اخر الاخبار

الصفحة الاولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

جريمة آثمة نكراء

تعرض مقر حزبنا الشيوعي العراقي في النجف صباح هذا اليوم (الجمعة 5 شباط) الى اعتداء مسلح غادر وجبان، تسبب في حريق وخسائر مادية ومن دون ان تقع خسائر بشرية.

وكانت مقرات الحزب في بغداد والبصرة والديوانية والناصرية قد تعرضت سابقا الى اعتداءات آثمة مماثلة، عكست جميعا تضايق الجهات التي تقف وراءها من الدور السياسي لحزبنا، وانحيازه الى الجماهير والى الانتفاضة واهداف المنتفضين وتطلعهم الى التغيير والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وغيضها من مشاركته الفاعلة في انتفاضة تشرين الباسلة، وتقديمه الشهداء الابرار في مواجهة العنف والتنكيل اللذين تعرض لهما المنتفضون. كما عكست سعيها المتجدد الى ادامة اجواء عدم الاستقرار والتوتر والاضطراب في البلاد.

غير ان هذه الاعمال الجبانة لم ولن تنال من عزيمة الشيوعيين، التي جُرّبت على مدى الـ 86 عاما من عمر حزبهم المديد، والتي لم يحصد مرتكبوها ومن يقف وراءهم ويدعمهم، داخليا وخارجيا، سوى الخزي والعار ولعنة التاريخ.

ويأتي الاعتداء المستنكر الجديد عشية بدء التحضيرات للانتخابات البرلمانية، التي كنّا وما زلنا نريد ان تأتي عادلة ونزيهة، وان تجري في أجواء آمنة سلمية، بعيدا عن قرقعة السلاح والضغط والاكراه واغراءات المال السياسي وشراء الذمم والاصوات. 

ان مثل هذه الأعمال البائسة لن تزيد الشيوعيين العراقيين في النجف، وفي سائر محافظات الوطن الا إصرارا على المواصلة مع جماهير شعبهم، لإنقاذ البلد ومواصلة السير قدما نحو بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

وإذ ندين هذا العمل الاجرامي الشنيع، ونتضامن مع رفاقنا وجماهير حزبنا في النجف، نطالب السلطات المحلية والاتحادية بالاسراع في تعقب الفاعلين ومن يقف وراءهم والاقتصاص العادل منهم.

5 شباط 2021

***********

على طريق الشعب

8 شباط الأسود .. طاعون الفاشية !

في ذلك اليوم الأسود، الثامن من شباط 1963، حين دشن وحوش الانقلاب الفاشي جرائمهم الشنيعة، وخوّضوا بالدماء الزكية، فاض طوفان الحقد، وانفتح الباب على مصراعيه أمام كوارث ظلت تتواصل، وتركات ما زال شعبنا يعاني منها.

فقد دعا الانقلابيون، في بيانهم رقم 13 المشؤوم الى إبادة الشيوعيين، وراحت “قطعان الحرس القومي” تقترف أبشع الآثام، بحق خيرة بنات وأبناء شعبنا، وحولت الملاعب الرياضية والمدارس الى مسالخ بشرية ومعتقلات ضمت الألوف من الشيوعيين وسائر الديمقراطيين والوطنيين. لكن ذلك الحقد لم يستطع منع المقاومة التي اندلعت منذ الساعات الأولى للانقلاب، وفيها قدم المناضلون، في معركة بطولية، مآثر ظلت حتى اليوم مثالا للتحدي يلهم المكافحين ضد الفاشية ومن أجل الحرية والديمقراطية والسلام.

وغني عن القول إن ذلك الانقلاب شكل نقطة انعطاف في تاريخ العراق السياسي الحديث. وخلال ذلك انتجت بذرة شباط الخبيثة ذلك الإرث المخيف من البربرية وثقافة سفك الدماء وانتهاك الحرمات.

وقد باتت جلية طبيعة ذلك الانقلاب، إذ كشفت وثائق دامغة الكثير عن دور وكالة المخابرات المركزية الأميركية في التخطيط له، والدعم الذي قدمته للانقلابيين من أجل اجهاض ثورة 14 تموز 1958 وايقاف مسيرتها، وتحقيق أحد أهداف الانقلاب الرئيسية متمثلاً في القضاء على الحزب الشيوعي والتصفية الجسدية للآلاف من قادته وكوادره وأنصاره.

وإذ نستذكر اليوم هذه المأساة لابد أن نتمثل دروسها البليغة. ومن بين هذه الدروس ما أكدته تلك التجربة من أن معاداة الشيوعية تخزي ممارسيها وتلقيهم في مزبلة التاريخ وتصب عليهم لعنته الأبدية، وأن غياب الديمقراطية يقترن، على الدوام، بصعود قوى الفاشية والرجعية والظلام.

وأكدت الخبرة، أيضاً، ضرورة منع أي مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح المنفلت والوجود المسلح خارج إطار الدولة ومؤسساتها الدستورية. كما اوضحت أنه من دون دولة مدنية ذات مؤسسات ديمقراطية لا يمكن ضمان الاستقرار السياسي والأمني، والسير الآمن والحثيث على طريق التقدم والعدالة الاجتماعية.

واليوم، وفي ظل الاخفاق المريع لنظام الطائفية السياسية ومنظومة المحاصصة والفساد الشامل، الذي أدخل البلاد في أزمة بنيوية مستعصية، تطرح أمام قوى شعبنا الوطنية مهمة التغيير واعادة بناء العملية السياسية على أسس سليمة، توفر امكانيات بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تنقذ البلاد من المآسي والمعاناة المريرة والفوضى والفساد والتطرف والارهاب، وتضمن الحقوق والحريات والعيش الكريم وتحقق الاستقلال الوطني والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وفي ظل الظروف الراهنة، حيث تظل الحركة الاحتجاجية مرشحة للتصاعد ولتنوع أساليبها الكفاحية، تسخّر القوى المتنفذة كل طاقاتها وامكانياتها وتستخدم كل السبل المقيتة، من أجل إشاعة مناخات اليأس والخوف، في سبيل اجهاض المسير نحو التغيير.

إن “مضمون التغيير المطلوب وكيفية تحقيق موازين القوى اللازمة لانجازه، هما المحور الأساسي للصراع” كما أكد التقرير السياسي الصادر عن اجتماع لجنة حزبنا المركزية في 4 كانون الأول 2020، وأوضح أن “الاسراع في انضاج البديل وتغيير الواقع المأساوي يتطلب جهدا شعبيا وجماهيريا واسعا، وعملا مثابرا من كافة القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية، ومن قوى الانتفاضة ونشطاء الحركة الاحتجاجية وجميع القوى التي تنشد الخلاص للبلد، لبناء أوسع اصطفاف سياسي وشعبي لتغيير موازين القوى وتحقيق الاختراق والسير قدماً على طريق التغيير الذي بات ملحا”.

لقد توهم فاشيو شباط أن بوسعهم القضاء على الحزب الشيوعي، ناسين حقيقة أن اقتلاع الزهور لا يوقف حلول الربيع .. وقد قالت الحياة كلمتها البليغة، وأضاء التاريخ درسه الغني، فذهب المجرمون الى المستنقع الذي يستحقون، وسطعت أنجم الشهداء في سماء بلاد الرافدين، وبقيت تضيء الدروب للمكافحين من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

وظلت أمثولة ومأثرة سلام عادل والعشرات من رفاقه من قادة وكوادر الحزب والألوف من مناضليه، حية تلهم أجيال الشيوعيين وسائر الثوريين والوطنيين العزم الذي لا يلين على مواصلة المسير من أجل الغايات الساميات.

لقد سال الكثير من الدم في شوارع البلاد الحزينة، غير أن رايات التحدي التي يرفعها الشيوعيون وسائر الوطنيين الحقيقيين، لم ولن تنتكس، والينابيع لن تنضب، والآمال تظل تنير طريق شعبنا صوب الغد الوضاء ! 

*********

بلاغ صادر عن اجتماع المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي اجتماعه يوم السبت (2021-2-6) وناقش باستفاضة المواضيع المطروحة على جدول عمله:

اولاً: استمع الى التقارير الواردة عن الاعتداء الاثم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف الاشرف وادان بشدة هذا الاعتداء الإرهابي محذراً من استمرار النهج المعادي للقوى المدنية الديمقراطية. ان هذا الاعتداء على احدى المؤسسات التي تعمل في ظل القانون يكشف عن محاولات استباقية لبث الخوف والترهيب وزعزعة الاستقرار للتأثير على المرشحين والناخبين حيث تجري الاستعدادات للمشاركة في الانتخابات المبكرة. ويحمل المكتب التنفيذي الحكومة العراقية المسؤولية كاملة على ما جرى وهو مؤشر واضح على عجزها عن الإيفاء بالتزاماتها المعلنة في تهيئة أجواء مستقرة وآمنة تتيح فرصاً متساوية للجميع في ممارسة الحق الانتخابي بما يجعلها انتخابات حرة ونزيهة وعادلة. كما ان استمرار بقاء السلاح المنفلت بأيدي العصابات والميليشيات، يؤكد  فشل الحكومة في تنفيذ وعودها بحصر السلاح بيد الدولة كما جاء في برنامجها المعلن.

ان التيار الديمقراطي يرى ان استمرار هذه الاعتداءات من شأنها ان تعيق المشاركة في الانتخابات وتؤدي الى عزوف واسع يقلل من شرعية النتائج في وقت يتابع فيه المجتمع الدولي والمؤسسات العالمية  التحضيرات لهذه الانتخابات التي يراد لها ان تكون أكثر صدقية وشرعية بعد الملابسات المعروفة التي جرت في الانتخابات السابقة.

ان حماية المرشحين والناخبين مسؤولية وطنية تقع على عاتق الحكومة اولاً فيما تتحمل جميع القوى المشاركة في السلطة مسؤولية انهاء مظاهر العنف والسلاح المنفلت لجعل الأجواء أكثر ملاءمة لإقامة انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية، وكي ينعم بلدنا بالأمان والاستقرار.

ثانياً: استعرض المكتب نتائج اجتماع اللجنة العليا للتيار الديمقراطي واكد على أهمية تنفيذ قراراته وما خلص اليه وضمنه في التقرير السياسي، الذي ترك صدى إيجابيا لدى تنسيقيات التيار في داخل العراق وخارجه.

ثالثاً: وفي ضوء ما تحقق في اجتماع اللجنة العليا قرر المكتب تشكيل سكرتارية من خمسة من أعضائه لمتابعة تنفيذ القرارات بشأن التواصل مع تنسيقيات المحافظات وخارج الوطن والتهيئة لانعقاد المؤتمر الثالث وتحديد المندوبين.

رابعاً: تأكيد عقد المؤتمر الثالث للتيار في موعده المقرر في 12 /3 /2021 وكلف السكرتارية بالمتابعة والتهيئة الكاملة لإنعقاده بنجاح.

خامساً: استعرض المكتب الملاحظات الواردة على مسودة النظام الداخلي وقرر استمرار الاتصالات مع أعضاء اللجنة العليا والتنسيقيات لعقد اجتماعات بصدد اجراء تعديلات إيجابية على النظام الداخلي وعرضه على المؤتمر لإقراره. وتقرر ان يكون اخر موعد لتسلم  الملاحظات يوم 20 /2 /2021.

سادساً: استعرض المكتب أسماء الأحزاب والحركات الراغبة في الانضمام الى التيار الديمقراطي وقرر الاستمرار في التواصل مع هذه الجهات لإعداد توصية للمؤتمر بشأن توسيع قاعدة التيار الديمقراطي وبحسب مقررات اللجنة العليا في اجتماعها الأخير.

********

راصد الطريق

تهريب .. فساد !

قال وزير الزراعة “امس الاول ان إيقاف التهريب سيساهم في تشغيل ٥ آلاف مشروع للحم الدواجن في عموم العراق، وسيوفر فرص عمل لكثيرين”. وأشار الى “وجود تواطؤ في السيطرات الأمنية “ محملا “ الضباط مسؤولية تمرير الشاحنات”.

ويوم أمس قرر مجلس الوزراء “ربط السيطرات الخارجية بوزارة الداخلية للحد من التهريب والفساد في المنافذ الحدودية”. واكد المجلس “جدية الحكومة في مكافحة الفساد”.

وقد قيل الكثير عن المنافذ الحدودية وما اتخذت الحكومة من إجراءات رادعة، وما أغدقت من وعود بان يكون ذلك مقدمة لواردات مالية وفيرة ستدخل خزينة الدولة، لكن الحصيلة ان تلك الإجراءات لم تحل حتى دون تهريب الدجاج!

اما الكارثة المحدقة فهي المخدرات وتهريبها. وكما صرح احد النواب فان ٦٠ في المائة منها صار يستهلك في العراق ، بعد ان كان بلدنا مجرد ممر لها.

 فاين هي الجدية في مكافحة التهريب وما يرافقه من عمليات فساد ورشى واتاوات ، بل وحتى ضحايا أبرياء؟

*********

الصفحة الثانية

«التخطيط» تحدد موعد اكمال مشروع «بنك الموظفين»

بغداد – طريق الشعب

حددت وزارة التخطيط، أمس، شهر حزيران المقبل موعداً لاستكمال مشروع (بنك الموظفين) في خطوة لحصر أعدادهم وكشف الوهميين (الفضائيين) منهم. وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح صحفي، أن “الوزارة تواصل عملها لإنجاز مشروع بنك الموظفين المؤمل أن يكتمل في حزيران المقبل بالتعاون مع بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية”.

وأضاف الهنداوي أن “أهمية هذا الملف تكمن ببناء قاعدة بيانات تفصيلية عن الموظفين وفك أي ازدواج موجود وتسهيل عملية صرف الرواتب عبر منصة إلكترونية ومعرفة التخصصات ومدة الخدمة والتحصيل الدراسي وبيانات أخرى”.

ووصف المتحدث “استجابة مؤسسات الدولة لهذا المشروع بالجيدة بعد صدور توجيهات من مجلس الوزراء بهذا الصدد وتشكيل لجنة عليا برئاسة وزير التخطيط، وهناك تفاعل وتعاون لإنجاز تفاصيل قاعدة البيانات الخاصة بموظفي مؤسسات الدولة”.

******************

الاحتجاجات المطلبية مستمرة

تصعيد جديد في الناصرية والكوت

بغداد – علي شغاتي

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المحافظات للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين وإقالة المسؤولين الفاسدين، وصعد المحتجون في مدينتي الناصرية والكوت من احتجاجاتهم عبر قطع عدد من الطرق الرئيسية.

فيما استمرت التظاهرات المطالبة بتوفير فرص العمل وتحسين الواقع المعيشي في عدد آخر من المحافظات.

جريحان في الناصرية

وفي الناصرية، أقدم المئات من المحتجين على قطع عدد من الطرق والجسور في المدينة، في تصعيد احتجاجي للمطالبة بالكشف عن مصير الناشطين المختطفين. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية نتج عنها إصابة اثنين من المتظاهرين بطلق ناري مباشر، أثناء محاولة القوات الأمنية تفريق المتظاهرين على جسر الحضارات.

وقال الناشط المدني حسين علي، لـ”طريق الشعب”، إن “التظاهرة تأتي للضغط على الحكومة والقوات الأمنية لمعرفة مصير الناشطين وللمطالبة بمحاسبة مرتكبي هذه الافعال”، مبينا أن “القوات الأمنية جددت استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين من خلال استخدامها للرصاص الحي في اتجاه المتظاهرين العزل”. يُشار إلى أن عددا من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد في المحافظة، نظموا تظاهرة أمام مبنى الحكومة المحلية، للمطالبة بتوفير فرص عمل.

تصعيد في واسط

وفي السياق، صعد المحتجون في محافظة واسط احتجاجاتهم المطالبة بإقالة الحكومة المحلية بعد انتهاء المهلة التي منحوها للحكومة في وقت سابق.

ويبدو أن زيارة وزير الداخلية للمحافظة ولقائه مع عدد من المتظاهرين لم يتوصل الطرفان فيها إلى حل مرض. وعلق الناشط المدني سجاد سالم، من خلال صفحته في فيسبوك على اللقاء بالقول: “كررنا رسالتنا السابقة بأن لا حل ولا استقرار في المحافظة بدون إقالة الحكومة المحلية”، مؤكدا “رفض المتظاهرين التفاوض مع المحافظ ونائبيه”، نافيا “ترشيح المتظاهرين أي شخصية لمنصب المحافظ”.

وفي تطور لاحق، أقدم العشرات من المتظاهرين على قطع عدد من الطريق وسط المدينة واغلاق عدد من الدوائر، فيما تجمع عدد آخر في ساحة الاعتصام الرئيسية في محافظة الكوت للمطالبة بإقالة الحكومة المحلية على خلفية انتهاء المهلة الممنوحة للحكومة ظهر يوم أمس.

احتجاج مطلبي في البصرة 

من جانبهم، تظاهر عدد من أهالي منطقة الطوبة والنخيلة في محافظة البصرة، احتجاجا على أداء الشركة المنفذة لمشروع البنية التحتية في المنطقة.

وذكر المتظاهر أحمد الموسوي، لـ”طريق الشعب”، أن “الشركة المنفذة للمشروع متلكئة في عملها وتجاوزت نصف المدة المحددة لإنجاز المشروع دون أي تقدم يذكر”. إلى ذلك، نظم عدد من حماية أمن الشركة العامة للحديد والصلب اعتصاماً أمام مبنى الشركة غرب المحافظة، للمطالبة بتحسين واقعهم المعيشي. وأشار مراسل “طريق الشعب”، إلى أن “المنتسبون نظموا اعتصاما مفتوح أمام الشركة للمطالبة بتعديل رواتبهم وصرف مستحقاتهم التي تتعلق في الترفيع والعلاوات”.

احتجاجات للمحاضرين والعقود

من جهتهم، جدد المحاضرون في المجان في دوائر مديرية تربية ميسان، اعتصامهم امام مبنى التربية احتجاجا على عدم تجديد عقودهم الموقعة في عام 2020. وأكدت تنسيقة المعتصمين في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، “عدم مغادرة مكان الاعتصام إلا بتجديد عقودهم، لاسيما بعد صدور كتاب ديواني من المحافظ يخول فيه مدير تربية المحافظة بذلك”. في غضون ذلك، نظم العشرات من أصحاب العقود في دوائر الكهرباء في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية التوزيع للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، وتضمين حقوقهم في موازنة العام الحالي. وأفاد مراسل “طريق الشعب”، أن “مطالب المحتجين تتلخص بتثبيتهم على الملاك الدائم وصرف رواتبهم استنادا لقرار مجلس الوزراء المرقم ٣١٥”.

مبينا أن “اصحاب العقود مستمرون في عملهم على الرغم من عدم صرف رواتبهم منذ مدة طويلة”.

تظاهرات للمهندسين

 فيما، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة اعتصاما، أمام مستودع الديوانية النفطي للمطالبة بتوفير فرص العمل. وطالب المتظاهر أمير حسن، عبر “طريق الشعب”، “الحكومة المركزية ووزارة النفط بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 174 لسنة 2019، القاضي بالتعاقد معنا وتوزيعنا على الشركات النفطية في المحافظة”. في المقابل، تظاهر العشرات من خريجي كليات الهندسة في محافظة كركوك، للمطالبة بتوفير فرص عمل.

 وقال المتظاهر أحمد قصير، لـ”طريق الشعب”، إن “الحكومة ومجلس النواب مطالبان بإطلاق الدرجات الوظيفية المخصصة في الموازنة والبالغ عددها 250 ألف درجة عوضا عن الذين أحيلوا للتقاعد من مواليد 1957 ولغاية 1960”.

وهدد قصير بـ”تنظيم اعتصام مفتوح في حال رفضت الحكومة إطلاق هذه الدرجات بعد إقرار الموازنة”.

هذا وأعلن موظفو سد دهوك مقاطعتهم للدوام احتجاجا على عدم إرسال الحكومة الاتحادية رواتب الموظفين منذ 5 أشهر. ويبلغ عدد موظفي السد 400 موظف وتبلغ قيمتها 375 مليون دينار، وترسل رواتبهم بشكل مباشر من قبل الحكومة الاتحادية، لكنها توقفت منذ حوالي 5 أشهر.

****************

إضاءة

المنحرفون الجدد!

محمد عبد الرحمن

تحل اليوم ذكرى مجزرة ٨ شباط ، الكارثة التي ذهب ضحيتها الالاف من المواطنين العراقيين ، شيوعيين  وديمقراطيين ووطنين آخرين. الانقلابيون حولوا العراق الى سجن كبير ازهقت فيه أرواح خيرة بنات وأبناء الوطن، لا لذنب ارتكبوه سوى دفاعهم عن ثورة  الشعب وتطلعهم الى بناء بلادهم على وفق خياراتهم، وليس كما تريد وتشتهي  قوى الظلام والجريمة الداخلية والخارجية .

وفي كل مرة تقترب فيها هذه الذكرى المشؤومة، نمني النفس بان تكون دروسها  حاضرة، وان يجري الرفض الكامل للعنف في الحياة السياسية. فالتجربة تقول ان ممارسة السياسة بالقوة لن تقود الا الى المزيد من  الضحايا والى حالة اللاستقرار والتخلف، وتبديد طاقات البلد وجره الى صراعات جانبية. فيما هو يواجه طائفة من القضايا التي تتطلب توحيد جهود الوطنيين الخلص حولها، لانجازها وإنقاذ البلد مما هو فيه من وضع مترد ومزر.

لكن البعض لا يريد ان يتعض، الامر الذي يدخل في هذه الحالة ضمن عوامل وأسباب تخلف البلد وتأخره، وجعل المواطن يركض ليل نهار لسد قوت يومه، والكثيرون من المواطنين يخسرون هذه المعركة لصالح ثالوث الفقر والمرض والجهل.

هذا البعض المتنمر والمتغول تذكر عشية حلول ذكرى انقلاب شباط الأسود اسلافه من المنحرفين والقتلة والمجرمين والظلاميين، فصب حقده الأسود على مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف، مسلطا “ زوار الليل “ بقنابلهم المولوتوفية، البائسة مثلهم .

وسواء ادرك هؤلاء المجرمون ام لا ان فعلتهم لا تستهدف عميد الحركة الوطنية والأحزاب  العراقية وحسب، بل تستهدف ايضا أمن واستقرار الوطن، وتديم حالة العنف وعدم الاستقرار، وتواصل بهدلة الدولة ومؤسساتها. كما انها امتحان للحكومة في ما يخص قدرتها على فرض الامن وتطبيق القانون، وعلى توفير أجواء سليمة لاجراء انتخابات برلمانية  عادلة  ونزيهة .

لقد اخطأ المعتدون  والمنحرفون الجدد في العنوان من جديد ، شأن ايتام ٨ شباط الأسود عندما  ظنوا واهمين ان  الحزب الشيوعي لقمة سائغة، وشجرة منقطعة الجذور يسهل اقتلاعها .

ان على المجرمين الجدد الادراك مبكرا انهم يحرثون في البحر، وان صوت الحزب لم ولن تسكته اعواد المشانق ولا تصفيات قصر النهاية  ونقرة السلمان وسجون بغداد والكوت والحلة، ولا الاغتيالات وكاتم الصوت وقنابل المولوتوف، وغيرها مما تفنن به الجلادون والقتلة لاسكات صوت الحقيقة، صوت الشعب .

ان الحزب والشعب صنوان، وفِي ترابط ازلي،  وستخيب ظنون من يناصبهما العداء.   

*************************

الشيوعي الكردستاني:

خفافيش الظلام تهاجم بيت الوطنيين

استنكر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني، الاعتداء الآثم على مقر حزبنا الشيوعي في النجف.

وعدّ بيان الشيوعي الكردستاني حادثة النجف “صفحة اخرى من مسلسل الحملات الرامية الى تخويف المناضلين الذين كانوا في الصفوف الأولى في جبهة الدفاع عن قوت الشعب والنضال، من اجل تحقيق حياة كريمة تليق بالمواطن الذي يتضور من الجوع والعسف في وقت كان ينتظر من العراق الجديد عراقا تتحقق فيه التنمية والتقدم والاعمار والازدهار والاستقرار”.

واشار الى انه “مرة أخرى يهاجم خفافيش الظلام، أعداء الديمقراطية والتقدم والتمدن، مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف، الذي كان ولا يزال بيتا للوطنيين الشرفاء، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الكادحين من أبناء شعبنا، منذ تأسيس الحزب الشيوعي والى الان”.

وأكد ان “الهجوم على مقر الحزب الشيوعي العراقي لن يثني من عزيمة الشيوعيين واصرارهم في الذود عن مطالب الجماهير الكادحة في نبذ الطائفية وتأمين الحياة الكريمة للمواطن والمضي على طريق النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد”.

*************************

احتجاجات للملاكات الصحية والتمريضية

الأطباء المقيمون يطالبون بصرف رواتبهم المتأخرة منذ خمسة أشهر

بغداد – طريق الشعب

شهدت 4 محافظات خلال الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية للأطباء والملاكات الصحية والتمريضية، للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي والوظيفي، وصرف رواتب الأطباء المقيمين.

فيما، أعلن الأطباء الاختصاص في محافظة المثنى الإضراب عن العمل احتجاجا على التجاوزات من قبل مدير صحة المحافظة.

تظاهرة في البصرة

وشهدت محافظة البصرة تظاهرة للملاكات الصحية أمام دائرة صحة المحافظة للمطالبة بتحسين الوضع الوظيفي لهم. وقال مراسل «طريق الشعب»، إن «العشرات من ملاكات دوائر صحة المحافظة، نظموا تظاهرة للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي والوظيفي لهم من خلال رفع التسكين وإطلاق العلاوات وتوزيع قطع الأراضي السكنية لهم»، مشيرا إلى ان «المحتجين أعربوا عن عدم ثقتهم بالوعود الحكومية لعدم إيفاء الجهات المعنية بها».

وذكر المتظاهر أحمد جاسم، لـ»طريق الشعب»، أن «المطالب هي رفع التسكين وإطلاق العلاوات لجميع الموظفين، ورفض أي استقطاع تنوي الحكومة تنفيذه»، مبينا أن «الملاكات الصحية يواجهون خطر الموت من خلال وجودهم في ردهات العزل وبمواجهة مباشرة مع فايروس كورونا وتقابلهم الحكومة بإجراءات مجحفة».

إضراب في المثنى

وفي محافظة المثنى، أعلن الأطباء الاختصاص إعلان الإضراب العام عن العمل، احتجاجا على سوء استخدام الإدارة من قبل مدير عام صحة المحافظة.

وقال مراسل «طريق الشعب»، عبد الحسين السماوي، إن «الإضراب جاء بسبب سوء الإدارة والتجاوز المستمر من قبل مدير صحة المحافظة على الأطباء»، مؤكدا «استمرار العمل في طوارئ المستشفيات دون توقف»

ورهن الأطباء، «إنهاء الإضراب بتقديم المدير لاستقالته». ويُذكر أن خلافات نشبت بين مدير صحة المحافظة والأطباء الاختصاص، ما انعكس بالسلب على تقديم الخدمات الطبية والصحية لجميع المرضى الراقدين في المستشفيات.

احتجاج في الديوانية

في غضون ذلك، جدد العشرات من الأطباء المقيمين في مستشفى الديوانية التعليمي تظاهراتهم داخل المستشفى لمطالبة الحكومة المركزية والمحلية ووزارة الصحة والمالية بإطلاق رواتبهم المتأخرة منذ خمسة أشهر.

وأشار مراسل «طريق الشعب»، أن «الأطباء المقيمون جرت مباشرتهم بعد حصولهم على الأمر الإداري والمالي في شهر أيلول الماضي، بعد حصول قرار بالموافقة على صرف رواتبهم من قانون الاقتراض المصادق عليه من قبل مجلس النواب».

وأضاف أن «الكوادر الطبية من الأطباء المقيمين يؤدون عملهم على الرغم من ارتفاع الإصابات بفايروس كورونا».

من جانبها، حملت نقابة الأطباء في المحافظة وزارتي المالية والصحة مسؤولية تأخير صرف رواتب الأطباء، من خلال تصريح الناطق باسم النقابة نداء الوائلي، الذي أعلن تضامن نقابته مع مطالب الأطباء.

وقفة في واسط

وفي السياق، نظم العشرات من الأطباء المقيمين في مستشفى الزهراء التعليمي بمحافظة واسط، وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 5 أشهر.

وبيّن أحد الأطباء المقيمين الذي رفض كشف هويته، «حجم الظلم الكبير الذي يتعرض له الأطباء المقيمون من خلال عدم صرف رواتبهم منذ 5 أشهر على الرغم من الجهد الكبير الذي يبذله الأطباء في ظل جائحة كورونا»، مشيرا إلى أن «الواجب الانساني منعنا من الانسحاب من المعركة الشرسة مع الفايروس رغم حالتنا المادية الصعبة». واستغرب الطبيب في حديث لـ»طريق الشعب»، من «مماطلة الحكومة في مسألة إطلاق الرواتب رغم تضمينها في قانون الاقتراض».

*****************************

الصفحة الثالثة

معنيون يعدونه «قرارا غير مدروس».. والنزاهة تحملت مسؤولية مضاعفة

عامان على حل «المفتشين».. ماذا حقق القرار؟

بغداد ــ سيف زهير

بعد مرور قرابة عامين على حل مكاتب المفتشين العموميين، يتساءل معنيون عن النتائج التي حققتها هذه الخطوة في محاربة الفساد، عادين قرار الحل “غير مدروس”، وانه شجع على تغوّل تلك الآفة، بينما المؤديون لإلغائها يجدونها “حلقات زائدة”، عرقلت أعمال مشاريع الوزارات، وتحولت الى “وسيلة لابتزاز الاخر”.

وتقول مصادر مطلعة من داخل هيئة النزاهة، ان مكاتب المفتشين كانت تسند عملها بشكل كبير، لكن الهيئة الان باتت مثقلة بالعمل الرقابي.

هل تحقق الغرض؟

شُكلت مكاتب المفتشين العموميين بموجب أمر سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 57 لسنة 2004 الذي نص في القسم (5) منه على مهام تلك المكاتب ومنها “فحص ومراجعة جميع سجلات الوزارة وكل ما تقوم به. والمراجعة والتدقيق في عمليات الوزارة وتلقي الشكاوى المتعلقة بأعمال الغش والتبذير وإساءة استخدام السلطة”.

ويقول عضو في احد مكاتب المفتشين السابقة: إن “العمل لم يكن مثاليا، لكنه شهد انجازات ملموسة في متابعة ملفات الفساد، رغم حجم الضغوط السياسية التي كانت تفرض من قبل المتنفذين علينا”.

فيما يبرر المدافعون عن قرار إلغائها، بأن “البرلمان كشف خروقا كثيرة اقترفها بعض المفتشين وموظفيهم، كالفساد والرشاوى وهدر المال العام، وما آلت إليه المكاتب بسببهم، من أوضاع استدعت إلغاءها لتسريع انجاز المشاريع والمعاملات، بعيدا عن الابتزاز والعرقلة للشركات والموظفين والمواطنين على حدٍ سواء”.

وحتى مع تلك الخطوة، يؤكد الجميع أن تلك الظواهر السلبية لا تزال مستمرة في دوائر الدولة، على قدم وساق، رغم مرور ما يقارب عامين على إلغاء المكاتب.

وحلّ العراق، مؤخرا، في المرتبة 162 من أصل 180 بلد، في مؤشرات الفساد التي أعدتها منظمة الشفافية الدولية، وهو السادس عربيا بالفساد وفقا لتقرير المنظمة.

غياب الاستراتيجية الوطنية

من جانبه، يعتقد سعيد ياسين، الخبير الممارس في مجال مكافحة الفساد، إن “الدولة لا تمتلك سياسة وطنية ولا إستراتيجية واضحة ومعتمدة لمكافحة الفساد، بعد إلغاء مكاتب المفتشين العموميين، من قبل مجلس النواب”.

ويقول ياسين، في حديث نقلته وكالات الانباء، إن “الفساد والرشوة في المؤسسات الحكومية تطورت وتنامت”، مضيفا ان “الأجهزة والمؤسسات الحكومية المعنية بالتحقيق ومتابعة عمليات الفساد، تتعمد عدم الكشف عن المعلومات والتحقيقات التي تجريها مع كبار الفاسدين”.

