الصفحة الأولى

متخصصون: مجلس النواب تجاوز صلاحياته والحكومة تلوّح بالطعن.. الموازنة تمرر بشق الأنفس.. ومصالح الناس آخر هموم المتنفذين

بغداد ـ علي شغاتي

في ساعات الصباح الأولى من يوم امس الاثنين، صوّت مجلس النواب على قانون الموازنة الاتحادية لثلاثة أعوام في جلسة بدأت في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، وشهدت مخاضات عسيرة، قبل أن يضمن الحاضرون مصالحهم.

واستغرق التصويت على مواد الموازنة 4 جلسات برلمانية متقطعة، بسبب الخلافات بين القوى السياسية بشأن الفقرات المتعلقة بإقليم كردستان وإيراداته النفطية وتوزيع رواتب الموظفين في الإقليم، والمناقلات والتعيينات.

مصالح الناس.. ألا من مطالب؟

المنسق العام للتيار الديمقراطي زهير ضياء الدين، وصف قانون الموازنة بأنه “سلعة” في يد القوى المتنفذة التي تريد تحقيق المكاسب الفئوية للقوى المسيطرة على الحكم، مبينا أن هموم المواطنين ومصالحهم هي “مسائل لا علاقة لها بما يجري، ولا ترد على بال أصحاب القرار”.

اما الخبير القانوني علي التميمي فيعتقد ان “مجلس النواب خالف صلاحياته من خلال إضافة فقرات تحمل جنبات مالية خارج ما رسمه مجلس الوزراء”.

وقال التميمي لمراسل “طريق الشعب”، ان “الاضافات المتعلقة في زيادة الانفاق، والتي تخرج عما رسمه مجلس الوزراء، تعتبر مخالفة لقرار المحكمة الاتحادية العليا رقم 35 لسنة 2010، وتخالف ايضا نص المادة 62 من الدستور التي اجازت المناقلة والتخفيض، ولكنها لم تجز زيادة الانفاق”.

ويشير الى ان “هذا الامر يخالف السياسة العامة والمنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي وبالنتيجة هو قابل للطعن امام المحكمة الاتحادية، بعد 30 يوما من نشر القانون في جريدة الوقائع”، منوها الى ان “المحكمة الاتحادية بإمكانها الغاء أي مادة مخالفة للقانون”.

حديث عن مراجعتها

ويأتي هذا الحديث متسقا مع تأكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإن حكومته ستراجع البنود التي جرى تعديلها على مشروع القانون.

وقال السوداني في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “الموازنة أخذت بنظر الاهتمام أولويات تمسّ المتطلبات الأساسية للفرد والعائلة، ومعيشة المواطنين، وتسعى إلى تلبية طموحاتهم في ما ينتظرونه من الحكومة من مشاريع الخدمات والإعمار والبنى التحتية”، مشيرًا إلى أنها “تحمل حلولًا لظاهرة تكرار تلكؤ المشاريع أو فشلها، التي رافقت الحكومات طيلة السنوات الماضية” وأيضًا “تقليل الانفاق التشغيلي وتنمية الإيرادات غير النفطية ودعم القطاع الخاص”.

وبالاستناد إلى تلك الرؤية، أشار السوداني إلى أن حكومته “ستعمل على مراجعة البنود التي تمّ تعديلها في الموازنة، ودراسة مدى تطابقها مع رؤية الحكومة وأهدافها المعتمدة في المنهاج الوزاري المقر من مجلس النواب”.

ويعد مصدر مطلع حديث رئيس الوزراء عن إعادة النظر في بعض مواد الموازنة بأنه إشارة الى رغبة الحكومة في الطعن في بعض مواد الموازنة التي اضافت أعباءً مالية إضافية من خلال تعديل بعض المواد او إضافة أخرى، حيث يتيح القانون لمجلس الوزراء الطعن في احدى فقرات الموازنة دون المساس بأصل القانون. وفي حال نقضها من قبل المحكمة الاتحادية، يلزم مجلس النواب بتعديل المادة فقط.

لا جدوى اقتصادية منها

أما الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم فتقول لـ”طريق الشعب”، ان “الموازنة الثلاثية تفتقد الجدوى الاقتصادية”، منوهة الى ان “موازنة بهذا الحجم من العجز المبالغ فيه والمرفقة ببعض الفقرات المثيرة للجدل مثل الغاء الديون والسلف لمصلحة من شًرعت؟”.

واضافت سميسم ان “العجز الكبير وكمية الانفاق الاستهلاكية ستزيد من التضخم وتهدد استقرار الدينار العراقي”، مبينة ان “العجز غير منطقي”.

وانتقدت الخبيرة الاقتصادية مجلس النواب على فوضى جلسات التصويت، مشيرة الى ان “اعلى سلطة رقابية في البلد مررت فقرات تخدم مصالح القوى المتنفذة، دون النظر في مصالح الناس”.

ونبهت الى ان “الإضافات التي اقدم عليها مجلس النواب تشكل تجاوزا للصلاحيات والغاية منها الدعاية السياسية والانتخابات”، منوهة بان “لا جدوى اقتصادية حقيقية تُنتظر من المتنفذين”.

ماذا أضيف على القانون؟

وأضيف إلى مشروع قانون الموازنة مواد جرى التصويت عليها، وهي: مادة جديدة تنص على: “لا يعمل بأي قانون أو قرار يعمل خلاف قانون الموازنة”. ومادة جديدة متعلقة بمجالس الجامعات حيث تم التصويت على الفقرتين أولاً وثانياً ورفضت ثالثاً.

وصوّت مجلس النواب على مادة جديدة من مشروع قانون الموازنة تخص (مناقلة التخصيصات المالية اللازمة لاستحداث الدرجات الوظيفية لما تبقى من الفاحصين على نفقة وزارة الدفاع على ان لا يزيد عددهم على  1200)، إضافة إلى التصويت على مادة جديدة وهي (على وزير المالية استحداث الدرجات الوظيفية البالغ عددها 2000 في محافظة ديالى لغرض تثبيت عقود بشائر الخير، و3000 درجة لبشائر السلام في ميسان، و924 لـ اسناد ام الربعين، و703 لمحاضري 2020 في بغداد، و400 لعقود الزراعة، وإضافة التخصيصات المالية اللازمة. وعلى ديوان الرقابة المالية تدقيق هذه الدرجات).

وعقب التصويت على المادة 15 من الموازنة بنصّها الحكومي، صوّت مجلس النواب على مادة جديدة تنص على تخصيص 50 ملياراً لشركة الخطوط الجوية العراقية لصيانة الطائرات.

كما تم التصويت على مادة جديدة تنص على زيادة رواتب الصحوات من 250 ألفاً إلى 500 ألف دينار من موازنة وزارتي الدفاع والداخلية على ألا تتحملها خزينة الدولة.

إضافة لذلك، صوّت مجلس النواب على مادة جديدة تتعلق بفروقات الحشد الشعبي، وكذلك على مادة جديدة تنص على تحويل العقود المعلقة في مفوضية الانتخابات إلى عقود تشغيلية.

كما صوت على مادة جديدة تنص على تخصيص 150 مليار دينار لتنفيذ المشاريع العراقية – المصرية.

وبلغت الموازنة للعام الجاري 198 تريليوناً و910 مليار دينار، فيما يبلغ إجمالي إيرادات الموازنة 134 تريليونا و5 مليارات دينار (103.4 مليارات دولار)، بناء على سعر برميل نفط بمقدار 70 دولاراً، حيث تشكّل العائدات النفطية نسبة اكثر من 90 % من إيرادات البلاد.

وقدر العجز بنحو 64.36 تريليون دينار عراقي، وهو مستوى مرتفع على نحو قياسي ويبلغ أكثر من ضعفي آخر عجز مسجل في ميزانية 2021.

 *****************************************************

راصد الطريق.. هل أسدل الستار على 160 ترليون دينار؟! 

قال الخبير الاقتصادي د. عبد الرحمن المشهداني في حديث تلفزيوني ان “مبالغ السلف المقدمة لمؤسسات الدولة تقدر بأكثر من 160 ترليون دينار عراقي منذ عام 2004”.

وأضاف ان “إطفاء السلف من خلال التصويت على المادة 16 من قانون الموازنة يعني شرعنة الفساد”.

وأشار الى ان “مجلس النواب قام في اكثر من مرة في السنوات السابقة بحذف هذه الفقرة من مشروع قانون الموازنة، وكان يفترض عدم الموافقة عليها بشكل نهائي”.

وبيّن، ان “مصير اموال السلف الممنوحة لمؤسسات الدولة ذهبت الى جيوب الفاسدين”، معتقدا ان “حوالي 70 في المائة من هذه الأموال تمت سرقتها”.

وقدر “الأموال المسروقة من السلف بأنها تتجاوز 130 ترليون دينار”.

وحاجج المشهداني بالقول: ان “كانت الأموال لم تسرق فلماذا تأخرت مؤسسات الدولة في تقديم كشوفاتها؟!”.

كلام المشهداني فيه الكثير من الصراحة والوضوح ويلقي بالمسؤولية على عاتق من صوت ومرر المادة (16) من قانون الموازنة الثلاثية، والان الكرة في ملعب الحكومة والقضاء، فهل يقبلان باسدال الستار على 160 ترليون دينار عراقي والتي هي موازنة سنة بكاملها، أم هناك تفسير اخر لها؟

وسؤال آخر بريء جدا: لماذا مررت هذه المادة الآن ولم تمرر في مشروع موازنة 2021 وكانت تحمل رقم (13)؟

المواطنون لم ينسوا بعد فضيحة “صفقة القرن”. فماذا نسمي هذه التريليونات الضائعة الآن؟

 ***************************************************

مطالبات مستمرة بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

واصل المحتجون المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات في مختلف محافظات العراق.

وحمل المئات من خريجي المعاهد والكليات في ذي قار، حكومتهم المحلية مسؤولية ضياع حقوقهم بسبب سوء الإدارة والفساد. وذكر علي شاكر، ممثلا عن تنسيقية المعاهد التقنية إنهم يحملون المحافظ محمد هادي الغزي المسؤولية الكاملة عن ضياع حقوق الخريجين من ابناء المحافظة. وأضاف شاكر، انه “عند اقرار قانون الموازنة خصصت ألف درجة وظيفية لمحافظة ذي قار”، مشيرا الى ان “هذا الدرجات توزعت على اشخاص مقربين من المحافظ ومسؤولي الحكومة المحلية”.

*************************************************

الصفحة الثانية

استحداث 9 ألوية ونصب 100 سيطرة لمكافحة تهريب مشتقات النفط

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت مديرية شرطة الطاقة، امس الاثنين، عن إجراءاتها المتخذة للحد من عمليات تهريب المشتقات النفطية، فيما أشارت إلى استحداث 9 ألوية ونصب 100 سيطرة لمعالجة هكذا حالات.

وقال مدير قسم العلاقات والإعلام في المديرية العميد أحمد فاخر راضي إنه” تم اتخاذ إجراءات عديدة ساهمت بانحسار عمليات تهريب المشتقات النفطية بشكل كبير، منها تغيير هيكلية مديرية شرطة الطاقة واستحداث 9 ألوية منتشرة من كركوك إلى البصرة”.

وأضاف، أن” سيطرات شرطة النفط البالغ عددها أكثر من 100 سيطرة، تقوم بمتابعة وتدقيق جميع الصهاريج التي تمر من خلالها وضبط المخالف منها، سواء عدم وجود أوراق رسمية وموافقات أصولية بنقل المنتوج أو أي مخالفة أخرى”.

وأشار إلى، أن” هناك جهدا استخباريا وتنسيقا عالي المستوى مع الأجهزة الأمنية والاستخبارات وجهاز الأمن الوطني، من أجل رفد شرطة الطاقة بالمعلومات عن أماكن وجود الكراجات والمعامل المستخدمة لتدوير وتهريب المنتجات النفطية”.

وتابع،” تم ضبط عدد من تلك الأماكن وغلقها وإحالة المتورطين إلى القضاء وفق قانون مكافحة تهريب النفط ومشتقاته رقم 41 لسنة 2008”.

 ************************************************************

«طريق الشعب» تنقل مناشدة وتتلقى الرد.. ذي قار.. احتجاجات مستمرة تندد بواقع الخدمات

بغداد – تبارك عبد المجيد

من مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، انطلقت أولى الحِرف اليدوية في البلاد، وولد فيها العديد من الشخصيات من خلدهم التاريخ، إضافة الى احتضانها أبرز المسطحات المائية في العالم، لكنها برغم كل ذلك يعيش مواطنوها ترديا مستمرا لواقع الخدمات، لا سيما خدمة الكهرباء في معظم مناطقها.

وتشهد المحافظة بين حين وآخر احتجاجات لعشرات المواطنين، وكان اخرها في قضاء الرفاعي، شمالي المحافظة، احتجاجاً على سوء الخدمات مع قطع الطريق الرابط بين المناطق الشمالية للمحافظة مع المحافظات المجاورة.

غنيّة ولكن..!

ويصف كريم علي (يعمل في إحدى دوائر محافظة ذي قار)، واقع حال الخدمات في المحافظة بـ “السيئ جداَ”. ويرى ان المدينة “منكوبة منذ سنوات”.

ويدخل الى محافظة ذي قار واردات مالية ليست بالقليلة من النفط ومشتقاته، إلا أن سكانها يعانون الفقر والبطالة، اذ يفترش أصحاب الشهادات الأرصفة والشوارع لبيع السلع البسيطة التي تسد على اقل تقدير حاجتهم المعيشية اليومية، بحسب ما قال علي لمراسل “طريق الشعب”.

وعن وضع البنى التحتية في المحافظة، يشير إلى أنها “تحت الصفر”، إذ ان اغلب الشوارع غير معبدة، وما يعاد تأهيله يتعرض للتلكؤ والخراب بسبب سوء أعمال التأهيل، إضافة إلى ان وضع الصحة والكهرباء في تدهور مستمر.

ويردف كلامه قائلا إنّ “الصحة في ذي قار باتت تنافس نظيرتها في البصرة، اذ أعداد مرضى السرطان في تزايد مستمر، بسبب الملوثات النفطية والمياه الملوثة”.

ويتأمل عليّ من موجة الخدمات التي انطلقت خلال الحكومة الحالية، التي تسعى الى تطوير وتحسين الخدمات في المحافظة، كما يصرح إعلامها، أن لا تكون مجرد شعارات رنانة وأعمال لا يرتقي لها.

متلكئة

وبالحديث عن حملات الإعمار يقول حسن سعدون من محافظة ذي قار، إن الأعمال أكثرها متلكئة وبطيئة إضافة الى إنها باتت تسبب إزعاجا للسكان، كونها تعرقل الطريق وتسبب زحاماً، مستذكراً مجسر الإسكان الذي لم ينجز منذ أكثر من خمس سنوات “بالرغم من ان إنجازه سيحل مشاكل كثيرة في المحافظة من ناحية سير المركبات”.

ويقول لـ”طريق الشعب”، إنّ “الكهرباء متذبذبة في المحافظة وغير مستقرة. وهناك بعض المناطق تشكو بشكل مستمر من مساءلة الكهرباء”، لافتا الى ان مناطق الأطراف من المحافظة تعاني منذ شهر من انقطاع الكهرباء، اذ يتم توفيرها ساعة واحدة مقابل 7 ساعات تقريباً”.

ويضيف حسن، أن ممثلي المحافظة محليا أو في المقاعد النيابية، لم يحققوا إلى الآن أي إنجاز في المحافظة.

غياب الخدمات

وفي السياق ذاته، يتحدث أحد وجهاء مدينة الناصرية، كاظم محمد، عن حضور جهات رسمية الى المحافظة وتحديدا لزيارة مجسر الإسكان والنظر إلى كمية الإنجاز التي وصل اليها، إلا أنّه لا يتأمل خيراً من تلك الزيارة، التي يصفها بـ”العروض الإعلامية”.

ويلفت كاظم إلى سوء الخدمات وتحديداً خدمة الكهرباء، في حي الخضراء، والزهراء، والتحرير، إذ يعانون من تردي الشبكات وبخس حقهم بأوقات التشغيل؛ إذ يبين أن هذه الاحياء تكون تابعة لناحية أور بالرغم من بعدهم عنها، إضافة الى انها تأخذ مستحقاتهم من الخدمات.

ويناشد كاظم الالتفات الى هذه المناطق وتوفير ساعات كهرباء جيدة، لكون اغلب سكانها يخشون الشكوى والحديث، إضافة الى ان من يسكنها هم من الطبقة البسيطة وممن يعتاشون على تربية المواشي.

الكهرباء توعد

وحرصت “طريق الشعب”، على إيصال مناشدة كاظم الى وزارة الكهرباء، وبالتالي وعدت الوزارة على لسان متحدثها، احمد موسى بتفقد تلك المناطق (حي الخضراء، التحرير، الزهراء)، وتوفير كهرباء جيدة لها. ويوضح موسى لـ “طريق الشعب”، إن كل محافظة عراقية تملك هيئة تنسيقية عليا، تتضمن المحافظين والدوائر الخدمية، وهي من تحدد كمية الطاقة الكهربائية لكل محافظة، وتتوزع بالتساوي على ضوء التوليد العام للمنظومة. ويشير إلى أن “مركز السيطرة الوطنية وإدارة التشغيل والتحكم في مقر الوزارة، يحرص على التوزيع للحصص الكهربائية، ويأخذ بنظر الاعتبار نسبة السكان والرطوبة والزيارات الدينية أثناء التوزيع”.

 **********************************************************

مطالبات مستمرة بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

واصل المحتجون المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات في مختلف محافظات العراق.

وحمل المئات من خريجي المعاهد والكليات في ذي قار، حكومتهم المحلية مسؤولية ضياع حقوقهم بسبب سوء الإدارة والفساد.

وذكر علي شاكر، ممثلا عن تنسيقية المعاهد التقنية إنهم يحملون المحافظ محمد هادي الغزي المسؤولية الكاملة عن ضياع حقوق الخريجين من ابناء المحافظة.

وأضاف شاكر، انه “عند اقرار قانون الموازنة خصصت ألف درجة وظيفية لمحافظة ذي قار”، مشيرا الى ان “هذا الدرجات توزعت على اشخاص مقربين من المحافظ ومسؤولي الحكومة المحلية”.

وتظاهر العشرات من خريجي المعاهد الفنية، امام مبنى ديوان محافظة ذي قار، مطالبين بالتعيين تزامنا مع اقرار قانون الموازنة الاتحادية.

ونظم العشرات من منتسبي مصفى ذي قار النفطي وقفة احتجاجية أمام مبنى الدائرة، مطالبين بإلغاء المادة 42 من قانون الموازنة العامة، والتي تقضي بزيادة سعر برميل النفط المباع على شركات المصافي.

وقال أحد المتظاهرين، إن هذه المادة ستسهم في تحويل شركات المصافي إلى شركات خاسرة، وتسبب أضرارا واسعة للمواطنين والموظفين، الأمر الذي يتطلب التدخل من قبل أعضاء مجلس النواب في إلغاء هذه المادة، وبخلافه ستكون هناك خطوات تصعيدية.

عمال بلديات البصرة

ونظم المئات من عمال البلديات تظاهرة امام مبنى مجلس النواب في البصرة، مطالبين بتعديل سلم الرواتب.

وقال عدد منهم، إنهم يشعرون بالغبن من عدم تحقق العدالة في سلم الرواتب بين الوزارات العراقية، مؤكدين أن لا احد من المسؤولين في الدولة يهتم بمطالبهم، بعكس ما حصل للعمال في المنشآت النفطية مؤخرا، حيث تم حل قضيتهم خلال أيام قليلة، وبحضور معظم المسؤولين والنواب، بحسب قولهم.

وأضافوا انهم سيستمرون في التظاهرات ثم الاعتصامات الى ان تتحقق مطالبهم في إقرار سلم الرواتب، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

المثنى

وجدد مواطنون في قضاء النجمي شمال المثنى، التظاهر أمام مبنى القائممقامية، مطالبين بتحسين ملف الخدمات بشكل عام.

وقال أحد المشاركين في التظاهرة إنهم استأنفوا تنظيم التظاهرات التي انطلقت الأسبوع الماضي للمطالبة بالخدمات.

وأضاف، أن مطالبهم التي تخص ملفات الماء والكهرباء والطرق لم تلق أي استجابة من قبل مسؤولي الحكومة المحلية حتى الآن.

فيما نظم عدد من أصحاب وكالات الغاز في المثنى، إضرابا جزئيا عن العمل أمام معمل غاز السماوة، احتجاجا على رفع الضريبة السنوية المفروضة عليهم.

وذكر أحد المشاركين، إنهم نظموا هذا الإضراب احتجاجا على الضريبة السنوية على وكالاتهم، مما سيؤدي إلى تسريح العمال والتأثير على مصدر رزقهم.

وأشاروا إلى أنهم سيحولون احتجاجاتهم إلى إضراب عن العمل، في حال عدم تحقيق مطالبهم المتمثلة بإعادة الضريبة، كما كانت سابقا.

ونظمت شخصيات عشائرية من قبيلة شمر في محافظة ديالى، وقفة احتجاجية مطالبين بالتحقيق الفوري في الاعتداء على احد ابنائها الاطباء ببعقوبة.

وقال محمود الشمري، والد الطبيب المعتدى عليه، إن “شيوخا ونخبا اجتماعية من قبيلة شمر في ديالى نظمت وقفة احتجاجية للمطالبة بالتحقيق الفوري في حادثة الاعتداء على الدكتور محمد محمود فرحان الشمري اثناء تأدية واجبه الوظيفي في مستشفى بعقوبة التعليمي مساء الاحد من قبل مجموعة خارجة عن القانون”.

واضاف، أن “الوقفة الاحتجاجية هي رسالة سلمية بضرورة ان يكون للجهات الامنية والحكومية موقف ازاء ما يتعرض له الاطباء في بعقوبة بين فترة واخرى من اعتداءات وتجاوزات تصل الى مراحل خطيرة”، مؤكدا أن “تطبيق القانون وانصاف الضحايا هو ما نطالب به”.

هذا وتظاهر العشرات من الإداريين امام دائرة صحة محافظة ديالى، رافعين لافتات حملت مطلبا وحيدا: ايقاف قرار الغاء مخصصاتهم.

وقال أحمد هادي أحد المتظاهرين إن “العشرات من الإداريين في دائرة صحة ديالى ومؤسساتها خرجوا في تظاهرة سلمية امام مقر الدائرة وسط بعقوبة، رافعين لافتات تتضمن مطلبا واحدا وهو إيقاف قرار الغاء مخصصات الإداريين”.

وأضاف، أن “الاداريين شريحة مهمة في مؤسسات الصحة وإلغاء المخصصات يعد اجحافا لحقوقهم”.

****************************************

الصفحة الثالثة

إعادة مجالس المحافظات فرصة لتلبية حاجات الناس.. منسق التيار الديمقراطي: نسعى لمشاركة وطنية فاعلة في الانتخابات المقبلة

بغداد ـ طريق الشعب

يسعى التيار الديمقراطي إلى تعزيز الجانب التنظيمي في المحافظات بتكثيف نشاطات وفعاليات التنسيقيات التابعة للتيار، استعداداً لخوض الانتخابات المحلية القادمة، عبر الانفتاح على قوى جديدة من أجل تعزيز التحالف الديمقراطي.

وأكد المنسق العام للتيار الديمقراطي المحامي زهير ضياء الدين، سعي التيار الى تعزيز الجانب التنظيمي من خلال نشاط التنسيقيات التابعة له في المحافظات، مشيرا الى تنظيم “فعاليات في ميسان، النجف، بابل والأنبار، والآن نحن نتوجه إلى إقامة فعاليات أخرى في بقية المحافظات التي بحاجة إلى هذا التعزيز”.

وقال ضياء الدين في تصريح للمركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي إن “هذا النشاط هو جزء من استعداداتنا لخوض الانتخابات القادمة. كما أننا نسعى الى الانفتاح على قوى جديدة لتكون معنا، وفي هذا السياق العملي يمكن أن نعزز قوتنا وحضورنا بين الجماهير من أجل تحقيق أهدافنا”.

حوارات مستمرة مع قوى جديدة

وأضاف، أن “قوى التيار الديمقراطي الموجودة في الوقت الحالي تضم الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الاجتماعي الديمقراطي، حزب البصمة الوطنية لا يزال معنا كجزء من التحالف المدني الديمقراطي. كذلك لدينا تجمع العلمانيين ( تحت التأسيس)، وحركة حرية كردستان التي تمتلك حضوراً في مناطق الإقليم، فضلا عن التحالف الوطني في كردستان وكذلك الحزب الوطني الاشوري وعدد كبير من الشخصيات المدنية والديمقراطية في داخل الوطن وخارجه”، مبينا أن “هذه هي مكونات التحالف الديمقراطي حاليا، والآن نحن نجري حوارا مستمرا مع التجمع الجمهوري، وتبادلنا معهم المذكرات، وهناك انفتاح على قوى اخرى من أجل تعزيز قوى التحالف الديمقراطي.

