اخر الاخبار

الصفحة الأولى

فقر وبطالة وغياب للعدالة الاجتماعية.. احتجاج لا يكف عن المطالبة بالحقوق

بغداد ـ طريق الشعب

لا تخلو المدن العراقية ـ ولو ليوم واحد ـ من مشهد الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومكافحة الفساد ومعالجة أزمة ارتفاع الأسعار المواد الغذائية.

فقر

وشهدت عاصمة الفقر في العراق، محافظة المثنى، تظاهرات احتجاجية في قضاء الخضر، للمطالبة بمعالجة أزمة غلاء الأسعار، وإقالة الإدارة المحلية وتحسين الواقع الخدمي في قرى وأطراف القضاء. فيما طالب أهالي الوركاء والكرامة في تظاهرة أخرى بتحسين الواقع الاقتصادي للطبقات الفقيرة وتخفيض سعر الدولار امام الدينار العراقي، وإصلاح الوضع الإداري في المحافظة.

وتفيد الانباء الواردة من المحافظة بان القوات الأمنية نفذت حملة اعتقالات لعشرات المتظاهرين في قضاء الخضر.

تنفيذ القرارات

وكان عدد من الحراس الأمنيين العاملين في المواقع النفطية، نظموا وقفة احتجاجية أمام مصفى السماوة، مطالبين بتنفيذ المادة 67 من قانون الموازنة لعام 2021 والتي تنص على تحويلهم من ملاك شرطة الطاقة الى وزارة النفط.

ولذات المطلب، تظاهر العشرات من الحراس الأمنيين في محافظة ذي قار أمام فرع شركة خطوط الانابيب النفطية، مطالبين بفك ارتباط الحراس الأمنيين من وزارة الداخلية وأن يكون الاشراف على عملهم من قبل الشركات النفطية حصرا، فيما يواصل خريجو الجامعات والمعاهد اعتصامهم امام شركة المنتجات النفطية في المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

غياب للحقوق

وفي عاصمة العراق الاقتصادية، حيث تعمل شركات النفط الأجنبية والمحلية، تظاهر العشرات من أصحاب الأجور اليومية العاملين في شركة نفط البصرة ومصافي الجنوب، احتجاجا على تسريحهم من عملهم، مطالبين بتجديد عقودهم أسوة بأقرانهم في شركة نفط البصرة. فيما طالب عدد من أصحاب العقود في الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب - فرع كهرباء شمال البصرة - بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة.

وطالب عدد من خريجي الأكاديمية البحرية في البصرة بتثبيتهم على الملاك الدائم للشركة العامة لموانئ العراق، خلال وقفة نظموها أمام مبنى الشركة.

وفي العاصمة بغداد، نظم خريجو كليات الطب من الجامعات الاجنبية خارج العراق، وقفة احتجاجية امام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بانجاز “معادلة الشهادة”، بعدا اكمالهم متطلباتها بنجاح في الجامعات الحكومية العراقية.

احتجاج على القضاء

وتظاهر المئات من المواطنين امام مقر مجلس القضاء الأعلى في بغداد، مطالبين بإعادة النظر بقرار اعدام 4 من متظاهري العزيزية وإطلاق سراحهم. فيما نظم عدد من اهالي منطقة المعامل وقفة احتجاجية للأمر ذاته. وحول الموضوع ذاته، تظاهر العشرات من المواطنين في ساحة ثورة العشرين وسط محافظة النجف، للمطالبة بالإفراج عن متظاهري قضاء العزيزية، ومحاسبة من قام بالاعتداء على الناشط المدني ضرغام ماجد

جفاف ديالى

وفي مدينة البرتقال التي تعاني الجفاف (محافظة ديالى)، اعلن اتحاد الجمعيات الفلاحية  عن تنظيم تظاهرات أسبوعية ستنطلق اليوم الثلاثاء، للمطالبة بانقاذ الزراعة من نفقها المظلم. فيما يواصل خريجو كليات التربية في المحافظة تنظيم الوقفات الاحتجاجية، امام مبنى تربية المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل ومعالجة مشكلة البطالة في المحافظة.

وللسليمانية حصة من الاحتجاجات، بعد تنظيم اصحاب سيارات الأجرة وقفة احتجاجية، مطالبين بتوفير مادة البنزين وتخفيض اسعارها التي ارتفعت الى اكثر من الف دينار للتر الواحد.

***************

الحزب الشيوعي العراقي: قصف أربيل اعتداء جبان ومستنكر

من جديد تتعرض مدينة أربيل الى اعتداء آثم، وهذه المرة بالصواريخ الباليستية. وشكل هذا الاعتداء والاعتداءات السابقة التي تعرضت لها عاصمة الإقليم، انتهاكا فظا لأمن واستقرار بلادنا، ومسعى لترويع المواطنين في الإقليم والعراق.

لكنه ليس مجرد انتهاك مدانا لسيادة العراق وتدخل سافر في شؤونه، بل هو فعل غدا واضح الدلالات، ويحمل رسائل سياسية بغض النظر عما قيل ويقال عن طبيعة المواقع المستهدفة.

ولا يمكن لأية جهة نفذت او تبنّت هذا الهجوم الصاروخي الذي انطلق من خارج الاراضي العراقية، ان تقدم تبريرا له او تدافع عنه، فهو يشكل خرقا لسيادة العراق ولحرمة الأراضي والأجواء العراقية، وانتهاكا للقانون الدولي وللأعراف والعلاقات الدولية والدبلوماسية، ومحاولة لفرض اجندات سياسية عبر الصواريخ.

وان على مؤسسات الدولة المختلفة الا تكتفي بإدانة العدوان واستنكاره، بل وان تتخذ كل الإجراءات المناسبة لوقف هذه الاعتداءات المتكررة، من اية جهة جاءت، ولملاحقة مرتكبيها. كذلك السعي باستمرار الى عدم اقحام الإقليم والعراق في صراعات تنسجم مع اجندات لا مصلحة لشعب كردستان والعراق بها.

اننا ندين هذا الجريمة النكراء، ونطالب القوى السياسية العراقية الاخرى باعلان ادانتها لها، والوقوف فعلا وقولا بجانب سيادة العراق وامنه واستقراره، انطلاقا من كون مفهوم السيادة واحدا لا يتجزأ.

سلاما شعب الإقليم

سلاما شعب العراق 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

13-3-2022

***************

المحاصصة تعود الى البرلمان؟

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو مجلس النواب، أمير المعموري، أمس، إن آلية تشكيل اللجان البرلمانية واختيار أعضائها حصلت وفق المحاصصة.

وقال المعموري، في تصريخ صحفي لـ”بغداد اليوم”، وتابعته “طريق الشعب” إنه “تم تشكيل لجنة لتحديد مهام اللجان البرلمانية وذلك بعد إعادة تنظيمها، حيث صوت البرلمان عليها وعلى عدد اللجان المقرر تشكيلها داخل مجلس النواب”. وأضاف، أنه “بحسب الاتفاق فإن هناك مستقلين اثنين في كل لجنة لتمثيلهم”، مبدياً “اعتراضه على هذه الآلية كونها تمثل نوعا من المحاصصة”. وتابع: “ما أردناه هو أن يوزع الأعضاء حسب الخبرة والكفاءة إلا أن الموضوع أكبر مما نتجه له كون التوافقات السياسية ولغة مجلس النواب هي لغة أرقام”. وأكد أن “اللجان البرلمانية يجب أن تقوم بعملها الرقابي الذي يساهم في تأدية النائب لدوره الرقابي خدمة للمواطنين”.

*************************************

34 عاما على المجزرة حلبجة مدينة مُهملة

بغداد – سيف زهير

يُحيي العراقيون يوم غدٍ، الذكرى الرابعة والثلاثين للهجوم الكيماوي الاجرامي الذي شنه النظام الديكتاتوري السابق على مدينة حلبجة، مخلفا الآلاف من الشهداء والمصابين.  ويقول حقوقيون نجوا من هذا الهجوم، إنّ القوانين التي صدرت بعد عام 2003 أقرت بالجريمة، لكنها لم تنفذ أي تعويض لذوي الشهداء والجرحى والنازحين، وما زالت المدينة منسية.

 وعادة ما تُحيي وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان ذكرى هذه الفاجعة الأليمة، لكن “جمعية ضحايا حلبجة” تقول أن المنظمة والناجين وأسر الشهداء “سيقاطعون الفعالية الحكومية هذا العام، احتجاجا على إهمال حقوقهم”.

*************

راصد الطريق.. عندما يتفاجأ وزير الصحة!

قال مصدر  طبي  ان وزير الصحة تفاجأ السبت الماضي عندما زار مستشفى السلامة الالماني الجديد في الزعفرانية ببغداد، فوجده مغلقا !

وكان الوزير قد افتتح المستشفى بنفسه قبل اسبوع، ونسب كوادر صحية من مستشفيات أخرى  للعمل فيه. لكنه لم يفتح ابوابه عمليا، لأن الكوادر لم يلتحقوا!

حدث يثير الشجون ويبيّن حال  قطاعنا الصحي في ظل منظومة المحاصصة والفساد !

فهل الامر يتعلق حقا بشحة الكوادر الصحية ؟ واذا كان كذلك فلماذا لم يتم تعيين من تحتاجهم الدولة وفقا لإجراءات مجلس الخدمة العامة؟ أم ان في وزارة الصحة ، كما  في غيرها من مؤسسات الدولة، “غزارة في الكادر وسوء في التوزيع” ؟!

من جانب آخر اين ذهبت تنسيبات الوزير، ولماذا لم تنفذ ، ومن المسؤول عن ذلك ؟

والغريب ان الوزير وطاقمه لم يعلما ان المستشفى مغلق قبل ان يصلا اليه!

هذه غيض من فيض واقع حال مؤسساتنا الخدمية ، والمواطنون ، خاصة الفقراء والكادحون منهم، هم من يدفعون الفاتورة الباهضة .

*************

الصفحة الثانية

العراق في ذيل قائمة مؤشر السلام العالمي

بغداد ـ طريق الشعب

احتل العراق المرتبة الـ 154 عالميا في مؤشر السلام العالمي، بحسب تقرير لمعهد الاقتصاد والسلام.

وقال المعهد الذي يقع مقره في سيدني في تقرير له، حول مؤشر السلام العالمي لعام 2022 ان “العراق جاء بالمراتب الأخيرة في مؤشر السلام حيث احتل المركز 154 عالميا من اصل 163 دولة مدرجة في الجدول”.

واضاف التقرير أن السويد جاءت بالمرتبة الاولى، تلتها الدنمارك ومن ثم فنلندة ثالثا، والنرويج رابعا وسويسرا خامسا. فيما تذيلت الصومال المرتبة الاخيرة تسبقها جنوب السودان وتسبقها اليمن وجمهورية افريقيا الوسطى.

واشار الى ان الامارات العربية المتحدة جاءت في المرتبة الاولى عربيا بعد احتلالها المركز 37 عالميا وتلتها الكويت ثانيا وبالمرتبة 46 عالميا، ومن ثم قطر ثالثا والمرتبة 49 عالميا. فيما تذيلت الصومال بالمرتبة 163 تسبقها اليمن بالمرتبة 161 وتسبقها سوريا بالمرتبة 157 وتسبقها اريتريا بالمرتبة 156”.

وبيّن التقرير ان “الدول التي تمتلك مستويات أعلى من السلام الإيجابي تكون أكثر مرونة، ومرتبطة باقتصاديات قوية ومزدهرة، ولديها أداء أفضل في التدابير البيئية، ومستويات أعلى من الرفاهية والسعادة، وتدابير أقوى للتماسك الاجتماعي، وزيادة الرضا عن مستويات المعيشة”.

**********

منتصف الأسبوع.. التغيير.. بدأته الانتفاضة

حسين النجار

لا أحد يتوقع أن تحقق أية حكومة مقبلة، مهما فعلت وتفعل، متطلبات العيش الكريم لجماهير الشعب الواسعة. والاعتقاد السائد هو انها ستقوم في أحسن الأحوال ببعض الإصلاحات هنا وهناك، فاذا افلحت في ذلك، فان انجازها لن يعدو كونه إجراءات بسيطة لا أكثر . وأيّ حكومة يمكنها محاربة سرطان الفساد، دون ان تقطع رأسه؟ وهنا يتوقف الكلام من جانبهم، كون رؤوس الفساد لديها ما يكفي من أدوات لعرقلة أي توجه لمحاسبتهم، وقد يصل الحال الى تعطيل عمل الدولة، كما حدث في كثير من الأحيان سابقا.

لكن التوقع صعب، لأن السياق المعتمد سابقا في تشكيل الحكومات، يأتي بعد عملية تحاصص طائفي في توزيع المناصب، واهمال اعتماد برنامج حكومي.

اما اذا حدث ما هو غير متوقع، فان أية كتلة سياسية تشكل الحكومة الجديدة يجب ان تتحمل مسؤولية الإخفاق او النجاح، وهي يجب ان تقرّ بأن يدها طليقة في تنفيذ البرنامج الذي تتفق عليه.

في المقابل، ليس مقبولا ان تتشكل اية حكومة مقبلة، من دون الانتباه جيداً الى أبرز مطالب انتفاضة تشرين غير المتحققة، وهي: فتح ملف قتلة المنتفضين، محاسبة رؤوس الفساد، الإسراع في تنفيذ سياسة اقتصادية بديلة تحقق العدالة الاجتماعية. وبعكس ذلك فان شباب الانتفاضة سيفرضون تحقيق مطالبهم، مهما طال امد الانتظار.

ولأجل تحقيق الأهداف لم يكن ممكنا ان تتوقف الانتفاضة، سوى ان هناك جملة عوامل جعلت الحراك الاحتجاجي يتوقف مؤقتاً، أبرزها جائحة كورونا، والقتل العمد والاساليب المفرطة في القمع التي مورست ضد الشباب. ولكن هل نجح هذا في اطفاء حرقتهم وغيرتهم على وطنهم؟ العكس تماماً هو الصحيح، وها هي الحركات الاحتجاجية تستوعب الدروس، والشعب يغلي.

ان كثرة المشكلات التي يصطدم بها المواطنون، واستمرار معاناتهم الاقتصادية والامنية، وعدم الاكتراث لمطالبهم، والضغوطات الشعبية المستمرة، هي اسباب جديدة تضاف الى محركات الانتفاضة السابقة.

 فهل ستمهد الانتفاضة المقبلة .. للتغيير الشامل؟

************

الاستيلاء على البساتين سرّع وتيرة التغير المناخي.. أين ذهبت مشاريع الأحزمة الخضراء؟ 

بغداد ـ طريق الشعب

يألف العراقيون منذ سنوات مشهد العواصف الترابية، وهي تجتاح مدن البلاد بصورة متكررة، مخلفة وراءها آثارا بيئية وصحية كبيرة. ومع شح المياه وقلة هطول الامطار والجفاف، ضربت البلاد خلال الأيام الماضية عواصف ترابية بدت طبيعية للبعض، لكن عددا من المختصين لاحظوا ان موسم العواصف الترابية بدأ بشكل مبكر هذا العام، ما ينذر بموسم مليء بالعواصف.

في غير وقتها

وقالت الباحثة في مجال البيئة اسراء قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “موسم العواصف الترابية يبدأ عادة في شهر نيسان، وينتهي مع انقضاء شهر أيلول مع حدوث استثناءات في بعض الأحيان”، مشيرة الى ان “استقبال العراق لعاصفتين ترابيتين خلال الأيام الماضية، ينذر بموسم مليء بالعواصف”.

وأضافت ان “أسباب العواصف الظاهرية تتعلق بقلة هطول الأمطار وشح المياه والجفاف والتغيرات المناخية”، مبينة ان “الحكومات المتعاقبة في العراق كانت عاملا مساعدا لزيادة التصحر من خلال إهمالها لملفات مهمة مثل ملف تحويل الأراضي الزراعية في حزام المدن الى أراض سكنية، وتجريف البساتين وتحويل أجناس الأرض من زراعية الى تجارية، وعدم معالجة مشكلة شح المياه الواردة عبر نهري دجلة والفرات”.

وأشارت إلى انه “بحكم موقع العراق الجغرافي ووقوعه في منخفض كبير جعله ممرا طبيعيا للرياح الشمالية الغربية وانتشار منخفضات كبيرة من الرواسب المفككة الجافة التي يسهل حملها بواسطة الرياح العالية، ونتيجة لجفاف أراض زراعية واسعة، وهبوط مناسيب المياه الجوفية، جاءت عملية الانجراف الريحي محملة بكميات كبيرة من الغبار”.

الاسباب

اما المتنبئ الجوي صادق العطية فأشار الى ان “هبوب العواصف الترابية في هذا الموسم، ناتج عن شحة هطول الامطار غرب البلاد، ما جعل التربة السطحية جرداء وهشة وخالية من الغطاء النباتي”، مبينا ان “هبوب الرياح الشمالية النشطة بعد مرور جبهة المنخفض مع فوارق حرارية تعمل على اثارة الغبار وتشكل موجات غبارية وتربة زاحفة، تتجه نحو باقي المدن تبعا لحركة الرياح وسرعتها”.

ونوه العطية الى انه “من المستحيل السيطرة او التقليل من تكرار حدوث العواصف لأنها تتشكل على مساحات واسعة وليست قليلة، وبالتالي الوضع القادم لا يبشر بالخير، وربما نتعرض للمزيد من العواصف سواء في موسم الربيع الحالي او خلال فصل الصيف المقبل”.

الأحزمة الخضراء

بدورها، أصدرت دائرة البيئة في محافظة ديالى، تقريراً موسعاً عن الاحزمة الخضراء وارتباطها بالعواصف الترابية. وقال مدير بيئة ديالى عبد الله الشمري: إن “ديالى فقدت من 30 - 40 في المائة من الاحزمة الخضراء حول المدن الرئيسية بشكل عام بعد 2003 لكن بعقوبة فقدت أكثر من 50 في المائة أي أنها الأكثر تضررا على مستوى المحافظة”.

واضاف ان “الأحزمة الخضراء تأثيرها مهم جدا في ملف البيئة وخاصة انها تتحول الى مصدات للعواصف الترابية، وتقلل من تأثيرها السلبي، بالإضافة الى أنها تمنع كثافة الغبار الذي يؤدي الى حالات اختناق حادة للغاية لمئات المرضى في الأجهزة التنفسية”.

للفاسدين دور كبير

من جانبه، بيّن مصدر مسؤول في وزارة البيئة ان وزارته “تشجع على الحزام الأخضر او الغطاء النباتي والتشجير، والحفاظ على المناطق الخضراء، والتصميم الأساسي للمدن”، منوها الى ان “اغلب تصاميم المدن العراقية الأساسية هي 60 في المائة للبناء، والمتبقي منها للمساحات الخضراء”.

وأضاف ان “هناك تجاوزات واعتداءات على المناطق الخضراء من قبل جهات سياسية متنفذة، عمدت إلى الاستيلاء على المساحات الخضراء وتحويل أجناسها من قبل عصابات تنتمي لهذه الأحزاب”، مشيرا الى ان “كوادر الوزارة منعت قبل مدة معينة، من قبل القوات الأمنية من أداء عملها بمنع تجريف بساتين في منطقة الدورة في بغداد، في مشهد غريب يدل على مدى الفوضى التي يعيشها العراق”.

************

التيار الديمقراطي في الشطرة يعقد مؤتمره الرابع

احمد طه - الشطرة

عقد التيار الديمقراطي في الشطرة مؤتمره الرابع، يوم السبت الماضي، على قاعة منتدى الثقافة والفنون.

وتحت شعار "لنعمل جميعا من اجل توحيد القوى المدنية الديمقراطية المحبة للسلام والحرية"، وبإشراف الأستاذ خيون التميمي، عضو المكتب التنفيذي للتيار، وبحضور جمع واسع من شخصيات سياسية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني، عقد التيار الديمقراطي في الشطرة مؤتمره الرابع.

وفي بدء المؤتمر، رحب الأستاذ رزاق التميمي عضو التنسيقية السابقة بالحضور الكرام. وبعد عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق، أعلن عن افتتاح فعاليات المؤتمر بكلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في الشطرة القاها الأستاذ حيدر نايف الذي أكد على اهمية وجود التيار الديمقراطي، في ظروف العراق الصعبة، وضرورة توحيد القوى المدنية تحت هذا الإطار، مشددا على ضرورة ترسيخ مفهوم الدولة المدنية وتعزيز الديمقراطية.

ثم جرت مناقشة مسودة التقرير السياسي والإنجازي المقدم للمؤتمر الرابع، والتصويت عليها.

وفي نهاية اعمال المؤتمر جرى انتخاب ١٥ عضوا في المكتب الجديد.

وتخللت المؤتمر فقرات شعرية للشاعر حسين جهيد والشاعرة الصغيرة مينا علي، اللذين تغنيا بالوطن وانتفاضة تشرين.

************

ادانة واسعة للعدوان على أربيل

بغداد ـ طريق الشعب

دان الحزب الشيوعي الكردستاني، وقوى يسارية كردستانية، استهداف مدينة اربيل، صباح يوم الاحد، بصواريخ.

واكدت الاحزاب الكردستانية في بيان مشترك طالعته “طريق الشعب”، ان الهجوم الصاروخي على أربيل، “يهدف إلى تدمير أمن إقليم كردستان”.

ودعت الاحزاب، الحكومة العراقية والمجتمع الدولي والجهات المعنية إلى وضع حد للهجمات التي استهدفت المدنيين والأمن مرارا وتكرارا في إقليم كردستان.

من جانبه، استنكر المكتب التنفيذي التيار الديمقراطي العدوان على اربيل.

وذكر التيار في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “العدوان الذي وقع على أربيل عاصمة إقليم كردستان بالصواريخ، والذي تسبب الأذى والأضرار الجسيمة للمواطنين المدنيين والمناطق السكنية والدبلوماسية، لغرض زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به هذه المدينة”.

وشجب التيار العمل العدواني، داعيا كل الأطراف المتصارعة الى الابتعاد عن اعتبار العراق وإقليم كردستان ساحة لتصفية الحساب بين القوى الدولية وأدواتها في المنطقة. 

وطالب البيان الجهات الحكومية والقوى السياسية بإدانة هذا العدوان واستخدام الطرق المتاحة للكشف عن القوى المسببة له، وإدانتها وتحميلها مسؤولية الأضرار التي وقعت وكذلك العمل على عدم تكرارها.

