اخر الاخبار

الصفحة الاولى

اللجنة المركزية  للحزب الشيوعي العراقي:

أوقفوا القتل واستجيبوا للمطالب المشروعة

هزت المذابح الدامية التي روّعت الناصرية في الأيام الماضية، وأدت الى استشهاد 10 على الاقل من المتظاهرين واصابة اكثر من 250 آخرين .. هزت العراق من اقصاه الى اقصاه، وبيّنت من جديد وجوب تشديد الضغوط لوقف هذا الاستهتار بدماء المتظاهرين وارواحهم، وهذا التجاهل المطلق لمطالب الناس ولحقهم الدستوري في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

وقد جاء هذا التطور تتويجا لعمليات قمع شرسة للمتظاهرين في المدينة شهدتها الايام السابقة، ولسلسلة طويلة من الاعتداءات والاختطافات والتغييبات التي تعرض لها نشطاء الاحتجاجات في العديد من المدن والمناطق الاخرى ايضا.

هكذا يتواصل  الرد الحكومي على الحراك الاحتجاجي الذي يستعيد زخمه وقوته، وعلى احتضان الناصرية الصامدة انطلاقته الجديدة من قلب العوامل والأسباب التي تديم الغضب الشعبي وحالة التذمر والسخط .

وليس محض صدفة ان الحراك الشعبي تصاعد في هذه الأيام بالذات، مع حلول ذكرى 25 شباط 2011 يوم انطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية الواسعة بشعاراتها ومطالبها العادلة، التي عاود المتظاهرون رفعها في انتفاضتهم في تشرين الأول 2019، وأضافوا اليها وما زالوا يبحثون عمن يحترم مشروعيتها ويلبيها.

لا غرابة اليوم في ان يتصاعد الغضب الشعبي ما دامت مطالب الانتفاضة في محاسبة القتلة ومن يدعمهم واحالتهم الى العدالة، وإنصاف عوائل الشهداء، والكشف عن مصير المغيبين، تواجه حتى الآن بالاهمال، فيما تستمر حملات القمع و القتل العمد وملاحقة النشطاء وتفجير منازلهم واختطافهم وتغييبهم، وفيما لَم تشهد البلاد اية خطوات جادة للتغيير، ولنبذ منهج المحاصصة ومكافحة الفساد ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وتوفير الخدمات وفرص العمل ولقمة العيش الكريمة للمواطنين.

ان أوضاع بلدنا المأزومة سياسيا واقتصاديا وماليا وصحيا وأمنيا، وتداعياتها، تلقي بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين وتفاقم أوضاعهم يوما بعد اخر. ومن المؤكد ان هذه الأوضاع مرشحة للمزيد من التدهور، طالما ظلت القوى المتنفذة منشغلة بالتدافع على مواقع السلطة والنفوذ والمال، ومصرة على التمسك بالمنهج الفاشل ذاته. وهذا ما يدفع اعدادا متزايدة من المواطنين الى الدفاع عن حقهم في الحياة والامان والعيش الكريم، عبر مختلف اشكال الاحتجاج السلمي التي ضمن لهم الدستور الحق في ممارستها.

ان مشاكل البلد ومعاناة المواطنين لا تحل بالافراط في استخدام القوة والقمع الدموي، وان التصعيد في وتيرة العنف الحكومي وغير الحكومي لن يزيد الأمور الا تدهورا، وقد يضطر المواطنين الى الرد باشكال غير معتادة وبمديات غير متوقعة.

ان هذه التطورات المدانة والمقلقة لا تبعث برسائل اطمئنان بشان تهيئة مستلزمات اجراء الانتخابات في مواعيدها المعلنة، والتي أرادها المنتفضون وطالبوا بها لتكون مدخلا للتغيير المنشود.

اننا اذ نحذر من انزلاق الأوضاع وتفاقمها جراء التعنت والإصرار على سفك الدماء، وعدم الاستجابة لتطلعات المواطنين المشروعة، نطالب بالوقف الفوري للعنف ضد المتظاهرين وعموم المحتجين ونشطائهم، وبالاستجابة السريعة لمطالبهم  في الناصرية وفي غيرها من محافظات الوطن .

المجد للشهداء والشفاء للجرحى

والنصر لارادة شعبنا

27-2-2021

******************

رؤية اللجنة المحلية في الناصرية لحل الازمة في المحافظة

بغداد – طريق الشعب

قدمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية مؤخراً، رؤيتها لحل الازمة الحالية في المحافظة، واقترحت اللجنة حزمة إجراءات تشكل نوعا من خارطة عمل للفترة القادمة، تسهم في التخفيف على الاقل من حدة التوتر ومن التصعيد الأمني، وفي تهدئة الوضع في المحافظة.

وتنشر «طريق الشعب» ادناه الورقة بصورة كاملة:

بالنظر الى صلة حزبنا الشيوعي الوثيقة بالحراك الجماهيري الراهن الذي هو حراك ارتدادي لانتفاضة تشرين المجيدة، والى ما سببه العنف المفرط من جانب القوى الأمنية في المحافظة في تعاملها مع الجماهير المحتجة من خسائر في ارواح شبابنا، والى حرص حزبنا على توفير بيئة آمنة خالية من الاحتقانات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية،

 وسعيا الى التشجيع على المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة، في أجواء من الحرية والعدالة والنزاهة،

نقترح حزمة إجراءات تشكل نوعا من خارطة عمل للفترة القادمة، تسهم في التخفيف على الاقل من حدة التوتر ومن التصعيد الأمني، وفي تهدئة الوضع في المحافظة.

وللعلم يرجع سبب تأزم الاوضاع في المحافظة  الى عدم جدية الحكومتين المركزية والمحلية في تلبية مطالب المحتجين، خاصة عدم تنفيذ خلية الازمة برئاسة قاسم الاعرجي تعهداتها بإقالة المحافظ وأطلاق الناشط سجاد العراقي:

*اختيار محافظ وحكومة محلية يحظيان بالقبول لدى ابناء المحافظة وساحة التظاهر، وممن تنطبق عليهم الشروط القانونية والادارية.

  • يقدم المحافظ الجديد برنامج عمله، ويعلن للمواطنين التزام تنفيذه.
  • تعلن المحافظة خطة الموازنة المالية المحلية، على ان تكون موازنة مبسطة للمواطن، ويتم نشرها في المواقع الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي تعزيزا للشفافية في الأمور المالية.

*تشكيل لجان رقابة شعبية من اختصاصيين، لمراقبة عملية صرف موازنة المحافظة على المشاريع وتنفيذ الخطط الموضوعة، وضمان كفاءة الإنجاز وجودته.

*ضمان حق الوصول الى المعلومة لدى كافة الدوائر الحكومية في المحافظة، بما يؤمّن تقديم أفضل الخدمات للمواطن.

  • فتح ملفات الفساد في المحافظة واحالة الفاسدين الى القضاء، والعودة الى عقود الاستثمار وتمكين أبناء المحافظة من تقديم ما لديهم من معلومات في شأنها الى لجنة تشكل لهذا الغرض، والكشف عن أسباب التلكؤ في انجاز المشاريع.

 *اقالة قائد الشرطة واسناد المهمة الى آخر من ابناء الناصرية يحظى بالمقبولية ويتسم بالمهنية. وتقديم القائد المعزول الى القضاء مع من اقترف من منتسبي الأجهزة الأمنية القتل العمد باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ومن ارتكب جرائم الخطف والاغتيال وتفجير منازل الناشطين المدنيين، اضافة الى الجهات التي تقف خلفهم.

  • نزع أسلحة الأجهزة الأمنية المكلفة بالتواجد في ساحات ومواقع التظاهر، وإلزامها بمراعاة قواعد حقوق الانسان، واحترام حق التظاهر السلمي.
  • الإسراع في الكشف عن مصير الناشط المدني سجاد العراقي واطلاق سراحه، وإيقاف عمليات ملاحقة غيره من الناشطين، وضمان امنهم وسلامتهم.
  • تقديم قتلة المتظاهرين الى العدالة وانصاف ذوي الشهداء وتأمين العلاج للجرحى.
  • وضع برامج للحد من الفقر، وتوفير فرص عمل بأعداد كبيرة لاستيعاب الشباب العاطل والمهمش.
  • العمل على توزيع قطع ارض سكنية للفئات والشرائح الفقيرة والمهمشة
  • منع تدخل الاحزاب والنواب في العمل التنفيذي بالمحافظة، وإبقاء دورهم رقابيا.
  • خلق بيئة سياسية آمنة ومتكافئة لكل الأحزاب والتحالفات، التي تروم المشاركة في الانتخابات.

لجنة محلية الناصرية

للحزب الشيوعي العراقي

28 / 2 / 2021

*********

السجن 3 سنوات لساركوزي

بغداد ــ وكالات

دانت محكمة فرنسية يوم امس, الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في قضية المعروفة باسم التنصت.  وقضت المحكمة على ساركوزي بالحكم 3 سنوات سجنا، من بينها عامان مع وقف التنفيذ. وصدر الحكم على ساركوزي البالغ من العمر 66 عاما، في قضية معروفة باسم «التنصت». واصبح ساركوزي ثاني رئيس فرنسي يدان في ظل الجمهورية الخامسة بعد جاك شيراك.

********

الصين تعلن الانتصار النهائي على الفقر المدقع

بغداد - وكالات

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن بلاده انتصرت بشكل كامل على الفقر المدقع، مشيرا إلى أنها استثمرت في مكافحة الفقر على مدار السنوات الثماني الماضية ما يعادل نحو 246 مليار دولار. وقال شي جين بينغ خلال اجتماع مخصص لاستعراض إنجازات البلاد في مجال القضاء على الفقر: «بفضل جهود الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، حققت بلادنا نصرا كاملا على الفقر المدقع». وأشار في هذا الصدد إلى أن 98.99 مليون من سكان الريف عبروا خط الفقر، وجرى انتشال 832 محافظة و 128 ألف قرية من المناطق الفقيرة، واستثمرت البلاد في مكافحة الفقر على مدى السنوات الثماني الماضية حوالي 1,6 تريليون يوان، أي ما يعادل نحو 246 مليار دولار. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت في مايو/ ايار من العام الماضي أثناء افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر الشعبي الوطني، وهو أعلى هيئة تشريعية في البلاد، أن الصين تعتزم في عام 2020 إحراز «انتصار حاسم في الكفاح المكثف ضد الفقر والوفاء الكامل بمهام بناء مجتمع متوسط الدخل».

*******

راصد الطريق

اما من لقاح لوباء الفساد؟

حقائق الواقع تقول ان مصير وباء كورونا لن يختلف عن مصير الاوبئة السابقة، التي اكتشفت لقاحات ضدها وقضي عليها. وان نهاية الجائحة باتت قريبة بعد اكتشاف لقاحات عديدة، بدأ اخيرا بالفعل تطعيم الناس ضدها.

فماذا عن وباء الفساد؟

هل من لقاح يمنع الاصابة به، ويتيح محاسبة مرتكبي جرائمه، خاصة الحيتان المتخفون في الملفات التي لا تحصى، المعلنة وغير المعلنة، القديمة والجديدة والمستجدة؟ 

لم يترك هذا الوباء مجالاً في قطاع حكومي الا واستباحه، تستره آفة اخرى اسمها كبار المسؤولين، الذين لم يسعوا الى السلطة الا للاستحواذ على المال العام ونهب ثروات الشعب.

وما اعلن اخيرا في الديوانية عن عطل اجهزة طبية باهظة الاثمان رغم انها ما زالت “بالباكيت”، ينبه الى المديات التي بلغها الفاسدون في الاستهتار حتى بالمرضى من اخوتهم المواطنين!

حتى كلمات مثل “فساد” و“فاسد” صارت عاجزة عن عكس حقيقة هؤلاء الضواري شاربي دماء العراقيين.. هؤلاء الغارقين حتى الآذان في “نِعَم” الفساد لا يرتوون منها ولا يشبعون!

فيا ايها الباحثون والمبتكرون .. هلا اخترعتم لقاحا يوقف طاعون الفساد عند حده؟

******

الصفحة الثانية

الجمعيات الفلاحية في كربلاء

تدعو الى استغلال حظر التجوال للزراعة

كربلاء ــ عامر الشيباني

دعت الجمعيات الفلاحية في كربلاء، الفلاحين والمزارعين في المحافظة إلى استغلال فترة حظر التجوال المفروض من قبل خلية الازمة لزراعة أراضيهم بالمحاصيل الزراعية.

وقال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء وليد حمد الكَريطي في بيان، تلقته “طريق الشعب”، “ندعو الفلاحين والمزارعين في عموم أقضية ونواحي المحافظة إلى التوجه نحو زراعة أراضيهم واستغلال فترة حظر التجوال المفروض من قبل خلية الأزمة في المحافظة”. وشدد الكَريطي على “ضرورة ديمومة الزراعة وحث الأبناء بالحفاظ على الأرض والقيام بالعمليات الزراعية المعروفة منها الحراثة والسقي وغرس البذور ونثر الأسمدة الكيمياوية وكل ما يديم الحقول والأراضي الزراعية”. ونوه إلى “قمنا صباح هذا اليوم (الاحد) بمتابعة الأرض الزراعية العائدة لنا والتي قمنا بزراعتها سابقاً من (البطاطا والباميا) المغطى ونراها اليوم قد انبتت الأرض زرعها وبانتظار جني المحصول في قادم الأيام”.

*************

اضاءة

حذار .. مواد  ملغومة

في موازنة ٢٠٢١!

محمد عبد الرحمن

ما زال  الجدل محتدما في شأن مشروع موازنة ٢٠٢١. وفيما يتركز النقاش على قضايا محددة مثل سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وتخفيض العجز، وسعر برميل النفط الخام العراقي المصدر والذي تتوجب الان مراجعته بعد وصول السعر عالميا الى ٦٨ دولارا للبرميل، والاستقطاعات من رواتب العاملين في الدولة، والضرائب المباشرة وغير المباشرة، وحصة إقليم كردستان .. فان الأضواء لم تسلط بما فيه الكفاية على مواد اخرى خطرة وملغومة في مسودة قانون الموازنة.

وليس واضحا بعد ما اذا كانت هذه المواد التي تعرض ممتلكات الدولة وعقاراتها للبيع  بارخص الاثمان، في ظروف يتواصل فيها الفساد ويستشري ويتغلغل في مفاصل الدولة، بل وللأسف الشديد يحفر اخاديد في المجتمع أيضا، وليس واضحا ما اذا توقفت اللجان البرلمانية المعنية عندها جديا. 

فالمادة ٣٨/ أولا  تعرض بيع ممتلكات الدولة، الإنتاجية منها والخدمية تحت عنوان برّاق خادع هو الاستثمار، فيما المقصود هو اطلاق العنان للخصخصة من دون الإشارة الصريحة اليها بسبب ما تثير من إشكالات ومعارضة ورفض.

والمادة  تنص على ان: تعمل الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات، على التوسع في فتح باب الاستثمار الخاص والمشاركة مع القطاع الخاص بحدود صلاحياتها، كلما كان ذلك ممكنا .

والمادة ٤١ بتفاصيلها العديدة هي بمثابة  “رصاصة الرحمة” لما تبقى من أراضي زراعية مملوكة للدولة. فهي قد تكون اخطر مواد الموازنة، التي دُس سم الخصخصة بين طياتها بخفة متناهية، حيث تنص على ان: لصاحب حق التصرف في الأراضي الزراعية المملوكة للدولة  (عدا الأراضي الشلبية ) ان يطلب تصحيح الأراضي المثقلة به نقدا او افراز حصته من العقارات الموصوفة. والمادة تعدد هذا الاراضي وتذكر مواصفاتها .

وفِي هذا السياق جاءت المادة ٤٢ لتزيد الطين بله، حيث اشرت ان : لصاحب حق التصرف إقامة المشاريع السياحية او الخدمية او التجارية على الأراضي المثقلة به، استثناء من احكام قانون توحيد أصناف  أراضي الدولة رقم ٥٣ لسنة ١٩٧٦.

وكما يقول المثل المعروف “على هالرنة طحينج ناعم “ تلقي المادتان ٤٣ و٤٨ المزيد من الضوء على توجهات “الورقة البيضاء” الحكومية، التي تجهد ان توسم بانها “ سوداء” حقا وحقيقة. فاولاهما - المادة ٤٣ تفرض على  وزارة المالية: اخذ الإجراءات اللازمة لبيع العقارات السكنية وفقا للقانون !

والمادة ٤٨ تؤشر تخلّي الدولة عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين : لوزارة الصحة التعاقد مع الشركات المتخصصة لادارة المستشفيات التي جرى تشييدها حديثا، لغرض إدخالها الى الخدمة ! فهل ان الدولة تعجز عن إدخالها الى الخدمة ؟!

اما المادة ٤٧ فهي لا تبقى حجرا على حجر من ممتلكات الدولة، وتعرضها للبيع في سوق الفلتان وتهاوي السلطة القانونية للدولة وهيمنة الفاسدين. وهي تذكّر بما اقدم  عليه صدام حسين أواسط الثمانينات من تصفية لقطاع الدولة وشركاته المنتجة، خاصة في القطاع الزراعي .

تقول هذه المادة المشؤومة : على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة كافة تقييم الأصول التابعة لشركاتها العامة، بما يضمن تمكينها من تأجير وبيع أصولها واستغلالها بأفضل السبل الاقتصادية، من أجل تعظيم مواردها الذاتية !

أي انها تقول للوزارات : “صفّوا”  كل ما تملكون !

فهل ستمرر مثل هذه المواد التي يطرحها عرابو “الورقة البيضاء” والداعمون والمستفيدون والفاسدون والمرتشون ؟

 وهل توقفت اللجنتان المالية والاقتصادية في مجلس النواب عند هذه المواد التي تنسف ما بناه الشعب طيلة سنين وعقود، وتهدر أمواله على سفود الليبرالية الجديدة السوداء المنفلتة؟

************

راح ضحيتها 10 شهداء

احتجاجات الناصرية مستمرة.. والغضب يجتاح البلاد

بغداد ــ علي شغاتي

على مدى سبعة أيام متوالية، سقط خلالها 10 شهداء على الاقل ، وأكثر من 150 جريح في صفوف المحتجين والقوات الامنية في مدينة الناصرية، جعلت الحكومة أمام خيار تلبية المطالب بإقالة الحكومة المحلية في محافظة ذي قار وفتح تحقيق بالحوادث الدامية.

وشهدت مدينة الناصرية احتجاجات دامية استخدمت فيها القوات الامنية الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين، ما دفع المحتجين على نظام المحاصصة والفساد في عموم محافظات البلاد  الى التضامن ورفض قمع المحتجين في ميدان الحبوبي، وسط المدينة.

#بغداد_تقمع

ومع ساعة كتابة هذا التقرير نظم المئات من المحتجين مسيرة تضامنية انطلقت من مول النخيل صوب ساحة التحرير، رافعين شعارات منددة بالفساد والقتل ضد المحتجين، وقد حاولت قوات مكافحة الشغب تفريقهم باستخدام الهراوات وواصلت ملاحقتهم. فيما انطلقت مسيرة اخرى في محافظة البصرة للتأكيد على التضامن مع اهالي الناصرية.

وروج مدونون هاشتاك #بغداد_تقمع في مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولوا مقاطع فيديوية، تظهر ملاحقة قوات الشغب لمجموعات من المتظاهرين، من ساحة التحرير وصولاً الى ساحة عقبة بن نافع.

غضب عارم

وتواصلت خلال الايام الماضية الصدامات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب في مدينة الناصرية، ما رفع حصيلة الضحايا الى 10 شهداء على الاقل واكثر من 150 جريح بين صفوف المحتجين، وفقا لعدد من الناشطين في المحافظة.

وبعد قرار الحكومة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي، تظاهر المئات من المحتجين امام مبنى المحافظة، وقامت عدد من نسوة الانتفاضة بتوزيع الورود على قوات الجيش العراقي التي نزلت مع المتظاهرين، بعد انسحاب قوات الشغب من المدينة.

مهلة للحكومة

وعلّق المتظاهرون في المدينة احتجاجاتهم لمدة 72 ساعة، لفسح المجال امام اللجان الحكومية المرسلة من قبل الحكومة المركزية، للتحقيق في اعمال العنف التي شهدتها المدينة، خلال الايام الماضية.

وذكر المتظاهرون في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “شباب ساحة الحبوبي قرروا اعطاء مهلة للحكومة المركزية بتعليق احتجاجاتهم السلمية في الناصرية لفسح المجال للجان المرسلة من الحكومة المركزية، للتحقيق بأحداث العنف التي شهدتها مدينة الناصرية”.

وحدد المتظاهرون مطالبهم، بـ”الكشف عن الجهة التي أمرت بقتل المتظاهرين، والتحقيق مع الضباط والأفراد الذين أطلقوا النار على المتظاهرين، وإقالة قائد شرطة المحافظة”.

وطالب المتظاهرين بـ”تكليف محافظ مدني مستقل ومهني ونزيه من أبناء المحافظة بموافقة شباب ساحة الحبوبي، والتحقيق مع المحافظ المستقيل ناظم الوائلي بملفات الفساد وإهدار المال العام، والإسراع في إنجاز المشاريع المتلكئة، وإقالة المدراء والفاسدين والمتحزبين في دوائر الدولة”، مشددين على “ضرورة الضغط على هيئة النزاهة والقضاء بالكشف عن ملفات الفساد الموجودة في رفوف هيئة النزاهة، فضلا عن إلغاء التهم الكيدية والاعتقالات التعسفية ضد المتظاهرين”.

تضامن واسع

وتوالت والتظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية في اغلب مدن العراق، للتضامن مع محتجي الناصرية ورفض اعمال القمع باتجاههم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، وسام مهدي، ان العشرات من المواطنين في قضاء قلعة سكر نظموا مسيرة داعمة للمحتجين ومنددة بالعنف المفرط ضد المحتجين من قبل السلطة”، مجددين “مطالبهم بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للمحاسبة وكشف ملفات الفساد وإبعاد المواقع الإدارية والأمنية في المحافظة من المحاصصة الحزبية الضيقة”. فيما قطع محتجون في قضاء الشطرة شمال المحافظة الطريق العام الرابط مع العاصمة بغداد في تصعيد احتجاجي، رفضا لما تعرض رفاقهم في الناصرية.

ونظم العشرات من المحتجين في قضاء الرفاعي اعتصاما مفتوحا للمطالبة بإقالة قائمقام القضاء وإسقاط الدعاوى الكيدية بحق المتظاهرين السلميين ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

النجف تستقبل الشهداء

واستقبل المتظاهرون في محافظة النجف، جثامين شهداء الناصرية وشيعوهم الى مقبرة وادي السلام، بعد ان زارت جثمانهم مرقد الامام علي ابن ابي طالب “ع” للمرة الاخيرة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “المتظاهرين استقبلوا جثامين الشهداء وشيعوها لمثواها الأخير، قبل ان يقوم عدد منهم بتصعيد احتجاجي من خلال قطع عدد من الشوارع”.

تضامن المحافظات

وفي الديوانية، قطع المحتجون عددا من الشوارع القريبة من مجلس المحافظة، احتجاجا على ما تعرض له المتظاهرين في الناصرية، مهددين باللجوء الى التصعيد في حال استمرار الاستخفاف بالدم العراقي، حسب قول مراسل الجريدة ميعاد القصير.

وفي تطور لاحق، امهل المتظاهرون في المحافظة الحكومة المحلية، 3 ايام من اجل اقالة المحافظ بعد تظاهرة لهم امام مبنى محافظة الديوانية.

ولم تتأخر واسط عن نجدة الناصرية، إذ تظاهر العشرات من المحتجين في مدينة الكوت، معلنين عن رفضهم اعمال القمع والقتل التي تمارسها قوات الشغب بحق المتظاهرين وفقا بيان طالعته “طريق الشعب”, فيما قام عدد من المتضامنين مع شباب الناصرية في محافظة بابل بقطع جسر بتّة، وعدد من الشوارع الرئيسية، احتجاجا على اعمال القمع والقتل التي طالت ابناء محافظة ذي قار, وكان لأبناء محافظة كربلاء صولة مماثلة من خلال قطع الطريق الرابط بين مركز المدينة والاحياء الشمالية في المحافظة، تعبيرا عن تضامنهم مع ابناء ذي قار.

رسائل من الرمادي

وفي مدينة الرمادي، نظم عدد من الطلبة وقفة تضامنية مع ابناء الناصرية معلنين وقوفهم مع المحتجين في مطالبهم العادلة والمشروعة, وسبقهم في ذلك العشرات من المواطنين في ساحة الغدير وسط مدينة السماوة، منددين بأعمال العنف واستهداف المتظاهرين العزل. فيما نظم العشرات من المحتجين في مدينة العمارة وقفة تضامنية, احتجاجا على الاستهداف الوحشي ضد المتظاهرين.

قمع في بغداد

وشهدت العاصمة بغداد, احتجاجات متفرقة في مدينة الثورة والاعظمية والدورة والسيدية، وحي الاعلام، والبياع.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من المحتجين احرقوا الاطارات وقطعوا ساحة مظفر في مدينة الصدر (الثورة) معلنين عن تضامنهم الكامل مع المحتجين في محافظة ذي قار، رافضين محاولات السلطة تكميم الافواه ومصادرة الحريات العامة ومنع المواطنين من ممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر ضد المحاصصة والفساد”, مشيرا الى “خروج مجاميع شبابية في احياء والاعظمية والدورة والسيدية، الاعلام، والبياع, حاولت القوى الامنية تفريقهم بالقوة”.

***************

الشخصية الوطنية والديمقراطية الاستاذ نجيب محيي الدين .. وداعا

ينعى الحزب الشيوعي العراقي الشخصية الوطنية والديمقراطية المرموقة الاستاذ نجيب محيي الدين، الذي اختطفه الموت عصر امس الخميس في عمان.

ولد الفقيد سنة 1925 في دلتاوة (الخالص) بمحافظة ديالى ونشأ في كنف أب متعلم وطني المشاعر. وبفضله عرف في صباه جريدة “الاهالي” و”جماعة الاهالي” الوطنية، التي انضم الى ركبها حين انبثق منها “الحزب الوطني الديمقراطي” سنة 1946 ومُنح اجازة العمل.

