اخر الاخبار

الصفحة الأولى

موجة الغلاء كشفت سوء التخطيط وهشاشة الأمن الغذائي.. رائد فهمي: الإجراءات الحكومية حلول وقتية لا أكثر

بغداد – طريق الشعب

قال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أمس، إنّ القرارات الحكومية تجاه أزمة الغلاء جاءت كرد فعل آني في مواجهتها، ولامتصاص التذمر الشعبي الواسع، الذي عبرت عنه التظاهرات، التي شملت العديد من المحافظات، معتبرا هذه الإجراءات “تحاول تقديم علاجات مؤقتة ترقيعية لأزمة تعمقت بسبب غياب الرؤية والتخطيط بعيد الأمد”.

وأكد الرفيق فهمي أن الأزمة الراهنة كشفت عن هشاشة الأمن الغذائي في العراق.

جانب منها سليم

وبيّن فهمي في تصريح خاص لـ”طريق الشعب”، أن “القرارات التي أصدرتها الحكومة بشأن أزمة الغلاء تثير عددا من التساؤلات؛ ففي ما يتعلق بالجانب الزراعي، الذي يسير نوعا ما في الاتجاه السليم، نلاحظ أن قرار دفع مستحقات الفلاحين وشراء المحاصيل خارج الخطة التسويقية، ورفع سعر الحنطة، يطرح تساؤلات عن إهمال هذه الخطوات، طيلة الفترات السابقة برغم المطالبات بها؟”.

سوء التخطيط

ونوّه فهمي بأن “الأزمة الحالية أثبتت ضعف الخزين الاستراتيجي للأمن الغذائي، وهو يخالف التصريحات التي أوحت خلاف ذلك. الآن يتم شراء المواد الغذائية بأسعار مرتفعة، وهذا يعكس سوء التخطيط وتأثيره على معيشة الناس”.

وفي ما يتعلق بإجراءات مواجهة الغلاء، تساءل الرفيق فهمي عن “سعة المشمولين بالمنح المالية، ومن الذي سيحدد مستحقيها ووفق أية معايير، فهذه القرارات تطرح أسئلة عديدة عن المستحقين وخلال أي فترة زمنية ستصلهم الأموال؟، وقال أن “القيمة العملية لكل هذه القرارات مجهولة، ولا يملك البلد جهازا مصرفيا قادرا على التعامل مع هذا الأمر، علما أن توزيع مبلغ مائة ألف لا يحل شيئا، وقد يتسبب بالتضخم وارتفاع الأسعار، وهذا يقلل من قيمة المنحة بشكل مسبق”،  وتابع  “توجد إحصائيات تقول ان عدد الفقراء يصل إلى حوالي 10 - 11 مليونا، فهل ستصل المعونة لهؤلاء ايضا؟”.

حلول وقتية

وزاد فهي قائلا: “أعتقد أن هذه الاجراءات هي مجرد حلول وقتية. كما أن الاجراءات التجارية تثير تساؤلات بخصوص رفع الرسوم وتقديم التسهيلات للتجار لغرض الاستيراد، فهل سيستوردون فوق الطاقة المطلوبة ويخزنونها ويتلاعبون بالأسعار لأجل الربح؟ كيف نضمن عدم حصول ذلك في سوق منفلت وأجهزة رقابية ضعيفة؟”، متوقعا أن “تستمر أزمة أوكرانيا والاسعار قد ترتفع أكثر، لذلك فإن الاجراءات الحالية لا تغطي أبعاد الأزمة، ولا بد من ايجاد منظومة اجرائية استراتيجية تركز في قسم منها على القضايا الآنية المعنية بالعدالة الاجتماعية، ويهتم قسمُها الآخر بالانتاج الزراعي والقضايا التجارية وتشجيع الصناعات التي يمكن ان تغطي جزءا من الحاجة المحلية ودعم الانتاج المحلي والقطاع الخاص”.

وأكد أن “الاقتصاد العراقي والاحوال المعيشية للناس قد تلقى صدمات شديدة متتالية، أولاها كانت بارتفاع سعر الدولار والذي هو بمثابة ضريبة قدرها ٢٣ في المائة، فرضت على المواطنين عامة، ومن ثم التداعيات المعيشية، وصولا إلى ارتفاع الأسعار في الأيام الحالية”.

********

المثنى في قبضة الفقر

بغداد - عبد الله لطيف

تعاني محافظة المثنى واقعا مريرا بسبب ارتفاع نسب الفقر الذي يقاسيه نصف سكانها. ورغم هذا، فأن أي جهود لا تبذل لتحسين واقع المحافظة من خلال تطوير القطاعات التي يمكن ان توفر فرص عمل كثيرة كالقطاعين الصناعي والزراعي. ويرى ناشطون، ان القائمين على القرار الاقتصادي في المحافظة، هم شخصيات غير كفوءة، غيبوا الهوية الاقتصادية للمحافظة، وتسببوا في هجرة أعداد غير قليلة من أبناء المثنى.  وتذكر دائرة التخطيط في المحافظة، أن نصف السكان يعانون من الفقر الذي يرتبط بانخفاض الدخل ونصيب الفرد من الاستهلاك، وبحجم الأسرة الكبير، وانخفاض مستوى التعليم.

*********

من هم عديمو الدخل؟

بغداد – طريق الشعب

قال الخبير الاقتصادي احمد خضير في تصريح صحفي لـ “طريق الشعب” ان “الحكومة اعترفت أخيرا بوجود فئات اجتماعية معدومة الدخل، لكن السؤال المطروح الان من سيحدد معدومي الدخل والفئات المشمولة بهذه المنحة، وماذا تقصد الحكومة بمعدومي الدخل: هل هم كل من لا يتقاضى راتبا من الدولة؟، مؤكدا “صعوبة تحديد معدومي الدخل في العراق نتيجة لغياب البيانات المتوفرة للعراقيين، وعدم وجود إحصاء لتزويد الحكومة بمعلومات حقيقية عن أحوال المواطنين”.

*********

3000 حريق خلال شهرين

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة الداخلية، يوم أمس، تسجيل نحو 3 آلاف حريق، خلال الشهرين الماضيين من العام الحالي، مشيرة إلى أن تغليف الأبنية بطريقة الـ «سندويج بنل» تسبب بغالبية تلك الحرائق. 

وقال اللواء سعد معن، في تصريح للقناة الرسمية، تابعته «طريق الشعب»، إن «الشهر الأول من العام الحالي، سجل العراق 1600 حريق، فيما سجل الشهر الثاني 1400 حادث». ولفت إلى أن «اغلب تلك الحرائق تتسبب بها البناءات الحاصلة، باستخدام مادة (سندويج بنل)، وهي مادة سريعة الاشتعال، بالإضافة إلى الأسلاك، وإهمال وسائل التدفئة، وعبث الأطفال.  كما توجد عقوبات يفرضها قانون العقوبات العراقية على مخالفي التعليمات».  

وأضاف معن، أن «فرق الدفاع المدني، تقوم بواجبها، عبر التفتيش المستمر، للبنايات التجارية، لمعرفة مدى التزامها بتعليمات السلامة المهنية، كما أنها تفرض غرامات وعقوبات بحق المخالفين».  

*******

راصد الطريق.. فكرة سليمة .. لكن من يطبقها ويحميها؟!

دعت وزارة الزراعة، يوم امس، الى إقامة أسواق أو مجمعات للبضائع والسلع بأسعار مدعومة لتكون الداعم الأكبر لشريحة الفقراء وذوي الدخل المحدود.

وحملت الوزارة في بيان لها مسؤولية ارتفاع الأسعار الى جشع التجار الذين يتلاعبون بأسعار المواد الغذائية والخضراوات بما يتناسب مع سياستهم الخاصة وانانيتهم، ونضيف الى ذلك، وفي الأساس، الإهمال العمد للزراعة وقلة التخصيصات لها، وعجز مؤسسات الدولة عن تأمين حقوق العراق في الموارد المائية.

وما دعت له وزارة الزراعة اجراء كان يفترض المباشرة به من زمان، وان يكون للدولة دور ملموس في دعم المنتج الوطني وتشجيعه.

يبقى مهما ان تتحول هذه الأفكار الى إجراءات ملموسة ويتم تنفيذها وتناط المسؤولية فيها بذوي الكفاءة والاختصاص وبعيدا عن المحاصصات وتقاسم المغانم، وان تخصص لها الأموال الكافية، ويتطلب أيضا حماية هذا المشروع من تدخلات الفاسدين والمتنفذين.

ومطلوب أيضا اعمام هذه الفكرة وإعادة فتح الأسواق التجارية وتشجيع إقامة المجمعات التعاونية والتعاونيات المتخصصة، وهذا ما يفترض تغييرا كاملا للسياسة الاقتصادية المتبعة.

فهل نحن بصدد هذه المراجعة، ام هو اجراء مؤقت فرضته الظروف وارتفاع الأسعار الجنوني؟

***********

الصفحة الثانية

ديالى تفقد نصف مساحاتها الخضراء

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت دائرة البيئة في ديالى، أمس السبت، فقدان المحافظة حوالي 40 في المائة من الاحزمة الخضراء، فيما أكدت ان بعقوبة فقدت حوالي نصف مساحاتها الخضراء.

وقال مدير بيئة ديالى عبد الله الشمري في تصريحات صحفيّة، أن “ديالى فقدت من 30-40 في المائة، من الاحزمة الخضراء حول المدن الرئيسية بشكل عام بعد 2003 لكن بعقوبة وحدها فقدت أكثر من 50 في المائة، اي انها الاكثر تضررا على مستوى المحافظة”.

وأكد الشمري، أن “البلاد تعاني من تصاعد وتيرة العواصف الترابية لأسباب تتعلق بالمتغيرات البيئية، بالإضافة الى انها جرس انذار مبكر بسبب تأثير الجفاف وقلة الامطار وانحسار الاحزمة الخضراء في العراق والمنطقة بشكل عام”، مشيراً الى ان “العواصف ستكون اكثر ضراوة في السنوات القادمة اذا لم يجر الانتباه لخطورة فقدان المدن والارياف من البساتين والغابات بسبب التجريف الذي سيؤدي الى عواقب بيئية خطيرة جدا”.

************

اضاءة.. غضب ورفض 

محمد عبد الرحمن

ما وجه الغرابة في  ان نرى الناس  تملأ الشوارع والساحات، محتجة غاضبة ، ومتحدية أساليب القمع والتنكيل وتشويه الحقائق وقلبها رأسا على عقب ؟ وما الذي  يدفع المواطنين في بلادنا  الى الصبر وعدم الخروج عن صمتهم والمطالبة بحقوقهم ؟ 

 وكم في وسع الفقير والكادح ومحدود الدخل ومن لا يجد قوت يومه ان ينتظر؟ وماذا ينتظر؟ 

قيل ان الحكومة الحالية حكومة تصريف اعمال ، وانها غير قادرة  على اتخاذ إجراءات كبيرة ، وان اجراءاتها ستبقى في حدود ما لها من صلاحيات ، خاصة في مجال التخصيصات المالية ..

الا ان خطوات هذه الحكومة في مجالات عديدة، والمدعومة من متنفذين ، لا تنسجم مع هذا القول ، ونشير مثلا الى التعيينات الجارية على قدم وساق وفي مواقع عدة ومهمة في الدولة، والتي تبدو كانها تحضير لشيء قادم ، واستعداد لمعركة مقبلة هدفها النهائي الهيمنة الكاملة على ما تبقى من  مواقع  في مؤسسات الدولة ، فيما غالبية المواطنين لا تجد فرصة عمل. وهذا ينطبق على كل محافظات العراق من دون استثناء ، على البصرة والنجف وبابل والانبار والموصل والسليمانية واربيل و و.. .

أفلا يحق لمن يتلمس التمييز ويعاني منه ان يقول كفى؟ لقد تماديتم كثيرا! وللمحتجين  الباحثين عن فرص عمل ان يصرخوا: أما  شبعتم؟ اتركوا للفقراء والمسحوقين بعض الوظائف، من باب التورية والتغطية على افعالكم على الاقل؟

ولنا ان نسأل ايضا: اذا كانت التعيينات تجري على هذا النحو ، فلماذا شرع قانون مجلس الخدمة العامة وجرى تشكيل هذا المجلس؟

ماذا ينتظر مجلس النواب ، والحكومة ، والاموال الاضافية تتدفق على خزينة الدولة بفضل ما جاءت به التطورات الدولية، على ما فيها من اذى وقسوة على بعض الشعوب، وفي المقدمة  الاوكراني ، من ارتفاع في أسعار النفط ، الامر الذي اسقط حجة عدم توفر الأموال وعجز الموازنة المخطط وغير الواقعي ؟ ماذا ينتظر البرلمان والحكومة وهما يبصران ارتفاع الأسعار الجنوني واشتداد حالة الفقر، وعجز مؤسسات الدولة المتزايد عن الإيفاء بواجباتها وتقديم الخدمات العامة للناس؟ وهذا ما نشهده على نحو صارخ  في الصحة والتعليم والنقل، وفي مشاكل السكن والارتفاع في الإيجارات .

ان إجراءات الدعم الحكومية  الأخيرة لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد ابتلعتها  الأسعار المرتفعة والتضخم قبل ان تصل الى من شملتهم ، هذا ان وصلتهم فعلا. اما إجراءات دعم الفلاحين، ففي مقابلها  فتحت أبواب الاستيراد على مصاريعها دون اعتماد الرزنامة الزراعية والتمسك بها، كما جاءت في وقت خفضت فيه المساحات المزروعة بعد الفشل المتواصل في تأمين حصة عادلة للعراق من مياه الأنهر والروافد ، وإصرار الجانبين التركي والإيراني على مواقفهما التي أضرت بالعراق كثيرا.

وحتى البطاقة التموينية لم تستقر على حال، ولم تُدعم المبالغ المخصصة لها في الموازنة العامة بل حصل العكس، كما لم  يجر تنويع مفرداتها وتحسين نوعيتها وانتظام توزيعها، وغدت اقرب الى المكرمة منها الى حق للمواطنين لتفادي الموت جوعا والبقاء، مجرد البقاء على قيد الحياة .

هذا إضافة الى استمرار ازدهار الفساد وحالة عدم الاستقرار وفلتان السلاح، واستمرار استهداف النشطاء والمحتجين ، كما حصل أخيرا في بابل وواسط .

هذا كله وغيره هو ما دفع ويدفع المواطنين الى تمزيق اكفان الصمت، وتعرية من يقف وراء معاناتهم ، ومواصلة الضغط للخلاص من المنظومة المسؤولة عن هذا كله وعن إبقاء بلادنا تختنق في دوامة الازمات.

***************

الاحتجاجات تتواصل رفضا  للاجراءات الترقيعية

بغداد ـ طريق الشعب

لم يُرض المحتجين الإجراءات الترقيعية التي تبنتها الحكومة، لمعالجة موضوع غلاء أسعار المواد الغذائية، واحتجاجا على الاحكام القضائية الصادرة بحق المتظاهرين، فيما تتواصل المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات.

بغداد

وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تظاهر العشرات من المواطنين، احتجاجا على الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية، ورفضا للاعتداء على الناشط المدني ضرغام ماجد.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين عبروا عن رفضهم للإجراءات الترقيعية لمعالجة الازمة الاقتصادية”، مشيرا الى ان “مطالبهم تركزت على ضرورة معاقبة من قام بالاعتداء على الناشط المدني ضرغام ماجد”.

وأضاف ان “عددا من رفاق محلية الرصافة الثانية في الحزب الشيوعي نظموا وقفة جماهيرية في سوق المشتل، احتجاجا على ارتفاع الأسعار”.

واسط

من جانبهم، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة واسط، احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين طالبوا بعودة سعر صرف الدينار امام الدولار الى السعر القديم، وتوفير مفردات البطاقة التموينية”، منوها بان “عددا من أهالي العزيزية اقدموا على اغلاق طريق بغداد – الكوت، احتجاجا على صدور احكام اعدام بحق متظاهرين محتجين على سوء الكهرباء في العام الماضي”.

المثنى

وحوّل المحتجون في قضاء الخضر التابع الى محافظة المثنى، تظاهراتهم الى اعتصام مفتوح، مطالبين بإقالة المحافظ ومسؤولي الدوائر الخدمية.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي بان “المطالبة بإقالة المسؤولين جاءت على خلفية تجاهل مطالب المتظاهرين طيلة الفترة الماضية”، مبينا ان “المتظاهرين طالبوا بتفعيل قرار مجلس الوزراء المتضمن دعم مناطق الرقع النفطية الاستكشافية بأموال المنافع الاجتماعية من الشركات النفطية بمبلغ لا يتجاوز 5 ملايين دولار سنويا، وإحالة الفاسدين ممن ثبت تورطهم بهدر المال العام الى القضاء، فضلا عن تخصيص قطع اراض للموظفين وأفراد القوات المسلحة من المستحقين لها، واعادة العمل بالمعامل المتوقفة في المحافظة”.

كربلاء

الى ذلك، تظاهر المئات من اهالي كربلاء، احتجاجا على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، مطالبين الحكومة بإيجاد حلول جذرية لا ترقيعية للخلاص من الأزمة.

وقال الناشط المدني حسين صبري، ان سياسة التجويع التي يستخدمها النظام السياسي ضد ابناء الشعب غير صحيحة وعلى الحكومة ايجاد حلول منطقية من اجل معالجة الازمة لا ترقيعية عبر اصدار قرار تقديم منحة مالية طارئة لذوي الدخل المحدود.

واضاف ان على الحكومة الاستعانة بخبراء في الشأن الاقتصادي لمعالجة الازمة، وفرض تسهيلات لدخول البضائع المستوردة وتخفيض الضرائب التي تفرض على التجار من اجل عدم رفع اسعار المواد الغذائية.

الديوانية

وشهدت محافظة الديوانية، احتجاجات مماثلة، حيث تظاهر العشرات من مواطني وناشطي محافظة الديوانية، احتجاجا على رفع اسعار المواد الغذائية.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “عددا كبيرا من المواطنين في مركز المحافظة، وفي قضاء الشامية نظموا تظاهرات حاشدة احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية”، منوها الى ان “المتظاهرين طالبوا مجلس النواب باعادة سعر صرف الدولار لما كان عليه”.

ذي قار

ويواصل المئات من خريجي الكليات والمعاهد إغلاق شركة نفط ذي قار، للأسبوع الثالث على التوالي، مطالبين بتوفير فرص العمل.

واشار المتظاهر وسام كريم الى أن استمرار التصعيد الاحتجاجي يأتي على خلفية عدم استجابة الجهات الحكومية لمطالبهم، مشيرا إلى أن أعدادهم بالمئات ومن مختلف الاختصاصات العلمية، مناشدا الحكومة المركزية الالتفات إلى مطالبهم والتخفيف من معاناتهم، والاستجابة لمطالبهم ضمن موازنة العام الحالي.

السليمانية

في المقابل، نظم عدد من المحاضرين المجانيين، وقفة احتجاجية في الحديقة العامة وسط مدينة السليمانية، مطالبين بصرف مستحقاتهم الشهرية.

وطالب کاروخ عبدالله (محاضر مجاني)، خلال مؤتمر صحفي، بـ”صرف المنح الشهرية التي أقرتها حكومة إقليم كردستان، حيث لم يتم تسلم الرواتب منذ ثلاثة أشهر”.

ودعا عبد الله، إلى تحويل المحاضرين المجانيين كافة، على الملاك الدائم أو بصفة عقود دائمة على ملاك وزارة التربية.

**************

يتقاضون أجورا زهيدة في القطاع الخاص.. الخريجون.. ضحايا للفساد والمحسوبية

بغداد- طريق الشعب

يُجبر أوس ثامر، حامل شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال، منذ عشر سنوات، على الخروج يومياً للعمل كبائع خضار في احد الاسواق الشعبية، من أجل إعالة أسرة من ستة أفراد.

من جانبه افاد، محمود التميمي رئيس الخدمة العامة الاتحادي، ، في تصريح صحفي، ان "المجلس عاجز عن تعيين جميع الخريجين، كونه يعتمد الدرجات المتوفرة في قانون الموازنة العامة".

للوساطات فقط 

ويقول ثامر (32 عاماً) بحسرة في حديثه لـ"طريق الشعب، انه واغلب زملائه بذات التخصص، يعملون بمهن بعيدة عن اختصاصاتهم أو يمكثون عاطلين عن العمل.

ويضيف انه حاول اكثر من مرة الحصول على عمل مناسب فيه ضمانات مستقبلية، وبخصوص عمله كبائع للخضار، يذكر انه "افضل من لا شيء، مع انه لا يخلو من مضايقات عناصر تفرض إتاوات مالية علينا لقاء استمرار العمل".

ويرى أوس ان "اغلب التعيينات الحكومية اليوم تذهب الى اصحاب المحسوبيات".

عمل بلا ضمانات

فيما يفيد ليث ماجد (35 عاما وحاصل على البكالوريوس)، ويعمل بصفة مندوب مبيعات في احدى الشركات الاهلية، بان "فرصة التعيين الحكومية متاحة امام كل من له سند في الاحزاب المتنفذة أو من يقدر على دفع رشى".

ويقول لـ"طريق الشعب"، ان "هناك الكثير من زملائه قد تمّكنوا من الالتحاق بالمؤسسة العسكرية، بعد أن دفعوا مبالغ مالية كبيرة الى قيادات عسكرية"، مشددا على ان "عناصر الفساد اليوم يستغلون حاجة الشباب الى التعيين الحكومي".

ويعمل ليث أكثر من 12 ساعة يومياً مقابل 400 ألف دينار في الشهر. لكنه يعد ذلك "استغلالا كبيرا، فاجور العمل قليلة مقابل ساعات طويلة، فضلا عن كونه قطاعا خاليا من الضمانات المستقبلية، حيث يسعى اغلب ارباب العمل الى حجب الضمان الاجتماعي عن عمّالهم.

ويطالب ليث بـ"ضرورة تفعيل الضمان الاجتماعي خاصة لفئة العاملين في القطاع الخاص.

استغلال للخريجين

وتشكو الشابة هند علي، الحاصلة على شهادة البكالوريوس باختصاص التاريخ، من قلة اجور العمل التي تتقاضاها من احد معاهد التدريس الخصوصي.

وتقول لـ"طريق الشعب" ان "معاهد التدريس الخصوصي تضم اغلب الخريجين العاطلين، وبأجور مجحفة لا تتجاوز 250 الف دينار شهريا، مقابل ساعات تدريس طويلة".

بينما تقول زينة فالح، الحاصلة على البكالوريوس ـ لغة إسبانية، وتعمل في احدى المدارس الاهلية، انها تتقاضى اجورا شهرية 200 الف دينار لا غير، لقاء تدريسها مادة اللغة الانكليزية للمرحلة الابتدائية.

وتضيف لـ "طريق الشعب"، "ان "العمل باي مجال كان افضل من الجلوس في المنزل دون شيء، برغم استغلال ارباب العمل لجهود العاطلين، والذين يرغبون بأية فرصة عمل.

