اخر الاخبار

الصفحة الاولى

في لقاء لها مع وفد عراقي.. ممثلة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت:

نعي تماما أهمية البيئة الآمنة لإجراء انتخابات حرة

بغداد – اعلام حشع

لتقى وفد ضم السادة: رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعبد الكريم عبطان أمين عام حزب الحوار العربي وحاتم حطاب أمين عام حزب التجمع الجمهوري وضياء السعدي نقيب المحامين، السيدة جنين بلاسخارت، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يوم الاثنين (.)2021 - 2 – 8 وعرض أعضاء الوفد تصوراتهم عن الدور الفاعل، الإشرافي والرقابي، الذي يتوجب أن تنهض به الأمم المتحدة لضمان إقامة انتخابات حرة ونزيهة وعادلة تعكس الإرادة الحرة للناخبين، وإرادة الشعب المطالب بالتغيير وإزاحة منظومة المحاصصة والفساد.

وأبدى الوفد دعمه لطلب نقابة المحامين في تخويلها لأن تساهم في الرقابة الانتخابية وتوفير الدعم لها بأن تشرك آلاف المحامين في هذه العملية الانتخابية، وأوضح الوفد ضرورة أن تولي الأمم المتحدة اهتماما خاصا بالمخاطر التي يمثلها السلاح المنفلت خارج الدولة والمال السياسي على مسار العملية الانتخابية، فلا يمكن الحديث عن انتخابات حرة في ظل تغول هذين العاملين، وتم تقديم أمثلة ملموسة عن أشكال التزوير والتأثير على الناخبين والمرشحين.

كما أشر الوفد ضرورة أن تشمل الرقابة مركز البيانات، وأن يتم التأكيد على اعتماد البطاقة البايومترية، واعلان النتائج في المراكز الانتخابية تفاديا لاحتمالات التدخل والتلاعب في المركز الرئيسي.

ودعا الوفد الأمم المتحدة وممثلتها الى دعم طلب تمديد السقوف والتوقيتات الزمنية لتسجيل التحالفات ولتخفيف المتطلبات المالية الكبيرة التي نصت عليها تعليمات المفوضية.

وطالب الوفد بأن تساند الأمم المتحدة مطالب الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، مشيرا إلى ما رافق انتخابات  2018من مخالفات وتزوير، حاثا الأمم المتحدة على مطالبة الحكومة العراقية بنشر التقرير الذي أعدته اللجنة الحكومية المكلفة بالتحقيق في هذه التجاوزات وأعمال التزوير التي شابت الانتخابات، إضافة إلى تقرير مجلس النواب.

من جانبها، أكدت السيدة بلاسخارت أن الانتخابات هي ملكية العراق وأن دور الأمم المتحدة لا يمس السيادة الوطنية خلافا لما يشيع بعض السياسيين العراقيين، وأن الدور الرقابي للأمم المتحدة ستتحدد أبعاده في ضوء قرار مجلس الأمن بشأن الطلب الذي وجهته الحكومة العراقية إلى المجلس.

ومضت تقول: اننا نعي تماما أهمية توفير البيئة الآمنة المناسبة. وستشير إلى ذلك في تقريرها القادم إلى مجلس الامن.

واكدت انها ستدرس مع فريقها الانتخابي مذكرة نقابة المحامين، مشيرة الى أن المواضيع التي طرحت في هذا اللقاء تتطلب لقاءات أخرى.

وخلصت الى تأكيدها الحرص على عمل ما بوسعها من اجل إجراء انتخابات حرة وشفافة

**************

كتب المحرر السياسي

نحو حراك جماهيري

لفرض مستلزمات انتخابات نزيهة

كان من بين مطالب انتفاضة تشرين المجيدة الملحة والآنية اجراء انتخابات مبكرة، وقد عملت عامة القوى المتنفذة على دحرجة موعدها حتى تشرين الأول ٢٠٢١، أي الى ما بعد سنتين من المطالبة بها، فيما تؤشر تصريحات هنا وهناك ان هذا الموعد قد لا يصمد هو ايضا.

وليس هذا بمستغرب من قوى حصرت همها الأول  في المحافظة على مصالحها ونفوذها وادامة سيطرتها وتحكمها بالقرار العراقي، دون أي اعتبار الى ما يمر به البلد من أزمات تلقي بظلالها الثقيلة على الغالبية الساحقة من  المواطنين، خاصة منهم الفقراء والكادحون  ومحدودو الدخل والفئات الوسطى.  فقد ماطلت تلك القوى وسوّفت وشرّعت قانونا على مقاساتها، فيما هي تقرّ وتعترف بانه سوف يُصعّب مهمة المشاركة على " القوى المتوسطة والصغيرة ". وهي بذلك سعت الى  اقصاء هذه القوى ومن تمثلهم، بعيدا عن إمكانية الفعل  المؤثر في هذه الانتخابات واحداث تغيير جدي في قوام مجلس النواب.

ولا غرابة في هذا، فالقوى المتنفذة تعرف جيدا ما لحق بها من هزات سياسية وجماهيرية جراء مواقفها وسياساتها،  حيث فضلت مصالحها على مصالح غالبية العراقيين الساحقة، وتطلعاتهم الى التغيير وابعاد طغمة المتنفذين الفاسدين عن المشهد السياسي، الذي تحكمت به منذ ٢٠٠٥ ولحد الان، وهي المسؤولة عن كل ما لحق بوطننا وشعبنا من مآسٍ وكوارث ونكبات وازمات متلاحقة.

ومن المؤكد ان القوى المتنفذة تدرك تماما كذلك ان "القوى المتوسطة والصغيرة " تمثل جماهير واسعة، متحفزة لتغيير واقع  الحال والخلاص من نظام الحكم المحاصصاتي ومؤسسة الفساد. لذلك استغلت وجودها المتحكم في مجلس النواب لتعديل القانون الانتخابي،  فجاء اعرجا يكرس حالة الانغلاق والتقوقع والمناطقية والعناوين الفرعية، على حساب المواطنة وعودة الوطن معافى الى أحضان أبنائه .

علما ان العديد من هذه القوى لا يريد اصلا الانتخابات المبكرة، بل ويسعى الى عرقلتها باية وسيلة وطريقة، ومن ذلك مدى الاستعداد الفعلي لنواب الكتل المتنفذة لحل مجلس النواب، كذلك موضوع استكمال قانون المحكمة الاتحادية الذي بدونه يصعب الحديث عن اجراء الانتخابات.

ونحن إذ ننظر الى الانتخابات باعتبارها عملا نضاليا تراكميا، نرى ان الرد على القوى المتنفذة واحباط مشاريعها لإعادة انتاج نفسها ، يمر عبر المشاركة الجماهيرية الواسعة واستنفار قوى المجتمع الحية، وحسم الخيارات والتصويت  لصالح قوى التغيير ونشطاء انتفاضة تشرين، الحريصين على تحقيق أهدافها ومطالبها والمتمسكين بالوفاء لدماء شهدائها.

ويبقى ملحا القيام بعمل جماهيري واسع متعدد الاشكال والانماط والمواقع 

في كل محافظات الوطن، لفرض تهيئة مستلزمات وشروط اجراء انتخابات شفافة وعادلة  وذات صدقية، تعكس حقا إرادة المواطنين وحقهم في اختيار من يمثلهم، والعمل على اسقاط الفاشلين والفاسدين سياسيا وقضائيا والحيلولة دون مشاركتهم في الانتخابات .

 ان الجهات المعنية كافة، الحكومة والمفوضية والأمم المتحدة، مطالبة بان تشرع بخطوات ملموسة وليس باطلاق الوعود والتمنيات، لايجاد  بيئة آمنة سلمية لاجراء الانتخابات، والاقدام فعلا على  حصر السلاح  بيد الدولة والكف عن مجرد التلويح بذلك، وضبط المال السياسي الذي اخذ منذ الآن يمتد كالاخطبوط لشراء الذمم والاصوات، بل وحتى شراء محطات اقتراع كاملة، الامر الذي يحتاج الى تفعيل قانون الأحزاب السياسية وتطبيق مواده، خاصة تلك التي لها علاقة بالسلاح والمال.

وفي هذه الانتخابات مطلوب أيضا وبالحاح، تفعيل الرقابة الشعبية ورقابة منظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية، والأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية.

****************

تمديد فترة تسجيل التحالفات السياسية

بغداد - طريق الشعب

اعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات، يوم أمس، عن منح التحالفات السياسية مدة اضافية للتسجيل في مجلس المفوضين.

وقالت المفوضية في بيان لها، إن “مجلس المفوضين أصدر قراراً بتمديد فترة تسجيل التحالفات السياسية لغاية نهاية يوم 2/ 27 / ،2021بغية فسح مجال اوسع للتحالفات السياسية لإجراء عملية التسجيل، ولتحديث بيانات الاحزاب المنضوية في داخل التحالفات ً المسجلة سابقا.” وفي بيان لاحق، كشفت المفوضية عن موافقتها على “اجراء التغيير بمراكز الاقتراع بالنسبة للأبناء من دائرة إلى أخرى داخل المحافظة الواحدة او من ً محافظة إلى اخرى استثناء من حالات إيقاف التغيير”. ودعت الناخبين المشمولين بالقرار والراغبين بإجراء عملية التغيير، إلى “مراجعة مركز التسجيل الكائن ضمن الرقعة الجغرافية للعائلة مستصحبين معهم البطاقة التموينية التي تتضمن اسماءهم مع أسماء العائلة، وهوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية او البطاقة الوطنية الموحدة لغير المسجلين بايومتريا سابقا”، لافتة إلى “وضع آليات جديدة لتسهيل إجراءات التسجيل البايومتري للناخبين المشمولين بالتصويت العام والمقيمين في محافظات غير محافظاتهم الأصلية تتيح تسجيلهم بايومتريا في اي محافظة يتواجدون فيها، على أن يتم استلام بطاقاتهم وتصويتهم يوم الاقتراع في محافظاتهم الاصلية”.

***************

3 مواد في الموازنة تهب ثروات الوطن للمتنفذين!

بغداد – طريق الشعب

كشف رئيس لجنة مراقبة البرنامج الحكومي النيابية النائب حازم الخالدي، يوم امس، عن مواد وصفها بالكارثية في موازنة  2021تؤدي الى نقل ملكية الدولة لصالح اصحاب النفوذ السياسي.

وقال الخالدي، في مؤتمر صحفي إن “المادة ( )٤٧التي تسمح ببيع مباشر للأصول الصناعية والبنى التحتية الخدمية (محطات الكهرباء ومنشآت القطاع النفطي وكافة المصانع والمعامل) وعندها سيكون العراق وطنا وشعبا مرتهناً لإرادة تجار السياسة ومن استولى على الأموال العامة في السنوات الماضية”.

وأضاف، أن “المادة ( )٣٨تسمح بمشاركة القطاع الخاص للدولة في ملكية جميع القطاعات فتصبح عندئذ محطات الكهرباء وآبار النفط والمستشفيات وبقية البنى التحتية مملوكة بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص.“

وتابع أن “المادتين ( )٤٢،٤١تسمحان ببيع الاراضي الزراعية المملوكة للدولة لمن يمتلك حق التصرف فيها، ً وهي خطوة تنهي دور الدولة تماما في تنمية القطاع الزراعي وتفتح أبواب التلاعب والتزوير في تقييم أثمان تلك الاراضي الشاسعة لتباع بأبخس الأثمان وينفذ أيضا من خلال هذه المادة الساسة المتنفذون للاستحواذ على هذه الأصول الدائمة للثروات الوطنية”.

واكد رئيس اللجنة أن “التأمل في هذه المواد يقودنا الى التحليل بان هناك مخططا لتجريد الدولة والشعب العراقي من أملاكهما العامة ومصادر ثرواتهما والبنى التحتية الاستراتيجية وتحويلها الى ملكية خاصة تنحصر بعدد محدود من واجهات الأحزاب السياسية المتنفذة في محاولة ماكرة وخبيثة لفرض الهيمنة والتحكم بمصير العراقيين وفق مطامح وشهوات أولئك المتنفذين من خلال ربط معيشة الناس وخدماتهم الضرورية بقرارات الفئة النهمة تلك وإخضاع إرادة الشعب السياسية لهم.

***********

راصد الطريق

شليله وراسها ضايع

قال الخبير في مجال  الطاقة ضرغام محمد علي إن "عذر الكاز الإيراني في قلة التجهيز ليس حقيقيا. هناك أسباب تتعلق بسوء الإدارة، لان اغلب محطات الكهرباء لديها خزين كبير من الكاز، وهو مؤمّن من قبل وزارة النفط " .

وأضاف في تصريح صحفي" ان كمية الحمل لا يمكن ان تؤدي الى هذا الانهيار الذي تشهده الطاقة في الوقت الحالي، وان سوء التجهيز فعل متعمد من اجل إضافة  مبالغ إضافية ضمن موازنة وزارة الكهرباء، بدعوى اصلاح المنظومة التي تعاني من التهالك أساسا " .

فهل هذا صحيح  يا حكومة وياوزارة الكهرباء، وقد صدعتم الرؤوس بالاحاديث عن الغاز الإيراني الذي تخلف عن الوصول؟! ام ان الحقيقة تكمن في المعلومات التي قيل ان عددا من مسؤولي الوزارة الموقوفين على ذمة التحقيق من قبل هيئة النزاهة، قدموها مؤكدين  الفساد المستشري في الوزارة والتدخلات السافرة من جهات متنفذة؟ أم انها ترتبط برغبة جهات خارجية وضغطها، كما  أشار وزير سابق؟!

انها حقا "شليله وراسها ضايع" !

************

الصفحة الثانية

ندوة امنية في شركة تعبئة وخدمات الغاز

بغداد- طريق الشعب

اقامت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز ندوة تثقيفية، الاثنين الماضي، لزيادة الوعي الأمني لموظفيها والتعريف بأهم الإجراءات الوقائية. وقالت الشركة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، انه “بتوجيه مباشر من قبل مدير عام الشركة المهندس علي عبد الكريم الموسوي، اقامت شعبة العلاقات والإعلام، ندوة تثقيفية دورية لزيادة الوعي الأمني لموظفي الشركة والتعريف بأهم الإجراءات الوقائية والتعاون مع رجال فوج شرطة حماية المواقع النفطية لتجنب احتمالية حصول اي خرق.

واضافت الشركة، ان “لجنة المحاضرين تشكلت من قبل الخبير الأمني العميد المتقاعد عدنان الكناني، وآمر فوج شرطة نفط شمال بغداد العقيد علاء حسين، والمقدم حسين والسيد علي القيسي ممثلاً عن قسم التصاريح الأمنية في وزارة النفط”.

وتابع البيان، ان “الندوة تضمنت شرح تفصيلي لأهم المواضيع التي تتعلق بالإجراءات الواجب أتباعها من قبل الموظفين في رصد الحالات المشبوهة والابلاغ عنها الجهات المختصة لكي يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة من منطلق ان الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة”.

*********************

احتجاجات مستمرة.. وحلول مستعصية

بغداد- طريق الشعب

وسط استمرار العجز الحكومي عن ايجاد فرص عمل لملايين الشباب العاطلين عن العمل، وعدم توفير تخصيصات مالية لصرف مستحقات العاملين في المؤسسات الحكومة، وتجذر منهج  المحاصصة الطائفية في ادارة الدولة وتقاسم المناصب ما القى بظلاله على الخدمات المقدمة للمواطنين، أدى ذلك الى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وصرف مستحقات ذوي العقود والاجور اليومية.

اعتصام في الناصرية

وفي الناصرية، نظم العشرات من الخريجين المعتصمين امام شركة نفط ذي قار، تظاهرة امام مبنى المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل.

خرج العشرات من المعتصمين أمام شركة نفط ذي قار، يوم الأربعاء، بتظاهرة أمام مبنى المحافظة للمطالبة بتوفير فرص عمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من خريجي كليات الهندسة والقانون والادارة والاقتصاد، من الذين ظهرت اسمائهم على الاحتياط في تعينات شركة نفط ذي قار، نظموا تظاهرة امام مبنى المحافظة للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في الشركة اسوة بإقرانهم”.

واضاف ان “الاعتصام مستمر امام الشركة منذ عام وتلتحق وجبات جديدة من الخريجين العاطلين عن العمل  كلما جرى توفير فرص عمل لعدد من المعتصمين”.

احتجاجات في البصرة

من جانبهم، جدد المحتجون في قضاء الفاو، جنوب البصرة، احتجاجهم امام المستودع النفطي في القضاء، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وطالب المتظاهر عبدالله جاسم، عبر “طريق الشعب”، بـ”توفير فرص العمل في المستودع النفطي للمتظاهرين وتضمين ذلك في موازنة العام الحالي”، مهددا بـ”التصعيد في حال تجاهل مطالبهم”.

في الاثناء، تظاهر عدد من اصحاب الاجور اليومية في مديرية تربية البصرة أمام مبنى المديرية للمطالبة بصرف اجورهم المتأخرة.

وذكر المتظاهر محمد نعيم، لـ”طريق الشعب”، ان “مطالب المحتجين هي صرف الرواتب المتأخرة منذ اكثر من عام وتخصيص مبلغ 7 مليارات دينار للأجراء ضمن الثلاثين ألف فرصة عمل فقط”، داعيا “مدير التربية إلى صرف مستحقاتهم أو تقديم الاستقالة من منصبه”، متهما “المدير برفض توقيع التوصيات المتعلقة بصرف مستحقاتهم”.

يُذكر ان خريجي كليات الهندسة نظموا مسيرة احتجاجية كبيرة في شارع الجبيلة باتجاه مبنى ديوان محافظة البصرة للمطالبة بتوفير فرص العمل او تشغيلهم بصفة عقود في الشركات النفطية العاملة في المحافظة.

تظاهرة في الديوانية

من جهتهم، تظاهر عدد من اصحاب العقود والاجور اليومية في دائرة صحة الديوانية والمستشفى العام للمطالبة بصرف اجورهم بشكل منتظم وزيادتها وتثبيتهم على الملاك الدائم.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، بان “العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية في دائرة صحة الديوانية والمستشفى العام نظموا تظاهرة  لمطالبة الحكومتين المحلية والمركزية ووزارة الصحة بزيادة رواتبهم وعدم تأخيرها وتثبيتهم على الملاك الدائم”، مشيرا الى ان “المتظاهرين طالبوا بإطلاق درجات الحذف والاستحداث وتعيين أصحاب العقود الذين يعملون منذ عدة سنوات في مختلف المؤسسات الصحية داخل المحافظة”.

احتجاج واسع في المثنى

وفي السياق، تظاهر العشرات من ذوي الاجور اليومية  في مديرية بلدية السماوة أمام المديرية، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على تخفيض رواتبهم من 350 ألف إلى 250 ألف دينار.

وبيّن العامل احمد حاتم، لـ”طريق الشعب”، ان “مديرية البلدية قامت بتخفيض رواتبهم من  350 ألف إلى 250 ألف دينار دون سابق إنذار”، مبينا أن “هذا الإجراء مجحف بحق اصحاب الاجور اليومية الذين يعملون بصورة مستمرة”.

واضاف حاتم، ان “ العاملين الذين يبلغ عددهم حوالي 1600 عامل سيواصلون الاحتجاجات لحين تحقيق مطالبهم المشروعة واسترداد حقوقهم من خلال اعادة رواتبهم الى سابق عدها”.

الى ذلك، نظم عدد من سكان مناطق “آل عبس” في السماوة وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية.

وقال المشارك في الوقفة مرتضى علي، لـ”طريق الشعب”، ان “الوقفة تهدف إلى إيصال صوت الآلاف من المواطنين الذين يسكنون في المناطق ويفتقرون لأبسط متطلبات الحياة”

وطالب علي، “الحكومة المحلية والمركزية في الالتفات الى معاناة اهالي هذه المناطق وتوفير مياه الشرب وتبليط شوارعها فضلا عن توفير بقية الخدمات الاساسية”، مبينا ان “مطالبهم المتعددة من تلقى اذن صاغية من قبل المسؤولين”.

وهدد علي، بـ”اللجوء الى تنظيم اعتصام مفتوح في حال تجاهل مطالبهم بأسرع وقت ممكن”.

وتظاهر المئات من المحاضرين في المجان في مديريات التربية، امام المجمع الحكومي للمطالبة بتعينهم على الملاك الدائم. وقال مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، ان “المئات من المحاضرين نظموا تظاهرة كبيرة للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم وتخصيص درجات الحذف والاستحداث الناتجة عن حركة الملاك للمحاضرين”.

يُشار الى ان عدد من خريجي الادارة والاقتصاد والمعهد المحاسبي في المحافظة، دعوا الحكومة الى الايفاء بوعودها من خلال توفير فرص العمل خلال وقفة نظموها امام مبنى المحافظة.

المهندسون يواصلون

هذا ويواصل العشرات من خريجي كليا الهندسة في العاصمة بغداد اعتصامهم امام مبنى نقابة المهندسين للمطالبة بتوفير فرص العمل، وليس ببعيد عنهم يعتصم العشرات من المهندسين العاملين بصفة عقود واجور يومية في وزارة الكهرباء، امام مبنى الوزارة للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019.

في غضون ذلك، نظم العشرات من المواطنين في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، اعتصام امام محطة القضاء الغازية للمطالبة بتزويد القضاء من الطاقة الكهربائية بشكل مباشر.

واكد المتظاهر علي جواد لـ”طريق الشعب”، ان “السكان يتعرضون للتلوث البيئي والامراض نتيجة قربهم من المحطة”، مبينا ان “مناطق ابو لوكه والراجحية والقادرية ومركز المسيب تعاني من انقطاعات كبيرة في تجهيز الكهرباء”.

*********************

كل خميس

كِتاب السيادة

جاسم الحلفي

تعصف بالنظام السياسي العراقي أزمات جمة، ازمة تتداخل مع الأخرى، ومن بين أخطرها ازمة السيادة، التي اصبح البحث فيها من الجذور حتى التداعيات ضروريا وملحا وغير قابل للتأجيل، خاصة بعد ان توفرت للسياسيين العراقيين مادة تعينهم على ذلك.

وكتاب(ازمة العراق سياديا) الذي أعده الدكتور إبراهيم بحر العلوم، يعد الوثيقة العملية الأولى الصادرة في العراق، حيث لم يقتصر في صفحاته التي بلغت ٦٨٢ على البحث الاكاديمي لمفهوم السيادة، وهو المطلوب لكي يمكن فهم السيادة علميا، بعيدا عن التسطيح الذي رافق معالجة أزمات النظام. حيث يتناول تجربة الحكم للفترة من ٢٠٠٤ الى٢٠٢٠ ليس من وجهة نظر حكامه، الذين تصدروا الحسم التنفيذي والتشريعي وحسب. فقد أسهمت فيه نخبة من السياسيين والاكاديميين العراقيين من مختلف المشارب والمدارس الفكرية. وقد يبدو ان العراق بلد نال استقلاله وحقق سيادته على ارضه، بغض النظر عن الجدل الذي لم يحسم حول التاريخ الرسمي لذلك. كذلك كونه يتمتع بالاعتراف الدولي كبلد مستقل، ويتمتع بعضوية الأمم المتحدة وعدد آخر غير قليل من المنظمات الدولية والإقليمية.

لكن الخلاصة أعلاه تتبدد حالما ننظر الى حجم التدخلات الدولية والإقليمية التي لم تعد خافية، والى صراع الارادات الخارجية في العراق وعلى موارد العراق وامكانياته، الصراع الذي غدا تحكمه في صنع القرار العراقي مكشوفا بشكله المباشر او بامتدادات تأثيره غير المباشرة.

ولا نحتاج الى ادلة على التدخل، ولا برهان على التأثير، الذي وصل حد افراغ الاستقلال من محتواه، ونزع السيادة من أسسها الواجبة. واذا عدنا الى خلاصة ان السياسة الخارجية هي امتداد للسياسية الداخلية، يبدأ الحديث عن هشاشة سياستنا الداخلية والارتجال في ادارتها، والعشوائية في تنفيذها، وإدارتها الازمات بطريقة ( الفزعة). ولا يبدو ان اطلاق المفاهيم التي تشير الى هشاشة الدولة وهوانها، مثل الدولة الفاشلة والدولة العميقة واللادولة، قد جاء اعتباطا، بل هو نتيجة منطقية لضعف الدولة، بعد تغوّل الفساد في مؤسساتها، بحيث نخر هياكلها، كذلك العنف والتطرف السائدان، والسلاح المنفلت والمليشيات المتحكمة بالاوضاع الأمنية.

كل هذا وغيره جعل التدخل السافر يعبث بالاستقرار، ويتحكم بتوازن القوى. وليس افضح من التدخل الخارجي في الانتخابات، حتى صارت كأنها انتخابات دولية واقليمية لتنظيم مصالح تلك الدول على حساب العراق ومصالح شعبه.

وليس تندرا ان ينظر المواطن الى المتنفذين نظرته الى من يحرصون على تمثيل مصالح الدول الأخرى في العراق، وليس العكس كما هو المفروض. حيث تتجلى السيادة في أية دولة من الدول عبر مظهر داخلي وآخر خارجي، وحين نشير الى المظهر الداخلي بكل التشويهات التي مر ذكرها، واهمها عدم قدرة الحكومة على بسط سلطتها على المليشيات، وعجز إجراءاتها عن ان تمس الفاسدين والخارجين عن القانون وزعماء المليشيات، وإذ يرصد المواطن ضعف الحكومة في تطبيق القوانين، ويلاحظ الوضع المعيشي المزري، وتصاعد نسبة الفقر، فيما تعبث طغمة الحكم بمقدراته، وينهب حيتان الفساد موارده.. عندها عن أي سيادة يمكن الحديث.

اما الفصل المنسي في مبحث السيادة، فهو فصل العدالة الاجتماعية. فبغياب العدالة الاجتماعية يغيب الاستقرار، ويتصاعد الشعور بالظلم، والتشكي من عدم المساواة، ويتجسد الاغتراب.

ويتمظهر الصراع الاجتماعي الذي لا يمكن اخفاؤه، في اشكال مختلفة، ابرزها الاحتجاجات الشعبية الهادفة، من اجل تحسين الأوضاع المعيشية وردم الهوة بين الاغنياء والمعدمين، وتقليص الفجوة التي تتسع لتغدو فلكية بين فئة استأثرت بالسلطة والمال والنفوذ، مقابل ملايين المحرومين.

 اذا كان الصراع الاجتماعي ذو التكلفة العالية في الأرواح والممتلكات - وهنا لابد من استذكار شهداء الانتفاضة - هو الفصل المفقود في مبحث السيادة، فالأمر يتطلب مواصلة البحث واستكماله.

فموضوع السيادة لا ينتهي بكتاب، بل ان الكتاب هو ما جعل باب النقاش مفتوحا.

***********************

الاحتجاجات في واسط .. عنف مفرط وشهيد آخر

مهلة جديدة لإقالة المحافظ واطلاق سراح المعتقلين

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظة واسط خلال الايام الثلاثة الماضية، توترا للأحداث على خلفية انتهاء المهلة الممنوحة للحكومة لإقالة المحافظ ونائبيه، وقطع عدد من المحتجين عدد من الطرق الرئيسية في المحافظة، فيما ردت القوات الامنية بإطلاق الرصاص الحي في وجه المتظاهرين.

في المقابل، اجرت الحكومة اتصالاتها مع المتظاهرين واتفقت معهم على مهلة لـ3 ايام من اجل النظر بمطالبهم، واطلاق سراح المعتقلين وايقاف ملاحقة الناشطين.

قطع للشوارع

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “عدد من المحتجين اقدموا على قطع عدد من الشوارع الرئيسية في المحافظة من خلال حرق الاطارات  احتجاجا على عدم استجابة الحكومة وتجاهلها المهلة الممنوحة من قبل المحتجين لاقالة الحكومة المحلية في المحافظة”، مشيرا الى ان “القوات الامنية استخدمت الرصاص الحي والهراوات لتفريق المتظاهرين ما تسبب في اصابة عدد منهم.

شهيد آخر

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لاحد المتظاهرين الذي استشهد اثناء التصعيد في المحافظة، فيما شنت القوات الامنية حملة اعتقالات داهمت خلالها منازل الناشطين في مشهد تكرر كثيرا خلال الفترة الماضية، فيما يشترط الناشطون على الحكومة الاتحادية اقالة الحكومة المركزية واستبدال القادة الامنيين.

لقاء بين الحكومة والمتظاهرين

من جانبه، كلف القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، يوم امس، رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، لمتابعة تداعيات وملابسات الاحداث الامنية التي رافقت التظاهرات في واسط. ووعد رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي  بعد وصوله الى   محافظة واسط صباح يوم امس، ولقائه مع المتظاهرين بالوقوف معهم للمساهمة بعملية الاستقرار وتحقيق المطالب. 

وقال الأسدي في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، “جئت بكل عزيمة وقوة لكي أقف معكم في الخطوات التي تسهم بعملية الاستقرار وتحقيق المطالب”. وأضاف، أن “التظاهرات حق مكفول ولا يمكن لأحد منع المواطن من حقه”، لافتاً إلى أن “هناك جهات تحاول حرف التظاهرات عن مسارها السلمي”. وتابع الأسدي قائلاً: “نسعى للوصول معكم الى حلحلة للمشاكل والمطالب وفقا للطرق المشروعة”.

نتائج اللقاء

من جهته، كشف الناشط المدني سجاد سالم، عن ابرز ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء مع رئيس جهاز الامن الوطني. وذكر سالم، لـ”طريق الشعب”، ان “اتفاق جرى بين النشطاء ورئيس الجهاز بإعطاء مهلة 3 ايام للحكومة المحلية لإقالة المحافظة ونائبيه”.

واضاف ان “الاتفاق تضمن ايقاف ملاحقة الناشطين واطلاق سراح المعتقلين، بحوزة القوات الامنية”.

وبيّن سالم، عن “وجود وساطات تدعو للتهدئة ونحن معها من اجل فتح المجال لتنفيذ مطالب المتظاهرين بشكل كامل”.

**************************

الصفحة الثالثة

15 حزبا تعترض على قرارات لمجلس المفوضين

تحفظات ومطالب في شأن نزاهة الانتخابات

بغداد ــ طريق الشعب

قدّم خمسة عشر حزبا سياسيا، إلى مفوضية الانتخابات، جملة من التحفظات والاعتراضات والمطالب، في شأن القرارات التي اصدرها مجلس المفوضين، والتي تخص الانتخابات المقبلة، واصفة إياها بأنها قرارات لا تنسجم مع الوضع الحالي في العراق، وتتنافى مع المبادئ الأساسية للديمقراطية، والتي يجب توفيرها عند إجراء أية انتخابات.

أسباب الاعتراض

ووفقا لبيان وجهته الأحزاب إلى المفوضية، وتلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، فإن القرارات والتعليمات التي جرى الاعتراض عليها تنص على “قصر الفترة المحددة للتحالفات والتي تنتهي في العاشر من شباط الجاري. فهي لا تفي بالغاية المرجوة، لذا نطالب بتمديدها لغاية الأول من آذار القادم. حتى يُعطى الوقت اللازم للأحزاب الراغبة في الدخول ضمن تحالفات، والتي لم تحسم أمرها لحد الان لضيق الوقت. وإن الفترة المحددة لتسليم أسماء المرشحين للانتخابات والتي تنتهي في الأول من آذار القادم غير كافية، لذا نطالب بتمديدها إلى الأول من نيسان القادم، حتى يتوفر الوقت الكافي للأحزاب الجديدة، ليمكنها من اختيار مرشحيها بعناية، ولكي يتسنى لها المشاركة في الانتخابات القادمة بفعالية عالية”.

مبالغ مالية كبيرة

وأضاف البيان أن “قرار استحصال رسم تسجيل مقداره خمسة ملايين دينار عن كل مرشح من الاحزاب والقوائم المنفردة، سيحرم الكثير من الاحزاب المدنية والشخصيات المستقلة، التي لا تمتلك تمويلا خاصا ولا دعما خارجيا  ولم تمارس الفساد سابقا، من فرصة حقيقية في إحداث التغيير عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات، كما سيحرمها من حق دستوري غير مشروط. كذلك لا بد من وضع برنامج خاص وسريع لتحديث البطاقة البايومترية في بلدان المهجر وإعطاء فرصة للمواطنين العراقيين المقيمين هناك للمشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة وممارسة حقهم الدستوري، فضلا على وضع آليات شفافة لعملية التصويت الخاص بالقوات الأمنية العراقية والمستشفيات والسجون واطلاع الاحزاب المشاركة في الانتخابات والمراقبين على هذه الآليات، قبل فترة كافية والسماح للمراقبين بحضورها”.

وتابع البيان المشترك “نحن نعتقد أن من واجبات المفوضية هو وضع برامج تعليمية ووسائل إيضاح حول الانتخابات وجهاز التصويت الإلكتروني وفتح دورات توعية وورش عمل لمنتسبي الاحزاب المشاركة في الانتخابات، وبرامج إذاعية وتلفزيونية للتثقيف والتوعية لذلك. والمفوضية مطالبة بوضع كاميرات مراقبة في جميع المحطات الانتخابية للمزيد من الشفافية ومنع عمليات التزوير وتأثير الموظف على الناخب. علما أن استمرار تحديث سجل الناخبين واسقاط البطاقة الخاصة للمتوفين ليس بالعملية الصعبة، ويمكن اعتماد سجلات إصدار شهادات الوفاة من وزارة الصحة وإدارة المقابر الرسمية، كما أن إصدار البطاقة البايومترية من الضروري أن يستمر على الأقل لغاية الأول من شهر أيلول للحصول على أوسع مشاركة”.