حينها بدأت مسيرة الفقيد السياسية الوطنية، التي تميزت منذ البداية بالعمل المخلص المشترك مع بقية الناشطين في ميادين الكفاح الوطني، خاصة منهم الشيوعيون، الذين نشأت له معهم وتقوّت بمرور السنين والعقود التالية، من موقعه في صفوف وقيادة الحزب الوطني الديمقراطي، علاقة خاصة راسخة ظل يديمها ويحرص عليها حتى آخر ايامه.

عُرف الفقيد الراحل بنشاطه الوطني المتفاني ابان الكفاح ضد النظام الملكي الرجعي، ثم خصوصا في سنوات ما بعد ثورة 14 تموز، حين عيّن مديرا عاما للتعليم الابتدائي من جانب، وانغمر من جانب آخر في النشاط المهني لجماهير المعلمين، حتى انتخب نقيبا للمعلمين دورتين متتاليتين. وخلال ذلك استطاعت النقابة تأمين العديد من المكتسبات المعيشية والحياتية الهامة للاسرة التعليمية العراقية الكبيرة.

وفي المراحل اللاحقة لم يبخل الفقيد بجهد في دعم نشاط القوى الوطنية والديمقراطية وعملها المنسق والموحد، وحتى الاسهام المباشر في ذلك كما فعل في الماضي القريب حين نهض بمهمة اول منسق للتيار الديمقراطي العراقي.

برحيل الاستاذ نجيب محيي الدين خسرنا عراقيا اصيلا وفيا ومتفانيا، انسانا اتسم على الدوام بالنزاهة والعفة والصدق والاستقامة، وتحمل ما تحمل من سجن واضطهاد بسبب مواقفه الوطنية بعد انقلاب شباط الاسود.

نتوجه في هذه المناسبة الحزينة بخالص المواساة الى اسرة الفقيد، والى رفاق دربه في الحزب الوطني الديمقراطي والوسط الديمقراطي الواسع، والى محبيه وذاكري افضاله الكثيرين داخل الوطن وخارجه.

وتبقى ذكرى الاستاذ نجيب محيي الدين حية عطرة في كل حين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

26 شباط 2021

************

الصفحة الثالثة

بيان اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية:

لا للقمع والقتل العمد .. نعم للتظاهر الدستوري السلمي

يا أبناء ذي قار البررة

شهدت مدينة الناصرية ومنذ يوم الاثنين 22 /2 /2021 خروج تظاهرات عارمة مطالبة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي، ومحتجة على سوء إدارة الحكومة المحلية واخفاقها في تحسين الخدمات الأساسية، والتخفيف من معاناة شرائح اجتماعية واسعة في ظل الازمه الراهنة الاقتصادية والمالية والصحية، وتجاهل مطالب الكشف عن قتلة المتظاهرين ومصير المختطف الناشط سجاد العراقي، والجهات المسؤولة عن تفجير منازل الناشطين ومحاولات اغتيالهم.  وبدلاً من الاستجابة لمطالب المواطنين باتخاذ حزمة من الإجراءات والقرارات السياسية والاقتصادية والأمنية، الضامنة لحقهم في الحياة والعيش الكريم، لجأت السلطات المحلية وأجهزتها الأمنية الى استخدام العنف المفرط واطلاق الرصاص الحي، مما أدى الى التصعيد وحدوث مصادمات، راح ضحيتها شهيدان من المتظاهرين و(58) جريحا من كلا الجانبين خلال الأيام الثلاث الماضية.

في الوقت الذي نعبر فيه عن الأسف الشديد لما يحصل، نجدد موقفنا المؤيد والمؤازر لحق المواطنين في المطالبة بحقوهم المشروعة والتظاهر السلمي وبما يحفظ  الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ونرفض ونستنكر بشدة اعتماد الحكومة واجهزتها الأمنية أساليب القمع واطلاق الرصاص الحي وكأنها لا تجيد سواها في التعامل مع المحتجين السلميين ونحملها مسؤولية التصعيد الأخيرة ونتائجه، ونطالب بالكف عن العنف وعدم اطلاق الرصاص الحي وليكن نهجا وقرارا ثابتا، لا اجراءً امنياً يسبق زيارة مسؤول امني اتحادي.

كما نحذر من توظيف الحراك الجماهيري من قبل بعض القوى السياسية لتحقيق مآربها في إعادة توزيع المناصب الحكومية للاستحواذ على الإمكانات  المالية للمحافظة لاستثمارها في الانتخابات القادمة. ونؤكد أن  لا سبيل امام الحكومة المحلية ومحافظها سوى الاستجابة المسؤولة والسريعة لمطالب المواطنين وتحقيق حاجاتهم الأساسية  والضرورية للحياة الحرة والعيش الكريم .

عاش العراق

المجد لانتفاضة تشرين الباسلة

الخلود للشهداء والشفاء للجرحى

25/2/2021

*********

اللجنة المحلية للشيوعي العراقي في الشطرة: أوقفوا المجزرة الدموية في ذي قار 

لليوم الخامس على التوالي يواجه شبابنا من ثوار ذي قار بصدور عارية  الة القمع الوحشية  المدججة بالسلاح والقنابل بمختلف انواعها ، ويوميا يسقط الشهداء ويزداد عدد الجرحى حتى وصل المئات ، فيما الحكومتان  المحلية والمركزية والبرلمان كلها تقف عاجزه عن ايقاف نزيف الدم وحماية المتظاهرين .

دعوه مخلصة لاهالي ذي قار النجباء ومثقفيها وشخصياتها الوطنية والاجتماعية  ورؤساء عشائرها المخلصين للتدخل  الفوري والضغط لايقاف هذه  المجزرة  المتواصلة بحق شبابنا المنتفض ضد الفساد والفاسدين . كما نطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراء ذلك   .

الخزي والعار للمجرمين القتلة 

الخلود للشهداء الابرار الذين رووا ارض الناصرية بدمائهم الزكية، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين  

عاش العراق ..عاش العراق

اللجنة المحلية

للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة

 ٢٧ شباط ٢٠٢١

**********

في السويد

أحزاب ومنظمات تدين العنف بالناصرية

بغداد ــ طريق الشعب

وجّه مجموعة من الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في السويد، بيان ادانة الى الرئاسات الأربعة في العراق، بعد الاحداث الدامية، التي جرت في الناصرية، الأسبوع الماضي.

وذكر بيان موقع من 55 جهة، وحصلت «طريق الشعب» على نسخة منه، ان «استمرار هذه المذابح دليل استهتار بدماء الشباب المتظاهرين وارواحهم، وبنفس الوقت تجاهل لحقهم الدستوري في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، وايضا تجاهل عن تنفيذ مطاليبهم العادلة».

وطالب الموقعون على البيان السلطات الأربع، بـ»التدخل لوقف الذبح الممنهج لشباب العراق»، محملاً الحكومة «تبعات جميع ما يحدث».

وطالب البيان، المؤسسات الأمنية «بعدم التمادي والأفراط في استعمال القمع الدموي والاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين العزل وحفظ ارواحهم ودمائهم الطاهرة».

وناشد الموقعون على البيان الرأي العام العالمي، بـ»إدانة هذه الجرائم ودعوة الحكومة العراقية».

وارسل الموقعون نسخة من بيانهم الى :(*ممثلية هيئة الأمم المتحدة/ مكتب السويد. *ممثلية الاتحاد الأوربي/ مكتب السويد. *ممثلية الصليب الأحمر/ مكتب السويد. *مراقبة حقوق الأنسان/ مكتب ستوكهولم. *مجلس السلم السويدي. *الأحزاب السويدية في البرلمان السويدي).

الموقعون: (* الشيوعي السوداني/ فرع السويد. *الحزب الشيوعي السوري الموحد/ السويد. *مجلس السلم السويدي/ نائب رئيس المجلس كمال كّركّي. *الحزب الديمقراطي الكردستاني/ محلية السويد. *الحركة الديمقراطية الآشورية/ لجنة قاطع اسكندنافيا. *حزب بيت نهرين الديمقراطي/ فرع اوربا. *الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي. *المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري/ مكتب السويد. *حزب الجبهة الفيلية/ فرع اوربا. *منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد. *منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد. *تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم. *اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر. *الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد. *رابطة المرأة العراقية فرع السويد/ ستوكهولم. *جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم. *جمعية المرأة الكردستانية في السويد. *جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم. *رابطة الأنصار الديمقراطيين/ فرع ستوكهولم وشمال السويد. *الجمعية المندائية في ستوكهولم. *اتحاد الكتاب العراقيين في السويد. *نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم. *منتدى الحوار الثقافي الديمقراطي العراقي في ستوكهولم. *جمعية بابيلون للثقافة والفنون. *الرابطة المندائية للثقافة والفنون/ فرع السويد. *رابطة شعب كردستان. *منظمة تطوير المرأة الكردية. *جمعية بيت نهرين الاجتماعية. *الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم. *رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم. *حركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم/ السويد. *جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليا. *جمعية بغداد للثقافة والمسرح. *فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم. *لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم. *الجمعية الثقافية العراقية في مالمو. *البرلمان الكردي الفيلي. *رابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد. *فرقة ينابيع االمسرحية. *تنسيقية التيار الديمقراطي في جنوب السويد. *الجمعية الثقافية المندائية في لوند. *البيت الثقافي العراقي في يتبوري. *جمعية المرأة العراقية في يتبوري. *رابطة المرأة العراقية في يتبوري. *جمعية تموز في السويد. *جمعية الأنصار الشيوعيين في يتبوري. *تنسيقية التيار الديمقراطي في غرب السويد. *جمعية المرأة الفيلية في يتبوري. *النادي الثقافي الاجتماعي العراقي في يتبوري. *لجنة الدفاع عن الكورد الفيليين/ يتبوري. *الجمعية العربية النسائية في ترولهتان. *الجمعية الثقافية في ترولهتان. *تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنغ. *الجمعية العراقية في لينشوبنغ. *الجمعية الثقافية في بوروس).

***

إدانات واسعة لقمع المتظاهرين في الناصرية ودعوات لمحاسبة القتلة

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت أربع منظمات عراقية، يوم أمس، بيانات شديدة اللهجة دانت فيها القمع الذي تعرض له المتظاهرون في محافظة ذي قار، والذي ادى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

القمع منهج المحاصصة والفساد

وتساءل اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق/ فرع الناصرية، في بيان له تسلمته “طريق الشعب” عن “المستفيد من توجيه الرصاص إلى صدور الشباب العارية بعد تصاعد الاحداث في المحافظة، ورد القوات الأمنية على المحتجين المطالبين بإقالة الحكومة المحلية وتسببها باستشهاد اثنين من المتظاهرين وإصابة العشرات”، محذرا من “تأزيم الاوضاع وعدم تهدئة الشارع الغاضب على استمرار منهج المحاصصة والفساد، وتردي الخدمات وغياب فرص العمل”. وأضاف الاتحاد في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “الحكومة الحالية تعمل على نفس نهج الحكومات السابقة، من خلال قمع الحريات وتوجيه الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين العزل، ويبدو ان القائمين على نظام المحاصصة لم يتعلموا من تجاربهم السابقة، حيث اثبتت التجربة ان القتل والقمع والترهيب والاعتقال لن يزيد المحتجين الا قوة واصرارا على تحقيق مطالبهم المشروعة”، مؤكدا “الالتزام بالسلمية كخيار وحيد لتحقيق المطالب المشروعة للمحتجين في عموم محافظات العراق”. وطالب الاتحاد في بيانه، الحكومة ومجلس النواب بـ”الاسراع في اقالة المحافظ ونائبيه وتقديم بديل من خارج قوى المحاصصة والفساد”، مشددا على ضرورة “اجراء تحقيق عاجل في احداث الايام الماضية، واشراك ممثلين عن المتظاهرين ومفوضية حقوق الانسان، ومعاقبة المسؤولين عن اعطاء اوامر القمع بحق المتظاهرين وتقديم مستخدمي الرصاص الحي الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

الشبيبة تستنكر القتل

من جانبه، استنكر اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي استخدام العنف في فض تظاهرات الفقراء في محافظة ذي قار. وذكر المكتب التنفيذي للاتحاد في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “جموع المنتفضين خرجت للاحتجاج على سوء ادارة الحكومة المحلية لمفاصل المحافظة لما فيها من ضعف في الخدمات و التعيينات وفرص العمل وتردي الحال الاقتصادي. وطالبت الاحتجاجات السلمية بإقالة تلك الحكومة فيما قوبلت بالقتل واستخدام العنف الذي خلف العشرات من الشهداء و الجرحى”، مبينا أن “المجزرة الدموية التي حصلت تضاف إلى مجازر الحكومة و قواتها و لا جدية في التعامل مع الازمات، ونحمل المسؤولية الكاملة للقائد العام للقوات المسلحة على ما جرى من قتل بوضح النهار لذا نحذر من المماطلة والتسويف بالتعامل مع مطالب المحتجين ونشدد على ان الحلول تحتاج الى معالجات ناجعة ومعالجات جذرية لا بإجراءات ترقيعية. وانما عبر سلسلة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والامنية تتوافق مع المطالب الشعبية، واهمها محاكمة قتلة المتظاهرين وتكليف حكومة محلية من الشخصيات الكفوءة والبعيدة عن المحاصصة وتعويض اهالي الشهداء والجرحى”.

بيان مبادرة عقول

إلى ذلك، أصدر تجمع “عقول” بيانا بشأن الاحداث الدامية التي تعرضت لها محافظة ذي قار. وذكر أمين عام التجمع الدكتور قاسم حسين صالح، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “مدينة الناصرية التي شهدت تظاهرات منذ سنتين وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى أثبتت حقيقتين: الأولى هي أن التعامل بالسلاح ليس هو الحل. والثانية، توضح أن ما يجري ينذر بالمزيد من الفواجع. وعليه، فان الحل يكون بالفكر وتبادل الرأي، وهذا يحتاج إلى مبادرة من جهة محايدة”. وتابع صالح، أن “تجمع عقول، يضم مفكرين ومثقفين وإعلاميين وفنانين، ويشرفه أن يتوجه بدعوة ممثلين عن كل الأطراف بمن فيها الحكومة ممثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لاجتماع يعقد في بغداد أو الناصرية، يوم الرابع من آذار الجاري لحقن دماء اهلنا في مدينة التنوع السياسي والفن والأدب ومهد الحضارة”.

محاسبة القتلة

وفي غضون ذلك، أكدت جمعية المواطنة لحقوق الانسان، إن الاحتجاجات المستمرة منذ يوم الاثنين 22 الماضي، انطلقت لأسباب معروفة أغلبها موضوعية. وأوضحت الجمعية في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “استمرار انتهاكات حق التظاهر السلمي والمعاناة الاقتصادية والبطالة والفساد الإداري والمالي هي أسباب واضحة للتظاهر، لكن بدل أن تقوم السلطات الأمنية بالحفاظ على أرواح المتظاهرين وحمايتهم، راحت الأجهزة تتصدى بالرصاص الحي والاساليب القمعية. فكانت نتيجة القمع سقوط شهداء وجرحى كثيرون”.

وتابع البيان، “اننا نستنكر بشدة ما قامت به القوات الامنية وندعو السلطات المحلية والمركزية لحماية المتظاهرين وايقاف القتل العمد، وتقديم المتهمين باستخدام الرصاص الحي وأدوات القمع الى المحاكم وتبلية المطالب المشروعة”.

***********

التيار الديمقراطي

في الخارج يدين احداث العنف بالناصرية

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، بياناً دانت فيه الاحداث الدامية في الناصرية، مؤكدة استمرارها في دعم انتفاضة تشرين الباسلة. وقالت الهيئة في بيان حصلت «طريق الشعب» على نسخة منه، «يتعرض شبابنا في الناصرية وساحات الانتفاضة الى أبشع الجرائم التي ترتكب بحقهم من اغتيالات واعتقالات واعتداءات.  بينما تقف السلطة عاجزة تماما عن حماية الثوار المنتفضين ضد واقع فاسد، لا يلبي ابسط مقومات العيش الكريم.» وتابع البيان «نحن في هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، ندين هذه التصرفات الهمجية الرعناء التي لا تمت للإنسانية بصلة، ونحمل الحكومة العراقية والجهات المسؤولة ما يحدث لأحرار العراق من بطش وترويع من قبل عناصر ضالة في وحشيتها وهمجيتها. ونطالب بأن تنهض الدولة بمسؤوليتها الكاملة تجاه ما يحدث لشبابنا الثائر». واضاف البيان «نجدد موقفنا الداعم لانتفاضة تشرين الباسلة ضد طغمة الفساد، ومن أجل انتصار ارادة شعبنا ضد الظلم والطغيان، وضد منهج المحاصصة الطائفية المدمرة، وضد مليشيات الأحزاب الفاسدة. ونطالب بمحاكمة المجرمين وتعويض المتضررين».

*********

معلمون: المحاصصة سبب معاناتهم المستمرة

يوم المعلم العراقي.. تحديات جسيمة وواقع مأزوم

بغداد ــ طريق الشعب

تزامنا مع حلول مناسبة عيد المعلم العراقي الذي يرافق مستوى جديد من التحدي في ظل تفشي الموجة الثانية من جائحة كورونا في البلاد، يقول معلمون إن صعوبات كثيرة تواجههم اثناء قيامهم بواجباتهم، فيما تغيب التشريعات اللازمة أو لا يتم تفعيلها من أجل ضمان حقوقهم وحمايتهم من الاعتداءات، فضلا عن عدم تحسين مستوى العملية التربوية بشكل عام، وتهالك البنى التحتية للمدارس، رغم صرف الأموال الطائلة عليها، بسبب الفساد وتداعيات الادارة السيئة لنظام المحاصصة وتهميشه للتعليم.

واقع مؤلم

وعلى خلاف العديد من دول المنطقة والعالم، أمسى واقع التربية والتعليم حاليا في العراق يتراجع بشكل مستمر، بسبب ضعف البنى التحتية، الأمر الذي زاد من معاناة المعلمين والطلبة على حد سواء.

ومن ضمن المعوقات التي تواجه المعلمين، بحسب شهادات بعضهم، هو التجاهل الحكومي أو النيابي لقلة التخصيصات المالية أو القيام باللازم تجاههم، وجعل العملية التربوية هامشية قياسا بمخصصات وزارات أخرى، فيما تبقى امتيازات المعلمين ضئيلة جدا ولا تتم حمايتهم بشكل لازم. ويشير المشرف التربوي المتقاعد، عبد الكريم السعيدي، إلى إن “واقع التربية والتعليم في العراق بدأ بالتدني منذ عقود، والآن كثرت أسباب هذا التدني في ظل التخبط الحكومي والصراع السياسي وعدم الاهتمام بنهضة البلد التي طال انتظارها والتي تنطلق من التعليم قبل كل شيء”.

ويوضح السعيدي لـ”طريق الشعب”، إن “المعلمين محرومون من امتيازات كثيرة يتمتع بها اقرانهم في غالبية دول العالم؛ فالكثير منهم لا يملك السكن الملائم أو الضمانات الصحية والمالية، ولا تتم حمايتهم وفق قانون رادع يمنع التجاوزات المستمرة تجاههم، في حين تبقى الحاجة ماسة الى ادخالهم دورات تطويرية، تواكب الحداثة في العالم، وتطوير المناهج التدريسية مع متطلبات الراهن”، مشيرا إلى أن “التحديات التي تواجه المعلمين متعلقة بطبيعة ادارة البلد من خلال المحاصصة الطائفية التي اوكلت وزارة التربية دائما إلى شخصيات غير كفوءة. علما أن البنى التحتية للمدارس بقيت متهالكة رغم صرف الأموال الطائلة عليها، وذلك بسبب الفساد، ما جعل الدوام في المدارس ثنائيا وثلاثيا، وأضر بالتعليم بشكل مخيف، بينما تحمل المعلم عواقب وخيمة من جرّاء السياسات الخائطة”.

ويلفت المتحدث إلى أن “جميع الأموال المخصصة للبنى التحتية تم نقلها لمجالس المحافظات منذ العام 2013، وصار بناء المدارس وترميمها من مسؤولية المحافظات، ورغم سماعنا عن اطلاق حملات لبناء المدارس الا ان الوقع بقي كما هو، والعراق يعاني نقصا حادا في الأبنية المدرسية وبحاجة الى الحاق اعداد كبيرة من المعلمين المتخرجين بالخدمة للاستفادة منهم”.

ولجأ المعلمون العراقيون في مرات عدة إلى تنظيم إضرابات عامة، احتجاجا على عدم تلبية الحكومة مطالبهم، ومن أبرزها إصلاح القطاع التربوي وتحسين أوضاعهم المعيشية. وكان من ضمنها الاضراب الذي اعلنوه خلال الانتفاضة الشعبية التي انطلقت للمطالبة بالتغيير واصلاح اوضاع البلاد.

قانون حماية المعلم

وفي كلّ مرة تمر مناسبة عيد المعلم، تكثر البيانات والتصريحات من النواب في البرلمان أو الحكومة أو الجهات السياسية التي تؤكد احترام المعلم العراقي والسعي الى تحسين احواله، بينما الواقع لا يترجم هذه الاقوال وبقي المعلم هو الحلقة الاضعف الذي تؤكل حقوقه بسهولة.

ورغم تصويت البرلمان في وقت سابق على قانون حماية المعلمين، إلا أن تفعيله لم يرَ النور وهذا ما أكده النائب الاول لرئيس مجلس النواب، يوم أمس، عندما طالب الحكومة بـ”تفعيله بما يناسب دورهم وجهودهم في صناعة الاجيال”.

ويتحدث مدرس مادة الأحياء، عماد سرحان، عن القانون قائلا: إن “الكثير من القوانين التي جرى تشريعها ما زالت معطلة ولا يتم تطبيقها، ومن ضمنها قانون حماية المعلمين والمدرسين والمشرفين التربويين”.

وينص القانون في أول مادتين فيه على “حماية المعلمين والمدرسين من الاعتداءات والمطالبات العشائرية والابتزاز جراء قيامهم بأعمال الوظيفة الرسمية أو بسببها، فضلا عن رفع المستوى العلمي والمعيشي والصحي للمعلمين والمدرسين”.

ويزيد سرحان أن “الاعتداءات على المعلمين مستمرة وخصوصا في المناطق الشعبية للأسف الشديد، بينما رواتب هذه الشريحة ضئيلة جدا مقارنة ببقية القطاعات الحكومية، ونرى كيف ان المعلم صاحب الخدمة الطويلة يتقاضى راتبا لا يليق به”، داعيا الى “القيام بإجراءات حقيقية للحد من حالات الاعتداء التي تطال المعلمين والمدرسين، وانزال اقصى العقوبات بحق الجناة”.

مدارس مكتظة

وفي غضون ذلك، استطلعت “طريق الشعب”، آراء بعض الطلاب بشأن الواقع التربوي. وكان من بينهم الطالبة مريم صبحي في الصف الثالث المتوسط، التي أكدت أن “الصفوف مكتظة بأعداد الطالبات، ويصل العدد في كل صف إلى حوالي 50 طالبة، رغم صغر حجم القاعات، وهذا ما ينعكس سلبا على استيعابنا وتلقينا للمحاضرات”.

أما الطالب في الصف السادس الاعدادي مهدي ستار، فيشير إلى أن “غالبية المدارس ومنها مدرستنا الإعدادية تفتقر لبعض وسائل الإيضاح، واكتظاظ الصفوف، وهذا ما يؤثر في استيعاب المادة، الأمر الذي يضطرنا للتسجيل في المعاهد الأهلية الخاصة بدروس التقوية خاصة في بعض المواد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والأحياء، وهذا يكلفنا مبالغ باهظة تضاف إلى عاتقهم”.

من جانبه، يؤكد المدرس احمد الموسوى، ان “معاناة المعلمين والمدرسين تتمثل بتدني الرواتب والامتيازات، حيث لا تنسجم مع ما نبذله من جهد في التدريس، ولعل غالبية موظفي الدولة وفي كل العالم يعملون وهم جالسون على مكاتبهم، إلا المعلم يعمل وهو واقف لساعات متواصلة ويقدم خدمات علمية كبيرة لا تلاقي الاهتمام ولا يرد عليها بالعدالة والانصاف”.

وأشار إلى أن المعلم يعمل في بيئة تفتقر للخدمات الصحية والكهرباء والمياه النظيفة ووسائل التكييف وغيرها من المتطلبات الأساسية، الأمر الذي يتطلب إبعاد القطاع التربوي عن المحاصصة الطائفية في تولي الوزراء والمديرين العامين والقائمين على القطاع التربوي، ومنح هذه المناصب للكفاءات وذوي الخبرة للنهوض بواقع التربية والتعليم”.

************

الصفحة الرابعة

«فايزر» ترهن إرساله للعراق بضمانة قانونية

التطعيم في الطريق.. لقاح كورونا يلحق بموازنة 2021

بغداد ـ طريق الشعب

يستعد مجلس النواب، لقراءة قانون مواجهة فايروس كورونا، الذي بعث به مجلس الوزراء، اليه مؤخرا، على أثر مطالبة بعض الشركات التي تعاقدت مع وزارة الصحة، بـ”ضمانة قانونية” قبل توريد منتجاتها اليها.

فيما تقول الوزارة، إنها ستتجه للتعاقد مع شركات أخرى، إذا ما أقرت الهيئات العلمية المختصة، جدوى اللقاحات الحالية.

وتنوي خلية الازمة البرلمانية، استضافة مسؤولي الصحة لمناقشة “تصاعد أعداد الاصابات”، وقرارات تعطيل الدراسة والحظر الجزئي، الى جانب بحث “موضوع توفير اللقاحات واطلاع الشعب وممثليه على تفاصيل هذه الاحداث”.

وطلبت شركة “فايزر بايونتك” بإخلاء مسؤوليتها الجزائية، من أية تداعيات جانبية، قد تظهر بعد التطعيم.

وكان مجلس الوزراء أرسل، الاسبوع الماضي، مشروع قانون مواجهة جائحة كورونا، الى البرلمان الذي يعتزم قراءتها في البرلمان في جلساته المقبلة.

وترهن لجنة الصحة والبيئة في البرلمان، تمرير قانون كورونا، بإقرار موازنة العام الحالي.

وتقول اللجنة، ان شركة فايزر وحدها من طالب بالضمان القانوني، وهناك شركات أخرى لم تفعل ذلك “روسية وصينية”، يمكن للوزارة ان تتحرك تجاهها.

10 سنوات لإنتاج لقاح آمن

وتعقيبا على تداعيات اللقاحات، يقول الدكتور فاضل عباس المندلاوي (اخصائي الامراض التنفسية)، ان بعض الشركات المصنعة للقاحات، التي تعاقدت معها، بعض الدول من بينها العراق، تحتاج لأكثر من عشر سنوات، لإنتاج لقاحات أمينة صحيا، ولا تصاحبها أضرار جانبية”.