*************

الرفيق قاسم الحلفي  (ملازم قصي) .. وداعا

بالم وحزن عميقين تلقينا  نبأ  رحيل الرفيق العزيز قاسم ناظم الحلفي  ( ملازم قصي ) ، الذي رحل عنا قبل أيام في الدانمارك .

انخرط  الفقيد الكبير  في ميدان النضال والكفاح في سنوات شبابه الأولى  وانغمر بنشاط في العمل المهني الديمقراطي، فكان من الناشطين المتميزين في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية في البصرة ، ووجد طريقه الى صفوف الحزب حيث واصل عمله الطلابي والحزبي في معهد المعلمين، ولاحقا في ابي الخصيب .

اضطر الراحل الى ترك بلده العراق بعد الهجمة الدموية   ضد الحزب ومنظماته ورفاقه في أواخر السبعينات وتنقل في بلدان عدة ، حيث استقر مؤقتا في اليمن الديمقراطية ليتخرج من الكلية العسكرية فيها ضابطا .

التحق  الراحل ملازم قصي بحركة الأنصار الشيوعية في إقليم كردستان ، وفيها تسلم مسؤوليات عدة ، حزبية وعسكرية .

برحيل الرفيق ملام قصي خسرنا رفيقا مناضلا صلبا، وشخصية شيوعية  مقدامة، وانسانا طيب المعشر واسع العلاقات ومحبوب  من رفاقه وأصدقائه، تحمل المضايقات والاعتقال ، وظل يواصل عمله الحزبي بهمة ونشاط  حتى رحيله .

في هذه الخسارة الكبيرة نتقدم بالتعازي والمواساة الى زوجة الفقيد الرفيقة  والنصيرة  ام أسامة، والى ولده أسامة وابنته سمر ، ولافراد  عائلته كافة ، والى جميع رفاقه وأصدقائه .

الذكر الطيب للرفيق ملازم قصي على الدوام .

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١١-٣-٢٠2٢

************

الصفحة الثالثة

في حوار اجراه المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي.. ناشطات: حقوقنا مغيّبة

بغداد ـ طريق الشعب

في مناسبة العيد العالمي للمرأة في الثامن من آذار، اجرى المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي في لقاء خاص عبر صفحة الحزب على فيس بوك حوارات موسعة مع نخبة من الناشطات المعنيات بحقوق المرأة، سواءً في مساواتها مع الرجل، حقوقها، حريتها، تعلمها، مساهمتها الفاعلة في بناء الدولة، وعن ماهية السبل الكفيلة بمعالجة سلبية وإستسلام بعض النساء للواقع وضعف استعدادهن لمواجهة أي تدهور يحصل في حقوقهن.

مناسبة لإذكاء شعلة الكفاح

تقول شميران مروكل، سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، ان الثامن من آذار “ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل هو حالة تؤهلنا للاستمرار دائما في المطالبة بحقوق النساء وخاصة حقهن في الحرية والعدالة الاجتماعية، حيث تقام في كل ارجاء العالم، منابر للنضال والحوار والعمل لتوحيد الجهود من أجل عالم خال من اضطهاد المرأة. عالم بلا كوارث وحروب ومجاعات وأوبئة، لاسيما وإن من يدفع ثمناً اعلى للمآسي هو النساء، باعتبارهن الجانب الهش من المجتمع. كما تُستغل المناسبة لإستذكار نضال النساء عموما على مدى التاريخ من اجل الحصول على المكتسبات”.

وتواصل مروكل ان “تاريخ نضال المرأة العراقية منذ العشرينات، هو جزء من تاريخ الحركة الوطنية العراقية، حيث ساهمت في الكثير من التظاهرات والاضرابات، وكانت شريكة في اجراء التغيير الذي حصل في العراق”.

وتعليقا على وجود تناقض كبير بين ما تقدمه المرأة لبناء الدولة وما تحصل عليه من حقوق في ظل العملية السياسية، تجد مروكل أن “المنظومة القانونية في العراق ما زالت مثقلة بالكثير من المواد التي تبيح وتشرعن العنف ضد النساء، كقانون العقوبات العراقي رقم 111 الصادر عام 1969، والمتضمن العديد من البنود التي تشرعن العنف أهمها المادة 41 التي تمنح الزوج حق تأديب الزوجة والأولاد. ورغم إعادة النظر في جميع التركة البائسة للنظام المقبور، لم يجر التعامل مع هذه القضايا المنافية لحقوق البشر”.

دور سياسي يتطلب التفعيل

وحول التجربة الرائدة التي اجترحتها المرأة في المشاركة الفاعلة في انتفاضة تشرين المجيدة، وبعد الحضور النسوي المميز في الانتخابات الأخيرة، ترى الناشطة أمل كباشي، إن الخطوة الاولى التي ينبغي الثناء عليها، هو صعود عدد لا بأس به من النساء الى مجلس النواب (95 امرأة أي ما يشكل نسبة 29 %)، وهو ما يحدث اول مرة منذ 2006 ، كما لا بد من الإشارة الى اهتمام الناخب العراقي بمشاركة النساء واعطائهن فرصة اكبر للقيادة وصناعة القرار في المجتمع، وهو نتاج لما تقدمه المرأة، من انجازات وقدرة على الخلق والابداع، وايضا قدرتها على المبادرة والتفكير، ونيلها ثقة الناخب لتمثله في مجلس النواب.

وتعرب كباشي عن قلقها من أن لا يكون لبعض النائبات دور فاعل يبرر هذه الثقة، خاصة مع حاجة البعض الى تطوير إمكانياتهن على مستوى القيادة والمسؤولية.

وتعتقد الناشطة كباشي أن المجتمع ما زال يفتقد وجود نساء سياسيات، يمتلكن الايمان بقضايا المرأة العراقية، كما ما زالت الاحزاب الموجودة، القديمة منها والحالية، وحتى الاحزاب التي خرجت من رحم تشرين، غير مهتمة بالمرأة، فهي مُبعدة ومهمشة، ولا يتم استثمار جهدها في بناء هذه الحركات السياسية.

تفاؤل حذر

وتجد الناشطة د. طاهرة داخل، أن لديها دائما أملا وطموحا وتفاؤلا بما يتعلق بوضع المرأة في العراق، فتختلف مع زميلاتها في وجود خط متوازٍ لعمل الناشطات العراقيات، وأن هذا الخط كان واضحا منذ دخول المرأة للعمل السياسي.

وتعد د. طاهرة التشريعات الحكومية بأنها داعمة للمرأة ومحايدة، برغم أن التطبيق والتنفيذ غير جاد عند التعامل مع هذه القرارات.

وتعرب د. طاهرة عن سرورها بالدور الذي قامت به المرأة منذ دخولها العملية السياسية في الجمعية الوطنية العراقية العام 2005، الا أنها تأمل في مواصلة تطور هذا الدور، سواءً في البرلمان أم في منظمات المجتمع المدني أم في الأحزاب السياسية.

وتدعو الى مواصلة الضغط لتدخل حيز التنفيذ بعض قرارات اتفاقية “سيداو” التي وقع عليها العراق وصادق عليها، ولتجد تجسيدا في التشريعات المطلوبة.

*********

وثائق المؤتمر الـ 11.. انتفاضة تشرين 2019

وتكمن اسباب اندلاع الحركات الاحتجاجية وتواصلها منذ 25 شباط 2011، وصولاً إلى انتفاضة تشرين واستمرار الحراك الشعبي حتى الآن، أساسا في طبيعة منهج ومنظومة الحكم وآليات إدارة الدولة، وتفشي الفساد، وحالة اللادولة، والمشاكل المتفاقمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية، والتدخلات الأجنبية الواسعة وتغييب إرادة العراقيين واستقلالية القرار الوطني، وانفلات السلاح. وهي لا تزال مرشحة لأن تتفاقم مع إصرار المتنفذين على التمسك بذات المنهج الفاشل، وعجزهم عن تقديم حلول لما راكمته منظومة المحاصصة والفساد من أزمات.

وجاءت الانتفاضة الشعبية في الأول من تشرين 2019، التي وصلت أعداد المساهمين فيها في بغداد وبقية المحافظات المنتفضة والداعمين والمتضامنين معها إلى الملايين، على خلفية فرز اجتماعي – طبقي، وانعكاسا لواقع متردٍ، ولتناقضات احتدمت وتراكمت، ولهوّة سحيقة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع، ولغياب العدالة الاجتماعية واحتكار السلطة من قوى الطائفية السياسية وأقلية حاكمة فاسدة ومنبوذة. وكانت الانتفاضة في جوهرها صراعا طبقيا تخوضه مختلف الطبقات والفئات والشرائح الكادحة والفقيرة من أجل مصالحها او دفاعا عنها.

ولم تكن الانتفاضة مقطوعة عن الحركة الاحتجاجية في شباط 2011 ثم في 2015 وما بعدها، وما راكمته من تجربة وخبرة وما فرضته من حقائق. كما انها لم تكن بعيدة عن جهد حزبنا الشيوعي والقوى والشخصيات المدنية والديمقراطية والوطنية الأخرى، التي بيّنت في وقت مبكر المخاطر الناجمة عن مواصلة القوى المتنفذة التشبث بالمحاصصة، منتجة الأزمات وحامية منظومة الفساد المتشابكة مع المتنفذين الحاكمين.

وسجّل مسار الانتفاضة اتساع دائرة القوى والشرائح الاجتماعية المشاركة فيها. وتحققت في مجرى الانتفاضة اوسع مشاركة للطلبة منذ عقود في فعاليات الاحتجاج الجماهيري، وكان وقعها كبيرا حيث عززت صفوف الانتفاضة ورفعت معنويات المنتفضين، وعُدّت مساهمة متميزة ومأثرة جديدة اجترحتها الجماهير الطلابية العراقية. كما كانت مساهمة المرأة العراقية بارزة وواسعة في مختلف أنشطة وفعاليات الانتفاضة. ورُصدت إسهامات من جانب غالبية الاتحادات والنقابات المهنية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني في الانتفاضة، ومشاركتها المنتفضين مطالبهم السلمية المشروعة. وشكّل موقف نقابة المعلمين دعما كبيرا للطلبة، شجعهم على المضي في اسناد الانتفاضة رغم كل الضغوط التي مورست للتضييق عليهم والحد من مشاركتهم. وتجدر الاشارة أيضا إلى دور نقابة المحامين.

واجتذبت مشروعية وعدالة مطالب الانتفاضة، بأبعادها الاجتماعية والوطنية، وبسالة المنتفضين السلميين وشجاعتهم الفائقة في مواجهة القمع الدموي، اقساما واسعة ومتنامية من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية ومن ابناء العشائر، الذين وفروا لها الدعم وحتى الحماية كما حصل في بعض المحافظات. كما تعاطف معها كثيرون في صفوف القوات المسلحة والأمنية، وتجلى ذلك بصيغ مختلفة. وغدت الانتفاضة، في نهاية المطاف، انتفاضة غالبية أبناء الشعب مقابل أقلية معزولة، تريد إدامة هيمنتها وحكمها بالقمع والقتل.

وقد أعلن حزبنا انحيازه التام إلى الانتفاضة السلمية ومطالبها العادلة، وأعلن دعمه لها ومشاركته فيها. واستشهد عدد من رفاقه واصدقائه ضمن أكثر من 700 من الشباب المنتفضين العزّل الذي سقطوا برصاص القوات الأمنية وميليشيات وجماعات مسلحة اقترفت مجازر دموية بحقهم، اضافة إلى اصابة أكثر من 30 ألفاً بجروح.

وتضامنا مع الانتفاضة واحتجاجاً على القمع الممنهج وصمت مجلس النواب وعدم قدرته على محاسبة القتلة، قدم نائبا الحزب في مجلس النواب استقالتهما، وفعل مثلهما الشيوعيون اعضاء مجالس المحافظات. كذلك سخّر الحزب طاقاته واعلامه ونشاط منظماته ورفاقه واصدقائه، داخل الوطن وخارجه، لمساندتها وصولا إلى تحقيق اهدافها. كما عبّر عن ادانته الشديدة للقمع والقتل العمد والخطف والاغتيال والتضييق على بعض الفضائيات والاذاعات وإغلاق عدد منها.

وتعرضت الانتفاضة والحركة الاحتجاجية إلى حملة واسعة منظمة، ساهمت فيها جهات عدة، رسمية وغير رسمية، بهدف شلها وإخراجها من المعادلة السياسية وإطفاء جذوتها. ولجأت السلطة في تعاملها مع الانتفاضة إلى اسلوبين: الأول هو تصعيد العنف ضدها قتلا واغتيالا واختطافا بأدوات القمع المختلفة وبزعم خدمتها أجندات خارجية، والعمل على تخريبها ومحاولات شيطنتها وتشويه صورتها ودفعها نحو مسارات وممارسات عنفية منفلتة تُسهّل قمعها، وذلك من خلال تسريب وزرع عناصر مندسة داخلها، ترتبط بأجهزة السلطة المختلفة مباشرة او بصورة غير مباشرة، وشراء الذمم والاختراق السياسي. والاتجاه الثاني تجلى في السعي إلى كسب الوقت من خلال تقديم حزم “إصلاحية”، وإطلاق وعود لا تحظى بصدقية، وعرض خرائط عمل بتوقيتات زمنية، والمراهنة على تعب وملل المنتفضين وانحسار الدعم الجماهيري للانتفاضة. غير ان نهج الحكومة ومراهناتها والقوى الداعمة لها فشلت وانتهت إلى طريق مسدود، ولم يؤدّ القمع بالذات الاّ إلى زيادة إصرار المحتجين على نيل حقوقهم كاملة، وإلى تعاظم التعاطف والدعم الشعبيين لهم. وفرضت الانتفاضة على الحكومة ورئيسها في النهاية تقديم الاستقالة، وهو ما تحقق بدماء الشهداء وتضحيات المنتفضين وضغط الجماهير ودعم الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

*********

السفرات المدرسية.. استغلال بشع للطلبة

بغداد – سيف زهير

اعتاد القطاع التربوي منذ عقود على تنظيم السفرات الترفيهية لكسر الروتين وإعطاء فسحة من الراحة للطلبة، وتزويدهم ببعض المعارف العيانية.

وشهدت السنوات الأخيرة عودة لهذا النشاط في ظل استقرار الوضع الأمني، الا إن ما يؤسف له حقاً تعرض الطلبة في العديد من هذه النشاطات الى حالات استغلال بشعة، تؤذي الطلبة، وخاصة المنحدرين من عوائل كادحة، لاسيما أثناء زيارة بعض الأماكن السياحية.

وفي تعميم مديريات التربية في بغداد والمحافظات، حددت السلطات أماكن ترفيهية معينة للسفرات، وشددت على أن تكون تلك السفرات مجانية، لكن إدارات المدارس لا سيما الأهلية استحصلت مبالغ غير قليلة من الطلبة.

مشاريع تجارية

ففي منتجع الجزيرة السياحية، شكا طلبة وطالبات في المراحل المتوسطة والإعدادية من المعاملة الاستغلالية التي تعرضوا لها أثناء ذهابهم الى هناك في سفرات مدرسية.

وتصف زهراء صلاح، الطالبة في الصف السادس الإعدادي، إجراءات إدارة منتج الجزيرة السياحي بأنها “مخجلة”.

وتقول صلاح لـ”طريق الشعب”: ان “الطلبة ذهبوا مع ذويهم في سفرات نظمتها وزارة التربية عبر مدارسها، وكانت بأسعار رمزية، فدفع الطالب مبلغ 1000 دينار فقط، و5 الاف عن كل شخص مرافق”. وتضيف انهم عندما وصلوا إلى بوابة الجزيرة “طالبونا بدفع 15 الف دينار مقابل الدخول إلى المكان المخصص للسفرة”.

وتواصل زهراء حديثها بأن كادر المنتج أبلغهم بأن المبلغ المدفوع يشمل استعمال الألعاب “كان على الجميع أن يدفع، حتى لو لم يرغب في اللعب. لكننا تفاجأنا بأن عددا من الألعاب لم تكن مشمولة بعرض الـ15 الفا، فاضطررنا الى الدفع مرة أخرى”.

وتفاجأت زهراء وزميلاتها بقيام إدارة المنتجع، مسبقا، بتسييج المكان الذي يتحركن فيه “عزلونا تماما عن التجوال بحرية في بقية الأماكن الخضراء ومنعونا من الذهاب إلى برج الجزيرة”.

ويمكن للسائحين دخول المنتج مقابل 2000 دينار للفرد الواحد، والتجول بحرية تامة في داخله “بينما شمل الابتزاز الطلبة وذويهم فحسب”، بحسب زهراء.

مبالغ هائلة للطعام والشراب

وفي “قائمة الاستغلال” التي كشفت عنها زهراء صلاح، تضيف المواطنة شيماء حيدر، والدة أحد الطلبة في الصف الثالث المتوسط، أن أسعار الأطعمة والمشروبات والحلويات تم بيعها إلى الطلبة بما يعدل أربعة أضعاف سعرها الأصلي تقريبا.

وتقول حيدر لـ”طريق الشعب”، ان “الكافيتريات باعت للطلبة ساندويتش صغيرا جدا مع عبوة بيبسي بمبلغ 5000 دينار. بينما حددت سعر قدح البطاطا الصغير بـ 3000 دينار”.

وتضيف ولي الأمر أن عوائل الطلبة صدموا بهذا “الابتزاز المخزي”.

ولا تعترض إدارات المدارس على الإجراءات الاستغلالية التي تمارسها إدارات الأماكن الترفيهية، لأنها تتلقى مكافآت جيدة من الأماكن تحدد بحسب عدد الحافلات التي تنقل الطلبة: من 100 الى 250 الف دينار عن كل حافلة ذات الـ44 مقعدا، بحسب ما أكد طلبة ومعلومون لمراسل “طريق الشعب”.

أين الرقابة؟

أحد الأساتذة تحدث لـ”طريق الشعب عمّا شاهده من أساليب استغلالية، قائلا: أن “ما تعرض له الطلبة والأهالي هو أمر مخالف للقانون دون أي جدال، حيث يتم استدراج الطلبة والإيقاع بهم لسلب ما في جيوبهم، وهم على الأغلب من عائلات محدودة الدخل”.

ويضيف أن هناك “أماكن أخرى لا تقل بشاعة واستغلالا عما يجري في الجزيرة أو السندباد لاند”.

ويقول ان “إدارة الجزيرة السياحية بررت تسييج مكان الطلبة وحرمانهم من التجوال بمحاولة الحفاظ على الفتيات الطالبات من الآخرين الغرباء. وفي الحقيقة لم تكن هناك أعداد كبيرة. كان الأجدر بالادارة أن تخصص أياما معينة للطلبة، وتجنب تلك المضايقات”.

********

الصفحة الرابعة

القوى المتنفذة تعرقل نضوج تيار ثقافي إصلاحي.. مثقفون: غياب التشريعات وشح التخصيصات يضيّعان كل إبداع

بغداد ـ طريق الشعب

خلال العقدين الأخيرين لم تحصل وزارة الثقافة على تخصيصات مالية كافية، كتلك التي تدعم عمل بقية الوزارات خاصة الأمنية والعسكرية. ولم يقتصر الاهمال على الجوانب المالية فقط، بل شمل مسألة تشريع القوانين التي من شأنها النهوض بالقطاع الثقافي. ويقول مراقبون إن القوى السياسية التي لا تزال تتحكم بالمشهد العام أسست وجودها على “قاعدة جاهلة”، لأنها تدرك أن التيار الثقافي “يشكل تهديدا عليها، ولخطاباتها الطائفية”.

زيادة التخصيصات

ويجد وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم، أن “القطاع الثقافي يحتاج إلى تضامن من قبل الاتحادات الثقافية والمجتمع والنخب، للتأكيد على ضرورة ان تهتم الدولة بكل مؤسساتها بهذا القطاع، والمطالبة بتشريع قوانين مهمة تخص وزارة الثقافة والاثار والتراث العراقي”.

ويأمل جاسم أن تشهد موازنة العام الجاري التي لم تقر للآن “تخصيص أموال مناسبة لمواكبة حركة التطور الثقافية في العالم”.

ويضيف جاسم لـ”طريق الشعب”، أن وزارته “كانت طيلة الأعوام السابقة تأتي في مؤخر اهتمامات القوى السياسية، لذلك غالباً ما تكون هناك ميزانية متواضعة، فضلاً عن وجود ضعف ملحوظ في تشريع القوانين التي تخدم الجانب الإبداعي والثقافي”.

ويجد أن “الثقافة تحتاج الى تخصيصات مالية تقترب من تخصيصات وزارة الداخلية التي غالباً ما تحظى بالنصيب الأكبر”، لأنه يؤمن بأن “انعاش الحالة الجمالية يساهم في القضاء على كل مخلفات المعارك والحروب”.

ويشير جاسم إلى أن “ابرز القوانين التي يحتاجها القطاع الثقافي تلك التي تتعلق بتسهيل الاستثمار”، فيما تعاني أغلب بنايات وزارة الثقافة، التي بنيت منذ عقود طويلة، من الإهمال والاندثار “نتيجة لغياب التخصيصات” بحسب الوكيل.

وينوه جاسم بضرورة أن “تحصل وزارة الثقافة على ملكية البنايات التي تشغلها الجهات التابعة لها، كون أن بعضها عائد الى وزارة المالية، وبالتالي فان ذلك يمنعنا من استثمارها”.

ويلفت إلى أن “المبدأ الذي يتعلق بتعظيم الواردات المالية للدولة يجب ان لا يطبق على وزارة الثقافة، لان مؤسسات وزارة الثقافة لا يمكن لها ان تقدم أموالا وعائدات لخزينة الدولة”.

مشروع ثقافي متكامل

فيما يؤكد الناطق الإعلامي لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين، عمر السراي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “النهوض بالقطاع الثقافي في البلاد يتطلب ان تتبنى الدولة مشروعا ثقافيا متكاملا، لكن ذلك يحتاج لتشريع قوانين تدعم الحركة الثقافية”.

ويضيف أن “من ابرز القوانين التي تحتاجها الثقافة، هو تشريع قانون يخص المجلس الثقافي الوطني وقوانين تخص تقاعد المثقفين وصندوق دعم الثقافة وجائزة الدولة للمبدعين، وقانون التفرغ الإبداعي”.

ويرجع السراي الاهمال الذي يلاحق القطاع الثقافي الى “التخبط والعشوائية”، مردفا “ان جزءا منه كان ممنهجاً لان التيار الثقافي يشكل تهديدا للسياسيين، الذي أسسوا لوجودهم وثباتهم عبر تجذير القاعدة الجاهلة في وسط المجتمع”.

لا توجد رؤية إصلاحية

أما الكاتب والأكاديمي أحمد جبار، فيقول إن “النظام السياسي في مرحلتي ما قبل وبعد 2003، لا يمتلك إطلاقاً اية استراتيجيات أو برنامج رصينة للارتقاء بواقع الثقافة العراقية”، مبيناً أن “جزءا كبيرا من النتاجات الفنية والابداعية كانت انعكاساً مباشراً لايديولوجيا من هم على رأس النظام”.