ودعا البيان إلى “إصدار كرّاس توضيحي عن المراكز والمحطات الانتخابية ضمن الدوائر الانتخابية، لكي توزع على الأحزاب المشاركة في الانتخابات. والتأكيد على أن يكون النظام الانتخابي يعتمد على البطاقة البايومترية فعلا ولا غيرها، إضافة إلى اهمية وضرورة المراقبة والإشراف الدولي، فذلك لا يمس السيادة كما يدعي البعض”، مردفا ان “أخذ هذه الملاحظات بالحسبان يعطي ضمانا لنجاح انتخابات شفافة ونزيهة، تستعيد ثقة الشارع بالحكومة بمشاركة واسعة من الاحزاب والناخبين، من أجل اختيار المرشح المناسب الذي يضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصلحته الخاصة، ويلبي طموحات العراقيين والمحتجين في التغيير المنشود. ويؤكد أن دماءهم الطاهرة التي سالت في ساحات التظاهر والاعتصام لم تذهب هدرا. ولكي يستقر العراق وتكون خيراته للعراقيين جميعا، لا للفاسدين الذين هدروا المال العام”.

وحمل البيان تواقيع كل من “حزب الامة العراقية، الحزب الشيوعي العراقي،  حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية، حركة انتفاضيون، التيار الاجتماعي الديمقراطي، حزب الايثار العراقي، حزب الخيار العربي، حزب الحق الوطني، حزب الحوار والتغيير، الحركة الديمقراطية الآشورية، الجبهة الفيلية، التيار الوطني العشائري في العراق، تيار الأعيان، حزب اليقين الوطني، تجمع صوت الجماهير”.

يُذكر أن مفوضية الانتخابات كانت قد أقامت الثلاثاء الماضي جلسة حوارية لمنظمات المجتمع المدني والاحزاب ووسائل الاعلام حول التوعية الانتخابية ضمن اطار الجهود المتواصلة للتحضير للانتخابات البرلمانية، ولغرض توعية شرائح المجتمع كافة بمراحل العملية الانتخابية.

وناقشت الجلسة وفقا لبيان اصدرته المفوضية اربعة محاور بشكل موسع وهي “توزيع بطاقة الناخب وشؤون الاحزاب وشؤون المرشحين وورقة الاقتراع”. فيما قدمت ملاحظات جادة بشأن القضايا الفنية المتعلقة بورقة الاقتراع، وتوقيت تسجيل التحالفات، فضلا عن مقاعد النساء في البرلمان وكيفية احتسابها، وفقا لقانون الانتخابات الجديد والدوائر المتعددة.

*******************

باحث متخصص يحذر من نوايا المتنفذين ويعتبر الرقابة «ضرورية»

المفوضية: سنتابع مصادر تمويل الحملات الانتخابية

بغداد ــ سيف زهير

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، توجيهها دعوات إلى أكثر من 50 جهة دولية للرقابة على سير العملية الانتخابية، المفترض اقامتها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل.

والرقابة الدولية تمثل أحد مطالب المتظاهرين، الذين يخشون من التفاف بعض الكتل السياسية المتنفذة على نتائج الانتخابات، لا ان بعضها أنها أبدت رفضها لأية رقابة أو اشراف دولي على الانتخابات.

ومن المتوقع أن يصدر مجلس المفوضين، لائحة تتعلق بمتابعة مصادر تمويل الحملات الانتخابية والخروقات التي تحدث أثناء فترة الدعاية الرسمية، بحسب مصدر مطلع على عمل مفوضية الانتخابات.

دعوة لـ50 سفارة عربية وأجنبية

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات، عن توجيهها دعوات لأكثر من 50 سفارة عربية وأجنبية، للمشاركة في مراقبة الانتخابات، فضلا عن عدد من المنظمات الدولية.

ووفقا للمتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي، فإن “إحدى فقرات قانون المفوضية ينص على اعتماد مشاركة اشخاص كمراقبين دوليين على العملية الانتخابية، وليس للإشراف عليها, وبحسب القانون وجهت المفوضية دعوات إلى أكثر من 50 سفارة عربية وأجنبية، لهذا الغرض”.

وأكدت المتحدثة، أن “المفوضية توصل استعداداتها لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر. وهي بانتظار وصول الأموال المخصصة لها لإكمال بقية التحضيرات”.

الرقابة ضرورة ملحة

وللمرة الثانية، وخلال فترة وجيزة، أعلنت المفوضية دعوتها مراقبين دوليين لمتابعة سير العملية الانتخابية، فيما تشكك أطراف سياسية متنفذة في هذه الدعوات، وعدّتها انتهاكا للسيادة وتدخلا في شؤون العراق، لأنها تعد “الانتخابات شأنا عراقيا داخليا”.

وتعليقا على ذلك، قال الباحث في الشأن الانتخابي، مؤيد الفريداوي، إن الرقابة الدولية على الانتخابات كانت مطلبا رفعه المتظاهرون، وهو لا يتناقض مع سلامة العملية الانتخابية، لذلك فإن الرقابة ضرورة ملحة يجب تحقيقها.

وتساءل الفريداوي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، عن “أسباب هذه الضجة التي يفتعلها البعض بخصوص الرقابة والإشراف، خصوصا وإن كل التأكيدات الرسمية تنص على أن المفوضية وجهت الدعوات للمراقبة لا أكثر، كما إن هذا السياق موجود في الكثير من الدول التي تتحلى بنزاهة ومصداقية في انتخاباتها”، مضيفا “الغريب أن الجهات التي انتهكت سيادة البلد وتلاعبت بالانتخابات في دورات عديدة كيفما يحلو لها بواسطة المال والسلاح، هي التي تتحدث الان عن نزاهة الانتخابات”.

وتابع الباحث: “شخصيا لا اعتقد أن الرقابة الدولية يمكن أن تلعب دورا مؤثرا في تحجيم نفوذ المال السياسي، لكنها تبقى مطلوبة وهي ضمن مجموعة من النقاط المهمة التي طالب المتظاهرون بها. كما أن المحاولات التي تجري لإثارة الضجة ضد هذا النوع من الرقابة، والتخويف منه، يبين بوضوح أن المتنفذين يستعدون مجددا للتزوير والاستحواذ على النتائج مقدما”. واشار الى أن المفوضية الآن “أمام فرصة لترتيب الأوضاع من خلال تحديث بيانات الناخبين وحصولهم على البطاقة البايومترية، بالإضافة إلى أهمية توعية المواطنين للاسراع في تحديث بياناتهم، لأنه بخلاف ذلك لن تتحقق انتخابات نزيهة وسيفسح المجال للمزورين بالعودة من جديد”.

وزاد أن “اي تغيير لا يمكن حصوله ما لم تُضمن نزاهة الانتخابات وشفافيتها عبر الآليات الجادة، وبضمنها التصويت البايومتري”.

وفي السياق، أوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات، عبد الحسين الهنداوي، دور الأمم المتحدة في الانتخابات المقبلة، مؤكدا أنها لن تتدخل في العملية الانتخابية.

ولفت الهنداوي في تصريح تناقلته وكالات الأنباء، إلى أن “دور الامم المتحدة في الانتخابات هو المراقبة من خلال التقييم وليس الاشراف. وإن العراقيين هم من يقومون بإدارة الانتخابات في كل مراحلها”، مردفا أن “المرجعية تحدثت عن اشراف الامم المتحدة ومراقبة الانتخابات، لكن من الناحية العملية فإن وزارة الخارجية طلبت المراقبة فقط”.

وتابع المتحدث، أن “الجهة المعنية في اتخاذ قرار مراقبة الانتخابات هو مجلس الامن، لأن مثل هذه القرارات لا بد أن تصدر منه باعتبار الدول الخمس الاعضاء في المجلس هي من تقرر ذلك”، مشددا على أن “الجمعية العمومية بالأمم المتحدة ممكن أن تقرر، لكن الفرق هو أنها تأخذ وقتا طويلاً جدا لكي تتخذ قرار مراقبة الانتخابات”.

بانتظار التعليمات

من جانب آخر، أفاد مصدر مطلع في مفوضية الانتخابات، بأن التعليمات الخاصة بمراقبة مصادر تمويل الحملات الانتخابية ما زالت بالانتظار.

وأكد المصدر لـ”طريق الشعب”، إن “التعليمات ستكون مغايرة للمراحل السابقة، والمتوقع أن تصدر لائحة واضحة من قبل مجلس المفوضية تحاول رصد النشاط المالي للمرشحين والأحزاب، خصوصا وإن الفترة الماضية شهدت خروقات مالية كبيرة، وإفلاتا متكررا من العقاب”، مبينا إن “مكاتب المفوضية في بغداد وبقية المحافظات في انتظار هذه التعليمات. واتوقع أن نشهد تغييرا ملموسا هذه المرة، ولكن تبقى التحديات قائمة، وبالتحديد ما شهده الشارع العراقي خلال الأيام الماضية من وضع أمني مقلق”.

وتحدثت المفوضية، مؤخرا، عن مراقبتها مصادر تمويل الحملات الانتخابية.

وأشارت في بيان لها، الى إنها “تطبق القانون بخصوص تنظيم الحملات الانتخابية للأحزاب التي ستشارك في الانتخابات المقبلة ومراقبة مصادر تمويلها، التزاماً بتنفيذ قانون الاحزاب رقم 36 لسنة 2015 والذي تحوله المفوضية الى انظمة وتعليمات تخص هذا الموضوع”.

وبخصوص نقل سجل الناخبين، أوضحت أن “عمليات النقل يجب ان تكون ضمن الدائرة الانتخابية الواحدة، الا ان البعض لا يعلم انه لربما هناك خط فاصل بين منطقتين، فيتصور ان هناك منعا في حال رفض طلبه بالنقل. وإن منطقة الناخب قد تكون دائرة انتخابية، والاخرى التي يريد الانتقال لها قد تكون دائرة انتخابية اخرى برغم انهما متجاورتان. وبالتالي فإن انظمة وتعليمات المفوضية وفق القانون الجديد للانتخابات، لا تسمح بان يكون هناك انتقال من دائرة الى اخرى، او من محافظة الى اخرى، بينما يسمح بأن يكون الانتقال داخل الدائرة الانتخابية الواحدة فقط”.

***********************

رحيم الدراجي: «الإرادة السياسية» تمنع القضاء على الفساد

بغداد ـ طريق الشعب

قال الامين العام لحركة كفى رحيم الدراجي، إن “الإرادة السياسية، هي من تمنع القضاء على الفساد”، معتبراً فتح اي ملف فساد يعني القاء القبض على قيادات او أعضاء في الكتل سياسية الفاسدة.

وفي حوار خاص اجرته “طريق الشعب”، مع الامين العام لحركة كفى، رحيم الدراجي، قال: ان “المنهجية والعقلية التي قدمتها الحكومات السابقة في التعامل مع ملف مكافحة الفساد، فاشلة وغير قادرة على العطاء والابداع”.

وبيّن، أن “كل ما طرح من مشاريع لمكافحة الفساد هو عبارة عن شعارات ليست لها علاقة بواقع الحكومات وتطبيقها العملي”، مضيفاً ان “مكاتب رؤساء الوزراء تحولت الى مكاتب دلالية للاستفادة من “الكومشنات” والمقاولات ومن مزاد العملة المملوء بالفساد”.

وأوضح أن “الوزارات تحولت الى اقطاعيات تابعة للأحزاب الفاسدة من خلال الهيئات الاقتصادية، وهي هيئات نهب وسلب”.

وخلال الأعوام السابقة تشكلت لجان لمكافحة الفساد، أهمها المجلس الاعلى لمكافحة الفساد، لكنها لم تفرز نتائج ملحوظة في مكافحة الظاهرة، انما يعتبر الدراجي أن “الفساد جاء بإرادة سياسية، وهذه الارادة تمنع اي مؤسسة في العراق من محاسبة السراق، وأن فتح اي ملف فساد يعني القاء القبض على أعضاء او مسؤولين في كتل سياسية فاسدة”، مشيراً الى أن “السياسيين لديهم محصول في البلد”.

وتابع أن “بعض القمم السياسية مرتبطة بملفات الفساد الكبيرة في البلاد”.

وبيّن الامين العام، أن “المؤسسات الرقابية المتمثلة بهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، تصدر عنها تقارير حقيقية عن الفساد، ولكن الجهات الاخرى المعنية بمتابعة الملف تغض النظر عن معاقبة الفاسدين”.

وعبّر الدراجي عن استغرابه من “مطالبة اللجنة المالية البرلمانية، لوزير المالية بالكشف عن الجهات التي تقف خلف الفساد في مزاد العملة”، لافتاً الى أن “اللجنة متمثلة برئيسها، النائب هيثم الجبوري، سبق أن قدمت عدة دعاوى تخص قضايا الفساد. احدى تلك الدعاوى تحدثت عن 7 الاف فاتورة تزوير، صادرة من احد البنوك الى البنك المركزي”.

ويستدرك قائلاً: ان “مزاد العملة في العراق هو رأس الفساد، وعاشت عليه البنوك التي هي اكثر فساداً من المزاد نفسه، فهي تمثل واجهة سياسية للفساد”.

ولفت الدراجي الى، أن “شركات الصيرفة وشركات التحويل المالي تقوم بتحويل العملة خارج البلاد، من دون ان تتعرض للمساءلة والمتابعة والتدقيق”، مبيناً ان “سكوت دول العالم وغض نظرها عن الاموال القادمة اليها من العراق، يجعلها شريكاً اساسياً في تهريب الاموال العراقية”.  

هذا وأظهر تقرير صادر عن منظمة الشفافية العالمية، شمل 180 دولة، تبوؤ العراق، المرتبة السادسة ضمن قائمة الدول العربية الاكثر فساداً. فيما جاء في المرتبة 160 عالمياً، ضمن قائمة أكثر دول العالم شفافية للعام 2020.

************************

الصفحة الرابعة

قوى سياسية تدين استهداف مقر الحزب في النجف وتتضامن معه

بغداد ــ طريق الشعب

تلقى الحزب الشيوعي العراقي، خلال الأيام الماضية، رسائل تضامنية من أحزاب شقيقة وشخصيات ومنظمات ومختلفة، استنكاراً للفعل الاجرامي في استهداف مقر الحزب في محافظة النجف الاشرف.

الاعتداء يهدف لقمع قوى السلام

دان حزب توده الإيراني، الاعتداء على مقر الحزب في النجف، وجاء في رسالته:

يدين حزب توده بشدة هذا الاعتداء الجبان الذي يهدف الى قمع قوى السلام والتقدم. لقد كانت السياسة العامة للحزب الشيوعي العراقي على الدوام هي الحفاظ على السلام والأمان، والدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية ضد القوى الظلامية، والتصدي للطائفية والانقسامات في الحياة السياسية والمجتمع العراقي. ودافع الرفاق العراقيون بحزم عن مطالب الشعب في الاحتجاجات التي جرت على امتداد الفترة الماضية وشاركوا فيها بنشاط. ولهذا السبب تعرضوا الى هجمات متكررة نفذتها عناصر اجرامية واستهدفت مكاتب الحزب في بغداد والبصرة والديوانية والناصرية، وهذه المرة في النجف.  واعلن الحزب الشيوعي العراقي في بيان للمكتب السياسي عقب الاعتداء الأخير على مقره في النجف ان “هذه الاعمال الجبانة لم ولن تنال من عزيمة الشيوعيين، التي جُرّبت على مدى الـ 86 عاما من عمر حزبهم المديد”.  واذ يشجب حزب توده هذا الاعتداء الأخير على الحزب الشيوعي العراقي، فانه يعبّر عن تضامنه الكفاحي مع الرفاق العراقيين.

نستنكر الجريمة الآثمة النكراء

قال الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني الرفيق فرج اطميزه في رسالة، وجهها الى قيادة حزبنا الشيوعي العراقي:

إن حزبنا إذ يشجب ويستنكر هذه الاعمال الإرهابية الجبانة، نؤكد أنها وغيرها من الاعمال الاجرامية لم تنل من عزيمة وصلابة وقوة حزبكم الشقيق التي خبرته السنون الماضية وإنها ستزيد من عزيمة الشيوعيين العراقيين الذين سطروا صفحات نضالية.

ونحن اذ ندين ونشجب بكل قوة هذه الاعمال الاجرامية، نؤكد تضامننا الكامل مع رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي، ونضم صوتنا الى مطالبهم في ضرورة ملاحقة القتلة الإرهابيين الذين يعيثون في البلاد فسادا، رغبة منهم في حرف بوصلة النضال الوطني من أجل الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية، وكنس ما بقي من قوات أجنبية، وانهاء نظام المحاصصة والطائفية التي مزقت العراق أرضاً وشعباً وتطهير كل التراب العراقي من القوى الظلامية والارهابية.

أبعاده سياسية

ونشر موقع حزب إعادة التأسيس الشيوعي الإيطالي، رســالة تضامــن مع الحزب الشيوعي العراقي جاء فيها:

من الواضح جداً أن هذه الأعمال الهجومية، لها أبعاد سياسية، من أجل الحفاظ على الوضع الراهن، ومحاولات الاحتفاظ بكل السبلِ والوسائل، بالامتيازات الخاصة، فإن هذه القوى لا تتوانى عن اللجوء إلى القيام بعمليات الهجوم ومحاولات الترهيب والتهديد للقوى الديمقراطية والتقدم، للوقوف بوجهِ القوى الديمقراطية وجمهور الشبيبة والعمال والعاملات، هذه الجماهير التي نزلت إلى الساحات، خلال السنوات المنصرمة ولمرات عديدة، لتتحدى النظام الطائفي، والدعوة إلى التحرر والعدالة الاجتماعية، ولفتح الطريق أمام مستقبلٍ أفضل حيث يسود السلام وحق تقرير المصير، والتقدم.

وليس صدفةً أن يأتي هذا الهجوم على الشيوعيين والشيوعيات العراقيين، على أعتاب التحضيرات لإجراء الانتخابات البرلمانية.  الشيوعيون العراقيون، وهم يكافحون بكامل الحرية، وبنشاطات وتحركات سياسية خاصةٍ بهم، وبالقيام بمبادرات اجتماعية، فإنهم يناضلون في الوقت ذاته من أجل مستقبل يكون فيه العراق بلداً حراً، بعيداً عن الأهداف والمصالح الإمبريالية، والقبضة الخانقة للنظام الطائفي، وفي نهاية المطاف ضمان السلم والحرية، والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية.

ونحن، حزب إعادة التأسيس الشيوعي – اليسار الأوروبي، إذ ندين بشدةٍ عمليات الهجوم والتهديدات والعنف والترهيب التي ماتزال مستمرة ضد الشيوعيين والشيوعيات في جميع أنحاء العالم، فإننا نوحد صوتنا مع أصوات الرفاق والرفيقات في الحزب الشيوعي العراقي.

ندين هذا الهجوم الإجرامي، المتكرر، ونعبر عن تضامننا مع الحزب الشيوعي العراقي ومع الجماهير الشعبية العراقية في كفاحهم من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

مجلس السلم السويدي يدين الاعتداء الغاشم

وبعث نائب رئيس مجلس السلم السويدي، كيمال كوركي، برقية تضامن جاء في نصها:

لقد تألمنا لخبر الاعتداء الغاشم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف فجر يوم 5/2/2021 من قبل القوى الظلامية والمعادية لقوى التقدم في العراق. ان هذا الاعتداء الجبان على احد اهم القوى الاساسية والفاعلة في المسار الديمقراطي في العراق، بالتأكيد لن يخيفكم وينال من عزيمتكم من اجل بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد.

اننا في مجلس السلم السويدي ندين هذه الاعتداء الجبان ونقف معكم ضد هكذا اعتداءات جبانة، ونقف متضامنين معكم في مسيرتكم من اجل عراق ديمقراطي موحد.   واننا إذْ ندين هذا الفعل الآثم، نطالب الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات الازمة لمتابعة القائمين على هذه الجريمة النكراء والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

قوى سياسية واجتماعية في روسيا تتضامن

وتلقى الحزب الشيوعي العراقي، برقية تضامن من القوى السياسية والاجتماعية في روسيا جاء فيها:

تعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة النجف الى اعتداء جبان اثم من قبل القوى الظلامية التي أخافها الموقف الشجاع لمناضلي حزبنا الصامد الذي يمثل الصوت الجماهيري المطالب بحقوقهم المهدورة على كافة المستويات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وفضحهم لسياسة المحاصصة الطائفية التي تعتمدها قوى الفساد والظلام. ندعوهم الى مراجعة دروس التأريخ وأخذ العبر منه فتأريخ منظماتنا زاخر بالشجاعة والصمود أمام قوى الاستبداد والظلام، لا بل ان افعالهم البائسة هذه ستزيد من التفاف الجماهير حوله، وتمده بمزيد من القوة والإصرار.

- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية

- منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في روسيا الاتحادية

- منظمة حزب الإرادة الشعبية في روسيا الاتحادية

- منظمة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في روسيا الاتحادية

- اتحاد الجمعيات العربية في روسيا الاتحادية

- رابطة الأنصار الشيوعيين في روسيا الاتحادية

في بلغاريا ورومانيا.. إدانة للاعتداء

ووصف اعضاء الحزب الشيوعي العراقي واصدقاؤهم في بلغاريا ورومانيا، الهجوم على مقر الحزب في النجف بالجبان.

وجاء في برقيات التضامن التي تسلمتها قيادة الحزب:

هذا العمل الجبان والذي يعكس حقدهم المتوارث من افعال قطعان الحرس القومي ونظام صدام وبعثه الفاشي لم يجلب سوى العار والخزي لمن خطط له ولمن نفذه، ولن يزيد المناضلين الشيوعيين الاّ اصراراً وثباتاً في نهجهم بالدفاع عن مصالح الشعب والوطن والنضال ضد التخلف والطائفية والفساد. ان هذه الاعمال الاجرامية والتي سبقتها اعتداءات مماثلة على مقرات الحزب في بغداد والديوانية والبصرة والناصرية، تعكس مدى تخوف هذه القوى الظلامية ومن يقف وراءها، من الدور السياسي للحزب وانحيازه الكبير الى الجماهير والشعب وفي دعم نشاطاتهم المتنوعة، ومطالبتهم بالتغيير الشامل والخلاص من سلطة الفساد والفاسدين والقتلة المأجورين. إن القوات الامنية مسؤولة عن اجراء تحقيق للكشف عن الجناة وتقديمهم الى العدالة. 

زيارات تضامنية

استقبلت محلية النجف خلال الايام الماضية، وفودا من محليات “الشطرة والرصافة الثالثة و الكرخ الثانية والمثنى والبصرة”. واعلنت الوفود الزائرة، تضامنها مع تنظيم الحزب في محافظة النجف الاشرف، وابدوا استنكارهم الشديد للاعتداء الارهابي الجبان.

************************

الصحة تنتقد «المشككين» وتدعو لتشديد الرقابة  و «الصحة العالمية» تحذر: المعاناة مستمرة

بغداد ــ طريق الشعب

طالبت وزارة الصحة والبيئة، أمس الاربعاء، الجهات الصحية الرقابية بتشديد الرقابة على المطاعم والمقاهي والمولات والمتنزهات، مؤكدة ان الوضع أصبح مقلقا جدا، بعد ان حل العراق في المركز الثاني بعدد الاصابات على مستوى الشرق الاوسط.

فيما حذر مدير عام ديوان وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان، ‏من خطر التهاون مع تزايد ‏الإصابات بفيروس كورونا.‏

بدورها، دعت منظمة الصحة العالمية، الى إجراء مزيد من البحوث حول مرض “كوفيد طويل ‏الأمد”، والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم.

مطالبات حكومية

وقالت وزارة الصحة في بيان تسلمت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “مؤشراتنا الوبائية الصادرة عن مراكز الرصد الوبائي، أكدت أن الوضع الوبائي في العراق أصبح مقلقا جدا ونسب الإصابة و الحالات المرضية الحرجة في تصاعد نتيجة لاستمرار التهاون في تطبيق الاحتياطات الوقائية من قبل المواطنين والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية”.

وأضافت، أن “السيطرة على الوباء مسؤوليتنا جميعا، والمواطن الكريم هو نقطة الارتكاز الرئيسية في نجاح خطط السيطرة على الوباء وكذلك تتحمل مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء العشائر وكل اطياف المجتمع المسؤولية في إنجاح تلك الخطط”.

وأكد البيان، أن “فرقنا الصحية الرقابية رصدت حالة التراخي والاستهانة بالإجراءات الوقائية والتعليمات الصحية بشكل مستمر وخاصة ضعف نسب ارتداء الكمامات والتباعد البدني من قبل المواطنين في معظم المرافق الحيوية”.

وأبدت الوزارة في بيانها من استغربها لشكوك المواطنين في البيانات الصادرة منها، حول خطورة الوضع الوبائي، داعية “الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كافة الى تنفيذ الاجراءات الوقائية بشكل صارم داخل المؤسسات، وعدم السماح مطلقا للموظفين والمراجعين بالدخول الى مؤسساتها بدون ارتداء الكمامة”. كما طالب البيان، الجهات الرقابية بـ”تشديد الرقابة على المطاعم والمقاهي والمولات والمتنزهات وغيرها من المرافق ذات التجمعات البشرية واتخاذ الاجراءات العقابية المناسبة بحق المخالفين”.

ارتفاع الاصابات

وفي وقت لاحق اعلنت وزارة الصحة والبيئة، ارتفاعاً ملحوظاً في اصابات فيروس كورونا لتسجل 2282 إصابة خلال 24 ساعة ماضية، بينما انخفضت نسبة المتماثلين للشفاء لتصل الى 802 حالة، واضافت النشرة اليومية للوزارة ان  “حالات الوفاة بكورونا في البلاد بلغت 6 حالات جديدة”.

وفي وقت لاحق

تحذيرات في كردستان

الى ذلك، حذر مدير عام ديوان وزارة الصحة بحكومة إقليم كردستان خالص قادر من تزايد عدد الاصابات في الاقليم، نتيجة لتهاون المواطنين مع الفايروس.

وقال قادر، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”: “نحن أمام موجة ثانية ستكون أكثر شدة، ويجب التعامل معها ‏بحذر وشدة، وتطبيق الالتزام الكامل ‏بالإجراءات الوقائية”، مبيناً أن “وضع الإصابات الحالي في الإقليم بدأ يرتفع بعد أن شهد ‏انخفاضا خلال الشهر الماضي، ونخشى من أن ‏عودة الدوام في المدارس ‏ستكون سببا آخر في تزايد الإصابات”.‏

وأوضح، أن “اللقاح لن يعطى لجميع الفئات، وهو ليس حلا سحريا، انما والحل الوحيد الآن هو الالتزام بالإجراءات ‏الوقائية، كون أن الطاقة الاستيعابية ‏لمستشفيات الإقليم لا تتسع للمزيد من الإصابات”.

ولفت الى وجود “صعوبة” في “العودة الى لحظر التجول ‏والإغلاق الكامل بسبب الأوضاع الاقتصادية” المتأزمة.‏

وحلّ العراق ثانياً من حيث عدد ضحايا فيروس كورونا على مستوى ‏الشرق الأوسط بعد إيران مباشرة، وفق آخر الإحصائيات التي نشرتها ‏الوكالة الفرنسية للأنباء.‏

“كوفيد طويل ‏الأمد”

وفي الاثناء، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مزيد من البحوث حول مرض “كوفيد طويل ‏الأمد” والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم.‎

‎ وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريح ‏تابعته “طريق الشعب”، إنّه “مع تحول الاهتمام الى حملات التلقيح لا ينبغي ‏إهمال كوفيد طويل الأمد”.‎

وأضاف، أن تأثير كوفيد طويل الأمد على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جليا، وعلى ‏الرغم من تعزيز مستوى البحث إلا أنه “لا يزال غير كاف”، على حد قوله‎.‎

وحذرت الطبيبة البريطانية غايل كارسون من الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادّة من ‏أنّ “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة”. 

وعرضت معاناة مرضى يعانون كوفيد طويل الأمد، ويخضعون للمراقبة في إطار ‏تقديمها نتائج ما توصّل اليه “منتدى دعم ما بعد كوفيد”.‎

وأشارت إلى أنه “حتى أولئك الذين لم يضطروا لدخول المستشفى للعلاج من الفيروس، ‏فإن هذه الحالة غيّرت حياتهم”.  ‎

ولا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم ‏المرحلة الحادّة من كوفيد-19، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل ‏قلبية وعصبية.‎

وتشير الدراسات إلى أن حالة واحدة من كل 10 حالات قد تعاني أعراضا طويلة الأمد بعد ‏شهر من الإصابة، ما يعني أن الملايين معرضون للمعاناة من مرض مستمر‎.

*******************************

في يوم الشهيد الشيوعي

الحزب الشيوعي العراقي المناضل

يقدم البرلمان الكردي الفيلي العراقي أسمى آيات التبجيل لشهداء حزبكم المناضل الذي يصادف يوم 14 شباط ، شهداء العراق الابرار الذين نثروا دماءهم الزكية قربانا للشعب والوطن .

وبهذه المناسبة نشارك جماهير شعبنا وكوادر وانصار حزبكم مواساة أسر الشهداء وذويهم للتضحيات المشهودة لمناضلي حزبكم الذي يمثل مختلف شرائح وأطياف الشعب العراقي، فكم من شهيد من ابناء الكرد الفيليين انضم الى قافلة شهداء حزبكم واصبح نجما ساطعا في سماء الوطن ينير طريق النضال والكفاح من أجل وطن حر وشعب سعيد.

المجد والخلود لشهداء حزبكم المناضل وشهداء ابناء شعبنا الابرار

مؤيد عبد الستار

البرلمان الكردي الفيلي العراقي

************************************

الشيوعي العراقي يبحث

 مع الجبهة الفيلية التنسيق المشترك والانتخابات المبكرة

بغداد ــ طريق الشعب

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي، الاثنين الماضي، مقر الجبهة الفيلية، لبحث العلاقات الثنائية والانتخابات النيابية المبكرة.

وتناول الوفدان، العلاقات الثنائية بين الحزب والجبهة، وأهمية تمتين أواصر العلاقة التاريخية بين الحزب الشيوعي وابناء شعبنا الفيلي، الذين كان لهم الدور الكبير في نضاله السياسي.

واستذكر اللقاء، انقلاب 8 شباط الأسود، والدور البطولي الذي قام به الكرد الفيلية، مع كل القوى الديمقراطية في الدفاع عن الجمهورية، ومقاومة قطعان الحرس القومي.

وأكد الطرفان، أهمية العمل المشترك بين القوى المدنية والديمقراطية.

وتناول الاجتماع الانتخابات المبكرة، وأهمية التعاون والتنسيق في الانتخابات.

وترأس وفد الحزب، عضو المكتب السياسي الرفيقة شميران مروكل، الى جانب عضو اللجنة المركزية الرفيق د. علي مهدي، ومسؤول مختصة الكرد الفيلية الرفيق د. فاضل المندلاوي

وقد كان في استقبال الوفد، الأمين العام للجبهة السيد ماهر الفيلي، إلى جانب السيد فؤاد موسى والسيدة نوال وهاب والست نبراس عبد الرحمن.

*******************************

الصفحة الخامسة

لبرنامج «يحدث في العراق»:

ميثم لعيبي: الفقر والبطالة بين الشباب كانا وقودا لانتفاضة تشرين

عبد الرحمن المشهداني: لسنا بحاجة ماسة للاقتراض الداخلي او الخارجي

ضمن سلسلة لقاءات البرنامج التفاعلي الاسبوعي “يحدث في العراق”، الذي يُبث على صفحة الحزب الشيوعي العراقي الرسمية في “فيسبوك” مساء كل سبت، ضيّف المركز الاعلامي للحزب الخبيرين الاقتصاديين د. ميثم لعيبي ود. عبد الرحمن المشهداني، في حلقة خاصة، لمناقشة موازنة 2021، حملت عنوان: “الموازنات الانفجارية متى تنصف الفقراء؟”. نستعرض، في ما يأتي، تفاصيل الحلقة التي قدمها عضو اللجنة المركزي للحزب الشيوعي العراقي علي صاحب.

تضخيم ارقام الموازنات جزء منه يذهب

لـ”اقتصادية الاحزاب”

  • المركز: في السنوات الاخيرة بدأ الحديث عن “الموازنات الانفجارية”، هل هذه الموازنات تؤدي غرضها وتحقق شيئا؟ ام هي مجرد تسميات تستثمرها الكتل السياسية، للحصول على مزيد من الاموال على حساب الفقراء؟

- لعيبي: هذه الموازنات بدأت تنفجر على من يعّدها، عندما كان الوضع الاقتصادي منفرجا قبل 2014، وقبل الازمة الاقتصادية كانت الموازنات تتضخم لأسباب متعددة، أغلبها يتعلق بغايات حزبية ومحاصصة وشراء أصوات الناخبين. والغرض منها تحشيد رأي عام قبل الانتخابات. الجانب الاخر هو الجانب الاستثماري في الموازنة؛ فلو عملنا على نوع من المقاربة الاستثمارية، ووزعناها على الوزارات، لوجدنا نوعا من المحاصصة: تضخيم ارقام الموازنات جزء منه يذهب لما يعرف بـ “اقتصادية الاحزاب”.

  • المركز: التخصيصات المالية للوزارات المختلفة باقية كما هي، ومع ارتفاع تخصيصات الوزارات الامنية في ظل انخفاض تخصيصات وزارات أخرى كوزارة التعليم، هل تعتقدون أن هذا نوع من التحاصص الذي يجري بين الكتل السياسية؟

- لعيبي: موازنة الحرب ليست جديدة. موازنات العراق حتى قبل 2003 تذهب حصة لا تقل عن 25% للمجال العسكري. أما موازنة 2021 فمنذ بداية انطلاقها وهي غريبة جدا، حيث يتم تقديم اكثر من سيناريو للموازنة. وفي العادة يتم الذهاب لموازنة تخطيطية، والنفط يعطونه اكثر من سعر، وسعر الصرف ايضا.