واضاف المندولاي في حديث خص به “طريق الشعب”، إن “إجازة لقاح فايزر، جرى بصورة طارئة”، لاحتواء أزمة تفشي الجائحة، وبالتالي فان الشركة “حمّلت المستوردين مسؤولية احتمالية ظهور أية أعراض جانبية، قد تظهر بعد التطعيم” بحسب المندولاي. 

استضافة برلمانية

وقررت خلية الازمة في مجلس النواب، أخيرا، استضافة مسؤولي وزارة الصحة، وذلك بعد قرارات تعطيل الدراسة وحظر التجول لمواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا. 

وقال مقرر خلية الازمة النيابية النائب جواد الموسوي، في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، إن الاستضافة تأتي “لتصاعد الاصابات بالكورونا فيروس خلال الايام الاخيرة وصدور العديد من التعليمات والقرارات من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية والتي شملت تعطيل الدراسة والحظر الجزئي والكلي وكذلك موضوع توفير اللقاحات ولاطلاع الشعب وممثليه على تفاصيل هذه الاحداث”.

وتشهد محافظات العراق باستثناء اقليم كردستان حظرا شاملا للتجوال يمتد ايام الجمعة والسبت والاحد، فيما يبقى الحظر جزئيا باقي الايام، مع اعتماد الدراسة عن بعد ضمن اجراءات عدة اتخذتها السلطات لمواجهة فيروس كورونا المتحورة.

كورونا والموازنة

وأبدت لجنة الصحة والبيئة البرلمانية موقفها من قانون مواجهة كورونا، قائلة ان التصويت عليه قبل اقرار قانون الموازنة “أمر مستبعد”.

وقال عضو اللجنة النائب غايب العميري، للوكالة الرسمية، إن “ بعض الشركات ومن ضمنها فايزر اشترطت بان يكون هناك قانون ضامن لهذه الشركات من اجل عدم وجود ملاحقة قانونية في حال ظهور اي اعراض جانبية، ترافق هذا اللقاح حين استخدامه”، لافتا الى ان “القانون تم طرحه الى مجلس الوزراء والتصويت عليه، ومن ثم ارساله الى مجلس النواب كمشروع قانون من اجل اقرار”.

واضاف العميري انه “من الطبيعي جدا ان تكون هناك ملاحظات تسجل على القانون من قبل لجنة الصحة والبيئة او من قبل اعضاء مجلس النواب وسيكون هناك اطلاع ومناقشة ومن ثمة قراءة اولى وقد تجرى بعض التعديلات على القانون”، مستبعدا “التصويت على هذا القانون قبل التصويت على قانون الموازنة”.

فايزر تريد ضمانا قانونيا

ووفقا للعميري، فانه “من الضروري ان تكون اهمية لهذا القانون لاعطاء الضمانات لبعض الشركات من اجل استيراد هذا اللقاح”، مبينا انه “ ليست جميع الشركات تطالب بهذا القانون حاليا فقط شركة فايزر وهناك عدة خيارات لدى وزارة الصحة في الشركات الاخرى الصينية والروسية وغيرها التي لا تشترط هذا القانون”.

وشدد العميري على انه “يمكن ان تذهب الوزارة لبعض اللقاحات الاخرى لحين اقرار هذا القانون”، مشيرا الى انه “اذا كان للقانون اهمية كما يراه بعض اعضاء مجلس النواب او ان استيراد اللقاحات يتوقف الا بوجود هذا القانون فسوف يناقش داخل مجلس النواب واما يمرر او يعدل او يرفض”.

جهات مبرّأة من المسؤولية!

من جهته، أبدى النائب عن تحالف عراقيون، علي البديري، استغرابا تضمين مسودة قانون مواجهة جائحة كورونا في مادته الثانية نصا يعفي جهات عديدة من اية مسؤولية، في حال حدوث ضرر من التلقيح بلقاح كورونا.

ودعا البديري وزارة الصحة الى “توضيح هذه الصيغة وما هي أسبابها ومبرراتها”.

وقال: ان “المادة الثانية من مسودة مشروع قانون مواجهة جائحة كورونا تضمنت صيغة غريبة وصادمة وهي إعفاء الشركات المصنعة والمجهزة والموزعة والمسوقة وممثليها ووزارة الصحة من الأضرار الناتجة عن توفير او استخدام المواد الطبية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا”.

وبالتالي فإن البديري يبدي خشية من هذه المادة من القانون “تعطي الشرعية الكاملة لايصال اللقاحات الفاسدة والمنتهية الصلاحية او التي تعرضت لسوء تخزين او خطأ في تقديم الجرعة”.

ومع هذه الحالة يكون المواطن، بحسب النائب، “امام خيارين: اما ان تموت بكورونا او تتلقى اللقاح على مسؤوليتك الشخصية!”.

البرلمان يحتاج لـ10 أيام

ووفقا لعضو اللجنة القانونية البرلمانية، بهار محمود، فإن الهدف من تشريع هذا القانون هو “تنظيم عملية توزيع لقاحات كورونا”.

وقالت محمود في حديث صحفي تابعته “طريق الشعب”، أن “القانون يتكون من ست مواد هي لتنظيم عملية توزيع اللقاح من قبل الجهات المختصة على ابناء الشعب العراقي”.

واضافت أن “مجلس النواب يحتاج إلى مدة عشرة ايام للانتهاء من تشريع هذا القانون، أي قبل مدة وصول اللقاحات التي حددت وصولها وزارة الصحة”.

16 مليون جرعة

وقال سيف البدر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والبيئة، إنّ وزارته “تعاقدت على ١٦ مليون جرعة من لقاحات كورونا وأن تجهيزها سيبدأ خلال أيام”.

وأضاف في تصريح صحافي أرسله لـ”طريق الشعب”، ان “دفع العراق المبالغ اللازمة ومن خلال القنوات الرسمية والبالغة ١٦٩ مليون دولار الى مرفق كوفاكس”، مبينا ان “العراق وقع اتفاقية مع شركة فايزر بايونتك وننتظر إقرار البرلمان لهذه الاتفاقية وتفاصيلها القانونية”.

واشار أيضا الى “تعاقد العراق مع شركة سينوفارم الصينية، وسيبدأ تجهيزه قريبًا بعد استكمال الإجراءات”.

وفي حال ضمنت اللقاحات التي تعاقد عليها الوزارة إقرارا من قبل الهيئات العلمية المختصة، فان الصحة “ستتعاقد الوزارة مع شركات أخرى”، بحسب البدر.

واكد المتحدث أن الوزارة “ملتزمة بتلقيح جميع الفئات المستهدفة وضمن الأولويات التي حددها خبراء الصحة العامة لحين تحقيق أعلى نسبة ضمن الشعب العراقي”.

********************

في ندوة لمنظمة تموز حول الانتخابات

ملاحظات جدية حول إجراءات تسجيل الأحزاب وامكانية اجراء الانتخابات

بغداد – طريق الشعب

ضمن فعاليات منظمة تموز الاجتماعية المعنية في مراقبة الانتخابات، أقيمت جلسة حوارية الكترونية ضيف فيها المدير العام السابق لدائرة شؤون الأحزاب في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات سعد العبدلي، ورئيس مركز كلواذا للدراسات وقياس الراي العام العراقي باسل حسين، وعضو حزب البيت الوطني حسين الغرابي، للحديث عن تسجيل الأحزاب والتحالفات السياسية وتأثيرها في الانتخابات.

عزوف عن الترشيح

وقال سعد العبدلي، إن “عدد المرشحين الذين وصلت ترشيحاتهم إلى المفوضية بشكل رسمي لغاية يوم 25 شباط هو 59 مرشحا فرديا فقط وهذا يعني أن الكثير من الدوائر الانتخابية والمحافظات لم يترشح فيها مرشح واحد وهذه ظاهرة غريبة، وهذا الأمر خلاف لتوقعات المفوضية والمراقبين”، متسائلا “هل كان الجميع يعلم أن موعد الترشيح سوف يمدد أو هو عزوف من قبل الأحزاب لغرض تأجيل موعد الانتخابات، والسؤال الأهم أين المرشحون الذين كانوا ينادون بالسماح بالترشيح الفردي؟ فلغاية الآن عدد المرشحين لم يساو عدد الدوائر الانتخابية أصلا”.

انتقاد لإجراءات المفوضية

واضاف أن “السياق الصحيح للعمل هو تقديم خطوة تسجيل التحالفات على خطوة تقديم المرشحين، فالتحالفات تغير خارطة الترشيحات، ولكن يبدو أن المفوضية محرجة في موضوع تصميم ورقة الاقتراع والذي يعتمد على عدد المرشحين في كل دائرة، وعليه فالمفوضية تحتاج معرفة عدد المرشحين في كل دائرة”، مشيرا إلى “صعوبة تصميم استمارة الاقتراع في حال تمديد موعد تقديم المرشحين إلى ما بعد موعد 17 نيسان”.

ودعا العبدلي “الأحزاب السياسية إلى الانتهاء من مشاوراتها بشكل سريع من أجل الحفاظ على موعد إجراء الانتخابات”، مشيرا إلى “عدم امكانية مشاركة الأحزاب غير الحاصلة على اجازة التأسيس قبل 17 نيسان المقبل في الانتخابات المقبلة”.

تسجيل الأحزاب

وفي خصوص تسجيل الأحزاب، أوضح العبدلي أن “العملية تعتمد على 3 جهات هي الحزب السياسي ودائرة الأحزاب في مفوضية الانتخابات والدوائر الساندة وبالذات الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة ودوائر القيد الجنائي في وزارة الداخلية”، مبينا أن “تأخير تسجيل الأحزاب يأتي بسبب تأخير في تقديم الإجراءات المطلوبة من قبل الحزب المتقدم للتسجيل، أو من قبل الدوائر الساندة لكون هيئة المساءلة والعدالة تحتاج لوقت طويل من أجل التأكد من صحة موقف أعضاء الهيئة العامة للحزب”.

بديل سياسي

من جانبه، قال عضو البيت الوطني حسين الغرابي، إن “انتفاضة تشرين طالبت بتقديم بديل سياسي وانهاء المحاصصة واستبدال الطبقة السياسية الحالية لاعتقادها بفشلها في ادارة الدولة”، مؤكدا أن “سبب الذهاب إلى تسجيل الحزب هو نتيجة لاعتقادنا بعدم جدوى الترشيح الفردي وعدم امكانية تطبيق البرامج الانتخابية من قبل الفائزين في الانتخابات”.

واضاف أن “الأحزاب السياسية المسيطرة على السلطة قدمت نموذجا سيئا عن فكرة وجود الأحزاب، وهذا لا يعني أن تشكيل الأحزاب جريمة”، مبينا أن “أساس الديمقراطية هو وجود أحزاب ديمقراطية حقيقية”.

وانتقد الغرابي “اجراءات تسجيل الاحزاب والمبالغ المالية المطلوب توفرها من الحزب المراد تسجيله”، منوها إلى “عدم وجود بيئة انتخابية صحية لإجراء الانتخابات بسبب انتشار السلاح المنفلت فضلا عن وجود ملاحظات جدية حول قانون الانتخابات”.

بيئة غير أمنة

من جهته، قال الباحث باسل حسين، إن “البيئة الانتخابية في العراق معقدة وهناك تداخل في عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية والخدمية وهناك تداخل بين الداخل والخارج، فالانتخابات في العراق تحظى باهتمام خارجي ايضا”، مؤكدا، أنه “لا يمكن الحديث عن بيئة انتخابية آمنة في ظل استمرار انتشار السلاح المنفلت، واعتراضات الكتل السياسية حول موضوع الرقابة والاشراف الأممي على الانتخابات، فضلا عن الاعتقاد بحدوث عمليات تزوير واستغلال لبطاقة الناخب الإلكترونية”. وأضاف أن “العزوف عن الترشيح نتيجة لاضطراب في عمل المفوضية والتدخلات السياسية من قبل الأحزاب في عملها، ومن غير المعقول تقديم الترشيح على التحالفات وهذا ما يخلق ارباكا واشكالات كبيرة في قادم الأيام”، مشيرا إلى “وجود فشل كبير في موضوع صناعة الثقة في العملية الانتخابية وهناك عدم إيمان من قبل الكثير في إمكانية التغيير عن طريق الصندوق الانتخابي”. وتابع الباحث، أن “قانون الانتخابات مليء بالأخطاء وهناك 32 إشكالا فيه، ومن غير المعقول احتواء قانون الانتخابات على هكذا عدد من الاشكاليات”. وبيّن أن “موعد الانتخابات الذي طرحته الحكومة هو موعد سياسي وغير دستوري وممكن تجاوزه بسهوله،”، منوها إلى أن “الدستور أناط برئيس الجمهورية مهمة تحديد موعد الانتخابات المبكرة”.

واكد حسين، أن “الانتخابات سوف يجري تأجيلها إلى نيسان من العام المقبل ولن تجرى في موعدها المحدد من قبل الحكومة”.

***********************

تظاهرات مطلبية في ثلاث محافظات: المتعاقدون ينتظرون حلولا منصفة

بغداد ــ طريق الشعب

شهدت ثلاث محافظات تظاهرات ووقفات احتجاجية، للمطالبة بعدم انهاء عقود موظفي وزارة الاعمار والاسكان, وتثبيت الحراس الامنيين في الحقول النفطية.

فيما تظاهر عدد من سائقي الشاحنات، احتجاجا على ارتفاع مبالغ الجباية المستحصلة منهم.

تظاهرة لأصحاب العقود

وفي العاصمة بغداد, تظاهر العشرات من اصحاب العقود في وزارة الاعمار والاسكان،  امام مقر الوزارة مطالبين بتجديد عقودهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من المتعاقدين مع وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة، تظاهروا امام مبنى الوزارة احتجاجا على رفض الوزيرة نازنين محمد، تجديد عقودهم”, مشيرا الى ان “الاموال المخصصة لأجور أصحاب العقود موجودة في الوزارة، وليس هناك مبرر لعدم تجديد عقودهم على حد تعبيرهم”.

كما شهدت ساحة جسر الطابقين في منطقة الكرادة، انطلاق تظاهرة مطلبية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “اصحاب المحال التجارية والدور السكنية التي ازالتها امانة بغداد مؤخرا قرب جسر الطابقين جددوا احتجاجاتهم للمطالبة بتعويضهم عن الاضرار الناجمة عن قرار الازالة، ويهددون بالاعتصام لحين ايجاد الحلول”.

تظاهرة للحراس الامنيين

من جانبهم, تظاهر عدد من الحراس الأمنيين العاملين في الحقول النفطية، أمام محطة كبس الغاز الخامسة، داعين الى تثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من الحراس الامنيين في الحقول النفطية، نظموا تظاهرة امام محطة كبس الغاز الخامسة، أثناء افتتاحها من قبل وزير النفط إحسان عبد الجبار، للمطالبة بالتثبيت على ملاك وزارة النفط”.

وشكا عدد من المتظاهرين من معاناتهم رغم عملهم في حراسة الحقول النفطية منذ 12 عاما بصفة عقود، وبإشراف إداري وفني من قبل وزارة النفط، لكن الخدمة تحسب لشرطة الطاقة, مشيرين الى انهم سلموا ملفات 6475 حارسا امنيا الى وزير النفط الذي وعدهم بالاستجابة لمطالبهم.

تظاهرة لسائقي الشاحنات

فيما تظاهر عدد من سائقي الشاحنات في مدينة الكوت، احتجاجا على ارتفاع مبالغ الجباية المستحصلة منهم عند دخولهم الى مركز المحافظة من جهة محافظة ميسان.

وطالب السائق عباس عبد السادة، في حديث لمراسل “طريق الشعب”، بـ”اعادة النظر في مبالغ الجباية المستحصلة منهم عند دخولهم إلى مركز المحافظة من جهة محافظة ميسان”، مشيرا الى ان “مبالغ الجباية تصل إلى 22 ألف دينار يوميا، وهذا الأمر غير مطبق في باقي المحافظات”.

واضاف ان “هذه الاجور تستحصل ضمن رسوم صيانة الطرق التي تشهد اندثارا مستمرا وتخسفات عديدة، نتيجة سوء تنفيذها”.

*********************

الصفحة الخامسة

توقفت فيها عجلة الإدامة منذ 30 عاما

أحياء في أيمن الموصل تعيش أوضاعا خدمية مزرية

الموصل – وكالات

أكثر من ثلاثة عقود مضت ولا تزال أحياء سكنية في الجانب الأيمن من الموصل أقرب ما تكون إلى قرى أو مناطق ريفية، على الرغم من انها تقع داخل واحدة من أكبر المدن العراقية وأبرزها، ويعود تاريخها إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة.

هذه الأحياء، وأهمها “تل الرمان”، “المأمون”، “التنك” و”رجم حديد”، تعيش اليوم أوضاعا مزرية. فهي بلا بنى تحتية ولا شبكات صرف صحي ولا طرق معبدة تقي الأهالي من المياه الآسنة والأطيان والأوحال التي تتزايد خلال موسم الأمطار.

لا أحد يتذكرنا!

خلال جولة ميدانية نظمتها وكالة أنباء “شفق نيوز” في تلك الأحياء، أعرب السكان عن استيائهم “الشديد” من إهمال الحكومات المحلية المتعاقبة واقعهم الخدمي. فيما رأى بعضهم أن هناك “تمييزا مناطقيا” من قبل المسؤولين، من ناحية تقديم الخدمات. 

العم أحمد، أحد سكان منطقة “رجم حديد”، يقول لمراسل “شفق نيوز”: “لا تستغرب مما تراه هنا. فنحن لسنا على قيد الحياة ولن يتذكرنا احد سوى في ايام الانتخابات!”، مضيفا قوله: “وعدنا الكثيرون بتقديم الخدمات، وجميعهم كذب علينا، وبتنا لا ندري لمن نوجه شكوانا! فكلما راجعنا الدوائر المعنية أخبرتنا بأنها ستقدم لنا الخدمات عند توفر التخصيصات المالية، وبالمقابل لم يتغير شيء!”.

أمراض جلدية تتفشى

تكشف المواطنة أم عمار، عن مشكلة خطيرة تهدد صحة سكان هذه الأحياء، وبالأخص الأطفال منهم، تتمثل في تفشي الامراض الجلدية.

وتقول أم عمار في حديث صحفي: “لقد سئمنا من حياتنا. هذه الدور التي نعيش فيها باتت اشبه بالخرائب بسبب عدم وجود شبكات للمجاري، بينما طرقنا غير معبدة وأصبحنا لا نرى عجلات البلدية إلا نادرا”، مشيرة إلى أن الأمراض الجلدية بدأت تتفشى بين الأطفال بسبب التلوث البيئي”.

وتتابع قولها: “اننا اليوم نعيش وضعا مذلا في مناطق لا تصلح لعيش البشر!”.

تمييز مناطقي

يصف رجل مسن من سكان تلك الأحياء، معاناتهم الخدمية وأوضاعهم المعيشية بكلمات قاسية جدا، تعبيرا عن استيائه وغضبه مما وصل إليه حالهم، لافتا إلى أن هناك تمييزا مناطقيا من قبل المسؤولين في تقديم الخدمات.

ويتساءل الرجل: “لو كانت هذه الأحياء في الجانب الأيسر من الموصل هل كانوا سيتركونها مثلما تركونا اليوم!؟” - في إشارة إلى أن الخدمات والأوضاع في الجانب الأيسر من المدينة أفضل بعض الشيء، كونه يضم مقر الحكومة المحلية ومجلس المحافظة قبل حل مجالس المحافظات.

الموازنة لا تكفي

معاون محافظ نينوى د. رعد العباسي، يذكر لـ “شفق نيوز”، أن الحكومة المحلية تعلم بالوضع المزري الذي تعيشه تلك الأحياء.

ويقول: “نحن على دراية بما يعانيه سكان هذه المناطق، وقد وضعنا خططاً لتقديم الخدمات لهم، إلا ان الميزانية لا تكفي لشمول جميع أحياء الموصل بالخدمات”، مستدركا: “لكننا قسمنا الميزانية بالشكل الذي يمكّننا من تقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات في الأحياء السكنية المشار إليها”.

الحياة في القرى أرحم!

لم يختلف كلام الحكومة المحلية عما تحدث عنه الأهالي. فالمعاناة بسبب غياب الخدمات مستمرة منذ تسعينيات القرن الماضي.

ويتحدث صاحب محل بقالة في أحد الأحياء المنكوبة في الجانب الأيمن من الموصل، عن أوضاعهم المزرية، ويقول في حديث صحفي: “حتى في القرى الحياة أرحم بألف مرة من حياتنا هنا، ولكن لا بديل لدينا، ولو كان هناك من يشتري منازلنا لما بقينا في هذه الأحياء ساعة واحدة!”.

***********

أگـول

حملات نتمنى استمرارها!

آيات سعدون

نشرت مجموعة من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحملات تنظيف وتشجير واسعة في منطقة الكرادة، أُطلقت بالتزامن مع قرب زيارة بابا الفاتيكان لبغداد، المؤمل أن تتم في الخامس من آذار الجاري.

ويتبين من الصور ان هذه الحملات عاجلة جداً، نظرا لسرعة التنفيذ واقتصار العمل على الأماكن التي من المقرر أن يمر البابا عبرها، ما يعني أن بقية المناطق لا تشملها الحملات.

ويتبين أيضا، ان الحملات لن تدوم، فهي محددة بوقت الزيارة لا غير!

أمام ذلك كله، يحق لنا أن نتساءل عن سبب تأخر الشروع بهذه الحملات، بالرغم من كون الإعلان عن موعد زيارة البابا تم قبل فترة بعيدة؟ كما نتساءل عما إذا كانت هناك حملات مشابهة في محافظتي النجف وذي قار، اللتين سيزورهما البابا أيضا، مثلما هو مقرر في برنامج الزيارة؟ وهل أن هذه الحملات ستستمر، أم ستنتهي كشبيهاتها السابقة؟ إذ سبق وان فاجأتنا الجهات المعنية، بحملات مماثلة انتهت مباشرة بعد انتهاء الفعالية التي نفذت من أجلها!

أضع هذه التساؤلات وأنا أتذكر فيلما مصريا اسمه “زواج بقرار جمهوري”. ففيه شرعت مديرية البلدية بتنفيذ حملة تنظيف وترتيب في منطقة كان رئيس الجمهورية قد قرر زيارتها، إلا أنها أوقفت العمل بعدما علمت أن الرئيس عدَلَ عن زيارة المنطقة!

لذلك اتساءل: هل ستتوقف هذه الحملات في حال قرر البابا عدم زيارة الكرادة، لسبب من الاسباب!؟

***********

حي القادسية البغدادي

يعاني نقصا حادا في الخدمات

بغداد – محمد علي مفتاح

يعاني حي القادسية الكائن في جانب الكرخ من بغداد، نقصا حادا في الخدمات العامة، بدأ من تردي حال الشوارع العامة والفرعية، مرورا بشح المياه، وانتهاء بغياب الخدمات الصحية.

وفي حديث لـ “طريق الشعب”، شكا سكان الحي “الحال المزري” لشارعهم الرئيس وبقية الشوارع الفرعية، مشيرين إلى ان الشوارع مليئة بالحفر والمطبات، بسبب عدم إدامتها وتجديد تبليطها، فضلا عن الأرصفة التي أصبحت خربة نظرا لتقادمها.  أما المشكلة الأخرى التي يعانيها سكان الحي، فهي شح المياه، موضحين أن ذلك يأتي بسبب التجاوزات واستخدام ماء الإسالة في سقي حدائق الجزرات الوسطية، فضلا عن قيام البعض من المواطنين بغسل مركباتهم بواسطة صنابير المياه الموجودة على الجزرات الوسطية وفي الحدائق العامة.  ويعاني سكان حي القادسية، عدم وجود مركز صحي أو عيادة شعبية حكومية داخل منطقتهم، لافتين إلى أن “مستشفى اليرموك” المجاور للحي، بات لا يستقبل الحالات المرضية العامة، كونه خصص هذه الفترة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، والحالات الطارئة الناتجة عن حوادث السير والحرق وغيرها.  ويطالب السكان، الجهات الحكومية المعنية، بالوقوف عند واقعهم الخدمي ومعالجة مشكلاته.

**************

بات مأوى للحيوانات السائبة

“مجمع الغالبية”.. مشروع سكني طواه النسيان!

بعقوبة – قحطان الأنصاري

13 عاما مضت على المباشرة بإنجاز مشروع “مجمع الغالبية” السكني في محافظة ديالى، الذي كلف خزينة الدولة أموالا كبيرة، لينتهي به الحال هيكلا فارغا ومأوى للحيوانات السائبة.

هذا المشروع الذي كان من المقرر أن ينجز خلال 37 شهرا على أن يضم أكثر من 500 وحدة سكنية، توقف العمل فيه بعد أن فاقت نسبة إنجازه الـ 50 في المائة، وذلك بسبب خلاف بين الوزارة المعنية والشركة المنفذة، وفق ما يتناقله متابعون.

وكثيرا ما طالب أهالي ديالى بإتمام هذا المشروع وغيره من المشاريع المتوقفة، التي يصب إنجازها في مصلحة المواطن، إلا أنهم لم يتلقوا استجابة تذكر لمطالبهم.  ولمشروع “مجمع الغالبية” أهمية كبيرة. فهو لو اكتمل، لكان خفف من أزمة السكن التي تشهدها ديالى شأن بقية محافظات البلد، في الوقت الذي يؤدي فيه بقاؤه في هذه المرحلة من الإنجاز، عرضة للتآكل بفعل عوامل الطقس، ما يعد هدرا للمال العام.  وكان مجلس محافظة ديالى، قد حمّل وزارة الإسكان والإعمار مسؤولية التلكؤ في انجاز المشروع، باعتبارها الجهة المشرفة على إنجازه، منتقدا عدم تحركها واتخاذها الإجراء اللازم لإتمامه، بالرغم من المخاطبات المطلبية المتكررة. وبتوقف هذا المشروع كغيره من المشاريع الخدمية المهمة، يكون الضحية الأول والأخير هو المواطن البسيط، الذي كان يأمل في الحصول على محل سكن يأويه، خاصة أن مسؤولين في محافظة ديالى صرحوا مرارا وتكرارا بأن شقق “مجمع الغالبية” ستكون من نصيب أصحاب الدخل المحدود. 