ويضيف جبار لـ”طريق الشعب”، أنه “بعد انهيار النظام الدكتاتوري، دخل العراق في دوامة من الاقتتال الطائفي والانقسامات السياسية التي أدار دفتها، بكل عنف، قادة لا علاقة لهم بالثقافة”.

ويربط جبار إيجاد رؤية إصلاحية تنهض بملف الثقافة العراقية، ومرافقها “بالتحرر من هيمنة القوى السياسية المتنفذة”.

ويلاحظ أن “بعض القوى التي تحكمت بالمشهد السياسي جاءت محملة برؤى انتقاميّة، تمثلت في إهمال أي مرفق ثقافي يشيع ابداعات جمالية، من الممكن أن تمثل نقداً حاداً لسياسة الانقسام الطائفي والعقائدي والقومي والمناطقي” بحسب قوله.

************

المحاصصة تُغيب هويتها الاقتصادية

المثنى.. محافظة غيّبها الفقر

بغداد ـ عبدالله لطيف

رغم الاعلان المتكرر ان نسب الفقر في المثنى الذي يتجاوز الـ 50 في المائة، إلا أن جهودها لا تزال بعيدة عن الاهتمام بالقطاعات التي يمكن ان يعمل فيها ابناء المحافظة، وابرزها القطاعان الصناعي والزراعي. ويرى ناشطون، ان القائمين على القرار الاقتصادي في المحافظة، هم شخصيات غير كفوءة، غيبوا الهوية الاقتصادية للمحافظة، وتسببوا في هجرة أعداد غير قليلة من أبناء المثنى. وتذكر دائرة التخطيط في المحافظة، أن نصف السكان يعانون من الفقر الذي يرتبط بانخفاض الدخل ونصيب الفرد من الاستهلاك، وبحجم الأسرة الكبير، وانخفاض مستوى التعليم.

فاسدون في مركز صنع القرار

فيما يقول الناشط النقابي هيثم أحمد من سكان المحافظة لـ»طريق الشعب»، ان «القوى السياسية المتنفذة، ساهمت في تنصيب شخصيات غير كفوءة في مراكز القرار الاقتصادي، بالتالي أدى هذا إلى خلق بطالة غير قليلة بين أبناء المحافظة».

أما بخصوص المشاريع الاستثمارية، فيضيف أحمد أن «اغلب القائمين عليها يفضلون العمالة الأجنبية على الأيدي المحلية، وان وجدت فهي لا تساهم في حل الأزمة».

ويوضح أحمد، أن «القطاعين الزراعي والصناعي في المحافظة يعانيان من اهمال كبير، وتحولا الى بيئة طاردة للعمل بسبب ظروف العمل القاسية فيهما»، مبيناً أن «اغلب المزارعين باتوا يفضلون الهجرة بحثا عن العمل في محافظات أخرى بسبب هيمنة العديد من أصحاب النفوذ على الأراضي الزراعية، فضلا عن قلة الدعم الحكومي للمزارعين، وشح المياه مما يساعد كثيرا في ارتفاع نسب البطالة بين أبناء المحافظة».

ويؤكد أن «فئة العاملين في مجال تجارة الاغنام في المحافظة، فضلوا ترك عملهم وبيع اغنامهم بسبب الاستبدال غير القانوني لصفة أراضي الرعي بعقود زراعية دون رادع قانوني يذكر».

غياب هويتها الاقتصادية

من جهته، يرى الناشط المدني احمد الزيادي ان «افتقار محافظة المثنى الى البنى التحتية ساهم كثيرا في غياب هويتها الاقتصادية المتعارف عليها في مجال صناعة الاسمنت والزراعة».

ويقول الزيادي لـ»طريق الشعب»، ان «اغلب أبناء المحافظة اليوم يعولون كثيرا على التعيينات الحكومية من اجل العمل وخلاف ذلك هم عاطلون عن العمل بسبب التهميش المتعمد للقطاعين الصناعي والزراعي في المحافظة»، مشيرا الى ان «غياب الكفاءات في إدارة الملف الزراعي وبروز المحسوبيات خلق ركودا كبيرا في العمل لدى المزارعين الذين يمثلون اغلب سكان محافظة المثنى». ويضيف أن «السلطات المحلية المتعاقبة لم تسع للعمل وفقا لخطط اقتصادية تعود بالفائدة على أبناء المحافظة أولا، وانما كان همها هو تحقيق مصالح خاصة خلال فترات مكوثهم في الحكم».

ويبين الزيادي، أن «دعم القطاع الزراعي بات ضرورة ملحة للحد من نسب البطالة، خصوصاً وأن اغلب أبناء المحافظة هم من المزارعين».

نصف سكانها فقراء

من جانبه، يقول مدير دائرة التخطيط في محافظة المثنى، قابل حمود: ان «أكثر من نصف سكان محافظة المثنى يعانون الفقر الذي يرتبط بانخفاض الدخل، ونصيب الفرد من الاستهلاك، وبحجم الأسرة الكبير، وضعف المشاركة الاقتصادية للنساء، وانخفاض مستوى التعليم»، مبينا انه «رغم وجود برامج حكومية للتخفيف من الفقر إلا أن عدد الفقراء لا يزال كبيراً بسبب استمرار المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية».

ويضيف حمود، في بيان تابعته «طريق الشعب»، أن «التخصيصات المالية لمحافظة المثنى للأعوام الماضية لا تتناسب مع الاحتياجات الخدمية ومتطلبات التنمية، ما يتطلب إعداد دراسة حقيقية من قبل الجهات المعنية لغرض القضاء على البطالة وإدامة المشاريع الصغيرة بجدوى اقتصادية».

ويشير إلى أن «التخفيف من الفقر، يستلزم رؤية جديدة وبرامج أكثر واقعية والعمل بالأولويات التي أهمها: توفير عمل مستدام للفقراء، وتحسين الوضع الصحي والتعليمي لهم، مع توفير سكن ملائم وإصـلاح نظام الحماية الاجتماعية وآليات الاستهداف وشمول أوسـع وأكثر فاعلية لأنظمة الإقراض الصغيرة للأسر الفقيرة».

**********

النزاهة: نعمل من اجل تقويضه.. قانونيون: معالجة الفساد مستحيلة!!

بغداد ــ نورس حسن

تقول هيئة النزاهة إنها تمكنت، نسبيا، من تحجيم عمليات الفساد في دوائر الدولة، لكن قانونيين ومراقبين يجدون أنّ الجهود الرسمية في مكافحة الظاهرة غير مجدية، بسبب “التراخي” في ملاحقة الرؤوس الكبيرة، التي تحتمي بالأحزاب المتنفذة، مؤكدين ان الإبقاء على نظام المحاصصة والروتين الإداري، يديم الآفة ويزيد من تغولها.

النزاهة تؤكد تحجيمه

المتحدث باسم هيئة النزاهة علي محمد يذكر لـ”طريق الشعب”، ان “الفساد وفقا لتقرير الهيئة الأخير في العام 2021، تراجع بواقع وحدتين عن العام الماضي”.

ويقول إن “الهيئة تعمل ـ وبجهود كبيرة ومستمرة ـ على الحد من نسبه”.

تراخٍ حكومي

فيما يشير الناشط السياسي حسين الجاف في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى ان “اغلب مؤسسات الدولة تسيّر عملها آفة الفساد”، معللا ذلك بـ”التراخي الحكومي في متابعة رؤوس الفساد الكبيرة، ما يتسبب في استفحال الفساد بين مفاصل الدولة”.

ويلاحظ الجاف ان “الجانب القضائي هو الآخر لم يأخذ دوره الحقيقي في مكافحة الفساد”، مسترسلا “هناك مجرمون تم القاء القبض عليهم بالجرم المشهود، وجرت محاكمتهم، إلا انهم في نهاية المطاف اطلق سراحهم بمرسوم جمهوري، لأسباب يجهلها الجميع”.

عمليات المكافحة غير مجدية

ويذكر خبير قانوني، رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “نسب الفساد تتجاوز اليوم 95 بالمائة في المؤسسات الرسمية”.

ويشير إلى ان الأجهزة الرقابية ومؤسسات مكافحة الفساد لم تكن فاعلة “بسبب ان الجهات المتنفذة تعمل على تنصيب شخصيات تضمن لها مصالحها في تلك المؤسسات. وبناء على ذلك لم تجر ملاحقة أية قضية فساد يقف وراءها رؤوس على صلة بتلك الجهات”.

ويكرر المتحدث ان “مؤسسات مكافحة الفساد هي مجرد واجهة امام المجتمع الدولي لا أكثر”.

ويصف المتحدث التشريعات القانونية النافذة بأنها “ضعيفة”، مردفا أن “البلاد بحاجة الى استحداث تشريعات حقيقية تلوح مسببات الفساد الذي بات اليوم دولة عميقة، يشترك فيها حتى صغار الموظفين”.

ويزيد أن “الأحكام التي تفرضها المادتان 340 و341 من قانون العقوبات، والمعنيتان بالهدر المتعمد للمال العام، تنصان على الحبس، لكن بإمكان القاضي التخفيف. وبالتالي حكم المادتين لا ينسجم مع مستوى جرائم الفاسدين المستغلين للمال العام”.

اعتبارات سياسية!

ويحمل الخبير القانوني “السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ارتفاع نسب الفساد على اعتبارها سلطات باتت تتأثر بالاعتبارات السياسية التي حلت محل النصوص القانونية والدستورية”، بحسب قوله.

ويشدد على ان الدستور تضمن “تشكيل مكاتب الادعاء العام لمكافحة الفساد إلا ان الحكومات المتعاقبة تجنبت المضي في ذلك، لكونه اجراء رقابيا رادعا”.

روتين إداري

فيما يعزو عبد الله عون، الموظف في احدى المؤسسات الحكومية، ارتفاع نسب الفساد إلى “ضعف الرقابة الداخلية في مؤسسات الدولة”.

ويقول عون لـ”طريق الشعب”، انه “لم يلحظ يوما ان مؤسسة من مؤسسات مكافحة الفساد، بضمنها السلطات القضائية، قد تمكنت من ايقاف جريمة فساد في الوقت المناسب”.

ويضيف أن “اغلب جرائم الفساد اليوم تكتشف بعد مضي اشهر أو سنوات من ارتكابها”، مؤكدا ان “الروتين الإداري لدى الجهات القضائية والأمنية عادة ما يغذي إحصائيات الظاهرة بأرقام مرتفعة”.

ويرى عون أنّ “الحد من نسب الفساد يتطلب رقابة رادعة وحقيقية داخل المؤسسات الحكومية التي تعاني منذ عقود من هيمنة الاحزاب الفاسدة في السلطة ونظام المحاصصة المقيت، إضافة إلى ضرورة إبعاد مؤسسات مكافحة الفساد عن سياقات المنظومات الحزبية الفاسدة”.

وتعليقا على حديث هيئة النزاهة بتقويض إجراءاتها لنسب الفساد، يرى عون انه “لا ينسجم مع الواقع، فاغلب المؤسسات الحكومية ينخرها الفساد، ولكن بأشكال مختلفة”.

*********

الصفحة الخامسة

من تجريف البساتين إلى الجفاف.. الواقع الزراعي العراقي.. إلى أين؟!

متابعة - طريق الشعب

تشكل الزراعة جانبا مهما في حياة الشعوب، لما توفره من أمن غذائي ووارد اقتصادي، لكنها بدأت تسير باتجاه عكسي في العراق الذي كان يعدّ في صدارة الدول العربية من حيث مساحة الأراضي الخصبة.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستغلة اليوم في البلد 18 مليون دونم من أصل 32 مليون دونم كانت تستغل بالكامل سابقا - حسب تصريح وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي.

تراجع الزراعة

هناك أسباب عديدة لتراجع الزراعة العراقية، أبرزها الإهمال وضعف مناسيب المياه، فضلا عن العمليات العسكرية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

كما أن استيراد الخضراوات والفاكهة في مواسم الحصاد، ساهم في هبوط أسعار المنتجات المحلية وخسارة المزارعين - حسب المزارع علاء إياد من قرية عوينات التابعة لمحافظة صلاح الدين، الذي يؤكد صعوبة العمل في مثل هذه الظروف، وعدم القدرة على دفع أجور العمال والمستلزمات الزراعية في ظل تصاعد أسعارها.

ويضيف إياد في حديث صحفي، ان “إهمال إصلاح مشاريع الري التي دمرت إبان سيطرة داعش على مناطقهم، أعاق عملية سقي الأرض بالصورة السليمة، إضافة إلى غلاء المبيدات وانتشار الخنازير التي تخرب المزروعات. فكل ذلك  أدى إلى تراجع حجم المساحات الزراعية، وبالتالي انحسار المحاصيل التي كانت تغزو الأسواق المحلية سابقا، مثل المشمش والرمان والحمضيات والبرقوق، إلى جانب التمور”.

ودفعت هذه الأسباب بإياد إلى زراعة دونمين فقط من أصل 10 يملكها، رغم أنها مصدر دخله الوحيد. وهو يدعو اليوم الجهات الحكومية إلى دعم المزارعين وتعويض أصحاب الأراضي التي دمرها داعش.

وكذلك حال قصي نعمان، أحد مالكي الاراضي الزراعية في صلاح الدين. فهو يرى أن ضعف الدعم الحكومي وعدم توفير المستلزمات الرئيسة للزراعة، أضرّ بالعاملين في هذا القطاع.

ويبين في حديث صحفي، أن فتح باب الاستيراد أمام المنتجات الزراعية، أضعف إقبال المواطنين على المحصول المحلي، ما انعكس سلبا على المزارعين المحليين ودفعهم إلى الهجرة نحو المدن أو العمل في مجالات أقل خطورة مالية، مثل المحال الغذائية أو سيارات الأجرة، أو تحويل بساتينهم إلى قطع سكنية وبيعها أو أحواض أسماك.

تجريف البساتين

وتمثل ظاهرة تجريف المزارع والبساتين وتحويلها إلى أحواض لتربية الأسماك، البديل الأمثل لمهنة الزراعة، نظرا لاستقرار هذه التجارة – بحسب مربي الأسماك في محافظة ديالى علي عبد الزهرة، الذي استغل نصف مساحة أرضه البالغة 6 دونمات في إنشاء حوض.

ويشير عبد الزهرة في حديث صحفي، إلى ان “هناك إقبالا كبيرا على شراء الأسماك المحلية”، مستدركا “لكن هذا القطاع يواجه مشكلات كثيرة، مثل صعوبة الحصول على إجازة لإنشاء حوض، وارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية، فضلا عن مخاطر كسر الأحواض وخسارة الأسماك اثناء مواسم الفيضان”.

من جانبه، يلفت الباحث في الشأن الزراعي، د. صباح السعدون، أن “اتساع ظاهرة تجريف البساتين وهجر المناطق الزراعية، يهدد الأمن الغذائي في البلد، ويحوّلنا إلى مستوردين للمنتجات الزراعية. كما أن قتل المساحات الخضراء يخلف مخاطر بيئية جمة”، متهما “وزارة الزراعة والجمعيات المعنية، بالإهمال الذي فاقم من حدة الأزمة”.

هل من حلول!؟

يرى السعدون، أن “استمرار إهمال الحكومة للزراعة وغياب الرؤى المستقبلية الواضحة وعدم وضع الخطط الإستراتيجية للخروج من الأزمة، كلها عوامل أصابت الإنتاج الزراعي المحلي بالشلل. كما زاد تراكم الأخطاء من صعوبات إيجاد الحلول السريعة”.

ويلفت إلى وجود “جهات مستفيدة من استمرار الأزمة، تنتفع ماديا من تزايد الاستيراد”.

أما عن كيفية الخروج من الأزمة، فينوّه السعدون إلى أهمية حل أزمة المياه مع دول الجوار للحد من الجفاف وظاهرة التصحر، وتفعيل دور المصرف الزراعي، ومنح القروض الزراعية الميسرة وتوزيع الآلات الحديثة والأسمدة والبذور على المزارعين.

***************

توقف ثلاث محطات إسالة في الميمونة

العمارة – وكالات

كشفت قائم مقامية قضاء الميمونة في محافظة ميسان، عن توقف 3 محطات إسالة في قرى وأرياف القضاء بسبب شح المياه. فيما نوّهت إلى وجود مخاوف من هجرة الأهالي جراء توقف محطة إسالة “الحي العسكري” في مركز القضاء، والتي تغذي قرابة 10 آلاف نسمة بالمياه.

وقال القائم مقام صبري هاشم، في حديث صحفي، ان هناك مجمعات ماء توقفت في قرى الشطرة والعدلة والعكب، وهناك قرى أخرى مهددة بتوقف محطات الماء فيها، مشيرا إلى أن هذه المشكلة سببها عدم وصول المياه للمحطات بسبب شحها في الأنهر التي تغذيها.

وأضاف قائلا، أن هناك مجمعا في مركز القضاء طاقته الإنتاجية تبلغ مليون غالون، وهو أيضا مهدد بالتوقف بسبب تدني مستويات المياه في نهري “العريض” و”البتيرة”.

يشار إلى أن مديرية الموارد المائية في ميسان، أغلقت قبل أيام مقدم نهر “ناحية العدل”، وحولت الضخ إلى مضخات عائمة لإيصال الماء إلى محطات الإسالة، بدلا من الاعتماد على جريان النهر، وذلك بسبب تدني مناسيب المياه فيه.

***************

شوارع وأرصفة تتحول إلى كراجات!

بغداد – وكالات

في ظل غياب الرقابة الحكومية وعدم تطبيق القانون بالشكل المطلوب، تحول العديد من شوارع الأحياء السكنية وأرصفتها فضلا عن الشوارع العامة، في بغداد، إلى كراجات مؤقتة لوقوف السيارات.

وتكثر هذه الكراجات غير القانونية، بالقرب من الدوائر الحكومية. إذ يضطر موظفون ومراجعون إلى ركن سياراتهم في تلك الأماكن، نظرا لعدم توفر كراجات أصولية، وإن توفرت فإن "كراجيتها" مرتفعة تصل في بعض الأماكن إلى 5 آلاف دينار، ما يضطر المواطن إلى ركن مركبته في كراج غير أصولي مقابل أجرة أقل! – بحسب العديد من المتابعين.

ويتكفل أشخاص بإدارة تلك الكراجات، واستيفاء الأجور من أصحاب المركبات. بعضهم يخصص لهذا الغرض قطعة أرض تعود ملكيتها له، بالرغم من عدم حصوله على موافقات رسمية في ذلك على اعتبار أن الموقع سكني. فيما يستولي البعض الآخر على مكان عام ويحوله إلى موقف للسيارات.

وفي حديث صحفي، أبدى عدد من المواطنين انزعاجهم من هذه الظاهرة الموجودة في مناطقهم السكنية، عازين سببها إلى "غياب الرقابة الحكومية والفوضى المتفشية في البلد".

وبهذا الصدد يقول المواطن علي الخفاجي: "ازعاج وفوضى لا تنتهي إلا بانتهاء الدوام الرسمي للدوائر الحكومية.. لا نستطيع إخراج سياراتنا من منازلنا إلا بعد عناء، لأننا في غالب الأحيان سنجد سيارة ما مركونة أمام باب المنزل، هذا بالإضافة إلى ما تخلفه تلك الفوضى من ضوضاء وتلوّث بيئي"!

*************

النفايات تغطي ساحات "حي الخطيب" وأزقته

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان "حي الخطيب" في مدينة الشعلة، تراكم أكوام كبيرة من النفايات في أزقتهم وساحاتهم العامة، مؤكدين لـ "طريق الشعب"، أن المنطقة أصبحت مرتعا خصبا للحيوانات السائبة والقوارض والحشرات، الأمر الذي يشكل خطرا على الواقع البيئي والصحة العامة.

وطالب السكان، مديرية بلدية الشعلة بالإسراع في معالجة هذه المشكلة الخطيرة، من خلال توجيه آليات رفع الأنقاض بتنظيف المنطقة بشكل منتظم، فضلا عن توفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أزمة الوقود تصل إلى صلاح الدين

تكريت – وكالات

بعد نينوى وكردستان، ألقت أزمة الوقود بظلالها على محافظة صلاح الدين. إذ ازداد توجه أصحاب المركبات، من مختلف المحافظات، على محطات التعبئة في عموم المحافظة، ما خلق طوابير انتظار على طول الطرق الرئيسة.

وقال مسؤول إعلام شركة المنتجات النفطية في صلاح الدين، جمعة عبد المجيد، ان محطات الوقود صارت تشهد طلبا متزايدا يفوق قدراتها، على الرغم من زيادة حصة المحافظة في الآونة الأخيرة من مشتقات النفط، عازيا في حديث صحفي سبب زيادة الطلب إلى “موقع صلاح الدين الجغرافي بين محافظات الأنبار وكركوك ونينوى والمحافظات الشمالية، فضلا عن خط النقل التجاري الذي يمر بالمحافظة من كردستان إلى بغداد وبالعكس، إلى جانب أزمة الوقود في نينوى وأسعاره المرتفعة في الإقليم. لذا يعمد أصحاب المركبات إلى التزود بالوقود عبر محطات التعبئة في صلاح الدين، ما سبب زخما على طول الطرق الرئيسة”.

****************

أنقاض تحاصر جسر الزبير.. من يرفعها؟

البصرة – وكالات

انتقد مواطنون وسائقو مركبات في مدينة البصرة، ظاهرة رمي الأنقاض بالقرب من "جسر الزبير" الرابط بين مركز المدينة وقضاء الزبير.

وقال عدد منهم في حديث صحفي، ان هذه المنطقة تمثل واجهة للبصرة، خاصة أنها قريبة من المدينة الرياضية التي تزورها باستمرار وفود رياضية من دول عربية، مضيفين أن رمي الأنقاض قرب الجسر يعيق مرور المركبات.

وطالب المواطنون الجهات الحكومية بوضع حد لهذه الظاهرة، واستغلال المساحة القريبة من الجسر في مشاريع مفيدة، كأن يتم تحويلها إلى مساحات خضراء.

***************

الكلاب السائبة تقلق أهالي الناصرية

الناصرية – وكالات

شكا عدد من سكان مدينة الناصرية انتشار الكلاب السائبة في عدد من الأحياء السكنية والأماكن العامة، مبدين قلقهم على أنفسهم وأطفالهم من هذه الظاهرة السلبية الخطيرة.

وذكر السكان في احاديث صحفية، أن بعض هذه الكلاب شرس ويهاجم المارة، وأن حوادث عديدة من هذا النوع حصلت خلال الفترة الأخيرة، مناشدين الدوائر المعنية مكافحة “هذه الحيوانات الخطيرة التي لا تخلو من الأمراض والأوبئة الانتقالية”.

****************

الوركاء.. مطالبات بإبعاد “خطوط المياه” عن المنازل

الوركاء – وكالات

طالب مواطنون من سكان قضاء الوركاء في محافظة المثنى، دائرة الماء بإبعاد خطوط نقل مياه الإسالة الرئيسة، عن الأحياء السكنية، مشيرين إلى أن وجودها في الأماكن المأهولة بالسكان يخلف اضرارا كبيرة، فعند تعرضها للكسر ستغمر المياه شوارعهم وتصل إلى أساسات منازلهم.