الموازنة تضمنت نفقات “غير ضرورية”

  • المركز: هناك سجال برلماني واسع على النفقات. برأيك هل البرلمان قادر على ترشيق الموازنة؟ أم سيتقاسمون ويتحاصصون النفقات من اجل الحملات الانتخابية والجيوش الالكترونية وغيرها من هذه التفاصيل الموجودة عند بعض الكتل السياسية؟

المشهداني: في الحقيقة هذا السجال بدأ قبل ان تبدأ تسريبات الموازنة، بين اللجنة المالية ووزير المالية، حول مشاريع الاقراض التي قدمها خلال العام الماضي، خاصة المشروع الثاني. وعملت اللجنة المالية رغم اختلاف اختصاصاتهم وابتعاد الجزء الاكبر منهم عن التخصص المالي والاقتصادي، لكن اعتقد كانت تعمل بمهنية اعلى من مهنية وزارة المالية.

الان التصريحات الاخيرة تقول ان الموازنة خفضت من 164 ترليونا الى 127 ترليونا، وأنا أعتقد ان هذا التقليص الاولي كان مهما رغم القناعة انه لا تزال النفقات عالية، وهناك نفقات غير ضرورية، والاكثر من ذلك ان السادة اعضاء اللجنة المالية يصرحون انه عند تدقيق البيانات المرسلة من وزارة المالية مع الجهات القطاعية، سواء كانت وزارات ام هيئات عامة، وجدوا ان الكثير من الارقام مضخمة، ولا علاقة لها بالورقة البيضاء. وكان من المفترض ان تنطلق الموازنة من مجلس الوزراء الى مجلس النواب يوم 16/ 10، ثم بعد ذلك كانت التسريبات لنسخة من الموازنة، لكن اعتقد ان ترشيق النفقات تم بشكل كبير. وبنفس الوقت تم العمل على رفع الايرادات من خلال رفع سعر برميل النفط من 42 الى 45 دولارا.

  • المركز: هل رفع اسعار النفط سيقلل من عجز الموازنة؟

المشهداني: اجريت اتصالا مع احد اعضاء اللجنة المالية، وكان تبريرهم ان الفرق سيكون موردا اساسيا لخفض العجز. وبالتالي نحن لسنا بحاجة ماسة للاقتراض سواء الداخلي ام الخارجي. والدليل تم تخفيض الاقتراض الداخلي من البنك المركزي من 47 ترليون دينار الى 2 ترليون، والهدف الاساسي ان الفائض سيتوجه لتمويل العجز، لكن الامر الغريب ان السيد وزير المالية لم ينتظر اقرار الموازنة وبدأ مفاوضات للحصول على القروض الخارجية او الداخلية. والدليل على ذلك هناك مفاوضات تجري مع صندوق النقد الدولي للحصول على 6 مليارات دولار، وهناك ايضا مشروع لاقتراض 4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. وهذا الامر الغريب رافق كل الموازنات؛ فعندما يبدأ اقرار الموازنة تسعى وزارة المالية او الحكومة الى الى الاقتراض الداخلي او الخارجي. هم لا ينتظرون منتصف العام او نهاية العام كي يرون هل الايرادات المتحققة تكفي للنفقات. ومن خلال تتبعي لكل السنوات من 2006 الى عام 2020، لاحظتُ أننا نخطط بأرقام عالية لكن نسبة التنفيذ في احسن الاحوال ـ استثمارية وتشغيلية ـ لم تصل الى 85% طيلة السنوات: الجانب التشغيلي 80 أو 85 في المائة، لكن الاستثماري لم يزد على 15 في المائة.

جهازنا الوظيفي مترهل ويعمل بروتين قاتل

  • المركز: تحدثت عن اشكاليات في بعض الموازنات خصوصا الاستثمارية، قد يكون مجلس الوزراء لم يدرسها بشكل كافٍ. الموزانة تحاول ان تعظم الايرادات غير النفطية من خلال الجباية والضرائب وغيرها. هل جهازنا الوظيفي مؤهل للجباية؟

المشهداني: في الحقيقة جهازنا الوظيفي غير مؤهل لاكمال الصورة مع ما تريد الحكومة. جهازنا الوظيفي مترهل. الجزء الاكبر في ما يخص الحصول على الايرادات فاسد. على سبيل المثال دائرة الضريبة والروتين القاتل. وفي النهاية يأتي الموظف ويطلب منك المال كي ينجز معاملتك! البلدية ايضا يضعون الصبات الكونكريتية امام المحال، ومن ثم يُطلب منك الرشوة لرفعها.

الرواتب التقاعدية قريبة من حد الكفاف 

والتخصيصات تعتمد مبدأ المساومة

  • المركز: الموازنة خصصت بعض المبالغ لبعض الفئات: على سبيل المثال المحاضرون وغيرهم. وحسب المتابعين للشأن الاقتصادي فإن الحكومات المتعاقبة عملت على خطوات ترقيعية، مع اشكاليتنا المتمثلة بالاقتصاد الاحادي بدل تنويع المصادر. وبالتالي توفير فرص عمل بدل ان يكون التوظيف بشكل اساسي. هل تتفق مع هذا الرأي أم ترى اننا بحاجة الى موظفين اكثر؟

لعيبي: للاسف نحن تركنا الاسس والمواد الاساسية لعلم الاقتصاد. الموازنة من المفترض من الشهر العاشر (تشرين الاول) من سنة 2020 تكون مكتملة وجاهزة، على أن تقر قبل العام الجديد. بينما نحن، الان، في الشهر الثاني من العام الجديد ولم تقر. هذه المشكلة جزء منها سياسي؛ حيث يأتون بأجراء يوميين وعقود، وتأتي الحكومة التي تليها، وترى اننا لا نملك ايرادات دائمة ومستدامة، والنفقات تزداد بشكل سنوي، فتكون في ورطة، وتفكر في تدبير موارد لهؤلاء. وهذه كلها حلول ترقيعية. ومهما حاولنا تجميل صورة هذه الموازنة لا ينفع الامر.

  • المركز: هناك قول بان الاستقطاعات رفعت من الرواتب وتم تحوليها على الضرائب، هل هذا صحيح؟

لعيبي: في البداية كانت الاستقطاعات من الرواتب كبيرة، لكن الان قالوا ان الاستقطاعات ضريبية. صلاحية وزير المالية ليست فقط الرواتب، المكافآت ايضا، لكن كل الحكومات السابقة لم تعمل على ذلك. وعندما أتت هذه الحكومة عملت على الاستقطاع من الرواتب التقاعدية، وهذا عرف غريب جدا في المفاهيم المالية العراقية. متطلبات المعيشة اختلفت عن الماضي؛ بحيث اصبحت رواتب المتقاعدين قريبة من حد الكفاف. لا خطة تتضمن نوعا من التنسيق والانسجام بين وزارة المالية والسلطة النقدية والسلطة التشريعية والمجتمع المدني. بالعكس كلها تأتي وفق مبدأ المساومة: اذا كنت تملك حزبا قويا، وزيرا قويا، مديرا عاما قويا، فمن الممكن ان أعطيك، لكن أن تتحدث بالقانون، حتى مستحقاتك لا تصلك! هذا ليس عمل دولة تريد ان تنتقل الى مراحل تنموية، وتفكر في تحقيق عدالة اجتماعية وتبعد المال العام عن الهدر. في الحقيقة هذا عمل ناس دخلاء على العملية السياسية والمالية والاقتصادية.

  • المركز: الموازنة تحدثت عن بعض الاجراءات مثل إيقاف النثريات لبعض الوزارات واجازات الاستيراد والتدقيق بمزاد العملة. هذه الاجراءات بشكل او بآخر هل ستساهم بدعم الموازنة؟ هل ستساهم بتقليل اعتمادنا بشكل اساسي على النفط؟

لعيبي: تم الذهاب الى ثلاث قضايا رئيسية: اولا، الفرق الذي حدث بسبب سعر الصرف، واسعار النفط، وايضا عملوا على زيادة اسعار المشتقات النفطية التي تباع في الداخل. هذه ثلاثة اجراءات لا تصب في التنمية المستدامة. سعر الصرف وتغييره على الرغم من ايجابياته المحتملة غير المضمونة بالاجل الطويل على اساس ان يحسن التنافسية ويشجع النتاج المحلي، لكن اثاره الان تسببت بارتفاع الاسعار من 18 الى 22%، وكذلك رفع سعر النفط يشجع الريعية. في الحقيقة نحن لا نستفيد من تجاربنا. من المفترض ان نفكر بطريقة تنموية.

هناك اعادة توزيع وليس تخفيضا في مخصصات الرئاسات الثلاث

  • المركز: عضو اللجنة المالية السيدة ماجدة التميمي تقول انهم خفضوا تخصيصات الرئاسات الثلاث بمقدار 20 في المائة وهذا ايضا سيشمل تخصيصات اخرى من وزارات اخرى، هل هذه التخفيضات تؤدي الى شيء معين؟

لعيبي: الامر ليس كما يقال. انما جرت اعادة التوزيع وليس التخفيض؛ فهم يخفضون من مجال ويعيدون تخصيصه الى مجالات اخرى، وهذا شيء يحسب لهم: يريدون بناء الف مدرسة ويريدون زيادة عدد المحافظات المنتجة. الشيء الايجابي هو موضوع توسيع شبكة الحماية الاجتماعية. لكن هناك مشروع اخر وهو الغاء البطاقة التموينية، وتحويلها الى بدل نفطي، والبدل النفطي تتحمله شبكة الحماية الاجتماعية، ليشمل كل الفقراء بشبكة الحماية الاجتماعية. وتكون البديل لنظام البطاقة التموينية على اساس ان نظام البطاقة التموينية يحتاج الى اصلاح، لترفع عن الاغنياء، وتذهب تخصيصاتها الى الفقراء، لكن هل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، قادرة على ادارة هذا الملف، على الرغم من انها مكبلة بمشاكل ومعوقات كبيرة؟ هل الاقتصاد العراقي يملك مرونة عالية بحيث يكون قادرا على حساب كم يدخل لهذه الشبكة وكم يخرج منها؟

التوقعات تشير الى وجود 13 مليون مواطن تحت خط الفقر

  • المركز: تحدثنا عن التخصيصات المالية، وأشر الدكتور ميثم الغاء البطاقة التموينية. هل تمت دراسة الموضوع بشكل علمي، لمعرفة اثار الغاء البطاقة التموينية على مستوى السوق، ودعم الفقراء والفئات المهمشة وغيرها. هل سيكون البديل المالي حلا ناجعا لإلغاء البطاقة التموينية؟

المشهداني: منذ عام 2010 بدأ الحديث عن الغاء البطاقة التموينية، والان وزارة التجارة بدأت تمهد لموضوع الغاء البطاقة التموينية، والدليل تعذر توزيع المفردات بشكل منتظم. تم تقديم منحة 30 الف في ايام الحظر الذي حصل في بداية تفشي فيروس كورونا. وما تم تسجيله 18 مليون ونصف. والمستحقون 13 مليون ونصف. وزارتا العمل والشؤون الاجتماعية والتخطيط كانتا توزعان المنحة على خمسين الف شخص، في كل شهر. وليس لديهما قاعدة بيانات. الان المسجلون في شبكة الحماية يبلغ عددهم مليونا و400 الف شخص، لكن توقعاتنا تشير الى 10 ملايين تحت خط الفقر، وبعد تغيير سعر الصرف اضيف لهم 3 ملايين ونصف. هذه تقارير وزارة التخطيط وتقرير البنك الدولي. واعتقد ان الرقم سيزداد في الايام القادمة.

بالون سعر الصرف اطلق قبل ان يناقش مجلس الوزراء موضوع الموازنة، واخذ صداه، وبدأت الاسعار ترتفع بشكل غير معقول. الان سعر الصرف في السوق قريب من سعر الصرف الذي حدده السيد الوزير، لذلك انا اعتقد اننا لا نملك قاعدة بيانات، ولا نعلم ماذا نريد. هناك كذبة اخرى وهي دعم القطاع الخاص. في البرلمان يناقشون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذا موجود في استراتيجية تطوير القطاع الخاص؛ فاللجنة التي تدير مبادرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص مشكلة من 13 شخصا: اثنان فقط يمثلان القطاع الخاص، والبقية هم وكلاء وزارات والسيد الامين العام لمجلس الوزراء.

استثمارات العراقيين في الخارج بلغت 304 مليار دولار موزعة على 114 دولة

عندما يتم الغاء البطاقة التموينية، فلا داعي لبقاء وزارة التجارة، لان وزارة التجارة هي البطاقة التموينية، وكذلك الحال مع وزارة الصناعة والوزارات الاخرى، ليس هناك صورة واضحة لآلية الشراكة مع القطاع الخاص. والقطاع الخاص لا يحتاج الى تمويل بل يحتاج الى توفير أجواء مناسبة. استثمارات العراقيين في الخارج 304 مليارات دولار، موزعة على 114 دولة. والمشكلة في مؤتمر الكويت كان هناك لقاء مع رجال الاعمال العراقيين الموجودين في الخارج، وأبدوا استعدادهم لأن يدخلوا العراق ويأتون باستثمارات تزيد على الرقم الذي تحصلنا عليه، والذي لم نحصل منه على دولار واحد، ولكن بشرط ان نضمن أمنهم، ونضمن عدم ابتزازهم، وعدم خطفهم وخطف عوائلهم. وهذا في الحقيقة امر لا نستطيع توفيره، لا نحن ولا الحكومة. هذه هي اشكالية القطاع الخاص بشكل مفصل.

رفع سعر الصرف جرى باتفاق بين جهات داخلية وخارجية

  • المركز: هل توسعة شبكة الحماية الاجتماعية باعتقادك حلّ لاشكالية الفقر الموجودة في العراق. لدينا اعداد هائلة من العاطلين عن العمل، وفي نفس الوقت لدينا فضائيون في المؤسسات، سواء الامنية ام غيرها. هذه الاجراءات في النهاية هل ستقلل من نسب الفقر، وتساعد المواطنين على تخطي الجائحة؟

لعيبي: لدينا نسبة بطالة مرتفعة، مقترنة حاليا بالفقر خاصة بطالة الشباب، والذين تتراوح اعمارهم من 15 الى 65، والذين يمثلون القوة المنتجة للنشاط الاقتصادي. وهذا يعود بنا الى سبب انتفاضة تشرين، والذي كان وقودها الشباب، وجزء منهم خرج لقضايا الفقر والبطالة. وصلنا الى هذه الحكومة، وفي الحقيقة أنها تنصلت من جزء من الواجبات الرئيسية التي اتت من اجلها، وتجاوزت عليها، وراحت على مهمات ثانية، وكأنما لسان حالها يقول أتينا لنبقى. في حين هذه الحكومة كان من المفترض ان تكون حكومة انتقالية، لتنظيم الانتخابات. نرى اليوم انها تجاوزت على الملفات الرئيسية.

ايضا تأثيرات الجائحة وتأثيرات انخفاض اسعار النفط، أدت الى انكماش كبير في الوضع. وايضا رفع من مستويات الفقر، لأنه يرتبط بالكساد. والكثير من الوظائف فقدت في هذه الفترة، فضلا عن المحافظات الـ6 التي تضررت في احداث 2014؛ فاذا تذهب الى الموصل، ترى المؤشرات مختلفة عن بقية المحافظات بشكل كبير جدا، على مستوى الفقر، وعلى مستوى تردي الخدمات والالتحاق بالمدارس. هذه كلها مشاكل كبيرة.

من جهة اخرى، هل اصبحت الموازنة بحكم المنتهية، ام هل اللجنة البرلمانية تمثل الكتل السياسية، وهم لديهم نوع من الدعاية لأنفسهم؟ بصراحة جملة الاجراءات الوردية التي وضعت غير قادرة على الانتهاء من الموازنة.

هناك ملف خطير وهو سعر الصرف. شخصيا انادي منذ وقت طويل بالإصلاح في هذا الملف. كما اشرت الى اصلاح البطاقة التموينية. وهذا ملف شائك وكبير؛ فهناك اشخاص منتفعون ومستفيدون من مشروع البطاقة التموينية. وهناك تجار وناقلون واصحاب سيارات ومخازن ونقل وحتى المنتجين المحليين يشكلون كارت ضغط على الحكومة، لكن اتوقع ان نستخدم هذه الحكومة اسلوب الصدمة، كما حصل في موضوع سعر الصرف. برأيي موضوع سعر الصرف جرى باتفاق من قبل اكثر من جهة داخلية وخارجية.

  • المركز: هل من الممكن استجواب مدير البنك المركزي؟

لعيبي: لا اتصور ذلك، لان الموضوع جاء من صندوق النقد والبنك الدوليين، وايضا من الكتل السياسية الرئيسية. وهذا يمثل اتفاقا بين السلطتين المالية والنقدية. وصار عليه شبه إجماع.

الصراع المقبل ليس اقتصاديا مجرداً بل قد يتطور

الى الوضع الأمني

  • المركز: أشار الدكتور ميثم الى أن هذه الحكومة تتبع اسلوب الصدمة. هل ترى أن الكتل المتنفذة تحاول الهيمنة على المصانع والمساحات الواسعة الصالحة للزراعة، مع امتلاكهم شركات تجارية مستفيدة من المواد التي تدخل الى البلد؟ وهل البرلمان قادر على فرض الارادة السياسية للتصويت على عدم استثمارها بطريقة سيئة؟

المشهداني: بعض الكتل السياسية والاحزاب المتنفذة تهيمن على القرار الاقتصادي وحتى على موضوع سعر الصرف، والسيد وزير المالية صرح وقال انه حتى الموازنة والارقام الكبيرة كانت بالاتفاق مع الكتل السياسية الرئيسية. جميعهم لديهم مصالح وارتباطات ولديهم وكلاء يقومون بالاعمال لصالحهم، ونحن مقبلون على انتخابات، وهي انتخابات تختلف عن الانتخابات السابقة. الان اعتقد ان الصراع سيكون كبيرا وليس اقتصاديا او سياسيا فحسب، انما من الممكن ان يتطور الوضع الامني الى الاسوأ.

  • المركز: المعالجات التي قدمتها اللجنة المالية البرلمانية هل تعتقد انها لترضية الجميع؟ على سبيل المثال الجهة الفلانية لكم وظائف لأنكم تسيطرون على المؤسسة الفلانية. ومن يسيطر على النفط لهم حصة. ومن يسيطر على الصناعة لهم حصة.. هل يتم التقاسم بهذه الطريقة؟

المشهداني: أعتقد ان اللجنة المالية لم تقلص الارقام فقط، بل تلاعبت بكل الارقام الموجودة، سواء في النفقات ام في الايرادات. وهم يستغلون غياب المحكمة الاتحادية، لانهم يعلمون ان هذا الموضوع فيه جنبة مالية. الحكومة من الممكن ان تطعن به امام المحكمة الاتحادية، والمحكمة الاتحادية غير موجودة. البرلمان اذا اقرها، فالحكومة ستكون في مشكلة أمام بعض الفقرات بما فيها فقرة بيع ممتلكات الدولة.

هذا امر غريب، ان الدولة تصفي ممتلكاتها بهذه الطريقة. القطاع العام موجود في كل دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الامريكية، فالقطاع العام فيها يشكل بحدود 35%. هنا يصفّونه بطريقة غريبة من دون مزاد. ومن يستطيع منافسة الكتل السياسية التي أشرت اليها. كل واحد منهم يضع عينه على احدى المؤسسات، وهذا ليس اليوم انما منذ العام 2004، عندما شكلت لجنة لتقييم المنشآت التابعة لوزارة الصناعة، وكان بوقتها التصنيع العسكري. وتم تقييم منشأة الجلود بـ100 مليون دينار على ما اعتقد. وإن سبب توقف هذه المعامل انهم لا يريدون تشغيلها وعينوا فيها موظفين اكثر من طاقتها.

عملت سنة 2001 في معمل أدوية سامراء، وهو مصنع ضخم وكبير. وكان هناك 1600 موظف، يعلمون ثلاثة وجبات، ويغطي 70 في المائة من حاجة العراق في وقتها، بسبب الحصار، والدواء يتم انتاجه في معمل سامراء، وفق المواصفات العالمية، بوقتها سألت مدير المعمل، اذا اردنا العمل بنفس الانتاج، ونفس الكفاءة وبنفس الكميات، اجاب انه بحاجة الى 900 عامل، يعني هناك 600 عامل فائض عن الحاجة. الآن المعمل فيه 7500 عامل، ويعمل بنظام وجبة واحدة. لذلك يتعرض الى خسائر. وبقية المعامل كذلك: الاطارات، والجلود وغيرها.

لا توجد خطة لادامة المعامل والمصانع

  • المركز: هناك من يرد علينا ويقول ان اللجنة البرلمانية خصصت أموالا لبعض المصانع، لنصب وتطوير الخطوط الانتاجية التي كانت متوقفة. هل هذا الاجراء حتى تجهز وتتهيأ وتتم خصخصتها في ما بعد؟

المشهداني: تماما اتفق معك. لأنه لا توجد خطة لدى وزارة المالية في استمرار هذه المعامل والمصانع. انا لا اتحدث عن رغبة السادة الوزراء الاختصاصيين. نحن نرى الان السيد وزير الصناعة، وهو حريص على تشغيل كل المعامل والمصانع، لكن هي حكومة مؤقتة ربما بعد الانتخابات سيأتي وزير اخر يخصخص. المتتبع لوزارة الصناعة يرى ان اول وزير كان يبحث عن بيع القطاع العام، والثاني يبحث عن الشراكة، والثالث عن التوأمة. كل وزير يأتي باستراتيجية مختلفة عن الوزير الذي سبقه. ولا تستغرب اذا جاء وزير، وقال سنبيع لان هذه مكلفة ومتعبة. هناك قوى سياسية مستفيدة من جانبين: الاول الاستيراد، والامر الثاني استيلاؤهم على الاراضي والقصور. وبكل الاحوال هي لصالحهم، وماكنتهم الاقتصادية تعمل لديمومة احزابهم وكتلهم.

*****************************

الصفحة السادسة

في يوم الشهيد الشيوعي، نجدد العهد على مواصلة المسيرة الظافرة

اثنان وسبعون عاماً مضى على استشهاد قادة حزبنا الأماجد، ولا زال الدم الشيوعي منذوراً من أجل الوطن والشعب والمبادئ والقيم العليا التي آمنا بها، ومنذ تأسيس الحزب وهو يناضل بشتى الأساليب، وقدم قوافل من الشهداء،  منهم من استشهد وهو يقاتل العدو الطبقي أو يتصدى لهجماته مدافعاً عن حزبه، أو هو يتظاهر أو يضرب عن العمل أو الطعام، ومنهم من أستشهد تحت التعذيب أو بالإعدام أو التصفيات بمختلف الطرق، وغُيّب العديد من رفاقنا من قبل الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، ولم نعرف مصيرهم ولا أماكن قبورهم حتى اليوم.

إن هذه الذكرى هي مدعاة لتحشيد قوانا وتعزيز تضامننا وتعاضدنا، ومواصلة درب أولئك الخالدين، ممن افتدوا حرية العراق وسعادة شعبه بدمائهم الزكية، في مآثر علمت الدنيا معنى الإيثار. وتأتي الذكرى هذا العام، وحزبنا يتوجه لعقد مؤتمره الوطني الحادي عشر، ويتوجه شعبنا لخوص انتخابات مصيرية بعد انتفاضة جماهيرية عارمة، رسمها شباب العراق بدمائهم الزكية فراح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتلك الدماء الزكية سوف لن تذهب سدى، بل على شعبنا الوقوف وقفة تاريخية ليعيد العملية السياسية الى سكة آمنة تحقق له طموحاته بغدٍ أفضل.

ان الحزب الشيوعي العراقي، الذي يشهد له التاريخ بالدفاع عن الحقوق المشروعة لكل العراقيين بكل صلابة ومن أجل تحقيق المساواة وصيانةِ مكانةِ المرأة في المجتمع، ووقف مع انتفاضة تشرين المجيدة، وقدم مع أبناء شعبنا العديد من الشهداء والجرحى من رفاقه الأماجد، فهو اليوم يجدد العهد لشعبنا بمواصلة الكفاح الصعب والعنيد من أجل أن لا يغدو العراق ثانية ساحة للموت، ونعاهد الشهداء بأن مآثرهم الوطنية خالدة، وأن مسيرة الكفاح والعطاء ستظل متواصلة، ويبقي عود الشيوعيين صلباً في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن، وبالأخص الكادحين منهم والانتصار لقضاياهم.

ونؤكد بأن ما يعيشه شعبنا وبلدنا اليوم من معاناة جراء سياسة المحاصصة واستئثار عقلية التهميش والإقصاء وتغليب المصالح الشخصية والحزبية والطائفية الضيقة والتماهي مع الأجندات الخارجية، لا يأتي سوى بالدمار والخراب والمآسي والإرهاب والفساد.

في استذكار يوم الشهيد الشيوعي، نجدد العهد على مواصلة مسيرة التصدي لكل أشكال الجور والتجهيل والحرمان، وصولاً إلى بناء عراق حر ديمقراطي، يتمتع فيه جميع أبنائه بالعيش الآمن والحياة الكريمة.

**********

حسن عوينة مناضلاً ثورياً وانساناً رائعاً

جاسم الحلوائي

في يوم 7 آذار من عام 1963 أعلن الحاكم العسكري لسلطة الانقلاب الفاشي عن إعدام ثلاثة رفاق؛ اثنين منهم من أبرز قادة الحزب وهما: الرفيق حسين أحمد الرضي (سلام عادل)، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ومحمد حسين أبو العيس، عضو المكتب السياسي. أما الثالث فهو الكادر الحزبي المتقدم والشاعر حسن عوينة. وهذا المقال مكرس للحديث عن حسن عوينة.

وقبل الدخول في الموضوع لا بد من الإشارة الى أن الرفاق الثلاثة لم يُقدموا الى أية محكمة ولو صُورية ولم يُعدموا شنقا، وإنما قتلوا تحت تعذيب وحشي باعتراف البعثيين أنفسهم في مذكراتهم عن نظامهم المقبور.

ولد الشهيد حسن محسن عوينة عام 1931 في مدينة النجف، وكان والده رجل دين. انخرط عوينة في النضال الوطني والثوري منذ أن كان طالبا في المتوسطة، وقد ساهم في وثبة كانون عام 1948 مساهمة فعالة من خلال القاء الخطب والقصائد الحماسية في المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية.

تعرض عوينة للاعتقال أكثر من مرة في تلك الفترة مما اضطره الى مغادرة مدينة النجف ليقيم في بغداد. أعتقل في بغداد في عام 1949، وكان آنذاك حلقة الوصل بين بعض المنظمات خارج العاصمة وقيادة الحزب من خلال محل مكوى في علاوي الحلة في جانب الكرخ، وتعرض عند اعتقاله للتعذيب في دائرة التحقيقات الجنائية سيئة الصيت، وكان موقفه صلبا فتحَمل التعذيب وخرج من الامتحان سالما. حكمت عليه محكمة النعساني العسكرية بالسجن لمدة سنتين قضاها في سجن الكوت. كان سجن الكوت آنذاك بمثابة معهد لتخريج الكادر الحزبي. استفاد عوينة من السجن لتنمية إمكانياته بانخراطه بمختلف الفعاليات، بما في ذلك قرض الشعر. ومن شعره آنذاك القصيدة المشهورة التي تحولت الى نشيد للشيوعيين ومطلعها:

حصن حزب أشاده فهد كيف تستطيع هدمه قرد

وبعد خروجه من السجن وخلال النصف الأول من الخمسينيات انتج حسن الكثير من الشعر وشهدت تلك الفترة ذروة عطائه الأدبي، وقد نشر الكثير من القصائد في الصحف التقدمية آنذاك كالثبات والعقيدة وغيرهما.

ساهم حسن عوينة مساهمة فعالة في انتفاضة تشرين الثاني عام 1952. ولم يقتصر دوره في هذه المرة على الدعاية والتحريض، كما كان الحال في وثبة كانون، بل تعداه الى المساهمة في توجيه وتنظيم المظاهرات الجماهيرية والفعاليات النضالية الأخرى. وأصبح عوينة بعد الانتفاضة هدفا ثمينا للأجهزة القمعية فاضطر للاختفاء وترك مقاعد الدراسة.

أعتقل حسن عوينة في بغداد مرة أخرى عام 1955، وكان آنذاك محترفاً للعمل الحزبي، وتعرض للتعذيب فصمد وصان أسرار الحزب. حكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف قضاها في سجن بعقوبة. وفي هذا السجن التقيت حسن لأول مرة وليوم واحد فقط، وأعجبت بشخصيته، وقد خلف لدي انطباعا حسنا. والتقيت به مرة أخرى، بعد أكثر من سنة في نفس السجن في القسم الانفرادي، ولكن لفترة طويلة نسبيا، فنشأت بيننا علاقة ود متبادلة وراسخة.

كان حسن ممثلنا في السجن أمام ادارة السجن ومديرها علي زين العابدين، الذي اشتهرت ادارته بالقسوة والبطش ومصادرة أبسط الحقوق ومنها القراءة والكتابة بما في ذلك قراءة الصحف اليومية أو حتى حيازة ورقة أو قلم، وإخضاع السجن والسجناء للتفتيش الدقيق يوميا، وتعريضهم للعقوبات الفردية والجماعية لأتفه الأسباب أو بدون أسباب أصلا. في تلك الظروف الصعبة كان حسن يقوم بمهام خطيرة ومن هذه المهام حصوله على جريدة يومية بشكل سري. وكانت الأدبيات الحزبية تخبأ عنده تحت ملابسه الداخلية لأنه أقل عرضة من الآخرين للتفتيش الدقيق باعتباره ممثلنا، وقد عرفت هذا السر منه بعد ثورة 14 تموز. فقد كان حسن بعيداً عن الثرثرة وحب الظهور.

 بعد ثورة 14 تموز جمعتنا لجنة منطقة الفرات الأوسط، كنت أنا عضوا فيها وهو عضو في مكتبها ويرأس تحرير جريدة “صوت الفرات” ومقرها في مدينة الحلة. كان حسن متفتح الذهن لا يتضايق من الاختلاف في الرأي وعادة ما كان يصغي للآخرين في الاجتماعات أولا ومن ثم يبدي رأيه باختصار ووضوح وقد يملّح رأيه بنكتة تسر الجميع.

عندما انتقلت للحلة كسكرتير للجنة المحلية كنت التقي عوينة يوميا. ولم تدم هذه الفترة أكثر من بضعة أشهر انتقلت بعدها الى الكوت، في حين انتقلت عائلتي مع أخي حميد من كربلاء الى الكاظمية وأصبح البيت المركز الرئيسي للمراسلة وتوزيع الأدبيات بإشراف الشهيد حسن عوينة. وكثيرا ما كنت التقي حسن عند زيارتي لعائلتي. وقد ودعني عشية سفري الى الخارج للدراسة الحزبية في نهاية عام 1961، وكان ذلك وداعنا الأخير. وهكذا يمكن القول بأني عرفت حسن، خلال هذه السنوات، عن كثب.

لم أتذكر بأن علاقتي قد توترت مع حسن في يوم ما، مع أن توتر العلاقة، أحيانا، بين أعز الأصدقاء أمر طبيعي، ولكن أتذكر أن نقاشا حادا حصل بيننا في مدينة الحلة في خريف عام 1959 عندما اختلفنا في الرأي حول قصيدة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، نشرت في جريدة (صوت الأحرار)، كانت تؤله عبد الكريم قاسم وتصفه بالأوحد الأوحد، وقد اعترضت على ذلك فانسحب النقاش الى تقييم قاسم وسياسته التي انتقدتها وكنت أميل للتشاؤم من مآلها. ولم يتفق حسن معي في الرأي، فتحمست لرأيي وارتفع صوتي مشوبا بالتوتر العصبي، وهنا لاحظت بأن حسن خفض صوته دون المستوى العادي وقرأت اللوم في عينيه، فأفقت لنفسي فخفضت صوتي وندمت لتجاوزي على رفيق أعتبره معلمي. وقد اعتذرت له في نفس اليوم عن تصرفي غير الملائم وكان مثالا للتسامح.

امتاز حسن بنزاهته ومصداقيته وكان خفيف الظل سريع البديهة وحاضر النكتة وكانت تعليقاته لاذعة ولكنها مهذًبة، فلم أسمع منه يوما لفظة بذيئة. مع بوادر ارتداد قاسم وانتعاش الرجعية اغلقت جريدة (صوت الفرات) وفصل عوينة من نقابة الصحفيين باعتباره صحفيا طارئا، وهو الأديب والشاعر ورئيس تحرير جريدة، فأخذ حسن يقدم نفسه لمعارفه وأصدقائه متهكماً (صحفي طارئ)! متوخياً بذلك إدانة الإجراء التعسفي ضد حرية الصحافة والرأي.

تزوج حسن من زهور الحكيم شقيقة المناضل المعروف صاحب الحكيم وأنجبت منه ولداً اسمياه فلاح. تبادلت مع الدكتور فلاح الرسائل عندما كنت أكتب ذكرياتي، وقد نشرت تلك الرسائل على مواقع الانترنيت ولا تزال في أرشيفها، وتضمنها كتابي الذي صدر عن دار الرواد في بغداد عام 2006 تحت عنوان “الحقيقة كما عشتها”. وقد جاء في نهاية جوابي على احدى رسائله ما يلي :

“فرحنا كثيرا، أم شروق وأنا، عندما قرأنا عنوانك وعرفنا انك أنهيت تعليمك بمستوى دكتور في فرع علمي. فلا عجب، فهذا الشبل من ذاك الأسد. ومن حق أم فلاح أن تفتخر بك.

