم عملية وصوله إلى المواطنين وكيفية ضمان العدالة في وصوله الى المناطق الريفية، وفِي المدن والمناطق الشعبية. كل هذه العوامل يجب أن تدرس بدقة عالية، فغير ذلك سيكون هناك عدم عدالة في مواجهة المرض.

لا بد من تغيير بنية الانفاق

والتصرف بالموارد

المركز: هل للحزب خطوات أساسية اقتصادية بديلة في ظل هذا التوجه المتزايد نحو النيولبرالية؟

رائد فهمي: نحن نحلل الموازنات، ليست هذه الموازنة فقط حتى الموازنة السابقة، ونلاحظ أن نسب التخصيصات جزء كبير منها يكون من حصة القوات المسلحة والسلاح، والكثير من المجالات الادارية وبنود الانفاق، التي هي بعيدة عن أولويات البلد، نراها تستوعب جزءا كبيرا من الانفاق. واولوياتنا التي نتحدث عنها نقصد بها عناصر التنمية التي تؤمن البلد، ويستخدم موارده بشكل افضل لا تحظى بالأولوية. يعني لا قطاع التعليم يحظى بالاولوية، ولا الصحة ولا قطاع البنى التحتية. اليوم لا تستطيع ان تنمي او تتحدث عن تطوير الزراعة والصناعة والثقافة وغيرها اذا كنت لا تمتلك طرقا او مستشفيات او وسائل نقل كما ينبغي، لابد ان تكون توجهات السياسة الاقتصادية نحو التنمية وحشد الموارد .

وثانيا، موضوع الريع النفطي وكيفية مواجهة الاثار السلبية. الريع اذا لم يحسن ادارته قد يتحول الى ميدان للتصارع والانقسام ليتم اقتسامه، وهذا يهدد مشروعية الدولة، ويخلق طبقة وفئة تستحوذ على الريع، ولا تخضع للمساءلة، ويتم صرفه في ميادين بعيدة عن ميدان التنمية وهذا الشيء يهدد مستقبل البلد. لذلك نحن نؤكد على انجاز الصناديق السيادية، التي يذهب اليها  جزء غير قليل من العائد النفطي، ليخصص في عدة ميادين؛ اما تخصص لمواجهة مشاكل  تسديد ديوان العراق واستحقاقاته، او توجه الى اهداف تنموية معينة، او تستخدم لاغراض بعيدة الامد، لبعد استراتيجي. هذه الصيغة السيادية اليوم الكل يتفق على ضرورتها، وهناك تأخر كبير فيها. ونلاحظ ان طريقة إعداد الموازنات لا تزال تتم ببنود وعملية مساومة بعيدة عن اهداف التنمية، لا بد ان تتغير آلياتها. وهذا كلها أدوات. اذا بقي البلد ينفق الجزء الاكبر من ايراداته لأغراض استهلاكية ـ سواء استهلاك حكومي ام استهلاك شخصي ـ فإنه غير قابل لان ينهض. لا بد ان نغير بنية الانفاق والتصرف بالموارد، وان ترتفع النسبة المخصصة لأغراض استثمارية، وبناء قاعدة انتاجية متطورة، وتطوير البنى التحتية وهذه تصطدم بالعمل السياسي.

كل التغييرات يفترض ان تتم بإرادة سياسية. العامل السياسي هو العامل الطاغي. اليوم كيف تحصل على موارد النفط، والايرادات ترد من خلال الدولة، لان المورد حكومي. وبالتالي فان المسيطر على الدولة، يسيطر أيضا على المورد النفطي، الذي يعتبر موردا أساسيا. كذلك يسيطر على طريقة التصرف به وتوزيعه، وبالتالي هذا جزء اساسي عندما نتحدث عن  سياسة تنموية، السياسة التي توفر المتطلبات الحقيقية بقدر معين، لتحقيق العدالة الاجتماعية من جهة، ولبناء متطلبات النمو والتنمية. دائما ما نطرح كيفية التصرف بالموازنات وآلياتها، وان يكون   القرار ذا صلة بتخصيصات تكون ذات خطط ومشاريع تنموية. والى الان هذا كله لم يتحقق بسبب الصراعات والمصالح السياسية الضيقة .

السياسة الاستراتيجية البديلة تتعلق بالعلاقة بين الدولة وموقف الدولة والاقتصاد. نحن لسنا مع الاقتصاد الدولتي والبعض يعتبره “اشتراكيا”. ولتوضيح بعض الامور. الدولة تحيل كل مشاريعها الى القطاع الخاص، وبالتالي عندما تكون لديك مشاريع غير منفذة تتحملها ليس فقط الدولة وانما بعض الشركات التي هي غير كفوءة وفيها فساد. لنكن واضحين بشأن: دولة شر مطلق وقطاع خاص خير مطلق. هناك تشابك بين الطرفين، وهناك المنشآت التي اغتنت وما كانت لتغتني لولا اشتراكاتها وتواطؤاتها، فهي تشكل منظومة تخنق البلد وتمنعه من استخدام موارده، لذلك المشروع الاقتصادي والسياسة الاقتصادية البديلة التنموية التي تسعى الى تطوير قدرات البلد الانتاجية والصناعية والزراعية، وما إلى ذلك هي أكيد لا بد أن تلتزم بإطار وتوجه سياسيين، وإلا سنرتكب الخطأ نفسه الذي وقعت به الحكومات المتعاقبة، والتزمت ببرامج اصلاحية، تحتوي على جوانب ايجابية، ولكن غير قابلة للتحقيق، لان الشرط السياسي غير متوافق .

الدولة المدنية والتوجه نحو دولة مواطنة والدولة القائمة على اعتماد الخبرة والنزاهة وتكافؤ الفرص للجميع من جانب،  ومن جانب آخر الاعتماد على تطوير الانتاجية القادرة على خلق فرص عمل، والشباب الذين يحتجون مطالبين بالتعيين فإن الدولة غير قادرة، ان تستوعب هذه الاعداد الكبيرة منهم. اليوم وصل الرقم ما بين موظفين وما بين متعاقدين ومتقاعدين الى اكثر من 6 ملايين، والدولة تدفع لهم اجورهم كموظفين، لكن البلد هل قادر على ان يخلق فرص عمل حقيقية؟! يفترض ان يكون التقاعد للقطاع الخاص ايضا، وليس فقط للذين يعملون تحت غطاء الدولة. فهذا يحل مشكلة، وتكون امكانية في ان يكون لكل شخص مهما كان عمله، ضمان اجتماعي.

احد التوجهات الاستراتيجية البديلة، هو الاولويات المتعلقة بالتشريعات؛ فهذا جزء وثيق الصلة بمفهوم العدالة الاجتماعية، التي هي نظام متكامل اجتماعي، بمعنى يغطي مخاطر المرض والشيخوخة ومخاطر البطالة والعطل، وحتى يعالج شرائح الايتام والارامل وما الى ذلك. هذا النظام ضروري، والى جانبه هناك اطار تشريعي اقتصادي تحفيزي للقوى الانتاجية في القطاع الخاص ولدى الدولة. وأيضا ايجاد منظومة وفق ضوابط السوق. فالسوق اذا كان غير منظم اذن فهو مافيا وعصابات، لكن اذا لديك دولة قوية ومؤسسات قوية، فهي تعرف كيف تنظم السوق؟ واليوم كيف تطلق حرية السوق من دون ان تؤمن متطلبات تنظيمه؟ هذه ليست فقط فوضى، انما تفتح مجالا امام تراكم الثروات لفئة هم أساسا تضخموا، واصبحوا اصحاب ثروات طائلة، نتيجة الاستحواذ على أموال فساد، وبطرق في الغالب غير مشروعة، لذلك الرؤية الاقتصادية لا تنفصل عن الرؤيا السياسية، ولا تنفصل عن متطلبات محاربة الفساد لبناء المؤسسات. إن المنظومة الحالية غير راغبة، وغير قادرة ولا مصلحة لها في بناء المؤسسات .

الوعي الشعبي والحركات الاحتجاجية أوقفت تمرير تشريعات تنتهك حقوق الانسان

المركز: اليوم هناك محاولات لتشريع مجموعة من القوانين فيها التفاف كبير على حقوق الانسان، وبنفس الوقت هناك انتهاكات تمارس ضد النشطاء والمعارضين السياسيين، وممن نشط خلال الانتفاضة، ولا توجد ضمانات لحماية حياتهم. ما هو تقييمكم لوضع حقوق الانسان والحريات في العراق؟

رائد فهمي: هناك مؤشرات من منظمات دولية تشير الى ان واقع حقوق الانسان متردٍ، رغم أن الدستور فيه منظومة حريات متقدمة. ذكرتم أن الكثير من التجاوزات التي حصلت في التعامل مع الاحتجاجات، ولا تزال هذه الظاهرة موجودة. بعض مشاريع القوانين التي تطرح هي محاولة لتكميم الافواه. لاحظنا قانون المعلوماتية والقوانين المتعلقة بالمعلومة وتداولها والسيطرة على وسائل الاعلام. اذن هناك قوانين وهناك ممارسات بعيدة عن القانون، اليوم هناك المغيبون والمعتقلون، ولا نعرف من يعتقلهم ومن يقتلهم. والأنكى من ذلك لا تزال الدولة صامتة عن هؤلاء المغيبين والمفقودين. هناك من يقول ان الدولة تعرف من يقوم بذلك، لكن لاعتبارات سياسية وخشية من التداعيات لا تقوم بذلك. يجري حديث عن اعداد متصاعدة من  الذين يتعرضون للاغتيال، وبعض الحالات تحصل من خلال استخدام ارضية قانونية، واحيانا من خلال الالتفاف على القانون، وبالتالي حتى منظمات حقوق الانسان وغيرها، يكون صوتها محدودا جدا وهذا خطر.

مع ذلك نود القول: ان هناك في البلد وعيا عاما بخطورة التجاوز على حقوق الانسان ولاحظنا حتى التشريعات التي كان فيها خلل في ميدان حقوق الانسان، لم تمض بسبب ظهور هذا الوعي المتقدم والحركات الاحتجاجية الكثيرة التي اوقفته. اليوم عندما يكون هناك سلاح منفلت خارج اطار الدولة وفساد واسع بحيث ان المجرم قادر على الخروج والفاسد ايضا قادر على شراء خروجه، وهناك تشريعات قديمة لم يجر تحديثها والخلاص منها. كل هذه عوامل في ظل هذا الوضع السياسي غير المستقر، ووجود قوى خارج اطار الدولة، وتمتلك السلاح، وحالة الفساد والنظام القانوني يخضع الى ضغوطات كبيرة من قبل القوى السياسية. بالتأكيد ميدان الحريات لن يكون بمأمن أمام كل هذه التطورات، لذلك لا ارى من الغرابة ان تزداد معدلات الانتهاكات.

الحزب الذي لا يتجدد يندثر.. ورصيدنا التاريخي ليس بديلا عن المستقبل

المركز: هناك سؤال نسمعه كثيرا هل الحزب هو حزب التاريخ والمواقف والشهداء أم هو حزب للمستقبل؟

رائد فهمي: مهما عظم تاريخنا وكبُر رصيدنا التاريخي، فهو لا يشكل بديلا عن المستقبل، أي حزب لا يمكن ان يعيش على رأسماله السياسي او المعنوي او ارثه التاريخي، الحزب الذي لا يتجدد ولا يواكب الحياة يموت ويندثر، ونحن واعون لذلك خاصة وان العالم يتطور في ميادين عديدة بوتائر سريعة وتغيرات كبيرة والتداعيات الاجتماعية والمجتمعية ايضا كبيرة جدا، بالتأكيد نحن في وعي تام لها. السؤال المطروح هل بنى الاحزاب ورؤاها وبرامجها  تتطور بالسرعة الكافية التي تواكب هذه التطورات الموضوعية؟ من الممكن ان نتحدث في ذلك لكن هناك وعي كامل بضرورة ان تكون هذه المواكبة، فكيف تتم هذه المواكبة؟ الحزب منذ المؤتمر الخامس عام 1993 أطلق عملية الديمقراطية، وجاءت ايضا انسجاما وتفاعلا مع ما شهده العالم وخاصة مع انهيار انظمة البلدان الاشتراكية آنذاك، والعولمة وتداعياتها، اذن نحن تعاملنا وتفاعلنا مع هذه التطورات، وأطلقنا سلسلة ومجموعة من التغييرات، التي لا تزال الان جارية على صعيد البناء التنظيمي، وعلى صعيد الخطاب السياسي، وحتى تحليل الواقع  وتطوير ادواتنا التحليلية. وهذه ليست عملية تحدث ليوم واحد او لمرة واحدة. نحن نعتقد ان الديمقراطية والتجديد وخاصة عملية التجديد هي عملية مستمرة، لا تتوقف. قد تتراجع في بعض الاحيان وقد تتسارع في أحيان أخرى، لكن لا بد ان تستمر، وبالتأكيد مؤتمرات الحزب هي محطات مهمة لأجل ان تراجع فيها السياسات والمواقف وتحليلاتنا للواقع الاجتماعي، وما يتطلبه. وايضا عندما نراجع مسيرتنا نشخص اين الخلل، وهل هناك مستجدات تفرضها هذه التطورات، وهذا سيكون شأننا في المؤتمر الوطني الحادي عشر.

نحن نريد الدولة لأننا نعاني من غيابها

المركز: ما هي التحضيرات الجارية في اطار الاعداد للمؤتمر الحادي عشر؟

رائد فهمي: حددنا كهدف ان يعقد المؤتمر خلال هذا العام، وفي اقرب فرصة تتيحها الظروف الصحية. الان اصبح العامل الصحي عاملا أساسيا نعتمده. التحضيرات بدأت. اسلوبنا في التحضيرات ان نراجع الوثائق الرئيسية، النظام الداخلي والبرنامج، وهذه العملية جارية منذ اسابيع في مراجعة وتدقيق هذه الوثائق، وعندما تتم صياغة المقترحات والتعديلات سنطرحها للنقاش العام، وليس فقط لنقاش الشيوعيين، وهذا نهجنا في عدة مؤتمرات سابقة. وايضا الان بما ان المجتمع العراقي والدولة العراقية يشهدان تغييرات سريعة وكبيرة جدا، وهذه تجد انعكاساتها حتى في البنية الاجتماعية، ناهيك عن الجانب الاقتصادي والثقافي، وما الى ذلك من مستويات، وبالتالي يتطلب ذلك منا ان نتوقف عند ذلك بشكل عميق، ونضع ايدينا على طبيعة هذه التغييرات، وهذه العملية قد تستدعي فتح نقاش وحوار واسعين مع مختصين ومع جهات ليست بالضرورة داخل الحزب، لأجل دراسة هذا المحيط الاجتماعي والواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلد وتغيراته. ونحن شرعنا بهذا الموضوع سواء من خلال مطبوعاتنا وادواتنا ومنابرنا الفكرية والثقافية والاعلامية، وبدأنا سلسلة من الندوات والنقاشات المعمقة حول المجتمع العراقي وبنيته الطبقية، وعلى صعيد التغييرات التي حصلت، واليوم ايضا سنفتح نقاشا اخر حول الدولة.  وأود التوقف عند هذه النقطة. اليوم الجميع يتحدث ويقول نحن نريد الدولة وهذا شيء صحيح لاننا نعاني من غياب الدولة، ومن قوى اللادولة وما الى ذلك. وهنا علينا ان نثير سؤال: هل كل من يتحدثون عن الدولة متفقون  بالرؤيا حول ما هي الدولة المطلوبة؟ البعض يختزل الدولة بهيبتها وامكانيتها في ضبط الامن والسلم الاجتماعي. هذا جزء مهم لكن في بعض الاحيان غير كاف. كيف تقوم الدولة بتأمين السلم والاستقرار، وهي لا تملك استقرارا اقتصاديا، ولا توجد عدالة اقتصادية - اجتماعية. المجتمع غير منسجم ككل؛ قسم من فئات هذا المجتمع هي مسؤولة عن الظلم المفروض على الاخرين. ما هو نوع العقد المطلوب وما هي شروطه وما هي متطلباته؟  نحن لا ننظر الى الدولة بشكل مجرد خارج المجتمع وخارج القوى المسيطرة على المجتمع. لاحظنا عندما تحدثنا عن الاقتصاد قلنا بان الدولة ليست شرا مطلقا، لكن بالتأكيد الكثير من سياساتها تعتمد على الجهات المتحكمة بالدولة. هذه المواضيع ستكون من ضمن المواضيع التي تشكل خلفية التي على اساسها تتم مراجعة وتدقيق برنامج الحزب.

