اخر الاخبار

الصفحة الآولى

أزمات لا حصر لها تزيد معيشة العراقيين صعوبة.. تصاعد اسعار المواد الاستهلاكية.. ولا إجراء حكومياً

بغداد – طريق الشعب

تئن فئات واسعة من العراقيين تحت وطأة أزمات لا حصر لها، بدأت عملية تكاثرها مع قرار الحكومة الحالية، زيادة سعر صرف الدولار أمام الدينار، الى جانب عدم انتظام تجهيز البطاقة التموينية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة منها والمحلية.

ولم تقتصر زيادة الأسعار على المواد الغذائية بل شملت مواد التنظيف والإنشائية والملابس والمواد الكهربائية والنقل والقرطاسية وغيرها.

وكان المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، قد ذكر أن «التضخم شهد ارتفاعاً في معدلاته بعد تغيير سعر صرف الدولار».

وربط الهنداوي، عملية الحد من التضخم بـ»المحافظة على الأسعار بشكل مستمر، وتوفير السلع والبضاعة في السوق».

تقول المواطنة انتظار قاسم من اهالي منطقة الزعفرانية لـ “طريق الشعب”، انها تجبر شهريا على شراء مواد تنظيف بقيمة 80 الف دينار، وهي تشمل مسحوق غسيل الملابس (التايد) والصابون، فضلا عن سائل غسل الصحون، وغيرها من مساحيق التنظيف المنزلية.

وتقول قاسم، ان أسعارها في الاسواق «متفاوتة وحسب النوعية؛ فالنوعيات الجيدة من مادة (التايد) تصل الى 20 الف دينار، لكل 18 كيلوغراما»، مضيفة أن أسعار مساحيق الاستحمام تتراوح بين 3 و20 الف دينار.

أما نورس عبد الجليل، وهو صاحب اسواق لبيع تلك المواد بالجملة، فيقول لـ»طريق الشعب»: ان اسعار المساحيق بمختلف أنواعها «تأثرت بارتفاع اسعار الدولار».

ويشير الى ان «اغلب استيرادات مساحيق التنظيف يأتي من الجانب الاردني، وهي اقل كلفة من الجانب التركي، الذي يعتمد عليه العراق في استيراد المواد الغذائية».

ويشير الى ان المواد المصنعة محليا «متوفرة في الاسواق، لكن اغلب المواطنين لا يفضلونها، لأسباب تتعلق بآلية التعليب وارتفاع أسعارها وربما نوعية بعضها، الذي يتميز عليه المستورد».

وتؤكد شركة الزيوت النباتية استعدادها للتعاقد مع وزارة التجارة على رفد الحصة التموينية بمواد تنظيف جيدة، تلائم استهلاك المواطنين.

وتشكو الشركة، بحسب مصدر مطلع، من محدودية الدعم الحكومي لها في ما يخص المواد الاولية.

وقال المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ»طريق الشعب»، ان «الشركة وقبل عام 2003 كانت الداعم الاول لمفردات البطاقة التموينية لمسحوقي التايد والصابون، الا ان التعاقد معها تم ايقافه لاسباب غير معلومة». وأضاف ان شركته «تنتج اليوم كميات محدودة من مواد الصابون وسائل غسل الصحون، بسبب قلة المواد الأولية التي تجهزها وزارة الصناعة».

وبخصوص ارتفاع تكلفتها في الأسواق المحلية، بيّن المصدر ان الامر مرتبط بارتفاع اسعار المواد الاولية التي تدخل في عملية صناعة المساحيق، فضلا عن ارتفاع كلفة توفير التيار الكهربائي وغيرها.

ونقل مراسل «طريق الشعب» عن مواطنين قولهم: ان « الحرب الروسية – الاوكرانية، ادت الى رفع اسعار بعض المواد الغذائية ومنها الزيوت الغذائية، وذلك بسبب جشع التجار، فيما تحدث آخرون عن تخوفهم من استمرار حالة عدم الاستقرار في سوق تبادل العملات، ما ادى الى توجه عدد منهم الى ادخار المواد الغذائية من البقوليات والطحين والمعجون والزيوت»، بحسب قولهم.

فيما أوضح الخبير الاقتصادي نبيل جعفر ان «من المعروف أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار قد أدّى إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وخاصة الغذائية، ما تسبب في تراجع الدخل للمواطن العراقي وفي زيادة نسبة الفقر خصوصاً أن الارتفاع تزامن مع جائحة كورونا، والتي أدت الى إغلاق الاقتصاد العراقي والاضرار بالقطاع الخاص».

************

خلط السياسة بالرياضة وازدواجية المعايير

متابعة ـ طريق الشعب

يرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ سنوات اقحام السياسة في الرياضة، من خلال رفضه السماح برفع شعارات سياسية في مباريات كرة القدم، ويستهجن رفض بعض اللاعبين او الفرق اللعب ضد دول او فرق لأسباب سياسية، من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية التي تحظر استخدام الرياضة - وكرة القدم على وجه الخصوص - في الترويج لأغراض سياسية، لكن الامر اختلف مع بدء الازمة الروسية الاوكرانية حيث أصدر الاتحادان الدولي والاوربي لكرة القدم قرارا باستبعاد الفرق الروسية عن المسابقات التي ينظمها الاتحادان.

**************

أطفال السليمانية تناولوا أدوية “سرطان” مغشوشة!

بغداد – طريق الشعب

بينت مديرية صحة محافظة السليمانية، امس الأربعاء، أن “الأدوية المغشوشة”، التي تم الكشف عنها مؤخراً، استخدمت لتطعيم لأطفال المصابين بالسرطان.  

وذكر نائب المدير العام لصحة السليمانية، هيرش سليم، في تصريح صحفي لوكالة ناس، وتابعته “طريق الشعب”، إن “مستشفى الامراض السرطانية استعمل الأدوية المغشوشة للأطفال المصابين بالسرطان، وفي حال ثبت ذلك بالتحقيقات بشكل رسمي، فإن دائرة الصحة وذوي المصابين سيرفعون دعاوى قانونية ضد الشركة”.

واضاف، ان “القضية قيد التحقيق ورغم اكتشاف غش الشركة إلا أنها لم يتم احالتها إلى القضاء حتى منتصف شباط”.

ولفت إلى أن “ادوية الشركة كانت خاصة بالأطفال المصابين بالسرطان وفي حال ثبوت القضية وظهور الأعراض فانهم مع ذوي المصابين يرفعون قضايا قانونية”.

**********

المحكمة الاتحادية تلغي لجنة قضايا الفساد والجرائم المهمة

بغداد – طريق الشعب

قررت المحكمة الاتحادية العليا، أمس، الغاء الامر الديواني الخاص بتشكيل لجنة تحقيقية في قضايا الفساد والجرائم المهمة.

وذكرت المحكمة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أنها اصدرت قرارها المرقم 169/اتحادية/2021 في 2/3/2022 بـ”عدم صحة الامر الديواني رقم (29) لسنة 2020 المتضمن تشكيل لجنة دائمة للتحقيق في قضايا الفساد والجرائم المهمة والغائه اعتباراً من تاريخ صدور الحكم لمخالفته أحكام المادة (37 /اولاً/1) من الدستور ولمبدأ الفصل بين السلطات المنصوص في الدستور ولمبدأ استقلال القضاء واختصاصه بتولي التحقيق والمحاكمة المنصوص عليها في المادتين 87 و88 من الدستور ولكون الامر المذكور يعد بمثابة تعديل لقانون هيئة النزاهة التي تختص في التحقيق في قضايا الفساد”.

وأضافت ان “المحكمة اصدرت قرارها استناداً لصلاحياتها المنصوص عليها في البند ثالثاً من المادة 93 من الدستور”.

*********

راصد الطريق.. غش وفساد.. حتى في السماد !

نُشرت تقارير ومعلومات تتحدث عن عمليات بيع “مادة مطحونة” على انها سماد كيماوي الى الفلاحين والمزارعين، الذين لا يجدون فيها فائدة تذكر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن غش في السماد، لكن الحديث كان يدور سابقا عن تلاعب بالكميات، وبضمنها ما يباع عبر المنافذ الرسمية الحكومية، او عما يجري من خلط للسماد بالرمل، بما يثقل وزنه ويسبب المزيد من استنزاف أموال الفلاحين والمزارعين، ومن الجهد والوقت والمحصول في نهاية المطاف.

لكن الحديث يدور هذه المرة حول أمر “أقمش” من هذا وذاك. فهو غش تام كامل، حيث يباع تراب على انه سماد كيمياوي يحتوي على عناصر النتروجين والفوسفات والبوتاسيوم والزنك.

الفلاحون والمزارعون يقبلون على هذا “السماد” المزعوم، لأن سعره اقل من سعر سماد الداب غالي الثمن، آملين ان يجدوا فيه تعويضا. ثم يكتشفون انهم في الحقيقة يرشون في حقولهم حجرًا مطحونا ومصبوغا، مضاف اليه التراب!

فاين أنتم يامؤسسات الرقابة والتفتيش والنوعية؟ 

وأين أنت يا أجهزة ودوائر وزارتي الزراعة والصناعة؟!

*************

الصفحة الثانية

محافظ واسط: الشركات النفطية لا تلتزم باتفاقية تشغيل العاطلين

بغداد – طريق الشعب

قال محافظ واسط، محمد المياحي، يوم أمس، أن هناك خروقا في العقود النفطية في ما يخص موضوع تشغيل العاطلين في المحافظات.

وأوضح المياحي في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، أن “العقود المبرمة بين وزارة النفط والشركات العاملة في الحقول النفطية تتضمن اتفاقا يقضي بتشغيل 80 في المائة من العاملين في مشاريع هذه الحقول من أبناء المحافظة، لكن هذه الشركات لم تلتزم بهذا البند من الاتفاق، وقامت بخرقه وان عدد الذين يعملون من أبناء المحافظة ضئيل جداً ولا يرتقي لشيء من نسبة الاتفاق ضمن العقد المبرم”، مضيفا “لدينا في المحافظة نسبة كبيرة من البطالة وهذا ما ولد مشاكل كثيرة، حتى على مستوى العراق حيث تجد هناك تظاهرات يومية تطالب بتشغيل الخريجين أو حتى الشباب غير الخريجين. لذلك، فإن جميع هذه الشركات ملزمة بتنفيذ القانون وما يرد في بنود العقود”.

***************

كل خميس.. لا حل في الأفق يرضي الطرفين

جاسم الحلفي

يبدو ان السؤال في شأن مأزق الفراغ الدستوري ومآله يفرض نفسه بقوة، ويتطلب جوابا عمليا غير قابل للتسويف. لكن فكر طغمة الحكم اوصد أبواب الحل، حين اغلق مسار الإجراءات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، وتمهيد الطريق نحو تسمية الكتلة الأكثر عددا، وتكليفها باختيار من يكلف بتشكيل مجلس الوزراء الجديد. فهذه الطغمة لا يشغل بالها سوى الاحتفاظ بالسلطة، لانها لا تعبأ بغير مصالحها الذاتية والحزبوية الانانية الضيقة، والامثلة على ذلك لا حصر لها.

  يدور الصراع السياسي بين محورين: محور الإطار التنسيقي الذي يجمع قواه ويحشدها لتبلغ ١٣٨ نائبا وربما أكثر، وهو العدد الذي يؤمن لهم ما يسمى بالثلث المعطل، الذي يتلخص هدفه في إعاقة مسعى التحالف الثلاثي لتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية. من جهة أخرى لم تتبلور رصانة التحالف الثلاثي ومتانته، فهو لم يطرح برنامجه المعتمد بإجماع اطرافه، ولم يعلن آليات تنفيذ هذا البرنامج. لذلك لم يحض بتأييد شعبي علني، بل ان التوجس والشك في جدية اطراف التحالف في تحقيق الإصلاحات هما السائدان، ولم تصدر وثيقة تتعهد بالإصلاح السياسي بما يرسخ المواطنة، وتقضي بتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية – الاجتماعية ابتداءا بإرجاع قيمة الدينار العراقي، وتنويع اقتصاديات العراق، وتوفير فرص العمل للشباب، وضمان العيش الكريم للمواطنين، ومكافحة الفقر ودعم الشرائح المهمشة، وفتح ملفات الفساد، وتقديم الفاسدين للقضاء، واعتماد الموقف الحازم ازاء التدخلات الإقليمية.

لا يلوح في الأفق مخرج من حالة الانسداد. ولم تجد نفعا محاولات المتنفذين الاتكاء على القضاء، ورمي الكرة في ملعب المحكمة الاتحادية. فقضاة المحكمة اكثر حنكة وفطنة وهم أصحاب الخبرة بالقانون، لذلك سرعان ما ردوا الكرة الى ملعب مجلس النواب. حيث قضت المحكمة امس الاول الثلاثاء بعدم دستورية فتح رئاسة البرلمان باب الترشيح مجددا لمنصب رئيس الجمهورية، وألزمتها بعرض فتح باب الترشيح مجددا للتصويت في البرلمان وفق المادة ٥٩ من الدستور العراقي، ولمرة واحدة فقط.

ان البحث عن مخرج من هذا الانسداد هو من أولويات التفكير السياسي لانتشال النظام السياسي من هوّة أزمته المستفحلة، المتواصلة منذ التغيير عام ٢٠٠٣. الا ان من الواضح ان فكر الطغمة الحاكمة وصل الى أشد حالات بؤسه، وهو عاجز عن إيجاد منهج بديل للمحاصصة. ولذا فان فكر المحاصصة المأزوم الفاشل والمخزي، بكل ما خلّف من خراب وما أنتج من فساد، هو كل ما تقدمه الطغمة، التي تعرضه اليوم باسم التوافق والمشاركة.

ان ازمة انتخاب رئيس الجمهورية تشكل كاشفا جديدا لعمق أزمة النظام السياسي. فما من حل في الأفق يرضي طرفي الصراع، ولهذا ستبقى الازمة مفتوحة أشهرا أخرى، وربما تمتد أكثر لتصل الأمور حد الدعوة الى انتخابات مبكرة أخرى.

******************

السياسات الخاطئة تفاقم الأزمات  والاحتجاجات تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

نتيجة للفشل في ادارة البلاد واستشراء الفساد وهدر الاموال وعدم وجود خطط تنموية حقيقية لمعالجة مشكلات البطالة وتردي الخدمات وتفاقم ازمة السكن والكهرباء، يواصل الكثير من المواطنين في مختلف مدن البلاد احتجاجاتهم المناهضة لاستمرار السياسات القائمة.

المعلمون

وفي محافظة البصرة، تظاهر عدد من الكوادر التربوية امام مبنى مديرية التربية في المحافظة، مطالبين باحتساب الترفيعات والعلاوات من تاريخ الاستحقاق الوظيفي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين طالبوا بتخصيص قطع أراض وتثبيت المتعاقدين والمحاضرين على الملاك الدائم”، مشيرا الى ان “حراس شركة آسياسيل نظموا تظاهرة للمطالبة بزيادة رواتبهم”. واضاف ان “عددا من موظفي دائرة هيئة ذوي الإعاقة في المحافظة، نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى الدائرة، مطالبين بتخصيص قطع أراض لهم أسوة بموظفي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

وبالتزامن مع عيد المعلم، طالب عدد من الكوادر التربوية في محافظة واسط بشمولهم في توزيع قطع الأراضي، أسوة بباقي الشرائح، مشيرين الى حاجة المعلم الى الدعم من قبل المعنيين وتشريع قانون حماية المعلم.

فيما نظم عدد من أصحاب المولدات الاهلية في الكوت، وقفة احتجاجية أمام مبنى القائمقامية، احتجاجا على تحديد سعر الامبير بـ 2000 دينار لشهري آذار ونيسان، داعين الى اعادة النظر في التسعيرة، كونها لا تتناسب مع حجم النفقات.

1500 خريج

ويستمر إغلاق مبنى شركة نفط ذي قار للأسبوع الثاني على التوالي، من قبل مئات الخريجين المطالبين بتوفير فرص العمل.

وذكر المتظاهر احمد جاسم لـ”طريق الشعب”، ان “1500 خريج من مختلف الاختصاصات يواصلون تظاهراتهم امام مبنى الشركة منذ حوالي 6 اشهر، مطالبين بتوفير فرص عمل، عبر استحداث درجات وظيفية او عقود وزارية لهم”، مبينا ان “الجهات المعنية تجاهلت مطالبهم، طيلة الفترة الماضية”.

الخدمات

وأغلق العشرات من خريجي الكليات والمعاهد مبنى فرع شركة توزيع المنتجات النفطية في المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل. فيما جدد العشرات من المتظاهرين في ناحية العكيكة جنوب ذي قار، تظاهراتهم أمام مبنى إدارة الناحية وإغلاقها لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بإقالة مدير الناحية على خلفية تردي الواقع الخدمي، وعدم شمول العديد من المناطق بمشاريع صندوق الإعمار.

وبين المتظاهر وسام احمد لـ”طريق الشعب”، ان “الناحية تعاني من تردي واقع الخدمات فيها، نتيجة لسوء الادارة من قبل مدير الناحية”.

الى ذلك، نظم العشرات من أهالي ناحية الكرامة في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتحسين الخدمات في مناطقهم لاسيما في قطاع الكهرباء والطرق والصحة وإقالة مدير الناحية.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بان العشرات من أهالي ناحية الكرامة التابعة لقضاء الوركاء، نظموا وقفة احتجاجية، مطالبين بإقالة مدير الناحية وتحسين الواقع الخدمي والصحي الذي يمر بأسوأ حالاته منذ سنوات، مشيرا الى ان “المنطقة تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية وتعاني من الإهمال الحكومي منذ فترة طويلة، دون أية حلول حكومية”.

العمال

ودشن عمال النظافة في مناطق تابعة لإدارة گرميان ضمن إقليم كردستان، إضرابا عن العمل بسبب عدم صرف مستحقاتهم المالية.

وقال كامران أحمد (أحد عمال النظافة)، إنهم ومنذ أكثر من شهرين لم يتقاضوا رواتبهم الشهرية من قبل الشركة المنفذة للتنظيفات في كلار وباوەنور، لافتاً إلى أنهم سيستمرون بالإضراب لحين صرف رواتبهم الشهرية.

وأضاف أحمد، أن “الإضراب عن العمل جرى لأكثر من مرة، وتضمن تظاهرات أيضاً، لكن من دون أي استجابة للمطالب”، مردفاً بالقول “تحدثنا اليوم مع ممثل الشركة وبين عدم استطاعته حل المشكلة، بسبب عدم توفر السيولة المالية لدى الشركة”.

يشار إلى أن الشركات المنفذة لعملية التنظيفات في السليمانية وحلبجة وإدارة كرميان ورابرين وخانقين، لم تصرف اجور العمال منذ أكثر من شهرين بسبب عدم صرف مستحقاتها المالية.

**************

2006 الأكثر عنفا و2021 الأهدأ ..  أرقام عن الضحايا المدنيين العراقيين

بغداد ـ طريق الشعب

نشرت وكالة ستاتيستا الألمانية المتخصصة بشؤون البيانات والأسواق هذا الأسبوع، معلومات عن عدد الضحايا من المدنيين العراقيين منذ سقوط النظام وحتى اليوم. وأشارت الوكالة الى أن عدد الضحايا المدنيين بسبب الحرب على العراق قد تذبذب بشكل كبير، خلال الفترة 2003 - 2022، حيث سُجلت أعلى الخسائر في عام 2006 واقلها في عام 2021، فيما كان العدد في تناقص قبل أن يسجل ارتفاعاً مفاجئا بعيد سيطرة الإرهابيين على ثلث مساحة البلاد بين العامين 2014 و 2017، أنظر الجدول.

ونوّهت الوكالة الى أن اكثر التقديرات دقة تشير الى ان واشنطن قد أنفقت 819 مليار دولار لتغطية نفقات غزوها، وكان اعلى انفاق منها والبالغ 142 مليار دولار قد سُّجل في العام 2008.

تقديرات أعلى

ورغم صعوبة معرفة العدد الدقيق للضحايا المدنيين منذ سقوط الدكتاتورية، بسبب غياب الإحصائيات الدقيقة وعجز بعض المؤسسات العراقية عن أداء عملها بإتقان وامتناع الولايات المتحدة من الاحتفاظ بإحصائيات عن الوفيات في صفوف المدنيين والسرية التي اتسم بها هذا الملف لإخفاء معالم الجريمة، فإن العديد من المصادر تختلف مع ما أوردته الوكالة الألمانية من أرقام، وتراها متفائلة جداً، وتقدر العدد بين 400 و700 الف ضحية!

وفيما قدّر معهد وتسون التابع لجامعة براون الأمريكية عدد الضحايا المدنيين من العراقيين بـ 207156 ضحية وهو الرقم المقارب لما اعلنه مشروع احصاء عدد الجثث في العراق، والذي حدد العدد بـ 206107 ضحية، واشارت دراسة ميدانية اجرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية في حينها إلى مصرع 655000 عراقي منذ بداية الغزو الأمريكي في 19 آذار 2003 وحتى 11 تشرين ثاني 2006، وهو الأمر ذاته الذي صرح به مسؤول عراقي لصحيفة عربية، والذي اعتبر فيه سنوات 2003 – 2009 و 2014-2017 هي السنوات الأكثر دموية.

لهذا رفضت الحرب

ويذكر الناشط الحقوقي د. رشيد عبد الله، في تصريح حول هذه البيانات لـ“طريق الشعب” بأن “النتائج الكارثية لإحتلال العراق لا تقتصر على هذا العدد من القتلى، والبالغ بين ربع مليون ومليون ضحية ومليون ونصف مليون معوق، بل وأيضاً على ما سببته هذه الفوضى غير الخلاقة من خراب شامل لوطننا، اقتصادياً واجتماعيا، وفي المقدمة منها تفكيك وحدة كادحيه، وتمزيق الهوية الوطنية الجامعة للعراقيين”. 

وتقول الناشطة أمل محمد لـ “طريق الشعب”، أن “الاحتلال الأمريكي كان السبب الرئيسي لموت 60 في المائة من هؤلاء الضحايا. فيما سببت العصابات الإرهابية لداعش مقتل 32 في المائة منهم”. ودعت الناشطة محمد الى “اصلاح المنظومة الأمنية وتخليصها من الفساد وحصر السلاح بيد الدولة واحترام استقلال القضاء والحد من المشاكل العشائرية وانهاء الممارسات غير القانونية التي ترافقها، واعادة هيبة الدولة بين الناس، والقضاء التام على جماعات الجريمة المنظمة وعصابات السطو وتجارة المخدرات والأعضاء البشرية والرقيق الأبيض”.

واختتمت حديثها بالدعوة الملحة “للكشف عن قتلة منتفضي تشرين وتقديمهم إلى القضاء، لمحاكمتهم عن عمليات القتل والخطف والتغييب القسري، وإعادة الاعتبار للشهداء وتعويض أسرهم، وكذلك الجرحى، ومعالجة الأثار الاجتماعية والاقتصادية للغزو”.