لا أظنني سأضيف جديداً لمعلوماتك لو كتبت لك انطباعاتي عن والدك، لأنني متأكد بأنك سمعت ذلك من غيري. فإن رقة أبو فلاح وشاعريته وذكاءه المتقد وانسجامه مع نفسه وصراحته وتواضعه الجم كان واضحاً للجميع. لقد كان حسن عوينة مناضلاً صلباً وإنساناً رائعاً ً.”

المجد والخلود للشهيد حسن عوينة وجميع شهداء الحزب والحركة الوطنية التقدمية.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين العام 2019 ولجميع ضحايا الارهاب في العراق.

***************

دمك آيه او بيرغ امعرسين

الى ارواح شهدائنا الابرار  بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي

حسين جهيد الحافظ - الناصرية

ريحتك ريحة اهلنه

او رسم دمك طيب جنه

من تهب نسمات شوگك

تترس الدنيه عشگ

ويه صوتك

گلبي حوريه يطگ

واعتلگ كلي اعتلگ

بالوفه لاجلك محنه

ترف يا شوگ الاولايه

نزف دمك يرف رايه

منجل وچاكوچ بيهه

اوبيهه مرسوم العراق

امعفره ابدم الرفاق

دگت الدرب النضال

رغم انف الموت ثايه

اموشحه

ابدم حازم او صارم

فهد طرزته ثوابت

لا تخاذل للامام

او هكذا سوه سلام

ابهالدرب مرت ولم

كفو والنعم

بيش ابدي

امنين لوردت احچي امنين

من مناضل لو ابوه

الغيره بيهم غيرة حسين

لو سحر لو موناليزا

اكرام لو سيد وليد

ابطارق السبهان اسولف

لو نجيه

خالده او حريه اختهه

فريال لو اكتب مجيد

حسن مرجان

لو ابن ماضي فريد

لو تظل اللو حبله

اتجيب لو

يللي دمك نزف ايه

وفه ماردت او اريد

يا وفي طبعه او حنين

روحي شمعه

اعلگهه وي اشموع يومك

طشهه هيل وياسمين

بيهه تتباهه السنين

كتبت اسمك الثريه

للنضال اجمل هديه

هاك اخذني

اشما ردت واتريد طشني

اسنيني لاجلك واهليه

شمع خضر الياس

حلال المشاكل

لو نذر لام البنين

يللي طبعك طبع اهلنه

او ناسنه الطيبين

نزف دمك بيرغ امعرسين

*************

شهيد ولوحة

ساطع هاشم

الشهيد الخالد أبو فيروز (جمال عاكف حمودي 1956 – 1982) تعرفت عليه في شباط سنة 1981 عند بداية بناء قاعدة روست، وربطتني به علاقة صداقة وثيقة جدا ورسمته مرة وهو جالس تحت ضوء الفانوس، وأعدت الرسم قبل عدة أسابيع محاولا استعادة تلك الايام. كان واحدا من الكوادر العسكرية والسياسية الشجاعة الواعدة في مسيرة الكفاح المسلح وموضع احترام واعجاب كل من عرفه عن قرب. في لبنان صيف عام 1979 دخل دورة عسكرية مكثفة في خلدة قرب أحد أديرة بيروت وتدرب على العديد من الأسلحة وتخصص في سلاح المدفعية والهاون ومنها 1200 وغيرها، وقد التحق في كردستان بعد ذلك بسنة، وتدرج في العمل العسكري عن كفاءة وبسرعة وأصبح معاون آمر سرية راوندوز، أستشهد أثناء قيادته عملية كانت من أقوى العمليات البطولية النوعية، عند محاولة اقتحام وتدمير ربيئة واقعة في قمة جبل كورك، ضمن قضاء راوندوز، حيث استشهد هو ورفيقنا شه مال أسطة واللذان كانا في مهمة الاقتحام في ليلة 12 /13 كانون الأول عام 1982. والشهيد أبو فيروز هو الأخ الأصغر للشهيد الدكتور عادل (غسان عاكف حمودي) الذي استشهد بعده بأقل من عام.

 المجد والخلود لشهدائنا.

*********

الصفحة السابعة

نصيرات شيوعيات باسلات، أرتوت ارض الوطن بدمائهنَ الزكيّة

ابتسام كاظم “أم نصار

نصيرات كتبن بدمائهن الطاهرة صفحات ناصعة من تاريخ العراق والحزب الشيوعي العراقي. سقط العديد منهن شهيدات على أرض العراق، فرسمن بدمائهن صورة حية لقدرات المرأة العراقية على التضحية بالكثير من أجل مبادئها، ووطنها.

النصيرة الشهيدة فاتن (جميلة محمد شلال)

تشبه الزهرة، كانت تتألق، تزرع الفرح أينما حلّت، جميلة اسم على مسمى هي اسم ورسم. وهل اختيار هذا الاسم كان مقصودا لكي تبقى جميلة وطاهرة بقلوب كل من عرفها!

تعرفت على جميلة (فاتن) في بيروت ونحن نستعد للذهاب إلى كوردستان. كنا شابات مستعدات لنرسم للفرح ألوانا. كنا نحلم بغدٍ أفضل لعراق خالٍ من كل الأمراض. فاتن كانت نحيفة ولكنها قوية بما تحمل من مبادئ وإرادة. في غفلة سمعت أن فاتن ذهبت للعمل الحزبي في الداخل. لم أكن أعرف بأنها تحمل في أحشاها جنيناً، بسبب أن الظروف التي كنا نعيشها لا تسمح بذلك. جميلة كان لها موعد مع الموت، كأنما كانت تعرف نهايتها. أنجبت بنتاَ لتكون امتدادا لسيرتها. ابنتها زينب لم التق بها، ولكن سمعت عنها. تشبه أمها بصفاتها وبصوتها لكي نتذكر جميلة من خلالها. اعتقلت الشهيدة جميلة وعذبت في سجون البعث، ولم يكتفوا بالتعذيب والسجن، وإنما قرروا اعدامها. تقدمت جميلة مرفوعة الرأس شامخة صلبة، ليس فقط الجزائر لديها جميلة، للعراق أيضا امرأة مقاومة أسمها جميلة محمد شلال.

أوصت برعاية ابنتها إلى أمها. وهكذا رحلت كجسد ولكن بقيت روحا ترفرف حولنا.

النصيرة الشهيدة سوسن (وصال محمد شلال)

أخت جميلة. التقيت بها في كوردستان فترة قصيرة بعدها توجهت إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وتم إلقاء القبض عليها ومن معها من قبل الجندرمة الأتراك والتي قررت إعادتهم إلى العراق عبر تسليمهم إلى السلطات العراقية في نقطة الحدود.

 اعتقلتهم السلطة ومارست أشد أنواع التعذيب بهم. وتم الافراج عنهم في عفو عام بعدها أعادت اتصالها بالتنظيم في الداخل. كانت كادرا حزبيا متقدما، صفاتها تشبه اختها؛ ودودة عطوفة مثقفة إنسانة طيبة.

اعتقلت مرة أخرى من قبل اجهزة الامن وعذّبت بوحشية، ومن ثم حكم عليها بالإعدام شنقاً حتى الموت، بقيت وصال صلبة قوية عندما أخذوها لتنفيذ حكم الإعدام هتفت بصوت عال “يسقط الطغاة ويعيش الحزب الشيوعي العراقي”.

النصيرة الشهيدة أم لينا (رسمية جبر الوزني)

من عائلة عراقية كادحة. ولدت عام 1949 في كربلاء. توجهت أم لينا إلى كردستان مع زوجها في منتصف عام 1981 وهي من الكوادر المتقدمة في الحزب الشيوعي العراقي وعنصر قيادي في الحركة النسوية العراقية. عملت في أحد مفارز الأنصار في السرية الأولى مع أبو ليلى (صباح). كانت من ضمن قيادة اللجنة الحزبية للسرية. بعدها انتقلت إلى السليمانية في منطقة قرداغ. بعد فتره نزلت للداخل. عملت في إعادة الصلات الحزبية المقطوعة. عام 1984 تمكنت اجهزت الأمن الفاشية من القاء القبض عليها وعلى رفيقاتها لتتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب لكسر إرادتها، غير أنهم فشلوا وقد تحدتهم بكل كبرياء مما اضطرهم إلى إحالتها إلى محكمة صورية حيث حكم عليها بالإعدام شنقاً.

إنها واحدة من الشهيدات اللائي عملن بصدق من أجل الافكار والمبادئ التي يؤمن بها الشيوعي.

النصيرة الشهيدة أم ذكرى، (بشرى صالح عباس)

أم ذكرى ابنة القباب الكربلائية، التحقت ومعها زوجها الفقيد ناظم ملك ـ أبو ذكرى. إلى كوردستان، وأرسلت في مهمة حزبية للداخل. اكتشفت أنها تحت مراقبة الأمن. وقبل القاء القبض عليها قامت بحرق كل الوثائق التي بحوزتها، حفاظا على أسرار الحزب وسلامة رفاقها ثم اشعلت النار في نفسها، أية قوة وصلابة تحملين أيتها الرفيقة المحبة للحياة والوطن.

النصيرة الشهيدة أنسام (موناليزا)

كانت أنسام مثالاً رائعا للنصيرة الشيوعية. عملت لفترة في “المخابرة اللاسلكية” مع الأنصار الشيوعيين في كوردستان، وكيفية وضع الشفرة وفكّها، انتقلت إلى قاطع بهدينان حينما انتقل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي إليه وبقيت فترة تعمل في بهدينان، كسبت ثقة ومحبة واحترام الجميع. استشهدت أنسام في كمين للجندرمة الأتراك وهي متوجهة ضمن مفرزة إلى منطقة “لولان”، استشهدت النصيرة موناليزا ولم يتمكن أحد من إنقاذها وهي جريحة أو أن تسحب جثتها، ولما هدأت أصوات الإطلاقات النارية وبعد عدة ساعات تقدمت القوات التركية الكامنة من أماكنها وسحبت جثة الشهيدة أنسام إلى إحدى القرى التركية القريبة من الحادث فقامت زوجة المختار بتغسيلها وجرى دفنها في تلك القرية القريبة من الحدود العراقية.” كما كتب عنها أخوها أمير أمين.

النصيرة الشهيدة أحلام (عميدة عذبي حالوب الخميسي)

للأسف لم أحظ بلقائها في كوردستان أو حتى أعرفها سابقاً ولكن كنت أعرف أن هناك نصيرة التحقت مع زوجها ملازم علي إلى كردستان. بعدها تم تنسيبهما إلى سوران. استشهدت أحلام في الأول من أيار عام 1983 بعد ما شن الاتحاد الوطني الكردستاني هجومه الغادر على مقراتنا في بشتاشان. أصيبت عميدة في ساعدها، لكنهم أطلقوا النار على وجهها النبيل. فسقطت شهيدة ثم سلبوا قلادتها الذهبية وقطعوا أصبعها طمعاً في خاتم زواجها.

النصيرة الشهيدة رضية ياس خضير عباس السعداوي

مواليد عام 1952 في كربلاء الهندية. خريجة كلية الآداب - جامعة البصرة، قسم اللغة العربية. التحقت بقوات الأنصار عام 1983 قادمة من اليمن الديمقراطية. عملت بين كوردستان والداخل. اعتقلت أواسط الثمانينات واختفت أخبارها، وتأكد استشهادها بعد زوال النظام الديكتاتوري.

الشهيدتان أم سلوان (وفاء عبد السادة) وأم ألحان (سناء عبد السادة)

كانتا في كوردستان وتوجهتا الى الداخل عن طريق سوران. 

اعتقلتا سنة 1986بتهمة اعادة تنظيم منظمات الحزب الشيوعي العراقي بوشاية من خائن اتضح لاحقا أنه كان وكيلا للأمن، وكان يسكن وقتها في منطقة الوزيرية في بغداد. نفذ فيهما حكم الاعدام خريف سنة 1988.

يذكر سربست مصطفى رشيد آميدي في “الحوار المتمدن” وهو كان ضمن الموجودين مع المعتقلين أثناء المحاكمة بدون إجراء أية مداولة أصدرت المحكمة قرار الحكم والذي كان الاعدام شنقا حتى الموت لنا جميعا، وأسند الحكم إلى عدد من مواد قانون العقوبات. وأثناء تلاوة القاضي للقرار نزعت الشهيدة أم سلوان فردة من نعالها وصوبته نحو المجرم عواد البندر رئيس محكمة الثورة سيّئة الصيت، وأصابته في رأسه علما أن الشخصين الجالسين على يمينه ويساره خفضا رأسيهما تحت الطاولة..”

“النصيرة الشهيدة عائشة حمد أمين الحلاق

عرفت باسم ـ (عائشة ﮔﻭلوكة) من مواليد كويسنجق 1931، أم الشهداء محمد وبشدار الحلاق، لقبت بين الانصار بـ “دايكي حزب “ ـ أي أمّ الحزب. عائشة ﮔﻭلوكه وتعني عائشة الوردة ...سميت بالوردة لحسنها وجمالها وخفة روحها.

عملت مع الأنصار الشيوعيين في نقل السلاح والعتاد والمواد الطبية والمنشورات والبريد الحزبي. ألقي القبض عليها من قبل أزلام النظام البائد في مدينة أربيل عام 1988. طلب منها الاعتراف مقابل تخفيض حكم الإعدام، الاّ أنها رفضت بإصرار الأبطال وحافظت على أسرار حزبها ورفاقه. وحاولوا معها وبشتى طرق التهديد والترغيب، الوصول إلى خيط من خيوط أسرار حزبها ولكنها بقت وفية ومخلصة وأمينة لمبادئها ...فأعدمت رميا بالرصاص في 16/ 8 وفي نفس العام.  المصدر ما كتبت شه مال عادل سليم.

الشهيدة نجمة (أم سرباز) زوجة الرفيق (أحمد بانيخيلاني)

للأسف فقدنا الرفيقة أم سرباز بسبب الکوارث الطبيعة القاسية في كوردستان، فقد جرفتها مياه السيل وكانت في الخيمة لوحدها، واستشهدت في الحال. حدثت هذه الفاجعة في شهر أبريل/ نيسان 1982 عند سفح جبل نوکان الوعر.

المجد والخلود لشهيداتنا البطلات! والعار الأبدي للمجرمين أعداء الشعب والوطن!

لنقف بخشوع لشهيدات حركتنا الانصارية الشيوعية في العراق.

***************

شهداء في الذاكرة.. شهداء بحزاني

خديدة أبو رفيد

يوم الشهيد هو يوم التضحية ويوم النضال ويوم الشجاعة ويوم الوطنية، نستطيع القول إن النظام البائد وزع إجرامه على كل العراقيين، لم يترك أغلب الناس، الاّ وأصابه بجريمة، إلا الموالين له.

لنأخذ مثلا منطقة بحزاني  تلك القرية  الصغيرة  التابعة  إلى ناحية  بعشيقة  في  مدينة  الموصل، القرية  التي تملك  إرثا  ثقافيا وأدبيا  كبيرا نتيجة  انتماء  الكثير  من  أهلها   إلى  الحزب  الشيوعي العراقي منذ  بداية  تأسيسه  ولحد  الآن، بل هي سكة  قطار الحزب  سار بدربها الكثير  من  المناضلين  من أجل  تحقيق  وطن  حر  وشعب سعيد،  وفي  هذه  المسيرة  النضالية  قدم  الحزب   العشرات  من  القرابين،  وامتلأت زنازين النظام  السابق  بمناضلين  ومناضلات  اتخذوا  من  افكار  الحزب مبدئا لهم  في تحقيق  حياة  حرة  وكريمة  لشعبنا  العراقي، ومن بين  العوائل  التي  تعرضت  للإبادة الجماعية هي عائلة  بيت (كنجي) هذه  العائلة  العريقة  ذات  التاريخ  النضالي  المشرف، كانت  ولازالت  مدرسة  للثقافة  والنضال.

  ولد فيها المناضل المعروف “جمعة كنجي” وكان وقتها أحد الأدباء البارزين في كتابة القصة وفي الصحافة وكان له الشقيق المربي الفاضل الفقيد حسو والشقيق الآخر الياس، والشقيق الذي كرس حياته للنضال في الأنصار الشيوعيين هو الرفيق حسين كنجي الملقب “ابو عمشة”، وضعت هذه العائلة منذ عقود تحت المراقبة والملاحقة بسبب انتمائهم الشيوعي، وكان أزلام السلطة يلاحقوهم ولا يفرقون بين شاب أو عجوز ولا بين طفل وامرأة.   قدمت عائلة كنجي القرابين من الشهداء بدءاً بوالدتهم التي تبلغ من العمر 85 سنة وشابات وشباب بعمر الورود دفنوا وهم أحياء في مقابر جماعية مع الآلاف، فأصبح مصيرهم مصير بقية المؤنفلين. تلك الجريمة النكراء التي بقيت وصمة عار على جبين النظام الدكتاتوري وأعوانه، والتي ارتكبت عام 1988. فقد بلغ عدد الشهداء في هذه العائلة (١٣) شهيدا وشهيدة وهم:

1 الشهيدة عاصفة حسين حجي كنجي   1988 ولدت في المعتقل

2 جمعة حسين حجي كنجي مواليد 1985

3  الشهيد عاصف حسين حجي كنجي مواليد 1978

4 الشهيدة لينا حسين حجي كنجي مواليد 1977

5 الشهيد بسيم حسين حجي كنجي مواليد 1974

6  الشهيد مناضل حسين حجي كنجي مواليد 1974

7  الشهيد اميل جمعة حجي كنجي مواليد 1970

8  الشهيد شامل جمع حجي كنجي مواليد 1969

9 الشهيد خيري جمعة حجي كنجي مواليد 196

10 الشهيدة غالية الياس حجي كنجي   مواليد 1950عقيلة المناضل حسين حجي كنجي

11 الشهيدة بكية حجي كنجي مواليد 1943

12 الشهيدة ونسة بشار رشو مواليد 1938 عقيلة المناضل المرحوم جمعة حجي كنجي

13 الشهيدة غزالي علي سفو مواليد 1917 عقيلة المرحوم حجي كنجي 

 طوبى لتلك العائلة المناضلة والتي ذبحت بطريقة بشعة على يد زمرة عفنة لا تفرق بين طفل وعجوز. المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية.

**********

كي لا ننسى محلة الدوريين

بقلم: عادل حسين

محلة الدوريين، محلة شعبية تلم الطيف العراقي بكل مكوناته وهي قريبة من المتحف الوطني العراقي، في خمسينات القرن الماضي كان أغلب بيوتها من طين وناسها يعيشون في وئام ومحبة وطمأنينة وسلام كأنهم عائله واحدة لا فرق بينهم، في هذه المنطقة كانت هناك وجوه اجتماعية لها حضور دائم بين الناس لحسن أخلاقهم وطيبتهم ومحبتهم للآخر، ومن هذه الوجوه على سبيل المثال مكي عبد الله الكرعاوي، وقاسم حسين (أبو صلاح)، وفوزي عباس والمعروف باسم (فوزي الكوردي) وصديقه القريب جداً قادر.

كانوا أعضاءً في الحزب الشيوعي العراقي. عندما تأسس الحزب عام 1934 في هذه السنة ولد مكي عبد الله الكرعاوي وكبر ونما، وفي سنة 1955 عرف طريقه إلى الحزب الشيوعي العراقي، كان طيب القلب ودودا وصاحب ابتسامة دائمة يحترم الآخرين، تعامل معه من عرفه بطيبة وحب واحترام، كان مكي عبد الله الكرعاوي أمينا وصادقا لانتمائه الحزبي، عمل بجهد وتفان عاليين وكان موضع تقدير واعتزاز من قبل رفاقه، في عام 1959 كان ناشطا في المقاومة الشعبية وساهم في قطار السلام الذاهب في وقتها الى مدينة الموصل، وفي تلك الفترة حصلت مؤامرة الشواف والتآمر على ثورة 14تموز الخالدة، نتيجة لتلك الأحداث تعرض إلى اطلاقات نارية جرح على أثرها وبقي أمينا ووفيا لحزبه.

عندما جاء البعثيون المجرمون بقطارهم الأمريكي في 8 شباط الاسود عام 1963 وبمساعدة شركات النفط الاحتكارية للتآمر والنيل من ثورة 14 تموز 1958 الخالدة، تصدى للقوى المتآمرة الرفاق الشيوعيون والديمقراطيون دفاعا عن ثورتهم، حيث كانت مناطق الكاظمية وعگد الأكراد في الكفاح ومنطقة الكريمات في الصالحية مسرحا لتلك المقاومة البطولية ضد العناصر المتآمرة، حيث التحق مكي عبد الله في منطقة الكريمات في الصالحية مع الآخرين، كان القتال شرسا رغم عدم التكافؤ بين الطرفين من ناحية السلاح والعتاد والعدد، فأبدى المقاومون صوراً رائعة من البسالة والشجاعة والصمود بوجه المتآمرين، وفي اليوم الثاني أُسر مكي عبد الله ونفذ فيه الإعدام الفوري بإطلاقات في الرأس، وكان معصوب العينين ومربوط الأرجل واليدين، بعد ذاك رميت جثته الطاهرة في نهر دجلة، وباستشهاده يكون أول شهيد شيوعي من منطقة الدوريين، أستشهد الرفيق مكي عبد الله (أبو سلام) حيث ترك وراءه أما مهمومة وزوجة وثلاثة أولاد، وبعد ما يقارب ال 25 يوما عثر على جثته نتيجة هبوط منسوب نهر دجلة، وبقيت بعدها عائلته تعاني من ملاحقة أزلام البعث وعصاباتهم ومضايقاتهم لهم.

لك المجد الخالد أيها الشهيد الشيوعي النبيل مكي عبد الله الكرعاوي، والخزي والخذلان لقاتليك المجرمين...

***************

الصفحة الثامنة

الشهيدة أم سعد

الرفيقة فوزية محمد هادي عباس الخفاجي

ناصر حسين

نشأت الشهيدة ام سعد وسط عائلة لم تكن بعيدة عن العمل السياسي وعن الحزب الشيوعي العراقي. فقد كان اخوها عباس على صلة مع الحزب الشيوعي العراقي وبعض أخوالها كذلك. وقد كان والدها يشجعها ولم يقف بوجه نشاطها الذي كانت بداياته الفن والتمثيل، اذ يؤكد المتابعون للنشاط الفني في الديوانية انها اول فتاة تصعد خشبة المسرح.

رشّحت للحزب وكان عمرها اربعة عشر عاما فقط استثناء من ضوابط النظام الداخلي للحزب. وقد كان لها نشاطها القيادي في رابطة المرأة العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 بعد انقلاب شباط الفاشي صدر بحقها امر قبض فتم نقلها الى اخوالها الجنابات في سوق شعلان في قضاء ابي صخير.

الشيخ داخل ال شعلان شيخ ال ابراهيم في المشخاب كان نجله الاكبر من قادة الحرس القومي في القضاء، وكان يعرف بأمر القبض الصادر بحقها, اتصل بأخوالها طالبا منهم نقلها الى داره هو بالذات، وسيوفر لها الحماية والملاذ الامن, وهذا ما حصل فعلا، حتى مجريات الامور في تشرين 1963.

عادت الى الديوانية فاعتقلت عام 1964 وواجهت الجلادين بصلابة وتحد مثيرين للإعجاب، وقد مجدت اذاعة الحزب في حينه موقفها الشجاع في مواجهة الجلادين.

اواخر عام 1968 بعد اطلاق سراح الرفيق الراحل ابو هشام – محمد حسن مبارك - واستلامه مسؤولية منظمة الحزب في محافظتي المثنى والقادسية وباقتراح منه، توجهنا سوية هو وانا الى الديوانية لبناء منظمة بديلة عن منظمة الحزب التي التحقت بالقيادة المركزية عام 1967 فكانت الشهيدة في مقدمة من التحقوا بالعمل، وهي كانت قد رفضت الالتحاق بالانشقاقيين، وقالت لهم سياتي اليوم الذي يبحث فيه الحزب عني ويتصل بي. واتذكر ان الرفيق ابو هشام قال لي بعد اول لقاء لنا معها في دار الرفيق الراحل شيخ عشيرة ال احمد – عبد الامير فرحان – “سيكون لهذه الرفيقة شأن كبير في حياة الحزب الشيوعي العراقي”. وهكذا كان.

شباط عام 1970 تم تعيينها معلمة في مدرسة سومر بناحية سومر، التابعة لقضاء عفك وقد تكفلت قيادة منظمة مدينة الديوانية ومتابعة العمل في مدينة السماوة اثر الاعتقالات التي بدأت في 30-31 اذار 1970 ولم تتوقف الا نهاية الشهر العاشر من العام 1971، حين تم اعتقالها اثر اعتراف عليها، ورد من احد من اعتقلوا في مدينة الديوانية، على انها مسؤولته الحزبية، وتم نقلها الى الامن العامة فتقرر اطلاق سراحها، وعادت الى التعليم حتى اواخر عام 1978 حيث غادرت الديوانية للاختفاء في بغداد صحبة اسرة الفقيد محمود عوض التي غادرت الحلة لتسكن بغداد، بعيدا عن انظار الاجهزة القمعية .

اعتقلت في الشهر الخامس من عام 1979 في دار احد اقاربها وتعرضت الى التعذيب الوحشي في الامن العامة، واودعت في سجن النساء في الزعفرانية حتى نهاية الشهر الثامن، حيث اطلق سراحها لشمولها بالعفو الذي اصدره المقبور صدام، اثر استقالة البكر وتنصيبه رئيسا للجمهورية رسميا، واعيدت الى وظيفتها في تربية الديوانية حتى اواخر عام 1980 اذ اختفت بعد ان استلمت انذارا مبكرا حيث توجهت الى بغداد لتقيم مجددا مع اسرة الفقيد محمود عوض.

في الشهر الخامس من عام 1985 تم كبس الدار التي يقيمون فيها، وكانت في مدينة الشعب ببغداد، وتعرضوا جميعا الى التعذيب الوحشي، وبعد مرور عام كامل، قدموا الى محكمة الثورة ليصدر حكم بإعدامهم جميعا نساء ورجالا باستثناء الرفيق صباح محمود عوض لصغر سنه, لاحقاً استبدل حكم الاعدام بالسجن للبعض، وتصديق الحكم على الشهيدة أم سعد والشهيدة رسمية جبر الوزني والشهيد حسين محمود عوض الحكم الذي تم تنفيذه في الشهر العاشر من العام 1986، ودفنوا في مقبرة الكرخ الاسلامية, القسم المخصص للأمن.

بعد سقوط النظام الصدامي عام 2003، وبمساعدة من مدير المقبرة توصلنا الى مكان دفنهم، وقمنا بإخراج رفاة كل منهم، ونقلهم الى مقبرتي كربلاء ووادي السلام في النجف، ومعلوم ان مراسلي الفضائية العربية وصلوا الى المقبرة ونحن نخرج رفاتهم من الحفر التي دفنوا فيها، فقاموا بالنقل المباشر لما جرى ولأحاديثنا معهم الذي بث الى كافة ارجاء الكرة الارضية، وقد علمت من بعض الرفاق الذين يسكنون خارج العراق، انهم قاموا بتسجيل اقراص لكل ما بثته فضائية العربية من المقبرة ذلك اليوم.

الشهيدة ام سعد منذ عام 1972 التحقت بعضوية اللجنة المحلية للحزب في الديوانية ثم التحقت بعضوية لجنة منطقة الفرات الاوسط، وكانت تلك الفترة تقود فرع رابطة المرأة العراقية في الديوانية وعضوة في اللجنة العليا للرابطة وقد ساهمت كممثلة للنساء الشيوعيات في العراق بالمؤتمر النسائي الدولي الذي عقد في الماآتا تموز من العام 1975.

عام 1976 حضرت الشهيدة ام سعد كما حضرت انا وعدد من رفاق منظمة الديوانية المؤتمر الثالث للحزب الذي عقد في مقر قيادة الحزب في ساحة عقبة بن نافع، في بغداد كمندوبين منتخبين من قبل الكونفرنس المحلي لتمثيل المنظمة في المؤتمر.

وببالي ان الشهيدة بعد زواجنا عام 1973 وانجابها لوليدها الوحيد سعد قالت لي ولعدة مرات انها “تعرف جيدا ان عمرها قصير” 

فالمجد للشهيدة ام سعد

والمجد لكل الشهيدات والشهداء

*******

شهداء

في الذاكرة

عبد جعفر

عاش الشهداء الشيوعيون حياة قصيرة، ولكن ملؤها العطاء والتضحية، وبهذا استمروا بالعيش بيننا عبر الأجيال.  إذ كانت كل سلطات الإرهاب المتعاقبة على العراق تطاردهم، وتهدر حياتهم لا لسبب، سوى أنهم يناضلون من أجل سعادة شعبهم.

دون التاريخ تضحياتهم، ورغم ذلك، فأن هنالك العديد منهم مازالوا منسيين، كما لا يوجد لبعضهم حتى صورة. 

الشهيد عواد

ومن بين مواكب شهداء الحزب الشهيد عواد.....، (مع الأسف لا اتذكر اسم والده أو كنيته) وهو كاسب بسيط، كان يجلس معنا في إحدى مقاهي (الشركة) في الثورة، مستمعا لنا نحن (الطلبة وعدد من الأدباء) ولم يتغير موقفنا منه بعد دخوله سلك الشرطة، كان يستمع لنا ويسحره ماذا نقول. ولم نعرف أيا منا كسبه للحزب، رغم خطورة الأمر (إذ يحكم بالإعدام على كل عسكري ينتمي لأي حزب غير حزب البعث).

مرة حكم على (عواد) بسبب حادثة مرورية، وزج به في سجن (أبو غريب) لمدة قصيرة، فذهبنا لزيارته هنالك، وكان عواد أكثرنا ضحكا وسخرية من (السوق) الذي افتتحه السجناء في باحة السجن، لأنهم كان (يتاجرون) بأشياء تعد من سقط المتاع بالإضافة الى بعض المشغولات اليدوية من صنعهم.

 ولم يدر يوما انه سيعاد ثانية للسجن ولكن في الجناح الاخر، قسم الاحكام الثقيلة، ويعدم هنالك وتنتهي ضحكة هذا الوجه الأليف، ومازالت المرارة تلاحق جميع الذين عايشوا هذا الإنسان الطيب الشهم.

الشهيد علي جازع الصافي

يعد علي جازع الصافي، واحدا من العديد من شهداء الحزب الذين طواهم النسيان، وربما أن الكثير من مجاليهم غادروا دنيانا، أو تشردوا في المنافي والبعض الأخر أسكتته الظروف ولم يعد يتذكر رفيق الأمس.

كان الصافي من الوجوه البارزة في ثانوية قتيبة في أواخر الستينات. ويعد فوز اتحاد الطلبة في انتخابات 1969، ارتفاعا لنجم هذا الثانوية وطلابها، إذ أصبحت بحق (قلعة الشيوعيين) باعتراف السلطة نفسها. ولكن ضريبة هذا النجاح الباهر الذي أرعب أزلام السلطة، أن تعرض العديد من الطلبة إلى الاعتقال والفصل والمطاردة وكذلك الضرب من عصابات (الاتحاد الوطني)، وكانت حصة الأسد للشهيد علي جازع من الضرب. مما أجبرنا ان نذهب الى المدرسة ونخرج جماعات كي لا ينفرد الفاشيون بأحدنا.

 وانقطعت عنا أخبار هذا الرجل الشجاع الذي كان يدس لنا في جيوبنا (طريق الشعب) السرية بسرعة البرق مع وصية في حالة عدم توزيعها، هي احراقها بسرعة.

مرة قام أحد الأصدقاء بتعريفه على الفنان كوكب حمزة فهو يكاد أن يكون التوأم له، ورجع الصديق من جلسة التعارف وقال لي ضاحكا: لقد استلم الصافي كوكب حمزة بالحديث عن السياسة واختلفا كثيرا، ولم ينتبه (التوأمان) للشبه الكبير بينهما. 

وجاء المنفى وضاعت أخبار الصافي، ولكنه عاد الينا في وثيقة مديرية أمن بغداد والقاضية بإعدام 167 شيوعيا ومن ضمنهم علي جازع الصافي وكان تسلسله 33. والحقيقة أن اكثرهم مات بأقبية التعذيب ولم يعثر على جثثهم. وبهذا فقدت(الثورة) واحدا من أخلص ابنائها البررة. وفقد الشعب كوكبا لامعا في سماء النضال.

الشهيد زامل فرحان علي

هو الأخر كان ضمن شهداء قائمة مديرية أمن بغداد وتسلسله 153، جمعنا المتنزه في الجوادر قرب المستشفى العام، حيث كنا نطالع كتبنا المدرسية بعيدا عن زحمة بيوتنا الضيقة، ونلعب كرة القدم في العطل في المساحات الفارغة حول ساحة (فيوري) المخصصة للفرق المحترفة. وكثيرا ما كان لعبنا يتوقف بسبب ثقب كرتنا المطاطية التي نشتريها (150) فلسا وهو مبلغ نجمعه من اللاعبين، وكانت أكثرية الثقوب يحدثها الإبهام الضخم لزامل فرحان، فجميعنا نلعب حفاة، ونكوّن من (النعل) مرمى الهدف. ولكننا لا نحمل فرحان مسؤولية ما يحدث، ف (كرتنا) العتيدة أجلا ام عاجلا ستثقب.