الموقف من الموازنة؟

وبين المنسق العام للتيار الديمقراطي، أن “قانون الموازنة العامة أصبح سلعة واضحة لتحقيق المكاسب لصالح القوى السياسية المتنفذة في الحكم، لذلك نلمس أن هموم المواطنين ومصالحهم هي مسائل لا علاقة لها بما يجري، ولا ترد على بال أصحاب القرار”.

وزاد بالقول إن “كل شخص من هذه القوى يحاول أن يزيد من حجم نفوذه والتخصيصات المالية بالموازنة سواء كانت حقيقية أم وهمية، للاستفادة منها وتحقيق النفوذ الذي يبحث عنه”، معتبرا أن “التصويت على الموازنة لا يعني شيئا، فهي أصبحت سلعة ونحن أقمنا دعوى أمام المحكمة الاتحادية العليا في ما يخص عدم تقديم الحسابات الختامية للسنة السابقة للموازنة السنوية”.

تجديد الدعوى

ولفت الى ان “المحكمة للأسف ردت الدعوى رغم استنادها على نص دستوري غير قابل للطعن، ومن ذلك فنحن ننوي تجديد الدعوى بمجرد أن ينشر قرار الرفض الصادر بحق الدعوى السابقة، والذي لا نعلم سبب عدم نشره، وهو ما يؤخرنا عن إقامة دعوى جديدة.

ونوّه ضياء الدين بأن “هناك نصا دستوريا ينص على ان الموازنة تقدم مع الحسابات الختامية، وأن أي قانون يخالف الدستور يعتبر غير دستوري”، مردفا بأن “المحكمة بررت ردها لنا بالقول ان الدعوى أقيمت من قبل شخص إضافة لوظيفته (رائد فهمي). وكان هذا الرد ضعيفا وموضع شك”.

مناقشة العملية الانتخابية

وأوضح المنسق العام، أنّ “التيار الديمقراطي جزء من قوى التغيير”، وهناك  أطراف جديدة تتوجه إلى الانضمام لقوى التغيير وتوسعة حجمها”. ولفت ضياء الدين الى أن “التجارب السابقة لانتخابات مجالس المحافظات كانت مخيبة للآمال. قامت الأحزاب المتنفذة بتحويل هذه المجالس إلى نوافذ لجني المغانم، ولم تقدم صورة مشرقة لمجالس المحافظات ذات الأهمية الكبيرة والتي يمكن أن تعبر عن هموم ومصالح ومطالب الجماهير”، معتقدا أن ذلك كان سببا وراء “الهجوم القوي على هذه المجالس كمؤسسات غير مجدية، والتي طالب الناس بإلغائها”.

فرصة ذهبية لتلبية حاجة الناس

وأردف بالقول: “اننا نعتقد أن هذه المجالس هي موجودة وفقا للنص الدستوري، وأن تشكيلها وفق مهامها الحقيقية يمكن أن يعكس عوامل إيجابية عديدة”.

مؤكدا “نحن باتجاه المشاركة الفاعلة في الانتخابات والعمل على أن تصل الشخصيات الوطنية إلى هذه المجالس، ونتمنى أن يكون لها دور حقيقي وداعم”.

وأبدى ضياء الدين تفاؤلاً بأن “صرف التخصيصات المالية لهذه المجالس بالصورة الصحيحة سيوفر فرصة ذهبية لتلبية حاجات الناس من إعادة تأهيل البنى التحتية وتشغيل العاطلين”، معتبرا أن “مجالس المحافظات هي تشكيلات دستورية استخدمت بطريقة سيئة، ونحن نعمل بجدّ لتحسين واقعها المرير وتحويلها الى نقاط قوة إيجابية”.

أبرز المطالب

وكشف المنسق العام للتيار الديمقراطي: “نحن نتبنى مطالب الناس وفي مقدمتها قضية الفساد الذي نهش الدولة بكافة مفاصلها، حيث أن مواردنا الهائلة يمكن أن تنهض بالبلد زراعيا وصناعيا، لكن الفساد للأسف يمتص كل هذه الإمكانيات، والفساد على رأس المهام”، مؤكدا سعي التيار الديمقراطي الى “تلبية حقوق ومطالب المواطن العراقي بأن يعيش حياة كريمة، ونعمل من أجل مجتمع متطور تتوفر فيه الخدمات المتطورة لكافة قطاعات”.

 ********************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. الرموز والشعارات

إبراهيم اسماعيل

يثير التصاعد الدراماتيكي لقوى اليمين، والمتطرف منه بالتحديد، في الإنتخابات التي شهدتها بلدان عديدة، قلق قطاعات واسعة وفي مقدمتهم اليساريون، الذين باتوا يقرون بقدرة هؤلاء على إيهام الناخبين، فيما فشل قسم من اليسار في الوصول إلى الأغلبية التي يمثل مصالحها واقناعها بشعاراته. ولهذا، يحتدم الحوار اليوم، حول سبل توعية الجموع بمضامين وأشكال برامج اليسار التي تمثل حلولاً حقيقية لمشاكل العصر.

وتأتي في مقدمة تلك الحوارات، قضية طرح الشعارات، إذ يرى البعض أن الشعارات الشائعة والمكررة، مهما كانت صائبة، تجعل أصحابها بديهيين، إلى حد يعتاد عليها الناس فلا يعودون يبصرون أصحابها، في غابة من الصور والأطروحات المتشابهة، وفي عالم تضاعفت فيه القدرة على التضليل والكذب والتزوير. لقد طالبت أحزاب فاشية، بتطوير بعض جوانب دولة الرفاه الاجتماعي، مقلّدة برامج اليسار، مما أوهم الناس بعدم وجود فرق بين الطرفين، وسمح للشعارات الشعبوية بالهيمنة وتحقيق النجاح. وفي العراق، راحت قوى محاصصاتية بإمتياز، تتبنى شعار الدولة المدنية، موهّمة الناس بأنه من صميم برامجها، مما ترك تأثيرات سلبية على وعيهم. ولهذا ينبغي أن تتضمن شعارات اليساريين، ما هو أكبر من الطموح المتاح، فتنفرد عن غيرها، وتقتنع بها الجماهير وتتحول إلى قوة مادية.

ويشمل الأمر أيضاً ما تراه الأغلبية بأن ساحة صراع اليسار الأساسية تتمحور في محاربة الظلم، وربما تفقد برامجه بعضاً من زخمها، عندما تتناول أموراً أخرى. ولهذا يحتاج اليسار إلى التعرف على ما في وعي الناس فعلاً من أفكار، وربما مسلمات، وإستخدام معطيات الواقع لترسيخ الصائب منها ودحض المعادي للحرية والعدالة، قبل أن يتم تفنيد علمي وواضح للفضائل المزعومة للرأسمالية أو للتطور الرأسمالي، وحصر اليمين في الزاوية الضيقة التي يستحقها، وفتح الأفق جلياً لقبول البديل اليساري، بعد توضيح ماهيته وسبل تطبيقه والفضائل الحقيقية التي سيحققها للإنسان.

ومن الأوراق الأخرى التي ينبغي الإلتفات اليها، دور الرموز في تفعيل النضال. فقد أدت الإنتكاسة الكبيرة التي أصابت الحركة الثورية، بعد إنهيار التجربة الاشتراكية الأولى، إلى تخلي البعض عن منظومة متكاملة من الرموز المحّفزة، التي كانت تتضمن سير المفكرين والقادة الثوريين ومبدعي الفن والأدب ونتاجاتهم ومجموعة من القصائد والألحان والأغاني والحكايات، التي كانت ترمز لنضال اليسار وتضحياته الجسيمة وما إجترحه مناضلوه من مآثر، وذلك حين تصور البعض بأن ذوق الأجيال الشابة لا يتجاوب مع ذلك، وأنه يشعر بالخجل من “خطايا” قد يكون أحد من هؤلاء مسؤولاً عنها.

غير أن الكثيرين، يرون خطأ هذه التصورات، إذ يبقى الإبداع بدون اليسار، بعيداً عن الأدمية التي لا يمكن أن يزهو إلا بها، كما أن حاجة البشر للإبداع لا تتوقف على زمان أو مكان، فيما يجب التمييز، بين نقد ذاتي حاد لأخطاء قادة ومناضلين وفي سياق ظروف عصرهم، وبين التشويه المتعمد والصارخ وغير الموضوعي الذي تلجأ اليه قوى اليمين، بغية تحطيم تلك الرموز في الذاكرة الجمعية، وتحجيم تأثيرها الملهم كرموز للثورة والتغيير.

ومن البداهة أن تتطلب هذه المهمة، التعرف بموضوعية وحيادية نسبية، على التاريخ، وعدم الإكتفاء بإنكار ما رسخه اليمين في عقول الناس خلال العقود الثلاثة الأخيرة بشكل خاص، بل فضح ما يُنشر من أكاذيب، بقوة الحقيقة التاريخية، المعروفة والموثقة.

 ***********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

الصراع على الموازنة!

حول ما جرى ويجري في مجلس النواب العراقي بشأن إقرار الموازنة الإتحادية، بعد مرور نصف عام على الموعد المفترض أن ينفذ فيه المجلس واجبه بإقرارها، كتبت مينا الدروبي مقالاً لصحيفة (ناشينول) الأمريكية أكدت فيه على إن اشتداد الانقسامات بين الكتل السياسية حول الحصص التي تضمن نفوذها، شكّل وما يزال عقبة أمام الموافقة على الميزانية، رغم أن ذلك قد يُّسجل كإنجاز كبير للحكومة التي تولت السلطة في تشرين الاول بعد عام من الإنسداد السياسي.

واضافت الدروبي بأن عائدات النفط، التي تمثل النسبة الأعظم للواردات، وطريقة توزيعها، كانت دائماً نقطة تجاذب وصراع بين الكتل النيابية، التي إعتادت على حل هذه الخلافات في الغرف الجانبية وبمفاوضات مارثونية ومساومات يحكمها ضعف الثقة بين المتعاقدين.

ولم يختلف الأمر هذه المرة، حسب إعتقادها، حيث رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني، التعديلات التي أضافتها اللجنة المالية النيابية على مشروع الموازنة، وهي التعديلات التي تخص عائدات النفط، حيث يعتبرها ممثلو الإقليم متعارضة مع اتفاقية لحل المشكلة، أبرمتها القوى التي شكّلت حكومة السوداني.

من جهته كتب الصحفي ونثروب روجرز مقالاً في الصحيفة حول نفس الموضوع، أشار فيه إلى أن الخلافات التي تعيق حتى الآن إقرار البرلمان للموازنة تتعلق بسعي بغداد للحصول على إشراف أكبر بكثير على إنتاج وتسويق النفط في إقليم كردستان وكذلك السماح لمحافظاته الطلب، منفردة، من بغداد للحصول على ميزانية منفصلة إذا ما شعرت هذه المحافظات بأن حكومة إقليم كردستان لا تمنحهم حصة عادلة من التمويل، وهي تغييرات ترى فيها أربيل، تقويضاً للوضع الدستوري للإقليم.

وذكّر روجرز بالتحذيرات التي أطلقها عدد من الخبراء، والمتعلقة بالمخاطر الجدية بشأن مشروع الموازنة، ليس بسبب التأخر في إقرارها وما إنطوت عليه من عجز كبير، مهدد بالتزايد إذا ما انخفضت أسعار النفط فحسب، بل وايضاً في هيمنة أطراف محددة داخل الكتل المتصارعة على قرار الكتلة وسعيها لفرض إرادتها على الكتلة ومجلس النواب. كما أشار المقال إلى أن من بين المخاطر أيضاً الحجم الهائل للجانب التشغيلي، الذي يضمن وظائف أكثر في القطاع الحكومي، في محاولة لكسب الأصوات في الإنتخابات القادمة.

وبيّن المقال بأن إقرار الموازنة والتعديلات التي أجريت عليها، كشفت حجم الخلافات بين القوى السياسية الكردستانية، مما ينذر بالمزيد من التوتر وبإضعاف دور الإقليم، وقد يبدد الآمال التي عقدت مؤخراً على حل المشاكل وإجراء الإنتخابات في الأقليم والعمل على تنميته.

كي تبقى لغاتنا القديمة حيّة

كتب توني دافنبورت لموقع (فيشون كريستيان ميديا) مقالاً حول الجهود الكبيرة التي يبذلها العراقيون من الكلدو-اشور- سريان، للحفاظ على لغتهم الأم من الإندثار والذوبان، أشار فيه إلى أن عدد أبناء هذا المكون قد إنخفض من 1.5 مليون إلى أقل من نصف مليون خلال العقدين الماضيين بسبب ظروف البلاد ودرجات متباينة من التمييز والإضطهاد. وأعرب الكاتب عن تصوره بأن هذا التناقص المؤلم دفع بالمسيحيين إلى الانزواء في الكنائس والمنازل والقرى الجبلية، أو الهجرة بحثاً عن الأمان في بلدان أخرى.

وفي معرض إستعراضه لتلك الجهود تحدث المقال عن قناة تلفزيونية باللغة السريانية، يعمل فيها 40 موظفاً وتبث برامج ثقافية وفنية وسياسية بشكل يومي. كما أشار إلى وجود قسم للغة السريانية في جامعة صلاح الدين في أربيل، وقيام 265 مدرسة في كل أرجاء العراق بتدريس هذه اللغة، التي تعد من لغات العراق القديمة، فيما تم حفظ حوالي 1700 مخطوطة و1400 كتاب، يعود بعضها إلى القرن الحادي عشر، في مركز أربيل الرقمي للمخطوطات الشرقية، الذي تدعمه وكالة الأمم المتحدة الثقافية اليونسكو، إضافة إلى جهود كثيرة أخرى لحفظ التراث وإدامة مخطوطاته ومنع إنقراض اللغة. وإختتم الكاتب مقاله بالدعوة التي وجهها أبناء هذا المكّون لمؤسسات الدولة العراقية بالعمل للحفاظ على ثقافة المكونات الأصغر وضمان حقوقها ولغتها.

 ********************************************************

الصفحة الرابعة

أمانة بغداد تصف الحديث عنه بالـ «مستهلك»!.. ناشطون بيئيون: حرق النفايات جريمة ترتكب بحق الناس

بغداد ـ طريق الشعب

يؤكد ناشطون بيئيون أنّ الجهات المعنية لا تزال تنتهج نهجاً بدائياً في التخلص من النفايات؛ فنحن حتى الان نعتمد على طمرها أو حرقها في مطامر “لا صحية”. وهذه تتوسع باستمرار، بل أن بعضها جرى إنشاؤه بالقرب من مراكز المدن.

وحذر الناشطون من استمرار هذه الآلية في التخلص من النفايات، مشددين على ضرورة اعتماد نهج جديد في تدوير النفايات والاستفادة منها، وجعل هذه الملوثات تحقق موردا اقتصاديا مهما، عبر استثمارها.

نفايات تنتج طاقة

وتعتبر هذه الدولة الإسكندنافية في طليعة الدول في مجال الاستفادة من الطاقة الناتجة عن حرق النفايات، فما يقارب 20 في المائة من الكهرباء في السويد يتم توليدها من إعادة تدوير النفايات.

وفي محطات إعادة التدوير يتم فصل المواد التي يمكن إعادة استخدامها، بينما يتم حرق الباقي في محطات متخصصة لتنتج الكهرباء. وقد اتبعت السويد اجراءات وسياسات تهدف إلى تخفيف أضرار الانبعاثات الناتجة عن عملية الحرق، وهذا ما جعل السويد تستفيد لأقصى درجة من كل طن نفايات. ولذلك يمكن القول أن السويد من أكثر دول العالم محافظة على مصادر الطاقة والبيئة.

أمانة بغداد تتهرب

وتواصل مراسل “طريق الشعب”، مع المتحدث الرسمي باسم أمانة بغداد، لطرح العديد من التساؤلات بخصوص هذا الملف. وكان رد المتحدث محمد الربيعي بان هذا الموضوع “مستهلك وجرى الحديث عنه كثيرا”، وقاطع الربيعي أسئلة الصحيفة وحاول التملص من أسئلة مراسلنا، وانهاء الاتصال.

مطامر لا صحية

من جهته، يقول الناشط البيئي، ارشد ميرزا ان “المطامر الصحية ومحارق النفايات تعد واحدة من اهم العوامل الملوثة للبيئة. ونحن لا نحرق النفايات التي تخص المواطنين او تلك التي في الشارع فقط، بل ان هناك شكلا اخر من هذا التلوث تساهم فيه وزارة الصحة، حيث تحرق المستشفيات مخلفاتها الطبية وتنفث الدخان في الهواء الطلق بدون أية مراعاة او اتخاذ اجراءات معينة.

ويضيف في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هذا التلوث يعد سببا اساسيا للكثير من الامراض التي تلاحق الناس، خصوصاً من يسكنون بالقرب من هذه المطامر او من يعملون فيها ـ النباشون ـ فهذا الدخان المنبعث هو ملوث رئيسي للطبيعة ويؤثر على الكائنات الحية عموماً”، مؤكدا ان “المطامر اللاصحية ملف مهمش لا يتم تداوله او النظر فيه؛ فعلى سبيل المثال في مركز مدينة الحلة هناك طمر لا صحي تابع للبلدية. ويبعد 14 كم عن مركز المدينة”.

وينبّه ميرزا الى ان الناشطين البيئيين وأصحاب الاختصاص يناهضون هذا السلوك اللاحضاري وغير المسؤول؛ فهذا ابسط انواع التلوث الموجود في البلاد، والذي على بساطته وامكانية ايجاد الحلول له، إلا ان الجهات المعنية ما زالت تستعمل آليات قديمة عفا عليها الزمن في التخلص من النفايات. ويشير إلى ان “التلوث أصبح آفة خطرة تنهش بالبيئة، بينما صانع القرار لا ينظر بجدية لهذا الخطر المتنامي يوما بعد اخر، والأداء الحكومي في هذا الصدد لا يلبي الطموح. نحن بحاجة كبيرة الى مصانع لتدوير النفايات لأهميتها في تدوير النفايات بمختلف أنواعها بدل حرقها، إضافة الى أنها رافد اقتصادي مهم، يوفر فرص عمل، فهو اجراء منطقي للحد من التلوث الناجم عن حرق النفايات والمخلفات”. ويذكر الناشط البيئي بالقول: “قبل 10 سنوات سمعنا ان هناك مشروعا يخص مصنعا لتدوير النفايات في محافظة بابل، وقبل شهر تقريبا أعلنت الجهات المعنية انه سيرى النور. لكننا لم نر شيئا على ارض الواقع”. ويخلص الى ان بات من الضروري ان يعي صناع القرار مدى الخطر المحدق والضرر الناجم عن مصادر التلوث في البلاد. وعلى الحكومة ان تعرف أننا في قعر الأزمة، وان لا يتم تجاهل هذا الملف (الملوثات البيئية) فنحن بحاجة الى معالجات جادة وحقيقية كان يجب ان توضع قبل 10 سنوات قبل ان تتفاقم عوامل التلوث وتتعمق الأزمة اكثر”.

قصور في الرؤية

وعلى صعيد متصل يجد الناشط البيئي، علي المسعودي اننا حتى الان لا زلنا  نفكر بعقل متخلف ونسير ببطئ شديد على مختلف الصعد منها ملف البيئة والتلوث الذي يؤثر فيها وينعكس بشكل سلبي على المواطنين.

ويتابع قائلا انه “ لا فائدة من المطالبة والمناشدة، فعلى مدى السنوات الماضية بحت الاصوات التي تطالب بوضع حلول لقضية حرق النفايات وانشاء مصانع تدوير لها ولكن لا اذان صاغية للأصوات الهادرة”، متسائلاً حول  “من سيسمعنا؟ من الذي سيستجيب للمطالبين بضرورة الحد و القضاء على مصادر التلوث، لا احد لان صانع القرار العراقي، لا يضع هذا الملف ضمن اولوياته، ولا يعامله بجدية توزاي حجم خطورته، والا لما تفاقمت الازمة ووصلت الى مديات مخيفة”.

ويردف في سياق حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً:

حين نرى مواطنون يحرقون النفايات في مكان ما بعد تجميعها ننتقد هذا الفعل ونعيب الامانة او البلدية نتيجة تقصيرها، ولكن على الجانب الاخر نجد ان الجهات المعنية ذاتها هي تنتهج هذا النهج وفي الكثير من المطامر تحرق النفايات بدل ان تدفن كما يجب ان يحدث”.

ويلفت المسعودي الى انه “ من الضروري تدارك الامر وتوفير مصانع ومعامل لتدوير النفايات، والدولة قادرة على انشاء هذه المصانع فمبالغ انشائها لا شيء مقارنة بالمبالغ التي يتم صرفها في مجالات لا تنفع الناس، وفي ذات الوقت يمكن للدولة ان تفتح باب الاستثمار في هذا القطاع، والذي يعود على الدولة بأرباح كبيرة ويرفد ميزانيتها، ويتم تحويل هذه الظاهرة من كونها سلبية ومصدر للتلوث الى رافد اقتصادي كبير”.

ويؤكد على ان هنالك “قصور في الرؤية وتقصير كبير، فمن غير المعقول اننا حتى الان نعتمد وسائل بداية في التخلص من نفاياتنا بينما مختلف دول العالم، تعتمد تدويرها والاستفادة منها بل ان بعض الدول تشتري النفايات لتستفيد منها في مجالات الطاقة”.

ويخلص الناشط الى  انه بات ملحاً ان “نلجأ لهذا الحل، ففي واقع الحال المطامر تتوسع يوم بعد اخر وتتسع رقعتها وتقترب من المدن، وهي بالمجمل لا تتوافر فيها شروط الصحة والسلامة وتساهم بالتلوث، وعلى امانة بغداد ومديريات البلدية في عموم المحافظات ان تضع هذه القضية في اولوياتها، وان تعمل سريعاً على معالجتها بالتعاون مع الحكومة والجهات ذات العلاقة”.

 *****************************************************************

العاطلون يملؤون الشوارع احتجاجاً على ضياع حقوقهم.. التخطيط تُنجز مسحاً لسوق العمل.. ماذا عن الخطوة اللاحقة؟

بغداد ـ محمد التميمي

لا يمر يوم على العراقيين دون أن يسمعوا أن يشاهدوا أو يشاركوا في احتجاجات تطالب بفرص العمل والتعيينات، بينما تجري السلطات الحكومية المعنية مسوحاتٍ ميدانية لسوق العمل، والتي عادة ما تنتهي باعلان نتائجها فحسب، على الرغم من ان الهدف من اجرائها هو فهم ومعرفة الواقع ورسم الخطط والسياسات التنموية ووضع المعالجات.

يقول اقتصاديون، ان هذه المسوحات والمعطيات لا يأخذها صانع القرار الحكومي بنظر الاعتبار، ولا يتم التعاطي معها بشكل صحيح، الى جانب وجود تحديات اقتصادية وامنية وسياسية تحول وتعرقل تنفيذ تلك الخطط والاستراتيجيات، التي تستهدف معالجة الازمات.

 دعوة للاستفادة من مخرجات المسح

وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط محمد تميم، الخميس الماضي، إطلاق نتائج مسح سوق العمل في القطاع الخاص للمؤسسات المتوسطة والكبيرة في عدد من الأنشطة المختارة في جميع المحافظات عدا إقليم كردستان، والذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء بالتعاون مع دائرة التنمية البشرية في الوزارة.

ودعا الوزير جميع الجهات ذات الصلة من “القطاعين العام والخاص، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، إلى التعاون الجاد في الاستفادة من مُخرجات المسح في تحسين مستوى سوق العمل في القطاع الخاص العراقي وتمكينه من القيام بدوره المطلوب، بما يخدم التنمية وتحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاعين”.

اهداف المسح

وعن تفاصيل المسح، قال المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي: ان هذا المسح شمل أكثر من 493 مؤسسة كبيرة ومتوسطة، وان الهدف منه هو معرفة واقع هذه عمل المؤسسات من حيث عدد العاملين في الأنشطة الاقتصادية، ونسبة العمالة الأجنبية، والتخصصات الموجودة والوضع القانوني لهذه المنشآت والعاملين فيها ومؤشرات اخرى مهمة. وشمل المسح جميع محافظات العراق عدا إقليم كردستان.