بوصلتنا لن تحيد عن مصالح شغيلة اليد والفكر

المركز: أفهم من كلامك ستكون هناك تغييرات جذرية ـ نوعا ما ـ في سياسة الحزب وهيكليته؟

رائد فهمي: كل هذه الامور يُمهد لها بخطوات سابقة. وفي المؤتمر يتم جمع خلاصات هذه التجربة في السنوات الاربعة، وخلاصات الجهد الفكري والسياسي والتنظيمي. وخلال دراستنا لما توصلنا له في دراستنا لواقع المحيط الاجتماعي. نحن نعتقد ان كل شيء خاضع للبحث هناك ثوابت ومتغيرات. الثوابت هي هوية الحزب من خلال سعيه للتعبير عن مصالح شغيلة اليد والفكر والطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين والقوى المنتجة للخيرات، كما نسميها. هذا هدفنا وهذه هي بوصلتنا. اما القضايا القابلة للتغيير فقلنا ان لدينا صياغات عمومية حول بنية المجتمع العراقي اليوم، وبعد 17 عاما تغير المجتمع العراقي،  الطبقات،  وظهرت مصالح كانت متناثرة، وتجمعت هذه التمايزات التي ستكون موضع دراسة. اليوم في برنامجنا نتحدث عن التغيير، وهناك قضايا مفصلية هي التي يجب ان تكون محور التغيير، ومنها تتفرع الحلقات الثانوية. نحن نركز على الحلقات الرئيسية، سواء على الصعيد السياسي من خلال خلق الاصطفاف لبناء دولة المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية، وعلى الصعيد الاقتصادي بشروطه الرئيسية لأجل احداث انعطافة اقتصادية، نحو البعد التنموي، ونحو معالجة المشاكل الهيكلية، وعلى الصعيد التنظيمي اليوم نجد وسائل التثقيف اختلفت عن الفترة الماضية. اليوم لدينا وسائل التواصل الاجتماعي التي هي وسائل للتثقيف ووسائل للتنظيم والتواصل، وهي وسائل قد تستخدم ايجابيا، وايضا سلبية، لكنك لست قادرا على ان تتغافل عن دورها وتأثيرها. طبعا كل هذه الامور عامة. كيف نجد ترجماتها في النظام الداخلي؟ هناك جملة من الامور في ميادين مختلفة، الشباب واولوياتهم وكيفية التواصل معهم، في كل هذه الامور نأمل ان يكون هناك حوار خصب، وقلنا ان هذا الحوار لا يكون محصورا بين الشيوعيين فقط، بل سنفتح المنابر جميعها، لاجل ان يكون حوارا قادرا على استقطاب واشراك اكبر عدد من الشرائح في المجتمع، لتكون معنا للتفكير، وايجاد الحلول والمعالجات. 

الماركسية قادرة

على مواكبة عصر التغيير والتجديد

المركز: قبل 28 عاما انعقد المؤتمر الوطني الخامس، مؤتمر الديمقراطية والتجديد. هل لا تزال موضوعة الديمقراطية والتجديد تحتفظ بحيويتها، خصوصا في ظل الظروف والمتغيرات التي تجري الان؟

رائد فهمي: نقول إن السعي نحو التجديد هو جزء من التجديد. على البعد النظري نحن متمسكون بالماركسية، وايضا قلنا في النظام الداخلي ان مصادرنا الفكرية هي الماركسية، لكن ليس الماركسية فقط، هذا ليس تنصلا من الماركسية، لكن هناك ميادين ربما الماركسية في زمن ما لم تكن قادرة على معالجتها، كما يجب ان هناك معطيات جديدة، وحتى في داخل الماركسية هناك الكثير من الأمور تغيرت، وتطورات كثيرة  في ضوء المستجدات والاوضاع الجديدة التي نشأت. اذن، نحن حتى على المستوى النظري نخوضه ونحاول ايضا ان نتفاعل مع المستجدات والتغييرات والاضافات التي جاء بها الفكر الماركسي في دراسة واقعنا الاجتماعي، على الصعيد العالمي، وعلى صعيد بلداننا وعلى صعيد الكثير من الأمور. ومن يتابع سيرى هناك كتابات من منطلقات ماركسية في الحقول المختلفة. الان هناك المئات من البحوث التي تصدر في هذا الميدان. وبالتالي هذا الميدان خصب، خلافا لما يقوله البعض ان الماركسية والاحزاب الشيوعية متجمدة ومتكلسة نحو دوغمة نظرية. الماركسية بحد ذاتها مواكبة لعصر التغيير والتجديد. اذن، نعم التجديد هو حالة دائمة. اليوم الديمقراطية ليست فقط عنوانا، ولا هي فقط عملية انتخابات. الديمقراطية في جوهرها المشاركة في صنع السياسة. المشاركة في عملية تلاقح الافكار، وبالتالي كم انت قادر على اشراك وزج الرفاق في داخل الحزب على الاقل في هذه العملية. لدينا آليات معينة حققت تطورا، قياسا الى ما كان سابقا، ونحن دائما نقول علينا ان نحقق مزاوجة سليمة ما بين المشاركة الانتخابية والتجربة النضالية والخصائص الاخرى. هذه ايضا معادلة اخرى نحن ندرسها في ضوء تجربة الديمقراطية، وما حققته من انجازات ومكاسب، وايضا جوانب الضعف والنقص التي واجهناها، هي عملية مستمرة، وتخضع للمراجعة في كل مرة، يجري فيها التوقف عند الوثائق الخاصة بالمؤتمرات.

نعمل على تأمين مشاركة الشباب

في مواقع القرار الحزبية

المركز: هل من الممكن زج دماء شابة في قيادة الحزب؟

رائد فهمي: نحن لا ننطلق من منطلق صراع الاجيال. نعتقد ان على الاجيال ان تتكامل والخبرة تنتقل فيما بينها. عمر الحزب 87 سنة. بالتأكيد لدينا رفاق اعمارهم متقدمة وبالتأكيد لدينا شباب. النقطة المهمة هو كيفية ان يتم التعشيق المناسب ما بين الخبرة وما بين حيوية الشباب. هذا لا يعني عدم وجود تحفظات ومواقف محافظة، هناك رفاق ربما يضعون متطلبات هي اكثر من اللازم، وبالتالي هذه امور خاضعة للمراجعة والتحديث والتجديد وايجاد افضل السبل لضمان مشاركة الشباب. الرؤية الان هي توسيع مشاركة الشباب وتطوريها. عملنا لاجل تعزيز الاتجاهات الطبيعية التي تأخذ الكثير من الوقت، وربما تواجه الكثير من المعوقات لذلك ادخلنا فكرة الكوتا، ولكن علينا ان نصل الى مرحلة لا نعتمد فيها الكوتا، من المفترض ان الحياة داخليا بحد ذاتها تفرز الافضل، بالتالي دعنا نقول ان الكوتا هي صيغة مؤقتة.

اليوم الزمن يحمل امكانيات معرفية واكتساب خبرات اكثر مما كان في الزمن السابق. اكيد العتبات الزمنية لازم تفتح مجالا اكبر للشباب وعملية الدورات الداخلية والتثقيفية والدورات الفكرية، اعتقد اننا بذلنا جهدا كبيرا فيها خلال السنوات السابقة، وهي في عملية تطور  وتوسع مستمرين. والاهم من كل ذلك هو تأمين مشاركة الشباب في مواقع القرار الحزبية سواء المحلية ام المركزية، ونعتقد في المطاف الاخير، ان التجربة تأتي من خلال المشاركة الفعلية وليس فقط من خلال المعرفة النظرية.

مساهمة النساء تحدٍ كبير أمامنا

المركز: ماذا على صعيد النساء وتعزيز دور الرفيقات والتمثيل النسوي في قيادة الحزب والمستويات القيادية الأخرى؟

رائد فهمي: في الحقيقة مساهمة النساء تحد اكبر من موضوع تحدي الشباب. ونقول ان ما حققناه متواضع حتى الان. الاسباب كثيرة؛ قسم منها داخلي، وقسم منها موضوعي. اليوم في مجتمعنا القيم المحافظة هي السائدة، والممارسات المقيدة للمرأة وحرية عملها كبيرة جدا، وتمنع مشاركة المرأة في الحياة العامة. على سبيل المثال 15 في المئة من النساء فقط يشتركن في سوق العمل، ما معناه ان هناك 85 في المئة، من النساء يجلسن في البيوت. وفي الغالب هذه البيوت تحت سيطرة ابوية وهناك قيود كبيرة.

وهذه لا بد ان تنعكس في الاحزاب التي تعتمد فهما واسعا لدور المرأة ومشاركتها. نعم، لكن لا نعتبر هذا تبريرا يعفينا من تحمل مسؤوليتنا الذاتية كحزب في ايجاد افضل الوسائل لاستقطاب المرأة واشراكها وزجها. نحن نعتبر هذا من أولوياتنا ومن اكبر التحديات ان يكون للمرأة دورها في الحزب، نحن لدينا قضية الكوتا وجرى تطور ما محدود في اشراك المرأة في مواقع العمل الحزبي المختلفة، لكن ما تحقق نعتبره دون المستوى المطلوب، وهذه مهمة كبيرة للحزب في المؤتمر ايضا، إذ يجب ان يتوقف عند  هذا الامر، ولكن قبل المؤتمر علينا ان نبلور تصورات واضحة لاجل تطوير عملنا في ميدان المرأة.

الشيوعيون أمام مسؤولية كبيرة

في عملية بناء الاصطفاف المدني الديمقراطي والوطني المنشود

وفِي ختام اللقاء، قال الرفيق رائد فهمي: اشرنا التحديات التي تواجه البلد، وتواجه الشيوعيين أيضا. والشيوعيون يعوّل عليهم لدى الكثير من أوساط شعبنا، كقوة وحزب ومناضلين اثبتوا كفاءتهم ونزاهتهم واصرارهم واخلاصهم للوطن. هذه العناصر قوية ومهمة لكن هي غير كافية وتفرض على الشيوعيين ان يطوروا علاقاتهم بالجماهير، ويكسبوا ثقتها. وهذا له ابعاده وعناصره ومنها جزء يتعلق بدور الشيوعيين أنفسهم واساليب عملهم، خطابهم ومشاريعهم ورؤاهم والحلول التي يقدمونها، ومدى ملامستهم لمشاكل الناس، ومشاركتهم الفعلية في الدفاع عن حقوقهم، سواء على صعيد القضايا المطلبية، ام على صعيد الحراك المجتمعي والسياسي الجاري.

إنّ الشيوعيين حاضرون في كل هذه الميادين، ويتوجب عليهم ان يواصلوا تطوير دورهم ونسج شبكة التواصل مع عناصر المجتمع المختلفة، وايضا هم لديهم مسؤولية كبيرة في عملية بناء الاصطفاف الوطني الديمقراطي المدني الكبير المنشود، لأجل دفع البلاد نحو عملية التغيير وفضاءات التنمية والخروج من دوامة الازمات. وهذا يعني علاقة الشيوعيين مع القوى الأخرى. على الشيوعيين ان يؤكدوا انفتاحهم على هذه القوى. والحزب سيصدر نداءً بهذا الخصوص لكل هذه القوى الخيرة، والقوى المدنية بشكل خاص، من أجل ان تجتمع على المشاريع والقضايا المشتركة، ومن أجل ان توحّد عملها في هذا السبيل. وعلى الشيوعيين ايضا مسؤولية كبيرة بأن يكونوا حاملين لهذه الرؤية ومدافعين عنها.

إنّ الشيوعيين جزء من هذا المجتمع، وهم يتبنون الرؤى والتصورات الاكثر تقدما، ازاء الكثير من القضايا الاجتماعية والثقافية، وهم حملة فكر وثقافة، فكر متقدم إزاء القضايا الاجتماعية وبشكل خاص الموقف من المرأة، وهذه قضية جوهرية بالنسبة لهم. هم يعنون أيضا بالعلاقات الاجتماعية وكيفية تطويرها، لتكون حاضنة للتقدم والتطور، ومنها العلاقات المدنية المرتكزة على التشريعات والضوابط، والاطر المدنية المستندة الى الارادات الحرة للمواطنين.

نحن الشيوعيون نحترم الاديان والعبادات. نحترم كل حملة المعتقدات، ونفترض ان الاخرين يحترموننا. الجميع معني باحترام هذا التنوع الفكري والثقافي والمعتقدي للمواطنين، ونعتقد ان هذه مرتكزات أساسية نبني من خلالها هوية وطنية مركبة تعترف بحقوق كل أطياف شعبنا: القومية والدينية والمذهبية. كل هذه العناوين ممكن ان تحويها هذه الهوية الوطنية.

إن العراق اليوم يعيش تحديات كبيرة جدا ومخاطر جمة. اليوم هو مخترق وسيادته غير كاملة، بناؤه ونسيجه مهددان بالتصدع لاسباب عدة. نحن مع بناء الهوية الوطنية والسيادة الوطنية بالمفهوم الذي يحترم سيادة الاخرين، ويحترم حقوقنا والعلاقات المتبادلة. كل هذه الامور هي جزء من التحديات التي تواجهنا كشيوعيين.

وفي هذه المناسبة نشدد ان على الشيوعي الاعتناء بمكانته الاجتماعية. رصيدنا الاساسي هو رصيدنا الوطني، ورصيدنا النضالي والمعنوي والاخلاقي، ورصيدنا في الدفاع عن مصالح الناس، هذا هو رأسمالنا الكبير، ولا يوجد رأسمال اكبر من هذا، ودعونا نقول هذا عهد على كل شيوعي. ان الشيوعي اليوم عندما يرتكب خللا معينا، غالبا ما يمتد تأثيره لعموم الشيوعيين، اذن على كل شيوعي ان يتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، ونتحملها جميعا لمواصلة مسيرة من استشهدوا ورووا هذه المسيرة بدمائهم وبتضحياتهم الغالية. وعلينا ان نكون أمناء لهذه التضحيات، ونضيف لها ونواصل العطاء لخير الشعب والوطن.

***********

الصفحة الحادية عشر

الشبيبة الشيوعية: النزاهة والافكار التقدمية

 سبب رئيسي في استمرار نضالاتنا

بغداد ــ سيف زهير

في مناسبة الذكرى السابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، تحدث عدد من اعضاء الحزب الشباب عن تجربتهم السياسية والاجتماعية والثقافية، عندما قرروا الانخراط في العمل السياسي، وحمل هموم المواطنين والفقراء، في وقت تنتشر فيه المغريات والتحريض الطائفي وخداع المواطنين من اجل مصالح ذاتية ضيقة.

وأكد المتحدثون، إن تجربة العمل الحزبي تكون ناجحة جدا اذا كانت مبنية على اساس وطني لا يتعلق بالحصول على مردود مالي مقابل هذا العمل، بل تستهدف النشاط والحركة بين صفوف الجماهير ونقل معاناتهم والاهتمام بالمصلحة الوطنية من اجل تخليص البلد مما هم فيه.

مبدأ إنساني نبيل

ويقول يوسف يحيى، الذي انتمى لصفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ وقت مبكر من عمره: “كنت أحضر احتفالات الشيوعيين بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، وتأثرت رغم صغر سني بطبيعة العلاقات الاجتماعية التي نسجها الشيوعيون في ما بينهم ومع الآخرين، من خلال الاحترام وعدم التفرقة والانشغال بالهم الوطني قبل كل شيء آخر. لذلك كنت أحظر بانتظام إلى هذه المناسبات وانتظرها بشغف”.

ويضيف يحيى لـ”طريق الشعب”، “اسكن في منطقة ريفية في محافظة كربلاء، وبعد احتكاكي بالشيوعيين ومعرفة جوهرهم الحقيقي، طلبت الانضمام إلى صفوفهم، لكن المنظمة الشيوعية في منطقة سكني رفضت ذلك بسبب صغر سني، الذي لا يسمح به النظام الداخلي، على الرغم من أن عمي أحد شهداء الحزب عام 1979 لكنهم طلبوا الانتظار لغاية بلوغ السن المسموح به، وهذا ما زاد اعجابي بهم، وأوضح لي أن هذا الحزب الذي استشهد عمي وهو يناضل فيه، يهتم بالإنسان ويحمل قيما نبيلة”.