ومرة أسسنا فريق الصداقة وهو مرتبط باتحاد الشبيبة الديمقراطي، ولكن فريقنا حصل على هزائم منكرة على يد الفرق المحترفة، لكوننا لا نتمرن، وأغلبنا من المدخنين ونتعب بسرعة من الجري. وكان قرارنا هو أن نرجع للعب كرة القدم كهواة، وإلى المطالعة والنقاشات السياسية التي أدت ب (زامل) وخصوصا بعد قبوله في معهد أو كلية لا أعرفها في الموصل، أن ينتمي إلى الحزب.

 كان الشهيد زامل يميل كثيرا إلى الهدوء والصمت، ولا يتدخل في معاركنا وخلافاتنا نحن الذي نصغره، ولكنه كان يود الجميع ويعد بحق حمامة سلام.

ولا نعرف أي جلاد اغتصب حياة هذا الانسان الوديع في أقبية التعذيب، تاركا في قلوبنا حسرة إلى تلك الأيام وبراءتها.

فسلام عليكم يا شهداءنا الأبرار

**********

دماء الشهداء تحلق في سماء الوطن حمراء قانية

حسين علوان

هم كوكبة من البشر أمنوا بأن لا خلاص للكادحين من الفقراء والمعدمين من الاستعباد والاضطهاد ومواجهة الدكتاتوريات  الا بسلوك طريق النضال الحقيقي والانخراط في التنظيم الذي يوحد البشر ويعمل على توسيع مداركهم بالوعي واكتشاف الحقائق بعيدا عن الامية والجهل والاوهام والخرافة.

هؤلاء البشر تجدهم هم اول المنتفضون دائما بل هم كوادر مهمة في قيادة الجماهير وتوسيع وعيها لتلتحق بالرُكب الزاحف نحو تغير الاوضاع نحو الغد المنشود لنيل حرية البشر ليطلقوا العنان نحو التنمية والبناء والاعمار بسواعدهم السمراء .

ان هذه الكوكبة من الناس وهم يتصدون بصدورهم الرصاص ويقبعون في السجون والمعتقلات ويتعرضون لأبشع انواع التعذيب البربري لكنهم يصمدون صمود الابطال والاساطير دون اي ينتزع منهم اعتراف او تخاذل او تعاون مع اجهزة القمع والتعذيب بكل الوسائل المحرمة دوليا تجدهم صروح من البطولة والشموخ والصمود ولنا في ذلك انموذجا عظيما لرجل عذب حد الموت واقتطعوا الوحوش اعضائه الجسدية وحاولوا حتى يأسوا ليعطي درسا في معنى الايمان بالمباديء والثبات عليها دون تخاذل انه القائد الشيوعي الاسطورة في الثبات والصمود العظيم الشهيد ( سلام عادل ) له المجد كل المجد وبقى خالدا في ضمائر رفاقه ولا زال نبراس لهم في طريق النضال الصعب والطويل انه شرف لكل من يسلكه لينال شرف الانسان وقيمه العظيمة بالانتماء لحزب الشيوعين العظيم ومبادئه الانسانية  ..

لقد اعطى الحزب خيرة ابنائه الاوفياء  وسيعطي الكثير من  الرفاق وهو يسير بقافلته الكبيرة ورفاقه الامناء بطريق مليء بالصعاب والمخاطر في زمن تسوده هيمنة الوحوش من السراق والطفيلين من الفاسدين العملاء لأجندات تفرضها عليهم الدول الاقليمية والدولية من اجل ابقاء الفوضى وعدم الاستقرار لبلد ينزف دما منذ ثمانية عشر عام بعملية سياسية خاطئة بُنيت اسسها على ( المحاصصة المقيتة ) ومكوناتها التي لا يهمها سوى تحقيق مصالحها حتى على حساب سيادة البلاد ونهب ثرواته الكبيرة ارضاء للداعمين لهم نحو تنفيذ سياستهم البغيضة ليصبح الوطن ضيعةً لمن هب ودب ومسرح للدم للشرفاء من ابنائه البررة من الثائرين نحو التغير الجذري لمنظومة السرقات والفساد والعمالة .

فقد شهدت ساحات الانتفاضة سقوط المئات من الشباب المطالب لحقوقه المشروعة في توفير الخدمات والتعين والشعور ان لهم وطن لذا كان شعارهم المرعب للفاسدين ( نريد وطن ) فقوبلوا بالرصاص والتغيب والاختطاف والتهديد عن طريق المليشيات السائبة واسلحتها المنفلتة التي عجزت الدولة ان تضع يدها عليها بل لن تجازف بذلك لانها ستدفع الثمن غاليا وقد يكون الضحية هو صاحب القرار الرئيس ان اقدم على اتخاذه لذلك تجدهم عاجزين ان يتخذوا اي اجراء باتجاه تحيد او السيطرة على هذه المجاميع واسلحتهم التي تعرف الدولة حجمها بل نوعها وكميتها ومصادر تمويلها!.

ان شهداء حزبنا الشيوعي العراقي يستحقون منا ان نقف لهم اجلالا واكراما فهم بدمائهم الزكية ابقوا صرح الحزب عاليا بل مهابا ورقما كبيرا في الواقع السياسي العراقي لذلك تجد قوى الظلال وخفافيش الليل تصوب وتوجه غربانها للاساءة اليه فهو بسياسته العلمية الواضحة يرعبهم  بل يخيفهم ويهدد مواقعهم التي استحوذوا عليها بالطرق غير الشرعية والتزوير الذي اصبحوا ضالعين به بل خبراء كبار  .

ان الحزب وهو يحي ويكرم عوائل الشهداء ليعطي درسا بالغ الاهمية للأعداء اولا ثم الاصدقاء بان الحزب ورفاقه الاوفياء هم مشاريع تضحية لقضايا الوطن الاساسية ولن يتخلى يوما عن الجماهير الكادحة والمعدمة وسيبقى يتقدم الصفوف بالمطالبة بحقوقهم المشروعة دستوريا وهي ليس منة من احد او حزب يرى نفسه اكبر من واقعه الذي يرفضه وينبذه نتيجة سياسته التي ادت بالبلاد الى التراجع نحو التخلف والجهل وربط مصيره بيد المنظمات التي تتحكم بمصيره بل التدخل في سيادته بعد اثقال الديون عليه ونهب ثروات ابنائه كمنظمة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي يملكها كبار الرأسماليين في العالم ..

ان شهداء الحزب هم رموز وعلامات مضيئة في سفر الحزب المجيد ولهم نقف اجلالا وتعظيما في يوم الشهيد الشيوعي لنعلن للكل اننا نسير على خطى نهجهم بالتضحية من اجل الدفاع عن مبادئنا التي تربينا عليها وهذبتنا ووجهتنا نحو قيم البشرية والعدالة الاجتماعية والحلم الذي ننشده نحو بناء غد الاشتراكية العظيم في المستقبل الذي نناضل فيه بكل ثقة واصرار وداب.

********

الصفحة التاسعة

قناديل أطفأها البعث الفاشي

الشهيدان الشقيقان

حسين وحسن عبدالهادي فرحان الجبوري

ماجدة الجبوري - كندا

حسين وحسن هم أخوةُ لنا، عاشوا بيننا مع إخوتي وعائلتي سنوات طويلة، نحبهم كأفراد من العائلة، جمعتهم وأخواني مقاعد الدراسة والأفكار والحياة معاً، إضافة لروابط الدم والنسب.

حسين “ابو ذكرى” مواليد ١٩٤٣، عمل في إحدى الشركات الميكانيكية في الاسكندرية، والشهيد حسن “ أبو سلام” تخرج مهندسا مدنيا عمل في الطرق والجسور في بابل.

بالرغم من ولادة الشهيدين من رحم عائلة مالكة للأراضي الزراعية في قرية العمادية، ناحية القاسم، وكان جدّهم ووالدهم شيخا عشيرة الجبور، لكن الشهيدين اتجها بأفكارهما نحو اليسار وانتميا للحزب الشيوعي العراقي بوقتٍ مبكّر، ووقفا الى جانب الفلاحين والكادحين في قضاياهم ومطالبهم.

حسن أبو سلام ذلك الشيوعي الجسور، الذي لا يعرف الخوف ولا يهابه، ساعد العشرات من الشيوعيين بإيجاد أماكن آمنة لهم وقت الهجمة الشرسة على الحزب نهاية السبعينات، وهذا ما أرعب السلطات القمعية التي قامت بتصفيته بطريقة بشعة من خلال نصب كمين له ليلة عيد الحزب ٣١ آذار عام ١٩٨٠على طريق الحلة - الديوانية.

الشهيد حسين أبو ذكرى الذي عرف بطيبته، وعلاقاته الواسعة، وأخلاقه الطيبة مع الجميع، امتاز بروحه المرحة والمحبة للحياة، لكن المجرمين القتلة لا يحبون الحياة ومحبّيها، تم اعتقاله مع الآلاف من أبناء بابل الشجعان عام ١٩٩١ لمشاركته في انتفاضة آذار المجيدة ليدفن في مقابر البعث الجماعية، ولم يعثر على جسده الى اليوم.

لروحيهما السلام والسكينة والذكر الطيب.

والمجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية.

*********

الشهيد الشيوعي

مصطفى محمد غريب

هذي الافواج التشرينية

بدمٍ خطوا الموقف بالنار

شهداءٌ هتفوا الكلمة والاصرار

ليس غريباً ان كنت القدوة والتذكار

يا رمز الخلق الثوري

انت التاريخ المرسوم على الابدان

انت القامة والهامة

 والأعلام على كل الاغصان

 يا غصن الزيتون

انت المعطاء

وهفيف النسمة في الاجواء

تسري وتمس وجوه العرق التعبان

يعلو صدرك رمز المطرقة المنجل

وضليع الرايات الثورات

في أزمنة القحط وكل الأوقات

في أزمنة التذكار.

.....     .....

.....     .....

يا فرط الرمان الأحمر

وفداء عيون العمال

يا نبع الجبل العالي

لجداول أنهار تجري في الغابات

انت العالي

في الهامات

ورفيق الدرب الماشي

 في زخم الساحات

يا نبعاً يسقي عطش الأشجار

يا شهم الجبهات القامات

وسليل الحب النابع في النوتات

أنت النجمة

والرمز المكتوب بنور الكون

الواقف كالطود الشامخ

انت الوافر

كنت ومازلت قوي الاقدام

يا نبراس التاريخ الثوري

يا رمز الانسان المتصارع ضد الطغيان ورأس المال

ها انت إشارات الزمن القادم

يا فخر الافكار التنويرية

ها انت المثل المكتوب الشاهق في الاذهان

ورسوم الألوان الزيتية

ومثال الهبة التشرينية

والطود الشامخ في كل الازمان وكل مكان

أنت القائم في عمق التاريخ المكتوب

الصقر الباشق في عرف الفرسان

وسليل المجد طريق الأجيال المحسوبة

كنت وما زلت النخوة

أنت الخطوة الأولى

ونفير بناء المستقبل للأجيال

أنت القدرة والقدوة

لبصيص المستقبل من زند العمال

وعيون الفلاحين الفقراء

وبأقلام الفكرة التنويرية

20 / 1 / 2021

**********

الشهيد سلمان داود جبو

داود أمين

ولد الشهيد سلمان داود لعائلة فلاحية فقيرة، في ناحية القوش في ٩/٦/١٩٤٨، وكان تسلسله الثاني بعد شقيقته (سلمى)، التي تكبره بعامين.

بعد سنوات قليلة من ولادته قررت عائلته، نتيجة لظروفها الاقتصادية الصعبة، ترك ناحية القوش والانتقال لمدينة الناصرية، حيث اشتغل الوالد في البداية في بيع الكبة، التي تجيد صنعها زوجته! وبعد فترة ترك بيع الكبة وفتح في سوق الناصرية محلاً لبيع المشروبات الروحية.

سلمان وإخوته وأخواته كانوا يدرسون في مدارس الناصرية، وكانوا يتفوقون في دراستهم متنقلين من صف لصف ومن مرحلة لمرحلة أعلى.

بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، كان سلمان قد تجاوز العاشرة من عمره، وقد نجح بتفوق للصف الخامس الابتدائي، وكان المد اليساري واضحاً في شوارع مدينة الناصرية ومعظم مدن العراق، وفِي عائلة سلمان نفسه، اذ كان أبوه وأمه غير بعيدين عن الميل لليسار والحزب الشيوعي.

في الناصرية كان الشيوعي المعروف (كاظم شناوة) قد افتتح عام ١٩٥٩مكتبة سماها (الوعي التقدمي) وفِي هذه المكتبة تباع وتوزع صحيفة الحزب الشيوعي العراقي (اتحاد الشعب)، الى جانب الكتب والمجلات التقدمية واليسارية الاخرى. وقد فكر السيد كاظم شناوة أن يعتمد على الأطفال في توزيع صحيفة (اتحاد الشعب)، وبالفعل تطوعت مجموعة من أطفال العوائل التقدمية لهذه المهمة، وكان سلمان داود واحداً منهم، وكانت تلك المهمة أول علاقة لسلمان بالحزب الشيوعي العراقي، والتي لم تنفصم حتى لحظة استشهاده!

في أواسط الستينات نضج سلمان وكبر، فعمل في اتحاد الطلبة العام، وفِي عام ١٩٦٧ وكان سلمان في كلية الهندسة وفِي التاسعة عشر من عمره، فترشح للانتخابات ممثلاً عن الاتحاد ففاز بأعلى الأصوات.

وكان طوال دراسته في الكلية في بغداد، وبعد تخرجه وتعيينه يلتقي مع أبناء مدينته الناصرية في مقهى (حميد) في شارع الأمين قرب تمثال الشاعر الرصافي.

وبعد تخرجه من كلية الهندسة تعين كمهندس ري في دائرة ري بغداد في الصالحية قرب جسر الأحرار، لكنه لم يستمر طويلاً في وظيفته اذ قرر في عام ١٩٧٤، السفر الى هنكاريا لإكمال دراسته العليا في هندسة الري، وفِي هنكاريا عمل في جمعية الطلبة العراقيين، وأصبح سكرتيراً للجمعية حتى تخرجه، وبعد نيله درجة الدكتوراه توجه للجزائر وعمل أستاذاً  في جامعة قسطنطينة، ومنها قرر أن يساهم في حركة أنصار الحزب الشيوعي في كردستان، وبالفعل قدم الى سوريا، وفِي مدينة (ديرلوك) الحدودية التقى سلمان بمجموعة من رفاقه الشيوعيين القادمين من الجزائر واليمن ومن عدد من البلدان الأوربية، والذين يريدون مثله التوجه الى كردستان والانخراط في صفوف الانصار.

في ليلة الرابع والعشرين من ايلول ١٩٨٢، تحركت المفرزة المتكونة من(٣٢) نصيراً من مدينة ديرلوك، باتجاه الأراضي التركية، وبعد عبور المفرزة للطريق الدولي الذي يربط تركيا بالعراق، انطلقت رصاصة مذنب فسفورية أعقبتها على الفور أنوار كاشفة، مع رشقات رصاص غزيرة، ومن أكثر من جهة، وبعد أن هدأت  زخات الرصاص قليلاً، صرخ آمر المفرزة (انسحاب) فانسحب الرفاق لمختلف الاتجاهات متجهين الى (ديرلوك) التي قدموا منها، وحين وصلوها بعد ساعات من الانسحاب اكتشفوا أن ثلاثة رفاق منهم لم يصلوا بعد وهم (سلمان وبهاء ويونس)، وتوجس الجميع خيفة من أن يكون الرفاق الثلاثة قد أصيبوا! وبالفعل علم الرفاق في اليوم التالي أن الرفاق الثلاثة قد استشهدوا، وأن الجندرمة الأتراك قاموا بدفنهم في الأراضي التركية، ولازالت قبورهم في مواقعها هناك للآن.

المجد والخلود للشهيد البطل الدكتور سلمان داود جبو ولرفاقه الشهداء الأبطال .

**********

في طريق الشمس

الشهيد وافي كريم مشتت

يوسف أبو الفوز

في سجل الأسماء، في الهاتف، يصادفك أحيانا أسم لعزيز رحل، وكذا في قائمة الأصدقاء في (فيس بوك) وغيرها. وتسأل نفسك لماذا لم أقم بحذف الاسم؟ شيء ما يمنعك. هو ارتباطك بصاحب الاسم وكونه راسخ الوجود في حياتك وروحك وذكرياتك، لدرجة أنك عند الحديث عنه، تجد نفسك أحيانا، لا تستخدم صيغة الماضي. هذا الأمر ينطبق تماما على الشهداء. تابعت شخصيا ذلك في اللقاءات والمناسبات العامة، فوجدت الكثير من الأصدقاء والمعارف يتحدثون عن الشهداء بصيغة الحاضر وكأنهم معنا وغائبون في رحلة قصيرة سيعودون منها ويفاجئوننا بمشاركتهم لنا جلساتنا وأحاديثنا.

هكذا حين يجري الحديث، مع الأصدقاء، عن الشهيد وافي كريم مشتت (أبو فكرت)، صديقي الأقرب، أيام الدراسة في كلية الإدارة والاقتصاد، جامعة البصرة، في سبعينات القرن الماضي.

عند قدومه للدراسة في جامعة البصرة، وكان في الموسم الدراسي 1975، كنت محظوظا بتكليفي من قبل التنظيم باستلامه حزبيا. كان الموعد عند المكتبة العامة في منطقة الساعي في البصرة، والعلامة (باليد اليسرى كتاب واليمنى جريدة)، نسي وافي الجريدة ولكننا تعارفنا، ومن يومها صرنا لا نفترق.

ولد وافي في بغداد، عام 1956، وهو من سكنة مدينة الثورة. كان من الطلبة النشيطين في اتحاد الطلبة في مدارس مدينة الثورة. بعد اغتيال الرفيق فكرت جاويد عام 1974 اختار لنفسه كنية (أبو فكرت). تميز بوسامته وقامته الرياضية، فقد لعب لفئة الشباب في نادي الزوراء لكرة القدم، ونال اهتمام أبرز اللاعبين الدوليين أيامها، وكان ينتظره مستقبل باهر لولا انتقاله الى البصرة، وصار انشغاله أكثر بكتب الاقتصاد والعمل الحزبي، ومع ذلك لعب مع فريق كلية الإدارة والاقتصاد لكرة القدم، مباريات مهمة، وكانت تسديداته حاسمه لتحقيق الفوز، رغم انه لم يلتزم بجداول تمرين كبقية أعضاء الفريق، ويذكر الأصدقاء الأحياء المباراة الحاسمة مع فريق كلية الهندسة لبطولة الجامعة، واعتقد كانت في العام 1977.

وفي المجموعة الحزبية التي عمل فيها الشهيد وافي، أستحق بجدارة، ان يتم اختياره ليكون نائبا لسكرتير المجموعة، التي ضمت خيرة المناضلين من الطلبة، وكثير منهم مازالوا أحياء يرزقون، وتميز بقدراته في إدارة النقاش والاقتناع وتطورت بشكل ملحوظ ثقافته الاقتصادية لتتجاوز المنهج الدراسي المقرر فلفت اليه أنظار الاساتذة.

 وصلنا تلك الأيام، توجيه حزبي، بضرورة التوجه لكسب المزيد من العمال والكادحين لصفوف الحزب، وتطلب التوجه لمواقع عملهم وتجمعاتهم والنشاط بينهم. مع العزيز وافي توجهنا لمقاهي العمال في منطقة العشار والداكير، صرنا نصحب معنا كتبنا ونحضر دروسنا هناك ونشارك رواد المقاهي طعامهم البسيط وجلساتهم الصاخبة، وبعد عدة زيارات ظهرت “طريق الشعب” بيننا، ورحنا عن قصد، نختار منها مقالات معينة، ونبدأ بالحديث والسجال حولها. ووفق اتفاق مسبق نتبادل الأدوار: من سيطرح الرأي الصحيح ومن يطرح الخاطئ، رغم اننا متفقان أساسا. ولطالما تشاجرنا بجدية حول توزيع الأدوار، إذ كان وافي يحب دائما أن يلعب دور صاحب الرأي الصحيح فكنت أشعر بالظلم لأنه يجبرني على ذكر الكثير من المغالطات والآراء الساذجة. وواصلنا مهمة الجدال المفتعل بحماس، ومن حولنا يتسمعون لنا، وشيئا فشيئا صار بعض رواد المقهى يشتركون معنا في الحديث. وبفخر أستطيع القول إننا بعد عدة أشهر، نجحنا في تكوين صداقات وكسب العديد من العمال لنشاطات الحزب الشيوعي، وتوجهت لنا الدعوات لزيارة بيوت العديد من العمال وللمشاركة في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة. ولم تكن أعين رجال الأمن البعثية غافلة عنا، فاضطررنا لتغيير التكتيك واختيار مواقع أخرى.

مع اشتداد الحملة البوليسية الإرهابية، أواخر سبعينات القرن الماضي، كان وافي من ضمن مجموعة الطلبة الذين رفضوا حملة التبعيث القسرية، واضطروا لترك الدراسة وانتقلوا للعمل الحزبي السري، وكان من ضمن المجموعة التي نشطت لشد أواصر الشيوعيين، بعدما أصاب الشلل التنظيم وتقطعت الصلات. في بغداد، في الخفاء، التقينا مرارا وعملنا لفترة جنبا الى جنبا ومعنا الشهيد ناهل (نجيب هرمز يوحنا)، لكن ضراوة الهجمة، واشتداد الاعتقالات وانهيار بعض الأسماء أجبرنا على الافتراق وتغيير خطط العمل.

تخبرنا المعلومات المتوفرة لاحقا من مصادر مطلعة قريبة، أن الشهيد وافي نجح في الاتصال مع تنظيم حزبي بقيادة الرفيقة الشهيدة عائدة ياسين مطر (أم علي)، وفي عام 1981 تهيأ للصعود الى جبال كردستان والالتحاق بصفوف الأنصار في كردستان، لكنه وشيوعيين آخرين للأسف وبسبب من خيانة واندساس، وقعوا في كمين معد من قبل الأجهزة الأمنية البعثية وتم اعتقالهم. بعد سقوط النظام العفلقي الصدامي كشفت الوثائق انه تم إعدامه دون تسليم جثته لأهله.

  • يذكر أن الشهيدة أم علي مواليد البصرة 1944، اختطفت يوم 15 تموز 1980 قريباً من قناة الجيش في بغداد، وظل مصيرها مجهولا.
  • والشهيد ناهل مواليد البصرة 1956، الطالب في كلية الإدارة الاقتصاد، غادر العراق وعاد الى أرض كردستان، وعمل ضمن مجموعة الطريق البطلة، واستشهد في مواجهة بطولية مع كمين لجهاز الاستخبارات الصدامي عند عبور نهر دجلة في أيلول 1984.

*********

الصفحة العاشرة

لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي في 14 شباط

الشيوعيون اول من يضحون بأنفسهم لينيروا الدرب للآخرين

عادل عبد الزهرة شبيب

في الرابع عشر من شباط من كل عام يتم تذكر اليوم المشؤوم الذي اعدم فيه قادة الحزب الشيوعي العراقي الأماجد, مؤسس وقائد الحزب الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) والرفيقان البطلان زكي محمد بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم) حيث تم اعدامهم من قبل النظام الملكي المتواطئ مع الاستعمار البريطاني يوم 14 - 15 شباط عام 1949, وكان اعدامهم لكونهم من المدافعين عن مصالح الشعب العراقي المشروعة في السيادة الوطنية والاستقلال وتحقيق الديمقراطية والدفاع عن مصالح العمال والفلاحين والكادحين، وكل فئات المجتمع العراقي وحقهم في الحياة الحرة الكريمة. وفي كل عام وفي الرابع عشر من شباط يتذكر العراقيون المخلصون والوطنيون هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.

ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي  العراقي في 31 آذار 1934، نتيجة لتطور نضال شعبنا العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية, والى اليوم والحزب يقدم العديد من الشهداء الشيوعيين المناضلين من اجل الوطن الحر والشعب السعيد، وقد سقط العديد من الشهداء من الشيوعيين واصدقائهم والعديد من الوطنيين المخلصين في ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات بيد السلطة الغاشمة، وكل ذنبهم انهم يطالبون بتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفساد المستشري، وتقديم قتلة المتظاهرين السلميين للعدالة.. وكان آخر اعتداء على الشيوعيين، من قبل خفافيش الظلام، فجر يوم الجمعة الخامس من شباط  2021 على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، مستهدفين خيمة الشعب ومهد الثائرين. وطيلة تاريخ الحزب الشيوعي العراقيين وما قدمه من تضحيات غدا مثالا يقتدى به في الشجاعة والصمود والتضحية ونكران الذات واصبح يوصف بـ(أصحاب الأيادي البيضاء) وبـ(المثقفين), وقد ضحى الشيوعيون بأنفسهم من اجل انارة الدرب للآخرين من اجل حياة حرة كريمة وعراق مزدهر. وقد شارك الشيوعيون منذ تأسيس حزبهم عام 1934 والى اليوم في كل الانتفاضات الشعبية التي خاضتها جماهير الشعب ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية ومواصلة التصدي للمتنفذين الفاسدين والمحاصصة الطائفية الاثنية المقيتة والتأكيد على الهوية الوطنية الجامعة بدلا من الهويات الفرعية. فالشيوعيون العراقيون من قادة وقاعدة يشكلون الموزاييك الطبيعي للشعب العراقي العابر للطائفية المقيتة، والتي تمارس اليوم في مفاصل الدولة المختلفة. كما لا يمكن للشعب العراقي ان ينسى تضحيات الشيوعيين في سبيل الوطن، وفي سبيل الدفاع عن مصالح الشعب العراقي, وان ينسى التاريخ المجيد للشيوعيين الذين سطروا اروع الصفحات في تاريخ العراق الحديث والحركة الشيوعية العالمية.

إن يوم الشهيد الشيوعي هو حافز لاستنهاض الهمم وان ذكرى اولئك الأبطال  الميامين حاضرة دائما في سفر النضال الطويل من اجل قضيتنا العادلة الهادفة الى تحرير الناس وانقاذهم من الفقر والعوز وشتى اشكال الاستغلال والقهر.

واليوم تشتد معاناة الناس في العراق وتزداد اوضاعهم المعيشية سوءا بفعل النهج الفاشل المتبع وضعف الحكومة وعجزها عن اداء دورها في خدمة الناس، وبسبب الصراعات الدائرة بين القوى السياسية المتنفذة حول السلطة، ومغانمها الى جانب تفشي الفساد بكل اشكاله، والذي يعتبر عاملا اساسيا في اعاقة عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية, الى جانب التدخل الخارجي في الشأن السيادي العراقي. ومن اجل التخلص من ذلك وتحرر العراق لا بد من التغيير الجذري في النهج الفاشل المتبع في ادارة الدولة، والتأكيد على مواصلة الحراك الجماهيري الضاغط باتجاه الاصلاح الحقيقي.

في يوم الشهيد الشيوعي العراقي, يواجه الشيوعيون اليوم مع ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه العديد من التحديات التي تتطلب وضع الحلول الناجحة لها بتكاتف الجميع وتتمثل بـ:

1) اجراء الاصلاح الجذري للعملية السياسية والاقتصادية لمعالجة الصراعات السياسية الطائفية والمحاصصاتية على السلطة ومعالجة الأزمات الاقتصادية البنيوية واستثمار موارد الدولة الاستثمار الأمثل لصالح الشعب والتخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب بتفعيل القطاعات الاقتصادية الاخرى من زراعة وصناعة وسياحة وتعدين وغيرها الى جانب وضع حد لإغراق السوق العراقية بالمنتجات المستوردة المختلفة.

2) وضع حد نهائي لتداعيات الحرب ضد داعش، والعمل على اعادة المهجرين الى ديارهم بعد اعمارها وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.

3) المكافحة الجادة والحقيقية للفساد بكافة اشكاله واستعادة الأموال المنهوبة وتقديم الفاسدين بمن فيهم كبارهم الى المحاكمة.

4) اعتماد مبدأ المواطنة في بناء الدولة، بعيدا عن المحاصصة والاهتمام بتقديم الخدمات للمواطنين.

5) حماية الديمقراطية في العراق وعدم تقزيمها واقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

6) المحافظة على استقلال البلد وقراره السياسي.

7) حصر السلاح بيد الدولة وتفكيك الدولة العميقة .

اضافة الى العديد من التحديات التي ينبغي مواجهتها ومساندة الجماهير للتغيير حيث ان هذه المعركة هي ليست معركة الشيوعيين وحدهم، بل انها معركة جميع القوى الوطنية التي تهمها مصلحة الشعب.

فلنجعل من مناسبة يوم الشهيد الشيوعي حافزا لأجل استنهاض الهمم وانطلاقة متجددة نحو تحقيق اهدافنا النبيلة من اجل الوطن الحر والشعب السعيد, فالشيوعيون العراقيون لم يحرقوا انفسهم من اجل مكاسب شخصية او مصالح حزبية ضيقة، وانما كانت تضحيتهم من اجل حياة افضل للعمال والفلاحين وكل شغيلة اليد والفكر، ومن اجل تعليم مجاني رصين، ومن اجل توفير الضمان الاجتماعي والصحي للعاطلين وكبار السن وغير القادرين على العمل, ومن اجل حقوق المرأة ولمواجهة الظلم وسياسات التجويع فتلك هي قضايا الشهيد الشيوعي العادلة.

فلنحيي ونمجد كل الشيوعيين الأبطال الذين احرقوا انفسهم على مر تاريخ الحزب من اجل انارة الدرب للآخرين، وكان من الشيوعيين الذين استشهدوا برصاص السلطة الغاشمة الفتى الشيوعي الشهيد فهد العلياوي وسبقه المغدور الشهيد الشيوعي الشاعر علي نجم اللامي من واسط والعديد غيرهم.

**********

الفقيد علوان عبد كاظم يكتب قصيدة

للشهيد حسن سريع

حسن سريع قطرة الجبين

علوان عبد كاظم

أيُّ حسن أنت؟

أيّ طلع لقاح نخيل قادكَ من حجامِ السماوةِ إلى معسكرِ الرشيد؟

أيّها الغنيُّ الفقيرُ من أيِّ صلبٍ أنت؟

الفلاسفة يولدونَ من رحمٍ متخمٍ بالشكِّ والأرق،

وأنت ولدتَ من رحمِ التعب وعافية الإيمان

واليقين شكٌّ حين يصيب الأرضَ الرمد..

والسيفُ يحيقُ بالنهرين

والليل بلا ملح..

أيّها العارف العريف

كأنَّ الزمانَ يزأر،

وتموز بلا مراسي

فتحاكمه..

يا حسن الشموس

في كلّ ليلةٍ بعدك

يسيرُ قطارُ الموت.

من أراد أن

يكون قطار الموت بطيئاً

ومن أسرع بهِ..؟

من

أفزع

طيور الماء..

يا تموز؟

**********

هكذا استشهد جعفر الجواهري

د. خيال الجواهري

الشارع يغلي.. التظاهرات تندلع.. تمتد إلى العديد من الكليات. الحكومة تشدد في اجراءاتها القمعية.. مداهمات واعتقالات ومطاردات.

الجماهير تزداد اصراراً وعزيمة على فضح مساوئ وعيوب النظام الملكي وكشف المستور في عمليات التزوير التي شابت الانتخابات واللهاث على المناصب وتنفيذ مآرب الأجنبي والابتعاد عما يحلم به الشعب العراقي من عيش رغيد وحياة حرة كريمة. فالفقر والجوع يفتك بالكثيرين والاستبداد والظلم ينال من التقدميين والاحرار.

ينبري الحزب الشيوعي العراقي لقيادة الجماهير الشعبية والتنسيق مع القوى الوطنية التي تعارض معاهدة بورتسموث التي تم الإعلان عن بنودها من قبل وزير الخارجية فاضل الجمالي في مثل هذه الايام. تكبر دائرة الرافضين للمعاهدة، فهاهم طلبة كلية الحقوق والصيدلة والطب يعبرون عن سخطهم وغضبهم إزاء المعاهدة العسكرية، فتهاجم قوات الشرطة افواج المتظاهرين من الطلبة ويسفر الهجوم عن سقوط جرحى وضحايا.

تتدافع النساء للتضامن مع اخوانهن من المتظاهرين، فيهب طلبة المدارس الثانوية للوقوف إلى جانب طلبة الكليات ويسهمون في توسيع رقعة الاحتجاجات ومنهم الدكتورة نزيهة الدليمي إلى جانب الكثير من الشخصيات الوطنية الواعية، لتلعب دورها في تحريك وتثوير الشارع والحث على الخروج ضد ما هو معادٍ للشعب وتطلعاته المستقبلية.

الحماس الثوري هو السمة الغالبة للمشهد السياسي وكل التوقعات تشير إلى أن الانفجار قادم وآتٍ لا محالة. الصحف العراقية تساند وتدعم تلك الجموع الغفيرة من المواطنين الرافضين لمعاهدة الذل والهوان، وفي المقدمة منها جريدة “الرأي العام” للجواهري الكبير، حيث جاء في أحد أعدادها ذي الرقم (1829) الخميس 5 شباط 1948 ما يلي: “لن ينسى الشعب دم الشهداء البريء حتى يكشف التحقيق النزيه عن السفاحين وحتى ينتصف القضاء العادل من الظالمين”. كما جاء في أحد أعدادها بتاريخ 15 كانون الثاني 1948 ما يلي: “ أصبحت اليوم العاصمة على اضراب شامل لجميع الكليات والمعاهد العالية احتجاجاً على المعاهدة العراقية – البريطانية، وقد علمنا أن مطلبهم الأول هو الغاء هذه المعاهدة وتوفير الجهود في مثل هذه الظروف للدفاع عن فلسطين”. كما نشرت بيان اتحاد طلبة كلية الصيدلة والكيمياء الملكية وكلية التجارة والاقتصاد واحتجاجهم على المعاهدة.