واضاف لـ”طريق الشعب”، ان “المسح يشكل لدينا تصورا عن واقع القطاع الخاص، نعرف من خلالها اين مكامن الخلل لنعالجها، وأين المفاصل الإيجابية لكي يتم تعزيزها. وهذه النتائج تمثل خطوة باتجاه رسم صورة لواقع القطاع الخاص باتجاه تحقيق الشراكة مع نظيره القطاع العام”.

وعن نتائج المسح كشف الهنداوي، ان النتائج أظهرت ان “نشاط التعليم يستحوذ على المساحة الكبرى ضمن الأنشطة الاقتصادية، واغلب العاملين في هذه المؤسسات لا يتوافرون على مهارة اللغة الإنكليزية، وان نسبة عمل النساء في هذه المؤسسات تمثل 32 في المائة، مقابل 55 في المائة هي نسبة الرجال، وهذا يمثل تحسناً في دور وحضور المرأة الاقتصادي في القطاع الخاص”.

وتابع قائلا ان “نسبة 99 في المائة من العاملين في هذه المؤسسات هم من العراقيين. اما العمالة الأجنبية فكانت النسبة 0.9 اي انها اقل من 1 في المائة، وعلى مستوى جنسيات العاملين، كانت الجنسية البنغالية هي الأعلى وتمثل 28 في المائة من مجموع العاملين الأجانب تليها العمالة اللبنانية وثم السورية والتركية والصينية”.

وتابع، “هذه أبرز النتائج التي تمخض عنها هذا المسح، وهناك تفاصيل أخرى في المسح، رسمت بمجملها صورة عن واقع هذه المؤسسات في القطاع الخاص”، بحسب الهنداوي.

قراءة الواقع

ولفت المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط الى انه في الأساس “الهدف من اجراء هذه المسوحات هو قراءة ومعرفة الواقع والاستفادة من هذه المؤشرات في رسم الخطط والسياسات التنموية بعيدة المدى، وبضمنها هذا المسح الذي أجرته الوزارة باتجاه تعزيز مبدأ الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وتعزيز ما رسمه قانون العمل والضمان الاجتماعي من تحسين مستوى واقع العمل في القطاع الخاص، وعلى هذا الأساس يتم وضع الخطط والسياسات التنموية بعيدة المدى”.

ورغم كثرة المسوحات التي تجريها الوزارة، الا اننا لا نستفيد منها في الواقع، وهذا ما أكده الخبير الاقتصادي، ماجد الصوري.

وقال لمراسل “طريق الشعب”، ان “وزارة التخطيط تقوم بدورها بشكل كامل مع منظمات ومؤسسات دولية في ما يتعلق في هذه المسوحات، لكن المشكلة هي ان الحكومة لا تستفيد منها ولا تأخذها بنظر الاعتبار، وتضع سياسة اقتصادية لمعالجة ما هو سلبي فيها وتعزيز ما هو ايجابي بإجراءات محددة واستراتيجية من قبل الحكومة ومؤسسات الدولة”.

من جانبه، أوضح الهنداوي الإشكاليات التي تواجه عمل الوزارة في هذا الإطار، بالقول: “هناك صعوبات في الواقع العراقي تحول او تعرقل او تؤخر تنفيذ هذه الخطط والاستراتيجيات، وبالتالي لا يتحقق كامل الهدف الذي تستهدفه هذه الخطط او الاستراتيجيات. وهذه التحديات ناتجة عن أسباب كثيرة قد تكون اقتصادية وامنية وسياسية”.

وخلص الى ان التحديات “ما زالت موجودة، لكن الان المؤشرات تشير الى ان هناك تحسنا وقوة في مواجهة هذه التحديات، في ظل توجه الدولة نحو إقرار موازنة ثلاثية لثلاث سنوات، بينما تستعد وزارة التخطيط لإطلاق خطة تنموية جديدة. وهذه المعطيات تأخذنا الى انه في قادم السنوات ربما سنشهد تغييراً في مسارات تنفيذ هذه الخطط من خلال معالجة التحديات التي عرقلت خلال السنوات الماضية” بحسب تصوره.

وقال، انه لا فائدة من وجود هذه المسوحات ما لم يتم استثمارها في معالجة هدف اجرائها، مردفا أنه “لا توجد لدينا استراتيجية اقتصادية واضحة المعالم، ذات اهداف ومؤشرات تؤدي الى تحسين الاوضاع وتشجع المعطيات الايجابية في المسوحات والاحصاءات وتقضي على السلبيات وتعالجها”. واكد الصوري ان “صانع القرار الحكومي والمعنيين لا يتعاطون بشكل صحيح مع هذه الملفات، بدليل أنها ليست ضمن الخطة الاقتصادية للدولة، وعلى سبيل المثال البطالة، حيث لا توجد اي طريقة لدى المعنيين لمعالجة هذه الازمة سوى التوظيف، ولذلك ارتفع عدد الموظفين عام 2004 من 850 ألف موظف 4 ملايين موظف في موازنة 2023”.

وتساءل في سياق حديثه بالقول: ان هناك “مؤشرات من وزارة التخطيط كبيرة جداً: الفقر ارتفع، البطالة كذلك، عدد الموظفين ارتفع. بما معناه ان البطالة المقنعة والبطالة الفعلية ارتفعت. فما هي الاجراءات الحكومية للقضاء على هاتين الظاهرتين السلبيتين؟ الجواب: هو لا توجد اجراءات غير التوظيف”.

واستدرك بالقول: ان هناك لمسات “لتشجيع القطاع الخاص والانتاجي بشكل عام، سواء الحكومي او الخاص او المختلط، لكن لا يمكن التقدم نحو الامام اذا لم تكن هناك حزمة اجراءات تتضمن المبالغ المخصصة وتنظيم توزيع الاموال المتعلقة بالتنمية وتركيزها، في نفس الوقت وضع المؤشرات الاساسية للإنجازات التي يمكن ان تحصل”.

وأردف الخبير الاقتصادي بالقول ان “صناديق التنمية في العراق كثيرة جداً، ومصارف تنموية موجودة بكثرة، لكن للأسف الشديد انتقلت للعمل التجاري أكثر من التنموي. وهذا يعني وجود تشتت كبير في الاموال”، مبينا ان احد الاجراءات المهمة التي يمكن ان تتخذ هو “تركيز هذه الاموال في مصرف تنموي واحد في العراق، وبرأس مال محترم يبلغ بحدود 10 تريليون دينار. وهذا المصرف يضع خطة تنموية مستقلة عن الحكومة والنفقات التشغيلية في الموازنة، ما يسهم بشكل كبير في دعم عملية التنمية الاقتصادية في القطاعات الإنتاجية بالذات”.

تشتت بين الأجهزة التنفيذية

الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، ذكرت من جانبها، ان كل السياسات في العراق وعلى رأسها السياسة الاقتصادية لا تستند على اسس علمية او منطقية. بمعنى أدق نحن لا نستفيد من هذه المسوحات بتوجيه السياسات في البلد.

وتابعت قائلة لـ”طريق الشعب”، ان “ما وصلنا اليه من سوء في الأوضاع اليوم هو خير دليل على ذلك، والتي اعتبرها نقطة فشل؛ فالدراسات والمسوحات والإحصاءات في واد، والقرارات الحكومية وسياساتها في واد اخر”، مؤكدة انه لا فائدة من هذه المسوحات او الإحصاءات التي تجرى، “إذا ما لم يتم الاخذ بها والتعامل معها بشكل دقيق وواقعي، وترجمتها الى سياسة حقيقية من شأنها ان تعالج وتغير الواقع”.

وزادت سميسم ان “المسوحات والبحوث التي يجريها طلبة البحث العلمي ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث، يتم التوصل فيها لنتائج، من شأنها ان تخرج بحلول، بينما صناع القرار لا يعيرونها أية اهمية”.

وأكدت الخبيرة الاقتصادية ان من الضروري “ان نبني قراراتنا على مسوحات وإحصاءات تبين لنا الواقع ومكامن الخلل، وهي أيضاً تسهم بشكل كبير في تغيير الواقع، ومعالجة الكثير من المشكلات”.

وخلصت متسائلة الى ان “هذا التشتت هو نتيجة سوء التنسيق بين الأجهزة التنفيذية، وإلا فالمسوحات تجري عن طريق وزرارة سيادية، ووزيرها هو نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية؛ فلماذا لا يستفيدون من هذه المسوحات في صنع القرار الاقتصادي؟”.

*************************************************

الصفحة الخامسة

ماذا عن وعود الحكومة بكهرباء أفضل؟!.. سعر أمبير المولدات لا يزال ملتهبا في بغداد!

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

استبشر البغداديون خيرا بوعود الحكومة بزيادة ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية هذا الصيف. كما استبشروا خيرا بقرار تحديد تسعيرة الأمبير لدى المولدات الأهلية والحكومية. لكن على أرض الواقع، لم يجن المواطن شيئا من تلك الوعود والقرارات. إذ لا تزال الكهرباء الوطنية من سيء إلى أسوأ، فيما سعر الأمبير يواصل الصعود! ولأن الحكومة عاجزة عن إرضاء المواطن بمعالجة مشكلة الكهرباء، وتزويده بساعات تجهيز إضافية، لم يبق أمامها سوى التوجه إلى أصحاب المولدات، ومحاسبة المخالفين منهم، دون أن تحاسب نفسها على إخلالها بوعودها! إذ نفذت الجهات الرقابية حملات اعتقال طالت العديد من أصحاب المولدات، فيما رفعت مولدات بعضهم، ومع ذلك، لا يزال هناك من يخالف التسعيرة!

الأمبير بـ 15 ألفا

المواطن ابو حسن، وهو من سكان المحلة 837 في حي الإعلام بجانب الكرخ، يقول لـ “طريق الشعب” أن “أصحاب المولدات في منطقتنا لم يلتزموا بالتسعيرة التي حددها مجلس الوزراء، والبالغة 12 ألف دينار للأمبير الواحد بالنسبة للاشتراك الذهبي. إذ لا يزالون يستوفون 15 ألف دينار مقابل الأمبير الواحد”، مستدركا “لكن الحق يقال، ان المولدات تشتغل ما دامت الكهرباء الوطنية مقطوعة. حتى أن بعض أصحاب المولدات لديهم ماكينتان يشغلون واحدة بينما تستريح الأخرى، وهذا يعني انهم مستعدون لتوفير الكهرباء للمواطن بشكل متواصل، حتى لو انقطعت أياما”. ويؤكد أبو حسن، أنه “بالرغم من توفر كهرباء المولدات، إلا أن المواطن متذمر من إخلال الحكومة بوعودها في زيادة ساعات تشغيل الكهرباء، وما سبق ذلك من وعود كثيرة على مدى السنوات الماضية”، مضيفا قوله أن “المولدة حتى لو اشتغلت يوما كاملا، لن تعوض المواطن عن الكهرباء الوطنية تحت وطأة هذا القيظ. إذ لا يمكن تشغيل أجهزة التبريد على أمبيرات قليلة”. ويرى المواطن أن “حل أزمة الكهرباء، يتوقف على مجيء مسؤولين وطنيين يشعرون بالمسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم”، مطالبا بـ “محاسبة الفاسدين في قطاع الكهرباء، والعمل على معالجة أزمة الطاقة الكهربائية، والتخلص من المولدات الأهلية التي تستنزف جيوب المواطنين، ناهيك عما تخلفه من تلوث بيئي وضوضاء”.

ساعات طويلة بلا وطنية

ولا تختلف معاناة المواطن أبو وجدان، وهو من سكان ناحية الوحدة جنوبي العاصمة، عن معاناة أبو حسن. فصاحب المولدة في منطقتهم لم يلتزم بالتسعيرة المحددة. يقول أبو وجدان لـ “طريق الشعب”: “اننا نعاني جشع أصحاب المولدات، ونعاني أيضا انقطاع الكهرباء الوطنية ساعات طويلة خلال اليوم، رغم استقرارها في الشهرين الماضيين”. ويضيف قائلا أنه “قبل أيام اشتكى أحد سكان الناحية، لدى السلطة الأمنية، على صاحب مولدة غير ملتزم بالتسعيرة، فجرى استدعاؤه وتحذيره من عدم الالتزام بالتسعيرة المحددة”، لافتا إلى أن “سبب معاناتنا مع المولدات، هو تدهور الكهرباء الوطنية، وعدم جدية الحكومة في معالجة هذا الملف، الذي بات في أيدي الفاسدين”! فيما ينوّه أبو وجدان، إلى أن معاناة منطقتهم لا تتوقف فقط على الكهرباء، فهناك أيضا شح في مياه الشرب، مؤكدا أن “ماء الإسالة ينقطع أياما عديدة، ما يرهق السكان، وغالبيتهم من الطبقة الفقيرة. فهم اليوم يائسون من معالجة مشكلاتهم الخدمية وإنهاء معاناتهم”.

الفساد أس البلاء!

 من جانبه، يقول المواطن ابو أنور، وهو من سكان ناحية سبع البور شمال غربي بغداد، ان “ملف الكهرباء معقد وشائك. وان أزمة الطاقة تقف وراءها عوامل عديدة، أبرزها الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والذي تسبب في معاناة المواطنين ليس في مجال الكهرباء وحسب، إنما في مختلف القطاعات الخدمية. كما حرم الفساد المواطنين من فرص العمل والعيش الكريم”، مشيرا إلى أنه “فوق هذا وذاك، يأتي أصحاب المولدات الجشعون، فيزيدون سعر الأمبير على المواطن الفقير والكادح”. ويلفت في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أنه “ليست هناك متابعة ورقابة حكومية حقيقية على عمل أصحاب المولدات. فالجهات المعنية تنتظر من المواطن أن يقدم شكواه بنفسه، وهذا يخاف أحيانا من الإقدام على هذه الخطوة، لكون صاحب المولدة حينما يعرف هوية المشتكي، سيقطع خط الاشتراك عنه”!  ويؤكد المواطن أن الكهرباء الوطنية تنقطع في منطقتهم ساعات طويلة، ما يتسبب في معاناة كبيرة للأطفال والمرضى وكبار السن، في هذه الأجواء الحارة، ويقطع سبل معيشة أصحاب الحرف والورش الذين يتوقف عملهم على وجود الكهرباء الوطنية”.

لا نستغني عن المولدات!

إلى ذلك، تقول المواطنة أم رسل، من سكان حي الخضراء في جانب الكرخ، أن “المولدات، ورغم عدم التزام أصحابها بالتسعيرة، لكننا لا نستطيع الاستغناء عنها في ظل تدهور الكهرباء الوطنية”. وتلفت إلى أن “المواطن يمتنع أحيانا عن تقديم شكوى ضد صاحب المولدة المخالف، بسبب الإجراءات الخاطئة التي تتبعها الجهات المعنية. إذ تقوم برفع المولدة من الأساس، دون توفير بديل”، مبينة لـ “طريق الشعب”، أن “الأفضل هو محاسبة صاحب المولدة وتغريمه، وإلزامه باتباع التسعيرة وساعات التشغيل المحددة”.

وتعبر أم رسل عن يئسها من معالجة أزمة الكهرباء. وتقول: “لا تبدو في الأفق أي بوادر حكومية لإنهاء مشكلات هذا الملف جذريا”!

 *************************************************************

اكول.. المواطن ومسؤوليته الوطنية

حميد المسعودي

بعد عقدين من المعاناة في ظل نهج المحاصصة الطائفية والفساد، وبعد حصيلة كبيرة من الاحتجاجات المطلبية والتضحيات والمناشدات التي لم تلق اذنا صاغية من المسؤولين..

بعد ذلك كله صار لزاما على المواطن العراقي أن يراجع حساباته الانتخابية السابقة بروح نقدية، عندما كان في كل دورة انتخابية يهرع نحو صناديق الاقتراع لينتخب نوّابا، فقط لكونهم يمثلونه طائفيا أو قوميا.

فهل حقق له هؤلاء الممثلون ما كان يصبو إليه؟!

ان السنوات أثبت بما لا يقبل الشك أن وعودهم وبرامجهم المزعومة، كانت مجرد هراء كاذب وهواء في شبك وضحك على الذقون. لذلك آن الأوان لوضع الامور في نصابها الصحيح.

لقد خدعوك في كل شيء:

لا الراتب قد تحسن، ولا الشارع تم تبليطه، ولا الكهرباء جيدة تحت وطأة الصيف اللاهب، ولا الخدمات متوفرة..

أبناؤنا من كلا الجنسين عاطلون عن العمل، مستويات الخدمات الطبية والتربوية في ذيول قوائم التصنيفات العالمية. فما هو الأساس والسند المنطقي لإعادة التصويت بهذه الصيغة الخاطئة المبنية على أسس طائفية وقومية، والتي تسببت ولا زالت تتسبب في تبديد الثروات، ودمار البلاد وضياع مستقبل أبنائها؟!

المواطن مطالب اليوم قبل الغد بقلب موازين المعادلة هذه، في داخله أولا، ثم في عائلته والقريبين منه.

هذا ما تحتمه علينا المسؤولية الوطنية.. فقد بلغ السيل الزبى!

____________________________________

إلى مديرية المرور العامة

يقوم رجال المرور المرابطون في التقاطعات العامة ببغداد، بدور كبير في تنظيم حركة السير خلال أوقات الذروة. إذ يبذلون جهودا من اجل فك الزحام وسحب الزخم المروري من المناطق المكتظة بالحركة الى مناطق أخرى، وهذا جهد كبير يستحق التثمين العالي. لكن في المقابل، هناك مناطق تفتقر إلى وجود إشارات مرورية ورجال مرور ينظمون حركة السير، ما يربك سائقي المركبات. فبعد انتهاء وقت الذروة التي تكون عند ذهاب الموظفين والطلبة إلى دواماتهم وعند عودتهم منها، يخّف الزحام في شوارع مركز العاصمة، ويتحول إلى المناطق الأخرى، ومنها الشعبية، وهناك لا تتوفر في الغالب إشارات مرورية أو شرطة مرور ينظمون حركة السير. لذلك يتوجب الانتباه إلى هذه الحالة.

ايات سعدون

 *********************************************************************

شباب أبو غريب وعقرقوف: ادعموا مواهبنا الكروية

متابعة – طريق الشعب

طالب رياضيون في منطقتي أبو غريب وعقرقوف غربي بغداد، بدعم حكومي لفرق كرة القدم الشعبية، عبر رعاية المواهب وبناء ملاعب نظامية مجانية وتنظيم بطولات.

وقالوا في حديث صحفي، أن هاتين المنطقتين الريفيتين قدمتا العديد من اللاعبين للأندية البغدادية المعروفة، مثل الزوراء والقوة الجوية، لكنهما تفتقران للمنشآت الرياضية.

من جانبه، يذكر مدرب فريق “نجوم العياشة”، أن المناطق الريفية تفتقر إلى الملاعب المغلقة، وأن الدعم الحكومي غائب عنها، لافتا إلى أن “الاعتماد على المستثمرين أدى إلى انهيار نادي أبو غريب، رغم قيمته الكبيرة. لذلك تخشى الأندية الصغيرة أن تلقى المصير نفسه”.

أما مسؤول النشاط الرياضي في عقرقوف، إياد عجيل، فيقول: “لدينا مواهب كروية تحتاج إلى عناية ودعم”، مبينا أن غالبية الموهوبين من العمال ومحدودي الدخل.

ويشير إلى أنهم ينظمون بطولات بجهود ذاتية، حرصا على استمرار كرة القدم في منطقتهم.

ووفقا لرئيس لجنة الحمدانية للرياضة في أبو غريب، حسين مطر، فإن معظم لاعبي الفرق الشعبية يعانون أوضاعا معيشية صعبة، وانهم يضطرون لدفع مبالغ مقابل اللعب في الساحات الأهلية المغلقة، مؤكدا أن بعض اللاعبين لا يمتلك حذاء مناسبا لممارسة كرة القدم!

_________________________________________________

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق حسين علي بزن بوفاة والدته، وهي زوجة الرفيق المناضل الراحل علي بزن.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها في قرية خرنابات.

______________________________________

واسط .. مطالبات بمكافحة الآفات الزراعية جويا

الكوت – شاكر القريشي

طالب فلاحون في محافظة واسط، بإعادة العمل بالمكافحة الجوية للآفات الزراعية، مبينين لـ “طريق الشعب”، أن “القطاع الزراعي في واسط يعاني إهمالا حكوميا، رغم كون هذه المحافظة تعد من أبرز محافظات البلاد في الإنتاج الزراعي”.  وأوضحوا أن واسط تمتلك مشاريع اروائية كثيرة، ومزارعيها يتبعون الطرق الحديثة في السقي. كما انها تمتلك أراضي زراعية واسعة ترفد البلاد بالنسبة الأكبر من المحاصيل الإستراتيجية، كالحنطة والشعير والذرة”.

وقال المزارع كريم حسين نوصر أنه “في السابق كان قسم الوقاية التابع لوزارة الزراعة، يكافح الآفات الزراعية في البساتين والأراضي، عبر الطائرات، لكن هذا الأمر توقف منذ 2003”، مبينا أن “بساتيننا وأراضينا تضررت بآفات مختلفة، منها عنكبوت الغبار الذي يغزو النخيل، وحشرة الحميرة”.

وأضاف قائلا أن “أصحاب البساتين طالبوا مرارا بإعادة المكافحة الجوية، لكن دون جدوى، الأمر الذي زاد من الآفات الزراعية وبالتالي أدى إلى انخفاض إنتاج التمور والحمضيات”.   من جانبه، قال رئيس وحدة الوقاية في شعبة زراعة قضاء الزبيدية، المهندس محمد منصور،  أنه “جرت مفاتحة الجهات ذات العلاقة بإعادة المكافحة الجوية، والاهتمام بالبستنة، وتشجيع أصحاب البساتين على مواصلة النشاط الزراعي”.

________________________________________

ارتفاع أسعار الخراف في المشخاب

متابعة – طريق الشعب

مع اقتراب موعد عيد الأضحى، ارتفعت أسعار الخراف في علوة بيع الأغنام قرب ناظم المشخاب في النجف، بنسبة 25 في المائة. إذ وصل سعر زوج الخراف إلى 500 ألف دينار. وفيما أرجع بائعون زيادة السعر إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، رأى مواطنون أن الأمر لا علاقة له بذلك، إنما بزيادة الطلب على الأغنام، والتي تدفع التجار إلى رفع أسعارها. ويذكر مواطنون في حديث صحفي، أن سعر الخروف الواحد ذي الـ 20 إلى 30 كيلوغراما، وصل إلى 275 ألف دينار، بعد أن كان سعره في الشهر السابق لا يتجاوز 225 ألفا. وبحسب المواطن مصطفى عقيل، فإن المواطنين يضطرون إلى شراء الخراف هذه الأيام، خشية ارتفاع أسعارها أكثر كلما اقترب العيد، مبينا أنهم ملتزمون بتقديم الأضاحي صبيحة العيد. أما بائع الأغنام محسن علوان، فأرجع زيادة السعر إلى غلاء العلف، مبينا أن طن الـ “جت” كان يبلغ في أيار الماضي 300 ألف دينار، أما اليوم فقد أصبح بـ 375 ألفا.

***************************

بسماية .. غسل الشوارع بمياه منظومات الإطفاء!

متابعة – طريق الشعب

أفاد عدد من سكان مجمع بسماية جنوبي بغداد، بأن الشركة المسؤولة عن تنظيف المجمع، تستخدم مياه منظومات إطفاء الحريق في غسل الشوارع والمباني، مبينين أن الشركة تملأ خزانات السيارات المخصصة لغسل الشوارع، من هذه المنظومات.

وأكدوا في حديث صحفي، أن هذه الحالة تتكرر يوميا، الأمر الذي قد يؤدي إلى عطل المنظومات، مطالبين بمحاسبة الشركة المعنية. 

 وقال علي طالب، وهو ممثل إحدى بنايات المجمع، أن “هذه سرقة تتم في وضح النهار، وبشكل متكرر، وهو أمر غير قبول. إذ إن مياه تلك المنظومات مخصصة لإطفاء الحرائق فقط”. فيما طالبت شيماء كريم، وهي من سكان المجمع، بمحاسبة الشركة، معتبرة أن ما تقوم به غير قانوني، وسيتسبب في عطل منظومات الإطفاء.

**************************************

الصفحة السادسة

السويد: وداعاً للحياد

ستوكهولم ـ طريق الشعب

كشف وزير الدفاع السويدي بول جونسون، في مقال مشترك مع رئيس الوزراء الفنلندي أولف كريسترسون، عن نية السلطات السويدية منح الإذن بنشر قوات “الناتو” على أراضيها حتى قبل انضمامها رسميًا إلى الحلف. وكانت فنلندا والسويد، قد تقدمتا بطلبين لدخول الناتو، الا أن معارضة تركيا أوقفت الأمر بالنسبة لإنضمام ستوكهولم، رغم مصادقة مجلس القمة الذي إنعقد في مدريد قبل عام مضى على الطلبين.