وذكر عدد من المواطنين في حديث صحفي، أن هذه الخطوط كانت موجودة قبل إنشاء الأحياء السكنية، وكان من المفترض أن تقوم الجهات المعنية بتحويل مساراتها بعد ذلك، مؤكدين أنهم قدموا طلبات عدة لدائرة الماء من أجل حل المشكلة، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة حتى الآن.

***************

مواساة

* تنعى المختصة المندائية للحزب الشيوعي العراقي فقيدها الرفيق الطبيب الجراح د. مجيد نشكر تقي الهلالي.

والفقيد من عائلة شيوعية، وهو أخ الشهيد الرفيق كريم مطشر، وقد عرف بكونه طبيبا للفقراء في البصرة.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

* بألم وحزن، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، الرفيق علول عليوي، عم الرفيق جسام ابو ازل.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تعزي محلية الرصافة الثانية للحزب الشيوعي العراقي رفيقها جبار خضير بوفاة شقيقه.

 الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

كما تعزي الرفيق علي ابراهيم شكير بوفاة والده.

 الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه .

*بمزيد من الحزن والأسى تعزي محلية الشطرة للحزب الشيوعي العراقي الرفيق طالب المساح بوفاته زوجته.

 الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للعائلة.

كما وتعزي الرفيق سعد عزيز دحام بوفاة والدته.

 للفقيدة الرحمة والخلود وللعائلة الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السادسة

وجهات في النظر تمنع التصريحات لوسائل الاعلام!.. الثروة الحيوانية بين شح المياه ونقص الاعلاف

بغداد ـ طريق الشعب

تعاني الثروة الحيوانية في العراق من تدهور كبير، نتيجة لنقص معدلات المياه في المسطحات المائية، ما أدى الى موت العديد من الأسماك والجواميس في الاهوار، غير ان العاملين في قطاع الدواجن يؤكدون أن المصاعب التي تواجههم كبدتهم خسائر كبيرة، تتمثل في ارتفاع أسعار الاعلاف، ودخول الدجاج المستورد، بطرق غير شرعية.

الحيوانات في الاهوار

وقال الناشط البيئي عبدالله حسن: في الفترة الأخيرة “شهدت الاهوار نفوق اسماك بسبب تناقص المياه فيها، حيث وصلت النسبة الى 87 سم من المياه، وهذا ما أدى الى ركود المياه، وبالتالي ارتفاع نسبة الاملاح”.

وتبلغ نسبة الاملاح الطبيعية 110 بالمليون، لكنها تجاوزت حاليا الـ 3000، بحسب حسن.

وأضاف حسن لـ”طريق الشعب”، أن “قلة المياه وزيادة الاملاح في الاهوار وباقي المناطق دفع مربي الجاموس الى ترك مهنهم وهجرة المناطق الريفية نحو المدينة، وادى ذلك ايضاً الى بيع المواشي والجاموس بابخس الأسعار”.

وزد أن “اقل مربي جاموس كان يملك ما يقارب 600 رأسا. بعضهم لا يملك أي شيء الان، بسبب نفوق العديد منها”.

وتابع حسن بقوله أن “التغيرات المناخية التي طرأت على الاهوار، عرضت الكثير من الجواميس والمواشي الى العمى، بالإضافة الى ان هناك كائنات حية أخرى تتعرض الى الانقراض، منها الطيور”.

وواصل “كانت في الاهوار العديد من الأسماك، لكن الأسباب ذاتها أدت الى تناقص أنواعها واعداداها. لم يبق منها سوى نوعين او ثلاثة، وان الأسماك المتواجدة في الأسواق كلها مستوردة. هذا كله بسبب نقص المياه وارتفاع اللسان الملحي”.

تطهير المسالك المائية

من جهته، كشف مدير مركز إنعاش الأهوار التابع لوزارة الموارد المائية، عدنان الموسوي، عن التوجه نحو معالجة شح المياه بتطهير المسالك المائية المؤدية إلى الأهوار، لتأمين المياه والحفاظ على الثروات الوطنية.

وقال الموسوي، في تصريحات صحفية، أن “تلك التوجهات تشمل أيضا إدارة مشاريع الأهوار والأراضي الرطبة في محافظة ذي قار لإيصال مياه الشرب إلى القرى البعيدة عن مصادر المياه، بغية استقرار السكان المحليين في مناطقهم الأصلية والحفاظ على الجواميس”.

وأفاد الموسوي بأن هناك 80 ألف رأس في محافظة ذي قار، معظمها في مناطق الأهوار.

يذكر أن عدد الجواميس في العراق بلغ مليون رأس في نهاية سبعينيات القرن الماضي، 45 في المائة، منها في محافظة ذي قار فقط.

معاناة حقول الدواجن

وفي السياق، قال صاحب حقل دواجن في قضاء أبو غريب، يدعى عمر العامري، ان مهنتهم “باتت تواجه مصاعب كثيرة، على رأسها الحروب الاقتصادية الموجهة نحو المنتج المحلي، واخرها ارتفاع أسعار الاعلاف، وفتح الحدود امام البيض والدجاج المستورد من البلدان المجاورة، ما يعني اننا نتكبد خسائر فادحة”.

وأضاف العامري في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “اغلب أصحاب الدواجن يعتمدون على القروض او الحصول على الأموال بالآجل لشراء الاعلاف والعلاجات والمتطلبات الأخرى، التي تحتاجها حقول الدواجن، وان ذلك دائماً ما يضع أصحاب الحقول في موضع الخسارة”، مطالباً الحكومة بـ”توفير القروض لتجنب التعامل مع أصحاب معامل الاعلاف  الذين يعطون العلف بالآجل”.  

واشتكى العامري من “ارتفاع سعر العلف حيث تجاوز سعر الطن الواحد 800 الف دينار”، مضيفاً أن “هذه المهنة تصبح يوماً بعد يوم مرهقة وتسبب لنا المتاعب والخسائر، بسبب غياب استقرار سوق الدواجن”.

وأردف ان “لا توجد رقابة على أصحاب معامل الاعلاف، وهم يتحكمون في الأسعار وفق ما يرونه”، مطالباً الحكومة “بفرض رقابة شديدة على أصحاب معامل الاعلاف”.

ولم يجِب المتحدث الرسمي في وزارة الزراعة على اتصالات مراسل “طريق الشعب”، فضلاً عن رفض عدة مسؤولين في الوزارة ذاتها التصريح لـ”طريق الشعب” عن الموضوع، مبررين رفضهم بأن لهم “وجهات نظر تختلف عن الوجهة التي تعمل فيها الوزارة!”.  صص

****************

حلول ترقيعية تلجأ اليها الحكومات مع كل أزمة.. من هم عديمو الدخل؟

بغداد ـ علي شغاتي

مع ازدياد حدة الغضب الشعبي، حاولت الحكومة تهدئة المواطنين من خلال إعلانها عن منحة لمدة شهر واحد قدرها 100 الف دينار، تشمل الفئات الهشّة والفقيرة من المتقاعدين والموظفين والمشمولين باعانات الرعاية الاجتماعية ومعدومي الدخل.

ارقام غير دقيقة

وطبقا لتوقعات المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، فإن عدد المستفيدين قد يصل الى 3 ملايين شخص.

وقال صالح، في تصريح صحفي: “لا يوجد رقم دقيق لأعداد المشمولين بمنحة 100 ألف دينار، لكن هناك فرضية تقول، إن أعدادهم ربما تبلغ 3 ملايين مستفيد، وبالتالي فإن الكلفة لكل شهر ستكون بنحو 300 مليار دينار”.

ويتساءل عدد من المختصين كيف تستطيع الحكومة تحديد معدومي الدخل في ظل عدم وجود قاعدة بيانات او معلومات كافية عن أوضاع العراقيين 

من يحددهم؟

ويقول الخبير الاقتصادي احمد خضير لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة اعترفت أخيرا بوجود فئات اجتماعية معدومة الدخل، لكن السؤال المطروح الان من سيحدد معدومي الدخل والفئات المشمولة بهذه المنحة، وماذا تقصد الحكومة بمعدومي الدخل: هل هم كل من لا يتقاضى راتبا من الدولة”، مؤكدا “صعوبة تحديد معدومي الدخل في العراق نتيجة لغياب البيانات المتوفرة للعراقيين، وعدم وجود إحصاء لتزويد الحكومة بمعلومات حقيقية عن أحوال المواطنين”.

ويضيف خضير ان “الكثير من ميسوري الحال والاثرياء ونتيجة للفساد يزاحمون الفقراء على هذه المنح البائسة، وهذا ما حدث في مناسبات عديدة، حيث وصلت مبالغ كبيرة الى غير مستحقيها في فترة تعويضات الغرق من مياه الامطار ومنحة العاطلين إبان انتفاضة تشرين”، مشددا على “ضرورة وضع اليات لمعرفة معدومي الدخل وتقديم يد العون لهم بشكل لائق، لا عن طريق صرف منح مالية لا تعدو عن كونها فتات موائد”.

حلول ترقيعية

من جانبه، يعتبر الخبير الاقتصادي محمد فرحان، إجراءات الحكومة لمعالجة الازمة هي عودة للقرارات الترقيعية التي اتخذتها الحكومات السابقة لمحاولة امتصاص غضب الناس.

ويُشير فرحان الى ان “الحكومة تحاول معالجة أوضاع معدومي الدخل من خلال منحهم منحة مالية قدرها 100 الف دينار أي ما يعدل 68 دولارا لمعالجة ازمة غلاء أسعار المواد الغذائية”، مشيرا الى ان “هذا الاجراء هو إهانة للعراقيين وتكريس لمبدأ غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات، فكيف لحكومة تعترف بوجود معدومي دخل وتدعمهم بمبلغ لا يساوي شيئا في ظل الوقت الحالي”.

ويضيف فرحان ان “الحكومة غير قادرة على تحديد من هم معدومو الدخل، وهي تعلم ان تقديم مبالغ مالية بهذه الصورة هو باب من أبواب الفساد، وسيسهم في تبذير الأموال وايصالها الى غير مستحقيها في مشهد يعاد في كل ازمة”، مبينا أن “الحكومة صدعت رؤوسنا بوقتها البيضاء من خلال ادعائها دعم القطاعات الإنتاجية والمشاريع المتوسطة والصغيرة، وتنمية القطاع الخاص لجعله شريكا أساسيا في توفير فرص العمل، لكنها في أول ازمة تعود الى الممارسات الخاطئة بتوزيع أموال بطريقة غير مدروسة”.

ويتابع ان “الحكومة عليها الإسراع في وضع الاليات المناسبة لتنفيذ التعداد السكاني الذي سوف يسهل عليها معرفة الطبقات الهشة والفقيرة، وبالتالي باستطاعتها وضع الاليات المناسبة لمعالجة أوضاع هؤلاء”، منوها الى ان “المنحة الشهرية لا تعدو عن كونها محاولة رخيصة لشراء صمت المتضررين الذين سيدفعون ثمنها في وقت لاحق”.

استئثار بالموارد

حسن كاظم، وهو مواطن عاطل عن العمل وأب لثلاثة أطفال، يقول: “نحن في انتظار حلول جذرية لا ترقيعية. ماذا ستفعل هذا المنحة لمعدومي الدخل، وهل هذه الحلول التي وعدتنا بها الحكومة ووزير ماليتها؟”.

ويتساءل “هل من العدالة ان تستأثر فئة معينة بالثروات، فيما تعاني فئات أخرى من صعوبة العيش وضنك الحياة”.

*************

مطالبات بالاستفادة من ارتفاع اسعار النفط

بغداد ـ طريق الشعب

نتيجة لفرض عقوبات على روسيا من قبل الدول الغربية، ارتفعت أسعار النفط الى مستويات قياسية، في ظل مخاوف من صعوبة تمكن الدول المصدرة للنفط من تعويض الصادرات الروسية للأسواق العالمية، حيث يخمن عدد من خبراء النفط، إمكانية تغطية نصف الإنتاج الروسي من النفط لا غير.

تعويض النفط الروسي

قال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي: إن "كل الطاقة الانتاجية الفائضة في العالم لا تزيد على مليوني برميل يوميا، منها 1.5 مليون برميل في السعودية والإمارات وهي طاقة غير مستديمة، لا يمكن ان تستمر لوقت طويل".

وأضاف المرسومي، في منشور على فيسبوك، أنه في حال فرض الحظر الكامل على النفط الروسي، فلن تستطيع البلدان النفطية تعويض النفط الروسي المفقود من السوق العالمية، الذي يصل الى ٧ ملايين برميل يوميا ما بين نفط خام ومنتجات نفطية"، مبيناً أنه "حتى لو عادت ايران وفنزويلا لن تستطيعا ملء الفراغ الروسي في المدى القصير، وحتى لو اطلقت وكالة الطاقة الدولية المزيد من مخزوناتها الاستراتيجية، سيبقى سعر النفط مرتفعا".

سحب المخزونات الاستراتيجية

وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن 25 دولة من الأعضاء ستلتزم بالإفراج عن 62.7 مليون برميل نفط خام ومنتجات نفطية من مخزونات الطوارئ، غير ان الصين والهند وهما ثاني وثالث اكبر مستهلكي النفط في العالم، لم تنضما اليهما.

وأشار المرسومي إلى أن "السوق النفطية الحالية تشهد حالة زيارة السعر الفوري للنفط على السعر الآجل، مما يُحفّز تُجار النفط ومصافي التكرير على بيع البراميل الفورية لأن قيمتها الآن أعلى من الأشهر المقبلة ما يؤدي الى مزيد من التراجع في المخزونات، وهذا سيؤخر إعادة بناء المخزونات في أي وقت قريب".

وأردف قائلاً أن "التوقع بنقص الامدادات النفطية وارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية وما أدت اليه من ارتفاع تكلفة نقل النفط بحرياً وعلاوات التأمين، حيث تشهد ناقلات النفط حالياً نقصاً حاداً وسط العقوبات على الأساطيل الروسية".

تناقص في الإنتاج

وقال الخبير النفطي، حمزة الجواهري: "في حال توقف تصدير النفط الروسي الى اوروبا، فانه يتوقع ان يرتفع سعر النفط الى 300 دولار للبرميل".

وأضاف الجواهري لـ"طريق الشعب"، أن "العراق يستطيع رفع صادراته النفطية بنحو 500 الف برميل يومياً، زيادة عن المصدر حالياً"، مشيراً إلى أن "في حال رفعت العقوبات عن ايران فأنها تستطيع زيادة انتاجها الى مليون و500 الف برميل في اليوم. كما ان بلدان الخليج بإمكانها زيادة صادراتها لكنها لا تستطيع ان تتجاوز مليون ونصف المليون برميل".

وأكد الخبير أن "تعويض النفط الروسي من هذه البلدان لا يزيد على 3 ملايين و500 الف برميل، في حين ان روسيا تصدر حوالي 7 ملايين".

وذكر أن "صادرات النفط اليومية للعراق بلغت حوالي ثلاثة ملايين و314 الف برميل في الشهر الماضي"، موضحاً أن "وزارة النفط قصرت كثيراً في موضوع حقن الماء في الابار الذي يمنع تناقص الانتاج النفطي".

ويؤمل ان ترتفع تقديرات سعر برميل النفط في الموازنة، حيث ما تزال الاحاديث الحكومية تتحدث عن 55 دولارا للبرميل، لكن اذا زاد سعره في الموازنة، فقد يعود ذلك بفوائد على المواطن.

أسعار المواد سترتفع أيضا

ويقول الخبير الاقتصادي، صالح الهماش، انه في ظل ظروف الحرب القائمة الآن بين روسيا وأوكرانيا يتوقع ان يشهد قطاع الطاقة ارتفاعا كبيرا، مرجحا ان يصل سعر برميل النفط الى 185 دولارا خلال الفترة القادمة.

وينبه الى أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي الى ارتفاع أسعار المواد عالميا، كما يزيد من كلفة النقل والشحن.

ويشير الهماش في حديث لـ"طريق الشعب"، الى أنه "لا يمكن للشعب العراقي ان يستفيد من ارتفاع اسعار النفط، ان لم تكن هناك موازنة لان الانفاق الحكومي سيبقى وفق مبدأ 1/12 اي نفس انفاق العام الماضي".

وينوّه بأنه "امام ارتفاع اسعار النفط لم تضع الحكومة خطة لاستثمار الوفرة المالية المتحققة من هذا الارتفاع، وتحويلها الى مشاريع قصيرة الامد، لان هذا الارتفاع يسمى ارتفاع الازمة وليس ارتفاعاً طبيعياً، والاسعار ستنخفض مع نهاية الازمة".

وأكد الهماش، أن "الحكومة العراقية ما تزال تدير الوضع بطريقة كلاسيكية ولم تستثمر هذه الوفرة، فضلاً عن اننا لا نعرف اين تذهب هذه الأموال".

ويخلص الهماش الى القول: "لا أعتقد أن الموازنة سيكون فيها برامج تحمي الطبقات الفقيرة والمواطنين".

***************

الصفحة السابعة

حول العالم

يونيسف: 47 طفلا ضحايا في اليمن خلال شهرين

صنعاء ـ وكالات

اعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس، مقتل واصابة 47 طفلا يمنيا في أول شهرين من عام 2022، بفعل النزاع الدائر في اليمن.

وقدّر تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي أن الحرب في اليمن تسببت بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، بعد سبع سنوات على اندلاعها. وان المدنيين أكثر من دفع ثمن الحرب والدمار.

وقالت يونيسف في بيان، أن “يستمر تصاعد العنف هذا العام، وكالعادة، فإن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني”.

«تطهير رقمي» ضد الروس

موسكو ـ وكالات

قال النائب الأول لرئيس لجنة المجال المعلوماتي ووسائل الإعلام بالمجلس الاجتماعي الروسي، ألكسندر مالكفيتش، إنه تجري في الوقت الراهن عملية تطهير رقمي، تستهدف مصادر المعلومات الموالية لروسيا، في الشبكات الاجتماعية العالمية.

وأضاف مالكفيتش: “يثير الاهتمام معرفة من سيبقى. وما هي قنوات YouTube التي ستبقى. اعتقد ستبقى القنوات المعادية لروسيا فقط. الخيار هنا بسيط، سيتم تنظيف الساحة من المؤيدين لروسيا، وسيبقى فقط الذين على استعداد لصب الأوساخ على بلادهم، أي على روسيا”.

معارضة واسعة لقرارات قيس سعيّد

تونس ـ وكالات

عبّرت 13 منظمة غير حكومية تونسية ودولية، أمس الاول، عن معارضتها مشروع قانون يعده الرئيس قيس سعيّد حول إنشاء وتمويل المنظمات وترى أنه يمثل “تهديدا وتقييدا” للمجتمع المدني في بلد مثل منطلق ما سميّ “بالربيع العربي”. وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد اتهم في وقت سابق منظمات المجتمع المدني “بخدمة مصالح أجنبية ومحاولة التدخل في السياسة التونسية”. وقال إنه “ينوي حظر جميع أشكال التمويل الخارجي عليها”.

وقالت هيومن رايتس ووتش، إن مشروع قانون “سُرب مؤخرا لتنظيم منظمات المجتمع المدني” من شأنه أن “يمنح السلطات صلاحيات واسعة وسلطة تقديرية للتدخل في طريقة تكوين منظمات المجتمع المدني، ووظائفها، وأعمالها، وتمويلها، وقدرتها على التحدث علنا عن عملها والتعبير عن آرائها”.

*******

اتهامات متبادلة بشأن الممرات الإنسانية .. الصراع الروسي - الاوكراني يحتدم

متابعة ـ طريق الشعب

تفصل القوات الروسية عن مركز مدينة كييف، عاصمة أوكرانيا، 25 كليو مترا، في وقت يستمر فيه دوي انفجارات قوية في عدة مدن أوكرانية، فيما تتواصل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا حول الممرات الإنسانية؛ إذ تصر موسكو على أن اطرافاً أوكرانية تمنع المدنيين من الخروج وتستخدمهم كدروع بشرية. وتقول كييف ان المدفعية الروسية منعت الناس من الهروب من مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية التي أطبق الروس الحصار عليها.

25 كيلو عن كييف

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في آخر تحديث استخباراتي لها، إن “الجزء الأكبر من القوات الروسية يبعد الآن 25 كيلومترًا عن وسط مدينة كييف”.

وأضافت أن “القوات الروسية شمال العاصمة قد تشتت على الأرجح”.

وأوضحت وزارة الدفاع أن روسيا تحاول “تقليل تعرضها للهجمات المضادة الأوكرانية، التي ألحقت خسائر كبيرة بقواتها”.

ودوت انفجارات قوية في عدة مدن أوكرانية في ساعة مبكرة من صباح أمس، بعد استهداف قصف روسي مدن نيكولاييف ودنيبرو وكروبيفنيتسكي، نقلا عن السلطات المحلية.

وتقول الحكومة الأوكرانية، إن الهجمات الروسية منعت الناس من الهروب من مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية مرة أخرى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان لها: إن المدينة الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما، وتتعرض لقصف روسي باستمرار، باتت في وضع “شبه ميؤوس منه”.

وأضافت أن مئات الآلاف من الأشخاص يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث السلطات عن أن أكثر من 1500 شخص لقوا مصرعهم في ماريوبول وهناك من تركوا يواجهون مصيرهم في درجات حرارة متجمدة.

وقالت السلطات المحلية الأوكرانية عبر قناتها على تليغرام، إنه تم تفعيل نظام الدفاع الجوي بنجاح في مدينة دنيبرو.

وليس من الواضح عدد التفجيرات التي ضربت دنيبرو، لكن السلطات أضافت أنها تنتظر معلومات من الجيش.

من جهته، قال معهد دراسة الحرب، إن “العمليات الروسية حول كييف ظلت متوقفة إلى حد كبير خلال 24 ساعة الماضية من أجل إعادة إمداد وحدات الخطوط الأمامية وتزويدها بالمعدات”.

وأضاف المعهد، أن “العمليات الهجومية الروسية غير المنسقة والمتفرقة ضد المدن الأوكرانية الكبرى تدعم تقييم هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية تواجه مشاكل في المعنويات والإمدادات وفقدت زمام المبادرة”.

ويواصل المعسكر الغربي تعزيز الضغط الاقتصادي على موسكو عبر التمهيد لفرض رسوم جمركية عقابية وتجفيف المبادلات التجارية لهذا البلد.

ممرات انسانية

في غضون ذلك، تم الاتفاق على ممرات إنسانية لمدينة سومي الواقعة شمال شرق البلاد، صباح يوم السبت.

وقال مسؤول الإدارة العسكرية الإقليمية في سومي، ديمتري تشيفيتسكي، في رسالة على تليغرام، أن “عمليات الإجلاء بدأت الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي، وانطلقت المركبات المحملة بالمواطنين من ست وجهات في جميع أنحاء المنطقة”.

وفي خطابه الأخير بالفيديو، دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بسبب محاصرة الناس في المدينة، ورفضها السماح بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية بالنسبة لهم.

وأضاف زيلينسكي أنه تم تنفيذ عدد أقل من عمليات الإجلاء من أربع مدن رئيسية في الأيام الأخيرة، بسبب القصف المدفعي الروسي المستمر.