**********

الصفحة الثالثة

نقيب المحامين: ذاكرة تشرين كفيلة بالوصول الى المتورطين

بغداد ـ عبدالله لطيف

صوّت مجلس النواب في جلسته الثانية الاثنين الماضي، على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن ضحايا انتفاضة تشرين، لكن هذه اللجنة هي الثالثة من نوعها التي تبحث في هذا الشأن، فيما تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى إمكانية اللجنة على تحقيق نتائج ترضي الشارع العراقي.

ولم يكشف مجلس النواب عن الالية التي ستعمل بها اللجنة، وبالتالي فإن هناك أصواتا تطالب بتشريع قانون خاص يجرم الاعتداء على المتظاهرين، وتدعو الى تشكيل محكمة خاصة للتحقيق في الانتهاكات.

ويقدر عدد شهداء الانتفاضة بقرابة 800  من المتظاهرين بحسب احصائيات منشورة، فيما تقول الجهات الرسمية انهم 600 متظاهر، فيما أصيب اكثر من  25 الف متظاهر، عدد غير قليل منهم تعرض لإعاقة دائميه، فضلاً عن عمليات اغتيال منظمة قامت بها جهات مسلحة خارجة عن القانون بعضهم مدعومين من فصائل مسلحة ومليشيات، اثناء وبعد انتهاء الاحتجاجات. فيما تجنب أعضاء مفوضية حقوق الانسان في العراق الكشف لـ”طريق الشعب”، عن احصائيات نهائية بعدد المغيبين. 

قانون ومحكمة خاصة

وقال نقيب المحامين ضياء السعدي: ان “المطلوب صياغة قانون يتطرق الى كيفية العمل لغرض اظهار كل الحقائق المتعلقة بملابسات تشرين ووضع الاليات والأساليب التي تضمن كشفاً كاملاً عن من مارس جرائم القتل والخطف والترهيب”، مضيفاً أنه “بالإمكان الاعتماد على القوانين النافذة”.

وأضاف السعدي في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن “القيادات السياسية والعسكرية التي أصدرت أوامر اطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع التي أودت بحياة الكثيرين، يجب ان تتحمل المسؤولية والمساءلة”.

وأكد على “ضرورة استقلالية اللجنة وان لا تخضع لضغوطات سياسية، فضلاً عن وضع لائحة او تعليمات تسترشد بها لجنة تقصي الحقائق”.

ودعا السعدي، إلى “الاستعانة بذاكرة تشرين ومنها البيانات والوثائق والمذكرات التي كانت تصدر من عدة جهات مساندة للانتفاضة، والتي كانت تشرح فيها كيف كانت السلطات وجهات أخرى تمارس انتهاكاتها”.

وشدد على أن “لا تكتفي لجنة تقصي الحقائق بالإعلان عما جرى انما ان تحيل المتهمين بالجرائم الى القضاء. بمعنى ان تكون توصيات اللجنة ملزمة التنفيذ”.

وتابع قائلاً: “بالإمكان ان تشكل محكمة خاصة للتحقيق في ملف الانتهاكات، لضمان تحقيق العدالة وسرعة البت فيها. لكي لا تتحول أجهزة الدولة الأمنية أداة قمع للشعب العراقي”.

القتل العمد

وفي السياق، قال الناشط في احتجاجات تشرين، من النجف احمد الموسوي، أن “اهم حقيقة يجب ان تكشفها اللجنة هي من وقف وراء مطاردة المتظاهرين ومن قتلهم عمداً؟”، مبيناً أن “جريمة قتل المتظاهرين لم تكن جنائية بل هي جريمة سياسية، ارتكبت بحق جماعة معترضة على السلطة سلمياً، وهذه الجريمة ارتكبت ضد متظاهرين سلميين وهذا حق كفله الدستور”.

ورهن الموسوي لـ”طريق الشعب”، امكانية ان تكون هناك فاعلية للجنة المشكلة بأن “تتضمن الكشف عن الجهات المتورطة بتنفيذ الجرائم بحق المتظاهرين”.

وذكر أن “الاحتجاجات كانت تعبير سياسي مطالب بالتغيير، رافقه سخط الشعب لما آلت اليه الأمور من غياب الخدمات وفرص العمل وفرص الحياة الكريمة للمواطنين. وهذا جاء نتيجة لاستعصاء سياسي وخلل في المنظومة السياسية نفسها”.

وأوضح أن “مواجهة السلطات للمحتجين بالقمع والقتل يعبر عن نزعة دكتاتورية داخل الحكومة حتى وان بدأت ظاهرا تريد ان تطبق الديمقراطية او ان تحكم بأدوات ديمقراطية”.

وخلص إلى أن “النزعة الدكتاتورية كانت هي الغالبة على أداء الحكومة في التعاطي مع الاحتجاجات. وهي متأتية من قناعات السلطة الأيديولوجية، كون ان هناك أذهانا تسيطر على المشهد السياسي لا تتوافق مع الديمقراطية.

 **************************************

دعوات لتفعيل القطاع السياحي المهمل.. سائحون وصناع محتوى أجانب يتوافدون على العراق

بغداد ـ طريق الشعب

يتوافد منذ أشهر السائحون وصناع المحتوى الأجانب على مناطق مختلفة من العراق لغرض توثيق رحلاتهم والتعريف بالمناطق الأثرية والتراثية، فضلا عن التقاليد الشعبية والمناسبات الاجتماعية والدينية وغيرها. ولاقت الفيديوهات التي نشروها على مواقعهم، ترحيبا واسعا جدا من قبل المواطنين الذين عدّوا هذه الحالة «مشجعة لإحياء السياحة وتغيير الصورة النمطية عن البلاد في عيون الآخرين».

إقبال سياحي متصاعد

الفيديوهات التي أصبحت «ترند» بسبب الترويج لها ونشرها على نطاق واسع من قبل العراقيين، تحدث صناعها عن تفاصيل كثيرة بخصوص العراق وأكدوا أن البيئة الاجتماعية فيه مشجعة لاستقبال الوافدين، نظرا لما قدموه من كرم وحسن ضيافة وتسهيلات.

وشملت الجولات السياحية لهؤلاء السائحين وصناع المحتوى المؤثرين، زيارة محافظات عديدة في الوسط والشمال والجنوب؛ ففي ذي قار، ما زالت المحافظة تستقبل الكثير من الوافدين الذين يأتون من بلدان عربية وأجنبية، يكون مقصدهم في الغالب مدينة أور الأثرية والأهوار.

ويتحدث يوسف البديري، تدريسي وناشط اجتماعي في منطقة الرفاعي، عن الإقبال الكبير الذي تشهده ذي قار للمتحف والأهوار ومدينة أور الأثرية.

ويقول البديري لـ»طريق الشعب»، أن هناك «المئات من الذين يتوافدون على المحافظة باستمرار. يأتون من دول مختلفة وغالبا ما تكون أوروبية، حتى بات الوضع السياحي هنا مختلفا عن السابق. إن هذه الظاهرة ما تزال في بدايتها، لكنها بداية مبشرة».

ويضيف البديري «خلال الفترة التي مضت، عملت القوات الأمنية على تسهيل أمر الوافدين صوب المحافظة، ورفعت نظام الكفيل، وانتعشت الحركة نوعا ما في مناطق الأهوار والمتحف والزقورة والأماكن الأثرية. إن ذلك يوفر أرباحا مهمة ويوفر فرص عمل للعاطلين ويمكن أن يتحول إلى ظاهرة سياحية بارزة لو أحسن المعنيون التعامل مع الملف».

أوروبيون في بغداد

وخلال الأسابيع الماضية، سجّل السائح البريطاني جاي بالفري، فيديوهات كثيرة جدا في بغداد. وخاطب جمهوره الكبير على موقع «يوتيوب» عن سمات المدينة التي عدها «جديرة بالزيارة والسياحة «. أما زميلته الأيرلندية جانيت، فقد دونت رحلتها أيضا، وأكدت أن «العراق لديه واحدة من أكثر عمليات طلب التأشيرة صعوبة وتعقيدا في العالم، لكن في شهر آذار الماضي تم تغيير إجراءات التأشيرة عبر السماح لمواطني أكثر من 30 دولة في زيارة البلاد».

وأوضحت أن «الأخبار السلبية عن العراق لم تمنعني من القدوم واستكشاف الأوضاع، وهناك أماكن عامة تستحق القدوم والتصوير قربها».

تشجيع الوافدين

وفي السياق، يقول الناشط المدني محمد مازن: «في بداية الأمر، لم يكن الوافدون الأجانب ينشرون محتواهم السياحي بشكل مباشر، وذلك خوفا من مواجهة أي مشاكل أثناء تواجدهم هنا. الآن، وبعد نجاح الكثير من التجارب بات الوافدون لا يترددون عن إعلان وجودهم».

ويوضح مازن لـ»طريق الشعب»، أن هناك «إقبالا من الشباب الأوروبيين، تحديدا على استكشاف مناطق العراق الأثرية والأهوار والأماكن الدينية، فيما نلمس تعاونا بين هؤلاء الوافدين مع منظمات مدنية ومجاميع الكترونية خاصة تسهل لهم قضايا كثيرة وتدلهم على أبرز الأماكن قبل مجيئهم، حتى بات هذا الأسلوب سياقا معروفا ومتداولا بين العراقيين المهتمين بتطوير هذا الجانب».

وبهذا الصدد، يقول أحد الشباب الذين يعملون على تسهيل قدوم الأجانب، أن هناك غرفا الكترونية ومواقع عدة ساهمت في إنعاش هذه الظاهرة المشجعة لإحياء السياحة في العراق.

ويكشف سجاد صبحي لـ»طريق الشعب»، أن الشباب المهتمين بهذا الجانب «يعتمدون على مواقع الانترنت والتعارف والتنسيق. كما يوجد موقع Couch surfing وصفحة (مقهى المسافرين العراقيين) الذي أسسه شابان عراقيان وبات من أهم مواقع تسهيل القدوم للأجانب.

وعود حكومية

من جهته، يقول مدير عام دائرة المرافق السياحية عبد القادر الجميلي إن «العمل جارٍ من قبل هيئة السياحة لغرض استقطاب العدد الأكبر من السياح الأجانب أو العرب».  

وبحسب تصريح صحفي للجميلي، فان «الكثير من السائحين يتوافدون على العراق لغرض السياحة الدينية»، مشيراً إلى أن «الهيئة بصدد تنفيذ عمل آخر يتعلق بزيارة المواقع الاثرية والتراثية، والأماكن السياحية خاصة بعد استتباب الأمن»، مبينا أن «هناك ورشة عمل بين هيئة السياحة ووزارة الداخلية لتفويج السياح الأجانب، وهناك عمل مشترك مع هيئة الآثار والأمانة العامة لمجلس الوزراء لتأهيل وتطوير موقع مدينة أور، ولوضع لمسات سياحية منها أماكن استراحة وأطعمة وأخرى لحركة السياح».

 ************************************

في ظل نظام المحاصصة والفساد.. من أجل سياسة اقتصادية بديلة

ان المخرج من الأزمة الاقتصادية يكمن اليوم في التوجه الجاد والملح نحو تنويع الاقتصاد، والتقليل التدريجي من الاعتماد على واردات النفط التي تشكل الآن بحدود 95 في المائة من الموازنات العامة ونفقات الدولة، وفي إنماء القطاعات الوطنية الإنتاجية وحماية المنتج الوطني، واصلاح القطاع العام وتحسين إدارته، وتقليص الصرفيات العامة إلى الحدود الدنيا، وانشاء الصناديق السيادية وخفض رواتب ومخصصات وامتيازات الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب والدرجات الخاصة، وإلغاء المخصصات والامتيازات. كذلك التعامل مع ظاهرة «الفضائيين» في الدولة، والبالغة رواتبهم أكثر من (12) ترليون دينار لمدة ثلاثة أشهر. كذلك حسن جباية الواردات من عقارات الدولة والمنافذ الحدودية والكمارك والاهتمام بالسياحة الدينية والأثرية، وفرض الضريبة التصاعدية على المشاريع والشركات والأفراد، ووقف الهدر العام، وتقليص النفقات العسكرية والتوقف عن تضخيم المؤسسات العسكرية والأمنية، والمكافحة الجادة للفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، إلى جانب مراجعة عقود التراخيص بما يضمن مصالح العراق ويؤمّن تجنيبه تبعات التذبذب في أسعار النفط.

كما يتوجب التدقيق في عمل نافذة بيع العملة في البنك المركزي، التي تعادل مبيعاتها الشهرية البالغة أكثر من ثلاثة مليارات دولار، إيرادات العراق النفطية، إن لم تزد عليها، ووضع حد لحالات الفساد فيها ولتسرب الأموال إلى الخارج، والعمل بصورة مكثفة على وضع نهاية عاجلة لأزمة الكهرباء المستمرة، ولقضية استيراد المشتقات النفطية في الوقت الذي تتوفر فيه كل مستلزمات الصناعات البتروكيماوية، بما يمكّن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاجها.

ويفترض هذا أيضا التوقف عن الركض وراء سراب سياسة السوق المفتوحة والليبرالية الجديدة. فما يسمى بـ»الاصلاحات»، التي روجت لها «الورقة البيضاء» الحكومية، تضمنت فيضا من المغالطات الفكرية، نابعا من تمسّك حادّ وجاد بنهج نيوليبرالي صارخ، يقود إلى تحويل الاقتصاد الوطني إلى ذيل تابع، وتعزيز توجهاته كاقتصاد متخلف وأحادي الجانب، وتطبيق وصفة صندوق النقد الدولي حول الخصخصة ورهانها الخائب.

لهذا فان بلادنا تحتاج إلى جملة من الاصلاحات المناسبة لظروفنا الملموسة، تستند على الموضوعات الاتية:

  • الإصلاح المنشود يجب ان يكون جزءاً من رؤية إستراتيجية، تُحدد أهدافها بوضوح وبعيدا عن أية رطانة.
  • الدولة في هذه المرحلة ينبغي ان تلعب دورا متوازنا ومتكاملا مع السوق، لا ان تكون طرفا ثانويا ومهمشا كما يريد صقور الليبرالية الجديدة.
  • القطاع الخاص المحلي في العراق وبسبب أوضاعه المعروفة، يحتاج خلال وقت طويل إلى الدولة ودعمها، ومن الخطأ – في ظروفنا الراهنة - طرح الأمور من منطلق أولوية قطاع على حساب آخر، بل من خلال الوحدة الجدلية والتأثير المتبادل والاستفادة من كل القطاعات، الحكومي، الخاص، التعاوني، المختلط.. الخ.
  • الانتقال من الطابع الريعي والأحادي الجانب للاقتصاد العراقي إلى الاقتصاد المنتج، وتنويع الاقتصاد وتحريره من الاعتماد المفرط على عوائد النفط. وهو ايضاً مدخل سليم إلى تأسيس حياة ديمقراطية حقيقية. وهذا يتطلب التطبيق الفعال لسياسة نفطية وموجهة بإستراتيجية اقتصادية ورؤية مستقبلية بعيدة المدى وواضحة الأهداف ومتناسقة داخليا. كما يتطلب مواجهة قوى الضغوط الداخلية كما قوى الضغوط الخارجية.

ان منظومة المحاصصة والفساد لا مصلحة لها في الإقدام على ذلك. لذا فلا مفر من فرض هذا الاستحقاق الوطني عبر الضغط الجماهيري والحراك متعدد الأنماط والأشكال، المناطقي والمحلي والوطني.

وفي كل الأحوال نشدد على عدم إلقاء تبعات الأزمة المالية والاقتصادية على الطبقات والفئات والشرائح الفقيرة والمعدمة وذوي الدخل المحدود والكادحين عموما، فيما الحاجة تتزايد إلى تقديم الدعم والإسناد لهم، وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، يضمن للمواطنين احتياجاتهم المعيشية الأساسية.

لقد حان الوقت لاعتماد سياسة اقتصادية ومالية بديلة لمشروع اقتصاد السوق المنفلتة والنهج الليبرالي، سياسة تأتي في مصلحة غالبية أبناء الشعب وليس مصلحة الأقلية المتحكمة اليوم في كل شيء، والتي فشلت تماما في إدارة موارد البلد وإطلاق تنمية مستدامة. وهذا يتطلب إرادة وعزما سياسيين، وكتلة بشرية فاعلة داعمة للتغيير السياسي ورافعة للنهوض، بما يضع بلدنا على السكة الصحيحة للبناء والأعمار والاقتصاد القوي المتنوع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 ***************************************** 

اعتذار

نشرت جريدتنا على هذه الصفحة من عدد امس الاول الثلاثاء، تقريراً عن سد مكحول، والى جانبه صورة تخص سد الموصل.

نأسف لهذا الخطأ ونعتذر من القراء الكرام.

 ***********************************************

الصفحة الرابعة

الأمن السيبراني العراقي في خطر.. طرق بدائية لحماية المعلومات في مؤسسات الدولة

بغداد ـ علي شغاتي

مقارنةً بالتطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات واستخدام عدد من الدول حرب المعلومات كجزء من استراتيجياتها للحفاظ على الامن الوطني، يبقى العراق يعاني من تخلف في هذا المجال، لأسباب منها عدم تدريس هذا الاختصاص في الجامعات العراقية على نطاق واسع، واقتصاره  على محاولات فردية.

ما هو الامن السيبراني

ويعرف المهندس في مجال تكنلوجيا المعلومات كرار حوني، الامن السيبراني بانه “ممارسة حماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية التي تهدف إلى سرقة المعلومات الحساسة أو تغييرها أو إتلافها أو ابتزاز المال من المستخدمين أو مقاطعة العمليات التجارية”، مشيرا الى ان العراق يعاني تخلفا كبيرا في هذا المجال ويمكن لاي شخص يمتلك معلومات متوسطة في مجال الامن المعلوماتي الحصول على بيانات المؤسسات الحكومية الاهلية.

وأضاف حوني لـ”طريق الشعب”، ان “مؤسسات الدولة لا تستطيع مواكبة التطور التكنولوجي في العالم نتيجة لاعتمادها على اشخاص غير كفوئين ولا يفقهون شيئا في مجال حماية المعلومات”، مبينا ان “أجهزة الكومبيوتر والراوترات المستخدمة في اغلب المؤسسات الحكومية تفتقد الحماية اللازمة، نتيجة لجهل اغلب العاملين عليها”.

وأشار حوني الى ان “المواقع الالكترونية وأجهزة الحاسوب في مؤسسات الدولة تحتوي على ملفات كبيرة وضارة يمكن استخدامها عن طريق طرق بدائية للاختراق”، مؤكدا ان “كثيرا من حالات الاختراق حدثت نتيجة لغياب المعرفة لدى العاملين”.

إقرار الاستراتيجية

ورغم موافقة المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، على إقرار استراتيجية الأمن السيبراني 2020- 2022، خلال اجتماعه الأخير يوم 16 من شباط الماضي، يعتبر مختصون ان هناك تحديات قائمة تتطلب عملا جادا من اجل الحفاظ على الامن السيبراني للبلاد.

في هذا الشأن، اكد مركز الإعلامي الرقمي، أهمية إنشاء مركز مختص بالأمن السيبراني في العراق لحماية الفضاء الرقمي.

وذكر المركز في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “إقرار استراتيجية الأمن السيبراني، التي تم إعدادها من قبل فريق الـCERT وبالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء، هو خطوة مهمة لحماية الأنظمة التِقنية والتشغيلية والبنى التحتية الحرجة في مؤسسات الدولة”، مبينا أنها “توفر أدوات منهجية للتصدي للحوادث السيبرانية والتقليل من الأضرار التي تحدث جَراء الهجمات المعلوماتية”.

وشدّد المركز على “ضرورة وجود رؤية استراتيجية وخارطة طريق متكاملة لبناء منظومة أمن سيبراني رصينة قائمة على المهنية والتخصص”.

وأوضح المركز أنّ “الأفكار الاستراتيجية يجب أن تخضع للمراجعة الدورية وأن تُحدّث مضامينها بما يتناسب مع التطور المتسارع في العالم الرقمي الذي يشهد تقدمًا متزايدًا في أدوات التِقنية كل يوم”.

ونقل المركز عن المختص بأمن المعلومات والأمن السيبراني من جامعة Old Dominion في ولاية فرجينيا الأمريكية حسن هادي لذيذ، قوله إنّ “هذه الاستراتيجية أول استراتيجية للأمن السيبراني العراقي تم إقرارها من قبل مجلس الأمن الوطني وستنعكس هذه الخطوة على تأمين وترصين الفضاء السيبراني العراقي من خلال إشراك وتوعية القطاعين العام والخاص والمواطنين، وإنشاء فرق CERT في كل مؤسسة”.

عقبات حقيقية

وحول العقبات التي تواجه بناء منظومة أمن سيبراني في العراق، أشار إلى جملة من الأمور منها “عدم وجود هذا الاختصاص في الجامعات العراقية، وعدم وجود مركزية وتعاون، وميزانية كافية للأمن السيبراني لجميع الأطراف، وقلة الوعي في مجال حماية المعلومات الشخصية في الفضاء السيبراني وتسريب قواعد بيانات حكومية وهجمات منع الخدمة لبعض المواقع الحكومية، بالإضافة إلى عدم إقرار قوانين وتشريعات تخص الجريمة المعلوماتية لغاية اللحظة، وتم وضع حلول لجميع هذه المعوقات في الاستراتيجية”، مشددا على “ضرورة تحويل الأفكار والأطروحات الواردة في الاستراتيجية إلى واقع عملي حقيقي حتى تحقق  أهدافها المنشودة”.

قصة غريبة

وينتقد المهندس “غياب تدريس اختصاص الامن السيبراني في الجامعات العراقية”، منوها الى ان “قسم الحاسبات التابع لكلية التربية في الجامعة المستنصرية اخذ على عاتقه فتح اول دراسة لمنح الدبلوم العالي في الامن السيبراني، فيما بقيت الجامعات العلمية وكليات الهندسة تتفرج لغاية اللحظة”.

بدوره، روى احد مهندسي الحاسبات قصة اكتشافه ثغرة في الموقع الالكتروني لمصرف الرافدين، يسمح له بالوصول الى معلومات حساسة.

وقال المهندس الذي رفض كشف هويته، انه “قام باكتشاف ثغرة في الموقع الالكتروني لمصرف الرافدين تتيح له الوصول الى معلومات حساسة تتعلق بمعلومات العملاء والموظفين”، مشيرا الى انه “قام بزيارة فروع المصرف لغرض اطلاعهم على الثغرة لكنهم قابلوه بالسخرية وعدم الاهتمام”.

وأضاف ان “موقع احدى الشركات النفطية في جنوب العراق يقوم برفع ملفاته الخاصة على الموقع الالكتروني”، مبينا ان “الفساد وعدم الكفاءة يعرقلان عملية حماية المعلومات في اغلب مفاصل الدولة”.

واستغرب من “تعاقد الوزارات العراقية مع شركات غير معروفة لتصميم وحماية مواقعها؛ ففي الوقت الذي تبحث دول العالم عن حماية عالية لبياناتها، تقوم المؤسسات الحكومية بتقديمها على طبق من ذهب للعابثين”.

على الطاولة مجدداً!