*************

مواساة

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالتعازي الصادقة للرفيق حسن مهدي بوفاة شقيقته، متمنية له ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان، وللفقيدة الذكر الطيب دوما.

*تعزي هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي الرفيق حازم رهيف بوفاة عمه عبد الحسين حسون موسى الفتلاوي. الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

وتعزي الهيأة ايضا عائلة الصديق كاظم عودة الخطاط بوفاته. الذكر الطيب للراحل والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

 *تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ، الرفيق عبد العالي حسين ياسر الحجامي بوفاة ابن أخيه المقدم زين حميد العجلي الحجامي، إثر تعرضه لحادث غدر جبان. للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*بألم واسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق والشخصية الاجتماعية والوطنية نصيف جاسم التميمي. كان الفقيد “ابو وميض” امينا على مبادئه، متصديا للدفاع عن حزبه الشيوعي العراقي في احلك الظروف. وقد تعرض بسبب انتمائه للحزب الى الاذى والسجن والاعتقال مرات عديدة.

فقدانه خسارة كبيرة.. له الذكر الطيب ولعائلته وأولاده ورفاقنا من آل مشهد الصبر والسلوان.

كما تنعى اللجنة المحلية الرفيق جمال الصفار، شقيق شهيد الحزب الفنان سعد الصفار. له الذكر العطر ولأسرته ورفاقه وذويه الصبر والسلوان.

وتنعى ايضا زوجة الرفيق كامل عبد شيال، التي وقفت مع الحزب في ظروف صعبة. للفقيدة الذكر الطيب ولذويها الصبر والسلوان.

* ببالغ الحزن والاسى العميقين، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الحاج رزاق علي أل حاج عباس الحمداني، عم الرفيق رياض الحمداني، والذي فارق الحياة في قضاء الشنافية إثر مرض ألم به ولم يمهله طويلا.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

وتعزي اللجنة المحلية بوفاة والدة الصديق نائب نقيب المعلمين /المركز العام، الأستاذ التربوي عدي حاتم العيساوي. للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الكريمة الصبر والسلوان.

*تعزي هيئة الشهيد فاضل البياتي للحزب الشيوعي العراقي، الاستاذ والمناضل خلف عبد كريم (ابو زياد) بوفاة شقيقه أبو عادل. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* بألم بالغ تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الأعظمية، رحيل الرفيق زهير ناجي محمد. والفقيد مناضل شيوعي تعرض للاعتقال والسجن في “نقرة السلمان” وسجن الحلة، وظل أمينا على مبادئه حتى يوم رحيله.

للرفيق العزيز الراحل السلام والطمأنينة والذكر العاطر، ولرفاقه وعائلته الكريمة الكثير من الصبر والسلوان.

*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد الرفيقة سليمة عبد الرزاق (أم رافع) التي فارقت الحياة يوم الأحد الماضي. والفقيدة هي والدة النصيرة الرفيقة وقار هاشم والنصير الرفيق ساطع هاشم. وقد ارتبطت بحزبنا الشيوعي العراقي منذ خمسينيات القرن الماضي، وعانت شتى انواع الملاحقة والاضطهاد.

برحيل الرفيقة ام رافع نكون قد ودعنا واحدة من مناضلات جيل النساء البطلات، اللاتي قدمن كل غال وثمين من اجل قضية الحزب والشعب.

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية الأستاذ الاديب معن فاضل سباح بوفاة والدته التي وافاها الأجل أثر مرض عضال ألم بها، للفقيدة الذكر الطيب وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

   *تعزي محلية الكرخ الثانية واساسية سلام عادل للحزب الشيوعي العراقي الرفيق علي جودة المالكي بوفاة والدته، للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها جميل الصبر والسلوان.

*تعزي محلية المثقفين للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ايوب عبد الحسين عضو اللجنة المحلية بوفاة شقيقته،  للفقيدة الذكر الطيب ولروحها السلام وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية

استراتيجية المدن الصناعية المنسية

ابراهيم المشهداني

جرى منذ اكثر من عشر سنوات تشكيل اللجنة العليا لإدارة المدن الصناعية في العراق بموجب الدراسة المعدة من قبل الامم المتحدة للتنمية الصناعية ( اليونيدو ) مع وزارة التخطيط التي تضم ممثلين عن هيئة المستشارين والهيئة الوطنية للاستثمار ووزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة وهيئة المناطق الحرة ووزارة الكهرباء والمديرية العامة للتنمية الصناعية مهمتها دراسة مشروع المدن الصناعية في العراق وتحديد اهدافها ومشاكلها ومعالجة المعوقات التي تواجهها .

وتأتي هذه الخطوة تماشيا مع تجربة المدن الصناعية في العالم بوصفها منطقة مخصصة ومخطط لها لغرض التنمية الصناعية وتنشيط حركة التصنيع وتشغيل الايدي العاملة والاستفادة من الموارد البشرية المؤهلة وخاصة الهندسية منها ابتداء من نسختها الابسط المتمثلة بإقامة مجمع الاعمال او مجمع المكاتب الذي يشمل المكاتب والصناعات الخفيفة وصولا لبناء قاعدة مادية للتصنيع الثقيل وبوابة للتنمية المستدامة .

  ان مما يمهد السبيل لإخراج هذه الاستراتيجية من ادراجا لمكاتب الحكومية الى حيز التنفيذ هو وفرة المعطيات العالمية عن تجربة المدن الصناعية في العديد من البلدان التي زارتها اللجنة مع وجود القناعة والحماسة لعدد من الوزارات وفي المقدمة وزارة الصناعة التي صرح وزيرها الاسبق محمد شياع السوداني ذات يوم عند ترؤسه اجتماع اللجنة العليا لإدارة المدن الصناعية في العراق ان الوزارة قد اعدت في خطتها اقامة مدينة صناعية في كل محافظة من محافظات العراق بموجب الاستراتيجية الصناعية حتى عام 2030 وبنفس المعنى صرح العديد من اعضاء اللجنة خصوصا ممثلي القطاع الخاص فما الذي خفف من ذلك الحماس الى درجة الفتور وتلكؤ هذا المشروع الاستراتيجي ؟

لعل الاجابة عن هذا السؤال المهم يرتبط قبل كل شيء بالسياسة الاقتصادية للحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 التي ازكمت انوفها رائحة النفط وبريق الدولار الذي خطف الابصار للكثير من قواها السياسية الفاعلة  فجعلت من انتاج النفط وتصديره الهم الاكبر في توفير الموارد  المالية والتي على اساسها تم 

بناء موازناتها السنوية .ويمكن القول ان السياسة الاستيرادية للحكومة لمعظم السلع التي بإمكان العراق انتاجها محليا بما فيها ابرة الخياطة وباقة الفجل قد قادت عمليا الى اسر السوق الداخلية وخضوعها لسياسة الاغراق ووضعها في خدمة اقتصاديات الدول المجاورة وبالتالي ادت الى تدمير الانتاج الوطني في القطاع الزراعي وما تبقى من مشاريع القطاع الصناعي التي كانت في مرحلة سابقة في افضل حالات الانتعاش والتعافي ومن ثم استنزاف الاحتياطي النقدي بأكثر من 350 مليار دولار دون ان تضيف شيئا الى الانتاج المحلي الاجمالي بل العكس فضلا عن اثارها السلبية عل ميزان المدفوعات .

  صحيح ان هذا النوع من المدن يحتاج الى البنية التحتية الرطبة التي تحتوي على الطرق وتحويلات السكك الحديدية والموانئ والامدادات الكهربائية عالية الطاقة وكابلات الاتصالات المتطورة وخطوط الغاز ولكن الموارد المالية التي دخلت الى خزينة البلاد في تلك الفترة كانت كافية لتوفير هذه المستلزمات التي يمكن ان تتكامل مع مرور الوقت لو كانت السياسات الحكومة على اساس علمي رصين يتسم بالشمول والتوازن البنيوي في الاقتصاد العراقي الكلي .

اننا نعتقد ان امام الحكومات الحالية واللاحقة مهمة لا تقبل التسويف عبر   تفعيل مشاريع المدن الصناعية ونقترح الاتي :

  1. الاستفادة من التجربة العالمية ومنها على سبيل المثال التجربة الاردنية وخاصة التفاهمات الاولية على اقامة مدينة صناعية في محافظة الانبار وانشاء مدينة صناعية مشتركة على الحدود بين البلدين كما انه من الممكن الاستفادة من التجربة الصينية والاستفادة من مزاياها الاقتصادية والاستفادة من السوق الصينية لأغراض التصدير واستثمار خبرتها التصنيعية في تنمية المنتوجات المحلية .
  2. اصدار التشريعات القانونية الخاصة بالمدن الصناعية والضامنة لتوفير تسهيلات صناعية كفيلة باستقطاب المستثمرين الصناعيين المحليين والاجانب .
  3. تفعي واستكمال المدن الصناعية التي وضعت تصاميمها في اربع محافظات وهي ذي قار والبصرة ونينوى والانبار بعد معالجة اشكاليات ملكية الاراضي الخاصة العائدة للأفراد .

*******************

غياب الحصة التموينية يثقل كاهل المواطنين والتجارة تحمّل الحكومة المسؤولية 

بغداد - نورس حسن

يقول مواطنون في أغلب المحافظات، إنهم لم يعودوا يعوّلون على مفردات البطاقة التموينية، التي يكادون ينسونها بعد غيابها لأكثر من ثمانية أشهر، برغم حاجتهم اليها ولتحسين نوعيتها.

وتضاعفت معاناة الناس مع الحصة التموينية بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في الاسواق المحلية، ما انعكس بصورة مباشرة على أسعار المواد الغذائية، لا سيما الزيت والتمن والبقوليات.

من جانبها، رمت وزارة التجارة الكرة في ملعب مجلس الوزراء، في ما يخص التلكؤ في توزيع مفردات الحصة التموينية، قائلة إنها طلبت منه استثناءها من آلية العقود الحكومية “لتجاوز الروتين”، لكن الحكومة تجاهلت طلب الوزارة، بالتالي فان “التقصير” تتحمله الحكومة، بحسب المتحدث باسم الوزارة.

بغداد.. 6 حصص في 2020

المواطنة بشرى جهاد، من اهالي الزعفرانية، ذكرت ان الحصة التموينية لا تتجاوز مفرداتها 3 مواد لكل عائلة، توزع بشكل غير منتظم خلال العام.

وقالت جهاد لمراسل “طريق الشعب”، ان “عدد الحصص التموينية التي يتسلمها المواطنون سنويا، لا يتجاوز 6 حصص. وكل حصة منها تتضمن ثلاث مواد لا اكثر”.

واكدت أن “اخر حصة تموينية حصلت عليها كانت في الشهر الثامن من العام الماضي”.

وتطرقت المواطنة الى جباية الاموال مقابل مفردات البطاقة التموينية، قائلة: ان “وكيل الحصة التموينية يأخذ مبلغ 1500 دينار على كل فرد في العائلة”، مشيرة الى ان جباية هذا المبلغ من المواطنين تكون ملزمة حتى لو كانت مفردات التموين لا تتجاوز المادة الواحدة.

ذي قار.. الناس تعيش بالقدرة!

ولا يختلف الواقع المتردي لمفردات البطاقة التموينية في محافظة ذي قار عنه في بغداد، “اذا لم يكن اسوأ” بحسب تعليق مراسل “طريق الشعب” في مدينة الناصرية باسم صاحب.

يقول باسم صاحب، نقلا عن مواطنين، ان “مفردات الحصة التموينية تصل الى المواطنين كل ثلاث اشهر، واحيانا  كل اربعة اشهر خلال العام، وهي لا تتجاوز مادة او مادتين غذائية”.

ويردف صاحب كلامه، أن “مادة الطحين توزع بشكل منتظم على المواطنين كل شهرين”.

ويشير صاحب الى ان الناس في محافظته “يمرون بظروف معيشية صعبة، خاصة مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية، والوضع الامني غير المستقر في المدينة، فضلا عن فرض حظر التجوال، الذي احال دون مزاولة الكثير من ابناء المحافظة اعمالهم اليومية”.

بابل تكاد تنسى الحصة 

وفي مدينة الحلة، يقول مراسل الجريدة محمد علي محي، ان مفردات التموينية “غائبة منذ شهور عن ابناء المحافظة، على الرغم من الحاجة الماسة اليها خلال ايام فرض حظر التجوال”، مستثنيا من كلامه مادة الطحين التي هي الاخرى توزع بصورة غير منتظمة.

 ويؤكد علي، ان “آخر حصة تموينية وزعت على المواطنين تتضمن مادة الطحين فقط، وتعود لشهر تشرين الثاني من العام الماضي”.

البصرة، ميسان والمثنى

وأجمع مراسلو “طريق الشعب” في محافظات ميسان والبصرة والمثنى على ان “مفردات البطاقة التموينية تنحصر بين مواد الرز والزيت او السكر والرز، اضافة الى مادة الطحين”.

وأكدوا أن “نوعية المواد الغذائية التموينية فضلا عن شحتها، فهي رديئة جدا؛ اذ تلجأ الكثير من الاسر الى بيعها، او عدم تسلمها من الوكيل” لعدم صلاحية بعضها للاستهلاك البشري.

واشاروا الى أن مفردات البطاقة التموينية “بائسة ولا تسد شئيا من متطلبات الحياة اليومية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود”.

الحكومة هي المسؤولة

بدورها، عللت وزارة التجارة تأخر توزيع مفردات البطاقة التموينية بـ”عدم اقرار الموازنة وقلة التخصيصات المالية التي ترصد الى الوزارة”.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون لـ”طريق الشعب”، ان “البطاقة التموينية حالها حال اي مفصل من مفاصل الدولة، يعتمد توفرها على التخصيصات المالية من الموازنات السنوية. وبالتالي فان التأخر في اقرار الموازنة حال دون توزيع المفردات الغذائية على المواطنين”.

وحول ما خصص للبطاقة التموينية ضمن موازنة العام الحالي، أوضح حنون ان “ما رصد لا يتجاوز 648 مليار دينار”، مشددا على ان تلك “التخصيصات لا تكفي لتوفير 3 مواد لكل عائلة خلال العام”.

وقال إن وزارته “طالبت الحكومة باستثناء عقود وزارة التجارة من سياقات العقود الحكومية وآلية وصول المبالغ الى وزارة المالية، وتحويلها الى وزارة التجارة بسبب الروتين والتأخر في الاجراءات، وذلك بغية توفير جميع متطلبات المواطنين الغذائية التي تدخل ضمن البطاقة التموينية بالاوقات المناسبة”.

وخلص المتحدث باسم الوزارة الى تأكيده ان وزارته “لم تلق ردا حكوميا على طلبها، ما احال دون مزاولة الوزارة عملها والتقصير مع المواطنين خاصة خلال فترة الازمات”.

************************

وزارة النفط توقف حرق الغاز في حقول الجنوب 

ومشاريع «واعدة» في صحراء الانبار

بغداد ـ طريق الشعب

تقول وزارة النفط، إن نزيف الغاز في حقول النفط سيتوقف بعد ثلاث سنوات، عبر “مشاريع عملاقة” دخلت مراحلها الأولية في الجنوب، لكن هذه الخطوات أكثر بطئا في الوسط والشمال، بحسب ما تؤكده الوزارة.

وفتحت الوزارة “نقاشا جديا” مع شركتين عالميتين (فرنسية وروسية) لتشييد معامل غازية في الجنوب.

وتخطط النفط لإنتاج 1000 و500 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز في محافظات البصرة، ميسان وذي قار.

وغربا، ذهبت الوزارة باتجاه التعاقد على استثمار الغاز في حقل عكاز “مع واحدة من الشركات النفطية الكبيرة للاستثمار في الحقل”، مرجحة ان الاستثمار “سيكون بحدود 300 مقمق”.

ووفقا لتقديرات حكومية فإن العراق يمتلك احتياطياً يقدر بنحو 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، حيث أن نحو 70% من الغاز العراقي هو غاز مصاحب لاستخراج النفط.

ويحل العراق في المرتبة الحادية عشرة بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي.

وتبقى تلك الجهود أمام عقبة اسمها قانون النفط والغاز، الذي لم تتوصل الكتل والأحزاب السياسية، خلال الدورات البرلمانية السابقة من التوصل الى صيغة تشريعية متوافق عليها، وبالتالي حل أبرز المشاكل العالقة بموضوع إدارة النفط بين الإقليم والحكومة الاتحادية.

وتتمحور خلافات الكتل حول صلاحيات كل طرف في إدارة الملف النفطي، الامر الذي قد يجعل من عملية إقرار القانون، مجرد حلم.

حرق الغاز يتوقف في 2024

وقال وزير النفط إحسان عبد الجبار في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب” يوم امس، إن العام 2024 سيشهد وللمرة الأولى بتاريخ البلاد، إيقاف حرق الغاز المصاحب في ثلاثة حقول لشركات الخدمة النفطية هي: الرميلة والزبير وغرب القرنة 2”، موضحا أن “الوزارة تركز جهودها لتسريع مشاريع الاستثمار في الغاز للاستفادة بشكل اكبر من الغاز المصاحب للتخلص نهائيا من ظاهرة حرقه”.

واضاف أن “شركة غاز البصرة تضيف سنويا مشاريع استثمارية تجاوزت ثلاثة مليارات دولار لمعالجة الغاز المصاحب للنفط بثلاثة حقول للتراخيص النفطية، لتجهيز محطات انتاج الكهرباء الغازية بوقود التشغيل من الغاز الطبيعي وتوفير الغاز السائل والمكثفات الضرورية للاستهلاك المحلي”.

وشركة غاز البصرة، هي مشروع مشترك مدته 25 عاما بين شركة غاز الجنوب العراقية التي تمتلك فيها أسهما بنسبة 51 بالمئة، وشركة شل (متعددة الجنسيات) التي تمتلك أسهما بنسبة 44 بالمئة، اضافة الى شركة ميتسوبيشي اليابانية.

الغاز يتقدم جنوبا..

واكد عبد الجبار، ان انتاج الغاز في الحقول الجنوبية أكثر تقدما من الوسط والشمال.

واضاف ان “هناك مشروعا عملاقا تقوده شركة غاز البصرة لبناء منشآت جديدة وهي قيد التنفيذ مرحلتها الاولية هو انتاج 400 مليون متر مكعب قياسي وصولا فيما بعد الى 1000 مليون قدم مكعب قياسي”، مشيرا إلى أن غاز الجنوب فتحت نقاشا جديا مع شركتي توتال الفرنسية ولوك اويل الروسية لتشييد معامل تصل طاقتها الى 600 مليون متر مكعب قياسي”.

وأشار عبد الجبار إلى ان “هناك مشروع في محافظة ميسان لمعمل غاز لانتاج 300 مليون متر مكعب قياسي وبنسبة انجاز يبلغ أكثر من 20%”، مبينا ان “محافظة ذي قار هي الأخرى لديها مشروع لمعمل غاز لإنتاج 200 مليون متر مكعب قياسي وهو في مرحلة استلام الأرض وتم توقيع العقود مع الشركة وفي مرحلة فتح الاعتمادات المستندية”.

مشاريع “واعدة” في الأنبار

وكشف عبد الجبار عن قرب تعاقد وزارته مع واحدة من الشركات النفطية الكبيرة للاستثمار في حقل عكاز الغازي، مشيرا الى ان التراكيب الغازية في صحراء الانبار “واعدة”. وزاد أن “المنطقة التي فيها حقل عكاز الغازي هي منطقة حركات وحاليا انفتح النقاش مع واحدة من الشركات النفطية الكبيرة للاستثمار في الحقل”، مؤكدا ان “الوزارة ذاهبة باتجاه التعاقد معها لاستثمار الغاز الحر فيها والذي سيكون بحدود 300 مليون قدم مكعب قياسي “.

واضاف، ان “التراكيب النفطية والغازية بالمنطقة هي تراكيب واعدة في صحراء الانبار وان الوزارة ذاهبة بهذا الاتجاه”، مؤكدا “عدم وجود اي مشكلة امنية او تقنية في المنطقة في الوقت الحاضر”.

واشار عبد الجبار الى ان “استثمار حقل عكاز في طريقه للحل”، لافتا الى ان “حقلي عكاز والمنصورية في كل الاحوال اذا اردنا ان ننتج منهما سيكون بعد ثلاث سنوات 500 مليون قدم مكعب قياسي”.

وكان ائتلاف مكون من شركة كوكاز الكوري وكاز الكازاخستاني فازا في حزيران 2011 ضمن جولة التراخيص الثالثة بتطوير حقل عكاز الغازي في محافظة الانبار بعد تقديم لعطاء تضمن كلفة إنتاج البرميل المكافئ خمسة دولارات وخمسين سنتا، وبقدرة إنتاجية تبلغ 400 مقمق، وباستثمار ما يقل عن 25 مليار دولار خلال 13 عاما للوصول إلى ذروة الإنتاج من الحقل، لتنسحب شركة كاز الكازخستانية بعدها ومن ثم انسحبت ايضا شركة كوكاز الكورية نتيجة الاوضاع الامنية غير المستقرة التي مرت بها المنطقة.

ويقع حقل عكاز الغازي الذي تم اكتشافه عام 1992شمال غرب الانبار، 25 كم جنوب غرب قضاء القائم على نهر الفرات، بالقرب من الحدود السورية، ويبلغ طول الحقل 50 كم ويبلغ وعرضه 18 كم ويوجد فيه ستة آبار محفورة ويبلغ المخزون الغازي المثبت فيه 5،6 تريليون متر مكعب قياسي.

القانون.. متى يرى النور؟

وكان من المفترض أن يقر قانون النفط والغاز المركزي منذ السنة الأولى لإقرار الدستور العراقي في العام 2005، إلا أن الحكومات المتعاقبة وبتشجيع من القوى السياسية المشكلة لها، تمهلت في إقراره، مثل غيره من القوانين، التي رسم الدستور ملامحها الرئيسة، وترك للبرلمان سلطة إقرار تفاصيلها عبر قوانين خاصة.

وتصاعدت خلال الأشهر الماضية المؤشرات الدالة على أن القوى السياسية العراقية ذاهبة إلى حسم أهم الملفات الخلافية بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، عبر سعي البرلمان إلى إقرار قانون النفط والغاز المركزي، الذي كان مقررا في العام 2019، حيث تحدد من خلال القانون مختلف مستويات سلطة الطرفين على الثروة النفطية في مختلف مناطق البلاد، بما في ذلك إدارة الحقول وحقوق التعاقد مع الشركات الأجنبية والاستخراج والتصدير، التي تشكل واحدة من أشد الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل.

ويقول الخبير الاقتصادي، رحيم الكبيسي، إن “هناك الكثير من القوانين المعطلة أمام البرلمان الذي لم يتبق من عمره سوى القليل، وهو ما يجعل الحديث عن إصدار القانون الجديد للنفط في تلك الفترة الزمنية القصيرة طموح غير واقعي”.

وقال النائب في البرلمان أمين بكر: “رغم الحديث من جانب الكتل والأحزاب السياسية عن القانون الجديد للنفط والغاز، وأنه قد يكون الحل لكل المشاكل المتعلقة بموضوع إدارة النفط بين الإقليم والحكومة الاتحادية، أرى أن مثل هذا القانون سوف يكون محل خلاف كبير، لأنه في ظل هذا القانون يجب أن تنظم صلاحيات كل طرف في إدارة الملف النفطي”.

وأضاف في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، ان “هناك خلافا عميقا بين بغداد وأربيل حول تصور كيفية إدارة ملف النفط والغاز، لذا فإن هذا القانون سيعقد المشاكل، وكان يفترض أن نصل من البداية إلى اتفاق حول تنظيم الصلاحيات، ثم على أساس هذا الاتفاق المبدئي يتم تشريع قانون إدارة النفط، وطالما هناك اختلافات في أصل الاتفاق، فلن نصل إلى قانون يمكن قبوله”. 

*********************

الصفحة السابعة  

النضال في سبيل الحقوق الاجتماعية والحريات والسلام

 المؤتمر السابع لحزب اليسار الألماني ينتخب قيادة جديدة

رشيد غويلب

في يومي 26 - 27 شباط الفائت عقد المؤتمر السابع لحزب اليسار الألماني بطريقة لا مركزية وعبر تقنيات العالم الافتراضي. وانتخب المؤتمر قيادة ثنائية جديدة للحزب، خلفا لزعيمي الحزب المنتهية ولايتهما، وفقا النظام الداخلي، كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسنغر، اللذين قادا الحزب منذ منتصف عام 2012. وناقش المندوبون البالغ عددهم 600، الوثيقة السياسية المقترحة من قيادة الحزب والموسومة: “كيفية الخروج العادل من الأزمة – مع تغيير اجتماعي بيئي سلمي للنظام”. وجرت عمليات التصويت الكترونيا، على ان يجري تأكيدها لاحقا بريديا.

وقبل بدء جلسات المؤتمر اكدت كيبنغ أن القيادة الثنائية الجديدة “ستعكس اتساع الحزب”. وقال ريكسينغر إن الحزب أصبح أكثر توجهاً نحو الحركة والحملات السياسية والاجتماعية. وإن أعضاءه البالغ عددهم 60 ألفا هم في المتوسط أصغر سنا وأكثر تنوعا مما كانوا عليه في عام 2012. ومن المسلم به في عموم المجتمع “أن هناك حزبا اشتراكيا على يسار الحزب الديمقراطي الاجتماعي”. وسبق له ان أشار الى ان ثلث أعضاء الحزب دون سن 35 عاما.