**********

مزارعو المثنى: اصرفوا مستحقاتنا

المثنى ـ طريق الشعب

كما هو حال كلّ موسم، يقف المزارع حامد نواف الجابري، ليومين امام السايلو (منفذ البيع) من أجل تسويق محاصيله التي تحملها شاحنات كبيرة، شأنه شأن اقرانه المزارعين؛ فعملية التسويق هنا بطيئة جداً، كون ان محافظة المثنى، لا يوجد فيها غير منفذ واحد للبيع.

وعود مؤجلة

ويقول الجابري صاحب الـ 2000 دونم، أن “وزير التجارة عند زيارته الى المحافظة قبل عام، وعدنا بفتح سايلو ثاني لكن الوعد ما زال معلقاً”.

وبينما بدت على محياه الخيبة من التعاطي السلبي للحكومة مع معاناة الفلاحين، توقع أن “يشهد الموسم الزراعي الحالي عزوفا من قبل المزارعين، وربما لا يسوقون محاصيلهم للحكومة”، معللاً السبب بـ”تأخر صرف مستحقاتنا للموسم الماضي ولمدة سنة، الامر الذي أفلس الفلاحين”.

ويضيّف الجابري لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة تشتري الطن الواحد من المحاصيل الاستراتيجية مقابل 750 الف دينار مع انها تؤخر دفع المستحقات، بينما يشتري التجار الطن مقابل 850 الف دينار، ويدفعون الأموال لنا نقداً”.

ويوضح الجابري، أن “بيع المحاصيل للدولة بهذه الأسعار يسبب خسارة للفلاحين، لانهم يشترون السماد على نفقتهم الخاصة”.

ويطالب الجابري الحكومة “برفع سعر الطن الى مليون دينار لتعويض خسارة الفلاحين”.

فقدان الثقة

وعلى وقع المعاناة، يقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في المثنى، عواد سطام لـ”طريق الشعب”، أن “السايلو الموجود في المحافظ تم بناؤه منذ عقود طويلة، وهو متهالك بالإضافة الى ان حجمه صغير ولا يتناسب مع الكميات المنتجة”، مبيناً أن “معظم المحاصيل يتم وضعها في مقتربات السايلو. وبالتالي فهي تخزن في ظروف غير مناسبة”.

ويؤكد أن “معظم الفلاحين حصلوا على المتطلبات الزراعية بالآجل من أصحاب مكاتب بيع الأسمدة والبذور، وبالتالي عندما تأخرت الحكومة في دفع مستحقات الفلاحين، تسبب ذلك بمشكلات كثيرة بين أصحاب المكاتب والفلاحين”.

ويشير إلى أن “الحكومة رفعت الدعم عن الأسمدة واكتفت بتوزيع 5 كيلو لكل دونم، في حين يحتاج الدونم الواحد الى 100 كيلو من السماد، وبسبب ذلك وصل سعر طن السماد الى قرابة مليوني دينار”.

وعود حكومية

وقال بيان لوزارة التجارة أن “مدير عام الرقابة التجارية والمالية في وزارة التجارة محمد حنون عقد اجتماعاً مع رئيس الجمعيات الفلاحية في المثنى وعدد من الفلاحين ومعاون المحافظ لتدارس إنجاح الموسم التسويقي لمحصول الحنطة وتذليل العقبات التي تواجه الفلاحين في تسليم كامل الكميات المزروعة إلى المراكز التسويقية التابعة للشركة في بغداد والمحافظات”.

**************

الصفحة الثالثة

أهالي الضحايا يقاطعون فعاليات الذكرى 34 بسبب إهمال حقوقهم.. حلبجة.. مدينة مُهملة

بغداد – سيف زهير

يُحيي العراقيون يوم غدٍ، الذكرى الرابعة والثلاثين للهجوم الكيماوي الاجرامي الذي شنه النظام الديكتاتوري المقبور على مدينة حلبجة، مخلفا الآلاف من الشهداء والمصابين.

ويقول حقوقيون نجوا من هذا الهجوم، إنّ القوانين التي صدرت بعد عام 2003 أقرت بالجريمة، لكنها لم تنفذ أي تعويض لذوي الشهداء والجرحى والنازحين، وما زالت المدينة منسية.

أسر الضحايا: حقوقنا مُهملة

بعد تغيير النظام عام 2003، توقع أهالي المدينة تعويض جزء بسيط مما جرى بحقهم، لكنهم يقولون أن ذلك لم يحصل.

وعادة ما تُحيي وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان ذكرى هذه الفاجعة الأليمة، لكن «جمعية ضحايا حلبجة» تقول أن المنظمة والناجين وأسر الشهداء «سيقاطعون الفعالية الحكومية هذا العام، احتجاجا على إهمال حقوقهم».

ويتحدث عضو الجمعية، حاج طاهر كريم علي، وهو أحد المصابين الناجين من القصف وينتمي لعائلة خسرت 8 شهداء، عن «غضب المتضررين من التجاهل الحكومي لحقوقهم. بعد سنوات طويلة لم تحظ حلبجة سوى بالوعود»، مضيفا «سنقاطع الفعالية الحكومية في الإقليم. لدينا فعالياتنا الخاصة».

ويقول علي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن حقوق أهالي حلبجة «هُمشت بعمد. حاولنا لسنوات أن نأخذ حقوقنا التي يكفلها القانون ولكن بلا جدوى. من ضمن هذه الحقوق هو ما يتعلق بقانون رقم 35 الصادر في سنة 3013 من قبل مجلس النواب العراقي، والذي يسمى (امتيازات السجناء السياسيين) وهو خاص باللاجئين بعد انتفاضة آذار 1991، حيث أضاف البرلمان فقرة أخيرة للقانون تشمل أهالي حلبجة الذين هرب حوالي 30 الف مواطن منهم إلى الأراضي الإيرانية وبقوا لفترات طويلة في مخيمات اللجوء، لكن إلى الآن لا يتم تفعيل هذه المادة القانونية ولم نحصل على التعويض».

تمييز في التطبيق!

ويضيف المتحدث: «كنت ضمن حوالي 200 مواطن من حلبجة دخلوا إلى معسكر رفحاء، ورغم أن القانون ينص على شمولنا بالتعويض لكن لم نحصل عليه»، متسائلا «ما الفرق بيني وبين من حصل على التعويض؟».

ويشير الى تعرضه للكيماوي «وتلفت شبكة عيني بنسبة 95 في المائة، فضلا عن مشاكل التنفس والآثار الجانبية».

ويلفت علي إلى أن القانون ينص على «تخصيص رواتب شهرية تقاعدية للمتضررين من قصف حلبجة، وإعطاء قطع أراض ومنح للبناء. كل هذا بقي حبرا على ورق»، مردفا «نوجه سؤالنا إلى رئاسة مجلس الوزراء العراقي، لماذا لا يتم إنفاذ جميع مواد القانون والابتعاد عن الانتقائية في تطبيقه. وهل أنتم المسؤولون عن ذلك أم المسؤولون في الإقليم؟».

وبحسب الناشط الناجي من القصف الكيماوي، فأن «حلبجة لم تنصف بكل الأشكال، فلا الذي هرب إلى المناطق الإيرانية أو السعودية تم تعويضه. كما أن أسر الشهداء والمصابين لم ينصفوا وهذا يوضح السلوك المطاطي بالتعامل مع القضية».

أما بخصوص هذه المدينة فأنها «في وضع خدمي مزرٍ»، والتطور بحسب قول المتحدث «توقف في حلبجة عند عام 1991».

ويتابع قائلا: «الجريمة مستمرة بحقنا من قبل نظام المحاصصة والفساد نتيجة للتهميش والإقصاء والانتقائية».

خلل قانوني

وفي السياق ذاته، يقول المحامي المستشار، نجم الدين حمه سعيد، إن آثار جريمة القصف الكيماوي ما زالت شاخصة: هناك آثار صحية ونفسية، فضلا عن التداعيات الأخرى كالولادات المشوهة.

ويوضح سعيد، وهو أحد ضحايا السلاح الكيماوي، أن الجريمة «أخذت الحكم في المحكمة الجنائية العراقية العليا التي كنت في حينها أحد محاميها، وتم الحكم على المجرمين بحسب قوانين المحكمة وأعتبر الفعل كجريمة إبادة جماعية، لكن جميع الإدانات لم تترجم إلى فعل لإنصاف المتضررين، وبقيت العائلات بدون أي تعويض».

ويقدم المتحدث مثالا آخر عن الخلل القانوني في التعامل مع هذه القضايا، ويقول لـ»طريق الشعب»، أن «منطقة باليسان القريبة من أربيل، قصفت بالسلاح الكيماوي قبل جريمة حلبجة بشهور قليلة، وبعد أن رفعنا أوراق القضية حكم القضاء بتعويض مجزٍ لأسر الضحايا واكتسب القرار الدرجة القطعية منذ سبع سنوات ولكن لا يتم صرف أي تعويض».

أما بالنسبة لمدينة حلبجة، فيؤكد سعيد أنها «بدون أي رعاية وهنالك بيوت ما زالت ركام منذ لحظة قصفها قبل أكثر من ثلاثة عقود، وأن حكومة الإقليم لم تصرف الاموال اللازمة لمحو مخلفات الماضي».

ولفت المحامي إلى أن «النظام بعد عام 2003 لم يقم بإدانة رموز النظام السابق على جميع جرائمه، وعجّلوا بإغلاق المحكمة المعنية بمحاسبتهم نتيجة صفقات سياسية، وكان لنا موقف وبيانات بخصوص ذلك. على الأقل بقيت 14 قضية لجرائم كبرى ارتكبها النظام السابق في مناطق الشمال والوسط والجنوب، جميعها لم تناقش. أن جميع القرارات التي صدرت لإنصاف الضحايا كانت بلا روح».

 ***************************************************

في حوار مع المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي.. غلاء الاسعار.. الحكومة تتخذ إجراءات آنية

بغداد ـ طريق الشعب

ضيّف المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، وضمن سلسلة الحوارات التي يجريها تحت عنوان “يحدث في العراق”، على الصفحة الرسمية للحزب في “فيسبوك”، عضو اللجنة المركزية للحزب حسين علي والخبير الاقتصادي د. عبد الرحمن المشهداني ، للحديث عن أزمة غلاء الأسعار، التي أفرزتها “إصلاحات” الورقة الحكومية البيضاء، وتغيير سعر صرف الدولار والتي يربطها البعض بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. فيما أدار الحوار الصحفي علي شغاتي.

وذكر د. المشهداني في حديثه، أن “أسعار المواد الغذائية بدأت ترتفع بالضبط منذ منتصف عام 2020، عالميا وليس فقط في العراق، وهذا بفعل تأثير جائحة كورونا، التي تضرر بسببها كل الاقتصاد العالمي”.

وقال المشهداني، “نحن في العراق عمقنا الازمة عندما طرحت الحكومة الورقة البيضاء كورقة إصلاحية. نختلف او نتفق على اجراءات الورقة الاصلاحية لكن كان من اثارها السلبية هو خفض قيمة الدينار العراقي بنسبة 23 في المائة، ولم يتوقف الامر على خفض الدينار فقط، بل رافق ذلك ارتفاع في مستوى الأسعار”.

ولفت إلى وزارة التخطيط أشرّت ارتفاع معدل التضخم إلى 8 بالمائة “لكن توقعاتي كمتوسط الارتفاع اكثر من 10في المائة. وان وزارة التخطيط تشمل حوالي 240 سلعة في معادلة التضخم، بينما نحن كمواطنين والشريحة الاوسع تهمنا حوالي 25 سلعة والادوية واحدة من هذه السلع الاساسية والمواد الغذائية ومواد البناء”.

فيما عدّ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حسين علي “الاجراءات الحكومية باعطاء مبالغ مالية للمواطنين او تزويد المواطنين بحصة تموينية لشهرين او محاسبة بعض التجار الصغار، وهم ليسوا مستوردين رئيسيين، اجراءات آنية وليست استراتيجية”، مضيفا “هذه ليست حلولا للازمة. انما هناك تراكم انفلات في السوق وتراكم عدم محاسبة التجار. وهناك قضايا سياسية ايضا تدخل في هذه الأزمة”.

وقال إنّ “فئة التجار في الخط الأوّل التي تحتكر السوق هي الوجه الآخر للعملية السياسية”.

وعن منحة الـ100 الف دينار، التي شملت بها الحكومة أربع فئات، بينها “الفئات عديمة الدخل”، علّق المشهداني بأن “وزيري المالية والتخطيط لا يملكان إحصائية حقيقية عن أعداد الموظفين. وهذا يعني أنهما لا يعرفان عدد الموظفين الذين يأخذون رواتبهم من الحكومة، وبالتالي كيف ستعرف الحكومة عديمي ومحدودي الدخل والشرائح الهشة التي تأثرت بهذه الازمة؟”

وخمّن حسين علي أن تواصل الأسعار الارتفاع لأن “إجراءات الحكومية ليست حقيقية”، مضيفا أن “الاقتصاد الريعي الذي يتبعه البلد، يعتمد على سعر النفط والجميع يعلم ان سعر النفط متفاوت، والموازنات تأتي بعجز كبير”، متسائلا “كيف ستعالج الحكومة الازمة في ظل هذه الفوضى، ان لم تكن هناك خطة حقيقية ودراسة اقتصادية صحيحة لتأمين الامن الغذائي للمواطنين لن تكون الحكومة قادرة على معالجة الأزمة”.

 ***************************************

انتفاضة تشرين 2019

(2)

ان انتفاضة تشرين 2019 الباسلة تشكل واحدا من أهم الاحداث والتطورات في تاريخ الدولة العراقية منذ قيامها عام 1921. وهي تمثل، ومعها الحركة الاحتجاجية عموما بعد 2003، تجارب نضالية لشعبنا بالغة الثراء في انجازاتها ودروسها، وهي جديرة بالدراسة المعمقة وبإجراء مراجعة مسؤولة لمساراتها واستخلاص العبر من تجربتها، لجهة ردم الثغرات ومعالجة النواقص، وتأمين صحة وسلامة الشعارات المرفوعة وواقعيتها، والابتعاد عن العدمية في المواقف، والبحث الجدي في تنسيق الخطوات والشعارات والأساليب النضالية. كذلك العمل من أجل انبثاق الأطر القيادية الجماعية في كل ساحة، وعلى امتداد ساحات الاحتجاج والاعتصام في ارجاء الوطن، وضرورة اليقظة والحذر من محاولات قوى الفساد والمحاصصة، الهادفة إلى حرف الانتفاضة عن أهدافها وسلميتها، وتأليبها ضد الأحزاب والقوى والشخصيات التي وقفت إلى جانبها وشاركتها في الفعل والقول، وقدمت التضحيات والشهداء على طريق تحقيق أهدافها العادلة.

والانتفاضة تمرين ثوري ولحظة تفجر للاحتقان والاستعصاء السياسي والاجتماعي، وصراع اجتماعي وطبقي بين اقلية متحكمة مرفهة، وغالبية محرومة ومهمشة. وهي قد نقلت الوعي الاجتماعي خطوات متقدمة الى امام وانعكس ذلك في إقامة هذه العلاقة الوثيقة بين القضايا الخاصة والعامة. كما انها كسرت حواجز الخوف والتردد والتابوهات.

ولقد هزّت الانتفاضة منظومة المحاصصة والفساد وعرت رموزها وارعبت المتنفذين، وعززت ثقة الجماهير بنفسها وقدرتها على اجتراح المآثر ونيل حقوقها والدفاع عن مصالحها، وفرضت التغيير على جدول العمل.

ان المنتفضين وهم يبدعون في الجمع بين مختلف اشكال وأساليب النضال والعمل السلمية، قد رسخوا روح التصدي والاقتحام والإصرار على تحقيق المطالب العادلة، واسهموا على نحو جلي في إعادة الروح والحيوية الى المواطنة العراقية الجامعة.    

لقد بيّنت الانتفاضة ان المواطنين، بعد 18 من السنين العجاف، يرفضون العيش كما في السابق. وان من الوهم الاعتقاد بإمكان ان تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأول من تشرين الأول 2019. وأكدت ان الحكام لن يتمكنوا بعد الآن من الاستمرار في الحكم بالمنهج والأساليب ذاتها. فقد كشفت فشل المنهج المتبع في إدارة الدولة والحاضن للفساد والفاسدين، وحالة الاستقطاب الحاد في المجتمع ودرجة الاحتقان فيه، وعرّت هذا وذاك حتى النخاع.

وشددت الانتفاضة على ان المطلوب ليس تطويق الأزمات واحتواؤها، بل إيجاد حلول جذرية لها، بما يؤمّن التصدي لأسّ الأزمات، أي نظام المحاصصة، ومعالجة معضلته.

وقد حققت انتفاضة تشرين الكثير، وفرضت حقائق في المعادلة السياسية العراقية يصعب تجاهلها. ولذا تستمر محاولات ومساعي قوى متعددة بدعم خارجي، لإضعافها وتشتيت قواها بمختلف الأشكال، بما فيها اللجوء إلى القوة. وهو ما حصل عبر تنفيذ عدد من الحملات ضدها، بضمنها فرض رفع الخيم واحراقها في ساحات الاحتجاج والتظاهر، والمذابح التي شهدتها الناصرية في شباط 2021 وغيرها من محافظات الوطن، وتزايد جرائم الاغتيالات والاختطاف والتعذيب التي تستهدف الناشطين وافلات القتلة ومن يقف وراءهم من العقاب، والاستهتار بدماء المتظاهرين وارواحهم وتجاهل مطالب المحتجين وحقهم الدستوري في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

(3)

آفاق الحركة الاحتجاجية

إن عوامل اندلاع الحركات الاحتجاجية، بما فيها انتفاضة تشرين 2019، ما زالت قائمة، واضيفت اليها تداعيات الأزمة المالية والاجراءات الاقتصادية للحكومة، وما نجم عن ذلك من صعوبات جدية لملايين العراقيين الذين يعتمدون على الكدح اليومي في توفير لقمة العيش لأنفسهم ولعوائلهم، إلى جانب ما سببته جائحة كورونا. بل ان هذه العوامل مرشحة لأن تتفاقم مع إصرار المتنفذين على التمسك بذات المنهج الفاشل، وعجزهم عن تقديم حلول لما راكمته منظومة المحاصصة والفساد من أزمات.

وهو ما يؤكده استمرار الفعاليات الاحتجاجية في بغداد وعموم المحافظات في الأشهر الأخيرة، ومبادرة شرائح اجتماعية ونقابية إلى تنظيم تظاهرات واعتصامات مطلبية كبيرة امام الوزارات للمطالبة بحقوقهم المشروعة. فيما بقي شباب انتفاضة تشرين يواصلون نشاطهم الاحتجاجي بأشكال مختلفة.

ان هذا كله يجعل من نهوض الحركة الاحتجاجية مجددا، وتعاظم زخمها، أمرا ممكنا بدرجة كبيرة، وقد يأخذ أشكالا متعددة وأنماطا جديدة وغير مسبوقة، على خلفية الأزمة المتفاقمة واتساع الهوة بين الأقلية الحاكمة المتنفذة والمرفهة، وبين أغلبية ساحقة من الشعب تعيش الحرمانات والمآسي، وتعاني شظف العيش.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 *************************************************

الصفحة الرابعة

متنفذون يحمونها وإجراءات الردع ضعيفة.. ظاهرة التزوير تتمدد

بغداد - طريق الشعب

تعلن الأجهزة الأمنية بشكل متواصل عن قيامها بتفكيك شبكات مختصة في ممارسة التزوير، وتتلاعب بالكثير من القضايا المهمة.

ورغم أن عدداً غير قليل من مديري أو أعضاء هذه الشبكات الإجرامية يقعون في قبضة القانون، الاّ ان الظاهرة مازالت مستمرة، وتثير قلقاً حقيقياً لاسيما في ظل ضعف وهشاشة الرقابة وغياب إجراءات الردع الحاسم.

أساليب تزوير محترفة

وتنوعت أشكال وأساليب التزوير، التي باتت من أشهر الظواهر التي يئن تحت وطأتها البلد، كتزوير الوثائق الرسمية والعملة المالية والشهادات الدراسية والأختام والمطبوعات وملكية العقارات وغيرها.

وتتفرع أنواع هذه الظاهرة بشكل عجيب، حتى تصل إلى أعلى المؤسسات الحكومية، والتي يتم أحيانا التزوير داخلها، عبر موظفين يستغلون مواقعهم بحسب ما يقول مطلعون.

ويعكس هذا النشاط الذي يهدد السلم المجتمعي، ضعف الإجراءات لمواجهة المزورين وتفكيك شبكاتهم المتفرعة، بشكل يضمن توجيه ضربة قاصمة إلى نشاطهم الإجرامي.

ضحايا التزوير في الأعظمية

ولعل من أشهر نماذج التزوير الأخيرة، كانت عملية الاحتيال التي تعرض لها حوالي 500 مواطن في منطقة الأعظمية، والتي جرى من خلالها التلاعب بوثائقهم وإيقاعهم بمشاكل كبيرة.

وبهذا الصدد، يتحدث المواطن نهاد خلدون، أحد ضحايا هذه العملية، لـ”طريق الشعب” فيقول: “في عام 2015، فاتحتنا مجموعة أشخاص بإمكانية إنشاء حسابات بأسمائنا في مصرف التنمية، والإستفادة منها في بيع وشراء الدولار من خلال ما يدره ذلك من فرق السعر، حيث تبيع الدولة الدولار بسعر أقل من سعر بيعه في المصارف. وقد ذهبنا الى المصرف وفتحنا الحسابات بمبلغ 5000 دولار لكل فرد، وسلمنا المجموعة جميع وثائقنا وجوازات سفرنا لإنجاز الموضوع”.

ويضيف خلدون “بعد فترة، بدأنا نكتشف أننا مدانون إلى الدولة بمليارات الدنانير، من خلال قيام شبكة التزويرهذه بإنشاء شركات وسحب قروض وإصدار هويات غرفة التجارة، والقيام بالكثير من الأمور بواسطة وثائقنا وجوازاتنا. وهكذا، أصبحت وفي ليلة وضحاها مدانا بمبلغ 11 مليارا و300 مليون دينار إلى الدولة كضرائب، ومثلي المئات حيث وصلت المبالغ المترتبة علينا حوالي تريليون دينار”.