ويؤشر المتحدث، أن “غالبية الأحكام القضائية الصادرة ضد الفاسدين هي غيابية، أي أن المتهمين غير موجودين”.

ويشير الى أن قيمة المبالغ المنهوبة والمهربة على مدار السنوات التي تلت العام 2006، وحتى هذه اللحظة، تقدر بـ360 مليار دولار.

عمل استباقي رادع

أما جواد الطائي احد المتابعين لعمل مكاتب المفتشين السابقة، فانه يبرهن على جدوى عمل تلك المكاتب بالتقارير التي كانت تقدم إلى هيئة النزاهة سنويا، “إنها توضح كيف تم استرداد مبالغ مالية مهمة، نتيجة لتقصي ملفات الفساد، فيما تم وضع اليد على مبالغ أخرى كبيرة، بسبب الجهد الاستباقي الذي تقوم به المفتشيات قبل وقوع الجريمة”.

ويستعرض الطائي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أحد نماذج العمل الاستباقي لهذه المكاتب قائلا “في وزارة الزراعة مثلا، تم ابطال عقود شراء مرشات، بسعر 400 دولار للمرشة الواحدة. بينما وجد أن سعرها الحقيقي في السوق، لا يتجاوز 60 دولارا. وهذا كان بفضل مكتب المفتش العام، ومثل هذه الحالة العشرات أو المئات في بقية الوزارات”.

ويقر جواد بأن “بعض المكاتب خضعت تماما للضغوط السياسية، بينما عملت مكاتب أخرى إعادة أموال طائلة إلى خزينة الدولة”.

ويعلل المتحدث قرار حل مكاتب المفتشية بـ”كشف ملفات الفساد الكبيرة التي تورطت بها جهات سياسية، ما جعلها تسرّع من عملية إلغائها من دون أي تخطيط أو دراسة” حسب قوله.

هدر خبرات المكاتب

ويلفت الطائي إلى إن “أعضاء مكاتب المفتشين، وبعد قرار الإلغاء، تم توزيعهم بطريقة عشوائية على دوائر الوزارات التي ينتمون إليها، ما جعل كثيرا منهم يتعرضون إلى المضايقات من قبل المسؤولين التنفيذيين الذين تضرروا من عمل مكاتب المفتشية”.

ويشير الى ان تلك “الطريقة العشوائية” جاءت بتدبير من بعض المسؤولين والنواب، ما تسبب بهدر مالي وبشري كبيرين، لأن الدولة كانت قد صرفت مبالغ كبيرة على كوادر تلك المكاتب، لأجل تدريبهم على هذه المهام، وبالتالي عطلت جميع خبراتهم، ولم تتم إحالتهم حتى إلى الجهات الرقابية، التي يمكن أن تستفيد منهم في هذا المجال.

النزاهة عارضت القرار

وبعد قرار إلغاء مكاتب المفتشين العموميين، أعلنت هيئة النزاهة، في حينها، عن الأسباب التي دعتها إلى الوقوف بالضد من هذه الخطوة، مؤكدة أن إلغاء المكاتب لا ينسجم مع جهود مكافحة الفساد.

وأوضحت الهيئة، إن “سبب الوقوف ضد مقترح قانون إلغاء مكاتب المفتشين العموميين يعود إلى أن الرقابة الـتي يقوم بها الـمفتش العام تعد من الإجراءات الوقائية لمكافحة الفساد بمعـنى أنه يمارس رقابته قبل وقوع الفعل، الأمر الذي يجعل مهمته تختلف عن مهمة بعض الأجهزة الرقابية الأخرى، ولاسيما الادعاء العام الذي لا يمكن أن يتقمص دور المفتش العام ولا أن يحل محله”.

وأضاف بيان الهيئة، أن “التسليم بفكرة إيكال هذه المهمة إلى الادعاء العام بكل تفاصيلها سيفضي إلى التدخل بأعمال السلطة التنفيذية من قبل السلطة القضائية، الأمر الذي حظره الدستور النافذ في المادة (47) الـتي كفلت مبدأ الفصل بين السلطات”، مشددا على إن “إلغاء المكاتب لا ينسجم مع جهود مكافحة الفساد ولا مع توجهات الحكومة والبرلمان الداعية إلى أن تكون الحرب القادمة هي الحرب على الفساد، إذ تستدعي المرحلة القادمة مزيداً منْ الدعم للأجهزة الرقابية وتوسيع صلاحياتها، وليس العكس. ولهذا فإن إلغاء المكاتب يمثل رسالة سلبية لكل من المواطن والأجهزة الرقابية، إذ سيشكك المواطن بنوايا مكافحة الفساد، وستشعر الأجهزة الرقابية بالإحباط، علما أن القرار سيفضي إلى التأثير السلبي في سمعة العراق الدولية، وفي تصنيفه بحسب معايير مكافحة الفساد المعتمدة منْ قبل منظمة الشفافية الدولية”.

كوادر قليلة وعمل مرهق

ومن جانب اخر، قال مصدر مطلع إلى أن مكاتب المفتشين العموميين كانت متباينة الأداء؛ فمن ناحية شهدت إخفاقا أو مساومات أو تغطية على بعض ملفات الفساد، ومن ناحية أخرى حققت خطوات مهمة في هذا المجال، وأعادت أموالا طائلة. وكان من المفترض إن يعاد ترميم وضعها والاستفادة من منجزاتها، لا الإطاحة بها بهذه الطريقة.

واضاف المصدر في حديث خص به “طريق الشعب”، انه بعد “قرار الإلغاء لم يتم توفير البديل الحقيقي، بل انه جرى اتخاذه بعيدا عن مشاورة هيئة النزاهة وكوادرها”. وعن تداعيات القرار، ذكر المتحدث، بان “هيئة النزاهة تقوم حاليا بجهود مضاعفة”، وأيضا ادى ذلك الى بروز “مشاكل أثرت في فاعلية متابعة ملفات الفساد”، لافتا الى ان “مكاتب المفتشين كانت تتابع الفساد داخل الوزارات، وتنسق بشكل مباشر مع الهيئة، لتزويدها بالمعلومات الكافية، علما أن هذه المكاتب كانت تملك المعلومات الفنية الكافية لمساعدة كوادر الهيئة في فهم ملابسات بعض ملفات الفساد المعقدة”. وأوضح المصدر ان “كفاءات الهيئة تتمتع بالمعرفة القانونية، لكنها لا تفهم تماما ما يدور مثلا في عقود وزارة النفط وتفاصيلها الفنية المعقدة، وكذلك وزارة الكهرباء وغيرها، فكل هذه التفاصيل كانت توضح من قبل المكاتب في الوزارات وتسهل العمل لرصدها وملاحقتها”. وخلص المصدر الى القول إن “الحكومة والبرلمان لم يكونا جادين في محاربة الفساد، لأنه كان بإمكانهما العمل على ترميم تلك المكاتب وتقويتها وتخليصها من ضغوط المتنفذين، لا حلها وجعل الفساد يضرب أطنابه”.

*******************

استنفار كبير وإجراءات احترازية

الصحة: كورونا المتحورة سريعة الانتشار

بغداد ــ طريق الشعب

حذرت وزارة الصحة، يوم أمس، من دخول السلالة الجديدة لفيروس كورونا، إلى العراق بعد ارتفاع أعداد الإصابات مجدداً، وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية التي حددتها اللجنة العليا للصحة والسلامة. وفيما أكدت القيام بإجراءات عديدة لمواجهة الجائحة، اشارت الى كورونا المتحورة “سريعة الانتشار، وإن الأطفال هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بها”.

استنفار كبير

وأكدت عضو الفريق الاعلامي الطبي في وزارة الصحة والبيئة، ربى فلاح، في تصريح صحفي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن “الوزارة اتخذت كل التدابير الاحتياطية والإجراءات الاحترازية والوقائية، لمنع ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا، واستنفرت كافة مؤسساتها وكوادرها الطبية والصحية لأي طارئ، خاصة في ظل فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة”، لأنها “أجواء ملائمة لظهور الأمراض الانتقالية والأمراض التنفسية الوبائية”. 

وتابعت فلاح، أن “الوزارة تقوم بين الحين والآخر بإرسال نماذج لمختبرات مرجعية خارج العراق، للتأكد من خلوها من الفيروس المطور. كما عملت على استحداث مختبرين هما مختبر الصحة العامة المركزي، والمختبرات التعليمية في مدينة الطب، لتشخيص السلالة الجديدة، كما قامت بتدريب الكوادر الصحية لفحص المصابين بهذه السلالة للفحص في حال دخول السلالة الجديدة، باعتبار أن الفيروس بطبيعته يغير من صيغته الجينية، وبالتالي يتحور ويعطي سلالات أخرى”. 

غلق الحدود مع الدول الموبوءة

وأوضحت، أن “الفيروس الجديد له القدرة على الانتشار بسرعة تصل إلى 70 في المائة، وان الأطفال هم أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة به، كما أن البروتوكولات العلاجية التي تستخدم لعلاجه هي نفسها المستخدمة مع كوفيد - 19”، لافتة إلى أن “الوزارة وجهت بغلق الحدود مع الدول التي سجلت ظهور إصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس، ومنع السفر من وإلى العراق منها ما عدا العراقيين الوافدين من تلك الدول حيث يتم حجرهم لمدة 14 يوماً من أجل التأكد من خلوهم من الإصابة”. 

وفي سياق آخر، قال الناطق باسم وزارة الصحة والبيئة، سيف البدر، في تصريح صحفي، إن “الوزارة استوردت الثلاجات الخاصة بحفظ اللقاحات مـن مـنـاشـئ عـالمـيـة رصـيـنـة تـضـاف إلـى الثلاجات الكبيرة التي تمتلكها والموزعة في بغداد والمحافظات وإقليم كردستان، إذ تم تحديد أماكن حفظ اللقاحات وتهيئة جميع النواحي اللوجستية لاستقبالها”. 

وأضاف البدر، أن “لقاح استرازينيكا البريطاني لا يحتاج الى إجراءات معقدة لحفظه على العكس من فايزر”، مشيرا إلى أن “توزيع اللقاح سيكون بحسب الأولويات وسنبدأ التوزيع مباشرة بعد وصول الوجبة الأولى منه”.

وبيّن أن “المجموع الكلي الذي تم التعاقد عليه من فايزر يبلغ 8 ملايين أي أن 20 بالمئة من الشعب العراقي سيحصلون على اللقاح، ومن الممكن أن تُجرى تعديلات على النسبة، فتزداد بحسب الحاجة والمستجدات الوبائية”. 

يُذكر أن وزارة الصحة كانت قد أعلنت يوم أمس عن الاحصائية الجديدة للإصابات وحالات الشفاء والوفيات.

وذكرت الوزارة في موقفها الوبائي اليومي، إن “الكوادر الصحية سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 1134 إصابة جديدة، فيما تماثل 1026 مصابا إلى الشفاء، بمقابل وفاة 9 مصابين فقط”.

*************************

الصفحة الرابعة

الأمم المتحدة تطلق نداءً بشأنها

مستلزمات كثيرة «لاستعادة» الأهوار العراقية

بغداد ـ عبد الله لطيف

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريراً، وجه فيه نداءً “لاستعادة” الأهوار العراقية، فيما أكدت الخارجية الامريكية على دعمها للجهود الدولية والمحلية في هذا الملف. ويعمل ناشطون محليون “لاستعادة” الأهوار لما تملكه من “تنوع احيائي” مهم، لكنهم دائماً ما يصطدمون بإهمال حكومي لم يوفر “متطلبات اليونسكو” الخاصة بضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي. وتؤكد وزارة الموارد المائية أن الأهوار لا تصلح كي تكون خزينا مائيا دائما، لكنها في الوقت ذاته تسعى للحفاظ على المسطحات المائية العميقة، في الأهوار.

نداء دولي

وذكرت الأمم المتحدة، في تقريراً لها، على أهمية التزام العراق باتفاقية “رامسار” من خلال “إنشاء شبكة من المناطق المحمية”، وأشارت إلى أن الأهوار، ومن خلال الدعم المناسب، يمكن أن تصبح مصدرا “لتطوير قطاع ثالث” يعتمد على إدارة الموقع والسياحة والضيافة، والتي ستساهم على المدى الطويل في حماية واستدامة النظم البيئية والمناظر الطبيعية.

واستجابة لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق ‏الشؤون الإنسانية، جاء إعلان الإدارة الأميركية بتوفير 4 ملايين دولار لدعم مشاريع التنمية ‏في الأهوار العراقية، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقية “رامسار” ‏للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة.‏

ووفقا لتغريدة نشرتها وزارة الخارجية، أعلنت فيها تقديم “4 ملايين دولار لدعم الجهود الدولية والمحلية لاستعادة الأهوار العراقية”.

وأضافت أن “الأهوار هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما يوفر نظامًا بيولوجيًا فريدًا لجاموس الماء ومئات الأنواع من الأسماك والطيور”.

وأكدت الأمم المتحدة على ضرورة مواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي في الأهوار العراقية، ويعد هذا التغير جزءا أساسيا من الخطة التي اعتمدها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في وعوده الانتخابية ومنذ تسلمه الإدارة الأميركية في كانون الثاني.

جهود محلية

وتعليقاً على مفردة “استعادة الأهوار” التي جاءت في تغريدة الخارجية الامريكية، قال الناشط في حملة حماة دجلة، سلمان خير الله، لـ”طريق الشعب” إن “الناشطين البيئين يعملون على استعادة الأهوار العراقية منذ عام 2004، كأراض رطبة”. 

وأضاف إننا “نعمل على استعادتها لما تملكه من تنوع إحيائي، ومناسيب المياه ونسب الإغمار فيها، كل تلك النقاط هي ضمن رؤيا المنظمات والناشطين المعنيين في هذا الشأن يسعون للحفاظ عليها”. 

ويتطلع الناشطون في مجال البيئة، أن تكون الأهوار في أفضل حالاتها كما كانت بين الأعوام 1973 و1976، من ناحية الراحة للسكان وكمية الإنتاج الحيواني التي كانت أفضل بكثير، مع نسب إغمار عالية، والتنوع الاحيائي الكبير، من حيث الاستدامة التي كانت موجودة في ذلك الوقت.

وبين خير الله، أن “سوء الإدارة المحلية والدولية، تمنع عودة الأهوار إلى أفضل حالاتها، وأنها بحاجة إلى كميات مياه اخرى لإدامة هذه المفاصل”.

تنوع بيولوجي

وأشار إلى أنه “للحفاظ على التنوع البيولوجي عملت منظمات المجتمع المدني منذ عام 2007 إلى عام 2013 على هذا الملف، وأصدرت منهاجاً عن التنوع الاحيائي في العراق، وضمن هذا المنهاج فقرة تخص الأهوار، يوضح هذا المنهاج الأنواع الإحيائية المحلية المهددة بخطر الانقراض، والمهاجرة التي قد لا تجد بيئة أمنة لها في رحلتها عبر العراق”.

 ولفت الناشط البيئي، أن “هناك اصوات بدأت تقلل من الجريمة التي ارتكبها النظام السابق بحق الأهوار عندما عمد إلى تجفيفها، واعتبر أن الجفاف الذي حدث مبنياً على أسس علمية، لكن ما فعله النظام السابق وإلى الآن تدفع ضريبته الأهوار “.

لا تصلح للخزن

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عوني ذياب، في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن “الأهوار مسطحات مائية كبيرة جداً، الخزن فيها غير صحيح، أذا بقينا نضخ فيها مياها سوف تتعرض للتبخر”.

وذكر أن “الأهوار تتأثر بالسنوات الرطبة والجافة، فحالتها غير مستقرة، حتى في سنوات قبل التجفيف كانت المياه تنحسر فيها بشكل حاد، خصوصاً في سنوات الجفاف”.

وأوضح “لا يمكن أن تبقى الأهوار مسطحات مائية دائمية، ولا يمكن تحويل الأهوار إلى خزانات مياه دائمية، كما يريد البعض، في الوقت ذاته يمكن أن تكون الأهوار خزانات مياه موسمية”. وأشار إلى ان “ذلك مرهون بنسب الأمطار أو السيول التي تحدث في شرقي العراق”.

وبين المتحدث، أن “في هذا العام لم تصل للأهوار كميات مياه كافية مثل العام الماضي، نتوقع أن بعض السيول قد تصل إلى منطقة واسط تحديداً هور الشويجة”.

ولفت إلى أن الوزارة تحاول الحفاظ على “المسطحات المائية العميقة”، في الأهوار، وتضخ كميات مياه للحفاظ عليها.

وقال: تقدر كمية المياه في الأهوار في حال الامتلاء بالكامل بـ 5 مليار متر مكعب، وحالياً تتراوح المياه فيها من 2 إلى 3 مليار متر مكعب.

وكانت منطقة الأهوار تغطي 9 آلاف كيلومتر مربع في السبعينيات، لكنها تقلصت إلى 760 كيلومتر مربع بحلول عام 2002 ثم استعادت نحو 40 في المائة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. بحسب تقرير الام المتحدة.

 اهمال محلي لمتطلبات دولية

تحدثت الأمم المتحدة عن إمكانية تحويل الأهوار إلى قطاع منتج لكن الحكومات المحلية لم تهتم بهذا الشأن.

الناشط البيئي، نصير باقر، في ذي قار، يؤكد أن “الحكومة المحلية لم توفر متطلبات اليونسكو الخاصة بضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي، وأن اللجان التي شكلت لم تفعل شيء”.

وذكر باقر في حديث لـ”طريق الشعب”، أن الحكومات لم تهتم في ملف، “الحد من مصادر التلوث او اعتماد مبادئ السياحة البيئية”، وحفظ التنوع الاحيائي، أضافة إلى الوصول الآمن للأهوار. 

ولفت إلى ان “الناشطين البيئيين لا يحبذون زيارة السواح إلى الأهوار، معظمهم مضرون بها، على الرغم من وجود قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009. الكفيل بحماية الأهوار من الضرر”.

تراث عالمي

ويدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة حكومة العراق، منذ عام 2004، في جهودها لإدارة مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية في بلاد ما بين النهرين، مع إدراج الأهوار العراقية كموقع للتراث العالمي، عام 2016، ووضع خطة إدارة بيئية للمنطقة.

وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة الأممية ضمن البرنامج، بتحقيق نظام غذائي أكثر مرونة ودعم جهود الحكومة العراقية لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وزيادة سبل العيش المرنة لسكان الريف في جنوب العراق بما في ذلك الأهوار.

**************

تساؤلات عن أسباب القطوعات الأمنية في مناطق عدة؟

بغداد – طريق الشعب

شهدت المناطق المحيطة في ساحة التحرير إجراءات أمنية مشددة، بعد رفع خيام الاعتصام هناك بالقوة، وبقي جسر الجمهورية مغلقا من أحد الجانبين ما أضاف زخما مروريا كبيرا في هذه المنطقة. وبعد التفجير الدامي الذي استهدف المواطنين مؤخرا في منطقة ساحة الطيران، شهدت مناطق متفرقة من العاصمة، اجراءات أمنية مشددة. وبعد مرور أيام على وقوع الجريمة، عاد الوضع إلى شكله الطبيعي، عدا بعض المناطق.

التحرير مغلقة حتى الآن

يقول مراسل “طريق الشعب”، إن “الشوارع المحيطة في ساحة التحرير مغلقة منذ رفع خيام الاعتصام هناك بالقوة، ويؤكد أن جسر الجمهورية مغلق ذهاباً، ولاتزال الصبات الكونكريترية موجودة في جانبي الجسر” ويضيف أن الكثير من شوارع منطقة البتاويين والسنك والشارع المؤدي الى منطقة النهضة مغلقة، ما سبب زحاماً شديداً للسيارات خصوصاً بعد الانفجار المزدوج الدامي.

ونقل المراسل عن مواطنين قولهم، إن مضايقات كثيرة تمارسها القوات الأمنية لبعض المارة، خصوصاً من الشباب في حال اقترابهم من ساحة التحرير ونصب الحرية.

قطوعات حيوية في الحسينية

وفي قضاء الحسينية، شمالي بغداد، قامت القوات الأمنية بقطع الشارع المؤدي إلى السوق الكبير من ثلاثة محاور. وأصبح سكان مناطق “مسقط والسكلات والجريخي ومحيطها” مجبرين على المشي لمسافات حتى يصلوا إلى السوق بسبب هذه الاجراءات.

وقال المواطن أحمد وحيد لـ”طريق الشعب”، إن “هذه الاجراءات تم تنفيذها بعد تفجير ساحة الطيران وسط العاصمة، وما زالت مستمرة إلى الآن دون أي سبب معلوم، فيما أصبحت تثير الذعر بين المواطنين خصوصا مع الأحاديث التي أصبحت تنتشر بينهم، والتي تفيد بأن القوات الأمنية تبحث عن مضافة للإرهابيين داخل المدينة”، مبينا أن “القطوعات الحالية أصبحت تعرقل السير بشكل كبير، وتضر بحركة السوق رغم ما يعانيه من أزمة”.

وأضاف وحيد، “في السوق الصغير، ايضا ما زالت القوات الأمنية تقطع الشارع المؤدي اليه، على غرار الإجراءات مع سوق المدينة الكبير”، مشيرا إلى أن هذه الإجراء “ليس صحيحا وهو يعرقل حرية التنقل للمواطنين ولا فائدة منه، خصوصا وأن المدينة ليست محصنة من الدخول، وهنالك امكانيات للتسلل إلى داخلها بأكثر من طريقة”، داعيا إلى “الاعتماد على منظومة الكاميرات المنصوبة داخل المدينة، وتفعيل الحس الاستخباري، وعدم إخافة المواطنين الذين يتمتعون باستقرار أمني جيد في قضاء الحسينية”.

اجراءات أخرى في سبع ابكار

أما في منطقة سبع ابكار الواقعة ضمن مناطق الأعظمية، توضح المواطنة إسراء البرزنجي، أن المدخل الرئيسي لسوق المنطقة، والذي توجد فيه مفرزة أمنية معززة بقاطع ومنفذ ضيق لا يتجاوز المتر الواحد لدخول المواطنين، تم قطعه ايضا بعد أيام من تفجير بغداد وما زال الوضع مستمرا إلى الآن. وتبيّن البرزنجي لـ”طريق الشعب”، أن “القطوعات في منطقة سبع ابكار أصبحت كثيرة، ومعرقلة لحركة سير المواطنين بشكل كبير، فمدخل السوق الرئيسي تم قطعه، المواطنون مجبرون الآن على البحث عن منافذ فرعية أخرى لا يكون الدخول منها سهلا ايضا، فضلا عن الانتشار الأمني والشائعات التي تثير حاليا مخاوف المواطنين”، متسائلة “لماذا يبقى الوضع هذا في منطقتنا بينما عادت الحياة الطبيعية إلى أغلب مناطق العاصمة؟”.

ودعت المتحدثة، القوات الأمنية إلى “الانتباه الى الشائعات التي تتداول حاليا بشأن الأمن، وتفعيل الجهد الاستخباري، وعدم الاعتماد على هذه القطوعات التي تتسبب بزحام مروري وبشري كبير يكون مصدر للقلق لا العكس. علما أن الاجراءات متناقضة بعض الشيء، فالقوات الأمنية تعمل حاليا على إزالة قطوعات رئيسية مثل الحاجز الذي أزيل مؤخرا من أمام مستشفى النعمان، بينما يتم استبدال هذه القطوعات بأخرى فرعية ضيقة”.

عمليات نوعية

ويؤكد مراسل الجريدة، وجود انتشار أمني مكثف في مساء كل يوم في الشوارع العامة، إضافة الى إجراءات أمنية مشددة في المناطق الحيوية بعد انفجار ساحة الطيران، وسرعان ما تلاشت هذه الإجراءات.

ونفذت القوات الأمنية خلال الأيام الماضية، عمليات نوعية أطاحت بالعديد من الارهابيين في مناطق متفرقة من البلاد. وأعلنت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، يوم أمس عن الإطاحة بـ 13 إرهابياً ينتمون لعصابات داعش بعمليات استباقية استخباراتية في العاصمة. بينما ألقت قوات أخرى القبض على عنصرين إرهابيين ساهما بالهجوم على الحشد الشعبي في نفط خانه، فضلا عن عمليات أخرى حققت نتائج مهمة. ويأتي هذا العمل في الوقت الذي أكدت فيه لجنة الأمن والدفاع النيابية، “إعداد تقرير أمني مفصل بشأن خروقات تنظيم داعش، بعد استضافة عدد من القيادات الأمنية”، مبينة إن “التقرير سيرفع إلى رئيس الوزراء قريبا”، وذلك بحسب عضو اللجنة، مهدي آمرلي.

*********

الصفحة الخامسة

نقابات وأحزاب وتيارات تتضامن:

اعتداء النجف.. محاولة لايقاظ الفتنة وتكميم أصوات التغيير

بغداد ـ طريق الشعب

دانت نقابات واتحادات مختلفة، وتيارات اجتماعية وأحزاب سياسية، الاعتداء الجبان، الذي طال محلية الشيوعي العراقي في النجف، يوم الجمعة الماضي، معتبرين أنه “انتهاك صارخ لحقوق الانسان والحريات والممارسات الديمقراطية”.

وأبدت بيانات تلك الأطراف رفضها “إيقاف عجلة التغيير وتكميم الأفواه المطالبة بالتغيير وتحسين الواقع الخدمي للمواطن العراقي”.

نقابات العمال تتضامن مع الشيوعي العراقي

وأبدى اتحاد نقابات عمال النجف الاشرف، في بيان استنكاري، تضامنه التام مع الحزب الشيوعي العراقي (حزب العمال والفلاحين)، مؤكدا انه يدين، بشدة، الاعتداء الجبان والآثم  الذي نفذته قوى الظلام، يوم الجمعة ٥ شباط.

وقال الاتحاد، ان الشيوعي العراق “ساند الحركة النقابية ووقف مدافعا امينا عن مصالح الطبقة العاملة، طيلة الاعوام الماضية”، مشيرا الى أن “هذا الاعتداء السافر على مقر الحزب الشيوعي العراقي يعد انتهاكا واضحا على  حقوق الانسان والحريات والممارسة الديمقراطية”.

وطالب اتحاد النقابات، الحكومة بالعمل الجاد على “حصر السلاح بيد الدولة، والكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة”.

حزب الامة العراقية: انتهاك صارخ

وعدّ حزب الامة العراقية/ مكتب النجف الاشرف، الاعتداء الجبان الذي استهدف مقر الحزب الشيوعي العراقي محاولة لـ”إيقاف عجلة التغيير وتكميم الأفواه المطالبة بالتغيير وتحسين الواقع الخدمي للمواطن العراقي الذي عانى على مدى سبع عشر عاما من الحرمان وآفة الفقر والبطالة والإرهاب وفساد السلطة والعصابات المنفلتة”.

وقال بيان الحزب، إن “من يريد استمرار هذه الانتهاكات هو من قمع المتظاهرين السلميين في العراق”.

واضاف، ان “سياسة القمع والترهيب التي استخدمت في السنوات الماضية لا تريد الرفعة والخير لهذا البلد”.

التيار الاجتماعي الديمقراطي يطالب بالملاحقة

من جهته، طالب التيار الاجتماعي الديمقراطي/ مكتب محافظة النجف الاشرف، بـ”بملاحقة الفاعلين ومن يقف وراءهم”.

وقال التيار في بيان له: “في الوقت الذي تتطلع فيه القوى المدنية والديمقراطية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وفي اجواء آمنة ووفق مطاليب انتفاضة تشرين وحصر السلاح بيد المؤسسة العسكرية والامنية، نلاحظ تصاعد وتيرة الاعتداءات على ابناء شعبنا، التي ابتدأت بساحة الطيران حيث استهدف فيها العمال والكسبة واعتداءات طالت المقاتلين في أكثر من منطقة واغتيالات لمرشحي الانتخابات القادمة، وأخيرا الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف الاشرف”.

وأبدى التيار الاجتماعي الديمقراطي “تضامننا الاكيد مع الحزب ورفاقه ومريديه وشجبنا وادانتنا لهذه الاعمال الاجرامية الشنيعة”.

الاتحادات والنقابات المهنية والثقافية والإعلامية في النجف

ودعا تجمع  الاتحادات والنقابات المهنية والثقافية والإعلامية في النجف، الجهات الأمنية الى “سرعة التحقيق فيما حصل، وتقديم الجناة للقضاء العادل”.

وقال التجمع في بيان استنكاري ضد الحادثة، “نؤكد لإخوتنا أننا معهم قلبا وقالبا، وتجمعنا الإنسانية والعدل وحب الوطن”.

ودان البيان، “العمل الإرهابي الذي طال مقر الحزب الشيوعي في النجف الأشرف، هذا الحزب الذي وقف أروع الوقفات في كل ما مر به بلدنا العزيز، وآخرها وقفته المشهودة أثناء جائحة كورونا، وتقديمه كل ما يستطيع لمساعدة المصابين بهذه الجائحة، من قناني أوكسجين وكل مستلزماتها”.

مفوضية الانتخابات: الايدي الخفية تحاول تحريك الفتنة

وأعرب بيان صادر عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات/ مكتب انتخابات النجف الاشرف، الاعتداء الذي طال الشيوعي العراقي، قائلا: “في الوقت الذي تستعد فيه المفوضية لاستكمال الإجراءات الخاصة بالاستحقاق الانتخابي القادم، تحاول بعض الايدي الخفية المأجورة، الاعتداء على مقرات الاحزاب السياسية، في مدينة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، محاولة اعادة تحريك الفتنة في هذه المدينة المسالمة، باعتدائها على شركاء المفوضية في العملية السياسية”.

**********

الخزي للقتلة والفاسدين

مرة أخرى تعود خفافيش الظلام

في تمام الساعة الثالثة والدقيقة الخمسين من فجر هذا اليوم الجمعة، الخامس من شباط، عادت لتستهدف خيمةَ الشعب ومهدَ الثائرين، مقرَ حزبنا الشيوعي العراقي في النجف، وتلقي عليه قنابل مولوتوف ورصاصات غدر آثمة.

هذا البيت الذي تخرجت فيه جحافل المناضلين من أجل وطن حر وشعب سعيد، هذا البيت الذي خرجت منه في الاشهر الماضية عشرات قناني الأوكسجين وأجهزة التنفس لاسعاف المصابين بفايروس كورونا، وآلاف السلات الغذائية في اعقاب الحظر الذي رافق الجائحة..

 واننا إذْ ندين هذا الفعل الجبان والآثم، نؤكد مضيّنا قدما على طريق الشعب لتحقيق التغيير الشامل، وللخلاص من سلطة الفساد والفاسدين والقتلة المأجورين، ونطالب الحكومة مرة أخرى بحصر السلاح بيد الدولة، وتفعيل قانون الأحزاب النافذ، وضبط الأمن كمقدمة واجبة لإجراء الانتخابات القادمة.

 كما نشيد بالاستجابة السريعة للقوات الأمنية وفرق الدفاع المدني في المحافظة، ونطالبها بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة.

عاش الشعب

عاش العراق

الخزي والعار للقتلة والفاسدين

محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي

5 شباط 2021

********************

الشيوعيان السوداني والبريطاني يدينان الاعتداء على مقر النجف

بغداد ـ طريق الشعب

عبّر الحزبان الشيوعيان السوداني والبريطاني عن استنكارهما للاعتداء الجبان على مقر الشيوعي العراقي في النجف.

وأبدى الشيوعي البريطاني، “تضامنه مع رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي، وخصوصاً الرفاق في النجف، بعد الاعتداء الآثم على مقر الحزب في المدينة”.

ونوّه بيان الشيوعي البريطاني بالموقف الشجاع للحزب الشيوعي العراقي، ضد الطائفية وعنف الميليشيات، ونضاله لتحقيق تضامن الشغيلة بجميع انتماءاتهم الدينية والقومية”.

وفي برقية بعثت بها سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، أعربت عن “استنكارها التام وبقوة للاعتداء الجبان على مقر حزبكم في النجف”.

واشار الشيوعي السوداني الى انه “لا يزال يتعرض لهجمات القوى الرجعية داخل السودان وخارجه”، لكنه “يرى اهمية تصعيد التضامن العالمي مرة أخرى مع الحزب الشيوعي العراقي”.