ويستطرد يحيى “اتذكر حضوري لأول اجتماع حزبي عام 2011 بعد ان حصلت على عضوية الحزب، وخلال الاجتماعات والدورات التثقيفية وفسح المجال لي ولبقية الشباب من اجل النقاش وابداء الرأي لمست خلال المدة التي تلت ذلك، تطورا ملحوظا حظيت به على الصعيد الفكري حيث بدأت أتغير نحو الأحسن وأفهم مجريات الحياة والقضايا السياسية. وتحولت العاطفة التي كسبتها في البداية عن طريق المناسبات الشيوعية وعائلتي، إلى قناعة فكرية راسخة لا تتزحزح. فالأمر يتعلق بالعدالة الاجتماعية والحرية والتمسك بخيار الوطن الآمن، وهذه المفاهيم لم أكن أعرفها سابقا”.

وقال إن “العمل الحزبي صقل شخصيتي، وجعلني ناشطا بين صفوف الشباب من أجل حماية حقوق هذه الشريحة الكبيرة. ومن أجل الفقراء والكادحين الذين يهتم الحزب بهم من خلال برامجه أو خطاباته أو حتى نشاطاته الميدانية. وفي مناسبة ذكرى تأسيس الحزب التي يحييها الشيوعيون وأصدقاؤهم، اتمنى أن يبقى حزبنا بخير ويقدم الجهود النبيلة من أجل أبناء شعبنا”.

تجربة نضالية ملفتة للانتباه

من جانبه، يقول الشاب علي حسين علاوي، وهو أحد الكوادر الشيوعية الشبابية في بغداد، إن “الحزب الشيوعي له تاريخ سياسي يلفت انظار الشباب المهتمين بالسياسة وما يجري. لذلك كان انتمائي اليه بعد أن تأكدت من نضاله الكبير من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية والازدهار في البلد”.

ويلفت علاوي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “برنامج الحزب يحمل فكرا انسانيا يحترم جميع الأديان والطوائف والمذاهب والانتماءات، ويدعو إلى إقامة دولة المواطنة التي تعتمد على الكفاءات ووضع الاشخاص المناسبين في أماكنهم. ويهدف بشكل واضح وصريح إلى حماية مصالح شغيلة اليد والفكر والعمال والفلاحين والطلبة ومختلف الشرائح الاجتماعية من دون أي تفرقة”.

وأما على الصعيد الثقافي والابداعي، فيوضح أن “الحزب ومنذ تأسيسه انشغل بهموم الثقافة العراقية، وانضم الى صفوفه الكثير من المبدعين في مجال الشعر والمسرح والأدب والفنون، تعبيرا عن مدى تأثيره واهتمامه في هذه الحقول الابداعية. كما أنه الرائد المعروف في الحركات الاحتجاجية الوطنية التي واجهت حكومات عديدة على مدار 87 عاما”، معتبرا “حضور الشباب الشيوعيين في انتفاضة تشرين وتقديمهم التضحيات هو امر نابع من الجوهر الحقيقي للاقتراب من الشعب والدفاع عن المظلومين على كافة الاصعدة”.

الحزب يفتخر بنسائه

منال جبار، الناشطة الشيوعية تقول إن الحضور النسوي داخل الحزب الشيوعي العراقي، شجع الكثير من الفتيات والنساء على الانتماء، بسبب الدعم والاحترام الذي يقدمه لهن.

وتبين جبار لـ”طريق الشعب”، إن “سياسة الحزب لا تحصر اعضاءه من النساء في أماكن محددة، ولا تقيدهن بشروط، إنما تفسح المجال الكبير للعمل والتطوير والابداع ودفع الناشطات الى مراكز العمل القيادي والكثير من الشيوعيات وصلن إلى مراكز حزبية قيادية مهمة”، لافتة الى ان “المنظمات الشيوعية في مختلف المحافظات تعمل باستمرار على تمكين المرأة وتأهيلها ودعمها لتكون حاضرة في الساحة السياسية والحزبية، ولهذا أنا ارى ان هذا الدعم والتوجه اسفر عن نجاح لافت، برغم الضعف العام بإقبال النساء على العمل السياسي، نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة”.

وتتابع جبار حديثها “مشاكل المرأة العراقية كثيرة جدا ومتشعبة، لكن برنامج الحزب قادر على أن يدرسها بعناية، ويشخص الثغرات ونقاط الضعف، ولو قامت الجهات المسؤولة بأخذ هذا البرنامج بنظر الاعتبار لتغير واقع المرأة بشكل حقيقي”، مردفة “في مناسبة ذكرى تأسيس الحزب اوجه التهنئة إلى كل الشيوعيين والشيوعيات، وأقول للجميع أني سعيدة فعلا لأني ارى حزبي يفتخر بنسائه ويضعهن بمقدمة المحافل الكبيرة. واتمنى ان يكون حال المرأة العراقية من الاحترام والاعزاز كحالها في منظمات الحزب الشيوعي”.

وفي ذات السياق، ترى انتصار الميالي، التي تعمل في تنظيمات الحزب، أن البرنامج السياسي للشيوعيين والقضايا الوطنية التي يتبنوها ودفاعهم عن العراقيين، ومصالح الفقراء، بعيدا عن الطموحات النفعية، هي عوامل جعلتني انتمي الى الحزب، وأرى انتماء الكثير من النساء الاخريات على مدار فترات طويلة”.

وتوضح الميالي “الحزب مؤمن بحقوق المرأة، والمفاهيم الانسانية مثل العدالة والمساواة بالحقوق التي تعني الكثير بالنسبة الى المرأة. فهو من المدافعين الاشداء عن المرأة وحقوقها وتمكينها على مختلف الاصعدة. ويسعى بكل جهوده إلى ان تكون لديه كوادر نسوية من مختلف الاعمار. لذلك فان تطور النساء الشيوعيات واشتراكهن في صنع القرار والاحتجاج والعمل الجماهيري والوصول الى المواقع القيادية، نتيجة طبيعية لهذه الرؤية الواضحة بشأن النساء”.

تمكين المرأة وحمايتها

أما رؤى خلف، الشيوعية الناشطة في مجال المنظمات المدنية، فتؤكد قائلة: “باعتباري من النساء الشابات المهتمات بالقضايا السياسية، أرى أن الحزب الشيوعي هو أكثر من يشجع على انخراط النساء بالعمل النقابي وفي منظمات المجتمع المدني والاجتماعي، إضافة إلى ذلك فهو يهتم في برامجه بملف المرأة وضمان عدالة تمثيلها بالنقابات والهيئات والمؤسسات المهنية والعمالية المنتخبة والمنظمات الاجتماعية، ويسعى إلى ايجاد آليات تكفل ضمان التمثيل العادل لها بمختلف الاصعدة”.

وتشدد خلف على أن “الحزب عمل بشكل كبير على الغاء اشكال التمييز ضد المرأة وسن التشريعات اللازمة لضمان حقوقها ومناهضة الانتقاص منها، وناضل كثيرا لتحقيق المساواة في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل تام، فضلا عن تركيزه على شروط العمل والمكتسبات الوظيفية وحق التعليم والأجر والعناية بالمرأة الريفية والعاملة. ولهذا فان النساء الشيوعيات يفهمن الكثير من الهموم التي تعاني منها العراقيات ويعملن على تحقيق برامج الحزب على الجانب الاجتماعي وايضا تجدر الاشارة الى ان حضورهن في ساحات التظاهر كانت مميزة جدا”.

انتماء لا يبحث عن مردود

ومن محافظة الأنبار، يقول الشاب الشيوعي، احمد سلام بريكع، إن “الانتماء إلى صفوف الحزب في ظل هذه المغيرات والتشويه للعمل الحزبي، أمر لافت للانتباه، لأن الشيوعيين لا ينتظرون مردودا من أحد”.

ويشرح بريكع لـ”طريق الشعب”، كيفية انتمائه إلى الحزب قائلا: “تعرفت إلى الحزب من خلال البيئة الاجتماعية في قضاء هيت، التي اسكن فيها، فقد كان الأهالي يحترمون الحزب كثيرا بسبب نزاهة اعضائه، وحتى الذين ليسوا شيوعيين، وانما اصدقاء لهم، كنت اراهم على قدر عال من المسؤولية والنزاهة. ورغم ان بعضهم كان يعمل في أماكن تنتشر فيها الرشى والفساد ولكن أياديهم بقيت نظيفة مع حاجتهم الماسة إلى المال. الأمر الآخر هو اني عندما اصبحت شابا، بدأ الوعي السياسي يتبلور عندي، وتابعت كثيرا مواقف الحزب وتحليلاته وعمله في مناطق حاول آخرون تدميرها بالتطرف والكراهية، لكنني ومثل اي شاب يحب الحياة انجذبت الى خطاب الحزب ووجدت نفسي عضوا فيه بعد فترة. لتبدأ مرحلة اخرى من القراءة وتطوير المعارف والثقافة على اياد الشيوعيين”.

ويؤكد أن “مواقف الحزب الوطنية اثرت بالكثير من الشباب خصوصا وانه بعيد عن السلطة، لكنه اثر بالشارع الاجتماعي واحدث تغييرات سياسية مع ديمقراطيين ومدنيين من اجل رفض بعض القوانين او المطالبة ببعضها، وهذا التأثير والحضور كان واضحا وجليا في الاوساط الشعبية”.

تغيير الواقع

أما محمد التميمي من بغداد، فيقول ان “الحزب انتشلني من واقع مرير كنت اعيشه، واصبحت بفضل الشيوعيين وروحهم الطيبة انسانا افضل، يملك وعيا سياسيا، وينبذ التطرف والكراهية”.

ويوضح التميمي لـ”طريق الشعب”، انه بات يعمل في صفوف الحزب “واهتم بحقوق الشباب وضرورة ابعادهم عن مستنقع الجهل الذي فرضته المحاصصة الطائفية. نحن كشباب اصبحنا نكتب ونتحدث ونطالب ونناقش ونستقرئ الوضع السياسي، ونأخذ على عاتقنا مسؤولية البلد والمطالبة بالقضايا الوطنية الكبرى”، مضيفا أن “الحزب فسح المجال امامنا وحمّلنا مسؤوليات مهمة، لذلك اقول ان انتمائي للحزب، كان العلامة الفارقة في حياتي”.

وتابع المتحدث ان “كثيرين يسألوني هل تتقاضى من الحزب اموالا؟ وانا اجيب في كل مرة اننا اعضاء الحزب من يعطي المال والوقت والجهد لاننا نعمل من اجل الوطن، لا المنافع الشخصية. فنحن مؤمنون بافكار وطنية تدافع عن الطبقة العاملة والفلاحين وسائر الكادحين”، لافتا الى ان “الحزب لا يملك المال السياسي ولا اي محطة فضائية، لكنه مؤثر وسمعته محترمة بين ابناء شعبه، خلافا للكثير من الجهات التي تورطت بالفساد”.

المعرفة والافكار التقدمية

ومن محافظة ميسان، يقول الرفيق علي السفير, ان “عملنا ينبع من الحس الوطني الثوري المناهض للاستعمار والفساد والتخلف والوقوف مع العمال والكادحين”, متسلحا بـ”نزاهته ومصداقيته”.

ويضيف ان “حزبنا لا يقدم مردودا ماديا معينا لأعضائه, لكنه يغنيهم بالمعرفة والافكار التقدمية والحس الوطني، ما يدفعنا الى تقديم اقصى طاقاتنا في سبيله”.

***************

تهنئة الشاعر الكبير كاظم الحجاج بذكرى التأسيس

"فتى في الثمانين، نقي في الثمانين، دمت يا حزب المثقفين في كل العالم"

************

ابارك للوطن ميلاد حزب الشعب والفقراء والمثقفين ، الحزب الشيوعي العراقي الاصيل

الشاعر عمر السراي

*************

باقة ورد، ومستقبل زاهر...

بمناسبة عيد الميلاد  ال87...

مع التهنئة والتبريكات والتمنيات الصادقة لك ايها المناضل العزيز ابا رواء ومن خلالك  الى جميع اعضاء واصدقاء  ومؤيدي الحزب في مسعاكم الوطني الصادق  من اجل  تحقيق الجبهة  الوطنية الشعبية الواسعة  الهادفة لبناء الدولة  الديمقراطية المدنية الحرة  المستقلة ، دولة المواطنة المتساوية،

دولة  الضمانات والعدالة الاجتماعية   ،

والحريات الخاصةو  العامة ...

وحقوق الانسان.

كل الود والاعتزاز..

د. غالب العاني

**************

تحية وتهنئة حارة

تحية حب واعتزاز وفخر لحزب الشيوعيين العراقيين بمناسبة عيد ميلاده السابع والثمانين.

والمجد والخلود لشهدائه الابرار، الذين ضحوا بأثمن ما يملكون  ارض العراق الطيبة بدمائهم الزكية من اجل وطن حر وشعب سعيد.

ان الحزب الشيوعي العراقي هو حزب الشعب الحقيقي، الذي نبع من تربة العراق الطيبة، ومن رحم شعبه، كحاجة موضوعية، وتغذى ونما وشب واكتمل، مكافحاً مخضرماً عنيداً، ثابتاً على مبادئه وأهدافه النبيلة، شامخاً بإباء وهو يغذي السير في طريقه الصعب والشائك والخطير نحو تحقيق أهدافه السامية في سبيل حرية شعبه وسعادته ورخائه.

د. كاظم المقدادي

**************

الصفحة الثانية عشر

كاظم حبيب: من أجل إقامة جبهة شعبية ديمقراطية

واسعة تلتحم بعزم وإصرار بقوى الانتفاضة التشرينية

رسالة تهنئة في مناسبة الذكرى87 جاء فيها:

الرفيق العزيز رائد فهمي، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

رفاق ورفيقات اللجنة المركزية للحزب ومكتبها السياسي

الرفاق والرفيقات والأصدقاء الأعزاء

تحية قلبية وتمنيات عطرة

يسعدني ان أهنئ رفاق وأصدقاء الحزب جميعاً وهم يشاركون في إطفاء الشمعة السابعة والثمانين من عمر الحزب النضالي المجيد، إنه الحزب الذي أصبح عميد الأحزاب الوطنية والديمقراطية المدنية العراقية، فهو أقدم حزب عراقي قائم منذ تأسيسه في 31 أذار/مارس 1934 حتى الآن ودون انقطاع، رغم المحاربة والتنكيل الجائر والاعتقال والتشريد والسجن والتعذيب والقتل لقادته وكوادره وأعضاءه وأصدقاء الحزب ومؤيديه بأعداد غفيرة وعلى مدى تاريخه المديد، ورغم ظروف الظلمة والظلامية التي مرًّ بها والتي ما تزال قائمة ويعاني منها مع الشعب بسبب واقع وجود نظام سياسي طائفي محاصصي فاسد وتابع خنوع أقيم على أنقاض نظام بعثي دكتاتوري مطلق مارس الأساليب الفاشية والشوفينية الدموية والإبادة الجماعية وضد الإنسانية، وعبر مساومة وقحة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتلك القوى والأحزاب التي ساندت الحرب والاحتلال والهيمنة الأجنبية ونهب خيرات البلاد.

يتطلع الشعب العراقي بعربه وكرده وقومياته الأخرى في أن يلعب الحزب الشيوعي العراقي دوراً مهماً ومتقدماً في النضال من أجل إقامة جبهة شعبية ديمقراطية واسعة تلتحم بعزم وإصرار بقوى الانتفاضة التشرينية 2019/2020 لتساهم في تعبئة المزيد من بنات وأبناء الشعب وتساهم في تحقيق التغير المنشود في ميزان القوى لصالح عملية التغيير الجذرية لواقع العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الطائفي الفاسد الراهن، لصالح إقامة وطن غير مستباح وغير تابع وخانع، بل سيد نفسه، ودولة ديمقراطية علمانية مستقلة غير هامشية وغير منهوبة وذات سيادة فعلية، وبناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث وعلماني مزدهر تسود فيه مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات وأتباع الديانات والمذاهب والفلسفات الديمقراطية.

وأشار الرفيق حبيب في رسالته الى أهمية وجود جبهة شعبية واسعة وواعية لمهمات النضال ضد الحكم الطائفي والمال المنهوب والنخب الفاسدة وضد السلاح المنفلت ومن أجل محاكمة قتلة المتظاهرين وتغيير قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات وضمان إشراف ومراقبة دولية على الانتخابات القادمة وإبعاد حيتان الفساد الكبيرة والمهيمنة من المشاركة فيها لصالح خوض انتخابات نزيهة وعادلة وديمقراطية.