ويتساءل خلدون عن “كيف يمكن لشبكة تزوير أن تتلاعب بوثائق كل هذا العدد وتقوم بما قامت به داخل مؤسسات ومصارف رسمية؟”.

ظاهرة تتسع باستمرار

من جانبه، أفاد ضابط في جهاز الأمن الوطني، بقيام الأجهزة الأمنية بالقبض على الكثير من المزورين، مؤكداً تزايد الظاهرة.

وقال الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”طريق الشعب”، إنّ القوات الأمنية “تمكنت خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تفكيك عدد من هذه الشبكات الإجرامية المؤثرة وضبطت بحوزتها أدوات احترافية كالأختام الرسمية لعدد من الدوائر الأمنية والمدنية التي يتم بموجبها تنفيذ الكثير من عمليات التزوير والتلاعب”.

وأضاف أن “ بعض هذه الشبكات قامت باختراق المؤسسات الحكومية الحساسة من خلال الأختام المزورة، فالقضية ليست مقتصرة على جريمة التزوير التي يمارسها بعض المجرمين الصغار، لكن هناك من لديه دعم من قبل جهات متنفذة ويمارس جرائمه للحصول على منافع كبيرة جدا” 

بورصة فساد محمية

وفي ذات السياق، يتحدث مصدر مطلع داخل القضاء عن أن التزوير بحد ذاته يواجه بعقوبات شديدة لكن الأصل ليس بالعقوبة وإنما في مجريات الردع.

ويقول المصدر لـ”طريق الشعب”: إنّ “أهم فقرة في قضية التزوير هي المتعلقة بالسماسرة الذين ينشطون، فهؤلاء لديهم القدرة على امتلاك أختام خطيرة، وأحياناً أختام حقيقية”.

ويضيف “ فعلى سبيل المثال يصدر كتاب عن وزارة معينة، ويحمل أختاماً رسمية، لكنه غير حقيقي ودون معرفة الوزير، أي إنه مزور من قبل شبكة تعمل في الوزارة، وتصدر كتباً وتستغفل المسؤولين”.

ويتابع المصدر أن “القضية لا تحل بمعاقبة المزورين التي تصل للمؤبد، لكن الأهم ضرورة التعامل مع الأمر باعتباره جريمة حالها حال تجارة المخدرات والإرهاب، ويجب أن لا يشمل مرتكبوها بالعفو، لأننا نرى المزورين يخرجون من السجن، مهما طال، ولديهم مبالغ كبيرة من المال. كما صار معروفاً للمزورين الإجراءات القضائية والتحقيقية وأسرار العمل القانوني المتعلق بالقضية، مما ييسر على المجرم العودة بسهولة إلى عمله السابق ولكن بحذر شديد هذه المرة”.

ويدعو المصدر الى ضرورة أن تكثف الاجهزة الأمنية عملها لأن شبكات التزوير كبيرة جدا ومحمية من جماعات متنفذة، وقسم منها مرتبط بقضايا تتعلق بغياب النزاهة داخل بعض الأجهزة الأمنية والجهات التحقيقية، والتي تحمي المزورين.

 *********************************************

حلول عشائرية تنقذ الجناة.. جرائم القتل.. القانون لا يردع!

بغداد ـ عبدالله لطيف

لا يمرُّ يوم من دون ان تعلن فيه وكالات الأنباء او مواقع التواصل الاجتماعي عن جريمة قتل؛ إذ أن شيوع هذه الجرائم يرتبط بأسباب قانونية في ظل الفساد المستشري في المؤسسات التحقيقية، إضافة الى لجوء اطراف الخصومة الى حلول عشائرية. وفي الحالتين هناك أمل كبير في الإفلات من العقاب.

وبات جلياً أن النظام السياسي الحالي الذي اشاع الفقر وزاد من الفوارق الطبقية، لعب دوراً اساسياً في كثرة حالات القتل.

وعدا كل ذلك، يبدو ان القتل بات واحدا من مخرجات العنف الاسري الذي يتفاقم منذ سنوات، من دون حلول.

حلول عشائرية

تقول المحامية تحرير الموسوي، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “برغم وجود القانون الا ان الناس لم تعد ترى انه يشكل رادعا حقيقيا للجريمة، لان أغلب العوائل تتجه للحلول العشائرية عند حدوث جرائم قتل، لضمان تنازل المدعي بالحق، وهذا ما يخفف العقوبة على الجاني”.

وأردفت أن “حصول المدان بالقتل على تنازل من ذوي المقتول يعني ان عقوبته ستخفف من الإعدام الى سجن دون الـ 15 سنة، وغالباً لا يقضي القاتل كل هذه السنوات في السجن، لان في العراق هناك عفوا يصدر كل خمس او ست سنوات!”.

وأضافت أن “هناك أسبابا قانونية زادت من تفاقم الجرائم كهذه، حيث يجري الان تعديل قانون العفو الذي اصدر في عام 2016، وبدلاً من ان يكون العفو لمرتكبي الجرائم قبل 2016 سيمدد الى 2020”، مبينةً أن “هذا وفر للمواطن حالة من الطمأنينة، كون القاتل الذي حصل على تنازل من ذوي المقتول سيشمله العفو”.

ولفتت الى أن “دور العشائر ولجوء العوائل الى الحلول العشائرية ودفع الفدية التي غالباً ما تكون مشروطة بالتنازل اثناء مرحلة التحقيق في جرائم القتل، يعد احد أبرز أسباب تفاقمها”.

وبينت الموسوي، أن “مراكز الشرطة او مكاتب مكافحة الجرائم تتعامل مع جرائم القتل التي تجري في ظروف غامضة” مشيرةً إلى أن “الفساد الإداري الموجود في تلك المؤسسات، يجعل ذوي المتهم يهيئون إفادات تضع المتهم في موقف جيد”.

وخلصت الموسوي الى انه “في بعض الأحيان يحدث اتفاق على الافادات بين طرفي الخصومة بعدما يدفع الطرف الجاني الفدية للمجني عليه، مقابل عدم تدخلهم في سير التحقيق”.

القتل والعنف الاسري

من جهتها، قالت الناشطة في مجال مناهضة العنف الاسري، صبا عودة، أن “استمرار ظاهرة العنف الاسري وعدم وضع حلول رادعة لها، جعلها تتفاقم اكثر الى ان وصل العنف داخل الاسرة الى القتل، ومعظم العنف داخل الاسر هو نتيجة الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية”.

ورأت عودة في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “القانون هو الركيزة الأساسية التي تضع حدا لهذا العنف، لكن لا يوجد قانون يجرم العنف الاسري، وما زلنا نعتمد على قانون العقوبات العراقية لمكافحته، في وقت تسيطر فيه البيروقراطية على المحاكم، فضلاً عن أن الجهل بالقانون جعل الضحايا لا يذهبون الى المحاكم”.

وتابعت أن “الكثير من حالات القتل في العوائل كانت نتيجة لجوء الضحية المعنفة أسرياً للقانون، ولأن دور الايواء الحكومية غير موجودة، ما جعل الضحية تضطر للعودة الى المنزل ذاته، وهذا ما يفاقم في بعض الأحيان العنف عليها الى ان تصل لمرحلة القتل”.

ولفتت عودة إلى أن “الكثير من حالات الانتحار التي تحدث في المنازل في الحقيقة هي ليست كذلك، انما تخفي جريمة قتل، يكون مرتكبها احد افراد الاسرة، لكن الأعراف المجتمعية وسوء التحقيق في القضايا الجنائية حولت الموضوع من قتل الى انتحار”.

عوامل متضافرة

وتعليقاً على ذلك، قال الباحث الاجتماعي، نشوان محمد حسين لـ”طريق الشعب”، أن “العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية متظافرة لتفاقم ظاهرة القتل في المجتمع”.

وأضاف حسين أن “السبب الاجتماعي الاقتصادي هو الأساسي وراء تفاقم الظاهرة، حيث ان جرائم القتل لها طابعان: الأول اقتصادي يرتبط بالسرقة والاستيلاء على أموال الغير. والثاني هو اجتماعي يتمثل في القتل العائلي”.

وذكر “جرائم القتل بالغالب ترتبط بالمنفعة الاقتصادية وهذا يرتبط بأسباب سياسية تتعلق بنشوء النظام الطبقي والفوارق الاجتماعية والفقر، واسباب أخرى تتعلق بالعاطفة والرغبات غير المكبوتة”. وأشار الى أن “اغلب عمليات القتل بين الزوج والزوجة تأتي نتيجة ان الزوج يمارس سلطة المتحكم بالثقافة التقليدية، في حين ان الزوجة تشاهد مجتمعات أخرى مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع مرور الزمن يجعل ذلك النساء تتمرد بطريقة خاطئة، في ظل غياب الوعي والحصانة الفكرية، ما يدفع ذلك الى صراعات اجتماعية تتطور مع الوقت لتصل الى القتل”.

 *****************************************

قانونيون يجهلون آلية التصرف بها.. أين تذهب رسوم المعاملات الرسمية؟

بغداد - نورس حسن

يشكو كثير من المواطنين من ارتفاع اسعار الرسوم الواجب دفعها لأجل استحصال الاوراق الثبوتية الرسمية، كجواز السفر وبطاقة اللقاح الدولية وغيرها، مؤكدين ان هذه الرسوم تُجمع دون أن يتم تقديم أية خدمة للمواطن، لأن الحصول على هذه الأوراق الرسمية هو حق من حقوقهم.

وما زاد من خشية المواطنين وجود توجه يقضي بتحويل عملية تنظيم البطاقة الموحدة الى شركات استثمارية، مما سيجعل كل المعلومات الشخصية والعائلية للناس وكل بياناتهم متاحة للجميع، بطريقة أو بأخرى. كما يعد ذلك اختراقاً بيّناً لخصوصية الناس ولسيادة البلاد.

ويطالب المواطنون بضرورة فرض السيطرة الحكومية على حماية مثل هذه البيانات والمعلومات، وتطوير آلية استحصال الوثائق الرسمية بطرق سهلة وسلسلة وعدم استغلالها، لجمع الاموال من المواطن الذي يصارع مشكلات الحياة على جبهات متعددة.

استغلال

وفي هذا السياق، يقول المواطن إبراهيم حسين الذي عمل مؤخرا على تجديد جواز سفره لـ”طريق الشعب”: ان دائرة الجوازات فرضت عليه دفع “مبلغ 50 الف دينار كرسوم لقاء تجديد الجواز”.

ويضيف ان “هناك استغلالا للمواطنين الذين يرغبون في استحصال أية اوراق رسمية من قبل الدوائر الحكومية، فضلا عن وجود الرشوة المالية التي يجبر المواطن على دفعها تجنباً للمعرقلات الإدارية”.

ويفيد المحامي مصطفى خالد بأن “جميع الدوائر الحكومية تفرض رسوما سواء على المواطنين ام على المحامين، وهذا اجراء قانوني، لكنه بات يُستغل نتيجة لضعف الرقابة”، منبها الى ان “من المفترض ان تكون الرسوم رمزية، الا ان واقع الحال يقول غير ذلك، خاصة وان مبالغ  الرسوم غير موحدة، ولا يتم التنويه بها مسبقاً من قبل الدوائر”.

ويذكر المحامي خالد مثلاً فيقول: ان “دائرة النفوس تفرض مبلغ الف دينار كرسوم على مراجعيها، فيما ترتفع مبالغ الدعاوى لدى المحاكم المختصة.

من جهته، يؤكد الخبير القانوني علي التمر لـ”طريق الشعب”، ان “استحصال الرسوم من قبل المواطنين يتم وفق قانون، وهي واجبة الدفع من قبل المستفيد من الخدمة الحكومية، غير أن ذلك يستغل بشكل مخالف للسياقات القانونية”.

ويوضح أن “الهدف من فرض قانون الرسوم يكمن في تأهيل المؤسسات الحكومية وتوسيع مبانيها او العمل على بناء مدارس ومستشفيات وغيرها”. ويتابع “الا انه وعلى الرغم من المبالغ غير القليلة التي تجبى من المواطنين كرسوم بعد عام 2003 فإننا لم نلحظ يوما ان هناك مدرسة عمّرت او شيدت من رسوم الدولة”. ويلفت الخبير التمر الانتباه الى وجود “مليارات الدنانير التي تدخل الى دوائر الدولة كرسوم، استحصلت من المواطنين، دون أن تحدد آليات التصرف بها، من قبل الجهات الحكومية وخاصة وزارة المالية، لاسيما وإنها قد تصل الى ربع ميزانية الدولة، دون أن يفصح أحد عنها وعن كيف جرى صرفها”.

 ************************************

شريط أخبار

صداقة .. وحسن جوار !!

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اعتداء بلاده على مدينة أربيل بـ 12 صاروخا باليستيا امراً “طبيعياً” بعد أن كانت بلاده قد حذرت السلطات العراقية من أن تكون أراضيها ساحة للتآمر على إيران على حد تعبيره. ولم يوضح زادة ما هي طبيعة هذا التآمر؟ ومتى وجهت ايران هذا التحذير؟ ولمن؟ وماذا كان جواب العراقيين؟ ولماذا لم يتم الكشف عن تلك التحذيرات قبل الآن؟ ولماذا لم تلجأ طهران الى المؤسسات الدولية، المعنية بالتأكد من حدوث هكذا خروقات والبت بطريقة معالجتها، إن لم تكن مختلقة!

اثلجتم صدورنا!

أعلنت وزارة البيئة اتخاذ إجراءات احترازية تحسبا “لأي كارثة نووية في أوكرانيا”. وقال بيان لمركز الوقاية من الإشعاع في الوزارة، إنه تم اتخاذ هذه الإجراءات “استنادا إلى المهام الرقابية الموكلة للمركز ومع اندلاع النزاعات العسكرية في أوكرانيا”. ولشدة ما أثلج الخبر أفئدة العراقيين، جعلهم يتساءلون عن ماهية هذه الإجراءات، وعما إذا كانت وزارة البيئة قد سمعت بتصنيف العراق كإحدى أهم الدول تلويثاً للبيئة، أو شاهدت ما يحدث من تلويث للمياه العراقية، أو تفاعلت ضد أكوام النفايات التي تحاصر البشر في مناطق سكناهم!

مبادرة تستحق الإشادة

كشفت نقابة المعلمين عن تقديمها مشروعا وطنيا لبناء المدارس، تشرف عليه لجنة من مجلس الوزراء، ويتميز بدعم الأيدي العراقية، حيث لا يمكن لأي شخص تجاوز تفاصيل التندر لهذه المدارس. وتعد مبادرة النقابة خطوة هامة، لتطوير دور منظمات المجتمع المدني في معالجة مشاكل البلاد، ومنها قلة المدارس (نحتاج الى 10000 مدرسة) والنهب الذي تعرضت له الأموال التي رصدت لبناء المؤسات التعليمية على أيدي أساطين الفاسدين في الدوائر المسؤولة.

لهذا إذن!

قال المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، إنه لا يوجد رقم دقيق لأعداد المشمولين بمنحة 100 ألف دينار، التي قررت الحكومة منحها لذوي الدخل المحدود لمواجهة أزمة الإرتفاع الجنوني في الأسعار. وافترض صالح أن أعدادهم ربما تبلغ 3 ملايين مستفيد.

ويبدو أن جهل الحكومة بعدد جياع الشعب ومعدميه سبب آخر في ما آلت اليه أوضاع الناس المعيشية، ووقوع ربع عدد السكان تحت مستوى الفقر!

تعيشون وتستنكرون!

دان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الاعتداء الصاروخي الإيراني على مدينة أربيل، مكتفياً بالتأكيد على عدم السماح بتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية. وقد اعتاد الناس على تصريحات الاستنكار هذه، والتي تنطلق عند كل اعتداء من دول الجوار على سيادتنا الوطنية، حتى بات الناس يعتقدون بأنها تصريحات جاهزة، لا يضاف اليها عند حدوث اعتداء سوى اليوم والتاريخ

*************************************************

الصفحة الخامسة

نعمة النفط نقمة على سكان القيّارة!

متابعة  - طريق الشعب

“غازات سامة وسحب من الدخان الأسود الكثيف تؤرق حياتنا وتتسبب في إصابة العشرات منّا بالاختناق”. بهذه الكلمات يروي الحاج عمر ذياب معاناة أهالي ناحية القيّارة جنوبي الموصل، جراء الغازات والأدخنة التي تنبعث من مصفى وحقول النفط الموجودة في الناحية.

ويضيف ذياب في حديث صحفي، أن أهالي الناحية كانوا قد نظموا وقفة احتجاج ضد عمل المصفى والحقول النفطية “بسبب عدم اكتراث القائمين عليها للشروط الصحية اللازمة لحماية السكان من مخاطر جمة تحيق بهم يوميا”.

وتأسس مصفى القيّارة مطلع خمسينيات القرن الماضي، ودخل إلى الخدمة عام 1955. وهناك حقلان نفطيان في الناحية، هما “القيارة” و”النجمة”، وتعمل فيهما اليوم شركة أنغولية بصيغة استثمارية.

السكان محظوظون ولكن!

من المتعارف عليه، أن من يسكن في منطقة تتمتع بثروات نفطية محظوظ جدا، إلا أن لسكان القيارة، الذين يزيد عددهم على 80 ألف نسمة، رأيا آخر. إذ تحولت هذه النعمة إلى نقمة تؤرق حياتهم.

وكثيرا ما ناشد السكان الجهات الحكومية معالجة مشكلة الدخان والغازات السامة، إلا ان اجراءات الحكومة بطيئة، وهو ما يؤكده مدير الناحية صالح الجبوري في حديث صحفي.

ويضيف قائلا أن هذه المشكلة قديمة تمتد لسنوات طويلة، إلا أن حدتها ازدادت كثيرا في الشهور الأخيرة، مبينا أن “إدارات مصفى القيارة والحقلين النفطيين، نفت انبعاث الغازات من المصفى والحقلين”.  ويتابع الجبوري قوله، أن “فرقا من وزارة الصحة والبيئة ومن شركة نفط الشمال العراقية، زارت الناحية، وأخذت عينات من الهواء. ونحن الآن في انتظار نتائج الفحص المختبرية التي ستكشف مكونات الغازات وبالتالي سنتمكن من معرفة مصادرها”، موضحا أن تأثير هذه الغازات يمتد لمسافات بعيدة عن ناحية.

من جانبه، يؤكد الصحفي ستار المحل، أحد أبناء الناحية، أن “وتيرة انبعاث الغازات السامة وتأثيراتها ازدادت حدة في الشهرين الأخيرين، عقب استئناف عمل المصفى والحقلين النفطيين أعمال التصفية والاستخراج إلى الحدود القصوى”.

أمراض تنفسية وسرطان

ويشير محل في حديث صحفي، إلى أن “هناك تسربا كبيرا للغازات السامة من المصفى، بسبب تقادمه وتهالكه، وأن التأثيرات امتدت إلى الأهالي حتى أصيب العشرات بالأمراض التنفسية والسرطان، خاصة من الأطفال”، مؤكدا “حصول العديد من حالات الوفاة”.

ويوضح أن “المشكلة تكمن في عدم مراعاة الشروط الصحية في الحقلين النفطيين. إذ لا يتم استخدام المرشحات اللازمة خلال إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط، في الوقت الذي يصنف فيه نفط القيارة عالميا، بأنه من النوع الثقيل الذي يحتوي كميات كبيرة من الكبريت، ما يتسبب في إطلاق غازي الميثان وثاني أكسيد الكبريتيك عند استخراجه”.

ووفقا لأطباء في مستشفى القيّارة، فإن “المستشفى يستقبل أسبوعيا حالات تسمم عديدة بسبب الغازات المنبعثة من الحقول النفطية”.

يقول أحد الأطباء (لم تعلن وكالات الأنباء عن هويته)، أن هناك العديد من حالات الاختناق والتهابات الجهاز التنفسي الحادة ناتجة عن الغازات السامة، مؤكدا أن الناحية سجلت خلال العامين الماضيين العديد من الحالات السرطانية بين الأطفال وكبار السن.

نفي حكومي

وبالعودة إلى مدير الناحية، فهو ينفي أن تكون هذه الغازات ناتجة عن المصفى والحقلين النفطيين، لافتا إلى أنه “ما لم تظهر النتائج الرسمية للتحليلات المختبرية، لا يمكننا توجيه الاتهام رسميا لأي جهة”.

ويذهب في هذا المنحى مدير المصفى عزام الجبوري، الذي يشير إلى أنه “فور شكوى الأهالي من الغازات استدعت إدارة المصفى 3 فرق بيئية، وأن جميع الفحوص المختبرية لهذه الفرق، لم تسجل مخالفات بيئية في المصفى”. 

وينوّه الجبوري في حديث صحفي، إلى أن “هناك غازات في أجواء الناحية، لكنها لا تزال ضمن المحددات البيئية الموصى بها من وزارتي الصحة والبيئة والنفط. وبالرغم من قدم المصفى، إلا انه يخضع بصورة دورية لعمليات صيانة واستبدال للمعدات التالفة”.

************

لبحث مشاكل المواطنين.. محلية ديالى تلتقي مدير إسالة ماء المحافظة

ديالى ـ طريق الشعب

زار وفد من محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي، مدير دائرة إسالة ماء المحافظة، الأستاذ مرتضى جاسم الحمود، حيث نقل الوفد للمسؤول المحلي شكاوى العديد من المواطنين، الذين اعربوا عن تذمرهم من رداءة ماء الإسالة الذي يصل منازلهم، الأمر الذي يضطرهم الى شرائه من الآليات الحوضية الجوالة.

وشملت الشكاوى أيضا تذمر الناس من مبالغ الجباية المتراكمة، التي تفرض على المواطنين، بطريقة كيفية من قبل موظف الجباية الذي يزورهم كل ستة اشهر تقريبا، علما انه لا توجد عدادات في منازلهم .

بدوره، أعرب مدير الدائرة عن شكره للوفد الشيوعي على نقل هموم وشكاوى المواطنين، لكنه علل الأسباب بكثرة التجاوزات على منظومة الماء، من قبل الاهالي في مناطق العشوائيات، الى جانب مشكلات أخرى تتعلق بالتخسفات وتهالك شبكات المجاري، التي اثرت سلبا على نوعية ماء الإسالة، في مقابل قلة التخصيصات المالية من قبل الوزارة لانجاز بعض المشاريع التي تخص حياة الناس.