وقال انه يدرك “من واقع تجربتنا الخاصة، انه كلما حقق الشيوعيون نجاحات أكثر وهددوا مصالح الجماعات الرجعية والفاشية، بتعبئة الجماهير وتطوير نضالاتها وكشف مخططات القوى الرجعية الداخلية والخارجية، كلما أصبحت الأساليب القذرة لهذه الجماعات اكثر يأساً وجبناً”.

واضاف، “نقدّر عالياً الدور الذي يلعبه الحزب الشيوعي العراقي في فضح النخبة السياسية المفلسة وضد الطائفية ونظام المحاصصة، ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”، مشيرا الى ان “دوركم الكبير في التظاهرات الجماهيرية التي اجتاحت العراق دليل على التزامكم بقضية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

****************

زيارات لمحلية محافظة النجف

استنكاراً للحادث الجبان

النجف - احمد عباس

على مدى ثلاثة أيام، تلقت محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف الاشرف، بيانات استنكار وشجب من قوى وأحزاب ونقابات وطنية، لما قامت به خفافيش الظلام من اعتداء بقنابل المولوتوف ورصاصات الغدر الاثمة، قبل أن يتم حرق غرفة الاستعلامات، وذلك في صبيحة الخامس من شباط الجاري. ودانت تلك البيانات التي أصدرها (حزب التيار الاجتماعي، وحزب الامة العراقية، ومكتب مفوضية الانتخابات في النجف، واتحاد نقابات عمال النجف، ونقابة المهندسين الزراعيين، وتجمع النقابات والاتحادات المهنية وكذلك تجمع للشخصيات الوطنية)، الاعتداء الارهابي الجبان، مؤكدة دعمها لكفاح الحزب المتواصل على طريق الشعب، لتحقيق التغيير الشامل والخلاص من سلطة الفساد والفاسدين والقتلة المأجورين.

كما تلقت المحلية اتصالات مباشرة من قبل عدد من ممثلي الاحزاب، ومنهم (حزب التيار الاجتماعي الديمقراطي، وحزب الامة، والقبة البيضاء، والهيئة السياسية للتيار الصدري، وتيار الدولة العادلة، ونقابة المهندسين الزراعيين، وتيار الحكمة، والديمقراطي الكردستاني/ الفرع الخامس، والشيوعي الكردستاني، ومفوضية الانتخابات، وتجمع النقابات والاتحادات).

وتمحورت تلك الاتصالات حول مطالبة الجهات الامنية بضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وتفعيل قانون الاحزاب النافذ. وشددت على “ضبط الامن كمقدمة واجبة لإجراء الانتخابات القادمة”.

يشار الى ان العديد من الرفاق والاصدقاء والشخصيات الوطنية والديمقراطية، توافدوا على مقر الحزب في النجف الاشرف، للتضامن مع الشيوعيين وأصدقائهم، واستنكار الاعتداء الجبان.

**********

رسائل استنكار وتضامن من أحزاب وشخصيات سياسية

بغداد ـ طريق الشعب

تلقى الحزب الشيوعي العراقي، اتصالات هاتفية ورسائل تضامنية من شخصيات وأحزاب سياسية، أبدت أسفها لما تعرض له مقر المحلية، فيما وصفت الاستهداف بأنه “اعتداء جبان” على الشعب العراقي وأحزابه الوطنية.

وأعرب الدكتور محمد حسام الحسيني، مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في تيار الحكمة، عن أسفه لما تعرض الحزب في النجف من اعتداء آثم.

ووصف الحسني، عبر اتصال هاتفي، الاستهداف بأنه “جبان”، فيما اكد أن تيار الحكمة “يتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي في استهداف مقره”.

وتلقت محلية النجف أيضا اتصالات هاتفية من قبل د. حسين الفيلي، مسؤول علاقات فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني، والسيد فريق هادي، العضو القيادي في حزب الامة، اللذين استنكرا الحادثة، وابديا تضامنا كبيرا مع الحزب.

فيما بعث د. غالب العاني الشخصية الديمقراطية، برسالة تضامن مع مقر الحزب في النجف، مبديا استنكاره وادانته “الاعمال الاجرامية المستمرة ضد مقر الحزب في النجف من قبل اذرع الدولة العميقة العميلة”.

كما أعلن عن تضامنه الكامل مع محلية النجف للحزب.

وفي رسالة لحركة العمل الوطني، قال الدكتور شاكر كتاب “ان الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في النجف، يحمل دليلا على ان القوى الوطنية والديمقراطية ستبقى ضمن اهداف الاعمال التخريبية، وان المعتدين لا يتوانون عن ارتكاب شتى الافعال المنافية للقانون ولأصول التعايش السلمي، وحرية العمل والعقيدة والانتماء”.

وأضاف كتاب، “أننا حركة العمل الوطني نرفض كل انواع العنف ونستنكر اي اعتداء من اي نوع كان”.

من جهته، عدّ نائب نقيب المعلمين عدي العيساوي، ما تعرض له مقر محلية النجف، يمثل “أساليب الجبن والغدر التي اعتاد عليها مرضى الفكر، وقساة النفس، الذين لا يؤمنون بسواهم”.

واستنكر العيساوي في رسالة له “تفشي هذه الفوضى، وهذه الاعتداءات الغاشمة”، معلنا “تضامننا مع الاخوة والاصدقاء في حزبكم الموقر من اجل بلد امن مستقر”.

********

الصفحة السادسة

بيانات إدانة واستنكار لمنظمات الشيوعي العراقي وأصدقائهم في الخارج

حادثة النجف لن تثني حزب الشهداء

عن مواصلة الكفاح ضد قوى التخلف والفساد

بغداد ـ طريق الشعب

أعربت منظمات وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي عن شجبهم وإدانتهم للهجوم الجبان على مقر محلية الحزب في النجف الأشرف، في الخامس من شباط الجاري. وحمّلت بيانات المنظمات ورابطات الأنصار الشيوعيين، الجهات الرسمية في المحافظة، مسؤولية الحادث، مطالبة إياها بفتح تحقيق لكشف الجناة.

الشيوعيون العراقيون في كندا

واستنكر الشيوعيون العراقيون في كندا، حادثة النجف، والتي عدتها “اعتداءً وخرقا فاضحا للدستور والقانون العراقي”، داعية الى “اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لبسط سلطة القانون، وإيقاف الممارسات التي تستهدف القوى المدنية الوطنية، التي تناضل من أجل ترسيخ أسس الدولة المدنية الديمقراطية”.

منظمة الحزب في ايطاليا

وفي بيان لرفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي في إيطاليا، عدوا العمل الجبان الذي اقدمت عليه قوى الظلام والتخلف على مقر الحزب في مدينة النجف، “اعتداء انما يعبّر عن أزمة تلك الزمر والقوى السياسية الفاسدة التي تقف وراءها”.

وقال بيان منظمة الحزب، ان هذه الحادثة تحمل دليلا على أن الشيوعيين يشكلون خطراً على هذه القوى، بوقوفهم الى جانب الشعب، لتحقيق مطالبه المشروعة، بإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

“محاولة تزيدنا تمسكا بمبادئ حزب الشهداء”

فيما دان بيان استنكاري لرفيقات ورفاق واصدقاء الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، الحادثة الاجرامية، محملين الحكومة العراقية مسؤولية “الحفاظ على الأرواح والممتلكات في محافظة النجف”.

وجاء في البيان، ان “هذا التصعيد تزامن مع تفجيرات في العاصمة بغداد، ومحاولات لفرض قوة السلاح على نتائج الانتخابات المزمع اجراؤها العام الجاري”، منبها الى انه “محاولة لجر البلد الى الحرب الاهلية”.

وقال البيان، ان “هذه الاعمال الاجرامية تزيدنا تمسكا بمبادئ حزب الشهداء وسياسته من اجل التغيير الشامل”.

“خابت افعالكم الجبانة”

وبأشد عبارات الإدانة والاستنكار، دانت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألمانيا الاتحادية، “العمل البائس الذي قام به نفر ضال من شذاذ الآفاق بالاعتداء على مقر محلية حزبنا في النجف الاشرف”.

وقال البيان، إن “النهج الثابت لحزبنا في صلابة المواقف ومبدئية الفكر واليد البيضاء ومساراته في التوجه نحو التغيير ودعم الانتفاضة الشعبية واهدافها ومتبنياته من أجل العدالة الاجتماعية...، كل ذلك أغاظ الطغمة الحاكمة ليعيدوا الكرة مرة أخرى في اعتداء جبان على مقر الشيوعيين النجفيين”.

منظمة الحزب ورابطة الأنصار في بريطانيا: عمل خسيس

وقالت منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا وأصدقاؤهم، إن الاعتداء الاجرامي “استهدف موقعا عمل فيه مئات المناضلين والمدافعين عن وطنهم وشعبهم وكادحيه”.

ونبّه البيان الى ان “هذا العمل الخسيس، الذي يأتي مع اقتراب ذكرى انقلاب 8 شباط الأسود، يتزامن مع تزايد جرائم الارهابيين في مدن العراق والعاصمة بغداد”، التي تشكل “محاولات يائسة لقوى متنفذة ومليشياتها وسلاحها المنفلت لإخماد الاحتجاجات الشعبية وحماية مواقعها ومغانمها والاستمرار في نهب ثروات الشعب وإدامة نظام المحاصصة والفساد”.

“موقف الحزب استفز قوى الظلام”

وأبدى رفاق واصدقاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا، استنكارا كبيرا وادانة للعمل الارهابي على مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف الاشرف، مشيرين الى ان “قوى الظلام استفزها موقف الحزب الشيوعي العراقي في دعم انتفاضة تشرين والدفاع عن مصالح ابناء الشعب العراقي”.

وطالب البيان القوات الامنية في المحافظة بـ”فتح تحقيق لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة، وايقاف كافة الممارسات التي تستهدف القوى المدنية الوطنية، التي تناضل من اجل ترسيخ اسس الدولة المدنية، دولة المواطنة والمؤسسات والعدالة الاجتماعية”.

“الشيوعي العتيد أقوى وأمضى من أسلحتهم الجبانة”

وفي بيان صادر عن الشيوعيين العراقيين في شمال إفريقيا، دان فيه “الاستهداف الجبان والخسيس والوضيع من لدن بعض الرعاع من خونة الوطن والمجرمين والجهلة”. وقال “ليعلم هؤلاء، أن الحزب الشيوعي العراقي العتيد هو أقوى وأمضى من أسلحتهم الجبانة، لأنهم يستهدفون بقذارة أفعالهم أنقى وأشرف وأنزه حزب وطني، يشهد بمواقفه التاريخية الثابتة وتضحيات أعضائه الأبطال ـ ضحايا حزب البعث الفاشي والأحزاب الظلامية ـ القاصي والداني، لأنه عصي على المهادنة وخيانة الوطن والمساومة على مستقبل العراقيين كافة بكل اطيافهم وتلويناتهم”.

الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في فنلندا يشجبون العمل الإجرامي

وشجب الشيوعيون العراقيون في فنلندا وأصدقاؤهم، “العمل الاجرامي على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محلية مدينة النجف”، مذكرين “القوى المشبوهة الخارجة عن القانون، بأن امبراطورية، كانت لا تغيب الشمس عن ارضها، لم تنجح في إبعاد الحزب الشيوعي عن ساحة النضال، وان جنرال الحرب المزيف البعثي العفلقي صدام حسين، بكل جبروت أجهزته القمعية، فشل في القضاء على اصرار الشيوعيين في كونهم ينهضون دوما اقوى”.

وعد البيان “هذه الأفعال المشينة، تزيد الشيوعيين عزما على التقدم للإمام في الدفاع عن مصالح الشعب”.

بيان مشترك من النرويج

وفي بيان مشترك لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي والتجمع الديمقراطي العراقي ورابطة الانصار الشيوعيين في النرويج، جاء أن “هذا الاستهداف لن يثني المناضلين عن مهامهم النبيلة في خدمة وطنهم وشعبهم. هذه المهام التي كرسوا حياتهم من أجلها”.

واشار البيان الى انه “لا نستغرب هذا الاعتداء مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي. اننا نحمّل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة في الحفاظ على أمن المواطن من الخارجين عن القانون وإلقاء القبض على من قام بهذا العمل الجبان، حتى لا تتكرر هذه الاعمال الاجرامية”.

********

أحزاب ومنظمات مدنية تدين الاعتداء على مقر الشيوعي العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

بعد الاعتداء الآثم الذي تعرض له مقر محلية الحزب في النجف الاشرف، أصدرت منظمات مدنية وأحزاب عدة بيانات استنكار وتضامن، مطالبة الحكومة بـ”حصر السلاح المنفلت، وكشف القتلة والمجرمين”.

أحزاب ومنظمات في السويد تتضامن

وعدّت أحزاب ومنظمات مدنية في السويد، ما تعرض مقر الشيوعي “اعتداء مسلحا غادرا وجبانا”، مشيرة الى ان “هذه الأعمال الجبانة لم ولن تخيف الشيوعيين، ولن تنال من عزيمتهم، فحزبهم خبرته الحياة، وجربته مختلف الأنظمة الرجعية والدكتاتورية، على مدى الـ 86 عاما من عمر الحزب المديد”.

ولفت البيان الذي أصدرته تلك الأحزاب والمنظمات، في صدد الحادثة، الى أن “مقرات الحزب في بغداد والبصرة والديوانية والناصرية كانت قد تعرضت سابقا الى اعتداءات آثمة مماثلة، وذلك لانحياز الحزب الى الجماهير، والى مشاركته الفاعلة في انتفاضة تشرين الباسلة، وتقديمه الشهداء الابرار في مواجهة العنف والتنكيل اللذين تعرض لهما المنتفضون”.

وقال البيان، ان “مثل هذه الأعمال البائسة لن تزيد الشيوعيين العراقيين في النجف، وفي سائر محافظات الوطن، الا إصرارا على مواصلة السير قدما، نحو بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية”.

وطالبت الاحزاب والمنظمات، الحكومة العراقية بـ”حصر السلاح بيد الدولة، وتفعيل قانون الأحزاب النافذ، وضبط الأمن كمقدمة واجبة لإجراء الانتخابات القادمة”.

الأحزاب والمنظمات الموقعة:

1 ـ  الشيوعي السوداني/ فرع السويد

2 ـ الحزب الشيوعي السوري الموحد / السويد

3 ـ مجلس السلم السويدي / نائب رئيس المجلس كمال كّركّي

4 ـ  الديمقراطية الآشورية/ محلية السويد

5 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي  / محلية فرع السويد

6 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي

7 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري / مكتب السويد

8 ـ حزب الجبهة الفيلية فرع  اوربا

9 ـ منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد

10 ـ منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد

11 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم

12 ـ اتحاد الجمعيات المندائية  في دول  المهجر

13 ـ الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد

14 ـ رابطة المرأة العراقية فرع السويد/ ستوكهولم

15 ـ  جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم

16 ـ جمعية المرأة الكردستانية في السويد

17 ـ جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم

18 ـ رابطة الأنصار الديمقراطيين فرع ستوكهولم وشمال السويد

19 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم 

20 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد

21 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم

22 ـ منتدى الحوار الثقافي الديمقراطي العراقي في ستوكهولم

23 ـ جمعية بابيلون للثقافة والفنون

24 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون/ فرع السويد

25 ـ رابطة شعب كردستان

26 ـ منظمة تطوير المرأة الكردية

27 ـ جمعية بيت نهرين الاجتماعية

28 ـ الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم

29 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم

30 ـ حركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم/ السويد

31 ـ جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليا

32 ـ جمعية بغداد للثقافة والمسرح

33 ـ فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم

34 ـ  لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم

35 ـ الجمعية الثقافية العراقية في مالمو

36 ـ البرلمان الكردي الفيلي

37 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد

38 ـ فرقة ينابيع المسرحية

39 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في جنوب السويد

40 ـ الجمعية الثقافية المندائية في لوند

41 ـ البيت الثقافي العراقي في يتبوري

42 ـ جمعية المرأة العراقية في يتبوري

43 ـ رابطة المرأة العراقية في يتبوري

44 ـ جمعية تموز في السويد

45 ـ جمعية الأنصار الشيوعيين في يتبوري

46 ـ  تنسيقية التيار الديمقراطي في غرب السويد

47 ـ جمعية المرأة الفيلية في يتبوري

48 ـ النادي الثقافي الاجتماعي العراقي في يتبوري

49 ـ لجنة الدفاع عن الكورد  الفيليين/ يتبوري

50 ـ الجمعية العربية النسائية في ترولهتان

51 ـ الجمعية الثقافية في ترولهتان

52 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنك

53 ـ الجمعية الثقافية في بوروس

54 ـ الجمعية العراقية في لينشوبنك

**********************

استنكار من تنسيقية الديمقراطي العراقي جنوب السويد

وقالت اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي في مالمو/ لوند - جنوب السويد، انها تستنكر “الاعتداء الجبان” في مدينة النجف، مطالبة الحكومة العراقية بـ”الاسراع في الكشف عن الجناة وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وليعرف ابناء شعبنا جذور القوى الظلامية التي تحاول وضع العصي في عجلة تقدم البلاد في هذه المرحلة التي يناضل فيها ابناء شعبنا مع قواه السياسية الطليعية للتحضير لانتخابات نزيهة، بعيدة عن شروط المحاصصة المجحفة” .

*******************

استراليا.. مطالبة بحصر السلاح

من جانبها، طالبت منظمات المجتمع المدني في استراليا، الحكومة العراقية بأن “تنهض بمهامها بحماية مقرات الأحزاب، وتعمل على حصر السلاح المنفلت، وكشف من سولت لهم أنفسهم من القتلة والمجرمين ومن كان وراءهم، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

وقال بيان للمنظمات المدنية في الساحة الاسترالية، ان “قوى الظلام عادت من جديد بمهاجمة مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، لغرض إرهاب رفاق وجماهير الحزب، لثنيهم عن الدفاع والمطالبة بحقوق الشعب”.

واضاف البيان “ففي الوقت الذي يقوم فيه الشيوعيون بتقديم العون والمساعدات من السلات الغذائية وإسعاف المصابين بفايروس كورونا وتخفيف معاناة جماهير شعبنا في النجف من الجائحة اللعينة، تندفع قوى الظلام لتقوم بهذا العمل الآثم الجبان”.

وقع البيان من قبل:

1ـ منظمة الحزب الشيوعي العراقي

2 - منظمة الحزب الشيوعي الكوردستاني

3 - الحزب الشيوعي اللبناني

4 - حزب بيت نهرين الديمقراطي

5 - الحركة الديمقراطية الآشورية-قاطع سدني -أستراليا

6 - رابطة المرأة العراقية في أستراليا

7 - التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا

8 - جمعية بغداد الثقافية

9 - جمعية الصداقة العراقية الاسترالية-بيرث

10 - رابطة الأنصار العراقية في استراليا

11 - لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان-أستراليا

12 - جمعية الحضارة الكلدانية في ملبورن -أستراليا      

**********************

الجبهة الفيلية في أوروبا تستنكر

واستنكر حزب الجبهة الفيلية/ فرع أوروبا، الاعتداء الغاشم الذي طال مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف، مشيرا الى انه “يعبر عن مدى خسة ودناءة الفاعلين من الارهابين والطائفيين والفاسدين، ويشير بقوة الى حضور القوى المدنية وتأثير سياساتها في فضح اقطاب الطائفية والمحاصصة والفساد تلك التي قادت البلاد الى مزيد من الازمات والإفلاس السياسي”.

وأعرب الحزب في بيان له عن وقوفه الى جانب الشيوعي العراقي “من اجل دحر الارهاب والفساد والطائفية، وبناء دولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية”.

من هنغاريا.. شجب واستنكار لجريمة النجف

وفي بيان أصدرته لجنة التنسيق بين الاحزاب والمنظمات والشخصيات الديمقراطية المدنية في هنغاريا، جرت إدانة “الجريمة البشعة التي ارتكبتها القوى الظلامية ضد مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة النجف”، مشيرة الى انها “كجزءٍ من القوى الوطنية والديمقراطية التي تؤمن إيماناً راسخاً بعدالة تطلعات شعبنا في تحقيق مطالبه وطموحاته في العيش الكريم نشجب ونستنكر، الجريمة ضد صاحب التاريخ النضالي العريق”.

وقال البيان، ان نضالات هذا الحزب ودفاعه عن مصالح الطبقات الفقيرة وعمله لسنوات طويلة من أجل تحقيق مطامح شعبنا المشروعة في العيش الكريم، أثارت حفيظة هذه الحثالة من المرتزقة، فوجهوا نيران حقدهم على مقر الحزب، آملين أن ينالوا من عزيمة المناضلين الشرفاء، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة”.

وأكد البيان، “أننا رغم كل التهديدات سوف لن نحيد عن مشروعنا الوطني في تضميد جراحات شعبنا العميقة والمضي في طريق تحقيق أهداف شعبنا، بالتوجه الى صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة لكنس المشعوذين وسراق قوت شعبنا، وتحقيق إقامة النظام المدني الديمقراطي بقيادة القوى الوطنية النيّرة من أجل إعادة سيادة وطننا”.

******************

الصفحة السابعة

. جامعيون يفترشون الأرصفة ببضاعة رخيصة

البسطات .. الملاذ الاخير لضحايا البطالة

بغداد – وكالات

لم يكن أمام محمد مزهر، بعد أن فقد عمله، سوى الانصياع لنصيحة شقيقه الأكبر. إذ نصحه بمشاركته في افتراش الرصيف لبيع معدات وحاجيات رخيصة الثمن، سيما أن المكان يقع على قارعة طريق حيوي في منطقة الباب المعظم وسط بغداد.

ورغم أنه كان يعتبر البيع على الأرصفة عملاً غير لائق، إلا انه منذ أكثر من شهرين يواظب على تنسيق بضاعته من المعقمات والمطهرات التي يرصفها بشكل جاذب فوق عارضة خشبية، بل انه أصبح ينادي على بضاعته بصوت عال ليرغب الناس في شرائها!

وأفقدت تداعيات جائحة كورونا منذ بدء انتشارها في العراق خلال آذار العام الماضي، أكثر من 2.5 مليون شخص وظائفهم في القطاع الخاص - حسب تقديرات خبراء اقتصاد. ومقابل ذلك كله، تشهد الأسواق العراقية اليوم، ارتفاعاً في أسعار السلع، إثر خفض سعر الدينار مقابل الدولار.

البطالة تتسع

في حديث صحفي، يقول مزهر، وهو في العقد الرابع من العمر، إنه منذ سبعة شهور فقد وظيفته في فرع لشركة أجنبية ببغداد، والتي كانت توفر له دخلاً جيداً، مضيفا انه “حاولت جاهدا إيجاد عمل مناسب، لكن دون جدوى. ويبدو أن عددا كبيرا من الناس كان مصيرهم مثل مصيري، فقدوا أعمالهم، ما جعل البطالة تتسع في البلد”.

ولا يعتقد مزهر أنه سيستمر في مهنته الحالية التي يراها “مؤقتة” لحين انقضاء الأزمة التي تمر بها بلاده أو الحصول على عمل آخر. وهو يقول، أنه “طيلة الأشهر الماضية أنفقت أكثر من نصف المال الذي ادخرته منذ سنوات، ووجدت أنه ليس من المناسب أن أنفق المزيد دون أن أعمل. عملي الحالي يساعدني في سداد بعض نفقات أسرتي، وأنا لا زلت أحاول إيجاد عمل مناسب، لكن هذا يعتمد بشكل أساس على تحسن الوضع الاقتصادي العام في العراق”.

مرحلة حرجة

وفقاً للخبير في الشأن العراقي، عمر السامرائي، فإن المواطن العراقي اليوم يمر بـ”مرحلة حرجة، وذلك نتيجة الأزمات المتراكمة التي يشهدها البلد منذ سنوات طويلة”.

ويتحدث السامرائي عن البسطات، التي يلجأ إليها العاطلون عن العمل، والساعون إلى تحسين دخولهم أيضا، معتبرا إياها “أمراً متوقعاً”، لكنه يرى أن هذه المهنة “ستكون لها آثار سلبية على نفسية الشخص، وإن كانت ستوفر له مردودا ماليا جيدا”.

ويتابع قائلا، أنه “يوجد عدد كبير من المواطنين لديهم وظائف جيدة، وهم معتادون على وضع اجتماعي معين. وهؤلاء حين يضطرون إلى ممارسة مهنة أقل مستوى من وضعهم الاجتماعي، سوف يكونون تحت ضغوط نفسية هائلة وإن كانوا يبدون سعداء في عملهم”.

وينتهي السامرائي إلى أنه “مبدئياً فإن أي عمل يمارسه الإنسان ويقضي فيه عدة ساعات يوميا دون أن يكون له مردود مادي جيد، سيجلب له آثارا سيئة تضطره إلى عدم ممارسته طويلا”.

البسطة وسيلة إنقاذ!

خضير جزاع (47 عاما)، يذكر في حديث صحفي، إنه خسر عملين في آن واحد بسبب جائحة كورونا. فقد كان يعمل مرشدا في شركة سياحية، ومصوراً للأعراس، لكن “الظروف كانت أقوى مني” – بحسب قوله. إذ تم منع إقامة الأعراس في القاعات الخاصة وتوقفت الرحلات السياحية.

ويضيف قائلا، أنه “شاركت صديقي في إنشاء بسطة لبيع الفاكهة والخضراوات”، مشيرا إلى أن صديقه الموظف في وزارة العلوم والتكنولوجيا، اضطر إلى العمل الإضافي كي يزيد من دخله.

وأشار جزاع إلى أنه يتناوب هو وصديقه، على العمل في بسطتهما التي يطلق عليها “المنقذة”، كونها أنقذتهما في هذا الظرف الحرج، وساعدتهما على سداد بعض الالتزامات المالية.

ونظراً لكونه اعتاد على التواصل مع الناس، بحسب طبيعة عمله السابق كمرشد سياحي ومصور، يؤكد جزاع انه استطاع سريعا التأقلم مع عمله على الرصيف، لكنه، وبالرغم من ذلك، يعتبر هذا العمل غير مناسب لشخصيته وإمكاناته، كونه يحمل شهادة جامعية ويتحدث لغتين أجنبيتين إلى جانب العربية!

********************

أسرى «حرب الخليج» يطالبون بحقوقهم التقاعدية

بغداد - رياض عباس

طالب عسكريون عراقيون، من الذين تأسروا خلال “حرب الخليج”، بحقوقهم التقاعدية التي لا يزالون ينتظرون صرفها منذ التغيير 2003، مشيرين إلى ان أمرا ديوانيا يحمل الرقم 170، صدر خلال رئاسة عادل عبد المهدي، وقضى بالترويج لمعاملاتهم كي ينالوا حقوقهم أسوة بأقرانهم من أسرى الحرب العراقية – الإيرانية، إلا انهم لم يلمسوا شيئا حتى الآن!

وأوضح الأسرى في حديث لـ “طريق الشعب”، أن الأمر الديواني أرسل وقتها من وزارة الدفاع إلى دائرة التقاعد العامة، ومنذ ذلك الحين بقي حبيس الرفوف من غير تفعيل، آملين من الحكومة الحالية إدراج حقوقهم ضمن موازنة 2021، والإيعاز للدوائر المعنية بإكمال إنجاز معاملاتهم.

**********

حتى أغطية المنهولات تُسرق!؟

تكررت في الآونة الأخيرة، في عدد من مناطق بغداد، حالات سرقة أغطية منهولات شبكة تصريف مياه المطر. فخلال فصل الشتاء تقوم امانة بغداد بتشغيل عمال اجراء لغرض تنظيف تلك المنهولات وتهيئتها تلافيا لغرق الشوارع والمنازل، لكن ما يؤسف له، أن البعض من هؤلاء العمال غير أمين على الممتلكات العامة، إذ يقوم بسرقة أغطية المنهولات!

هذا ما حصل في الزقاق 58/ المحلة 331 في مدينة الشعب. فبحسب شهود من المواطنين، قام أربعة من عمال المجاري الأجراء بسرقة عدد من أغطية المنهولات ونقلها بـ “ستوتة” خاصة بهم، في حالة تكررت مرارا. 

ولم يكتف هؤلاء السراق بالأغطية، إذ سرقوا في طريقهم عددا من كيبلات سحب الكهرباء من المولدات الأهلية.

أهالي المحلة، يناشدون أمانة بغداد ومديرية بلدية الشعب، مراقبة عمل هؤلاء العمال، ومحاسبة كل من تسول له نفسه سرقة الممتلكات العامة وممتلكات المواطنين.

عن أهالي المحلة الشيخ أبو علي المالكي

*******************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد الرفيق باقر علي شناوة الفضلي (أبو سلوان)، الحقوقي والكاتب والشخصية الاجتماعية، الذي فارق الحياة في مدينة فيستروس السويدية.

والرفيق أبو سلوان من مواليد الناصرية ١٩٣٦، انتمى إلى حزبنا الشيوعي العراقي منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، وتعرض للمطاردة والتعذيب الشديد عند اعتقاله عام ١٩٧٩، ثم التحق بصفوف أنصار حزبنا منذ عام ١٩٨٠ حتى الانفال عام ١٩٨٨، حيث انتقل بعدها للعيش في السويد.

نتقدم لعائلة الفقيد ولجميع اصدقائه ورفاقه بالتعازي الحارة متمنين للجميع الصبر ولروح فقيدنا السلام والذكر العاطر.

  • ببالغ الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق مهدي مراد بوفاة زوجته (ام سلام) اثر مرض عضال ألم بها. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.
  • تنعى محلية الكرخ الثانية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ستار حمودي عضو خلية الشغيلة / اساسية شاكر محمود في المحمودية الذي وافاه الاجل بعد مكابدة مع المرض ، الذكر الطيب للرفيق ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

وتعزي صديق الحزب مؤيد الشبلي (ابو سار) لوفاة والدته، الرحمة والذكر الطيب للفقيدة ولذويها جميل الصبر والسلوان.

********

أهالي أبو دشير:

أين قوت الفقراء يا وزارة التجارة!؟

نحن لفيف من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود والعاطلين عن العمل في منطقة أبو دشير جنوبي بغداد.. لأننا نعاني العوز الشديد بسبب تدني مداخيلنا الشهرية، صرنا نعتمد في غذائنا، بشكل أساس على مفردات الحصة التموينية، التي تسد جزءا مهما من لقمة عيشنا. لكن للأسف، أن هذه المفردات، التي هي قليلة في الأساس، انقطعت عنا غالبيتها، ما اضطرنا الى شرائها من الاسواق المحلية بأسعار مرتفعة. علما، اننا في أحسن الأحوال، لا نتسلم سوى مادتين تموينيتين أو ثلاث، رغم استيفاء مبلغ الحصة كاملا، وأحيانا يتم توزيع المواد علينا كل شهرين أو ثلاثة شهور، ناهيك عن رداءة نوعيتها! أين وزارة التجارة من كل هذا؟ أين مصير الأموال المخصصة للحصة التموينية، والتي يتم تثبيتها في الموازنة سنويا!؟نأمل من الحكومة والبرلمان، ايلاء هذا الموضوع اهمية استثنائية.. لا نريد تصريحات، نريد إجراء عاجلا لتوفير قوت الفقراء!

عن أهالي أبو دشير

المواطن مهدي ساري

********

حذار من انهيار «جسر الجمهورية»!

محمد علي مفتاح

معلومة، خاصة لمهندسي البناء، أن الجسور تصمم بطريقة تجعلها قادرة على تحمل ضغط محدد لا يمكن تجاوزه، وإلا تعرضت للخراب والانهيار. نقول هذا ونحن - ومعنا المسؤولون الحكوميون - نشاهد يوميا الضغط الكبير الحاصل على «جسر الجمهورية» الذي يربط ضفتي دجلة وسط بغداد، حيث الكتل الكونكريتية الضخمة المرصوفة على جانبي الجسر، وحركة السير المقتصرة على ممر واحد، الأمر الذي يزيد كثافة المركبات وتزاحمها لفترات طويلة، وهي تسير ببطء فوق الجسر، فيكون عرضة للانهيار. وللتذكير، أن هذا الجسر كان قد تعرض للقصف خلال حرب 2003، ما أدى إلى انحناء جزء منه، ووقتها لم تتم إعادة إعماره بالصورة المطلوبة. وعليه، الحذر الحذر من وقوع كارثة لا تحمد عقباها، على هذا الجسر الحيوي!