اتخذت المحكمة الاتحادية العليا قرارا بعدم دستورية إعادة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، للمرة الثانية، من قبل هيئة الرئاسة لوحدها، وانما اجازت ذلك بموافقة مجلس النواب.

قانونيون ذهبوا باتجاه امكانية فتح باب الترشيح مرة اخرى، بحضور نصف عدد النواب + واحد، والتصويت على القرار بموافقة الاغلبية البسيطة. فيما بين متابعون ان خيارات القوى المتنفذة ستبقى مفتوحة لحين التوافق على مخرج لازمة تقاسم المناصب والمغانم.

الحرب تلاحق العراقيين؟

أشارت التقارير الى وجود 5537 عراقياً في أوكرانيا، من بينهم 450 طالباً في إختصاصات مختلفة. ورغم نجاح الحكومة بإجلاء 160 منهم فقط، وفق تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية، فإن أغلبية العراقيين هناك يعانون ومنذ اندلاع الصراع الروسي ـ الأوكراني من صعوبات جمة، لاسيما مع مخاطر البقاء في مناطق سكناهم وعدم السماح لهم بتجاوز الحدود نحو بلدان الاتحاد الأوربي، وضعف اجراءات الحكومة التي يفترض القيام بها لإجلائهم!

اعمار الموصل.. بالانتظار

أعاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم مالي من المانيا، تأهيل وافتتاح مكتبة الموصل، التي كانت تضم مليونا ونصف المليون مصدر للمعلومات، قبل أن يتم تدميرها واتلاف 8 - 10 آلاف كتاب ومخطوطة منها، على يد عصابات داعش الإرهابية. وتعد هذه المساعدة الدولية بارقة أمل لسكان الحدباء، بعد أن عجزت الحكومة عن معالجة التركة الثقيلة للإرهاب الداعشي، برغم مرور اكثر من اربع سنوات على تحرير المدينة منه!

ضحايا داعش يعانون

دعت منظمة الهجرة الدولية، الى توفير تخصيصات مالية للناجيات الأيزيديات في موازنة عام 2022، فيما أكدت المديرية العامة لشؤون الناجيات الإيزيديات، حاجتها إلى درجات لتوظيف ضحايا تنظيم داعش، داعية الوزارات المعنية إلى تفعيل فقرات القانون الخاص بالناجيات والعمل بها.

يذكر ان عملية تصفية آثار الإرهاب ومنها حسم المصير المجهول لآلاف النساء الإيزيديات والمسيحيات اللائي تعرضن إلى الخطف على يد عصابات داعش، وعودة ملايين النازحين الى ديارهم، والسعي الحثيث إلى إعمار المدن المخربة، ما زالت عملية متعثرة، وتنذر معالمها بالفشل!

عدوان تركي.. وصمت حكومي!

أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن مقتل 12 شخصاً اثر غارات جوية على مناطق عراقية وسورية، مؤكدة اصرارها على مواصلة هذا النهج لمكافحة ما أسمته بالإرهاب! ومن المعروف ان انقرة قد أقامت عشرات القواعد العسكرية في اقليم كردستان، وشنت حملات عسكرية عديدة، في صراعها ضد حزب العمال الكردستاني. وفي الوقت الذي تتمادى فيه الحكومة التركية في اعتداءاتها المدانة على العراق وسيادته وأمنه، وتلحق الاضرار البشرية والمادية بمواطنيه، تتخذ الحكومة العراقية والمجتمع الدولي موقف المتفرج. فيما ينتظر العراقيون تحركاً عاجلاً ونافعاً للجم العدوان المتواصل واحترام سيادة العراق وأمنه وقراره الوطني المستقل وحياة مواطنيه وسلامتهم.

“الموتى”.. شهداء بفضل الفساد

ضبط فريق من هيئة النزاهة، تلاعبا وتزويراً في 9 من قرارات لجنة طلبات ذوي الشهداء في مُديريَّة تقاعد كربلاء. وشمل الفاسدون “اشخاصٍا مُتوفّين” بامتيازات مُؤسَّسة الشهداء عن طريق التلاعب الحاصل في حجة وشهادة الوفاة، ما ادى الى حصول ورثتهم على امتيازات المؤسسة، وبالتالي سبب هدراً في المال العام قدر بـ500 مليون دينار وقطع اراض ومنح عقارية واعانات مالية!

يذكر ان العديد من الشهداء المشمولين في قانون المؤسسة لم يحصلوا حتى الان على حقوقهم المنصوص عليها في القانون.

 *************************************

الشيوعيون في الشطرة والهندية  يهنؤون المعلمين في عيدهم

طريق الشعب – خاص

في مناسبة عيد المعلم الأول من آذار، نظم الشيوعيون العراقيون نشاطات ميدانية عدة، تمثلت في زيارة المدارس وتقديم التهاني إلى الكوادر التعليمية، فضلا عن رفع شعارات في الأماكن العامة تعبر عن المناسبة.

وفي قضاء الشطرة، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب، مديرية التربية وعددا من المدارس.

ونقلا عن مراسل “طريق الشعب” في الشطرة، أحمد طه، فإن الوفد قدم التهاني إلى الإدارات والكوادر التربية، مع باقات ورد. وتمنى لها التوفيق في إنجاز المهمة التربوية التعليمية. فيما دعا إلى غرس القيم الوطنية السليمة لدى التلاميذ.

وشملت الزيارات “إعدادية الشطرة” للبنين، “إعدادية الحدباء” للبنات، “مدرسة عمر بن عبد العزيز” و”مدرسة بيروت” الابتدائية.

كذلك زار وفد اللجنة المحلية، مقر نقابة المعلمين في القضاء، وهنأ إدارته وكوادره في المناسبة.

كما زارت منظمة الحزب في قضاء الهندية عددا من مدارس القضاء، وقدمت التهاني إلى إداراتها وكوادرها التدريسية، ووزعت عليها الورود، متمنية لها النجاح في إنجاز مهماتها التربوية والتعليمية.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في الهندية، أبو زيد العيساوي، فإن منظمة الحزب رفعت في أماكن عامة عديدة، لافتات تحمل شعارات وتهاني في المناسبة.

 ********************************************

شيوعيو النجف يكرّمون كوكبة من الرفاق المعلمين

طريق الشعب – خاص

احتفاء بعيد المعلم الأول من آذار، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، حفلا لتكريم الرفيقات والرفاق المعلمين من أبناء المحافظة.

الحفل الذي احتضنته قاعة “منتدى هارموني” للفنون في مركز المحافظة، استهله سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال بكلمة ترحيب. ثم جرى توزيع ألواح إبداع على المعلمين المكرمين. فيما قدمت عائلة الرفيق المعلم موسى شكر، باقة زهور للمحلية.

وشمل التكريم 30 رفيقا معلما، بينهم 3 رفاق شهداء، هم: سلام عادل، حميد البديري وعقيل الموسوي، بالإضافة إلى الرفيق الراحل علي العبودي.

وتخللت الحفل الذي أداره الرفيق أحمد تويج، أهازيج حماسية صدح بها الرفيق أبو صامد، فضلا عن قصيدة في المناسبة ألقاها الرفيق حسين حموزي. 

 ***********************************************

تكريم عائلة الرفيق الراحل محمد الطائي

بغداد - مهدي العيسى

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحمودية/ اللجنة المحلية في الكرخ الثانية، أخيرا، عائلة الرفيق المناضل الراحل محمد حسين خليل الطائي، في منزلها بمنطقة السيافية جنوبي بغداد.

وتثمينا لمسيرة الفقيد النضالية، قلد الوفد عائلته وسام الحزب.  نجل الفقيد، الرفيق قاسم، عبر عن شكره باسم عائلته إلى الحزب على مبادرته هذه، شاكرا في الوقت ذاته الوفد الذي ضم سكرتير المنظمة الرفيق سعدون كاظم وعددا من رفاقه. وقال، أن هذا التكريم يدل على وفاء الحزب لرفاقه الشهداء والراحلين. واثناء تواجده في منطقة السيافية، نقل الوفد مجموعة كتب تبرعت بها الأديبة والمناضلة سافرة جميل حافظ، إلى الصف الدراسي الذي افتتحه الشيوعيون في منطقة السيافية، والذي يقدم دروس تقوية مجانية.

وسلمت معلمة الصف شهد الطائي، الكتب إلى التلاميذ والطلبة. 

باقة ورد شيوعية إلى الدفاع المدني

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، الأول من آذار، زار وفد من الإدارة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، مركز الدفاع المدني في منطقة الكرادة.

وقدم الوفد الذي مثله الرفيق فاضل الموسوي، التهاني إلى مدير المركز، المقدم رياض نعيم حسن، وسلمه باقة ورد في المناسبة.  من جانبه، أعرب المقدم رياض ومعه الملازم الأول علي جمال جبر، عن شكرهما إلى الحزب على التهنئة، مثمنين مواقفه الوطنية.  

***********************************

لوح تقديري لشيوعيي كركوك

كركوك – طريق الشعب

سلمت نقابة المعلمين – فرع كركوك، لوح شكر وتقدير الى محلية كركوك للحزب الشيوعي العراقي.

جاء ذلك خلال زيارة وفد الحزب الى فرع النقابة واللقاء برئيسها الاستاذ حسان حمد ادهام، والهيئة الإدارية، لمناسبة عيد المعلم العراقي، في الاول من آذار الجاري.

بدوره، اشاد ادهام بمواقف الحزب ودوره في العملية التربوية.

***************************

الصفحة الخامسة

ممر واحد طوله 300 كيلومتر.. “طريق الموت” في الأنبار يواصل حصد الأبرياء

متابعة – طريق الشعب

كشفت مديرية مرور الانبار، أخيرا، عن وقوع أكثر من 20 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي جراء حوادث السير على “طريق الموت”، وهو الطريق القديم، الذي يبدأ من مركز مدينة الرمادي مرورا بقضاء هيت وانتهاء بقضاء القائم.

ويبلغ طول هذا الطريق أكثر من 300 كيلومتر، وهو بممر (سايد) واحد فقط، ذهابا وإيابا. وفيما تؤكد إدارة المحافظة انها تعمل على إنشاء طرق بديلة، تلفت إلى أن إنجاز هذا المشروع يتوقف على توفير التخصيصات المالية.

مدير مرور الانبار، عامر العلواني، يقول أن هناك تزايدا ملحوظا في أعداد الحوادث المرورية في المحافظة، خاصة على “طريق الموت”، مبينا في حديث صحفي، أن تلك الحوادث تسببت في وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة.

ويعزو العلواني أسباب الحوادث إلى ضيق الطريق، وعدم التزام سائقي المركبات بالسرعة المعتدلة، مؤكدا أنه “منذ مطلع العام الحالي، شهد هذا الطريق وقوع أكثر من 30 حادثاً مرورياً، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصا، فضلا عن العديد من الجرحى”.

في انتظار الموازنة

يلفت مدير المرور، إلى أنه “بحسب معلوماتنا، فإنه يجري حاليا إنشاء جانب ثانٍ لطريق الموت، وذلك بعد أن تم تقسيمه إلى أجزاء”، موضحا أن “الجزء الأول يبدأ من الرمادي وصولاُ إلى قضاء هيت، وهذا يجري العمل على إنجازه حاليا. أما الجزء الثاني فيبدأ

من هيت وصولا إلى قضاء حديثة، وستتم المباشرة به بعد اقرار الموازنة”.

ويتابع قوله أن “هناك جزءا ثالثا يبدأ من حديثة وصولا إلى قضاء عنّه، تعمل على إنجازه حاليا قرابة 10 شركات أهلية، ويبلغ طوله نحو 60 كيلومترا تقع عليها حوالي 10 جسور. أما الجزء الرابع والأخير، فيبدأ من عنّه حتى قضاء القائم، وهو أيضا في انتظار إقرار الموازنة”.

وينوّه العلواني إلى أن “هناك حوادث مرورية تشهدها بقية الطرق الرئيسة، وأكثرها خطورة هما طريق المرور السريع، والطريق الرابط بين قضاء الفلوجة ومدينة الحبانية السياحية”، موضحا أن “أغلب تلك الحوادث تحصل بسبب السرعة الشديدة والسير عكس الاتجاه”.

ويؤكد أن “الإجراء الوحيد الذي يمكننا من السيطرة على سرعة السير، هو نصب كاميرات مراقبة مزودة برادارات لرصد العجلات المسرعة، مثل تلك المنتشرة في شوارع اقليم كردستان”، مبيناً أن “التنسيق جار مع حكومة الانبار بهدف نصب هذه الكاميرات، التي ستلزم السائق بتخفيف سرعته تجنباً لدفع الغرامة المالية او المسائلة القانونية في حال مخالفته السرعة المحددة”.

سائقون مخدرون!

من جهته، يقول نائب محافظ الانبار للشؤون الإدارية، جاسم الحلبوسي، ان “هناك سببين رئيسين لزيادة الحوادث على طريق الموت، الاول: ضعف البنى التحتية، والآخر هو عدم التزام السائقين بالقوانين المرورية. وقد وردتنا معلومات تفيد بأن هناك سائقين يتعاطون المواد المخدرة ما يؤدي إلى وقوع حوادث”.

ويضيف في حديث صحفي، أنه “على الرغم من التكلفة الباهظة لعملية انشاء ممر آخر لطريق الموت، لكنه تم التحرك لإنجاز ذلك. وقد أدرجت أجزاء من الممر ضمن خطة وزارة الاعمار والاسكان، وتمت إحالتها إلى شركات منفذة”، مستدركا: “لكن العمل متلكئ، ونحن على تواصل مع الوزارة من أجل حث الشركات على انجاز العمل بالسرعة الممكنة”.

ويلفت الحلبوسي إلى أن “هناك أجزاء من الطريق محالة على نفقة ديوان المحافظة، وهي قيد الإنجاز، ومن المؤمل انتهاء العمل فيها خلال العام القادم”.

إلى ذلك، يأسف الناشط المدني نبيل عبد السلام، من وقوع عشرات الحوادث شهريا على طرق محافظة الأنباء، خاصة “طريق الموت”، مطالبا الحكومتين المحلية والمركزية بـ “الإسراع في معالجة مشكلات الطرق، حفاظا على سلامة المواطنين”.

**************

“الرزازة” تحتضر بفعل الجفاف والإهمال 

بغداد – وكالات

سلطت شبكة “اي بي سي” التلفزيونية الأمريكية في تقرير اخباري الضوء على قصة احتضار بحيرة الرزارة، ثاني أكبر بحيرات العراق، والتي شحت مياهها في الفترة الأخيرة وتعرضت الى الملوحة ونفقت أعداد كبيرة من أسماكها، بعد أن كانت سابقا معلما سياحيا.

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة “شفق نيوز”، أن “هذه البحيرة الواقعة بين محافظتي كربلاء والأنبار، اشتهرت بمشاهدها الجميلة، ووفرة أسماكها التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم، لكنها اليوم تضررت كثيرا جراء الجفاف. فأسماكها نافقة مرمية على ضفافها، بينما تحولت الأراضي الخصبة المنتشرة حولها، إلى صحراء قاحلة”.  وأضاف أن “الرزازة، تعاني انخفاضا ملحوظا في مناسيب المياه. كما اصيبت بالتلوث والملوحة بمستويات عالية”. ونقل التقرير عن الصياد صالح عبود، قوله ان “الرزازة كانت مصدر رزق لنا. إذ كانت تضم، أيام وفرة المياه، أنواعا مختلفة من الأسماك، مثل الزعنفة الصفراء والبني والشبوط”. 

المئات من الاسر العراقية كانت تعتمد على الصيد في الرزازة كمصدر رزق، لكن الاسماك النافقة اصبح عددها اليوم اكبر من عدد الاسماك التي يمكن اصطيادها – بحسب التقرير، الذي لفت أيضا إلى أن “البحيرة انشأت للسيطرة على فيضانات الفرات، ولتكون بمثابة خزان مياه مخصص لأغراض الري”، مضيفا أن “العراقيين والسائحين كانوا يتوجهون اليها خلال شهور الصيف الحارة للترفيه عن انفسهم والاستجمام، إلا أن الوضع تبدل الآن مع انكماش حجم البحيرة سنويا”.

وانتهى التقرير إلى أن “الرزازة عانت الإهمال وزيادة مستويات التبخر خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف. كما أصابها التلوث بسبب تحويل مياه الصرف الصحي اليها والاستيلاء بالسرقة على حصص المياه المخصصة لها”.

************

بمتابعة من الشيوعيين.. بلدية المحمودية تبدأ تبليط طرق السيّافية

بغداد - مهدي العيسى

باشر قسم الطرق في دائرة بلدية قضاء المحمودية، أخيرا، بتنفيذ أعمال تبليط طرق منطقة السيافية الريفية جنوبي بغداد.  جاء ذلك استجابة لمطالب أهالي المنطقة، وبمتابعة من المواطنين الشيوعيين الساكنين فيها، والذين أوصلوا تلك المطالب الى دائرة البلدية عبر نشرها في “طريق الشعب”، كما ساهموا مع الأهالي في تشكيل الوفود ومراجعة الدائرة بشكل مباشر.

وأعرب أهالي السيافية عن شكرهم إلى دائرة البلدية على استجابتها لمطالبهم، متمنين أن يكون ذلك سياقا عاما في جميع الدوائر الحكومية.

**********

ديالى.. من يسعف عائلات احترقت مصادر معيشتها!؟

بعقوبة – وكالات

دعا مسؤول محلي في محافظة ديالى، الحكومتين الاتحادية والمحلية والمنظمات الإنسانية والميسورين، إلى إسعاف “عشرات الاسر التي فقدت مصادر معيشتها بسبب الحرائق العرضية”. وقال قائم مقام قضاء بعقوبة عبد الله احمد الحيالي، أن أبرز تلك الحرائق، هو الحريق الذي التهم نهاية شباط الفائت، 18 محلا تجاريا في “حي المفرق” غربي القضاء، مبينا في حديث صحفي، أن الحريق خلّف خسائر مادية تجاوزت في مجملها 450 مليون دينار، وان أغلب أصحاب المحال المحترقة، من ذوي الدخل المحدود. وعزا الحيالي أسباب تلك الحرائق إلى اهمال الإجراءات الاحترازية من قبل أصحاب المحال ودوائر الكهرباء، مؤكدا أنه “لا توجد ادلة تشير الى ان الحرائق مفتعلة او متعمدة”.

وشهدت ديالى خلال الشهور الماضية، حرائق متعددة التهمت مجمعات تجارية وبساتين، جميعها سجلت كحوادث عرضية نظرا لعدم العثور على أدلة تثبت افتعالها او ضلوع أي جهات وراءها.

*************

ابو جويلانة تطالب بالماء والكهرباء

السماوة – وكالات

شكا سكان منطقة “أبو جويلانة” الواقعة شمالي مدينة السماوة، تدهور الواقع الخدمي في منطقتهم، خاصة في قطاعي الماء والكهرباء. فيما حمّلوا الحكومة المحلية والدوائر المعنية، مسؤولية ذلك.

وقال عدد من السكان في حديث صحفي، أن منطقتهم تعاني إهمالا حكوميا واضحا من الناحية الخدمية، مؤكدين أن “الأهالي طالبوا الجهات المعنية مرارا بتحسين الواقع الخدمي وإنشاء المشاريع في هذا الإطار، وحصلوا على موافقات رسمية، لكنهم لم يشهدوا أي تنفيذ حتى الآن”.

وكان السكان قد نظموا قبل نحو أسبوع، وقفة جماهيرية طالبوا فيها بشمول منطقتهم بخطط المشاريع الخدمية.

**********

مواساة

*بمزيد من الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عائلة المربي الاستاذ عباس ظنون، بوفاته بعد معاناة مع مرض القلب.

كان الفقيد رفيقا مخلصا ومناضلا له مكانته بين المناضلين. وقد واصل عمله مع الحزب بعد سقوط النظام المباد، وهو والد كل من الدكتور الصيدلي احمد والاستاذ عادل.

 له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه خالص العزاء.

**********

الصفحة السادسة

500 الف متمتع بالضمان من اصل 5 ملايين.. قانون الضمان الجديد يحرم العمال من حقوق مكتسبة

بغداد ـ طريق الشعب

لم يشمل قانون الضمان الاجتماعي النافذ قرابة 5 ملايين عامل، الامر الذي يعزوه نشطاء نقابيون الى ضعف دور اللجان التفتيشية التابعة لوزارة العمل، والفساد المتبادل بين تلك اللجان وأرباب العمل، بحسب قولهم.

فيما يواصل منذ سنوات مجلس النواب تعليق تشريع القانون الجديد، البديل للقانون النافذ، بسبب خلافات كثيرة تعرقل حسم قرار تمريره.

كذلك فإن الاتحادات والنقابات العمالية ترفض تمرير القانون بصيغته الحالية، بسبب تجاهله لـ”المعايير الدولية للحماية الاجتماعية”.

ويؤكد نقابيون ان مشروع القانون الجديد “يحرم العمال من حقوق مكتسبة يتضمنها التشريع النافذ”.

مختلف عليه

ويقول الامين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق عدنان الصفار: ان “هناك قانون ضمان اجتماعي رقم (39) لسنة 1971 وما زال نافذاً ومعمولا به حتى الان”، مشيراً إلى أن “هناك مشروع قانون جديد مطروح للنقاش منذ 2016، لكنه لم يصل الى نتيجة حتى الان”.

ويضيف الصفار لـ”طريق الشعب”، أن “الخلاف حول مشروع القانون الجديد، يكمن في أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لم تشبع مشروع القانون بالنقاش قبل تقديمه إلى مجلس النواب. وفي المجلس حصل جدل كبير حوله، وتعطل تشريعه بعد ان تمت قراءة القانون في جلستين”.

ويشير الى أن عدم التصويت على القانون “كان بسبب ان الاتحادات والنقابات العمالية اعترضت على المشروع، ورفعت مذكرات احتجاج ضده”، مبينا أن “مشروع القانون الجديد يتضمن فقرات غير قليلة مختلف عليها، وأهمها ان الصفة العامة لمشروع القانون تخلو من المعايير الدولية للحماية الاجتماعية. كما انه يحرم العمال من حقوق مكتسبة موجودة في القانون النافذ”.

وتابع الامين العام قائلاً ان “مشروع القانون لم يعرض على الرأي العام باعتباره قضية تهم اوسع شريحة في المجتمع، انما حصر في مسودة رفعتها وزارة العمل الى مجلس الوزراء، والاخير حولها الى مجلس النواب”.

وتعد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ودوائر القطاع العام والخاص والتعاوني والمختلط، جهات مسؤولة عن تطبيق قوانين الضمان الاجتماعي بشكل مباشر، لكن “وزارة العمل هي الجهة المعنية بشكل مباشر بالمتابعة والرقابة والتفتيش” بحسب الصفار.

اخطاء كثيرة

ويذكر عضو مجلس نقابة ذوي المهن الهندسية الفنية، أثير الدباس، في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن “صندوق الضمان الاجتماعي، يفترض ان تكون امواله من استقطاعات العمال ومساهمة الدولة، لكن مشروع القانون الجديد يمنع مساهمة الدولة، ويبقي على راتب العمال مصدر تمويل وحيد للصندوق”.