وشكا الحمود أيضا نقصا في الكادر الوظيفي، لا سيما قرّاء المقاييس، بسبب عدم وجود التعيينات، ما ساهم في تراكم الديون المستحقة على المواطنين.

*************

مواطنون: مواد السلة الغذائية والتموين لا تكفي لنصف شهر

بغداد – وكالات

شكا مواطنون عدم كفاية مواد السلة الغذائية والحصة التموينية التي يجري توزيعها في ظل ارتفاع الأسعار، مشيرين في لقاءات صحفية بثت عبر وكالات أنباء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن هذه المواد غير كافية، ولا تسد حاجة المواطن لنصف شهر حتى!

وعلى إثر الغلاء الذي طرأ على المواد الغذائية في الأسواق، سيما خلال الفترة الأخيرة، أطلق مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "#المواد_الغذائية"، لمطالبة الحكومة بزيادة كمية وأصناف المواد الموزعة ضمن السلة الغذائية والحصة التموينية، بما يخفف من توجههم إلى الأسواق التجارية لتكملة احتياجاتهم من هذه المواد مقابل مبالغ كبيرة.

وأوضح المواطنون، أن زيادة مفردات السلة الغذائية والحصة التموينية، إجراء مناسب للتخفيف من تصاعد الأسعار وجشع بعض التجار الذين يحتكرون المواد الغذائية الرئيسة ويبيعونها بأسعار باهظة.

من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، إن الجهاز الإداري في وزارة المالية كان عليه اتخاذ إجراءات اقتصادية مناسبة قبل إصدار قرار رفع سعر صرف الدولار، موضحة في حديث صحفي، أنه "كان من الأفضل تحصيل الموارد المالية اعتمادا على الضرائب والجمارك والسياحة وغيرها من المجالات، لغرض إنعاش الاقتصاد، ومعالجة آثار رفع سعر صرف الدولار".

ودعت الخبيرة الاقتصادية إلى "أهمية تعزيز مواد بطاقة التموين، وتكثيف السلات الغذائية، في سبيل مساندة الجهات المتضررة من أزمة الغلاء".

*************

الألغام تحيط بأهالي الزبير!

البصرة – وكالات

يواجه أهالي قضاء الزبير في محافظة البصرة، خطر الموت في انفجار ألغام أو مخلفات حربية، خصوصا في الصحراء المحيطة بالقضاء، ومنها منطقة الرميلة.

ووفقا لما ذكره مواطنون في حديث صحفي، فإن تلك المخلفات الحربية مخفية تحت الأرض ولا يمكن التنبؤ بوجودها، وهي معرضة للانفجار في أي لحظة، خصوصا في حال هبوب رياح قوية أو سقوط أمطار غزيرة، مطالبين الجهات المعنية ببذل جهود أكبر في إزالتها. 

وكان قائم مقام القضاء، عباس ماهر السعيدي، قد طالب في حديث صحفي سابق بـ "ضرورة أن تعمل الحكومة بشكل واقعي على رفع الألغام من الزبير"، لافتا إلى أن الأهالي يواجهون خطر الموت بحوادث انفجار المخلفات الحربية، والتي تكررت مرات عديدة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.  

وأوضح، أن "الشركات النفطية الأجنبية كانت تقوم بإزالة الألغام في بعض مناطق القضاء وضواحيه، لكن عملها يقتصر على مسح الأماكن الخاصة بها فقط، وهذا العمل متوقف اليوم"، لافتا إلى أن "تلك الشركات تمتلك إمكانات كبيرة تؤهلها لرفع الألغام، لكنها لم تتلق توجيها في هذا الخصوص من قبل وزارة النفط".

************

مواساة

* تعزي اسرة “طريق الشعب” الزميل حسين مهدي في وفاة خالته إثر نوبة قلبية. للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا بأحر التعازي والمواساة

للرفيق العزيز عبد الحميد مطشر الهلالي (أبو سلام) بوفاة شقيقه الدكتور طبيب الفقراء مجيد مطشر الهلالي.

للفقيد الذكر الطيب وللعزيز أبو سلام وعائلته جميل الصبر والسلوان.

كما تتقدم المنظمة بالتعازي الحارة للرفيق العزيز سعد عزيز دحام (أبو طيف) بوفاة والده.

للفقيد الذكر الطيب وللعزيز أبو طيف وعائلته جميل الصبر والسلوان.

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة المربية الفاضلة (ام مشتاق) زوجة الرفيق طالب هاشم.

 للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها وذويها الصبر والسلوان.

* ببالغ الأسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء وفاة رائد من رواد الحزب في كربلاء المهندس عبد الغني الطيار،  برحيله فقدنا إنسانا شيوعيا رائعا.

 لروحه السلام ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.رر

*************

الصفحة السادسة

وزارة العمل تقترح زيادة الحد الأدنى للأجور.. عمالنا في قطاعين تحكمهما قوانين متناقضة!

بغداد ـ طريق الشعب

اقترحت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أخيراً، زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين.

وقال المتحدث باسم الوزارة نجم العقابي في تصريحات صحفية، أن “الحد الأدنى للأجر وحسب قرارات مجلس الوزراء يبلغ 350 ألف دينار، ويمكن لأي عامل يقل أجره عن ذلك تقديم شكوى رسمية للوزارة”.

وأضاف أن “هناك جولات تفتيشية تقوم بها فرق تابعة للوزارة مهمتها تدقيق سجلات الموظفين العاملين، حيث ستتم إحالة صاحب العمل للمحاكم المختصة، إن وجد عامل بأجر أقل من المحدد في تلك القرارات”، وتحدث عن وجود “لجنة من الخبراء في وزارة العمل، مهمتها دراسة تغيير أجر العامل في العراق، وعرض ذلك على الأمانة العامة لمجلس الوزراء للمصادقة عليها”.

ورفع مدير عام دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال في الوزارة خلود الجابر، مقترحاً لزيادة راتب العمال المتقاعدين إلى 450 ألف دينار كحد أدنى.

ووجهت الوزارة بقيام الفرق التفتيشية لها بزيارة مواقع العمل في القطاع الخاص. ويعني هذا التوجيه شمول العاملين في القطاع الخاص فقط بهذا المقترح، في الوقت الذي يحصل فيه العاملون ضمن القطاع الحكومي من الموظفين والعمال على أجور تقل كثيراً عن الحد الأدنى المسموح به حسب قانون العمل، وذلك لأن العاملين في هذا القطاع (والذي يقع تحت مسؤولية وزارتي المالية والتخطيط) يخضعون لقوانين حكومية مختلفة عن قانون العمل!

“إرادة دولة”

وبهذا الصدد، يرى الناشط النقابي، اثير الدباس، أن زيادة الحد الأدنى من الأجور مرهونة بـ”إرادة الدولة” وزيادة عدد فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل على مؤسسات القطاع الخاص، مبيناً أن “هذا المقترح جاء في وقت مناسب خصوصا مع ارتفاع أسعار الدولار التي أضعفت القيمة الشرائية لرواتب العمال وكل المواطنين”.

ويقول الدباس لـ”طريق الشعب”، أن “الكثير من العاملين في القطاع العام يتقاضون أجوراً اقل من المنصوص عليها في القانون”، مستغرباً أن “يكون الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص 450 الف دينار، بينما يتقاضى العاملون في القطاع العام مبالغ تقل عن تلك”.

ويوضح أن “وزارة العمل مسؤولة عن العمل في القطاع الخاص. أما العمل في القطاع العام فهو من ضمن مسؤوليات وزارتي التخطيط والمالية، مما يتطلب معه وجود تنسيق بين الوزارات الثلاث للاتفاق على الحد الأدنى للأجور؛ فالعاملون في القطاعين يواجهون نفس التحديات الاقتصادية الموجودة في البلاد”.

ويتابع الدباس، أن ما يحكم رواتب العاملين في القطاع العام هو “قانون رواتب موظفي الدولة رقم (22) لسنة 2008، ولذا بات ضرورياً ان يحدث تعديل جذري لقانون الرواتب، فضلاً عن إقرار قانون الخدمة المدنية المعطل في مجلس النواب، الذي يؤكد على اصدار جدول جديد للرواتب على مستوى موحد، لان التفاوت بين الأجور والرواتب يخلق حالة من التمييز السلبي، حيث هناك موظفون في بعض الوزارات رواتبهم اعلى بكثير من اقرانهم من العاملين في وزارات أخرى”.

مؤسسات غير ملتزمة

ويؤكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، عدنان الصفار، على “ضرورة رفع أجور العمال، نتيجة للتضخم وغلاء المعيشة في البلاد”.

ويطالب بأن “يكون الحد الأدنى للأجور 500 الف دينار”.  ويقول الصفار، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “ الحد الأدنى للأجور وفق القانون، هو 350 الف دينار، لكن لا أحد يلتزم بذلك، لا في المؤسسات الحكومية ولا في القطاع الخاص، رغم ان قانون العمل يؤكد على مراجعة موضوع الأجور بين فترة وأخرى وفقاً للوضع الاقتصادي”.

ويجد الصفار، أن “أجور جزء من العاملين في القطاع العام يقع دون الحد الأدنى للأجور؛ فعدد العاملين الذين تصل رواتبهم في القطاع العام الى 350 الف دينار، قليل جداً”.

ودعا الصفار الى “معالجة الثغرات بين وزارة العمل وباقي المؤسسات والزام الوزارات المختلفة بتنفيذ قرارات مجلس الوزراء وتحديداً قرار 315 وقرار تعديل الأجور”، مؤشراً وجود خلل في مؤسسات الدولة يخص تنفيذ مجموعة من القوانين التي لها علاقة بالقوة العاملة من حيث الأجور والضمان.

 ****************************************

وقفه اقتصادية.. متطلبات التصرف العقلاني بالفوائض النفطية

ابراهيم المشهداني

تتوالى التوقعات بشأن الزيادات المتتالية في أسعار النفط بسبب مؤشرات الانعتاق من جائحة كورونا وتطوراتها وأحداث الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها في مجال انتاج النفط وحركته في السوق العالمية وسلسلة الاجراءات الدولية المفروضة على روسيا وبالتالي إمكانية تخلص العراق من نمط الاقتصاد الريعي الذي يزيد من حجم الانتاج المحلي الإجمالي، ولكنه يشجع على الفساد ويبني طغمة مالية وطفيلية فاسدة.

ويبدو أن معظم التوقعات بشأن تصاعد أسعار البترول وتعاظم عوائده كانت متفائلة فان تقارير الخبراء تؤكد أن سوق النفط حقق ارتفاعا في الأسعار خلال هذا العام بنسبة 4،5 – 8،5 وقد يزيد على 200 دولار في المائة ما يظهر مؤشرات تنموية واعدة وتأثيرات ايجابية على الاقتصاد العراقي مع زيادة الاحتياطي النقدي بالرغم من المخاوف التي تصاحب هذا الصعود الناشئ بالدرجة الأساس عن الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها والمخاوف من عدم الاستمرار في هذا الصعود على المدى الطويل. ويمكن القول إن معظم هذه المخاوف تنطبق على اقتصادنا بشكل خاص، فحسب تقرير لمجلة إيكونيميست انتلجنس البريطانية على سبيل المثال التي تشير إلى عدم تعافي خمس اقتصاديات في العالم بينها العراق خلال عام 2022 بسبب اعتماد موازنة العراق على 95 في المائة على الايرادات النفطية حيث يزيد الانتاج على أكثر من اربعة ملايين برميل فيما يبلغ حجم التصدير أكثر من 3 ملايين برميل يوميا.

وحري بالتذكير أن العراق قد تعرض خلال العامين الماضيين إلى ازمتين كبيرتين، الأولى تتمثل في جائحة كورونا وتدهور أسعار النفط مما أديا حسب التبريرات الحكومية  إلى تخفيض سعر الدينار العراقي ازاء الدولار الامريكي كعلاج لتمويل النفقات الحكومية والاجتماعية ورواتب موظفي ومتقاعدي القطاع الحكومي، والثانية تتمثل في انخفاض انتاج القطاع الزراعي نتيجة شحة المياه وضعف السياسات الإروائية وقلة الامطار والجفاف، الأمر الذي أدى إلى تحول العراق إلى   سوق مستورد للمواد الغذائية من دول الجوار الاقليمي في نفس الوقت الذي كانت الإجراءات الحمائية الحكومية في أضعف حالاتها بالرغم من وجود التشريعات التي

تكاسلت الحكومة عن تطبيقها لغاية في نفس يعقوب، وكلا الازمتين أدتا إلى انخفاض في معدلات الانتاج المحلي الاجمالي في عام 2020 من 9 إلى 10 في المائة وتعرضه إلى ما أسماه الاقتصاديون (بالضربة الريعية المزدوجة) وانخفاض مؤشرات النمو إلى واحد في المائة وهو مستوى متباطئ قياسا بمعدل نمو السكان السنوي 2،6 في المائة وتداعياتهما على الرفاهية الاقتصادية وعدالة التوزيع.

إن السياسات المتهافتة للحكومات المتعاقبة قد أصابت العراق بما يسمى ب (المرض الهولندي) الناتج عن توقف الانتاج الاستثماري في القطاعات الانتاجية التنموية وخاصة قطاعي الزراعة والصناعة، وعدم الاستفادة من الفوائض النفطية في هذه القطاعات في نفس الوقت الذي يتعاظم الانفاق التشغيلي على حساب الانفاق الاستثماري التنموي، وكل ذلك انعكس على تفاقم نسبة الفقر في العراق فبرزت الفوارق الطبقية على أشدها مما يقتضي وبدون تردد الاتجاه إلى الاستفادة القصوى من هذه الفوائض ونقترح:

  1. تحريك الاستثمار الحكومي عبر الموازنة القادمة لاستغلال الموارد الطبيعية المتمثلة بالإضافة إلى النفط الفوسفات والكبريت والحجر الكلسي وغيرها، وتحويل عوائدها إلى عمليات تنموية مستدامة وبالتالي تنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرة المالية للدولة وتحقيق العدالة بين المواطنين العراقيين.
  2. تدعيم قطاعي الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات عبر التخصيصات المالية الكافية في الموازنات السنوية وتنشيط التسهيلات الائتمانية لتمكين القطاع الخاص والمختلط والتعاوني لتكون مكملة للقطاع الحكومي.
  3. انشاء صناديق سيادية خاصة بالأجيال القادمة والاستثمار، وأخرى لتغطية الديون الحكومية الداخلية والخارجية وفق آليات تمويل بنسب محددة من الفوائض النفطية، والشروع بدعم كاف للمشاريع المتوقفة وفق أولويات تبدأ بالمشاريع ذات الإنجازية العالية وحسب أهميتها بهدف تحريك سوق العمل وتخفيض معلات البطالة وتوسيع قاعدة الانتاج لتغطية الطلب المحلي وتقييد الاستيراد المنفلت.

 ****************************************

النمو السكاني.. إشكالية أم فرصة تنموية؟

بغداد – طريق الشعب

تشكّل قضية الزيادة السكانية المتسارعة في العراق، واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة، حسب جهات حكومية وأخرى معنية بالأمر، بعد أن شهدت هذه الزيادة نسباً لم يسبق لها مثيل في السنوات الأخيرة. وفي الوقت الذي تتطلب فيه هذه الظاهرة خططاً استراتيجية وتنموية تؤمن الاستفادة من الطاقات البشرية، تكتفي الحكومة بالتذمر أو بإجراءات عشوائية غير مجدية. 

تحديات النمو السكاني

وكانت وزارة التخطيط قد أعلنت قبل فترة، وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها، عبد الزهرة الهنداوي، وصول تعداد نفوس العراق وفق التقديرات السكانية للجهاز المركزي للإحصاء، الى 41 مليون نسمة في نهاية 2021. ويقول الأكاديمي، علي الحسناوي: ان ظاهرة الزيادة السكانية بدت تظهر بوضوح خلال السنوات الأخيرة، وأن السبب الذي يدعو البعض لاعتبارها تحديا حقيقيا يكمن في تردي الوضع الاقتصادي والاعتماد على النفط، كمورد هش ومتغير، كما ثبت إبان جائحة كورونا.

ويضيف الحسناوي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “المشاكل التي فُرضت على الواردات النفطية سببت ركودا وانخفاضا في الطلب وتعسرت القدرة الشرائية للكثير من المواطنين، لأن النفط يقف في أولوية الواردات لتأمين الرواتب”.

ولفت الإنتباه الى أن “تردي وضع البنى التحتية وفشل الدولة في توفير المتطلبات الأساسية بسبب المحاصصة والفساد حوّل الزيادة السكانية إلى مشكلة حقيقية، فيما يمكن أن تكون هذه الزيادة مصدرا تنمويا لو كانت هنالك خطط إستراتيجية”.

هذا وزادت الدعوات في الآونة الأخيرة إلى إيجاد آليات لتحديد النسل.

أهمية التخطيط

أما الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، فيقول: ان الحد من الزيادة السكانية في العراق هو “أمر لا يمكن حصوله على مدى سنوات ليست بالقليلة”، لذلك يجب تغيير طريقة التفكير “والسعي لاستثمار الزيادة السكانية وجعلها مشاريع تنموية، خصوصا وأن هناك فرصا كثيرة للقيام بهذا الأمر”.

ويعد خضير ان قضية الزيادة في السكان “حالة جيدة إذا تم التخطيط السليم لها وأديرت بطريقة مسؤولة”.

ويقول لـ”طريق الشعب”، ان العراق “بلد معروف بخصوبة الولادات منذ فترة الستينات، وأن نفوس البلاد قاربت أن تتضاعف عن عام 2003 عندما كان التعداد حوالي 23 مليون نسمة”.

ويضيف ان “هذه الزيادة السريعة تعطي جانبا إيجابيا؛ فالطاقة البشرية تمثل مورداً مهماً جداً، لكنها تتطلب عمليات تنمية مستدامة وتخطيطا رصينا، وبدون ذلك تصبح أمراً سلبياً جداً”.

الاستفادة من التجارب

ويتابع خضير قائلاً “لا تريد القوى الحاكمة إجراء التعداد السكاني، انما تقوم بتقديم أرقام تقريبية. ويعود السبب في ذلك الى التخوف من إعادة توزيع الثروة البشرية، فحتى الوظائف الحالية في الجهاز الإداري، ورغم الإشكاليات بشأن إداراتها وعددها، لا تعتبر ضخمة جدا قياسا بالعدد السكاني الحالي، حيث يتم دائما قياس ضخامتها نظرا للإحصائية التقريبية في عام 2010”، مضيفا “هناك فشل كبير في عملية التخطيط لمستقبل الأجيال القادمة، وحتى وأن إفترضنا عدم وجود زيادة سكانية، فإن الحكومات لم تخطط للولادات القادمة مثلما تفعل الكثير من الدول التي تحترم مستقبلها. هناك أرقام بشرية هائلة في دول شرق آسيا مثلا، لكنها ليست بمشكلة، لأن تلك الدول نظمت وخططت لطاقاتها البشرية. كذلك تطرح تجربة فنلندا الكثير من الأسئلة بعدما جعلت نفسها رقما صعبا في الاقتصاد المعرفي المبني على أسس العلم والدراسة والإنتاج، فماذا ينقص العراق لو كانت الحكومات جادة؟”.

ويربط الكثير من المختصين نجاح التعامل مع الزيادة السكانية في اللجوء إلى التوعية، وتؤكد هذه الآراء، أن ارتفاع المستويات الثقافية والعلمية الناتجة عن التعليم، “كفيل بتنظيم الزيادة السكانية، لأن البلاد في أزمات أمنية وخدمية واقتصادية هائلة، والحديث عن تحديد النسل بواسطة القوانين، وفي مجتمع يمتاز بخصوبته البشرية، هو أمر غير منطقي، ويبتعد كثيرا عن التفاصيل المهمة للتعامل مع هذه الظاهرة”.

 *******************************************

مفاهيم اقتصادية مبسطة

اعداد: د. صالح ياسر

الطغمة المالية

هي حفنة ضئيلة من كبار الرأسماليين الماليين الذين يعتبرون المالكين الفعليين للاحتكارات المالية والمصرفية، ويضعون ايديهم على اهم فروع الاقتصاد، ويسيطرون اقتصاديا وسياسيا.

وتعني كلمة “ الطغمة “ باليونانية سيطرة الاقلية. وتنشأ الطغمة المالية في مرحلة الامبريالية، إذ يحتل عدد قليل من اضخم الاحتكارات مركز السيطرة في جميع فروع الاقتصاد الوطني.

ويتكون الرأسمال المالي بنتيجة اندماج الرأسمال الصناعي الاحتكاري مع الرأسمال المصرفي الاحتكاري. وتستخدم الطغمة المالية لتوسيع نفوذها مختلف الاساليب والطرق التي تتيح لطواغيت المال التصرف بعشرات ومئات المؤسسات والشركات. وعن طريق “ نظام المشاركة “، و “ الاتحاد الشخصي “، واخضاع جهاز الدولة لسيطرة الاحتكارات الرأسمالية، تسيطر الطغمة المالية على العديد من الرساميل الغريبة عنها. وتسيطر الطغمة المالية في الاقتصاد، وعلى الصعيد السياسي، مخضعة لسيطرتها جهاز الدولة والحزب (الاحزاب) البرجوازي.

وهي المحرك الاول في وضع سياسة الدول الامبريالية الرجعية الداخلية والخارجية، بهدف تشديد استغلال الكادحين، واضطهاد البلدان “ النامية “، وسباق التسلح، وتحضير الحروب العدوانية. ان سيطرة الطغمة المالية تعني بروز البلوتقراطية باجلى مظاهرها، هذه البلوتوقراطية التي تقضي على الحريات الديمقراطية البرجوازية.

 ********************************************

الصفحة السابعة

خصوصا في المجالين العسكري والإنساني.. أوكرانيا: تقدم إيجابي في المحادثات مع الروس

متابعة ـ طريق الشعب

تواصلت جولة المفاوضات الرابعة بين الجانبين الروسي والاوكراني، أمس الاثنين، عبر الفيديو في أجواء بدأت أكثر إيجابية من السابق؛ حيث تشير الانباء الى احراز “تقدم جدي” في المفاوضات، تمثل في اصغاء موسكو، بانتباه، إلى اقتراحات الجانب الاوكراني.