*******

الكوت

لا لإلغاء المساحات الخضراء في المدارس

الكوت - وكالات

انتقد عدد من المواطنين في مدينة الكوت، ظاهرة تحويل المساحات الخضراء في بعض المدارس، إلى مباني جديدة إضافية.

وذكر المواطنون في حديث صحفي، أن هناك مطالب سابقة بضرورة إحياء المساحات الخضراء في المدارس وزراعتها بنبات “الثيل” من أجل توفير مكان استراحة آمن للتلاميذ، خاصة في ظل الدعوات الملحة لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي احترازا من انتقال فيروس كورونا، معربين عن استيائهم من تحويل حدائق بعض المدارس إلى مباني.

فيما أشار قسم من المواطنين، إلى أن العديد من المناطق السكنية في الكوت، خلت تدريجيا من الغطاء الأخضر، وذلك بسبب تقسيم الدور السكنية واستغلال حدائقها في البناء، لافتين إلى أن هناك مباني مدرسية دمج في داخلها أكثر من مدرسة، ما أدى إلى إلغاء مساحاتها الخضراء والبناء عليها.

وبيّن المواطنون، أن هذه الظاهرة تركت تأثيرا سلبيا على الواقع البيئي.

وشهدت محافظة واسط، خلال الآونة الأخيرة، بناء عدد من المباني المدرسية الجديدة على أراض مخصصة كمساحات خضراء أو ساحات رياضية داخل المدارس.

******

«حي يارمجة» في الموصل

الخدمات العامة ضعيفة والأهالي يطالبون بمعالجات جادة

الموصل – طريق الشعب

شأن الكثير من الأحياء السكنية في مدينة الموصل، يعاني “حي يارمجة”، الواقع في الساحل الأيسر من المدينة، ضعفا في مجمل الخدمات البلدية والصحية. 

ويعد هذا الحي من الأحياء الكبيرة من حيث المساحة والكثافة السكانية. وهو يتجاور مع حيي “فلسطين” و”سومر”، ويتوسطه شارع رئيس تمتد المساكن على جانبيه. 

ويشكو سكان الحي ضعف الخدمات الصحية. فالمستوصف الوحيد الموجود غير قادر على تأمين الرعاية الطبية الكافية للمرضى، فضلا عن العلاجات اللازمة، تضاف إلى ذلك صعوبة الوصول إليه نظرا لرداءة الشارع الذي يقع عنده.

ومن المشكلات التي أرهقت سكان الحي كثيرا، انتشار أكوام القمامة في الأزقة والساحات العامة، بسبب عدم رفعها بانتظام من قبل البلدية، إلى جانب مشكلة تردي البنى التحتية للشارع الرئيس والشوارع الفرعية.

ومن خلال “طريق الشعب”، يطالب سكان الحي الجهات البلدية المعنية، بمعالجات جادة لمشكلاتهم الخدمية، مشددين على أهمية الشروع برفع أكوام النفايات المنتشرة في أرجاء الحي، خاصة في بدايته، وإعادة تأهيل وإكساء الشارع الرئيس والشوارع الفرعية، فضلا عن دعم الخدمات الصحية ورفد المستوصف الموجود بالكوادر الطبية الكافية.

كما يطالب السكان بإنشاء متنزه في الحي، وبتنفيذ حملة تشجير في الشوارع، وذلك عبر الاستعانة بالمنظمات المدنية التي نفذت حملات طوعية من هذا النوع في بعض أحياء الموصل.

************

الصفحة الثامنة

مواطنون يشتكون من تحميلهم أعباء إصلاح الشبكات المحلية

معنيون يحمّلون الكهرباء والنفط مسؤولية الفشل

بغداد – طريق الشعب

يتخوف الكثير من المواطنين من انهيار شبكات انهيار شبكة الكهرباء خلال الصيف القادم خاصة مع تراجع معدلات التجهيز خلال موسم الشتاء الحالي إلى مستويات متدنية.

وانتقد عدد من المسؤولين والمختصين عجز وزارتي الكهرباء والنفط عن أداء مهامهما في توفير الطاقة رغم صرف حوالي 81 مليار دولار منذ 2003 على قطاع الكهرباء وحده، مؤكدين عدم وجود إرادة وطنية لمتابعة هذا الملف.

انخفاض الإنتاج

وقال المهندس خالد وادي، لـ”طريق الشعب”، أن “العراق يمتلك حوالي 56 محطة توليد كهرباء تعمل 60 في المائة منها بالغاز الطبيعي وهي بحاجة إلى حوالي 65 متر مكعب يوميا منه، وهناك جزء من المحطات يعمل بالنفط الخام وهو بحاجة إلى 25 ألف برميل يوميا”، مبينا أن “امدادات الغاز المستورد والنفط الخام المحلي لا تصل بصورة منتظمة ما يتسبب في خروج عدد من المحطات عن الخدمة نتيجة لنقص الوقود”.

واضاف، أن “الحاجة الفعلية للبلاد من الكهرباء هو 30 ألف ميكا واط، لكن الانتاج المحلي من الطاقة تراجع من 19 ألف ميكا واط إلى حوالي 7-9 آلاف ميكا واط بسبب نقص الوقود”، مشيرا إلى أن “حجم الانفاق الكلي على وزارة الكهرباء منذ 2005 ولغاية 2019 بلغ 81 مليار دولار بحسب تقرير اللجنة البرلمانية التي تولت التحقيق بجميع تعاقدات وزارة الكهرباء وفي وقتها اتهمت اللجنة الوزارة باستنزاف الخزينة العامة للدولة من خلال منح ضمانات دين سيادية إلى عدد من الشركات الأجنبية والمحلية”.

عجز عن المحاسبة

واستغرب وادي، من “عجز مجلس النواب عن محاسبة المتسببين في انهيار الطاقة الكهربائية في البلاد واستجواب المسؤولين رغم اعترافهم من خلال تقريرهم بوجود شبهات فساد في الوزارة، ولكن يبدو أن المحاصصة وتقاسم المغانم قد غلب على إرادة بعض أعضاء مجلس النواب”.

وأشار المهندس، إلى أن “الوزارة فشلت في ملف الجباية بشكل ذريع حيث عجزت عن استيفاء أجور الكهرباء من الدوائر الحكومية والمواطنين بسبب اعتمادها نظام جباية متخلف وعدم مواكبتها التطور العلمي عبر اعتماد نظام جباية الكتروني يضمن وصول واردات الجباية بصورة منتظمة وسلسة إلى خزينة الدولة”.

استعدادات مبكرة

وفي السياق، كشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي أن “ما يصل من الغاز حاليا يقدر بـ7 ملايين قدم مكعب قياسي يوميا”، مشيراً إلى أن “الكمية تعد قليلة جدا بالمقارنة مع 50 مليون قدم مكعب قياسي كانت تصل يوميا مما تسبب بضياع ما يقارب 5 آلاف ميغاواط من الطاقة المتاحة”. 

وأكد العبادي في حديث صحفي أن “رئيس الحكومة منح بعض الصلاحيات للوزارة لتحسين أدائها فضلا عن إيجاد تخصيصات مالية لضمان انجاز أعمال الصيانة والتأهيل في قطاعات الانتاج والنقل والتوزيع لتجهيز المواطنين بساعات أكثر من الكهرباء”. 

وتابــــع، أن “وزير الكهرباء ترأس اجتماع غرفة عمليات لمناقشة اسـتعدادات قواطع المسؤولية لموسم الصيف عرضت خلالها للخطط التي أعدها رؤساء القواطع الذين أنيطت بهم صلاحيات استثنائية لصيانــــة قطاع الانتاج، وإكمــــال الخطوط الناقلة وربط مصــــادر التغذية للمحطات التحويلية بقطاع النقل، وفك الاختناقات وتحسين أداء شبكات التوزيع ومعالجة المحولات المعطوبة”، لافتاً إلى أن “الاجتمــــاع خلص إلى إعداد جدولة تقــــوم على اساس التوقيتات الزمنية وتصنيف أهمية المشاريع إلى (أ،ب) على وفق حاكميتها وضرورتها”. 

غياب الإرادة الوطنية

من جانبه، قال النائب السابق رحيم الدراجي في حديث تلفزيوني، تابعته “طريق الشعب”، إن “عقود الكهرباء فقط كلفت الدولة 40 مليار دولار في حين أن الكادر المحلي المتخصص لديه دراسة لتطوير الكهرباء بأربع محطات بقيمة 7 مليار دولار فقط “، مؤكدا “عدم وجود إرادة وطنية لمكافحة الفساد، وخاصة أن فتح اي ملف منها يعني اعتقال قمم سياسية وهذا غير ممكن في الوقت الراهن”.

مسؤولية مشتركة

من جهته، حمّل عضو لجنة الطاقة والنفط البرلمانية، غالب محمد، وزارة النفط مسؤولية هدر وضياع ثروات هائلة من الغاز الطبيعي وانهيار قطاع الكهرباء.

وقال محمد في حديث صحفي، إن “وزارة النفط فشلت عبر السنوات الماضية في ادارة ملف الثروات النفطية وتسخيرها نحو الاحتياجات الأساسية وأبرزها الكهرباء”، مبيناً أنها “جعلت العراق يعيش تحت وطأة الغاز الإيراني المستورد على الرغم من احتراق أكثر من 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً في عدة مناطق في العراق نتيجة غياب الاستثمار وخطط استخراجه”.

واضاف أن “العراق يستطيع انتاج أكثر من 20 ألف ميغاواط من الكهرباء وتأمين الحاجة الفعلية لعموم المحافظات لو استغل الغاز الطبيعي الذي يحترق هدراً أمام مرأى الحكومات ووزارات النفط المتعاقبة”، مشيرا إلى “توقف نصف محطات توليد الكهرباء في العراق بعد خفض الجانب الايراني لكميات الغاز المصدرة للعراق وسبب تراجعا ونقصا حادا في التيار الكهربائي في بلد يعج بالموارد والثروات”.

ودعا النائب وزارة النفط إلى “إطلاق خطة استراتيجية شاملة لتغذية وتزويد محطات الكهرباء الهائلة في العراق بالغاز الطبيعي وعدم اعتماد وقود “الكازوايل” أو المشتقات الأخرى بسبب كلفتها العالية، مبيناً أن كلفة كل كيلوواط من الكهرباء 4- 5 سنتا من الغاز فيما تبلغ كلفة كل كيلوواط من الكهرباء 48 سنتا من الكازوايل او المشتقات الاخرى”.

تأمين الاحتياجات

إلى ذلك، اكدت وزارة النفط العراقية تأمين احتياجات وزارة الكهرباء من الوقود لضمان ديمومة عمل محطات توليد الطاقة في عموم البلاد.

وقال وكيل الوزارة حامد الزوبعي إن “الوزارة تعمل جاهدة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير ما تحتاج اليه الأخيرة من مختلف أنواع الوقود لضمان ديمومة عمل المحطات التوليدية في عموم البلاد”.

وأضاف أن “وزارة النفط أبدت عند إقدام الجانب الإيراني على خفض كميات الغاز التي يمنحها للمحطات الاستثمارية، استعدادها لتوفير أي وقود بديل لتعويض الغاز الإيراني الواصل لتلك المحطات، لاسيما أن المحطات الكهربائية في عموم البلاد تعمل على الوقود البديل”.

عجز عن الإدامة

بدوره، اشار الناشط المدني سجاد جواد إلى أن دوائر الكهرباء في مختلف مناطق بغداد تعجز عن إدامة الشبكة الكهربائية.

وقال جواد في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “موظفي مديريات الكهرباء ورغم أعدادهم الكبيرة يفشلون في إدامة أسلاك الكهرباء والمحولات وربما تستغرق عملية تبديل محولة في شارع ما حوالي 6 أشهر”، مبينا أن “الموظفون والعاملون في دوائر الكهرباء يتعكزون على عدم توفر المواد الأولية في مخازن الوزارة”.

وأضاف أن “الأهالي وحدهم من يتحملون أعباء هذه المشكلة، فمع ارتفاع سعر الامبير للمولدات الأهلية وتكاليف إصلاح المحولات أو تبديل الأسلاك أو قواطع الدورة في المحولات”، متسائلا عن “دور الوزارة في متابعة هذه القضايا”.

******************

وقفة اقتصادية

الإحصاء السكاني العام وعلاقته بعملية التنمية

ابراهيم المشهداني

تشكل الإحصاءات السكانية أهمية كبيرة ليس فقط في رسم السياسات السكانية وعلاقتها في عملية الاصلاح الاقتصادي وحشد الامكانيات والطاقة المتاحة والممكنة في عملية التنمية المستدامة في النواحي البيئية والاجتماعية والثقافية، وانما الأهم من كل ذلك وظيفتها في إرساء القاعدة البيانية لأغراض الانتخابات وتخليصها من شبكة الشكوك التي تحيط بها في كل مرة إن لم تكن في هذه الدورة ففي الدورات التالية. 

وعلى الرغم من قيام وزارة التخطيط بتوفير بعض الإحصاءات المتعلقة ليس فقط بما يتعلق منها بعدد السكان وإنما تشمل البيانات المتعلقة بالاقتصاد والمجتمع والثقافة وغيرها، إلا أن هذه البيانات التي تردها من الدوائر الحكومية والوحدات المتخصصة المرتبطة بها تفتقر إلى الدقة والنقص الشديد وغالبا العشوائية خاصة في الوحدات الإدارية المرتبطة بالمحافظات الساخنة، وأن الكثير منها يعتمد على التخمين، لهذا نرى اختلاف الأرقام وتناقضها أحيانا حتى في الموضوع الواحد، من هنا تنهض الحاجة الماسة للقيام بإحصاء سكاني عام.

فالإحصاء العام والشامل  يوفر المعطيات التي يتطلبها التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتوزيع السكاني، وهذه المهمة لابد أن تأخذ في الاعتبار عند إعداد الاستمارات الاحصائية إيجاد إطار عام للمقارنة بين هذه الانشطة والفعاليات على اختلاف عناوينها وعلى الأخص استراتيجيات التنمية المستدامة  وتبيان مؤشرات تطورها على المستوى الكلي والمستوى القطاعي، كما أنه من الضروري الاستفادة من البيانات الاقتصادية التي توفرها مخرجات الإحصاء واستخدامها في ايجاد علاقة بين المؤسسات الاقتصادية ودورها في رسم السياسات الاقتصادية في البلاد عموما سعيا لفك رموز الازمة الاقتصادية المستفحلة وإيجاد المعالجات اللازمة.

كما أن النتائج المتعلقة بعدد السكان تعكس لنا التغيرات السكانية وانعكاسات الهجرة إلى بلدان اللجوء على الموارد البشرية وخاصة من فئة الشباب والخريجين والكفاءات الوطنية من مختلف الاختصاصات باعتبارها عوامل مهمة في حركة النشاط الاقتصادي والاجتماعي وكفاءة الأداء، كما ان نتائج التعداد السكاني تعكس العلاقة بين النشاط الاقتصادي وتوزيع السكان الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بعوامل الصناعة والزراعة وأماكن تواجدها.

وتوفر لنا المخرجات الإحصائية السكانية بالإضافة إلى ما تقدم عدد الرجال وعدد النساء على أساس المهن والعمر ونسبة المتعلمين والأميين من كلا الجنسين بالإضافة إلى عدد العاملين في القطاعين الحكومي والخاص وعدد العاطلين وطبيعة سوق لعمل ومدى استعداده لاستيعاب الخريجين الذين يقدر عددهم السنوي ب 350 ألف من توفيرها بما تسهم في رسم سياسات التوظيف في القطاعين.

بيد أن الإحصاء الذي نتحدث عنه يواجه في الظروف الراهنة العديد من التحديات ليس بسبب الاوضاع الأمنية وقلة الاموال الكافية وأسباب ادارية وتقنية فقط وإنما وهذا هو المهم غياب الإرادات السياسية وصراع القوى الحاكمة على شكل الاستمارة الإحصائية حول شكل ومضمون الإيضاحات المتعلقة بالهويات الطائفية التي درجت عليها في تأمين مصالحها السياسية، في قضية اشكالية غادرها الحكم الملكي في عام 1935.

إن الحكومة وهي تتحدث عن عمق الأزمة المالية المربكة والازمة الاقتصادية وما يصاحبها من ازمة اجتماعية متشابكة فإن في إجراء الإحصاء السكاني ستجد البيئة المناسبة للتخلص من هذه الأزمات، وبالتالي يتعين عليها توفير مقومات الإحصاء من خلال:

  1. قيام الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط للقيام بالتنسيق مع وزارات الدولة كافة بما فيها إقليم كردستان للاتفاق على وضع استمارة إحصائية شاملة مدنية الطابع لكافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأحوال الشخصية للمواطن خالية مما يفرق المواطن ويحبط آماله.
  2. العمل على وضع خطة متكاملة لعملية الإحصاء تشترك فيها وزارات الدولة وأجهزتها كافة وتحشيد الموارد البشرية المادية الكافية للقيام وشمول كافة محافظات العراق بما فيها الإقليم، بعملية الإحصاء واستخدام التقنيات التكنولوجية للتسريع بإنجاز هذه المهمة.
  3. الاستفادة من تجارب الدول الأخرى المشابهة لظروف العراق وتجارب التعدادات السابقة في هذه العملية وعكسها على هذه العملية وصولا إلى بينات شاملة تخدم عملية التنمية المستدامة.

**************************

ناقش الحد من الانفاق وخفض نسبة العجز

اجتماع برلماني حكومي في شأن الموازنة

بغداد – طريق الشعب

أجرت اللجنة المالية يوم أمس، اجتماعا جديدا بشأن موازنة 2021 حضره رئيس الحكومة ووزراء عديدون، وفيما كشفت اللجنة عن التفاصيل الكاملة للاجتماع والمحاور الخمسة التي جرى العمل عليها لإنجاز الموازنة، أكد نائب في البرلمان وجود خمس نقاط خلافية بين بغداد وأربيل تمنع حسم مشروع قانون الموازنة الاتحادية.

تفاصيل الاجتماع

وأصدر رئيس اللجنة المالية النيابية، هيثم الجبوري، بياناً بعد عقد الاجتماع الثاني والاربعين لمناقشة مسودة مشروع قانون الموازنة والذي حضره رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي ووزراء المالية، والتخطيط، والنفط، والإسكان والإعمار والبلديات، والأشغال، وأمين عام مجلس الوزراء.

وقال الجبوري في البيان الذي طالعته “طريق الشعب”، إن “العمل على الموازنة كان على محاور رئيسية وهي خفض نسبة العجز وتقليل النفقات. وتعظيم الإيرادات النفطية وغير النفطية”، موضحا أن “الموازنة التي جاءت من الحكومة كان يغيب عنها الطابع الاقتصادي وتراعي الجانب المالي فقط، لذا أعادت اللجنة كتابة استراتيجية الموازنة وأجرت تغييرات جوهرية فيها بما يضمن معالجة القطاع الخاص واتخاذ خطوات جريئة بهذا الجانب ودعم المصارف الصناعية والزراعية والعقارية، كما كانت الموازنة تحوي على تكريس كبير للمركزية لذا عملت اللجنة على فك تلك القيود”.

وفي السياق، أفصح مكتب رئيس مجلس الوزراء ايضا، عن تفاصيل الاجتماع.

وذكر المكتب في بيان صحفي، أن “الكاظمي أكد على أن الموازنة المالية تهدف الى الإصلاح المالي والاقتصادي ودعم القطاعات الحيوية، التي من شأنها أن تعالج جزءا كبيرا من مشاكل الاقتصاد”، مشيرا إلى “أهمية استثمار ارتفاع أسعار النفط مؤخرا بالشكل الذي يسهم في تخفيف العبء عن المواطن في نسخة الموازنة التي ترفع للتصويت في البرلمان”. وشدد على “ضرورة تفعيل آليات الأتمتة والتعامل الرقمي، وتفعيل دور مجلس الخدمة الاتحادي، في مسار الإصلاح الاقتصادي. والأخذ بمبدأ العدالة في توزيع الثروة، وعدم إقحام المناكفات السياسية في ملف قوت المواطنين ومستوى الخدمات المقدمة اليهم”. وأكد يوم أمس، مصدر برلماني مطلع، بأن القوى السياسية عقدت اتفاقا مبدئيا على تمرير مشروع قانون الموازنة يوم السبت المقبل. ونقلت وكالة “بغداد اليوم”، عن المصدر قوله: “إن القوى السياسية، اتفقت مبدئيا على تمرير مشروع قانون موازنة 2021، يوم السبت المقبل. علما إن الاتفاق جاء بعد التوصل الى توافق مع القوى الكردية بخصوص حصة الإقليم”.

عقبة الخلاف مع الإقليم

من جانبه، أكد النائب محمد عثمان الخالدي، وجود خمس نقاط خلافية بين بغداد وأربيل تمنع حسم مشروع قانون الموازنة.

وقال الخالدي، في حديث صحفي، إن “موازنة 2021 لن تحسم الأسبوع الجاري لأن المشاكل بين المركز وإقليم كردستان مستعصية حتى الآن”، مشيرا إلى وجود “5 ملفات تشكل خلافات بين الطرفين وهي الرواتب والمستحقات المالية والنفط والكمارك بالإضافة إلى وجود مقترح لإنشاء ممثلية للحكومة الاتحادية في الاقليم للإشراف على المؤسسات وهذا أمر خلافي حتى الآن”.

تصويت المالية على الفقرات

من جانبها، كشفت عضو اللجنة المالية النيابية، ماجدة التميمي، عن المواد التي صوتت عليها لجنتها أثناء العمل على تعديل مسودة قانون الموازنة.

ووفقا لبيان أصدرته التميمي، جرت الإشارة إلى أبرز ما نصت عليه قرارات اللجنة ومنها “الغاء فقرة استقطاع رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين، وتخفيض موازنة الرئاسات الثلاث بنسبة ٢٠ في المائة، تخفيض إجمالي العجز من ٤٧ الى ١٩ في المائة، تخفيض الاقتراض بمقدار ٥١ تريليون دينار، تضمين مستحقات المحاضرين والعقود والأجراء، تفعيل مبدا الجباية، زيادة موازنة التسليح للجيش والأجهزة الاستخباراتية، زيادة المبالغ المخصصة لشبكة الحماية الاجتماعية وتخصيصات وزارة التربية، تخصيص مبالغ لإكمال الخطوط الانتاجية للمصانع الكبيرة في وزارة الصناعة، دعم واشراك القطاع الخاص وتنشيط السوق المحلية، الزام الوزرات بشراء المنتج المحلي، الغاء الفقرات التي تبيح بيع عقارات وأصول الدولة خشية من تعرض هذا الملف للفساد، الغاء الاجازات والتراخيص لشركات الهاتف النقال في حالة عدم دفع الديون المترتبة عليهم للخزينة العامة، إيقاف صرف المبالغ المخصصة للمؤتمرات والنثرية والضيافة في جميع الوزرات، الزام مجلس الوزراء بأتمتة إجراءات الضريبة والكمارك وإجازات الاستيراد في المنافذ الحدودية وربطها بنافذة بيع العملة في البنك المركزي، الزام مجلس الوزراء بالعمل بالنظام البايومتري للموظفين لكشف الفضائيين، الزام مجلس الوزراء بإعادة التقييم والتفاوض مع شركات جولات التراخيص النفطية وعقود الكهرباء”.

**********************

الصفحة التاسعة

حقوق الإنسان وصراع المصالح

أليكسي نافالني ليس بديل روسيا المطلوب

رشيد غويلب

بعد صدور الحكم على المعارض الروسي أليكسي نافالني بالسجن ثلاث سنوات ونصف، تصاعدت الاحتجاجات ضد الرئيس الروسي بوتين. واحتفى الإعلام الغربي بنافالني باعتباره رمزا ديمقراطيا، وجرى توظيف الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو أمر لا غبار عليه، في الحرب السياسية والإعلامية ضد روسيا الاتحادية، باعتبارها منافسا غير مريح في إطار الرأسمالية السائدة في أوربا.

كان عام 2020 عام الاحتجاجات، التي شملت أكثر من 40 بلدا. وبدت روسيا في عهد بوتين “مستقرة”، ولكن في 23 كانون الثاني 2020، شهدت البلاد تظاهرة كبيرة نظمها أنصار اليكسي نافالي.

لقد أمضي المعارض الروسي الأشهر 5 أشهر في المستشفيات الألمانية بعد تعرضه لحالة تسمم، حمل السلطات الروسية مسؤوليتها. وعندما عاد في 17 من الشهر الفائت، كان واضحا، ارتباطا بطبيعة النظام السياسي في البلاد، أنه سيتعرض للاعتقال مباشرة، وهذ ما حدث. لكنه نجح في ان يكون الصوت الأعلى بين معارضي بوتين. وأدى تجدد الاحتجاجات إلى ادخال البلاد في أزمة عميقة، لا تزال مفتوحة النتائج.  

نافالني ليس بديلا

نافالني لا يختلف عن معظم سياسي الفئات المهيمنة في روسيا الراهنة، فرؤيته السياسية تقوم على القناعة بضرورة هيمنة أيديولوجية السوق الحرة. لقد بدأ ظهوره السياسي عام 2000 في صفوف حزب يابلوكو الليبرالي، عادا نفسه ليبراليا جديدا كلاسيكيا. وفي هذه السنوات دعم سياسة خفض الإستثمار العام إلى أدنى مستوى ممكن، وتبني خصخصة متطرفة، وتفكيك الخدمات الاجتماعية، وتعزيز “ ترشيق الدولة “ وإطلاق حرية السوق المنفلتة.

وسرعان ما أدرك أن سياسة السوق الليبرالية البحتة، بنسختها الغربية، محدودة النجاح في روسيا، وفقدت مصداقيتها، بسبب السياسات الاقتصادية، التي اعتمدت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، التي سببت الفقر والظلم وعدم المساواة والإذلال والسرقة. وهذا ما دفع الطبقة الحاكمة حول فلاديمير بوتين إلى تبني سياسات مختلفة تستند على فكرة وراثة الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي ورفع راية الوطنية الروسية، وبناء نموذج رأسمالي يأخذ بنظر الاعتبار خصوصيات التجربة التاريخية والثقافية للبلاد، ويخضع لمركزية سياسية واضحة المعالم. هذا التحول جعل الأحزاب الليبرالية الموالية للنموذج الغربي محدودة التأثير.

نزعة قومية متطرفة

وفي سياق بحثه عن بديل جديد انتقل نافالني إلى تبني نزعة قومية يمينية متطرفة، فأعلن الحرب على “الهجرة غير الشرعية” وبدأ حملة بعنوان “أوقفوا إمداد القوقاز”، بالضد من الدعم الحكومي لمناطق الحكم الذاتي الفقيرة التي تسكنها أقليات عرقية في جنوب روسيا.  وتزامن ذلك مع تصاعد رصيد اليمين المتطرف في أوساط شبيبة المدن الكبرى. اعتقد نافالني أن هذا التطور سيكون لصالحه، وكان على صواب جزئي.

وباعتماد توجه محسوب، لم ينظم نافالني إلى جوقة اليمين القومي المتطرف غير المؤثرة مباشرة، بل وجد في تبني فضح ومحاربة الفساد مساره الخاص، الذي أكسبه شعبية واسعة تعدت حدود أوساط اليمين المتطرف. وبواسطة شراء أسهم صغيرة في الشركات الكبيرة المملوكة للدولة، تمكن من الوصول إلى وثائق مهمة، وقام بدراستها ونشر النتائج التي توصل اليها.  وحقق بذلك نجاحا صحفيا لافتا، أكسبه المزيد من الشعبية. في حين اتهمه نقاده بالتورط في “الحروب الإعلامية” بين الفاعلين الماليين والصناعيين المتنافسين الذين أعطوه “أوامر” وسربوا معلومات مضللة حول منافسيهم. لقد حصل على تعاطف الطبقة الوسطى، مستندا إلى موضوعة ترجع عدم كفاءة الأداء الحكومي إلى الفساد. ورأى رجال أعمال ومديرون تنفيذيون في الفساد عقبة أمام نجاحهم الاقتصادي، فاشترك الكثير منهم في مدونته، وقدموا له تبرعات مالية.

لم ينل ثقة العمال والفقراء

وفي سنوات 2011-2013، اجتاحت روسيا احتجاجات واسعة ضد التلاعب بنتائج الانتخابات البرلمانية، التي أعادت بوتين لرئاسة الجمهورية، وما ارتبط بذلك من تشديد للاستبداد. شارك نافالني في الاحتجاجات، وفشل في أن يصبح المتحدث باسمها. لأنه حظي بدعم الطبقة الوسطى في العاصمة والمدن الكبرى. لكن الطبقة العاملة وأغلبية الفقراء لم يثقوا به. وكانوا غير مبالين بحملته لمكافحة الفساد، الذي يمثل بالنسبة لهم عاملا واحدا من عوامل عديدة يستخدمها المهيمنون لتحقيق المكاسب، وان إنهاء الفساد بمفرده لن يغير الكثير في التفاوت الطبقي.

لقد بينت احتجاجات عامي 2011 و2013، إن الصراعات الاجتماعية ليست بلا جذور، وأن التراكم التاريخي لليسار في روسيا يملك تأثيره، فتظاهر الآلاف تحت الرايات الحمراء، وتصدرت شخصيات يسارية الحركة الاحتجاجية. قال ليونيد فولكوف، المقرب من نافالني، ذات مرة في مقابلة إن على النخبة الروسية أن تقتنع بأن انتصار المعارضة أفضل من استمرار حكومة بوتين الفاسدة. ومن أجل ذلك، عليهم أولاً التخلص من المعارضين اليساريين، الذين يشكلون حجر عثرة امام كبار رجال الأعمال، لهذا شق نافالني المعارضة. وعندما أصبح السجن نصيب العديد من الناشطين اليساريين، رفض نافالني الدفاع عنهم.

**********************

الشيوعي السوداني يعلن عدم المشاركة في الحكومة المقبلة ولا في بقية مؤسسات الحكم

الخرطوم – متابعة “طريق الشعب”

أعلن الحزب الشيوعي السوداني الأربعاء الماضي عزمه على عدم المشاركة في الحكومة المقبلة التي كان مقررا إعلانها في اليوم التالي، ولا في بقية مؤسسات الحكم خلال الفترة الانتقالية، بما فيها المجلس التشريعي.

وقال السكرتير العام للحزب، محمد مختار الخطيب، في مؤتمر بالعاصمة الخرطوم، إن تغيير الوزراء لن يغير في الأمر شيئاً ما لم يتم تغيير السياسات التي تمضي فيها الحكومة.

وأضاف الخطيب “حزبنا لن يشارك في الحكومة ولا في مؤسسات الحكم، بما في ذلك المجلس التشريعي، فالوثيقة الدستورية منحت العساكر تلك القوة (لم يوضحها)، وهذه ليست حكومة مدنية، ولن نشارك فيها”.

وكان المجلس العسكري المنحل قد وقع في آب 2019 مع قوى إعلان الحرية والتغيير تلك الوثيقة، ما سمح بقيام سلطة خلال مرحلة انتقالية تستمر 51 شهراً وتنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى إعلان الحرية والتغيير.

واتهم الخطيب حكومة الفترة الانتقالية، برئاسة عبد الله حمدوك، بالارتهان للخارج وانتهاج سياسات النظام السابق (عمر البشير 1989- 2019)، واستخدام العنف المفرط والوقوف ضد الحريات.

وسبق وأن أعلن الحزب الشيوعي، في 7 تشرين الثاني الماضي، انسحابه من قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم).

ويعد الحزب من أعرق الأحزاب السياسية في السودان، وكان ضمن قوى الإجماع الوطني، التي وقعت “إعلان الحرية والتغيير”، في كانون الثاني 2019، بجانب تجمع “المهنيين السودانيين”، وقوى “نداء السودان” والتجمع “الاتحادي المعارض”.

وتابع الخطيب قائلا: ما دامت الحكومة تمضي على نفس سياسات النظام البائد التي قادت الى الثورة، فستكون النتائج نفسها بتكرار الأزمات التي نعيشها حالياً، وسيقع صراع بينهم كما حدث في الأيام الأخيرة للنظام السابق.