وينص مشروع قانون الضمان الجديد، على تشكيل دائرة العمل والضمان الاجتماعي، ويقدر عدد موظفيها بـ 1000 موظف، على ان تكون رواتبهم وحوافزهم من صندوق الضمان، الذي يتم تمويله من راتب العامل.

ويشير الدباس الى أن “واحدا من الخلافات على مشروع القانون، هو أن المشروع يؤكد حرمان العامل من راتبه التقاعدي في حال كان لديه احد افراد عائلته من ذوي الشهداء. وبهذا فإن المشرعين تناسوا ان الراتب التقاعدي للعامل جاء نتيجة لاستقطاعات من رواتبه على مدار السنين التي كان فيها عاملا”.

ويشير أيضا الى أن “مشروع القانون جعل خدمة المرأة اقل من الرجل. بمعنى انه يعجّل من احالتها على التقاعد”.

عدد قليل

ويقدر الدباس عدد العمال المسجلين في قانون الضمان الاجتماعي بـ “600 الف عامل، بينما عددهم الكلي في البلاد يبلغ حوالي 5 ملايين عامل”.

ويعلل قلة عدد العاملين المسجلين بـ”قلة الثقافة وضعف الوعي لدى الكثير من العمال، فضلاً عن ان الكثير من المناطق النائية لا تصل اليها فرق التفتيش”.

ويبيّن الدباس أن “فرق التفتيش قليلة، وهناك فساد في هذه الفرق، حيث ان ارباب العمل يدفعون أموالا اليها من أجل عدم تسجيل العاملين لديهم وشمولهم بالحقوق القانونية. او انهم يقومون بتسجيل العاملين بأجور أقل من الحقيقية”.

الوزارة ترد

وتعقيبا على حديث الدباس، قال مصدر في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لـ”طريق الشعب”، ان “عدد المسجلين في الضمان الاجتماعي وصل الى 800 الف عامل”، عازيا ذلك الى “حملات تفتيشية كبرى نظمتها الوزارة”.

ويقول المصدر، ان “اللجان التفتيشية عندما تزور اماكن العمل تصطحب معها لجنة اقتصادية، تقدر التفاصيل المالية للعاملين والمشروع، ولا تكتفي بما يقول رب العمل”، مشيراً إلى أن “شكاوى كثيرة وصلتنا من عمال، وقد اتخذت بحق ارباب العمل اجراءات قانونية”.

وينفي المصدر ان “تمول رواتب موظفي صندوق الضمان من استقطاعات العمال”.

 *******************************************

تركيا تؤشر ارتفاع صادراتها إلى العراق.. المنتجات المحلية تواجه استيراداً قاتلاً

بغداد ـ نورس حسن

تدعم “سياسة الباب المفتوح” تعميق مشكلات الإغراق السلعي في أسواقنا المحلية، التي تتحول الى ضحية المنتجات المستوردة.

وبعد التغيير في العام 2003، فتحت الأسواق العراقية أمام المنتجات الأجنبية وخصوصاً الرخيصة منها، والتي لم يستطع المنتج المحلي منافستها من جهتي الأسعار أو الكفاءة، لذلك بدأت مصانع كثيرة ومعامل أهلية إغلاق أبوابها وتسريح العاملين، لأن هامش الربح صار قليلا، ولا يكفي لسد الأجور التشغيلية أو المواد الأولية.

العراق يخسر

ويقول المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، د. مظهر محمد صالح: ان «بلادنا خسرت رأسمالا بشرياً حرفياً ومهنياً وهندسياً فقد خاصية تراكم خبراته، ولم تتم إضافة تراكمات صناعية أو حرفية مهمة أخرى إلا استثناء، مما يعني خسارة في التنمية البشرية والمنتج الوطني معاً». ويضيف أن «رأس المال البشري والمادي، لا سيما في مجال الصناعة التحويلية، بات لا يشكل أهمية في الناتج المحلي الإجمالي سوى مساهمة بين واحد إلى اثنين في المئة من إجمالي ذلك الناتج في أحسن الأحوال،

وهي مساهمة منخفضة جداً».

الاستيراد من تركيا

وأعلنت هيئة الإحصاء التركية في تقرير صدر عنها أخيرا، ان العراق جاء بالمرتبة الخامسة كأكبر مستورد منها، مسجلة في ذلك ارتفاعا في نسب صادراتها ووارداتها على التوالي، خلال شهر كانون الثاني.

وأوضح تقرير الهيئة الذي طالعته «طريق الشعب»، ان «صادرات تركيا الى العراق خلال شهر كانون الثاني من هذا العام، بلغت قيمتها 883 مليون دولار».

التعطيل متعمد

وقال الخبير الاقتصادي دريد العنزي لـ»طريق الشعب»، ان سوء التخطيط وعدم وجود إرادة حقيقية لدى الحكومات المتعاقبة «جعلا العراق دولة مستهلكة غير منتجة»، مشيرا إلى انه «على الرغم مما يتمتع به العراق من ثروات نفطية، وضصناعية وزراعية إلا انه يعاني من تعطيل متعمد لأغلب مراكزه الاقتصادية».

وأضاف أن «المخصصات المالية لوزارتي الزراعة والصناعة، اللتين تعدان جوهر العملية الاقتصادية للبلاد بائسة، ولا تتعدى مخصصات لصرف رواتب منتسبيها، الذين يعانون اليوم من بطالة مقنعة داخل شركاتهم ومؤسساتهم»، مردفا ان «هناك سوء تخطيط في توزيع الموازنات السنوية».

وتعليقا على ارتفاع نسب صادرات العراق من الجانب التركي يقول العنزي: ان «أي حاجة للسوق المحلية بالمواد والسلع تذهب معها الحكومة الى الاستيراد كحل أسهل».

وزاد العنزي ان «فوضى التجارة وعدم السيطرة على المنافذ الحدودية جعلا من السوق المحلية مكانا لاستهداف بطون المواطنين، عبر استغلال ضعف الرقابة الحكومية».

وليفت الى انه «على الرغم من توفر المنتج المحلي من مادة البيض الا ان في مقابل ذلك هناك موافقات تصدر من وزارة التجارة، تسمح باستيراده من دول الجوار، تحت تبرير سد حاجة السوق»، مشددا على ضرورة «العمل على تأسيس خلية ازمة اقتصادية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والمبادئ الحزبية الضيّقة».

روسيا - اوكرانيا

فيما يذكر ضرغام محمد علي، الكاتب والمهتم بالشأن الاقتصادي لـ»طريق الشعب»، ان «حاجة العراق من السلع والبضائع في ارتفاع، بخاصة مع ازمة جائحة كورونا، بسبب قلة الاستيراد من بعض المناشئ التجارية».

واضاف ان «ارتفاع كلف الاستيراد في الأسواق العالمية، زاد كثيرا من كلفة استيراد المواد بخاصة الغذائية منها».

وحول أسباب ارتفاع الكلف مقارنة بالعام الماضي افاد محمد علي بان «الحرب الروسية الأوكرانية نبهت الدول الى اخذ احتياطاتها خاصة في الجانب الاقتصادي، لتدارك أي ازمة».

ورجح المتحدث استمرار اوضاع البلاد على ما هي عليه الان بسبب «غياب الارادة الحقيقية لتفعيل القطاعات الصناعية والزراعية».

 ************************************

أعداد الموظفين ثلاثة أضعاف الحاجة الفعلية.. عجز حكومي عن معالجة الترهل:

60 في المائة من الموازنة تدفع للرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

عندما قلصت الحكومة دوام المؤسسات الى 25 في المائة، على أثر تفشي جائحة كورونا قبل عامين، لم يتأثر الإنتاج الوظيفي بالاجراء الاحترازي، ما يعني ان اعداد الموظفين تفوق بثلاثة اضعاف الحاجة الفعلية في دوائر الحكومة. وبينما تضع  وزارة التخطيط الإنتاج الوظيفي ضمن المؤشرات السلبية، وتؤكد أن الموظفين يأخذون 60 في المائة من أموال الموازنة، يشدد خبراء على ضرورة تفعيل القطاع الخاص لاستيعاب الموارد البشرية الهائلة.  وعدا ذلك فإن عدم الالتزام بالهياكل التنظيمية للمؤسسات الحكومية هو احد أسباب الترهل الوظيفي، الذي أنتج بطالة مقنعة. 

مؤشر سلبي

وقال وكيل وزارة التخطيط للشؤون الفنية، ماهر حماد جوهان، في تصريح صحفي، تابعته «طريق الشعب»: ان «الإنتاج للوظيفة العامة في العراق مؤشر سلبي جداً: هناك تضخم كبير في القوة العاملة لدى القطاع العام، ترافقه بطالة مقنعة وخلل في تنفيذ المهام الموكلة به».

وأضاف ان «مركز التطوير الإداري أحد المراكز التخصصية على مستوى الاستشارات الوظيفية وتطوير قدرات العاملين تكفل باستراتيجية مهمة وهي استراتيجية الإصلاح في الدوائر الحكومية.

لكنه أكد أن «هذا الموضوع أكبر من أن تتكفل به وزارة التخطيط وحدها بل بحاجة إلى جهود كبيرة وتشريعات وقوانين»، مضيفاً أنه «نتيجة للمشاكل الاقتصادية تكونت فجوة كبيرة أدت الى أن يضغط الشارع بأكمله على التوظيف العام أكثر من فرص العمل في السوق لذلك هناك تضخم بسبب توظيف أناس لسنا بحاجة لهم».

مردفاً ان وزارته «عاجزة عن إخراج أي موظف من عمله بصورة قسرية والأفضل إيجاد مخرج، بخاصة أن 60 في المائة من الموازنة تصرف على رواتب الموظفين، وليس لدينا أي قدرة على استبعاد أي منهم، وبالتالي من الأفضل إيجاد مخرج عبر الاستفادة من تلك الفئة».

الهياكل التنظيمية

ورأى المختص في مجال الموارد البشرية، محمد سعيد، في حديث لـ»طريق الشعب»، أن «عدم الالتزام بالهيكل التنظيمي لكل دائرة حكومية هو سبب رئيسي في زيادة الترهل في الوظيفة الحكومية»، موضحاً «نجد الان ان عدد العاملين في أي قسم في دوائر الدولة هو ضعف العدد المطلوب، واكثر».

ويستدل سعيد على صحة تقديره بأنه «عندما اجتاحت جائحة كورونا البلاد وقلصت الحكومة الدوام إلى 25 في المائة، لم يؤثر ذلك على الإنتاج الوظيفي، ما يعني ان ثلاثة أضعاف الموظفين لا حاجة لهم في الدوائر الحكومية».

ويجد أن «الاعداد الإضافية للموظفين، والتي هي اكبر بكثير من حجم الإنتاج، الذي يفوق حاجة البلاد، أسس لوجود بطالة مقنعة في أروقة المؤسسات الحكومية».

قطاع الصناعة والزراعة مهمش

من جهته، قال الخبير الاقتصادي، باسم جميل أنطوان لـ»طريق الشعب»، أن «احد أسباب تفاقم الازمة الاقتصادية وزيادة الاقبال على الوظيفة الحكومية، هو عدم تفعيل دور القطاع الخاص، بكل تفرعاته الزراعي والصناعي والنقل والاتصالات والسياحي».

وأضاف أن «القوى المتنفذة الحاكمة سيطرت على دور القطاع الخاص وخلقت دوراً طفيلياً له، وهذا القطاع ليس اصيلاً ويستحوذ على الثروات والمال. أما القطاع الأصيل الصناعي والزراعي فقد تعرض للتهميش وتم الاعتماد على الاستيراد الخارجي».

وأوضح أن «ذلك خلق زيادة في نسب البطالة والفقر وتدني إنتاجية الموظف قياساً بباقي موظفي دول العالم، إلى ان أصبحت مساهمة القطاعات الإنتاجية بالناتج المحلي الإجمالي لا تتعدى الـ 2 في المائة».

وأردف أنطوان بقوله ان «السبب الرئيسي وراء اقبال المواطنين نحو الوظيفة الحكومية هو انعدام وجود قطاع خاص فعال يستوعب الاعداد الهائلة من البطالة»، مضيفاً أنه «في العراق يتخرج سنوياً حوالي 180 الف شاب من الجامعات والمعاهد، وهؤلاء جميعهم بمن فيهم الفنيون الذين لا يجدون فرص عمل، يرغبون في العمل بالوظيفة الحكومة».

ولفت إلى أن «هناك 55 الف مشروع صناعي في القطاع الخاص متوقف لأسباب متعددة»، مشيراً إلى أن «الموظف في الدولة يستهلك اكثر مما ينتج، ولا يوجد تناسب بين رأس المال والعمالة والمواد الأولية وبين نسب الإنتاج، وهذا التضخم في عدد العاملين في أجهزة الدولة الذي يبلغ ثلاثة أضعاف ما نحتاجه من قوة العمل، أدخل المشاريع في مرحلة الخسائر».

 ********************************************

الصفحة السابعة

خلط السياسة بالرياضة وازدواجية المعايير

متابعة ـ طريق الشعب

يرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ سنوات اقحام السياسة في الرياضة، من خلال رفضه السماح برفع شعارات سياسية في مباريات كرة القدم، ويستهجن رفض بعض اللاعبين او الفرق اللعب ضد دول او فرق لأسباب سياسية، من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية التي تحظر استخدام الرياضة - وكرة القدم على وجه الخصوص - في الترويج لأغراض سياسية، لكن الامر اختلف مع بدء الازمة الروسية الاوكرانية حيث أصدر الاتحادان الدولي والاوربي لكرة القدم قرارا باستبعاد الفرق الروسية عن المسابقات التي ينظمها الاتحادان.

حوادث تاريخية

وطالما عوقبت الفرق المنسحبة من المنافسات الرياضية باعتبارها خاسرة بغض النظر عن اسباب مواقفها، حيث لا يزال العراقيون يستذكرون بفخر كبير نزول لاعبي فريق الشرطة بقيادة الكابتن عبد كاظم ورفاقه إلى الملعب الرئيس في بانكوك التايلندية عام 1971، رافعين علم فلسطين وهم يركضون في الملعب، بعد رفضهم مواجهة فريق مكابي حيفا في المباراة النهائية.

ورغم ان لا أحد يختلف على ان اسباب الانسحاب كانت موضوعية، نتيجة احتلال اسرائيل لأراضي عربية شاسعة والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني، لكن هذه الاسباب لم تمنع الاتحاد الاسيوي في حينها من اعتبار الفريق العراقي خاسرا، لرفضه خوض المباراة.

تضييق الخناق

وطوال السنوات الماضية، واصل الاتحاد الدولي تضييق الخناق على اللاعبين والفرق الذين يحاولون ارسال رسائل سياسية او تضامنية مع الاحداث في العالم، وخاصة فيما يتعلق باحتلال اسرائيل العدواني للأراضي الفلسطينية.

وعند العودة الى عام 2016، واجه فريق سيلتك الأسكتلندي فريقاً إسرائيلياً في الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، فرفعت جماهير سلتيك أعلام فلسطين، وهو ما عدّه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمراً محظوراً، وهدّد النادي بفرض عقوبات عليه.

وفي عام 2008، عاقب الاتحاد الاسباني لكرة القدم نجم كرة القدم المالي فردريك عمر كانوتي، نجم إشبيلية السابق، بعد رفع قميصه بالتزامن مع العدوان على غزة، بغرامة مالية. وعدّ الاتحاد ذلك مخالفة للوائحه التي تحظر توجيه أيّة رسائل سياسية على أرض الملعب.

وعوقب لاعب الجودو والبطل الأفريقي، فتحي نورين، بالإيقاف مدة 10 أعوام، لأنه انسحب من مباراته أمام اللاعب السوداني محمد عبد الرسول في أولمبياد “طوكيو 2020”، من أجل تفادي مواجهة لاعب إسرائيلي.

الامثلة المذكورة، هي حالات مختارة من حالات تصل الى المئات، اتخذ فيها المسؤولون على الرياضة اجراءات صارمة، ولكن عند الوصول الى موضوع الحرب بين روسيا واوكرانيا، يبدو ان الضغوطات السياسية اجبرت المنظومة الرياضية على الدخول كطرف في النزاع الدائر من خلال اتخاذها جانبا معينا في الصراع.

استبعاد روسيا

من خلال استبعاد روسيا من المنافسات الرياضية، والسماح للفرق الانكليزية برفع علم اوكرانيا على قمصانهم شعار “سلام”، وكأن السلام المراد تحقيقه لأوكرانيا فقط وليس لشعبي البلدين، كما ان اتحاد كرة القدم الايطالي لم يعلق على ما فعله لاعب أتالانتا، روسلان مالينوفسكي، بعد رفعه شعارات سياسية خلال مباريات فريقه في الدوري الايطالي.

ولم يطبق الفيفا شعاره “فصل السياسة عن الرياضة”، واعتبار الفرق المنسحبة امام الفرق الروسية خاسرة، مثل ما جرت العادة في اعتبار الفرق التي ترفض اللعب ضد فرق الاحتلال الاسرائيلي، ولم يكتف بذلك، وقرر منع منتخب روسيا من المشاركة في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم، “قطر 2022”، بالإضافة إلى منع الأندية الروسية من المشاركة في البطولات الأوروبية.

وقد سحبت أندية عقود رعايتها مع “غازبروم” الروسية، مثل نادي شالكه الألماني، وأزال مانشستر يونايتد شعار شركة الطيران “إيروفلوت”، الراعية للنادي، وتنازل الاتحاد الأوروبي عن الراعي الرسمي لبطولة دوري أبطال أوروبا، شركة الغاز الروسية “غازبروم”، وسُحب تنظيم بطولة العالم للكرة الطائرة من روسيا، وتمّ تفعيل كثير من التحركات من خلال الرياضة. جرت كل هذه الأمور، ولا يُسمح بخلط الرياضة بالسياسة!

متى تتوقف “المعايير المزدوجة”؟

وان لا تحاكم الشعوب بجريرة افعال قادتها!، لتتوقف هذه الحرب فورا.

 *************************************

اشتباكات مسلحة تودي بحياة 3 فلسطينيين

القدس ـ وكالات

استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين في اشتباك مع قوات الامن الإسرائيلية بمخيم جنين في الضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان بأن اثنين من الشهداء “ استشهد عندما تبادلت قوات إسرائيلية، كانت قد اتخذت ساترا، إطلاق الرصاص مع مقاتلين فلسطينيين خلال مداهمة للمخيم قبل الفجر، في جنين”.

وقالت شرطة الحدود الإسرائيلية إن قواتها تعرضت لوابل من الرصاص في المخيم أثناء عملياتها للقبض على مشتبه به مطلوب.

وأكدت شرطة الحدود في بيان لها، إنه بعد اعتقال المشتبه به، أطلق مسلحون النار على القوات الإسرائيلية وقامت مجموعة مكونة من نحو 150 فلسطينيا بإلقاء قنابل حارقة وحجارة وقنابل يدوية على القوات الإسرائيلية.

ووفقا للبيان، ردت القوات الإسرائيلية بالذخيرة الحية دون أن توقع أية إصابات.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين اثنين، مضيفةً أن فلسطينيا ثالثا “ استشهد برصاص القوات الإسرائيلية بالقرب من بيت لحم”.

 *********************************

السودان.. 210 إصابات في مليونية 28 شباط

الخرطوم ـ وكالات

أكدت لجنة أطباء السودان المركزية وقوع 210 إصابات خلال مليونية 28  شباط الجاري.

وقالت اللجنة في بيان، أنها “رصدت 210 حالات إصابة في المجمل تم حصرها حتى الآن إبان مليونية 28 شباط”.

وأوضحت اللجنة أن من بين الإصابات 3 حالات إصابة في الرأس، نتيجة الضرب المبرح بالهراوات من قبل قوات الامن وبينها حالتان أدت إصابتهما إلى حدوث نزيف دماغي، إحداهما غير مستقرة وفي العناية المركزة.

وتابعت اللجنة في بيانها أن هناك “حالتي إصابة بالرصاص الحي، و25 حالة إصابة بطلق ناري متناثر يرجح أنه خرطوش، و27 حالة إصابة بقنبلة صوتية و3 حالات دهس وحالتا طعن بسكين، ومن المجمل أيضا 20 حالة إصابة بعبوات الغاز المسيل للدموع في الرأس وحالتا إصابة في العين إحداهما طفل”.

وخرجت التظاهرات في اعقاب إعلان لجان المقاومة، عن “ميثاق سلطة الشعب” للتوقيع عليه، مؤكدة أن هدفه الأساسي هو إسقاط الانقلاب العسكري ووضع أطر لفترة انتقالية جديدة في مجال الحكم والاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية.

 **************************************

خلافات ليبية بعد تشكيل حكومة جديدة

طرابلس ـ وكالات

وافق البرلمان الليبي، أمس الاول، على حكومة جديدة، فيما رفضت  الحكومة المنتهية ولايتها قرار البرلمان، وتعهدت بعدم تسليم السلطة، الامر الذي يزيد من مخاطر نشوب قتال بين الفرقاء في العملية السياسية أو تقسيم الأراضي بين إدارتين متنافستين.

وفاقم إعلان البرلمان فتحي باشاغا رئيسا للوزراء، بعد تصويت بثه التلفزيون على الهواء، صراعا على السلطة مع الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي شغل المنصب من خلال عملية دعمتها الأمم المتحدة العام الماضي.

وقال باشاغا إنه أجرى ترتيبات مع السلطات الأمنية والعسكرية كي تتخذ حكومته الجديدة من طرابلس مقرا لها، لكن جماعات مسلحة هناك، قالت إنها تعارض تنصيبه رئيسا للوزراء، وهو ما يدعمه القائد العسكري في الشرق خليفة حفتر.

وتنذر الأزمة بعودة انقسام ليبيا بين حكومتين متنافستين تتمركز واحدة في الشرق والأخرى في الغرب. ومع سيطرة حفتر على معظم منشآت النفط، سيثير ذلك أيضا احتمال أن تتوقف مجددا صادرات النفط التي تبلغ 1.3 مليون برميل يوميا.

وقال عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، طارق المجريسي، في تصريحات صحفية، أن “الخيار الأكثر ترجيحا هو العودة إلى حكومتين لن تكون لأي منهما الشرعية الكاملة، لكن واحدة منهما فقط ستسيطر على البنك المركزي”.

وقال عقيلة صالح رئيس البرلمان إن المجلس وافق على الحكومة الجديدة بأغلبية 92 نائبا من بين 101 حضروا الجلسة. وكان 132 نائبا قد وافقوا على حكومة الدبيبة قبل نحو عام.

 *******************************************

توظيفا للحرب في اوكرانيا.. البرلمان الألماني: تحالف واسع يتبنى نهج العسكرة

رشيد غويلب

في الجلسة الخاصة التي عقدها البرلمان الاتحادي الألماني في 27 شباط، لمناقشة الاجتياح الروسي لأوكرانيا كان الموقف الذي تبنته الحكومة الألمانية بدعم أكثرية برلمانية كبيرة، اعتبار ما أقدمت عليه روسيا سياسة ليست سلمية، بل حربية.