وبينما جدد الرئيس الاوكراني زيلينسكي مطالبته حلف شمال الأطلسي بفرض “منطقة حظر طيران فوق بلاده”، نفت كل من موسكو وبكين ما تناقله الاعلام الامريكي بشأن طلب روسيا من الصين تقديم المساعدات.  

اين وصلت المباحثات؟

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، إن الجولة الحالية تتناول قضايا “وقف إطلاق النار وسحب القوات الروسية والضمانات الأمنية”، مضيفاً أن “الحوار سيكون صعبا”.

وأضاف بودولياك، أن “المفاوضات تسير بلا توقف في شكل مؤتمرات فيديو، وتعمل فرق العمل بشكل مستمر. هناك عدد كبير من القضايا يتطلب اهتماما مستمرا”.

من جهته، أكد العضو في الوفد الروسي المفاوض، ليونيد سلوتسكي،  “تحقيق تقدم جدي في المفاوضات مع أوكرانيا تحديدا في المجالين العسكري والإنساني”، مضيفا أنه “يمكن التوصل لموقف مشترك خلال أيام، يؤدي الى التوقيع على وثائق”.

وهذه المرة تظهر بارقة أمل، بعدما فشلت الجلسات الثلاث الأُوَل من المحادثات التي عُقدت في بيلاروس ثمّ اللقاء بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا الخميس.

وبعد وقت قصير، من بدء المحادثات قال بودولياك عبر تويتر: أنّ موسكو توقّفت عن تحديد “مهل نهائيّة” في كييف، وبدأت “تُصغي بانتباه إلى اقتراحاتنا”.

وعند مساء الامس، ذكر مستشار الرئيس الاوكراني بودولياك، أن الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا ستستأنف اليوم الثلاثاء، بعد “توقف تقني”.

وقال “نأخذ استراحة تقنية في المفاوضات حتى الغد (اليوم)” للسماح “بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية وتوضيح” شروط معينة.

تجديد المطلب

وبينما جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته حلف شمال الأطلسي بفرض “منطقة حظر طيران فوق بلاده” حدد هدف التفاوض مع روسيا.

وأكد زيلينسكي أن “هدف وفدي المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا هو ترتيب لقاء يجمع بين رئيسي البلدين”.

وفي كلمة مصورة نشرت على حسابه عبر تليغرام، قال زيلينسكي من بين التعليمات التي أعطيتها لوفد بلادي في المفاوضات مع روسيا، “السعي من أجل عقد لقاء بين رئيسي البلدين”.

وأضاف أن “أعضاء وفد بلاده لديهم مهمة واضحة هي ترتيب لقاء لرئيسي البلدين”، مشيراً إلى أن “اللقاء المحتمل يجب أن يتركز على النتائج الحقيقية”.

معلومات مضللة

وفي غضون ذلك، نقلت مجموعة صحف امريكية عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن روسيا طلبت من الصين عتادا عسكريا ومعونات اقتصادية لمساعدتها على تجاوز العقوبات الغربية، غير أن متحدثا باسم السفارة الصينية في واشنطن نفى في مؤتمر صحفي صحة تلك الاقاويل. 

واتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، خلال مؤتمر صحفي، الولايات المتحدة الأمريكية بـ “نشر معلومات مضللة”.

وقال ليجيان عند سؤاله عما إذا كانت روسيا طلبت من بلاده المساعدة: “مؤخرا، دأب الجانب الأمريكي على نشر معلومات مضللة ضد الصين حول الوضع في أوكرانيا بنوايا شريرة”.

وأردف المتحدث باسم الخارجية الصينية قائلا: “موقف الصين من القضية الأوكرانية ثابت وواضح، ونلعب دورا بنّاءً في تغليب المفاوضات السلمية، من الضروري أن يتحلى كل طرف بضبط النفس وتخفيف التوترات بدلا من صب الوقود على النار، من المهم الدفع نحو حل دبلوماسي بدلا من تصعيد الموقف أكثر”.

وفي المقابل، نفى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تكون روسيا طلبت مساعدة عسكرية من الصين.  وقال أن “روسيا قادرة بإمكانياتها الخاصة على مواصلة العملية”.

الطاقة تعود الى تشيرنوبل

إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الاول، استعادة إمدادات الكهرباء الخارجية في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا، بعد أربعة أيام من انفصالها عن شبكة الكهرباء.

وقالت الوكالة في بيان، إن السلطات التنظيمية الأوكرانية أبلغتها بأن فرقا أوكرانية متخصصة أصلحت أحد خطي الكهرباء المتضررين في تشيرنوبل يوم الأحد، ما أتاح توصيل الكهرباء الخارجية إلى المحطة.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي “هذا تطور إيجابي حيث أن محطة تشيرنوبل للطاقة النووية اضطرت إلى الاعتماد على مولدات الديزل في حالات الطوارئ لعدة أيام حتى الآن. ومع ذلك، ما زلت أشعر بالقلق الشديد بشأن السلامة والأمن في تشيرنوبل والمنشآت النووية الأوكرانية الأخرى”.

 ******************************************

بكين تطالب واشنطن بتوضيح انشطتها البيولوجية في اوكرانيا

بكين ـ وكالات

طالبت الخارجية الصينية، أمس الاثنين، واشنطن بتوضيح كامل عن حقيقة أنشطتها العسكرية والبيولوجية في الخارج، بما في ذلك في أوكرانيا.  وفي معرض تعليقه على تقارير تفيد بوجود انشطة في معامل في أوكرانيا تمولها الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي تشيان، أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تريد إثبات صدق أنشطتها، فلماذا لا تفتح هذه المختبرات البيولوجية للتفتيش المستقل من قبل خبراء دوليين؟».

وأضاف تشيان في تصريحات صحافيّة، أن «النشاط العسكري البيولوجي في أوكرانيا هو مصدر قلق للمجتمع الدولي»، مشيرا إلى أنه «وفقا للمعلومات التي تم نشرها أخيراً، تعمل عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، بناء على طلبات من وزارة الدفاع الأمريكية».

وتساءل: «على ماذا انفقت الولايات المتحدة 200 مليون دولار؟ وما هي مسببات الأمراض التي درستها الولايات المتحدة؟»، مشيراً إلى أن السفارة الأمريكية في أوكرانيا «حذفت كافة الوثائق ذات الصلة من موقعها الإلكتروني.. ما الذي يحاولون إخفاءه؟».

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن امتلاكها معلومات تؤكد حقيقة تطوير مكونات السلاح البيولوجي في مختبرات أوكرانية بتمويل أمريكي قرب الحدود مع روسيا.

 ***************************************

وقفة احتجاجية في غزة دعماً للاسرى

غزة ـ وكالات

نظم الفلسطينيون في غزة، أمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعما للأسرى والاسيرات داخل السجون الإسرائيلية، الذين يتعرضون للعنف والتضييق. 

ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظّمتها شبكة المنظّمات الأهلية الفلسطينية (غير حكومية)، لافتة كبيرة تحمل صور الأسيرات داخل السجون، وكُتب عليها «أطلقوا سراحهن»، إلى جانب لافتات صغيرة كُتب على بعضها «أسرانا خط أحمر». وطالبت منسقة قطاع المرأة في الشبكة، مريم زقّوت، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها بحق الأسرى والأسيرات. وقالت زقّوت، في كلمة خلال الوقفة، «تشتد حملات القمع والتنكيل بحق الأسرى والأسيرات، حيث اتخذت إجراءات القمع بحقّهم منحى خطيرا، من خلال استهدافهم مباشرة بالضرب ورش الغاز بغرفهم، فضلا عن الحرمان من الزيارة والعزل الانفرادي، والنقل مقيدي الأيدي والأرجل للمستشفيات».

وتابعت ان «الأسرى المرضى يعانون من ظروف اعتقال سيئة، وقلة تهوية غرفهم والرطوبة الشديدة فيها، والنقص الشديد في الحصول على مواد التنظيف». وناشدت، لجنة الصليب الأحمر لمتابعة أوضاع الأسرى والأسيرات صحيا، وفضح الممارسات اللاأخلاقية بحقّهم.من جهته، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس الاول، أن الأسرى يستعدون لخوض إضراب مفتوح عن الطعام في 25 آذار الجاري.

ويحتج الأسرى الفلسطينيون على إجراءات اتخذتها إدارة السجون بحقهم، بعدما تمكّن 6 أسرى من الفرار من سجن جلبوع في أيلول الماضي، قبل اعتقالهم لاحقا.

ويطالب الأسرى بوقف سياسة تصنيف الأسرى عبر إجراء ما يسمى «بالساغاف» وهم الأسرى الذين صنفتهم إدارة السجون على درجة عالية من الخطورة. واستنادا إلى هذا الإجراء، يتم نقل الأسير المحكوم بالسّجن مدى الحياة، أو المصنف بالخطير مهما كان حكمه، بعد مرور 4 أشهر على وجوده في الغرفة، ونقله من القسم بعد مرور 6 أشهر، ومن السّجن بعد مرور عامين.

 ***************************************

تداعيات حرب أوكرانيا مستمرة.. هستيريا شراء الأسلحة تعم آسيا

اعداد: رشيد غويلب*

 قال وزير الخارجية الصيني في كلمة افتتاح مجلس الشعب الصيني: ان “استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، هي السعي لبناء حلف ناتو آسيوي”، وعلى أساس هذه الرؤية أوضح الوزير لماذا لا تدين الصين بوضوح الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

الصين وروسيا متفقان على رفض توسع حلف الناتو. وفي البيان المشترك الصادر عن اجتماع الرئيسين الروسي والصيني، على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في العاصمة الصينية، قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا، دعا الرئيسان حلف الناتو الى التراجع عن مفاهيم الحرب الباردة. ويدين البلدان التحالف العسكري الثلاثي، الذي أبرمته الولايات المتحدة مع أستراليا وبريطانيا في الخريف الفائت.

تستخدم الحكومة الصينية الخطاب المناهض لحلف شمال الأطلسي في ما يتعلق بالتطورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. بتطابق وموازاة مع الخطاب الذي يحمل عمليات توسع الناتو في شرق أوربا مسؤولية الحرب في أوكرانيا والحروب المحتملة في المستقبل، فمثل ما تشعر روسيا بأنها محاصرة في أوروبا، تأخذ الصين محاولات تطويق آسيا بجدية.

يبدو أن الناتو لا يعزز قواه على الجبهة الأوروبية فقط، بل وفي آسيا ايضا. تنتاب الشركاء العسكريين للولايات المتحدة “مخاوف” متزايدة، بشأن أي عمل صيني محتمل. واتسعت دائرتها بعد إعلان “الشراكة الاستراتيجية” في الاجتماع الأخير بين الرئيسين الصيني والروسي.

قد يكون تكثيف العلاقات الصينية الروسية خلال مرحلة حرب الخنادق منطقيًا، لكن التكثيف على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا ليس منطقيًا، لأنه يجعل من الصعب تحقيق النتيجة التي يسعى إليها الحزب الشيوعي الصيني تقليديًا: النصر بدون قتال. ولهذا فان الجيران الإقليميين، أصبحوا الآن أكثر قلقًا.

وهؤلاء الجيران يريدون أن تطمئنهم الولايات المتحدة، عبر تعميق العلاقات مع بعضهم البعض، وهم على استعداد لفتح خزائنهم لنفقات تسليح أعلى. وفي هذا السياق وافقت تايوان للتو على ميزانية دفاعية إضافية بقيمة 8.55 مليار دولار لشراء سفن وصواريخ، ما زاد الإنتاج السنوي من 207 إلى 497 وحدة.

وللعام الثامن على التوالي، ستحقق اليابان أعلى إنفاق عسكري في تاريخها: 47.2 مليار دولار، بهدف التحديث الشامل لتكنولوجيا الجيش. وقد حثّ رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الولايات المتحدة على التخلي عن تقاعسها الاستراتيجي بشأن الدفاع عن تايوان.

وزادت كوريا الجنوبية، في السنوات الأخيرة، ببطء من إنفاقها العسكري. ولكن بعد فوز اليميني المحافظ يون سوك يول في الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيرا، يمكن أن تتغير الأمور لأنه أقل انفتاحا على الحوار مع كوريا الشمالية وسيعيد التوازن إلى موقف سيول بين بكين وواشنطن لصالح الولايات المتحدة.

وزادت الهند إنفاقها العسكري بنسبة 5 في المائة، لكن ميزانية الدفاع الهندية البالغة 51.5 مليار دولار، لا تزال أقل من ربع مثيلتها في الصين. وبالمقابل تستمر تخصيصات أستراليا العسكرية في تصاعد، حيث وصلت الى 2,5 في المائة من ناتجها الإجمالي المحلي. وهذه النسبة اعلى من النسبة المطلوبة من المانيا مثلا في إطار حلف الناتو.

وسجلت بلدان جنوب شرق آسيا أسرع نمو في الإنفاق العسكري في سنوات 2009 - 2018، بزيادة قدرها 33 في المائة.

زادت فيتنام من تخصيصاتها الدفاعية، خلال هذه الفترة، بقرابة 700 في المائة. وهذا الاتجاه لم ينحسر، وقد يتزايد بعد الاشتباكات الأخيرة مع بكين، التي كانت تجري مناورات بحرية قبالة سواحل هانوي في الأيام الأخيرة. وحملت التحية الودية لفرقاطة البحرية الألمانية “بايرن” من قبل ضباط عسكريين فيتناميين رفيعي المستوى خلال زيارتها لفيتنام رمزية معينة.

وبعد مغازلة الدكتاتور رودريغو دوتيرتي للصين، تعيد الفلبين توجهها الى القوة الاستعمارية السابقة، ومددت جميع اتفاقيات الدفاع معها. ومن المتوقع تحقيق رقم قياسي جديد في الإنفاق العسكري لعام 2022، بزيادة قدرها 7.87 في المائة مقارنة بعام 2021.

الصين التي تؤكد دوما تخليها عن عقلية “الحرب الباردة”، اعلنت عن زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 7.1 في المائة، ونمو اقتصادي متوقع يبلغ “حوالي 5.5 في المائة. والصين تتحرك، كما هو معروف، بشكل متزايد في بيئة عسكرية”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نقلا عن موقع “شيوعيون” الالماني

 ***************************************************

السودان: احتجاجات ضد العسكر

الخرطوم ـ وكالات

أطلقت قوى الأمن السودانية الرصاص والغاز المسيل للدموع، أمس الاثنين، على متظاهرين كانوا يحاولون الوصول للقصر الجمهوري، احتجاجاً على حكم العسكر الذي ادى الى تدهور الحالة المعيشية للسودانيين.

وارتفع سعر الخبز في أنحاء السودان أكثر من 40 في المائة، وصل ثمن الرغيف إلى 50 جنيها سودانيا، بعد أن كان 35 جنيها، كما قفزت تكلفة النقل بنسبة 50 في المائة وسط ارتفاع أسعار الوقود.

ودفع ارتفاع سعر الخبز والنقل، الطلاب والأهالي للخروج في عدة مدن سودانية، مطالبين بالعودة إلى الحكم المدني والاحتجاج على ارتفاع تكلفة المعيشة.

***************************************

لا مفاوضات روسية ـ اوكرانية في القدس

القدس ـ وكالات

استنكر أمين عام حزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسام الصالحي دعوة الرئيس الأوكراني زيلنسكي لإجراء مفاوضات مع روسيا في القدس المحتلة.

وقال الصالحي في تصريح صحفي، أمس الاول، أن “استغلال المأساة الانسانية  للأزمة الاوكرانية والتي تسبب بها زيلنسكي والإدارة الامريكية وحلف الناتو من أجل تكريس القدس عاصمة لدولة الاحتلال، يجب ان لا تمر نهائيا”.

ودعا روسيا الى “التنبه لمخاطر هذه الدعوة السافرة وللوقاحة التي تحملها هذه في تكريس المعايير المزدوجة في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي المتواصل للأرض الفلسطينية؛ وفي محاولة قوة الاحتلال وحكومتها إظهار نفسها كراعية للسلام في الازمة الاوكرانية”.

*************************************

لبنان.. المخزون الغذائي في خطر

بيروت ـ وكالات

قال وزير الصناعة اللبناني، جورج بوشكيان، أمس، إن الأزمة الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على الساحة المحلية، وأثرّت في ملف الأمن الغذائي اللبناني، نظرا لأن الدولتين من أهم موردي القمح والشعير وزيت الصويا في العالم.

وأضاف الوزير اللبناني أن بلاده تستورد من البلدين كميات كبيرة، بمعدل 50 ألف طن شهريا من القمح، ما سبّب إرباكا جراء توتر الأوضاع على الساحة الأوكرانية، التي يستورد منها لبنان جزءاً كبيراً من احتياجاته، مضيفا أن بلاده لا تملك سوى مخزون شهر ونصف الشهر من الحبوب.

 *********************************************

“فيسبوك” يسمح بالعنف والكراهية

موسكو ـ وكالات

أعلنت شركة ميتا استثناء الخطاب المناهض “للغزاة الروس” في أوكرانيا من قواعدها لحظر أي محتوى على موقع “فيسبوك”، يدعو إلى العنف والكراهية.

وقرر فيسبوك استثناء الخطاب المناهض للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من قواعده المتعلقة بحظر أي محتوى على الموقع يدعو إلى العنف والبغض. بالتالي لن يحذف فسيبوك المنشورات المعادية للروس.

وقال آندي ستون المسؤول عن الاتصالات في شركة ميتا، بتصريحات صحافيّة، أنه “بسبب ما وصفه بالغزو الروسي لأوكرانيا، سمحنا مؤقتا بأشكال من التعبير السياسي تنتهك في العادة قواعدنا المتعلقة بالخطاب العنيف مثل الموت للغزاة الروس”.

*******************************

ترامب يهاجم بايدن

واشنطن ـ وكالات

هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلفه جو بايدن، بسبب تعامله مع أزمة أوكرانيا.

وقال ترامب خلال احد التجمعات، أن “بايدن الذي أوقف إنتاج النفط والغاز الطبيعي الأمريكي، يزحف الآن حول العالم راكعا على ركبتيه ويتوسل الرحمة من السعودية وإيران وفنزويلا”.

وتعليقاً على توجه بايدن إلى دول أخرى بحثاً عن النفط، قال: “لا أحد بهذا الغباء”.

واضاف: “العالم كله يضحك على الولايات المتحدة”، معتبرا أن أمريكا لن تكون قادرة على إنهاء اعتمادها على النفط الروسي قبل أن تلتزم بـ “إنهاء حرب بايدن السخيفة على الطاقة الأمريكية”.

 *************************************************

الصفحة الثامنة

عرض شميران مروكل.. نساء عراقيات

اهداء الى جميع رفيقاتي النصيرات الشيوعيات العراقيات، لما خضن من تجربة اثبتت ان المرأة العراقية قادرة على كل شيء.. في الفترة الاخيرة تولدت في روحي رغبة ان اترك شيئا الى ابنتي، رغم ان الاهداء في هذا الكتاب الى رفيقاتي النصيرات اللواتي خضن هذه التجربة الكبيرة بكل فخر واعتزاز.

(ئاشتي)

كتاب نساء عراقيات لرفيقنا الراحل سهيل ناصر فاضل ( ئاشتي ).. صدر مؤخرا عن دار االرواد المزدهرة في 200 صفحة من القطع المتوسط.. يجمع كتابات وقصصاً قصيرة واشعاراً كتبت منذ 1969، موضحا  انه احرق اغلبها في المدفأة الخشبية مثلما احرق العديد من القصائد. كتب الى صفحة المرأة في “طريق الشعب” معالجا في كتاباته قضايا المرأة العراقية المعاصرة وكانت التجربة الاولى (هموم امرأة العقد الرابع) تعالج قضايا المرأة والموقف منها في ظل الفساد المستشري في اغلب الدوائر الرسمية وكانت تنشر تحت اسم نجمة عبد الحسين، ثم (تداعيات ربة بيت) ونشرت تحت اسم هدى عبد الباقي وكذلك (من اوراق معلمة متقاعدة) تم التركيز فيها على انقلاب شباط الاسود ونشرت تحت اسم نبيه احمد النعيمي، و(يوميات طالبة جامعية) تحت اسم حنان عبد الحسين واخرها كانت (ربع احجاية) تحت اسم ام جاسم.

في تجربته الاولى يتحدث بصوت نجمة ابنة الشرطي التي حملها بين يديه يوم ولادتها ليطلق عليها اسم امه.. نجمة التي زحف عمرها نحو نهاية العقد الرابع دون ان تتوفر لها فرصة العيش مثل خلق الله من النساء، زوج واطفال وعائلة واكثر ما يزعجها ليست حرارة الجو في بغداد ولا الغبار الذي لا تعرف من اي صحراء يأتي ولا من التفجيرات والعبوات اللاصقة في السيارات ولا من عدد سيطرات التفتيش والتي اجهزتها لا تميز بين العطر والعبوة الناسفة وانما من الازدحام في السير ناهيك عن متاعبها في الدائرة والتي تبدأ بموظف الاستعلامات الذي يحاول ان يقنعها بالزواج منه بالرغم من انه متزوج بأكثر من امرأة.. وحديثها عن موضوع زواجها المؤجل مع والدتها يزيد من ظلام حالتها النفسية المتناغمة مع ظلام البيت وتذهب دائما الى فراشها وبها رغبة للبكاء خلسة. ومنذ طفولتها لازمتها عادات منها السير دون ان تنظر ابعد من قدميها لهذا يمر الكثيرون امامها دون ان تراهم ولا تنظر في وجوه الجالسين معها في الكيا (السيارة) لتكتشف يوما، ان هناك عينان تخترقان كل ملامح وجهها حين اخطأت ورفعت عينيها،  التقت نظراته بنظراتها فاهتز كل جسدها واتضحت اثاره في احمرار وجنتيها، اتخذت قرارا ان تلتقيه وتتحدث معه بعد ان قرأت رسالته اليها في انه يرغب ان يرتبط بها على سنة الله ورسوله، ولكن خابت آمالها وقررت مقاطعة وهم اسمه الزواج لمن في عمرها، حين كاشفها بزواجه منذ عشرين عاما من ابنة عمه التي تكبره بخمسة اعوام ولديه اربعة اطفال ويريدها زوجة ثانية.. فبدأت ثلوج احزانها تلقي بصعيقها على كل مسامة في جسدها وحين غرقت في سنة النوم لا تدري مداها فتحت عينبها لتجد كل شيء غارق في الظلام.