هذا وفيما بدأت أنقرة بإبداء مرونة كبيرة في قضية دخول السويد للحلف، بعد أن تم تأمين جميع مخاوف أنقرة المتعلقة بمكافحة “الإرهاب” ورفع القيود المفروضة على توريد الأسلحة على ضوء ما صرح به الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بدأت معارضة جديدة لهذا الإنتماء تنمو بين السويديين، معلنة عن مخاوفها من أن يؤدي تخلي ستوكهولم عن حيادها إلى الإضرار باستقلالية قراراتها، مستشهدين بإضطرار مجموعة من دول الناتو على المشاركة في حرب العراق العام 2003، بعد رفضها في البداية المشاركة ومعرفتها بزيف المبررات التي طرحتها واشنطن لغزوها لهذه البلاد، التي دفعت ثمناً باهظاً لتلك الحرب. ويرى المعارضون أن من بين غياب الإستقلالية والندية في الحلف، قيام وزير الدفاع الأمريكي بترشيح القائد الأعلى لقوات الناتو، حيث سبق لمجلس شمال الأطلسي أن عين ومنذ 1951 تسعة عشر جنرالاً أمريكياً في هذا المنصب.

***************************************************

بريطانيا: دعوات لانتخابات عامة

لندن - وكالات

طالبت المعارضة البريطانية، الاحد الفائت، بإجراء انتخابات عامة إثر استقالة ثلاثة نواب محافظين من البرلمان منهم بوريس جونسون، على خلفية التحقيق في قضية حفلات استضافها مقر الحكومة رغم القيود الصحية التي كانت مفروضة خلال جائحة فيروس كورونا. وستؤدي استقالة جونسون تلقائيا إلى انتخابات فرعية، ما يضع رئيس الوزراء ريشي سوناك أمام اختبارات انتخابية يبدو أنها ستكون صعبة. ودعا كير ستارمر زعيم المعارضة في بريطانيا، إلى إجراء انتخابات عامة إثر استقالة ثلاثة نواب ينتمون إلى الحزب المحافظ. وقال ستارمر الذي يتزعم حزب العمال في حسابه على تويتر: إنه “يتوجب على رئيس الوزراء ريشي سوناك الدعوة إلى انتخابات والسماح للجمهور بتحديد رأيه في 13 عاما من فشل حزب المحافظين”.

واضاف، هذه المهزلة يجب أن تتوقف والناس سئموا من حكومة حزب المحافظين الفاسدة ورئيس وزراء ضعيف لم يصوت له أحد.

***************************************************

مالي.. داعش يسيطر على أجزاء من صحراء أزواد

بامكو- وكالات

سيطر تنظيم داعش الإرهابي على منطقة جديدة في ولاية ميناكا شمالي مالي، بعد هجوم دام. وبحسب وكالة سكاي نيوز، ان سيطرة التنظيم على هذه المنطقة يقربه من هدفه في الاستيلاء على الولاية لإعلان ما يسمّيها بـدولة الخلافة، والتحكم في مناطق التهريب الحدودية. وفق مصادر تحدّثت للوكالة، من إقليم أزواد شمال مالي، شن تنظيم “داعش الصحراء الكبرى”، هجوما على تيدغمين، دون مقاومة، أسفر عن سيطرته على المنطقة، وقتل 10 مدنيين.

واختلفت المصادر بشأن ما إن كان بالسيطرة على المنطقة أصبحت ولاية ميناكا في يد داعش بشكل كامل. وحسب توضيح من أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، للوكالة، فإن ميناكا مهمة لداعش لتحقيق هدفه بإعلان ولاية له في مالي. وتعد ميناكا، الواقعة في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من أبرز نقاط تهريب المسلحين والسلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين غير الشرعيين، وهي أنشطة إجرامية تغدق أموالا ضخمة لداعش؛ ولذا حولها منافسة شديدة مع جماعة نصر الإسلام والمسلمين.

 ********************************************************************

الإعلام الأوكراني يتحدث عن تدمير هائل للمدرعات.. معلومات متضاربة بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية

متابعة – طريق الشعب

ما تزال الماكنات الإعلامية لروسيا وأوكرانيا تدعي تحقيق كل من موسكو أو كييف الانتصار على الآخر في ظل استمرار المعارك الطاحنة بين الجيشين.

روسيا: احبطنا الهجوم

وقالت القوات الروسية، إنها احبطت محاولة من قبل القوات الأوكرانية لإجراء عملية استطلاع لاختبار مدى جاهزية القوات الروسية في محور ليسيتشانسك، كما صدت هجوما في منطقة سوليدارو-أرتيوموفسك قرب باخموت.

وأكد متحدث باسم القوات الروسية، أن “قوات المدفعية التابعة لمجموعة الجنوب، دمرت خلال الاشتباك مواقع النار التابعة للجيش الأوكراني في منطقة بيلوغوروفكا وخروموفو ودروجبا”.

وأضاف، أن القوات الروسية دمرت أيضا مستودعا للذخيرة في منطقة كراسنو غوروفكا، ومواقع للقوات الأوكرانية في منطقة كراسنوي، كذلك أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرات مسيرة أوكرانية.

معارك ضارية

في المقابل، أعلنت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا، الاثنين، أن قواتها تخوض معارك ضارية في بؤر قتالية محتدمة على الخطوط الأمامية، مبينة أن “جنودها حرروا عدة قرى من الاحتلال الروسي في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد”.

وذكر بيان عن القيادة العسكرية، أن “اليوم الأول من الهجوم المضاد شهد نحو 25 معركة بالقرب من باخموت في شرق أوكرانيا وإلى الجنوب بالقرب من أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع جميعا في منطقة دونيتسك، وكذلك بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوغانسك”.

ونشرت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، امس الاثنين، صورة تظهر جنودا يرفعون العلم الأوكراني، فيما قالت إنها قرية ستوروجيف في دونيتسك، وشكرت أحد ألوية الجيش على تحرير القرية.

سيطرة على أربع قرى

وأعلنت أوكرانيا كذلك، أمس، أن “جنودها استعادوا السيطرة على قرية رابعة في جنوب شرق البلاد، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تحقيق أول مكاسب صغيرة في هجوم مضاد تشنه على القوات الروسية”.

ووفق لقطات فيديو، يظهر جنود وهم يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف في منطقة دونيتسك.

وفرضت أوكرانيا سياجا من الكتمان على عملياتها، لتجنب كشف تفاصيل عمليتها العسكرية.

من جانبها، قالت روسيا إن الهجوم المضاد فشل حتى الآن، ونشرت صورا لمركبات ودبابات قتالية أمريكية وألمانية مدمرة.

مذبحة المدرعات

ووصفت مواقع اعلامية اوكرانية تدمير مدرعات جيشها بـ”مذبحة الدبابات”، استهداف معظم العربات المدرّعة التابعة لقوة المشاة، خلال هجوم على مواقع روسية.

قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز في تغريدة على موقع توتير، إنّ “المئات من الفلسطينيين في القدس المحتلة معرضون لخطر الإخلاء القسري.

وذكرت هاستينغز، “الأحد قد يتم إخلاء مسنين من عائلة صب لبن من بيتهما الذي عاشا فيه منذ عام 1954 في البلدة القديمة من مدينة القدس”.

وأضافت، “المئات من الفلسطينيين معرضون لخطر الإخلاء القسري في القدس الشرقية، هذه الممارسة المدمرة - التي تتعارض مع القانون الدولي - يجب أن تنتهي”.

وحددت سلطات الاحتلال، الأحد، موعدا نهائيا لإخلاء عائلة صب لبن من بيتها لتوطين عصابات المستوطنين فيه.

ويوم الخميس الماضي، قال مكتب الاتحاد الأوروبي في تغريدة، إن “نحو 150 عائلة فلسطينية في القدس الشرقية مهددة بخطر الإخلاء والتهجير القسري” من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على “معارضته لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، بما في ذلك عمليات الإخلاء” القسري.

ويقع بيت عائلة صب لبن في مبنى في “عقبة الخالدية” في البلدة القديمة، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، ويقطنه المواطن السبعيني مصطفى صب لبن وزوجته نورا، وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل سنوات عدة على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

وتعرّضت العربات المدرّعة الأمريكيّة الصنع من طراز برادلي التابعة للمشاة الاوكرانية، لأضرار أو دُمّرت خلال هجوم على مواقع روسيّة، الاسبوع الفائت، بينما كان اللواء 47 يشنّ هجوماً في جنوب شرق زابوريجيا.

وأظهرت لقطات للكمين التقطتها طائرات مسيّرة وبُثّت على قنوات الدعاية الروسيّة، مركبات عدّة متضرّرة.

وقالت مجموعة من الجنود الأوكرانيّين كانوا يأخذون استراحة خارج بلدة أوريخيف الصغيرة في منطقة جنوب زابوريجيا إنّهم فقدوا معظم مركباتهم.

قضية الطائرة الماليزية

في شأن ذي صلة، استمعت محكمة العدل الدولية، امس، إلى دفاع أوكرانيا في القضية المتعلقة بإسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق أرضها قبل تسع سنوات، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها آنذاك وعددهم نحو 300 شخص.

ويُعتقد أن فريق الدفاع سيبذلون جهدهم أمام المحكمة لدحض الإنكار الروسي المستمر أن موسكو قد تكون أمدت ميليشيات مدفوعة الأجر بالأسلحة عملا على إثارة تمرد في مناطق الشرق الأوكراني.

وتنفي موسكو أي ضلوع لها في الحادث متهمة قوات أوكرانية بإسقاطها.

 **************************************************************************

منسقة أممية: فلسطينيو القدس معرضون لخطر الإخلاء القسري

القدس - وكالات

قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز في تغريدة على موقع توتير، إنّ “المئات من الفلسطينيين في القدس المحتلة معرضون لخطر الإخلاء القسري.

وذكرت هاستينغز، “الأحد قد يتم إخلاء مسنين من عائلة صب لبن من بيتهما الذي عاشا فيه منذ عام 1954 في البلدة القديمة من مدينة القدس”.

وأضافت، “المئات من الفلسطينيين معرضون لخطر الإخلاء القسري في القدس الشرقية، هذه الممارسة المدمرة - التي تتعارض مع القانون الدولي - يجب أن تنتهي”.

وحددت سلطات الاحتلال، الأحد، موعدا نهائيا لإخلاء عائلة صب لبن من بيتها لتوطين عصابات المستوطنين فيه.

ويوم الخميس الماضي، قال مكتب الاتحاد الأوروبي في تغريدة، إن “نحو 150 عائلة فلسطينية في القدس الشرقية مهددة بخطر الإخلاء والتهجير القسري” من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على “معارضته لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، بما في ذلك عمليات الإخلاء” القسري.

ويقع بيت عائلة صب لبن في مبنى في “عقبة الخالدية” في البلدة القديمة، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، ويقطنه المواطن السبعيني مصطفى صب لبن وزوجته نورا، وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل سنوات عدة على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

 **********************************************************************

السودان.. قتلى وجرحى مع تواصل الاشتباكات

الخرطوم – وكالات

أفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم، بأن 18 مدنيا قتلوا وأصيب آخرون يوم أمس الاول الاحد، جراء تساقط قذائف مدفعية ثقيلة على أحياء الأزهري والسَلَمة، فور انتهاء هدنة اليوم الواحد. وتستمر الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد انتهاء هدنة (اليوم الواحد)، وسط تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، واستمرار سقوط قتلى من المدنيين.

وأفاد مراسل قناة “روسيا اليوم”، امس الاثنين، بسماع دوي انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة الدخان شرقي أم درمان ووسطها، فيما تواصل طائرة حربية تحليقها في سماء الخرطوم وأم درمان وبحري، منذ ساعات الصباح الأولى.

وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة لليوم الخامس على التوالي حول مخازن رئيسية للوقود، جنوبي الخرطوم، على خلفية معارك عنيفة بين الجيش وعصابات الدعم حول مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية.

وأعلنت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من الوصول إلى جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان والتمركز في مدخله، ويأتي هذا التقدم عقب هجوم شنته القوات المسلحة عبر أكثر من محور، بعد نصف ساعة من انتهاء الهدنة.

 ********************************************************************

إثيوبيا.. انتقادات لتعليق المساعدات الغذائية

أديس أبابا- وكالات

انتقدت الحكومة الإثيوبية قرار الولايات المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتعليق مساعداتهما الغذائية لأديس أبابا بسبب تحويل مسار الإمدادات، معتبرة أنه “يعاقب ملايين الأشخاص”. ويعتمد أكثر من 15 بالمئة من سكان البلاد على المساعدات الغذائية. وعلّقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الخميس الماضي، تقديم المساعدات الغذائية لإثيوبيا، مبررة الخطوة بـ”حملة واسعة النطاق ومنسّقة” لتحويل مسار الإمدادات التي تم التبرع بها وعدم إيصالها للمحتاجين إليها. وفي اليوم التالي، أعلن برنامج الاغذية العالمي بدوره، أنه “سيعلق موقتاً المساعدات الغذائية لإثيوبيا” مشيرًا أيضًا إلى “تحويل مسار الطعام”.  وأكد أنّ “المساعدة الغذائية للأطفال والحوامل والمرضعات وبرامج الوجبات المدرسية وأنشطة دعم المزارعين والرعاة” في مواجهة الصدمات الخارجية ستستمر من دون انقطاع. في المقابل، ذكر المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو خلال مؤتمر صحافي، أنّ “تعليق المساعدات الغذائية يعاقب ملايين الأشخاص، ووصف القرار القرار بـ”السياسي”.  وأكد أن “تحميل الحكومة وحدها المسؤولية أمر غير مقبول”.

 **************************************************************************

الاعتقال بدل الأمن وصفقات لبيع اللاجئين.. وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يشددون الخناق على اللاجئين

رشيد غويلب

الأسلاك الشائكة بدلاً من الأمن والرعاية. لقرابة 24 عاما عمل الاتحاد الأوروبي على نظام اللجوء الأوروبي المشترك، وجاءت الخاتمة محزنة مساء 8 حزيران الحالي حيث صوت وزراء داخلية الدول الأعضاء على تقويض حق اللجوء أوربا.

لتحويل أوربا إلى قلعة محصنة في مواجهة طالبي اللجوء، سيتم احتجازهم في المستقبل أثناء إجراءات اللجوء الخاصة بهم في معسكرات على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أو فيما يسمى بالدول الثالثة، بحيث لا يدخل الذين فرصة قبول لجوئهم ضئيلة بلدان الاتحاد الأوروبي. وسيتم بناء “مراكز لجوء” في المناطق الحدودية، وتجري عمليات الترحيل مباشرة. وسيتم رفض القادمين عبر دولة ثالثة يفترض أنها آمنة. ويمكن أيضًا حرمان الأطفال من حريتهم لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. ولا يتم تقديم المشورة الكافية بشأن اللجوء أو المساعدة القانونية، ويجب تنفيذ إجراءات اللجوء بسرعة ويمكِّن الإقامة في “بلدان ثالثة”، وتقوم دول الاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقيات مماثلة لتلك المبرمة بين بريطانيا ورواندا من أجل التهرب من حماية اللاجئين، ولا يتم ضمان “التوزيع العادل” لطالبي اللجوء. وتظل دول الاستقبال الأول مثل اليونان أو إيطاليا أو إسبانيا مسؤولة عن استقبال اللاجئين وإقامتهم، وبالتالي فهي غير مهتمة بالتعامل مع محتوى طلبات اللجوء في الحالات الفردية، وتتزايد الحوافز للقيام بعمليات طرد غير قانونية على الحدود.

وكانت ردود فعل دول الاتحاد الأوروبي متباينة، فبينما رحبت إيطاليا بالتغييرات، ترفض بولندا والمجر الآلية الخاصة بالتوزيع والقبول الإلزامي للاجئين معترف بلجوئهم.  في حين كانت ردود فعل المنظمات المدافعة عن اللاجئين واضحة. قال طارق العوس المتحدث باسم سياسة اللاجئين في منظمة “بروأزيل” (أنصار اللاجئين) يوم الجمعة: إن “قرارات الإجراءات الحدودية الإلزامية في ظل ظروف شبيهة بالاحتجاز والمعايير المخففة بدول ثالثة آمنة هي هجوم مباشر على حق اللجوء وخطأ تاريخي”. وأضاف أن “الحكومة الألمانية تدعم الاتفاقية، بأي ثمن حقوقي، وتحتفل وزارة الداخلية الاتحادية بهذا الاتفاق باعتباره نجاحا تاريخيا”.

وتعليقا على الاتفاق قالت جانين فيسلر، الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني، إن القرار “يعد نجاحًا لقوى اليمين في جميع أنحاء أوروبا وسيستمر في تقويتها. كان ينبغي للمرء أن يتعلم هذا الدرس من الجدل حول تسوية اللجوء في عام 1993 وموجة العنف اليميني التي سادت المانيا في ذلك الوقت. وقال راسموس أندرسن المتحدث باسم حزب الخضر في البرلمان الأوروبي: “من المخجل أن توافق وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، والائتلاف الحاكم، على هذا الاقتراح. ويأتي هذا التصريح ليعكس تقاطعا في مواقف قيادي حزب الخضر المشارك في التحالف الحاكم في المانيا.

ما حقيقة الاتفاق؟

في بداية أيلول 2020، قدمت مفوضية الاتحاد الأوروبي، برئاسة أورسولا فون دير لاين، “ميثاق الهجرة واللجوء”. جوهره: المزيد من ترسيخ عزل أوروبا وفق إطار قانوني. إن ما يسمى بالإجراءات الحدودية التي وافق عليها وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الآن هي جوهر “الميثاق”. هذا يعني أن جميع اللاجئين الذين تمكنوا من الوصول إلى أحد الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في ظل ظروف صعبة للغاية يتم احتجازهم أولاً في المخيمات. هناك يجب التحقق من إمكانية حصولهم على إجراءات اللجوء العادية من عدمها. وهنا لا ينبغي الخلط بين هذا الإجراء، وبين إجراءات اللجوء الطبيعية، حيث يمكن للمتقدمين شرح أسباب فرارهم في جلسة استماع شخصية، وهذا مبدأ أساسي من مبادئ الحق في اللجوء.

يكفي إبعاد اللاجئ في حال قدومه من بلد مصنف افتراضيا على أنه آمن، او إذا وصل عبر دولة ثالثة يفترض انها “آمنة”. لا تجري هنا دراسة الأسباب الشخصية لتقديم طلب اللجوء على سبيل المثال ما إذا كان شخص ما قد فر من نظام طالبان في أفغانستان أو من التعذيب في تركيا او بلدان مماثلة، فإن السؤال الوحيد هو ما إذا كان يمكن للشخص أن يعيش بأمان في بلد العبور. وقد أصبحت المعايير المعتمدة، التي تعتبر الدولة “دولة ثالثة آمنة” متدنية جدًا وشكلية.

وبذلك ستحرم الغالبية العظمى من الوافدين من فرصة الخضوع لإجراءات اللجوء العادية.  ان ما حدث في عام 1993 عبر إقرار ما يسمى بتسوية اللجوء في ألمانيا، يجري الآن تعميمه على بلدان الاتحاد الأوربي، أي الغاء الحق الفردي في تقديم طلب اللجوء، بالاستناد إلى قواعد عامة موضوعة لتحقيق هذا الغرض.

إن العواقب الكارثية لهذه السياسة واضحة بالفعل على أساس الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والذي يعد نموذجًا. يُحتجز اللاجئون من سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان وبنغلاديش والصومال الذين يصلون إلى الجزر اليونانية في معسكرات تشبه السجون هناك. يمكن بالفعل ترحيلهم إلى تركيا دون دراسة طلباتهم، على الرغم من أن قيام حكومة اردوغان الإسلامية بترحيل هؤلاء بشكل منهجي إلى مناطق الحرب والأزمات مثل سوريا وأفغانستان.

************************************************

الصفحة السابعة

الأسئلة الطبقية هي الأكثر معاصرة.. أزمة حزب اليسار الألماني ومؤتمره المقبل*/

بقلم: هاينس بيرباوم ومشائيل بري**

ترجمة رشيد غويلب

مساء يوم 26 ايلول 2021، يوم الانتخابات العامة الأخيرة، أصبح واضحا أن عددًا قليلاً جدًا من مواطني المانيا الاتحادية يعتقدون بالحاجة إلى حزب اليسار لتمثيلهم في البرلمان. ولم يعد الحزب ضروريا لتشكيل الحكومة الجديدة، على الرغم من أن حملته الانتخابية كانت تهدف أساسا إلى المشاركة في الحكومة الاتحادية. وبينت خسارة الحزب للكثير من أعضائه، أن الكثير منهم لم يعودوا بحاجة إليه، ليس بالضرورة نتيجة اليأس منه. إن الحزب الذي لا يحتاجه المواطنون ولا النظام السياسي ولا حتى أعضاؤه يعاني من أزمة وجود.

قراءة تاريخية

منذ عام 1990 كانت هناك محاولتان رئيسيتان لبناء حزب اشتراكي على يسار الديمقراطية الاجتماعية. المحاولة الأولى كانت تأسيس حزب الاشتراكية الديمقراطية، كخلف للحزب الاشتراكي الألماني الموحد الذي حكم المانيا الديمقراطية السابقة، والذي تفكك بزوالها. لقد استطاع الحزب تأكيد نفسه، بصعوبة، باعتباره حزبا شعبيا يساريا إقليميا وصوتا للألمان الشرقيين، مشاركا في ترتيبات الانضمام إلى جمهورية المانيا الاتحادية، وكمدافع عن العاملين بأجر في شركات ألمانيا الديمقراطية الذين فقدوا عملهم، وعن الذين فقدوا ممتلكاتهم، وبيتا سياسيا لمن تمسكوا بالاشتراكية. وامتلك الحزب طاقما قياديا قويا بقيادة غريغور غيزي ولوثر بسكي، استطاع إدارة تناقضات المشروع بأسلوب متطور. وعندما تم التعامل مع فقرات جدول العمل الأكثر إلحاحًا لإتمام عملية الانضمام، فشل الحزب في طرح توجهات جديدة مقنعة، وخرج من البرلمان الاتحادي في انتخابات عام 2002 ولم يتمكن من الاستقرار مرة أخرى إلا في مؤتمر حزبي استثنائي في أوائل صيف 2003.

المحاولة الثانية كانت من خلال مبادرة “العمل والعدالة الاجتماعية”(بعد الانشقاق في الحزب الديمقراطي الاجتماعي - المترجم)، وارتباطا بالتوجهات الجديدة لحزب الاشتراكية الديمقراطية، وتوحيد التنظيمين، في إطار حزب اليسار الحالي. لقد أدت أجندة المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر الليبرالية الجديدة العدوانية 2010 إلى اغتراب معظم التيار اليساري داخل الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وكذلك داخل النقابات العمالية. لقد كانت أجندة 2010 هجومًا مفتوحًا على المكتسبات الاجتماعية التي تم تحقيقها بنضال العمال الأجراء الصعب. وقد سبق ذلك القطيعة مع سياسة السلام، نتيجة المشاركة في الحرب ضد صربيا. مرة أخرى، كانت أهمية دور الحزب واضحة: عارض حزب اليسار الليبرالية الجديدة ورأسمالية السوق المالية بالإضافة إلى الأجندة الإمبريالية للولايات المتحدة بأجندتها في السياسة الاجتماعية والسلام، ووضع بدائل مثل الحد الأدنى للأجور ومعاشات مكافحة الفقر على جدول الأعمال. لقد جسد الحزب أهميته العملية في البلديات والولايات وأصبح البيت السياسي، لبضع سنوات، لمجموعة يسارية ذات أصول مختلفة تمامًا، ومثل الثنائي في قمة الحزب غريغور غيزي واسكار لا فونتين الأرضية المشتركة الجديدة، بدعم من العديد من النقابيين والنشطاء ذوي الخبرة من اليسار السياسي والاجتماعي.

منذ منتصف عام 2010، تغيرت الأجندة السياسية مرة أخرى وفقدت الليبرالية الجديدة من زخمها. والأزمة المالية والاقتصادية الكبرى من عام 2007 إلى عام 2009، وأزمة الاتحاد الأوروبي، تصاعد الهجرة نتيجة الحروب والحروب الأهلية في الشرق الأدنى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي أثارتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، والوباء، والدمار المناخي البين.  وتدعو الآن الحرب على أراضي أوكرانيا، إلى إعادة هيكلة شاملة للاقتصاد والمجتمع والسياسة الداخلية والخارجية والأمنية. إن بدء تفكير جديد وسياسة جديدة (غورباتشوف) و “ثورة عالمية” للاستدامة (نادي روما)، التي رفضها الغرب في عام 1989، عادت بعد 30 عامًا بقوة. إنها تدور حول تحديد المسار بشكل أساسي على جميع مستويات أزمة اليوم، والكوارث ورأسمالية زمن الحرب، إلى جانب التحولات العالمية الأساسية في السلطة. تحدد هذه الأجندة الجديدة، السياسة في جمهورية المانيا الاتحادية أيضًا.