وفي عرضه للبيان الحكومي قال المستشار الالماني أولف شولز، بعد الهجوم الروسي، “لم يكن العالم كما كان قبله”. والسؤال الجوهري هو ما إذا كان ممكنا للسلطة خرق القانون وما إذا كان يمكن السماح لبوتين “بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى زمن القوى العظمى في القرن التاسع عشر أو ما إذا كان بإمكاننا حشد القوة لوضع قيود على دعاة الحرب من أمثال بوتين”.

وفي اليوم الذي سبق الجلسة، رفعت الحكومة الألمانية الجديدة القيود التي فرضتها، قبل أسابيع، على تصدير الأسلحة، ووافقت على تصدير الاسلحة الى أوكرانيا.

وأكد المستشار مرة أخرى تسليم ألف قطعة سلاح مضادة للدبابات و500 صاروخ ستينغر “لأصدقائنا في أوكرانيا”. بالإضافة إلى ذلك، تمت الموافقة على تصدير 14 مركبة مدرعة خاصة لأوكرانيا، وسيتم تسليم 10 الاف طن من الوقود، عبر بولندا، إلى أوكرانيا. وسُمح لإستونيا تسليم مدافع قديمة تعود لجيش المانيا الديمقراطية السابقة الى أوكرانيا.

وقال شولز انه بالنظر إلى نقطة التحول التي أحدثها الهجوم الروسي على أوكرانيا، يحتاج الجيش الألماني إلى “قدرات جديدة وقوية”. وأضاف: “هناك شيء واحد واضح: يجب أن نستثمر أكثر في أمن بلدنا، وبهذه الطريقة نحمي حريتنا وديمقراطيتنا “. والهدف هو “جيش اتحادي فعال وحديث للغاية وتقدمي”.

تسليح هائل للجيش الألماني

وأعلن شولتز أن الحكومة ستنشئ “صندوقًا خاصًا” لتحديث الجيش الألماني وتزويده بـ100 مليار يورو، لمرة واحدة.  ويجب أن يكون الصندوق الخاص “مضمونًا في الدستور الألماني”.

ان تخصيص 100 مليار يورو إضافية للتسلح هذا العام، هو أكبر من مجموع تخصيصات وزارات الصحة، والتعليم والبحث العلمي، الداخلية، والشؤون الاجتماعية، والتجارة والطاقة، والبيئة، والتعاون والتنمية، والتغذية الزراعية. وبهذه الإضافة تصبح الموازنة الحربية الألمانية 150,3 مليار، أي قرابة ثلاثة اضعاف موازنة التسلح الروسية 54,21 مليار حسب المعهد السويدي للسلام. وألمانيا ليست سوى دولة واحدة من 30 بلدا عضوا في الناتو.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم سنويا استثمار أكثر من 2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي في التسلح، ما يعادل 70 مليار يورو، بدلا من 50,3 مليار المخصصة في موازنة 2022. وكانت الحكومة الألمانية قد سلمت الناتو 53.03 مليار يورو تمثل 1.57 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، مقابل 1.36 في المائة في عام 2020.

ووفق المستشار سيتم شراء طائرات هيرون المسلحة بدون طيار من إسرائيل، والتي اثارت مخاوف غالبية أعضاء حزب المستشار في عهد الحكومة السابقة، وسيتم بناء الجيل التالي من الطائرات المقاتلة والدبابات مع شركاء أوروبيين وسيتم تطوير الطائرة الأوربية “ايروفايتر”. وبالنسبة للمشاركة النووية، “سيتم شراء بديل حديث لطائرات تورنادو القديمة في الوقت المناسب. و” ستبدأ الولايات المتحدة قريبًا في استبدال الأسلحة النووية المتمركزة في بوشل الالمانية، واستبدالها بقنابل نووية قابلة للتوجيه تحمل رأسًا نوويًا بأربعة خيارات يمكن تحديدها عند الإطلاق اعتمادًا على الهدف المراد ضربه. ومن أجل نقل هذه القنابل النووية الى المانيا يحتاج الجيش الألماني طائرات مقاتلة جديدة”.

وأعلن وزير المالية الفيدرالي كريستيان ليندنر من الحزب الليبرالي الحر أنه مستعد لتحمل ديون جديدة من أجل تمويل إعادة تسليح الجيش الألماني. وقال ليندنر إن النقاش حول تعزيز القدرة العسكرية يجب ألا يجري، تحت طائلة “ تحذير من ديون جديدة”. وإن 100 مليار يورو المخصصة لدعم الجيش هي “في هذا الوضع العالمي استثمارات مبدئية في حريتنا”. ويجب من الآن، أن ينتهي إهمال الجيش الألماني.

وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا قال إنها “مصممة لتستمر”. وألمانيا مستعدة لتحمل الآثار السلبية للعقوبات “لأنها ثمن الحرية”.

صحيح أن المستشار والعديد من المتحدثين أكدوا أن قنوات الاتصال مع روسيا يجب أن تظل مفتوحة أيضًا وأن يتم تعزيز المجتمع المدني هناك. لكن اتفق الجميع، وبضمنهم حزب اليمين المتطرف “البديل من اجل المانيا” على أن الوقت قد حان لسياسة تعزيز القوة العسكرية. وبشأن “العقوبات المالية والاقتصادية والفردية” ضد روسيا التي أعلنها عدد من أعضاء الحكومة لم يرفضها سوى حزب البديل اليميني المتطرف، بينما ركز حزب اليسار على رفض تسليم الأسلحة وإعادة التسلح.

وعارضت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني أميرة محمد وحدها زيادة الإنفاق الدفاعي وتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا. وقالت “نحن اليساريين لا نستطيع ولن ندعم هذا التحديث وهذه العسكرة”. و”التاريخ يعلمنا أن سباقات التسلح لا تخلق الأمن”. ويشارك حزب اليسار موقف ادانة الاجتياح الروسي، دون اهمال دور الناتو في التصعيد الذي سبقه. ومعروف ان الحزب يؤكد دوما ان ضمان امن أوربا لا يتحقق الا باشراك روسيا.

*******************************

الصفحة الثامنة

ما زالت تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية متواصلة، ويستمر القتال ويسقط المزيد من الضحايا، بين قتلى وجرحى ومهجرين.

وفي غضون ذلك تواصل اطراف عدة، خاصة أمريكا واوربا، إجراءاتها العقابية الشاملة ضد روسيا لحملها – كما تعلن - على وقف الحرب، وسحب قواتها من أوكرانيا.

وفي حين تشتد المعارك ويضيق الخناق على مدينة كييف العاصمة، يتفاوض الطرفان الروسي والأوكراني على الحدود البيلاروسية - الأوكرانية.

بغية تسليط الضوء على هذا النزاع العسكري، من مختلف الجوانب، تنشر “طريق الشعب” مجموعة من المقالات والدراسات لاطلاع القارئ، علماً انها لا تعبر بالضرورة في كل ما جاء فيها عن موقف “طريق الشعب”، ونعني موقف الحزب الشيوعي العراقي الذي عبر عن رؤيته الى ما يحصل في بيان صدر عن اللجنة المركزية للحزب في 25 شباط  2022، وأعلنت فيه اننا نضم صوتنا الى أصوات القوى المحبة للسلام التي ارتفعت في ارجاء العالم، منددة بهذه الحرب ومطالبة بوقفها فوراً، وبالعودة الى طاولة الحوار والمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وبدء حوار جاد وصولاً الى تفاهمات تضمن مصالح جميع الأطراف، وتطمن السكان المدنيين وتؤكد حق الشعوب جميعاً في العيش بأمان وسلام، بعيدا عن ويلات الحروب وشرورها. 

************

انعكاسات الأزمة الأوكرانية على الشرق الأوسط *

ماهر الشريف

مثّل التدخل العسكري الروسي في سورية، الذي انطلق في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، نهاية فترة طويلة كانت روسيا خلالها شبه منسحبة من الاهتمام بشؤون الشرق الأوسط، وهو فضاء كان لها فيه حضور بارز في زمن الاتحاد السوفياتي. وكان التدخل في سورية أول تدخل عسكري روسي خارج مناطق نفوذ روسيا الاتحادية التقليدية في أوروبا، وهو جعل روسيا محاوراً أساسياً لتسوية الأزمات في الشرق الأوسط. وبفضل وجود القوات الروسية في قاعدة طرطوس البحرية، ثم في المنشآت العسكرية الجديدة في اللاذقية، ثبّتت هذه القوات حضورها في “المياه الدافئة” للبحر الأبيض المتوسط. ومما لا شك فيه، فإن تدخل روسيا العسكري في سورية، ومواقفها الحازمة إزاء الغرب فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، سيعززان مكانة روسيا، في نظر دول المنطقة، كحليف أو على الأقل كشريك يمكن الاعتماد عليه، وخصوصاً بعد النكسة الكبيرة التي لحقت بالولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان، علماً أنه كان قد سبق التدخل في سورية، ثم رافقه، نشاط روسي دبلوماسي مكثف في المنطقة، إذ استقبل الرئيس فلاديمير بوتين، ما بين حزيران/ يونيو وتشرين الأول/أكتوبر 2015 فقط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، كما استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتتخوف إسرائيل، من ناحيتها، من أن يؤدي الشعور بأن النظام العالمي الذي تهمين عليه الولايات المتحدة الأميركية قد يتضعضع إلى تشجيع أعداء إسرائيل في المنطقة على توسيع عملياتهم التي تستهدفها، كما تتخوف من أن تقوي الأزمة الأوكرانية، وتصاعد التوتر بين المحور الروسي/الصيني والمحور الأميركي/الأوروبي، مواقع إيران في المفاوضات الجارية في فيينا حول برنامجها النووي، وتدفع المحور الغربي إلى تقديم مزيد من التنازلات إليها. وبحسب تقديرات طاقم من الباحثين في معهد السياسات والاستراتيجيا في مركز هرتسليا المتعدد المجالات، فإن زعزعة النظام العالمي وصعود روسيا والصين كقوتين عالميتين تتحديان الهيمنة الأميركية سينعكس على موازين القوى في الشرق الأوسط، وعلى قدرة إسرائيل على المناورة بين واشنطن وبيجين وموسكو، كما أن صعود النفوذ الروسي والصيني في الشرق الأوسط سيكون له تأثيرات مباشرة في السباق الإقليمي على التسلح وفي التفوق النوعي العسكري لإسرائيل. كما قد يكون له تداعيات سلبية على الاعتداءات الدورية التي تشنها إسرائيل في سورية ويقيّد حرية عملها فيما تسميه بـ “المعركة بين الحروب”.

والواقع، أن الأزمة الأوكرانية الحالية وضعت إسرائيل في موقف حرج، إذ كان لها في العقد الأخير علاقات جيدة مع روسيا، من جهة، ومع أوكرانيا، من جهة ثانية، ولم يكن عليها في الماضي مواجهة خيار لا ترغب فيه واختيار الطرف الذي يجب أن تؤيده. أما الآن، وبعد التطورات التي طرأت على هذه الأزمة، فقد بات هامش مناورتها ضيقاً، وخصوصاً أن التوترات بين كييف وموسكو تسبب اضطرابات متعلقة بالهوية بين الإسرائيليين من أوكرانيا وأولئك من روسيا، إذ يوجد في إسرائيل ما يقرب من 1.1 مليون يهودي من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، يشكلون 16٪ من السكان اليهود في إسرائيل. وعلى الرغم من أن الإسرائيليين الآخرين يطلقون على هؤلاء اليهود اسم “الروس”، فإنهم يأتون في المقام الأول من أوكرانيا وروسيا وينقسمون بالتساوي بين الناطقين بالأوكرانية والروسية (400000 لكل مجموعة). وبينما دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإسرائيليين الذين يعيشون في أوكرانيا (حوالي 10000 إلى 15000) للعودة على الفور، يقدّر بعض المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين الكبار أن حوالي 200000 مواطن أوكراني مؤهلون للانتقال إلى إسرائيل بموجب قانون العودة. وفي هذا السياق، قالت وزيرة الهجرة والاستيعاب بنينا تامانو شطا إنها أصدرت تعليمات لوزارتها بالاستعداد لسيناريو تهجير عشرات الآلاف من المهاجرين في حالة هجوم روسي.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لبيد قد حدد، في 15 شباط/فبراير الجاري، موقف إسرائيل إزاء الأزمة الأوكرانية في حديث أجراه معه رئيس تحرير موقع “تايمز أوف إسرائيل”، فقال إن حماية اليهود في أوكرانيا هو “جزء من مسؤولية الحكومة الإسرائيلية”، كما “كان الحال بالنسبة لليهود الإثيوبيين أثناء الحرب الأهلية أو موجات الجوع هناك”. وتابع، بكل صفاقة، أن قيام دولة بغزو دولة أخرى هو “تصرف يعود للقرن العشرين، وكنا نظن أننا تجاوزنا ذلك”، داعياً إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، ومؤكداً: “نحن في حاجة للاستماع إلى الجميع؛ نحن في حاجة إلى فهم ما يقوله الروس عن مخاوفهم من أن تصبح أوكرانيا دولة في الناتو. ربما نختلف، لكن هذا خوف صحيح وعلينا مناقشته معهم. ونحن في حاجة إلى الاستماع بعناية إلى أوكرانيا، عندما يقولون إننا دولة ذات سيادة ولا يمكنك حل الأمور بالقوة هذه الأيام”. وأنهى لبيد حديثه بالقول إن على إسرائيل “أن تتذكر ما يلي: يجب أن تكون إسرائيل قادرة على حماية نفسها بنفسها...نعم، الولايات المتحدة هي أعظم حليف لنا وأنا أثق بهم تماماً، وهم هبة من السماء، لكن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها ويجب أن تتمتع دائماً بالقدرة على القيام بذلك”.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء يوم الأحد في 20 شباط/فبراير الجاري، أي عشية خطاب الرئيس بوتين، أشار لبيد إلى أن إسرائيل ستقف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في حال نشوب حرب في أوكرانيا، لكنها تبقى حذرة إزاء الأزمة في هذا البلد، عازياً ذلك إلى سببين: “الأول، ما وصفه بأنه الحدود مع روسيا عبر الحدود مع سورية في إشارة إلى النفوذ الواسع لموسكو في سورية، والثاني، وجود جالية يهودية كبيرة في كل من روسيا وأوكرانيا”. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل ستشارك في العقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا في حال إقدام هذه الأخيرة على غزو أوكرانيا، قال لبيد: “علينا أن ندرس ذلك”.

أما على الصعيد الفلسطيني، فالتخوف هو أن تساهم الأزمة الأوكرانية، وتطوراتها، أكثر فأكثر في إبعاد الأنظار على الصعيد العالمي عن القضية الفلسطينية، وتسمح لإسرائيل في الاستمرار بتنفيذ مشاريعها الاحتلالية والاستيطانية، وهو تخوف يفرض على الفلسطينيين تحضير أنفسهم لمعارك شديدة قادمة لن يكون في وسعهم خوضها قبل ترتيب أوضاع بيتهم الداخلي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المحور الأخير من بحث موسع للكاتب

********

ساندرز: نفاق السياسة الامريكية

متابعة-طريق الشعب

هاجم النائب الأمريكي ومرشح الرئاسة السابق برني ساندرز موقف الولايات المتحدة مما يجري في أوكرانيا هذه الأيام. وقال ساندرز إن الموقف الأمريكي منافق، وأن الولايات المتحدة لم تكن لتتردد باستعراض عضلاتها العسكرية لو كانت قد وضعت في نفس الموقف

وقال ساندرز «قد يكون بوتين ديماغوجي كاذب، لكن من النفاق أن نتظاهر بأننا لا نؤمن بـ ولا نتصرف على مبدأ مناطق النفوذ». مذكرا أنه في ظل هذه السياسة وعملا بعقيدة مونرو التي تبنتها الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر «قمنا بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتغيير أنظمة 12 دولة على الأقل. عام 1962 كنا على شفا حرب نووية مع الاتحاد السوفييتي كرد على وضعهم صواريخ في كوبا، والذي عدته حكومة كندي تهديدا غير مقبول لأمننا القومي»

ويذكر ساندرز أن عقيدة مونرو ليست أمرا من الماضي، بل لا زال أقطاب السياسة الأمريكية يؤمنون بها، مذكرا بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي قبل عامين، حين أكدا أنها سياسة قائمة للدولة الأمريكية.

وتتلخص عقيدة مونرو في أن الولايات المتحدة تعتبر أي تدخل في شؤول بلدان القارة الأمريكية تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وتساءل أخيرا «هل يصدق أي منكم أنه لو عقدت المكسيك حلفا عسكريا مع روسيا، ستبقى الولايات المتحدة صامتة بهذا الشأن، وستتقبل الأمر على أن للمكسيك الحق في اتخاذ السياسات الخارجية التي تناسبها؟!»

وكان ساندرز قد أدان الى جانب الكساندرا اوكازيو كورتيز ومجموعة من اليسار الأمريكي، كانوا قد أدانوا الغزو الروسي لأوكرانيا وطالبوا بوقف إطلاق النار، ولكنهم أدانوا في نفس الوقت العقوبات الاقتصادية والتصعيد العسكري للدول الغربية، كما دعوا الى حل حلف الناتو. وكما هو متوقع أدى هذا الموقف الى ردود أفعال غاضبة على امتداد الطيف السياسي الأمريكي، بما فيها البيت الأبيض الذي وصف موقفهم بالمشين.

***********

الحرب في أوكرانيا حُسمت قبل أن تبدأ

هاني عرفات*

منذ بداية الازمة الاخيرة بين أوكرانيا وروسيا، كان هناك خياران مطروحان على الطاولة: خيار الحل الدبلوماسي والخيار الثاني الذهاب الى الحرب. رفضت الدول الغربية المطالب الروسية بضرورة العودة الى اتفاقية مينسك الثانية، ووقف تمدد الناتو. بقي الخيار الآخر وهو العسكري، في هذا الباب هددت أوروبا والادارة الاميركية بعقوبات اقتصادية رادعة. لكنهم أكدوا على أنهم لن يشتركوا في القتال الى جانب الحكومة الاوكرانية في حال نشوب الحرب. لم يكن الرئيس الروسي يتمنى أكثر من ذلك لبدء المعركة الحاسمة.

بوتين قال قبل سنوات: من فرح لانهيار الاتحاد السوفياتي لا يوجد له قلب، ومن يحلم بإعادة بنائه ليس لديه عقل. نظام الحكم القائم في روسيا الآن ليس نظام الاتحاد السوفياتي السابق، أعلم أن هناك كثير من المثقفين في العالم العربي يتمنون ذلك، لكن هؤلاء ليس لديهم عقل.

بوتين في خطاب الحرب الذي نقل عبر محطات التلفزة، تحدث كثيراً عن أن النظام السوفياتي هو المسؤول عما آلت إليه أمور روسيا عقب الانهيار العام ١٩٩١ ، ولم يأت بكلمة واحدة عن النظام الذي تسبب ومن ثم تلى فترة الانهيار، بدأً من يلتسين الذي باع الصناعات السوفياتية بستين مليار دولار فقط في حين كانت قيمتها الحقيقية وفق تقديرات اقتصادية تزيد عن تريليون دولار. أصبحت روسيا في عهد يلتسين مثل ورقة شجر تتطايرها رياح خريفية، وتحولت البلاد في يوم وليلة من دولة عظمى إلى دولة تتسول على أبواب الغرب حتى لا تنهار نهائياً.

تناسى الرئيس الروسي وضع روسيا الاقتصادي والسياسي قبيل ثورة أكتوبر في العام ١٩١٧م، وكيف تحول البلد الذي كان بلداً مهزوماً ومدمراً في أعقاب الحرب العالمية الأولى، الى بلد صناعي جبار، بعد الثورة ومن ثم قوة دولية عظمى.

هذا التناسي من جانب بوتين ليس مصادفة، كون النظام الروسي الحالي هو امتداد للنظام نفسه الذي قوض الاتحاد السوفياتي.

بعد أن تولى بوتين الرئاسة خلفاً ليلتسين، بناء على صفقة معروفة، يضمن فيها للأخير عدم محاسبته على فضائح الفساد والرشى في عهده، حيث بلغت ثروة يلتسين خلال سنوات رئاسته عشرة مليارات دولار

في الحقيقة استطاع بوتين في عهده، النهوض بالبلاد من شبه الانهيار الكامل، الى إعادة بناء مقدرات البلاد بشكل ملحوظ. لكن هذا الطموح كان يهدف إلى بناء دولة قوية تمكنه من دخول نادي الدول الغربية، ولم يخفي الرجل طموحه هذا أبداً، فقد طلب الانضمام الى حلف الناتو في العام ٢٠٠٨م. لكن الغرب أدار له ظهر المجن وظلوا يتعاملوا مع روسيا كدولة هامشية، وليس كدولة مقررة على الحلبة الدولية. لكن بوتين عمل بهدوء ومن تحت الرادار كما يقال بخطة مرسومة، ظهر ذلك جلياً في حسم الامور في مقاطعتي اوسيتيا وابخازيا في جورجيا، ثم في ضم القرم حيث الميناء الأكثر أهمية لروسيا. لكن العلامة الأكثر وضوحًا كانت في التدخل المباشر في الازمة السورية، متحدياً بذلك الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول المنطقة.

ليس ذلك فحسب، بل امتد النفوذ الروسي الى القارة السوداء، من خلال السياسة الناعمة حيناً، أو من خلال منظمة الفاغنر العسكرية، من ليبيا شمالاً الى وسط إفريقيا.

من المهم أن ندرك أن هذه السياسة الروسية، لا تهدف الى تقويض النظام العالمي البتة، بل لأخذ النصيب الذي تستحقه من النفوذ كقوة عظمى. فقد أدرك بوتين بعد سنوات ورغم محاولاته (السلمية) المتكررة من الانضمام الى نادي الأقوياء أن ذلك لم يعد بأي نتيجة تذكر، بل على العكس من ذلك، تمدد حلف الناتو حتى وصل الى دول كانت جزأً في الماضي القريب من الاتحاد السوفياتي. حتى هذه الدول التي ظنت أنها بانضمامها الى حلف الناتو سوف تصبح جزأً من هذا (العالم الديمقراطي المتحضر) وجدت نفسها وقد انتقلت من تبعية الاتحاد السوفياتي سابقاً، إلى تبعية حلف الناتو دون الحصول على امتيازات تذكر.

رئيس أوكرانيا الغض من ناحيته لم يقرأ الواقع الجيوسياسي بشكل صحيح، كان يظن أن تودده للغرب والكلام المعسول الذي يسمعه هناك قد يوفر الحماية له. إلا أنه وجد نفسه في نهاية المطاف وحيداً في مواجهة الدب الروسي، ولكن بعد فوات الأوان. ورغم محاولاته الاخيرة للعق الجراح والتوسل للتفاوض، إلا أن المطالب الروسية أصبحت أكثر تشدداً بعد امتصاص رد أوروبا والادارة الاميركية على العملية العسكرية، حيث ظهر العجز الغربي الواضح عن فعل أي شئ يذكر. حتى العقوبات المفروضة كانت حذرة جداً، وقد تكون مرتدة على من اتخذها، أوروبا مثلاً تستهلك نصف الغاز المنتج عالمياً، ومن الصعب استبدال إمدادات الغاز الروسي، وإن حصل هذا فهو يحتاج الى فترة قد تمتد لعشر سنوات.