تواصل هاتفي

وفي اتصال هاتفي ثلاثي، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الالماني أولاف شولتس، أخر مستجدات الوضع في أوكرانيا

وذكرت الرئاسة الروسية في بيان تابعته “طريق الشعب”، أن “الزعيمين الفرنسي والألماني خلال مكالمة هاتفية ثلاثية، أثارا مسائل متعلقة بالوضع الإنساني في مناطق إجراء العملية العسكرية الروسية”.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي “كشف عن حالات متعددة لانتهاك معايير القانون الإنساني الدولي من قبل القوات الأوكرانية، يشمل احتجاز رهائن واستخدام مدنيين كدروع بشرية، ونشر أسلحة ثقيلة في أحياء سكنية وعلى مقربة من مستشفيات ومدارس ورياض أطفال”.

وأشار البيان إلى أن بوتين وشولتس وماكرون اتفقوا على مواصلة اتصالاتهم بشأن الملف الأوكراني.

من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية أن شولتس قبل المكالمة الثلاثية أجرى اتصالا مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. في الوقت ذاته تؤكد الحكومة الفرنسية ان الرئيس ماكرون اتصل بالرئيس الاوكراني قبل الاتصال ببوتين. وسبق أن أجرى الزعماء الثلاثة الخميس الماضي مكالمة أخرى بشأن تطورات الوضع في أوكرانيا. وطالب ماكرون وشولتس خلال ذلك الاتصال موسكو “بوقف إطلاق النار فورا”.

هذا وتبادل وزيرا خارجية كل من أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالمسؤولية عن فشل المحادثات التي استضافتها أنطاليا التركية الخميس الماضي، عندما جدد الوزير الأوكراني دميترو كوليبا والروسي سيرغي لافروف تأكيد مواقف بلديهما.

*****

الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي: الحروب توقف تقدم الانسانية

السلفادور ـ طريق الشعب

عبّر الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، أخيراً، عن قلقه وانزعاجه من الحرب القائمة في أوكرانيا، مؤكداً أن الحروب توقف تقدم الإنسانية، وتؤدي إلى تراجع التأكيد على حقوق المرأة.

وقال الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، “نشعر بقلق وانزعاج بالغين إزاء الأحداث الدائرة على الحدود الروسية الأوكرانية التي تنقل الحرب مرة أخرى إلى قلب أوروبا”.

وأضاف الاتحاد في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “حربا دائرة هي بالفعل هزيمة للنساء اللواتي يصنعن الحياة ويعتنين بها، ولكل شخص ملتزم ببناء السلام، وللشعوب التي تعاني من أسوأ العواقب، وللمؤسسات الدولية التي لم تتمكن من منع هذه الحرب ولا من إيقافها من خلال فرض الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة من قبل الدول التي تدعو إلى بناء علاقات دولية سلمية، وإلى التعاون، وإلى تسوية النزعات عن طريق التفاوض”.

وأضاف الاتحاد، أن “الحروب لا تحل الخلافات، بل تؤدي إلى تفاقمها، وتوقف تقدم الإنسانية، وتؤدي إلى تراجع التأكيد على حقوق المرأة والشعوب”، مبيناً أنه “لهذا السبب نرفض الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع الذي اندلع في أوكرانيا”.

وطالب بأن “تتوقف الحرب فوراً قبل أن تتسع رقعتها لتشمل دولا أوروبية أخرى ومناطق أخرى”.

********

الخطيب: مليونية المرأة.. هزيمة للقوى الرجعية في السودان

قال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب إن مواكب (مليونية المرأة) أكدت أن ثورة السودان اجتماعية وثقافية وليست سياسية فقط.

وأضاف انها ثورة داخل ثورة، كما أكدت مدى وعي الشعب السوداني.

ونبّه الخطيب إلى أن السودان لن يتحقق نهوضه إلا بوعي وحراك مجتمعي واسع يتشارك فيه المرأة والرجل.

وأوضح ان (مليونية المرأة) كانت هزيمة لكل القوى الرجعية التي سعت لتكبيل المرأة وسلبها حتى حقوقها التي اكتسبتها طوال فترة الاستقلال، ومكتسباتها في الأجر المتساوي للعمل المتساوي.

وشدد على انه يجب أن تتبوأ المرأة أرفع المناصب بما فيها أجهزة العدل.

وأكد الخطيب أن الإخوان المسلمين بمفاهيمهم الأيديولوجية حاولوا أن يدمروا بقوانين النظام العام وقانون الأحوال الشخصية المعيب الذي يقوم على المتعة الجنسية وليس الشراكة من أجل صنع أسرة، مكتسبات النساء من حقوق أمومة وطفولة وغيرها، وعملوا على أن تخرج من العمل. ولفت إلى أن المساحة الجغرافية التي تم فيها الاحتفال بيوم المرأة العالمي عمت كل أرجاء السودان؛ حيث شملت الخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وشمال كردفان وكسلا وبورتسودان وغيرها.

وأضاف أن المواكب أكدت ضرورة استصحاب المرأة في رسم مصير السودان.

وأشار إلى أن ما تم في ثورة ديسمبر يشير إلى أن السودان على عتبات حقيقية للارتقاء ومفارقة التخلف الذي عملت له كل القوى الرجعية، بل عملت على حبس شعب السودان في قمقم لحرمانه من الانطلاق.

وخلص الخطيب الى ان قضية المرأة ليست قضية خاصة بها أو عطفا أو تحقيق عدالة فقط بل هي ضرورة، وأن المساواة ضرورة للنهوض بالوطن وللديمقراطية والسلام والعدالة.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الميدان 3901، الخميس 10 مارس 2022

**********

احداث أوكرانيا تكشف نفاق الديمقراطية الغربية.. تمييز عنصري صريح بين ضحايا الحرب

رشيد غويلب

الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على العديد من القضايا، وأثارت النقاش مجددا بشأن قضايا الصراع السياسي والاجتماعي الخلافية والساخنة في أوربا والعالم. ويكشف التمييز بين طالبي اللجوء من ضحايا الحروب في مناطق العالم المختلفة على أساس اللون والعرق نفاق معايير الديمقراطية الغربية. وبلغ عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا بسبب الحرب قرابة 2 مليون، والعدد في تصاعد، توجهوا الى بلدان مختلفة، منهم قرابة المليون وصلوا الى بولندا. وعلى عكس اللاجئين القادمين من أفغانستان أو العراق أو سوريا، المحاصرين في الغابات في المنطقة المحايدة بين بيلاروسيا وبولندا، يتم الترحيب بالأوكرانيين في بولندا بشكل ودي. لكن ليس كل الفارين من الحرب في أوكرانيا، اذ كان بينهم روس وبيلا روسيون أيضا، وحملة جنسيات أخرى. ويُعامل اللاجئون السود القادمون من أوكرانيا في بولندا وألمانيا بشكل مختلف عن البيض.

سلوك منافق

وتشير تقارير المنظمات الإنسانية العاملة في منطقة الحدود البولندية مع كل من أوكرانيا وبيلاروسيا الى تناقض صارخ في تعامل الحكومة البولونية مع مجموعات اللاجئين المختلفة. من ناحية تم فتح جميع المعابر الحدودية للاجئين القادمين من أوكرانيا، ومن ناحية أخرى هناك فصل ومعاملة غير متكافئة مع غيرهم من اللاجئين الذين يأتون إلى بولندا عبر الحدود الأوكرانية البولندية، على سبيل المثال أعيد قرابة 15 لاجئا الى بيلاروسيا، بعد ان عبروا تضاريس صعبة ومستنقعات، وألقي بآخرين في الأنهار في درجات حرارة دون درجة الانجماد. وهناك قرابة 50 لاجئا وضعتهم السلطات البيلاروسية في خيام في مكان ما بالقرب من المنطقة الحدودية، تحدثوا عن معاملة شبيهة بالتعذيب دون الحصول على الطعام.

وفي الماضي كانوا يحصلون على كمية معينة من الطعام والماء، والآن ساءت هذه الظروف بشكل كبير.

وهنا يمكن الإشارة الى مجموعات من الرجال الأوكرانيين وصلوا دون وثائق ثبوتية، وأصبحوا مجهولي الهوية، وهذه الحالة قابلة للتصاعد، لرجال اوكرانيين، يتركون وثائقهم الثبوتية خوفا من اجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية.

وتؤكد المنظمات الإنسانية، ان الناس على الحدود البيلاروسية في المنطقة الحمراء المزعومة منسيون. ولا يزال العاملون في المجال الإنساني والطبي والقانوني غير قادرين على الوصول إلى هذه المنطقة.

وعلى الحدود الأوكرانية، يتم تحديد الاختيار، حتى وزارة الداخلية البولندية تقول، ان للمواطنين الأوكرانيين الأولوية عند عبور الحدود، ويتم فحص أولئك الذين لا يستطيعون إثبات الجنسية الأوكرانية أو نوع إقامتهم بدقة. وإذا لزم الأمر، يتم نقلهم إلى أماكن إقامة مغلقة، أقرب الى المعتقلات.

من الواضح تماما أن الحكومة البولندية تستغل الوضع لترسيخ سياساتها العنصرية والتفريق العنصري على الحدود. ووقعت عدة حالات من العنف العنصري في البلدات القريبة من الحدود. والمعلومات المتوفرة تشير الى تمييز عنصري في جميع أنحاء بولندا.

والأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمجموعات من اللاجئين فرض عليهم النزوح عدة مرات وهم الآن يفرون للمرة الثالثة أو الرابعة. على سبيل المثال، هناك مجموعة من الفلسطينيين الذين ولدوا كلاجئين في سوريا، وجرى ترحيلهم بشكل قسري الى لبنان، وفروا من هناك إلى أوكرانيا وانقطعت بهم السبل على الحدود البولندية، ويواجهون الترحيل مرة رابعة.

من الضروري تسليط الضوء على مدى العنصرية التي تمارسها الحكومات البولندية بشكل منهجي، خاصة بعد انتخابات عام 2015. تم استخدام ما يسمى بـ “أزمة اللاجئين” في ذلك الوقت كأداة سياسية. إن التقبل الاجتماعي للعنف والاستعداد لاستخدامه مرتفع جدا لدرجة أن الناس غالبا ما يتعرضون للهجوم لمجرد أنهم يبدون مختلفين. قبل فترة تعرض عدد من ركاب قطار محلي يتحدثون اللغة الألمانية، لقد أصبح هذا واقعا يوميا في بولندا. وتعرض طلاب من إسبانيا للضرب، ويشمل ذلك حتى البولنديين الذين يبدون مختلفين. منذ وصول الحكومة اليمينية المتطرفة إلى السلطة في عام 2015، قامت بنشر القومية في وسائل الإعلام العامة ورعت الدولة الحركات الداعية لها وسمحت لها بالنمو. وهناك قلق استثنائي بشأن مواطنين من افريقيا والشرق الأوسط، كانوا مقيمين في أوكرانيا، ووصلوا الى منطقة برزيميل الحدودية.

خطوات مطلوبة

تتجلى العنصرية في بولندا بعدم المساواة في الحصول على الخدمات. ولهذا تهتم المنظمات الإنسانية بالوافدين من الدول الثالثة، مثل الأفغان والعراقيين والسوريين، وكذلك السود والملونين.

وتطالب هذه المنظمات بالالتزام بسياسة هجرة شاملة ومتكاملة في بولندا. والتركيز بوعي على طابع الازمة الانساني، وبالضد من حديث الحكومة عن “أزمة هجرة” أو “حرب مختلطة”. وهناك الآن فرصة كبيرة للتعبئة الشعبية لتحقيق التغييرات المطلوبة بشدة في سياسات الهجرة واحترام حقوق الإنسان.

********

الصفحة الثامنة

كلمة اللجنة المركزية في مهرجان الشهيد سلام عادل

الحضور الكريم..   الرفيقات والرفاق الاعزاء

ونحن نلتقي معكم في مهرجان الشهيد سلام عادل الرابع، من اجل الاحتفاء بشهيد الشعب والحزب، القائد الفذ الذي اعطى بصموده الأسطوري، واستشهاده البطولي، درساً بليغاُ للمناضلين من اجل الحرية والعدالة، وحلق عالياً مثل النجم كما حلق من قبله الثوريون في سماء البلد، كاشفاً في الوقت نفسه عن مدى همجية ودناءة جلاديه ومصيرهم الحتمي في مزبلة التاريخ.

نستذكر اليوم سوياً شهيدنا (الأسطورة سلام عادل)، وبحق نال هذا اللقب، فهو كان معذباً لسجانيه، في صبره وصموده وقوته، وفي الوقت ذاته صار امثولة حية لرفاق حزبه وغيرهم من المواطنين المخلصين لقضية الشعب.

لا احد منا يعتقد ان الشهيد الذي قدم نفسه للشهادة، وبدون تردد، يمكن تكريمه بكلمة او كتاب او فليم وثائقي، نعم لا يمكن ذلك، وخصوصاً اذا كان الشهيد هو قائداً للحزب الشيوعي العراقي، والذي بعبقرتيه  وتفانيه وتقديمه الغالي والنفيس، مع غيره من الشهداء الميامين والمناضلين السائرين على دربهم، وصل حزبنا الى عيده الثامن والثمانين، حيث فشل الطغاة في تقديراتهم، بأنهم في إعدام القائد سلام عادل ومن قبله القائد فهد ورفاقه قادرون على انهاء الحزب الشيوعي العراقي.

أيها الاحبة..

تمر بلادنا في مرحلة بالغة التعقيد والخطورة، نتيجة للصراع الدائر بين القوى المتنفذة بعد ان افرزت نتائج الانتخابات كتلاً سياسية لم تستطع أي منها، ان تحقق الفوز الذي كانت تتحدث به. وهذه الانتخابات عكست ازمة هذه المنظومة والقوى التي تديرها، وهي تقف اليوم عاجزة عن حل المشاكل العالقة فيما بينها، فكيف بها، ان تحل مشاكل البلد الغارق بالأزمات، وها هي أوضاع الناس تزداد سوء يوماً بعد يوم بفضل نخبة سياسية تعمل لمصالحها الذاتية الفئوية فقط، دون الالتفات الى مطالب الناس الحقة ومعيشتهم الصعبة.

ان ما يجري الان في تأخير تشكيل الحكومة واستخدام كل الأساليب التي تعطل ذلك، عبارة عن محاولة جديدة فاشلة جرى تجريبها سابقاً، وكانت نتائجها شعب يئن تحت سوط الأوضاع المعيشية الصعبة والعوز والفقر ونقص الخدمات وفشل التعليم وسوء الوضع الصحي.. ناهيكم عن آلان المشاكل المعقدة والتي لا يسع المجال لذكرها.

لقد طرح حزُبنا الشيوعي، في مؤتمره الحادي عشر، جملة من الحلول المناسبة للخروج من هذا المأزق الخطير، ومنها مشروعه الذي اطلقنا عليه قدماً نحو التغيير، وهو ( أي هذا المشروع) خلاصة لنقاشات أعضاء الحزب ومناصريه، استمرت أيام عدة قبل واثناء المؤتمر، لغرض تقديم الحلول التي تخرج البلد من هذه الحالة، نريده ان يكون بلداً مدنياً ديمقراطياً، يعيش شعبه تحت ظل القانون والعدالة الاجتماعية.

لقد اكد حزبنا على أهمية ان تتشكل الحكومة المقبلة، وفق خيار الأغلبية السياسية، وتستند في برنامجها الى مشروع سياسي تتبناه القوى المشكلة لها، وان لا تتخلى عنه سواء في الإخفاق أم الإنجاز، مقابلها قوى معارضة يتاح لها مراقبة عمل الحكومة ومساءلتها، وعلى القوى المتنفذة ان تتذكر بأن الشارع العراقي لا يزال يغلي، وهو المعارض الحقيقي لأي مشروع يريد العودة الى الوراء وإبقاء الوضع كما هو عليه دون تغيير حقيقي.

الحفلُ الكريم

ان الأوضاع السياسية المعقدة، والظروف المعيشية الصعبة، وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني، تتطلبُ العمل الجاد على الاستجابة لمطالب الناس، الذين قالوا كلمتهم في انتفاضة تشرين العظيمة، وما هذه الفعاليات والحركات الاحتجاجية المستمرة بشكل يومي، ما هي الا امتداد للانتفاضة الشجاعة التي، سرعت وسوف تستعجل في انهاء حكم الفاسدين، ناهبي قوت شعبنا المناضل.

ولتحقيق ذلك،  لابدَّ ان تتوحد جهود عمل القوى المدنية والديمقراطية، التي تحمل مشروعاً للتغيير السلمي، اذ، لا خلاص من هذه المنظومة الفاشلة، سوى بتكاتف الجهود، وتطبيق المشروع الوطني الديمقراطي.. مشروع بناء دولة المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.. الدولة المدنية الديمقراطية، التي يسودها العدل والقانون بعيداً عن لغة السلاح.. دولة بلا مليشيات او مال سياسي او فاسدين.

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق

يا من تقفون على أبواب حزبكم، ندعوكم الى تلبية نداء المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والذي دعا فيه الواقفين خارج صفوف التنظيم، الى العودة لصفوفه، والمشاركة في نشاطه.

ندعوكم ونحن على ثقة تامة، بأنكم ستلبون النداء. وابواب الحزب مشرعة امامكم.

يا أبناء النجف.. نجف العلم والنضال

لقد كان وما زال حزبنا الشيوعي العراقي، منذ ان اعلن  عنه بانيه الشهيد ( يوسف سلمان يوسف " فهد")، حتى يومنا الحالي مع الناس ويدافع عن حقوقهم المشروعة.. وهو سيواصل ذلك، من دون كلل وملل، حتى تحقيق شعاره " وطن حر وشعب سعيد"، وها هو اليوم يعلن عن حملة وطنية لبناء مقر جديد للحزب ، في بغداد.  ونتطلع الى دعمكم ودعم جميع الشرفاء من المواطنين الذين يقفون معنا دائماً كي تتظافر الجهود لبناء هذا الصرح الجديد.. الذي نريده ان يكون بيتاً للعراقيين.

لقد اختار حزبنا مجدداً وكما هو دائماً.. الناس، أبناء شعبنا الكريم، في سبيل تمويل بناء مقره الجديد في بغداد.

 فمن غيرهم نلجأ اليه... ونحن الذين لا نملك سواهم.

عاش شعبنا العراقي حراً كريماً

عاش الحزب الشيوعي العراقي

المجد الخالد للشهيد البطل سلام عادل

المجد لشهداء الحزب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق حسين النجار

***************

شهد حضورا شعبيا وسياسيا واسعا.. اختتام مهرجان الشهيد سلام عادل

 الرابع في النجف

النجف – طريق الشعب

نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، على مدى الأيام الثلاثة الماضية الخميس والجمعة والسبت، مهرجان الشهيد “سلام عادل” الرابع، بعد توقف دام سنتين بسبب جائحة كورونا.

وشهدت فعاليات المهرجان مشاركة وحضورا واسعين من الشخصيات السياسية الوطنية والمستقلين، والحراكات والأحزاب المدنية، من بينها (تنسيقية التيار الديمقراطي، نازل اخذ حقي، البيت الوطني، المؤتمر الوطني، حزب الامة، الحركة الاشتراكية العربية).

افتتاح قاعة الشهيد سلام عادل

واعلن في بداية المهرجان، عن افتتاح قاعة الشهيد سلام عادل، والتي جرى إنجازها خلال الفترة القصيرة الماضية، لتحتضن فعاليات الحزب المختلفة.

وقال سكرتير اللجنة المحلية في النجف الرفيق كريم بلال، ان “انجاز هذه القاعة جرى بجهود ذاتية للجنة المحلية، وبدعم عدد من الرفاق والأصدقاء، وهي صرح ثقافي – سياسي يضاف للمدينة، كونها ستشهد في الأيام المقبلة إقامة مختلف الفعاليات على أرضها”.

من جانبه، قال الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب، ان “هذه القاعة لا تخص الشيوعيين وحدهم، فهي منجز لكل النجفيين”. وجرى قص شريط الافتتاح بحضور عدد كبير من أعضاء الحزب ومناصريه في النجف وعدد من المحافظات المجاورة، الى جانب أعضاء اللجنة المركزية وهم “سهاد الخطيب، حجاز بهية، بهجت الجنابي، ظافر مردان، حسين علي، ميعاد القصير”.

افتتاح المهرجان

وبدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة حداد، استذكاراً للشهيد سلام عادل وشهداء الحركة الوطنية والحزب الشيوعي وانتفاضة تشرين.

بعدها قرأ الرفيق كريم بلال كلمة اللجنة المحلية، والتي جاء فيها:

“دأبت محليتنا، محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي على إقامة مهرجان الشهيد الخالد حسين احمد الموسوي (سلام عادل). ونستذكر في المهرجان بطولته ومآثره في خدمة قضايا الشعب والوطن، إذ تمر علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة والخمسون لانتصاره البطولي على جلاديه، شهيداً أسطورياً على يد انقلابيي 8 شباط الأسود”.

وأضاف “لم يتخاذل هذا القائد الشيوعي المقدام بل واجه جلاديه بصمود بطولي قل نظيره نستلهم منه الدروس والعبر في التضحية والفداء من اجل المبادئ، المبادئ التي تقودنا لوطن حر وشعب سعيد”.

وختم الكلمة بالقول: “اننا على دربكم سائرون، نناضل اليوم من اجل الخلاص من الطغمة الفاسدة، وتحقيق التغيير الشامل، وصولاً الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

كلمة اللجنة المركزية

وفي كلمة اللجنة المركزية التي قرأها الرفيق حسين النجار، جاء:

“نستذكر اليوم سوياً شهيدنا “الأسطورة سلام عادل”. وبحق نال هذا اللقب، فهو كان معذِباً لسجانيه، في صبره وصموده وقوته. وفي الوقت ذاته صار امثولة حيّة لرفاق حزبه وغيرهمِ من المواطنين المخلصين لقضية الشعب. (نص الكلمة منشورة في اسفل الصفحة).

التيار الديمقراطي: شهيدنا ورمزنا

وقال علي الدرويش في كلمة التيار الديمقراطي في النجف: “ما كان لشهيدنا ورمزنا سلام عادل العمل وفق دوائر معتقدات منغلقة.. بل هو فاعل وطني انساني آثر العمل وفق رؤية وطنية إنسانية. تتفاعل مع الجميع لترتفع قيم الوطن وتعلو مفاهيم التحرر والانعتاق من مخلفات إرث غث غير قابل للتفاعل مع مجريات مرحلته”.

وتابع، “اننا إذ نمر بمرحلة المواجهة الحاسمة بين متطلبات شعبية وسلطات آثرت تقسيم ثروات العراق على أطرافها كغنائم حرب، لا بد من ان ننفتح على اطراف الانفعال الشعبي المطالب بوطن، كما في شعار شباب تشرين (نريد وطن). ننفتح وفق مشتركات وطنية نعمل من خلالها على تحريك الوعي الشعبي ومفردات الثقافة العامة المبينة لحقوق المواطن العراقي وأحقيته بالعيش بكرامة وعدل”.