**********************

  الشيوعي الفنزويلي: نرفض الانحراف اليميني في النظام

ونحذّر من التآمر لملاحقة الشيوعيين

أصدر الحزب الشيوعي الفنزويلي بياناً موجهاً إلى الرئيس نيكولاس مادورو أدان فيه الانحراف اليميني للنظام الحاكم، مؤكداً على ضرورة العودة إلى نهج الرئيس تشافيز، قائلاً إن “نضالنا هو من أجل انتصار الوحدة الشعبية الثورية”، ومحذراً من محاولات قمع وملاحقة الشيوعيين من قبل التحالف الأوليغارشي الحاكم.

فيما يلي ملخص للبيان:

إننا في الحزب الشيوعي الفنزويلي، انطلاقاً من استقلاليتنا ايديولوجياً وسياسياً وتنظيمياً، عقدنا العزم على الاستمرار في مواجهة الحملة العدوانية الإمبريالية - الأميركية - الأوروبية ضد بلادنا، وكذلك مواجهة السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس نيكولاس مادورو والتي تخدم مصالح الرأسمال وكبار ملاكي الأراضي وتقدم مكتسبات للرأسمالية المحلية والمتعددة الجنسيات، وكذلك نقف في مواجهة الحملة المركزة التي شنها علينا الرئيس مادورو والتي تتسم بالسخرية والإقصاء، والاستغلال الإعلامي، والتي تطلق علينا لقب “اليسار الذي عفا عليه الزمن” وهي نفس العبارة التي استخدمها من قبله الحكم اليميني البيتانكوري في الستينيات.

ولقد قررنا أن لا نكون جزءاً من الاتفاق الأوليغارشي البرجوازي والذي جرى في اجتماع سانتو دومينغو بين الحكومة والمعارضة اليمينية. وقد أثار موقفنا هذا حفيظة الرئيس مادورو الذي اتخذ موقفاً أكثر عداءً يحمل تهديداً لنا كحزب و”للخيار الشعبي الثوريAPR “ والذي يضم أطرافاً يسارية وقد ركز على منع ظهورنا في الإعلام خلال الحملة الانتخابية الماضية، داعياً إلى انتخاب مرشحي الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي وأحزاب المعارضة اليمينية.

واليوم، يجري توجيه التهديدات لنا والتي ممكن أن تتحول إلى اعتداء علينا وحتى إلى القيام بتصفية جسدية للمنظمات والكادرات الشيوعية وللحركة الشعبية الثورية وكل الذين يعارضون إدارة حكومة الرئيس مادورو للبلاد لصالح الرأسمال، ونطالب بتطبيق سياسات لصالح الطبقة العاملة والشعب الكادح في المدن والأرياف.

قال الرئيس مادورو بالحرف الواحد في قصر ميرافلوريس في 23/1/2021 في حضور قيادات من الحزب الاشتراكي الموحدPSUV والأحزاب اليمينية المتحالف معها: “نحذر من الانقساميين الذين يسمون أنفسهم ماركسيين لينينيين، ويدعون بأنهم تشافيزيين أكثر من تشافيز”. وأضاف: انتبهوا لأن أيدي الإمبريالية الأميركية هي وراءهم ... فلنكن لهم بالمرصاد في الأحياء والمصانع والجامعات والشوارع... لننتبه من الإنقسام ... أحذركم لأول مرة لأن لدي الكثير من المعلومات”.

إن الحزب الشيوعي الفنزويلي الذي تأسس في أذار 1931 بوصفه حزب الطبقة العاملة وطليعته وفي الأممية البروليتارية والتضامن الأممي مع الشعوب يطالب اليوم باستعادة المشروع الأصلي لتشافيز وهو ضد الانحراف إلى اليمين من جانب الطبقة الحاكمة الحالية.

إننا نحمل الرئيس مادورو مسؤولية أي اعتداء جسدي او مجتمعي تجاه أعضاء حزبنا واليسار في فنزويلا ونسأله أن يعلن للعالم وللبلاد على ماذا استند كي يتهم الماركسية اللينينية والذي قال بأنهم يدعون بأنهم تشافيزيين أكثر من تشافيز بالنزعة التقسيمية، وأن يحدد إذا ما كانت هذه الاتهامات تشمل الحزب الشيوعي الفنزويلي وأن يقدم أدلة إذا ما كانت لديهم صلات وارتباطات خارجية مشبوهة.

نطالب الرئيس مادورو أن يصحح السياسات المتبعة التي تخدم الرأسمال والأوليغارشية القديمة والعودة عن دولرة الاقتصاد وأن يستعيد حقوق الشعب العامل ويعيد للشعب الفنزويلي حقوقه في الحصول على تصحيح الأجور والحصول على التقديمات الاجتماعية والتقاعد وإعادة النظر بوضع المجتمعات الفلاحية واحتياجاتها وعدم التمادي في سياسة اقتصادية ذات طابع ليبرالي برجوازي.

ندعو الرئيس مادورو للتخلي عن سياسة الإقصاء وبث روح العداء المناقضة للحقوق الديمقراطية التي يكفلها دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية.

إننا نحذر من مخططات التآمر لملاحقة الشيوعيين. ونؤكد على استمرار نهجنا وسياستنا المناهضة للإمبريالية ونضالنا الدائم للدفاع عن حقوق عمالنا وفلاحينا وشعبنا الفنزويلي.

**************************

الصفحة العاشرة

الثامن من شباط الاسود والجرائم التي ترقى الى جرائم ابادة جماعية

لفته عبد النبي الخزرجي

نحن لا نملك احصائية متكاملة عن الجرائم التي ارتكبتها عصابات الحرس القومي بعد الانقلاب الفاشي الذي  خططت له المخابرات الامريكية وبالتعاون مع جهات عربية معروفة، ونفذته أوكار البعث المجرم (قيادة قطر العراق) وما صاحب ذلك اليوم المشؤوم وما تبعه من ايام امتدت 9 أشهر، حيث كانت تلك الايام والليالي السوداء عبارة عن محرقة متواصلة دون توقف، تم خلالها إبادة وقتل وإعدام قيادات بارزة في الجيش العراقي الباسل، كما تم تصفية منظمات الحزب الشيوعي العراقي وقياداته، و لم تحصل أي عملية مراجعة قضائية بخصوص تلك الجرائم الرهيبة والأعمال الإجرامية الخطيرة والتي ترقى إلا أن تكون فعلا، جرائم إبادة جماعية، وإن السكوت عن تلك الجرائم وعدم إعادة فتح ذلك الملف الاسود الملطخ بدماء العراقيين الشرفاء، وخاصة الضباط الاحرار والشيوعيين وانصارهم ومؤازريهم، نساء ورجالا، يدعونا للمطالبة بتشكيل لجنة عليا خاصة بملف 8 شباط الاسود، والعمل على تثبيت شهادات الكثير من العوائل التي تعرضت للانتهاك وقتل رجالها ونهبت أموالها وتشرد اطفالها، وهو من أهم مطالب شعبنا لكي يتم وضع حد لما يمكن ان يقدم عليه البعض من المتهورين والطائشين عسكريا وسياسيا، خاصة وأننا نرى أن هناك نوايا مبيتة ضد حزب الشيوعيين من قوى متنفذة، وما حصل من حرق لمقرات حزبنا في البصرة والنجف والناصرية وبغداد، يشكل نقطة سوداء في هذا المسار المعادي للديمقراطية والدستور الذي بنيت عليها العملية السياسية في بلادنا منذ العام 2003 حتى الساعة.

إن يوم 8 شباط الأسود وما تبعه من أيام امتدت اكثر من 9 اشهر، كانت أياما رهيبة حالكة السواد أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البلاد وسبت العباد وأصبح العراق من شماله إلى جنوبه عبارة عن سجن كبير وهناك عصابات منفلتة ومتهورة تحمل سلاحها لقتل العراقيين، وخاصة أن المجلس العسكري الفاشي المجرم، كان قد أصدر بيان رقم (13) المشؤوم، ذلك البيان الذي ركز السلطة بأيادي تلك العصابات الفاشية المجرمة والتي استباحت كل حرمة وكانت تقتل دون الرجوع إلى قانون أو قضاء او محاكمة، وهو ما شكل انتهاكا خطيرا ومدانا، لكننا نرى أن هناك سكوتا من الجميع والعمل على التغطية على تلك الجرائم وعدم فتحها من قبل القضاء العراقي والحكومات التي تعاقبت على قيادة السلطة، حتى مجلس النواب والمفترض انه يمثل الشعب العراقي لم يتناول هذا الملف، وهذا يدعونا أن نعمل على إعادة فتح هذا الملف الاسود، وتكليف لجنة من ذوي الاختصاص في القانون،  لتقديم دراسة مستفيضة حول تلك الجرائم، وما تنطوي عليه من انتهاك خطير جدا لحقوق الانسان وعمليات القتل والاعدام العشوائي دون الرجوع الى قانون. ونحن نعتقد أن على حزب الشيوعيين أن ينهض بهذه المهمة الصعبة والشاقة، وان يعيد للشيوعيين كرامتهم وانسانيتهم، وأن يضع ذلك الملف امام القضاء، وتكليف مجموعة من المحامين الوطنيين المخلصين لشعبهم ووطنهم، للمتابعة امام القضاء، ونعتقد ان على مجلس النواب الموقر ايضا، ان يصدر قانونا يعتبر فيه جرائم البعث في انقلاب 8 شباط الاسود، جرائم ضد الانسانية، لكي يعيد لأبناء شعبنا ومن الذين تعرضوا لجرائم 8 شباط الانقلابي الاسود، بعضا من حق الشعوب في الدفاع عن نفسها ضد الجرائم وضد الانتهاكات للحقوق التي ثبتتها القوانين الدولية.

********************

الطحينية والانقلاب الفاشي عام 1963

ناصر حسين

الطحينية منطقة زراعية تتبع الآن من الناحية الادارية ناحية المهناوية بعد ان كانت في ستينات القرن الماضي ترتبط اداريا بناحية السنية التابعة لقضاء مركز لواء الديوانية.

الطحينية منطقة تجمع عشائري واكثرية سكانها من عشيرة آل بدير التي كان يرأسها الشيخ نذير آل محمد الذي خسر في حرب صدام المجنونة ثمانينيات القرن الماضي كل ابنائه ووقف في الصحن الحيدري لدى تشييع آخر من راح ضحية تلك الحرب المجنونة من افراد اسرته مرددا قولا شعبيا معروفا كان يستخدمه من يخسر لعبة الهويشة الشعبية

((--------)).

زراعة الطحينية وهي محصول الرز مياهها من نهر الطحينية وهو الفرع الثاني من نهر “ابو سمج” الذي يتفرع من شط الشامية شمال مدينة الصلاحية في الطحينية كانت للحزب الشيوعي العراقي منظمة حزبية وطيدة الاركان كان أحد أبرز كوادرها عام 1962 الفقيد عبد العباس عبد الكريم وكان مسؤول اللجنة الحزبية التي يقودها الرفيق الراحل شاطي والذي يعرف في بعض المناطق بالاسم جالي. وكان عضوا في لجنة ريف قضاء الشامية المرتبطة بمحليته شامية – ابي صخير، سكرتيرها – لجنة الريف – الرفيق له العمر المديد حسين عبيد ابو خبط وعضويتها تتكون من كل من عبد الواحد حاشوش، عبد زيد سيد جاسم الميالي، فاهم فرهود، وانا حيث كنت سكرتيرا لمنظمة الحزب في ناحية العباسية التي ترتبط اداريا حاليا بقضاء الكوفة.

في آخر احصائية لقوانا الحزبية اجريناها أواخر الشهر التاسع من عام 1962 قبل اعتقالي في 26/9/1962 بأسبوع واحد كان عدد الأعضاء ستمائة رفيق بالتمام والكمال منهم مائة وعشرون رفيقا في ناحية العباسية.

في الثامن من شباط 1963 كما معروف استولى الفاشست على مقاليد السلطة في العراق في انقلاب عسكري دموي أسود سيبقى عاره يلاحق كل من خطط له وكل من ساهم في تنفيذه وارتكاب ما أرتكب من مجازر وحشية وأريقت دماء زكية روت أرض العراق، شهداء كرام مازالوا حتى اللحظة الحاضرة بلا قبور.

كنت وأنا في المعتقل أعرف أن الحزب سيقاوم كل محاولة رجعية لأسقاط حكومة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 للدفاع ليس عن شخص رئيس الوزراء بل للدفاع عن استقلال العراق وسيادته اللذين سيصبحان في مهب الريح إذا ما نجحت محاولات الرجعية المدعومة من ال سي. أي. آي. قبل أي طرف استعماري آخر في الاستيلاء على مقاليد السلطة.

وهذا ما اوضحته بشكل جلي رسالة الشهيد سلام عادل الى المنظمات الحزبية بعد وقوع الانقلاب مباشرة والمنشور في مؤلف الرفيقة ثمينة ناجي يوسف المعنون “سلام عادل” سيرة مناضل” الكتاب الثاني وفي مؤلف الكاتب عزيز سباهي المعنون ((عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي)).

ليلا أصدر الانقلابيون بيانهم السيء الصيت البيان رقم 13وصباح اليوم الثاني شن أمن الشامية حملة اعتقالات ضد رفاق منظمة مدينة الشامية حيث اعتقل منذ الصباح الباكر كل من حمزة علي جار الله المعروف بالاسم حمزة جنية لأنه من أسرة علوية  تلقب بالبو جنية، حمزة خطار حنين، المعلم لطيف حسن حمامي، - عضو المحلية ومسؤول منظمة مدينة الشامية، عمار حميد دخان، مسلم مهدي دنفش، ميري ديان، المعلم حمزة محمد، المعلم ايوب سبتي، المعلم كاظم خضير، المعلم مبدر حولي، المدرس عبد الله الاحمر، المدرس محمد شاكر، المدرس جودي الطائي، المعلم عبد الأمير ناصر الجميلي ، واستمرت حملة الاعتقالات ليضاف الشخصية الديمقراطية  المعروفة عبد الواحد حبيب غلام، والمعلم حسين كاظم عوض ، محمد عباس العلوان، والشقيقان احمد ومحمد سيد جاسم الميالي، والشهيد المعلم من غماس عبد علي شاكر الحلو والشاعر عبد الهادي رياح ، المعلم كريم مجيلد ، المعلم مصطفى سعيد، المعلم كاظم عيس والمعلم كاظم سلمان والسيد جعفر سيد ادريس العرداوي من جنوب الشامية و السيد مايح سيد علاج من المهناوية، والمعلمان الشقيقان من المناوية عبد الهادي وعبد المهدي الحاج عبد الحسين الراضي، والسيد محمد جنية وأبو بيان منعم جواد، سعيد عبد علي، سعيد مجي مغيض وجبار وذاح. وأخذت تصلني تباعا المعلومات عن المقاومة في عكد الاكراد ببغداد والشاكرية والكاظمية وغيرها. وبقيت لحظتها أنتظر ما تقدم عليه منظمة ريف الشامية ذات الستمائة رفيق الذين يغطون رقعة جغرافية واسعة: من مدينة الكوفة حتى قصبة الحمام التي تطل على هور الحرية قبالة مدينة القاسم التابعة للواء الحلة آنذاك ومن مدينة الكفل حتى اهوار غماس جنوب مدينة الشامية، وجاءني ما يبهج النفس ويطيب الخاطر فقد جاءني الرفيق حسين كاظم عوض الموقوف في الغرفة المجاورة للغرفة التي أنا فيها ليزف لي البشرى من أن جماهير الطحينية رفعت البيارق واحتشدت تردد الهوسات الشعبية زاحفة باتجاه مدينة الشامية.

حدثني الرفيق حمود ذهيب العلياوي عضو مكتب اللجنة القيادية في منظمة العباسية عام 1962 عندما التقيته أواخر عام 1965 في توقيف مركز شرطة النجف بعد انتهاء محكوميتي وتسفيري الى أمن النجف لأطلاق سراحي وكان معه في التوقيف على ذمة الأمن الرفاق كاظم الروازق، عبد الزهرة الصفار وابن عمتي المعلم حميد عباس متعب النعماني، حدثني عن ذلك الزحف الجماهيري وكان مشاركا فيه أن السيد جاسم السيد خضر الميالي كان في مقدمة الحشد يطوح في الهواء يمنه فيسره بتوثيته وهو يردد بأعلى الصوت محشما ((حيهم، حيهم، حيهم))

قبل الوصول إلى الشامية تصدت لهم قوات الشرطة والحرس المدججين بمختلف انواع الاسلحة وخصوصا رشاشات البور سعيد التي زودت الانقلابيين بها الحكومة المصرية ليستخدموها في تنفيذ جريمتهم النكراء بأسقاط حكومة ثورة تموز. وللتفاوت الكبير في التسلح استطاعت قوات الشرطة والحرس السيطرة على الموقف فاعتقلت البعض وأودعتهم توقيف مركز شرطة ناحية الصلاحية نظرا لأن توقيف مركز شرطة الشامية قد امتلأ بالموقوفين، وانسحب باقي الحشد ليأخذ النضال ضد الانقلابين أشكالا اخرى، وفي ريف الشامية كما في أرياف الفرات الأوسط الأخرى تم تشكيل الفرق المسلحة والتدريب على السلاح للدفاع عن النفس والتصدي لزركات الحرس واعمال التمشيط في الأرياف والتي اضطروا لإيقافها خوفا واضطرارا.

في مذكراته يشير أبو تانيا وهو آنذاك سكرتيرا لمحلية الشامية ابي صخير. إلى تلك الفرق فيذكر أن الرفيق حسين الشعلان والشهيد عباس ابو اللول ونجم عبد قادوا الفرق في ريف الكوفة والرفيق كريم عذاب وخالد سبهان قادا الفرق – في ريف أبي صخير والرفيق حسين عبيد ابو خبط وحياوي وعبد زيد سيد جاسم القطاع الشمالي من الشامية والرفيق محي السيد صاحب ونعمه كاظم وفاضل ملا ياسر والسيد جعفر السيد ادريس، والشهيد هادي كاظم دريوش ، والشهيد هادي الكعبي الفرق المسلحة في القطاع جنوب الشامية وغماس وقد ورد خطأ ينبغي تصحيحه أنني والرفيق مضر السيد صاحب الشرع تكفلنا بقيادة الفرق المسلحة المشكلة في الريف المجاور لمدينة الشامية ، إذ أنني كنت آنذاك معتقلا في مركز شرطة الشامية على ذمة الأمن منتظرا تسفيري الى بغداد للمرافعة أمام المجلس العرفي العسكري الاول أنا والسيدان كاظم السيد خضر الميالي ذو الخمس والسبعين عاما وابن أخيه السيد حميد السيد هاشم ذو السبعين عاما وفقا لأخبار كاذب من اثنين من السراكيل في منطقة طبر سيد جواد التابعة لناحية العباسية من أنني والرفيقان حسين عبد ابو خبط وعبد زيد جاسم – الذين لم يلق القبض عليهما – شيوعيون ونعقد اجتماعات حزبية في بيت السيدين كاظم السيد خضر وحميد سيد هاشم وتحريض الفلاحين على عدم دفع حصة الملاكية، وللتاريخ أذكر هنا وأؤكد أنهما واجها التعذيب والاهانات بالكلمات البذيئة في العباسية والشامية وحتى ونحن في القفص في المجلس العرفي لحملهما على الاقرار بالاتهام لكنهما اصرا وبكل إباء على انكار الاتهام مثلما أنكرته أنا. يبدو لي هنا أنه حصل خلط بين الفرق المسلحة التي شكلت عام1963 لمقاومة انقلابي شباط الاسود والفرق التي شكلناها منذ عام 1967 لدعم العمل الجماهيري الذي كنا نخوضه وفقا لشعار الحزب الذي رفعه اجتماع اللجنة المركزية للحزب في نيسان 1965 الذي يدعو لأسقاط ((طغمة عارف – يحيى الدكتاتورية الرجعية)) والتي كنت أشرف على عملها كعضو في المحلية وسكرتيرا للجنة القطاع الشمالي شمال مدينة الشامية.

وبخصوص الفرق المسلحة، بعد إطلاق سراحي اواخر عام 1965 والتحاقي بالعمل الحزبي في الشامية أطلعني الرفيق العزيز الشيخ حاتم لفته العطية رئيس عشيرة آل دخيل احدى عشائر العوابد المقعد الآن والفاقد للبصر على رسالة خطية مرسلة من الشهيد جمال الحيدري إلى المركز القيادي الذي تشكل على نطاق الفرات الاوسط يتساءل فيها عن الهدف من تشكيل الفرق المسلحة هل هو لخوض حرب أنصار أم للدفاع عن النفس، وفي حالة كونه لخوض حرب أنصار يؤكد الشهيد جمال الحيدري أن الظرف السياسي في العراق لا يسمح بخوض هكذا شكل من أشكال النضال.

على كل حال بالجهد المتكامل والمنسق لرفاقنا في أرياف الشامية والتصدي لعناصر الحرس تحولت أرياف الصلاحية والمهناوية والعباسية وجنوب مدينة الشامية الى منطقة شبه محررة واستضافت المنظمة لديها المركز القيادي للحزب الذي تشكل على نطاق الفرات الأوسط وتأمين صلته مع المركز القيادي الذي تشكل في بغداد والذي ضم الرفاق الشهداء جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، وأبو سعيد عبد الجبار، وهبي وتأمين صلته كذلك بالرفاق في الحلة وكربلاء.

مجدا لذلك الموقف المهيب الذي وقفته جماهير الطحينية من الانقلاب الفاشي في شباط الاسود عام 1963.

مجدا لكل من قاوم انقلاب الفاشيست في كافة ارجاء العراق.

والمجد كل المجد لأولئك الرفاق الذين تصدروا اعمال المقاومة تلك.

والمجد لشهداء تلك المقاومة وكل شهداء الحزب والحركة الوطنية في العراق.

**********

الصفحة الحادية عشر

ورقة 8 شباط من دفاتري

عبد المنعم الاعسم

فجر يوم الجمعة 8 شباط 1963 وصلتُ بالقطار الى كركوك في طريقي الى قرية بيانلو (التي عينت في مدرستها معلماً) وفي مطعم صغير قرب بناية المحافظة (اللواء) ركنتُ حقيبتي جانباً وطلبت وجبة كباب وانا اتدفأ بموقد من الفحم. كان ثمة هواء شباطي بارد ومشاكس. وفجأة تراكض مجموعة من الشرطة، وعلا زعيق راديوات  من مصادر بعيدة، سرعان ما تكاثرت، بنداءات مبحوحة. انكمش صاحب المطعم. التفت اليّ. قال باضطراب بائن: انقلاب.  من جانبي لم اتزحزح، لكن دخلت في حسابات الأحداث الموشكة. كنا قد تلقينا من الحزب توجيهات بالحذر من محاولة انقلابية وشيكة. بعد ساعة كانت سيارة بيكاب عسكرية تحمل سماعات كبيرة.. “الله الله الله اكبر.. الله فوق المعتدي” واشخاص بملابس ريفية وعسكرية اعتباطية على ظهرها يهتفون ضد عبدالكريم قاسم. لا أحد في الشارع يتجاوب معهم. قررت ان الوذ بفندق شهرزاد القريب (كنت نزيلا فيه خلال متابعة تعييني). كان الجميع غاضبين ومتوترين. وفيما يقترب المساء كانت مجموعة من عسكرين واشخاص مدنيين يقودهم ضابط، يلوحون بالاسلحة والعصي ويداهمون منازل ومطاعم وفنادق مختارة، يكتّـفون مواطنين ويحملونهم في لوريات. أمروا نزلاء الفندق ان يتجمعوا في الباحة. كانوا يطلبون هويات ويعتقلون من يشاءون. قفز احد الجنود نحوي وهو يصرخ “سيدي، هذا اعرفه.. من مدينتي.. أخطر شيوعي” كانت اخامص البنادق والدونكيات قد انهالت عليّ، وبعد ساعة كنت مطروحا، مدمّى، حافيا، ممزق الثياب في معتقل الانضباط العسكري مع مجموعة صغيرة يبدو انهم من موظفي شركة النفط  وعمال ونقابيين، غالبتهم كورد ومسيحيين، وبعد يومين، إذ تكاثرنا، حشرونا بلوريات عسكرية، مكتوفين الى بعض، وصاروا يتجهون بنا الى بغداد عبر فتحة الزاب. في الطريق الشاق هدّنا التعب والجوع. كنا صامتين لا نكلم بعضنا. عن قصد مهووس لاذلالنا تجولوا بنا في بلدة تكريت التي تحتفل بالشوارع. كان الوقت يقارب الصباح. تلقينا شتائم ومهانات وقشور الفواكه وكمشات الطين. التفت اليّ مهندس مكتّف معي (عرفت ان اسمه وليم تخرج توا من امريكا) قال: هل نحن في العراق؟ لم اشأ ان اناقشه في موضوع ملتبس ومرعب وسابق لأوانه. في معسكر ابو غريب حشرونا في معتقلات عسكرية، حيث وجدنا المئات الذين جاءوا بهم من بيوتهم، مثقفين ونقابيين ومحامين واطباء وشخصيات اجتماعية، عرفت منهم يوسف العاني وعبدالغني مطر وعبدالجليل برتو، وكان اخي “رزاق” بينهم لكن في قاعة ثانية. كانوا يتحدثون بالهمس والاسى عن استشهاد عبدالاحد المالح، ثم توالت اسماء الشهداء الاخرين. ثم.. بدأ الفصل الدرامي من حياتي الذي سيستغرق عامين. بين معتقلات بغداد، ثم كركوك، ثم اقبية الحرس القومي في تكريت والمحمودية، ثم المجلس العرفي الثاني في كركوك الذي قضى بحبسي عاما واحدا، قضيت اشهره الاخيره في سجن بعقوبة، منها شهراً ونصف في الانفرادي، ولم يُطلق سراحي في نهاية مدة الحكم، فارسلتُ محجوزا الى سجن “نقرة السلمان” الصحراوي لأقضي عاما آخر هناك، قبل ان يصدر الامر باطلاق سراحي في شباط من العام 1965. 

*******************

لماذا كان يوم الثامن من شباط عام 1963

أكثر الأيام سواداً على العراق؟

خليل ابراهيم العبيدي

لقد كان جزءًا من أكثر الذكريات قتامة على النفس، ذلك اليوم الذي نحرت فيه ثورة 14 تموز بسكين المخابرات الأمريكية، ويومها اعترف أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث بعد الانقلاب علي صالح السعدي ، بأنهم جاءوا بقطار امريكي ، وقد قيل إن هاني الفكيكي (عضو القيادة القطرية آنذاك ) أضاف وبإطارات بريطانية ، وكان يوما باردا لكنه ظل ساخنا بأحداث مثيرة للعجب حيث وجد المراقب آنذاك مدى التصاق الشعب بثورته وهو يشاهد الجموع الغفيرة من المطالبين بالسلاح عند جدار وبوابة نادي المهداوي في الباب المعظم للدفاع عن الثورة، رغم القصف الشديد القريب منهم على وزارة الدفاع، وظل ساخنا وشاهدا على رد الشعب العراقي على الانقلاب وعلى بيان رقم 13 الذي أصدره الحاكم العسكري العام يوم ذاك اللواء رشيد مصلح التكريتي (البيان الذي سماه العراقيون سيئ الصيت) وهو يقف إلى جانب قواه التقدمية المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي وهو يتصدى لأعتى طوابير الظلام التي خرجت من جامع حنان عند ساحة الشهداء وهي تتأبط رشاشات بور سعيد المرسلة من الجمهورية العربية المتحدة عن طريق سوريا وبواسطة عبد الحميد السراج، أو تلك الجموع المسلحة التي جاءت من محلة التكارتة والسوق الجديد وأطراف الجعيفر في الكرخ، وكنت تسمع القتال عند أطراف المنصورية قرب مرقد الشيخ معروف الكرخي، أو تسمع تبادل العيارات النارية في منطقة علاوي الحلة أو على جانبي شارع 6 في منطقة الدوريين ، أو تشاهد هتافات الجماهير عند ساحة عبد الناصر أو محلة الكريمات وهي تهتف للثورة وتستنكر الانقلاب . وعبورا لجسر شهداء وثبة كانون عام 1948 كانت دبابات الكتيبة الرابعة التي يقودها العقيد عبد الكريم مصطفى نصرت تحمل صور الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم للتمويه على انها موالية، لكنها عند وقوفها بالقرب من وزارة الدفاع أخذت تقصف الوزارة تضامنا وتخطيطا مع الانقلابيين.

ان الثامن من شباط كان بحق ودون تردد ، اليوم الذي جر الويلات على العراق، ومنذ ذلك اليوم والعراق لا يعرف الهدوء أو العافية، لقد كان يوما أسود، أظلم بسواده كل تأريخ هذا البلد، فبعد تسعة أشهر من التناحر بين أجنحة حزب البعث، انقلب المشير عارف على البعث في الثامن عشر من تشرين الثاني، حيث كان حكم الصبية من البعثيين الذين انبهروا بالسلطة وهم يحكمون دون خبرة في الحكم أو معرفة بإدارة الدولة، وبعد الحكم العارفي حيث انقلب البعثيون على الجنرال عبد الرحمن عارف عام 1968، جاء حكم البعث الثاني ليدخل العراق مرحلة دولة المنظمة السرية كما يصفها الاستاذ حسن العلوي، ليبدأ حكم القائد الضرورة الذي ادخل العراق بأيام سوداء متعاقبة منها ايام الحروب الداخلية أو حروب خارجية انتهت بالاحتلال ، لتأتي ايام سوداء بعد العام 2003، على يد الدول الموازية أو العميقة .

إن الثامن من شباط كان رد فعل نتيجة لحقد الإقطاع والرأسمال الاقطاعي على منجزات ثورة 14 تموز وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي الذي فتت الملكية الزراعية التي كانت حكرا على الأقلية من الاقطاعيين إذ أشارت الإحصائيات آنذاك ان 80 بالمئة من الأراضي الزراعية كانت بيد تلك القلة من الاقطاعيين الذين لا يتجاوز عددهم ال 200 اقطاعي. وأن من أهم الأسباب التي دفعت بالمخابرات الأجنبية للأعداد لهذا الانقلاب هو أن ثورة 14 تموز كانت دون كل الثورات غائبة عن رؤى تلك المخابرات وأنها تفاجأت بذلك الحدث العظيم، خاصة وأن تلك الفترة كانت تشهد أفول نجم الاستعمار القديم وتطور الامبريالية نحو مراحل جديدة، وكان لقرارات الثورة التقدمية ومناصرتها لثورة الجزائر أو مساعدة الفلسطينيين لإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، أو مشاركتها في إعلان الجمعية العامة  للأمم المتحدة عن تصفية الاستعمار، أو إعلان تلك الجمعية عن حق تقرير المصير للشعوب. كل تلك النشاطات الخارجية كانت بمثابة العداء لقوى الاستعمار، وقد أضافت الثورة إلى كل ذلك أن قامت باستضافة المؤتمر التأسيسي لمنظمة الدول المصدرة للنفط في بغداد والذي تمخض عنه إنشاء منظمة ( أوبك ) العاملة على تحجيم دور الشركات النفطية الاحتكارية حتى اليوم، وفككت الثورة حلف بغداد، وأخرجت العراق من منطقة الاسترليني، وقامت الثورة بإصدار قانون رقم 80 لعام 1961 الذي أوجع حقا الاحتكار وضربه في الصميم، كلها عوامل كانت وراء حقد المخابرات على تلك الثورة الوليدة، واسهاماتها في بناء مجتمع تقدمي يعترف بحقوق المرأة من خلال قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959. وقامت الثورة بأكبر مشاريع الإسكان، وخاصة الإسكان الشعبي، واستبدلت خطوط السكك الحديدية ووضعت العراق على سكة التقدم الاقتصادي.

ان الثامن من شباط كان ولا زال يوما عبوسا لن ينساه العراقيون على مدى جيلنا والأجيال التي تلت جيلنا، وعلى كل مواطن عراقي أن يعلم أن ذاك اليوم كان بداية التراجع لهذا البلد، وانه كان سببا في تعاقب النكبات، وأن التاريخ سجله بأوسع صفحاته على أنه اليوم الاكثر اسودادا في تاريخ العراقيين.