الخيار المتاح الوحيد الآن أمام هذه الدول، هو دفع أوكرانيا للقبول بالشروط الروسية، التي باتت تزداد صعوبة مع كل دقيقة تمر، فبعد أن كانت الشروط تتضمن عدم تمدد الناتو ومنح مقاطعة الدونباس الحكم الذاتي، وصلت في الساعات الاخيرة الى مطالبة الجيش في أوكرانيا بإزاحة الحكومة والتفاوض مع روسيا، والمطالبة بنزع سلاح الجيش الأوكراني ومحاربة القوميين. من يعلم في الغد إلى أين ستصل المطالب الروسية. الامر المؤكد أن روسيا لن تزج نفسها في احتلال مباشر، خصوصاً إذا ما توفرت البدائل، وعلى ما يبدو أن الطريق باتت مفتوحة أمام بدائل معقولة.

في الشرق الادنى هناك أكثر من طرف مستفيد مما يجري في أوكرانيا، يقف على رأسهم إيران وإسرائيل.

في الملف الإيراني، سوف تستعجل الولايات المتحدة توقيع الاتفاق النووي معها، لضمان تعويض النقص في سلع الطاقة، الناتج عن العقوبات المفروضة على روسيا. أما إسرائيل فسوف تستغل حالة عدم الاستقرار في أوكرانيا لدفع المزيد من اليهود للهجرة إليها، تغذيةً لمشروعها الاستيطاني. قد يظن البعض أن إسرائيل سوف توضع على المحك لاختيار الطرف الذي تناصره، لكن في ميزان العلاقات ما بين الدول القوية لا مكان لهذا، لن تأبه روسيا لعلاقات المودة بين تل أبيب وكييف، هناك مصالح مشتركة سوف يحافظ عليها الطرفان، ولن تأسف إسرائيل على رحيل مواطنها زيلينسكي ، بل ربما قد تمنحه اللجوء السياسي بشروط معينة.

وباستثناء بعض الدولارات الاضافية في جيوب حكام الخليج، نتيجة ارتفاع اسعار النفط الى حين، ليس هناك أي فائدة تذكر للبلدان الضعيفة سوى استخلاص الدروس والعبر. وأول هذه العبر أنه لا يوجد في الواقع قانون دولي ولكن قانون للأقوياء وآخر للضعفاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وصحفي فلسطيني

**********

الصفحة التاسعة

الشيوعيون ضد حروب الرأسمالية وسياساتها المعادية للبشرية

كاوه محمود*

أشار كارل كلاوزفيتز (1780 - 1831) المفكر الستراتيجي العسكري البروسي الى مقولة مفادها “ان الحرب استمرار للسياسة بأساليب أخرى” وهذا يعني بأن لكل تحرك وعمل عسكري أهداف سياسية.

الحروب التي جرت في التاريخ، وما يجري الان بين روسيا وأوكرانيا لا يخرج من أطار هذه المقولة الشهيرة لكلاوزفيتز، ولكن القضية الاساسية التي يجب معالجتها وتوضيحها للرأي العام العالمي من قبل الشيوعيين هي الاسباب الحقيقية لما يجري الآن بعيدا عن الخطاب الرسمي للأطراف المتنازعة والمتحاربة.

تاريخياً لم تندلع الحرب العالمية الأولى بسبب اغتيال الارشيدوق النمساوي فرانز فرديناند ولي عهد الامبراطورية النمساوية الهنغارية في 28 حزيران 1914، بل بسبب التناقضات والصراعات بين البلدان الرأسمالية ومساعيهم لتقسيم الأسواق العالمية.

أشار لينين في مؤلفه الشهير “افلاس الأممية الثانية” (1880ــ1916) بوضوح الى الاسباب الحقيقية للحروب الرأسمالية، والتوجه نحو استعمار البلدان في الحرب العالمية الأولى، كما اشار الى موقف بعض أحزاب الاشتراكية الديمقراطية الذين اصطفوا مع حكوماتهم البرجوازية وأيدوهم في الموقف من الحرب، مما أدى الى انهاء الاممية الثانية.

ان المهمة الاساسية التي تواجه الاحزاب والقوى السياسية الشيوعية والاشتراكية اتخاذ موقف واضح مناوئ للحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا، وعدم الاصطفاف مع أي طرف من أطراف النزاع، باعتبار ما يجري حرب غير عادلة بين أطراف رأسمالية، والعمل على توضيح الاسباب الحقيقة للحرب للجماهير الكادحة والطبقة العاملة والبشرية جمعاء، واسترشاف المستقبل عبر طرح البدائل التي تضمن السلام العالمي وتوحد نضال الشعوب ضد الرأسمالية ومن أجل الاشتراكية.

ان هذه المهمة تتطلب تحليل مجمل الوضع القائم والتطورات الاساسية التي حصلت في المجتمع الدولي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ودق طبول القطب الواحد من قبل الرأسمالية، وتصوير الامور في إطار نهاية التاريخ واعتبار الرأسمالية الحالة النهائية والسرمدية لمستقبل البشرية، والتعامل مع النموذج الامريكي والليبرالية الجديدة كسقف أساسي لا يمكن تجاوزه.

غير ان تطورات الاحداث بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وخلال العقود الماضية اتجهت في أطر أخرى ومتغيرات مختلفة يمكن ايجاز بعضها بما يلي:

ــ تجاوز روسيا فترة يلتسن وتمكنه من فرض الاستقرار الداخلي وخاصة في الشيشان.

ــ السعي الحثيث لروسيا لإعادة هيبته في السياسة الدولية.

ــ نمو الصين من الناحية الاقتصادية وتأثير ذلك على السياسة الدولية كقوة عظمى.

ــ تبلور قوى اقليمية كأقطاب فاعلة في إطار مناطق نفوذها كتركيا على سبيل المثال وتدخلاتها في ليبيا وسوريا وفي الخلاف بين اذربايجان وتركيا، والنفوذ الايراني في كل من لبنان والعراق واليمن.

ــ عودة نفوذ روسيا في السياسة الدولية وتجلت في دعمها لنظام الاسد والحفاظ على توازن القوى في سوريا، ونجاحه في مسألة القرم وودعمه لاستقلال ابخازيا واوسيتيا في النزاع مع جورجيا.

ــ فشل السياسة الامريكية وتعاملها مع ملف العراق وافغانستان وملف الشرق الأوسط بشكل عام.

ان النقاط الواردة اعلان تشير الى تراكمات كمية مع امكانية تحويلها الى تراكم نوعي يتمثل في الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا والتي تتجسد في انهاء القطبية الواحدة في السياسة الدولية والتحول الى التعددية القطبية في إطار الرأسمالية.

ومن الممكن ان نتساءل لماذا تجسد هذا التحول في إطار النزاع الحاصل بين روسيا واوكرانيا؟

تعاني أوكرانيا من اشكاليات كبيرة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وتطورت الامور في عام 2014 باتجاه آخر تمثَّل في التوجه نحو الاتحاد الاوروبي والسعي لدخول حلف الناتو وعدم اعطاء الحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوهانسك حسب اتفاقية مينسك. وبهذه الشاكلة كانت أوكرانيا الحلقة الأضعف في سلسلة التناقضات داخل القوى الرأسمالية الدولية ومحاولة هيمنة أقطابها، لتشكل بداية الحرب الحالية تحولاً نوعياً في السياسة الدولية نحو التعددية القطبية، ولكن في إطار الخيارات الرأسمالية المتناحرة فيما بينها.

بعد دق طبول الحرب وجَّه حزبنا الشيوعي الكوردستاني ومن خلال قرآءته للنزاع والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وما يتعلق بخلفية الاحداث والمشاكل التناحرية المستعصية، رسالة الى الاحزاب الشيوعية والعمالية الشقيقة لأجل صياغة موقف موحد من الحرب الدائرة والعمل المشترك للقيام بفعاليات وطنية وعالمية ضد الحرب ومن أجل السلام، وتجنب الاصطفاف مع أي طرف من الاطراف المتحاربة التي تتجاوز روسيا وأوكرانيا لتشمل كافة المتورطين الآخرين من المراكز الرأسمالية والولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو، والتأكيد بأن ما يجري شكل آخر من الحروب غير العادلة بين المراكز الرأسمالية المتناحرة بما في ذلك ادارة بوتين التي تمثل الرأسمالية الروسية.

وقد تمخض عن هذه المبادرة صياغة بيان مشترك من قبل أكثر من ثلاثين حزباً من الاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، جرى فيه تجريم الحرب الدائرة باعتبارها حرباً امبريالية لا يمكن تبريرها بحجة “الدفاع عن النفس” كما تدعي ادارة بوتن، و“الدفاع عن الديمقراطية” كما تدعي الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو، أو العمل من أجل توسيع حلف الناتو بحجة “حرية اختيار التحالفات” كما تدعي حكومة أوكرانيا. وقدًم البيان الرد المناسب حول تهجم بوتين على موقف لينين أثناء بناء الاتحاد السوفيتي والتعامل مع أوكرانيا السوفيتية.

ورغم وضوح موقف حزبنا الشيوعي الكوردستاني المعادي للحرب والداعي الى درءه والعمل من أجل السلام، لم نستغرب من أصوات النشاز التي تريد تشويه موقف حزبنا رغم معرفتهم الأكيدة بان الدولة الروسية الحالية ليست الاتحاد السوفيتي السابق وان الحرب الحالية ليست بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي، غير ان تلك الاصوات تريد كلما سنحت الفرصة لهم بأن يجددوا ولائهم للمراكز الرأسمالية في الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو، في حين يعلن حزبنا بكل اعتزاز مناوئته لكافة المراكز الرأسمالية العالمية سواء في الولايات المتحدة الامريكية أو في الاتحاد الروسي أو في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو، كما يجدد اعتزازه وديموته في خندق كافة القوى المناوئة للرأسمالية المتوحشة وسياساتها الليبرالية الجديدة.

ــــــــــــــــــــــ

* سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني

***************

حول الخطاب الاخير للرئيس فلاديمير بوتين

فالتر باير:

القومية والاممية *

كنت مخطئا في نقطة واحدة: استراتيجية بوتين ليست عقلانية. يمكن للمرء أن يقول مثلا، أن الاعتراف بـ “الجمهوريتين الشعبيتين” لم يُغير الوضع الراهن؛ ويمكن للمرء أن يقول أيضا، أن نشر القوات الروسية أدى إلى إنهاء القتال الذي كان مشتعلاً. حقيقة أن بوتين يعترف بـ “الجمهوريات الشعبية” ليس ضمن خطوط الترسيم التي رسمتها اتفاقيات الهدنة، بل داخل الحدود التي تطالب بها دساتيرها، هو بمثابة إعلان حرب.

أي شخص سمع أو قرأ خطاب بوتين أول من أمس يفهم أنه لا يهتم فقط بالمصالح الأمنية المشروعة للاتحاد الروسي، ولكن أيضًا بتحقيق برنامج روسيا الكبرى لتوحيد جميع المجموعات الناطقة بالروسية في دولة روسية أكبر.

لكن القومية التي نشأت من القرن التاسع عشر غير عقلانية، مثل هنغاريا الكبرى للرئيس فيكتور أوربان والامبراطورية الرومانية العظمى. سيعني ذلك انضمام جميع الأوروبيين الناطقين بالفرنسية إلى فرنسا وجميع المتحدثين بالألمانية إلى ألمانيا. وستكون جميع الحدود الموجودة في أوروبا تقريبًا موضع تساؤل.

إن الحق في “تقرير المصير القومي” ليس مطلقًا. ليس لأوكرانيا، التي ستبقى كدولة فقط إذا فهمت نفسها كجسر بين أوروبا الشرقية والغربية وليست جسرًا عسكريًا للناتو ضد روسيا، وليس لروسيا ايضا، التي لا يمكنها طرح مطالبات إقليمية ضد جميع جيرانها، لإعادة 17 مليون روسي الى الوطن.

لقد قاد بوتين بلاده إلى مأزق عسكرة الصراع السياسي. ان المخرج الوحيد هو الحل السياسي. وفي هذا المسار، يتحمل الاتحاد الأوروبي، الذي سمح لحلف الناتو بالتقدم نحو الحدود الروسية، نفس مسؤولية روسيا. سوف يسير بوتين في هذا الطريق أو يتم تفكيكه من قبل الأوليغارشية التي مثلها حتى الآن.

بالنسبة للاشتراكيات والاشتراكيين في الغرب والشرق، يعني هذا، عدم مواءمة مع مصالح الحكام في بلدانهم ولا مع التركيبات الإيديولوجية للقوميين من جهة وإمبريالي حقوق الإنسان الليبراليين الجدد من جهة أخرى. يجب أن يكون المعيار ما يساعد على منع الحرب في أوروبا.

ـــــــــــــــــــــــــ

* فالتر باير قيادي في الحزب الشيوعي النمساوي وسكرتيره الأسبق، ومنسق شبكة “ترنسفورم” التابعة لحزب اليسار الأوربي.

**********

أوكرانيا .. مأساة شعب او شعبين! *

عبد الله حبه – موسكو

اتيحت الفرصة لاوكرانيا لتحقيق الاستقلال فقط بعد قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917، والتي اعلنت حق تقرير المصير للشعوب. وتشكلت جمهورية شعبية انضمت الى الاتحاد السوفيتي بعد تشكيله واصبح لها مقعد في هيئة الامم المتحدة على غرار بيلاروسيا. ولكن اوكرانيا الغربية بقيت ضمن بولندا التي احتلها الالمان عقب انهيار الامبراطورية النمساورية – المجرية في عام 1918. وقد رحب القوميون الاوكرانيون بالقوات الالمانية انذاك واسسوا دولة “ اوكرانسكا ديرجافا” تحت سيطرة الالمان مع شئ من الحكم الذاتي. واعقب ذلك قيام الثورة الاشتراكية في المانيا واندلاع ثورة في غرب اوكرانيا بقيادة بتلورا. لكن في عام 1919 قامت بولندا بعد استعادة استقلالها بضم اراضي اوكرانيا الغر بية اليها بدعم من رومانيا وتشيكوسلوفاكيا، كما هاجمت الجيش الاحمر في اوكرانيا الشرقية . وفي عام 1921 ضمت اوكرانيا الغربية الى بولندا بموجب معاهدة ريجا في عام 1920.

لقد عمدت السلطة السوفيتية في البداية الى حماية الثقافة القومية للآوكرانيين، وسمحت بافتتاح المدارس لهم حيث الدراسة باللغة الاوكرانية. لكن في فترة القمع الستاليني بدأت من جديد حملة “ روسنة “ شرق اوكرانيا وحاربت النزعة القومية بتهمة “ الشوفينية”. ورد القوميون الاوكرانيون على ذلك بحملة ارهابية واسعة من اغتيالات وتفجيرات. وحدث الشئ ذاته في القسم الغربي حيث حظرت السلطات البولندية تعليم اللغة الاوكرانية في المدارس وقام الاوكرانيون بحملة ارهابية ضد البولنديين . وقد ادانت عصبة الامم آنذاك افعال الحكومة البولندية حيال الاوكرانيين وطالبت بمنح الاوكرانيين حقوقهم القومية. ولكن بلا فائدة.

في فترة الحرب العالمية الثانية استولت القوات الالمانية على جميع اوكرانيا وانضم القوميون في القسم الغربي الى القوات الالمانية في محاربة الجيش الاحمر وقمع الاهالي الموالين للسلطة السوفيتية. لكن السلطت الهتلرية رفضت طلب الاوكرانيين بتأسيس دولة خاصة لهم وزجت بزعيمهم ستيبان باندير في السجن. اما الاوكرانيون في شرق وجنوب اوكرانيا فقد انضموا الى حركة المقاومة ضد الجيش الالماني النازي. وبعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية اصبحت اوكرانيا كلها بعد تحريرها في عام 1944 ضمن الاتحاد السوفيتي . وقد اصاب جمهورية اوكرانيا الاشتراكية السوفيتية الخراب في الحرب وفقدت 5 ملايين شخص من ابنائها. ومارست خلال الفترة حتى سقوط الاتحاد السوفيتي تأثيرا كبيرا في سياسة الدولة السوفيتية، وكان الكثير من قادتها مثل خروشوف وبودغورني وبريجنيف على رأس الدولة السوفيتية خلال فترة طويلة، وعلماء كبار مثل سرغيه موروليوف عالم الفضاء السوفييتي.

والآن بعد ان اصبحت اوكرانيا دولة مستقلة تماما في عام 1991 واجهت منذ اعلان الاستقلال المشاكل الداخلية بنتيجة تصادم اتجاهات اهالي الاقاليم الشرقية والغربية. فالاوكرانيون في الغرب يميلون الى الاتحاد الاوروبي ويريدون الانضمام اليه والى حلف الناتو بأسرع وقت . انهم لقوا ويلقون التشجيع القوي من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي . وتدفقت من هناك مليارات الدولارات لدعم “الثورة البرتقالية” على الرئيس كوتشما ثاني الرؤساء الاوكرانيين الذي حاول الموازنة بين التيارين الشرقي والغربي، وتم اقصاؤه بطريقة غير ديمقراطية وسط تهليل الغرب. واليوم تم اقصاء الرئيس الرابع فكتور يانوكوفيتش بصورة غير ديمقراطية بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وثكنات الحيش بالقوة وحتى باستخدام السلاح في ساحة “ ميدان” في وسط العاصمة كييف مع سقوط مئات الضحايا ، في ظل ترحيب الدول الغربية بما يحدث والتي نسيت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وهلمجرا. وجرى كل شئ بحضور وزراء خارجية بولندا والمانيا وفرنسا في كييف. علما ان الرئيس الثالث فكتور يوشينكو لقي في حينه المشاكل من جانب الاوكرانيين في الشرق والغرب على حد سواء لكونه لم ياخذ بنظر الاعتبار مصالح اصحاب المصانع الضخمة ورجال الاعمال في دونيتسك وزابوروجيه وخاركوف. بينما وجد السكان الروس في جنوب وشرق اوكرانيا وعددهم يتجاوز 10 ملايين شخص انفسهم مظلومين حيث لم تمنح اللغة الروسية وضع لغة رسمية وتم اغلاق المدارس الروسية والجمعيات الثقافية والاجتماعية الروسية.

ولا يخفى الدور الذي تلعبه العوامل الجيوسياسية . فالغرب يريد ابعاد اوكرانيا عن روسيا نهائيا، كما حاول ذلك من قبل مع بيلاروسيا لكنه فشل . لاسيما وان اوكرانيا دولة كبيرة المساحة وعدد سكانها حوالي 45 مليون نسمة و ان حوالي 10 مليون نسمة هم من الروس . ويشكل الروس 97% من سكان القرم و93% من سكان مقاطعة دونيتسك و85 % من سكان اوديسا وهلمجرا. وقد هددت ادارة جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي بالانفصال عن اوكرانيا باعتبارها منطقة روسية اهداها خروشوف الاوكراني الى جمهوريته في عام 1954. واذا ما انضمت اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي فستكون جمهورية القرم الخاسرة قبل غيرها. علما بانه يرابط هناك حتى الآن اسطول البحر الاسود الروسي الذي يستأجر القاعدة البحرية السوفيتية السابقة في سيفاستوبول . ولا يمكن لروسيا أن تتجاهل اقامة قواعد حربية امريكية بالقرب منها في رومانيا وبولندا وبلغاريا، فمثل هذه القواعد لا تقام لغرض التسلية. ولهذا فانها تتخذ موقف الحذر وتعمل على تقوية قدراتها العسكرية من جانب، والحيلولة دون اقتراب حلف الناتو من حدودها عن طريق اوكرانيا في هذه المرة.

ان الدول الغربية تحاول اقصاء روسيا عن سواحل البحر الاسود، بحيث لن يتبقى لها في حالة ضم اوكرانيا الى نفوذ الغرب سوء شريط صغير لا يتجاوز عدة كيلومترات عند ميناء نوفوروسييسك الروسي حيث تشيد حاليا القاعدة البحرية الجديدة للاسطول بعد نقله من القرم. وبهذا يصبح البحر الاسود بحيرة تابعة لحلف الناتو حيث يوجد من الجنوب تركيا ومن الغرب رومانيا وبلغاريا، وتأتي الى موانئها السفن الحربية لحلف الناتو باستمرار.

إنه من الصعب التكهن بما ستكون عليه الاحداث القادمة. فالصراع الحالي في اوكرانيا، مهما كان المنتصر، لن يقود الى حل القضية الاوكرانية المتشابكة جدا. فقد ينتصر اليوم هذا الطرف (غرب اوكرانيا) وبعد عدة اعوام سينتفض الطرف الآخر(شرق اوكرانيا) مطالبا بحقوقه. ويمكن القول ان اوكرانيا التي تواجه اليوم خطر الانقسام، فهي تتألف من شعبين لهما خلفية تأريخية واساليب تفكير وثقافة متباينة. وربما ان الحل الوحيد ان يعترف كل طرف بحقوق الآخر وكذلك بحقوق الروس من مواطني البلاد، وان توقف الدول الاخرى تدخلها في الشأن الاوكراني ولاسيما بولندا الحالمة في بسط نفوذها هناك مجددا وكذلك جمهوريات البلطيق والمانيا ودول الناتو عموما. لكن هذا يتطلب طبعا توفر سلطة قوية في البلاد.

لقد وقفت اوكرانيا قبل ايام على حافة الحرب الاهلية. ووجد الرئيس الضعيف الارادة نفسه بلا دعم فترك الساحة من اجل ان يقوم القوميون بانقلابهم ضد سلطته بشكل غير دستوري واضطر لمغادرة القصر الجمهوري الى مدينته خاركوف حيث يوجد انصاره . وقرر البرلمان تعيين رئيس آخر مؤقتا ينتمي الى المعارضة مكانه والاعلان عن اجراء الانتخابات الرئاسية في أيار القادم . والطريف ان العشرات من النواب اعضاء حزب الاقاليم قرروا الانضمام الى المعارضة مما سهل على المعارضة الراديكالية تمرير جميع القوانين التي تريدها، ومنها اقصاء الرئيس عن منصبه والافراج عن المليونيرة يوليا تيوشينكو من السجن ( والتي يلقبها الناس في شوارع كييف باللصة رقم 1، والتي اعلنت فورا انها سترشح نفسها للرئاسة القادمة. اما الاتحاد الاوروبي فقد اعلن انه يعد العدة لضم اوكرانيا الى اتفاقية الانتساب اليه.