أربعة أحزاب كبيرة ومتوسطة تحدد السياسة البرلمانية الألمانية: لقد تحول الحزب الديمقراطي الاجتماعي مرة أخرى إلى النقابات وصنع لنفسه اسمًا كصوت للاعتدال في أوقات رأسمالية الحرب وإعادة الهيكلة البيئية التي بدأت. ويلتزم حزب الخضر بأجندة رأسمالية خضراء وعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ومعسكرها في المواجهات الجديدة. الحزبان الديمقراطي المسيحي والاجتماعي المسيحي يستفيدان باعتدال من ضعف الآخرين ويبحثان عن دورهما الخاص.  ورسخ حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه بحزم كحزب يميني (متطرف – المترجم) عبر الاستياء ضد السياسة السائدة، إلى جانب تحريف التاريخ والعنصرية الثقافية والقومية الاقتصادية المتسقة والموجهة نحو السوق. يريدون توسيع ألمانيا لتكون حصنًا في العواصف المقبلة.  والحزب الليبرالي الحر يلعب دور الوصي على الأسواق وممثلا للأعمال التجارية، والحفاظ على ما هو قائم في قطاعي السيارات والطاقة النووية. من ناحية أخرى، لا يثير حزب اليسار الانتباه، إلا عندما يمزق نفسه. ما هي القيمة العملية التي يمكن أن يتمتع بها حزب اشتراكي يساري في المانيا الاتحادية اليوم؟ لم يجد الحزب بعد إجابة مناسبة على هذا السؤال.

لا يحظى حزب اليسار بفرصة إلا إذا أطلق، بعد محاولتي عامي 1990 و2003، بجدية محاولة ثالثة لتجديد اليسار السياسي خارج الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وأثبت في الانتخابات الأوروبية لعام 2024 إمكانية نجاحه. ويجب أن تكون نقطة البداية هي موقع الحزب في الاضطرابات المجتمعية الجديدة. ان هناك تحولا ذو شقين على جدول الأعمال اليوم: تحول الاقتصاد تحت عنوانين رئيسيين الحياد المناخي والثورة التكنولوجية الرقمية وما يتعلق بالعلاقات الجيوسياسية. والسؤال ليس ما إذا كانت هذه التحولات ستحدث، بل كيف ستحدث ولمصلحة من. وهذا يعيد السؤال الطبقي إلى الواجهة، ويصبح البديل الاشتراكي موضوع الساعة مرة أخرى.

المجتمع الطبقي الرأسمالي في تحول كبير مرة أخرى

أولاً، التحديات البيئية الوجودية تشكك بشكل أساسي بنمط الإنتاج والاستهلاك الرأسمالي. وأصبح الإنتاج المعتمد على الطاقات الأحفورية بلا مستقبل. وهناك ضرورة لعمليات التحول الشامل في الاقتصاد، وقبله في الصناعة. وفي الواقع، إن عمليات التحول هذه جارية، وتجري في ظل ظروف متناقضة لتطور رأسمالي يؤدي باستمرار إلى أزمات ويرتبط بعدم مساواة واستقطاب اجتماعيين القديم منها والجديد. إن المجتمع الطبقي الرأسمالي في حالة اضطراب مجددا. ويتزايد العمل المأجور، ويتميز بمشاركة نسب متزايدة من النساء والمهاجرين، وبالانقسام إلى “منتصرين” و “خاسرين”. ويحوم الخوف من الهبوط في السُلم الاجتماعي.

وهنا يجب أن يبرهن حزب اليسار على أنه قوة اجتماعية وسياسية تركز على العلاقة بين الاجتماعي والبيئي وفق رؤية العاملين الاجراء. وفي الوقت نفسه، يتطلب هذا تحولًا في الرأسمالية لتجاوزها، أي تغيير النظام. تتمتع الاشتراكية بالراهنية مرة أخرى. وتدرك قوى اليسار هذا جيدا. ومع ذلك، فإن جهود العقد الفائت لطرح أسئلة جديدة، مثل العلاقة بين المشاكل الاجتماعية والبيئية، لم تحقق، سوى نجاح محدود للغاية.  ولهذا يجب على حزب اليسار أن يقنع مواطنيه بقيمته المجتمعية والسياسية العملية، بناءً على الأجندة الجديدة، والتأثير بشكل فعال في توازن القوى ومشاريع النظام السياسي، ويمثل بأسلوب جديد البيت السياسي للمجموعات الحزبية المتصارعة والواقفة على حافة قتال الاخوة (إشارة إلى احتمال حدوث انشقاق في الحزب – المترجم)، وكذلك للناشطين الجدد. سيتم طرح الأسئلة على أساس رؤية المصالح والمنفعة الطبقية، ولا يجري التركيز على ما يفرق، بل على ما يوحد.

ثانيًا، نحن نتعامل مع تغييرات جيوسياسية أساسية. تصارع الولايات المتحدة للحفاظ على دورها المهيمن المتراجع في العالم. وتم تحديد الصين باعتبارها المنافس الرئيسي للنظام. وهناك حرب باردة أيديولوجية مستمرة ساخنة، مما يزيد بشكل كبير من خطر المواجهة العسكرية المفتوحة، بما في ذلك الحرب النووية. الناتو والاتحاد الأوروبي مصطفان مع الولايات المتحدة. وبالضد من ذلك، تسعى الصين جاهدة إلى نظام متعدد الأقطاب، وكذلك تفعل الهند وسلسلة كاملة من البلدان في أمريكا اللاتينية (البرازيل) وأفريقيا (جنوب إفريقيا)، إلى جنب تعزيز تسليحها وهيمنتها. تدور حروب وصراعات عسكرية في جميع أنحاء العالم، وتنشأ تحالفات عسكرية جديدة مثل حلف “اوكاس” (أستراليا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة). ان الحرب في أوكرانيا جزء من هذا الصراع الجيوسياسي. ولها أبعاد مختلفة: إنها حرب عدوانية من جانب روسيا وحرب دفاع من قبل أوكرانيا، حيث يريد الغرب إضعاف روسيا من الناحية الجيوسياسية بشكل دائم. يتعلق الأمر بأمن دول الاتحاد الأوروبي وجيرانها، والاستقرار في منطقة البحر الأسود وآسيا الوسطى. وحزب اليسار، الذي يعتبر نفسه حزب سلام، لم يتخذ موقفا مقنعا بعد في هذا الصراع، ويبدو غامضا.يشتكي أولريك إيفلر وسوزان فيرشل ويان ريشتر بحق من أن حزب اليسار معني بالقضايا الاجتماعية، لكن ليس لديه توجه طبقي كافٍ وفقد البوصلة الطبقية. ويسير هذا جنبًا إلى جنب مع التوجه غير الكافي نحو عالم العمل والعاملين بأجر ونقاباتهم العمالية (قارن إيفلر وآخرون. “اليسار يحتاج إلى بوصلة طبقية” في عدد 12/ 2022 من مجلة الاشتراكية صفحة 39).

تهيمن ضغوط المنافسة في سوق العمل على طبقة العاملين بأجر والمعتمدة على رأس المال. ان التباين في المؤهلات، بين قطاعات العمل، وخصائص الجنس، والعمر، والثقافة، والتوجه الجنسي أو الأصل أو مكان الإقامة تخلق اختلالات في توازن القوة وفرصا مختلفة في الحياة. كان فريدريك انجلس يعرف أن المنافسة بين العمال هي “أسوأ جانب من الوضع الحالي” (انجلس 1844)، لأنها تعرض الذين يستطيعون التعايش في تضامن وكرامة مع بعضهم البعض إلى الانشقاق. إن المستوى العالي من عدم التجانس في طبقة الأجراء هو بالضبط ما يجعل من الضروري تطوير ما هو مشترك بينهم. تتضح هذه الأرضية المشتركة بشكل خاص عند النظر إلى الطبقة ككل من وجهة نظر الأكثر تعرضًا للخطر، والذين يعانون من التبعية أكثر من غيرهم. وعلى حزب اليسار أن يطرح أسئلة بناء تخص الحياة اليومية للأجراء، أو واقع عملهم، أو تجاربهم مع أجرة المساكن، التضخم، أو تجارب أطفالهم في المدارس المكتظة، وما هو مرتبط بالمعاشات التقاعدية.

قد يبدو أن الأمر غير متوقع، إلا أن أحدث النقاشات الأساسية تدور حول الاتجاه الذي تتخذه التحولات الجذرية في عالم العمل والإنتاج والرعاية والحياة والعلاقات مع الطبيعة والناس والدول، والشعوب ببعضها البعض.  وبقدر ما تبدو جديدة فهي مرتبطة بأسئلة اليسار القديمة. في الأزمة الأساسية للرأسمالية اليوم، يجب أن يعيد حزب اليسار تشكيله كقوة اشتراكية واعية للطبقية، وإلا فإنها ستفشل وتموت. يجب أن يحلل المجتمع في شكله الحديث من منظور طبقي، وأن يطرح مسألة أهمية الحاجة اليه كحزب، لتعزيز عمله التضامني. ان الشيء الأكثر محافظة عند اليسار، هو السؤال الطبقي، وهو الأكثر حداثة ومعاصرة أيضًا.

لا يمكن لحزب اليسار التوافق مع النظام

تصبح الانقسامات العميقة في الحزب واضحة دائمًا، عندما تجتاح الصراعات العنيفة المجتمع الألماني بشأن الهجرة والوباء والآن حرب أوكرانيا. بالضبط عندما تكون هناك الحاجة أولا إلى موقف يساري مقنع، هناك مواقف معاكسة تمامًا ويبدو أن الأكثرية في الحزب تتبنى مجرد سياسة اجتماعية أو سلمية تصحيحية وسطية. لقد تراجعت في أجزاء من الحزب القضايا الطبقية، بحيث تنتشر الميول اليسارية الليبرالية واليسارية الليبرتارية (فلسفة حرية الأفراد). ويتم تفضيل هذا الاتجاه، عندما تقتصر سياسة الحزب إلى حد كبير على تصحيحات السياسة السائدة، وتحل المواقف الأخلاقية محل التحليل المادي، عندما لا يتم التعامل مع مصالح المجموعات المعينة أو حتى الدول في سياق الظروف الرأسمالية الامبريالية، وليس في سياق العلاقات الطبقية. يتطلب الكفاح من أجل تغيير حقيقي في النظام الحالي منظورًا طبقيًا. وبدونه، يتم التكيًف مع “التيار الرئيسي”. لا يمكن لحزب مثل حزب اليسار أن يتوافق مع النظام أبدا، بل يجب أن يكون دائمًا ناقدًا للسلطة والرأسمالية والنخبة ويجب ألا تغيب عنه الرؤية اشتراكية. إن الأمر يتعلق “بالسياسة الواقعية الثورية” (روزا لوكسمبورغ)، التي تطلق قوة التحولات المجتمعية لتبدأ هنا والآن. وهذا يتطلب أن يكون الحزب على دراية بالتناقضات الحقيقية، ولا يتجنبها طلبا للراحة أو الانقسام إلى أضداد زائفة متباعدة. إنه تناقض خاطئ عندما يوضع حزب شعبي، يرى فيه كثير من المواطنين ممثلهم والمتحدث السياسية باسمهم، في تعارض مع “ حزب يركز أعضاؤه على توجه حركي”. لقد كانت الأحزاب الشيوعية والاشتراكية والعمالية تجمع كلاهما، وكسبت قوتها من خلال القدرة على الجمع بينهما. كما أن الفصل بين هويات المجموعات المختلفة والمسألة الطبقية كأرضية مشتركة، تناقض خاطئ هو الآخر. منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 شباط 2022، أصبح حزب اليسار الضعيف، حزبا يعيش عملية تفكك. لقد فشل الحزب في بلورة موقف مقنع مشترك من الحرب، والذي حدث هو العكس تماما. وأدت محاولة تجنب الصراعات المرتبطة بها إلى تفاقم لا يطاق. الحرب تهيمن دائما على جدول الأعمال. ويتم طرح جميع الأسئلة الاجتماعية والثقافية والبيئية والدولية على أساس العلاقة بها. لا يمكن للمرء أن يكون غامضًا في مسألة الحرب والسلام وفي نفس الوقت يمارس سياسة يسارية. تتساءل طبقة الأجراء بحق: ما هي السياسة المفيدة لنا في الوضع الملموس؟ تجد طبقة الأجراء والفئات الوسطى والدنيا من الطبقة الوسطى صعوبة متزايدة في تغطية نفقاتها، والفئات الادنى أصبحت تعتمد، أكثر من أي وقت مضى، على دولة الرفاهية، أو تعتمد على مبادرات إطعام المعدمين. وتتضح الصورة، خصوصا في ألمانيا الشرقية، حيث فقد اليسار، إلى حد كبير، دوره الناجح كمدافع عن هذه المصالح الخاصة، وكذلك رسوخه في المجتمع المدني. وبالنسبة للعديد من المواطنين، يبدو المستقبل في خطر، بقدر تعلق الأمر بالشركات التي يعتمد عليها العاملون في السراء والضراء، ويرتبط هذا أيضا بقدرة الدولة على توفير الضمانات، فيما يتعلق بأزمة المناخ أو انعدام الأمن العالمي وموجات اللجوء.

يجب طرح السؤال الطبقي القديم على الطاولة مجددا

في النهاية، يجب على حزب اليسار أن يسأل نفسه ما هو دوره الصحيح في هذه المجموعة من الصراعات والتناقضات، ولا يمكنه فعل ذلك إلا من خلال تفعيل البوصلة الطبقية. يجب إعادة طرح السؤال الطبقي القديم على الطاولة: من المستفيد من سياسة الحكومة الالمانية بتوسيع شحنات الأسلحة والعقوبات وانتظار هجوم عسكري جديد؟ يجب على اليسار معارضة هذه السياسة بحزم. يجب أن يركز الحزب على مسألة المصالح في سياق كيفية التحول الصناعي، في مجالات التعليم والرعاية، في دمج اللاجئين والمهاجرين، في جميع قضايا اليوم الملتهبة. واساس ذلك هو تحالف طبقة العاملين بأجر مع الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى، الذي يوحد جميع الواقعين تحت رحمة انعدام الأمن وعدم المساواة الرأسمالية مع كل من يعمل من أجل مجتمع قائم على التضامن.

انطلاقا من وجهة نظر الطبقات العاملة في جميع البلدان، يجب أن تكون المطالب اليوم: “ألقوا السلاح”، ووقف إطلاق النار، والمفاوضات مع منظور نظام سلام وأمن وتنموي جديد في شرق وجنوب شرق أوروبا، ومنع حرب باردة كارثية. لم تبدأ الحرب في أوكرانيا في شباط 2022 وأسبابها لا تكمن في روسيا فقط، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكذلك في أوكرانيا نفسها، لذلك لا يمكن إيجاد الحلول إلا سوية. إن المهمة الرئيسية لليسار هي الضغط على الحكومة الاتحادية، وعلى الرأي العام الألماني، وعلى وسائل الإعلام، وعلى الشركات المستفيدة من الحرب، لإحداث تغيير في السياسة الرسمية. هذه هي الطريقة الوحيدة للنضال بنجاح من أجل الدفاع عن الحقوق الاجتماعية، والانتقال السريع إلى الحياد المناخي في الاقتصاد والمجتمع، وضمان تحول الاقتصاد، وتعزيز الخدمات العامة وتوسيع الملكية المشتركة.

الحاجة إلى مركز استراتيجي مقنع

لن يجد حزب اليسار طريقه للخروج من أزمته الوجودية إلا إذا نجح في تحديد أهميته كحزب عدالة اشتراكي في حالة عدم اليقين الشديد، والاضطراب الجديد للوضع العالمي، وعلى هذا الأساس، يتصرف في النهاية بشكل استراتيجي موحد. هذا مستحيل دون تشكيل قيادة على المستوى الاتحادي. لا يوجد حتى الآن للحزب مركز استراتيجي مقنع قادر على تجاوز التناقضات الخاطئة وصياغة التناقض الصحيح مع السياسة السائدة. بدون مثل هذا المركز القيادي، لن يكون للحزب فرصة في محاولة استقراره الثالثة. ولا يمكن تشكيل المركز الاستراتيجي للحزب من قبل أغلبية ضيقة في مؤتمرات الحزب، والتي يتمتع فيها محترفو العمل السياسي بتأثير مفرط. تتشكل القيادة بالأساس من جمع المناهج اليسارية المشروعة المختلفة، وترجمتها إلى سياسات تدخلية. إذا تم تجاهل النهج اليساري الأساسي بشكل دائم أو دفعه للخلف أو حتى شجبه، فإن أنصاره ينسحبون أو يتركون الحزب أو تحدث الانشقاقات. المطلوب ليس تأسيس حزب بعيد عن حزب اليسار، بل تجديد بناء الحزب.

يمثل مؤتمر الحزب المقبل في تشرين الثاني 2023، التاريخ الذي يجب ان تنتهي فيه عملية التفاهم والاتفاق الاستراتيجيين. وسيكون ذلك معيارا لقدرة الحزب على تشكيل مركز قيادي استراتيجي تكاملي، والذي بدونه لا يمكن للحزب ان يكون. في الطريق إلى هناك، ستكون المهمة الجمع بين التحليل والفهم الطبقيين الاستراتيجيين، وتطوير مشاريع مدعومة بشكل مشترك تجسد القيمة العملية لليسار في محاولة الاستقرار الثالثة. بدون “بالرغم من كل شيء” (اقتباس من كارل ليبكنشت)، بدون الشجاعة لتحدي الحكام، هياكل السلطة الرأسمالية، ودعاة الحرب، لن تنجح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشرت في جريدة نويز دلايجلاند الألمانية في 1 حزيران 2023.

**د. هاينز بيرباوم: الرئيس السابق لحزب اليسار الأوربي، ورئيس مؤسسة روزا لوكسمبورغ حاليا.

ود. ميشائيل بري: رئيس القسم العلمي فيها.

********************************************

الصفحة الثامنة

التصحر في العراق.. هل من معالجات؟

عبد الكريم عبد الله يلال*

أشار تقرير ديوان الرقابة المالية الاتحادي المرقم ١٢٧٦٨ في ١٢/٦/٢٠٢٢ إلى ظاهرة التصحر والأراضي المتصحرة والتي بلغت ٢٧٢٢٠٣٦١ دونما، والأراضي المهددة بالتصحر بلغت ٩٤٢٩٤٤٠٠ دونم في حين لم تتمكن دائرة الغابات ومكافحة التصحر من معالجة أكثر من ٨٠٠٠٠٠ دونم من الأراضي المتصحرة.

ولظاهرة التصحر في العراق أسبابها ومنها.

  • التغيرات المناخية وتأثيراتها.
  • الاحتباس الحراري ونتائجه.
  • انحسار المساحات الخضراء نتيجة تجريف البساتين وعدم الالتزام بالتخطيط العمراني المقر وفق القوانين والنظم السارية والتجاوز عليه نتيجة عدم وجود سياسة أسكانية مقرة وصحيحة ولزيادة عدد السكان.
  • شح الأمطار والجفاف.
  • قلة التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات.
  • تقليل مساحات الخطط الزراعية من قبل وزارتي الزراعة والموارد المائية وذلك لشحة المياه.
  • قلة التخصيصات المالية المقررة لمكافحة التصحر وعدم اعطاء موضوع التصحر أهمية بقدر المخاطر الناجمة عنه من قبل القيادات السياسية في البلد ولمختلف الحكومات المتعاقبة على الرغم من تحذيرات الامم المتحدة واعتبارا العراق خامس دولة في العالم متأثرة نتيجة المتغيرات المناخية.
  • هشاشة التربة.
  • الحروب التي خاضتها الحكومات العراقية المتعاقبة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
  • ولمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تمس حياة المواطن اقتصادياً وصحياً واجتماعيا لابد من خطة بيئية متكاملة، وهنا أيضا لابد من العودة إلى خطة التكيف الوطنية للتقليل من آثار التغيرات المناخية والتي اعدت بالتعاون مع الصندوق الاخضر للمناخ وقدمتها وزارة البيئة العراقية إلى مؤتمر المناخ في باريس والتي ذهبت ادراج الرياح. لذلك نرى من الضروري:

أولاً: العودة لمشروع وزارة الزراعة العراقية قبل سنوات والقاضي بأنشاء حزام أخضر بعرض ٢ كم ويمتد من الموصل حتى البصرة وعلى امتداد البوادي العراقية وبزراعة ١٠ مليار شجرة.

ثانيا: تدعيم الطاقة المتجددة وتوسيعها.

ثالثاً: توفير التخصيصات المالية اللازمة لمشروع مكافحة التصحر.

رابعاً: التقليل من استخدام الوقود الاحفوري.

خامساً: الاتجاه نحو استخدام تقنية الري الحديث.

سادساً: العمل بمشروع الشرق الأوسط الاخضر والذي يتم فيه زراعة ٥٠ مليون شجرة في البوادي العراقية، ١٦ مليون شجرة منها في بادية الانبار على نفقة الحكومة السعودية، كما لابد أن ننوه بعدم تسييس الموضوع وإبعاده عن السياسة والصراعات السياسية.

سابعاً: الاستفادة من المؤسسات الأممية مثل المكتب البيئي لبرنامج الامم المتحدة لغرب آسيا، خصوصا وأنه اعتبر العراق خامس دولة في العام متضررة من التغيرات المناخية كما نوهنا سابقاً وانه قد حدد الثغرات المناخية في العراق للعمل بموجبها مستقبلاً.

ثامناً: الاهتمام الواسع في المحميات التي انشأتها وزارة الزراعة قبل عدة سنوات وإعادة تنظيمها ورصد المبالغ المالية اللازمة لتجديدها بعد الاهمال الكبير الذي تعرضت له في السنوات الاخيرة.

تاسعاً: الاهتمام بالمراعي الطبيعية العراقية في البوادي وعدم السماح بالتجاوز عليها                          

عاشراً: تغليظ العقوبات ضد الممارسات البيئية الخاطئة سواء كان من الافراد او مؤسسات الدولة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس زراعي استشاري

 *****************************************************************

رفقا بأشجار النخيل

إبراهيم المشهداني

من المعروف لمزارعي بساتين النخيل المتخصصين بأبحاث زراعة وإنتاج هذه الشجرة الصديقة للإنسان، قدرتها على النمو خضريا وتأقلمها مع ظروف الجفاف ومستوى وفرة المياه، وهذه الامتيازات التي تمتلكها النخلة تستدعي الارتقاء بإيلاء الأهمية الكبيرة واعطائها أولوية تتناسب مع قدرتها عل تحقيق الأمن الغذائي وبما تمتلكه من قدرة على التأقلم مع الظروف المناسبة لتوطين السكان واستدامة حياتهم خاصة مع توافر عوامل انتاج هذه النخلة المعطاء ومساهمتها في إنعاش الاقتصاد العراقي.

وبالرجوع إلى الأرقام المتعلقة بعدد النخيل وقدراتها الإنتاجية يتضح تراجع أعدادها فضلا عن تدني انتاجيتها، فقد كان عدد النخيل في ستينيات القرن العشرين في العراق 36 مليون نخلة وفي أوائل الثمانينيات تراجع العدد لصل إلى 30 مليون نخلة وتقلص في عام 2009 إلى 9 ملايين نخلة غير أنها عادت لتصل في عام 2020 إلى 17 مليون نخلة وفقا لإحصاءات وزارة التخطيط، ومن جهة ثانية فإن إنتاج التمور في عام 2020 ولمختلف الأصناف وصل إلى 735 ألف طن بزيادة نسبتها 15 في المائة عن انتاج عام  2019 حيث وصل الإنتاج إلى 639 ألف طن واحتلت بغداد المركز الأول في الإنتاج حيث بلغ 126 ألف طن بنسبة 17 في المائة وبانخفاض عن عام 2019 و 5 في المائة من مجموع انتاج العراق اذ قدر انتاجها لعام 2019 135 ألف طن تلي مدينة بغداد في الإنتاج كل من محافظة بابل تليها محافظة ديالى.