وختم قائلا، أحييكم بحرارة وأشد على أيديكم وأرجو للجميع الصحة الموفورة والسلامة والنضال الدؤوب لتحقيق الأماني الرائعة لهذا الشعب المضطهد والمقموع والمسروق بثرواته ولقمة عيشه وكرامته والفاقد حتى الآن على استقلال وسيادة دولته.

مع خالص الود والاعتزاز.

***************

الشيوعي العراقي

رحلة حياة لم تزل مستمرة

فلاح المشعل

استطاع الحزب الشيوعي العراقي بوقت مبكر من تاريخ الدولة العراقية الحديثة من تأسيس المتكأ الأول والأهم للنضال السياسي الوطني، بكونه يمثل التشكيل المنظم للحركة اليسارية والتقدمية في البلاد ، مجسدين مقولة لينين الشهيرة " التنظيم أعلى حالات الوعي " .

الإغراء الجاذب الذي كان يقدمه الحزب الشيوعي للعراقيين بفئاتهم المتعددة كان فضاء ً واسعا من تنوع الثقافة التقدمية وبعدها الإنساني الذي يسعى لتحرير الفرد من التخلف ويضعه في إطار النضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية في نظام اشتراكي يحقق المساواة ويقضي على الفقر ، وينهي استغلال الناس والتفاوت الطبقي بالمستوى المعيشي، ويحقق فرص التكافؤ الاجتماعي بين جميع الطبقات والفئات دون تمييز على أساس الدين أو القومية .

افكار إنسانية توعد بالخير والرفاهية للبشرية وتنهي دور السلطة كأداة قمع بل تضعها بيد الذين يصنعون الحياة من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والمبدعين من حملة الفكر والفن والعلم والثقافة، وما أن تقترب من الشيوعي العراقي حتى تجد نفسك مدفوعا بشهية لاتقاوم على العوم في نهر عذب من الافكار وتنوع المعرفة واكتشاف الذات والآخر ، معرفة دورك بهذه الحياة وكيف تتحول الى كائن مضيء في عتمة مسارات المحيط الذي تنتمي اليه .

الرصيد الأعلى في بنك المعرفة والثقافة والآداب والفنون والعلوم أيضا، كانت حصة الشيوعيين فيه الأكبر في ذلك البناء الذي احدث نقلة تاريخية للحياة العراقية، يضعونك أمام العرض المسرحي الذي يثيرك فكريا وامتاعيا ولا أحلى من تقابل خليل شوقي أمام ويوسف العاني وزينب أمام ناهد الرماح وقاسم محمد يحاكي النخلة والجيران، تقرأ  السياب والبياتي وسعدي يوسف ومظفر النواب إيقونات تتوالى تاريخيا في قصائد توقظ فيك الأسئلة وتقودك لغابات لم تكتشف من قبل، وهذا الرهط من التشكيليين يأخذك نحو عالم من السحر والدهشة والنظر بعين يتسع للعالم أجمع، وتقرأ مقالاتهم وافكارهم في ثقافة جديدة وتفهم بوضوح ماذا يعني فائض القيمة، ولماذا يجوع الإنسان ؟

حكايا وقصص تنبض بالحياة وتجعلك مشاركا ومنتميا لهذا العالم بلا حدود ، تلك الروح المشتركة والإحساس بكونك كائن أممي تضيف حكايتك لهذا الحوض الكوني من رصيد الانسانية وهي تستظل بأفكار  الفيلسوف " كارل مار كس " وما تفرعت عنه من مدارس الفكر وفقه الجمال وعالم الفلسفة لتشكيل وحدة الوجود في تكامل يصوغ الحياة بأبهى ما يكون، ويضعها كمسارات سعادة للبشر في رحلتهم لصياغة الحياة .

لم يكن الشيوعي نقطة دالة على الثقافة واستعداده للتضحية من أجل مبادئه دون مهابة أو خوف من السجن والسجان، وإنما كان محط ثقة واحترام المحلة التي يعيش في وسطها سواء أكانت شعبية أم في الأحياء الراقية، ميزة تعطي له الروح الشعبية والألفة مع الناس ، وتلك واحدة من عناصر قوته التي لا يمكن للسلطات أن تحد منها، بل كانت سببا لتقرب الكثيرين منه " ولو سرا ً " بعد أن تقوم السلطة بتحذيرهم من الشيوعي الخطر !؟

في العمل والشارع والاوساط العلمية والاكاديمية والهندسية والرياضية كان الشيوعي أنموذجا في الابتكار والعمل بنكران ذات والاخلاص الوظيفي وتحفيز الآخرين لخدمة الهدف الأسمى ..الوطن .

سبعون عاما من القرن الماضي للحياة العراقية لن تخلو جوانب الحياة من بصمات الشيوعي ، المعلم والمناضل والمتحدي والشهيد ثم الصاعد للجبل لكي يقاوم الدكتاتورية ويردد مع ذرى الوطن نشيد الحرية في معزوفة ترددها معه البنادق وجبال عشقت حياتهم وعذوبتهم في ألفة مع قمم كردستان، فهم الأنصار الصوت المقاتل بوعي لأجل حرية الوطن، وحين نزل من الجبال بعد رحيل الدكتاتور ، نقل صوت الاحتجاج الواعي والنقدي لساحة التحرير وبقية ساحات الوطن المحتج .

استرسال يمضي بأفق مفتوح عن مآثر رفاق وأبناء فهد وسلام عادل وخالد احمد زكي وابو كاطع ونزيهة الدليمي ومحمد الخضري وتوما توماس وصفاء الحافظ عزيز محمد وبشرى برتو وقوافل تؤرشف صفحات بيضاء من تاريخ النضال الوطني من أجل وطن حر كامل السيادة وشعب يرفل بالسعادة، ولنا الحق أن نحتفل ونهنئ اصدقائنا وأحبتنا الشيوعيين في الذكرى 86 لتأسيس حزبهم ، فقد استحقوا الاحترام والمحبة وهم يقفون على ناصية النزاهة والاخلاص الوظيفي حين خاضوا في تجربة التمثيل البرلماني او اشتراكهم بوزارات الدولة العراقية بعد 2003 ، ولو كان لهم التمثيل الأوسع في قيادة الدولة وسلطاتها ربما لم يصل حال البلاد لماهو عليه الان من فساد وانهيار وأزمات .

* شهداء الحركة الشيوعية ونزاهتهم تمنحهم صك الغفران عن أخطائها السياسية التاريخية .

* الشيوعي العراقي هنا اشارة للحزب مرة وللشيوعي الإنسان العراقي الذي عاش مخاضات الحياة العراقية زهاء نصف قرن .

**************

تحية لمن زرع وما حصد، وجدّ فما وجد،

و سار على الدرب ولم يصل، وتفاءل بالخير فلم يجده!

علي بداي

في صغري الأول، كنت أعتقد أن السادة المعممين هم الشيوعيون! فالسيد كان كما لقنونني لا يكذب ولا يسرق و لا يعتدي على أحد لأنه يخاف الله. ولما سألت أحد اقاربي الكبار عن معنى الشيوعي قال: هو الذي لا يكذب ولا يسرق و لا يعتدي على أحد ويساعد كل من يحتاجه قدر طاقته! ضحك الرجل الكبير مني عندما سألته: والشيوعي يشوّر مثل السيد؟

عندما كبرت قليلاً رأيت كيف تمسك الشيوعيون في منطقتنا بمثل قريبة من مثل القديسين، وجعلوا من مفهوم “ الله” الذي إستُثمِر على مدى العصور لاستغلال الناس وترويعهم، مفهوماً ملموساً واضحاً يعني الصدق والتفاني في الإخلاص لمصالح البسطاء من الناس. فكان الشيوعي يصل عتبة الموت دون البوح بإسماء رفاقه ودون التخلي عن أفكاره. وبلغ تمسك الشيوعيين بالمثل العليا للتسامح ونبذ الغدر حداً متطرفاً وصل الى خلو تأريخهم من القصاص حتى ممن بالغ في الإساءة لهم. فبقي منفذو مجازر شباط 1963 مثلاً طلقاء يختالون في الأرض على مسمع ومرآى من الجميع.

العراق كما هو: يسمع الغريب عن العراق وأهله، لكنه لايجده الا في نسيج الشيوعيين الإجتماعي ، فكان حزبهم وبقي الحزب العراقي الوحيد الذي يضم الجميع من كل الأعراق والأديان والطوائف .

علاقة الشيوعيين العراقيين بالزمان: شكل الشيوعيون مقياساً فريداً لزمانهم: كلما كان الزمان مزدهراً بالثقافة والمعرفة وسمو الوعي عنى ذلك ازدهار الحزب واستقراره وقوة دوره، وكلما شحب لون الزمان وقتم وغرق المجتمع الى أذنيه بالرذيلة والتخلف ، عنى ذلك أن الشيوعين قد غابوا أو غيّبوا، وبالعكس، هذه حقيقة قد لا ترضي البعض منا لكنها حقيقة موجودة بالرغم منا.

حلفاء الشيوعيين: بسبب من إرتفاع قامة الشيوعيين بعد إصرار قادتهم والآلاف من مناصريهم على إمتداد الزمن على إختيار الموت بديلاً عن الاستسلام، وبسبب نظافة أيديهم وزهدهم عن المصالح الشخصية ،كانت الأحزاب المختلفة لا ترى في التحالف معهم سوى مشهد يُظهرها بمظهر الصغير، وتساهل الشيوعيون في ادراك حقيقة مفادها أن معظم أحزاب ما يسمى بالحركة الوطنية قد خُلق بالأصل لمحاربتهم فانطلقوا من مبدأ توفر حسن النية وافترضوا تمسك هذه الأحزاب بثوابت “وطنية” و”أخلاقية” أو توهموا نضجها بعد أن جاوزت مرحلة المراهقة السياسية، مما جر الى الوقوع بمطبات عميقة والتعرض لصدمات ما كان يجب حدوثها.

ريادة الشيوعيين الفكرية:

سجل موقف الشيوعيين الفكري السياسي ريادة تاريخية سابقة لأوانها في ثلاثة محاور:

  1. محور الوحدة والاتحاد العربي في بداية الستينات بطرحهم المبكر لمشروع التكامل العربي التدريجي بديلاً عن المشاريع الاندماجية، وهو ما يقر بصحته الآن حتى عتاة القوميين.
  2. محور مشروع الدولتين الديموقراطيتين للعرب واليهود في فلسطين الذي طرحته قيادة فهد في الأربعينات وهو ما يسعى له العرب الآن بكل قوتهم عبثاً، بعد أن كان في متناولهم قبل أكثر من نصف قرن.
  3. محور مشروع الحل الديموقراطي للقضية الكردية في العراق وهو المشروع الذي رفضه القوميون العرب في العراق آنذاك ووجدوا أنفسهم بعد عقود مضطرين للقبول بما هو أقسى منه على مشاعرهم القومية الإلحاقية.

روادع الشيوعيين: خلت سياسة وبناء الحزب الشيوعي من توفير غطاء الحماية الرادع، وبقي الآلاف من مناصريه الشجعان مكشوفين أمام أجهزة القمع والمخابرات ضمن مسلسل متكرر لأكثر من ثمانية عقود، جعل من اسم الشيوعي مرادفاً للسجين والمعتقل والمطارد. وبعد أن ساد الاعتقاد لفترة من الزمن أن الحزب الشيوعي قد فهم الدرس جيداً وخبر أهمية أن يكون لحزب المهام الكبيرة جهاز ردع وحماية كبير غير الجسد البشري وصموده، وغير معنويات رفاقه العالية، تنازل طواعية وإيماناً منه “بالمرحلة الجديدة” وتنفيذاً لقرار هلامي بحل المليشيات، عن أسلحته التي هربّها في زمن النظام السابق بمجازفات رفاقه ومغامراتهم التي قد تفوق التصور. وفي ساحة امتلأت بالأحزاب والتجمعات الإنتهازية والمشبوهة التي لاترى في القتل الا حرفة مثل باقي الحرف، بقي الحزب الشيوعي معولاً على تأريخه الطويل .. فاتحاً المقر تلو المقر .. ماضياً لبناء مجتمع عادل ظل يحلم ببنائه منذ ثمانين عاماً...

تحية لمن زرع وما حصد، وجدّ، فما وجد و سار على الدرب ولم يصل وتفاءل بالخير فلم يجده!

*************

عيد الشيوعيين.. وأساطير لا احد يذكرها

سلوى زكو

لم يكن سلام عادل وحده اسطورة الشيوعيين

أبحث هنا عن اساطير صغيرة لشيوعيين لم يدونها التاريخ

لكل حكايته التي لا نعرف عنها شيئا

هذا شاب تجاوز العشرين بقليل او لعله لم يتجاوزها بعد

ليست لديه اسرار حزبية تلك التي يطالبه بها الجلاد

لكنه يرتقي منصة الشهادة وفي رأسه فكرة واحدة الا ينكسر فيكسر معه الحزب

آلاف من الشيوعيين في مراتب تنظيمية دنيا دخلوا المسالخ وفي رؤوسهم فكرة الا ينكسر الحزب

عندما يطاردك العسس تصبح مدينة هائلة الاتساع مثل بغداد اضيق من خرم ابرة

لي صديقة فرت في اللحظة الاخيرة من مداهمة البيت بأن عبرت سور الحديقة الى بيت الجيران.

هناك خلعت عجوز العائلة شيلتها وفوطتها والبستها عباءتها ونظاراتها فخرجت بنت العشرين عجوزا تسعى في شوارع بغداد.

سارت على قدميها حتى وصلت الكاظمية فدخلت الحضرة تختلط بجموع الزائرين المتزاحمة على الشباك وظلت اياما على هذه الحال. ولكن الويل يأتي مع الليل عندما تخلو الحضرة من الزوار فيصبح وجود اي وجه غريب لافتا للنظر.

تجوب الشوارع تنام بضع ساعات في حدائق البيوت او زاوية لزقاق مظلم تأكل من الفضلات التي ترميها العائلات في المزابل وتصحو قبل الفجر لتعاود رحلتها النهارية.

والخوف يرافقها في كل خطوة.

 من قال لكم ان الشيوعيين لا يخافون؟

وهذه فتاة غادرت دفء البيت والعائلة ذهبت ترتقي الجبل تسعى وراء حلمها.

آلاف من شباب الحزب الشيوعي وشاباته انتظموا في كردستان ضمن قوات الانصار

صعب ان يتخيل المرء ما يواجهه ابن سهل ما بين النهرين وهو ينتقل الى الجبل.

السير على ممرات خطرة معلقة في السماء والعدة العسكرية تقصم الظهر والسكن .في عشة رتبت على عجل والفرار بلا توقف من ملاحقة طائرات النظام ورائحة الثوم النفاذة التي يطلقها القصف الكيمياوي فتخنق الصدور.

وكوكبة من اصحاب الاساطير الصغيرة يوم حاول في الثمانينات بعض من اشجع العراقيين لملمة التنظيم الحزبي بعد ضربة 79.

هؤلاء ايضا لن نعرف قصصهم وكيف مرت عليهم لحظاتهم الاخيرة.

العيد هو عيد اصحاب الاساطير الصغيرة من استشهد منهم ومن بقي

عيدكم مبارك ايها الانقياء

ــــــــــــــــــــ

منشور كتبته الكاتبة على صفحتها في “فيسبوك”

*************

الصفحة الثالثة عشر

ذهنية قومية عنصرية وراء اصداره

المحكمة الدستورية الألمانية توقف العمل ببرنامج الاتحاد الأوروبي لمواجهة تداعيات أزمة كورونا

رشيد غويلب

قررت المحكمة الدستورية الاتحادية الألمانية الجمعة 26 اذار تأجيل برنامج التحفيز الاقتصادي “جيل الاتحاد الأوروبي القادم”، والذي تم إطلاقه بصعوبة كبيرة في تموز 2020 بسبب مقاومة “كتلة البخلاء” من دول الاتحاد الأوروبي (هولندا، الدنمارك، السويد، النمسا) التي وقفت حينها ضد المنح غير القابلة للسداد للبلدان المتضررة بشكل خاص من وباء كورونا. وبموجب القرار تلقى الاتحاد الأوربي الذي هزته أزمة عدم توفر الكميات المطلوبة من اللقاحات، ضربة قاسية أخرى بعد تأجيل خطة إعادة بناء كورونا التي تبلغ 750 مليار يورو.

في نهاية تموز 2020، وبعد مساومة صعبة، اتفق رؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي على برنامج إعادة إعمار لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية التي أحدثها كورونا: بالإضافة إلى 1074 مليار يورو لموازنة السنوات السبع المقبلة ( 2021 – 2027)، ينبغي أن يكون هناك 750 مليار يورو، كحزمة للتحفيز الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في التقنيات “الخضراء”.