قيادة نسوية

انتخب المؤتمر رئاسة ثنائية جديدة ضمت جانين فيسلر المولودة عام 1981 وهي شخصية ماركسية شابة ورئيسة الكتلة البرلمانية للحزب في برلمان ولاية هسن في غرب المانيا، وممثلة الجناح الاكثر تمسكا بقيم اليسار الجذرية، وأكثر من تلقى تهديدات، ضمن وجوه أخرى من الحزب، من النازيين الجدد. وصوّت لصالحها 84,2 في المائة، ولم تنافسها مرشحة أخرى على قائمة النساء. وصوّت لصالح سوزانه هنش - فيسلوف مواليد 1977 وممثلة الجناح الذي يميل الى الوسطية ويدعو الى المشاركات الحكومية على صعيد الاتحاد وحكومات الولايات، 70,5 في المائة. وتنافس معها مرشحان مغموران على القائمة العامة، حصل أقربهم على 19 في المائة. والمعروف ان المرشحين للمواقع الأولى، يكونون معروفين بشكل غير مباشر مسبقا، ويمثلون التعددية الفكرية والتنظيمية الذي يقوم عليه الحزب. ويحدث ان يرشح مندوبون آخرون انفسهم، ولكنهم في الغالب لا ينالون ثقة الأكثرية. وفي نفس الوقت ليس هناك ضمانة لفوزهم، كما حدث خلال المؤتمر لماتياس هون مسؤول السياسات الأمنية في كتلة الحزب البرلمانية، والمرشح لمنصب نائب الرئيس، الذي فشل في نيل ثقة المندوبين. وكان قد طرح ورقة قبل المؤتمر تدعو لتخفيف موقف الحزب الرافض للمشاركات العسكرية خارج حدود المانيا، وإمكانية تصويت الحزب لصاح المشاركة في قوات مرسلة من قبل الأمم المتحدة لبلدان النزاعات. وجدد المندوبون الثقة بمسؤول المالية، وانتخبوا بقية أعضاء قيادة الحزب. وستمتاز القيادة الجديدة بغلبة الوجوه الشابة فيها، فهل سينعكس على قدرة الحزب في كسب المزيد من الأعضاء والناخبين؟

انطلاقة جديدة

وأكدت كلتا القائدتين الجديدتين بعد انتخابهما، وأيضا زعيما الحزب المنتهية ولايتهما كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسينغر، على مدى أهمية البقاء معا والنضال من أجل انطلاقة جديدة. تقول جانين فيسلر، من البداية الجديدة “يجب أن تأتي إشارة الانطلاقة”. وكان رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، ديتمار بارتش، قد شدد على ضرورة تحقيق انطلاقة جديدة: “نحن بحاجة إلى انطلاقة جديدة ويتوقع الكثير من الناس في هذا البلد هذه الانطلاقة”.

وتأتي أهمية المؤتمر من كون الحزب واحدا من اهم أحزاب اليسار في أوربا، وفي المانيا التي تتزعم الاتحاد الأوربي اقتصاديا، هناك حزب يساري لديه 69 مقعدا، ويحكم ولاية تورنكن، ويساهم في التحالفات الحاكمة في ولايتي برلين وبريمن، ويحتل ممثلوه العديد من المقاعد في اكثر بلديات شرق البلاد وغربها. وان المؤتمر يعقد في سنة انتخابات متعددة، بضمنها انتخابات البرلمان الاتحادي، وعلى الرغم ان استطلاعات الرأي تمنح الحزب 6 – 7 في المائة، الا ان جميع المتحدثين شددوا على ضرورة توحيد الجهود للحصول على الأقل على 10 في المائة في البرلمان المقبل.

تحديات عدة

ارتباطا بطبيعة الحزب التعددية تواجه الحزب تحديات عدة منها التباين داخله في الموقف من المشاركة في الحكومة الاتحادية من عدمها؛ فغير الراغبين في دخول التحالفات الحكومية يشيرون الى تجارب كثيرة في أوربا شارك فيها اليسار كشريك أصغر، ولكنه اما يضطر الى تقديم تنازلات أساسية، او ينجح في دفع الحكومة الى تبني سياسات او تحقيق إنجازات لصالح الأكثرية، ولكنها في النهاية تجيّر انتخابيا للطرف الذي يقود التحالف الحاكم. وهناك عدد من المحاور الرئيسة المرتبطة بالمشاركات الحكومية منها: مطالبة اليسار بالتخلي جزئيا او كليا عن موقفه الرافض لمشاركة الجيش الألماني في الحروب والتدخلات العسكرية للناتو خارج حدود الدولة الألمانية، ومطالبته المستمرة بإيقاف تصدير السلاح الى مناطق النزاعات العسكرية، او الأنظمة الاستبدادية. وبالإضافة الى التباين بالرأي من التضامن غير المشروط مع المهاجرين واللاجئين الذي تتبناه أكثرية داخل الحزب، مقابل موقف شعبوي يدعو الى ضرورة مراعاة الحسابات الانتخابية وصعود اليمين المتطرف، وبالتالي طرح رؤية تقترب من مواقف قوى الوسط واليمين التقليدي من ملف المهاجرين.

وسيعقد الحزب مؤتمرا في أيّار المقبل لإقرار برنامجه الانتخابي وتحديد مرشحيه لخوض الانتخابات النيابة العامة في الخريف المقبل.

**************

“الشيوعي الأردني”: التغيير الديمقراطي

 يجب ان لا يستنسخ تجارب سابقة

عمان ـ طريق الشعب

قال الحزب الشيوعي الاردني إن التغيير الديمقراطي أصبح حاجة ماسة وضرورة ملحة ‏لتفكيك الازمات الخانقة العالقة في البلاد، فيما أشار الى  انها يجب ان لا تكون مجرد تكرار لتجارب سابقة. 

وأضاف الحزب الشيوعي، في بيان حصلت "طريق الشعب"، على نسخة منه، أن "التغيير الديمقراطي أصبح حاجة ماسة وضرورة ملحة ‏لتفكيك الازمات الخانقة العالقة في البلاد، والتي عمقتها جائحة ‏كورونا"، مشددا على ضرورة "إيقاف تصاعد الاحتقان في الأوساط الشعبية الواسعة، والحد من التبعية المفرطة ‏السياسية والاقتصادية للمراكز الرأسمالية العالمية، التي أدت الى تعميق الاختلالات الاقتصادية والمالية- النقدية، وارتفاع حاد وغير ‏مسبوق في المديونية، وعجز متزايد لدى غالبية الاسر عن تلبية احتياجاتها ‏الأساسية، فضلاً عن اتساع الفقر ‏والبطالة واستشراء الفساد".

وزاد الحزب، أن "حصر السلطة الفعلية في دائرة ضيقة ‏من الأشخاص والأجهزة، على رأسها الأجهزة الأمنية، افضى إلى ازدياد تدخلها في عمل ‏أجهزة الدولة ومؤسساتها، بما فيها السلطة التشريعية، كما في مختلف جوانب ‏حياة الشعب والبلاد، والى بهوت فكرة دولة المؤسسات والقانون في وعي الناس".

وأوضح ان "الانتخابات النيابية أثبتت صحة التحذيرات التي أطلقناها مرارا وتكرارا ومفادها أن الثقة تتضاءل ‏باضطراد ليس بالانتخابات النيابية، وبما تفرزه وحسب، بل وبالديمقراطية ‏وتطبيقاتها أيضاً".‏

وأشار الى أن "القيود المتنوعة المفروضة على نشاط الأحزاب السياسية والتدخل المتواصل ‏في شؤونها الداخلية، والتوسع في استخدام قانون الجرائم الالكترونية للنيل من الحريات الإعلامية ‏والصحفية ومن حرية التعبير عن الرأي ولقمع  الرأي الآخر، عمقت حالة الاستعصاء السياسي"، لافتا الى أن "هذا النهج على المستوى الاجتماعي ادى الى تفشى اليأس والإحباط ‏وجلد الذات، والى ضعف الشعور بالمواطنة".

وبين الحزب أن "موقع ‏الأردن تراجع على مؤشرات قياس العديد من المنظمات الدولية المعنية بالديمقراطية ‏واحترام الحقوق والحريات العامة والشفافية ومكافحة الفساد، حيث حل الاردن في المرتبة 118 على قائمة المؤشر العالمي للديمقراطية، وتصنيفها ضمن ‏الدول الاستبدادية".

واختتم الحزب بيانه، بأن "عملية التغيير الديمقراطي للتشريعات المتعلقة ‏بالانتخابات والأحزاب والإدارة يجب ان لا تكون مجرد تكرار لتجارب سابقة جرى اجهاضها على يد ‏قوى الشد العكسي، التي افتقرت لعقلية مبدعة منفتحة على الرأي الآخر".

*************

مسيرات حاشدة في الذكرى الـ 8 لاغتيال الشهيد شكري بلعيد ‏في تونس

تونس ـ وكالات

نظمت الجماهير التونسية وأحزاب سياسية، أمس الاول، ‏تظاهرة وسط العاصمة تونس في مناسبة إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال السياسي التونسي ‏شكري بلعيد، وسط اجراءات أمنية مشددة.

وأكد المتظاهرون تمسكهم بكشف الحقيقة ‏كاملة عن هذه الجريمة السياسية والمطالبة بمحاسبة كل الأطراف المتورطة فيها، ‏تنفيذا وتخطيطا.

وشهد وسط العاصمة إجراءات أمنية مشددة، كما تم فرض طوق أمني ‏في المداخل المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.

وقد شكلت جريمة ‏اغتيال شكري بلعيد، وبعده النائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، التي ‏وقعت في حزيران  2013 محطة فارقة في تاريخ تونس بعد سقوط نظام الرئيس الراحل ‏زين العابدين بن علي، وأدت جريمتا الاغتيال إلى انقسامات داخل المجتمع التونسي ‏وتبادل للاتهامات بين الأحزاب السياسية، ما أثار أزمة حادة خرجت منها البلاد بعد ‏تنظيم حوار وطني وابعاد الحكومة التي كانت تقودها حركة النهضة آنذاك من ‏الحكم.

ويشار الى أن الشهيد شكري بلعيد، هو الأمين العام السابق لحزب الوطنيين ‏الديمقراطيين الموحد «الوطد» وأحد مؤسسي الجبهة الشعبيّة تونس الذي تم استهدافه ‏بالرصاص أمام منزله يوم 6 فبراير سنة 2013.‏

*************

روسيا وسوريا: واشنطن تنقل المساعدات الإنسانية الأممية إلى “المسلحين”

موسكو ـ وكالات

اتهمت روسيا وسوريا، الولايات المتحدة بممارسة ضغط على الأمم المتحدة، لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى مخيم الركبان واستغلالها في تموين المسلحين الموالين لها.

وفي بيان مشترك صدر عن مقري التنسيق الروسي والسوري، قال إن “الولايات المتحدة تأمل باستخدام هذا الشحن لتزويد المقاتلين العاملين تحت سيطرتها في هذه المنطقة، مثلما كان عليه سابقا أكثر من مرة”.

ووصف البيان مخيم الركبان بأنه “مصنع أمريكي لتدريب المتطرفين”، مضيفا أن “الولايات المتحدة تعرقل إلغاء هذا المخيم، الأمر الذي يمنع استعادة السيادة والحياة السلمية في سوريا”.

وشددت الوثيقة أيضا على استعداد السلطات السورية لاستقبال كل المواطنين في الركبان وضمان أمنهم وتوفير الظروف المعيشية الكريمة لهم.

وإضافة إلى ذلك، اتهمت موسكو ودمشق واشنطن بانتهاك القوانين الدولية، وقالت: “تشن الولايات المتحدة غارات على أراضي الدولة السورية ذات السيادة وتواصل احتلال أراضيها بشكل غير قانوني. لا سيما أنه لا توجد ولو إشارة واحدة في المناطق التي تسيطر عليها على استئناف الحياة السلمية الكريمة والآمنة”.

وشنت الولايات المتحدة في 26 فبراير الماضي غارة جوية على عدد من المباني الواقعة على الحدود السورية العراقية. وأبلغت واشنطن موسكو بهذه الغارة قبل 5 دقائق من بدئها.

**************

تحديات امام بعثة الامم المتحدة في السودان

الخرطوم- قرشي عوض

اعلنت بعثة الامم المتحدة  في السودان (يونتامس) انها ستلتقي كل الفاعلين الاساسيين في البلاد، من قوى سياسية ومدنية ولجان مقاومة وشركاء في الفترة الانتقالية، للتعرف على وجهات نظرها في شأن تحديات الانتقال واستعدادها للمساهمة فيه بشكل ايجابي.

البعثة وصلت الخرطوم في الايام القليلة الماضية بطلب من الحكومة السودانية الانتقالية، يستند  الى التفويض الدولي والقرار 825 الصادر عن مجلس الامن تحت البند السادس ، والوثيقة الدستورية التي تتأسس عليها الحكومة الانتقالية وبرتوكولات اتفاق جوبا الملحقة بها.

 وتواجه البعثة تحديات كبيرة تتمثل في كون تفويضها نفسه سياسي لايسمح لها باستخدام قوات عسكرية، باستثناء فريق شرطة محدود العدد تنحصر مهمته في مساعدة الشرطة السودانية من الناحية الفنية. في حين انها سوف تضطلع بمهمة اعادة دمج القوات التي كانت تحمل السلاح، وحماية النازحين واللاجئين واعادتهم الى قراهم الاصلية، فيما تقوم بدور الحماية قوات كانت ضالعة في اعمال الابادة الجماعية وفي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، خاصة في اقليم دارفور. وان قيادة تلك القوات موجودة الان في قمة السلطة، ما يتعارض مع تحقيق العدالة الانتقالية التي تشترط عدم وجود مرتكبي الجرائم في السلطة. هذا الى جانب ان تلك القوات كانت حتى الشهر الماضي لا تزال ترتكب نفس الجرائم، وما زال مسلسل القتل والاغتصاب وغيرهما من آثام الحرب التي تقترفها مستمراً.

 وفي مجال الانتقال الديمقراطي ستواجه البعثة الاممية تعقيدات كبيرة على رأسها خرق الوثيقة الدستورية عبر اتفاق جوبا، الذي شكل ملاذا آمنا للعسكريين وحصّنهم ضد المساءلة الجنائية. كما انه سمح لقوات الحركات المقاتلة الاحتفاظ بسلاحها لمدة 40 شهراً بعد توقيع الاتفاق. ويشمل ذلك الشهر الذي تجرى فيه الانتخابات، ما يعني انهم سيدخلون الانتخابات باسلحتهم، الامر الذي يجعل المنافسة معهم ضرب من الخيال.

تحدث هذه الخروقات في ظل عدم اكتمال ادوات العدالة. فالبلاد ليست فيها حتى الآن محكمة دستورية يمكن الرجوع اليها. وفي حال عدم قيامها فان كامل الوضع السياسي مهدد بالانهيار، لانه غير دستوري بعد الانتهاكات التي حدثت للوثيقة الدستورية، ويمكن لاي مجموعة من السكان الطعن في شرعيته.

ومن جانب آخر استبعدت السلطة تمثيل النساء بنسبة الـ 40 في المائة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية. ففي كل مستويات السلطة لم يتجاوز تمثيل المراة الـ 10 في المائة. كما ان كل الدلائل يشير الى ان تكوين المجلس التشريعي المرتقب هذه الايام، سيخضع للمحاصصات الحزبية ذاتها التي لازمت تكوين الجهاز التنفيذي. مما يجعل القوى نفسها تحكم تسيطر عليه، وهذا يتعارض مع دوره الرقابي ويعرقل استكمال مهام الثورة.

 لذلك يستعد بعض القوى السياسية لانشاء مجلس تشريعي ثوري يضم لجان المقاومة وبعض القوى المدنية والسياسية، لمجابهة التراجع عن اهداف ثورة ديسمبر. وهذا وضع سيسهم بقدر كبير في زيادة مهمة البعثة الاممية صعوبة. ذلك ان من شانه ان يشعل فتيل المواجهات بين السلطة والقوى المشار اليها.

 وفي ظل القوانين القمعية القديمة سارية المفعول حتى الآن، يتوقع ان تشهد  البلاد احداث عنف كبيرة تمارسها الشرطة والقوات النظامية الاخرى ضد المدنيين. كما ان وحدات الحركات المسلحة تنتشر في الخرطوم، على عكس ما نصت عليه الترتيبات الامنية في اتفاق جوبا، والتي حددت مناطق انتشارها في اقليم دارفور ومنطقتي جبال النوية وجنوب النيل الازرق.

 وتجدر الاشارة الى ان حركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو ما زالتا خارج عملية السلام، وهما تسيطران على مواقع جغرافية تعتبر خارج  نفوذ الحكومة.

وقد وقع الحلو اعلانا سياسيا مع قوى سياسية معتبرة منها الحزب الشيوعي والحزب الاتحادي الديمقراطي - الاصل وتجمع المهنيين، وقال انه لن يذهب الى مفاوضات مع الحكومة منفرداً.

واذا كان هذا الاعلان في حد ذاته لا يؤكد وجود تحالف جديد حسبما هو معلن، فانه لاينفي التناظر الذي وقع وسط قوى الثورة، والاستعدادات المتبادلة للمواجهات المرتقبة في ما بينها، خاصة وانها قد اقتسمت الحركات المسلحة.  فجانب منها يقف مع  الاصطفاف الجديد، والجانب الاخر اصبح جزءا من الحكومة الانتقالية ونال سلطات وامتيازات لن يفرط فيها.

فهل ستنجح بعثة الامم المتحدة في التقريب بين وجهات النظر المتعارضة، وتحقيق استكمال مهام الفترة الانتقالية، واجراء  الانتخابات في نهايتها ؟

سؤال ستجيب عنه الايام القليلة القادمة.

************

الصفحة الثامنة

لأن اهل الحكم ضيعوا قوانينها وعطلوا مسيرتها

الرياضة العراقية في خطر

(1)

منعم جابر

لم تعد الرياضة وسيلة لاشغال الفراغ واللعب واللهو المجرد، بل انها صارت صناعة لها قادتها ومسؤوليها والمتخصصين بها من إدارات محترفة ومدربين متخصصين وعلماء في كل تفاصيلها وصارت نشاطاتها محسوبة ومرسومة. وقد اهتم اهل السياسة في السنوات الأخيرة بالرياضة لدورها في استقطاب الشباب والتأثير بهم، حيث اعتبرتهم الأحزاب وعاء انتخابي لمصالحهم الحزبية، الا ان هذه الحركات والأحزاب لم تعرف التعامل مع الشباب ولم تنجح بالتعامل مع هذه الشريحة الاجتماعية الفعالة ولم تستقطبهم من خلال الاقناع لقلة خبراتهم في هذا الوسط والقطاع الحيوي والمهم. فالمطلوب ان تكون للرياضة أسس تقوم عليها وهي الفلسفة الرياضية التي يؤمن بها نظام الحكم، والشيء الآخر هو عائدية القطاع الرياضي والمؤسسة المنظمة للحياة الرياضية وأخيرا القوانين التي تحكم القطاع الرياضي وتتحكم به، كل ذلك من اجل تنظيم المجتمع والعمل على تطويره..

ما هي فلسفة الرياضة العراقية؟

في مرحلة ما قبل التغيير وسطوة النظام الشمولي على كل المؤسسات ومنها الرياضة كان الحال اشراف كامل وسطوة ديكتاتورية على كل مؤسسات الدولة وعلى الناس تنفيذ كل الأوامر والقرارات التي يصدرها النظام ومؤسساته وبهذا صدرت القوانين التي تبرر ذلك وما على الشعب الا تنفيذها وبشكل كامل وبهذا أصبحت فلسفة النظام رياضياً هي التنفيذ دون المناقشة، بينما الحال اليوم تغير وبدأت الحياة تفرز علاقات جديدة وحوارات وواقع جديد الا ان الواقع رغم التغيير الذي حل بالوطن الا ان المؤسسات الرياضية بقيت على حالها وظهرت قيادات جديدة بعد ان انسحبت بعض الوجوه لمواقفها وعدائها للوضع الجديد وبعد ان هدأت العاصفة وجدنا ان الكثير من ازلام المرحلة السابقة عادوا الى الميدان الرياضي وبشكل تدريجي بعد الاطمئنان والاستقرار، ثم الالتفاف على المرحلة واستثمار مكاسبها، وضاع منا كرياضيين الامل باستثمار المرحلة الجديدة وانجازاتها وبقيت الرياضة العراقية بلا تخطيط ولا إنجازات ولا فلسفة وضاعت أولى خطواتها وارتبك برنامجها..

من يقود الرياضة العراقية؟

كانت الرياضة العراقية خاضعة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية او لوزارة الشباب ثم خضعت لقيادة موحدة بعد سيطرة عدي على المؤسستين ثم الغيت وزارة الشباب بأمر من صدام وتحولت الرياضة الى (عدي) وازلام النظام الآخرين. ما بعد التغيير في 2003 والانفراج السياسي وبعد محاولات وعمل من قبل الاحتلال وارباك ومساعي من قبل بقايا النظام السابق واخطاء قاتلة من قبل الساسة الجدد كل ذلك وضع النظام الجديد في خانق دون ان يستطيع التخلص منه، وبذلك ساعد على الفوضى والارباك، مما ضيع على النظام الجديد فرصة تحديد من يقود الرياضة العراقية، الأولمبية ام وزارة الشباب وجرت محاولات لتركيز القيادة والعودة ثانية الى نموذج (عدي) على اعتبار ان الرياضة لا تقاد الا بذات النموذج، بينما السعي الواجب هو إيجاد اهل الاختصاص من الكفاءات والخبرات لقيادة المؤسسات الرياضية بكافة اشكالها.

الرياضة العراقية بلا قوانين!

ظلت الرياضة العراقية في مرحلة ما بعد التغيير بلا قوانين فاعلة او تعمل بقوانين المرحلة السابقة الشمولية والدكتاتورية، بينما كان الواجب يتطلب اصدار قوانين جديدة تمثل المرحلة الجديدة حتى وان كانت بعض القوانين رصينة وصحيحة لكنها لا تمثل الطموح ولا طبيعة النظام الجديد، فكان لا بد من اصدار قوانين جديدة للرياضة العراقية ومن ثم اصدار قانون ينظم الحياة الرياضية في اعلى مؤسساتها وان يتم التمييز بين وزارة الشباب والرياضة التي تأسست في المرحلة الجديدة واللجنة الأولمبية الوطنية بقيادتها الجديدة بعيدا عن قيادتها في مرحلة النظام السابق، ثم تجري انتخابات في الأندية الرياضية أولا وتبرز قيادات رياضية أولية ثم يترشح ممثلي الاتحادات المركزية ويتم اختيار قيادة اللجنة الأولمبية الوطنية.

هذا هو الأسلوب الوحيد والصحيح اما ان يتم العمل العشوائي وتعمل اللجنة الأولمبية انتخاباتها أولا والاتحادات ثانياً والأندية الرياضية أخيرا عكس ما يجري في كل بلدان الدنيا. فالاندية الرياضية هي أساس الرياضة ومنها يتخرج الرياضيين الابطال ومنها قادة الرياضة، اما العمل العشوائي فتكون نتائجه عشوائية وهذا ما يحصل في رياضتنا اليوم.

***********

قرن على تأسيس الدولة العراقية

د. عبد الحسين صالح الطائي*

عظمة العراق التاريخية وعبقريته الحضارية تكمن في موقعه الإستراتيجي في وسط منطقة الشرق الأوسط. ظل العراق طيلة تاريخه سهلاً خصيباً مفتوحاً ووطناً لإستقبال وتمازج لشعوب المنطقة. هذا الدور المركزي والإستقبالي هو الذي منح العراق هذه القدرة العجيبة على الإنفتاح والإبداع الحضاري.

تاريخ العراق فيه الكثير من العنف والخراب، بسبب سهوله الخصبة ونهريه الوفيرين وموقعه الجغرافي وإحاطته ببلدان جبلية وصحراوية، مما جعله يتعرض دائماً للإجتياحات والإحتلالات وعمليات التخريب، بالإضافة إلى غدر النهرين والفيضانات المدمرة. هذه العوامل جعلت العراق موطناً لأولى وأغنى الحضارات الإنسانية، حيث الخصب الروحي والإبداع الجمالي والعلمي. وهو أكثر بلدان الأرض في إحتوائه على عواصم ومدن حضارية خالدة، قدمت للبشرية أعظم الإنجازات: أور وبابل ونينوى والمدائن والكوفة والبصرة وبغداد.

دخل العراق في الإمبراطورية العثمانية عام 1534م، وإستمر حكم الأتراك على العراق حوالي أربعة قرون حتى نشوب الحرب العالمية الأولى. لقد أعتبر العراق من المقاطعات العثمانية النائية بعد أن إنتقل مركز العالم الإسلامي إلى إسطنبول حيث كان مقر خليفة المسلمين، وكانت الإمبراطورية العثمانية وبضمنها العراق تدار بواسطة الولاة الذين كانوا يديرون الولايات المختلفة التي يعينون لها بأمر من الحكومة المركزية في إسطنبول. وبصورة عامة كانت الإمبراطورية العثمانية تسير في طريق الإنحلال، ولم تكن إدارتها ناجحة فقد كان الجهل والفقر والأمراض متفشية بشكل كبير.

لم يكن الشعب العراقي راضياً عن سلطة الإحتلال العثماني، رغم محاولة الحكام العثمانيين تغليف حكمهم بإطار الدين الإسلامي. كان يسعى للتخلص من ذلك الطوق البشع، ظهرت عدة حركات وطنية ترمي إلى التحرر من رق وسيطرة الإحتلال التركي. ومحاولة إقامة حكم وطني متحرر من سلطة وهيمنة الأتراك. فقد قامت العديد من الإنتفاضات في الأرياف والمدن ضد الأتراك، أشهرها ثورة بغداد في 13 حزيران 1831م، وأعقبتها إنتفاضة المفتي جميل زادة جدّ أُسرة آل جميل في عهد علي رضا باشا بتاريخ 28 أيار 1832، كما قامت عدة إنتفاضات بقيادة شيوخ العشائر ذوي النزعة الوطنية التحررية، سواء في المنطقة العربية أو الكردية، ولكن الحكومة العثمانية كانت تلجأ إلى أقسى درجات العنف لقمع تلك الإنتفاضات، وتنفذ سلسلة من الإعدامات بحق الناشطين من الوطنيين.

حدثنا التاريخ عن الكثير من الإنتفاضات، ولكنها كانت تحصد الفشل والإنكسار ومنها ثورة 1920 ضد الإحتلال البريطاني للعراق، لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود قيادة موحدة منظمة للإنتفاضة، كان قادتها من القوى الفلاحية والعشائرية ورجال الدين. هذه القيادات بعيدة عن الطبقة البرجوازية التي إستطاعت أن تعي ذاتها وتنتج فكرها في الزمان والمكان المناسبين لتحرز الإنتصارات الكبرى في التاريخ. لم تكن في العراق طبقة برجوازية في المجتمع بالمعنى الواضح لأن قرون التخلف التي سيطرت عليه لم تسمح له بإنتاج طبقة صناعية حرفية مستقلة عن إرادة الدولة العثمانية كما حال الطبقة البرجوازية في أوروبا.