**************

الصفحة الثانية عشر

اخطاء جسيمة ارتكبها الشهيد عبد الكريم قاسم

مهدت لكارثة 8 شباط 1963

عادل حبه

غالباً ما يقدم قادة وطنيون على اتخاذ اجراءات وتدابير إصلاحية، ويصدروا مراسيم وقرارات تندرج في إطار السعي لتحقيق حلم شعوبهم في التقدم والرفاه والحرية والاستقلال. ولكنهم في العادة غالباً ما يترددون في تعبئة القوى السياسية والاجتماعية وتوحيدها في بلدانهم وبناء منظومة ديمقراطية قائمة على مشاركة الشعوب وقواها السياسية والاجتماعية الحية من أجل حماية هذه المنجزات والاصلاحات التي يتم تحقيقها كي يواجهوا دسائس ومؤآمرات قوى الردة الداخلية والخارجية. ويعمد هؤلاء القادة، وللأسف‘ الى التقليل من مخاطر وردود الفعل سلبية لقوى داخلية واقليمية وخارجية، ولا يسعون إلى اتباع دبلوماسية نشطة للحد من هذه المخاطر الخارجية. وعندها يقع هؤلاء في فخ اجندات الدوائر المخابراتية دون وعي والتي تسعى إلى تمزيق صفوف الشعب وبث النزاع والفرقة في صفوفه لتمهيد تصفية تلك المنجزات والاصلاحات.

والأمثلة على هذه الحالة لا تعد ولا تحصى في التاريخ المعاصر للبلدان النامية عامة، وفي بلداننا المنكوبة على وجه الخصوص. ولدينا أمثلة في تجربة الزعيم الوطني الايراني الدكتور محمد مصدق وسقوطه أثر الانقلاب العسكري الذي دبرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عام 1953، ومصير جمال عبد الناصر في مصر وتداعي حكمه عملياً إثر نكبة حزيران عام 1967، وتجربتنا نحن في العراق منذ أن قاد الزعيم عبد الكريم قاسم الثورة ضد النظام الملكي وإعلان الجمهورية العراقية وحتى نهايته ونهاية حلم العراقيين في إرساء نظام قائم على العدل والسلام على يد انقلابيي 8 شباط عام 1963، التي قادت بلداننا إلى المسار التراجيدي.

لقد أعلن الضباط الأحرار العراقيين وبدعم من جبهة الاتحاد الوطني التي أعلنت في عام 1957 على إحداث التغيير المنشود في العراق. وأصدرت جبهة الاتحاد الوطني برنامجها الوطني الديمقراطي المختصر دون الدخول في التفاصيل. ولم يعلن تنظيم الضباط الأحرار عن نفسه ولا عن برنامجه واتفاقاته السرية قبيل انتصار الثورة. ولم يكن هناك اجماع لدى الضباط الأحرار حول الخطوط العامة للسياسة الداخلية والاقتصادية و الاجتماعية أو شكل بناء الدولة، ولا في السياسة الخارجية. فما وحدهم فقط هو اسقاط النظام والتحرر من الهيمنة الأجنبية وإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية المتحررة. لذا وما أن انتصرت الثورة حتى برزت على السطح الخلافات حول مستقبل الاصلاحات الداخلية والعلاقات الاقليمية والدولية منذ الساعات الأولى. هذه الخلافات التي برزت بشكل مبكر خاصة بين الضباط الذين شاركوا في الثورة، لتسري إلى القوى السياسية المنظوية تحت راية جبهة الاتحاد الوطني، هذه الجبهة التي شُلت عملياً بعد الأيام الأولى على يد حزب البعث وحزب الاستقلال والقوى القومية بالإساس، رغم المطالبة المستمرة للحزب الشيوعي العراقي بإعادة الحياة لجبهة الاتحاد الوطني كي يتم معالجة التوتر القائم. والحديث يطول حول ذلك، وبإمكان القارئ الاطلاع على الكثير من الكتب والبحوث والمقالات العراقية والأجنبية حول تلك الحقبة البالغة التعقيد في تاريخ العراق.

كان هاجس وسعي عبد الكريم قاسم واليسار وخاصة الحزب الشيوعي هو الشروع بالاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وتحرير البلاد من العلاقات الاجتماعية الاقتصادية المتخلفة وانتشال المجتمع من حالة الركود والسعي إلى الحفاظ على استقلال وسيادة العراق. هذا التوجه المشترك هو الذي مهد الأرضية لتحالف غير معلن بين الحزب الشيوعي العراقي والزعيم عبد الكريم. ولكن من ناحية أخرى، فشل الحزب الشيوعي العراقي في مساعيه لإعادة الحياة إلى جبهة الاتحاد الوطني كي يستمر العمل المشترك بين الأحزاب لتحقيق البرنامج الذي اعلنته هذه الأحزاب في عام 1957، لأسباب تتعلق بتعتنت الأطراف القومية ووقفها إلى جلنب التدخل  الفض من قبل قادة الجمهورية العربية البمتحدة في الشؤون الداخلية في العراق، تحت ذريعة الوحدة الإندماجية ظاهرياً، في حين كانت هناك أسباب أخرى لهذه الضغوط منها ما تعكس خشية هؤلاء الحكام من أن يسير العراق على خطى بناء نظام سياسي قائم على التعددية السياسية والديمقراطية واحترام المكونات القومية في البلاد، وهو ما يتعارض مع نهج الحكم في العربية المتحدة القائم على حل الأحزاب وتخوينها تحت شعاره الممجوج “الحزبية خيانة” وفرض نظام الحزب الواحد كتعبير عن الاستبداد السياسي واحتكار السلطة وتجاهل الحقوق القومية للمكونات القومية القاطنة في عدد من البلدان العربية.

في خضم هذا الوضع الشائك والضغوط المستمرة على النظام الجمهوري الفتي في العراق، برز عامل جديد ومؤثر في توازن القوى هوالتحرك الجماهيري الواسع والعاصف، خاصة في الريف الذي كان يضم أغلبية سكان العراق في تلك الفترة. وقاد هذا التحرك الجماهيري التيار الديمقراطي وخاصة الحزب الشيوعي العراقي. وتعاملت قيادةعبد الكريم قاسم وبعض الضباط الأحرار من قاسميين وشيوعيين وديمقراطيين بإيجابية مع الشعارات التي كانت تطرح على نطاق واسع في الشارع وبعفوية أحياناً. وشرع الحكم باتخاذ تدابير متلاحقة في عملية الاصلاح، خاصة تلك المتعلقة بتحسين ظروف حياة الفئات المحرومة التي تشكل الغالبية في المجتمع. وكان على رأس هذه الاجراءات هو الاصلاح الزراعي الذي حرر الفلاحين من جبروت وقيود النظام الاقطاعي وتوزيع الأراضي التي سلمت إلى الاقطاعيون من قبل الاحتلال البريطاني للعراق. وهي خطوة واجراء اصلاحي تاريخي يمس غالبية الشعب العراقي، الفلاحون، وأنهى حالة الازدواجية في دولة يديرها الاقطاعيون بقوانين وسجون وتقاليد وأعراف وقوى مسلحة من جهة، إلى جانب الدولة المركزية. وهي حالة تتعارض حتى مع بنود الدستور العراقي الذي وضعه البريطانيون عند احتلاهم للعراق. كل ذلك من أجل بناء قاعدة اجتماعية للحكم وحماته البريطانيين لتكريس هيمنتهم على البلاد. ولا يسع المجال في هذا المقال الحديث عن كل الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المهمة التي انجزتها السلطة الوطنية خلال فترة قصيرة في مجال البناء والصناعة والتعليم وبناء المساكن للمواطنين المحرومين، ناهيك عن قرارات مهمة خطيرة تتعلق بالخروج من حلف بغداد والابتعاد عن حمى الاحلاف والتحرر من قيود الاسترليني والحد من نفوذ الشركات النفطية الأجنبية في العراق والغاء القواعد العسكرية الاجنبية واقامة علاقات عربية دولية متوازنة.

بالطبع لابد لكل هذه الاجراءات الايجابية أن تثير موجة من رد الفعل السلبية لدى بعض فئات اجتماعية داخلية تضررت من الاصلاحات، وأن تثير قلق الدول الاقليمية والدولية التي ارعبها الحضور الجماهيري ومشاركتها في اتخاذ القرارات، خاصة في السنة الأولى من الثورة. وبدأت هذه الأوساط الداخلية وبدعم اقليمي وخارجي واضح المعالم ونشيط في حبك المؤآمرة تلو الأخرى لاسقاط السلطة الوطنية التي أفرزتها ثورة تموز إلى حد إعلان العصيان في الموصل ومحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم وعشرات المحاولات الأخرى التي بلغت أوجها في انقلاب 8 شباط الدموي بتدبير وتمويل ودعم مكشوف من قبل الدوائر الأمريكية والبريطنية والنفطية والدول المحيطة وعلى رأسها الجمهورية العربية المتحدة التي تحالفت مع الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف.

في السنة الأولى من عمر الثورة، استطاعت الثورة مواجهة كل تلك المؤآمرات بفعل التحالف غير المعلن بين عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي وغالبية القوى التقدمية والديمقراطية التي اسست قاعدة اجتماعية متينة للحكم قادرة على مواجهة كل التحديات التي تواجه البلاد. ولكن ما أن دشنت الثورة السنة الثانية من عمرها حتى بدأ التصدع في هذه الجبهة غير المعلنة. ومن أسباب ذلك هو إدراك الأطراف الدولية المعادية إن السبيل الوحيد لاسقاط الحكم هو أحداث تصدع وتخلخل داخل هذه التحالف، أي تشتيت القاعدة الاجتماعية للحكم، عن طريق إثارة الريبة والشكوك لدى عبد الكريم قاسم تجاه الحزب الشيوعي ونواياه، هذا الحزب الذي ظل وفياً لشعاره في الدفاع عن منجزات ثورة تموز والسلطة الوطنية رغم ممارساتها الفردية زملاحفتها للقوى الديمقراطية وللشيوعيين في المقدمة، وتراجعها حتى انقلاب شباط 1963. كما سعت الدوائر المعادية إلى افتعال المواجهة بين الحكم وبين الحركة القومية الكردية وقائدها المرحوم ملا مصطفى البارزاني الذي تحدث مراراً بعد عودته إلى العراق أنه “جندي الزعيم عبد الكريم قاسم”. إن الدوائر التي خططت ودعمت الانقلابيين هي نفسها وبالوسائل والتفاصيل نفسها التي خططت للانقلاب ضد حكومة الزعيم الوطني الدكتور محمد مصدق في ايران. واستخدمت هذه الدوائر كل مهاراتها وفنونها وتجاربها في مختلف بلدان العالم لتحقيق أهدافها في العراق.

ومن بين هذه الوسائل هي الضغط على عبد الكريم قاسم من أجل التخلي عن علاقاته مع الحزب الشيوعي وإزاحة الضباط الشيوعيين من المؤسسة العسكرية، بإعتبارهما المفتاح لأي تغيير في الحكم. وجاءت محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم لتثير الرعب عنده، بحيث أعلن بعد فترة وجيزة شعاره المفضل “عفا الله عما سلف”، لكسب رضى المتآمرين في التيار القومي والمذهبي بشقيه، ورافق ذلك إطلاق سراح الكثير من المتآمرين وارجاع عدد كبير من العسكريين منهم إلى الجيش. وهكذا شرع عبد الكريم قاسم بفك عرى التحالف مع الحزب الشيوعي، دون أن يؤسس لتحالف بديل قادر على حماية الحكم بوجه التحديات الخطيرة التي تواجهه. فالتيار القومي الذي ارتهن لأجندات الجمهورية العربية المتحدة وقوى خارجية كالولايات المتحدة لا يمكنه أن يشكل البديل في اسناد الحكم كما كان يحلو لقاسم، بل وحتى أنه غي مستعد للمهادنة مع النظام بسبب تحوله إلى رهينة وأداة  خاضعة للمخططات الإقليمية والخارجية المعادية للشعب العراقي. واستفاد هذا التيار من التراجع في موقف عبد الكريم قاسم كي يستعد لشن هجومه للإجهاز على الحكم. وعلى هذا الطريق الوعر والخطير شن عبد الكريم قاسم في خطابه الشهير في كنيسة مار يوسف هجوماً على الحزب الشيوعي في 29 من تموز عام 1959، دون ذكر أسمه، بذريعة مسؤولية الحزب الشيوعي عن الانتهاكات وأعمال العنف التي حدثت في الموصل أثناء عصيان الشواف وفي كركوك أثناء الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة تموز. ولو رجعنا إلى الخطاب الذي ألقاه عبد الكريم قاسم في 8 آذار عام 1959 في مؤتمر رابط المرأة العراقية وحديثه عن عصيان الشواف في الموصل لوجدناه حافلاً بالدعوة إلى البطش وملاحقة المتآمرين والتنكيل بهم، هذا ناهيك عن البيان العسكري الذي أصدره القائد العام للقوات المسلحة ودعوته لأهالي الموصل والعشائر العربية والكردية والمقاومة الشعبية بملاحقة مرتكبي العصيان والدخول إلى مدينة الموصل لقمعهم. لقد حمّل الزعيم عبد الكريم قاسم مسؤولية بعض الانتهاكات التي حدثت على الحزب الشيوعي. وشرعت الأجهزة الأمنية بملاحقة الشيوعيين واعتقالهم ثم الحكم على بعضهم بالإعدام، (تم تنفيذ الحكم من قبل انقلابيو شباط في عام 1963)، وكان ذلك إيذاناً بإنفراط العقد غير المعلن كلياً بين عبد الكريم وتهاوي القاعدة الاجتماعية للحكم، ورسالة غير مباشرة للمتآمرين لتنظيم صفوفهم والشروع بالإجهاز على الحكم ومنجزات ثورة تموز عام 1958.

وهكذا سارعت قوى الردة في الداخل إلى تعبئة كل القوى التي تضررت مصالحها من الإصلاحات التي اقدمت عليها السلطة الوطنية. كما شرعت القوى الاقليمية والخارجية واجهزة مخابراتها في الخارج بالعمل النشيط من أجل زرع بذور الشك والريبة لدى قاسم تجاه أهداف الشيوعيين ونواياهم وتعميق الهوة بينهما. وتم أرسال الصحفي الهندي المعروف “كارانجيا” رئيس تحرير صحيفة “هندوستان تايمز” آنذاك إلى العراق لإجراء مقابلة مع عبد الكريم قاسم لهذا الغرض. وكان أهم سؤال طرحه الصحفي المذكور على قاسم هو :”هناك مؤشرات على أن الحزب الشيوعي سيتعامل معك كما تعامل البلاشفة مع كيرنيسكي رئيس الحكومة المؤقتة الروسية قبل انقلاب أكتوبر”. هذه الإشارة الاستفزازية ما هي إلاّ مسعى لإثارة عبد الكريم ودفعه إلى الإمعان أكثر في ملاحقة الشيوعيين والابتعاد عنهم. وفي الحقيقة إن كل هذه الخطوات ومؤآمرت الدوائر المعادية قد سبقت الناقشات داخل عدد محدود من منظمات الحزب، وتحديداً كوادر “التنظيم العسكري” وبعض الكوادر المدنية وحتى بعض القياديين حول إمكانية إزاحة عبد الكريم قاسم. ففي أواخر عام 1960 زارنا في البيت الشهيد سلام عادل والفقيد عامر عبد الله، قبيل سفري إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة الحزبية، وجرى حديث متشعب، وأنتقد الفقيد عامر عبد الله مقترح بعض الرفاق العسكريين التحرك للإطاحة بعبد الكريم قاسم، موضحاً أن هذا الشعار لا يمكن تحقيقه ونجاحه لأسباب داخلية واقليمية ودولية. وحول نفس الموضوع جرى الحديث مع الشهيد سلام عادل في موسكو في نهاية عام 1961، حيث أشار الشهيد إلى أن وضعنا هو أشبه بحال حزب “آكيل” القبرصي الذي كان يتمتع بالأكثرية في البرلمان، ولكنه تنازل عن موقعه لصالح مكاريوس بسبب عدم قدرة حزب آكيل على مواجهة الأوضاع والتحديات الاقليمية والدولية ووجود القواعد العسكرية الأجنبية في الجزيرة.

وبتقديري إن أطرافاً أخرى لا يتوقع منها عملت هي الأخرى على تحقيق هذا الهدف. فلدي اعتقاد بأن الحزب الشيوعي الصيني وبعد توتر العلاقات بينه وبين الحزب الشيوعي السوفييتي حول قضايا فكرية في الظاهر، قد استثير عندما اتخذت قيادة الحزب الشيوعي العراقي موقفاً مؤيداً للأطروحات السوفييتية   وإلتزمت بالنج الذي أعلنه مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية الذي إنعقد في موسكو عام 1957. مما دفع الحزب الشيوعي الصيني إلى التركيز في هجماته على الحزب الشيوعي العراقي لإلحاق الضرر به. لقد كان ممثلي الصين في بغداد على صلة ببعض قياديي الحزب ولهم إطلاع على المناقشات داخل الحزب ونقلوا تلك المناقشات، ومنها قضية التحرك لتغيير قيادة الحكم، إلى عبد الكريم قاسم بدليل كثافة الزيارات واللقاءات التي كان يقوم بها السفير الصيني مع عبد الكريم قاسم. وبلع عبد الكريم قاسم هذا الطعم وسار على طريق المواجهة وفرض القيود على الحزب الشيوعي العراقي. وعندما اتخذت الحكم قراره حول إجازة الأحزاب السياسية في العراق، أجازت وزارة الداخلية وبأمر من الزعيم ممارسة النشاط الحزبي إلى جميع الأحزاب وبضمنها الحزب الاسلامي، وحُرم الحزب الشيوعي والحزب الجمهوري الذي يتزعمه السياسي الديمقراطي المخضرم عبد الفتاح إبراهيم من ممارسة النشاط الحزبي القانوني. مثل هذا الموقف هو الذي ساهم في عرقلة الجهود السليمة المطالبة بإرساء النظام السياسي العراق على أسس الديمقراطية والتعددية ومشاركة الشعب صاحب الشأن في إدارة البلاد، ومواجهة احتكار السلطة والفردية. وكانت النتيجة أن تعززت النزعات الفردية لعبد الكريم قاسم في إدارة شؤون الدولة. ولم يتردد عبد الكريم قاسم لاحقاً في تعطيل جريدة اتحاد الشعب لمدة عشرة أشهر ثم إلغاء امتيازها كلياً بناءً على طلب “هريدج” رئيس وفد المفاوضين لشركات النفط الاجنبية العاملة في العراق بذريعة نشر جريدة إتحاد الشعب مقالات تتعارض مع مطاليب الشركات، ومن شأنها إثارة الأرتباك في المفاوضات الجارية مع الحكومة العراقية.

كما غض الزعيم عبد الكريم قاسم النظر عن حملات الاغتيالات الواسعة التي طالت أعضاء وكوادر في الحزب الشيوعي وخاصة في بغداد والموصل (اغتيل ما يزيد على400 مواطن في الموصل وحدها) ومدن أخرى وموجة من تلفيق الاتهامات ضد الشيوعيين وانصارهم وإصدار الأحكام ضدهم من قبل محاكم عسكرية يرأسها ضباط قوميين ورجعيين. وقد ضمت سجون العراق قبيل انقلاب شباط قرابة 500 سجين شيوعي وديمقراطي، وهو عدد يفوق عدد السجناء الشيوعيين والديمقراطين في العهود السابقة. وعاد النشاط إلى الاجهزة الأمنية التي ورثها العراق من العهد الملكي والتي لم تطالها يد الاصلاح والتغيير، لتشرع من جديد بفبركة وتدوين التقارير الكاذبة حول النشاط الشيوعي “الهدام” و”الفوضوي”!!!

ومع شروع عبد الكريم قاسم بالموقف المعادي للحزب الشيوعي العراقي، فلا بد أن ينتقل هذا السلوك كالعادة في ظروف العراق إلى أطراف سيلسية أخرى. فسرعان ما اندلعت المواجهات الخطيرة المسلحة بين الحكم والحركة القومية الكردية إثر حركة استفزازية اشعلتها الفئات الاقطاعية والرجعية في كردستان العراق. وبدلاً من أن يعي الحكم وقادة الحركة القومية الكردية مديات هذ التطور الخطير وتأثيراته السلبية على الوضع في البلاد، تعنت الطرفان في الوصول إلى حل سلمي للمشكلة ولم يستمعا إلى صوت الحكمة التي اطلقها الحزب الشيوعي في الدعوة للسلم في كردستان والديمقراطية للعراق والحكم الذاتي في كردستان. ومنذ ذلك الحين تحولت هذه القضية القومية الكردية إلى ورقة ضاغطة ليس بيد المواطنين الكرد لتحقيق أحلامهم ومطاليبهم المشروعة، بل إلى ورقة بيد الشاه والدوائر الأمريكية وحتى اسرائيل لتحقيق مشاريعهم ضد الحكم ضمن المساعي لاسقاطه والتدخل في الشؤون الداخلية العراقية.

وعلاوة على ذلك، ووقع عبد الكريم قاسم في ورطة اقليمية خطيرة تمثلت في الدعوة إلى إلحاق الكويت في العراق، ظناً من الحكم إن هذه الدعوة “الشعبوية” من شأنها أن تدغدغ مشاعر التيارات الشعبوية والقومية في الداخل من أجل جذبها لمساندة الحكم بعد أن شعر الحكم بتراجع شعبيته. لقد مهدت هذه الخطوة الخطيرة الطريق للأطراف الاقليمية والدولية لتوحيد جهود أطراف متناقضة، من قادة العربية المتحدة وإلى المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية والايرانية والتركية وشركات النفط، للإجهاز على ثورة تموز ومنجزاتها وتوجيه ضربة إلى القوى التقدمية والديمقراطية وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي العراقي. كما مهدت هذه الدعوة الشعبوية الطريق لتحالف أمني وعسكري اقليمي وخارجي تمثل في الأنزال العسكري البريطاني والمصري وقوات دول أخرى في الكويت بذريعة الدفاع عن سيادة الكويت العضو في هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية.

وبالرغم من أن غالبية القوى السياسية تتحمل بهذا القدر أو ذاك المسؤلية لما آل إليه الوضع في البلاد، إلا ّ أن سلطة تموز بقيادة عبد الكريم قاسم والتراجع الخطير الذي قامت به خاصة في منتصف عام 1959 وأخطائها وفرديتها، هي التي مهدت للكارثة التي حلت بالبلاد متمثلة بانقلاب 8 شباط 1963، وما تبع هذا الانقلاب من تداعيات مدمرة يعيش العراقيون نتائجها حتى الآن.

********************

الصفحة الثالثة عشر

خفافيش الظلام والخوف من المستور

نجاح يوسف

قناديل تشع حباً وطيبة.. شموع تذوب من أجل مستقبل زاهر للعراق وشعبه.. وقلب كبير يتسع لجميع من آمن بالحرية والمساواة لأبناء الرافدين.. وحمامات سلام ومحبة تجمع قلوب العراقيين.. وأيادٍ ناصعة البياض كلون حليب الأمهات. هذا هو الحزب الشيوعي العراقي.. هكذا كان الشيوعيون قبل سقوط النظام وهكذا هم اليوم وفي المستقبل أيضا.. إنها المبادئ السامية والأخلاق العالية التي تربوا عليها منذ انبثق الحزب من طينة العراق وترعرع بين جداول وانهار وجبال وسهول الوطن، واحتضنته أذرع وقلوب وضمائر خيرة ابناء العراق، ليورق نخلة باسقة يحتمي بظلها الكادحون والمحرومون من شمال الوطن الى جنوبه.. وحل طغاة، وزال طغاة، لكن بقي هذا الحزب شامخا صامدا ووفيا لمبادئه ومؤمنا بانتصار إرادة الشعب في حياة حرة وكريمة.

ولكن مع الأسف الشديد، نجد بين الفينة والأخرى أن بعض الغربان وخفافيش الليل تصر على التطاول على نخلة العراق هذه. وتنفث سمومها وحقدها لعلها تغطي ولو على جزء بسيط من آثامها وجرائمها وفسادها الذي نشرته في جميع مرافق الدولة والحياة.. فنحن إن أردنا، فسنحتاج إلى مجلدات لتوثيق تلك الجرائم وقضايا الفساد وخطف الأبرياء وقتلهم وسرقة المصارف وتهريب النفط.. الخ من الجرائم التي يحاول أن يخفيها من يتستر عليها وينقض ويتطاول على الشيوعيين محاولا تشويه سجلهم الوطني الناصع وأمانتهم التي يضرب بها المثل، وثقافتهم التي تتدفق كنهر لتسقي عطش سنين القحط الذي ساد ايام العراق في حقبات كثيرة من تأريخه، وهم يحاولون اليوم ايضا إزالة غمامة التخلف والجهل، و فتح آفاق واسعة لحرية التعبير ونشر الفنون والآداب والمعرفة المتنوعة من أجل خلق جيل متفتح ومتمدن ومتعلم، لبناء ما خربه معول الدكتاتورية ومعاول الجهلة والأفاقين الذين لا يعني لهم الوطن غير ملء الكروش والجيوب بالسحت الحرام على حساب المواطنين الذين ذاقوا الأمرين من شحة المياه وانقطاعات الكهرباء وتآكل قيمة الرواتب نتيجة التضخم وانعدام الخدمات والبطالة الواسعة بين الشبيبة خاصة.. وووو..

إن ما يقلق بال مدبري الاعتداء على بيت الحزب الشيوعي في النجف هو اتساخ سمعتهم وافتضاح أمرهم بين ابناء شعبنا بعد ان فاحت نتانة اعمالهم وجرائمهم وسرقاتهم وزيف شعاراتهم.. فهم على حق حين يقلقون لأن الشعب العراقي قد سئم الكلام المعسول والوعود الكاذبة... واكتشف العراقيون كذلك أن ما يجمع بين الطائفيين والإرهابيين هو القتل على الهوية والنهب والفساد.. فكلاهما لا يرغبان باستقرار العراق وإعادة بنائه على أسس علمية وحضارية، وهم بذلك يحاولون وضع العصي بعجلة تطور الحياة التي تسحق وبلا رحمة من يحاول زرع الفتنة بين ابناء الشعب والنيل من شرفاء العراق الذين اختبرتهم الحياة والناس... وبات القاصي والداني يعلم بأن مستقبل العراق السياسي لن يتقدم أو يتطور نحو الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي وسيادة القانون والدستور دون مساهمة الشيوعيين الفعالة في صنع المستقبل الآمن والمستقر لعموم العراقيين..

وقد برهنت الأيام والسنين بأن من كان يخرق ويتجاوز على القوانين والدستور ويستميت للإبقاء على مشاعية السلاح المنفلت، كان يسعى أيضا لتجهيل المجتمع ونشر الخرافات ومحاربة العلم والعلماء والثقافة والمثقفين، وبالوقت نفسه ينشر الفساد الإداري والفوضى والسرقة والجريمة المنظمة.. فالعالم اليوم يخطو خطوات واسعة نحو التطور المتعدد الجوانب، فلا تهديدات وهجوم الطائفيين والإرهابيين على نخلة العراق الباسقة ولا محاولاتهم التضليلية قادرة على صد رياح التغييرالتي تهب على عراقنا.. العراق الذي اتفق جميع الوطنيين على رسم ملامحه ومستقبله الديمقراطي الفيدرالي التعددي..

فالشيوعيون عازمون وكما عهدهم الشعب على المشاركة الفعالة ودعم مطالب المنتفضين البواسل، والدفاع عن سيادة واستقلال البلد، وحرية التعبير للمواطنين وفضح كل الأصوات النشاز التي تنادي بإسكات صوت الحق والعدالة.

*****************

الشيوعيون والظلاميون نقيضان لا يلتقيان

عمار الربيعي

بداية لابد من التعريف  بطموحات واهداف الشيوعيين اينما كانوا كأصحاب مبادئ , والعراقيون على وجه التحديد  ومن خلال تاريخ نضالي حافل بالتضحيات بدءا من العهد الملكي والعهد الجمهوري مرورا بالغترة الظلامية التي امتدت من 8 شباط الاسود الى 17 تشرين على يد البعث المقبور , ثم عهد العارفين واخير الفترة التي اعقبت انقلاب 17 تموز والجرائم التي توالت بحق الشيوعيين على يد  اجهزة القمع البعثية  , الى ماذا يسعى الشيوعيين العراقيين , هل لمناصب قيادية وبالتالي الاستحواذ على المال العام  والثراء , اليس منهم من تولى القيادات على مستوى الوزرات بدء من عهد الجمهورية الاول حيث كانت المناضلة الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي اول وزيرة في الشرق الاوسط و هي عضو في الحزب الشيوعي  العراقي , فهل اثرت على حساب المنصب , وهناك قيادات ووزارات في ازمان مختلفة اخرها وزيران عراقيان بعد فترة الاحتلال، فهل طرق سمع احد ان هذان  الوزيران يمكن ان يتهما بفساد مالي او اداري  , لا , بل اصبح الناس يطلقون مصطلح( اصحاب الايادي البيضاء )  غلى الشيوعيين العراقيين , لكن النضال لهذا الحزب . الشيوعي العراقي ينصب على الاهتمام بوطن يسعى ان يكون حرا وشعبه سعيد من خلال الاستثمار الرشيد للثروة الوطنية والنهوض بالعراق اقتصاديا من خلال  النهوض بقطاعاته الاقتصادية زراعيا وصناعيا وتوفير الامن والامان كحاجة ضرورية واساسية وهي مسؤولية الدولة وعند توفر الامن والامان يكون ذلك واحدا من المقومات الاساسية للسياحة التي تحتاج الى النهوض بها حيث  ان العراق ملئ بالمواقع الاثارية والسياحية وبالتالي تنشيط السياحة التي يمكن ان تدر واردات تفوق قطاع النفط لو وفر الامان وجرى الاهتمام بها ,  واتباع سياسة عادلة في توزيع الدخل  من خلال توفير فرص العمل وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه الصالحة للشرب وتقديم التسهيلات الائتمانية لتسهيل حصول المواطن على وحدة سكنيه ,  والارتقاء بمستوى التعليم والخدمات الصحية وبناء جيش ولاءه ليس لا احد سوى الولاء للعراق ,  وهو ما افتقده المواطن العراقي بعد عام الاحتلال , حيث جرى الاستئثار بالسلطة ونفشي ظاهرة الفساد بشكل صنف العراق من اكثر الدول فسادا في العالم كما ورد في تقارير هيئة الشفافية الدولية  وفي الآونة الاخيرة نشر تقرير امريكي اسماء شخوص من اوسع الناس ثراء في العالم  حيث اشار في الآونة تقرير امريكي عن سعة الثراء للبعض بشكل يفوق التصور ومعروف ما كان يملك كل منهم قبل عام 2003,  كما ان السادة المسؤولين جميعا كل يتحدث غن الفساد الذي يبدوا وكانه  من المؤسف اصبح ثقافة مجتمع , وكانت حصة الظلاميين من نهب المال العام الحصة الاكبر بحكم امتلاك السلاح وتهديد الاخر ان لم يمتثل لا وامر هذه القوى وهو  ما جعل رئيس واحدة  من الحكومات السابقة ان يطلق عليها الدولة العميقة , ان الثروة الهائلة المسروقة اعمت بصيرة البعض , لذلك فان هذه القوى الظلامية لا تريد التنوير للأخر , ومصرة على الاستمرار في الاستئثار بالسلطة والمال العام  وبالتالي فان اي دعوة  للحرية والتظاهر وقول كلمة الحق او المطالبة بالحقوق المشروعة للشباب المتظاهر الذي اصبح يعاني من مشكلة البطالة والعوز المالي لنسبة كبيرة من الشعب وازدياد البطالة الى ما يزيد غلى 30% ,  وتزايد جيش العاطلين من الخريجين سنويا , ان اسناد ودعم مطالب المتظاهرين امر لا يرضي هذه الجماعات الظلامية , ولذلك هي تحاول ارهاب الاخر  ليتخلى عن نشاط المطالبة او الدعم  لمطالب المتظاهرين,  ويبدوا انها ليس على اطلاع  بتاريخ الشيوعيين العراقيين  الذي تعرفه ويعرفه شعوب ومثقفي العالم . اذ ان هذه المنا كفات او هجومات خفافيش الليل على مقرات الحزب ; كما حصل لمقر الحزب في النجف  او كما حصل في الناصرية  او مقر الحزب الرئيسي في بغداد في سابقة متهورة ولا تعبر عن دراية حكيمة في ادارة الدولة ,  لن ترهب احدا طالما ان  ايادي الشيوعيين العراقيين نظيفة  وستبقى نظيفة  ولن يتخلى الحزب عن مناصرة الشباب الثائر للمطالبة بالحقوق الدستورية مهما كانت التضحيات , فالحزب الشيوعي هو حزب التضحيات من اجل الجماهير و الحزب الجماهيري لا يتخلى عن جماهيره  , وبالتالي ليس هناك نقطة التقاء بين  الشيوعيين والظلاميين حتى لو لم يكن الخط مستقيما .