ربة البيت هدى

تجربة تداعيات هدى ربة البيت التي تزوجت ابو حسان جاءت مكملة لحكايات نجمة، مضى على زواجها اكثر من عشرين عاما وحين انتهت عاصفة الصحراء كانت ابنتها ندى تكبر في احشائها.. وتروي في مذكراتها عن تداعيات حياتها و صعوبة العيش لقلة راتب زوجها وولادة ابنها حسان فيما بعد وروتين حياتها يبدأ صباحا باعداد الفطور لزوجها واطفالها الذين غدوا شبابا وحين تناقش ابو حسان عن لا اباليته يقول دعيهم يعيشون حياتهم كما يحبون ورغبته ان يعيشوا الدلال والرخاء وسعادته حين يجالسهم.. وحين تراجع هدى نفسها تقتنع انها مازالت تحمل بعض سمات الجمال وما زالت تلك الزوجة التي احبها زوجها ما دام لا ينظر الى غيرها ولا يرغب ان يتزوج ثانية. احبت ابنتها ندى التي كانت ترى فيها طفولتها وصباها وفيما بعد وجدت فيها اختا يتقاسمان الهموم والمشاكل. وبقيت تكتب عن هموم المواطن وما يجري في الوطن وما تعانيه مدن العراق من النقص في كل شيء ولا تكفي الكتابة فقط وقد بدأت الناس تعبر عن سخطها بمظاهرات الاحتجاج وقررت ان تكتب عنها وتساهم  فيها قدر الامكان بمشاركة ابنتها ندى والحضور في ساحة التحرير متيقنة ان الشباب هم الذين سوف يقودون شعلة الثورة في كل مكان. وتستعرض في مذكراتها كل المحطات المهة من الانتفاضة ومشاركتها وعائلتها في اغلب الجمع ومنها جمعة الغضب. وتستذكر علاقتها بام الشهيد روبرت وطيبة ومحبة الجيران وكيف كانت تناقش معهم جدوى المشاركة لواحدة مثلها في تظاهرات يوم الجمعة كي تعرف الحكومة ان الناس لا تسكت على الظلم.

مذكرات ليست للنشر

لم يدر بخلد المعلمة المتقاعدة نشر مذكراتها التي كتبت جزءاً منها قبل ثلاثين عاما لتعبر عما يجول بخاطرها، يوم كان الصمت سيد الاشياء وكانت قد اعتادت ان تكتبها في دفتر صغير تخفيه في خزانة ملابسها.. لم تكن تشكل خطرا على النظام ولا تعدواكثر من ملاحظات تتعلق بطبيعة عملها في مدرسة نموذجية.. مما يميزها انها تحتفل بعيد ميلادها كل اربعة سنوات لانها ولدت في شهر شباط لسنة كبيسة لذا كان له طعم خاص وايضا احالت نفسها على التقاعد قبل موعده بسبب ما آل اليه التعليم ولاستثمار ما تبقى من عمرها في القراءة والكتابة.. لذا نجحت في تدوين مذكراتها.. انهت دراستها في كلية البنات عام 1962 وهو نفس عام زواجها من ابن خالتها، الضابط في الجيش العراقي المقرب من الزعيم عبد الكريم قاسم يجيد اكثر من لغة اجنبية، وما زالت تحتفظ بورقة فئة عشرة دنانير قدمها لها زوجها مهداة لها من الزعيم. مع حسام وهو اسم زوجها رأت الجبال لاول مرة في شهر العسل، في سرسنك عادت الى بغداد بعد رحلة العسل ومرت ايامها براحة ودعة وكان حبها وتعلقها به يزداد يوما بعد يوم وحين علمت انه مرشح لبعثة الى الاتحاد السوفييتي لمدة ستة اشهر تعكر مزاجها وحزنت لدرجة اثنته عن السفر واعتذر من الزعيم اكراما لحبها، ويا ليتها لم تفعل ! سكنت معه في بيت منفصل وكانت فيه سيدته الوحيدة ومضت الايام الى يوم جاء ورمى كتابا امامها واتضح انه قاموس تعلم اللغة الروسية وكانت قد غابت عن ذهنها طيلة هذه الايام رغبته بالسفر فقد ودع مجموعته حزينا واكتشفت انانيتها حين وقفت حائلا بين حبيبها وتحقيق طموحاته. وشعرت بتأنيب الضمير ولم تعرف ماذا كانت تخبئ لهم الايام ولم تمر اكثر من تسعة عشر يوما حتى نزل السخط الاسود على حبهما وذبحه من الوريد الى الوريد. اختنقت من صرخة تعذر على حنجرتها اطلاقها في الفضاء، واي فضاء كان ؟ كان اصغر من خرم ابرة، ولا اثر لحسام وكل الجثث نقلت الى الطب العدلي ختم والدها حديثه معها.

حنان الجنوبية

حنان ابنة الجنوب تروي ذكرياتها يوم كانت طالبة جامعية دخلت عالما جديدا مختلفا تماما عن الذي كانت تعيشه في المدينة المشبعة برائحة قصب البردي ورطوبة نسمات المساء حيث تتناغى طيور الهور كي توقظ في الروح ضجيج الفرح المكبوت. المدينة المرعوبة من شبح سفور الفتاة كانت العباءة تغطي كاحلها والمنديل يلف شعر رأسها لذا كانت تستنجد بكل الصبر الذي تربى معها كي تعتاد الاختناق بكل شجاعة. منذ كانت صغيرة كان جميع افراد عائلة بيت عمها يرددون ان حنان لعبداالله وكانت حينها تنزوي ولكنها كانت تشعر به اخا وليس زوجا، يوما كانت جالسة في نادي الكلية وتقرأ المحاضرات الثلاثة التي تدور حول مرض اللوكيميا وفكرت كثيرا بنساء الجنوب وما تتعرض له الولادات الجديدة من اصابة بمرض السرطان. كانت تنزع العباءة داخل الكلية وترد تلبسها عند المغادرة للقسم الداخلي ولا يظهر منها غير العينين والانف والفم.

القدر يصنعه الانسان

لا تعرف اين ومتى قرأت جملة ما معناها، ان القناعات القابلة للتغيير هي التي تتلائم مع نغيّر الظروف وحقا يبدو الامر بالنسبة لها عسر هضم فكري، يعني عندما تقتنع بان لون الليل اسود خاصة في مدن الجنوب حيث النجوم والقمر يمكن رؤيتهما بشكل جلي وجميل ولكن على شاشة التلفاز يظهر الليل في باريس لونه مشعا ببياض الانوار الكاشفة، فهل تتغير قناعتها بلون الليل ؟ ولكن البعض ربما تتغير ظروفه او يبتغي شيئا اخر من ظروف ملائمة لمصلحته فتتغير قناعاته.. تحدث الكثير من الاشياء في عالم اليوم دون ان تجد لها تفسيرا ربما لانها تختلف عن البيئة التي ولدت وترعرت فيها وكانت تتفاجأ كل يوم بامر يختلف عما تعودت ونشأت عليه، كانت توعز ذلك الى الوسط الاجتماعي الذي عاشت فيه وخاصة التقاليد العشائرية وكانت ايضا تتأرجح بين ما انغرس في روحها من موانع وهذا الانفتاح رغم محدوديته بالنسبة لها.

كانت حنان لا تقتنع بالقدر ليس لانها طالبة علم بقدر قناعتها ان القدر يصنعه الانسان نفسه.. كما قد تبدو بعض الامور الحياتية ذات طابع تلقائي ولكنها في الحقيقة غير ذلك، حيث تتدخل في تكوينها عوامل عديدة منها طريقة التفكير والاخلاق السائدة فتجعل منها قانونا لا يمكن المساس بأي من فقرات تكوينه ومن ثم يطلقون عليها اسم الاعراف والتقاليد، بالطبع ليس جميع هذه الاعراف والتقاليد سيئة بل هناك منها ما يجعل المرء ان يسمو باخلاقه للسماء كالكرم والنخوة. كانت تشتاق لبغداد كثيرا حين تقضي  الاجازات في مدينتها الجنوبية فأي سر ببغداد هذه ؟ لماذا يحبها الناس كل هذا الحب ؟ هل هو سحرها الخالد منذ وطأتها قدم الانسان ام هو النهر الذي يقسمها الى نصفين مختلفين في كل شيء سوى في حبهما لبغداد.. حفظت قصيدة (يا دجلة الخير) كاملة حين قدمت الى بغداد وحقا دجلة ام بغداد فكانت تراها صباحا تحتضن بغداد بحنان ام وربما تبكي على دماء ابنائها التي تسفك بالمجان في اغلب الصباحات.. حنان الفتاة التي ولدت ونشأت في مدينة جنوبية صغيرة لم تتصور كما تروي في مذكراتها، انها ستعشق بغداد، حين كانت تعبر جسر ديالى كانت تتورد وجنتاها وكانت تخشى ان يفضحها فرحها لا سيما ان ابن عمها يعرف بما تحمل في قلبها من شوق لزميلها في الكلية والذي بعد احداث داعش قدم وعائلته اللجوء الى فرنسا.. يوم علمت بذلك  تحجرت دمعتها على رمش عينها.. وينهي المذكرات بربع حجاية، من نقمة المطر التي  تغرق البيوت وتسد الشوارع الى الناس التي لا ترغب ان ترى طيف مو زين لان حياتهم كلشي زين ما بيها والفرحة اللي ما تمت وسنة الطاعون ويختم لا اتكول سمسم الا تلهم.

 ***********************************************

الصفحة التاسعة

التمييز العنصري.. الدلالة والجذور التاريخية

خليل ابراهيم العبيدي

عرفت الأمم المتحدة التمييز العنصري على وفق ما جاء بالفقرة (أ) من المادة الأولى من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الصادرة رسميا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٢١٠٦ أ / د ٢٠ في ٢١ كانون الاول عام ١٩٦٥، وتم الأخذ بالاتفاقية والتقييد في بنودها في ٤ كانون ثاني عام ١٩٦٩.  (يقصد بتعبير التمييز العنصري) أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان اخر من ميادين الحياة العامة. وقد حظرت الفقرة ثالثا من هذه المادة تفسير أي حكم من أحكام هذه الاتفاقية بما ينطوي على أي مساس بالأحكام القانونية السارية في الدول الأطراف فيما يتعلق بالجنسية أو المواطنة أو التجنس شرط خلو هذه الأحكام من أي تمييز ضد أي جنسية معينة، وقد تبنت الجمعية العامة هذه الاتفاقية للخروقات الجسيمة التي تلحق بالإنسان جراء هذا التمييز.

الدلالة

ان دلالة الموضوع يتأتى من خلال تعريف الأمم المتحدة التمييز العنصري (بأنه الاستثناء المقصود أو التقييد المتعمد أو التفضيل المبوب) والقائم على أساس اختلاف الاعراق او التباين في لون البشرة، أو التمييز على أساس الانتساب وفق مفاهيم النسب المعادية لأصول البشر، أو ان التمييز يقوم على أساس الانتماء القومي أو الإثني أو ما يمكن عده تمييزا على أساس المذهب أو الاعتقاد، او مما يكون له دلالة التعطيل أو عرقلة الاعتراف بالحقوق الطبيعية التي أقرها القانون الطبيعي أو القوانين الوضعية بما لا يتعارض مع الحريات الأساسية لكل إنسان بغض النظر عن كل عوامل التباين التي جاءت بها  الطبيعة الإنسانية، كما أن لكل إنسان (بالمطلق)  حق التمتع بممارسة هذه الحريات وفي كافة الميادين سياسية أو اجتماعية أو ثقافية كل حسب خلفيته الفكرية ، ولكل انسان حقه في اختبار عمله وله حرية اقتصادية يحقق من خلالها الرفاه والتقدم في كل مضامير الحياة البشرية، وان على الدول وكافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الإنساني، الأخذ بهذا التعريف وجعله مبادئ عامة ملزمة، لا يحق لأي دولة أو طرف سن قوانين تتعارض مع حقوق الإنسان وتنم عن تمييز بين البشر، ولها أن تلغي كل القوانين المتعارضة مع هذه الحقوق وتلك الحريات التي تنطوي على وجود تمييز قانوني أو عرفي  بين الناس على أساس ما قدمه تعريف الأمم المتحدة للتمييز العنصري .

الجذور التاريخية للتمييز العنصري

يرى بعض المفكرين أن بعض حضارات العالم القديم في وادي الرافدين أو وادي النيل، أو في الهند، التي شهدت تشريع القوانين المدنية، من أن تلك القوانين جاءت لتقضي على العبودية وبعض أنواع التمييز العنصري ، ففي مصر الفرعونية شهد الناس تمييزا عنصريا وطبقيا، فلم تكن الزراعة لوحدها لصالح الملاك هي عملية لتسخير البشر في الإنتاج وخزن الحبوب، بل أن الملوك من الفراعنة سخروا المصريين القدماء لبناء القبور والاهرامات التي كانت مدعاة للتمييز في العمل والسخرة لبعض فئات الشباب القادرين على تحمل صعوبة العمل ونقل الاحجار إلى أعالي تلك الاهرامات، وعندما خضعت مصر لحكم اليونان لدى دخول الاسكندر المقدوني لها فقد أقاموا حكمهم على أساس عنصري والتفرقة العنصرية إذ اعتبروا أنفسهم الجنس الممتاز، وبعد أن تمكن الرومان من فرض سيطرتهم على مصر بعد انتصارهم على الإغريق ، فقد ساروا ايضا كأسلافهم اليونانيين على سياسة التمييز العنصري جاعلين المصريين أبناء البلاد الأصليين في الطبقة الأخيرة من سلم تقسيم المجتمع ، وقد شهدت العصور الوسطى في أوربا تمييزا طبقيا مقام على أساس الاسياد والعبيد ، (وهو نوع من التمييز العنصري) في مجتمعات النظم الاقطاعية، غير أن جذور التمييز العنصري المقام على أساس اللون والجنس وبشكله الحديث قام بعد حركة الاستكشافات الجغرافية التي قادها الأوروبيون ووصولهم إلى جزر الهند الشرقية وسواحل القارة الامريكية أو سيطرتهم على القارة الأفريقية ، والتمييز العنصري في امريكا جذورها تاريخية منذ عملية إبادة السكان الأصليين من قبل المهاجرين قبل ثلاثة قرون وتم الاستيلاء على أراضيهم ، وما في داخلها من زراعة ومعادن عبر القتل الجماعي لحوزتهم (أي المهاجرين) على أسلحة نارية سريعة البطش،  ونشر مرضي الجدري والكوليرا، وعندما قامت الدولة الاتحادية طغت العنصرية على مؤسساتها المختلفة وخاصة المؤسسات العسكرية والقضائية والامنية، خاصة في الولايات الجنوبية، حيث سادت تجارة العبيد حتى قيام الحرب الأهلية ، وظلت الولايات المتحدة مثالا للعنصرية والتمييز حتى قيام حركة مارتن لوثر كنج عام ١٩٦٤ المطالبة بالحقوق المدنية والغاء التمييز العنصري متأثرة بالحركة الدولية المناهضة للعنصرية، وفي جنوب افريقيا وبسبب قيام اتحاد المستعمرين البريطانيين والبوير وهم من أصول هولندية تم اعتماد نظام عنصري للفترة من عام ١٩٤٨ ولغاية ١٩٩٤ وهو نظام يقوم على قانون الاسكان المنفصل وقانون تصنيف السكان وقانون ملكية الارض، والسكان كانوا يصنفون البشر إلى أربعة أصناف (المصدر ويكيبيديا) هم البيض والسود وفلاسيون وهنود، ويتم التمييز من خلال الحياة اليومية، هناك شبابيك للبيض وأخرى للسود، باص للأبيض وقاص للأسود، يمنع التزاوج بين العناصر المكونة للمجتمع، وكانت ٨٧٪ من الأراضي الزراعية بيد البيض، ونتيجة لهذا التمييز بين البشر قامت حركة أفريقية مناهضة للتمييز بين البشر وأخذت الشرطة عام ١٩٦٠ بمقاومة المظاهرات وقتلت في إحدى المرات ٦٩ متظاهرا، وكانت المظاهرات والاحتجاجات يقودها الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وظل الشعب يناضل سريا وعلنيا بقيادة نلسون مانديلا، وقد انتهت حكومة الأقلية العنصرية عام ١٩٩٤، بعد أن تم الإفراج عن نلسون مانديلا بعد سجن دام ٢٧ عاما ،وانتخب رئيسا للبلاد.

ان التمييز العنصري كان ولا زال في كثير من الدول ومنها الولايات المتحدة، حيث تم مؤخرا قتل جورج فلويد وهو من أصول إفريقية بطريقة متعمدة ودم بارد، مما أثار حفيظة العالم، وصارت الأمم المتحدة تطالب على الدوام بالقضاء على التمييز العنصري في كل المحافل والمناسبات ومنها اليوم العالمي لمناهضة العنصرية...

 *********************************************

غابت الحقيقة.. فأطلت الشائعات!

أسعد عرب

أصدرت وزارة الداخلية بياناً، اشارت فيه: ان قسم محاربة الشائعات في الوزارة رصد 7825 شائعة في العام الماضي، وتنوعت تلك الشائعات ما بين أمنية وسياسية وانتخابية وصحية واقتصادية، نتج عنها آثار سلبية لا حصر لها.

ومن المؤكد ان يكون عدد الشائعات التي لم يتم رصدها هي اضعاف اضعاف التي رصدت، اذ يعرف العراق بأنه بلد الاخبار الكاذبة والشائعات المتنوعة.

وذلك ليس بمستغرب في بلد يفتقد المسؤولون فيه الى المصداقية وتغيب الشفافية عن اداراته التشريعية والتنفيذية والقضائية، وما حدث في قرية الرشايد بناحية جبلة، حيث البيانات المتناقضة والمتقاطعة لإعلام الاجهزة الامنية، والذي بدوره خلق تشوش في الرأي العام، فمرة صاحب الدار ارهابي ومرة اخرى تاجر مخدرات، وفي النهاية كل ذلك لم يجانب الحقيقة التي كشفها الاعلام، ولكن النتيجة كانت كارثية بمقتل 21 مدنياً بريئاً، من ضمنهم اطفال ونساء!

وعلى الرغم من التضحيات الجسام التي قدمها منتسبو وزارة الداخلية سواء في الحرب على الارهاب او في القضاء على العصابات الاجرامية، الا ان احداثاً مثل هذه، تفقد المواطنين ثقتهم بتلك الاجهزة، وعندها لن تستطيع تلك الاجهزة القيام بواجباتها بدون تعاون المواطنين معها.

وهذا التضليل لا يقتصر على الاجهزة الامنية فقط، بل هو يشمل جميع الوزارات والاجهزة الحكومية، بما فيها الرئاسات الثلاث.

وأمطر مسؤولون ووزراء واعضاء برلمان ومسؤولو هيئات وبعضها تدعي انها مستقلة، أمطروا المواطنين بسيل من الوعود والاكاذيب المتواصلة، فوزير كهرباء سابق وعد المواطنين بساعات تجهيز على مدار اليوم، بل تمادى مدعياً ان العراق سيصدر الكهرباء في عهده الميمون، وغيرها من الوعود الكاذبة في مجال الخدمات العامة والتي اثبتت الايام زيفها.

وفي بلد مثل العراق، لا يخجل فيه المسؤولون عن اغداق الوعود والاكاذيب، وتصدر المكاتب الاعلامية للجهات الرسمية بيانات كاذبة، فليس غريباً ان تنتشر الشائعات كالهشيم في النار، وقد تتسبب هذه الشائعات في توتر شديد ببلد عاش عقوداً من الحروب والازمات.

ان كل ذلك قد خلق هوة واسعة وعميقة بين المواطنين والسلطات بأحزابها المتنفذة، ولم يعد المواطنين يثقون بأي شيء يصدر من الحكومة او الاحزاب المشاركة فيها، وما مقاطعة الانتخابات الا خير دليل على ذلك، على الرغم من تسخيرها للأجهزة الاعلامية وما أكثرها، اضافة الى مئات الصفحات الالكترونية الصفراء والتي تصرف عليها ملايين الدولارات، من الاموال العامة المنهوبة من قبل المكاتب الاقتصادية للأحزاب المتنفذة.

وبالمناسبة فأن معظم تلك الشائعات تطلقها المواقع الاعلامية لتلك الاحزاب المتنفذة، التي عرفت بأكاذيبها وفشلها في تقديم اي منجز للمواطنين، اضافة الى ان تلك الاحزاب تعيش صراعاً مريراً بين بعضها البعض من اجل الاستحواذ على المناصب والمكاسب.

احد المواطنين قال: «لا أثق بأي شيء يصدر من اي طرف حكومي، بل اعتمد على اخذ المعلومة من مواقع اعلامية اخرى وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي». وهذا ليس موقف هذا المواطن فقط، بل هو موقف لمعظم شرائح المجتمع العراقي، فبدون المصداقية والشفافية ووصول المواطنين وخاصة الاعلاميين الى المعلومة، ستظل الشائعات تطلق على عواهنها، فحين تغيب الحقيقة تطل الشائعات برأسها.