أما الجيش الاوكراني الضعيف جدا، فقد اعلن انه لا يتدخل في الصراع السياسي الداخلي وحتى سمح للمتطرفين بالاستيلاء على سلاحه ، وكذلك فعلت اجهزة الامن. اما الاغلبية الصامتة في المجتمع فهي تنتظر – كما فعل بعض النواب –اعلان من ينتصر لكي تنضم اليه. انها لاتهتم بمن سيأتي الى السلطة لانها تعرف مقدما ان الاوضاع المعيشية لن تتحسن، ويكفي ان تصون حياتها من القتل وبيوتها من الدمار اذا لم تنشب الحرب الاهلية. انها مثل الاغلبية الصامتة في جميع البلدان. لكنها طبعا تدفع في كافة الاحوال ثمن سكوتها. ان الازمة الاوكرانية هي مأساة شعبين في الواقع ولو انهما يسميان الشعب الاوكراني.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* نص مختصر لمقالة الكاتب

**********

الصفحة العاشرة

أفلام الحروب... مرارة الواقع تهزم آفاق الخيال

حميدة أبو هميلة

كان مواطنو أوروبا يظنون أن الحرب بمعناها التقليدي ولّت دون رجعة، وأن متابعة تلك اللقطات ستظل من باب الذكرى السيئة، التي توظّف في إطار درامي على الشاشة من خلال قائمة طويلة من الأعمال الفنية، التي وثقت حروباً تاريخية كثيرة، وركزت بشكل أساس على العالمية الأولى والثانية، حتى أن جيلاً كاملاً قد تكون فكرته عن تلك الأحداث مرتبطة بالأساس بلقطات صنعها سينمائيون باحترافية وصدقية عالية، وبكثير من المشاعر والدموع التي توجه رسالة مفادها “لا عودة للحروب”.

لكن السياسيين دائماً ما يفاجئون الجميع، ويعيدون المشاهد المروعة للقارة الآمنة المطمئنة مجدداً، ليس عبر شريط سينمائي، إنما من خلال واقع ملموس، وتوابعه تتمثل في لاجئين ونازحين وهاربين من نيران الحرب في أوكرانيا.

شون بن في قلب الصراع

وسط كل ذلك، سافر النجم الأميركي شون بن، إلى جبهة الصراع في أوكرانيا، ليصور المقاطع هذه المرة مباشرة وعلى الأرض من خلال فيلمه الوثائقي الجديد الذي يعمل عليه.

حاول شون بن أن يكون في أقرب نقطة من الحقيقة، وأن يعيش الصراع نفسه، ويسجله بكل قسوته، فلا مجال للتخيلات، وهذه المرة الحرب كاملة بعتاد وأسلحة حقيقية، وليست نفسية، ولا تجري بين جدران الغرف المغلقة، مثل الحرب الباردة، التي وثقت في أفلام مهمة مثل “Bridge of Spies، وThirteen Days، وMiracle”.

الحرب على الأراضي الأوكرانية تذاع على الهواء مباشرة، والأفلام المنتظرة في الوقت القريب سوف تحكي قصصاً إنسانية تبدو أكثر مأساوية، لم يكن هناك متسع، لأن تلاحقها عدسات الكاميرات اللاهثة، التي تتدفق لقطاتها على شاشات الأخبار.

بينما السوشيال ميديا استدعت بكل قوة مشاهد الحرب السينمائية، وأسقطتها على الواقع بمنتهى السرعة، حيث كان هناك تماس حقيقي، بخاصة أن السينما العالمية لا تتوقف عن إنتاج أعمال حول الحربين العالمية الثانية والثالثة، وأغلبها تحصد الجوائز.

أفلام الحرب تحصد الجوائز

وقد يكون من أبرزها في الفترة الأخيرة فيلم “1917”، لسام مينديز المعروض عام 2019، وتدور أحداثه حول المهمة شبه المستحيلة للجنديين الإنجليزيين، فهما يكلفان إرسال رسالة إلى قوات بلديهما في شمال فرنسا، تحذر من هجوم ألماني وشيك خلال معركة حامية الوطيس.

وتميز الفيلم بأسلوب غير معتاد في التصوير، وبمستوى فني عال، وحاز ثلاث جوائز أوسكار، وسبع جوائز بافتا، وكثيراً غيرها، فقد كان لدى طاقمه الوقت والخيال، لصنع عمل فني شاعري، حتى لو كان عن معارك قاسية، مثل تلك التي دارت في الحرب العالمية الأولى.

وحاز أيضاً فيلم “Jojo Rabbit” لسكارليت جوهانسون، وإخراج تايكا وايتيتي الذي أنتج عام 2019 إشادات نقدية وجوائز، إذ تدور قصته حول “هتلر” الخيالي الذي يرافق الفتى جوجو المخلص للأفكار النازية، ويفاجأ بأن والدته تخبئ فتاة يهودية في المنزل خلال معارك الحرب العالمية الثانية، ويبدو مرتبكاً حينما يتهمه هتلر المتخيل بأنه عديم الوطنية، وينتهي الأمر بأن يراجع الطفل البريء أفكاره.

فطوال الوقت هناك متسع للخيال حتى في أفلام الحروب، بعد أن تمر عشرات السنوات على قلب صفحاتها، فيما أغلقت المتابعات اللحظية في الحالة الأوكرانية الروسية كل أفق التخيل.

وتبدو الأوكرانيات وهن يودعن أقاربهن الجنود أكثر اتساقاً مع والدة الشاب جيمس فرانسيس رايان في فيلم “Saving Private Ryan” الحائز جوائز أوسكار وغولدن غلوب، وبافتا، من إخراج ستيفن سبيلبرغ، حيث يكلف الكابتن جون ميلر “توم هانكس” بمهمة خاصة جداً، وهي إنقاذ الجندي رايان “مات ديمون” كي يعود إلى والدته التي فقدت ثلاثة من أشقائه في الحرب.

ويتابع المشاهد معركة نورماندي في شمال فرنسا الموجهة ضد الألمان، قبيل حسم الحرب العالمية الثانية من منظور إنساني مفعم بالمشاعر، مع لقطات يغلب عليها عنف المعارك الدامية، المتمثلة في تضحيات الجنود ممن وجدوا أنفسهم في مواجهة إجبارية، تجعلهم يشاهدون جثث زملائهم تتساقط بجوارهم، في انتظار أن يحين وقتهم، إذ تتلاشى آمالهم في النجاة كل لحظة.

لحظات عصيبة ونبل إنساني

توم هانكس قدم قبل عامين كذلك دور القائد أرنست كراوس في فيلم “Greyhound”، إذ يخوض مواجهات بحرية مع سفن الحلفاء ضد الجنود الألمان المتمركزين في غواصة U-boat، في عام 1942، والفيلم بطولة وتأليف توم هانكس. أما قصة الغواصة نفسها فقدمت مراراً في أعمال سينمائية بينها “Das Boot - القارب”، الذي عرض عام 1981.

وأثبت ستيفن سبيلبرغ من خلال أعمال عدة أنه يفضل البحث عن الجوانب الإنسانية في المآسي، ويحاول أن يلقي الضوء على نبل البشر، على الرغم من الوجه القبيح للحرب مثلما ظهر في فيلم “Schindler’s List ـ قائمة شندلر” 1993 بطولة ليام نيسون، فرجل الأعمال الألماني أوسكار شاندلر يحاول بكل قوة إنقاذ يهود بولندا من بطش قوات هتلر ومن معسكرات التعذيب، ويهب ثروته لهذا الغرض، وفاز الفيلم المأخوذ عن أحداث واقعية بسبع جوائز أوسكار.

أفلام الحرب نوعية مفضلة لكبار مخرجي العالم، وبينهم كريستوفر نولان، الذي احتفى فيلمه “دونكريك ـ Dunkirk” بالصورة والإيماءات أكثر من الحوار، حول قصة إجلاء الحلفاء لثلاثين ألف جندي من الشواطئ الفرنسية هرباً من الجيش الألماني، ويمر الأبطال بأوقات عصيبة بعد تعدد محاولاتهم لإنقاذ أنفسهم، وزملائهم، ويخوضون صراعات بأعينهم فقط، بينما يتسلل اليأس إلى نفوسهم نظراً لتراكم الجثث من حولهم.

والحقيقة، الأفلام التي قدمت في جميع أنحاء العالم عن تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البشرية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، كانت كل منها تحمل وجهة نظر مختلفة، بعضها يشيد بمعسكر الحلفاء وآخرون يبررون وجهة النظر الألمانية، مثلما تتسابق منصات الدول الإخبارية الآن لتعبر كل منها عن كل معسكر تقف فيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 25 شباط 2022

 ****************************************

أسوان ومهرجان للإبداع النسائي

ماجدة موريس 

انعام محمد علي وسوسن بدر ومارلين كانتو ثلاثة نساء مبدعات في الفن، ومعهن مبدعة أخرى في الدفاع عن حقوق المرأة هي هيباق عثمان، من الصومال، يكرمهن مهرجان أسوان لسينما المرأة الذي يبدأ اليوم دورته السادسة بعروض أفلام المسابقات، ويوزع تكريماته علي مدار أيامه من 23 الى 28 فبراير، الى جانب الندوات والنقاشات حول علاقة الفن بالحياة، وهي علاقة تزداد عاما بعد عام في هذا المهرجان الذي يضم جناحا اساسيا يخص المجتمع الاسواني هو منتدي «نوت» لقضايا المرأة والذي يعقد سنويا مع المهرجان، وضمنه، وحيث تمضي مديرته الدكتورة عزة كامل الوقت كله في استقبال القادمين من اهالي المحافظة ومجتمعها المدني، رجالا ونساء، لحضور مناقشات المنتدى الذي قررت إدارة المهرجان أن تكون أغلب فاعلياته جزءا من المنتدى، وهو ما يعني ببساطة أن رئيس المهرجان محمد عبدالخالق، ومديره حسن ابوالعلا ضمن اهل اسوان الحاضرين الى قائمة جمهور السينما ومحبيها، وايضا، انضم النقاد والصحفيون والفنانون من المدعوين الى أهل أسوان في التعامل مع الافلام والنقاشات، الدمج هنا يحدث للمرة الاولى، وان شهدت الدورة الماضية بدايات له من خلال عرض بعض الافلام، وندوات التكريم قاعة المنتدى، والنتيجة كانت رائعة، بل ان طلبة وطالبات الجامعة هناك أصبح كثيرون منهم ضمن جمهور المهرجان الان ولهذا يتطور في علاقته بمحيطه، وعلاقته بقضيته الاولى، المرأة المبدعة، والمرأة كما تقدمها السينما.

من الطريف في اختيار كل من المخرجة انعام محمد علي، والممثلة سوسن بدر للتكريم هذا العام هو عملهما معا مرتين، ليس في افلام سينمائية، ولكن من خلال سهرتين قدمهما التليفزيون، هما«نونة الشعنونة» للكاتبة سلوي بكر وسيناريو لميس جابر عن طفلة فقيرة تتمنى ان تتعلم القراءة والكتابة، اما السهرة الثانية «دولت فهمي التي لا يعرفها أحد» فكتبها محمد حلمي هلال عن قصة للكاتب الصحفي مصطفى أمين عن امرأة من الصعيد جاءت للقاهرة وعملت مدرسة، ولبت نداء الوطن بالانضمام لجمعية سرية لمقاومة الانجليز «1919» ولاجل هذا شهدت لصالح شاب حاول قتل احد الخونة بادعائها في التحقيق أنه كان معها، فقتلتها عائلتها- كانت سوسن بدر هي دولت فهمي - ذات الملامح المصرية الخالصة في رأي إنعام محمد علي التي قدمت 31 عملا كلها عن قضايا المرأة، وبينها خمسة أفلام سينمائية منها فيلمان وطنيان هما «حكايات الغريب» و«الطريق الى إيلات»، أما سوسن بدر، فلها 54 فيلما، و194 مسلسلا، ومسرحيات عديدة وبدايتها كانت من خلال فيلم تليفزيوني بعنوان «رجل اسمه عباس» كتبه فايز غالي عن قصة لإحسان كمال واخراج علوية زكي، وبعدها انطلقت لتقدم كل هذا العدد من الأعمال، ولتحصل على جوائز عديدة، أولها عن «دولت فهمي التي لا يعرفها أحد» ، وعن أفلام «الدوائر المغلقة» تأليف واخراج عاطف حتاتة و«الشوق» تأليف سيد رجب وإخراج خالد الحجر اما مارلين كانتو فهي ممثلة وكاتبة ومخرجة فرنسية، بدأت حياتها بالتمثيل وهي طفلة، ثم أصبحت كاتبة ايضا، وتعاملت مع اهم مخرجي السينما في بلدها مثل كلود شابرول، وبدأت الاخراج بالفيلم القصير لتصل الى الحصول على جائزة الفيلم الافضل عام 2007 وتبدأ في التحول للافلام الطويلة. أما «هيباق عثمان» فقد أسست في بلدها حركة «كرامة» لإنهاء العنف ضد المرأة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأهالي» – 23 شباط 2022

 **************************************

شجرة عمي أحمد الاشتراكية 

عبد الرزاق دحنون

وكأن الشاعر الإسباني العظيم أنطونيو ماتشادو قد شاهد عمي أحمد دحنون في صباح يوم شتوي ماطر، يسير في الطريق المتجه إلى خارج المدينة، يحث الخطى إلى البريَّة، يحمل على كتفه شجرة ضخمة مقتلعة حديثا من حديقة منزله. ودليل حداثتها هو ذلك التراب الذي “يشرشر” من شروشها على الطريق، يسير بها وهنا على وهن إلى مستقر لها في حفرة عميقة جهّزها قبل أيام في كرم الزيتون البعيد عن المدينة، فكتب أنطونيو ماتشادو عن عمي أحمد قصائد مذهلة في عمقها وبساطتها. يقول له: خطواتك هي الطريق ولا شيء آخر، أيها السائر لا وجود للطريق، فالطريق تصنعه بمسيرك، وعندما تنظر إلى الوراء ترى الطريق الذي لن تعود لوطئه أبدا، أيها السائر في الطريق كل شيء يمضي، وما يعنينا هو المضي في الطريق.

وقع حادث شجرة عمي أحمد، على ما أذكر، في منتصف العقد الثامن من القرن العشرين وكان ميخائيل غورباتشوف قد صار أمينا عامًا للحزب الشيوعي السوفييتيّ. وكنا قد تجادلنا مع عمي أحمد حول السياسة الجديدة التي يقود ميخائيل غورباتشوف الاتحاد السوفييتي من خلالها، في سعي منه، لإصلاح ما أفسده الدهر من التجربة الاشتراكيّة، وذلك من خلال مشروعه الذي سماه “البيريسترويكا” حيث سيقتلع تلك الاشتراكيّة من شروشها ويعيد زرعها في تربة جديدة. وقبل الجدل ذاك بدقائق معدودات كنت وأولاد عمي في جدل آخر مع عمي أحمد بشأن شجرته التي في حديقة منزله الصغيرة على الأشجار الكبيرة، لذلك يريد قلع الشجرة من شروشها، ومن ثم زرعها في مكان جديد من كرمه الذي اشتراه حديثا. قلنا له: يا عمي أحمد أنت تعرف أكثر منا بكل تأكيد، فأنت عامل ميكانيك في معمل حلج الأقطان في مدينة إدلب منذ أكثر من عشرين عاما، وأنت أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، وأيضا أنت من رفاق خالد بكداش، كل ذلك على رأسنا ومن ثم عيننا، ولكن في النهاية ألا تعتقد معنا بأن قلع الأشجار من مكانها وغرسها في مكان آخر هو من عمل الفلّاح أو المزارع الخبير، فالفلاح حين يريد قلع شجرة زيتون من مكانها، ليزرعها في مكان آخر، ماذا يعمل، أو “ما العمل” على حد تعبير لينين، لأن الشيء بالشيء يُذكر ؟ قال عمي أحمد: الأمر في غاية البساطة، ينشر أولا بمنشار قاطع الأغصان العلويّة منها، ثم يحفر حول جذع الشجرة ويقتلعها من قرمتها،  ثم يحملها ليزرعها حيث يشاء، وهكذا يفعل الفلاح مع أشجار الزيتون المقتلعة، وفي بضع سنين تصبح شجرة زيتون مثمرة من جديد. قلنا: هذا صحيح يا عمي، ولا خلاف عليه، لأن الفلاح يعرف ما يفعل ويختار الوقت المناسب لذلك، وشجر الزيتون بكل تأكيد يقبل النقل من مكان إلى آخر، ولكن أنت تعامل جميع الأشجار كما يعامل شجر الزيتون، وهذا من الأخطاء الفادحة، ولا يمكن إصلاح هذا الخطأ بعد ذلك إن وقعت فيه، فأنت تريد في واقع الأمر قلع شجرة “مشمش” وزرعها في مكان آخر وهذه ليست من تلك. ضربنا له الأمثلة عن أشجار لا يمكن قلعها من مكانها وزرعها من جديد في مكان آخر مهما احطتنا للأمر، فهل قلع أحدهم شجرة “مشمش” كبيرة مثمرة، ومن ثم زرعها في مكان آخر، وبقيت حية، نحن نشك في ذلك؟

أغلب الظن أن الأشجار مثل المجتمعات البشرية لكل منها شروشه الضاربة في التربة حيث تكيفت في البيئة المناسبة لها على حد تعبير تشارلز داروين في كاتبه المشهور “أصل الأنواع”. على كل حال، جاء ربيع تلك السنة أسرع مما توقعنا بعد أن غرس عمي أحمد شجرته في كرم الزيتون، ومع قدوم ربيع ذلك العام أورقت الأشجار وأزهر بعضها ولم تظهر على شجرة عمي أحمد علامات الحياة، فقد يبست أغصانها، ومن ثم ذهب جذعها وشروشها إلى يباس لا مفر منه، وقفت وحيدة عارية في الكرم دون عصافير تغرد على أغصانها المورقة، وصارت حطبا يصلح وقيدا للنار.

وبالعودة على بدء، فقد كتب الشاعر أنطونيو ماتشادو قصيدة أخرى في وداع عمي أحمد وشجرته -رحم الله كليهما- يقول:

 لقد مشيت طرقات عديدة وفتحت مسارب أخرى؛ أبحرت في مائة بحر ورسيت في مائة سهل. لقد رأيت في كل النواحي قوافل حزن، متكبرين وسكارى حزانى تحت ظل أسود مزهوين يرقبون، يصمتون ويفكرون أنهم يعرفون لأنهم لا يشربون خمر الحانات. ناس سوء يتجولون ويعبثون على الأرض. ورأيت في الأنحاء كلها ناسا ترقص أو تلعب عندما يستطيعون، ويحرثون أربعة أشبار مما يملكون من الأرض. أبدا عندما يصلون مكانا، لا يسألون أين وصلوا. عندما يسيرون، يركبون ظهور بغالهم المعمّرة. ولا يعرفون معنى للتعجل ولا حتى في الأعياد. أينما يوجد نبيذ، يشربونه؛ وعندما لا يعثرون على نبيذ، يشربون مياها منعشة. بشرا طيبين يحيون، يحرثون، يتمشون ويحلمون، وفي يوم مثل غيره سيرقدون تحت التراب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الاتحاد” الحيفاوية – 25 شباط 2022

***********************************

الصفحة الحادية عشر

آبار

عبدالرزّاق الربيعي

..ونجوتَ أخيرا يا (ريّانْ)

غادرتَ البئرَ

ظلامَ الوحشةِ

والماءَ الغاطسَ

 في النسيانْ

لتقولَ لمن وقفوا

حول البئرِ:

صعدتُ

ولكنّ الكوكبَ

ظلّ وحيدا

يتدلّى بحبالٍ

يقضمها فأران:

رصاصةُ قابيل

ونردُ الشيطان

وبملء فمي

سأقول لكم :

 شكرا

ماذا عمّن سقطوا

 قبلي

وورائي

في آبار الجوع

الدمع

الفقد

ويتم الأوطان

وهم الآن

ينامون

بلاسقف

 وبلا أسماء

لا آباء

ولاعنوانْ

ولكي

يردمَ من بعدي البئر

أهيلوا

ضوءَ القلبِ

ومدّوا دلوَ الحبِّ

فيخرجُ من جلدِ الذئبِ

ضميرُ الإنسانْ

************

رأي.. المدونة الفلسفية كأساس للذاكرة الثقافية

سامي البدري

رغم ازدحام الذاكرة الثقافية العربية بالمهيمنات والكوابح، تبقى مهيمنة الماضوية هي الأنصع أثراً على طول تأريخنا الحديث، عصر ما بعد ثورة التنوير التي بدأت مع بداية انقشاع الاحتلال العثماني عن الأراضي العربية.

ولعل أنصع صور تلك المهيمنات الماضوية، التي كان لها أفدح الأثر في ذاكرتنا وتكويننا الثقافيين، كان الموقف المتصلب، بل والعنيف الرافض للفلسفة، والتصدي لها عبر كافة المنابر المتاحة، وأولها الكتب التي ألفها الفقهاء في نبذها وتهافت أصحابها… بل وحتى تحريمها.

لسنا هنا بصدد استعراض تأريخي لمراحل بناء هذه المهيمنة، بل نحن بصدد استعراض حجم أثرها في بناء وتكوين المدونة والذاكرة الثقافية العربية، بمردوداتها الزجرية والتحجيمية للرؤية والتفاعل وبناء الفعل الثقافي، وبالتالي الفكر والفعل الحضاريين.

وبعيداً عن البنى والتصنيفات المرحلية، وكذلك بعيداً عن البنى المفهومية والاصطلاحية، نقول إن الهجمة ـ هجمة النبذ والتحريم ـ التي وجهت إلى الفلسفة من قبل فقهاء عصر ازدهار الإمبراطورية الإسلامية ومن تلاهم، قد عمل على حصر تأسيس الذاكرة الثقافية العربية ضمن الإطار الفقهي وحرمها ـ ترهيباً ـ من أهم قواعد بنائها، ألا وهي الفلسفة، التي تمثل المنطلق والركيزة الأساسيتين في التأسيس الثقافي، فعلاً ومدونة وذاكرة.

ولا يختلف اثنان اليوم على أن ما نعانيه من تخلف ثقافي مرده عدم وجود القاعدة الفلسفية الراسخة في بنيتنا الثقافية، التي هي أساس توجه ونضوج كل مشروع ثقافي وطريق صيرورته وصيرورة جهده الفكري وصيغة بناء إنسانه ومشروعه الحضاري.

الذاكرة الثقافية العربية، ورغم كل ما يحاول البعض تلميع واجهتها، إلا أنها فعلاً لا تحكمها غير المهيمنات الترهيبية من فعل التفلسف والرؤية الحصرية لمقتضياته وأهدافه؛ ولهذا، وبعد مضي ما يقرب من ثمانية قرون على سقوط بغداد على يد هولاكو، وبعد خمسة قرون من الهيمنة الثقافية العثمانية، نجد أنفسنا بلا مرجعية فلسفية تسندنا ونعود إليها من أجل تأسيس مشروع ثقافي نعيد استنهاض أنفسنا من خلاله، ونعاود وقوفنا، على ساحة الوجود الثقافي والحضاري، ويعبر عن أصالة فكرنا وتجذره الواقعي في خريطة الفكر والتحضر الإنسانيين.