ولتمويل هذا البرنامج، سيتم الحصول على القروض لأول مرة باسم الاتحاد الأوروبي، وستتم إعادة توزيع الأموال وسدادها معا على مدار 30 عاما اعتبارا من عام 2028. وعد هذا التوجه على أنه خطوة نحو سياسة مالية مشتركة، لكنه كان بالنسبة لليمين المتطرف في المانيا والليبراليين الجدد، كابوسا.

في بداية شباط 2021، وافق البرلمان الأوروبي على صندوق دعم كورونا بعد المطالبة بإجراء تغييرات في وقت سابق. وبذلك تم التغلب على العقبة الأولى.

يسمى البرنامج “الجيل القادم من الاتحاد الأوروبي”. وأهم مفصل فيه “تسهيل التعافي والمرونة”، الذي من خلاله يتم توزيع 672.5 مليار يورو مباشرة على الدول الأعضاء، منها 312.5 مليار يورو كمنح وقرابة 360 مليار يورو قروض. ويتم تمويل ما تبقى من إجمالي 750 مليار من خلال برامج في ميزانية الاتحاد الأوروبي.

 وينبغي أن تحفز هذه المليارات النمو وفرص العمل، وفي الوقت نفسه تجعل الاقتصاد الأوروبي أكثر حداثة وصداقة للبيئة. لذلك، ينبغي إنفاق 37 في المائة على الأقل من أموال صندوق إعادة الاعمار على حماية المناخ و20 في المائة على الرقمنة. ويجب أن تستفيد البلدان الأكثر تضرراً من الوباء. ستحصل إيطاليا، على سبيل المثال، على قروض ومنح تصل الى قرابة 200 مليار. وعلى بلدان الاتحاد الأوروبي، حتى 30 نيسان 2021، تقديم خططها الوطنية للإصلاح والاستثمار.

شرط الموافقة الجماعية

بدء المفوضية الأوروبية بالحصول على القروض وسداد المدفوعات، مشروط بموافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ووافق جناحا السلطة التشريعية في المانيا: البرلمان والمجلس الاتحادي في 25 اذار على صندوق إعادة اعمار كورونا، الا ان قرار المحكمة الدستورية أوقف العمل به في الوقت الحالي. لم تنشر المحكمة الدستورية الاتحادية، حتى الآن، أسباب قرارها، لكن يجب تقديم التفاصيل في وقت لاحق. وستصدر المحكمة قرارها النهائي خلال بضعة أسابيع. وحتى ذلك الحين سيتأجل دخول صندوق إعادة الإعمار حيز التنفيذ.

قدمت مجموعة من أساتذة الاقتصاد، الدعوى امام المحكمة الدستورية، وفي مقدمتهم بيرند لوك، المؤسس المشارك لحزب “البديل من اجل المانيا” اليميني المتطرف، والذي يؤسس مناهضته للاتحاد الأوربي على أسس قومية عنصرية. ويريد المدُعون ان تحصل الدول الأعضاء على قروض منفردة وعلى مسؤوليتها الخاصة بدلاً من ان يتحمل الاتحاد الأوروبي هذه المسؤولية. فهم يعتقدون وفق رؤية قومية ضيقة، ان السماح لبلدان بإنفاق أموال تتحمل مسؤوليتها بلدان أخرى، يجعلها تميل إلى “التبذير وعدم الكفاءة والإفراط في استخدام الحق الممنوح لها”. في نهاية المطاف، سيؤدي هذا إلى ديون مشتركة، وبعبارة أخرى “اتحاد ديون”، في سخرية واضحة من الاتحاد الأوربي.

المحكمة الدستورية الاتحادية في دائرة الخطر القومي

ينتقد المؤرخ الاقتصادي البريطاني آدم توز بشدة المحكمة الدستورية الألمانية، قائلا: “يتم استغلال المحكمة الدستورية من قبل أقلية مناهضة لأوروبا في ألمانيا. وان مسائل الحقوق الأساسية الأوروبية، تدخل دائرة خطر قومي”. وهذا واضح أيضا لدى اقتصاديين في دائرة اليمين المتطرف في اغنى بلدان الاتحاد الأوربي، يعملون على قطع الطريق على تعاون مشترك يتجاوز حدود الدولة القومية، لم يكن من أولويات القوى المهيمنة، ولكن ازمة الوباء المتفاقمة فرضته.

إن تعطيل العمل بصندوق الإعمار يمثل صفعة للمفوضية الأوربية وبرلمان الاتحاد الأوروبي، وأيضا للمستشارة الألمانية ميركل، التي دافعت عن هذا الحل الوسط. في وقت تتسع فيه مساحة فقدان الثقة بالحكومة الاتحادية، بسبب الإرباك في التعامل مع الوباء والإثراء الإجرامي لأعضاء في الكتلة البرلمانية المشتركة لطرفي الاتحاد المسيحي الحاكم، نتيجة تورطهم في صفقات فساد يزداد عدد المتهمين بها، وتتراجع في استطلاعات الرأي نسب التأييد لحزب المستشارة، في سنة الانتخابات البرلمانية العامة. وتوصف ميركل في نهاية عهدها في أوربا بـ”بطة عرجاء”.

***********************

مشروع صيني - إماراتي

لإنتاج لقاح سينوفارم

ابو ظبي ـ وكالات

أطلقت الإمارات العربية المتّحدة والصين مشروعاً مشتركاً لتصنيع لقاح شركة سينوفارم الصينية المضادّ لكورونا في الإمارات.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إنه جرى، يوم الأحد الماضي، “الإعلان عن تدشين أول خط تصنيع وإنتاج لقاح كورونا في الإمارات بين مجموعة جي 42 الإماراتية ومجموعة سينوفارم الصينية”.

وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إنّ “بكين وأبو ظبي تدشّنان فصلاً جديداً في تاريخ علاقتهما التاريخية والاستثنائية”.

وأضاف خلال حفل شارك فيه نظيره الصيني وانغ يي أنّ “المشروع الجديد يشكّل إضافة نوعية للجهود العالمية المبذولة من أجل التصدّي إلى جائحة كوفيد-19 التي تأثّر بها العالم أجمع”.

وبدأت الإمارات حملة وطنية للتلقيح ضدّ كورونا في كانون الأول من العام الماضي بعدما رخّصت للقاحي سينوفارم الصيني وفايزر الأميركي-الألماني.

ومنذ ذلك الحين رخّصت الإمارات للقاح ثالث هو أسترازينيكا البريطاني. والإمارات البالغ عدد سكّانها حوالي 10 ملايين نسمة سجلت أحد أعلى معدلات التطعيم للفرد في العالم بعد إسرائيل.

ومنذ بداية الوباء سُجّلت في الإمارات أكثر من 388 ألف إصابة بفيروس كورونا بينها 1481 حالة وفاة.

**************************

الفلسطينيون يحتفلون بـ «يوم الارض»

ودعوات لتعزيز الوحدة الوطنية

القدس ـ وكالات

احيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لـ”يوم الأرض”، وسط دعوات من الفصائل الفلسطينية للتمسك بالأرض وتعزيز الوحدة الوطنية.

ويحيي الفلسطينيون “يوم الأرض” منذ اذار العام 1976، بعد استيلاء السلطات الإسرائيلية على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في العام 48، بهدف توسيع المستوطنات.

وفي المناسبة، أكدت حركة “فتح” في بيان لها أن “الأرض هي جوهر الصراع”، مشددة على أن “كفاح الفلسطينيين لن يتوقف حتى تحقيق حريته سيدا على أرضه”.

بدورها، أكدت حركة “حماس” في بيان لها، لمناسبة “يوم الأرض”، أن “الأرض الفلسطينية هي أحد الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها بأي حال من الأحوال، وستبقى الأرض محور الصراع مع الإحتلال”.

وأكدت حماس أنها “لن تسمح بتمرير أي مخطط يستهدف عزل أو فصل أي جزء من فلسطين”.

من جهته، دعا المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له، الفلسطينيين “لتعزيز وحدتهم الوطنية”، محذرا من “خطورة الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية خصوصا في القدس والأغوار.”

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أصدر تقريرا لمناسبة الذكرى السنوية الـ 45 ليوم الأرض، قال فيه إن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل بشكل مباشر ما نسبته 76 في المائة، من مجمل مساحة الضفة الغربية المصنفة (ج)”، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85 في المائة، من أرض فلسطين التاريخية”.

وأوضح التقرير أن المساحات المستولى عليها لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري تمثل حوالي 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من 10 في المائة من مساحتها، وتضرر ما يزيد على 219 تجمعا فلسطينيا جراء إقامة الجدار، كما قامت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على حوالي 8,830 دونما من الأراضي الفلسطينية، بالإضافة الى 11,200 دونم تم إعلانها كمحميات طبيعية، تمهيدا للاستيلاء عليها.

******************

الكويت.. الحكومة تؤدي اليمين الدستوري

الكويت ـ وكالات

أدت الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أمس، اليمين الدستورية، أمام مجلس الأمة، وذلك لمباشرة أعمالها في مجلس الأمة، وفقا للمادة 91 من الدستور.

وتقضي المادة بأنه قبل أن يتولى عضو مجلس الأمة أعماله في المجلس أو لجانه يؤدي اليمين أمام المجلس في جلسة علنية.

من جانبه، توجه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، بالتهنئة إلى الحكومة قائلا “نهنئ السادة الوزراء، ونتمنى لهم كل التوفيق”.

وأعرب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد في وقت سابق ليوم أمس،  عن أمله بأن تشهد جلسة مجلس النواب تعاونا مثمرا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بعيدا عن أية توترات.

وتمنى الأحمد إعطاء رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وحكومته الفرصة الزمنية الكافية لممارسة المسؤوليات، خصوصا في ظل الظروف التي يمر بها الوطن والمنطقة بأسرها.

*******************

منظمات تتوقع ان يكون العدد اعلى من ذلك بكثير

500 قتيل حصيلة احتجاجات بورما وسط أدانات دولية 

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت جمعية مساعدة السجناء السياسيين، أمس، عن  حصيلة القتلى في بورما حيث أكدت انها تجاوزت 500 قتيل من بينهم عدد كبير من الأطفال والمراهقين، مشيرةً الى انها تتوقع ان تكون اعداد القتلى اعلى من ذلك بكثير، إذ لا يزال المئات من المعتقلين في عداد المفقودين.

ودان المجتمع الدولي وعدد من البلدان قمع المتظاهرين، الذي خلف في عطلة نهاية الأسبوع 120 قتيلا؛ إذ قتل 107 أشخاص السبت، من بينهم 7 أطفال، و13 شخصا الأحد.

مقتل 500 مدني 

وبحسب وكالة “رويترز” فإن الانقلاب العسكري أطلق موجة من الاحتجاجات الشعبية المستمرة. حيث اظهرت مقاطع فيديو مسجلة في مدينة رانغون، قيام الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، ومراسم جنازة عدد من المتظاهرين القتلى، وحواجز أقيمت من طرف المحتجين لحماية المتظاهرين من قوات الأمن.

وأعلنت “جمعية مساعدة السجناء السياسيين”، أمس، عن مقتل أكثر من 500 مدني، بينهم عدد كبير من الطلاب والمراهقين، على أيدي قوات الأمن في بورما منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية في 1 شباط الماضي. 

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان، تابعته “طريق الشعب”، ان “المنظمة وثقت 510 حالات وفاة”، محذرة من أن “عدد القتلى ربما يكون أعلى من ذلك بكثير”، في وقت لا يزال فيه المئات ممن اعتقلوا خلال الشهرين الماضيين في عداد المفقودين.

ويأتي الإعلان عن هذه الحصيلة المروعة بعدما أدانت الأسرة الدولية القمع الدموي الذي تمارسه قوات الأمن في بورما حيث حصدت عطلة نهاية الأسبوع الفائت أكبر عدد من الضحايا منذ الانقلاب، إذ تخطت حصيلة القتلى المدنيين 120 شخصا.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع الفائت أكبر عدد من القتلى منذ الانقلاب مع سقوط ما لا يقل عن 107 قتلى في يوم السبت فقط، بينهم 7 أطفال، و13 قتيلا الأحد، بحسب جمعية دعم السجناء السياسيين.

رفض دولي وأممي

ودعت بريطانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الوضع في بورما سيعقد الأربعاء، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية.

وكان الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس قد قال إنه “من غير المقبول بتاتا رؤية استخدام هذا المستوى من العنف ضد الناس ومقتل هذا العدد من الأشخاص وهذا الرفض العنيد للقبول بضرورة الإفراج عن كل السجناء السياسيين وجعل البلاد تعود إلى المسار الديمقراطي الانتقالي”.

وأضاف “نحتاج إلى مزيد من وحدة الصف والتزام أكبر من الأسرة الدولية للضغط بغية التوصل إلى قلب الوضع”.

وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين فرض عقوبات جديدة على بورما مع تعليق فوري لاتفاق تجاري إلى حين عودة حكومة “منتخبة ديمقراطيا” إلى السلطة.

وقالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي إن الإدارة قررت “تعليق كل ارتباط للولايات المتحدة مع بورما بموجب الاتفاق-الإطار للعام 2013 حول التجارة والاستثمار مع مفعول فوري” مضيفة “هذا التعليق سيبقى ساريا إلى حين عودة حكومة منتخبة ديمقراطيا”.

وكان بايدن قد دان الأحد القمع الدموي “المشين جدا” للمتظاهرين في بورما، واصفا إياه بـ”الأمر المروع”.

*******************

الصفحة الرابعة عشر

هل يمكن إصلاح الرأسمالية بدون ثورة؟

الاصلاح والثورة

ترجمة واعداد: رشيد غويلب

معطيات الواقع تمنح روزا لوكسمبورغ، حتى يومنا هذا، الحق في ادانتها للرأسمالية على أساس رؤيتها الثورية، وعدم قناعتها بان الرأسمالية قابلة للإصلاح بدون ثورة. لقد اقترح إدوارد برنشتاين، خصمها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في كتابه “متطلبات الاشتراكية ومهام الاشتراكية الديمقراطية” (1899) تجاوزا غير ثوري لمبدأ الربح بطريقة إصلاحية سلمية. روزا لوكسمبورغ رفضت بشدة هذا الابتعاد عن الافتراض الماركسي بأن الثورة أمر لا مفر منه إذا كان على الإنسانية ألا تعود إلى البربرية. وبدلاً عن ذلك، طالبت بسياسة يومية إصلاحية على أساس متطلبات منظور ثوري.

لا يزال كتاب لوكسمبورغ “إصلاح اجتماعي أم ثورة؟” (1899) يحتفظ بأهميته لحل المشاكل التي تواجهنا اليوم. لقد تجنبت روزا لوكسمبورغ في عملها الوقوع في الفخ الذي يؤدي حتما الى المقارنة المتضادة بين الإصلاح والثورة. في هذه المناقشة بالتحديد، انشقت الحركة العمالية الاشتراكية، قبل اغتيالها، الى اتجاه سعى إلى التغلب على هيمنة المصالح الربحية بأساليب إصلاحية، وآخر سعى إلى الهدف ذاته بأساليب ثورية. وأدى انشقاق القوى الناقدة للرأسمالية إلى تيارين رئيسيين والعديد من التيارات الصغيرة إلى خلق لوحة اشتراكية واسعة. ولم يصل أي من هذه التيارات إلى الاشتراكية الحقة، لا الشيوعيون الذين تبنوا الثورة، ولا ورثة إدوارد برنشتاين. وأدى فشل السياسات الاشتراكية هذا إلى فتح المجال للفاشية، وفي سبعينات القرن العشرين، الى الليبرالية الجديدة، التي لا تزال تشكل الاقتصاد والمجتمع في العالم الى يومنا هذا.

 كانت روزا لوكسمبورغ تأمل في القدرة على بناء اقتصاد متجدد، يمثل مزيجا من الإصلاح والثورة، اذ لم تكن الثورة عندها مرادفة لاستخدام العنف:”في الثورات البرجوازية، كانت إراقة الدماء والإرهاب والقتل السياسي السلاح الذي لا غنى عنه في أيدي الطبقات الصاعدة. إن الثورة البروليتارية لا تحتاج إلى الإرهاب من أجل أهدافها، إنها تكره وتمقت القتل البشري. إنها لا تحتاج إلى هذه الأسلحة لأنها لا تحارب الأفراد بل المؤسسات، ولأنها لا تدخل الميدان بأوهام ساذجة، تنتقم لخيبة أملها بالدم” (ماذا تريد عصية سبارتكوس؟ كانون الأول 1918).