مدينة أنجبت سلام عادل

والقى الدكتور باقر الكرباسي، عن أهالي النجف، كلمة مطولة بحق الشهيد سلام عادل، جاء فيها:

“منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت النجف مركزاً مزدهراً للحوار الفكري ومحجة لطلاب العلم والمعرفة من اصقاع العالم الإسلامي وكونها مصدر جذب للعلماء والمفكرين وفيها نبغوا؛ فبمكتباتها ومتاجر الكتب فيها ونقاشاتها وحلقاتها الأدبية صارت مع الزمن للعديد من الطلاب والشباب المكان الذي اكتشفوا فيه افقا ثقافيا للنهضة العربية ومفكريها من إسلاميين ومجددين وعلمانيين ويساريين ليتجسد ذلك في نتاجاتهم الشعرية والأدبية والفكرية”.

وأضاف الكرباسي، “كانت النجف من بين المدن التي نشط فيها الشيوعيون بشكل لافت للنظر. سيطروا على الشارع النجفي وعلى الرأي العام فيه، وانضم اليهم مؤيدون كثر من العمال والفقراء والطلبة وبعض المحامين والأطباء والمثقفين، وشهدت قاعدة الحزب الشيوعي في النجف توسعاً ملحوظاً خاصة بعد اعدام قادة الحزب، وبالرغم من العمل السري للحزب الشيوعي الا ان تنظيمه كان تنظيماً جيداً متمثلاً باجتماعات خلاياهم المستمرة وتثقيف أنفسهم بأدبيات الحزب والنظرية الماركسية”.

وتابع الدكتور باقر: “جميل جدا ان نستذكر رجلا مناضلا مثل سلام عادل وهو واحد منّا له فينا قدر ما لنا فيه من محبة واعتزاز. كان سلام عادل يسعى جاهداً لتحقيق عراق ديمقراطي مستقل عن الهيمنة الامبريالية وعن العسكرة المتزايدة للدولة والمجتمع، عبر التسلط الحكومي والطبقية في توزيع الدخل والثروات، عراق الشعب الذي كان يأمل الا تسوده العنصرية ولا يعرف الطائفية والتمييز الاجتماعي وهو عراق المواطن الحر”.

بعد ذلك شهد مسرح القاعة عرضا مسرحيا قدمه المخرج مهدي سميسم ومثّلهُ الرفيق مصطفى حامد، والذي تحدث عن دور الشباب في انتفاضة تشرين.

وفي ختام فعاليات اليوم الأول، جرت قراءات شعرية القاها الشاعر قاسم الياسري ورئيس جمعية الشعراء الشعبيين حسين العذاري، إضافة الى قصيدة للرفيق بهجت الجنابي.

 اليوم الثاني

وفي صباح اليوم الثاني للمهرجان، الجمعة، انطلقت مجموعة كبيرة من المشاركين في ماراثون السلام، من شارع الشهيد سلام عادل وسط النجف، وصولاً الى حي السعد حيث مقر اللجنة المحلية. وقد شاركت فيه فرق من قضاء المشخاب ومركز النجف ورديف نادي النجف الرياضي ومن قضاء الكوفة ـ ناحية العباسية. وفي ختام الركضة قدم أعضاء المحلية وعدد من الحاضرين هدايا رمزية للمشاركين في هذه الركضة.

بعدها وضع المشاركون في المهرجان باقة ورد على قبر الشهيد سلام عادل في مقبرة وادي السلام. وألقى هناك الرفيق صالح العميدي كلمة اللجنة المحلية في المناسبة.

واختتمت فعاليات اليوم الثاني بتكريم عدد من كتاب مجلة الشرارة النجفية، التي تصدرها اللجنة المحلية، بشهادات تقديرية.

فيما زار وفد من نقابة المهندسين الزراعيين، مقر اللجنة المحلية، تمثل برئيسها علي النفاخ وأعضاء الهيئة الإدارية، مقدمين التهاني بافتتاح قاعة الشهيد سلام عادل.

الختام: فعاليات رياضية وفنية وشعرية

وشهد ختام المهرجان، استئناف مباريات دوري السلام لكرة القدم للفرق الشعبية، في مناطق المشخاب والمنطقتين الجنوبية والشمالية.

فيما عرض على قاعة الشهيد سلام عادل، فليم وثائقي عن الشهيد، حضره تابعه جمهرة من الشيوعيين واصدقائهم، من بينهم عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين. ثم قدم الرفيق عبد الرزاق الحكيم عرضا عن سيرة الشهيد البطولية.

واختتم الحفل بقصيدة الشهيد “سلام عادل” للشاب التشريني حسين العميدي، تبعتها باقة من الأغاني للفنان الشاب حسين فائز. وفي ختام المهرجان جاءت كلمة اللجنة المحلية التي ألقاها الرفيق الدكتور نعمة ياسين، مقدما الشكر للمساهمين والمتطوعين في المهرجان.

************

الصفحة التاسعة

في يوم المرأة العالمي.. إيمان خضر تعرض فيلمها «عاملات الطابوق»

بغداد - عادل عبد الزهرة شبيب

في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، الأربعاء الماضي، المخرجة إيمان خضر، لتعرض فيلمها الموسوم “عاملات الطابوق”.

شاهد الفيلم الذي عرض على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس ببغداد، جمهور من المثقفين والناشطين والإعلاميين. وقبل العرض، قدمت مسؤولة اللجنة الثقافية، د. خيال الجواهري، نبذة عن المخرجة الضيفة وتجربتها الفنية وأبرز أفلامها.

وتناول الفيلم الذي استغرق عرضه ساعة تقريبا، العمل الشاق الذي تزاوله العاملات النساء في معامل الطابوق بمنطقة النهروان شرقي العاصمة، وهن يصطحبن أطفالهن ليعملوا معهن أيضا، مقابل أجور بسيطة. 

وسلط الفيلم الضوء على الظروف الصعبة التي تعيشها تلك العاملات وأسرهن، واللاتي قدم بعضهن من محافظة الديوانية في سبيل لقمة العيش. إذ يقمن في منطقة المعامل ذاتها، ما يعرضهن باستمرار إلى عوادم أفران الطابوق من الدخان الأسود الضار، حتى ان أطفالهن أصيبوا بالربو والأمراض التنفسية.

كما تتعرض العاملات خلال الصيف، إلى أشعة الشمس في أجواء ملتهبة تتجاوز فيها الحرارة 50 درجة مئوية. لذلك يصبن بالأمراض الجلدية الخطيرة، في ظل عدم قدرتهن على تأمين نفقات العلاج. وهنا يبرز غياب دور الحكومة في رعاية الأسر الفقيرة.

ونظرا لخطورة العمل في هذه المهنة مقابل عدم توفر شروط السلامة، تتعرض العاملات وأطفالهن في أحيان كثيرة إلى كسور وإصابات بليغة جراء سقوط الطابوق – وهذا ما كشف عنه عدد منهن خلال لقاءات تضمنها الفيلم.

وبعد انتهاء العرض، تحدثت المخرجة إيمان عن تجربتها في إنجاز الفيلم، وما واجهته من صعوبات في التصوير، بسبب تخوف أصحاب المعامل من أن يسبب ذلك مشكلات عائلية للعاملات. 

وقدم عدد من الحاضرين مداخلات عن مادة الفيلم. وقد طالب بعضهم بنشره عبر وسائل الإعلام العراقية والعربية ليلقي الضوء على الوضع المأساوي الذي تعيشه تلك العاملات. فيما دعا آخرون المخرجة إلى إنجاز فيلم عن عاملات جمع النفايات.

*********

شيوعيو النجف يحتفلون بعيد المرأة

النجف - أحمد عباس

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، حفلا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة “منتدى هارموني” للفنون في مركز المحافظة، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، من كلا الجنسين.

وبعد أن رحب مدير الحفل الرفيق رزاق الحكيم، بالحاضرين، ألقى سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال، كلمة في المناسبة، ليصدح بعدها الرفيق المهوال أبو صامد بأهازيج حماسية تعبر عن أمجاد المرأة العراقية المناضلة ودوريها الاجتماعي والسياسي. 

وساهم الرفيق حسين حموزي بقراءة قصيدة الجواهري الكبير “حييتكن بعيدكن”، ليعتلي بعدها حفيد الرفيق حسين نفسه، ويؤدي أغنية عن المرأة في عيدها.

وكان بين المساهمين في الحفل، الرفيق صالح العميدي، الذي تحدث عن تاريخ تأسيس رابطة المرأة العراقية في النجف، مستذكرا أبرز النساء المناضلات المنتسبات إلى الرابطة، منذ تأسيسها حتى اليوم.

فيما قدم الرفيق مؤيد عليوي، مداخلة أكد فيها أن المرأة لن تتحرر بشكل كامل إلا في ظل النظام الاشتراكي.

وساهم في الحفل أيضا سكرتير فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في النجف، مصطفى البركي، والسيدة منال حميد، اللذان قرآ كلمتين في المناسبة.

وفي الختام قدمت اللجنة المحلية باقة ورد إلى رابطة المرأة العراقية في النجف، تسلمتها السيدة رسمية عبد الله آل ناجي، وباقتين للناشطة النسوية لينا موسى والرابطية رسل.  

********

كربلاء تحيي المرأة في عيدها

كربلاء – طريق الشعب

أقامت رابطة المرأة العراقية في كربلاء، بالتعاون مع تنسيقية الحراك الاحتجاجي في المدينة، حفلا جماهيريا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار.

 حضر الحفل الذي أقيم على “ساحة الأحرار” في مركز المدينة، وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، وجمع من المثقفين والناشطين من كلا الجنسين، فضلا عن عائلات شهداء انتفاضة تشرين.

وبعد الاستماع للنشيد الوطني، دعت مديرة الحفل السيدة كوثر ناصر، الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهيدات الحركتين النسوية والاحتجاجية.

السيدة صبيحة زهيان، ألقت كلمة الرابطة في المناسبة، وتناولت فيها حقوق المرأة وفق اللوائح والقوانين الأممية.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها عديد من الشعراء. كما أقيم معرض تشكيلي شاركت فيه فنانات عديدات.

وفي الختام، وزعت سكرتيرة الرابطة هدايا على المساهمين في تنظيم الحفل.

*******

الديوانية تحتفل بعيد المرأة

الديوانية – طريق الشعب

نظمت رابطة المرأة العراقية في الديوانية، الثلاثاء الماضي، حفلا في مناسبة يوم المرأة العالمي، بحضور واسع لشخصيات وممثلي التيار الديمقراطي والحزب الشيوعي والبيت الوطني، الى جانب تواجد شبابي ونسائي مميز، ازدان به الحفل الذي أقيم على حدائق إذاعة الديوانية في مركز المدينة. وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت، حداداً على شهيدات وشهداء الحركة الوطنية. وبعد عزف النشيد الوطني استمع الحاضرون إلى كلمات عديدة بالمناسبة؛ حيث القت عالية الخفاجي، كلمة رابطة المرأة، ومن ثم كلمة الحزب الشيوعي التي القاها جواد الخفاجي، وكلمة للتيار الديمقراطي التي القاها منسق التيار محمد نعمة الزبيدي، فضلاً عن كلمة إذاعة الديوانية التي القاها الاعلامي عيسى الكعبي.

وبعد الانتهاء من الكلمات، ارتقى المنصة عدد من الشعراء الذين صدحت حناجرهم بقصائد تغنت بالوطن والمرأة، والتي حظيت بتفاعل رائع من الحاضرين.

وعقب الفقرة الشعرية، جرى الاحتفاء بالكاتبة المغتربة ناهدة القزمري، لإصدارها كتابا تحت عنوان (التين الأسمر)، فيما جرى تكريم الناشطة التشرينية ضحى راجي لإصدارها رواية عن انتفاضة تشرين.

واختتم الحفل الذي كانت الناشطة حنين يوسف عريفته، مع الفنانة رحاب العتال، بعد أن قامت الرسامة بنين البديري برسم لوحة فنية عن المرأة.

********

البصرة تحتفي بالمرأة وعطائها الوافر

البصرة - طريق الشعب

أقامت رابطة المرأة العراقية في محافظة البصرة بالتعاون مع “مؤسسة أقلام الريادة” الثقافية في المحافظة، قاعة قصر الثقافة والفنون، الثلاثاء الماضي، حفلا خطابيا – أدبيا في مناسبة يوم المرأة العالمي. حضره جمهور واسع من كلا الجنسين.

رئيسة “مؤسسة أقلام الريادة”، الشاعرة بلقيس خالد، استهلت الحفل مرحبة بالحاضرين، وقالت أن “هذا الحفل هو هدية بسيطة للمرأة العراقية، وفاء لها ولعطائها المبذول في سبيل بناء المجتمع”.

بعدها ألقت الأديبة سهاد البندر كلمة رابطة المرأة في المناسبة، ومما قالته في الكلمة، أن “المرأة حاضرة في جميع الميادين وبكل مسؤولية. وفي يومها العالمي نسلط الضوء على جهودها العظيمة في بناء الأسرة وإعداد أجيال المستقبل”.

وتخللت الحفل قراءات شعرية في المناسبة، ساهمت فيها الشاعرات جنان المظفر وندى شيراز وايناس هشام وعقيلة العمران وسندس صديق ومرام بهاء وإيثار محسن.

ولم يخلو الحفل من المواهب الواعدة. إذ قرأت الطفلة هيا حيدر قصائد من نظم جدها الشاعر الراحل صالح الخصيبي.

وقدمت الكاتبة خلود الشاي، فقرة فنية تعبيرية. إذ حملت دمية من تصميمها، وعبرت على لسانها (الدمية) عن سعادتها بيوم المرأة، ثم قرأت أبياتا من الشعر في المناسبة. وبالإضافة إلى الشعر، شهد الحفل قراءات قصصية قصيرة ساهمت فيها الكاتبات نادية الابرو وهناء البياتي وميادة سامي.  وقبيل الختام، قدم عدد من الحاضرين باقات ورد إلى النساء المساهمات في تنظيم الحفل، تعبيرا عن اعتزازهم بجهود المرأة وعطائها. كما تم توزيع شهادات تقدير على الأديبات المشاركات في الحفل، بالإضافة إلى عدد من مبدعي البصرة.

*********

تهانٍ لمنتسبات الصحة

واسط – طريق الشعب

احتفاء باليوم العالمي للمرأة 8 آذار، زار وفد من رابطة المرأة العراقية في قضاء الحي، “مستشفى فيروز” العام في القضاء.

وقدم الوفد التهاني في المناسبة إلى المنتسبات والمريضات الراقدات في المستشفى، ووزع عليهن الحلوى. كما زودهن بنسخ من بيان الرابطة الصادر في المناسبة أيضا.

*********

الناصرية تحتفل بالثامن من آذار

الناصرية – طريق الشعب

أقامت رابطة المرأة العراقية في ذي قار، حفلا جماهيريا منوعا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار.

حضر الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق وسط المدينة، جمع من الرابطيات والناشطات والعديد من العائلات المتعففة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والشعراء. 

وبعد استماع الحاضرون للنشيد الوطني ووقوفهم دقيقة صمت في ذكرى شهيدات الحركة النسوية والحراك الاحتجاجي، ألقت الناشطة إيمان الأمين كلمة الرابطة في المناسبة.

بعدها قدم عرض مسرحي يتناول معاناة النساء اثناء النزاعات والاضطرابات الأمنية، أعقبته قراءات شعرية تتغنى بأمجاد المرأة، ساهم فيها الشعراء الحاضرون.

وفي سياق الحفل، كرمت الرابطة الممثلين الذين قدموا العرض المسرحي. كما كرّمت د. حميدة السعيد، في مناسبة نيلها شهادة الدكتوراه، وأيضا وزعت هدايا على العائلات المتعففة وأطفالها.

********

في الشطرة ندوة عن المرأة وحضورها السياسي والاحتجاجي

الشطرة – أحمد طه

عقد فرع رابطة المرأة العراقية في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، الخميس الماضي، ندوة ثقافية، احتضنتها قاعة “مركز التدريب المهني” في مناسبة يوم المرأة العالمي، حضرها جمع من الرابطيات والناشطات. وتحدثت سكرتيرة فرع الرابطة، رغد شهاب، عن مساهمات المرأة العراقية من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وحضورها الفاعل في الحركة الاحتجاجية، وآخرها انتفاضة تشرين، ودورها في دعم المتظاهرين وإسنادهم.

ثم تطرقت إلى تاريخ تأسيس رابطة المرأة العراقية ومسيرتها النضالية في ظل ظروف سياسية واجتماعية صعبة.

بعدها فتح باب النقاش بين الحاضرات، وجرى الحديث عن واقع المرأة الشطرية ومشكلاتها، وعن سبل تقديم المساعدة للنساء المعنفات، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات المدنية.

كما تم الاتفاق على تقديم ورقة إلى الحكومة المحلية ومجلس النواب، تطالب ببناء مركز خاص للتدريب المهني في القضاء، ضمن مشاريع صندوق إعمار ذي قار، لما لهذا المركز من أهمية في تأهيل النسوة وتدريبهن على مزاولة مهن مختلفة، مثل الخياطة والحلاقة وصيانة الحاسوب وغيرها.

وبعد اختتام الندوة، توجهت مجموعة من الرابطيات لزيارة بعض الدوائر الحكومية في القضاء، وتقديم التهاني والورود إلى المنتسبات في مناسبة عيد المرأة.

وشملت الزيارة “غرفة مركز التأهيل” و”غرفة محاميات الشطرة”.

  *******

حدائق السماوة تحتضن احتفالات عيد المرأة

السماوة – عبد الحسين السماوي

احتضنت حدائق “متنزه الفرات” وسط مدينة السماوة، عصر أول أمس الجمعة، حفلا فنيا منوعا أقامته رابطة المرأة العراقية في المثنى، بمناسبة يوم المرأة العالمي. 

وبعد وقوف حضور الحفل من الرابطيات والناشطات والنساء الأخريات، دقيقة صمت إكراما لشهيدات وشهداء الحركة الوطنية، ألقت السيدة ساهرة عبد الأمير كلمة باسم الرابطة، قالت فيها أنه “سنويا في الثامن من آذار تحتفل المرأة بهذه المناسبة السعيدة، التي تعبر عن الدور الأساس الذي لعبته المرأة في حركة النضال السياسي والاجتماعي، من أجل التحرر من القيود”.

وقدمت السيدة ساهرة في الكلمة، نبذة تاريخية عن هذه المناسبة التي جرى الاحتفال بها أول مرة عام 1909 في الولايات المتحدة الأمريكية. وأضافت قائلة، أن “المرأة العراقية تحتفل بيومها العالمي وسط أجواء من الخوف والتوتر بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة”، مطالبة بـ “الاهتمام بوضع المرأة، وعدم تهميشها اجتماعيا، وبأن يفسح لها المجال لتشارك في بناء المجتمع”. 

بعد ذلك، قرأت السيدة فاتن الصافي البيان الذي أصدرته رابطة المرأة العراقية في المناسبة هذا العام.

وتخللت الحفل قصائد ألقاها الشاعر المغترب نجم عبيد عذوف، وأخرى ألقتها السيدة منتهى الصافي. كما أدى الفنان جبار حسان باقة من الأغنيات.

-*******

الصفحة العاشرة

لينين في دفاتر غرامشي

د. إبراهيم اسماعيل

يعتبر غرامشي أحد أعمدة الفكر الماركسي، وقد حظيت اطروحاته، ولا تزال، ليس باهتمام الاشتراكيين والثوريين في العالم فحسب، بل وأيضا باهتمام مدارس فكرية من خارج الماركسية. ورغم الجدل المحتدم حول الرجل بين من رآه مكمّلاً أو ربما مجدداً للتراث اللينيني وبين من رأى فيه ماركسيا “متعقلاً”، وربما جعله في تناقض ما مع الأفكار والقيم التي سادت في عالم الكومنترن، فقد اتفق الجميع على اعتبار غرامشي، منظّراً وقائداً، أكسب اليسار الأيطالي، ما عُرف عنه من نفوذ متميز في تاريخ الحركة الشيوعية، ومفكراً حافظ على استقلاليته من هراوات الإستبداد الستاليني، وصاحب استراتيجية ماركسية، اعتمدت على سلمية الانتقال الى الاشتراكية، عبر نضال فكري وثقافي طويل، استراتيجية تطور فيها البروليتاريا ثقافة خاصة بها، وتعبأ حولها الطبقات المضطهِدة، وتتولى فيها القيادة الفكرية والأخلاقية، وتقيم خلالها تحالفات مع قوى متنوعة، وتشكل بها إتحاداً للقوى الاجتماعية (أو ما سمّي بالكتلة التاريخية)، وبالتالي تتمكن من تحطيم الاستغلال الرأسمالي وهيمنته الفكرية معاً.

بين استراتيجيتين

ولعل أبرز ما تضمنته تلك الاستراتيجية كان تبني “طبعة” للماركسية، ملائمة لخصوصية كل بلد، حيث كرّس الرجل كل كتاباته (دفاتر السجن) لرسم برامج تتناسب والتطور الرأسمالي في أوربا المتقدمة، والمختلفة جوهرياً عن التطور في روسيا القيصرية. لكن مفهومه للدور القيادي للبروليتاريا، بقي متناغماً مع المفهوم اللينيني له، لاسيما وإن لينين نفسه دعى في تقريره الى المؤتمر الرابع للكومنترن عام 1921، الى وجود استراتيجية ثورية مختلفة للدول الرأسمالية المتقدمة.

ففي الوقت الذي تبنت فيه استراتيجية لينين، التمرد على السلطة البرجوازية القمعية والمستبدة القائمة في مجتمعات رأسمالية متخلفة، إذا ما رفضت الطبقات المستغَلة هذا الإستبداد وأبدت القدرة على مواجهته، توصلت استراتيجية غرامشي الى أن الهيمنة الرأسمالية في المجتمعات المتقدمة، لا تقتصر على العنف والإكراه السياسي والاقتصادي، والذي تنفذه الدولة البرجوازية (المجتمع السياسي)، بل وأيضا القهر الأيديولوجي، الذي تنفذه مجموعة مؤسسات المجتمع المدني، من أجل تغييب وعي المستغَلين وتزييفه، وصولاً الى صيانة “السلم” الأهلي بين الطبقات.

الهيمنة الفكرية

وإذا كان المجتمع المدني، الذي هو مجموعة من المنظمات الواقعة خارج سلطة الدولة، كالنقابات والأحزاب والصحافة والمدارس والمؤسسات الدينية، ومجموعة العلاقات المنظمة للحياة الاجتماعية، جزءا من البناء التحتي في اللينينية، فهو مكون من مكونات البناء الفوقي لدى غرامشي، والذي ينبغي العمل من خلاله لتحقيق الثورة.