صورة فعل التفلسف مفزعة في الذاكرة الثقافية العربية، وهي، ورغم كل محاولات التشخيص والمداواة لها، خلال القرن العشرين، من قبل نثار كتابات المثقفين والمدونة والدرس الأكاديمي العربي، إلا أنها مازالت تقف أو تنزوي داخل ذلك الإطار العتيق الصلد من كوابح النبذ والهجر، ولهذا ظل فعل التفلسف وعملية تأسيس رؤى ومناهج ومدارس فلسفية عربية خالصة، مطلباً بعيد المنال، إن لم نقل يعجز العقل العربي عن الإتيان به وإنضاجه، كأساس ومرجعية فكرية وثقافية.. وربما لهذا السبب، بالدرجة الأولى، نجدنا أمام حالة نكوص (كي لا أقول فراغ) ثقافي، وبالتالي حالة التخلف الحضاري التي نعيشها الآن، والتي تفصلنا بقرون، علمية وتكنولوجية وحضارية، عن باقي دول العالم، في شماله وجنوبه. ولعل مثال النهضة الأوروبية، بعد تخلف القرون المظلمة التي مرت بها أوروبا، والتي قامت ـ النهضة ـ على جذر الفلسفة اليونانية، خير مثال على ما نقول . ولننظر بالمقابل إلى ما جوبهت به ترجمات مسلميّ عصر ازدهار الدولة الإسلامية لكتب الفلسفة اليونانية من هجمة (أغلب المترجمين كانوا من المسلمين غير العرب، وكذلك من تصدوا لشرح كتب الفلسفة وأول محاولات التفلسف وإرساء قواعدها المعرفية والمنهجية والرؤيوية في الحياة الثقافية للمجتمع المسلم) من قبل بعض الفقهاء، الذين سعوا لتحصين اعتراضاتهم وهجماتهم باجتهادات تحريمية وترهيبية، من أجل قطع الطريق على عملية تأصيل الفلسفة في الفكر والثقافة العربيتين، كقاعدة انطلاق للنظر والمعرفية والثقافية.

ولعلنا لا نغالي إذا ما قلنا إن محدودية نظر العربي، في بداوة ما قبل الإسلام، وبالتالي محدودية واقتصار وسائل تعبيره الذاتية على جنس الشعر، قد كانت من بين أهم أسباب عدم نضوجه الفكري ووصوله إلى عتبة النظر الفلسفي، إلا أن انفتاح ما بعد انتشار الإسلام، وما رافقه من أوجه المثاقفة والتلاقح والانفتاح على ثقافة الآخر (المسلم وغير المسلم)، الذي كان من المفروض أن يهيئ العقل العربي لمخاض فلسفي/تنويري يوازي حجم النمو السياسي والاقتصادي الذي رافق اتساع رقعة الإمبراطورية الإسلامية، لم يكسر وضع الانغلاق المثخن الذي رسبته قرون عزلته البدوية في شبه جزيرة العرب، وتقوقع رؤيته، وانغلاق وعيه على حدود معيشه اليومي شبه البدائي.. وبالتأكيد فإن هذا ما أثخن الوعي العربي، حتى بعد الغنى والنمو التجاري الذي حققته الفتوح الإسلامية، على حالة من الركود والتعصب لكل ما يهز القناعات الراسبة والمتجذرة، التي كان عنصرا الشك والاختبار، اللذان يقوم عليهما النظر الفلسفي، من بين أول أعدائهما المزعجين والمقلقين.

وهذا يعني، بطريقة غير مباشرة، أن الوعي الثقافي العربي (إذا جاز لي التعبير)، كان ينوء تحت أحمال مضادة، بما يمنع التوسع لبناء وعي جديد، له القدرة على تقبل ثقافة جديدة ومغايرة، تخرجه من حالة الركود الارضائي إلى حالة من قلق النظر التي تقوم على الشك وإعادة الاختبار لكل مألوفاته، من القناعات، وهدم كل صروح مسلماته من أجل إعادة بنائها من جديد، وربما تركها معلقة في الهواء، وبالتالي تركه بلا سقف يراه.. وعليه فإن هذا هو ما ترك الذاكرة الثقافية العربية بلا مرجعيات ومدونة فلسفية تنزع وتدفع لتأسيس مشروع ثقافي نتطلع إليه منذ اللحظة الأولى لبدء مشروعنا التنويري، الذي يتراجع كل يوم خطوة إلى الخلف.

********

من الأدب الساخر.. طابوگة

د. احمد جارالله ياسين

تعد (الطابوگة) ثروة كبيرة في العراق العظيم بوصفها العنصر الاساس في عمليات الاعمار  لإنشاء (خستخانه) لمعوقي الحروب مثلا او وضع حجر الاساس لناطحات السحاب في أطراف المدن  ..بدل العشوائيات .. وهي وسيلة التهديد بين المتخاصمين لاسيما من الأشقياء ورؤساء الأحزاب .. التي يهدد بها  كل خصم  منهما الاخر بـ ( تفليش ) الراس بالطابوگة .كما انها تستخدم احيانا لوصف الاشخاص الاغبياء الذين يمتازون بثقل الدماغ مثل الطابوگة ..فضلا عن بطء الفهم لديهم للعبة السياسية ومصطلح الانبطاحات..

كما توفر الطابوگة خدماتها كمقعد للجلوس في كثير من الدوائر الرسمية لاسيما في الحدائق الجرداء وقرب الجدران  عندما ينتظر المواطنون ساعات  انجاز معاملاتهم ..وهم يعلسون لفات الفلافل جلوسا على طابوگة قرب عربة الفلافل.. واعتزازا بالطابوگة اطلق العراقيون اسمها على نوع من انواع (الموطا ) ..

وفي ايامنا زاد استخدام الطابوگة لحجز نصف الشارع من اصحاب المحال والمطاعم او امام المؤسسات الرسمية والتعليمية بوصفها كونكريتة امنية مصغرة تمنع ايقاف السيارات ..

واحيانا تستخدم كعلامة مرورية دلالة على قطع طريق او شارع او وجود اعمال صيانة في المجاري المنجزة من عهد نبوخذ نصر ..بسبب قلة العلامات الفسفورية المرورية ..لاننا من دول العالم الثالث عشر بعد المئة ..

وتستخدم الطابوگة غير (الملبوخة) في الجدران لكتابة اسماء الحبيبات ورسم قلوب الحب المنشقة بسهم أو حربة  ..او كتابة الشتائم..) ..

وهكذا (حبايبي الحلوين) تعرفنا على فوائد الطابوگة واريد منكم ان تحفظوها جيدا ..غدا  امتحنكم بها ..

**********

قراءة .. صراع الحب والكرامة في رواية “كل شيء ضدي”

ثامر الحاج امين

عن دار الدراويش للنشر والترجمة في جمهورية المانيا الاتحادية صدرت للروائي العراقي “ سلام ابراهيم “ روايته الجديدة (كل شيء ضدي) التي تشكّل الكتاب الحادي عشر في سلسلة اصداراته القصصية والروائية.

الذي يميز هذه الرواية عن سواها من الاعمال الروائية للكاتب “ سلام  ابراهيم “ انها رواية تضع المشاعر في مقدمة اهتمامها فالكاتب يقدم تجربة انسانية يرصد فيها مشاعر الانسان امام متاعبه العاطفية والاجتماعية حيث تمكن بمهارة من رصد الغليان في قلب انسان عاش رهانا عاطفيا يدفع به في النهاية الى حافة الجنون ، تبدأ الرواية التي صدرت في جزأين تجاوزا الـ (500) صفحة بمشهد البطل ــ الراوي ــ وهو يرهف السمع لضحكات زوجته المنبعثة من اسفل ُسلّم البيت الذي ضمهما في منفاهما الدنماركي والذي يجعل من هذه الضحكات بمثابة انهيار خزان اسراره وتدفق جريان الذكريات التي نطل منها على خفايا حياته واهوالها المتعددة بدءا من مسلسل اعتقالاته أيام النظام الدكتاتوري مرورا بأيامه التي قضاها جنديا في جبهة الحرب مع ايران وهروبه لاحقا ثم مشاركا زوجته حياتها النضالية. ان الكاتب وباستخدامه تقنية الاسترجاع الفني (الفلاش باك) يعود الى مرحلة مبكرة من حياة البطل حيث علاقة الحب الذي ربطه برباط الزوجية ومن ثم يومياته في الجبل بين ثوار لا تربطه بهم اية علاقة تنظيمية او عقائدية وصولا الى لحظة اجتراره تلك الحوادث وهو يعيش عذابات الشك والغيرة والهواجس المدمرة التي باتت تهدد استقرار حياته الزوجية ..

ومنذ الصفحات الأولى للرواية نكتشف ملامح الصراع الذي يعيشه البطل بين حبه واخلاصه لزوجته وبين كرامته التي مرغتها أفعال الزوجة بالوحل والتي كان بعضها من صناعة وتنازلات البطل نفسه ومنها اكتشافه فقدان الزوجة لعذريتها وسكوته على ذلك وآخرها المبيت خارج البيت دون مراعاة لوجوده ، فالبطل في خضم هذا الصراع غير المتكافئ لم يكن رجلا صلبا متماسكا امام ما يواجه من تحديات اخلاقية واجتماعية ، انما كان مترددا وضعيفا امام الوله بجسد الزوجة وحاجته الجنسية لها ، وهاتين المتلازمتين في شخصيته جعلته يعيش شعورا بالدونية نتيجة هاجس التخوين المدمر الذي ظل ينتابه بسبب علاقات زوجته المريبة وعدم مبالاتها بمشاعره ، وكم حاول التخلص من ثقل وعذابات واقعه بالتسكع دون هدف ( في الحقول يعبُ قناني البيرة في الحدائق والمحطات مصاحبا جموع المشردين الدنماركيين ص 23) وحتى السفر الى بلد آخر لزيارة رفيق قديم لم يثمر كل هذا الهروب في انقاذ حياته من الانهيار بعد ان أخذ الملل يتسرب الى فراش الزوجية  .                                                                                                                      وعن طريق تقنية الفلاش باك ايضا التي نجح الروائي في توظيفها لملء الفجوات عن حياة الشخصيات والعودة الى ماضيها وتسليط الضوء على نشأتها الاجتماعية يظهر لنا ان الانكسار واليأس حالتان رافقت البطل في مرحلة مبكرة من حياته وذلك بفعل الضغوط الاجتماعية والسياسة والفشل العاطفي المتكرر الذي (دفعه الى الوصول في لحظة غبطة الى قناعة بان الحياة رحلة عبثية.. لا معنى لها فيصرخ وسط العتمة الرطبة الحياة خرط ص 58 ) وأمتد هذا الحال الى المنفى الذي بدلا من ان يكون محطة نعيم واسترخاء له بعد تجربة عنيفة وقاسية فقد تركه يكمل مسلسل عذاباته بالأحلام المخيفة والهواجس والشكوك المدمرة للنفس البشرية وكأن لعنة الحرب وتجربة القتال وان انقضت فإنها لا بد ان تلقي بظلالها على حياة من عاشها وشهد اهوالها وهو ما أشار اليه الكاتب “ اريك ماريا ريمارك “ في روايته ( كل شيء هادئ في الميدان الغربي ) حيث جاءت شهادته بحق الخارجين من الحروب  ( هذا الجيل بأكمله قد دحر وهزم في الحرب حتى الذين نجوا من قذائفها ) فبطل ( كل شيء ضدي ) وان خرج سالما من حرب الثمانينيات وتجربة ثوار الجبل.. الا ان الحرب وبعد انقضائها قد نالت منه استقراره ، فبعد ركونه في منفاه الدنماركي عاش فريسة الشك والمراجعة المريرة لعلاقة زوجته بالمحيط الذي عاشت وسطه حيث لم يكن محيطا صحياً  ــ حسب وصفه ــ انما بؤرة للفساد الاخلاقي والخيانات العجيبة ، وينهي الكاتب الجزء الأول من روايته في ايصال البطل الى ذروة الشعور بالمهانة عندما تبيت زوجته خارج البيت ويعيش ليلتها غاضبا يضرب الحيطان ويكسّر الاشياء ويرى نفسه في المرآة وقد تحول الى ( سحلية قبيحة ) واصفا بهذا المشهد عمق الشرخ في العلاقة الزوجية الذي احدثه الشك وكذلك الغيرة نتيجة اندفاع الزوجة اللامسؤول في علاقتها.

يستهل الكاتب الجزء الثاني من روايته بالحياة الجديدة التي انقاد اليها البطل صاغرا حيث حالة الانفصال عن زوجته وقد تم اقراره في بلدية المدينة وامام المشرفة الاجتماعية والذي يظهر لاحقا ان هذا الانفصال هو انفصال شكلي ، فقوة الغريزة وعمق التجربة الحياتية بينهما اسقطت جدار الانفصال فهما وان اصبح لكل واحد منهما سريره الخاص في البيت نفسه الا انهما بقيا يتواصلان بالقبل وممارسة الجنس وعند اشتداد تعنت الزوجة وعنادها واهمالها له كان يلجأ الى علاقات غرامية عابرة مع فتيات اخريات لتعويض الحرمان العاطفي ولكنه سرعان ما ينفر من هذه العلاقات ويعود نادما الى أحضان زوجته ، والذي يثير التأمل في هذا الجزء وفي الرواية عموما ان الروائي “ سلام ابراهيم “ أولى اهتماما فائقاً بتجسيد المشاعر والعاطفة عند شخصيات روايته وتمكن بنجاح من الغور في اعماق النفس البشرية  ورصد مشاعرها الداخلية بدقة متناهية فمشهد التوجه الى “ الكومون “ لإتمام اجراءات الانفصال يستغرق اكثر من ثلاثين صفحة من الرواية يقدم فيها الكاتب مشاعر مشحونة بالخوف والندم والتمثيل والتأرجح بين الصمود والانهيار  وكأن الكاتب هنا يأخذ دور الاختصاص النفساني وهو يجسد ذلك الصراع بين طرف يحاول الهدم وآخر يقف بوجه الانهيار .

ولكي لا يبقي القارئ حائرا في معرفة سر عنوان الرواية وهوية الذين وقفوا ضده يلجأ الروائي في الصفحات الاخيرة من الرواية الى الافصاح عن هويتهم فيشير اليهم صراحة (العائلة .. قسوة الأب .. قسوة الشارع ورفاق الطفولة العنيفين، قسوة المعلم الجلاد، قسوة الجلاد في مديريات الأمن .. قسوة السلطة في السلم والحرب .. كل شيء ضدي ص 217 ج2) 

“ سلام ابراهيم “ بهذا العمل الروائي يجدد ثقتنا بأدواته السردية التي وظفها بشكل متقن في بناء الحدث والشخصية الى جانب سعة مخيلته التي وان ظلت تنهل من واحة سيرته الشخصية الا انها مخيلة خصبة تمكنت من المزج ببراعة بين الواقع والمتخيل بطريقة تبعث الحياة والنشاط سواء عند القارئ او عند شخوص الرواية.

***********

الصفحة الثانية عشر

اصدار

عن أدب غسان كنفاني

“النص الأرجواني في أدب غسان كنفاني” كتاب من تأليف د. شاكر كتاب صدر اخيرا في بغداد.

اصدرت الكتاب “الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة”، التابعة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

**********

المخدرات وتأثيرها على الشباب

بغداد – طريق الشعب

يضّيف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، غدا الجمعة، الأستاذ المساعد الدكتورة إقبال سعيد، لتلقي محاضرة بعنوان “المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة الحادية عشرة ضحى، على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

والدعوة عامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جائحة كورونا في معرض تشكيلي

 بغداد – محمد الكحط

احتضنت قاعة “مؤسسة رؤيا” للثقافة المعاصرة في شارع المتنبي، الأيام الماضية، معرضا تشكيليا للفنان القادم من السليمانية، ئاودير عثمان، حمل عنوان “صور كورونا”.

ضم المعرض الذي فتح أبوابه أمام الزائرين منذ يوم 4 شباط الفائت حتى 26 منه، 32 لوحة اتسمت بوحدة الشكل والموضوع والمضمون.

ووفقا لما تركته موضوعات الأعمال من انطباعات لدى المتلقين، فإن الفنان عثمان أراد أن يقول عبر معرضه هذا، أن جائحة كورونا كما الحروب ومشعليها، تتوسع لتطال ملايين الأبرياء، وتخلف الضحايا وتشل الحياة الطبيعية، وتوقف عجلة الاقتصاد، وتضعف التواصل الاجتماعي.

************

عراقي يدخل “غينيس” بـ 18 بيضة!

بغداد – وكالات

استطاع شاب من مدينة الناصرية، الدخول إلى “موسوعة غينيس” للأرقام القياسية من خلال حمل 18 بيضة دجاج بطريقة غريبة. 

وقالت وكالة “يو بي آي” الاخبارية الدولية في تقرير لها السبت الماضي، أن “الشاب ابراهيم صادق تمكن من حمل 18 بيضة على ظهر يد واحدة. وبذلك حطم رقما قياسيا مسجلا سابقا”، مبينة أن “صادق نجح في معادلة الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم البريطاني جاك هاريس منذ أيار 2020، ما جعله شريكا في الاستحواذ على الرقم”.

ونقل التقرير عن صادق، قوله أنه أصبح مهتماً جدا بمهارات التوازن بعد أن شاهد مقطع فيديو لرجل يكدس الصخور فوق بعضها البعض، مضيفا القول: “بدأت بعدها بموازنة الأشياء من حولي، واكتشفت أنني ماهر في ذلك. وبعد فترة اصبحت أسرع في موازنة الاشياء مقارنة بالأشخاص الذين شاهدتهم على الانترنيت.”

ولفت صادق الى انه كان يتدرب اربعة أيام كل اسبوع، خلال التحضير لمحاولته تحقيق الرقم القياسي، موضحاً أنه “يجب ان تتمتع بمستوى عال من التركيز عند محاولة تحقيق ذلك. فهو أمر يصعب إنجازه”.

وبحسب وكالة الأنباء، فإن قواعد عمل “غينيس” تتطلب من صادق أن يبقي البيض في مكانه مدة خمس ثوان على الأقل، من دون ان يسقط بيضة واحدة.

************

نقابة المعلمين تحتفل بعيد المعلم

بغداد – طريق الشعب

نظمت نقابة المعلمين العراقيين يوم امس الاول الثلاثاء حفلاً جماهيرياً في مناسبة عيد المعلم، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والرسمية والدبلوماسية.

 وجرى تنظيم الحفل الذي اقيم على قاعة فندق عشتار شيراتون في بغداد برعاية اتحاد المعلمين العرب، وبالتعاون مع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين ومسابقة نجمة القدس تحت شعار” تسقط اتفاقيات التطبيع.. فلسطين حرة عربية “.

شارك في الفعالية سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ووزير التربية السيد علي الدليمي، والسفير الفلسطيني في بغداد السيد احمد عقل، والامين العام لاتحاد المعلمين العرب السيد هشام المكحل، والامين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين السيد سائد ارزيقات والوفد المرافق له، ورئيس الاتحاد العام للمعلمين العرب نقيب المعلمين في مصر السيد خلف الزناتي، ونقيب المعلمين في سوريا السيد وحيد الزعل ووفود اخرى من الجزائر وموريتانيا.

      اخبار فعاليات مختلفة في مناسبة

      يوم المعلم العراقي ص4

********

في البصرة.. اختتام دورة تدريبية لتأهيل البيوت التراثية

البصرة – وكالات

اختتمت منظمة اليونسكو أخيرا في البصرة، دورة تدريبية للشباب، في مجالات النجارة والكهرباء وصب الخرسانات، لتهيئتهم وإشراكهم في مشروع تأهيل البيوت التراثية الذي تنفذه في المحافظة.

حضر حفل الختام الذي أقيم على قاعة قصر الثقافة والفنون في البصرة، الشباب المتخرجون، بالإضافة إلى جمع من المثقفين والمهتمين في الشؤون التراثية.

وكانت اليونسكو قد أطلقت مطلع شباط الفائت، حملة لإعادة إحياء المنطقة القديمة في البصرة. وقبل ذلك نظمت دورات للشباب العاطلين عن العمل، من أجل تأهيلهم للمساهمة في أعمال التأهيل التي تجري بتمويل من الاتحاد الأوربي، وبإشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار.

ممثل المنظمة في البصرة، ياسر الجبوري، قال في لقاء صحفي، أن “الدورة دامت أربعة شهور، وانتهت إلى تمكين الشباب المنضمين إليها، وجعلهم يمتلكون مهارات عالية في مجالات النجارة والكهرباء والخرسانة”، مبينا أن “المهارات التي يمتلكها الشباب المتخرجون في الدورة، قد تساعدهم أيضا في الحصول على فرص عمل مستقبلا، خصوصا أن البصرة تضم آلاف الشباب العاطلين عن العمل”.

وأضاف الجبوري قائلا، أنه “بعد الانتهاء من مرحلة تدريب الشباب وتأهيلهم، ستكون المرحلة القادمة هي إعادة إحياء المدينة القديمة في البصرة، والشناشيل الموجودة فيها، من أجل الحفاظ على الهوية التراثية للمكان وجعله وجهة سياحية”.

إلى ذلك، أكد عدد من الشباب المتخرجين، في لقاء صحفي، انهم استفادوا كثيرا من الدورة، واستطاعوا أن يطوروا مهاراتهم في التأسيسات الكهربائية والصحية والنجارة وغيرها من الأعمال الإنشائية. فيما طالبوا الحكومة المحلية بتوفير فرص عمل لهم، خاصة أنهم اليوم يمتلكون مهارات عالية في مجالات تخصصهم – على حد قولهم.

***********************

علي شبيب ضيفا على “نادي الكتّاب” الكربلائي

كربلاء – سلام القريني

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، أخيرا، الشاعر والناقد المسرحي علي شبيب ورد، الذي تحدث عن تجربته الأدبية في أمسية حضرها جمع من الأدباء والمثقفين.

القاص إبراهيم سبتي، أدار الأمسية واستهلها مقدما نبذة عن الضيف. فهو شاعر وناقد، وسبق أن ترأس اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار.

بعد ذلك، تحدث شبيب عن منجزه الأدبي، مبينا أنه أصدر في العام 2009 مجموعة شعرية عنوانها “ناطحات الخراب”، تتحدث عن التداعي الحاصل في حياة الإنسان العراقي. وفي العام ذاته، صدر له كتاب بعنوان “دهشة القراءة الأولى”، يتضمن مقاربات نقدية في تقنيات الشعر. كما أصدر في العام 2010 دراسات نقدية عن الأدب الكردي، وفي العام 2011 صدر له كتاب “أور المنافي”، وفي العام 2014 صدرت له نصوص مسرحية بعنوان “عناء الماس”، بالإضافة إلى كتاب “تحولات الصوفي الأخير ومراياه” الذي صدر له عام 2016.

وقرأ الضيف مختارات من قصائده المنشورة في مجموعته الشعرية “ناطحات الخراب”.

وعلى هامش الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة الضيف، بضمنهم الروائي خضير فليح الزيدي والروائي علي لفتة سعيد والقاص حمودي الكناني والقاص سلام القريني والشاعر عمر السراي.

**********