بالنسبة لروزا لوكسمبورغ، كان العنف الثوري مقبولاً في أحسن الأحوال كعنف مضاد، عندما ينتهك الحاكمون القانون يلجأون إلى العنف. وبالمقابل رفضت لوكسمبورغ الإرهاب والإرهاب الفردي في جميع الأحوال، لأنه لا يضفي سوى الشرعية على المزيد من قمع الدولة. وبدلاً من ذلك، اتفقت مع الحركة الاشتراكية الأوروبية الغربية المبكرة التي رأت في مزيج من التأهيل السياسي والتنظيم والنضال للجماهير طرقا لتحرير المجتمع من مبدأ الربح:”ليس استخدام العنف الجسدي، بل تصميم الجماهير الثوري، في الاستمرار في الاضراب، وعدم التراجع امام العواقب الاستثنائية للوضع النضالي، وتقديم كل التضحيات، هو ما يعطي هذا الفعل قوة لا تقاوم لدرجة أنه غالبا ما يكون قادرا على قيادة المعركة إلى انتصارات مميزة في فترة زمنية قصيرة”. (مقالة التجربة البلجيكية)

بالنسبة لروزا لوكسمبورغ، تنبثق الثورات من الصراع الطبقي. التوقع الذي أعرب عنه ماركس في عام 1848، والذي تخلى، عن نصفه على الأقل فريدريك انجلس، في عام 1895، والقائل، بأن الثورة ستفتح الباب للاشتراكية بسهولة، لم تشاركه فيه روزا لوكسمبورغ، على أبعد تقدير، بعد هزيمة الثورة الروسية في 1905/1906. لقد أدركت: كل ثورة تعاني من نكسة بعد تراجع لا مفر منه لزخم القوى التي تقودها. ولكن هذه الحالة ستكون اقل حدوثا، كلما اتجهت الثورة يسارا، وصولا الى، قترة قصيرة من دكتاتورية البروليتاريا، لان الأخيرة غير قابلة للحياة بشكل دائم.هذه هي النقطة المركزية في فهم روزا لوكسمبورغ للثورة.

ومن الآن فصاعدا، فهمت روزا لوكسمبورغ الثورات على أنها عمليات طويلة الأمد ومتقطعة بشكل متكرر ودورات وليست أحداثا منفردة. ولا يتم انجاز انقلاب اشتراكي خلال 24 ساعة، بل هو حدث يميز فصلا تاريخيا طويلا.

 وعلى خلفية حركات الاحتجاج الراهنة، مثل احتجاجات المناخ، أصبحت تأملات روزا لوكسمبورغ حول التفاعل بين الإصلاح والثورة أكثر أهمية. تظهر الحركات العالمية مثل احتجاجات “جمعة من أجل المستقبل” أنها قادرة على بناء ضغط يجبر النظام السياسي على التغيير.

***********************

إنهضوا الى الكفاح !

ترجمة: رضا الظاهر

أغنية “إنهضوا الى الكفاح !”، التي ينشدها المغني الألماني هانز وارد، هي أغنية كلاسيكية لليسار الألماني، ونسختها الأصلية القديمة انتشرت خلال الحرب الفرانكو – بروسية (1870 – 1871). في عام 1919 كتب الشاعر برتولد بريخت نسخة جديدة كرد فعل على مصرع روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت. وهذه هي النسخة التي يغنيها وارد مترجمة عن الانجليزية:

أنهضوا الى الكفاح ..

إنهضوا الى الكفاح، فقد ولدنا لنكافح ..

إنهضوا الى الكفاح، فنحن على أهبة الاستعداد له ..

لقد أقسمنا لكارل ليبنخت أننا سنمنح يدنا لروزا لوكسمبورغ !

هناك يقف انسان .. يقف قوياً مثل شجرة بلوط

ومن المؤكد أنه واجه العواصف ..

ربما يكون غداً قتيلاً، شأن الكثير من المكافحين من أجل الحرية

نحن لا نخشى .. أبداً لا نخشى، هدير المدافع

ولا الشرطة ذوي البدلات الخضر

يا كارل ليبنخت .. لقد خسرنا

فقد وقعت روزا لوكسمبورغ في أيدي القتلة ..

أنهضوا الى الكفاح ..

إنهضوا الى الكفاح، فقد ولدنا لنكافح ..

إنهضوا الى الكفاح، فنحن على أهبة الاستعداد له ..

لقد أقسمنا لكارل ليبنخت أننا سنمنح يدنا لروزا لوكسمبورغ !

*****************

نضال روزا لوكسمبورغ ضد الحرب من داخل «الأممية»

وسام سعادة*

واجهت روزا لوكسمبورغ الخيبة من رؤية الحزب الألماني (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) يستلهم تجربة ١٩٠٥ الروسية بالانخراط في التدريس في مدرسة الحزب، وفي إيلاء موضوع الإمبرياليّة ومخاطر الاحتراب بين الدول الأوروبية شأناً أكبر في كتاباتها ونضالها، وكانت أزمة المغرب الأولى المعروفة بأزمة طنجة، الناشبة عام ١٩٠٥ أيضاً على خلفية مطالب «الرايخ الثاني» بأقصى الشمال الأفريقي، قد أثارت المخاوف بشأن اندلاع حربٍ شاملة.

آخر تأثير سياسي حقيقي لروزا لوكسمبورغ ضمن إطار «الأممية الثانية» تمثل في نجاحها في المؤتمر السابع لـ«الأممية الثانية» (شتوتغارت، آب ١٩٠٧) بإدخال تعديل على الاقتراح المقدم من القيادي التاريخي في الاشتراكيّة - الديمقراطية الألمانية أوغست بيبيل بخصوص تنامي النزعة العسكرية في أوروبا. جاء التعديل ممهوراً بتواقيع روزا لوكسمبورغ والروسيّين «البلشفي» فلاديمير إيليتش لينين و«المنشفي» يوليوس مارتوف، وينص على أن «من واجب الاشتراكيّة - الديمقراطيّة عندما تقع الحرب النضال من أجل إيقافها بأسرع وقت ممكن، والسعي بأسرع ما أوتي من قوة لأجل استغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تتسبب بها الحرب لأجل تحريض أعمق الشرائح الشعبية، وبما من شأنه تسريع الإطاحة بالسيطرة الرأسمالية». أمكن تمرير التعديل بعدما كانت مسألة الحرب بين الدول الأوروبية، والخطط الواجب اعتمادها من قبل الاشتراكيين حيالها، قد استأثرت بقسط  وافر من النقاشات في المؤتمر، إذ احتدم الجدال تحديداً بين المندوبين الفرنسيين والمندوبين الألمان.

كان الاشتراكيّون الفرنسيون منقسمين للغاية في ما بينهم، سواء بين الخط الرافض للمشاركة في الحكومات البرجوازية أو المسوغين للمشاركة، أو بين من يقلل من أهمية الرابطة الوطنية  شأن غوستاف هيرفيه في تلك المرحلة، وبين من ينظر إلى الأممية كتعاضد بين وطنيات، ويرى إلى الرابطة الوطنية بوصفها البيئة التي تنمو فيها الحركة العمالية بخصائص مختلفة في كل بلد. وهذه كانت وجهة جان جوريس وادوار فايان، الأخير من رموز كومونة باريس ١٨٧١، لكن سيتحول إلى أحد رموز «الاتحاد المقدس» مع البرجوازيّة الفرنسية ضد ألمانيا في حرب ١٩١٤. أما جوريس فبدأ نشاطه السياسي كنائب جمهوري  برجوازي، وتطور تدريجيًّ نحو الفكر الاشتراكي، لكن اعتداله في هذا الفكر لم يمنعه من أن يدفع حياته ثمناً لموقفه المضاد للحرب عشيّة وقوعها إذ اغتاله قومي متطرف. في المقابل يقف غوستاف هيرفيه، رمز الجحود القصوي بالفكرة الوطنية، والمنادي بالتمرد في اللحظة نفسها الذي ينهمك فيها الجيش على الجبهة، فلم تمر بضعُ سنوات على مؤتمر شتوتغارت حتى انقلب رأساً على عقب على غلوه الأممي هذا، واستبَقَ حرب ١٩١٤ بشعار «الدفاع الوطنيّ أولا»، والتحق لاحقاً بالفاشيّة الفرنسية.

توافق رموز الاشتراكية الفرنسية في مؤتمر شتوتغارت على دعم فكرة الإضراب العام في وجه شبح الحرب. تبرّم المندوبون الألمان، وعلى رأسهم بيبيل، في المقابل، من عبثية المناداة بالإضراب العام لمواجهة المناخات الحربية. بيد أن بيبيل لم يكن لديه ما يقترحه في المقابل سوى الدعوة الهلامية لـ«بذل ما في الوسع» كي لا تقع الحرب. وتعرض التزامه الأممي للمطاعن، وهو الذي برهن في شبابه عن تجذر هذا الالتزام، يوم حوكم هو ورفيقه فيلهلم ليبكنخت (المخضرم - إذ كان إلى جانب ماركس وإنغلز في «عصبة الشيوعيين») في لايبزيغ عام ١٨٧٢، وكانا عضوين في الرايخستاغ، لتنديدهما بالغزو البروسي لفرنسا ووقوفهما إلى جانب كومونة باريس وضد ضم ألمانيا الموحدة للإلزاس واللورين، وسجنا لعامين ونيّف. في حينه، استخدَم بسمارك هذه المحاكمة للتشهير بالاشتراكيّين خوَنة الأوطان، الأمر الذي تكرس في قوانين الاستثناء ضد الاشتراكيّين ١٨٧٨ - ١٨٩٠. لعبت فترة الملاحقة والتضييق هذه دوراً في تعزيز خطاب «الصراع الطبقي» داخل الاشتراكية - الديمقراطية الألمانيّة التي ظلتْ تتوسع وترتفع نسبة التصويت العمالي لها، بمثل ما فرضتْ نفسها بوصفها القوة الأكثر ثقلاً وتنظيماً في «الأممية الثانية» المؤسسة في باريس عام ١٨٨٩.

وقف بيبيل ضد نزعة إدوارد برنشتاين «التنقيحية» الداعية إلى إحلال مقولة «التطور» مكان مقولة «الثورة» في برنامج الحزب، لكنه كان سياسياً أقرب إلى تمثيل «نقطة الوسط» في الاشتراكية - الديمقراطية إلى حين وفاته عام ١٩١٣. فقد تحول مع الوقت إلى موقف  «احترازي»، يريد تجنيب الحزب الجماهيري شديد التنظيم، والذي أخذ يتعزز فيه عديد الموظفين الدائمين في أجهزته ومؤسساته والنقابات التابعة له، أيّ اضطهاد سياسي أو أمنيّ جديد، فضلاً عن الرغبة في الخروج من وضعية «النبْذ» المستمرّ له بتصويره على أنه «عدو الإمبراطوريّة» سواء من قبَل البلاط والسلطة، أو من قبل الأحزاب الأخرى. وعندما فرض سؤال الحرب المقبلة على أوروبا نفسه أكثر فأكثر، كان بيبيل من جملة الذين يشددون على أن «البربرية الروسية» تمثل خطراً وجودياً على الطبقة العاملة الألمانية، الأمر الذي من شأنه إفساح المجال لخطاب تسويغي للحرب.

كما يلاحظ جيمس مول «لئن كان بيبيل وبقية الزعماء الاشتراكيين الألمان خائفين من روسيا، فإنهم كانوا يخشون أكثر سلطة الدولة الألمانية نفسها. لم ينسوا يوماً الاثنَي عشر عاماً من قوانين مكافحة الاشتراكية في ظل بسمارك». من هنا، ضاق بيبيل ذرعاً في مؤتمر شتوتغارت بلهجة كارل - ابن فيلهلم - ليبكنخت، الحادة ضد العسكرة، وأسف لأنه كان يعقد الآمال على هذا الشاب كي يكون في موقع قيادي مثل والده - علماً أن كارل انتخب لقيادة أممية الشبيبة الاشتراكيّة في مؤتمر شتوتغارت - لكن هذه اللهجة العنيفة من شأنها أن تستثير السلطات العسكرية البروسية. وبالفعل، بعد شهرين على المؤتمر، حوكم ليبكنخت بتهمة الخيانة العظمى وسجن لعام على الكراس الذي كان أصدره قبل ذلك بعام «العسكرية والأنتي - عسكرية» الذي نقل فيه إلى الشباب العمالي الألماني تجارب الشبيبة البلجيكيّة والسويدية في النضال ضد العسكرة. كما يشير بول فروليش، كان لمحاكمة كارل ليبكنخت في تشرين الأول ١٩٠٧ وقع الصدمة في صفوف الحزب، إذ كانت الملاحقات ضد  الاشتراكيين - الديمقراطيين نادرة في ذلك الوقت، بعد زهاء العقدين على انتهاء قوانين الاستثناء ضدهم. إلا أن نجم ليبكنخت ارتفع بعد تجربة السجن هذه، فدخل بعدها إلى لانغدتاع (برلمان) بروسيا عام ١٩٠٨، ثم إلى الرايخستاغ عام ١٩١٢. هذا في مقابل عزلة سياسية تعرّضت لها لوكسمبورغ في السنوات التي أعقبت مؤتمر شتوتغارت، الأمر الذي يرده المؤرخ جيلبير باديا إلى موقفها في المؤتمر نفسه، من خلال التعديل الذي نجحت بتمريره هي ولينين ومارتوف على مشروع قرار الأممية بشأن الحرب الذي صاغَ اقتراحَه الأّل أوغست بيبيل.

أن الجدال المحتدم حول الحرب العتيدة وكيفية مواجهتها دار أساساً بين المندوبين الألمان والفرنسيّين (زائد الإنكليز) على كيفية الضغط لتفادي اندلاعها، في حين أن التعديل المقدم ركز بالأحرى على كيفية بلورة الرد الاشتراكي على الحرب في حال وقوعها. ويبدو، على ما يذهب إليه جورج هوبت، أن يمين «الأممية الثانية» ووسطها لم يتوقفا كثيراً أمام هذا التعديل، إذ اعتبراه افتراضياً، ولا يتطلب منهما شيئاً ملموساً في الأمد المنظور، وهكذا نظر إلى القرار الختامي للمؤتمر مأخوذاً ككل على أنه يرضي الجميع. بالنسبة إلى الثوريين، اعتبروا أنهم فَرضوا أجندتهم على الإصلاحيين. بالنسبة إلى الإصلاحيين، اعتبروا أنهم تفادوا ربط العمل ضد الحرب بمفهوم الإضراب العام. أما الفرنسي جان جوريس فسيعتبره «انتصاراً للاشتراكية الفرنسية في سياستها الدولية». مع هذا، يعتبر هوبت، أحد أهم المؤرخين لـ«الأممية الثانية» أن مؤتمر شتوتغارت شكل منعطفاً، ضعفت فيه مرجعية الاشتراكية الديمقراطية الألمانية على صعيد الأممية، في مقابل تقدم الاشتراكية الفرنسية. وهكذا، تجدد التوتر بين الاشتراكيّين الألمان والفرنسيين في المؤتمر الثامن للأممية بكوبنهاغن ١٩١٠، الذي كان محوره الأساسي كيفيّة محاربة شبح الحرب. ولّد ذلك الشعورَ بأن الاشتراكيّين في البلدان الآيلة للاحتراب لا يتحركون بنفس الوتيرة والحماسة ضد الحرب، الأمر الذي تبين لاحقاً أنه سيلعب دوراً إضافياً في تسويغ الحرب ما أن وقعت. وهكذا، من بعد قرارات مؤتمر شتوتغارت ١٩٠٧، وكوبنهاغن ١٩١٠ وبازل ١٩١٢، لم تستطع الأممية عقد مؤتمرها في فيينّا ١٩١٤ بسبب اندلاع الحرب، وجارتْ معظم أحزابها سريعاً الحكومات المتحاربة، كلٌّ يدافع عن وطنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • أستاذ جامعي وصحافي لبناني

موقع مجلة (بدايات) – العدد 22 عام 2019 (مقتطف)

*******************

الصفحة الخامسة عشر

الشيوعيون وثقافة الاحتجاج

الاحتجاج.. موقف معارض وناقد صادر عن إرادة واعية وذهن فطن. من هنا كان الشيوعيون في مسيرة نضالية طويلة وفي دفاع دائم عن الحقوق المغتصبة والمهدورة للشغيلة وللمثقفين وكل قطاعات الشعب.