لقد رأى غرامشي أن تزامن الهيمنة الفكرية للمستغِلين مع غياب بديل قادر على تنظيم وقيادة الجماهير، سيخلق اوضاعاً غير ثورية، تدفع ببعض الطبقات المضطهَدة للتنازل والمشاركة في النظام الرأسمالي المهيمن، مما يعيق تحقيق أي تحول فكري في المجتمع، ويفضح العلاقة الجدلية التكافلية بين الكيانين غير المختلفين وغير المستقلين للمجتمع المدني، بحيث تبقى قدرة الدولة على الفعل معتمدة دائماً على توازن القوى الطبقية والاجتماعية، وعلى دور الجهات الفاعلة داخل المجتمع المدني. فالدولة في المجتمع الرأسمالي المتقدم، تضمن استمرار هيمنة الطبقة البرجوازية من خلال طرق معقدة في الحكم، خالية من القهر المباشر، ومحققة لرضا الناس.

الكفاح الثوري

ولهذا أعطى غرامشي مكانة مهمة للكفاح ضد الهيمنة الفكرية للرأسمالية على المجتمع، واعتبر ذلك نقطة انطلاق لقيادة الطبقات المضطهدة لإنتزاع هيمنة المستغِلين، عبر توسيع الصلات مع الجماهير، وخلق بروليتاريا واعية وتحريض الطبقات الأخرى التابعة، على الفعل الثوري، بحيث يكون بمقدور البروليتاريا، التي تهيمن فكرياً وتقيم تسويات وتحالفات مع المستغَلين الأخرين، أن تسقط القيم البرجوازية وتجذب الطبقات المضطهدة والمثقفين إلى قضيتها، وصولاً الى تحقيق الهيمنة السياسية.

ولم يخالج غرامشي الشك في ان الصراع لا يقتصر على المجتمع المدني، فإنتزاع الهيمنة فيه لا ينهي الصراع دون أن يُحسم الصراع السياسي بالهيمنة على الدولة، وهو مافعله البلاشفة بشكل مختلف وبجوهر متطابق حيث أشار لينين الى اهمية التحالف الطبقي بين الطبقات التابعة، وانخراطها معا في نضال ثوري فعّال، لاسيما حين لا تكون البروليتاريا الطبقة الأكبر عدداً. وبهذا الصدد يقول غرامشي “تصبح الطبقة مهيمنة بطريقتين، أي أنها قائدة ومسيطرة. فهي تقود الطبقات المتحالفة، كما أنها تسيطر على الطبقات المعارضة. ولذلك، يمكن للطبقة (بل ويجب) أن تقود حتى قبل توليها السلطة، وعندما تتولى السلطة تصبح مهيمنة، وفي نفس الوقت تواصل القيادة”(1).

دور المثقفين

ويلعب المثقفون حسب استراتيجية غرامشي، لا في عموم اللفظ، بل من يمتلك منهم القدرة على التأثير في الجماهير، وهو ما أطلق عليه المثقف العضوي، دوراً مهماً في الكفاح ضد الهيمنة الفكرية، من خلال تبني هموم المستغَلين وانتاج منظومة من القيم الانسانية الجديدة (الاشتراكية) وفضح جوهر الاستغلال الرأسمالي، المتمثل في تلازم القهر السلطوي مع التضليل والخداع الفكري ونشر الماضوية وتكريس الهويات الفرعية والتمويه على المصالح الطبقية للناس، وذلك بغية الارتقاء بوعي الطبقة وصياغة تصوراتها الفكرية وفرض تلك التصورات على الطبقات الأخرى في نضال بروليتاري حازم ضد المكونين (السياسي والمدني) معاً، ومن اجل بناء مؤسسات عمالية جديدة وثورية، تنشط سياسياً وفكرياً، وصولاً إلى اللحظة التي تنضج فيها التحالفات الطبقية، وتُنتزع بها الهيمنة السياسية.

دور الحزب

أكد غرامشي على المقولة اللينينية حول أهمية الحزب في تنظيم الطبقة وقيادتها لتحقيق أهدافها ومصالحها وبالأشتراطات الخاصة بحياته الداخلية واللازمة لتمكينه من إداء مهامه، ورفض الدور المتفرد للقائد، مهما كانت كارزميته ومكانته. ورأى أن يكون للحزب علاقة مميزة بالمثقفين العضويين، بحيث يمكنّهم من خلق وعي جديد وممارسة نشاط نقدي وتحقيق تحديث متواصل. وأشار الى أهمية نجاح الحزب في تكوين وتطوير فئة مثقفيه العضويين في الحقل السياسي والفلسفي، لا على أساس عدد هؤلاء ومستوى نشاطهم ولكن على أساس قدرتهم على اداء الوظيفة التنظيمية والفكرية التي يتطلبها كفاح الحزب لتحقيق برامجه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. أنطونيو غرامشي، كراسات السجن، المجلد الأول ص136.

***************

فلاسفة ومفكرون.. دوهرينغ، يوجين كارل (1833-1921)

اعداد: د. صالح ياسر

فيلسوف واقتصادي الماني، كان استاذا للميكانيكا، وابن موظف حكومي. عمل بجامعة برلين (1862-1874)، كان تلفيقياً في الفلسفة، وحاول أن يجمع بين الوضعية والمادية الميتافيزيقية والمثالية الصريحة. عبر في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع عن ايديولوجية البرجوازية الصغيرة. عارض ماركس وانجلز خلال الفترة التي كان فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي الالماني يجمع صفوفه، وفي الوقت الذي كانت المسائل النظرية قد اكتسبت اهمية خاصة. وقد وجدت اراء دوهرينغ المختلطة والضارة – في الفلسفة والاقتصاد السياسي والاشتراكية- تأيدا بين بعض الديمقراطيين الاشتراكيين. وقد أدرك انجلز خطر كتابات دوهرينغ التي كانت تقدم لحركة الطبقة العاملة – التي لم تكن قد نضجت بعد – فهاجم هذه الكتابات في كتابه الشهير: “الرد هلى دوهرينغ” أو “انتي دوهرينغ”. وقد هبط دوهرينغ بعد ذلك الى اللاسامية والعنصرية بمؤلفاته الرئيسية: “دروس الفلسفة”(1875)، “دروس الاقتصاد الوطني والسياسي” (1876)، “نقد الاقتصاد الوطني والاشتراكية”(1875).

***********

ما لم يقله سابقو ابن خلدون

حسن مدن

أهمية أي فيلسوف أو مفكر أو عالم تقاس بالدرجة الأولى بالإضافة التي يقدمها للمنجز الإنساني في الحقل الذي يشتغل فيه، بإيجاد أو اكتشاف ما لم يكن قائماً أو معروفاً قبله، أو تطوير هذا القائم والمعروف وتعميقه، بحيث يصح القول إن ما بعد الشخص المعني، فيلسوفاً كان أو مفكراً أو عالماً، ليس هو نفسه ما قبله، وإن من يأتون بعده سينطلقون مما أضافه ويبنون عليه جديداً، أو هكذا يفترض.

وحتى بافتراض أن من أتوا بعد هذا العالم أو الفيلسوف أو المفكر، أو حتى مجايليه، لم يتفقوا معه في ما قاله، لن يكون بوسعهم تجاهل ما أتى به، فالسجال معه حول إضافاته المفترضة يتحول إلى رافعة جديدة للمعرفة، وما كان المختلفون معه سينخرطون في مثل هذا السجال لولا ما طرحه من آراء واستنتاجات لا يجدون أنفسهم متفقين معها، وحين يشرحون لماذا هم عير متفقين معها، يتعين عليهم أن يقدموا رؤى بديلة يرونها هي الأصح، وبهذا تغتني المعرفة وتتطور.

لو أخذنا شخصية بوزن عبد الرحمن ابن خلدون، الذي لم تعد أهميته تقتصر على فضاء المعرفة والثقافة العربيين وحدهما، فأهميته، كرائد من رواد عالم الاجتماع، إن لم يكن رائده الأول، تجاوزت بكثير نطاق ثقافتنا لتلج ثقافات العالم من أوسع الأبواب، فإنه يمكن أن يعد نموذجاً للعالم أو المفكر الذي أتى بما لم يأت به سابقوه، أو منحه مضموناً فكرياً لم يكن له فيما مضى.

وأعطى الباحث اللبناني القدير فردريك معتوق مثالاً على ذلك بمفهوم العصبية الذي صاغه ابن خلدون، فالعصبية كمفردة في اللغة ليست من اختراع ابن خلدون، لكن المفردة هي غير المفهوم حين يصبح معرفياً أو فلسفياً، وينقل معتوق عن ابن منظور تعريفه لهذه العصبية بالتالي: «عصبة الرجل بنوه وقرابته لأبيه وقومه الذين يعصبونه ويتعصب بهم ويتعصبون له ومعه».

لكن الشقة واسعة جداً بين هذا التعريف «اللغوي» المحدود، حتى لو كان صحيحاً، وبين العصبية وقد غدت عند ابن خلدون مفهوماً أو مقولة معرفية، وهذا ما كان سيحدث لولا أن العرب كانوا قد بلغوا يومها مراتب علمية متقدمة، وهذا درس بليغ لناكري ثقافتهم وحضارتهم من بني قومنا وجلدتنا، الذين يروق لهم حصر المعرفة في الغرب وحده، كأن الشرق، وشرقنا العربي في القلب منه، قفر من أي معرفة.

وكي نفهم هذا جيداً يتعين الوقوف عند قول ابن خلدون نفسه: «إن العلوم تكثر حين يكثر العمران وتعظم الحضارة»، ويسعفنا ذلك ليس فقط في فهم الصفحات المشرقة في تاريخنا، وإنما أيضاً في قراءة حاضرنا العربي البائس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “الخليج” – 8 شباط 2022

************

فيلسوف قرطبة.. وحدة الحقيقة وتكامل المعرفة

محمد عادل الملا

تدرج ابن رشد في الوظائف الرسمية وولي القضاء في إشبيلية، وفي قرطبة، وكان في الوقت ذاته يضع تآليف مختلفة.

لكن هذه المنزلة التي احتلها ابن رشد أكثرت من حسّاده لدى الأمير، فسعوا إلى الوشاية به، وقالوا إن ابن رشد يجحد القرآن ويعرّض بالخلافة ويبسط الفلسفة وعلوم المنطق بدلاً من الدين الإسلامي، وقالوا إن ابن رشد نعت الخليفة بملك البربر. كما اتهموه بأنه أنكر هلاك قوم عاد الواردة في القرآن وغير ذلك من الوشايات. فانطلت على الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، وأمر بعقد مجلس عام لمحاكمته على آرائه وحكم عليه بالإقامة الجبرية في مدينة أليسانة على مقربة من قرطبة. كما تقرر إحراق كل كتبه وحظر عليه الاشتغال بالفلسفة.

لكن هذه الحالة التي أصابت ابن رشد في عام 1195 لم تدم طويلاً، ولم يلبث الخليفة أن رضي عنه، فعاد إلى قرطبة حيث توفي عام 1198، وبموته أنطفأت آخر شعلة من الفلسفة العربية التي أضاءت العالم الغربي عدة قرون.

لم ينقطع ابن رشد عن الكتابة والتأليف طيلة حياته سوى ليلتين: ليلة وفاة أبيه وليلة عرسه. وتربو مؤلفاته على العشرات، وضع فيها تصنيفات فلسفية وعلمية وقضائية وفقهية وأدبية ولغوية.

لكن قسماً كبيراً من مؤلفات ابن رشد فقد نصها العربي، ولم يبق إلا الترجمات العبرية واللاتينية. أما مؤلفاته المخطوطة الباقية، فهي موزعة في مكتبات العالم، فهناك قسم منها في مكتبة الاسكوريال في إسبانيا، وقسم في مكتبات باريس ولندن.

وقد أورد رينان في القسم الأخير من كتابه «ابن رشد والرشدية» ما كتبه مؤرخو زمان ابن رشد عنه، ونقلها من مختلف المخطوطات في مكتبات أوروبا. فما قاله عنه ابن عيار: إن الدراية في ابن رشد كانت أغلب عليه من الرواية، ولم ينشأ بالأندلس مثله كمّاً وعلماً وفضلاً. وقد عني بالعلم من صغره إلى كبره حتى حكى عنه أنه لم يدع النظر ولا القراءة عنه إلا ليلة وفاة أبيه وليلة عرسه. وقد صنف وقيد وألف وهذّب واختصر نحو عشرة آلاف ورقة. وكان يفزع إلى فتواه في الطب كما يفزع إلى فتواه في الفقه. وقد حكى عنه أبو القاسم ابن الطيلسان أنه كان يحفظ شعر الطائي والمتنبي ويكثر التمثل بهما في مجلسه.

وقال ابن أبي أصيبعة في ترجمة مطولة عن حياة ابن رشد في كتابه «طبقات الأطباء» أنه كان أوحد في مسائل الفقه والخلاف، أي لا مثيل له، وأنه كان ذكياً رث البزة قوي النفس. وأنه متى حضر مجلس المنصور أو تكلّم معه أو بحث معه في شيء من العلوم، كان ابن رشد يخاطبه: اسمع يا أخي. وكان المنصور يستاء من ذلك في سره.

وقد نقل آرنست رينان عن الأنصاري المنشور أو الرسالة التي نشرها الخليفة لتحذير الناس من مبادئ ابن رشد وفلسفته، وقد هاجم فيها الفلاسفة واتهمهم اتهاماً صريحاً بأنهم يوافقون الأمة في ظاهرهم وزيهم ولسانهم ويخالفونها بباطنهم وقال: فلما وقفنا منهم على ما هو قذى في جفن الدين ونكتة سوداء في صفحة النور المبين، نبذناهم نبذ النواة وأقصيناهم كما يقصى السفهاء من النواة.

ومن ذلك ما حدّث به الشيخ أبو الحسن الرعيني عن شيخه أبي محمد الكبير عن محاكمة ابن رشد واتهامه بالإلحاد، فقد جمع والي قرطبة طلبتها والعلماء وفيهم ابن رشد، وهو القاضي في قرطبة يومئذ ليسألهم عن ذلك، ولما انصرف طلبة العلم تكلم ابن رشد وابن مندور في شأن الريح التي تهب من جهة الطبيعة. فقال أبو محمد الكبير إن صح أمر هذه الريح، فهي ثانية الريح التي أهلك الله تعالى بها قوم عاد، إذ لم تعلم ريح بعد هلاكها. فانبرى ابن رشد ولم يتمالك نفسه وقال: والله وجود قوم عاد ما كان حقاً فكيف سبب هلاكهم، فاعتبر كلامه فلتة شاع خبرها في المشرق والأندلس، واعتبروا كلامه زلة لا تصدر إلا عن صريح الكفر واتهموه بتكذيب ما جاء في القرآن الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه».

والجدير بالذكر أن الإمام الغزالي الذي كان يعد أحد الفلاسفة وارتد عنها، وأخذ يهاجمها هجوماً عنيفاً، وألف كتابه المشهور «تهافت الفلاسفة» أي انهيار حججهم، ومع كل ذلك قال عنه أحد الفقهاء الأندلسيين أن الغزالي لم يخلع عباءة الفلسفة عن كتفيه.

وبيّن محمد عابد الجابري في كتابه عن ابن رشد، السيرة الذاتية للفيلسوف وبين التعريف بفكره من خلال أهم كتبه في الفقه وأصول العقيدة والفلسفة والعلوم والطب والسياسة، ولعل أهم فكرة كان يؤمن بها ابن رشد هي وحدة الحقيقة وتكامل المعرفة، ويقول الجابري: إن ابن رشد لم يكن يفصل بين تخصيص وتخصيص إلا على صعيد النهج، أما على صعيد المضمون فكان يتحرك كعالم متعدد التخصصات، يستحضر الطب في الفقه والفقه في الطب والقرآن والحديث في الفلسفة، والفلسفة في العلم، والعلم في كل ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 21 شباط 2022

************

الصفحة الحادية عشر

جديد د. نادية هناوي

صدر مؤخراً عن دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع كتاب جديد للناقدة الدكتورة نادية هناوي بعنوان (السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر) ويقع في خمسة فصول تصب في أسباب تأثر حسب الشيخ جعفر بالسونيت الشكسبيري وكيف جرَّب توظيفه في القصيدة التفعيلية فأضاف الى الشعرية العربية المعاصرة جديدا يكشف عن ممكنات هذا النوع الشعري.

وكانت الباحثة قد أصدرت من قبل كتابها “نحو نظرية عابرة للأجناس في بنية التجنيس والتمثيل”. فضلا عن سلسلة الدراسات الغنية التي تنشرها في المجلات الثقافية العربية.

**********

قصة قصيرة.. باب المعظم

سعيد الروضان

على غير عادته كان بائع التمر متسامحا هذه المرة، طلبت منه ان يجلب كمية من تمر “ التبرزل” الذي آسرني بطراوتة ونضجه المبكر. غادر البائع على الفور لجلب هذا النوع الذي تغنى به الشاعر النواب بقوله” فوق التبرزل طعم”. غير إن نظرة جانبية غيرت المعادلة، حين جذب نظري الشكل الهرمي للعذق المركون قريبا مني،كانت شماريخه تضج بكرات بلون الكهرمان الأصفر المتوهج النضوج بلمعان خجول،إنه البرحى ذلك النوع الذي خفق له قلبي،عدلت عن شراء النوع الأول وخاطبت البائع :

- ضع لي خمس كيلوات من البرحي،ان هذا النوع يتمتع بحلاوة باردة،وهو أقل ضررا لمرضى السكري.

لم ينبس البائع ببنت شفة ،مما شجعني أن أمد يدي وأنتقي بعض الثمار الناضجة،لكنه كان أكثر حرفية عندما جلب قاطعة ميكانيكية وراح يقطع بها الشماريخ،التي صدرت عنها أصوات تطرب لها الأذن...  قرط... قرط... قرط... ،نقدته ورقة العشرة آلاف دينار،كانت جديدة،خضراء ترتسم على وجهها صورة العالم العربي الجليل الحسن بن الهيثم وبجانبه تتقاطع خطوط نظريته في الانكسار الضوئي.

عندما اقتربت من الحافلة الصغيرة من نوع كيا، احتل آخر راكب موقعه،صعد السائق وراء المقود وراح يدوره بنشوة،وهو يشير اليّ بعدم وجود مقعد شاغر،ابتسمت بوجهه قائلا : نلتقي غدا،توجهت الى مستطيل الظل الذي  لا يكاد أن  يفي لوقاية ربع جسدي من هجير سلق العالم برمته. لم يمض وقت طويل حتى قدمت حافلة أخرى متهالكة. المشكلة الآن في توافر الركاب، صعدت امرأة شابة بثياب سود،جلست قرب النافذة ،أشرت اليها ان تجلس بعيدا عن النافذة ،وأنا أقول لنفسي ...اللون الاسود يمتص الحرارة ...،ابتعدت المرأة عن النافذة، شاغلت نفسي بالحديث مع بائع صغير السن لقناني المياه،كان صغيرا بسمرة طاغية وبوجه  له لون حبات القهوة المحمصة ،اقتنيت قنينة ماء بارد لنفسي،وقدمت واحدة للمرأة وأخرى لشاب في مقدمة السيارة. أنهيت قنينة الماء على عجالة، ودسستها في الفراغ الصغير الذي يسمح به كيس خلل البرحي، حدق البائع الصغير نحوي بدهشة وهو يقول :

- عمو ،طَوّح بها هناك مع تلك القناني .

- أنا معتاد على ذلك، ما أن أصل البيت حتى أضعها في الحاوية المخصصة للنفايات، وأنا أنصحك أن تطالب بتوفير حاوية،بدلا عن هذه الفوضى .

في هذه الأثناء قدم والد الصغير، وراح يعد القطع الورقية من الفئات الصغيرة، مبديا شعورا بالراحة، غير إني بادرته :

-لا تفرح بهذه الملاليم يا أخي، من حق هذا الصبي أن يهنأ بتعليم أفضل وملاعب تسعده.

قاطعني صوت الصبي الصغير بصوت واثق :

-أخبرهم يا أبي أن يضعوا حاوية للقناني الفارغة.

ارتسمت أكثر من علامة استفهام على وجه الأب، ولكن حبورا طيبا نزل على قلبي مثل مياه القناني الباردة التي شربناها، أنا والمرأة الشابة، والشاب الذي يجلس في مقدمة السيارة.

  تقاطر الركاب على الحافلة المتهالكة، ومن دون اعلان صعد السائق، كان معافى وبغطاء رأس داكن، جمعنا الأجرة كعادتنا، وبلا مناسبة، شق صوت السائق  السكون الملتهب بحرارة خانقة وسط زحام لاينتهي،والذي كان يتلوى مثل أفعى أناكوندا سوداء عملاقة :

-باب المصخم .... باب المصخم.... باب المصخم....

ساد الصمت، لم يرد أي راكب، لكني لم أطق صبرا.

- بدون زحمة ماذا تقصد بكلامك؟

- قابل كفرنا !!!

- لم أقل إنك كفرت، لكنك أسأت إلى جزء عزيز من وطني.

قلت ذلك  بكلمات هادئه خالية من أي أثر للإنفعال، فيما راحت الصور تترى على مخيلتي لأكثر من عشرين عاما .... في مقهى الملتقى الثقافي تداولنا الكثير من القضايا الثقافية، لكن المقهى أغلقت بحجة الصيانة، غير اننا جميعا كنا نعرف إن السبب الرئيس وراء ذلك كان المراقبة الرسمية المفضوحة لأفراد يرتدون الزي الرسمي مع أجهزة موبايل لا تكف عن التقاط صور لشخصياتنا المهمة جدا !! ولم ينقطع معظمنا من المرور أمام المقهى الموصودة الأبواب للنظر عبر الكوى الصغيرة عسى أن يكون صاحب المقهى قد أنجز الصيانة أو عدل عن فكرة غلق المقهى. على مبعدة دقائق قليلة، تقع الكلية التي درست في أماسيها الفاتنة أربعاً من سنوات عمري، ولم يسبق لي أن تأخرت دقيقة واحدة عن الحضور اليومي،من وحيها كتبت قصتي الأولى بعد انقطاع طويل عن الكتابة بعنوان “خيبة” أهديتها إلى الشاعر الانجليزي وليم بليك وقصيدته الرائعة  “The Tiger  “ وكان المفروض أن أهديها إلى استاذ مادة الشعر،الذي كان يسحرنا بمجساته النقدية الفنية،عندما يقوم بعرض القصائد وشرح خفاياها الجمالية، لكني خشيت عوامل الغيرة والحسد وعوامل أمنية أخرى، خاصة من قبل أستاذ المسرح الذي تقصد حجب المعلومة عني بطرائق ساذجة،وفي إحدى الأماسي صحبني في جولة في ممرات الكلية وهو ينتقل من موضوع الى آخر، أخيرا سألني : ما رأيك بفلان وفلان وذكر اسم الناقد طراد الكبيسي، عرفت أنه يحاول الايقاع بي،قلت له لا أعرف الأسماء التي يتحدث عنها، وعند مرورنا قرب حاجز أمني، خمنت أنه على وشك أن يسلمني اليهم،لكنه عدل عن ذلك في اللحظات الأخيرة، وعندما اطلع على نتيجتي الدراسية وكنت قد أحرزت المرتبة السادسة بين زملائي الاعزاء في القسم، قال لي ببرود والأسف يقطر من كلماته : يمكنك أن تكمل دراسة الماجستير....وقضيت ست سنوات من عمري مترجما في وزارة التربية، كنا نرتقي سلالم الدائرة في بناية قديمة تقع مقابل دار الحرية للطباعة والنشر سابقا، لنجتمع في غرفة صغيرة برفقة طيبة، ونادرا ما نترك الغرفة لنتحين الفرصة للنظر إلى مقبرة الجنود الانكليز الذين قضوا في الحرب العالمية الأولى، والتي تمتد أمامنا بمهابة وتنظيم دقيق، وفي وسطها تنتصب قبة ضريح الجنرال مود قائد الحملة، الذي قضى بسبب كوب حليب ملوث بمكروب الكوليرا.