  إن تدني هذه الأرقام يرجع إلى جملة من التحديات لعل في مقدمتها الإهمال الحكومي الواضح وخاصة بعد عام 2003 حتى عام 2009 حيث وصل عدد النخيل إلى 9 ملايين نخلة وعلى الرغم من زيادة عددها في عام 2020 إلى 17 مليون غير أن هذا الرقم لم يرتق مع الأعداد السابقة لعام 2003 ولا يتناسب مع الأهمية الاقتصادية لهذا المنتوج الغزير بفوائده الغذائية وقدرته على منافسة الثروات الاخرى المتاحة في العراق بما فيها البترول فيما اذا حظي بالرعاية المطلوبة التي تتوجب على الحكومة العراقية في مجال السقي والتسميد والمكافحة من الأمراض الخطيرة التي تتعرض لها هذه الشجرة مثل حشرة الدوباس، زد على ذلك التحديات المتمثلة بتأثير العوامل الموضوعية كظاهرة الجفاف واتساع ظاهرة التصحر التي وضعت العراق بين الدول الخمس الأكثر عرضة للجفاف وآثار التغيرات المناخية، غير أن التحدي الأشد فضاضة يتمثل بعمليات التجاوز على بساتين النخيل من قبل مجموعات ترتبط كزبائن دائمة لبعض الأحزاب صاحبة النفوذ الاوسع في السلطة وتحويلها إلى أراض معدة للسكن وحرمان المدن من المناطق الخضراء وخاصة الاحزمة المقررة في التصاميم الأساسية لها وعلى الأخص في مدينة بغداد، والدولة تغض النظر عن هذه العمليات الجائرة بما لها من تبعات ضارة في مجال قطاع الزراعة. ومن التحديات الأخرى التي تؤدي إلى انخفاض مستوى زراعة النخيل وتخفيض انتاجيتها الخسائر التي يتعرض لها المزارعون بسبب شحة الدعم الحكومي وتداعي المصانع التي تعتمد على التمور كمادة أولية في صناعتها، في مقابل ذلك يعمد التجار إلى استيراد التمور من دول الإقليم التي تهتم بطرق تعليب التمور واخراجها بمظهر يجذب المواطن العراقي، وهذا لم يحصل لو جرى الاهتمام بعمليات الخزن والتعليب والتسويق لإنتاج التمر العراقي المعروف بمذاقه المتميز.

   كل هذه التحديات والخيبات لشجرة النخيل تستدعي مراجعة شاملة والرفق بهذه الشجرة الطيبة، وفي هذا المجال نقترح الآتي:

  1. مراجعة شاملة من قبل مجلس الوزراء ووزارات الزراعة والصناعة والتخطيط والتجارة والقطاع الخاص التجاري والتنسيق بأعلى مستوى لإنقاذها من الانقراض.
  2. العمل الجاد لمزيد من الرعاية لأشجار النخيل وتحقيق المنافسة الواضحة في السوق العالمية وتطوير صناعة التمور بما يتناسب مع حجم الطلب على هذا المنتج الغذائي الكبير بما يؤدي إلى تنوع هيكل الصادرات.
  3. البحث عن أسواق مناسبة لتصريف ألفائض من التمور عالميا بما فيها العربية وإلزام الملحقين التجاريين في السفارات العراقية في الخارج عبر الوسائل الإعلام الأكثر تأثيرا على المواطن الأجنبي.

 *******************************************************************

منصة الزراعة الاستوائية

سلام عبد الرحيم تويج*

تشير منصة الزراعة الاستوائية إلى نظام أو نهج مصمم لدعم وتحسين الممارسات الزراعية المناسبة بشكل خاص للمناطق الاستوائية. اذ تواجه هذه المناطق تحديات كبيرة بسبب الظروف المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والأمطار الغزيرة، فضلاً عن انتشار آفات وأمراض معينة. وتسعى هذه المنصات وهي مبادرة بدأت باجتماع وزراء الدول العشرين في المكسيك في عام 2012 ودعوتهم منظمة الاغذية والزراعة العالمية لقيادة منصة الزراعة المدارية لتطوير قدرات نظم الابتكار الزراعي في المناطق المدارية، تسعى إلى تحقيق زيادة في الانتاج الزراعي واستدامة الزراعة في المناطق الاستوائية، وبالتالي تحسين سبل عيش المزارعين والمساهمة في الأمن الغذائي.

تركز المنصة على تحديد وتعزيز أنواع المحاصيل المناسبة للمناخات الاستوائية. غالبًا ما تكون هذه المحاصيل مقاومة للحرارة والآفات والأمراض السائدة في المنطقة. ويتم دمج أنظمة الحراجة الزراعية، التي تجمع بين الأشجار والمحاصيل الزراعية، يساعد هذا النهج في تحسين خصوبة التربة والحفاظ على المياه وتوفير الظل للمحاصيل. كذلك تعد تقنيات إدارة المياه الفعالة، بما في ذلك الري بالتنقيط، والرشاشات الصغيرة، وتجميع مياه الأمطار، ضرورية في الزراعة الاستوائية، اذ تساعد هذه الطرق في تحسين استخدام المياه، خاصة خلال فترات الجفاف أو هطول الأمطار الغزيرة. وتؤكد هذه المنصات على ممارسات الإدارة المستدامة للتربة، مثل دمج المواد العضوية، والتسميد، واستخدام محاصيل الغطاء، وبالتالي تساهم في تحسين خواص التربة وخصوبتها. ونظرًا لانتشار الآفات والأمراض في المناطق الاستوائية، يتم استخدام استراتيجيات المكافحة المتكاملة للآفات (IPM) بشكل شائع. غالبًا ما تتبنى منصات الزراعة الاستوائية تقنيات ذكية مناخياً مثل الزراعة الدقيقة والاستشعار عن بعد والتنبؤ بالطقس لتحسين استخدام الموارد وتقليل التأثير البيئي وتحسين قرارات إدارة المحاصيل. ولغرض نشر أفضل الممارسات والتقنيات المبتكرة ونتائج البحوث الخاصة بالزراعة الاستوائية تسعى هذه المنصات إلى تعزيز تبادل المعرفة بين المزارعين والباحثين والخبراء عن طريق برامج التدريب ومدارس المزارعين الحقلية والمنصات الرقمية. أيضا يعد تسهيل الوصول إلى الأسواق وربط المزارعين بالمستهلكين، على الصعيدين المحلي والدولي، مكونًا أساسيًا، يضمن للمزارعين بيع منتجاتهم بأسعار عادلة والوصول إلى سوق مستقرة.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ماجستير ارشاد ونقل تقنيات زراعية

 *****************************************************************

خطة زراعية صيفية محدودة

بغداد - وكالات

أعلنت وزارة الزراعة، الخميس الماضية، وضع خطة خاصة بزراعة الشلب للموسم الصيفي الحالي.

وذكر المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، في تصريح صحفي لـ» واع»، إن» وزارة الزراعة وضعت خطة زراعية تقوم على أساس تحديد المساحات المزروعة فيما يتعلق بزراعة الشلب، وسيتم خلال أيام قليلة مقبلة تحديد المساحات المعنية».

واشار إلى، أن» موسم الزراعة الصيفي الخاص بالشلب يحتاج إلى كميات مياه كبيرة، إذ إن تحديد الحصة المائية من صلاحية وزارة الموارد المائية، والتقارير لهذا العام ليست بأفضل من تقارير العام الماضي».

وأضاف الخزاعي، أن» المساحات التي ستحدد لزراعة الشلب ربما تكون أقل من المساحات المزروعة في العام الماضي، على اعتبار أن هناك انخفاضا في الخزين المائي العراقي»، لافتا إلى، أن» الوزارة تسعى إلى تحقيق نجاح في زراعة الشلب بعد نجاح موسم زراعة الحنطة».

وتابع، أن» الخطوات التي قامت بها الحكومة كانت في صالح الفلاح والمزارع العراقي، منها تبسيط الإجراءات وتسليم المستحقات المالية دون تأخير وكذلك زيادة الدعم، مما ساهم في نجاح موسم زراعة الحنطة»، مبينا، أن» الأمر مختلف بالنسبة لزراعة الشلب، إذ إن زراعته تحتاج إلى كميات مياه كبيرة جدا ولفترات طويلة، وبالتالي فإن الوزارة ليس لديها خيار آخر غير تحديد المساحات المزروعة لتحافظ على البذور؛ لأن واقع حال البلد المائي صعب جدا، فضلا عن التغيرات المناخية التي جعلت العراق واحدا من أول خمسة بلدان على مستوى العالم، وكذلك عدم حصوله على حصص مائية، بالإضافة إلى المشاكل مع دول الجوار بهذا الشأن».

وأوضح، أن» تغير واقع الحال المائي للعراق صعب جدا والحكومة حولته لملف سيادي من خلال التواصل مع دول المنبع على أعلى المستويات».

ولفت إلى، أن» تحديد المساحات المزروعة ضمن الخطة الصيفية سيكون مليونين و100 ألف دونم بواقع مليون و100 ألف دونم للبساتين، ومليون دونم للأراضي الصحراوية التي تسقى بمياه الآبار».

 *************************************************************

التجارة: تسويق محصول الحنطة يقترب من 3 ملايين طن

بغداد - وكالات

حددت الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة، الأحد الفائت، موعد غلق الموسم التسويقي للحنطة في 7 محافظات، فيما أشارت إلى، أن التسويق يقترب من 3 ملايين طن.

وقال مدير عام الشركة حيدر نوري، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء العراقية: إن «موسم تسويق الحنطة تجاوز المليونين و500 ألف طن».

وبين، أن «أغلب المحافظات من بغداد إلى الجنوب ستغلق موسم التسويق تماماً نهاية هذا الأسبوع، منها محافظات: البصرة وميسان وذي قار والمثنى وكربلاء والنجف وواسط».

وأضاف، أن «ذروة تسويق الحنطة حالياً في محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى، كما ستبدأ الذروة في الأيام القادمة في محافظات إقليم كردستان

وأوضح نوري، أنه «في الفترة السابقة كنا نتسلّم في اليوم الواحد 106 آلاف طن من جميع المحافظات واليوم وصلنا تقريباً 89 ألف طن  في اليوم الواحد باعتبار أن محافظات الجنوب أغلقت السايلوات»، متوقعاً، أن «تصل الكمية المتسلَّمة من محصول الحنطة إلى 4 ملايين و100 ألف طن ، بينما نحن نحتاج إلى 4 ملايين و600 ألف طن».

 ***************************************************************

الصفحة التاسعة

نادال يغادر قائمة 100 الأوائل عالميا

لندن ـ وكالات

استعاد النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، صدارة التصنيف العالمي الصادر أمس الإثنين، بفضل تتويجه بلقب رولان غاروس أمس الاول. ولم يكن ذلك هو الحدث الأبرز وحده في التصنيف الصادر، بل كان للإسباني رافاييل نادال حضور أيضًا، لكن بصورة سلبية على عكس الصربي. وغادر نادال قائمة المصنفين الـ 100 الأوائل عالميًا ليتراجع للتصنيف 136 عالمًا، وآخر مرة لم يتواجد فيها النجم الإسباني بين المصنفين الـ 100 الأوائل عالميًا كان في 14 نيسان العام 2003 بعمر 16 عامًا، بحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية.

ويُعاني نادال من الإصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم، ولم يشارك في أي بطولة منذ أستراليا المفتوحة في كانون ثان الماضي. ولا يتبقى في رصيد نادال حاليًا سوى 445 نقطة، حصدهم العام الماضي بواقع 10 نقاط في سينسيناتي، و180 نقطة في أمريكا المفتوحة، و10 نقاط في باريس، و200 نقطة في تورينو، إضافة لـ 45 نقطة من أستراليا المفتوحة هذا العام.

وعند عودة نادال للمنافسات من جديد، سيكون بإمكانه الاعتماد على تصنيفه المحمي أو تلقي بطاقات دعوة، للمشاركة في الجدول الرئيسي للبطولات.

 ******************************************************************

انطلاق بطولة غرب آسيا للمنتخبات الاولمبية في بغداد

متابعة ـ طريق الشعب

بارك خليل سالم، الأمين العام لاتحاد غرب آسيا لكرة القدم، عودة النشاط الكروي إلى العاصمة العراقية بغداد، من خلال بطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً، مشيراً إلى أن استضافة هذه النسخة هو تعزيز لما حدث في كأس الخليج بمدينة البصرة.

وأضاف سالم في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده امس الإثنين مع رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال: “نحن نسخر كل الإمكانيات التسويقيّة والمالية بهدف إنجاح البطولة بفضل وجود الاتحاد العراقيّ لكرة القدم “. وتابع: “العراق محطةٌ لاستضافة البطولات، ونحن مساندون لحقوق الاتحادات الوطنيّة الداعمة لاحتضان البطولات، وإن العراق قادرٌ على إنجاح هذه النسخة”.

وختم: “يجب أن تأخذَ كل الاتحادات حقها في الاستضافات، فضلاً عن مكانتها الفعليّة، وإن بطولات تحت 23 عاما هي محطةٌ استعداديّة مناسبة للبطولات القارية والأولمبية”.

من جانبه، اعتبر درجال استضافة العراق لبطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً، وإقامتها ببغداد وكربلاء حدثاً مهماً.

وأضاف: “أتمنى أن تكون هناك تغطيةٌ إعلاميةٌ توازي ما حصل في بطولةِ كأس الخليج التي كسرت الأرقام القياسية في كل شيء”.

وأتم: “أتمنى أن يثمر التعاون المشترك بين الجميع، وأن يتضاعف الجهد من أجل إضافة الزخم الحقيقي للبطولة، ليكون الحضور الجماهيري الأعلى على مستوى تاريخ بطولات غرب آسيا”.

وفي افتتاح مباريات البطولة، حقق منتخب عمان فوزا صعبا على لبنان بنتيجة 1-0، على ملعب المدينة ب، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات لحساب المجموعة الأخيرة الثالثة لبطولة غرب آسيا.

وعرفت المواجهة تسجيل هدف عمان من ركلة جزاء في الدقيقة 41 من عمر الشوط الأول عبر سالم آل عبد السلام.

ومع انطلاق الشوط الثاني حاول المنتخب اللبناني العودة إلى أجواء اللقاء، إثر بعض الفرص الخجولة التي مرت بسلام على مرمى مازن سيد.

وكاد ناصر الرواحي أن يسجل الهدف الثاني لصالح عمان في الدقائق الأخيرة للمباراة، لكن تسديدته القوية مرت بجانب مرمى هادي كنج.

 ******************************************************************

فينيسيوس يحظى بقميص الأساطير في ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

تخلى البرازيلي فينيسيوس جونيور، مهاجم ريال مدريد، عن قميصه رقم 20، للوافد الجديد فران غارسيا.

وظهر فران غارسيا، خلال تقديمه أمس الإثنين بالقميص رقم 20 الذي كان يحمله فينيسيوس منذ انضمامه لصفوف الميرنجي.

وبحسب الموقع الرسمي لريال مدريد، سيلعب فينيسيوس الموسم المقبل، بالقميص رقم 7.

والقميص رقم 7، معروف برقم أساطير الميرنجي، وسبق أن ارتداه “كريستيانو رونالدو وراؤول وبوتراغينيو وخوانيتو”.

ويأتي ذلك، بعد أن رحل البلجيكي إيدين هازارد هذا الصيف، والذي سبق وأن ارتدى هذا القميص في الفترة بين 2019، و2023.

كما حصل البرازيلي رودريغو غويس على القميص رقم 11 بدلا من 21، وذلك عقب رحيل ماركو أسينسيو بنهاية الموسم.

 **************************************************************

بغداد تستعد لإقامة بطولة الأندية المفتوحة للتايكواندو

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للتايكواندو، أمس الاثنين، ان العاصمة بغداد ستستضيف بطولة الأندية المفتوحة لفئتيّ الناشئين والشباب خلال الشهر الجاري.

وقال رئيس الاتحاد محمود عباس اللامي، ان “البطولة المحلية المفتوحة ستقام في العاصمة بغداد للمدة من 21 - 25 من شهر حزيران الجاري بمشاركة واسعة لأندية العراق”.

وبين أن “البطولة تندرج ضمن منهاج الاتحاد العراقي للعبة والهدف منها اختيار لاعبي ولاعبات المنتخب لفئتي الناشئين والشباب بغية إعدادهم لاستحقاقين خارجيين مقبلين”.

واضاف اللامي “منتخب العراق لكلا الفئتين سيشارك في بطولة في بطولة العالم المقررة في البوسنة والهرسك نهاية شهر آب المقبل، وفي بطولة آسيا المقررة في لبنان مطلع شهر أيلول المقبل”.

وكان المنتخب العراقي للتايكواندو للناشئين والشباب شارك في بطولة العرب الثالثة التي اختتمت في إمارة الفجيرة الإماراتية، وتمكن البطل محمد الصدر من نيل الميدالية الذهبية بفئة الشباب بوزن 68 كغم، بينما خطفت البطلة ميسم ستار ذهبية الناشئات بوزن 59 كغم.

 ******************************************************

اكتمال صفوف المنتخب الوطني بوصول المحترفين

متابعة ـ طريق الشعب

اكتمل عقد المحترفين بعد التحاق لاعب مانشستر يونايتد زيدان إقبال وولاعب بورت التايلاندي فرانس ضياء بمعسكر المنتخب.

وسبق وصول إقبال وضياء كل من أمير العماري وباشانج عبد الله والآن محي الدين وأسامة رشيد.

كما انضم مدرب اللياقة البدنية الإسباني مانويل سلادو إلى الجهاز الفني، وسيباشر مهام عمله بداية من اليوم بمعسكر أسود الرافدين.

وعلى صعيد متصل، تعرض بشار رسن لاعب المنتخب العراقي، أمس الإثنين، لوعكة صحية أجبرته على الرقود في إحدى مستشفيات مدينة خيريز الإسبانية، التي يقيم فيها حالياً أسود الرافدين معسكرهم التدريبي تحضيراً لمواجهة كولومبيا في مباراة ودية تقام الجمعة المقبل.

وقال مصدر مقرب من الوفد العراقي: “بشار رسن شعر بألم حاد في منطقة المعدة، وتم نقله لأقرب مستشفى”.

وأضاف: “الحالة الصحية لرسن مستقرة، وسيعود إلى مقر إقامة الوفد بعد التأكد من الفحوصات الطبية”.

وكان محترف قطر القطري، قد تم ضمه مجدداً لقائمة المنتخب العراقي بعد غياب دام لعام كامل.

يذكر أن معسكر العراق يمتد حتى الـ 20 من حزيران الجاري، وتتخلله إقامة مُباراتين وديتين، الأولى ضد مُنتخب كولومبيا في ال 16 منه بمدينة فالنسيا، والثانية ضد لينكولن ريد امبس بطل دوري جبل طارق في الـ 20 من الشهر ذاته بمدينة خيريز.

 *************************************************************

الصحافة الانكليزية تتغنى بفوز مان ستي بدوري الابطال

لندن ـ وكالات

اهتمت الصحف الإنكليزية، الصادرة أمس الإثنين، برفع مانشستر سيتي، راية التحدي للسيطرة على دوري الأبطال في السنوات المقبلة.

وعنونت صحيفة “ديلي ستار”: “نجوم السيتي يتعهدون بأنها فقط مجرد البداية.. دعونا نخلق سلالة حاكمة.. رودري وزملاؤه يرغبون في هيمنة طويلة على أوروبا”.

وفي الأسفل كتبت: “بيب يصفع حكام اللعبة”، في إشارة إلى انتقاد غوارديولا ليويفا والفيفا بسبب عدم حصول اللاعبين على الراحة بعد ذلك الموسم الطويل، وانتظار خوضهم مباريات في الأجندة الدولية في الأيام المقبلة.

أما صحيفة “مترو” فعنونت: “دعونا نبني إرثًا.. محقق الفوز بالمباراة رودري يقول إن دوري الأبطال هو مجرد البداية للسيتي في أوروبا”.

وفي الأسفل كتبت: “غوارديولا يطالب باحترام أعظم لكاتبي التاريخ”.

كما عنونت صحيفة “ديلي إكسبريس”: “هذه مجرد البداية.. رودري يصر على قدرة السيتي على الهيمنة على أوروبا لسنوات بعد انتصار إسطنبول”.

وفي الأعلى كتبت: “نوفاك يستهدف اللقب رقم 24”.

وبدورها عنونت صحيفة “ديلي تيليجراف”: “الأعظم على مر العصور.. ديوكوفيتش يفوز بالجراند سلام رقم 23”.

وفي الأسفل كتبت: “مكاسب الثلاثية للسيتي بـ 300 مليون إسترليني.. رودري يطالب النادي باستخدام الموسم التاريخي كنقطة انطلاق نحو احتكار أوروبا وجذب الأفضل في العالم”.

ومن جانبها عنونت صحيفة “ميرور”: “رودري: السيتي يملك الآن العزيمة الفولاذية لحكم كرة القدم الأوروبية لأجيال”.

وفي الأعلى كتبت: “رسميًا.. ديوكوفيتش الأعظم على مر العصور”.

وأخيرًا عنوت صحيفة “التايمز”: “بيب يخطط لعامين إضافيين.. السيتي يستهدف بناء إرث أوروبي.. المتوجون بالثلاثية يريدون التعاقد مع جفارديول واستمرار عوندوغان”.

وكتبت في الأعلى: “23 رقم سحري لديوكوفيتش”.

 ***************************************************************

وقفة رياضية.. الاحتراف خطوة أساسية في تطوير الرياضة

منعم جابر

انها خطوة موفقة تلك التي أقدم عليها الاتحاد العراقي لكرة القدم يوم وقع شراكة بينه وبين رابطة (لاليغا) الاسبانية لتنظيم واقع الدوري العراقي بوضع جديد ووفق نظام الاحتراف، وأعلن اتحاد الكرة العراقي أن العقد مع رابطة الدوري الاسباني سيكون هو البداية الحقيقية لانطلاق كرة القدم العراقية نحو تطبيق مبادئ الاحتراف الصحيح. وقد صدر بيان عن اتحاد الكرة العراقي أوضح فيه الخطوات التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها في اسبانيا وبغداد، وقد تضمن الاتفاق على مشروع الحلم للكرة العراقية للفئات العمرية لغاية العام 2023 وافتتاح مدارس كروية في العراق لتطوير اللعبة والتخطيط المثمر لمستقبلها فضلاً عن تطوير مسابقة الدوري العراقي نحو الاحتراف. وأرى أن هذه الخطوة عملية من أجل النهوض بواقع كرة القدم والدوري العراقي بكل درجاته والاهتمام بالفئات العمرية وتأسيس مدارسها لغاية العام 2030 وهذه الخطوة مطلوبة وضرورية. لكن البعض من اللاعبين ومقدمي البرامج الرياضية ونتيجة لمواقفهم من رئاسة اتحاد الكرة نجدهم قد اتخذوا مواقف سلبية تجاه هذه الخطوة مباشرة بينما العمل الصحيح والواقعي هو انتظار الاحداث والنتائج عنها ولكل حادث حديث، وأنا أجد أن الخبرات الأوربية والمحترفة هي على علم ودراية ومعرفة علمية وتجارب عملية يتطلب معها ان نساندها ونتعاون معها في انطلاق الكرة العراقية، نعم لدينا الإمكانيات والمعارف النظرية والنخب المتمكنة لكننا لم نخض تجارب عملية ولا زال عملنا وتخطيطاتنا مرتبكة وتنقصنا التجارب الميدانية. وان حصل ويحصل مع الاسبان (لاليغا) ستشكل اساساً علمياً يمكن البناء عليه. فعالم الاحتراف فيه الكثير من الأسرار والمعارف الخافية، علينا ان نتعرف عليها ونعرف أسرارها وممكن لها ان تشكل إضافة لنا في الخبرة الميدانية. إن البعض يرى باننا نمتلك الخبرات والعلوم والمعارف التي تؤهلنا لممارسة كل الأدوار والمهمات والأسرار بينما الحقيقة التي لمسناها وتعرفنا عليها اننا لا نمتلك ذلك وان الخطوات التي مارسها الاتحاد العراقي لكرة القدم وفئاتها العمرية وما هي الخطوات العلمية والعملية المطلوبة للانطلاق نحو العالمية. ان خطوات الاتحاد العراقي لكرة القدم تتطلب التعاون والاسناد وخاصة دور الإعلام بكل أنواعه لأنه يؤسس لواقع جديد وبمساندة الحكومة لتنظيم دوري كرة قدم جديد قائم على الاحتراف ليتحقق من خلاله واقع كروي وأندية تمارس اللعبة وفق أسس جديدة وتسعى للنهوض والتقدم الا وهو عالم الاحتراف.