وكانت “طريق الشعب” ولم تزل هي الصحيفة الأولى والوحيدة التي تكتب وتحلل بدءاً الصفحة الأولى منددة بالواقع العراقي المر والمرير والأزمات الحادة التي تواجه البلاد.

من هنا نكرس “الطريق الثقافي” اليوم للذكرى الـ (87) لميلاد الحزب الشيوعي العراقي وهي خاصة بثقافة الاحتجاج التي تتجسد في الكلمة الحرة وفي التظاهرات الوطنية الباسلة.

المحرر الثقافي

********

مقهى الثقافة

أوراق ساحة التحرير

ياسين النصير

لساحة التحرير في العراق أوراق قديمة ومعاصرة، نظيفة بسطورها وممزقة باستعمالاتها، يمكنك أن تقرأها عبر الذاكرة أو تقرأها وأنت تتصفحها، هذه الأوراق كتبت باقلام عراقية وطنية مختلفة الأحبار فجاءت حروفها كبيرة وصغيرة، واضحة ومختفية، فيها ما دون وقت حدوثه، وفيها ما أُلحق بصفحاتها بعد اكتمال أحداثها، هذه الساحة المدونة التاريخية معتمد ثقافي سياسي للعراق، وعبثا أن يلغى هذا المعتمد أو يهمش، او أن يصبح جزءا من مؤسسات السلطة، او أن يستبدل بغيره. فالحكاية التي تأسست في الساحة ليست حكاية أفراد أو نظام، بل هي حكاية شعب مرَّ بظروف كتب احداثها كمدونته لأزمنته اللاحقة كي تقرأها الأجيال وتتفهم مقاصدها وتسير على نهجها، وكتبت احيانا بطريقة العبث الشبابي الذي اصبح لاحقا هوية للاحتجاج والرافض. لذا يصعب على أي منا عدّ هذه الأوراق أو تصفحها دون وعي بمرجعياتها، ليس لأنها كثيرة ومنفتحة على الإضافة، وإنما لأن كل سطر في صفحاتها يستدعي تاريخًا من تواريخ العراق، وعليك أن تدقق في حروفها وكلماتها وجملها وحكاياتها، ففي كل حكاية ثمة جمل وكلمات وحروف مختلفة عمّا في الحكاية الأخرى، ولذلك تعد ساحة التحرير رمزا للحرية التي الفتها الوان الطيف الاجتماعي العراقي وهي تتظاهر فيها رافعة لافتتها الوطنية..

 المكان المشحون بقضايا شعبية  مثل ساحة التحرير يكون متحركا حتى لو فرغ من المارة، فيصبح عصيا عندما تسيجه بأي دبابة أو حرس، حينئذ تجد نفسك في لحظة وعي انك انت المسجون في تاريخها. بالأمس وأنا أمر بالقرب من ساحة التحرير، رأيتها رؤية مختلفة عمّا كنت اراه في السبعينيات والى أواخر عقود القرن الماضي، رأيتها  مقيدة بسلسلة من الحرس المدججين وهو يحيطون بنصب الحرية وكأنهم يمنعونه من أن يطل على المارين وشوارع الساحة وتفرعاتها. ولو امعنت الرؤية في طبيعة هؤلاء الذين يقيدون نصبها، تجدهم منتظمين في صفوف وجوههم صوب المارة، وظهورهم لنصب الحرية.لقد شكل هؤلاء الجند صورة اخرى لقلاع السلطة حين جعلوا للساحة ممرات مسيجة بالكونكريت والبنادق، واجازوا لمن يملك هويات خاصة بالمرور، انهم يعتقلون الحرية من خلال وقفتهم وبنادقهم. حتى بدا منظر  النصب مغيبا عن الرؤية ، وبدت الرؤية نفسها منسحبة من النصب الى غيره.

قلت لاقترب كثيرًا من الساحة لأرى تفاصيل المشهد المركب من النقائض، فوجدت أن ما يملأ الساحة ليس هم العسكر الذين اساء وجودهم لرمز الحرية فقط، بل الناس المختفين وراء استار الحرس المدجج بالأسلحة المصوبة الى ارض العراق برمزية وجودهم تحت نصب الحرية. وبدأت بالتعرف على اولئك المنتفضين المختفين بقوة السلاح لاجد بينهم بعضا من اجيال عراقية مختلفة وهم يحيطون بكوكبة من شباب تشرين وقد كفنوا جميعا برايات العراق الوطنية.

اطلقت السلطات السابقة الرصاص على النصب فارتدت عليهم واقتلعتهم،وكتب بعض المشعوذين من ايتام الملكية: ان النصب نذير شؤم للعراق، لأنه رمز باربع عشرة ايقونة  نحتية لذكرى ثورة 14 تموز، فكانت اللعنة تلاحق المشعوذين من كتبة التعاويذ. ليس النصب والساحة مجرد امكنة وجدت في وسط بعداد، بل هما الرئة التي يتنفس الشعب العراقي كله عبرهما.

*****

صقْل الوعي .. مهمةُ الثقافةِ والمثقفين في انتفاضة تشرين

شاكر السامر

الموضوعية الجمعية التي يعيشها المجتمع العراقي عموماً ، منذ الخيبات التي طفح كيل الصبر بها ، منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن ، كانت الحافز الرئيسي لتثوير الذات العراقية رفضاً عفوياً لوجه من أرادوا للوطن سباتاً عميقاً يستفز الأرادة الوطنية بما يجعلها أكثر عزماً لمواجهة التحديات الآنية في ظل ظلام الجهل ، وإشاعة الغيبيات الساذجة والمحبطة لآفاق التطلع الى غد أفضل .. ولو لم تكن الثقافة بكل أشكالها حاضرة في المشهد الحياتي لما أصبحت لرغبة التغيير والإنتفاضة بمعناها الإصلاحي الثوري هذه الصورة الناصعة التي تجلّت في سلمية انتفاضة تشرين المجيدة  ٢٠١٩ (من جانب المتظاهرين طبعاً) وأهدافها الوطنية والإنسانية .. 

* ولكن بنفس الوقت لا نريد أن نعطي للثقافة الدور السحري في طبخ ونضج الوعي الجماهيري الذي تبلور خلال سنوات العوز والقهر والمحن العجاف.. التي تعيشها بلادنا.. وأبسط مثال على ذلك أن الفرد العراقي (رجلاً أو إمرأة) لا يحتاج الى قراءة قصة أو رواية أو قصيدة تتحدث عن الجوع والتخلف والقتل المجاني وغيرها من التعاسات والأزمات، كي يشعر بها والسبب واضح جداً، لأن هذا الفرد يعيشها ذاتياً ويتلمسها ويتحسس ويشعر بها خصوصاً في الطبقة الفقيرة التي أصبحت تشكل نسبة كبيرة في المجتمع، دون الحاجة الى قراءة ذلك في منجز ابداعي محدد أدبيا أو فنياً.. انما الثقافة هي العامل الرئيسي في تلمس وشعور مرير واقع الجوع ومعاناة التخلف وتفشيه في مختلف جوانب البيئة والحياة..، بل أن الثقافة هي أحد الروافد التي (تصقل) درجة الوعي التي تتطلبها أسباب الأحتجاج والإنتفاض بوجه صناع الجوع والتخلف والتردّي وكل صور الإنحطاط السياسي والأخلاقي وفق منهج (الفوضى الخلاقة) الذي جاء به العدوان والإحتلال وهيمنة بعض دول الجوار على أغلب قرارات الدولة العراقية..

* ولا ننسى أن العناصر البشرية للثقافة هي ليست بغائبة عن الأُسرة العراقية خصوصاً اذا ما فهمنا الثقافة بمعناها (العام)، اذ لا تحدد (بالأديب والكاتب والشاعر والقاص والفنان بأنواعه) فحسب، وانما بالعناصر البشرية المثقفة الأخرى في قطاعات ومساحات واسعة ومعروفة بديهياً، فالمهندس والطبيب والمعلم والصحفي والإعلامي والأكاديمي والتربوي استاذا وطالباً من كلا الجنسين،  هم الوجه الآخر لعناصر الثقافة البشرية، وهؤلاء كلهم هم جزء حيوي وفاعل في إدارة وقيادة المجتمع أُسرياً، الى جانب جمع كبير من المنظمات المدنية المثقفة والواعية - المتنورة التي تتفاعل عفوياً وإستراتيجياً ومن دون إيعاز خارجي في نشر وصقل الوعي الجمعي المشار اليه..

وبالنسبة لي فأني أجد معنى (صقل الوعي) هو ايجاد (الأسلوب الإحتجاجي)، وتطوير هذا الإسلوب آنياً مع وعلى وفق تطور الأحداث السياسية ومع تطور التصدي المضاد لهذا الأسلوب من قبل السلطات الجائرة والقمعية بتوحش القتل والخطف وتكميم الأفواه بأساليب وتكتيكات خبيثة أقلها تجييش الجيوش الألكترونية الموالية والتابعة للأحزاب الحاكمة وميليشياتها الخارجة على القانون والمضادة للمتظاهرين السلميين.،

 * وهنا يبدو الفعل الثقافي أكثر نصوعاً وبياضاً في فضح تلك الأساليب المناوئة لإرادة وأهداف الإنتفاضة وثوارها الأحرار، وهي أساليب ملتوية وتبريرية فاشلة وتسويفية محبطة للآمال والعزائم والهمة الوطنية المتصاعدة في سوح الإحتجاج على مساحة الوطن.. بإعتبار أن الثقافة هي الأكثر إحساساً وإبداعاً في إبتكار وسائل وأساليب التظاهر والإحتجاج بما يحصن الثورة من الإختراقات المتوقعة والمشوّهة لوجهها البريء والوطني  والإنساني / إذن فلا بد للثقافة أن تأخذ دورها الطليعي في التواجد والحضور اليومي الفردي الإنساني للعناصر الثقافية..

إن بلورة الشعارات وصياغتها ورفعها وإطلاقها على لسان جماهير المنتفضين الأحرار هي من مهمة الثقافة والمثقفين.، كما أن صقل الوعي يتطلب منهما أن يكونا معاً عاملا مهماً في الحضور على منصات التواصل الإجتماعي لما لها من انتشار واسع في حياة المواطن الثائر، وبما يفوّت الفرصة على المتربصين للنفاذ الى تلك المواقع والتواصلات (السشيو - ميديا) بأنواعها.. فتدوين أو منشور أو تغريدة مخلصة ونقية واحدة في هذه المواقع يمكن أن تشعر الناس بمفرزات وسموم الخطر المحيط بهم أو الذي يسري الى ساحات وعقول بعضهم لغرض الإيقاع بهم وكشف نواياهم وتحركاتهم بما يضعف العزيمة ويحبط المعنويات الوطنية وعنفوانهم الصاخب بحب العراق (نريد وطن).. وطناً خالياً من العبث والخراب والجهل والتخلف والفساد والطغاة..

إن إدامة زخم إنتفاضة تشرين الخالدة في مقبل الأيام والأشهر وربما السنوات، ضروري جداً.. وأهمية هذا الزخم لابد أن تتكاثف بسبب أن الإنتفاضة لم تحقق كامل أهدافها المعلنة من أول أيامها وما أضيف اليها في كشف القتلة ومحاسبتهم، إضافة الى باقة مهمة من المطاليب المشروعة قانونيا وإنسانياً حتى أصبحت مطالبَ وطنية لا يمكن التنازل عنها أو تسويفها لحرق مضامينها العادلة، مع كل التضحيات الزكية التي تقرّبت بها الى حرية الوطن وكرامته.، وهذا يستدعي من الثقافة والمثقفين عدم الكلل والملل في (صقل الوعي) المجتمعي والوطني، وإبتكار المزيد من وسائل التنوير الثقافي الإحتجاجي  بالإعتماد على الطاقة الثورية المخزونة في نفوس الشباب الناهض والصاعد.. ولابد أن نعي جيداً أنه اذا ما تعثرت أو أخفقت خطوات الثقافة والمثقفين ومبادراتهم الخلاقة في لحظة طارئة وإستثنائية بسبب التخويف والترهيب والإختطاف فذلك ينبغي أن لا يستمر كي لا تُحبط المعنويات وتُنكّس الرايات.. فالوطن الحبيب يستحق منا التضحية، فهو بلد الحضارات والخيرات وهو الأم الرؤوم الحاضنة لكل قومياتنا وأدياننا وطوائفنا المتآخية والمتحابة على مرمى التاريخ والبصر..

كما أن شعبنا المضحي الكريم الطيب النبيل يستحق من الجميع وخصوصاً المثقفين وثقافتهم أن يعطوا له بلا حدود روحاً وعقلاً وابداعاً..

إن التعايش الروحي والعملي مع المتظاهرين من قبل المثقفين يحقق بلا شك هدفين على الصعيد الوطني والثقافي هما :

أولاً تقوية المعنويات ويصقل الوعي، من خلال التوجيه السليم المبني على رؤية وطنية خالصة، وحكمة بارعة في خوض النضال والكفاح السلمي بين الجماهير وللجماهير لتحقيق الهدف الرئسي المنشود (نريد وطن)..

ثانياً / صقل للتجربة الإبداعية للمثقفين من حيث المنجز (أدبياً - فنياً) فتأتي مفردة المثقف في هذا المجال التنويري باصرة مستبصرة نافثة في دقة ملامح تجربته ومنجزه برموزها ودلالتها وجماليتها..

واذا كان هذان الهدفان هما الأبرز، فأن هناك أهداف ونتائج متفرعة ومتشعبة أيضاً ستتجذر في إتون مثابات الحياة على المستوى الآني - والمستقبلي منها، يمكن أن تعطي نتائجها وثمارها الطيبة مستقبلاً لأنها ستصبح تاريخاً ونبراساً وسراجاً وهاجاً يضيء ملامح الطريق للأجيال القادمة.. ولهذا ينبغي أن نستمر في  دعوة الثقافة والمثقفين أن ينفضوا عن أنفسهم غبار التكاسل والتهاون والضعف..  ينفضوا (دور الثانوي) للمثقف في الإنتفاضة، بل يجب أن يكون المثقف فاعلاً رئيسياً  ومهماً بالتماس المباشر معها، لإضاءتها أكثر بما لا يدع لأي غربال أن يغطي ملامح شمس الإنتفاضة التحررية المجيدة وتأثيرها على حياة الجيل الحاضر والقادم من الشعب.

********

قصة قصيرة

تظاهرات

فهد مرتيني/ كندا/ خاص

كان صباحاً ربيعياً غير اعتيادي عندما أطلّتْ مديحةُ من شرفتها مرتديةً أجمل فساتينها، متحليةً بطوقٍ من الياسمين من شغلها، تنادي جارتها باستعجالٍ ولهفة، تدعوها إلى فنجان قهوة صباحي وجلسةٍ بجوار مذياعٍ كبير يعمل على مبدأ الصمامات المفرغة، وهي التقنية التي كانت سائدة في الأجهزة الإلكترونية قبل استخدام الترانزستور. كانت المناسبة أغنية جديدة لعبد الحليم حافظ، سيتم بثها على راديو صوت العرب.

كانت مديحة، كأغلب بنات جيلها، تعشق عبد الحليم وتعشق الياسمين وابن الجيران في الشرفة المقابلة. وكأغلب بنات جيلها، كانت تحب شخصاً وتتزوج بآخر. وكان زوجها، كأغلب أبناء جيله،. يحب أن يتزوج فتاةً بلا علاقاتٍ سابقة، منشداً بذلك استقراراً في حياته العاطفية والعائلية. وكانت مديحة تَنذُر إذا ما رزقها الله مولوداً ذكراً ستسميه عبد الحليم، لكنها بعد صبرٍ مرير ودعاءٍ كثير، لم ترزق وزوجُها سوى بفتاةٍ وحيدة، فأسموها ياسمين.

كبُرتْ ياسمين وسط دلالٍ وحرصٍ شديدٍ من والديها. فكانت لا تخرج من المنزل إلا بجملة وصايا ودعواتٍ كي يحميها الله ويُبعد عنها أولاد الحرام. كانت المراقبة شديدةً من أمها بناءً على توصيات الأب الحريص على ابنته وبيته وسمعته. وعندما بدأت مظاهرات الربيع العربي، كانت ياسمين ممنوعةً من الخروج من المنزل خوفاً عليها. وكان والدها، الذي يقدس الاستقرار.