*******************************

الصفحة العاشرة

من الشعر الشعبي السوري.. “ رفّة نبض “ .. البدايات التي تُشير

ريسان الخزعلي

(1)

في هذه المجموعة الشابّة للشاعرة / ولاء الزبيدي / لابد َّ من الانصات أولاً للغة القصائد ، كون هذه اللغة قريبة جداً من اللهجة الشعبية العراقية . الشاعرة من سوريا ، ولادة ً وحياة ً ، مابين دير الزور ومحافظة الحسكة. ورغم ما في قصائدها بعض من اشتغالات اللهجة الشعبية السورية ، إلا أن َّ اللهجة الشعبية العراقية هي المهيمن الأول . من هنا تكون قراءة قصائد المجموعة محكومة بقدرة القاريء على التواشج بين اللهجتين ، تركيباً وأصواتا ً ، لتجاوز ما يبدو وكأنه عثرات وزنية هنا وهناك حتى وإن كانت بحدود لا تُثير المساس كثيراً بحركة انسياب القصائد وتدفقها الإيقاعي . وليست اللغة / اللهجة هي الأقرب للعراقيّة ، بل حتى نمط البناء الشعري وعروضه وتركيباته الصوّريّة ، كما أنها متشاغلة  عن بُعد بالطبيعة العراقية المائية وتتمنى أن تغسل ضفائرها بمياه دجلة والفرات . ومن هنا تكون الاشارة إلى أن َّ الشاعرة كتكوين شعري بعيدة عن أساليب الشعر الشعبي السوري ، وقريبة جداً إلى ممارسات الشعر الشعبي العراقي وأنماطه الأُولى . وقد عرفتُ منها ، بأن َّ اطلاعها على الشعر الشعبي العراقي هو الأكثر .

(2)

الشاعرة ، وهي في بدايات العمر الشعري  وحتى العمر الزمني ، تمتلك احساساً ، عادة ً ما يوصف به الشعراء ، ألا وهو الاحساس بالتجربة وتراكماتها وخزينها في الذاكرة ، وتطويع هذا الاحساس شعرياً . من هنا تجد قصائدها بعيدة عن التجريد والاستطرادات المملّة ، إنها في مركز التجربة والهدف الشعري ، وما يميّزها ( كأنثى ) ، هو البوح الصادق عن تجاربها دون تردد ، غير ملتفته لاشتراطات مجتمعية معروفة . وتجارب الشاعرة يحاصرها : الفقدان والخسارات ، لوعات الحُب ، الأمومة والأبوّة ، الاشتياق لما هو أنقى وأرقى ، الأحزان الغامضة :

جهال احزاني ..

إوعادي امن الاعبها عالمتون .

......،

وادور ابذكرياتك ..

مالكَيت الوان

خسر لونه الجمال الفاركَاك اسبوع .

.......،

آنه ..

شمسميَه وردتي ..

 يمكن ايهمك ..

اسمها لوردت تندَل وجهتي .

الشاعرة في هذه التشكيلات الصوّريّة وغيرها ، تمنح قصائدها استقراراً يُقرّبها من شكل وتحولات القصيدة الشعبية الحديثة ، وما عليها إلا الاستغراق الأطول لاكتشاف طاقتها في هذه المديات .

( 3 )

في التقييم الفني ،  لا يتسع هذا التقديم لما هو أبعد . غير أن َّ القول الأكثر تناسباً مع تجربة ( رفّة نبض )..، : إن َّ الشاعرة في بداياتها الشعرية ، تكويناً وفنياً ، وهي بدايات يمكن وصفها ، بأنها البدايات التي تُشير إلى حضور شاعرة يمكن لها أن تتقدم باتجاه أفق ٍ أوسع ، حينما تنشغل بما يُفضي بها إلى الاطلاع على الأشكال الحديثة في الشعر الشعبي العراقي والتجارب اللامعة فيه : الستينية والسبعينية  تحديداً . وكذلك النماذج العالية للشعراء  المثقفين المستمرين من تلك التجربتين . وأن تنشغل كذلك بالدراسات الفنية والجمالية والنقدية المتاحة عن الشعر بصورة عامة ، كي تُعزز ذوقها وذائقتها بالأعلى .

( 4 )

رفّة نبض ، مجموعة تمنح متلقيها تجربة شاعرة صادقة بمشاعرها وأحاسيسها ، ولا تفتعل ماهو ليس من مدركاتها الحسيّة والروحية وتجربتها التي تُشير ...

 

***********

فضاء شعبي.. شعر وشعر

رياض النعماني

احتفى عدد من الشعراء والفنانين والكتاب العراقيين بالشاعر  الناقد ريسان الخزعلي  الذي لم يتوقف يوما عن استقصاءاته الابداعية  ، واثارة أسئلته التي ظل يطرحها دائما على نفسه واعماق إشتغالاته مفتتحا بذلك فضاءات جمالية جديدة تضىء ابعاد التجربة الابداعية في اسرارها البعيدة ... وريسان  -  الذي لا يخشى في قيمة العمل الشعري لومة لائم - لم يجامل احدا في عمله لانه لا يريد خيانة قدسية عمله وفكره الثقافي ولغته الامينة على اخلاصها وخلاصها الذي يراه في الموقف الصادق .. المحايد والمجرد من نوازع الذات وعواطفها  ومواقفها الشخصية .

وريسان هو الشاعر المميز في جيل ( سبعينات ) القصيدة العامية الذي لم يتوقف يوما عن اجتهاده الخاص وبحثه الدائم عن التجاوز والتخطي، ومحاولات كشف الجوانب  التجديدية في العالم وفي النص الذي يحتضنه برؤيته القادمة من جميع جهات الفكر الشعري العالي الذي يرى ريسان انه احد قناديل المستقبل .

  (تطريز ... تراكم الجمر والندى ... الاعمال الشعرية غير الكاملة) هي أعمال تنوعت بين العامية والفصحى في مناخ من ولهٍ واجتهاد وحرية في الكتابة الحديثة تضاعف من ضوء وفضاء الرؤية الشعرية لريسان المتفحص لكل زوايا وخفايا الروح الحية للنص الجديد .

تحية جديدة لريسان الجديد في شعره وموقفه النقدي .

*************

اصدار جديد

فؤاد سالم.. صوت الوطن والناس

تأليف الصحفي والكاتب زيدان الربيعي

 *************************************

“صوت الوطن والناس”.. كتاب عن حياة المطرب الراحل فؤاد سالم

صدر كتاب “ فؤاد سالم.. صوت الوطن والناس” للكاتب والصحفي العراقي زيدان الربيعي عن دار “جلجامش” للطباعة والتوزيع والنشر في بغداد، احتوى الكتاب على 416 صفحة من القطع المتوسط معززة بالصور الفوتوغرافية التي تتحدث عن مسيرة المطرب العراقي الراحل فؤاد سالم منذ طفولته وحتى وفاته في عام 2013.   وقد ضم الكتاب 13 فصلاً تناول فيها المؤلف أبرز المحطات في حياة المطرب فؤاد سالم في البصرة وبغداد والكويت واليمن والسعودية والبحرين والولايات المتحدة وسوريا. كما تناول الكتاب الموقف السياسي لفؤاد سالم، حيث كان معارضاً لنظام صدام حسين، كذلك حرص المؤلف على تدوين آراء الكثير من الملحنين والمطربين وكتّاب الاغنية والنقاد والصحفيين العراقيين والعرب بحق فؤاد سالم. أيضاً قام المؤلف بتسجيل آراء فؤاد سالم بأساتذته الملحنين وزملائه المطربين، فضلاً عن الشعراء الذين كتبوا له الكثير من الاغاني.   كما احتوى الكتاب فصلاً خاصاً عن علاقة فؤاد سالم بالرياضة، أيضاً افرد المؤلف مساحة جيدة في الكتاب لاهتمام الصحافتين العراقية والعربية بمسيرة فؤاد سالم الغنائية.  وقد حرص المؤلف على كتابة الكتاب بطريقة توثيقية دقيقة جداً، بحيث يمكن تحويله الى فيلم سينمائي او مسلسل تلفزيوني، إذا وقع بيد سيناريست جيد.   أيضاً لم يهمل المؤلف أغاني فؤاد سالم، بعد أن خصص لها جدولين مفصلين، الاول تحدث عن الاغاني التي سجلها في بغداد من عام 1968 ولغاية عام 1977، والثاني للأغاني التي سجلها منذ هجرته العراق في عام 1977 ولغاية 2004، كذلك حرص المؤلف على نشر صور البوماته الـ 21 التي انتجتها شركات الانتاج العربية له منذ عام 1978 ولغاية 2004.   وذكر المؤلف زيدان الربيعي، أنه “منذ اللحظات الاولى لصدور الكتاب حصل عليه اقبال جيد من قبل محبي المطرب فؤاد سالم”، متمنياً، “وصول الكتاب الى كل شخص يرغب بالحصول عليه سواء داخل العراق او خارجه.

 

***************

ثنائية الخلود

محمد المنصور

لوحة الشهيد:

يلي حتى الليل يمك

ينتحب ويوج شمعته.

يلي طشيت الفرح

بعيون أهلنه.. الفرح أنت.

واغسلت حزن السنين

وللشعب عمرك نذرته.

سحر الحديثات.. ومي خدهن

روى دمك حمرته.

دمك ودم كل شهيد

موهجه وتلهث جمرته.

رخصت روحك.. عوافي

للوطن.. والشرف نلته.

لوحة الشهيدة:

دگ ليل حزني بفرح

دگ غفوتي وصحيني.

تانيني.. يا آخر هلي

وفزز.. بگايه سنيني.

طرزلي برصاص الغضب

بدلة عرس تغويني.

وگلاده من زرد الفشگ

ومن منحري حنيني.

ولفلفني بتراب الوفه

بحب الوطن.. غطيني.

للناس.. والصبح اليجي

طش فرحتي وغنيني.

*************

نصيحه

خضير الزبيدي 

لا لا ترد

ادريك تحلم بالتحب

تتمنى وياه تنسعد

ودريك لجله اتحملت

ظيم وقهر

حر  وبرد

وهم ادري بعناد الكلب

ما يرضى عنه يبتعد

لجن تذكر هالمثل

الماي التبده مايرد

لن الوكت يا صاحبي

ما ينصف الكلبه يود

طبع الوكت

مثل المطر

ما ندري ياساعه يهد

ثوب انسرد

حد الجدم

وشينفع خياط السرد

*************

ابوذيات

الاهداء الى ناظم مطر راضي

عبد حلو حيدر الفريجي

* امس خطك لفاني وليتاني – ابنفع كون اليربي وليتاني

يناظم زملني ولاني وليتاني – عيني وفرگة المحبوب اليه

* اظن ما من گلب ينبض بلا هم- عمامك ابد ما تسلك بلا هم

تلوذ اعداك من غضبة بلا هم – امعدل صير للمرگه ومحاچيه

* وحگ باسم وسالم وحگ چفات – راح الچان بالكلفات چفات

دموعي من چثير ابچاي چفات – ولا يطفه الحزن مشتعل بيه

* اسد باب اليذري ابرمل وتراب – وغمض عيني امن الدرب وتراب

يخي المن اتگمط بعد وتراب ما دام الابن ينكر ابيه

* روحي سلت ولا ينفع دوالي – يناظم صارت ابساگي دوالي

موگد جمر بضلوعي دوالي – ينشاف الدرب من جدح ضيه

* ناعور الوكت بالطيبين يندار – صحيب الوفي ابهليوم يندار

ما ضنيت العگل بالراس يندار – صرت اشوف اليمين ايسار اليه

* حرير اشگر يحلو الطول وبراك – زماني كسر ضلعي ابردس وبراك

ابشحيح الماي اغطن گمت وبراك – الخناجر منطحت بيست فيه

* وليفي خطف عگلي وجنتاه- عطر الورد بخدوده وجنتاه

قصر مااريد من ربي وجنتاه – اريد العدل يسري اعله الوطيه

* يروحياشگثر ناس اتعيش بذل – يجن كوسج يزبر الگصب بذل

ما من مثل حاتم بالكرم يبذل – يسرالضيف من ينگل صوانيه

****************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء وعمر السراي

* وفي اتحاد الادباء صدر العدد الجديد من مجلة “الاديب العراقي” التي يرأس تحريرها الأستاذ ناجح المعموري، ومن ابرز موضوعاتها: الامبريالية الثقافية/ ترجمة د. خالد سهر. حوار بين حوار غونتر اندرس وكافكا ترجمة: إبراهيم محمود. الى جانب الدراسات والنصوص والمتابعات.

صدر ووزع مع العدد كتاب “لميعة عباس عمارة/ الانسانة، القصيدة، قراءات وشهادات ومختارات”.

* للشاعر والباحث عمر السراي، صدر حديثاً كتابه “الهوية والشعر/ قراءة في تجربة الشاعر الفريد سمعان” والصادر ضمن منشورات دار دور/ بغداد.

الكتاب يناقش الهوية المعرفية والمحطات التي توقف عندها الشاعر الراحل الفريد سمعان.

 ***************************************

ورقة العاشق.. رموز

ناجح المعموري

اعتنى الشاعر علي فرحان بترميزات نصوصه الشعرية التي نشرها بمجاميعه “المسدس اول القتلى” “ليل سمين” و “ارق جماعي” ولعل اكثر المفاجآت الحاضرة هي التشكل الثنائي والذهاب نحو الجماعة التي لعبت دوراً ثقافياً واجتماعياً في فلسفة تايلور، لان للفرد دور ميال نحو العزلة وتناقص الطاقة. لكن الاكثر بروزاً في تجربة علي فرحان هو رمزية الكائن وقوته في الكينونة وكيفية تجاوره مع الرديف الانساني/ الانثى وتفضي نصوصه مثلما اتضح لي عبر عدد من القراءات نحو ضرورات التكون والاكتمال بين الذكر والانثى، ولأن هذه الثنائية تمظهر عن نظام الخصوبة والانبعاث الذي يمنح للحياة ما يمكنها من الديمومة والبقاء. وبرزت الكثافة الرمزية وتراكماتها في ديوانه الجديد “قاتل مجهول” وعلى الرغم من ان القتل هو الحضور الرمزي واليومي، المألوف، النصوص حازت تنوعات في معانيها وعمق دلالتها. ومثل هذا الاشتباك هو الذي يجعل من نصوصه الشعرية متداخلة وفياضة باتساعات الرمز وما يوميء اليه، والمثير ان بعض الرموز منتوجات التكون الشعري وليست مستله من تواريخ بدئية تعززت الطقوس والسحريات وتبدت مثل هذه الرمزيات كشوفا استولدها النص ومثال ذلك هي العتمة والرجس الازلي.

وما ضل من الظل على باب لا افتحه حتى تتكسر

كلُّ نوافذ بيت الله / ص66//

القتل في نصوص علي فرحان متكرر، ويشتعل على احياء وضحايا والطاقة الاكبر هي حيوية الانثى المانحة للنص مجالاً مفتوحاً ومعبراً عن رسائله.

انت قرب السماء الاخيرة

الشهداء على بعد سيارة

الحمام الغريب يفر من السطح نحوك

حلمنا وهو يعرج

تخطئه امنيات الارامل

يسحل عشب البلاد ويرجف

**************

وتدق النساء الوحيدات

صدر الفجيعة

يابسات نهود نساء بني هاشم

من الفقد

والعثرات

غريمك

عمري

صوت فيروز يعبر

والقاتلون، يمرون تحت النوافذ/ ص71//

هي الحلم القريب والبعيد ولا احد غير الانثى بحضورها البهي، غير المرئي، فرد واحد هو الذي لمحها وعرف حضورها تحت السماء الاخيرة وجعل من غيابها حضور سحري، تتسع حوله الشعائر لان الانثى اختارت مقدساً هو الحلم والمنتظر، انها السماء السابعة ذات السرديات التي انتجها العقل الجمعي، منذ لحظة البدئية المبكرة والضاجة بالصواب والاساطير، الطقوس وامتداد الخصب الذي فرشته اساطير الالهة الام التي ارتفعت بطاقتها الامومية واختارت السماء السابعة ومثل هذا الحضور استدعاه الشاعر ولم يكن تداولاً في مقدسات البدئية.

على الرغم من ان البدئية الاولى هي امومية انفتحت على كل الحياة وفرشت عليه من خصوبة خضرتها، لكن كانت وظلت ارضية، لان الخصوبة الامومية وانبعاثاتها ذات خصوصية تفتح ذراعيها حاضنة كل من كان فوق الاخر... الام البدئية ارضية ومنحتها لوناً ظل زاهياً بحضوره ولم تذهب الانثربولوجية والميثولوجيات عن سبب البقاء الازلي فوق الارض وتركت السماء للالهة الذكور. وما استطعت فحصه والدنو من سبب لهذا التواجد هو الطاقة الدلالية التي حازت عليها الارض، بوصفها رمزاً دالاً على الام الاولى، لذا كان العقل البدئي ذكياً ولديه تنوعات ثقافية ومعرفية ومنح التناظر بين الارض باعتبارها رمزاً معبراً عن الام الاولى وحضورها وما ينبعث منها. ومثل هذه الديمومة هي التي تعطي وتفضي نحو التكاثر والتوالد، والام توميء للخصوبة وما يوحي به من تنوعات. هي قرب السماء السابعة / الاخيرة / الشهيد على بعد سيارة / الحياة الكبرى باقية، اختارت مكاناً مقدساً يهمني منه ما تريده الارض / الام وتتوسل بالاله الكبير آنو ويهطل ماء الذكورة فتغتسل الام وينبعث الخضار من جسدها، وتزاول بخبرتها كل ما عرفته، وما ابتكرته جديداً وامتد هذا النص برمزيات معلومات عن الاحيائية: يسحل عشب البلاد ويرجف. لكن الشاعر لا يكتفي بالتجدد، بل ياخذ من الحياة فجائعها ومرثياتها: وتدفق النساء الوحيدات صدر الفجيعة.يابسات نهود نساء بني هاشم/ من الفقد / والعثرات / ص71//

الملاحظة البينة هي ان الرموز متغيرة وليست ثابتة، تعيش نوعاً من التضاد الشيء الدال على شيء له علاقة بالحياة، ورمز مكتف بالاشارة على الرماد والانطفاء. وهذا التغير مستمر ولكن كما قال كاسييرر المبدأ الذي تقوم عليه تلك الرموز اعني الفعالية الرمزية لا يدركها تغير. اما الاسطورة فانها خلق يحتوي معنى فلسفياً مفهوماً، ولابد واذا كانت الاسطورة تخبئ هذا المعنى تحت كل انواع الصور والرموز فمهمة الفلسفة ان ترفع تلك الحجب عن ذلك المعنى.

عنوان الدين تشخيص مألوف، ودال يومي له تمظهرات كثيرة، لكن المجهول لا يعني تنكيره، بل استحضاره واضفاء التعرف عليه من اجل مطاردته ومقاومته. لكن العديد من نصوص هذا الديوان، فيها القاتل انثى، مختبئة وحاضرة، معلنه عن حضورها وهذا ما سأحاول المرور عليه من خلال قراءة نقدية لاحد اقصر نصوص علي فرحان وهو “ورقة العاشق” الذي سيتضح اكثر عمقاً وطاقة من النصوص التي ذهبنا اليها لان الشاعر في “ورقة العاشق” انتبه لمنسيات بدئية ومدونات واختار احد اهم الرموز الثقافية، الصوفية / الهرمسية، لكن التوفر الدلالي اضاء ما تعنيه رمزية الباب الجوهرية.

 ***********************************

تشكيل

محمود فهمي: نسيان الماضي بألوان الحلم الأسطوري

رعد كريم عزيز

المثاقفة في الفن التشكيلي تقود الى التشخيصية، وانشاء المشهد يفتح تفاصيل عديدة للتأويل ،ولاينقذ الفنان الا المقدرة والتمكن من الدرس الاكاديمي ،وهذا الدرس يقدمه محمود فهمي ببساطة متناهية ،مما يجعل البصر يتمتع بالنتائج دون الانشغال  بالحرفية العالية ،ومجمل لوحات فهمي تشير الى الحفر في الانشاء وتوزيع المفردات ،بعناية فائقة والاشارة الى اكثر من اتجاه ،منه التاريخي البحت مثل الطائرات الصغيرة مع لوحة مس بل ،وبالمناسبة فان هذه اللوحة من اكثر اللوحات وضوحا لاشتغال الفنان ،لأنها مليئة بالرموز ومكتظة بالمرئيات ،الكاميرا القديمة ،دفتر الملاحظات المحبرة الشاي العراقي الجنود البريطانيين ،الاريكة الزرقاء،الماذن الزرق ،وقبعة المس بل الواقية من الشمس.

في احدى المقابلات الصحفية يكشف محمود فهمي عن تعاطفه للهروب نحو المستقبل، للتخلص من سواد الماضي وهو الجندي المكلف، الراجع من حرب الكويت مشيا على الاقدام، ترى كم من مشهد حزين وقاسي خيم على عين الفنان وسكن في ثنايا ذاكرته ولكنه يلفظه خارجا بالألوان.

اننا إزاء فيوضات لونية، وانشاءات متراكبة، تشير الى تكوين الفنان، الحالم وهو يبادل الخسارات، بأحلام لونية لا تمت بصلة، الى كل ما مر به الفنان محمود فهمي، من حرب الخليج والرجوع وسط الخراب الى البلاد، ومن ثم الهجرة القسرية التي تعثرت بدروب الغربة كثيرا، من عمان بداية التعرف على ارض جديدة غير بلاده العراق وروسيا واصول الفن الواقعي شديد الحرفة والتضخيم الجسدي للبشر، والنرويج مدرسا والامارات لينغمس في عالم الطفولة منتجنا ثرا وكندا اخيرا.

كل ما مر به الفنان من ويلات، حوله الى عالم اخر فيه امكانات النسيان أكبر من التذكر، لان البديل أصبح هو المتصدر في المشهد، فبدلا من مشاهد الحروب، هناك سطوح ملونة، وبدل الفقدان نساء ناضجات، ينضحن بالشوق الشرقي والامتلاء الجسدي وبدلا من مشاهد الخوف، من سلطة كاتمة للأنفاس، هناك انشاءات تاريخية، فيها المزاج يتسيد في مرأى اللوحة، حيث الطائرات صغيرة، بينما الكائنات الانسانية كبيرة وضخمة المعالم.