************************

التوعية المجتمعية موضوعة لرسم رؤية واقعية تجاه العالم

عصام الياسري        

بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة، إتجه الصحفيون والكتاب في المانيا لأسباب تاريخية، موضوعية وسياسية مباشرة ـ نحو رسم رؤية واقعية جديدة تجاه العالم وما يحيطه من نشوء متغيرات جيوسياسية، موصوفة بالالتزام الأخلاقي، بالضد من النظرة الشمولية «الكليانية» التي كانت سائدة في أكثر من مكان في بداية الربع الأول من القرن الماضي في اوروبا. تميزت بسيطرة الدولة على المجتمع بالقوة للتحكم بكافة أوجه الحياة بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والأخلاقيات العقائدية وكافة جوانب الحياة العامة والخاصة للمواطنين. بهذه المكاشفة المذهلة لنقد الحدث «الحربي» وأسبابه، بما في ذلك قضايا العرق والطبقة والسلطة الأبوية وآثار الرأسمالية الراديكالية والقمع السياسي، كان لابد وقبل كل شيء، جعل القضية أمرا «جمعيا» ليصبح ما يعتبر جزءا لا يتجزأ من الإنسان، هم موجودون فيه. بمعني تطوير القدرة الذاتية لأن تكون طرفاً مسؤولاً عن كل ما يحدث وما يتعلق بحياة الافراد والمجتمعات.. كان من وراء الفكرة في ذلك الوقت بالأساس، التوعية الفكرية المعاصرة لإنعاش آمال الشعوب بالاستقرار والعدل والسلام. المشاركون في اللقاء الرعوي المنعقد في ذلك الوقت في برلين، اعتبروها مسألة فريدة في غاية الاهمية. ومن الناحية السياسية والقناعة الفكرية، فلسفيا وأخلاقيا، يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بـ «الحرية»: «كن ما أنت عليه». لكن إجعل من ارادتك «قلمك» وسيلة إعتبارية قوية مقرونة بحياة الانسان وضمان مستقبله بكل تفاصيله وإحتياجاته الروحية والمادية المعاصرة.   

افترض مؤسسو هذا الحراك الانساني لمواجهة الصراعات والحروب لانقاذ البشرية من ويلاتها، بعد الحرب العالمية الثانية، اهتمام وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والبحثية لتطوير القدرات البشرية الفكرية في ظرف غير عادل. وكانت قناعة الصحفيين والمفكرين والفنانين والعلماء الذين ارتبط اسمهم بهذه المسار.. ان لا مجال الا التوعية المجتمعية على نحو: أولاً وقبل كل شيء الدفاع عن الحرية ومساعدة الناس ليصبحوا جزءا لا يتجزأ من الوجود الإنساني. بمعنى القدرة على تحمل المسؤولية تجاه الإنسانية لتتطور وتعيش بأمان ورفاه. أو بمعنى آخر: اعتبار وجهات النظر بين مختلف الناس أمرا أساسيا لترسيخ الوعي المرتبط من الناحية الموضوعية بالحرية. وبالتالي فان قراءة هذه المفاهيم قراءة «سليمة» سيشكل المألوف في حياة المجتمعات العامة. لقد تركت هذه النخبة التي خرجت تواً من ويلات الحرب ومعاناتها أثرا توعويا مميزا وتقاليد فكرية ذات طابع انساني لشعوب ما بعد الحرب في أوروبا، دفعت أكثر نحو العقلانية السياسية الملتزمة تجاه العالم. انموذجا لذلك، فسر اضافة «الحرة» الى اسم جامعة برلين عند تأسيسها في نهاية عام 1948، ونُقشت كلمة Libertas ليبرتاس على بوابتها الرئيسية ليكون ذلك واحداً من التزامانها الاخلاقية الموسومة بأهمية الدفاع عن «الحرية» المطلقة للانسان.  

وبالعودة الى أهمية اكتساب المعرفة ونشرها كنماذج لمواجهة الأوضاع التي تعاني منها المجتمعات، فقد ركزت تلك الفترة المميّزة بمحاكاتها للنسبية الثقافية على مفهوم «الحرية» بين مختلف الناس. ويبدو للوهلة الاولى أن حريات العصور القديمة والحداثة لا شيء يجمع بين بعضها البعض، وان بينهما العديد من المباريات المثيرة. لكن كما يبدو، فان مفهوم التحرر Libertas نفسه في السياسة المتغيرة باستمرار وظروف الإطار التاريخي على مر القرون قد يتغير هو الآخر.. تتميز شوارع روما القديمة، في كل مكان، بنقوش تشير الى مفهوم الحرية، ويظهر الحرف «L» منقوشا على هياكل القبور وفي الواجهات بطريقة تجعل الصور المرسومة كما لو كانت تطل من النوافذ على الشوارع وأن وجوه الرجال بسماتهم العمرية المصممة بواقعية، والتي تتميز بالعمل والقلق، تتوافق مع أفكار الرومان الحقيقيين للجمهورية، مثل أبناء الطبقة العليا من أمثال كاتو أو قيصر. سياق الكلام، يشير الحرف «L» إلى الحرف الاول من كلمة Libertus اللاتينية وتعني الانسان الحر وكلمة Liberta الايطالية وتعني الحرية، كلاهما يدور حول السيد «المحرِر» والعبد السابق «المحَرَر» الذي حصل من سيده على الحرية والحرية المكتسبة.  

الحرف «L» المنقوش على واجهات تلك الأزقة القديمة والأسلوب الذي تعبر عنه تلك النقوش المنسوجة بشكل دقيق، يعني الحرية ـ وتحديدا الحرية الشخصية لفهم التحرر من وضع قانوني غير حر - في حالة الحقوق المدنية الرومانية. فالحرية Libertas على النقيض من servitus اللاتينية التي تعني العبودية التي نشأت مع مرور الوقت.

فما الحرف الذي على العراقيين إختياره لنقشه على هياكل قبورهم وواجهات شوارعهم الخربة وأزقة مدنهم المدمرة التي خلفها الحكام البرابره في اوقات مضطربة بشكل ديناميكي على مدى عقود. مساحات واسعة من «الحرية» اقتلعت من جذورها، وانتزعت عنها صلتها بالهوية الشخصية والوطنية. فأي ارث حضاري سيترك العراقيون، يُعتز به وتستذكر جمهوريتهم العتيدة مآثره؟. وأي نفحات يسيرة تضاف الى إرث ما خلفته عصور آشور وسومر وبابل، نهلت منه حضارات وشعوب.. نيل العبد الحرية المدنية في الجمهورية الرومانية والعصر الإمبراطوري، ارتبط كما يبدو بطقوس تتميّز بالخلق والنبل، فقط، غطاء الرأس كان رمز حريته الجديدة. قد يكون ذلك غريبا، لكنه بالمقارنة مع طقوس سلطة في دولة ظلت مخفية عن الوعي، تتحكم فيها أحزاب وكتل طائفية وأصحاب عمائم لا يفقهون في السياسة والقيم الانسانية او فلسفة مفاهيم الموروث واللياقة الأدبية، فإن المواطن الحر في بلاد الرافدين عبدا تتجاذبه عهود ما قبل التاريخ إلى الحد الذي تشل فيه معظم القيم.!   

******************

أفكار بين شقي الرحى

عن رجل الدولة مرة اخرى

أ.د. عامر حسن فياض

في بلادي ما فات هو الخوف، والحاضر هو اليأس من الأمل، والقادم هو الفقر والجوع ، والخوف واليأس هو الكفر، والجوع والفقر هو اب الكفر!! والتوصيف الحقيقي الذي نتوقعه ونخشاه ان العراق يعيش حالة تحول نحو الخلف، وحالة تقدم متسارع الى الوراء، حيث رخاء التخلف الاقتصادي وازدهار الثقافة التقليدية العتيقة!!

ومن العجيب نحن نعيش ماضي الآخر القريب بينما حاضر الآخر القريب اصبح مستقبلنا ! فمن اين نبدأ ؟

الواقعية وليس الوقعية تقودنا الى البدء بإيقاف التدهور وليس بالتطور ، ربما تتوفر القدرات لكن الارادة وأصحاب الارادة غير متوفرة، والاخيرة هي ارادة انسان باني، والبناة رجال دولة لايهتمون بمعالجة مشاكل قائمة فقط بل ينشغلون بمعالجة مشاكل قادمة ايضاً .. بناة لدولة ذات نظام يجيد تأدية وظائفه الاستخراجية والتوزيعية والتنظيمية والرمزية، ويقدم اداء ايجابي مؤشراته واضحة عناوينها الامن والاستقرار والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وتواصل الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم.

من هم هؤلاء البناة ؟ وكيف يوصفون بانهم رجال دولة ؟

ان بوصلة فهم السياسة وتكوين رجل الدولة فكراً وممارسة ، علماً ومهنة على امتداد العصور تتمثل بفهم السلطة السياسية من حيث اصلها ومصدر شرعيتها وشكلها ووظيفتها وطرق واساليب تعاقبها وتداولها .. وقد فهمت السلطة السياسية عبر الدهور من خلال بصمات اعلام واتجاهات ومدارس وتيارات منطلقاتها اساطير وملاحم وتفسيرات ونظريات وأطاريح منها على سبيل المثال اسطورة الخلق والتكوين العراقية القديمة وفكرة الخلود المصرية القديمة والالياذة الاغريقية والانياذة الرومانية والمهايهارتا الهندية والكونفوشيوسية الصينية والخلافة والامامة الاسلامية ونظرية السيفين المسيحية واطروحة الدولة القوية الميكيافيلية ونظرية العقد الاجتماعي (هوبز – لوك – روسو) واطروحة السيادة البودانية ومبدأ الفصل ما بين السلطات (مونتسكيو) واطروحة الصراع الطبقي الماركسية ونهاية التاريخ (فوكوياما) وتصادم الحضارات (هنتجتون) وسلطة المعرفة (توفلر) ... كلها نصوص لابد ان تفهم عند من يريد ان يكون رجل دولة عراقي الهوية ليتسلح بمعرفة ويتخذ قرارات ويمارس سلوكيات ليكون حامل ثقافة التكميل لا التصفير ولثقافة الاستقالة لا الاستطالة ولثقافة التفاعل لا الانفعال مع الآخر ولثقافة التسوية لا التصفية ولثقافة التعامل لا المواجهة عند تصديه للمشاكل .. وان يقبل رجل الدولة التعددية لا الواحدية فيتعايش مع الآخر المختلف ويحسن ادارة التنوع ويخشى العمى بالاولويات ويتجنب هذر المال العام ويحارب العبث بالامن العام ويعمل من اجل مأسسة المناصب لا شخصنة المؤسسات ، ويعشق المستقبل دون ان يترفع عن الحاضر ويهجر الموروث.

بإختصار شديد ان كل ممارس للسياسة يفهم السياسة هو رجل دولة ، وان كل ممارس للسياسة لايفهم السياسة هو سياسي وليس رجل دولة.

*******************************

ليبق مهرجان المربد السنوي صرحا عاليا

ايمان الهاشمي

منذ آلاف السنين ومزايا العراقيين متعددة ، فواحدة منها هي أدباؤهم المتميزون بالشعر المتنوع والخطابة والرواية ومختلف القصص ، المعروفون بالنقد البناء وكتاباتهم الموضوعية والمهنية الملتزمة ، وبين الحين والآخر يفوز منهم بجائزة محلية أو عربية ودولية ، ومن تقاليد بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين اقامة مهرجان المربد السنوي وفيه تصدح حناجر الأدباء بما نظموا وألفوا ، وخاصة بعد عام 2003 فقد أنفتح بلدنا بعلاقاته مع الدول العربية وبقية دول العالم، فصار رواد مهرجان المربد في مدينة البصرة يتسع للأدباء العرب وحتى الاجانب ،  ومن تصريح رسمي منتقدا إقامة المهرجان نقول :

  1. إن ادباء العراق “نساء ورجالا” فخرنا وعزتنا الملتزمون بكل ما ينتج منهم وبكل ما ينسب إليهم من مؤلفات، وفي عدة مناسبات فقد عبر المجتمع عن اعتزازه بالأدباء الذين لن يبتعدوا بكتاباتهم عن هموم الشعب.
  2. إن أدباء بلدنا يحملون القلم دائما، لا يملكون السلاح ولا يتداولوه، وبهذا فهم لم يخالفوا القانون بحمل السلاح والاحتفاظ به، ولن يخالفوا القانون بأي شيء ابدا.
  3. إن أدباء العراق يريدون وطنا بمهرجانات أدبية متواصلة ومتنوعة، ولاؤهم لوطنهم حصرا وانتماؤهم لعامة الشعب، لهم تاريخ نضالي طويل في سبيل الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية، ولبعضهم سيرة ذاتية صارت أطروحة لطلاب الماجستير والدكتوراه.

كلنا مع توسيع رقعة المهرجانات الأدبية لتشمل كل محافظات بلدنا وليس فقط سنوية وإنما نريدها شهرية وفصلية وموسمية، لنزيد معرفتنا بالأدب من أهل بلدنا الوطنيين أدباء العراق الشامخين بمؤلفاتهم القيمة دوما وأبدا. 

*************************

الصفحة الرابعة عشر

على ضوء قروض الحكومة

 «بيركنز» يعود بحلّة عراقية

فرحان قاسم

بعد عزلة دامت حوالي قرن ونصف استندت على مبدا عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، انتقلت الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الأولى في سياستها الخارجية الى مبدا « الالتزام « بنشر « القيم ونمط الحياة الامريكية « حول العالم من خلال منظومة مفاهيم جديدة مثل «نشر الديمقراطية « و»التجارة الحرة « و»القانون الدولي» وستراتيجية  «الردع والاحتواء» وسياسة «الهجوم الوقائي» وترسيخ مفهوم « ندسة الموافقة» الذي يحول عالمنا الى عالم ذي بعد واحد، وتتحول فيه التقنية وثورة المعلومات والديمقرطية نفسها الى أدوات هيمنة واستلاب وتزييف للوعي. والحقيقة الكامنة وراء هذه المنظومة المفاهيمية هي سعي الولايات المتحدة الامريكية لتحقيق مجموعة اهداف على رأسها محاصرة الفكر الاشتراكي في جميع ارجاء المعمورة ، واعمام نمط الإنتاج الراسمالي في كل العالم وتكريس هيمنتها على المجتمع الراسمالي، وتعميق حالة عدم التكافؤ و تبعية البلدان الطرفية لبلدان المركز الراسمالية المتقدمة. 

بعد الحرب العالمية الثانية لجات الإدارة الامريكية الى تشكيل فرق من الخبراء الاختصاصيين المحترفين من فروع علمية مختلفة اطلقت عليهم «القراصنة»، مهمتهم ان يسلبوا ملايين الدولارات عن طريق الغش والخداع من دول عديدة في سائر انحاء العالم. كان جون بيركنز، خبير الكهرباء، احد هؤلاء القراصنة، وقام بعد سنوات طويلة بتأليف كتاب «الاغتيال الاقتصادي للأمم» الذي فضح فيه كافة الأساليب التي كان القراصنة يستخدمونها. والاهداف وراء الجهود المضنية التي بذلوها هي لتكبيل بلدان الأطراف بديون ثقيلة افقدتها استقلالها الاقتصادي والسياسي.

كان الاسلوب الأول لعمل القراصنة هو اختلاق مبررات لاقناع بلدان الأطراف بأخذ قروض دولية كبيرة، والاسلوب الثاني، وهو الأهم، العمل على افلاس تلك البلدان المقترضة بحيث تبقى مدينة لدائنيها الى الأبد وتصبح أهدافا سهلة لفرض شروط  سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية مختلفة عليها.

انتجت تلك السياسة واقعا مأساويا سيظل السمة الأبرز للبلدان التابعة لعقود قادمة، اذ وصلت القروض على هذه البلدان الى 2,5  ترليون دولار وان خدمة تلك القروض بلغت  375 مليون دولار سنويا عام 2004، وهو رقم يفوق ما تنفقه كل الدول التابعة على الصحة والتعليم، ويمثل 20 ضعفا لما تقدمه الدول المتقدمة سنويا من مساعدات خارجية .

رسمت الولايات المتحدة الامريكية مخططا للاستحواذ على العالم اطلقت عليه «المجال العظيم» واستطاعت ان تحوز على 50 في المائة من الثروات العالمية وسيطرت على جانبي المحيط الهادي والاطلسي وغرب أوروبا والشرق الأقصى والمستعمرات البريطانية السابقة ومصادر الطاقة في الشرق الأوسط. وتم اخضاع «المجال العظيم» لمتطلبات الاقتصاد الأمريكي، فاصبحت الدول الصناعية الكبرى ورشا عظيمة تحت اشراف أمريكا، ودول الأطراف مصدرة للمواد الأولية واسواقا لمنتجات دول المركز الصناعية.

تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى فتح أسواق بلدان الأطراف امام الشركات متعددة الجنسية عبر منظومة لادارة تلك البلدان من قبل النخب السياسية ورجال الاعمال وقادة الرأي تحت اشراف المنظمات الدولية الثلاث: البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية، بشرط الدفاع عن الليبرالية بالمفهوم الأمريكي و»حرية التجارة» والابتعاد عن السياسات المدافعة عن الاقتصاد الوطني.

دفعت الكثير من بلدان الأطراف أثمانا غالية جراء سياسة الاخضاع والاتباع عبر المديونية وخلفت ملايين القتلى والجياع والعاطلين والمهمشين إضافة الى انهيار كبير في المنظومات القيمية لتلك المجتمعات وخرابا كبيرا في اقتصادياتها وموارها الطبيعية والبشرية.

لعب المستشارون والخبراء الامريكان «القراصنة» دورا كبيرا في رسم سياسات العراق بعد 2003 وتوزعوا على كافة الوزارات وقدموا استشاراتهم ونصائحهم التي تحولت الى أوامر وخطط وقوانين على كافة المستويات، ورسمت تلك الخطط هيكل البناء الفوقي لمرحلة ما بعد 2003 وطبيعة البناء التحتي المحطم والمشوه بفعل انهيار القطاعات الإنتاجية العراقية وفق ذلك المخطط المقيت. وكانت نتائج ذلك المشروع ترسيخ تبعية العراق السياسية والاقتصادية من خلال تكريس سمة الاقتصاد العراقي كاقتصاد ريعي توزيعي خدمي وأحادي الجانب بالرغم من توفر العائدات النفطية الهائلة والميزانيات «الانفجارية» الضخمة التي يفترض ان تمكنه من بناء اقتصاد متين يعتمد التنوع في مصادره. وبدلا من ذلك لعبت القوى المرتبطة بالمشروع الاقتصادي الأمريكي دورا كبيرا في وجهة الاستيراد الاستهلاكي والترفي وادخلوه في نفق الانفاق العسكري الهائل والمشروعات الوهمية، وتحول الفساد المالي الى اخطبوط مافيوي ينتشر افقيا وعموديا أدى الى هدر جميع العائدات النفطية الضخمة.

انفقت أمريكا اكثر من 87  مليار دولار في حربها لاحتلال العراق، وتقدر الأمم المتحدة انه بمثل هذا المبلغ الضخم يمكن توفير الماء الصالح للشرب والخدمات الصحية والتعليمية لعدد من الدول. والهدف الرئيس من وراء انفاق هذا المبلغ الكبير هو إبقاء ثروة العراق النفطية الهائلة تحت هيمنة الشركات النفطية إضافة الى أسباب أخرى.

 ان الازمة البنيوية التي عصفت ببلدنا في زمن الدكتاتورية البغيضة والتي تعمقت واخذت ابعادا اكبر بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 وخلفت مآسي وكوارث لم يشهدها أي بلد اخر بعد الحرب العالمية الثانية، كشفت، بما لا يقبل الشك، خطل المشروع الأمريكي واللاهثين وراءه في بناء عراق على طريقة الليبرالية الجديدة الامريكية، وفشل مشروع الإسلام السياسي باطرافه المختلفة لبناء دولة «إسلامية» في العراق. وبدلا من إعادة النظر في الأسلوب والادوات التي ساهمت في تخريب العراق كمحاولة لإنقاذ سفينة البلد من  الخطر والغرق الماثل امام عيوننا جميعا، لجاوا الى «بيركنز وطني» يكبل العراق الجريح بديون كبيرة، والانكى والأعجب ان هذه الديون تحظى بشرعية البرلمان العراقي تحت حجج واهية.

ويعد تكريس اتباع بلدان الأطراف وتعميق هيمنة البلدان الراسمالية على تلك البلدان أحد أهم خصائص النظام الدولي، فلم يعد الاحتلال العسكري المباشر ضروريا، فقد برزت وسائل حديثة أثبتت نجاعتها وعمق تأثيرها كبديل للوسائل الكلاسيكية في الاتباع، واهمها سياسة اغراق هذه البلدان بالديون و»تحرير الاقتصاد» التي اخذ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يفرضانها على البلدان التابعة لتهيئة اقتصادها الوطني للاستثمارات الأجنبية وإعادة الهيكلة لصالح الخصخصة، ترافقها تخفيضات حادة في الخدمات الاجتماعية، وهذا ما جرى ويجري بسرعة محمومة في العراق. واعتقد جازما ان الخلاص من مشروع اتباع العراق للقوى الدولية والإقليمية اقتصاديا وسياسيا لا يتحقق الا بتغيير توازن القوى لصالح أصحاب المشروع الوطني الديمقراطي المستقل الذي يمثل غالبية أبناء شعبنا .

المصادر

مقالة «هندسة الاقناع وسياسة الاحتواء والردع» فرحان قاسم - طريق الشعب العدد 132 سنة 2018  

ماذا يقول العم توم - نعوم تشومسكي

سنة 501 الغزو مستمر - نعوم تشومسكي

الاغتيال الاقتصادي للأمم - جون بركنز

الدبلوماسية ج1 - هنري كيسنجر

صندوق النقد الدولي-  د. عودة الحمداني

************************

لنقرأ ماركس وانجلز معا

المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844

ثامر الصفار

لنتذكر ان ماركس كان قد عرّف البروليتاريا، في مساهمة في نقد فلسفة هيغل للحق، المقدمة، بأنها «طبقة ذات سلاسل راديكالية» وأنها هي القادرة على تكوين قوة مادية في مواجهة قوة النظام. لكنه، حتى تلك اللحظة، لم يكن قادرا على الإجابة على ثلاث تساؤلات مهمة: كيف نشأت البروليتاريا تاريخيا؟ ولماذا هي مقيدة بسلاسل راديكالية؟ وكيف ستبدو الثورة التي تقودها هذه الطبقة؟ لهذا سعى الى تقديم إجاباته على هذه التساؤلات في مؤلف آخر هو المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844.

بعد وصوله الى باريس برفقة عروسه في ربيع عام 1844، أمضى ماركس وقته في ثلاث أمور: التحضير لميلاد طفلهما الأول، التعرف على الحركة العمالية النابضة بالحياة في المدينة، دراسة أعمال أهم المفكرين الاقتصاديين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ريكاردو، سميث، سيسموندي، ساي وغيرهم، ليعالج الحرج الذي واجهه سابقا في عدم معرفته بالاقتصاد.

في نيسان 1844، بدأ في كتابة التعليقات على مقاطع طويلة من هؤلاء المؤلفين في دفاتر الملاحظات كأساس لما كان يأمل أن يصبح سلسلة سريعة من المقالات أو الكتب. وكان هدفه دمج نقد الفلسفة الهيغلية وتاريخ الحركة العمالية الأوروبية وفهم الاقتصاد الرأسمالي. وقد عرفت دفاتر الملاحظات هذه فيما بعد باسم المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844.

لم تنشر المخطوطات باللغة الألمانية حتى عام 1932، وقد أُهملت بسبب صعود الفاشية والحرب العالمية الثانية، لكنها عادت الى الظهور والانتشار خلال الستينات مع صعود الحركات الجماهيرية.

فماذا تقول المخطوطات؟

علينا أولا معرفة أنها لم تصل الينا كاملة، فالعديد من صفحاتها نهشتها مخالب الزمن. إلا أن المتبقي منها حوى بعض إدانات ماركس، الأكثر إثارة، للتأثير المدمر للرأسمالية على روح وجسد وعقل الناس، إضافة الى تأكيده على الحاجة إلى ثورة دنيوية لإعادة الوحدة بين الإبداع والتعاون والاهتمام وإمكانات الحب التي تشكل ما يسميه «نوع البشر» - أي ما هو جوهري حقا في الطبيعة البشرية، الذي مزقه الاقتصاد الرأسمالي.

يبدأ ماركس قسما بعنوان «العمل المغترب» لا بنقد الدين أو الفلسفة، بل انه ينطلق «من حقيقة اقتصادية فعلية من أن العامل يزداد فقرا كلما زادت الثروة التي ينتجها» ويوضح ان دراساته قادته إلى تشخيص مرض خاص بالرأسمالية، أطلق عليه أسم «الاغتراب».

يبدأ ماركس بعلم النفس. ويحدد أن الشعور بالغرق يعرفه كل من شعر بأن روحه قد استنزفت، ساعة بعد ساعة، أسبوعا بعد أسبوع، عاما بعد عام، من خلال وظيفة يكرهها - أو حتى وظيفة يحبها، لكن هناك من يمتص بهجتها (مدراء جافون، تمييز جنسي أو عرقي، أو تخفيضات في الميزانية أو العملة). فيكتب ماركس حول اغتراب العمل في ظل الرأسمالية: «ان العمل برّاني بالنسبة للعامل، أي أنه لا ينتمي إلى طبيعته الجوهرية؛ لذلك، فهو في عمله لا يؤكد ذاته، بل ينكرها، ولا يشعر بالرضا، بل بالتعاسة، لا ينمي طاقته الجسدية والعقلية بحرية، بل يقتل جسده ويدمر عقله. لذلك يشعر العامل بنفسه فقط خارج العمل، وفي العمل يشعر أنه خارج نفسه. يشعر بأنه في مكانه عندما لا يعمل، وحينما يعمل فأنه ليس في مكانه. وعليه، فإن عمله ليس طوعيا، إنه عمل إجباري ... إنه لا ينتمي له، وإنما لآخر... ان العامل يشعر فقط بحرية نشاطه في وظائفه الحيوانية - الأكل والشرب والتكاثر، أو على أكثر تقدير في مسكنه وملبسه».

كم منا يعيش هذه الحالة التي يصفها ماركس؟ هل هناك أسوأ من ان نجبر على العمل عند آخرين دون ان يكون لدينا أدنى حق بالسيطرة على ظروف العمل؟ ولا يتبقى لنا إلا القليل من الوقت للقيام بما يجعلنا نشعر بالحرية والسعادة. هل رأيتم فيلم شارلي شابلن الأزمنة الحديثة؟

لكن ماركس يحدد مشكلة أكبر لأن العمل ليس مجرد نشاط من أنشطة بشرية عديدة. بالأحرى، إن العمل التعاوني الجماعي هو ما يجعل البشر مختلفين عن الحيوانات الأخرى:

«ينتج الإنسان حتى حين يكون متحررا من الحاجة الجسدية، ولا ينتج حقا إلا متحررا منها ... لهذا يشكل الإنسان الأشياء ايضا وفقا لقوانين الجمال ... هذا الإنتاج هو كيانه النشط، ومن خلال الإنتاج، تظهر الطبيعة على أنها عمله وواقعه. لذلك فإن موضوع العمل هو تجسيد (تموضع) لحياة الإنسان كنوع: لأنه يكرر نفسه لا فكريا حسب – كما في الوعي – بل وأيضا في النشاط، في الفعل، وبالتالي يرى نفسه في عالم خلقه. لذا فان العمل المغترب ينزع عن الإنسان حياة نوعه عندما يفصله عن موضوع إنتاجه».

في ظل الرأسمالية، ينقطع الارتباط بين العمل الاجتماعي والأشياء التي ينتجها الناس - نحن مغرّبون ليس عن المواضيع التي ننتجها فقط، التي تسلبنا قدرتنا على «رؤية أنفسنا في العالم الذي نخلقه»، بل ايضا عن العملية الجماعية التعاونية التي ننتج بواسطتها هذه المواضيع. إننا لا نفقد وقت الفراغ فقط للقيام بالأشياء التي نحبها حقا، بل نفقد ايضا سيطرتنا على ذلك النشاط الخاص الذي يجعلنا بشرا - أي العمل. وعليه فإن خلاصة ما يود ماركس قوله، إن المشكلة ليست التموضع (عملية العمل ونتاجه) في حد ذاتها، بل في اغترابنا (فقداننا) السيطرة على عملنا وتشويه وجودنا كنوع.

لكن لماذا يحدث هذا؟ يؤكد ماركس على الضرر الروحي أو النفسي الناجم عن الاغتراب، لكنه يحدد بشكل قاطع ان السبب الأساسي يكمن في العملية الاقتصادية (الجانب الثاني من الاغتراب)، حيث يسيطر الأغنياء على الطبقة العاملة عن طريق تكديس الملكية الخاصة والسلطة السياسية. أي أنها علاقة اقتصادية موضوعية تؤدي إلى الشعور النفسي بالخسارة وليس العكس. يكتب: «ان العمل ينتج للأغنياء أشياء رائعة - لكنه ينتج للعامل الحرمان. إنه ينتج القصور- وللعامل الأكواخ، ينتج الجمال - وللعامل التشوه. يستبدل العمل بالآلات، لكنه يلقي ببعض العمال إلى نوع همجي من العمل، ويحول البعض الآخر إلى آلات. إنه ينتج الذكاء، وللعامل الغباء والحماقة».

الآن، إذا كنتم قد توصلتم معي بعد قراءة الفقرة السابقة الى ان ماركس يوجه إدانة قوية لسلطة الرأسماليين على الطبقة العاملة، تكونوا قد توصلتم أيضا الى انه، لغاية تلك اللحظة، يرى أن الطبقة العاملة ضحية. بمعنى انه لايزال يرى فيهم «قلب» التغيير الاجتماعي ولكن ليس «رأسه». وبالتالي كيف سيتمكنون من تغيير ظروفهم؟

*******************

 “أنتي دوهرنغ”

 أو “الرد على دوهرنغ”

اعداد صالح ياسر

الاسم الذي عرف به في التاريخ كتاب انجلز “ثورة الهر ايوجين دوهرنغ في العالم”، وهو يحتوي على عرض شامل للأجزاء المكونة للماركسية:

(1) المادية الجدلية والتاريخية؛

(2) الاقتصاد السياسي؛

(3) نظرية الشيوعية العلمية.

وقد ألف انجلز الكتاب للدفاع عن النظرية الماركسية ضد هجمات دوهرنغ، وهو منظر من منظري البرجوازية الصغيرة، دعم آراءه بعض اعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني. وقد شرع انجلز في الكتابة في أيار 1876 بناء على طلب ليبنخت على شكل مقالات ضد التيار الجديد، ونشرت المقالات في صحيفة “ فورفات “ لسان حال الحزب الاشتراكي الديمقراطي، برغم ان مؤيدي دوهرنغ حاولوا أن يمنعوا نشر المقالات.

في مقدمة الكتاب يصف انجلز تطور الفلسفة، ويبين حتمية بزوغ الشيوعية العلمية. والقسم الاول من الكتاب يرسم الخطوط العريضة للمادية الجدلية والتاريخية، وهو يزودنا برد مادي على المسألة الأساسية في الفلسفة ويبرهن على الطبيعة المادية للعالم والقوانين الأساسية للمعرفة، والعالم والزمان والمكان كأشكال للوجود كله ووحدة المادة والحركة. ويتناول الكتاب اشكال حركة المادة وتصنيف العلوم. وقد خصص انجلز مساحة كبيرة في الكتاب لوصف الجدل وقوانينة الرئيسية والعلاقة القائمة بين الجدل والمنطق الشكلي.