لقد وجدت الشعوب التي كانت تستظل بالراية العثمانية، بعد سقوط تلك الراية، إنها مقسمة تقسيماً جغرافياً وسياسياً وسكانياً، يعكس مصالح الدول الإستعمارية الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى دون أخذ رأي تلك الشعوب أو مصلحتها في ذلك التقسيم. هكذا جاءت الخارطة السياسية للمنطقة العربية مشوهة تحمل ألغاماً تتفجر بين حين وآخر. وفي هذا السياق جاء قرار حرمان الأكراد، على سبيل المثال، من حق تقرير المصير وفرض تجزئة الوجود الكردي بين تركيا وإيران والعراق وسوريا. وبذلك عانى العرب والكرد والقوميات الأُخرى من تسلط الغرب الإستعماري ووعوده. لقد وجد عرب العراق وأكراده والأقليات الأُخرى أنفسهم يتشاركون وطناً واحداً اسمه العراق، ويعيشون قضية واحدة هي التخلص من الإنتداب البريطاني الذي تحول إلى معاهدات تربط العراق بالهيمنة الإستعمارية البريطانية.

أصدر الجنرال “مود” بلاغاً رسمياً عندما إحتل الجيش البريطاني بغداد، مؤكداً بإن الجيش جاء إلى العراق منقذاً محرراً لا فاتحاً مستعبداً. وأعقب نشرهذا البلاغ صدور بلاغات رسمية خطيرة من سلطات الحلفاء أهمها: التصريح الفرنسي- البريطاني الصادر في 7 تشرين الثاني 1918، الذي جاء فيه: “إن الحكومتين الفرنسية والبريطانية اتفقتا على تأسيس حكومات وطنية للشعوب المحررة التي هضم الترك حقوقها”. لقد خدعت هذه الوعود الساسة والمفكرين لا في العراق حسب، وإنما أقطاب السياسة عامة في جميع البلدان العربية التي إنسلخت من الإمبراطورية العثمانية.

وبينما كان العراقيون ينتظرون تحقيق هذه الوعود وإذا بمفاجأة قرار مؤتمر الحلفاء في “سان ريمو” بتاريخ 25 نيسان 1920، الذي يقضي بوضع العراق وفلسطين تحت الإنتداب البريطاني، وسوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي. كان القرار ضربة صادمة ونقضاً صريحاً للوعود والعهود. وعلى أثر ذلك تضافرت جهود العراقيين على المطالبة بحقوقهم المشروعة. عقدوا الإجتماعات السرية والعلنية في بغداد والنجف والموصل وغيرها من المدن العراقية. وسرعان ما تطورت هذه المطالب إلى ثورة مسلحة، كانت الحدث التاريخي الأبرز الذي سمي بثورة العشرين، التي مرت في مسيرتها بثلاث مراحل: أولاها تتمثل في الأحداث التي مهدت للثورة وهي الأحداث التي جرت في بغداد وكربلاء ودير الزور وتلعفر والموصل. والثانية تتمثل في الثورة المسلحة التي إنطلقت من الرميثة يوم 30 حزيران 1920. أما الثالثة فتتمثل في إنتشار الثورة في مناطق العراق الأخرى.

لم يسع الحكومة البريطانية، إزاء هذه الحالة، إلا أن إستبدلت حاكمها العام في العراق “سيراي. تي. ولسن”، المعروف بالشدة والغلظة، بشخصية “برسي كوكس”، الذي لديه معرفة وإلماماً بشؤون العراق. وصل إلى بغداد بتاريخ 11 تشرين الأول 1920، وأخذ على عاتقه إطفاء نار الثورة، وتأليف حكومة مؤقته برئاسة نقيب بغداد “عبدالرحمن الكيلاني”، بتاريخ 25 تشرين الأول 1920. جعلها تحت امرته وهيمنته. وأخذ يدرس مختلف الأساليب لمعرفة الحكم الذي يجدر ببريطانيا أن تقيمه في العراق.

تم دراسة قضية العراق في مؤتمر القاهرة الذي عُقد بتاريخ 12 آذار 1921، برئاسة وزير المستعمرات البريطانية “ولسن تشرشل”. وتقررأن تؤلف فيه حكومة عربية برئاسة الأمير “فيصل”، تكون تحت الإنتداب البريطاني. وقررت الحكومة المؤقته في جلستها المنعقدة بتاريخ 11 تموز 1921، المناداة بالأمير “فيصل بن الحسين” ملكاً على العراق. وبعد إجراء التصويت علناً بين 15-22 تموز، اسفرت النتيجة عن أكثرية ساحقة ممثلة في 97% من العراقيين الذين بايعوا فيصلاً وإرتضوه ملكاً لهم. وتم إقامة حفل التتويج يوم 23 آب 1921، ألقى فيه الملك فيصل خطاباً مليئاً بالوعود. وعلى أثر إرتقاء الملك فيصل عرش العراق، إنسحبت الحكومة المؤقته، وحلت محلها وزارة جديدة برئاسة عبدالرحمن النقيب. وبقيت الصلات بين العراق وبريطانيا تسير سيراً متبايناً، تتحسن تارة وتسوء تارة. وكان الحكم خلال ذلك وطنياً بالظاهر، بريطانياً بالواقع، حتى دخل العراق عضواً في عصبة الأمم بتاريخ 3 تشرين الأول 1932، حيث إرتقت العلاقة إلى المستوى الدبلوماسي بين الطرفين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أكاديمي عراقي مقيم في بريطانيا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

- سليم مطر: العراق، سبعة آلاف عام من الحياة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، بيروت 2013.

-  نديم، شكري محمود: حرب العراق 1914-1918، شركة النبراس للنشر والتوزيع، ط4، بغداد 1954.

- د. عبدالحسين شندل: نظام الحكم في العراق وفق دساتيره الحديثة، المكتبة القانونية، بغداد.

- عبدالسلام متعب عيدان: النظام السياسي في العراق بين المحاصصة والطائفية منذ عام 1921-2003.

- د. علي الوردي: لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج4، ج5، ج6، دار كوفان للنشر، لندن 1992.

***********

الصفحة التاسعة

معلم الأجيال العتيد نجيب محيي الدين... وداعا

عبدالكريم الكشفي*

فقدت الاوساط الثقافية والسياسية والديمقراطية في الاسبوع الماضي، علما كبيرا من أعلامها. انه الشخصية الديالية وابن الخالص الاستاذ نجيب محيي الدين، أول نقيب للمعلمين في عهد الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم، والقيادي البارز في الحزب الوطني الديمقراطي، ونائب رئيس المجلس السلم والتضامن في العراق. هذا السياسي الذي عايش الاحداث العراقية الجسام طوال ٧٥ عاما، عرف بنضاله العتيد وبوطنيته العالية ومهنيته الكبيرة.

ولد نجيب محيي الدين عام ١٩٢٥م بقضاء الخالص في محافظة ديالى، وكان والده مثقفا تخرج من المدارس الرشيدة، وكان يواظب على قراءة المجلات والصحف، كما انه كان يمتلك مكتبة صغيرة في بيته. لقد كان محي الدين شاهدا على زمن شهد نضالا مريرا ضد الاحتلال البريطاني وضد القوى الرجعية والاقطاع البغيض، لكن مع الاسف ضاعت ملامح ذلك الزمن الجميل وغابت خصال اهله الطيبين المعروفين بالولاء للوطن والشعب، وبالايادي البيضاء العفيفة والنزاهة التي لا تأكل السحت، ولا تعرف الطائفية البغيضة والعشائرية المقيتة.

ففي العام ١٩٤٣م اخذ يتردد على جريدة (صوت الاهالي)، وأخذ ينشر فيها ابرز افكاره النضالية، وكانت بوابته للدخول في الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه كامل الجادرجي بعد أن آمن بمبادئ الوطنية والديمقراطية. وفي عام ١٩٥٣م كان احد دعاة تأسيس نقابة المعلمين ايام العهد الملكي في العراق. وكانت اكثر اللقاءات والاجتماعات بينه وبين المعلمين الداعين لتأسيس النقابة تعقد في بيته، وعندما تفجرت ثورة ١٤ تموز الخالدة، جرت انتخابات الهيئة الادارية لنقابة المعلمين للدورة الاولى في شباط ١٩٥٩م، انتخب محي الدين النقيب الاول المرحوم الدكتور فيصل السامر نائبا له. وحقق خلالها انجازات كبيرة جدا للمعلمين، منها التأمين الصحي للمعلمين، وتوزيع قطع أراضي بأثمان زهيدة، فقد انجز بمؤازرة صديقه محمد حديد وزير المالية بتخصيص أراضٍ للمعلمين، بلغ عددها اكثر من الف قطعة موزعة بين الكرخ والرصافة وبأجور زهيدة. كما فتح باب الترشيح لاكمال الدراسات العليا، وإنجاز سلف المعلمين للبناء والسفر خارج العراق وغيرها، فنال حبهم واحترامهم والى الان الاحياء منهم يذكر تلك الإنجازات الكبيرة، كما تبوأ منصب مدير عام التعليم الابتدائي في وزارة المعارف. وفي شباط الاسود عام ١٩٦٣م عندما سيطر غربان البعث من الحرس القومي المجرم على السلطة، تعرض للاعتقال والتعذيب ومن ثم محاكمته، وبعد سقوط حكومة البعث بقي محيي الدين رهن الاعتقال لفترة قصيرة، ثم اطلق سراحه بعد اعادة التحقيق معه في عهد عارف، وكان يرأس اللجنة التحقيقية التي اطلقت سراحه القاضي والروائي الكبير فؤاد التكرلي، بعدها عاش فترة خارج العراق، وعند سقوط الصنم عام ٢٠٠٣م عاد الى الوطن، وكان أحد مؤسسي التيار الديمقراطي. لقد كان ذو نشاط دؤوب متميز، يحظى بسمعة وطنية طيبة نادرة وتحلى بروح الديمقراطية، والتواضع. يجيد أدب الأصغاء والحوار. يمتلك مزايا عظيمة لا توجد عند ساسة اليوم من عمار الجيوب الذين جعلوا من انفسهم أوصياء على هذا الشعب المبتلى بهم ظلما...

أستاذنا الكبير المودع.. لقد عشت في محاجر عيوننا وشغاف قلوبنا، لقد كنت بيننا جسدا وستبقى بيننا روحا، نمد اليك اشرعة التواصل لتحيا من جديد.. سلام عليك انسانا تحمل كل معاني الإنسانية.. وسلام عليك راحلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مدير عام تربية محافظة ديالى السابق

************************

في رثاء نجيب

محيي الدين

اخي، استاذي، قدوتي الوطنية،

صديق العمر من 1960 - 2021، غادرتناّ!

رحلت ولستُ قربك او في خدمتك.

رحلت محتفظاً بنقائك كاملاً، بوطنيتك الهادئة السمحة التي تمنيتها دائماً للجميع!

قبل ثلاثة اسابيع، تأخر ردك على اتصالي، على غير عادتك. ثم اتصلت قلت لي:

«ابا طرفة لم اكن استطيع الكلام. شعرت الان اني قد استطيع..»

بعد اسبوع عاودت اتصالي لأطمئن، لاجواب بعد يوم، يومين، لا جواب.

وضعت يدي من خوف على قلبي! علمت اني سأبقى بلا رد والى الابد!

اخي، صديق العمر:

من يعرفك جيدا، يعرف حجم الخسارة!

ياسين طه حافظ

*************************

نجيب محيي الدين

اسم على مسمى

غادرنا مساء الخميس المنصرم 25/ 2/ 2021 في رحلته الأبدية رجلا تربويا جم الصفات الإنسانية الحميدة، ذلكم هو المربي والشخصية الوطنية الأستاذ نجيب محي الدين. أحب العراق وأهله، وطنياً صادقاً في أيمانه ومشاعره، عفيفاً زاهداً في حياته، لم يساوم ولم يتخاذل طيلة مسيرة حياته الاجتماعية والسياسية، مثل انموذجا نادراً للمخلصين في حب اوطانهم. ترعرع فقيدنا الغالي وسط اسرة متوسطة الحال برعاية أبوين اهتما بتربيته، وكان والده رجلاً متنوراً أولى ولده الاهتمام خلال مراحل دراسته.

عرفته المؤسسة التربوية تلميذاً نجيباً في مراحل دراسته، وتأثر بجيل المعلمين في ثلاثينات واربعينيات القرن الماضي، اذ وجد فيهم الحرص والإرشاد التربوي، وبسبب هذه البدايات استهوته مهنة التعليم متأثرا بسلوكهم. توجه بعد اكمال المرحلة الثانوية في مدينته بعقوبة الى الدراسة في دار المعلمين العالية في بغداد ليتخرج منها في نهاية الاربعينيات من القرن العشرين، وبعد تخرجه مارس العمل مدرساً في حقل التعليم الثانوي وتدرج في مواقع إدارية قيادية فيه. بعد ثورة 14 تموز 1958 تم انتخابه نقيباً للمعلمين في العراق لسمعته الطيبة وسلوكه الابوي القويم.

بسبب توجهاته الوطنية واطلاعه على الأفكار التقدمية لرجال الفكر والسياسة خلال مراحل دراسته توجه للعمل في حقل السياسة بالارتباط بالحزب الوطني الديمقراطي عام 1946 العام الذي شهد أول مرة اجازة عدد من الأحزاب السياسية اليسارية والقومية في حكومة رئيس الوزراء آنداك المرحوم توفيق السويدي.

ظل الفقيد وفياً لأفكار الحزب الوطنية التقدمية التي تبناها حتى يوم وفاته. اهتم كثيراً بالعلاقات الاجتماعية في حياته، ولهذا عرفته المنتديات الثقافية والسياسية في بغداد والعاصمة الأردنية عمان خلال السنوات الأخيرة من حياته.

كان يتابع يومياً رغم اعتلال صحته اخبار العراق داعياً أصدقاءه والشخصيات الوطنية الى العمل بروح الجماعة لتوحيد الصف بأفق وطني يسمو على الخلافات الجانبية، بهدف خدمة بلدنا الذي يواجه تحدياً خطيراً على مستقبله ومستقبل أبنائه.

شكل رحيله خسارة كبيرة لحركة السلم والتيار الاجتماعي الديمقراطي، فقد كان أحد أعمدتها المبرزين، مناضلاً وطنياً وأباً لجيل الشباب الذين تعرفوا اليه وصديقاً وفياً لمعاصريه.

رحمك الله يا أبا سعد... نم مطمئناً فشعلة الحق التي حملتها لا تنطفئ.

الأمين العام للتيار الاجتماعي الديمقراطي 

أ.د. علي كاظم الرفيعي        

***********************

رواها الراحل نجيب محيي الدين

صفحات مطوية من تاريخ العراق في عهد الزعيم

د. حميد حسون نهاي

خسر الوسط التربوي والتعليمي في العراق مساء يوم الخميس 25 شباط 2021 قامة علمية شامخة متمثلة برحيل الأستاذ الكبير نجيب محي الدين, إذ كان الراحل نقيباً للمعلمين في العهد الجمهوري الأول, وقد كان له خدمات جليلة استمرت لعقود طويلة من الزمن, لا سيما في قطاعيّ التربية والتعليم, ولأننا اليوم محزونون على فقدهِ وجدنا من السلوى لنا ولجميع قراء جريدة “طريق الشعب” الغراء نشر المقابلة الشخصية التي أجريتها معه قبل ثلاث سنوات تقريباً, وبرحيلهِ ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته, وأن يلهم أهله وطلبته ومحبيه عظيم الأجر والثواب وجميل الصبر والسلوان.. إنه سميع مجيب الدعاء ((إنا لله وإنا اليه راجعون)).

لا أُبالغ عندما أقول إن صباح يوم 11 شباط 2018 كان صباحاً مميزاً, وكيف لا يكون كذلك وانا التقي بشخصيةٍ تميزت بالتوازن والاعتدال والموضوعية في حديثها, والإخلاص والتفاني والمهنية والنزاهة في أداء عملها, وحب العراق والولاء له مقياس تقييمها للشخصيات التي عاصرتها, لذلك رأينا من المفيد جداً, نشر أهم ما جاء في هذه المقابلة الشخصية التي أجريتها مع نقيب المعلمين الثاني في حقبة الزعيم عبد الكريم قاسم بعد الدكتور فيصل السامر, ليتحدث عن ذكرياته, وأبرز محطاته السياسية والوظيفية, بالإضافة إلى تقييمهِ لحقبة العهد الملكي بوصفهِ من مواليد لواء ديالى عام 1925, وبذلك يكون شاهد عيان على كثير من الأحداث السياسية والاجتماعية التي عاصرها.

من هذا المنطلق, بدأ اللقاء مع الأستاذ نجيب محي الدين, ليتحدث عن التعليم في العهد الملكي, فقال إن محاباة أبناء الذوات في التعليم, أو في حالات الغش أثناء الامتحانات كانت قليلة جداً, ولم تكن ظاهرة حينها, لأن بعض الشخصيات كانت تعتد بنفسها وتتمتع بأخلاق عالية, وتقف بل وتتحدى بعض المسؤولين الذين يسعون إلى انقاذ أبنائهم من العقاب أثناء حالات الغش, يقول كنت في حقبة الخمسينيات مديراً لإحدى الثانويات في بعقوبة, وكنت رهن إشارة مدير المعارف العام, الذي أوكل إليّ مهمة إدارة الامتحانات الخارجية في إحدى ثانويات لواء كركوك, وفي ثاني أو ثالث أيام الامتحانات, لاحظت نجل متصرف لواء كركوك مصطفى اليعقوبي يمتحن خارجيا, وكان يحاول الغش, وكما هي طريقتي المعتادة ابدأ بالتنبيه ثم التحذير وآخرها الاخراج من القاعة الامتحانية, وقد كان معروف عن هذا الطالب بأنه متأخر دراسياً وجاء ليمتحن خارجيا, وبعد تنبيهه وتحذيره لأكثر من مرة, تبين أن الطالب كان فاشلاً, لأنه حاول أن يُظهر بأنه نجل المتصرف, الأمر الذي دفعني إلى سحب الدفتر الامتحاني منه وإخراجه من القاعة, وبعد الامتحان أبلغت مدير المركز الامتحاني بذلك فامتعض وقال ماذا فعلت؟ ماذا تقول لوالدهِ المتصرف؟ وللإنصاف أقول, لم يبدِ المتصرف أية ردة فعل, أما ابنه فكان بإمكانه أداء بقية الامتحانات لكنه لم يحضر, وفيما يتعلق بيّ, فقد تم تكريمي وذلك بنقلي إلى وظيفة أعلى وأرقى, وهي معاون مدير دار المعلمين العالية عام 1950.  

وفيما يخص قبول الطلاب في المدارس, فقد كانت أغلبها تتم على أساس مهني, وتكون على شكل حصص لكل لواء, حسب النسب السكانية, منها على سبيل المثال تخصيص 120 مقعداً للقبول في دار المعلمين العالية, تتم المنافسة بين المتقدمين ويتم قبول أصحاب الدرجات العالية, وبالنسبة لمدارس البنات فقد كانت قليلة جداً وغير منتشرة, ومعظم الألوية ليس فيها مدرسة واحدة للبنات, ويمكن القول إن نسبة قبول البنات كانت تعادل لواء في كل العراق ويتم القبول على أساس المعدلات العالية أيضاً. ومن المفيد الاشارة إلى ان المدرسة المأمونية كانت أول مدرسة في العراق الملكي, وقد كان الملك فيصل الاول راغباً في أن يكون معلماً فيها, في حين كانت الإعدادية المركزية أول ثانوية في العهد الملكي, لأنها امتداد للعهد العثماني وكانت تسمى حينها “إعدادي ملكي”, للتفريق بينها وبين المدرسة العسكرية التي كان اسمها “إعدادي عسكري”, وقد كانت هنالك مدرسة متوسطة تسمى حينها “إعدادي رشدي”.

أما البعثات الدراسية خارج العراق, فقد كانت تتم على وفق معايير موضوعية وتنافس بين الطلاب, ليحصل أعلى المتقدمين على فرصة الدراسة خارج العراق, وعلى الرغم من ذلك كله, فهي لا تخلو من المحسوبيات ومحاباة الأقارب والأصهار لا سيما عند انسحاب أو وفاة أحد المتقدمين, الأمر الذي يجعل بعض المقاعد شاغرة, ولكن هذه الأمور كانت نادرة وقليلة وغير مؤثرة, لان أبناء  الطبقة الوسطى كان من الممكن قبولهم في البعثات إلى جانب أبناء الذوات. 

وفي الموضوع ذاته, أشار الأستاذ الراحل نجيب محي الدين إلى ان أول بعثة دراسية إلى الخارج كانت في عام 1921, وقد تكونت من تسعة أشخاص, خمسة منهم درسوا التربية والزراعة والاقتصاد والكيمياء في الجامعة الأمريكية في بيروت, واثنان درسا اللغة العربية في القاهرة, واثنان أيضاً درسا الطب في انكلترا, وقد شملت هذه البعثة طوائف العراق كافة, لكنها اثارت امتعاض بعضهم لاسيما اليهود والمسيحيين الذين اعترضوا وقالوا هناك أسس موضوعية يجب الأخذ بها, منها اللغة الانكليزية التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار, لا سيما وان لليهود والمسيحيين مدارس أهلية تقوم بتدريس اللغة الانكليزية, لذلك رأوا انفسهم أكثر إجادة من المسلمين في هذا الجانب.

وتجدر الاشارة إلى ان الملك فيصل الأول لم يكن منحازاً لطائفة معينة, لذلك وبمجرد انتقاد هذه البعثة من الإعلام قام بتكليف رئيس الديوان الملكي رستم حيدر وهو من الشيعة لمتابعة الموضوع, وفعلاً أرسل رستم حيدر كتاباً إلى وزارة المعارف يسأل فيه عن آلية اختيار هؤلاء الأشخاص, وقد كان الجواب ان الاختيار كان على وفق اسس ومعايير موضوعية, منها الكفاءة وحُسن السيرة وعدم القدرة المالية أي من أسر غير ميسورة, لأن الأسر الميسورة تقوم بتدريس أبنائها على حسابها الخاص, وقد قامت وزارة المعارف بتعريف الأشخاص التسعة واحداً واحداً, وكانوا جميعاً ممن تنطبق عليهم الشروط, ولم تعتمد مسألة النسبة السكانية, واتذكر ان أحدهم كان يهودياً اسمه “جاك عبودي”, يعمل أستاذا في كلية الطب, ومختصا بمرض الأعصاب، ويُعد من أفضل الاطباء العراقيين علماً وسلوكاً.

وبما أن الحديث مع الأستاذ نجيب محي الدين يمثل شهادة تاريخية عن العهد الملكي الذي عاش فيه أكثر من ثلاثة عقود, انتهزنا الفرصة لمعرفة تقيمه للنظام السياسي آنذاك, والدستور والانتخابات, فقال, للأسف يوجد الآن توّجه لتبييض سيرة النظام الملكي, وكأنه نظام لا توجد فيه أي شائبة, لكن اقول إن النظام الملكي فيه من الايجابيات, لكن طيلة العهد الملكي (1921 - 1958), لا توجد انتخابات حرة نزيهة ما عدا انتخابات عام 1954, واستمرت ليوم واحد فقط واُجهضت من قبل نوري السعيد, حيث كانت الانتخابات تتم بالتعيين وليس الانتخاب, وأكثر من ثلثي عمر العهد الملكي كانت فيه أحكام عرفية في معظم أجزاء البلد, ولم تشكل وزارة إلا من خلال التوافقات بين الشخصيات المتنفذة والموالون لهم, والولاء كان له أهمية بالغة في تسنم المواقع, فالبعض يحسب على الإنكليز والبعض الاخر يحسب على البلاط وآخر على نوري السعيد، وهكذا كانت الولاءات لها ثقل كبير بالإضافة إلى وجود المتملقين, لكن المسؤول يختار الموالي الكفوء في معظم الاوقات.

على هذا الأساس يبدأ المتهافتون على المواقع والمناصب لا سيما في أوقات الانتخابات لتقديم فروض الطاعة للمسؤولين الكبار, وكان معظم الذين يصلون الى المواقع الحكومية المهمة من الموالين الذين بإمكان المسؤول الكبير الاستفادة منهم لأن لهم ثقلا اجتماعيا أو لديهم لوذعية في الخطابة أو ما شابه.

نتيجة لكل ذلك حدثت طرائف في بعض الانتخابات منها على سبيل المثال, يفوز نائب معين من دون أن يرشح نفسه أو هو لا يعلم بالترشيح اصلاً, أو يفوز شخص معين في أكثر من لواء في وقت واحد, والامانة تقتضي القول إن المركز الاجتماعي والسياسي للعائلة كان له دور كبير، وهذه حقيقة شاخصة في العهد الملكي, لأن فيه من نقاط القوة الشيء الكثير الذي يمكن الاستفادة منه. كان في دستور عام 1925 نصوص ديمقراطية وكان همّ المعارضة وشغلها الشاغل هو المطالبة بتطبيق نصوص الدستور, لكن لا أحد يسمع, ولو كان هناك تطبيق للدستور والديمقراطية لكانت الانتخابات في تحسن مستمر والدورات البرلمانية المتعاقبة تكون بشكلٍ أفضل, لكن ما حدث كان العكس تماماً, بحيث كانت آخر دورة برلمانية يسمى مجلسها بـ “مجلس التزكية”.

مما سبق يبدو واضحاً, أن وجود الأصهار والأقارب في المناصب كان نتاجا طبيعيا وأمرا واقعا نتيجة غياب النظام الديمقراطي الصحيح الذي يعتمد على الكفاءة والقدرة بالإضافة إلى ان ذهنية المجتمع العراقي آنذاك كانت تتقبل هذه الشخصيات التي تنتمي إلى أسر ذات وزن كبير ومقبولة اجتماعياً، وكان معظمهم محترمين في الوسط العراقي ومن هؤلاء السيد رشدي عبد الهادي الجلبي الذي أصبح وزيراً لأكثر من مرة في عقد الخمسينيات, وهو بالرغم من انه خريج الجامعة الامريكية في بيروت, لكن بالمقاييس الموضوعية والكفاءة التي تحتاجها الوزارة ليس له نصيب في هذا المضمون, لا بل لا يأتيه دور لوجود الأكفأ منه, لكن لأن والده السيد عبد الهادي الجلبي الذي كان نائباً ووزيراً فضلاً عن انه أحد أبرز وجهاء وأعيان بغداد لاسيما في مدينة الكاظمية المقدسة أعطي هذا المنصب.