لكن ياسمين، وبحجة زيارة صديقاتها، كانت تصر على الخروج من المنزل يومياً، وغالباً في غفلةٍ من أبيها وتستُّرٍ عليها من أمها. لا للمشاركة بالمظاهرات، وإنما لتجد فرصةً تلتقي بها تامر.

كان تامر شاباً قوياً وجريئاً، صوته جميل ويغني لعبد الحليم. فعندما كانا يلتقيان في الحديقة العامة بعيداً عن عيون الناس، كان يمسك بيدها ويغني لها ويصدح بصوتٍ عالٍ: “أنا لك على طول خليك ليا... يا حبيبي عشت أجمل عمر في عنيك الجميلة، عشت أجمل عمر...” كل ذلك بعيداً عن عيون أهلها ووسط قلق وانشغال أمها عليها.

كانت ياسمين حريصةً على وصية والدها بعدم التدخل في التظاهرات، وكذلك كان تامر، لا تهمه المظاهرات ولا يتدخل بها، لكنه كان أحياناً يحشر نفسه بين آلاف المتظاهرين، يمسك بيد ياسمين ويرفعها عالياً متظاهراً بالتظاهر والهتاف، فيما كان في الواقع ينشد مقطعاً من أغاني عبد الحليم.

كانا يجدان فرصةً في المظاهرات، يلتقيان على هامشها، يسيران بحذائها، وأحايناً ينخرطان فيها، لكن لم يكن يهمهما من الموضوع سوى اللقاء بعيداً عن أنظار الأهل، متماهيين مع جموع المتظاهرين الذين يهتفون على نفسٍ واحد “يسقط، يسقط”، فيما يتبادلان هما عبارات الحب ولمسات الشوق المختلسة والحميمة. وكانا كبقية المتظاهرين يلوذان بالفرار حرصاً على حياتهما عندما يبدأ إطلاق النار لتفريق الجموع المحتشدة، فيهرعان إلى أقرب ملجأ يؤويهما، يتعانقان ويتبادلان القبلات.

كانت مغامرة ياسمين مضاعفة المخاطر، إذ كانت تخاطر بأغلى ما يحرص عليه والدها: حياتَها وسمعتَها. لكنها لم تكن تبالي بما يمكن أن يحدث لها، فها هي تخرج اليوم أمام آلاف العيون التي تراها، وقد يصل الخبر إلى أمها وأبيها، وها هي تتحدى الموت والرصاص مثلها مثل بقية المتظاهرين المأخوذين بحرية التعبير، مأخوذةً هي بالحب الذي سلبها وبالشاب الحليمي الذي سحرها بصوته وعطفه وشجاعته. 

نداءان للحب والحرية يشتركان في شعورٍ جماعيٍ جعل ياسمين وتامر يتماهيان مع جموع المتظاهرين. تتراقص ياسمين مع تسارع إيقاع التظاهر، ويتقافز المتظاهرون نشوةً بين التطام الأكف وفضّ الحناجر. وتشتد وطأة التظاهر لتبلغ الأصوات أعنان السماء. تلك هي الفرصة التي يترقبها قناصٌ متمركزٍ على سطح إحدى البنايات العالية، فيطلق رصاصه لاختراق لحظة النشوة وتقليب المشاعر.

وتبدأ لحظات التشتت والفرار. يقبض تامر على يد ياسمين ويركض بها، ليس بدافع الوجد والانجذاب هذه المرة، بل بدافع حب الحياة المشتركة والتمسك بها. وعلى مسافةٍ قريبةٍ منهما يسقط أحد المتظاهرين مصاباً برجله.

لم يقدر تامر على تمالك نفسه، وهرع فوراً لنجدته دون أن يهتم لخطر اندفاعه، ودون أن يدرك أن قدره محتومٌ برصاصةٍ قناص تخترق قلبه ليسقط قتيلاً مضرجاً بدمائه. فُجعت ياسمين بتامر وارتمت فوقه تبكيه وتنتحب، لتسمع منه آخر كلمات الحب يلفظها قبل أن يلفظ أنفاسه. “أقول أحبك، أقول أحبك، وأعيش أحبك وأموت أحبك”. صاح المتظاهرون معلنين شهيداً جديداً. تزاحمت الموبايلات للتصوير وتوثيق الانتهاكات، وسارع المهتمون بتحصين النساء إلى عزل ياسمين عن مجتمع الرجال وتسليمها أمانةً لدى النساء المشاركات في ظل المظاهرة.

ولدى عودتها إلى البيت مذهولةً بقدَرها وبلحظة الفصل الفاجعة في حياتها، صاحت ياسمين مستنجدةً بأمها: قتلوا تامر يا ماما، قتلوه. لكن والدها الذي كان جُل همه السمعةُ والاستقرار، أدرك الرواية من مشهد ابنته المفجوعة ومن الدماء على ثوبها. ودون أن يرغب في معرفة التفاصيل، سارع إلى إغلاق باب البيت بالمزلاج، وراح يضم ابنته باكياً ومؤكداً على موقفه الثابت من التظاهرات؟”.

********

الصفحة السادسة عشر

إصدار

هل أنصفنا التاريخ؟

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا كتاب بعنوان “هل أنصفنا التاريخ؟”، من تأليف د. فائزة عباس المهداوي.

تتناول المؤلفة في كتابها، السيرة الذاتية للزعيم عبد الكريم قاسم، وأوضاعه العائلية والعسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدراسية. كما تتطرق إلى الأحداث المؤثرة في حياته قبل ثورة 14 تموز 1958 وبعدها.

يقع الكتاب في 637 صفحة من القطع الكبير. 

************* 

كرّمت فنانات ووزعت سلات غذائية

رابطة المرأة الكربلائية تحتفل بيومها العالمي

كربلاء – طريق الشعب

‏‫في مناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 آذار، أقام فرع رابطة المرأة العراقية في محافظة كربلاء، حفلا منوعا، تخلله تكريم عدد من الفنانات التشكيليات المتميزات.

أدارت الحفل الذي شهد حضورا من كلا الجنسين، الإعلامية وداد هاشم، داعية في بدايته الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهيدات الحركة النسوية وسائر شهداء الوطن.

بعد ذلك، ألقت سكرتيرة فرع الرابطة، السيدة صبيحة هاشم، كلمة أشارت فيها إلى أن يوم المرأة العالمي يمثل فرصة لتجديد “التزامنا بالعمل كمدافعات عن حقوق المرأة، ومساهمات فاعلات في حل مشكلات البلد عموما”، مبينة أن رابطة المرأة تسعى دوما إلى تحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية للمرأة، وضمان حقها في المشاركة السياسية.

وكانت لسكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الرفيق سلام القريني، كلمة في المناسبة، ألقى فيها الضوء على الدور النضالي للمرأة العراقية، مشيدا بالشابات اللاتي ساهمن بشكل فاعل في انتفاضة تشرين.

وفي سياق الحفل، ألقى الشاعر صفاء الصمت، قصيدتين، واحدة تعبر عن معاناة المواطن العراقي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، وأخرى مهداة إلى المرأة في عيدها.

وفي الختام، جرى توزيع هدايا رمزية وشهادات تقدير، على الفنانات التشكيليات المحتفى بهن.

يذكر أن فرع رابطة المرأة وزع في المناسبة قرابة 50 سلة غذائية على عائلات فقيرة.

**************

في مقر شيوعيي الهندية

عماد الدعمي يوقع “كشكول ومنوعات”

الهندية - غانم الجاسور

ضيّفت اللجنة الثقافية في منظمة الحزب الشيوعي العراقي بقضاء الهندية - كربلاء، السبت الماضي، الشاعر والناقد عماد الدعمي، ليتحدث عن كتابه الجديد الموسوم “كشكول ومنوعات”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة اكتوبر” في مقر المنظمة، سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء الرفيق سلام القريني، وجمع من المثقفين والتربويين.

الشاعر والتشكيلي حاتم عباس بصيلة الشافعي، أدار الجلسة واستهلها مقدما سيرة الضيف ومعرفا بكتابه، الذي يتناول حالة الاستعصاء السياسي قبل الاحتلال 2003 وبعده، وخلال الظروف الحالية وما خلفته جائحة كورونا من تداعيات.

بعد ذلك، تحدث الدعمي عن كتابه الجديد، وذكر انه يلقي الضوء على الواقع المرير والأيام الصعبة التي يعيشها المواطن العراقي، والتي شهدت تفاقما في حالات الفقر والفاقة وتناميا للأزمات الاقتصادية، موضحا أن هذه الظروف القاسية - وفق ما بينه في الكتاب – ناتجة عن السياسات الخاطئة التي ينتهجها الحكام المستبدون المتشبثون بالسلطة.

وأشار الضيف، إلى أن “الذي حدث في العراق بفعل الاحتلال الأمريكي، لم يحدث منذ فجر التاريخ، ولم يخلف سوى المآسي والدمار والخراب وحمّامات الدم. فقد أحيلت الدولة بعراقتها وعمقها التاريخي الحضاري والثقافي إلى قرية مهملة وسط صحراء، تتدفأ على الحطب وتعتاش على ما تجود به الأرض!” – على حد ما عبر عنه في كتابه.

 وتحدث الدعمي عن “الأوضاع التي ضجت بها حياتنا المكتظة بالوجع الإنساني، من مآس  وجراحات نازفة”، مؤكدا أن “النهج الديمقراطي لا يتحقق الا بتحقيق الدولة المدنية، وان الشعب هو المصدر الرئيس للسلطات وتطور الامم وتقدمها”.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن كتاب الضيف، بضمنهم الرفيق سلام القريني، الشيخ أبو حيدر الجشعمي، الرفيق باقر عجة، بالإضافة إلى مدير الجلسة الشافعي، الذي قرأ في سياق مداخلته، قصيدة مهداة إلى الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة ذكرى ميلاده الـ 87.

وفي الختام، وقع الشاعر والناقد عماد الدعمي نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

***************

منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني  في أستراليا تحتفلان بالذكرى

سدني - طريق الشعب

لمناسبة الذكرى السابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني وبمشاركة رابطة الأنصار الشيوعيين سفرة عائلية ترفيهية إجتماعية وثقافية على حدائق متنزه سيسيل هيل في سدني  (نيو ساوث ويلز)، وذلك في يوم الأحد 28/3/2021. وبحضور حشد جيد من الصديقات والأصدقاء والرفيقات والرفاق وعوائلهم وفي أجواء جميلة ومفرحة، حيث كان مكان الإحتفال يزهو بلافتات وشعارات الحزب المركزية والبالونات الملونة - علم الحزب - ولافتة كبيرة تحمل نصب الحرية وكلمات (مجداً للذكرى 87  لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي).

إبتدأ الإحتفال بالترحيب من قبل الرفيق قاسم (أبو هيثم) بالحضور الكريم، شاكراً للجميع حضورهم. وألقى أبياتاً من الشعر الشعبي - قصيدة “شيوعيين”:

وطلب الرفيق عريف الحفل من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداد على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية والديمقراطية .

ثم دعا الرفيق أبو تموز لإلقاء كلمة الحزب وبيان اللجنة المركزية في ذكرى التأسيس الـ87 وتحت شعار (لتتوحد قوى التغيير وتهزم منظومة المحاصصة والفساد). ونالت إستحسان وتصفيق الحضور.

بعد ذلك قدم عريف الحفل الزميل ابراهيم علي لقراءة تهنئة اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي العراقي في أستراليا الى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه.

وقدمّ الرفيق أبو حيان (ياسين الناشئ) قصيدة بمناسبة ميلاد الحزب:

ثم تم ّ قطع كيكة عيد الميلاد من قبل الرفاق والأصدقاء، متمنين للحزب تحقيق الأماني وأن يستمر الحزب في نضاله من أجل وطن حر وشعب سعيد.

ثم بدأ القسم الأول من الإحتفال  بتقديم الأغاني الوطنية وأغاني الحزب والأغاني العراقية والتراثية من قبل فنانين الحفل الثلاثة بمصاحبة الجمهور المحتفل، وهم: الرفيق أردلان ياسين والصديقة الفنانة رانيا نزيه والصديق الفنان ميثاق الصالحي.

وبعد استراحة الغداء، بدأ القسم الثاني من الغناء والطرب العراقي وتقديم دبكة مشتركة عربية - كوردية -آشورية. تلتها فقرة المزاد على لوحة وتقديم ثمنها تبرعاً للحزب. كما جرى الإعلان عن حملة تبرع من قبل الرفيق عريف الحفل (أبو هيثم) بمناسبة التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر.

***************

من شعارات الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الـ 87

- لتتوحد قوى التغيير وتهزم منظومة المحاصصة والفساد

- نطالب  بتوفير  شروط ومستلزمات إقامة انتخابات عادلة ونزيهة

- متى نرى قتلة المتظاهرين والمحتجين  خلف القضبان ؟!

- احموا الشرائح الفقيرة ومحدودة الدخل

- انتفاضة تشرين .. رفض للواقع المر ومطالبة بالتغيير

-  نعم للقرار الوطني العراقي المستقل

- دماء المنتفضين.. نهاية المحاصصة والمفسدين

- نحو دولة المواطنة والمؤسسات والقانون  والعدالة الاجتماعية

- أمن البلد  فوق التحاصص المكوناتي والاستحقاق الانتخابي

- لتكن الانتخابات المبكرة أداة الخلاص  من منظومة المحاصصة والفساد

- نطالب بتشريعات تعزز البناء الديمقراطي الاتحادي

- الشعب ينتفض ضد المحاصصة والفساد  

- لا للمماطلة  في تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة   

- التظاهر السلمي حق دستوري

***************

شيوعيو الديوانية

يحيون ذكرى الميلاد 

الديوانية – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، رفع شيوعيو مدينة الديوانية، اليومين الماضيين، شعارات تحيي الذكرى وتعبر عن أمجاد حزبهم ومسيرته النضالية.

وعلق الشيوعيون الشعارات التي حملتها لافتات كبيرة، في مركز المدينة وأسواقها، موقعة بأسماء عائلات شهداء الحزب من أبناء الديوانية.

**************

في الحرية والمنصور

الشيوعيون ينشرون شعارات ذكرى تأسيس حزبهم

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحرية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، فريقا جوالا قام بنشر شعارات الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب، في أرجاء المدينة.

وعلق الفريق، الذي تقدمه سكرتير المنظمة الرفيق سلام حسن، لافتات تتضمن بعض شعارات المناسبة، في العديد من الأماكن العامة وسط المدينة.

وفي سياق متصل، علق فريق جوال من منظمة الحزب في المنصور، شعارات الذكرى في أماكن عامة عدة، ضمن الرقعة الجغرافية لعمل المنظمة.

**************

شبيبة الموصل

توزع كمامات على الطلبة

الموصل – طريق الشعب

في سياق مبادراتها للحث على الوقاية من فيروس كورونا، زارت لجنة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في مدينة الموصل، أخيرا، إحدى مدارس المدينة.

ووزعت اللجنة على طلبة المدرسة، كمامات وملصقات تتضمن تعليمات للوقاية من الفيروس المميت.

ولاقت مبادرة لجنة الاتحاد ترحيبا من إدارة المدرسة وكادرها التربوي، كما تلقت الشكر والتقدير من اللجنة الصحية التابعة لمديرية تربية نينوى، التي صادف وجودها في المدرسة لحظة زيارة لجنة الاتحاد.

****************

“الفراهيدي”

يستقبل رواده مجددا

البصرة – وكالات

استأنف “شارع الفراهيدي” للثقافة والكتاب في البصرة، الخميس الماضي، فعالياته ونشاطاته بعد أن كان مغلقاً في الفترة الماضية إذعانا لقرار الحظر الوقائي من فيروس كورونا.

وأعرب أحد منظمي فعاليات “الفراهيدي”، في حديث صحفي، عن أهمية عودة افتتاح الشارع، مشيرا إلى أن هذا المكان أصبح متنفسا للعديد من الشباب والعائلات.

فيما وصف الإقبال على الفعاليات والنشاطات في اليوم الأول لافتتاح الشارع بـ “المتوسط”، مرجعاً ذلك لتزامن الافتتاح مع فترة الامتحانات، فضلاً عن تفاقم أزمة كورونا.

وكانت اللجنة المنظمة لفعاليات “شارع الفراهيدي” قد أعلنت في بيان سابق لها، عن عودة جميع الفعاليات، لتكون في يوم الخميس من كل أسبوع، بدل يوم الجمعة الذي تقرر أن يبقى مشمولا بالحظر الكلي.