إن وضع الأندية الرياضية العراقية رغم مضي أكثر من تسعين عاماً على تأسيسها وانطلاقها نجدها بوضع بائس وواقع مؤلم بينما جميع الأندية في دول الجوار والمنطقة تغير حالها وتحسن واقعها وانتقلت إلى واقع جديد وانتظمت ضمن أسس احترافية وتحولت إلى مؤسسات رياضية – ثقافية – اجتماعية. وبدأت تمارس مجموعة من الفعاليات والنشاطات المجتمعية الرائدة وتحولت إلى مؤسسات منتجة وفاعلة وليس مستهلكة وكسولة. إننا نجد في خطوة الاتحاد العراقي لكرة القدم خطوة فعالة ستساهم في نجاح الأندية الرياضية وليس في مجال كرة القدم فقط بل انها ستساهم في انتاج رياضات أخرى ونشاطات ثانية وادوار اجتماعية مهمة بما يساعدها على ان تقدم نفسها بكل قوة وجرأة وتحد وفي واقع جديد.. مع الاماني بالنجاح لاتحاد الكرة في عمله هذا.

*************************************************

الصفحة العاشرة

التجربة الحيّة.. بابلو نيرودا شاعراً شعبياً

ريسان الخزعلي

( 1 )

شاعت ومنذ عام 1980 طريقة تكاد تكون غريبة في توصيل الشعر الشعبي العراقي إلى المتلقين من خلال مهرجانات مناسباتية غرضية ، رسمية وغير رسمية .

الطريقة الغريبة هذه ، لا علاقة لها اساساً بفن الإلقاء الشعري الذي يقوم على الهمس والصمت والإيحاء والحركة الجسدية وتموجات الصوت ارتفاعاً وانخفاضاً تناسباً مع ضرورات تمليها طبقات النص الإيقاعية المتداخلة مع اللغة والمعنى ،كي يكون التلقي مشاركة تفاعلية مع مولّد النص،بعيداً عن توفير تسليات طربية جاهزة . وفن الإلقاء الشعري هذا يتوافر عليه الشعراء المثقفون بكل تأكيد ، إلا أن َّ الكثيرممن ينظمون الشعر الشعبي يعتمدون في الإلقاء الطريقة الغريبة التي أشرت اليها ، الا وهي طريقة /الصراخ/ النشاز من دون تبرير شعري/ صوتي. انَّ الصراخ الذي أصبح ظاهرة ،سواءً كان في المهرجانات أو في الفضائيات ،ماهو الّا دليل عجزتكويني كامن في فنية وجمالية النص،عجزضعف الشعرية والشاعرية وكل مقوّمات التوليد والبناء،وبالتالي انعدام كمية الشعر في النص،وبذلك يتدحرج مثل هذا النص خارج منطقة الاستجابة،استجابة الانصات والتلقي.

يسود صمت المتلقي استغراباً ،ويحس ( الشاعر) اتساع الفجوة، عندئذٍ يحاول الإستدراك،لكنه استدراك الصراخ،كي يكسب التصفيق لاغير،ظانّاً ان هذا الصراخ تعويض عمّا فقده النص .

( 2 )

في مذكراته ( أشهد أني قد عشت ) يقول الشاعر الكبير /  بابلو نيرودا  / .. : ذات يوم جاء بضعة رجال في سيارة يبحثون عني، فدخلت إلى السيارة من دون أن  أعرف إلى أين ولماذا أنا أمضي معهم في هذه السيارة. كنت أحمل معي في جيبي نسخة من ديواني ( إسبانيا في القلب). ثم شرحوا لي في السيارة أني مدعو لكي ألقي محاضرة في نقابة الحمّالين.

حين دخلت إلى تلك القاعة غير المرتبة،شعرت بالبرد،ليس بسبب فصل الشتاء المتقدم في زمهريره وأمطاره فحسب،بل كذلك بسبب ذلك الجو في تلك القاعة، الذي جعلني مندهشاً مرتعداً.

كان يجلس على صناديق خشبية أو مقاعد ليست بمقاعد أكثر من خمسين رجلاً،بعضهم بقميص مرقّع وبعضهم الآخريتحدى البرد ببدنه العاري.جلست خلف طاولة صغيرة تفصلني عن ذاك الجمهور الغريب العجيب، كانوا جميعاً ينظرون إليَّ بعيون فحمية ساكنة،عيون شعب بلدي. ماهو أكيد أني فكّرت أن اقرأ بضعة ابيات ثم أودعهم،لكن َّ الأشياء لم تجرِ هكذا ، عندما شرعت أقرأ قصيدة إثر قصيدة مدفوعاً بإحساسيأ أن َّ هنالك سكوناً عميقاً يسود ، وأن َّ كلماتي تتساقط فيه كما لو كان ماءً عميقاً، وا أنَّ عيوناً تعلوها حواجب داكنة كثيفة الشَعر تتابع شعري في اهتمام بالغ، أدركت أنَّ كتابي قد بلغ غايته وحقق غرضه، فمضيت أقرأ وأقرأ متأثراً أنا نفسي بنغم شعري،مهتزاً بالعلاقة المغناطيسية بين أشعاري وبين تلك الأرواح المهجورة.قبل أن أنسحب،نهض واحد من الرجال قائلا ً :

إننا لم ننفعل من قبل كما انفعلنا ونحن نصغي الى اشعارك.

تجربة نيرودا تلك ، درس في الإلقاء والتوصيل وبلوغ الغاية من دون صراخ...

____________________________________________

هبة العراق

نجاح سميسم

وأنا جالسٌ على ضفاف شط الفرات في مدينة الكوفة مرَ تأريخ العراق أمامي الذي يمتد إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ٠٠٠ كم تعرض هذا الفرات إلى مواسم جميلة عندما يغذي أرض العراق مع دجلة الخير بالماء الوفير ليسقيان مزارع الفلاحين والمزارعين كي تُخصب الأرض وتنتج الزرع والثمر الوفير ، في تلك اللحظات من التأمل نظرتُ إلى السماء والى البساتين الموحشة المقفرة التي دمرها الظلاميون الذي نزوا على العراق في فترة نظام البعث المقبور ( والحبل عل الجرار) بين العتمة والنور شاهدتُ وتذكرتُ حزب الكادحين الذي ألقي بفلذات كبده إلى محرقة الموت مضطراً وليس مختاراً في سبيل تحرير بلده وإسعاد شعبه ليبصروا طريق الحرية ويستنشقوا هواء التحرر وهم لازالوا على طريق النضال سائرون حتى يتحرر العراق ويعيش المواطن بأمن وأمان وسعادة ورفاهية وهكذا كان أول بيت من القصيدة هو الفرات ودجلة والحزب ( هبة العراق).

هبه إسمج حلو بطور اليغنون

وعيونج ضوه للمايبصرون

هبه دلة الكهوة وريحة الهيل

هبه فنجان عنوان اليحبون

هبه نسمة الهور وضحكة الناس

وشفايف ترافه لليعشكون

وريحة ورد من تمطر بنيسان

وشذى عطر البنفسج لليشمون

ومحبس من شذر بإصبع الحلوات

وكلادة محبة بصدر خاتون

وحلاوة من النجف ينكلها خطار

ويحطها معسلة وبأحلى ماعون

ياريك اليفكونه بخبز حار

ومن وجانتج الكيمر يحطون

عيونج تذكرة لشباج الحسين

 أقسم بيهن وخلهم يكولون

شيكولون العواذل خل يكولون

هبه بعيونها صابت المفتون

هبه بعيونها حب وتراتيل

وتوبة ومغفرة للي يكفرون

خدج رازقي وريحة القداح

ومن شفافج الجوري يحوشون

عشكتك والعشك يعبر محطات

العشك يدخل الباب بدون مأذون

أسف تبقين مأسورة بمتاهات

وإنتي الحرة يابنت اليصونون

يبت شط الفرات ودجلة صوبين

حسافة تصير بيد المايقدرون

من عمري إعله عمرج أنطي ثلثين

وثلث الباقي عندي لخاطرج كون

______________________________________________________

وعادت الطيور المهاجرة.. الى روح الشاعر الكبير زهير خزعل الدجيلي

حسين جهيد الحافظ

الطيور الطايره

ردت الهور الچبايش

او عانگت نخلة أهلنه

عشعشت بالحب محنه

وي شمسنه الدايره

صاغت اگلاده وفه

امطرزه ابريحة وطننه

سلمتلك عالتحبهم

باست اخدود الحبيبه

نشرت الجنحان طيبه

طشت اعله الهور عشره

ديره ٠٠٠ديره

حنت البيبان غيره

والفرح خضر عشيره

شارع العشرين يتنشد عليك

او بعده يحلم ٠٠٠ يحلم الحبوبي بيك

ينتظر جيتك حنين

يللي ببك ابشوگ تتباهه السنين

يالشلت حب الوطن حسره او ونين

الغربه نار او لمة الأحباب جنه

الطيور الطايره

ردت النخلة أهلنه

او عشعشت بالحب محنه

طشت اخبارك هلاهل

ترست الدنيه فرح

رغم تدري الفرح ضاع

بويه يالكلك وفه

او بيك الوفه اطباع

يهيل او رازقي او قدّاح

والقدّاح يحضن شهگة النعناع

حزن وكتك

او للفرح زودك متاع

ساعة الكلفات صاري

صاري عالي الدنيه گاع

اتباهت ابشوگه السفينه

اتباهت او شالته اشراع

واكح الريح او كسرهه

طبعه غيره

الناصريه احلامهه ابشوگك چبيره

اتصيح وينك؟

والشوارع حيره ٠٠ حيره

تنتظر وجهك اهلال

بيهه مذهول السؤال

وامل چفين الأملاگه

ايدوف حنه

الطيور الطايره

ردت الهور الچبايش

عانگت نهران أهلنه

عشعشت بالحب محنه

وانته مامش يا املنه

شوگ يالشوگك محنه الفرگه نار او لمة الأحباب جنه

لمة الأحباب جنه

___________________________________________________

الشاطرة

محمد جواد الكعبي

سيدتي 

عود أنتي هاي

الشاطرة 

منچ خبر

ليمتى ... أضلن

ناطرة

سيدتي 

عود أنتي هاي

 الشاطرة 

يمي الخبر أبقى أنتظر

كل ساعة أموتن وأحتظر

بالله حلفتي وبالخضر

گلبي گزازة

وفاطرة

سيدتي 

عود أنتي هاي

 الشاطرة 

عطشان وداني البحر

مانام ليلي للسحر

شاب وخطية وأنتحر

أجبر كسرته

وخاطرة

سيدتي 

عود أنتي هاي

الشاطرة 

بس گولي خليني أفتهم

ما أريد أگولن وأتهم

سم بيدي رايد ألتهم

ليلة رعيد

وماطرة

سيدتي 

عود أنتي هاي

الشاطرة 

عيش بهنه عيش بسعد

سيدتي وين الوعد  ؟

أشرايده مني بعد

بوس أعلى خدچ

ساطرة 

سيدتي 

عود أنتي هاي

الشاطرة

 __________________________________________

نار الجنون

حيدر جليل

حاول توديها لبعيد الضنون

ولا تأمن بالهوى يگود الشراع

كون تشعل للعشگ نار الجنون

خاطر بروحك تشب ثورة صراع

و لا تظل للدوم مجروح وحنون

وخل سهم عقلك يفض بيك النزاع

اليخون العشرة من اول يخون

من تتبعه يوصلك لدرب الضياع

انثر بگاع الوجع ليل و جفون

اتخضر الدمعات من گبل الوداع

الي يغله بخاطرك باجر يهون

وعن لذيذ الشوف يغنيك السماع

خلي روحك روج مسبوگ بسكون

خاطر توطيلك بحب الذراع

و المشو خلهم على بالك يجون

عتب شوگ ودمعة حملهم متاع

اليغزر بيهم الحب يعتنون

شما تعده الزمن حلوين الطباع

_______________________________________

ايمان

علاء الماجد

ايمان بعيوني حلم

وبشفافي جلمه ولحن

ايمان ياجلمة هله

تسري بالروح وتندفن

بسماتج يهلن علي عيدين

وطيوفج بعيني ارحلن

زغيرة يا ايمان..

والشوك بعيونج جبير

والدم بخدج غفه

والشعر اصفر حرير

الشعر طير اويه كل نسمة يطير

والدنية يا ايمان سيفين وجرح

وشما يطول الليل لابد بيه صبح

امتدت طيوفي عله جروف الفرات

ياريحان

ياريحان

كلبي خذاه العشك بس مامات

سميتج ايمان الهوه

سميني انتي شتهوين

اكتب رسايل عالورد

اكتبيلي جلمة اعله الطين

صيري على اوراقي شعر

غنيتج بعيني دمع ..

ايمان راح ابكه انتظر

تسميني راح ابكه انتظر

*****************************************

الصفحة الحادية عشر

رغد قاسم: ترجمات مضيئة

رغد قاسم قاصة ومترجمة عن اللغتين الإنكليزية والألمانية، من مواليد 1989 ماجستير في العلوم الطبية، أصدر لها اتحاد الادباء والكتاب في العراق مجموعتها القصصية الأولى “تفاصيل المربع الأول” وفازت بجائزة الاتحاد في العام 2018.

رغد قاسم صدرت لها خمسة كتب مترجمة جديدة هي:

* سنوات التكوين/ لجاك لندن- اصدار دار الرافدين- بغداد.

كتابان من تأليف الكاتبة الامريكية ايفلين ريد.

* مشاكل تحرير المرأة/ رؤية ماركسية- دار الخيال.

* التمييز والجنس والعلم/ دراسات في تاريخ الانثروبولوجيا والمجتمع - دار الخيال.

* الاجندة النيوليبرالية لغزو العراق- تأليف كريس دوران- اصدار دار المأمون- بغداد.

_________________________________________

خارج متون الاحتفاء: ما لنازك الملائكـة وما عليها؟

د. علي حداد

(1)

لا جدال على مكانة (نازك الملائكة) في الجيل الشعري العراقي الذي تنتمي إليه (جيل الريادة الحديثة) ، ووعيها المؤشر لتمايزه في مرحلة ثقافية عراقية شهدت تحولات أدبية كبرى شاركت زملاءها في إنتاجها بمسعى لتخطي السائد والإتيان بالجديد من التجارب الشعرية التي تنسجم ومتغيرات العصر وتوجهاته. وسينضاف لامتيازات حضورها كونها شخصية (نسوية) اخترقت الخضم الذكوري المهيمن على مشهد الثقافة العراقية حينذاك ونافسته ، لترسي لاسمها ومنجزها مرقى لايدانيه الوجود الثقافي النسوي المحايث لها ، ومثله ما لكثير من الرجال أيضاً. ولكن ذلك كله لايقف ممانعاً بوجه مداولات حصيفة تستعيد استقراء متحقق (نازك الملائكة) الشعري والثقافي ـ بما له وماعليه ـ بعيداً عن البهرج الاحتفائي الشاغل هذه الأيام ، وضمن مسرد من الكشف يقف عند دورها في مسألة ريادة (الشعر الحر) ، ويعيد تأمل مآلات شاعريتها ، لينتهي عند الحضور الأهم لها الذي يتجلى بعيداً عن متنها الشعري ونوازعه، منضداً في منجز كتابي مضاف.

(2)

لا يظهر الجديد من الإبداع على سطح التداول دون سابق من خطى التأسيس وإرهاصات التبشير المتدرج في مسعاه ، فليس من طبائعه أن يكون كالنبات البري الذي يخرج إلى السطح على نحو مفاجئ وطارئ. إن له مراحل متصاعدة من التجريب والتأمل وتتابع المثال ، بذهنية تدرك أن ليس من سجايا الإبداع ألا يواصل نزوع التجديد ويتبناه ، وإلا فكيف يكون إبداعاً إن تحجرت أقدامه ، وسكنت روحه ، مكتفية بما لديها لا تغادره إلى ما يفيض من آنية الإصغاء للوجود الإنساني ومكاشفات أزمنته المتلاحقة بجديدها؟ ذلك ما كان من تجارب متواترة عايشها شعرنا العربي ، أخذت به نحو مرامي التجديد فأدركتها بما تهيأ لها من أشكال شعرية تجاور القالب التقليدي الموروث وتنال حصص تمايزها عنه ، ولعل (الشعر الحر) أبرزها وأخطرها. وهو الشكل الذي لم يعد مفهوم (ريادته) ـ بقالبه الذي انتهى إليه ـ منبتاً عند الأسبقية التاريخية وحدها ـ على أهمية وجودها الملزم ـ كونها مما نهدت إليه تجارب عربية وعراقية كثيرة سبقت مثاله المتبنى أخيراً الذي صار الغالب من أمر ريادته تناهبها من قبل أكثر من شاعر عراقي ، مع أن التاريخ يضفيها على (السياب) وحده ، إذا ما استذكرنا أن ديوانه الأول (أزهار ذابلة) جاء من القاهرة (مطبوعاً) ـ وفيه قصيدته الحرة (هل كان حباً) ـ في الشهر ذاته من سنة1947م الذي نشرت فيه (نازك الملائكة) قصيدتها (الكوليرا) ، وذاك ما يعني أنه نظم قصيدته هذه قبل مدة تتجاوز تاريخ إرسال مخطوطة ديوانه إلى صديقه (فيصل السامر) المقيم في القاهرة ، ليتولى أمر طباعته هناك . ولعل هذه الواقعة تحسم أمر السبق التاريخي لصالح السيّاب وتغلق باب الجدل نهائياً فيه. ولاشك في أن أمر السبق التاريخي لا يكفي وحده لأن يفاض بوصف (الريادة) على ذلك الأديب والفنان أو سواه ، وهو الأمر الذي وعاه السياب حين قال :” ومهما يكن فإن كوني أنا أو (نازك الملائكة) أو (علي أحمد باكثير) أول من كتب الشعر الحر أو آخر من كتبه ليس بالأمر المهم ، وإنما الأمر المهم هو أن يكتب الشاعر فيجيد فيما كتبه ، ولم يشفع له ـ إن لم يجدد ـ إنه كان أول من كتب على هذا الوزن أو تلك القافية “.

إن للريادة ـ كي تتجلى مفهومها دالاً ـ اشتراطات أهم وأجدر بالتحقق من الأسبقية الزمنية. نعد (المدرك المعرفي الواعي) أولها، وهو الأمر الذي لا نغمط تحققه في وعي بعض شعراء جيل السياب الآخرين ـ كنازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي ـ غير أنه وعند السياب ـ أكثر من سواه ـ أمسى يقيناً يتمثل قيمه ويعايشه كل حين ،عبر استيعابه لمقومات إنتاجه النامية والمتطورة. يأتي بعده (تقديم المثال الشعري المتميز بتكامل جوانب الإبداع فيه)، ولعل أية مقارنة بين منجز السياب الشعري وسواه من شعراء جيله ستنتهي لصالح متحققه الشعري وحده.  وسيكون الاستمرار والتواصل في تبني الوعي التجديدي ، والثقة به ، والمناداة بمثاله هو ثالث الاشتراطات . وفي منجز السياب ما نعده أفقاً خصيباً تهيأ للشعرية العربية أن تدلفه معه وبعده. وسيلحق بالاشتراطات أعلاه مدى ما لتجربة الرائد من التأثير في تجارب الآخرين ـ مجايلين له أولاحقين بهم ـ الذين سيصبح كثير منهم مريدين حقيقيين لتجربة ذلك الرائد لا يخفون منافذ تواصلهم معها ولا يصادرون تأثرهم بها. ولاشك في أننا لن نجد لشركاء السياب في تاريخية الريادة من حصة تجاري ما له من ذلك.  حين نتأمل تجربة الملائكة الشعرية ـ من منطلق تلك الاشتراطات ـ سنقرّ لها ـ جدلاً ـ بالريادة التاريخية المجاورة لما كان للسياب ، قارين لها أيضاً أنها عززت تجربتها في التجديد بوعي تنظيري مبكر راحت تبشر به ومن خلاله في مدة من الزمن . غير أنها مالبثت أن تجافت عن كثير من طروحاتها السابقة ، ليصار الأمر إلى مراجعة تجديدها الشعري ، فيؤشر عليها نقضها لوعيها الذي انطلقت منه في االمناداة الجارفة بالتجديد ، وتبنيها لمواقف (تقنينية) راحت تحاكم باشتراطاتها ذلك التجديد وتسحب عنه كثيراً من قناعاتها فيه . وهكذا ، فهي” لما وقفت ـ والقول لبنت الشاطىء ـ لم ترد لزملائها أن يستمروا في محاولات التجديد ، وكتبت كتاباً نقدياً حاولت فيه أن تفرض عليهم من القواعد ما يلزمهم بالثبات على ما وصل إليه جهدها الشخصي ، ويحرّم عليهم أن يزيدوا عليه انطلاقاً ، واحتجت لمحاولتها هذه بحجج غريبة ، لو طبقناها لرفضنا جهدها نفسه “(د. جلال الخياط ، الشعر العراقي الحديث ـ مرحلة وتطور، ص168. وينظر مصدره). وإذ نعود لتأمل مسألة الريادة مشخصة في تجربة نازك الشعرية التي لا يكاد يختلف أحد على أنها كانت فيها شاعرة مجددة ، وانضواؤها في التداول التاريخي الذي تحقق للشعرية العربية المعاصرة أن تدلفه  فإن السؤال المهم الذي يحتاج إلى جرأة موضوعية في طرحه ، وجرأة أكثر من موضوعية في تبني الإجابة الصريحة عنه هو : هل يمكننا أن نتحدث عن شاعرية الملائكة أبعد من (مسألة الريادة) وأسس التجديد التي قامت عليها ؟

(3)

من رغبة عارمة في مواجهة (الذكورة) الثقافية المهيمنة بإنجازها الإبداعي والنقدي بادرت (نازك الملائكة) لتقديم ماعنً لها من عطاء شعري وآخر نقدي ، سلكت فيهما طريقين بدت سمة التضاد بيّنة فيهما ، مع أنهما ينطلقان من ذات واحدة ، وينتهجان نوازعها الذهنية والشعورية. لقد وجدت نفسها في خضم نسق شعري ذكوري مهيمن فواجهته بثقافة شعرية أنثوية. أما ما رأته من توطد للكتابة النقدية الذكورية ، فكان أمرها معها مختلفاً ، إذ قابلتها بخطاب نقدي يتقمص الذكورة ذاتها ويجاريها في أدواتها واشتغالاتها، وذلك ما سندلف لتفصيله. ابتداء من عنوانات دواوينها ستعلن نازك عن تمركز رؤيتها في حقل الأنوثة قبل أي شيء آخر، إذ جعلت  لدواوينها كلها عنوانات ذات توصيف انثوي: (عاشقة الليل - 1947)، (شظايا ورماد - 1949)، (قرارة الموجة - 1957)، (شجرة القمر - 1968)، (مأساة الحياة وأغنية للإنسان - 1970) ، (للصلاة والثورة - 1978). وكان الديوان الوحيد الذي حمل عنواناً مذكراً هو: (يغير ألوانه البحر- 1977) ، غير أن الشاعرة ـ مؤكدة نسق الهيمنة الأنثوية الذي احتكمت إليه ـ أقصت الفاعل المذكر (البحر) إلى أخر الجملة جاعلة إياه بعد المفعول به. ولم تكن عنونة مجموعتها القصصية الوحيدة بعيدة عن هيمنة النسق الأنثوي ، إذ هي : (الشمس التي وراء القمة 1997م) . أما مضامين شعرها فلا يختلف النقاد على انضوائها في الاشتجار الذاتي الأنثوي ، إذ أجمعت دراساتهم التي تناولت شعرها بسماته الفكرية والجمالية على تميزه بانشداده إلى خصوصات لا يكاد يغادرها حتى يعود ليجد طمأنينته الأدائية فيها ، فما يهيمن عليه جملة من الانشغالات الشعرية المغرقة في الذاتية تلك التي انتهجتها ـ منذ دواوينها الثلاثة الأولى ، ولم تنأى عنه في الغالب على دواوينها اللاحقة ـ ليستحيل ذلك مساراً من التخيّر الشعري صار دالاً عليها وحدها “ قوامه ـ اليأس والألم ، واستعادة الماضي وإثارة ذكرياته والبحث عن حرية لا تجد لها تفتحاً إلا في الشعر”(4). (د. جلال الخياط ، المصدر نفسه ، ص166). ولعله ـ ونتيجة لذلك ـ بدت تجربتها الشعرية في كثير من المواجهات القرائية منقطعة إلى تفردها بما استتب لها وحدها ، فلم يتهيأ لها أن تصنع مريدين يتمثلونها ، حتى لدى بنات جنسها ، بوصف تجربتها ذات طبيعة انثوية . وعلى هذا فنحن نستطيع بيسر أن نجد من تأثر بتجربة السياب، ومثله بالبياتي ، ولكن العين لا تكاد تقع على أي شاعرـ أو شاعرة ـ تحدث عن تأثره بتجربة نازك الشعرية.