وفي حديثنا عن الأحزاب السياسية تطرق الأستاذ نجيب محي الدين عن انتمائهِ إلى الحزب الوطني الديمقراطي عند تأسيسه عام 1946, حينما كان في المرحلة الثالثة في دار المعلمين العالية, وعن رئيس الحزب كامل الجادرجي قال: “لم يظهر منافس لـ (كامل الجادرجي) في صفوف الحزب ولأنه يمتلك المؤهلات والمكانة بقي مسيطراً على الحزب حتى عام 1961, ولو كانت هناك زعامات أقوى منه لوصلت إلى رئاسة الحزب, حتى الذين كانوا بالضد من كامل الجادرجي  كانوا ينتقدونه في مجالسهم الخاصة فقط, ولم يكونوا منافسين له وفشلوا في إيجاد بديل عنه. وينطبق الأمر نفسه, على عبد الفتاح ابراهيم رئيس حزب الاتحاد الوطني, وعزيز شريف رئيس حزب الشعب, ومحمد مهدي كبة رئيس حزب الاستقلال, الأحزاب السياسية بشكلٍ عام كانت تحتاج إلى الديمقراطية, لأن زعماءها استحوذوا على رئاستها لفترات طويلة, لكن عدم ظهور زعامات حزبية تنافس القادة, أسهم في بقائهم هذه المرحلة الطويلة, والحقيقة المرة, إن معظم طاقم العهد الملكي غير مؤمنين بالديمقراطية والحياة الحزبية, ومنهم توفيق السويدي الذي ترك رئاسة “حزب الاحرار” الذي اسسه إلى سعد صالح وهو أقرب الناس إلى الديمقراطية وكان شخصية جديرة بالتقدير والاحترام.

أما محمود أحمد السيد وعبد القادر إسماعيل وعبد الفتاح ابراهيم فكانوا أقارب, ومن القلة المعدودة المثقفة حينها, لأنهم من حملة الشهادات, والأخير كان قدر أُرسل في ثالث بعثة علمية, ليتخرج من الجامعة الامريكية في بيروت, أما عبد القادر إسماعيل بالإضافة إلى حسين جميل فقد تخرجا من كلية الحقوق, وبالتالي جمعتهم الثقافة واستوعبتهم جماعة الاهالي, وقد حاولوا تأسيس حزب لكنهم لم يفلحوا, والنتيجة انتمى عبد القادر إسماعيل إلى الحزب الشيوعي, وتوزع الآخرون على مدارس فكرية شتى.

وعن انضمام عبود الشالجي للحزب الوطني الديمقراطي قال الأستاذ نجيب محي الدين: كان لـ (عبود الشالجي) علاقة شخصية وصداقة مع حسين جميل, والشالجي اسم كبير في الوسط الاجتماعي، لأنه مؤرخ وتراثي ولغوي, وقد كان إضافة للحزب عندما انتمى اليه لأن له ثقله ووجوده قد أعطى تنوعا للحزب, وان الحزب لا يقتصر على المثقفين واليساريين في الوسط السياسي, وقد انسحب من الحزب مع عبد الكريم الازري لعدم استيعابهم الفكر الماركسي والاخير (عبد الكريم الازري) لم يصبح وزيراً لو لم ينسحب من الحزب الوطني الديمقراطي. وفي الواقع ان الحزب الوطني الديمقراطي لم يكن حزباً شيوعياً لكنه اقتبس أفكاراً ماركسية, وأن تسمية حسين جميل للحزب بأنه “يسار الوسط” كلام سليم.

***************************

الصفحة العاشرة

قضايا التهميش الاجتماعي

الفئات الهامشية في بلدان «المحيط» بحاجة الى اعادة تعريف

د. صالح ياسر

دون الانتقاص من جهود الباحثين الذين يعتمدون المنهج الماركسي في دراساتهم للظواهر الاجتماعية، وانتاج معرفة علمية عنها، نستطيع القول إن العديد من هؤلاء في مسعاهم لتحديد طبيعة “الفئات الهامشية” في بلدان “العالم الثالث” يستعيرون أطروحات ماركس وانجلز ومفاهيمهما حول “رعاع المدن” أو “الفئات الهامشية” التي نشأت في القرن التاسع عشر، أي دون أخذ الظروف التاريخية التي صيغت في ظلها تلك المفاهيم، أي تاريخية المفاهيم.

يتعين اذن القيام بقراءة سريعة لاطروحات ماركس وأنجلز في هذا المجال، وبيان مدى قيمتها المعرفية في تحديد طبيعة “الفئات” الناشئة في بلداننا ونحن ندخل العشرية الثالثة من القرن الحادي والعشرين، وهي تماثل، من حيث خصائصها، تلك التي نشأت في القرن التاسع عشر.

 كتب )أنجلز) في مقدمته لكتاب “حركة الفلاحين في المانيا” عن حثالة البروليتاريا ما يلي: “حثالة البروليتاريا... تمثل نفايات من جميع العناصر المتفسخة اخلاقيا ونفسيا من جميع الطبقات، والتي تتركز بصورة رئيسية في المدن الكبيرة... إن هؤلاء الاوباش مأجورون كليا ومزعجون أشد الازعاج بلجاجتهم”. 

إن قراءة التعريف اعلاه تسمح لنا باستخلاص ثلاثة افكار اساسية اراد  )أنجلز) أن يعبر عنها:

  • إن حثالة البروليتاريا، بالنسبة لأنجلز، هي تلك النفايات من العناصر المتفسخة من جميع الطبقات، التي تتركز بصورة رئيسية في المدن، أي أن هذه الحثالة لا تمتاز بالوحدة الطبقية (الانتماء لطبقة محددة)، وبالتالي فإن حثالة البروليتاريا هنا هي تعبير مجازي وليس مفهوما علميا دقيقا.
  • وتأسيسا على الملاحظة اعلاه يمكن القول بأن )أنجلز) يعتمد هنا المعيار النفساني الاخلاقي، وليس الاقتصادي في تحديد هذه “الحثالة”.
  • انعدام عنصر التخصص في ممارسة “النشاط “. إن أهمية هذه الخاصية تكمن في قابلية عناصر الحثالة واستعدادهم لممارسة كل “الاعمال” التي تعرض عليهم. إن عدم التخصص يجعلهم على استعداد لممارسة كل “الاعمال غير العادية”، “القذرة”، تلك التي تتطلب الصلابة والصلف وتجعل منهم أكثر فضاضة وحبا للمغامرة، وبالتالي فإنهم “مزعجون اشد الازعاج بلجاجتهم”.

 أما بالنسبة لماركس فإنه أنتج مفهوما آخر للتعبير عن هذه الفئات فكتب قائلا : “أما رعاع المدن، هذه الحشرات الجامدة، حثالة أدنى جماعات المجتمع القديم، فقد تجرهم ثورة البروليتاريا الى الحركة، ولكن ظروف معيشتهم، وأوضاع حياتهم تجعلهم أكثر استعدادا لبيع انفسهم الى المكائد الرجعية”.

 هنا نعثر عند (ماركس)، مقارنة بانجلز، على مفهوم (رعاع المدن) كتعبير عن هذه “الحثالة”، والذي ظهر في تعريف أنجلز. إن ظروف معيشة هؤلاء الصعبة والتعيسة يمكنها أن تجعل منهم قوة جاهزة، حسب تعبير ماركس، ومستعدة لتقديم “خدماتها” في اللحظات الحاسمة، في لحظات التحولات الاجتماعية الكبرى، أو في لحظات الأزمة. أليس مثال “لويس بونابرت” تعبيرا عن القوة الرهيبة التي تتمتع بها هذه “الفئات”، حين استخدمها في توجيه حرابها لقمع خصومه.

 وفي عمل اخر لماركس نرى أنه يستخدم مفهوم البروليتاريا الرثة بطريقة مجازية، ليس لوصف تلك الفئات التي تحدثنا عنها وانما لوصف “أجنحة” البرجوازية ذاتها. هكذا إذن نجد على سبيل المثال عند ماركس في “الايديولوجية الالمانية” تعارضا بين البرجوازية والطبقة الصناعية الكبرى، حيث تلك الطبقات، حسب اعتقاده، تؤدي وظائف اجتماعية مختلفة، ومصالح البرجوازية يمكن أن تنتهي في حدود كل شعب، في حين أن الطبقة الصناعية الكبرى هي طبقة “دولية”، طبقة ذات طبيعة كوسموبوليتية.

اما في “المعارك الطبقية في فرنسا” فقد سعى ماركس لابراز التقاطع الناشىء بين المصالح الطبقية للارستقراطية المالية مع مصالح البرجوازية الصناعية وتوصل الى استنتاج مهم بأن الارستقراطية المالية تثرى ليس عبر حقل الانتاج، بل عبر استحواذها، وبذكاء، على الثروات الموجودة، ولهذا يسميها بتهكم بـ “بروليتاريا رثة تتربع على قمة المجتمع البرجوازي”.

لا ينبغي استخلاص استنتاجات متعجلة من هذه الاطروحات وتحميلها أكثر مما يجب، غير ان ما ينبغي التأكيد عليه في هذا المجال هو ضرورة قراءة هذه التعاريف ضمن السياق التاريخي-السياسي الذي انتجت فيه (القرن التاسع عشر).

لم يكن هدف ماركس وانجلز الاساسي، انتاج معرفة بهذه الفئات انما كان همهما المعرفي يدور حول قضية أعمق: انتاج معرفة نظرية – منهجية بالتشكيلة أو التكوين الرأسمالي، بهدف طرح بديل يتجاوز ذلك التكوين على المستوى النظري والسياسي في آن.

******

نعود الان الى موقع الفئات الهامشية في البنية الاجتماعية/الطبقية لبلدان “الاطراف”. ان مسألة الاصول الطبقية والانحدار الاجتماعي لهذه الفئات في البلدان النامية لم تحسم بصورة نهائية. لهذا ومن المفيد أولا أن نشير الى حقيقة مهمة جدا، وهي أن تحديد جذور هذه الفئات يحب أن يرتبط بتحليل خاصية تطور التكوين الاجتماعي في بلدان “الاطراف”. ونعتقد أن هذه المنهجية ستسمح لنا باجراء مقاربة بين سيرورات نشوء وتطور هذه الفئات في البلدان المتطورة وبلدان “الاطراف”، وبالتالي تحديد جذور الاختلاف في النشوء وما يترتب عليه من ضرورة انتاج مجموعة جديدة من المفاهيم التي تعبر عن هذه الظواهر.

إن إنتاج معرفة منتظمة بصدد “الفئات الهامشية” في بلدان “العالم الثالث” يجب أن يرتبط بتحليل خاصية التطور الرأسمالي في البلدان “الطرفية”، أي تحليل خاصية ظهور الرأسمالية هنا، تحديد أصولها، والنتائج، والعواقب المرافقة لها.

ويمكن ملاحظة ذلك في العديد من القضايا من بينها ان الرأسمالية “المحمولة” من الخارج لم تحطم البنى التقليدية، بل وعملت في أحسن الاحوال على تكيفها وفقاً لاحتياجاتها، وقد خضعت هذه البنى لتطور بطيء ومؤلم دون أن تتعرض لتحطيم كامل.

وهذه الملاحظة مفيدة في فهم جذور تشكل “الفئات الهامشية”.

يتعين القول إن “تحرير” قوة العمل أثر انغراس العلاقات الرأسمالية المتدفقة من الخارج، تميز بسيرورة متناقضة للغاية:

- تحول الى “بروليتاريا” من جهة؛

- وتحول الى “ما قبل بروليتاريا” من جهة ثانية.

ومن شأن التأمل العميق في هذه السيرورة أن يساعدنا على الاحاطة بالديناميكية والحراك الاجتماعيين في اقتصاد رأسمالي تبعي احاطة أفضل، ويجعلنا على دراية بواقع تلك السيرورات و “يحررنا” من “الزامية” نقل مخططات تحليل طُبقت في ظروف تاريخية أخرى، تختلف عن ظروف هذه البلدان التي تشكل موضوعاً لتأملاتنا هذه.

يتعين إذن أن نلخص فكرتنا هذه ونقول بأن الجزء الاساسي من “الفئات الهامشية” للمدينة المعاصرة في البلدان “المحيطية”، ومنها بلداننا العربية، هي ليست فقط “سقط متاع”، الانتاج الرأسمالي، ولا ضحايا البطالة الدورية، التي يتم امتصاصها بشكل منظم خلال الدورة الرأسمالية ولا هي “الجيش الاحتياطي الصناعي”، ولا هي منتوج الوتيرة السريعة للهروب من الريف الى المدينة (أو إنهيار الحرفيين) والتي يمكن “التغلب” عليها من قبل الانتاج الرأسمالي مقارنة بالعرض على قوة العمل، في “العالم الثالث”.

نحن هنا شهود سيرورات من نوع مغاير تماماً عن تلك الظواهر الأوربية “المماثلة”، إنها سيرورات ذات طبيعة واسعة، طويلة المدى، والاهم من ذلك هي عبارة عن سيرورات مرتبطة عضويا بالسنن الرئيسية للتطور التابع “وخصائصه” الملموسة.

يطرح هذا الاستنتاج ضرورة تعميق التحاليل بصدد قضيتين، اعتقد أنهما مهمتين في انتاج معرفة أفضل بـ “خصوصية” الفئات الهامشية في البلدان “المحيطية”.

  • القضية الاولى: هي أن انتاج معرفة منتظمة عن الفئات الهامشية يستحث أولاً، وقبل كل شيء، تحليل مضمون نمط “التراكم المحيطي” وآلياته التي “تفرخ” أو تفرز هذه الفئات. يمكن القول إن هذه “الجماعات” التي يتعاظم حجمها باستمرار، ليست ناجمة عن انحلال القطاعات الانتاجية التقليدية فقط، بل هي ثمرة “لإدخال وزرع” النمط الراسمالي.
  • القضية الثانية: ضرورة اجراء مقاربة بين هذا النمط من التراكم والتراكم الذي تم في بلدان “المركز” الرأسمالي. إن التجربة التاريخية لسيرورات التراكم في “المرك” تبين أنها تنتج بشكل منتظم “الجيش الاحتياطي الصناعي”، في حين أن التراكم المحيطي ينتج على ما يبدو “ما قبل بروليتاريا”، واعتقد أن هذا التمييز ضروري على المستوى المفاهيمي ومفيد للغاية لفهم طبيعة هذه الفئات من جهة ثانية.

يمكن القول، انطلاقاً من الملاحظة السابقة، أن هذه “الفئات الهامشية” في “البلدان المحيطية” تمثل نتاجاً لعملية نفي مزدوجة.

- فمن جهة تنتمي هذه الفئات الى أنماط الانتاج ما قبل الرأسمالية، أي بمعيار القوى المنتجة الى قوى التخلف والمحافظة، حيث تصبح هذه القوى ضمن إطار عملية “التراكم المحيطي” بمثابة “جسم زائد”.

- غير أن هذا “الجسم الزائد” نفسه هو نتاج مجموعة متنافرة من قوى اجتماعية تنتمي الى أصول تاريخية مختلفة يشترط التراكم التبعي ليس تصفيتها جميعاً بل “اعادة طحنها”، أي أن عملية “نفيها” لا تكون كاملة، لأن من ضمن “متطلبات” قانون “التراكم المحيطي” عدم ازاحة البعض منها من على “مسرح الحياة”.

    وقد لا يغامر المرء حين يقول بأن “اعادة الطحن” المذكورة اعلاه تعني أن السيرورات المرافقة لنمط “التراكم التبعي” تنتج “ما قبل بروليتاريا” أكثر مما تساهم في عملية البلترة وخلق الشروط لهيمنة نمط الانتاج الرأسمالي. ولهذا يكون هذا النمط معاقا منذ لحظة ولادته، وبالتالي فإن عملية التهميش ونشوء “الفئات الهامشية” تصبح حقيقة من حقائق تطور هذا النمط وليس أثراً عارضاً له.

*****************

الحركة الطلابية بين التجريبي الخادع وعقم النظرية

شربل شلهوب

في خضم المعمعة الحالية في الأوساط السياسية والإجتماعية اللبنانية وبعد عاصفة انتفاضة 17 تشرين وما تركته من تحولات جذرية على الوعي الجماهيري وعلى البنية الاجتماعية اللبنانية، ظهرت الحركة الطلابية بأطرافها العديدة، حركة رائدة وطليعية على رأس معركة التغيير في لبنان. تجلت الحركة الطلابية التقدمية في تكتلات وأندية علمانية خاضت انتخابات المجالس الطلابية في معظم الجامعات الخاصة وحققت انتصارات لا يستهان بها معبرة عن تحولات وتقلبات مهمة في وعي الشباب السياسي. من الأساسي اليوم تقييم عمل الحركة الطلابية بإنصاف، للإضاءة على نجاحاتها ونقض أخطائها وفهم أسباب إخفاقاتها في بعض المحطات الحسّاسة في المعركة الدائرة بينها وبين الاوليغارشيا المهيمنة.

أما السؤال الجوهري الذي نطرحه والذي ننطلق منه في تحليلنا فهو: “كيف نحلل تركيبة الحركة الطلابية وما هي أبرز نقاط ضعفها التي تمنعها من تحقيق مهمتها الثورية؟” يمكننا، ودون الخوض في تفاصيل هذا الاستنتاج، تحديد تيارين يشكلان لبّ الحركة الطلابية اليوم. سنعرض من خلال هذه المقالة أسباب ضعف كلّ من الطرفين لنستنتج في نهاية النقد أين يفرض علينا المنهج العلمي إعادة النظر لننطلق منه إلى تصحيح المسار لانبثاق حركة طلابية صلبة، متينة قادرة على مجابهة التهديدات المحدقة بالفئات الشعبية.

أولاً يجدر بنا تحديد التيارين موضوع دراستنا هما: التيار النظري أو كما ألقبه .. التيار السفسطائي والتيار التجريبي العفوي. يدور نقدنا هذا حول الموضوع الفكري الذي عبر عنه لينين بشكل صريح حينما قال “لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية”. في تعبيره هذا، لم يقصد المفكر البتة تغليب أحد طرفي المعادلة على الآخر كما يتراءى للقارئ السطحي. فتأكيد عكس ذلك يأخذ المرء حتماً إلى أروقة ومزاريب الفلسفة المثالية، أي إلى التأويل المثالي الذي ينافي كلياً المنهج المادي العلمي. ننجر، إذن، إلى جدالات بيزنطية منفصلة عن أرضية الواقع التاريخي وصراعاته كجدل أولية التجربة على الفكرة أو العكس، الذي يرسم في أذهاننا انقساما وهميا بين مدرستين، هما في الحقيقة أبناء الفكر المثالي عينه. المنهج الماركسي يفرض علينا اعتماد نظرة أوسع وأشمل لحركة التاريخ وديناميكيتها. فكما حدد مهدي عامل في محاضرته “الثقافة والثورة”: “يستحيل الوعي النظري قوّة مادية تدك أعمدة القائم، وتهيئ لولادة الجديد”. وهذا بالضبط ما يغفل عن معرفته أنصار التيار النظري السفسطائي الذين ينجحون بشرح المفاهيم الماركسية وتحليل الواقع الاجتماعي الطبقي من خلال نشر صور أو فيديوهات موجزة ولكنهم يخفقون شر إخفاق في تكوين حركة مادية متماسكة على الأرض؛ فيبقى جهدهم محدوداً ضمن إطار الشرح الفلسفي والتنظير العقيم، محصوراً بفقاعة من المثقفين الثوريين، عاجزاً عن اختراق الوعي الشعبي. ينتفي إذن، الطرف الأول من معادلة لينين المرتبطة بالحركة الثورية. من مشاكل الخطاب المطروح من قِبل هذا التيار أنه بأمتهانه وظيفة “الدعاية الثورية” يشكل عند الأفراد المشاركين في نشره نوعاً من الإحساس بالرضى والاكتفاء مما يؤسس “لوعي مواز” في عالم فكري حلمي منفصل كاملا عن الواقع المادي الحالي. هذه الآفة النظرية تندرج ضمن نظرية النشاط المزيف التي طرحها المفكر سلافوي جيجيك وقد حلل.. إن هذه النشطات لا تؤثر في الصراع الدائر مع الطبقة الحاكمة، إنها بالعكس تماماّ، تشرّع لحكم هذه الطبقة وتفرّغ العزم الثوري من النفوس بخلق نوع من “الكتارسيس” النضالي، أي “تنفيس” للاحتقان أو كما يقال بالعامية “فشّة خلق” نضال كاذب لا يؤذي، مسالم، على هامش حركة التاريخ والصراعات الدائرة.

العقدة الأساسية، إذن، عند التيار النظري التي تقف حجر عثرة أمام بناء المشروع الثوري هي طابعه الشعري والتي يمكن توصيفها بالزهد النظري المتعالي عن تجاذبات العصر. طرح مفاهيم كنظرية الاغتراب أو الهيمنة الطبقية بدون ترجمتها على أرض الواقع بحركة ثورية موحَّدة لا تعيق السيرورة الثورية و حسب، بل تعطّلها. نعود إلى معادلة لينين المطروحة في بداية المقالة أي إلى التوازن القائم بين الحركة الثورية و النظرية الثورية كما حدّدنا آنفاً إن الواحدة تنتفي بانتفاء الأخرى فتشلّ المسيرة الثورية لأيِّ حركة طامحة للتغيير. في ما خصّ التيار التجريبي العفوي، فإنّ تحليله لا يقلّ أهمية عن تحليل التيار الأول. فإعاقة التيار التجريبي للحركة الثورية تكمن على عكس التيار الأول، في تهميش الشقّ النظري والفكري بالاعتقاد أن الثقل العددي على الأرض والضغط الشعبي العفوي يكفي للدفع بعجلة التغيير قُدُماً. هذا هو الفخ التجريبي الذي وقع به التيار العفوي المنافس للأول النظري. حول هذا الموضوع، قال مهدي عامل “ ضدّ الظاهر من الأمور وضدّ الوعي المتسطِّح في البديهي وضدّ التجريبي الخادع ضدّ الفكر البرجوازي ينبني الفكر العلمي...” نلاحظ جيداً أن مهدي بصياغته للجملة ربط الوعي البديهي والتجريبي الخادع بالفكر البرجوازي، فعلينا الإدراك جيداً أن هذا الربط لم يأتِ عن عبث أو عن هفوة لغوية. شبْك التيار التجريبي السطحي بالفكر البرجوازي يدل على علاقة بنيوية بين الإثنين.

لتوضيح هذه المسألة، نستند إلى كتاب “مدخل إلى نفض الفكر الطائفي” الذي يوضح فيه مهدي عامل أن لغة الايديولوجية البرجوازية المتمثلة في الكتاب بنصوص ميشال شيحا (منظّر البرجوازية الاول) هي لغة التبسيط و “البداهة”. بالتالي يتحدّد التيار التجريبي غير الآبه بالنظرية كفرع من فروع الفكر البرجوازي، فهو يستحيل فكراً نقديّاً ثوريّاً يرمي لهدم النظام القائم. من الجدير الذكر أيضاً أن مهدي عامل كان قد حدّد إنّ أيِّ محاولةِ نقضٍ للفكر البرجوازي المسيطِر لا يمكن أن يتحقّق إلّا من موقع طبقي نقيض أي من موقع الطبقة الشعبية الثورية، فالفكر البرجوازي مستحيل أن ينقض الفكر البرجوازي. فالحركة الثورية يجب أن تستند إلى نظرية تعاوِنُها في فهم الواقع وإدراك الظروف التاريخية التي تعمل في صلبها. بدون سند نظري تبقى الحركة الجماهيرية تائهة عُرضى للتقلبات والانشققات ومن ثَمَّ التحلُّل الداخلي. نقولها بجهارة إن الواقع الذي نعيش فيه و البنى الاجتماعية التي نجمت عن نمط الإنتاج الرأسمالي بالغة التعقيد خصوصاً ضمن الرأسمالية التبعية الكولونيالية الموجودة في لبنان، فلا يمكن أبداً أن تجتزئ الحركة الطلابية معركتها الحالية مع الجامعات الخاصة من مجمل الصراع الطبقي المحتدم الذي يشهده المجتمع بأسره. وجود أيِّ حركة شعبية تتنكّر لأهمية النظرية والجهد النظري تكون ببساطة قد وقّعت وثيقة وفاتها فتصبح فريسةً سهلةً لأجهزة الدولة الايديولوجية والقمعية معاً.

المشكلة الرئيسية الذي يواجهها خطاب هذا التيار التجريبي الخادع هي تناقضاته الداخلية والتضارب المنطقي والمنهجي في أهدافه. من ناحية يريد تقدّماً اجتماعياً ثورياً ومن ناحية أخرى يجهل أو يتجاهل عِلم الثورة. نستنتج، إذن، أنّ الحركة الطلابية اليوم تعاني من ازدواجية تيارين يتنافسان لخوض معركة لا أملَ لهما للانتصار فيها. بعد المطالعة النقدية الذي عرضناها، يستوجب منّا كطلاب أن نعيد النظر في التوجّه العام لحراكنا وأن نصحّح الثغرات الفكرية والعملية وأن نعمل على توحيد المسار الشعبيّ الطلابي الفعّال تحت مظلة النظرية الثورية.. أعني الاشتراكية العلمية المتجسّدة اليوم بتيار راديكالي متنامي بين الطلاب والشباب يجمع في الوقت ذاته الأسس النظرية الضرورية والترجمة الحركية المادية على الأرض فيتناغم الفكر بالواقع و يخوضه بخطوات وثيقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 5 شباط 2021

*****************************

الصفحة الحادية عشر

المثقف والسلطة/ انموذج العراق 1968 - 2004

بهذا العنوان صدر للباحثة د. رهبة اسودي حسين كتاب جديد عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة. وهو في الأصل رسالة ماجستير من جامعة بغداد/ كلية العلوم السياسية.

وكانت الباحثة قد أصدرت من قبل كتابها: “المثقف العراقي والسلطة/ 1921- 1958/ دراسة اجتماعية- سياسية” عن الدار نفسها عام 2013.

الكتابان يشكلان حضوراً معمقاً لطبيعة العلاقة والصراع بين المثقف والسلطة في العراق تحديداً.

*********

قصة قصيرة

نَشيدُ الماجديّة

نريد خبزاً لا رصاصاً

جمعة اللامي- الشارقة/ خاص

“ أمن أجلنا ــ  يارب،

جعلتَ الليلَ بهذا العُمق والجمال ؟ “

ــ اندريه جيد.

لاتفطميني.

أنا رضيعك الذي تجاوز سنواته السبعين،

يشتهي الحَبوَ بين يديكِ

ركنتُ دراجتي الهوائية عند حائط سور المدرسة, بعيدا عن البوابة الكبيرة, كنت انتظرك فقط. طلاب كثيرون اكبر مني عمراً تكوموا عند البوابة كانوا يهتفون :

ــ نريد خبزاً، لا رصاصاً.