هذه المساهمات وغيرها من الأعمدة والزوايا سلطت الضوء على تجاوزات الشرطة وخروقاتهم، مثلما حدث أثناء اقتحامهم لأروقة كلية الطب وسقوط جرحى وقتلى مما حدا بعميد كلية الطب هاشم الوتري إلى تقديم استقالته احتجاجاً على ما جرى.

في هذه الاثناء يصل عمي جعفر الجواهري قادما من دمشق جراء عطلة نصف السنة الدراسية وهو الذي كان يدرس في كلية الحقوق آنذاك، كان يلتهب حماساً وحيوية للمشاركة في أحداث الوثبة، كان حلمه أن يرى عراقنا عراقاً حراً ومستقلاً غير مرتهن لإرادة القوى الاجنبية.

وبعنفوان الشباب اخذ مكاناً في الصفوف الامامية من المتظاهرين، ولسان حاله يهتف: “تباً لمعاهدة بورتسموث.. تباً لكل معاهدة تقيّدنا بالأصفاد والقيود..”. تندفع التظاهرة لتزحف على جسر الأحرار وتتقدم صوب الكرخ، حيث المواقع الحساسة والحيوية للحكومة، لا يروق الأمر لشرطة النظام الملكي وتطلق النار على المتظاهرين، ويصاب عمي جعفر بجروح بليغة، وتسيل دماؤه على الجسر وترسم أحرفاً من نور تذكر بالنضال اليومي والمستميت من أجل الخلاص من ليل العملاء والمأجورين والانتهازيين.

ينقل إلى المستشفى، الأطباء يتأملون الجرح ويفحصونه، كانت اصابته عميقة وخطرة، يبذلون من الجهد اقصاه لإنقاذ حياته ولا سيما الطبيبين الوتري والجراح الشهير نجيب اليعقوبي، الرصاصة اخترقت صدره حتى الظهر، كانوا يخشون ان لا يبقى على قيد الحياة، وهو ما حدث بعد أيام معدودات من نقله إلى المستشفى.

قبل أن يتوقف قلبه، واثناء وجود الجواهري الكبير بقربه، يودع شقيقه الأكبر الجواهري، ويطلب منه ابياتا ثلاثة فقط في رثائه. وقبل أن ينطق بكلمة “أمي” حيث تقف على مقربة من سريره وتتأمل بألم ما أصاب فلذة كبدها من سقم وهزال. تقبّله القبلة الاخيرة ويقبلها وتبتهل إلى الباري في أن يمد بعمره، لكنه يغمض عينيه الإغماضة الاخيرة ويودعنا إلى عالم الخلود.

يتم اذاعة الخبر من إذاعة بغداد ليلاً، فتنظم الجماهير صفوفها، قادة الاحزاب في المقدمة وكذلك الشخصيات السياسية في ترتيب يبعث على الدهشة والذهول ويكشف جهدا كبيرا بذل من أجل إخراج هذه المسيرة والتشييع بهذا الشكل المنظم، الذي لم يسبق له مثيل في شارع الرشيد.

ذات ليلة ونحن على أعتاب الذكرى السنوية لاستشهاد عمي جعفر ووثبة كانون حدثتني والدتي عن تلك الايام، تقول: “فجعنا جميعا بهذا المصاب الجلل وكان وقعه قاسياً على والدته وبقيت تنادي باسمه وتنام على الارض ليلا من دون وسادة، يجللها الحزن والأسى والوجع، حتى انبثقت ثورة 14 تموز عام 1958 فشعرت بشيء من الارتياح والفرح، وكأن تحقق ما اراده ابنها جعفر وهو ينذر روحه دفاعاً لكل من أحب العراق وأراد له الخير”.

هزت هذه الحادثة ايضاً الجواهري الكبير، فأنشد قصيدته الشهيرة “اخي جعفر” بعد مرور أربعين يوماً من استشهاده وقد ألقيت في جامع الحيدر خانة، حينما اعتلى أحد السلالم وسط الجموع الغاضبة الثائرة وادناه نص القصيدة: 

أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ                           بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ            

فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً                             وليس كآخَرَ يَسترحِمُ           

يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياع                     أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا

ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين                          أهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا

أتعلَمُ أنَّ رِقابَ الطُغاة                             أثقَلَها الغُنْمُ والمأثَم

وأنّ بطونَ العُتاةِ التي                   مِن السُحتِ تَهضِمُ ما تهضم

وأنَ البغيَّ الذي يدعي                     “من المجد ما لم تَحُزْ “ مريم               

ستَنْهَدُّ إن فارَ هذا الدمُ                       وصوَّتَ هذا الفمُ الأعجم

فيا لكَ مِن مَرهمٍ ما اهتدَى                    إليه الأُساة وما رهَّموا

ويا لكَ من بَلسمٍ يُشتَفى                       به حينَ لا يُرتجى بَلسم

ويا لكَ من مَبسِمٍ عابسٍ                         ثغور الأماني به تَبسِم

أتعلمُ أنّ جِراحَ الشهيد                         تظَلُّ عن الثأر تستفهِم

أتعلمُ أنّ جِراحَ الشهيد                       مِن الجُوعِ تَهضِمُ ما تَلهم

تَمُصُّ دماً ثُم تبغي دماً                             وتبقى تُلِحُ وتستطعِم

فقُلْ للمُقيمِ على ذُلّهِ                            هجيناً يُسخَّرُ أو يُلجَم

تَقَحَّمْ ، لُعِنْتَ ، أزيزَ الرَّصاص            وَجرِّبْ من الحظّ ما يُقسَم

وإذ مرت قبل ايام في السابع من شباط ذكرى استشهاد الثائر جعفر الجواهري، ما أحرانا أن نستلهم الدروس والعبر من هذه الوثبة الكبرى ومن الشهداء الذين طرزوا سماء الوطن بأروع آيات البطولة والتحدي والشموخ، فطوبى لهم وعهداً ان نواصل الدرب، من اجل كل ما من شأنه إعلاء كلمة الوطن.

*********

الصفحة الحادية عشر

الأرمني الجميل

بديع الآلوسي

اليوم وأنا ألملم نفسي للكتابة عنك.. لم أجد ما أود قوله إلا هواجس متناثرة أثارتها هذه الصورة التي عفا عليها الزمن...

على يسار الصورة (أبو غايب) جالسا ًوسط ثلاثة رفاق.

مصائرنا لا تتشابه يا أبو غايب، اشتاق لرؤيتك أو سماع صوتك من بعيد، أتمنى أن يعود الزمن بنا لنتمشى معا ً حتى ولو كنا صامتين...

هل تسمح لي بعد كل هذا الزمن أن أحدثهم عنك، أن أبوح بسر غيابك. كنا لا نريد سماع تلك الطلقة، التي خسفت أرواحنا، وخنقت حكاياتنا. حتى الكلام أصبح دون معنى، حتى النضال صار سرابا ً. عن اي شيء تهامست الطيور لتريح روحك.

حين كنا معا، كنت تحدثني عن جمال روسيا وأرمينيا، وكنت أحدثك عن المعاناة داخل الوطن وعن حبي لشقائق النعمان، لكنك وبصوت محموم كنت تقول لي: طفلي وزوجتي ينتظران عودتي.

في اليوم الأخير لم تذرف دمعة، لكن من يدري ما كان يعصف بقلبك المأزوم من قلق.. لم يصغِ لك أحد، لم ينصحك الطبيب بتجاوز الحزن بالأمل.. هكذا وبلمح البصر اختفيت في باطن (وادي الأحصنة)، هكذا كانت رقدتك الاخيرة بين مروج وسحر جبل متين.

بعد عام كلنا هجرنا المكان مرغمين، وفي ذلك المساء الحزين ظل قبرك علامة دالة على الخسارة والوجع وكأن صوتك المبحوح صار يتبعنا: لا تتركوني وحيدا ً أيها الرفاق!!

كنا تمنينا لو بمقدورنا ان ننبش قبرك المتواضع ونحمل رفاتك، ولكن كيف لنا أن نفعل ذلك ونحن نواجه مصيرا مجهولا وانسحابا معقدا...؟ هكذا غادرنا مقر الفوج الثالث تحت شعور بالألم والحيرة، لكن ذكراك ظلت تصدح في قلوب الشرفاء الطيبين، يتذكرونك في الجبل والسهل، في اليأس والأمل، في الشتات وكلما أبكانا الحنين للوطن.

  في الجبل، الرفيق أخو الرفيق، القوي يسند الضعيف، إلا أبو غائب فقد كان مذياعه العتيق له خير أنيس وصديق، كان يحل ضيفا ً علينا، هاربا ً من مناكدات الآخرين، في كهف الدوشكة عرفته عن قرب.

 في المساءات الشتوية الطويلة وطردا ً للكآبة، كان يلاعبنا الشطرنج، ويحكي لنا عن تجاربه وأسفاره وما مر به في هذه الدنيا الحلوة، وأحيانا يتحدث عن الحرب الملعونة، وفي لحظة من لحظات صفائه النفسي.. يهمس لي: الفرج قريب، ستنتهي الحرب وسيلتقي الحبيب بالحبيب.

ويخبرني عن أجمل أيام شبابه في بغداد، وأحلى سنين عمره التي قضاها في مدن روسيا، وكيف كان هنالك يضحك من كل قلبه، ويمجد الحياة لأنها وهبته زوجة طيبة وطفلا وديعا. ومرت السنين الحلوة كما نسيم الربيع، وكانت الدنيا ملونة بالخير ومعطرة بالحب والهناء.

 وفي لحظة من الزمن تغير شيء في حياة أبو غايب، حيث لبى نداء الحزب والتحق بجبال كردستان مع رفاق آخرين، هكذا تشكلت حركة الأنصار المسلحة والتي من مهامها مقارعة نظام دكتاتوري. بعد سنوات عدة ومع كل ما حدث لم نتخيل قط أن تكون نهايته على هذا النحو الدراماتيكي، ولم يخطر بباله هو ايضا ً أن تكون له الجرأة الكافية كي يقرر لحظة موته بهذه السرعة الخاطفة والمحددة.

ولطالما حدَثني عن شغفه بلعبة الشطرنج، وكان يبتسم في سره كلما غلبني شاعرا بلذة النصر، وذات مرة كنا معا ًوسرني بشيء حيث قال: كنت طائشا، إلى أن اصطدمت بثلاث خسارات على التوالي، وبما أن روحي لا تقبل الهزيمة، أخذني الغضب وانهارت ثقتي بنفسي وكأن القدر لطمني على وجهي فاسودت الدنيا بعيني، فخرجت أبحث عن ذاتي في ليل وشتاء بغداد البارد، تسكعت في الحانات والنوادي، راجعت آمالي وذكرياتي، عرفت أن النار تحرق حشاشة قلبي وروحي ينتابها الكدر.. كان درسا ً هائلا ً في معنى الخسارة والندم.

قلت له: الحياة كلعبة الشطرنج تحتاج إلى قلب مبصر يمتلك وجهة نظر.

حدق بي ّ مطولا ً ثم ابتسم، ونفخ دخان سجارته كمن أعتاد على تجاوز المحن. فمن يعرفه جيدا ً لا يخالطه شك انه يحمل في صدره قلب طفل مشاكس، لكنه في إحدى المرات عبر عن ما يدور في نفسه من ألم، ضرب جبهته براحة يده، مطلقا ًعبارته الغامضة:

ــ يا إلهي كم نحن أغبياء حد النخاع...؟

رأيته في آخر يوم مهموما، وكأن (وادي الأحصنة) على سعته ما عاد ليتسع لوجان روحه المضطربة، أي ريح سوداء كانت تدفعه لذلك المصير...؟ هل كان مرغما على فعل ما فعل...!؟ أجل، هكذا كان صاحبي مرهف الحس، رقيق الروح، استبد به الحزن والحنين لعائلته، دون أن يجد من منقذ يتفهم معاناته أو يحس ما في داخله من ألم. وظل في أخطر لحظاته المصيرية وحيدا، متأرجحا بين الصواب والخطأ، ربما في البدء جرب التصويب على قلبه، لكنه خاف أن يخطئ الهدف.. من يدري ربما سمع شحرورا يغني لحظة دس فوهة البندقية في فمه، لكنه أغمض عينيه، فما عادت تشغله الدنيا، وقبل أن تخونه الشجاعة أو يطاله الندم، ضغط على الزناد احتجاجا ضد كل الظروف الغبية التي كانت تسد عليه سبل النجاة، لينفذ من ذلك الحصار الخانق والمؤلم الذي ما عاد يحتمل، وتناثر الدم. بعدها أظلمت الدنيا، وفاز بخلاصه المنتظر.

يا رب أيوب، أغفر لأبى غايب فعلته البريئة، كونه ما استعجل الرحيل والمغادرة إلا بسبب تلك الظروف العصيبة التي ألمت به، وأغفر لنا نزق عقولنا كوننا لم ننتبه لتبدل أحواله في تلك اللحظة المأساوية، وتهاونا بمد يد المساعدة وتركه يسافر في الوقت المناسب ويلتحق بعائلته.

يا رب المسرات، أعط ِالأرمني الجميل رقعة شطرنج أينما يكون، ليلعب ويتسلى، عله ينسى، ولكن كيف لنا أن ننسى...!؟ كان كل ما مر بنا درسا موجعا.

في نهاية المطاف، وبعد كل هذه السنين من حق أبو غائب الإدلاء بسؤال جارح: هل انتصرتم، أم ما يزال الدم العراقي ينزف بالوجع والنسيان...؟…

*********

الشهيد رزاق خضير عباس «سليم»

بقلم: محمد الكحط

الحديث عن الشهيد الرفيق رزاق خضير عباس “سليم”، ذو شجون، فهو من الرفاق الذين تميزوا بهدوئهم في أصعب الظروف، لم نره ولو لمرة واحدة منفعلاً أو متعصباً،  رغم ما مررنا به من ظروفٍ صعبة ومعقدة، تميز بحبه للرفاق وحب الرفاق جميعاً له، فهو الرفيق المتزن والواضح القليل الكلام، لكنه أذا نطق كان كلامه الصواب وحديثه الحكمة والاتزان، كلف بمهام عدة، وكان إداري السرية الخامسة لسنواتٍ طويلة، لمقدرته العالية على تدبير الأمور ولحرصه الشديد على الرفاق واحتياجاتهم، عرفناه بمبدئيته العالية وكتمانه أسرار الحزب ويطرح آراءه بهدوء في التنظيم وبصراحة تامة، لم نره  يثرثر هنا وهناك، كنا نتحدث أحياناً عن حياتنا المدنية، وعندما عرف أنني خريج كلية الزراعة جامعة بغداد، أخبرني بأنه أكمل قسم التعاونيات في الجامعة المستنصرية وأنتمى إلى نقابتنا، نقابة المهندسين الزراعيين فتعمقت صداقتنا أكثر، حتى بعد انتقالي الى مقر الفوج كنا نتواصل، لحين وصول خبر استشهاده البطولي التراجيدي الذي أوجع كل من عرفه والتقاه.

كان كثير الكتمان ولا يحبذ التصوير لذا بحثت عن صورة له واتصلت بجميع الرفاق الذين عملوا معه، لكن للأسف لم أعثر إلا على صورة لشاهد قبره في قرية (هه فندكه) التابعة للعمادية وكانت القرية محطة استراحتنا لجمال طبيعتها ولوجود رفاق وأصدقاء للحزب فيها، وتعتبر شبه آمنة، وهناك في تلك القرية التي أحبها وأحببناها يرقد الشهيد سليم ولم يسمح أهل القرية بنقل جثمانه منها لأنهم يعتبرونه من أبنائهم.

تقول بطاقة تعريفه بأن تاريخ الميلاد: 1954 في مدينة كربلاء، وتاريخ استشهاده يوم 9 آيار 1987 في منطقة بهدينان العمادية، استشهد اثناء معركة بطولية وهو يتصدى مع رفاقه الأنصار لأفشال سياسة التهجير الفاشية لشعبنا الكردي، لقد أنفجر المدفع الذي كان يحتضنه بسبب قذيفة ملغومة من قبل العملاء، ومزقت جسده الطاهر، وغادرنا شهيداً رفيقا رائعاً، تاركاً غصة ووجع في قلوبنا جميعا.

ولد الشهيد لعائلة كادحة، أنهى دراسته الجامعية في بغداد في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وأثناء دراسته أصبح عضو حزبنا الشيوعي العراقي، وعند اشتداد الحملة الفاشية ضد الحزب، التحق مباشرة بالكفاح المسلح ضمن فصائل أنصار الحزب الشيوعي العراقي ووصل مناطق كردستان في 5 حزيران 1979 في بهدينان، فكان من ضمن أوائل الرفاق الذين حملوا راية الكفاح المسلح، أواسط عام 1980 مارس نشاطه الأنصاري في السرية الخامسة/ المستقلة في الفوج الثالث قاطع بهدينان. ساهم في العديد من عملياتها العسكرية طوال سنوات عديدة.

تمتع الشهيد بأخلاق عالية فكان نموذجا للخلق الشيوعي والدأب والتفاني في تنفيذ واجباته الحزبية والعسكرية كلف بالعديد من المهمات والمسؤوليات، كان آخرها عضوية اللجنة الحزبية لسريته ومكتبها الحزبي، عضو لجنة قضاء.

لروح الرفيق الشهيد (سليم) رزاق خضير عباس، الراحة الأبدية، نم قرير العين يا رفيقي، لقد قدمت الكثير وضحيت بأغلى ما تملك من أجل رفعة راية حزبك، وكنت خير من جسد الخلق الشيوعي، وتركت أثراً لا يمحى في قلوب جميع رفاقك الذين عايشوك.

لك المجد والخلود.

*********

في يوم الشهيد الشيوعي

صالح العميدي

لا تتورع الحكومات المستبدة والعميلة عن استخدام أقذر الأساليب لقمع الجماهير المطالبة بحقوقها المشروعة، من قتل وخطف واعتقال، ومنع أي صوت يناصر هذه الحقوق. هذا ما حصل مع قادة حزبنا الميامين، يوسف سلمان يوسف (فهد) وحسين محمد الشبيبي (صارم) وزكي محمد بسيم (حازم) الذين أعدموا يوم 14 شباط 1949 انتقاما من الحزب الذي قاد وثبة كانون 1948 والعديد من الإضرابات. تلك الانتفاضة التي أسقطت حكومة صالح جبر وأفشلت مساعيها لتمرير معاهدة بورتسموث الجائرة.

اليوم يتكرر المشهد في البلاد عندما تواجه السلطة المتظاهرين السلميين بمختلف وسائل القمع والمنع، حتى سقط أكثر من 700 شهيدا و25000 جريحا من الشباب العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بحقوقهم الدستورية، وبإصلاح العملية السياسية القائمة على منهج المحاصصة الطائفية والاثنية. هذه العملية السياسية التي تفرز أزمة تلو أزمة، وتراجع وفشل في مختلف مجالات الحياة؛ أزمة اقتصادية ومالية، فساد مستشر، بطالة متفشية، وغياب الخدمات، ذلك إلى جانب معاناة الناس من تداعيات انتشار وباء كورونا!

نحن عندما نستذكر يوم الشهيد الشيوعي، نقول لأولئك الشهداء الابرار؛ اننا على نفس الدرب سائرون، من أجل إحداث تغيير حقيقي في بنية النظام السياسي عبر تغيير موازين القوى في انتخابات ديمقراطية مبكرة نزيهة. وهذا يتطلب جملة مستلزمات، لعل في مقدمتها الكشف عن قتلة المتظاهرين السلميين ومحاسبتهم، وحصر السلاح بيد الدولة ومنع استخدام المال السياسي، مع أهمية تحريك ملفات الفساد الكبرى، وتنفيذ الخطوات والإجراءات الاقتصادية والمالية للتخفيف من وطأة الهموم المعيشية للمواطنين بما يعزز ثقتهم بهذه الانتخابات ونتائجها المرجوة.

المجد والخلود لشهداء حزبنا الشيوعي العراقي.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين 2019.

المجد والخلود لكل شهداء الوطن

*******

في ذكرى شباط الأسود والمجازر الدموية

التي اقترفتها أيدي الانقلابيين القتلة

جواد وادي

نستذكر الشهداء الخالدين الزعيم الوطني المحبوب عبد الكريم قاسم ورفاقه الابطال وضحايا الحزب الشيوعي العراقي الميامين والمجازر الرهيبة التي ارتكبها الحرس القومي المجرم لحزب البعث الشوفيني، ننحني اجلالا لكافة شهداء الوطن والحرية والكرامة في ذلك اليوم المشؤوم الثامن من شباط الأسود.

إن سوء تقدير الزعيم الخالد للأسف والفهم الخاطئ للواقع وسعة صدره وانسانيته وعدم ارتكانه على القوى التقدمية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وعدم سن دستور دائم والنزوع الفردي بالسلطة وعدم إجراء انتخابات في الوقت المناسب وعدم إبعاد المشكوك بولائهم وخصوصا عملاء عبد الناصر وغيرها من العوامل، كلها مكنت الانقلابيين القتلة لاستلام السلطة وتصفية الزعيم ورفاقه الخالدين، وما تلاها من قمع وحشي ارتكبه الحرس القومي الفاشي، وتوالت سلسلة الانهيارات لبلد كان له ان يصبح يابان الشرق، ولكنها الأخطاء الفردية وغياب الحكمة في قراءة الواقع الملتبس، وهكذا حدثت الكوارث منذ سقوط الحكم الوطني بقيادة الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم وحتى يومنا الأسود هذا.

المجد والخلود للشهداء الذين عمدوا بدمائهم الطاهرة دروب الحرية والانتماء الحقيقي للوطن والخزي والعار للقتلة والمتآمرين البعثيين الفاشست.

*******

الصفحة الثانية عشر

لقبت بـ “أم الفوسفات”

ناحية عكاشات.. معامل متوقفة وعائلات بلا مصدر عيش

الرمادي – وكالات

ناحية عكاشات أو “أم مناجم الفوسفات” كما تسمى محليا، تقع جنوبي قضاء القائم أقصى غربي محافظة الانبار، على مقربة من الشريط الحدودي مع سوريا.

هذه الناحية التي يترك اسمها انطباعاً بأنها من أغنى المدن العراقية، وبالرغم من كونها تضم أحد أكبر مناجم الفوسفات في الشرق الأوسط، يبدو واقع حالها مغايرا تماماً لما قد يتصوره الخيال، وذلك بسبب الإهمال الحكومي وما تعرضت له من دمار على أيدي عصابات داعش الإرهابية.

وادى احتلال داعش المدينة عام 2014، وما أعقب ذلك من عمليات عسكرية لتحريرها، الى خروج غالبية معامل استخراج الفوسفات الخام وإنتاج الفوسفات النقي، عن الخدمة. حيث سرقت ودمرت مكائن ومعدات الاستخراج، كذلك خطوط التنقية والتفتيت وغيرها، وخلف هذا مشكلة معيشية كبيرة لنحو 4 آلاف عائلة عراقية، كان معيلوها يعملون في تلك المعامل.

تأسست عكاشات عام 1976 كوحدة إدارية جديدة، وتم بناء مجمعات سكنية فيها للموظفين والعاملين في قطاع صناعة الفوسفات، بالإضافة إلى إنشاء خط سكك حديد لنقل المنتج من المعامل إلى بغداد ومنها إلى البصرة للتصدير. لكن منذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق عام 1991، توقف تصدير العراق للمنتج، ما جعله مقتصراً على الصناعات الداخلية فقط، وأغلبه للقطاع الزراعي.

مطالبات بإعادة أحياء المعامل

شريحة واسعة من العمال والعاطلين عن العمل في محافظة الانبار، تطالب اليوم بضرورة الالتفات إلى “هذا الصرح الصناعي الكبير” في عكاشات، بالإضافة إلى مختلف المصانع الموجودة في البلد، وذلك من أجل إيجاد فرص لها تمكنها من إعانة عائلاتها.

خير الله صلاح، وهو من سكان عكاشات، وواحد من عمال مناجم الفوسفات، يقول في حديث صحفي أن معامل الفوسفات توقفت منذ سنوات بعد ان كانت تمثل مصدر رزق لآلاف العائلات، التي تعاني اليوم ظروفا اقتصادية سيئة للغاية.

ويناشد المواطن نبراس أحمد الحكومة الحالية عدم تكرار ما سارت عليه الحكومات السابقة “التي كانت تقدم وعودا بلا تنفيذ”، مشيرا إلى انه “اليوم يتحدث الجميع عن تعظيم موارد الدولة، والكل يعلم أن فوسفات عكاشات كانت موردا اقتصاديا مهما للعراق الى جانب النفط، إذن لماذا لا يعيدون الحياة إليها، خاصة أن ذلك لا يكلف كثيرا ولا يحتاج لوقت طويل!؟”.

وفي هذا الشأن، يذكر محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، خلال لقاء تلفزيوني، أنه “بعد تسلم الكاظمي رئاسة الحكومة، حاولنا إيجاد فرصة استثمارية تخدم مدينة عكاشات. فتمت إحالة معامل الفوسفات إلى أحد المستثمرين، ومن المؤمل أن تصادق وزارة الصناعة على ذلك لتتم المباشرة بتأهيل المعامل”.

قرار رئاسي بإيقاف الاستثمار المعدني

رئيس هيئة استثمار الأنبار مهدي النومان، يشير من جانبه إلى أن “عادل عبد المهدي، وخلال فترة رئاسته، أصدر كتابا يقضي بإيقاف الاستثمار المعدني في الأنبار، وفي العراق بصورة عامة”.

واوضح في حديث صحفي أن “الاستثمار المعدني منصوص عليه بقانون، ونحن كحقوقيين نعلم أن القانون لا يعطل الا بقانون أو بتشريع برلماني صريح”.

وأكد النومان أن “إيقاف الاستثمار المعدني في بلد بحاجة إلى العملة الأجنبية وتشغيل الأيدي العاملة، وبحاجة إلى دعم القطاع الصناعي، قرار خاطئ وغير مدروس”.

********************* 

أگـول

حماية قوت الفقراء

واجب وطني

منعم جابر

تأمين مفردات البطاقة التموينية يمثل خط الدفاع الأول عن حياة الفقراء والكادحين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها الشعب العراقي اليوم، والتي تجاوزت نسبة الفقر تحت وطأتها، الـ 40 في المائة.

ومعلوم أن لمفردات البطاقة التموينية، أثرا مهما في الواقع المعيشي العراقي، خاصة بالنسبة للفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود، الذين يعتمدون عليها في قوتهم اليومي. إلا أن عدم تأمين هذه المفردات بالشكل المطلوب، في ظل الأزمة الحالية التي تفاقمت جراء خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار والاستقطاعات التي طالت الرواتب، خلف تداعيات سلبية على هذه الشرائح. 

وبالعودة إلى عام 2003، حيث التغيير الذي حل في الوطن، فإن أمل المواطنين كان كبيرا في تحسن الحصة التموينية، من ناحية الكمية والنوعية، لكن هذا الأمل خاب. إذ تراجعت الحصة وانكمشت حتى تحولت إلى “شبه حصة”، في وقت يدعو فيه البعض من المتنفذين، إلى إلغائها من الأساس!

ومن باب المقارنة، فإن التخصيصات المالية للحصة التموينية في موازنة 2019، بلغت 1500 مليار دينار عراقي، أي ما يعادل 1260 مليون دولار.

أما في موازنة هذا العام 2021، فقد بلغت التخصيصات 749 مليار دينار عراقي، وهذه تعادل 548 مليون دولار، حسب سعر الصرف الحالي. ولو قسمنا تلك الأرقام على عدد سكان العراق، سيظهر لدينا أن حصة الفرد السنوية من تخصيصات البطاقة التموينية لهذا العام، تبلغ 22 ألف دينار فقط!

وبالرغم من كون عدد سكان العراق ازداد بين عامي 2019 و2021 بحوالي مليوني نسمة، إلا أن تخصيصات الحصة انخفضت في موازنة 2021 بنسبة 57 في المائة (هذه الأرقام مأخوذة من مقال بقلم د. نبيل جعفر الموسوي، منشور في “طريق الشعب” العدد 45).

ومقابل قلة التخصيصات، لا يزال الفساد ينخر في الأجهزة التنفيذية ذات العلاقة. فهناك أسماء وهمية لعائلات وأفراد مشمولة بالحصة، بين مهاجر إلى بلد آخر ومتوفٍ، فضلا عن وجود أسماء مكررة لدى الوكلاء، وأخرى تتسلم رواتب عالية من الدولة، الأمر الذي يوجب إعادة تنظيم أسماء المشمولين بالحصة، على أن يكونوا من المستحقين.

ان البطاقة التموينية ورقة انقاذ للفقراء والكادحين، لذلك نجد ان هؤلاء يبحثون عنها ويتفقدونها في برامج الحكومة، ويسعون إلى حمايتها، خاصة بعد أن أزيلت من برامج الكثير من الأحزاب.. تلك التي ترتفع أصواتها بين حين وحين مطالبة بإلغائها!

عليه، إن الحكومة والبرلمان مطالبان اليوم بإعادة النظر في التخصيصات المالية المقترحة للحصة التموينية، بما يؤمن غذاء الفقراء والمحتاجين والفئات الوسطى. وهنا نضع بعض المقترحات، نأمل أن يتم الأخذ بها:

- إجراء مسح دقيق للطبقات الفقيرة، كي تشمل هي حصرا بالحصة التموينية، بدلا من الآلية السابقة التي لا تستند إلى أي معلومات دقيقة.

- زيادة كمية المواد بما يغطي الحاجة، والتركيز على جودة نوعيتها. 

- إنشاء سوق موازٍ يوفر المواد الغذائية الأساسية للمواطنين، كأن تتم استعادة تجربة “الأسواق المركزية”.

 **************************

نخيل بابل يتعرض للإبادة 

هل من منقذ!؟

تتعرض أشجار النخيل في بساتين محافظة بابل، خاصة خلال الفترة الحالية، إلى عمليات إبادة. إذ يقوم البعض بجزرها وقلعها لغرض استخراج قلوبها (الجمّار)، وبيعها في الشوارع العامة، خاصة على طريق الحلة – كربلاء في ناحية «أبي غرق».

كل ذلك يحدث أمام أنظار المسؤولين الحكوميين، الذين لم يحركوا ساكنا أو يتخذوا إجراءات لمنع هذه الظاهرة السلبية.

لذلك، يتوجب على المسؤولين في وزارة الزراعة ودائرتها في بابل، متابعة هذه الأعمال التخريبية ومنعها، حفاظا على البيئة الزراعية.

جبار حساني

مزارع من محافظة بابل 

******************** 

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، ببالغ الأسى والحزن، الرحيل المفاجئ والمفجع للرفيق حميد عبد علي (ابو حازم)، وذلك اثر اصابته بفيروس كورونا.

برحيل الرفيق أبو حازم، فقدنا مناضلا ساهم في اعادة بناء الحزب بعد سقوط الدكتاتورية، وعمل لسنوات في الدفاع عن حقوق الانسان محاميا ومربيا. 

للفقيد الذكر الطيب دوما، ولعائلته الكريمة ورفاقه الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن والاسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، عضوها الرفيق رزاق صاحب، بوفاة شقيقه الرفيق كريم صاحب (ابو حاتم) اثر اصابته بفيروس كورونا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

**********************

استقطاعات «المنافذ» ترهق رواتب الموظفين والمتقاعدين

يعاني المتقاعدون والموظفون والمشمولون بالرعاية الاجتماعية، من الذين يتسلمون رواتبهم من المنافذ التجارية، من استقطاعات كثيرة تفرض عليهم، بالرغم من أن هذه المنافذ تحصل على عمولات من البنك المركزي مقابل تسليمها الرواتب.

ويرى الكثيرون من الموظفين والمتقاعدين، أن هذه الاستقطاعات الإضافية غير مبررة، وانها عبارة عن عملية “نهب وسلب” لرواتبهم، متسائلين عن سبب عدم قيام الجهات الرسمية بمتابعة عمل تلك المنافذ، ومنعها من فرض الاستقطاعات التي باتت تثقل كاهلهم وترهقهم.

وهم يتساءلون باستمرار: لماذا لا تتكفل المصارف الحكومية بتوزيع الرواتب بدلا من إيكالها للمنافذ التجارية؟

فلو تم ذلك لتوفرت سيولة مالية إضافية للدولة، ولأمكن في الوقت نفسه، تجنيب الموظفين والمتقاعدين هذه الاستقطاعات الاضافية.

كذلك تقوم شركتا “ماستر كارد” و”كي كارد”، بفرض عمولات على الرواتب.

وعليه ندعو وزارة المالية إلى متابعة هذه المسألة، ومنع الاستقطاعات غير المبررة.

 المتقاعد لفتة الخزرجى

 *****************************

أهالي «الطوبة والنخيلة» يحتجون ..

البصرة - وكالات

جدد أهالي منطقة “الطوبة والنخيلة” في مدينة البصرة احتجاجهم ضد تلكؤ مشروع البنى التحتية في منطقتهم.

وخرج الأهالي في تظاهرة انتقدوا خلالها ضعف أداء الشركة التي تنفذ المشروع،  داعين المحافظ أسعد العيداني إلى زيارة المنطقة والاطلاع على واقعها الذي وصفوه بـ “المتردي”.

وفي حديث صحفي، قال منسق التظاهرة سلمان العبادي، ان الشركة المعنية بتنفيذ مشروع البنى التحتية، تجاوزت نصف الفترة المحددة للإنجاز، وحتى الآن لم تكمل مرحلة واحدة من مراحل العمل. 

*******************************

«حي الصادق» يفتقر للخدمات

العمارة – وكالات

شكا سكان “حي الصادق” في مدينة العمارة، افتقار منطقتهم للخدمات البلدية.

 مشيرين إلى أن الشوارع والساحات العامة تغرق بالنفايات، الأمر الذي يشكل خطورة على الواقعين الصحي والبيئي.