   ولي في مكاتب الاستنساخ حكايات وحكايات، كانت أولها اصدار كتابي الأول بعنوان “ الأطفال كممثلين في العصر الاليزابيثي” وكان باللغة الانكليزية، أتذكر انني استنسخت كما كبيرا من النسخ، كنت في حالة من النشوة، وكأني غير مصدق بأني سأطبع كتاباً يحمل اسمي، أخيرا ظهر الكتاب بغلاف سميك  مزيناً بصورة أخذناها عن مخطوطة لجرة رومانية لأطفال يؤدون أدواراً درامية. لقد دفعني هذا النجاح أن أطبع ديواني الشعري الأول “من ضفة لأخرى، قصائد ووسائد”،زينت الديوان بتخطيطات صديقي “حمادي” الفنان العالمي الراحل، ولم يثر الديوان ضجة أدبية، كتبت عنه دكتورة على الفيسبوك مقالة ممتعة، وهي تقول انك لا تكتب بقلمك بل بقلبك،وكتبت عنه محررة في جريدة الصباح الجديد،و كتب شاعر مشهور مقالة جميلة، ولا أنسى تظهير الكتاب الذي كتبة ناقد مشهور،لم أكن أحلم بأكثر من ذلك فالساحة الثقافية تحكمها عوالم سرية لا يمكن الولوج اليها بيسر. تعاملت مع العديد من المكاتب، لكن الذي حيرني ما جرى لي في مكتب الصادقين ،كان صاحبه شاب بجسد ممشوق، وكنت أطبع في مكتبه بإفراط يومي، وفي أحدى المرات استأذن ان يذهب إلى مكان ما ويعود،عاد فعلا، وبعده دخل شاب ثلاثيني مفرط العناية بهندامه ليوجه من دون مناسبة خطابه نحوي مباشرة :

-والله اشتريت لأبنتي عشرين كتابا من معرض الكتاب.

دق جرس الانذار في أذني، بالأمس فقط كنت في معرض الكتاب.

- ما هو رأيك استاذ ؟

- عفوا، لا رأي لي، انها مسألة خاصة بك.

حاول صاحب المكتب الدخول على الخط، استأذن الشاب الأنيق مغادرا وبعد لحظات غادرت وأنا أحث الخطى إلى داري.

ولا يمكن أن انسى محل أخي، الذي فتحه لمعالجة المواطنين ووضع في الشارع المقابل له يافطة بحروف كبيرة “ المعالج الباراسايكولوجي “ وشَغّلَ عاملا نزيها كان بدرجة معاون مدير عام أحال نفسه الى التقاعد أيام الحصار،لكنه لم يمد يده إلى الأملاك العامة أو الخاصة، بوظيفة “ كاظوظ”،الذي كان من واجبه جلب الزبائن الى محل الباراسايكولوجي، علق أخي على الجدار مقالات صحفية تشيد بقدراته،وصور لنجوم عرب وعراقيين،من بينهم الفنان المصري سمير غانم الذي أعجب بطريقة العلاج وقال إنه سيصحب زوجته الفنانة دلال عبد العزيز لتسكين ألام مفاصلها في الزيارة القادمة الى بغداد. وكان العديد من الزبائن يتلقون العلاج على يديه،وهو يغمرهم بطيبته وحين يغادرون كان هناك شعور صادق بالإمتنان يشع في عيونهم،وقد وصل به الأمر أن يقوم بمعالجة عدد من الأطباء لحالات عجز من علاجها اطباء تخرجوا من  الأكاديميات الطبية.

أشعر بالمودة لخطواتي على كل رصيف من أرصفته التي لا أستطيع وضع حدود لها،بل اني أعرف اصحاب المحال التجارية وأكشاك الخضروات وأحواض الأسماك الحية وهي تمخر في المساحة المائية الضئيلة المخصصة لها،وباعة الصحف الطيبين الذين يمكن ان يتحولوا الى محللين سياسيين أكفاء في أوقات الذروة السياسية،وما أكثرها ،والصغار باعة أكياس النايلون،الذين يتوسلون المتبضعين لشراء أكياسهم الملونة. الجميع يعيشون مع أنفاسي ويصاحبون رحلتي التي تتغير خريطتها كل يوم،ولا يمكن لي الا أن أرد فضلهم عليّ،فكيف اسمح لسائق الحافلة المتخفي بغطاء الرأس الداكن أن يشتمهم،ويشوه الذكريات التي لا تمحى،شعرت بالراحة بعد أن أفلست حجته.

لم يحر سائق المركبة جوابا،تشاغل بإزاحة غطاء رأسه الذي حجب الرؤية عن عينيه،رفعه إلى رأسه ثم شمر نهايتيه على كتفييه وراح يقود حافلته المتهالكة بتثاقل،نظرت إلى كيس خَلال البرحي ذات اللون الكهرماني الضاحك والقنينة الفارغة في وسطه،التي راحت تتصافق مع الشماريخ المحملة بالخَلال ،وهي تصدر أصوات خافتة مع كل استدارة مفاجئة.

************

وردة النعناع

لتشرين غنيت وما زلت اغني

شاكر السامر

هَفهفَ الحنينُ

على صدرِ الجبلِ الأشمْ ..

يتقبّلُ وردةَ النعناع

غافيةً بين أصابعهِ المالحة 

تستلُ منه نكهةَ القهوةِ الصاخبةِ

بالهدوءْ

 وتفترشُ العتابَ عند الغيابْ..

بين مروجِ الشوقِ يقتحمُ الندى

غنوةَ الأريج

دمعةً دمعةً يصهلُ العراقُ

في دمِ الياسمينْ ؛ 

وحشودُ المنايا على إثرنا تعوي ..

تتظاهرُ  بالسلام

وتبتكرُ النارَ شاهقاً للخيام

منذُ متى وهذه الساحاتُ

في عُرفنا حرامٌ .. حرامْ !؟

لتشرين غنيتُ ومازلتُ أغني

ومضى الخريفُ عنيفاً وجاء الشتاء ..

كأنَّ الأرض حُبلى ليوم جديد

وعصفٍ قريب ..

ينوءُ بالصيف اذا ما تموز عاد ..

وترتجُّ العثوقُ على صدر نخلةٍ

ثائرةٍ بالهطول ..

وأنا أترقبُ من بعيدٍ - بعيدْ

قد أعودُ في غفلةٍ من الغياب ..

فقيسٌ لم يُجن

وليلاهُ ليست عاهرة ..

والربى القديمةُ ماعادت تلك الربى

 والشعرُ والجسرُ والمنحى

 في الوثبةِ المغروسةِ بالهتافِ الجميل

ندية خضراء بدم الورد

وسورة الصباح

أقسو على مقلتي بكل دخانِ المكرِ

ولا أقولُ للنفاقِ نعم ..

هنيئاً لهم .. هنيئاً لمن قال لا

هنيئاً لمن قال ( أريدُ وطنْ ) ..

أنا مازلتُ حيّاً

ولم تمتُ في عروقي بحّات داخل حسن

(يُمّة يا يُمّه)

وطور المحمداوي

يثيرُ فيَّ شجا هذا الوطنْ ..

وأولادُ بغداد

على آلةِ الضجيجِ يدقّونَ :

( أويلاخ يابه

منهو علَي جابه

ناسي ولا أبالي

هسّه اجه اگبالي ..)

والعراقُ الأبيُّ أبي ..

وقُلْ للمليحةِ في الكمّامِِ الخفي ..

ماذا أبقيتِ لي ؟

غيرَ شيءٍ من عطشِ عينيكِ

وشهقةِ طفلٍ يتيم

يلوذُ من جوعهِ

  الى لقمةٍ في الحاوية

ألقى بها الناهبون

وبسم” الرب المقدّس “

سحقوا كلَّ أسماءِ الوطنْ

بحافرةِ البغالِ كي لا أراه ..

وفي “الحظيرةِ الخضراء “ ..

سادت الهاوية ، واستبدَّ الكفنْ

على ايقونةِ الفنونِ والأدبْ ؛

وليس لنا سوى الصحوة الكبرى

بها نستردُّ عافيةَ الوطن ..

ولوردةِ النعناع

عزفٌ وعطرٌ وشهقةُ دمْ .

********

الدراسات النفسية والفولكلوريات السردية

باسم عبد الحميد حمودي

تخضع تيارات  الكتابة في علم الثقافة الشعبية الى تحليلات الدراسات النفسية  ، فضلاً عن الأصول  السردية الأولى  التي قامت عليها دراسات هذه الثقافة.

تعتمد المدرسة النفسية في دراساتها لاصول المادة الفولكلورية على نظرياتها الخاصة في التوصيف والتحليل ، وهي تدرس الموتيف الشعبي بوصفه (حالة ) تحليلية كأية حالة أخرى.

أدت مدرسة(يونغ) الممثلة لعلم النفس التركيبي –كمثال- دورها الأكبر في حقول دراسة الثقافة الشعبية  ،ذلك أن أهتمام علماء هذه المدرسة أساسا نابع من  أشتغالهم بالدراسات الفولكلورية ، ذلك أن هذا الأهتمام قد نشأ  نتيحة لتطور نظريات علم النفس ذاتها .

توسع يونغ في مجال التحليلات  السايكولوشعبية وخرج من ذلك بنظريته في علم النفس الحضاري ، وعدّ يونغ اللاشعور مشكلا للقوة الدافعة التي تثير القدرة على التخيل وهي التي تنظمها على نحو ما بظهر في أشكال التعبير الشعبي ،وهي التي تقف وراء أشكال السلوك البشري عموما.

اللاشعور أذن يتكون في نظريات علم النفس التركيبي من عنصرين ، فردي وجمعي ، والعنصر الحمعي هو الذي يهم الحياة العامة ويدخل في تفاصيلها ، واستعان يونغ بالخرافة الشعبية التي تعتمد قوة الخيال الاجتماعي المتوارث وطموحات  المجتمع القديم المخبوءة  ،وأستعان بالأحلام لقيامه بالتحليلات اللازمة داخل قيم مدرسته ومنهحها.

قاد علم  التراث الشعبي علم النفس للبحث في ما تمتلكه سردياته من ثراء في الخيال وفي البناء الدرامي ، كما قاد علماء الألسنيات الى دراسة مقولاته وبنياتها  اللغوية ودلالات النص  الشعبي  ،كما أن ثراء النص الحكائي الشعبيي يقود الى دراسات نفسية واسعة في مختلف المجالات على وفق نظريات علم النفس المتعددة.

********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

اضاءات

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا كتاب بثلاثة أجزاء عنوانه “اضاءات”، من تأليف د. صبحي الجميلي.

يضم الكتاب في أجزائه الثلاثة، أعمدة صحفية أسبوعية نشرها المؤلف في “طريق الشعب” تحت عنوان “إضاءة”، وباسم “محمد عبد الرحمن”، منذ كانون الثاني 2011 حتى كانون الأول 2021، وهي لا تزال تتواصل أسبوعيا تحت العنوان نفسه.

وكتب مقدمة الكتاب رئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، ومما قاله فيها: “لعل القارئ يخرج بعد اتمام القراءة بانطباع مفاده انه يتابع مسحا شاملا ومشبعا، وإن لم يكن مقصودا أو مخططا، لمسيرة العراق ولمشكلاته وأزماته في السنوات العشر التي تشكل العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ولصنوف معاناة ملايين العراقيين وهولها، وللقليل الضئيل من مظاهر وأسباب رضاهم وسعادتهم، إلى جانب ما يومض بين الجوانح، حينا وحينا، من آمال في المستقبل”.

**************

ليس مجرّد كلام.. للمرأةِ احلى الأعياد.. ولكن..!

عبدالسادة البصري

قبل أيام أطلَّ علينا عيدها!

لولاها لما كنّا موجودين في هذه الحياة أبداً!

منبع الحنان، والمحبّة، والحضن الدافئ في كل زمانٍ ومكان!

أتساءلُ: كيف يحيا المرء بلا أمٍ، أو بلا حضنٍ يأوي إليه كلمّا داهمته الخطوب، وضاقت به المسافات ؟!

كيف ستكون الحياة بلا حبيبةٍ ؟! بالتأكيد ستغدو داكنة الظلمة، تخيّم على فضائها الوحدة والهموم والبؤس!

إنها الجدّة التي نغفو على حكاياتها عند الموقد في ليالي الشتاء، والأم التي ترضعنا الحنان والوفاء والطيبة والمحبّة، والزوجة التي تشاركنا الحياة بحلوها ومرّها، وتهدينا فلذّات أكبادنا، والحبيبة التي تلهمنا القصائد والخواطر والقصص، والبنت التي تحيل حياتنا سعادة وفرح، والأخت التي تحنو علينا، والخالة التي تواسينا كأم، والعمّة، والصديقة، والزميلة، و..و..و...!

إنها كل شيء جميل في الحياة!

وما يوم الثامن من آذار الذي نحتفل فيه كعيد لها، إلاّ تعبير عن الجميل والدَين والوفاء لها، فمنذ اليوم الذي وقفت فيه المرأة العاملة في معمل النسيج بنيويورك مطالبة بحقوقها المغتصبة، ومضحيّة بكل شيء غالٍ ونفيس من أجل حريتها، وكرامتها، وعزّتها قبل أكثر من قرنين.

يقول الروائي كاميليو خوزيه ثيلا: النساء أرسخ قدماً في الأرض من الرجال، وحسهنّ العام أقوى!

إنها الأرض الخصبة، والعنفوان الذي امتزج مع شموخ الرجل وكبريائه لينبت زرعاً وثمراً ويملأ الدنيا حكايات وقصص!

إنها المرأة وكفى!

المرأة التي ناضلت، وكافحت، وصمدت أمام أعتى الأعاصير والأنظمة الفاشية الاستبدادية، لتحطّم قضبان السجون، وتهزّ عروش الطغاة، وتمرّغ أنوف الجلادين في وحل العار والهزيمة!

منذ فجر السلالات، وهي ترفع راية النضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان وبناء الأوطان في عالمٍ ذكوري التفكير والمنطق والعمل، وبنضالها هذا أكّدت شراكتها الحقيقية في صنع التاريخ وبناء المجتمعات والشعوب!

وما موقف المرأة العراقية اليوم في انتفاضة تشرين إلاّ دليل كبير على دورها الأساسي في صنع الانتصارات، وانتزاع الحق والحرية من بين أصابع الجلادين!

المرأة العراقية اليوم وبكل فئاتها العمرية، ومستواها الثقافي والفكري، ومكانتها العلمية والمجتمعية وقفت إلى جانب أخوتها في ساحات الشرف وخيم الاعتصام مطالبة بالإصلاح وفضح الفاسدين ومحاربة الفساد والمحاصصة والطائفية، من أجل بناء وطن حرٍ سعيد تسوده العدالة والمحبة والوئام ونكران الذات!

المرأة التي رفعت راية العراق عاليا، واختنقت بدخان مسيّل الدموع والغازات، وقدّمت روحها قربانا من اجل الوطن علينا أن نحتفل بيومها، فهي امتداد لكل النساء المناضلات اللواتي ذكرهنَّ التاريخ منذ عصور ما قبل الميلاد ولحد هذه الساعة!

لعيدها نكتب الأشعار وننشد الأغاني ونرفع الزينة ونهديها الورود وأكاليل الغار والنرجس ونقول لها: أنتِ كل شيء في حياتنا، كل آذار وأنت بألف ألف خير!!

*******************

فهمي: الناصرية كانت وتبقىساحة مهمة وطنياً

جانب من اللقاء الموسع، للرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، في محلية الناصرية، حضره مجموعة من الرفاق، الذين يقفون خارج تنظيم حزبهم الشيوعي، مع عدد آخر من الاصدقاء والناشطين واعضاء الحزب.

****************

تحت اسم الشهيد علي اللامي .. الكوت تزدان بـ “مهرجان آذار” الثقافي الرابع

الكوت – طريق الشعب

احتضنت قاعة “منتجع الروشة” الترفيهي في مدينة الكوت، أول أمس الجمعة، فعاليات “مهرجان آذار” الثقافي الرابع، الذي أقامته اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة.

المهرجان الذي حملت دورته هذه اسم الشاعر علي نجم اللامي، شهيد انتفاضة تشرين، حضره عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق فارق فياض وعضو اللجنة الثقافية المركزية د. جواد الزيدي، وعضو البرلمان سجاد سالم، وممثل الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق شوقي كريم، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والناشطين.

أدار المهرجان الأستاذ يحيى عليوي، الذي رحب بالحاضرين ونوّه إلى قرب حلول الذكرى 88 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي “حاضن الثقافة والمثقفين”.

ثم دعا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحركة الوطنية وانتفاضة تشرين.

بعد ذلك، ألقيت كلمات من قبل اللجنة الثقافية واتحاد أدباء العراق واتحاد أدباء واسط. وقد تناولت الكلمات التاريخ المجيد للحزب الشيوعي العراقي، ودور الشيوعيين في رعاية الثقافة والمثقفين.

وشهد المهرجان قراءات شعرية فصيحة وشعبية، ساهم فيها شعراء من الكوت وبغداد.

وفي الختام وزع اتحاد أدباء واسط ألواحا وشهادات تقدير على المساهمين في المهرجان. فيما وزعت اللجنة الثقافية شهادات تقدير على 40 شاعرا وكاتبا.

****************

للمرة الثالثة.. “عشتار تقرأ” في بابل

الحلة - محمد على محيي الدين

شهدت حدائق “حي الجمعية” في مدينة الحلة، أول أمس الجمعة، الدورة الثالثة لمهرجان القراءة “عشتار تقرأ”، بحضور أعداد كبيرة من المثقفين والأدباء والناشطين والإعلاميين والعائلات، من بابل والمحافظات القريبة. 

وأقام المهرجان فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في بابل ودار ثقافة الأطفال، وبدعم من “كلية المستقبل” الجامعة، وبالتعاون مع داري “الروّاد” و”سطور” للنشر في بغداد، فضلا عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق واتحاد أدباء وكتاب بابل، وبعض المنظمات الثقافية، بالإضافة إلى مساهمة العديد من أبناء المحافظة، الذين تبرعوا بمئات الكتب للمهرجان.

في دورته الأولى التي نظمت قبل نحو أربع سنوات، وزع المهرجان على زائريه أكثر من 3 آلاف كتاب مجانا. فيما ازداد عدد الكتب في الدورة الثانية، ليصل إلى 5 آلاف عنوان.

أما في الدورة الحالية، فقد حملت “موائد الكتاب” أكثر من 8 آلاف عنوان بمختلف ميادين العلم والمعرفة والثقافة، وزعت كلها مجانا على الزائرين، ما يؤشر زيادة في عدد الداعمين والمتبرعين، بالإضافة إلى زيادة أعداد القراء وهواة المطالعة.

واستهل المهرجان بالاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن.

بعدها ألقى الشاب بلال مردان، كلمة باسم اتحاد الشبيبة الديمقراطي، أعقبته الشاعرة حوراء الربيع بإلقاء قصيدة، لتلقي بعدها ابنة شهيد انتفاضة تشرين حيدر القبطان، أحد مؤسسي المهرجان، قصيدة أيضا.

ثم اعتلى الشاعران رائد الأسدي وكرار الجوراني، المنصة تباعا، وقرآ مختارات من أشعارهما.

وتخللت المهرجان أناشيد وطنية وأغنيات عاطفية تفاعل معها الحاضرون.

وفي الختام، جرى توزيع شهادات تقدير على داعمي المهرجان والمساهمين فيه.

***************

للمخرج قتيبة الجنابي.. “رجل الخشب” يحصد برونزية مهرجان أشبيليا

مدريد – طريق الشعب

حصد الفيلم العراقي “رجل الخشب”، للمخرج المغترب قتيبة الجنابي، الجائزة البرونزية لمهرجان أشبيليا للفيلم المستقل في اسبانيا.

وسبق أن فاز مشروع الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في ملتقى القاهرة السينمائي. كما تلقى دعما من مؤسسة الدوحة للأفلام.

وعن الفيلم، يقول المخرج الجنابي في حديث صحفي، انه ينتمي إلى الفنتازيا، ويتحدث عن عراقي يتحول الى خشب، موضحا أن أحداث الفيلم تبدأ مع رجل الخشب (دمية بحجم الإنسان) “الذي يجبر على ترك موطنه في الغابة، فتتقاطع أقداره مع شخصيات عدة خلال مسعاه للعودة الصعبة إلى مكانه الأول، الغابة أو الوطن، ليرسم لنا خلال رحلته صورة من عقل وقلب كل من أجبروا على ترك أوطانهم”.

ولفت الجنابي إلى أن الفيلم حصل على دعم من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الموصل.. “الفوتوغراف  افق جمالي للتصميم”

الموصل – طريق الشعب

أقام فرع جمعية الفنانين التشكيليين في محافظة نينوى، أخيرا، معرضا فوتوغرافيا شخصيا للمصورة والمصممة نضال حازم علي، تحت عنوان “الفوتوغراف أفق جمالي للتصميم”.

حضر المعرض الذي احتضنته قاعة الجمعية في مدينة الموصل على مدى ثلاثة أيام، جمهور من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.

وقد ضم المعرض أكثر من 20 صورة فوتوغرافية التقطتها الفنانة لتصاميم فنية تركيبية نفذتها بنفسها باستخدام مواد منزلية وتحف مختلفة، وبانسجام لوني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شارع بغدادي باسم المعمارية زها حديد

بغداد – وكالات

أعلنت أمانة بغداد، الخميس الماضي، عن إطلاق اسم المعمارية الراحلة زُها حديد على أحد شوارع العاصمة، وذلك في مناسبة يوم المرأة العالمي. 

وجاء في بيان صادر عن الأمانة، نشرته وكالات أنباء، أن “أمين بغداد علاء معن أعلن مفاتحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإعادة تسمية الشارع الواصل بين مبنى البنك المركزي العراقي الجديد وساحة جامعة بغداد في منطقة الكرادة، باسم المعمارية الراحلة زُها حديد تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة”.

وأضاف البيان، ان “المعمارية الراحلة كانت خير مثال للمرأة العراقية الناجحة. وانها تركت بصمتها على معمار حواضر أوربا والعالم وحصلت على جائزة بريتزكر في التصميم المعماري. وبذلك كانت أول وأصغر امرأة تنال تلك الجائزة التي تعتبر معادلة في قيمتها لجائزة نوبل في العلوم والآداب، هذا بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية المرموقة. كما حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010”.