فاذا كان الناقد والفنان عاصم عبد الامير يسرد لنا واقعة تهديد عصابة وجهت طلقة بوجه النحات الكبير محمد غني حكمت ،نجا منها بالصدفة ،وحين اشتكى للشرطة ،قال له الضابط ،بما انك رسام ،ارسم ملامح الذي اطلق الرصاصة بوجهك ، فرسم له دائرة وسطها نقطة فضحك الضابط وقال ما هذا، فاجاب انا لم ار الى الطلقة،اما محمود فهمي فهو اشتغل بما نسميه المحو التام لمشهد القتل والتكتم المر، ان “التكوين” الفني النفسي الحاسم والذي لا يقبل التراجع، فهو خلق عالم اخر ،متخيل وانتقائي ضمن تطبيقات تسلسلت في مراحل متعددة يقلبها المزاج حتى غدت رسومه مفارش، ووجوه وسائد، ومتكآت ، واغلفة كتب ، اخذت بلب الذين لم يغادروا ومكثوا في البلاد ،والذين عاشوا مرارة الغربة ، فاعتاشوا على فيروزاته، وخضرة حدائقه ، واستذكاراته التاريخية التي مزجت العصافير ،بدلا من التيجان ،والتمر بديلا للاكسسوارت على راس “بنت المعيدي” ، هنا الذاكرة الريفية للفنان تبرز كواحدة من اسس تكوينه الخاص،الى رموز كثيرة سناتي عليها لاحقا،في التطبيقات الفنية لرسوماته ،عبر مراحله الفنية المتنوعة.

1- المثاقفة لونا واشارات

يجنح الفنان محمود فهمي ،في مثاقفته ،وتواصله المعرفي ،الى طرح مفهوم مغاير ،لغوصه في  تفاصيل مرحلة المرأة والسطوح وحدائق البيوت ،وهذا المفهوم يتجلى بسطوع في لوحته عن الشاعر معروف الرصافي ،وهو يصوره متكأً على عمود رخامي ،مجللا بالألوان البهيجة تصل ذروتها ،الى الاحمر في الخدود والانف ، قريبا من سيرك للألوان ،يتجلى في اخضر الكف ،وما يحيط بالشاعر من خربشات طفولية ،وانسيابية في الالوان،هنا الفنان ،ينقل الشاعر من معركه الشعرية، وطروحاته ومعاركه الفكريةالجريئة ،الى واحة من الاسترخاء الملون،والنظرة الحالمة ،هنا الفنان يكافئ الشاعر بحلم شاعري هادئ، عكس صرامة تمثال الشاعر وسط ساحة الرصافي في بغداد -التمثال للفنان اسماعيل فتاخ الترك- وبذلك فان فهمي يفصح عن معرفة فنية قصدية ،تجعل اصدقاء قراءته الادبية الى حالمين معه ،متجاوزين الصرامة ،والتذمر ، والاسف ،الى العيش في حلم متخيل ملئ بالألوان البهيجة والصارخة احيانا ،يشوبها الكثير من المزج اللوني الطفولي.

2- لوحة بنت المعيدي

اتخذت لوحة “بنت المعيدي” تاريخا فلكلوريا راسخا في ذاكرة الريف العراقي، حيث كانت توضع صورتها على الخزانات الخشبية التي ترصف فوقها الاغطية والمفارش، وكانت تسمى شعبيا-النضيدة-وكانت شرطا من شروط اثاث العرس، وطقوس الزفاف فبدونها لايتم الفرح والسرور!!

اما بنت المعيدي الحالمة عند محمود فهمي، فهي متوجة في الإطار الابيض المحيط بالصورة بالشعار الملكي القديم، وعلى راسها تقف البلابل تتغازل، بلفتات متلهفة ويتوج شعر بنت المعيدي، شريطان من التمر الناضج، وتزين صدرها الليرة التركية الذهبية وعيناها ترنو لمنظر جانبي بعيد وغامض، كل ذلك المشهد المتقدم في صدر الصورة، تقع خلفه مشاهد غروب او حتى غبش لنخيل وزوارق زرقاء ونهر هادئ، وطائرة صغيرة، توحي بغريب قادم او حرب وشيكة وهذا واحد من تحولات واقعية سنشهد توسعها في لوحة مس بل ،الاكثر وضوحا في التحول.

3- لوحة مس بل

لوحة “مس بل” لوحة اللوحات، او مشهد القصد الفني الاوسع ،بتأليف لوني محتدم ومزحوم بالموجدات ، تجلس مس بل ، البريطانية الاكثر شهرة وغموضا يسار اللوحة على اريكة زرقاء ،وقربها كاميرا تصوير ،وحقيبة معدات ،ودواة حبر ،وكتاب بغلاف اسود وابيض ،وقدح شاي ،رشفت منه القليل ،وبيدها اليمنى قلم حبر مذهب ،ودفتر لم تمسسه خططها بعد،فهو يفصح عن بياض بكر،ومن الواضح للعيان ،ان الحلم -حلم الفنان الدائم- يشملها بمسحة  جمال واضحة ، قد لا تشبه الواقع الجمالي للشخصية ،وخلف مس بل يبدو المشهد مزحوما ،بالجنود الهنود والبريطانيين والعلم البريطاني ومآذن الجوامع ،وكل اغطية الراس المختلفة،من قبعة مس بل الصيفية ،الى خوذ الجنود واغطية راس الهنود بالعمامة ،والعقال العربي.

والطربوش،وعصابة الراس الشعبية وامرأة وحيدة صغيرة الحجم بعباءة سوداء ،وفي المشهد الابعد ،طائرة ،وباخرة بإيحاء عسكري في مياه النهر ،والجو بغيومه البيض ،ازرق صاف ،وكأنها لقطة شاملة للذكرى.٠٠ذكرى كل شئ ،وعلى الرغم من مشهد لا تبتعد الحرب عنه،الا انه حالم بالوان زاهية صافية وساكنة وليست هناك شخصية بمواجهة شخصيةاخرى،مس بل تنظر الى الامام،والجنود ينظرون الى الارض ،وشخصيات في البعد ،ينظرون عكس اتجاه اللوحة ،ماعدا جندي واحد ،ينظر  بابتسامة هادئة وكأنه ينظرالى الكاميرا في لحظة توثيق ،انها بحق لوحة توثيقية ،راسخة المعنى ،واضحة القصد ،بأنشائها العالي في حينه التاريخي مع مسحة حلم الفنان محمود فهمي .

4- لوحة الموسيقي صالح وداوود الكويتي

كل ما في  لوحة صالح وداوود الكويتي ،الموسيقيان البارعان ،اللذين هجرا قسرا الى اسرائيل ،يلبسان ،بدلتين بلون الطين -لون الريف المترسب في ذاكرة الفنان-وبسدارة عثمانية ،-دلالة الحقبة المعاشة- وبالة عود وكمان ،باوتار غير واضحة الملامح في اللوحة،وهذه اللوحة الوحيدة من مجموعة الفنان ،تحمل نظرة الاسف والنظر الى الوراء ،حيث تحمل حلم العودة ووردة العنق السوداء ،وباكف عاطلة ،لا تمس وترا ،او توحي بلحظة  عزف ،انما هناك لحظة توقف واستعداد لرحيل مر ،ان لوحة صالح وداوود الكويتي ،توثق لمرحلة فقدان وانفراط زمن قيض له ان يتهشم وتتوقف موسيقاه ،التي اسست الذائقة العراقية.

هذه اللوحة تحيلنا الى لوحة اخرى، فيها وضوح أكثر لصالح مع فتاته، وهما يستريحان عند نهر، قد يكون دجلة او الفرات، لا فرق وكانهما طائران على بساط ريح من الماء وتشترك اللوحة مع السابقة بان الكف لا تعزف، هي تمسك بالكمان بينما القوس بعيد في الكف الاخرى النائمة تحت مطربته او حبيبته بثوبها الاحمر.

5- لوحة المرأة الممتلئة

تشترك لوحات المرأة الممتلئة وهي تستقر على السطح البغدادي القديم، او وهي تطير للامساك بالديك رمز الذكورة ،او تمتطي الدعسوقة ،وهي بكامل انوثتها المكشوفة او تأكل ثمار الرقي الحمراء ،تشترك بالوحدة وعدم وجود الشريك ،هناك انوثة تم التلصص عليها وهي في كامل طغيانها الانثوي حيث يغيب الاتصال ، او اللقاء ، حتى ان الموجودات المكانية ،تبدو بلا ملامح واقعية، تحمل سمات اشارية لأمكنة تراثية عتيقة ،والعناية الفائقة تتركز على الجسد الانثوي في حجمه الاسطوري ،وكأن اللوحة مستله من حلم تخيلي ،لاشتهاء يجسد حجم القطيعة ،بين المبصر ،وبين الحيوات الطافحة بالانوثة٠

6- انوثة الحدائق العتيقة

ثمة لوحات تقترب أكثر، لواقع هادئ، يتشكل انشاؤه، لنساء في حدائق تحفل بالزرقة والامان في جو مفتوح، وهناك كتمان للمشاعر، الا بعض التفاصيل التي تشير للامتلاء، والحرية المفرطة، ولكن ايضا، دون شريك هناك كاميرا خفية، لاخر موجود في الذاكرة وفي ثنايا الاشتهاء المشترك ولكنه لا يتحقق، وهذه اللوحات لا تخلو من التأثيث التراثي للبيوت والحنفية في الحديقة وموديلات السيارات القديمة.

7- لوحة لا تخبري احدا

تنفرد هذه اللوحة، بذائقة لونية منفردة وانشاء تركيبي مختلف فهي بلا خلفية، وهناك تشكيل طفولي في تكوين الجسد الانثوي، يقترب من رسوم الاطفال، ومبني على حكاية صوتية، (لا تخبري احدا) بالاستناد الى مقولة بجذور شعبية عن تداول الاسرار وتشترك معها لوحة خوف، في مزج الوانها، على الرغم من ان موضوعها يشترك مع المرأة الممتلئة، الا انها تقف في جانب مغاير في الانشاء والمزج بين المرأة النحيفة الخائفة، امام ديكها الماثل في الجانب الاخر من اللوحة، في ضبابية لونية شفيفة.

ان العراق في لوحات الفنان محمود فهمي، لوحة مزينة بالحلم والهدوء والنساء، متوجة بألوان الزرقة والخضرة، والالوان النظيفة التي تخلق، متابعا، يتعلم درسا في الذائقة، عبر تاريخ الانسان العراقي في حقبة القرن العشرين الماضي٠ونحن نملك الان جزءا من تجربته القابلة للتنوع، لان تركيبة الفنان التي تنزع الى التحول من حقبة الى اخرى، دون ان تقف في مرحلة واحدة، حتى وان حقق عبرها الانتشار الجماهيري، والاهتمام النقدي، وهذه واحدة من المزايا التي تجعل الجمهور أكثر لهفة لما يعرضه الفنان مستقبلا.

*********************************

الصفحة الثانية عشر

على قاعة شيوعيي كربلاء.. “الفلسفة طريق إلى الحياة”

كربلاء – سلام القريني

تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي 8 آذار، أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أمسية ثقافية - فكرية منوعة تحدث فيها د. عدنان عبيد المسعودي استاذ الفلسفة في جامعة اهل البيت في كربلاء.

وقدم د. المسعودي وهو يتحدث على “قاعة آذار” في مقر اللجنة المحلية، محاضرة بعنوان “الفلسفة .. الطريق إلى الحياة”، وفيها استذكر أهم رموز الفلسفة عبر التاريخ، بضمنهم من تعرضوا إلى شتى صنوف الأذى والتهجير من أوطانهم وحرق مؤلفاتهم، بعد أن اتهموا بالهرطقة أو الزندقة من قبل الجهلة والسلطات الدينية والدنيوية.

كما تحدث عن الفلسفة كوسيلة لتغيير العالم، وعرّج في هذا الخصوص على الفلسفة الماركسية ودورها الكبير على هذا الصعيد. 

وتخللت المحاضرة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، وبعد انتهائها تسلم المحاضر شهادة تقدير باسم اللجنة المحلية، قدمها اليه الكاتب والإعلامي عبد المنعم الأعسم الذي حضر الجلسة مع جمع من المثقفين والمواطنين المهتمين الآخرين.

وأدار الامسية سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، الذي استهلها بتهنئة المرأة العراقية وكل نساء العالم بعيدهن العالمي، ثم دعا الحاضرين إلى الوقوف صامتين إكراما لشهيدات الحركة النسوية والحراك الاحتجاجي وانتفاضة تشرين.

بعدها ألقى مسؤول الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق  الشاعر د. عمار المسعودي نصا نثريا.

وفي سياق الأمسية جرى تكريم القاص والناقد جاسم عاصي، في مناسبة فوزه بـ “جائزة نجمة القدس” للقصة، حيث قلده الرفيق مفيد الجزائري الذي حضر الجلسة ايضا، قلادة الحزب وشهادة تقدير باسم اللجنة المحلية. فيما قام الاكاديمي المعروف  د. سعيد عدنان بتكريم الشاعر نجاح العرسان، الذي فاز بالجائزة نفسها عن الشعر، والذي لم يتمكن من حضور الامسية، فتسلم التكريم نيابة عنه  الشاعرعمار المسعودي.

وفي ختام الأمسية وزع الشاعر عمر السراي الحاضر في الامسية كذلك نسخا من آخر اعداد مجلة “الأديب العراقي” على الحضور جميعا.

****************

إصدار

اعمدة صحفية – فضاء شعبي

للكاتب والناقد علوان السلمان صدر اخيرا كتاب “اعمدة صحفية – فضاء شعبي”.

يضم الكتاب 67 عمودا سبق ان نشرها الكاتب في صحف ومجلات مختلفة، وفيها يركز على الشعر الشعبي والشعراء الشعبيين وما يتصل به وبهم من حكايات وغناء وغيرها.

صدر الكتاب عن اتحاد ادباء وكتاب ميسان، ويقع في 210 صفحات من القطع المتوسط.

*************

في ألقوش.. الشبيبة تنظم فعاليات ترفيهية للأطفال

ألقوش – طريق الشعب

نظم فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، أخيرا، فعالية ترفيهية للأطفال.

الفعالية التي شارك فيها نحو 60 طفلا، تضمنت فقرات ترفيهية وتثقيفية مختلفة، بينها ألعاب رياضية وتعليمية ومرسم حر، أشرف عليها الناشطون روبين حكمت وساندرو نادر وسيفان هاني وفنار سيزار، بالإضافة إلى محاضرة توعوية بعنوان “كن خيرا وكن مختلفا”، قدمها الناشط أدمون حكمت.

كذلك جرى توزيع قصص مصورة على الأطفال، من أجل حثهم على المطالعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سفرة نسوية إلى “منتجع بابل”

الحلة – مائدة جميل

ابتهاجا بيوم المرأة العالمي 8 آذار، نظم فرع رابطة المرأة العراقية في محافظة بابل، السبت الماضي، سفرة ترفيهية نسوية إلى “منتجع بابل” السياحي.

وتجمعت الرابطيات والناشطات المشاركات في السفرة، في المنتجع على ضفاف “شط الحلة”، وهناك تبادلن التهاني في المناسبة، بالإضافة إلى الورود والحلوى.

وتخللت برنامج السفرة جلسة حوارية عفوية، تحدثت فيها الرابطية الرائدة إقبال يوسف عن تاريخ رابطة المرأة وكفاح النساء العراقيات ودورهن في المجتمع. فيما ألقت الشاعرة حسينة بنيان، قصيدة عن المرأة.

بعدها توزعت الرابطيات في أرجاء المكان، ووزعن الورد والحلوى على العائلات المتواجدة هناك، وتحدثن إليها عن المناسبة.

ثم توجهن إلى أحد الزوارق على “شط الحلة”، وخرجن في جولة نهرية للاستمتاع بمنظر النخيل على ضفتي الشط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“طريق الشعب” في شارع المتنبي

بغداد – طريق الشعب

نظمت لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة، طاولة اعلامية في شارع المتنبي.

ووزع كادر الطاولة على روّاد الشارع، مئات النسخ من “طريق الشعب”. فيما تبادل معهم الحديث حول الراهن السياسي في البلد وموقف الحزب منه.

*************

رحالة ألماني يحقق حلمه بالمبيت في “أور”

الناصرية – وكالات

أعلنت مفتشية آثار ذي قار، الخميس الماضي، عن تحقيقها “حلم” رحالة وسائح ألماني بقضاء ليلة قرب زقورة أور الأثرية غربي الناصرية.

وقال مدير المفتشية عامر عبد الرزاق: “إننا كجهة مسؤولة عن منح الموافقات لزيارة آثار المحافظة أو التنقيب فيها، استطعنا تحقيق حلم الرحالة الألماني، بالمبيت ليلة واحدة قرب زقورة أور الأثرية”، مضيفا في حديث صحفي، أن “الرحالة قضى ليلة كاملة قرب الزقورة ليشاهد الحياة الليلية والنجوم فوق هذا المكان الأثري، كما كان يحلم”.

وأوضح ان “الرحالة كان يستقل عجلة مبيت متنقلة (كرفان)، تحتوي على مستلزمات المعيشة كافة من مبيت ومكتبة ومطبخ وغيرها”، مشيراً إلى ان “السائح كان يتكلم الإنكليزية في التخاطب مع الجميع، كونه لا يتحدث العربية ولا يوجد معه مرافق”.

ولفت عبد الرزاق، إلى أن “الرحالة بقي في المحافظة ثلاثة أيام، زار خلالها العديد من المواقع الأثرية، وكان قبلها قد زار عددا من المدن العراقية، فهو يعشق العراق كثيراً كما يقول”.

ومنذ زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس لمدينة أور الأثرية في نيسان العام الماضي، شهدت المدينة تزايداً ملحوظاً في أعداد الزائرين العراقيين والأجانب.

*************

بمشاركة 10 فنانين.. “الكمالية” تحتضن معرضا تشكيليا

بغداد - رقية مجيد

افتتحت “مؤسسة أضواء القلم” الثقافية في حي الكمالية شرقي بغداد أخيرا، معرضا تشكيليا ضم أعمالا لـعشرة  رسامين ونحاتين وخطاطين من كلا الجنسين.

المعرض الذي افتتح في الهواء الطلق على ساحة إحدى مدارس الحي، رفع شعار “الفن التشكيلي ثقافة وجمال وتربية”. وقد حضره جمهور من الفنانين والمثقفين والتربويين والطلبة والشخصيات الاجتماعية.

رئيس المنظمة لطيف عبد سالم تحدث لـ “طريق الشعب” عن المعرض، وبيّن أنه “يأتي للمساهمة في مهمة تأصيل الثقافة العراقية عبر إبراز منجز فنانين مبدعين، فضلا عن إطلاع المتلقي على الاتجاهات الفنية المختلفة التي مثلتها أعمالهم، وتنمية ذائقته في هذا الإطار، وتحفيزه على التحليل والنقد”.

وأضاف قائلا، أن “الأعمال عكست شخصيات الفنانين المشاركين، ونضجهم الفني والثقافي والفكري”، معربا عن شكره إلى إدارة “مدرسة السنابل” الأهلية، التي تعاونت مع المؤسسة في تنظيم المعرض.

من جانبه أثنى نائب رئيس المؤسسة د. فلاح حسن كاطع، على “الأعمال الإبداعية التي عرضها الفنانون، من رسم ونحت وخط عربي، وجسدوا فيها موضوعات واقعية تعبر عن هموم المجتمع، وأخرى عن إصالة الحضارة والتراث العراقيين”، مؤكدا لـ “طريق الشعب”، أن “الجمهور أبدى إعجابه بالمعرض، بوصفه نشاطا مثمرا في مجال الإبداع الفني، ومؤثرا في الجانب التربوي”.

كذلك تحدث الفنان التشكيلي صلاح مهدي عن مشاركته في المعرض بأربع لوحات، أحداها تعبر عن كفاح المرأة العراقية، وأخرى عن حضارة العراق. فيما تجسد اللوحة الثالثة أقدم آلة موسيقية، وهي القيثارة السومرية، والرابعة تتحدث عن طبيعة العراق وخيراته.

إلى ذلك، أعربت النحاتة طلائع شاكر عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، خصوصا أنه يقام في حي الكمالية الذي لم يشهد سابقا نشاطا من هذا النوع، يبرز طاقات ومواهب فنية موجودة فيه.

وأضافت قائلة لـ “طريق الشعب” أنها قدمت عملين فنيين، الأول يتحدث عن الشهيدة الصحفية أطوار بهجت، والآخر يعبر عن المرأة.

وفي ختام المعرض، جرى توزيع هدايا وشهادات تقدير على الفنانين المشاركين.

*************

في “جيكور” .. عن الاشكاليات النفطية في العراق

البصرة - طريق الشعب

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، الباحث د. نبيل جعفر المرسومي في أمسية اقتصادية حملت عنوان “الإشكاليات النفطية في العراق مع الإشارة إلى الإشكالية بين بغداد والإقليم”. حضر الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من المهتمين في الشؤون الاقتصادية والسياسية.  مدير الأمسية الكاتب باسم محمد حسين، وبعد أن رحب بالضيف والحاضرين، قدم فقرته الأسبوعية الموسومة “خارج الموضوع”، والتي تتضمن عرض فيلم قصير. وقد عرض هذه المرة فيلمين، الأول يستعرض مقولات لعدد من مشاهير العالم، والآخر عن أهمية التعليم.  بعد ذلك، استهل د. المرسومي حديثه مقدما نبذة تاريخية عن مادة النفط، وأبرز استخداماتها سابقا وحاليا.

ثم تناول بالأرقام والتواريخ والتفاصيل الدقيقة، مجموع معدلات الانتاج النفطي في العراق، وكلف الإنتاج وإيراداته، فضلا عما يتعلق بالعقود وجولات التراخيص النفطية.

وبخصوص إشكاليات النفط في العراق، حدد الضيف جملة من الأمور، أبرزها عدم وجود سياسة نفطية واضحة واستراتيجية معتمدة وبرنامج نفطي متناسق وواضح المعالم والأهداف والوسائل، لخدمة المصلحة الوطنية.

وأضاف قائلا، هناك إشكالية في العلاقة مع منظمتي الدول المصدرة للنفط “أوبك” و”أوبك بلاص”، وإشكاليات أخرى في التصدير ومنافذه، فضلا عن ناقلات النفط “فنحن بلد يصدر النفط وليس لدينا ناقلات لهذه المادة بالمعنى الصحيح”.

ومن الإشكاليات الأخرى التي تطرق إليها د. المرسومي، إشكالية تصنيع الغاز، على اعتبار أن العراق “بلد يحرق الغاز من جهة ويستورده من جهة أخرى”.

كذلك تحدث عن إشكالية تهريب النفط، وإشكالية الفساد في القطاع النفطي، ليوضح بعدها وجهة نظره حول الإشكاليات النفطية بين بغداد وكردستان، وسبل معالجتها.

وفي الختام، قدم رئيس الملتقى الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، هدية تذكارية للباحث الضيف.