وأوضح عدد من السكان في حديث صحفي، أن الحي يضم عددا من الساحات العامة غير المستثمرة، والتي تحولت جراء الإهمال إلى مكبات للنفايات، مطالبين الجهات البلدية بتنظيف الحي وتوجيه آلياتها بزيارته بشكل منتظم، فضلا عن توفير مجمل الخدمات الأساسية.

***************************

الصفحة الثالثة عشر

نجاح جديد لقوى اليسار في أمريكا للاتينية

الإكوادور: مرشح اليسار يفوز في جولة انتخابات الرئاسة الأولى

رشيد غويلب

في حوار له أخيرا أكد جواو بيدرو ستيدل، المنسق الوطني لحركة المعدمين في البرازيل، بان عام 2021 سيكون عام اللقاح والنضالات الاجتماعية والتغييرفي أمريكا اللاتينية، وان رياح منعشة تهب على المنطقة، هذا ما عكسته الانتخابات في الأرجنتين وبوليفيا والأزمة المتفاقمة في تشيلي وبيرو والإكوادور وكولومبيا. وأن كل المؤشرات تقول إن القارة تسير على طريق التقدم وانتصار قيم اليسار.

وفي هذا السياق جاءت نتائج الجولة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية، التي جرت، الأحد الفائت، في الأكوادور، حيث فاز مرشح تحالف “ من اجل الأمل” اليساري أندريس أراوس، المدعوم من رئيس الجمهورية السابق واحد رموز اليسار في القارة روفائيل كوريا. وسيواجه في جولة الانتخابات الثانية التي ستجري ه في 11 نيسان المقبل، اما مرشح اليمين المصرفي غييرمو لاسو، أو الناشط المحلي، وممثل حركة سكان البلاد الأصليين (الهنود الحمر) ياكو بيريز، وهو امر لم يحسم بعد حتى ساعة اعداد هذا التقرير.

ووفق معطيات المجلس الوطني للانتخابات، وبعد فرز 96,8 في المائة من الأصوات حصل أراوس على 31,7  في المائة، يليه بفارق كبير مرشح اليمين  لاسلو بـ 20,05 ، ثم  مرشح حركة الهنود الحمر باكو بيريز بـ 19,85في المائة، وجاء رابعا، وبشكل مفاجئ  المرشح الديمقراطي الاجتماعي كزافييه هيرفاس بـ 16,16 في المائة. وامتازت الانتخابات بتنافس 16 مرشحاً على رئاسة الإكوادور، وهو عدد مرشحين قياسي.

وكان أراوس يأمل في في حسم السباق الانتخابي في الجولة الأولى، وفق النظام الانتخابي النافذ في البلاد، الذي يشترط أن يحصل المرشّح، كي يفوز من الدورة الأولى، على (نصف أصوات المقترعين + 1)، أو 40 في المائة على الأقلّ من الأصوات مع التقدّم بـ 10 في المائة على أقرب منافسيه. وفي تصريح له بعد اعلان النتائج الأولية تحدث أراوس عن انتصار شعبي: “لقد رأينا أن القائمة 1 تتمتع بدعم واسع النطاق في جميع أنحاء أراضي الإكوادور، وهذه إشارة سنعمل بموجبها لتحقيق الوحدة الوطنية”. وان الفارق الكبير مع مرشح اليمين دليل على أن الشعب يريد العودة إلى سياسة التنمية التي أطلقها الرئيس السابق كوريا. في البلاد. وهتف أراوس على غرار ملهمه الرئيس السابق كوريا (007 -2017) “نصر”.

في الانتخابات البرلمانية السابقة في عام 2017، والتي لم يرشح خلالها الرئيس روفائيل كوريا، تاركا الفرصة لنائبه لينين مورينو، الذي أصبح مرشح حزب “تحالف بيتنا” الذي اسسه الرئيس كوريا ودعم حملته الانتخابية حينها. وفاز مورينو في جولتها الأولى، لكنه بعد انتخابه تنكر لبرنامجه الانتخابي، وتحول الى مواقع يمينية، واقترب من سياسات الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، وعرقل ترشيح كوريا في هذه الانتخابات، وبالتالي فقد مصداقيته السياسة والأخلاقية، وعاقبه الناخبون حيث لم يحصل مرشحه في هذه الانتخابات، الا على 1,53 في المائة فقط.

في حالة فوز أراوس في جولة الانتخابات الحاسمة، ، وهو امر وارد جدا، وفي ضوء توزيع الأصوات في الجولة الأولى. سيصبح الوزير السابق، والبالغ من العمر 36 عامًا أصغر رئيس منتخب في تاريخ الإكوادور. عمل أراوس صحفيا، ثم وزيرا في سنوات 2015 -2017 في عهد الرئيس السابق كوريا. ويتمتع اراوس بدعم العديد من القوى بما فيها الحزب الشيوعي الأكوادوري، في حين يدعم التنظيم المنشق عنه ( الحزب الماركسي اللينيني الماوي) مرشح حركة الهنود الحمر.

وتميز يوم الاقتراع بشكاوى كثيرة من الطوابير الطويلة في مراكز الاقتراع. واعتذرت السلطة الانتخابية عن المشاكل في وقت متأخر. وقالت رئيسة المجلس الوطني للانتخابات، ديانا أتامينت، إن جميع مراكز الاقتراع كانت مفتوحة في الساعة الحادية عشرة. وكان يجب أن تفتح في الساعة السابعة صباحا. وفي الانتخابات السابقة كانت التأخيرات والمعوقات أقل بكثير.

وعند اغلاق مراكز الاقتراع في الخامسة مساءًا، كانت لا تزال هناك طوابير طويلة تنتظر دورها في التصويت، لكن المجلس الوطني للانتخابات لم يسمح لهؤلاء الناخبين بممارسة حقهم في التصويت. على الرغم من التصويت في الإكوادور اجباري.

وفي الخارج لم يستطع الناخبون المشاركة في انتخاب ممثليهم في البرلمان (نتائج الانتخابات البرلمانية لم تعلن بعد)، كما هو الحال في إيطاليا، حيث لم يستلم أبناء الجالية أوراق الانتخابات.

****************************

لجنة الانتخابات الفلسطينية تبدأ عملية تسجيل الناخبين

القدس ـ وكالات

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، أمس، إطلاق عملية تسجيل الناخبين، للمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجرى للمرة الأولى منذ 15 عاما.

وقال رئيس لجنة الانتخابات، حنا ناصر، إن “عملية تسجيل الناخبين، هي إحدى المحطات الرئيسية للعملية الانتخابية الرسمية، وستمتد حتى مساء يوم الثلاثاء، 16 شباط الجاري”.

وأضاف ناصر حول عدد المسجلين في هذه العملية، قائلا إن “عدد المسجلين حتى الآن بلغ حوالي 2.4 مليون مواطن، يشكلون ما نسبته 85 في المائة، من عدد المواطنين المؤهلين للتسجيل، وهي نسبة مرتفعة”.

وكشف رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، أنه “بدءا من يوم أمس، قامت اللجنة بفتح 80 مركز استعلام وتسجيل للناخبين في عدد من المدارس، وستقوم اللجنة خلال فترة التسجيل الميداني بتوفير طواقم ميدانية مكونة من 600 موظف وموظفة، ينتشرون في جميع محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة”، مضيفا أن “أفراد هذه الطواقم مزودون بأجهزة إلكترونية لوحية لمساعدة المواطنين في تسجيل أسمائهم إلكترونيا، أو الاستعلام عن معلومات تسجيلهم السابق، وتعديل مكان اقتراعهم، إذا ما تم تغيير مكان إقامتهم”.

وأصدرت عدة فصائل فلسطينية، بيانا، عقب اجتماعات عقدتها في العاصمة المصرية القاهرة، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بهدف إيجاد خارطة طريق لتنفيذ الانتخابات الفلسطينية المقبلة بمراحلها الثلاث، أكدت فيه أنها “اتفقت على خطوات تهدف إلى ضمان إجراء الانتخابات الفلسطينية، كما هو مخطط لها في وقت لاحق هذا العام”، وتعهدت باحترام نتائجها.

****************************

المبعوث  الاممي : فشل

«المسار السياسي»‏ في شأن الأزمة السورية

جنيف ـ وكالات

أقر المبعوث الأممي غير بيدرسن “بفشل المسار السياسي” ‏في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات وحربا أهلية منذ نحو 10 سنوات.

جاء ذلك في جلسة مغلقة عقدها، الثلاثاء الماضي، مجلس الأمن بشأن سوريا.

وفشل المجلس أيضا في التوصل إلى قرار ‏مشترك لحلحلة الأزمة السورية وإحياء العملية السياسية بها. وعزت مصادر انقسام الدول الأعضاء في المجلس إلى ‏عرقلة روسيا المتكررة للمفاوضات.‏

وحض موفد الأمم المتّحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن أعضاء مجلس الأمن الدولي على توحيد موقفهم ‏لكسر الجمود المسيطر على الملف السوري، وذلك خلال جلسة مغلقة أقرّ فيها أيضا “بفشل المسار السياسي” في هذا ‏البلد، حسبما أفاد دبلوماسيون.‏

ونقلت “فرانس 24”، عن مصادر ‏دبلوماسية، ان مجلس الأمن  فشل في الاتّفاق على بيان مشترك بشأن سوريا، وذلك في ختام نهار من المفاوضات تميزّ بدعوة ‏المبعوث الأممي إلى دمشق الأسرة الدولية إلى تخطّي انقساماتها لإحياء العملية السياسية المتوقفة فيه.‏ وفي حين قالت المصادر إنّ روسيا، الداعم الأول للنظام السوري، عرقلت مراراً المفاوضات التي جرت للتوصّل إلى ‏بيان مشترك، تعذّر الحصول من البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة على تعليق حول أسباب فشل ‏المفاوضات.‏

وقال بيدرسن للصحافيين، إنه “يجب تخطي انقسامات ‏المجتمع الدولي الراهنة”.

واعتبر أن هناك “ضرورة لاعتماد دبلوماسية دولية بنّاءة بشأن سوريا. من دون ذلك، تبقى ‏قليلة احتمالات تحقيق تقدم فعلي على المسار الدستوري”.‏ وذلك وعقب الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو.

 ***************************

عقبات كبيرة تعترض التحول  الديمقراطي في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

يبدو ان العبور الى الضفة الاخرى في السودان واستكمال عملية الانتقال السلمي للسلطة عبر الانتخابات دونه خرط القتاد. لدرجة ان مفردة “العبور” التي ظل يرددها السيد عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، ذو الشعبية المتضائلة بشدة، اصبحت مثيرة للسخرية وسط الجماهير.

فالازمة الاقتصادية تزداد حدة، والانفلاتات الامنية تعود في اقليم دارفور المشتعل منذ خروج القوات الدولية، وعجز الحكومة السودانية عن سد الفراغ الذي تركته، الى جانب الصعوبة التي رافقت اتفاق شركاء الفترة الانتقالية على تكوين الحكومة، التي يفترض ان تفي بمتطلبات اتفاق جوبا الموقع في 3 حزيران العام الماضي.

فالعملة الوطنية تواصل تدهورها امام العملات الاجنبية، خاصة الدولار الذي تعدى حاجز الـ 350 جنيه، مما انعكس في ارتفاع الاسعار الذي يتصاعد بمتوالية هندسية، ويتصاعد معه السخط الشعبي. بينما  الشارع تتقاسمه عدة تيارات متناحرة.

 فمن جهة يحاول انصار النظام المباد استغلال الازمة ويغازلون الجيش ليتحرك ويستولي على السلطة. وتيارات المقاومة التي لعبت دوراً مهماً في ثورة ديسمبر، وعلى رأسها تجمع المهنيين ولجان المقاومة، تقوم بممارسة الضغط على الحكومة وتسندها في نفس الوقت ضد عناصر الثورة المضادة. وان كانت هذه المجموعات الاخيرة محسوبة على الحزب الشيوعي الذي اعلن خروجه عن الحاضنة السياسية للحكومة، بعد ان فقدت دورها كموجهة  لها عقب دخول شركاء الفترة الانتقالية، والسعي للاستعاضة عنها بمجلس يحمل هذا الاسم، عبر الخرق المستمر للوثيقة الدستورية   من قبل مجلسي السيادة والوزراء.

من جهة اخرى عادت الانفلاتات الى اقليم ادارفور بعد خروج القوات الدولية مع انتهاء الاجل المحدد لها. وكان من المتفق عليه ان تحل محلها قوات سودانية في حدود 12 الف جندي،   توفر الامن للسكان.  ولكن الحكومة عجزت عن الايفاء بهذا المطلب، ليس لانها لا تملك هذا العدد من القوات، ولكن لان القوات التي ظلت تعتمد عليها كانت من المليشيات التي اسهمت في خلق الاوضاع الامنية الهشة السائدة.

وقد توصلت الكيانات السياسية المختلفة والمتشاكسة اخيرا الى صيغة لتشكيل الحكومة، ولكن ليس واضحا ما اذا تعبر هذه الصيغة عن روح اتفاق السلام الموقع مؤخراً في جوبا. فبدلاً عن الخلاف القديم بين الجبهة الثورية وفصائل الحرية والتغيير،  ظهر خلاف داخل حركات جوبا نفسها حول تقسيم الوزارات في الحكومة، التي لم يعد سراً انها تقوم على محاصصات حزبية، في خضم تكالب على السلطة من قبل النخبة السودانية وصفه المراقبون بانه مخجل، في وقت تتدهور فيه الاوضاع بشكل ينذر بالانفجار.

في ذلك الوقت كان جنرالات الجيش يترقبون اللحظة التي ينقضون فيها على السلطة، تساندهم العناصر التي فقدت مكانتها السياسية والاقتصادية عقب الاطاحة بالرئيس البشير. ولكن دون ذلك تحديات كبيرة، مثل الموقف الدولي من عملية الانتقال السلمي، في وقت تفصلنا فيه ايام معدودة من وصول بعثة الامم المتحدة لادارة البلاد،  والتي يهلل لها السيد حمدوك ومجموعته من الراغبين في ان يلعب المجتمع الدولي دوراً متقدماً في دعم الحكومة المدنية. الى جانب التحذيرات الامريكية للعساكر بان حكومة بايدن لن تقف الى جانب حكومة عسكرية في الخرطوم، وانها سوف تمارس ضغوطاً عديدة عليهم في حال وقوع انقلاب عسكري.

ويبدو ان وضع البلاد تحت الحماية الدولية هو البديل لحالة الفوضى التي ربما تصل اليها، اذا استمر الحال على ما هو عليه. فالحكومة تصر على مواصلة نفس السياسات الاقتصادية التي قادت الى الزعزعة في ظل تناقص الاوتاد كما يقول الراحل منصور خالد. وهي نفس السياسات التي اودت بثلاث حكومات سابقة عسكرية ومدنية.

كما ان المختلفين معها عجزوا حتى هذه اللحظة عن تسمية ادوات نضالية لتعبئة الشارع، لاقتلاعها او ضغطها باتجاه نهج اقتصادي يحد من حالة التدهور المريعة. ويكتفي الحزب الشيوعي والجهات المحسوبة عليه حتى الآن بالاعتراض على سياسات الحكومة واعلان رفضها لها من خلال المؤتمرات الصحفية والوقفات الاحتجاجية. ولم تتحول  اللقاءات التي تمت بينهم وبين حركات مسلحة واحزاب سياسية اخرى بعد الى تحالف سياسي، يستهدف السلطة عبر تسمية شكل محدد للمواجهة. كما ان بعض تلك الجهات لم تقطع صلتها بعد بالسلطة في شقيها المدني والعسكري، وقد تمت لقاءات بين بعضها ورئيس المجلس العسكري.

***********************

الصفحة الرابعة عشر 

التخوين ينهش المجتمع الجزائري

ايمان عويمر*

من دون أدلة ثابتة، باتت أثواب الوطنية تنزع من على أجساد نشطاء سياسيين ومحامين وحتى إعلاميين وشباب عاديين في الجزائر قرروا التعبير بصوت مرتفع عن آرائهم وإبداء مواقفهم مما تعيشه البلاد في مناحيها السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، فجرى تخوينهم أو رميهم بالانتقادات التي تطعن في نواياهم وتشكك في خلفياتهم.

هذه الظاهرة ليست حديثه، إذ تطال من فترة إلى أخرى، شخصيات سياسية تاريخية شاركت في تحرير البلد من الاستعمار الفرنسي (1830-1962) وتثير الكثير من الجدالات التي تحاول زرع الشكوك تجاه الثورة وفق متابعين، إلا أن التخوين عاد ليبرز بشكل أقوى مع تعليق مسيرات الحراك الشعبي في آذار من العام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا، وبعد عام من الحركات الاحتجاجية السلمية التي انطلقت في بادئ الأمر يوم 22 شباط 2019 ضد نظام حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ليترفع سقف مطالبها إلى تغيير جذري للنظام وإرساء دولة الحق والقانون.

وتصاعد التخوين إلى درجة أصبح يستهدف كل من يريد ممارسة حقه في الاختيار أو يدلي بموقفه في قضية ما قد لا تتوافق مع من يخالفونه الرأي، مع أن الدعوة إلى الديمقراطية والمطالبة بالحق في الحرية، لا يقترن البتة مع التعصب، ولا يتقاطع معه بأي شكل من الأشكال. ما جعل البعض يتخوفون من أن تكون هذه الظاهرة سبباً، في انسحاب المزيد من النخب خوفاً من الاستهداف الجزافي، أو في حدة القلق في المجتمع الذي يبحث عن حلول لأزماته المتعددة والمتراكمة.

مرحلة فراغ

يقول الناشط السياسي سمير بلعربي إنه “بعد سنتين من الحراك وفي ظل توقف المسيرات بسبب وباء كورونا، غاب الحوار بين الحراكيين في الشارع حول المشاريع السياسية ومخططات الخروج من الأزمة، وعوض أن يكون هناك حوار داخل وسائل التواصل الاجتماعي حول سبل تعزيز روابط القوة والثقة بين الحراكيين، برزت ظاهرة التخوين التي تقودها أطراف خارج الوطن أعطت لنفسها الحق في تقييم مسارات نضال حراكيي الداخل”.

وبرأي بلعربي “تسببت هذه الظاهرة في شرخ داخل صفوف الحراك وقدمت خدمة جليلة مجانية للنظام الذي يعتبر عودة الحراك والمسيرات مهددة لاستمراره وبقائه”. ويضيف في إفادته لـ “اندبندنت عربية” أنه “لم ينج من هذه الظاهرة ناشطون سياسيون ومحامون وصحافيون وحراكيون في الميدان”.

من ولماذا؟

على الجهة المقابلة، يتساءل الناشط السياسي سفيان هداجي، “أولاً علينا أن نعرف من يقف وراء التخوين ولماذا”؟ ليجيب “أنا أقول إن الأنظمة الاستبدادية هي من تقف وراء هذه الأفعال حتى تشتت الصفوف وتصدعها من الداخل”. وبرأي هداجي فإن “النظام الجزائري يستعمل ممارسات المستعمر نفسه في الماضي وهو تشكيك الناس في بعضها بعضاً ليصب في مصلحته وإطالة عمره”.

ويفسر المتحدث نفسه هذه الظاهرة أيضاً بالقول “الشعب وجد نفسه يصارع وحده الاستبداد منذ سنوات في غياب نخبة وأحزاب سياسية تدافع عنه وتقف إلى جانبه لهذا من لا يكون مع أفكاره ومطالبه يخوّن ويتهم أنه ضد الثورة (الحراك)”.

وبشأن تداعيات هذه الحملات على الحراك الشعبي، يعتقد هداجي، أنه “ليس لها تأثير كبير لأن الحملات موجودة في المواقع فحسب لا الواقع وبعودة الحراك والمسيرات ستذوب هذا الخلافات لأن فترة كورونا هي من خلقت الفراغ وباعدت بين الناس ولم تكن هناك لقاءات وبالتالي استغل النظام هذه الفترة لتصفية حساباته”، يقول هداجي “موعدنا 22 فبراير للعودة إلى الساحات والميادين، وعلينا الاتحاد في ما بيننا وعدم التفرقة لأن الطريق لا يزال شاقاً وطويلاً”.

ويجري حديث ونقاش في الجزائر حول إمكان عودة النسخة الثانية من الحراك الشعبي بالتزامن مع الذكرى الثانية من اندلاعه في 22 شباط 2019، وجاءت هذه الدعوات متزامنة مع تسجيل خروج مواطنين إلى الشارع في الجمعات الأخيرة، في مدن بجاية، تيزي وزو والبويرة، في شرق البلاد ومعسكر في الغرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  مسيرة حاشدة في الذكرى الثامنة

لاغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد

انتظمت ظهر، اليوم السبت، مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة تونس في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة، الذي شهد انتشارا مكثفا لوحدات الأمن، بالتزامن مع إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال القيادي اليساري، شكري بلعيد، الذي اغتيل في 6 شباط 2013 رميا بالرصاص أمام منزله.

وأفادت مراسلة “سبوتنيك” بأن هذه المسيرة بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، و66 جمعية ومنظمة وعدد من أحزاب المعارضة بينها التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة الوطنيين الديمقراطيين والمسار، إلى جانب منظمات وطنية مثل رابطة حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والمنظمة الوطنية لمناهضة التعذيب.

وطالب المشاركون في المسيرة، التي شهدت حضورا أمنيا مكثفا، بالكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية، فضلا عن التنديد بما اعتبروه تضييقا على حرية التعبير والتظاهر، كما طالبوا مطالبة بإطلاق سراح الموقوفين خلال الاحتجاجات الأخيرة.

يذكر أن هذه المسيرة تأتي في ظل أزمة سياسية حادة تشهدها تونس بسبب التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الحكومة هشام المشيشي مؤخرا، ورفضه الرئيس التونسي، قيس سعيد، بسبب شبهات فساد وتضارب مصالح تحوم حول بعض الوزراء الجدد.

وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي في تصريح لوكالة “سبوتنيك” إن “المشاركين في المسيرة اليوم إحياء لذكرى اغتيال شكري بلعيد، تفاجأوا بعسكرة شوارع العاصمة من قبل وحدات الأمن في مشهد يذكرنا بنظام بن علي” على حد تعبيره.

وأضاف المغراوي: “رئيس الحكومة هشام المشيشي مرعوب ويريد الاستمرار في البقاء في كرسيه ويعتقد أن ذلك ممكن عبر إحياء دولة البوليس”.

وشدد المتحدث: “نحن ماضون من أجل استكمال وتصحيح مسار الثورة”.

وأشار أمين عام حركة الشعب إلى أن “المسيرة تأتي من أجل الكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية في تونس”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“روسيا اليوم” – 6 شباط 2021

***************************** 

كليّة المجرمين والعبودية المعاصرة

هناك مليون سجين في الولايات المتحدة، حيث يشكلون عبيد العصر رغم منع الدستور الأمريكي للعبودية. وهناك 5000 سجن في أمريكا التي هي بلد يحتوي أكبر عدد من السجون حول العالم.

يعمل السجناء في أمريكا بأبخس الأجور داخل السجن لصالح غوغل وولمارت ومايكروسوفت وآمازون، والمجمع الصناعي العسكري والجيش الأمريكي، وغيرهم من الشركات الكبرى، وينتجون اقتصاداً بقيمة مليارات الدولارات سنوياً. ولكنهم يعملون بطريقة العبودية المعاصرة.

فهذا الاقتصاد العبودي المعاصر، يدفع المشرعين الأمريكيين والسلطات إلى تشريع المزيد من القوانين التي تضيّق الخناق على الإنسان لتوفير عدد كبير من المساجين سنوياً، وإجبارهم على العمل لصالح اقتصاد السجون الأمريكية.

من يدخل هذه السجون وهو بريء أو نظيف سيخرج مجرماً، فالسجون الأمريكية أشبه بكلية للمجرمين، وأحد أسباب السماح بالهجرة غير الشرعية إلى أمريكا هو توفير اليد العاملة الرخيصة لاقتصاد السجون في الولايات المتحدة الأمريكية.

بل أكثر من ذلك، هناك شيء اسمه «السجون التي يديرها القطاع الخاص»، حيث يجري اعتقال الأمريكيين لأسباب لا تعتبر جرائم في بلدان أخرى، وذلك

لاستمرار تغذية اقتصاد السجون التي يديرها القطاع الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية.

تضم أمريكا العديد من السجون الأكثر قساوة في العالم، من ناحية التعذيب النفسي والجسدي، والاستثمار العبودي الوحشي للسجناء. كما تضم أمريكا العديد من أكثر السجون عنفاً حول العالم، والتي تعتبر بمثابة كليات وأكاديميات لتخريج المجرمين والعصابات.

أكثر ضحايا هذه العبودية المعاصرة هم المهاجرون والسود واللاتينيون وسكان أمريكا الأصليون من الهنود الحمر. فالسجون التي أصبحت صروحاً للتعذيب تعج بالممارسات العنصرية، وهي إحدى أدوات القمع والاستثمار الرأسمالية بحق الطبقة العاملة، في البلد الذي يسكنه مئات الملايين من السكان، والذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية اجتماعية وصحية.

هناك مليون سجين في الولايات المتحدة، حيث يشكلون عبيد العصر رغم منع الدستور الأمريكي للعبودية. وهناك 5000 سجن في أمريكا التي هي بلد يحتوي أكبر عدد من السجون حول العالم. وتبذل السلطات جهودها لإبقاء الرقم أعلى من المليون سجين لاستثمارهم في الاقتصاد الأسود الأمريكي لصالح كبرى الشركات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 7 شباط 2021

******************************

الصحفيات الهنديات عرضة للتهديد بالاغتصاب

بعد شهر من توليه منصبه في صيف عام 2014 ، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن “ديمقراطية الهند لن تستمر إذا لم نتمكن من ضمان حرية الصحافة والتعبير”. والآن، بعد مرور ست سنوات، يعتقد الكثيرون أن الديمقراطية في الهند بدأت تتراجع بسبب ما يقولون إنها هجمات مستمرة على حرية الصحافة.

وفي العام الماضي، تراجعت الهند بمركزين واحتلت المرتبة 142 في مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي يضم 180 دولة، والذي يتم تجميعه وتصنيفه سنوياً بواسطة منظمة مراسلون بلا حدود. وهذه سمعة غير جيدة بالنسبة لبلد يفتخر غالباً بوجود وسائل إعلام نشيطة ومتنوعة في البلاد.

وبدأت الحملة الأخيرة ضد وسائل الإعلام في أعقاب أعمال عنف خلال مظاهرات المزارعين ضد مجموعة من قوانين الإصلاح الزراعي.

وخلال تلك المظاهرات، قُتل أحد المحتجين وأصيب أكثر من 500 شرطي في المواجهات.

ووجهت الشرطة تهماً جنائية - بما في ذلك إثارة الفتنة والإدلاء بتصريحات معادية للاندماج الوطني ضد ثمانية صحفيين قاموا بتغطية الاحتجاجات في دلهي.

ولا يزال سبب وفاة المتظاهر في 26 يناير/كانون الثاني، محل خلاف. إذ تقول الشرطة إنه توفي عندما انقلب الجرار الذي كان يقوده، في حين تزعم عائلته أنه مات جراء إطلاق عيار ناري عليه.

ويبدو أن تصريحات عائلته التي نشرتها صحف ومجلات عديدة، أصبحت أساس هذه الاتهامات.

و شارك بعض الصحفيين في نقل الخبر أو نشره، كما شاركه آخرون على وسائل التواصل الاجتماعي فقط.

في مرمى نيران الحكومة

ويواجه ستة منهم - ونائب بارز من حزب المؤتمر المعارض تهمة حرف الحقائق المتعلقة بالوفاة في قضايا مرفوعة ضدهم في أربع ولايات يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند.

ويتساءل سيدهارث فارادارجان، رئيس تحرير صحيفة ذا واير، وأحد الصحفيين الذين وجهت الشرطة اتهامات له: “هل يعتبر نقل تصريحات ذوي الضحية التي تشكك في رواية الشرطة عن سبب الوفاة نتائج تشريح الجثة، جريمة؟”.

وتشعر الجماعات الحقوقية والعديد من الصحفيين بالغضب، وقالت ميناكشي جانجولي ، مديرة قسم جنوب آسيا في هيومن رايتس ووتش: “ردت السلطات الهندية على الاحتجاجات بتشويه سمعة المتظاهرين السلميين، ومضايقة منتقدي الحكومة، ومحاكمة من يغطون الأحداث”.

وقالت نقابة المحررين الصحفيين في الهند، إن القضايا التي رفعتها الشرطة ضد الصحفيين: “محاولة لترهيب ومضايقة وإذلال وخنق وسائل الإعلام”.

ومن الأمثلة على ذلك كما يقول الكثيرون، مجلة كارافان، وهي مجلة إخبارية استقصائية غالباً ما كانت في مرمى نيران حكومة مودي.

وقد رفعت عشرة قضايا “تحريض على الفتنة” ضد ثلاثة من كبار طاقم تحرير المجلة؛ الناشر والمحرر والمحرر التنفيذي، في خمس ولايات بسبب نشر قصة وتغريدات تتعلق بوفاة المتظاهر.

واعتقل أحد مراسلي المجلة المستقلين في موقع المظاهرات بتهمة “العرقلة” ، وأفرج عنه بكفالة بعد يومين. وتم تعليق حساب المجلة على تويتر لبضع ساعات استجابة لإشعار قانوني من الحكومة بحجة مخالفته للنظام العام.

وفي العام الماضي، تعرض أربعة من صحفيي كارافان للاعتداء في حادثين منفصلين، واحد أثناء تغطيتهم لأحداث شغب دينية والآخر خلال الإحتجاجات على اغتصاب وقتل مراهقة في دلهي.

منتقدو الحكومة غير وطنيين؟

وقال لي فينود خوسيه، المحرر التنفيذي لمجلة كارافان: “ثمة خطاب خطير للغاية حالياً، نحن نعيش في زمن الاستقطاب حيث يتم وصف منتقدي الحكومة بأنهم غير وطنيين. إن مهمة الصحفيين هي طرح مساءلة السلطة”.

ينفي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، استهداف الصحفيين ويقول إن معظم ما يحدث هو جزء من “الدعاية الممنهجة” ضد الحكومة.

قال لي بيجيانت باندا، نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، أن “جميع الصحفيين ذوي الانتماءات السياسية الواضحة والمناهضين للحكومة، واصلوا الكتابة والتحدث بحرية في الصحف والتلفزيونات والمواقع الإلكترونية”.

وأضاف أن الشرطة قدمت شكاوى ضد صحفيين في قضيتين حديثتين، لأن ثمة “مزاعم جنائية خطيرة حول نشر أخبار كاذبة في ظرف يشهد أعمال الشغب بقصد تأجيج العنف”.

وأشار إلى قضية مذيع بارز في إحدى الشبكات الإخبارية الرائدة الذي أبعد عن تقديم أحد البرامج وخفض راتبه بسبب تغريدة “غير صحيحة” تتعلق بوفاة أحد المحتجين.

ويقول باندا: “لم يكن هذا مجرد ترويج صارخ لرواية غير صحيحة، بل كان لها تأثير مباشر وكان من الممكن أن يؤدي إلى تأجيج العنف على نطاق واسع. وللصحفي المذكور وأمثاله تاريخ طويل في الترويج لمثل هذه الروايات الكاذبة، وفي الواقع ، وكان عليهم الاعتذار بشكل رسمي بعد أن رفعت الأطراف المتضررة دعاوى ضدهم أمام المحاكم “. وأضاف أن بعض حكومات الولايات، التي تديرها أحزاب سياسية معارضة لحكومة مودي ، و”الذين أظهر هؤلاء الصحفيون تعاطفهم بلا حرج معها، كانت في الواقع تطارد الصحفيين في استغلال صارخ للسلطة”.

ويقول خصوم الحكومة إن عددا من الصحفيين الذين يُنظر إليهم على أنهم متعاطفون مع الحكومة قاموا بشكل مستمر ببث ونشر مواد تحريضية، غالبا ما كانت تستهدف الأقليات دون أن يخضعوا للمساءلة.

يريدون صحافة لا تحاسب الحكومة

كما أنهم يتساءلون عن سبب استخدام “قانون إثارة الفتنة” الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية على نطاق واسع لقمع المعارضة الآن.

وتم رفع معظم قضايا إثارة الفتنة ضد 405 من الهنود، لانتقادهم السياسيين والحكومات على مدى العقد الماضي بعد عام 2014 ، عندما تولى مودي السلطة، وفقاً للبيانات التي جمعتها المادة 14 على الموقع.

وتحمل السياسيون المعارضون والطلاب والصحفيون والمؤلفون والأكاديميون وطأة هذا القانون القمعي.

وفي بيئة الاستقطاب كهذه، انقسم الصحفيون أكثر من أي وقت مضى، ويُنظر إلى الكثير من وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك مجموعة من شبكات الأخبار الحزبية، على أنها مهادنة لحكومة مودي.

وقال تقرير صادر عن مؤسسة فريدوم هاوس إن “الهند، البلد الديمقراطي الأكبر العالم من حيث عدد السكان، ترسل إشارات بأن محاسبة الحكومة ليست جزءاً من مسؤولية الصحافة”.

يعتقد الكثيرون أن الهند أصبحت مكاناً غير آمن للصحفيين. حيث ألقي القبض على 67 صحفياً وتعرض ما يقرب من 200 من الصحفيين للاعتداء الجسدي، وفقاً لدراسة أجرتها غيتا سيشو لصالح التجمع الحر للتعبير في عام 2020.

وسجن صحفي كان في طريقه لتغطية حادث اغتصاب جماعي لفتاة في ولاية أوتار براديش ، منذ خمسة أشهر.