كنتُ في الفصل الأخير من الدراسة الابتدائية, اقرأ فصولا في كتاب الحب، عندما يحط العندليب على نخلة الله في منزلنا ويبدأ بالغناء. قالت أمي : هذا الطير يسبّح بحمد الله  قبل أن يستيقظ الناس. قلت لها:

ــ ابنة جارنا عبد الكريم ــ زينب، تسبّح بحمد الله قبل العندليب،عندما تروح صوب الشطّ  لتجلب ماء إلى خالي سيد عاشور, من اجل وضوئه.

قالت أمي :

ــ أنت وزينب في عمر وا حد، لاقف هناك  ــ على مبعدة من البوابة الكبيرة، منتظرا خروجك مع زميلاتك وأنتنّ تهتفن جميعا بصوت واحد:

ــ نريد خبزاً، لا رصاصاً.

***

ابتعدتُ المظاهرةُ عن المدرسة كثيرا، كانت نهايتها عند عَقد اليهود، ومقدمتها جاوزت سوق النجارين. كنتِ مع كراديس البنات في المقدمة، تمسكين بعباءتك بيدك اليمنى، وفي اليسرى قلبي.

هتفتِ :

ــ نُريد حبّاً، نُريد خبزاً،

 فردد التلاميذ والتلميذات الهتاف بعدك.

كنتُ أقود دراجتي الهوائية وحيداً على يمين المظاهرة، واراك في مكانين في آن : مع البنات، والى يساري، تقولين لي :

ــ انضم إلى صحبك.

 ــ انا معهم فعلا، ومعك فعلاً.

ثمّ هتفنا معا:

ــ وطنٌ حرٌ.. وشعبٌ سعيد!.

***

أيها الناس

زينب انتظاري ونجواي،

وهي الكوكب الدري

الذي يضئ ظلام هذا العالم

***

بيضاء ومحجبة : هكذا وصف الناس زينبَ.

أما أنا ــ  مجنونها، فأراها نخلة الله في حوش منزلنا, وحمامة بيضاء، يخبرني هديلها المسائي، إنها الغريبة المكلومة التي غيّبها قومها عن قوافلهم، وتركوها في غيابة خُويط السلطان.

للمرأة الجنوبية ـ عادة، حجلان. اما زينب فهي المتفردة بين نساء ميسان. كانت بأربعة حجول. اثنان حول يديها، وآخران فوقَ كعبي قدميها. لم يقم بصياغة حجولها صائغ مندائي أو رجل وفد إلى حارتنا من بغدان أو دلمون او بومبي.

حجول زينب هبة الله.

*

عرضَ عليكِ قارونُ خزائنه

أهداكِ الرشيدُ عرشه

وهبكِ المأمونُ مكتبته

وقالت لكِ عشتار :

ــ  هذه هي أسرار “الانانوكي” بين قدميكِ.

قلتِ : لكم الذهب، العروش، قراطيس الحكمة, وأسلحة مردوخ.

تلكَ بضاعتكم ردَّت لكم.

اريد حامل راياتنا الحمراء، مجنون ميسان.

*

رايت الراية الحمراء تنتظر زينب.

ورأيت الرايات، الرايات الاخرى، فكاد قلبي يَطفرُ من بين أضلعي.

عند ظل راية “بني أسد”، كان ثمة دائرتان: رجال أنزلوا عُقُلَهُمْ حول رقابهم، وشدّوا رؤوسهم بكوفياتهم، كنايةً عن رغبتهم بالاستشهاد. ونساء ائتزرنَ بعباءاتهن، وأطلقن شعر رؤوسهن، وطيّنّ وجوههن بالطين، تعبيراً عن حزن لا يترجم له إلا لاميّات اليشــن.

كان موكب اللاميّات مهيبا. كبرت سُعدى ام حسين، وقالت: واعراقاه. ثم اومأت لنساء بني اسد.

 كانت دائرة الرجال تدور حول دائرة النساء من اليمين الى الشمال، بينما دائرة النساء تدور حول نفسها من اليسار الى اليمين. وإذ كان الرجال يحملون بأيديهم سيوفاً عربية، كانت النسوة تلطمن صدورهن وخدودهن، بينما الجميع يشخص ببصره الى حيث المرتفع المقابل للسور.

وتحت راية “بني كعب” اختلط الرجال والنساء في كراديس لا نهاية لها. كان ثمة مهوال ينشد شعراً للشريف الرضي أمام احد الكراديس. وفي مقدمة كردوس آخر كانت امرأة تهزج بأبيات لأبي فراس الحمداني، بينما كانت الصياقل تلصف في شمس تموزية.

اندفعتُ بين الجموع، حتى رأيت نفسي تحت راية “بني تميم”: في المقدمة كان كردوس لشباب بدشاديش بيض، حفاة الأقدام، يقرأون بالمصاحف. تلتهم كراديس لرجال ونساء، يرفعون سعف نخيل وبنادق وأسلحة سومرية قديمة. كنت أبحث عنك بين هذه الحشود من الرجال والنساء والأطفال. لم أجدك بينهم، لكنني أعرف أنك على مبعدة فترمن قلبي.

تقدمتُ صُعداً حتى وقفت مشدوهاً تحت راية “بني لام”. كان قلبي يحدثني: زينب هنا. أصخت بسمعي، منتظراً سماع صوتك يناديني: يا مجنون الزمان، أنا هنا.

 ولم تكوني هنا،  أو هناك.

على حين غرة، رأيت كوكبة من “الكِنانيَّات” يتخذن الجانب الأيمن من الطريق طريقا، خارج رايات القبائل الأخرى، وبمحاذاة رايات “آلبُومْحِمَّد”. رأيت النسوة السمراوات، يرفعن نعشاً يتوسطه رأس ذبيح: رأس امرأة بنقاب، النقاب من حرير أسود، الحرير يبرز عينين سوداوين:

ـ زينب!

هتف قلبي بكل ما عندي من حيل. ثم شعرت بقلبي يتوقف عن النبض.

أنا الموت المؤجل/

أنا ذبيحتك ومجنونك الأخير.

أنا، أنا..أنا.

وتخشّــب لساني في فمي. انحبس صوتي.

 كيف يتأتى لبشر يراك ولا يصيبه الخرس؟

مددتُ ذراعي اليمنى اليك. لمستُ ذيل دشداشتك بأطراف أصابعي، فحضرت الفراديس طائعة. رأيت عينيك السوداوين، فطارت الجنان وحطت فوق المرتفع المقابل للسور. وكانت الرايات تتجه نحو المرتفع. وهناك، فوق المرتفع الترابي، تحت الشجرة الفارعة تماماً، رأيتك مرة أخرى، من مهجعي هذا، في موتي المؤجل، تديمين النظر الى كراديس البشر.

هؤلاء هم أحبابك ــ سيدتي، جاءوا اليك من كل المطالع، عرب وعجم، سمر وبيض، لا يبتغون إلا رؤية وجهك، وسماع صوتك، والسلام عليك كما هي اشتياقات العشاق.

لقد عبرنا الأهوار، وجاوزنا الأنهار، وطوينا القفار والفيافي،

 لا نحمل إلا زوادة المسافر، وليس في علائقنا إلا قراطيس الأشعار التي تمجد قامتك، وتنحني إجلالاً لرب العزة الذي خلقك على عينه.

زينب !

يا زينب، يا شرف البلاد وقُرَةَ عينها

يا نورَ السراج، وزيتَ المصباح

يا حارسةَ القوافل

أنت الشهيدة والشاهد.

أسْتَيقظْتُ.

عادت إلــيّ روحي. كان لساني يلوب ذَرباً في فمي. كنتُ خلف الرايات، بعيداً عن المرتفع الترابي، نائياً عن الشجرة الفرعاء، لكنك على مبعدة فتر من قلبي.

قالوا: إذا رغبت في السلام عليها، فاتبع مواكب محبيها.

انتظرت هذا اليوم، مُذْ كنت بشهري الثالث في رحم امي، و رضيعاً في السنة الاولى من عمري. ثم انتظرته طفلاً وصبيا،ً ثم فتى.

في مَهْديَ سمعتُ بأسمكِ،

 وعند رؤوس مفارق الطرق ذُبتُ بين كراديس محبيك،

وفي أيام الحزن والفجيعة، لبدتُ خلف جذع نخلة، انتظار رؤيتك والسلام عليك.

وهذا هو يومي الموعود.

ارتديت دشداشتي البيضاء التي لا ألبسها إلا في الأعياد، وخلعت نعلــيّ ورميتهما في الوادي القريب. أنزلتُ عقالي حول رقبتي كذلك المنذور ليوم للحسين، وشددتُ رأسي بكوفيتي الحمراء، كما يفعل اللاّميون في ساعة الهيعة.

 ثم اختلطت بالناس.

الناس، الآن، صعدوا المرتفع الترابي، وأحاطوا بالشجرة الفرعاء. لا صوت أسمع إلا صوت الصمت، ولا غاية لي إلا رؤية عينيك. لن أزاحم الناس. سأبقى في مكاني هذا، على مبعدة فتر من قلبي، لأنني رأيتك في هذه المسافة وأنا في المهد.

أريد رؤيتك وحيداً، أبتغي التملّي بجمال عينيك، حتى وان شخصت اليك هذه الآلاف المؤلفة بعيونها.

يكفيني فقري، ونظرة واحدة الى عينيك.

ـ زينب.

ثم رأيتك تنهضين، هناك عند الرابية، ليصلني صوتك واضحاً وحلواً:

ـ يا مجنون الزمان.. اجتبيتك ليوم الصريخ الأكبر.

يا مجنون الزمان،

 الحقُّ انت. 

*

عندما سمعتكِ تخاطبين الأقوام بهذا الكرم،

أطلقتُ صوتي عاليا ليسمعني الشعبُ ذو الشعر الاسود:

أهدي اليكِ مكحلةَ أمّي،

مكتبتي،

وآخر أسراري :

إسمي الحزبي.

فانطبقتُ السماواتُ على الارضين !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الماجدية : محلة الماجدية المعروفة بمدينة العمارة

وهي مسقط راس جمعة اللامي.

ــ يتضمن النص أسماء مواقع وقبائل غير بعيدة عن ذاكرة القُرّاء العراقيين.

* قاص وروائي عراقي من جيل الستينات يقيم حالياً في الشارقة.

********

رأي

اللغة بين كلام المعلم

وكتابة الكاتب

اسامة غانم

يشير رولان بارت في مقالته الموسومة “المثقف، الكاتب، والاستاذ” بان لغة الكلام غير لغة الكتابة، فالأولى مرتحلة / مُسافرة، متكلمة ناطقة، أما الثانية فـ ثابتة / مُقيمة، صامتة مكتوبة.

فاللغة هي نسق من الاشارات والرموز، تشكل أداة من ادوات المعرفة، وتعد اللغة من أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين افراد المجتمع في جميع ميادين الحياة.

وعليه تكون هنالك علاقة تداخلية عميقة بين التعليم والكلام، لأن التعليم بالأساس يعتمد على الكلام (= المنطق)، الذي يعتمد على الشفاهية المنطوقة، والذي يشتغل خارج الكتابة، لذا يتموقع الاستاذ / المعلم في جهة الكلام، أما الكاتب فيتموقع في جهة الكتابة، وفي وسطهما  يُضع المثقف الذي يطبع كلامه وينشره، وهو الذي باستطاعته التنقل ما بين الكلام والكتابة، هذا يبين بأن ليس هنالك تعارض بين لغة الاستاذ ولغة المثقف، بل انهما قد يتواجدان غالباً عند الفرد نفسه، أما الكاتب فهو: وحيد، معزول. لذا حينما تبدأ الكتابة يكون الكلام عنيداً لا امكان لتحمله. ففي كتابه “درجة الصفر للكتابة” ميز بارت بين اللغة – استعمال لسان معطى – وبين الكتابة، فالكتابة عنده تاريخاً سوسيولوجياً، حينما اسقط مفهوم الطبقة الاجتماعية عليها، ولكن بارت يوضح أن الكتابة والكلام افقيان، يقعان ضمن نشاط معرفي جماعي، باعتبار الكتابة حرية، لأنها تؤسس لعلاقة بين الابداع والمجتمع، وكذلك هي لحظة تاريخية، كونها لحظة من بين اوضح لحظات التاريخ مادام التاريخ هو دائماً اختيار قبل كل شيء.

بينما نرى في قراءة جاك دريدا لـ جان جاك روسو، حين يشرح بشكل عميق ومسهب العلاقة القائمة بين الكتابة والكلام، حيث يقول ان الكتابة بالنسبة لروسو “ليست سوى تمثيل للكلام”.

ومن جراء ذلك، فالكلام غير قابل للمحو والمسح، ولكنه سريع الزوال، وهذا ما قد ذهبواّ اليه اخوان الصفا حينما قالوا “أن القوة الناطقة تتناول تلك الرسوم المحفوظة وتعبر عنها عند البيان للقوة السامعة من الحاضرين في الوقت، ولما كانت الاصوات لا تمكث في الهواء الا ريثما تأخذ الاسماع حظها ثم تضمحل”، بينما الكتابة قابلة للمحو والمسح والخدش، أما مفهوم الخدش عند بارت فيكون مختلفاً تماماً عن المعنى العام، فهو يعني عنده “الذي تخلفه آثار ممارسة هي ممارسة الكتابة. واقصد أساساً النص. واعني نسيج الدلائل والعلامات التي تشكل العمل الأدبي”، ولكنها -أي الكتابة - لا تقبل الزوال، كما يؤكد بارت بان الكلام يتحمل الاضافة والزيادة.

فهو “أي الكلام” الذي يتحكم في اللاوعي، فالحلم يقع ضمن الكلام وليس ضمن الكتابة، لان ارتباط التحليل النفسي بالكلام وليس الكتابة.

وبما أن كل كلام هو في خدمة القانون والسلطة، على حد قول بارت: “يطلب من كلام الاستاذ والمعلم: الوضوح والسلطة، أي التكلم على وفق ما يمليه القانون وما تفرضه السلطة التي ينطوي عليها أي الكلام”، أي بمعنى آخر، أن اللغة هي دوماً سلطة وقوة، والكلام معناه ممارسة ارادة قوة.

عليه ان اللغة، ما إن ينطق بها، حتى وإن ظلت مجرد همهمة، فهي تصبح في خدمة سلطة بعينها “، لذا لم يبق للكاتب الا أن يلجأ الى الكتابة قصد مراوغة اللغة و“خيانتها”، لأنها سوف تسمح له ادراك اللغة خارج سلطتها، والقدرة على التحرر من خلخلة للغة الادبية.

************

تجليات العقل

مهدي القريشي

لا  عقل

خارج عقلك

*

لعقلك أبواب عدة /

تخرج  منها /

سعادات لا تفنى 

*

عقلك

الورقة الدائمة الخضرة

في شجرة الرب

*

سعة عقلك ...

مدينة

قُل بلداً

بل قارة ،  ان شئت

لا تبخسه

سيمنحك نزهة  بقارب غير سكران

*

ان يترجرج في عقلك

قلق

افتح نافذة .

*

العقل ُ مصباحٌ .

 وعاء أجوف

ان نفد زيته  .

*

الكلمات المرنة

تستأذن العقل بالخروج ،

العقل الراجح

في بابه سنبلة

*

بين عقلي  وعقلك

اشلاء خريف

*

مَرّن عقلك

على المستقبل

*

رأسُ الحكمةِ

مصابيح تستيقظُ في كهفٍ

*

المجنون

يدجن الحكمة  في عقلهِ

يتربص  صحوة  العقلاء

فيتباهل  مع جهلهم

*********

الصفحة الثانية عشر  

إصدار

الوركاء.. الحضارة المنهوبة

عن “دار أديان للطباعة والنشر” في محافظة المثنى، صدر أخيرا الجزء الأول من موسوعة “الوركاء.. الحضارة المنهوبة”، لمؤلفها جاسم فيصل الزبيدي.

يعرّف هذا الجزء من الموسوعة، بمفهوم مدينة الوركاء الأثرية استنادا إلى معاجم اللغة العربية والمصادر الغربية، متناولا التحريفات التي طرأت على اسم المدينة.

كما يلقي الضوء على شكل المدينة قديما، من حيث مساحتها وعدد سكانها والقرى التي تحيط بها.

ووفقا لما يراه مؤلف الموسوعة، فإن الوركاء هي أول مدينة في تاريخ البشرية.

*************

الى المعلم في يومه

تحية محبة واعتزاز

يشكل صلاح المعلم ورصانة المدرسة ركائز موثوقة لبناء الأجيال ورقي المجتمعات. وقد كان للمعلم في العراق، بفضل ما أتصف به أداؤه مهنة التعليم النبيلة من حرص وإخلاص وإتقان، إسهام مميز تربويا وفي تشييد صرح نظام تعليمي متقدم على مستوى المنطقة، ومستوى بلدان العالم التي تقارب في تطورها العراق، وهو النظام الذي كان موضع فخر للعراقيين وإشادة على الصعيد العربي.  ومن يستعرض تاريخ العراق المعاصر ومسيرة النضال الوطني والتحرري لشعبنا، يلاحظ  بجلاء دور المعلم والمعلمة في غرس القيم الوطنية، ونشر أفكار التنوير، وبث الوعي في مختلف أوساط المجتمع  في مدن العراق واريافه.

واليوم ونحن نحتفي بالمعلم في عيده، لا بد أن نستذكر ونستحضر معاناة معلمينا الشديدة في تدبير شؤون حياتهم والنهوض بمهماتهم التربوية والتعليمية، ايام الدكتاتورية وسياساتها في فرض هيمنة الفكر الواحد، وفي التمييز، وزج البلاد في حروب  عبثية جرّت عليها العقوبات الدولية الجائرة والاحتلال وانهيار بنى الدولة ومؤسساتها، مما الحق أفدح الأذى بالمعلم وبمجمل أركان النظام التربوي والتعليمي. وقد فشلت الحكومات المتعاقبة منذ 2003 في معالجة ذلك، وفي توفيرالدعم اللازم لانشاء البنى التحتية الضرورية للعملية التعليمية والتربوية، ولتمكين المعلم من اداء مهمته بالصورة المثلى.

  اننا إذ نحيي جميع المعلمات والمعلمين في يومهم، ونشيد بجهودهم ونشد على أياديهم، نؤكد تعويلنا على دورهم كمصدر إشعاع للوعي والتنوير، وفي البناء السليم للأجيال الجديدة علميا وفكريا وثقافيا. وفي الوقت عينه نشدد على منح التعليم الأولوية في موازنات الدولة، لتأمين الحق الدستوري في التعليم لجميع أبناء شعبنا، ولتحسين ظروف حياة وعمل المعلم وتعزيز مكانته، والعناية بتطوير قدراته وضمان مواكبته أحدث التطورات في المجالات العلمية والتربوية.

كذلك ندعو إلى اليقظة إزاء الآثار بالغة الضرر على مستقبل البلاد، الناجمة عن اعتماد قوانين السوق ومعايير الربح في مجال التعليم. 

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

اول آذار 2021

*************

شيوعيو ديالى

يستذكرون شهداء حزبهم

بعقوبة – محمود العزاوي

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، أخيرا، حفلا في مناسبة الذكرى 72 ليوم الشهيد الشيوعي 14 شباط.

الحفل الذي أقيم على “قاعة الشهيد أبو ولاء” في مقر اللجنة المحلية وسط مدينة بعقوبة، حضره جمع من الشيوعيين.

وتخللت الحفل كلمة في المناسبة ألقاها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق ثامر حميد، وقراءات شعرية وفقرات استذكار لمسيرات بعض شهداء الحزب، ساهم فيها عدد من الحاضرين، فضلا عن أناشيد وطنية.

************** 

يا ذي قار

سامي سلطان

اگولن وبثقة واصرار

ضمير الثورة

انت ياذي قار 

يامهد العزيمة

وصولة الثوار

يا ذي قار

****

ياجمرة الغيرة

ومصنع الأحرار

يا ذي قار

***

تخطيتي الألم

شديتي  جرحچ حيل

يل ما حنيتي الرأس

يا ذي قار

***

وفيه للشهيد الصار الچ متراس

 يا ذي قار

***

الچ كل العراق أنصار

من الفاو حد زاخو

وبكل بيت الچ هيبة

عبنچ كعبة الأحرار

لانچ كعبة الأحرار

يا ذي قار

*************

من الموصل

أصغر روائي يصدر

“أسود وأبيض”

الموصل – طريق الشعب

أصدر الكاتب الموهوب مازن رياض (16 عاما)، من مدينة الموصل، أخيرا روايته الأولى الموسومة “أسود وأبيض”، ليكون بذلك أصغر روائي عراقي ينضم إلى المشهد الأدبي في البلد. 

الكاتب العراقي المعروف أحمد سعداوي، علّق على خبر إصدار مازن روايته، قائلا أن “هذا شيء مبهج في الحقيقة. فهو يؤكد أن قطاعات عديدة من الأجيال الجديدة لا تجذبها توافه الأمور من الحضور السريع على التواصل الاجتماعي، أو تضييع الطاقة والزمن على ما هو ثانوي وعابر، انما السعي للانجاز الأكثر رسوخاً، ومنه خوض المغامرة الأدبية، بكل ما يكتنفها من تحديات وضغوط نفسية”.

وتابع قائلا: “مبارك لمازن، ولداري النشر “سطور” في بغداد، و”سنا” في الموصل” – في إشارة إلى الجهتين الناشرتين اللتين أصدرتا الرواية.

***************

شبيبة الحي توزع كمامات على الكسبة

الحي – طريق الشعب

وزع فرع  اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في قضاء الحي بمحافظة واسط، أخيرا، أعدادا كبيرة من الكمامات على العمال والكسبة في أسواق القضاء. 

ووفقا لما صرّح به فرع الاتحاد لـ “طريق الشعب”، فإن هذه الكمامات قامت بخياطتها وإنجازها زميلته هبة رزاق.

وحث موزعو الكمامات، العمال والكسبة وبقية المواطنين على الالتزام بتعليمات الوقاية الصحية، احترازا من فيروس كورونا.

**************

من بين 190 بلداً

العراق في ذيل مؤشر “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون”

بغداد – وكالات

حلّ العراق في المرتبة 180عالمياً من أصل 190 دولة، في مؤشر “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” لعام 2021، الصادر عن البنك الدولي.

وذكر التقرير أن الإمارات جاءت في صدارة الدول العربية، تلتها السعودية ثم المغرب وارتريا وجيبوتي ومن ثم تونس.

أما صدارة الترتيب العالمي فكانت من نصيب 10 دول حققت العلامة الكاملة، وشملت كلاً من بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وأيسلندا وايرلندا ولاتفيا ولوكسمبورغ، بالإضافة إلى البرتغال والسويد. فيما تذيلت دول العالم فلسطين تسبقها اليمن ثم الكويت والسودان وقطر على الترتيب.

**************

ليس مجرد كلام

لم تكن وحدها ..!

عبد السادة البصري

الكلّ يعرف منذ عام 2011 وليوم الناس هذا ، أن العراقيين ما زالوا محتجين وناقمين على ما حدث ويحدث من فساد مشرعن، ومن خراب متزايد ومن سيءٍ إلى أسوء!

والكلّ يعرف أن سوء الإدارة متفش منذ ذلك الوقت وما قبله، بسبب المحاصصة الطائفية والمحسوبية التي هيمنت على كل مفاصل وقرارات البلاد ، فصار وطننا من الأسوأ فساداً وخراباً في العالم !

والكلّ يعرف أننا صرنا مستهلكين لكل ما ينتج خارج البلاد، بعد أن توقفت الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، وتردى التعليم !

والكلّ يعرف أن الشباب هم بناة المستقبل في كل زمان ومكان، وإنهم يتحسسون الأمور بعقولهم الحالمة  بالخير والعمل، وقلوبهم الطافحة بالحب، ونفوسهم الباحثة عن السعادة والفرح!

فتحوا عيونهم على سوء الخدمات وانهيار التربية والتعليم، وفساد في كل مكان ونزيف دم لم ينقطع أبداً، وإرهاب وطائفية واحتراب وبث أحقاد وفتن،  وما إلى ذلك من سبل لزعزعة أمن الناس وبث الرعب والخوف والعيش في قلق دائم، بالإضافة إلى البطالة والبؤس. فتبددت أحلامهم  حيث لا تعيين أو مستقبل، سواء حصلوا على أعلى الشهادات أو ظلوا بلا أي شهادة!

 خرجوا مطالبين بأدنى وابسط الحقوق التي تقرّها التعاليم والدساتير السماوية والأرضية، فأشاح المسؤولون بوجوههم عنهم!

منذ نصف قرن وأكثر والعراق يرزح تحت نير الظلم والطاغوت والفساد ، فمن حاكم دكتاتور طاغٍ قاتل مصاص دماء إلى حكّام فاسدين فاشلين في إدارة الأمور، لهذا أصبح المستقبل بالنسبة للشباب مجهولاً ومخيفا!

ولكونهم يتطلعون إلى المستقبل دائما، فقد انتفضوا وما زالوا منتفضين ، وقدّموا وما انفكّوا يقدّمون القرابين على مذبح الحرية ومن اجل نيل حقوقهم المسلوبة والمهدورة! 

وليست الناصرية وحدها، بل جميع محافظات البلاد الوسطى والجنوبية يتمدد فيها الخراب يوما بعد آخر، وترتفع نسبة بطالة الخريجين وغيرهم من الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل أبدا، ويتزايد عدد المنتحرين من الشباب، وزيارة خاطفة إلى محاكمنا الشرعية تظهر الأعداد الكبيرة من حالات الطلاق التي تشهدها بسبب المشاكل المادية وسوء الأحوال المعيشية للشباب تحديدا!

محافظات العراق الوسطى والجنوبية بحاجة إلى يد حانية وطنية حقيقية، وضمير حيّ لا ينبض إلاّ بحب العراق وأهله ، كي تنهض وتكنس الخراب ومخلفاته، وتزدهر وتعلو الابتسامة وجوه أهلها، فلا يبقون نهباً للفساد الذي أكل اليابس والأخضر ولا يذهبون ضحايا إذا طالبوا بحقوقهم !

شبابنا في الناصرية وغيرها لا يطالبون بغير حقوقهم المشروعة! فالتفتوا إليهم والى جميع أهلكم العراقيين، وارفعوا عنهم الحيف، وكونوا عراقيين بمعنى الكلمة، وساهموا في وضع حد  لسفك الدماء الزكية البريئة!