 (4)

جاءت عنونة مؤلفات الملائكة النقدية على النهج الشعوري الذي تهيمن عليه نزعة التأنيث ذاتها، فهي : (قضايا الشعر المعاصر، بيروت 1962م) ، (الصومعة والشرفة الحمراء ، القاهرة 1965م) ، (سايكولوجية الشعر ومقالات أخرى، بغداد1993م) ، (التجزيئية في المجتمع العربي ،بيروت 1974م) . كما انجزت قراءات نقدية عن عدد من الأعمال الروائية والمسرحية ، كروايات : (الخندق الغميق) لسهيل إدريس ، و(الشيخ والبحر) لأرنست همنغواي ، و( عبث الأقدار) لنجيب محفوظ . ومثلها المسرحيات : (الأيدي القذرة) لسارتر ، و ( السلطان الحائر) و(يا طالع الشجرة) لتوفيق الحكيم. تناولت نازك في هذه الكتابات حقولاً أدبية وثقافية متعددة استتب لها فيها حضور ثقافي بارز ، غير أن   شاعريتها ـ المتداولة جهداً أساساً لحضورها ـ كانت سبباً في تغييب كثير من كشوفاته المهمة. ولعل ذلك كله ما يؤكد لدينا اليقين بأن تجربتها الشعرية لا تعكس سمات شخصيتها في أبعادها الثقافية ، ولا مؤهلات خطابها وماتحقق له من مجادلات معرفية رصينة . فهي لم تستجب تماماً لما تهيأ لصاحبتها من تشكيل وعي ، وتمثل لتخير قرائي جاد ، وتأمل لكثير من الظواهر الثقافية ، وإبداء الرؤية الناضجة في تأملها واستنطاق قيمها. لقد تهيأ لنازك في منجزها القرائي النقدي ـ ببعديه التنظيري والتطبيقي ـ أن تقف عند جملة القضايا التي ينهمك في معاينتها المشهد النقدي العربي المعاصر ، لتقف عندها ، وبـ (فحولة) نقدية متعالية ، تكرّس فيها وعيها وحساسيتها الخاصين ، وبما أثار كثيراً من الجدل النقدي والأسئلة وردود الأفعال. وسيسلك كتابها (التجزيئية في المجتمع العربي ) النسق ذاته . إن قارئه لا يتردد أن ينظر إليه بوصفه تجربة رائدة في التناولات الثقافية التي تندرج بعض كشوفاتها في آفاق النقد الثقافي وانشغالاته الراهنة ، قدمتها نازك بوعي متقدم عن مرحلتها ، وفي جملة من الدراسات اللافتة للاهتمام الثقافي منذ عنواناتها ، مثل : مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية ، طريق الفرد العربي إلى فلسطين ، الأدب والغزو الفكري ، شخصية الآخرين في الأغاني العراقية ، العطش والعطاش في الأغاني العراقية . لقد تبدت في هذا الكتاب جملة من الخصائص الدالة على النضج الحصيف في وعي الملائكة ومنجزها الكتابي عبر فاعلية عميقة من التأمل ، والتحليل الاجتماعي والنفسي للظواهر المرصودة وبمقدرة عالية من المصارحة والكشف ، واستحضار للمقولات والوقائع ، مدعومة باستشهادات لباحثين آخرين ، كاشفة عن العلل الفكرية والسلوكية وصورها في الواقع العربي بأبعاده كلها. ومع تباعد تاريخ مقالات الكتاب التي نشر معظمها قبلاً في مجلات عدّة فإنها تقدم مشهداً متكاملاً من الوعي المنظم الذي توافرت عليه شخصية نازك الثقافية ، وأخبرت عنه.

 ***********************************************************

قصة قصيرة.. نزوات الملكة السرية

محمد مزيد

تجلس الملكة مع صويحباتها على العشب قرب النهر، خلفها خيمة صغيرة صنعت في ايطاليا، تحيطهم أشجار كثيفة جلبت من البرازيل، لا تسمح لمتلصص عابث ، أن يسترق النظر الى اجواء مجلسها النسائي الساحر، يطوق رجال الحماية والحرس هذا المكان على مسافة مئتي متر بشكل دائري ، تلمح وجوههم خلف الاشجار، وهم في كامل الاستعداد للقضاء على البشر والطيور والحيوانات ان تمادت من الاقتراب الى مجلسها.

تريد الملكة ان تعوض خسارتها بهروب زوجها الملك، الذي انشغل عنها في السنوات الماضية في ادارة الحروب، تريد الترويح عن نفسها، تعلم أن أهم انشغالات زوجها هو النساء ، فمنذ خمس سنوات لم يقترب من فراش الزوجية وعندما تطلب منه البقاء معها ليلة واحدة ، او حتى ساعة يتعلل بانشغاله بادارة الدولة

ها هي الملكة تجلس امام النهر، وتفكر كيف تنتقم من اهمال زوجها لها، تعلم أن الدنيا ملك يديها ، فبأشارة منها، يُجلب لها كل شيء، ومن ارقى المناشيء ، ترتدي الان ثوبها البنفسجي المطعم بالدرر الذي يثير حسد زوجة نائب الملك وزوجة وزير الصحة وزوجة وزير الدفاع ، يكشف الثوب عن ذراعيها ويكاد يصل الى اخمص قدميها ، لا تريد أن تستخف بنفسها، فترتدي الملابس التي تكشف عريها ، لكنها تحلم كثيرا، لو أنها تتمدد الان على العشب عارية، تحلم ان تلامس جسدها ايد حانية، رقيقة، لتأخذ منها تعاستها التي تراكمت كالصدأ على جلدها، تشعر أن المياه في داخلها تتجمد.

لكنها فجأة، وهي سارحة التفكير بتعاستها، سمعت صوتا يأتي عبر مويجات النهر ، صوت غناء رجالي، يأتي مع الريح، ليصل الى سمعها، فأوقفت بحركة من يدها رطانة صديقاتها غير المجدية باشارة حازمة، وطلبت منهن الاصغاء مثلها الى ترنيمات هذا الصوت الرجالي وذبذباته العذبة ، ينثر المغني البعيد صوته عبر الريح فتاتي به اشعة الغروب ومويجات النهر الى أسماعهن، كتمت النساء ثرثراتهن، تغلغل صوت الغناء الى روح الملكة ، وانتقل الى جسدها كله ، عبر الى مساماتها ، كانت تصغي بحياد ، بتوجس ، برهبة ، ملأ رئتيها بعطره ، ثم أشارت الى احد حراسها ، هرع اليها هذا، فهمست باذنه شيئا، انطلق الحارس عابرا النهر بمشحوف معد للنقل بين الضفتين، وما هي الا دقائق قليلة ، حتى جاء المغني مرتدياً دشداشة بيضاء ، وجهه حنطي، ونظراته فيها براءة وسذاجة اهل القرى البعيدة، انصرف الحرس، ووقف المغني امامها مذعورا خائفا يتصبب عرقا ، قالت له الملكة “ اريدك ان تغني لي لوحدي “ وطلبت منه أن يذهب الى الخيمة خلفها، أمسكته خادمتها الارمنية وادخلته الى الخيمة، نهضت الملكة وغمزت الى صديقاتها، ثم جاءت اليه ودخلت الخيمة، مازال عطر صوته يملأ عليها رئتيها، وقفت امامه، شمّت تلك الرائحة التي ينبعث منها صوت الرجال، جلست، وهي تكاد تنهار من وقوف رجل تملك كل حواسها، ولولا مكانتها ، لخرت ساجدة الى قدميه لتقبلها، انه صيدها السمين الذي حصلت عليه اليوم، امرته ان يغني لها وحدها ، فانطلق صوته، ليتسرب خارج الخيمة، خارج المزرغة، عابرا الانهار والبحار والوديان والجبال حبست الطبيعة انفاسها وهي تصغي الى عذوبة صوته، وبعد ساعة من الغناء، انقطع الصوت، ما جعل صويحباتها يكتمن ضحكاتهن غير البريئة، وبدأن ينظرن الى بعضهن البعض نظرات واضحة المعنى ، ثم خرج المغني يحمل بيده ورقة صغيرة تسمح له بالدخول الى قصرها، فانطلق يركض الى المشحوف ليعبر النهر، أخذ المشحوف يلبط به كالدلفين ، تطايرت دشداشته في الريح  كما لو انها تريد نزع ثيابه.

ولما عادت الملكة الى قصرها ، عرفت أن الوحدة ستقتلها ثانية، فلا المدلكة الارمنية تخفف عنها، ولا جمهرة العازفين و الراقصات اللواتي جلبن من اقاصي الارض يروحن عن خزنها وتعاستها، فهي الملكة التي تملك كل شيء في الدنيا، غير ان الشيء الوحيد الذي تريد امتلاكه غير موجود، ظل يدوي صوت المغني في مسامعها، وغمرها عطر صوته الذي ملأ اشواقها، تعلم ان مليكها مشغول بالحروب وانها استطاعت ان تعفي مغنيها من المشاركة فيها، بورقة صغيرة ارتجف لها كبار قادة الحرب في البلاد .

جاء المغني الى القصر ، واخذ يغني لها لوحدها ( بلا ي وداع ) ، تصغي له، فيما كان خيالها يسبح معه على مهل، تسبح معه في الفيافي والقفار والصحراء العطشى، وفي لحظة فارقة، أشارت اليه بالتوقف، وطلبت منه أن يغني لها على الفراش، هناك أمضى المغني وقته يغني طوال الليل ( بلاي وداع ) هناك غاص في بحر الالحان الجديدة التي لم يكن ليسمع بها من قبل، ثم تعب ونام نومة هانئة الى الصباح ، وعندما فز من النوم ، وجد الملكة غائبة عنه، وثمة رجال مدججون بالسلاح يحيطون بالسرير الملوكي يتطاير الشرر من عيونهم ، فأخذوه عاريا .. عاريا  الى الغياب ، بلاي وداع.

*************************************************

الصفحة الثانية عشر

زهير الجزائري يقدم شهادته عن بشتاشان

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، السبت الماضي، الكاتب والصحفي زهير الجزائري، الذي قدم شهادة حية عن أحداث بشتاشان، والتي تقع في اطراف مناطق أربيل وكانت مقرا لقيادة وانصار الحزب الشيوعي العراقي، في مناسبة مرور 40 عاما عليها.

حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، والعديد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين. وقد أدار الجلسة النصير عودة الحمداني. 

وألقى الجزائري في بداية حديثه، الضوء على تجربته في بشتاشان، وما عاشه من مواقف في تلك الفترة، وما شهده من ظروف متداخلة وقاسية، مبينا أنه بداية وصوله إلى هذا الموقع ذهل بجمال الطبيعة، ووقتها كان برفقته الكاتب كاظم حبيب. وأضاف متحدثا عن المواقع المهمة التي شغلها الحزب الشيوعي العراقي في هذه المنطقة، منها موقع خصص كمقر للطبابة، والذي كان استثنائيا مقارنة بما متوفر في تلك المرحلة، حيث وجود العديد من الطبيبات والأطباء، متابعا قوله إن من مقار الحزب الأخرى في المنطقة، هو مقر المدرسة الحزبية، ومقر المكتب العسكري القريب من «جبل قنديل».  

وتطرق الضيف إلى الأحداث التي سبقت «واقعة بشتاشان»، وما شهدته المنطقة من أوضاع مرتبكة بسبب دخولها على خط القتال في الحرب العراقية – الإيرانية. إذ انتقلت المعارك في تلك الفترة من جنوبي العراق إلى مناطقه الشمالية، وتحديدا في كردستان.

كذلك أشار إلى التصعيد الذي مارسه الاتحاد الوطني الكردستاني من خلال موضوعات يطرحها في الإذاعة الخاصة، إلى جانب استهداف مفارزه العسكرية الشيوعيين.

وتحدث الجزائري عن العلاقات بين الاحزاب الكردية آنذاك، والتي اخذت طابعا انتقاميا، ومحاولات واضحة لمحو الآخر، مشيرا إلى ان الحزب الشيوعي العراقي كان يسعى إلى إنهاء الخلافات والصراعات الدموية الدائرة «لكن النوايا الحسنة التي كانت لدى الشيوعيين، كلفتهم خسائر كبيرة في تلك الظروف».

وسرد تفاصيل الحادث الإجرامي الذي تعرض له الشيوعيون في بشتاشان، وعملية انسحابهم باتجاه «جبل قنديل» واجتيازه، وما رافق ذلك من ظروف قاسية استمرت أياما طويلة، تحمّلها الرفاق بمختلف أعمالهم، حتى النساء والأطفال.

وبعد شهادات حية ساهم فيها العديد من الرفاق الحاضرين، وقدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الكاتب والصحفي زهير الجزائري.

 **********************************************************

فتحي زين العابدين  في «بيتنا الثقافي»

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد الخميس، الفنان فتحي زين العابدين، ليتحدث عن تجربته المسرحية.

تبدأ الجلسة عند الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 **************************************************************

في كربلاء.. استذكار الروائي الراحل أحمد الجنديل

كربلاء – طريق الشعب

أقام “نادي الكتّاب” في كربلاء، أخيرا، جلسة استذكار للروائي والصحفي الراحل أحمد الجنديل، الذي توفي يوم 11 أيار الماضي عن 76 عاما، بعد معاناة مع المرض.

حضرت الجلسة شخصيات من مختلف الأوساط، فيما أدارها الرفيق سلام القريني، الذي دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد.  ثم استذكر الفقيد وقال انه قدم للمكتبتين العراقية والعربية مؤلفات روائية وقصصية ومسرحية، وكانت له مساهمات في الصحافة، منها عموده الأسبوعي في جريدة “المشرق”، مبينا أن الجنديل كان مسؤول القسم الثقافي في جريدتي “الناس” و”الزوراء”، وأن آخر رواية صدرت له، كانت في العام 2022، وحملت عنوان “ثلاثة وستون”. 

وعرّف القريني بشكل مختصر، بجميع مؤلفات الفقيد الصادرة بعد 2003، والتي بلغت 18 كتابا.

وفي سياق الجلسة، ألقى عدد من الحاضرين كلمات في ذكرى الفقيد، وهم كل من الباحث خليل الشافعي عن “نادي الكتاب”، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء سلام البناي، الشاعر عبد الحسين خلف، القاص إبراهيم سبتي، وعبد الأمير المسلماني عن تنسيقية التيار الديمقراطي في كربلاء.  وفي الختام، قرأ القريني رسالة كان قد كتبها الجنديل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 ********************************************************************

تجديد ضريحي الشهيدين «ألند» و «سليم»

دهوك – طريق الشعب

جددت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، أخيرا، ضريحي شهيدي الحركة الأنصارية، الرفيقين طاهر أمين سلمان (ألند) وعبد الرزاق خضير عباس (سليم)، في مقبرة “قرية هفندكه” في قضاء العمادية بدهوك. وكان الشهيدان سلمان من العمادية، وعباس من كربلاء، قد استشهدا في ثمانينيات القرن الماضي خلال الكفاح المسلح للأنصار الشيوعيين ضد النظام الدكتاتوري المباد.

وجرى تجديد ضريحي الشهيدين بالتعاون مع منظمتي الحزب الشيوعي الكردستاني في دهوك والعمادية.

هذا وزار عدد من الرفاق الضريحين بعد الانتهاء من تجديدهما، وكانت برفقتهم والدة الشهيد البطل طاهر أمين سلمان، التي أظهرت احترامها الكبير لنضال الأنصار وتضحياتهم.

 *******************************************************************

العراق يحرز المرتبة الثانية في مسابقة تكنولوجية عالمية

بغداد – علي كريم ذهيب

أحرز طلبة عراقيون، المركز الثاني (عن فئة الشبكات) في مسابقة تكنولوجية عالمية لتقنية المعلومات والاتصالات، احتضنتها الصين أخيرا، وشارك فيها 146 فريقاً من 36 دولة.

هذه المسابقة، وهي سنوية تنظمها شركة هواوي، شارك فيها منذ انطلاقها عام 2015، أكثر من 580 ألف طالب من أكثر من ألفي جامعة في 85 دولة.

وجاءت النتيجة التي حققها الفريق العراقي، امتدادا لنتيجة حققها طلبة عراقيون في دورات سابقة، بإحراز المرتبة الاولى عالميا. 

وضم الفريق العراقي الفائز في هذه الدورة، التي اختتمت في المقر الرئيس لشركة هواوي بمدينة شينزن، كلا من محمد زيوار شاكر من جامعة صلاح الدين، وسديم وميض من جامعة نينوى، ومحمد ياسر حسين من جامعة الأنبار. وقد رافقت الفريق مديرة أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في جامعة صلاح الدين، د. ماردين عبد الله أنور.

وإضافة للعراق، فاز فريق الإمارات بالمرتبة الأولى عن “فئة الشبكات”، بينما فاز فريقا الأردن والبحرين بالمرتبة الثانية عن الفئة ذاتها، إلى جانب فرق أخرى على مستوى العالم. أما فريق السعودية فقد فاز بالمرتبة الثالثة عن هذه الفئة. وعربيا عن “فئة الابتكار”، أحرزت الأردن المرتبة الثالثة.

جدير بالذكر، أن هذه المسابقة تهدف إلى توفير منصة للطلبة الجامعيين، يتنافسون فيها ويتواصلون مع بعضهم في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. ومنذ نهاية 2022، تعاونت هواوي مع 2200 جامعة لبناء أكاديميات هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، ما ساعد على تدريب أكثر من 200 ألف طالب سنويا.

 ********************************************************************

حوراء صاحب.. موهبة عراقية متميزة في الرسم

كوبنهاغن - مزهر بن مدلول

حوراء صاحب حسن الخزرجي (37 سنة)، عراقية من مدينة الكاظمية - بغداد، انتقلت في العام 1993، حينما كانت في السابعة من العمر، مع أهلها إلى الدنمارك، وهناك درست وتعلمت وتخصصت في العلاج الوظيفي، لكنها تميزت منذ صغرها بموهبتها في فن الرسم والتشكيل.

تتحدث حوراء لـ “طريق الشعب”، بإعجاب عن والدها الراحل، وما تركه من أثر بالغ في نفسها. كما تتحدث عن عائلتها المحبة للحياة والداعمة لها في التعبير عن احاسيسها من خلال الرسم، الذي تعتبره لغتها الفنية التي تقدم بواسطتها رسالتها إلى الآخرين. لكنها في الوقت نفسه، تأسف لعدم رعاية موهبتها من قبل الجهات المعنية بالأمر.

وتتمنى حوراء ان تحقق طموحها بأن تكون محط أنظار المؤسسات التي تعني بالفن وترعى الفنانين. كما أنها ترى من الضروري ان تلتفت وزارة الثقافة العراقية إلى المبدعات والمبدعين العراقيين الذين يعيشون في المهجر، وتكرّمهم وتعرّف بإنتاجهم الفني والادبي والعلمي “فهم كنز عراقي لا يقدر بثمن”.

في الثامن من آذار هذا العام، وفي مناسبة يوم المرأة العالمي، أقامت الفنانة حوراء معرضها الأول، وذلك على إحدى قاعات بلدية بلروب.

وفي يوم الخميس 8 حزيران الجاري، أقامت معرضها الثاني، وذلك على قاعة مكتبة بلدية البرتسلون، إحدى ضواحي العاصمة كوبنهاغن، وتحت عنوان “أمسية للفلكلور العراقي”.

وفي هذا المعرض، عرضت حوراء أكثر من 20 لوحة مستلهمة في اغلب مضامينها التراث الشعبي العراقي بأفراحه ومباهجه وطقوسه، مستخدمة الألوان الهادئة المريحة للبصر، والأشكال المنسقة بطريقة جذابة.

وشارك في هذه الأمسية الفنان سعد الاعظمي وفرقته “فرقة بابل” الغنائية، بتقديم أغنيات من الفلكلور العراقي تحاكي جوهر لوحات حوراء.

وحضر الأمسية جمهور من بنات وأبناء الجالية العراقية، إضافة إلى ممثل عن السفارة العراقية في كوبنهاغن. وقد أبدى الجميع إعجابهم بلوحات حوراء، لما تتركه من تأثير على الحس الجمالي للمشاهد. كما أعربوا عن تضامنهم مع الفنانة في مواصلة إبداعها.

 ****************************************************************

ورشة صحية نسوية في قضاء الحي

الكوت – طريق الشعب

نظمت رابطة المرأة العراقية في واسط، أخيرا، ورشة صحية توعوية في منطقة المعامل بقضاء الحي.

الورشة التي انضمت إليها مجموعة من النسوة العاملات في معامل الطابوق، رعتها سكرتيرة الرابطة سحر غني، وأشرفت عليها طبية.

وخلال الورشة جرى الحديث عن مرض سرطان الثدي، وسبل تجنب الإصابة به، وذلك من خلال إجراء الفحوص الدورية لاكتشافه مبكرا ومعالجته سريعا.

 *********************************************************************

ليس مجرد كلام.. متى نشعر بالفرح الحقيقي ..؟!

عبدالسادة البصري

الصرخة النوّابية (لقد سرقتم فرحي) أردّدها كلمّا أتذكّر آمالنا وأمنياتنا وبما ستؤول إليه الأمور بعد التخلّص من النظام الفاشي، حيث كنت ومعي كل الناس نمنّي النفس بحاجات كثيرة ستتغيّر في البلاد، كازدهار وعمران المدن والجودة في الخدمات وتغيّر الظروف المعيشية نحو الأحسن والأفضل، وانفراج أزمة السكن والبطالة، واستقرار الأمن والأمان. وكنا نترقّب لحظة شروق شمس الحرية وزوال الغمّة عن سماء الوطن، لكن ظهر أن البيت الشعري (ما كل ما يتمنى المرء يدركه / تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) حقيقة تجسدت في بلدنا بعد عام 2003. إذ تبخرت أحلامنا وصارت دخاناً تطوّحه الرياح، بفضل مَنْ أمسك بزمام أمور البلاد والعباد وترك الحبل على الغارب لمن عاث في الأرض فسادا، لا عمران وان كان فمختصرا على (مولات ومطاعم كبيرة) فقط ولا ازدهار، لا استقرار ولا أمان، لا ظهور بوادر انفراج لأزمة ما، بل أخذت الأزمات بالتفاقم يوما بعد آخر، وتأخر الموازنة بسبب الخلافات على المصالح الفئوية وصولاً الى اتفاق لتمريرها، في كل مرّة يؤخر الكثير من المشاريع وغيرها، وترى الناس كل يوم في حكاية وشأن، من أزمة إلى أزمة. وإلاّ ما حكاية الحرائق التي تشتعل هنا وهناك في مزارع الحنطة والشعير ومخازن الطحين في كل موسم حصاد ؟!

وسؤال يتبادر إلى الذهن: ألا تستطيع الحكومة أن تضع يدها على المسبب والسبب وتعالج الأزمة هذه ؟! أم أنها ستظل واقفة على التل متفرّجة كحالها دائما ؟!

استفحال الجريمة، وشيوع المخدرات وانتشارها، دون التحرك وبقوة وحزم للحدّ منهما بكل الوسائل المتاحة، من حساب وعقاب، وتثقيف وتعليمات، ومنع صارم لكل شيء يساعد على انتشارها!

المخدرات آفة ستفتك بشعبنا وبلدنا، بعدما كان العراق معبرا لها، حيث يقوم المهربون بنقلها من مصادرها إلى دول أخرى، صار العراق الآن مكانا لها وبؤرة تعاطٍ استفحلت بأشكال وأساليب شتى، وكل يوم في تزايد مستمر وبطرق عجيبة غريبة! وايضا أزمة السكن والبطالة في تفاقم مستمر، فلم نسمع بوادر حل لها من توزيع قطع أراض إلاّ ما ندر وعلى فئات محدودة جدا، أو تعيين مبرر أي شخص، رغم تخرج الآلاف من الجامعات والمعاهد، نراهم يفترشون الأرصفة وتقاطعات الطرق والمقاهي عاطلين عن كل شيء، ولم نسمع بقرار أو مقترح لحل هذه الأزمة سوى التصريحات النارية بلا ادنى تطبيق فعلي لها!

الموظفون والمتقاعدون ومعاناتهم مع الرواتب دون أدنى بارقة أمل لحل أزماتهم دائما!

صرنا ندور في دوامة من الأزمات، والمشاكل تكبر وتظهر كل يوم بجديد، وإذا لم يكن ثمة حل لها ستبقى أحلامنا مسروقة إلى ما لا نهاية، بل سننساها وننسى الفرح أيضا!

لم نفرح أبدا منذ عقود، وكنا نمنّي أنفسنا بزوال الغمّة كي نفرح، لكن فرحنا تلاشى بفعل الفساد ورجاله الذين تحجّرت ضمائرهم وصاروا عبيداً للسحت الحرام بكل أشكاله، فسرقوا الكحل من العيون والأمل من النفوس والفرح منّا.

وسنبقى بانتظار هلاله في كل يوم !!