ويواجه الصحفيون والصحفيات المعارضات للحكومة على وجه الخصوص، تهديدات عنيفة وتصيداً عبر الإنترنت.

تقول نيها ديكسيت، الصحفية المستقلة المقيمة في دلهي، إنها تعرضت “للمطاردة والتهديد العلني بالاغتصاب والقتل والتصيد العنيف”، ومحاولة اقتحام شقتها.

وألقت الشرطة هذا الأسبوع، القبض على طالب قانون بتهمة إرسال تهديدات بالقتل والاغتصاب إلى، الصحفية المستقلة روهيني سينغ.

لم تكن الحماية التي تحظى بها حرية التعبير في الهند قوية على الإطلاق، بحسب تاروناب خيطان ، نائب عميد كلية القانون في جامعة أكسفورد.

رغم أن هذه الحرية منصوص عليها في الدستور، إلا أنها كانت مقيدة بشكل كبير من خلال التعديل الأول في عهد رئيس الوزراء جواهر لال نهرو في عام 1951.

وكتب تريبور دامان سينغ في كتابه، ستة عشر يوماً عاصفاً: “في ذلك الوقت، اكتشفت حكومة الهند أن الحديث المنمق عن الحريات المدنية شيئ، والتمسك بها كمبدأ شيء آخر”. ويقول البروفيسور خيطان إن الشرطة الاستعمارية ونظام العدالة الجنائية الموروث من عصر الراجات، لا يزالان ينظران إلى “حقوق الإنسان على أنها عقبة وليس على رأس واجباتها الدفاع عنها”.

كما يقول إن المحكمة العليا في الهند لها سجلٌ ضعيف في حماية الحريات المدنية مقارنة بالمحاكم في العديد من الدول الديمقراطية الأخرى.

ويضيف خيطان: “إن أكبر المتضررين من هذا الوضع هما مؤسستان معنيتان بالبحث عن الحقيقة واللتان يعتبر استقلالهما عن السلطة السياسية والمصالح المالية والتجارية أمراً حاسماً للديمقراطية: الإعلام والجامعات. ويتمثل دور مؤسسات المعرفة في تحدي السلطة ومساءلتها، ولكن بمجرد خضوعها للسيطرة تصبح هذه المؤسسات أدواتاً بيد السلطة. إن الحماية الضعيفة لحرية التعبير تجعل من السهل نسبياً إضعافها أو السيطرة عليهم”.

تم إسكات وسائل الإعلام الهندية لمدة 21 شهراً عندما جمدت رئيسة الوزراء آنذاك آنديرا غاندي، الحريات المدنية وفرضت حالة طوارئ على مستوى البلاد في عام 1975.

“ما هو غير عادي في الأوضاع السياسية الحالية، هو أنه بعكس فرض حالة الطوارئ رسمياً وتقييد الحقوق بشكل علني، من المفترض أن نستمر في التمتع بجميع حقوقنا إذ لا يوجد تعليق رسمي لها”.

“لكنها تعرضت للتقويض إلى حد بعيد على أرض الواقع. نحن نعيش حالة طوارئ غير قانونية وغير رسمية”.

ويتابع خيطان: “في ظل حالة الطوارئ الرسمية، يأمل المواطن في العودة إلى الوضع الطبيعي بمجرد انتهاء المدة ورفعها، ولكن، كيف يمكنك رفع حالة طوارئ غير رسمية لم يتم إصدارها في المقام الأول؟”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 6 شباط 2021

************************

الصفحة الخامسة عشر

كتابان جديدان

  • الرواية العربية الحديثة لما بعد انشائية اشغال وتداول، عنوان كتاب للناقد إسماعيل إبراهيم عبد، صدر عن دار امل الجديدة- دمشق.

المؤلف سبق ان اصدر (15) كتابا نقديا وقصصياً.

  • شبكة شارلوت/ كتاب من تأليف أي. بي. وايت- ترجمة عبد الصاحب محمد البطيحي، اصدار مؤسسة ثائر العصامي- بغداد.

البطيحي سبق وان نشر عدداً من القصص والروايات المؤلفة والمترجمة واصدرها في كتب جديدة.

***********************

نقد

جدلية الشرق والغرب في أدب الطيب صالح

محسن حسين عناد  

أن مهمة الأدب عامة والرواية خاصة هي أعانة  الأنسان على فهم ذاته  وتطوير عاطفة الصدق عنده ومحاربة  الشر في الآخرين والعثور على الخير فيهم  0 فالروابة هذا الفن الرفيع  تحمل غاية وهدفا وما الشكل فيها الا وسيلة توصيل أن أنقطعت الرؤى 0 فالمضمون من خلاله تكتمل رسالة الكلمة التي هي رسالة يجب على الكاتب أن يحسن أرسالها0

أذا العملية الأبداعية باختلاف أشكالها وتبيان مضامينها عملية فنية تسجل أنسانية الأنسان منطلقة من واقعه بكل موجوداته وأبعاده منبثقة من خياله ورؤاه الفكرية وهذا ما يجعل الفن الروائي فنا  لفظيا محتضنا لتقنيات أبداعية وتجارب أنسانية بجميع متناقضاتها 0

أستطاع هذا الفن وبزمانه التاريخي المفتوح أن يعبر وبمستويات أبداعية ودلالية عن الفيض الأنساني  المتدفق  بروح العصر عبر لغة تعتمد الأنزياحات اللفظية ورمزية مشحونة بعمق دلالتها 0

فالكاتب الروائي يحاول في كتاباته الغوص في النفس الأنسانية لأكتشاف مكوناتها والتعمق في التاريخ ومحاولة فرش أسقاطاته على الحاضر كونه يدخل في نسيج النص من خلال حركة السرد الحكائية وبذلك خلق عوالم خيالية أكسبها أبعادا واقعية ضمن مكونات المكان فقدم بذلك رواية حياة أجتماعية منتظمة التشكيل تلفها وحدة عضوية بكل تناقضاتها المتصارعة 0

فالكاتب السوداني الطيب صالح في روايته “موسم الهجرة الى الشمال” تختلف عن باقي رواياته ، لأن أغلب رواياته تبدأ متماسكة ثم تتفكك عدا هذه الرواية حيث تبدأ مفككة ثم تتماسك وهذا ما جعلها رواية متميزة وهذا مافضلها  وأضفى عليها الكثير من التكثيف والتناغم والحراك فكانت ثيمتها تحمل وتحاور خاصية جديدة تناقش  بموضوعية صراع الحضارات بصيغة وعي أنساني فكانت سمتها الفنية جلية وطاغية على مسار الحدث وتجلياته.

وقد أستطاع الطيب صالح من أن يوصل رؤاه وتصوراته بشكل سليم للقارىء مراعيا الجوانب الفنية وموضحا الصراع بين العالمين ، عالم الشرق بكل تناقضاته وتقاليده وعالم الغرب المريض بالسيطرة والأستعلاء والتهميش 0 ولكي ندنو أكثر من معرفة البناء الفني التكنيكي للرواية يجدر بنا الألمام بالمحيط والبيئة والشخصيات في كلا العالمين الشرقي والغربي لنكون ملمين بالطريقة والأسلوب اللذين خلقا نجاحا وتفوقا أضيفا لعوامل كانت سببا في تكامل عمل الطيب صالح 0

أن الشخصيات الرئيسة في الرواية هي ( مصطفى سعيد و الراوي و حسنة بنت محمود و جين موريس )0 هذه الشخصيات مثلت في الرواية الصراع والتواصل والمثابرة وثنائية التقاليد الشرقية والغربية كونها أعتمدت صورة البطل الأشكالي بخلاف صورته الشائعة في أعمال روائية كثيرة 0 هذا الفهم الشمولي للمجتمع العربي طرح أيضا رؤية تاريخية وسياسية واجتماعية فجاءت الرواية بعيدة عن التصنع والترهل وقريبة من قضايا الهوية والأصالة والمعاصرة والعلاقة بالآخر 0

ان ثنائية الأنا الفردي والجمعي  يشكلان منهجا سرديا يوضح الآلية الفكرية التي تمخضت عنها تداعيات وأفعال كونت وألهمت الحدث برؤى وتصورات ومواقف كان لها المشهد السردي مسرحا للأبانة والتوضيح فبنت بذلك صرحا روائيا تصارعت ضمنه حضارتان الحضارة الشرقية والحضارة الغربية.

 أرى من خلال السرد أن الآخر  كان وعلى طول الرواية  يناصب الأنا العداء ليس في الغرب فقط وأنما في الشرق أيضا 0 جين موريس البريطانية هي من مثلت  الآخر في الرواية لأن لمصطفى سعيد معها قصة طويلة أنتهت بالزواج منها بعد مطاردة مضنية هو لم يكن يحبها أنما يهدف  لأمر آخر به يستطيع تطويعها وأذلالها.

أن القدرة الفنية العالية في فهم الظروف متفرقة أو مجتمعة هي من مكنت الطيب صالح من تحليل منظومة العلاقات المتشابكة بين الشرق والغرب   فضلا عن  براعته في رسم الشخصيات بشكل جعلها قادرة على تأدية الغرض ، لذلك أؤكد أن ثلاث شخصيات للأنا لعبت دورا في نسغ الرواية ، مصطفى سعيد بمواجهة الغرب والراوي في مواجهة مصطفى سعيد والغرب من جهة ومجتمعه من جهة أخرى وحسنة بنت محمود في مواجهة مجتمعها 0

يبقى مصطفى سعيد يتصدر الشخصيات لأن شخصية الراوي شخصية مغيبة لكنها في واقع الرواية تمثل الشخصية الثانية في الرواية كونها تعني المستوى الثاني للسرد والدلالة والذي عن عمد وقصد تركه الطيب صالح مغيب الأسم لكنه يملك كثيرا من صفات ومقومات مصطفى سعيد وهو أيضا أمتداد واضح له بحيث نشعر أن هناك رابطا خفيا يربطه بمصطفى  سعيد وهذا ما جعل كل منهما يفهم الآخر ويعرفه جيدا وقد يكون سبب ذلك سفر كل منهما للمكان نفسه لذلك كان دوره في الحدث دورا مكملا لمصطفى سعيد لم يظهره الكاتب بشكل علني خوفا على صيغة الحدث لكي لا يضع ضوابط قد ترهق الحدث وتحدث ترهلا لا يفيد النص ، ولمعرفة الدلالة الأجتماعية وتطور البناء الدرامي في رواية موسم الهجرة الى الشمال علينا التعرف على  شخصية مصطفى سعيد التي تعد محور الرواية 0 مصطفى سعيد شخصية سودانية طموحة الأهداف و غريبة التصرف تحمل طاقة عنف تحدث مأساة في المكان كونه منتميا لمجتمع قرية مستعدة للموت دفاعا عن  المكان الذي هو انتماء روحي وعقائدي لذلك مصطفى سعيد رغم تعليمه المبكر ظل أمينا على عاداته وتقاليده حين كان  في الغرب 0

انه شخصية خيالية خلقتها بنية الكاتب الفكرية تستمد وجودها من مكان وزمان معينين خلقا شخصية سياسية وأجتماعية وأقتصادية حددت هوية  البطل ومصيره 0 هذه الرؤية تتفق جزئيا أو  كليا مع بطولة مصطفى سعيد التي أتسمت بحصانة فكرية ونفسية سندته في مواجهة واقع بائس ومتناقض وأمدته بهاجس الفعل ورفض الأستكانة لأملاءات الواقع 0 شخصية تبحث عن قيم حقة في مجتمع يواجه قوى القهر السياسي في الداخل والخارج 0

أذا الأنا الفردي والجمعي في شخصية مصطفى سعيد خلقته ظروف سياسية وأجتماعية وتاريخية فكان صدامه مع الغرب وحضارته وثقافته ونزعته الأستعمارية الأستعلائية واضحا ومجسدا في تصرف وأعتقاد مصطفى سعيد الذي يضطر الى شن هحوم مضاد على الغرب مصرحا  (أنني جئتكم غازيا )وكأنه خلق محكوما بهذا الصدام مع الغرب لينتقم بطريقته الخاصة وبرغم أنه جاء للغرب للدراسة وهذا مؤشر جيد على سلمية الغاية لكن غطرسة الغرب وتعامله مع الآخرين بروح خالية من الأنسانية هو من جعله في صدام مستمرليس من باب العلم فقط أنما من باب آخر ظنه مؤثرا الا وهو باب عالم النساء   لأعتبارات نفسية قاسية عاشها 0

هذه المواجهات أزدادت وأحتدمت عندما التقى بند أكثر كرها وقساوة لحضارة الشرق وحياتها ( أنت بشع لم أر في حياتي وجها بشعا كوجهك) هذا الرد القاسي من جين موريس وهذا الوصف الساخط والمهين له زرع في نفسه حقدا وكرها للنساء 0 المفاجأة  التي فجرتها الرواية كانت فاجعة دموية حين أقدم مصطفى سعيد على قتل زوجته جين موريس التي خانته وبذلك شرعت الحادثة أمورا عدة أهمها لم يكن قتلها أنتقاما على طريقة (عطيل)، بل هو أنتقام حضاري وسياسي أستغله الكاتب ليبين ويوضح ماهية هذا الصراع بين الشرق والغرب كون جين موريس هي الجانب الآخر في الصراع ، فكانت السنوات السبع التي قضاها مصطفى سعيد في السجن دفعته للعودة لوطنه  برغم فشل هذه السنوات من ترويضه وأبعاده عما ذهب اليه ونادى به ألا أن عودته للوطن غيرت كثيرا من مواقفه وآرائه وأفكاره 0 زواجه من حسنة بنت محمود يعد مسارا جديدا سلكه لتطبيق مشروعه في وطنه فكان صدامه هذه المرة صداما  ثانيا مع الشرق بكل ما يحمل من عادات وتقاليد متخلفة 0 

لقد كانت حسنة بنت محمود بنت الواقع السوداني تمثل في الرواية أرضا بكرا يمكن حرثها وزرعها بأفكار وتوجهات جديدة جاء بها مصطفى سعيد معه 0 فكانت الأستجابة ناجحة رزق منها بطفلين فضلا عن أيمانها بتطبيق أفكاره التي رأت فيها طريقا صحيحا لرفض كل ما كان متخلفا في المجتمع الشرقي الأفريقي 0 لقد وجدت فيه شيئا جديدا وقريبا من نفسها وهذا ما جعلها تحبه 0 وبعد موته غرقا رفضت الزواج من ود الريس العجوز الذي يمثل أخلاقية المجتمع الشرقي وعاداته لقد كانت حسنة بعد وفاة زوجها تمثل مشروعا بنائيا تأثرت به وناضلت من أجله0

أذا جريمة قتل جين لم تأت من وحشية الشرقي بل من ردة فعل لما يعامل به من أزدراء وأستعلاء  وقتلها وبهذه الطريقة لم يمثل أنتصارا لمصطفى سعيد والشرق لكنه يمثل قدرة الشرق على مواجهة الغرب بالأسلحة نفسها التي يستخدمها الغرب في غزو الشرق 0

أن القيمة الفنية والأدبية في هذه الرواية التي تم اختيارها من أفضل مئة رواية في القرن العشرين  كونها جسدت ثنائية التقاليد الشرقية والغربية ضمن أجواء ومشاهد ما يزال تأثيرها الروحي طاغيا.

 ***********************

ثلاث قصص أرجنتينية قصيرة جدا

تأليف أريل ماغنوس**

ترجمة جودت جالي

رذاذ

بسبب موقع مدينة إل هيو الجغرافي فإن الريح فيها لا تهب من الجانب بل من فوق. هذا يعني أن القبعات لا تطير والأبواب لا تصطفق، ولكن يعني أيضا أنك لا تستطيع تهوية الغرف بفتح النوافذ (وتنورات الفتيات لا تطير الى الأعلى). يتم نصب سواري الأعلام هنا أفقيا وتشعل سيجارتك عموديا والمظلات تسمى رِيحلات، ومع أن الأطفال لا يستطيعون أن يطيّروا الطيارات الورقية في الهواء ولا يسيّرون القوارب الورقية في الماء فإن طفولتهم لا تزال سعيدة، أو على الأقل طفولة فيها شعرهم مرتب وجاف.

****************

معرفة قديمة

تقابلا صدفة فاحتضن أحدهما الآخر وقالا بصوت واحد “مضى زمن طويل لم أرك فيه!”. وقفا يتحدثان، وتبادلا رقمي هاتفيهما، وقطعا عهدا أن يلتقيا ثانية ذات يوم ليشربا القهوة معا. حاول م. في طريق عودته الى البيت  أن يتذكر لماذا انقطعا عن الالتقاء ، يا له من رجل لطيف. قال في نفسه وهو يتأمل بأن المرء يقابل الكثير من الأغبياء في حياته ولكن الناس الجديرين بالاهتمام يختفون دون أثر.  ولكن عندما وصلت سيارة الأجرة اكتشف أن محفظته مفقودة. فكر متعجبا، وقد عرف الطرف الجاني فورا، متى اختار صاحبه السابق لحظته.... خلال تبادل التحيات في اللقاء غير المتوقع أم  عند احتضان التوديع.

******************

شبح كانتر فيلا

اقتحموا القصر من خلال النافذة ليلا وسدوا الباب بمتراس من الداخل. في صباح اليوم التالي زينوا واجهة القصر بعلم كبير أحمر عليه صورة جيفارا (كان القصر خاليا لسنوات). عملوا ركاما من الحجارة في الشرفات لمقاومة رد فعل الشرطة وكوموا الوريقات ليناولوها للصحافيين، ولكن لا الشرطة ولا وسائل الإعلام أعارتهم اهتماما، وهم الآن يعيشون هناك منذ سنوات يدعون أنهم متمردون ثوريون، ولكن الناس في الجوار يعدونهم مجرد ساكنين غير شرعيين.

World literature today. Winter 2021*

**إريل ماغنوس (تولد 1975 في بوينس آيرس) له كتب مطبوعة كثيرة ويمارس الترجمة ويكتب للإذاعة.

 **************************

أربعُ إوزّاتٍ في بغداد

صادق الطريحي

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

أربعُ إوزّاتٍ تتمشّى في فُسحةِ صَباحٍ شتائيّ عريقْ

تمنحُ الفُسحةَ لونَ السّلامْ،

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

           ترافقُها المصوّرةُ السّيّدةْ

تمنحانِ الأرضَ عُشبَ السّلامْ.

أربعُ إوزّاتٍ ترعى في حديقةِ الوطنِ الأقدسْ

الحديقةَ المسوّرةَ بآلافِ الصّلبان

لا ترعبُها أربطةُ الخَيلِ المُرّةِ

لا ترعبُها أشرطةُ العَسسِ الحمراء

لا ترعبُها تنبّؤاتُ الجفافِ،

                    ولا عرباتُ الحديدْ.

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

           تتمشّى تحتَ الشّمسِ في كانون..

                           كانونَ المجيدْ

يعرفُها النّاسُ من لونِ ريشِها

وهْي تصدُّ غبارَ الصّحراء

       يعرفُها النّاسُ من إيقاعِ جناحِها

وهْي تأتي معَ الصَّبا

       يعرفُها النّاسُ من تشكيلِ مشيتِها

في طريقِ الجُمُعةِ إلى بغدادْ.

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

           تتمشّى وسْطَ المدرسةِ، شرقيَّ بغداد،

فتصوّرُها المصوّرَةُ السّيّدةْ

                  كهيئةِ الطّيرِ الجليلْ

            وهنَّ يأتينَ سَعْيًا في كلّ حينْ.

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

تتحدثُ عنِ الأخضرِ المذعور

تتحدثُ علانيةً عن النّهرِ الفراتْ

                 عن الزّيتِ الأثيمْ

وتحدّثُ العُشبَ عن إوزّ قادمٍ

                عن زهرةٍ تقاومُ الرّصاصْ.

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

تحدّثُ المصوّرةَ السّيّدةْ

               بصوتٍ شفيفِ الظلّ

عن الحديقةِ التي في شَمالِ الجزيرةِ الجرداءْ

عن العُشبِ، والأرزّ الجَنوبيّ الوفيرْ

فتلتقطُ المصوّرةُ الماهرةُ

                         لقطةً ثانيةً

لأربعٍ من الإوزّ الوفيرْ

لصوتِها الإلهيّ في حديقةِ السّوادْ

أصوتُها هو صوتُ المزمورِ العراقيّ القديمْ!!

أترنيمةُ الامّهاتِ في الإيوانِ البغداديّ

هي ترنيمتُها!!

وهل ضجيجُ التّلميذاتِ في ساحةِ المدرسةِ

هو صوتُها!!

أربعُ إوزّاتٍ بيضْ

           ترعى في ساحةِ اللغاتِ

تصغي إلى حديثِ عاشقينِ لا يستطيعانِ البَوحْ!!

تشربُ الماءَ من نَهرِ ديالى

النّهرُ الذي يقاومُ الجفافْ

وتلقطُ الحَبَّ المُتناثرَ من طريقِ الحريرْ

وتَنشدُ في لغتِها المنسيّة

نشيدَ الإوزّ العراقيّ الجليلْ.

******************* 

لماذا؟

لماذا يلجأ عدد من المؤلفين الى تكليف نقاد للكتابة عن كتبهم وتوليهم مهمة نشر ما يكتب عنهم..؟

ثم لماذا يلجأ (كتاب) الى الكتابة عن انفسهم وطلب نشر ما يكتبون من ثناء تخص كتبهم؟

************************

الصفحة السادسة عشر

بعد غد السبت

احتفال يوم الشهيد الشيوعي

تقيم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بعد غد السبت، احتفالا استذكاريا مركزيا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي.

يبدأ الاحتفال في الساعة الحادية عشرة صباحا، على حديقة مقر الحزب في ساحة الأندلس وسط بغداد. والدعوة عامة.

*************

إصدار

آليات الفكر وسؤال السياسة

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “آليات الفكر وسؤال السياسة في تجليات الحداثة العربية”، من تأليف عبد السلام المسدّي. يسعى الكتاب إلى معالجة إشكال كثيرا ما يتم تناوله في سياق وظيفة المثقف، من حيث مدى التزامه قضايا المجتمع أو مدى انحيازه إلى السلطة. كما يلقي الضوء على فرضية بقاء المثقف على الحياد باجتناب التصريح بموقفه حول علاقة الحاكم بالمحكوم، مؤكدا أن هذا الحياد “ينفي صفة المثقف عن أي باحث أكاديمي، أو عالم متخصص، أو أديب مبدع”.

*********

تأبين الراحل ألفريد سمعان في أربعينيته

بغداد – طريق الشعب

يقيم اتحاد الأدباء والكتاب السريان بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بعد غد السبت، حفل تأبين للشاعر والمناضل الراحل ألفريد سمعان، في مناسبة أربعينيته. يبدأ الحفل في الساعة الخامسة والنصف عصرا على قاعة منظمة كلدواشور في مدينة عنكاوا - أربيل.

*******

روبار رشيد تغني

لوحدة العراق بأربع لغات

كركوك – وكالات

كشفت المطربة الكردية روبار رشيد، النقاب عن أغنية وطنية جديدة لها ستؤديها باللغات العربية والكردية والتركمانية والسريانية. وقالت رشيد في تصريح صحفي، أن الهدف من هذه الأغنية التي كتب كلماتها خمسة شعراء “هو ايصال رسالة تدعو إلى التعايش السلمي بين مختلف القوميات التي تسكن في محافظة كركوك المعروفة بتنوع مكوناتها”، مؤكدة أن “الاغنية تعبر عن الاعتزاز بجميع المكونات العراقية، وتدعو إلى اشاعة التسامح وروح الاخوة والمحبة بين أبناء الشعب”. وأضافت قائلة، أنه “سيتم تصوير الاغنية قريباً بطريقة الفيديو كليب، وسيكون للازياء المتغيرة خلال التصوير، دور مهم في عكس التنوع الفلكلوري والاجتماعي في كركوك”،  مشيرة في الوقت نفسه الى أن “لديها ايضا مشاريع اخرى مستقبلية تتحدث عن وحدة العراق”.

********

«مكتبة الطفل»

تحتفي بتلاميذها المتفوقين

بغداد – مروة فاضل

احتفت “مكتبة الطفل” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، الاثنين الماضي، بالتلاميذ المنتسبين إليها، الذين اجتازوا الفصل الدراسي الأول بتفوق.  ويتلقى الأطفال في “مكتبة الطفل”، دروس تقوية في مناهجهم الدراسية، وتجرى لهم بين فترة وأخرى، اختبارات لمعرفة مدى استيعابهم الدروس. ووزعت المكتبة على الأطفال المتفوقين، شهادات النجاح.

********

«طريق الشعب» تتسلم جائزة افضل جريدة في 2020

بغداد – المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي

تسلم رئيس تحرير جريدة “طريق الشعب” نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق مفيد الجزائري، مساء امس الاول الثلاثاء، جائزة أفضل جريدة متميزة في عام ،2020 وهي الجائزة التي حصدتها “طريق الشعب” بحصولها على أكبر نسبة تصويت من قبل الجمهور، في المسابقة السنوية التي اقامتها وكالة موازين.

وجرى تسليم الجائزة الى العديد من المؤسسات والشخصيات الاعلامية الفائزة في المسابقة، في حفل كبير اقيم في القاعة الملكية في نادي الصيد، وحضره كثير من وجوه الاعلام والحياة السياسية والعامة.

وفي لحظة تسليم الجائزة الى رئيس تحرير “طريق الشعب” ظهر على الشاشة الكبيرة في صدر القاعة “لوغو” الجريدة، وتحته ثلاث جمل: “أقدم وأعرق صحيفة صدرت في العراق ولم تكف عن الصدور. عددها الاول صدر باسم “كفاح الشعب” في 31 تموز 1935. وفي  السنة الجديدة 2021 ستحتفل بمرور 86 عاما على ولادتها”.

*********

في البصرة

ندوة حوارية عن الانتخابات المقبلة وقانونها

البصرة - حيدر محمد

عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، الجمعة الماضية، ندوة حوارية حول الانتخابات المقبلة وقانونها، حضرها جمع من المثقفين والناشطين والمهتمين في الشأن الانتخابي.

الندوة التي عقدت في الهواء الطلق على حدائق “شارع الفراهيدي” الثقافي، أدارها الإعلامي حافظ الجاسم، فيما قدمها عضو لجنة العمل الديمقراطي في اللجنة المحلية، الرفيق محمود سعدون.

وبعد الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحركة الاحتجاجية والوطن، قدم سعدون لمحة عن انتفاضة تشرين، من حيث أسبابها وأهدافها، مبينا أن ظروف قيام الانتفاضة لا تزال قائمة، وانه من الممكن أن تتجدد الحركة الاحتجاجية في المستقبل القريب، بسبب عدم إقدام الحكومة على حل المشكلات التي طالب المنتفضون بحلها.

بعدها قدم شرحا مبسطا لقانون الانتخابات الحالي، وألقى الضوء على ثغراته السلبية التي قد تخدم بعض الكتل السياسية، مقترحا أن يحل قانون سانت ليغو غير المعدل، بديلا عن القانون الحالي، شرط أن يبقى على شكله الأصلي، وأن تكون الانتخابات نزيهة. 

وشدد سعدون على أهمية أن تكون هناك مراقبة دولية من الامم المتحدة للانتخابات، وأن لا يقاطع الشعب الانتخابات مثلما حصل عام 2018، حينما امتنع نحو 80 في المائة من أبنائه عن المشاركة في التصويت – بحسب قوله. وفي سياق حديثه، ألقى سعدون الضوء على رؤى الحزب الشيوعي العراقي للانتخابات المقبلة. وشهدت الندوة مداخلات وحوارات ساهم فيها العديد من الحاضرين. وقد تساءل البعض عن إمكانية إجراء انتخابات نزيهة في ظل انتشار السلاح المنفلت خارج يد الدولة!

*******

نقطة ضوء

«حوبة» الشهداء!

طه رشيد

قلبت بعض القواميس اللغوية العربية، مثل معجم المعاني الجامع  ولسان العرب والقاموس المحيط ومقاييس اللغة والصحاح في اللغة، باحثا عن اصل او معنى مرادف لكلمة “حوبَة” التي يستخدمها العراقيون للتعبير عن تحميل المذنب بحقهم ما يجري له او يحل به من ضيم او الم او مرض  او كارثة تؤدي به الى التهلكة! فيشمتون به ويقولون هذه حوبَة فلان.

ولم اجد مقابلا لهذه الكلمة من معنى يقترب مما يستخدمه العراقيون سوى كلمة “وَجَعْ”، اي ان الوجع الذي يصيب شخصا مؤذيا للاخرين هو نتيجة تعامله المؤذي معهم! اما اذا كانت فعلة المذنب تصل الى التصفية الجسدية للاخر، فان “ الحوبة “ تحمل الكثير من التشفي اذا ما اصاب  المذنب مكروه ما.

وهنا تنتقل الحوبة الى تجسيد عبارة تجاوزت امتداداتها الدينية، لتصل الى معانيها الانسانية في اطاريها الاجتماعي والسياسي، وهي “بشر القاتل بالقتل” اي بمعنى ان القاتل لا يمكن ان يفلت من العقاب!

ولنا في التاريخ امثلة عديدة، مثل موت هتلر الالماني وموسوليني الايطالي وبيونوشيت التشيلي. اما في العراق فما لحق بمنفذي انقلاب 8 شباط 1963 معروف لغالبية العراقيين، لما اقترفوه من جرائم بحق الشيوعيين والوطنيين.

فرئيس جمهورية الانقلابيين عبد السلام عارف مات حرقا حين سقطت طائرته، ويومها قال العراقيون: “صعد لحم نزل فحم”. وطاهر يحيى ذاق الامرّين في قصر النهاية على يد رفاقه القدامى، وحردان التكريتي اغتاله رفاقه بعد انقلابهم الثاني في 17 تموز 1968. وهذان الانقلابان نفذهما، بالتعاون مع وكالات مخابرات عربية وعالمية، حزب البعث الذي يعتبر الآن وفق الدستور، محظورا. وهذه واحدة من “حوبات” العراقيين، الذين كانوا ضحايا لنظام البعث المقبور!

وضحايا نظام البعث من عام 63 ولحد سقوطه في 2003 لا عد لهم ولا حصر. ولا نريد ان نذكّر بالحروب التي اشعلها النظام السابق والتي تركت خلفها عشرات الآلاف من الضحايا.

ولكن كشيوعيين، ونحن نتهيأ للاحتفال بيوم الشهيد في الرابع عشر من هذا الشهر، نقول ان قوافل الشهداء من شبيبتنا التي كانت ضحية الهجمة الفاشية لنظام البعث بمرحلتيه، سيبقون شعلة تضيء لنا الطريق، ومنهم نستمد العزم على مواصلة النضال من اجل وطن حر وشعب يرفل بالسعادة والامان.

وان ما حصل لقادة النظام المنهار وحزبه ونهاياتهم في مزبلة التاريخ، ليس غير “حوبة” الشهداء الذين لم يقترفوا ذنبا، سوى دفاعهم عن فكرهم العلمي ومشروعهم الانساني النبيل الرامي الى تحقيق الحرية للوطن والسعادة للشعب.

********

المكتبة العامة في الفلوجة

من صرح معرفي إلى مكب نفايات !

الفلوجة – وكالات

لا يزال سكان مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الانبار، يشيرون إلى المكتبة العامة الواقعة وسط المدينة بالقرب من السوق الرئيس، كعلامة دالة، رغم أنها دمرت بالكامل ابان الحرب على داعش الارهابي، ولم يبق منها شيء يذكر!

وغدت هذه المكتبة الكبيرة التي ترتبط بذاكرة سكان المدينة، وشيدت في خمسينات القرن الماضي، مكبا للنفايات. وكانت تعد مشروعاً معرفياً شاملاً، وضمت صالات مطالعة وقاعة ندوات ومحاضرات، تم إثراؤها بعشرات آلاف العناوين في شتى المعارف والعلوم.

وحتى الآن لا توجد أية بوادر لإعادة اعمار المكتبة، وسط مخاوف من تحول أرضها الى مشروع مول تجاري أو أسواق، في سياق حمى المولات والمجمعات التجارية التي تسودالمدينة منذ عامين، والتي تبحث بطبيعة الحال عن الأماكن المميزة.

يقول الصحفي عاصم البكار، إنها “كانت من المكتبات العريقة وبمثابة المنتدى الثقافي والأدبي لمثقفي الفلوجة والانبار بصورة عامة”، معربا في حديث صحفي، عن أمله بـ”إعادة تأهيلها لتعود البيت الذي يجمع كتاب ومثقفي المحافظة”.

أما الكاتب سلام المحمدي، الذي يعتبر المكتبة “هوية المدينة”، فيقول: “اذا اردنا بناء مجتمع واعٍ، وتحقيق مرحلة انتقالية وقفزة نوعية في نمو فكر الشباب وابعادهم عن الأماكن المزدحمة بدخان السكائر والأراجيل، فعلينا إعادة بناء المكتبة العامة”، مؤكداً أنها “مجمع الشباب الواعي الذي يبحث عن مستقبل لنهوض المجتمع”.

من جانبه، يشير مدير البيت الثقافي في الفلوجة ماجد الجبوري إلى أن مؤسسته، ومنذ تحرير المدينة من إرهاب داعش، طالبت عشرات المرات بإعادة تأهيل هذه المكتبة، موضحاً في لقاء صحفي، أنه “رغم البناء والإعمار الذي شهدته الأنبار، إلا أن الحكومة المحلية في المحافظة لم تبدِ اي اهتمام بتأهيل المرافق الثقافية”.

وجدد الجبوري مطالبته بضرورة تأهيل مكتبة الفلوجة “كونها من أهم الصروح الثقافية والعلمية في الانبار”.