وفي القسم الثاني يوجه انجلز النقد الى آراء دوهرنغ في الاقتصاد السياسي، ويعرّف موضوع ومنهج الاقتصاد السياسي، ويرسم الخطوط العريضة لنظرية ماركس في السلعة والقيمة وفائض القيمة ورأس المال والريع العقاري .....الخ. ويظهر انجلز في هذا القسم الأهمية الحاسمة للاقتصاد في تطور المجتمع، ويشرح أصل الملكية الخاصة والطبقات ويظهر الدور التقدمي للقوة في المرحلة الثورية.

أما القسم الثالث فهو دراسة رائعة عن نظرية وتاريخ الشيوعية العلمية، ويوضح موقف انجلز في الاشتراكية الخيالية ويزودنا بتقييم عميق لمهام التحويل الشيوعي للمجتمع، ويرسم الخطوط العريضة للنظرية الماركسية في الاشتراكية والشيوعية – عن انتاج وتوزيع القيم المادية، وعن الدولة والعائلة والمدرسة وازالة التناقض بين المدينة والريف وبين العمل الذهني واليدوي.....الخ.

ويعد كتاب انجلز “أنتي دوهرنغ” أو “الرد على دوهرنغ” انموذجا للدفاع المتماسك عن النظرة الكلية للعالم من جانب البروليتاريا الثورية ومصالحها، وانموذجا للصلابة الماركسية ضد التحريفات في العلم والانتهازية في السياسة. 

***************************

الصفحة الخامسة عشر

على مرمى وطن

عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق، صدر حديثاً كتاب “على مرمى وطن/ مجموعة مشتركة. كتاب قصة وشعراء ايزيديون” الكتاب تم اهداؤه الى ثوار ثورة تشرين.

وأورد الكتاب مقولة الروائي العالمي وليم كولدنغ: “الاغنية قبل الكلام، الشعر قبل النثر، الناي قبل قصبة النار، القيثارة قبل القوس” وعلمت “الطريق الثقافي” ان الشاعر سهيل نجم قد انجز ترجمة الكتاب ومن المؤمل صدوره عن دار المأمون في وزارة الثقافة – بغداد.

وكان الايزيديون قد تعرضوا في قضاء سنجار/ الموصل الى الإبادة والى هجوم دموي وحشي من قبل الدواعش في 14 آب 2014 .

****************

فهد..    الألمُ المضيء

خضر حسن خلف

أعرفُ 

أنّكَ لم تمتعضْ  

منْ ظلمةٍ 

مُهيّأةٍ لكَ وحدكَ،

ومنْ سلاسلَ 

تجذبُكَ الى وحدةٍ تحتمي بك. 

السلاسلُ، 

واحدةٌ منْ طقوسِ هلعٍ مريب، 

وتحاملُكَ على الألمِ أرّخكَ عنواناً 

لمتواليةِ المجدِ  

أيّها القارةُ بلْ أوسعَ لفضاءِ القطيع الحزين. 

تأملتَ 

فارتويتَ 

ومهرتَ سنواتكَ للحلمِ الذي تدفّأ َبك 

عاينتَ حوارَ الخطى 

وهيَ تجرُّ وراءَها تأريخاً من الشجن. 

جبتَ المدنَ 

وخضّبتَ يديكَ بالغبارِ المتراكمِ على العيون.  

أعرفُ

أنّكَ لم تمتعضْ منْ وحدةٍ مريبةٍ تضجُّ بالهمسِ 

ومنْ رهبةِ الحرّاسِ الموتورينَ  

فالعزلةُ تحاصرُهم 

والظلامُ يأخذُ بتلابيبِ خوفِهم الى الوساوس 

أعرفُ أنّكَ لم تمتعضْ 

فالحديدُ يتوهّجُ بكَ 

وصليلهُ يحملُ للناسِ في الفجرِ 

نبَأ تربّعكَ على عرشِ الإلهام 

يُعبّدُ للخطى درباً، 

ويحملُ لمشاويرها الجديدة في حدائق الحياةِ

ضياءً  

لا مطرَ الساعةَ 

والبردُ يحنُّ الى دفءِ أَحلامكَ 

وتلكَ الوجوهُ التي قرأتكَ خياراً 

يمّمتِ النظرَ شطرَ شمسكَ 

أيُّها المتشكّلُ في أفقنا قوسَ قزح!

**********************

تاثير مسرح برشت  على المؤلف والمخرج العربي

د فاضل سوداني

يمكننا القول بأن في كل بلد عربي هنالك اتجاهين في الاخراج المسرحي  الاول:

نقل لربرتوار المسرح الغربي وعرض مسرحيات اوربية ذات طابع انساني شمولي، تبدو بعيدة عن مشكلات المسرح العربي الذي مازال بعيدا عن الاغتراب في المجتمع الاوربي.

والاتجاه الثاني: استخدام الاشكال التراثية والفلوكلورية العربية والشرقية واشكال ماقبل المسرح في محاولة لتأصيل المسرح.

لكن التعرف الحقيقي على برشت والمسرح الملحمي من قبل الفنان العربي كانت في فترة الستينات من القرن الماضي، وجرت اولى التجارب لتقديم المسرح البرختي في مصر من خلال نص دائرة الطباشير القوقازية الذي اعده صلاح جاهين. وكان سعد اردش من الاسماء الاولى في اخراج بعض مسرحيات برشت...

وبتاثير المسرح السياسي والمسرح الملحمي البرشتي استخدم المخرج العربي الكثير من الوسائل التي تخلق العلاقة بين المتفرج والعرض المسرحي: كالمسرح داخل المسرح. او توزيع الممثلون في الصالة وجعلهم جزءا من سينوغرافيا العرض المسرحي حيث يجلس الجمهور حول خشبة المسرح ويصبح العرض دائريا، كما في مسرحية” المهرج “ للسيد الشوربجي والفرافير ليوسف ادريس. وبعد ان يموت الملك لصلاح عبد الصبور. ومسرحية الليلة نضحك لميخائيل رومان. وامتد هذا التاثير كذلك على تجارب المخرج العربي مثل الطيب الصديقي ونجيب سرور وكرم مطاوع وابراهيم جلال، سامي عبد الحميد ود.صلاح القصب و د.فاضل خليل، اسماعيل خليل،فاضل سوداني وسهام ناصر ويعقوب شدراوي وريمون جباره ونضال الاشقر وقاسم محمد وعز الدين قنون وفاضل الجعايبي ومحمد ادريس وصقر الرشود وفؤاد الشطي..

ولم يقتصر التاثير على المسرح المشرقي وانما كان له تاثيره في المغرب العربي ايضا

فمن المتاثرين ببرشت في المسرح الجزائري الروائي والمؤلف المسرحي كاتب ياسين الذي عاش في فرنسا ابان الاحتلال الفرنسي لبلاده وساهم هناك في الدفاع عن قضية شعبة أمام القارئ الفرنسي من خلال رواياته الشهيرة مثل رواية” نجمة “التي حاز عليها عدة جوائز وكذلك مسرحياته كمسرحية :الاجداد يزدادون شراسة. ومسرحية مسحوق الذكاء. والجثة المطوقة، التي تناقش عنها مع برشت عند زيارة البرلين انسامبل الى باريس عام 1955. وبعد التحرير أصبحت نظرته كوسموبولوتية (عالمية) وبدأ في الكتابة التي تخدم نضال الانسان عموما كما في مسرحية “ الرجل ذو الحذاء المطاطي “ التي كتبها عن نضال الشعب الفيتنامي انذاك. وقد انتقل للعيش في بلاده نهائيا وترك الكتابة بالفرنسية واستقر بين الجماهير الفقير ة في الريف وبدأ بالكتابة عن همومها (حتى وفاته). ومشاكلها وخاصة قدرية التخلف المتأتي من التزمت الديني السلفي وأثره في المجتمع الجزائري بعد الاستقلال. وقد استفاد كاتب ياسين من المسرح البرشتي، لانه يعتبر برشت فنانا ديالكتيكيا واعطى أهمية كبيرة لاستخدامه في المسرح الجزائري والمسرح العربي لكن بشئ من الحذر. ان هدف التغريب لايعني فقط الحيلولة دون حدوث الاندماج بين الشخصية والجمهور، التغريب هو جزء عضوي من نظرة ديالكتيكية للعالم، وهذه النظرة هي التي تتحكم في عملية الخلق الفني برمتها. انه في الواقع موقف من الحياة.

وبالرغم من اهمية عنصر التغريب في المفاهيم البرشتية وتكيفها لتنسجم مع الكثير من الثقافات والمسارح لمختلف البلدان، إلا ان اطروحة كاتب ياسين وحذره من استخدام التغريب في المسرح الجزائري لها اهميتها في الوقت الحاضر وتمتلك مكانتها في المناقشات عند ما تحتم الضرورة اعادة صياغة المفاهيم المسرحية الجديدة للمسرح العربي.

ويعتبر المؤلف والمخرج المسرحي عبدالقادر علولة (اغتيل في الجزائر دفاعا عن حرية الفن والديمقراطيةوضد الظلامية) واحد من اهم المخرجين العرب والجزائريين الذين عملوا على تكييف افكار برخت وانجازات المسرح الملحمي للجمهور الجزائري من خلال ربطها مع المخزون الهائل من التراث والثقافة العربية. معتمدا على أهم وسائل التوصيل التي تحقق العلاقة الفعالة بين الفنان والمشاهد. ولهذا فانه يبحث في التراث الجزائري والعربي عن تلك الاشكال الماقبل المسرحية او المسرحية وربطها بمفاهيم المسرح الملحمي التي تنسجم مع متطلبات عرض مسرحي لجمهور ومجتمع ليس اوربيا. وقام علولة باحلال وظيفة الكوال بدل الراوي البرختية وهي شخصية يمكن ان نجدها في التراث الشعبي العربي وتراث المغرب العربي بالتحديد. ومهمة هذه الشخصية هي رواية وتمثيل الاحداث والقصص التاريخية التي لها مكانتها في الذاكرة الشعبية وكذلك الاحداث المعاصرة في الاسواق والساحات العامة وا ماكن تجمع الناس الذين يشكلون جمهوره عادة. و يمكن حتى يومنا هذا مصادفة الكوال في اسواق المغرب العربي الشعبية وهو يقص على الجمهور حكاياتة التاريخية او المعاصرة مازجا اياها ببعض المشاكل السياسية التي تثير جماهير السوق.. وبهذا فان الممثل في مسرحيات هذا المخرج اصبح كوالا ووظيفته “كراوية” اصبحت اكثر تأثيرا، عندما امتزجت بتقنية التجربة العالمية، بحيث اصبح الكوال يلعب الدور الاساسي في الحدث.واصبح العرض المسرحي سرديا وبهذا فانه اقترب من المسرح الملحمي البرختي. فيقوم الراوي (الكوال) بكسر مجرى الاحداث ليس في النص فحسب (ان المخرج علولة هو الذي يكتب ويعد مسرحياته عادة) وانما في الاداء والعرض.

 ولهذا فان الممثلين هم رواة اوكوالون، اضافة الى كونهم يؤدون اكثر من دور. (ويعتبر هذا تحولا جديدا في المسرح الجزائري والعربي عموما) ومن اجل التأكيد على كسر الايهام في الحدث والاداء، فان علولة يمزج في عروضه بين ماهو واقعي وماهو رمزي، بحيث يتم التاكيد للجمهور بانهم في مسرح وان هنالك ممثلون على الخشبة يروون حكايةما.فالمسرح لايكتفي بالسرد من قبل الراوية وانما يجب ان يخضع كل شئ لمتطلبات اللغة المسرحية بحيث يخدم المشكلة الاجتماعية. وبغية الوصول الى تغريب الحدث والشخصية فان المخرج الجزائري يعمد الى خلق تلك المسافة بين الممثل والشخصية باستخدام صيغة الشخص الثالث كما هو الحال لدى برخت. أي ان الممثل يمثل الشخصية ويستعرضها بشكل مبدع وليس بشكل ميكانيكي. وبهذا فان الجمهور يمتلك تصوره عن الشخصية. واستمر التأثير الكبير للمسرح البرشتي على الفنان العربي وجمهوره ايضا نتيجة لطموحات هذا المسرح الفكرية والسياسية في العمل على تغير وعي الإنسان وعلاقاته بالمجتمع، وقد تأثر الكثير من المؤلفين المسرحيين بأفكار برشت بهدف كتابة مسرحية للكشف عن طبيعة المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها مجتمعاتهم مثل سعد الله ونوس،نجيب سرور، يوسف إدريس يوسف العاني قاسم محمد الطيب الصديقي ومحمود دياب جلال خوري و الفريد فرج، عزالدين المدني و عبد الكريم بورشيد، عبد العزيز السريع، نو الدين فارس وعادل كاظم  فاضل خليل  وغيرهم. مما ادى هذا الى تشكيل ملامح عرض مسرحي عربي بتأثير التغريب البرختي في ربرتوار المخرج العربي. ومازالت الكثير من العروض العربية تنهل من المفاهيم البرشتية سواء كان ذلك في الاسلوب الملحمي للكتابة اوالفكر الاخراجي لصورة العرض المسرحي.

*********

قراءة

الراوي والمتلقي في رواية

علي بداي «أسرار عائلية»

د. علي إبراهيم

صدرت رواية الصديق علي بداي البكر (أسرار عائلية) عن دار ميز في السويد. عرفت كاتبها شاعرا وصحفيا وقارئا جيدا ومتابعا للشأن الثقافي على الرغم من أن سيرته مرت بتعرجات ومحطات صعبة منذ شبابه بسبب موقفه الفكري والسياسي المناهض للدكتاتورية في بلده العراق. فكان الثمن باهظا، دفعه اعتقالا وتعذيبا وجروحا، لازمته على مر الزمان، ثم الغربة الطويلة في أوربا شرقا وغربا مع ذلك حصل على شهادة الهندسة وعمل بها في هولندا مهندسا ناجحا لسنوات طويلة لكن اختصاصه هذا لم يمنعه من مواصلة الكتابة والقراءة في مجال الأدب والثقافة التي شغف بهما وأبدع، ولذلك لم أفاجأ بمنجزه هذا وكنت وما أزال متابعا له بسبب مرافقته في أغلب محطاته، ولنا ذكريات مشتركة: مريرة وسعيدة أنتجته وأنتجتني ولكنها ليست هي الدافع الوحيد الذي دفعني للكتابة عن هذه الرواية وإنما التجريب والإبداع فيما كتب:

تقع روايته 212 صفحة تصدرتها لوحة للفنانة الرائعة عفيفة لعيبي وتبدأ الرواية في التجريب منذ الصفحة الأولى حيث يضع الكاتب مهندسا لروايته ويعطيه الملف الكامل لأسرار عائلية وهي بين الواقع والتخييل، ويأخذ هذا المهندس دور المخرج السينمائي الذي يبحث عن نص لفلمه الجديد، ويبدأ عمله بمقدمة هي عبارة عن منهجه في إخراج هذه الرواية وتحت عنوان “مقدمة المخرج طارق زيدان” وهو زميل لـ (دنيا) في كلية الفنون الجميلة وعن طريقها تعرف على (وائل الشاعر) وهما بطلا الرواية الرئيسان عندما قدمته له بعبارة: “ وائل الشاعر خطيبي” وكسرت كل أحلام طارق الذي كان يفكر بالتعبير عن مشاعره لها... كان ذلك قبل أكثر من ربع قرن وطارق لم يفعل شيئا؛ لأنه وجد نفسه أمام عمل متكامل، يتكون من (1 - خراب ما بعد العاصفة –كتبه وائل 2 - أسرار عائلية – قصة زهور) والتجريب هنا هو وجود طارق ليكون الراوي العليم في هذه الرواية بما يملك من أوراق ومسودات ومعرفة طويلة بالشخصيات لكنه لم يأخذ هذا الدور بالمطلق بل ترك شخصيات الرواية كأصوات أساسية فيها والعمل لم يكن بحاجة إلى تدخله، وكل ما فعله (والحديث له) هو:” عزل قرابة ثلاثين ورقة من (خراب ما بعد العاصفة) لم تكن تحمل سوى القصائد بعد أن تأكدت أنها لا تمت للقصة بصلة ثم كتبت المقدمة والخاتمة”. وكتب “سأعرض ما كتبه وائل نفسه عن حياته الماضية” خراب بعد العاصفة ...أما قصة زهور فهي محتوى الرزمة التي استلمتها تحت عنوان أسرار عائلية” لكن الكاتب أو الراوي يفاجئ القارئ بأن قصة زهور هي ليست قصتها، انما هي قصة دنيا التي سافرت إلى داخل العراق فدخلت في شرنقة لا مجال للإنفكاك منها تبدأ بمجموعة من المؤامرات لتمنعها من العودة واللقاء بحبيبها وائل... ورغم محاولة الكاتب الخوض في عملية تجريبية، إلا أنني وجدت أن ذلك أقصد المقدمة والخاتمة حلقتان زائدتان يكفي ما موجود من أصوات تعبر عن نفسها بشكل مباشر مثل ما قرأنا شخصية وائل وقد عبر عن تجربته من خلال الحوار بكل دقة وكذلك دنيا في قمة التألق وهي تسرد كل التفاصيل التي مرت بها، من دون وجود سارد. واكتفى طارق زيدان بالكشف عن بعض الملابسات، بالإفادة مما قرأه في ملفات المعلومات المبعثرة والنصوص التي تشكل تجربة وائل وأخته زهور وما عرفه عن دنيا...

الرواية جديرة بالدراسة والقراءة وقد أقدمت على دراستها ببحث مطول قد يرى النور في قادم الأيام أكدت فيه على مواطن التجريب وضروراته ووجت أن الرواية كان يمكن أن يجري بناءها على أساس الأصوات ويكون كل صوت راوية لجانب من أحداثها وتستغني عن افتعال راو من خارج الأصوات الرئيسة على الرغم من أن المخرج هو أحد أصوات الرواية بحكم قربه من زميلته (دنيا) وتفكيره بها وكان يمكن للكاتب أن يجعل منه طرفا أساسيا في الصراع، أو له علاقة بعقدة الحدث. لكنه ترك كل شيء بمجرد معرفته أنها قد حسمت أمرها، انسحب بسلام ولم يفكر بها، لا في السر ولا في العلن، ويمكن القول أن هذا الراوي قد أخذ دور المؤلف بتدخله في النهايات، إذ لم يكن الحدث بحاجة إلى هذا الدور الجانبي المقحم على النص، وفي الوقت نفسه سرق دور المتلقي الذي أصبح عنصراً أساسياً من عناصر الحدث في الرواية الحديثة المعاصرة.

********************

الصفحة السادسة عشر

توزيع «طريق الشعب» وافتتاحيتها في الكرّادة

بغداد – طريق الشعب

نظمت لجنة جمال الحيدري الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، أخيرا، طاولة إعلامية في منطقة الكرادة.

 ووزع كادر الطاولة، على المواطنين نسخا من “طريق الشعب” ومقالها الافتتاحي المعنون “ماذا قدمتم للشباب؟”.

كما تبادل معهم، أطراف الحديث حول واقع الشباب العراقي، ومعاناته المعيشية، مشددا على أهمية أن تأخذ الدولة على عاتقها مهمة توفير فرص عمل للشباب من خلال تشغيل المعامل وبقية القطاعات الانتاجية، كي تساهم هذه الشريحة في تطوير اقتصاد البلد.

وفي السياق، نظمت خلية سومر للحزب الشيوعي العراقي، وهي تابعة أيضا للجنة المحلية في الرصافة الأولى، مسيرة إعلامية راجلة في الكرادة.

ووزع المشاركون في المسيرة نسخا من “طريق الشعب” ومقالها الافتتاحي آنف الذكر، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية.

*************

أمسية في مقر شيوعيي البصرة

عن الآثار الايجابية والسلبية لخفض الدينار العراقي

البصرة - حسين منذر

أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة مع “ملتقى جيكور الثقافي” في المحافظة، أخيرا، أمسية بعنوان “الآثار الإيجابية والسلبية لتخفيض سعر صرف الدينار العراقي”، ضيّفت فيها د. نبيل المرسومي.

الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، والتي بثت في الوقت ذاته على منصة التواصل الاجتماعي “زووم”، حضرتها وشاهدتها نخبة من المثقفين والمهتمين في الشؤون الاقتصادية والمالية. 

أدار الأمسية الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، واستهلها ملقيا الضوء على الأزمة الاقتصادية الراهنة في العراق، وما رافقها من آثار سلبية على المجتمع.

بعد ذلك، تحدث د. المرسومي عن إجراءات رفع سعر صرف الدولار بالدينار العراقي خلال السنوات السابقة، وما خلفه ذلك من أزمات اقتصادية ومعيشية، منتقدا إقدام الحكومة العراقية على اتخاذ مثل هذه الإجراءات خلال الفترة الراهنة، التي تشهد ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة.

وأوضح، أن قرار خفض الدينار العراقي أمام الدولار، كان مفاجئا وجاء في وقت غير مناسب، ما أضر بالطبقتين الفقيرة والمتوسطة.

فيما لفت إلى أن هناك بعض الإيجابيات في هذا الإجراء، تتمثل في زيادة عائدات وإيرادات الدولة من العملة المحلية، ما يساعد على خفض نسبة العجز المالي، وفي دعم القطاع الخاص وتشجيع الإنتاج المحلي، مستدركا “لكن هذه الإيجابيات تعتمد على مدى قدرة الجهاز الإنتاجي الوطني على تصنيع السلع التي يضطر العراق إلى استيرادها من الخارج”.

وعرّج المرسومي في حديثه، على أبرز السلبيات الناتجة عن خفض الدينار، مشيرا إلى أن المواطن الفقير وذا الدخل المتوسط هو المتضرر الأول من هذا الإجراء، وأن “القدرة الشرائية انخفضت جراء ذلك بالنسبة للذين يمتلكون نقودا عراقية، لكنها لم تنخفض لدى الذين يتعاملون بالدولار”.

ومن بين السلبيات الأخرى لقرار رفع سعر صرف الدولار، ارتفاع أسعار السلع في الأسواق، خاصة أن العراق يستورد حتى المواد الغذائية، بالإضافة إلى مختلف السلع الاستهلاكية، مؤكدا أن هذا الإجراء، كان بمثابة صدمة بالنسبة للطبقة الفقيرة، التي تشكل نسبة عالية جدا في المجتمع العراقي. 

وتطرق الضيف إلى جملة من المشكلات التي سببها تغيير سعر الصرف، خاصة بين الدائن والمدين، وبالنسبة للمقاولين الملتزمين مع الدولة في تنفيذ المشاريع، لافتا إلى أن خفض العملة الوطنية يزعزع الاستقرار النقدي والمالي، ويقوض ثقة المستثمرين في البلد، ويزيد من ارتفاع تكاليف القروض. 

************

اصدار

اضاءات لفهم الواقع

عن “دار الساقي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “اضاءات لفهم الواقع”، من تأليف حنة ارندت، وترجمة إبراهيم العريس.

يتناول الكتاب أهم الأحداث التاريخية والسياسية والثقافية التي ميّزت القرن العشرين، كدليل يساعد في اكتشاف الواقع الحالي وتفسير أحداثه. وهو يتضمّن نقاشات حول المسؤوليّة والذّنب، وموقع الدين في العالم الحديث. كما يلقي الضوء على التناقض الذي يستمر في كونه العنصر الأكثر وضوحاً في النزاعات الحالية، عبر الاكتشاف والتفسير والبحث لتحقيق هدف أرندت الأساس في الحياة، وهو الفهم.

*************

ليس مجرد كلام

حاضر بائس ومستقبلٌ غامضٌ ومخيف.!

عبدالسادة البصري

في كل مكان تتواجد فيه، تسمع حكايات عن الماضي وبهائه والاشتياق لأيام الخمسينات والستينات والسبعينات، فالصور  وبطاقات البريد تشعرك بأن تلك الأيام كانت أجمل وأكثر أماناً وسعادة ، في الزراعة  والإنتاج وبساطة العيش  واحترام الفن وتشجيع المواهب المبدعة والالتفات الى النشء لتعليمه أفضل تعليم!

قبل أيام ونحن نقف أمام بناية اتحاد أدباء البصرة ، كنا ننظر الى حال النهر الذي يشق المدينة نصفين ونتحدث بما سمعناه وقرأناه ورأيناه عنه وكيف كانت مياهه صافية عذبة والسمك  يسبح داخلها ، وكيف كان الناس يشربون منها ويغتسلون بها  وما آلت الأمور به الآن الى مكب للمياه الثقيلة  لتنبعث منه روائح عطنة ؟!

وقبل أيام أيضا استوقفتني حادثة رواها احد رفاقنا عن ابنته عندما اعترض شباب منحرفون طريقها أثناء عودتها من الجامعة بغية سرقة حقيبتها وهاتفها، وكيف أذهلتهم بشجاعتها عندما ضربتهم وجعلتهم يلوذون بالفرار ، احتياجنا إلى الأمن والاستقرار النفسي ،إضافة إلى تذمّر الناس عند  مراجعة الدوائر وسوء تعامل الموظفين مع المراجعين وحالة المتقاعدين وهم يقتعدون الأرصفة وممرات دائرة التقاعد ووضعهم المزري وهم يراجعون يوميا دون إكمال معاملاتهم رغم كبر سنهم والأمراض التي أنهكتهم!

أحاديث كثيرة تسمعها عن العاطلين وأصحاب الشهادات المركونة جانبا والمتسكعين في المقاهي بلا عمل وتوقف المصانع والمعامل عن الدوران والإنتاج، لنستورد قناني الماء والخضروات!

الصناعة متوقفة ، الزراعة انعدمت ، التجارة بارت ، الشوارع على حالها تسوء يوما تلو آخر رغم باب الاستيراد المفتوح على مصراعيه ، الخدمات الصحية والعلاجية سيئة ، انقطاع الكهرباء المستمر، رداءة التعليم وانهياره شيئا فشيئا ، المجاري التي تبعث بمياهها الثقيلة لأنهارنا وشط العرب حاملة الجراثيم والفيروسات ، الثقافة التي تحتاج الى دعهم وتشجيع واهتمام وبنى تحتية ،الفساد المستشري في كل مكان ، الخراب ، الموت المجاني ، قلق الأب على بناته وأولاده ، الراتب الذي يستقطعونه في كل مناقشةٍ لموازنة ما!

كل هذا الألم والخوف والتدهور والقلق من المجهول يعطيك تبريراً  لتقول : لا مستقبل لنا ، فنحن نسير في نفقٍ لا نعرف نهايته وماذا يخبئ لنا ظلامه ؟!

كي نعيد الثقة للناس بالمستقبل الذي يتمنونه ويصبون إليه علينا أن نعيد الأمن والأمان بشكل حقيقي ونكبح الفاسدين ونحاسبهم اشد حساب ، وان نسعى بشكل جاد ــ لا إعلامياً فقط  ــ  إلى الاهتمام والارتقاء بالصناعة والزراعة والتجارة وقبل كل شيء التعليم والخدمات الصحية والعلاجية ونظافة القلوب والضمائر من الضغينة والجشع وحب الذات، وان نجعل الوطن والناس فوق كل شيء لأنهم الحياة !

حرية المواطن وسعادته وازدهار الوطن وتقدمه ورقي حاضره هي الطريق الصحيح إلى مستقبل مشرق باهر وسعيد!

**********

طاولة «طريق الشعب»

في شارع المتنبي

بغداد – غالي العطواني

نظمت لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة الماضية، طاولة إعلامية في شارع المتنبي، وزعت خلالها على رواد الشارع، نسخا من “طريق الشعب” ومن مجلتي “الشرارة” و”الغد”، فضلا عن نسخ من حوار كانت قد أجرته مجلة “الثقافة الجديدة” مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي.

وتبادل كادر الطاولة، الحديث مع العديد من المارة حول الانتخابات المرتقبة واستعدادات الحزب لخوضها.

**********

في اتحاد أدباء بابل

د. علي إبراهيم عن «ريادة السرد النسوي في العراق»

الحلة - محمد علي محيي الدين

ضيّف نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب بمحافظة بابل، اخيرا، الباحث د. علي إبراهيم، الذي قدم محاضرة بعنوان “ريادة السرد النسوي في العراق”، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السردي.  الجلسة التي أدارها القاص والروائي عامر حميو، استهلها د. إبراهيم بالحديث عن تاريخ السرد النسوي في العراق، معرجا على أسماء أبرز الرائدات في مجال كتابة القصة.

ثم ألقى الضوء، في دراسة نقدية، على النتاجات القصصية لبعض الكاتبات العراقيات الرائدات، مركزا على القاصة والروائية سافرة جميل حافظ، بوصفها إحدى الرائدات اللاتي واصلن العطاء رغم الظروف الصعبة التي واجهتهن. واثارت المحاضرة، مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم باقر جاسم، أحمد الناجي، عبد علي حسن وحسين الحلي، الذين أجمعوا على أهمية موضوعة المحاضرة، داعين إلى التوسع في الدراسات التي تتناول السرد النسوي في العراق.

وبعد أن عقب د. علي إبراهيم على مداخلات الحاضرين، اشار إلى أن هذه المحاضرة عبارة عن فصل من كتاب له - لا يزال قيد الإعداد - يتناول الأدب القصصي النسوي في العراق بدراسة تاريخية ونقدية.

**********

في الموصل

«منتدى عريان السيد خلف» يقيم أمسية شعرية

الموصل – طريق الشعب

أقام “منتدى عريان السيد خلف” للأدب الشعبي في الموصل، الجمعة الماضية، أمسية شعرية شبابية، ضيّف فيها “تجمع شعراء وكتاب الأدب الشعبي” في نينوى، وذلك في سياق فعالياته الأدبية الهادفة إلى احتضان الشعراء الشباب ورعايتهم. 

الأمسية التي أقيمت على قاعة المنتدى في “حي نركال” وسط الموصل، والتي حضرها جمع من محبي الشعر، قرأ فيها الشعراء قصائد وطنية تعبّر عن الحراك الاحتجاجي والمطالب الحقة التي يواصل أبناء الشعب رفعها.

وفي الختام، وزع المنتدى شهادات تقدير على الشعراء المتميزين.

************

عبد الصاحب جاسم:

لوحاتي تعبر عن هموم الفقراء والكادحين

بغداد – بهاء أحمد الشطري

عبد الصاحب جاسم (أبو حكيم)، فنان تشكيلي بغدادي من مواليد عام 1960، بدأ مشواره مع الرسم منذ الصغر، بشكل فطري، حتى استطاع أن ينجز عددا من الرسوم، ويشارك، كأول مرة، في معرض للرسم أبان سبعينيات القرن الماضي، حينما كان في مرحلة الدراسة الابتدائية.

وبعد أن شق طريقه في فضاء الرسم، عبر تنمية موهبته وتطويرها، أنجز العديد من الأعمال، التي تميزت بطابعها التجريدي التعبيري، وبتعبيرها عن الواقع العراقي، وهموم الفقراء والكادحين ومعاناتهم.

لمعرفة المزيد عن تجربته الفنية، التقت “طريق الشعب” بالفنان أبو حكيم، وأجرت معه هذا الحوار السريع:

  • ماذا يعني لك الرسم؟

- وسيلة للتعبير عن طاقة كامنة في داخل الفرد الموهوب. فالرسام يستطيع استثمار هذه الطاقة وتوظيفها في لوحاته الفنية. وبالنسبة لي، أسعى دوما في لوحاتي إلى التعبير عن هموم الفقراء والكادحين.

  • أكثر شيء أثر فيك وانعكس في أعمالك؟

- الفكر اليساري، وتحديدا الأفكار الشيوعية. فهي أثرت بشكل واضح على مجمل أعمالي خلال مرحلة الشباب، وحتى الفترة الحالية. إذ ان قراءتي للكتب اليسارية شكلت لي حافزا لتوظيف تلك الافكار في الفن كي يكون هادفا.

  • ما الذي تعبر عنه موضوعات أعمالك الأخيرة؟

- انتفاضة تشرين، من حيث وقائعها وبطولات شبابها وشعاراتهم المطلبية.

  • أبرز المعارض التي شاركت فيها؟

- العديد من المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة. كما عرض بعض لوحاتي في ألمانيا والمغرب وتونس. وفي العموم، أنا أفخر بكون المخرج المسرحي صلاح القصب، اقتنى العديد من لوحاتي.

  • كلمة أخيرة؟

- لن أنسى أبدا الفضل الكبير للحزب الشيوعي العراقي، الذي حفزني على تطوير موهبتي، ومواصلة مسيرتي في فضاء الفن التشكيلي.