اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان الحزب الشيوعي العراقي حول التطورات في أوكرانيا: لتتوقف الحرب .. وليعم الأمن والسلام

نتابع بقلق واهتمام كبيرين التدهور الخطير لعلاقات روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، واندلاع العمليات العسكرية بين الجانبين وتوغل القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وكنا نامل، مثل غيرنا من القوى المحبة للسلام في العالم، تجنب نشوب هذه الحرب وحل القضايا المختلف حولها عبر الحوار والمفاوضات والطرق السلمية والدبلوماسية.

فالحروب والاعتداء على الدول وانتهاك سيادتها، امور مرفوضة من حيث المبدأ بالنسبة الينا، وهي لن تجلب الا الدمار والخسائر البشرية والمادية، وتعطل الحياة العامة والخدمات وتشل الحياة الاقتصادية، وتلحق الضرر بالمدنيين الأبرياء وتتسبب في ترويع النساء والأطفال خصوصا.

واننا في الوقت الذي ندين فيه ونرفض اللجوء الى خيار الحرب، ندين أيضا اعمال الاستفزاز والتصعيد والإصرار على توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا، وعدم اعارة اهتمام للمخاوف الأمنية الروسية، والسعي الى محاصرة روسيا وتطويقها عسكريا من قبل الولايات المتحدة الامريكية ودول حلف الناتو منذ مدة ليست بالقصيرة، والضغط على حكومة كييف كي تتجاوب مع الخطط والمشاريع الامريكية - الاطلسية، التي تهدف في نهاية المطاف الى تكريس الهيمنة والتحكم بالعالم ودوله وشعوبه وموارده، وإعادته إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح.

من جانب اخر يتوجب التشديد ان على الحكومة الأوكرانية احترام حقوق مواطنيها وحرياتهم، والابتعاد عن اية ممارسات قمعية على أساس التمييز القومي او لاي سبب اخر، كذلك احترام خياراتهم والعودة الى تنفيذ اتفاقات مينسك من اجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع.

في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، حيث يحبس العالم انفاسه ويشتد القلق ازاء احتمال وقوع تطورات كبيرة واندلاع عمليات عسكرية على نطاق واسع، يتوجب القول ان هذه الحرب تشكل تهديدا خطيراً ليس فقط لروسيا واوكرانيا وتلحق أذى كبيرا بشعبيهما، بل وتعرّض السلم والأمن العالميين ايضاً لمخاطر جسيمة. كما انها تؤجج النزعات القومية واليمينية المتطرفة والمعادية للديمقراطية في البلدين وفي عموم اوروبا، وتغذي النزاعات والحروب في العالم وتوفر المزيد من الذرائع للتدخلات العسكرية الخارجية.

ان شعوب العالم التي لم تتعاف بعد من جائحة كورونا وآثارها الوخيمة، صدمت على نحو واسع بهذا الاستسهال لخرق القانون الدولي وسيادة الدول، وهو ما قامت به أمريكا وحليفاتها مرات كثيرة سابقا، ويتكرر الان في هذه العمليات العسكرية الروسية، في حين يتوجب الالتزام باحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والحرص على السلام والاستقرار في العالم واحترام القواعد والأعراف الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بارادتها الحرة.

اننا نضم صوتنا الى اصوات القوى المحبة للسلام التي ارتفعت في ارجاء العالم، المنددة بهذه الحرب والمطالبة بوقفها فورا، والعودة الى طاولة الحوار والمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وبدء حوار جاد وصولا الى تفاهمات تضمن مصالح جميع الأطراف وتطمئن السكان المدنيين وحق الشعوب جميعا في العيش بامان وسلام بعيداً عن ويلات الحروب وشرورها.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

25-2-2022

***********

كتب المحرر السياسي.. في يوم المعلم العراقي التحية والتقدير لمربي الأجيال

الأول من آذار هو يوم المعلم العراقي .

في هذه المناسبة نجدد نحن الشيوعيين العراقيين التحايا للمعلمين والمدرسين والتدريسيين كافة، مقرونة بخالص التمنيات بحياة حرة كريمة وآمنة. كذلك نؤكد الدعم المتواصل لهم وهم يخوضون غمار العملية التربوية والتعليمية، ويتصدون لمصاعبها ويسعون للارتقاء بها وبجهودها لتحقيق الغايات المرجوة منها في تنشئة أجيال تتسلح بالعلم والمعرفة، وترفد الوطن بكوادر مهنية عالية الكفاءة على مختلف الصعد.

يجسد هذا اليوم العرفان والتقدير لجهود المعلمين والمدرسين والتدريسيين ولعطائهم الثرّ، والذي يتوجب ان يحظى بالاهتمام والدعم، وتوفير الأجواء المناسبة للمزيد منه ولإيصال الرسالة على اكمل وجه.

ان العملية التعليمية، شأن مثيلاتها في بقية  المجالات، تواجه مشكلات عديدة ، وهي ليست بمعزل عن تداعيات الازمة العامة التي يعاني منها بلدنا ، والتي هي من نتاج منظومة المحاصصة والفساد التي  عبثت بكل شيء، وضربت عرض الحائط بالمباديء والقيم النبيلة التي تباهى بها العراقيون على مدى عقود.   

ان هذه المنظومة الحاكمة لا تعبأ بما حل ويحل بالوطن والشعب وما يعانيان منه كل يوم، وهمها الأوحد هو الحفاظ على مصالحها، وهو الهيمنة والسيطرة على جميع مفاصل ومرافق الدولة. لهذا بات ملحاً الخلاص من هذه المنظومة عبر التغيير الشامل، وفتح افق رحب امام العراقيين لبناء حياتهم ورسم مستقبلهم وفقا لارادتهم الحرة. 

وعلى عكس ما تسعى اليه بلدان العالم وما تحققه، فان قطاعي التربية والتعليم في بلادنا تأتي في آخر سلم أولويات المتنفذين. لذلك نجد بشكل ملموس هذا التدني والتدهور الواضح في المؤشرات  التربوية والتعليمية ، وفي البنى التحتية أيضا.

لقد غاب عن هؤلاء المهووسين بالسلطة،  ان الشعوب تنهض من خلال التعليم، فيما يجري التعامل في بلدنا مع موازنة وزارتي التربية والتعليم وكأنها من الكماليات. والحال ذاته عند اسناد الوزارات، اذ جرت تسمية وزراء لا علاقة لهم بالتعليم وهمومه ومشاكله،  وحتى ان بعضهم  ادين بممارسة الفساد .

وتبنت قوى الفساد نهجاً ادى عمليا الى تدهور التعليم المجاني الحكومي، مقابل تشجيع التعليم الأهلي والخاص على كل المستويات، رغم ارتفاع التكاليف واجور الدراسة فيه، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل . 

ولم تقدم المنظومة المتنفذة الدعم والاسناد المطلوبين للعاملين في قطاعي التربية والتعليم، فظل المعلم والمدرس يعانيان مثل غيرهم من غالبية أبناء الشعب العراقي، الذين تسوء أوضاعهم ارتباطاً بالازمة الاقتصادية والصعوبات المعيشية وتدهور الخدمات العامة، ولم تنفذ الوعود بخصوص إيجاد الحلول المناسبة للمتعاقدين والخريجين غير المعينين وكذلك المعينين بالمجان.

كذلك يعاني هذا القطاع المهم من  القرارات المتخبطة، التي تتخذ بين فترة وأخرى دون دراسة حقيقية للواقع. وقد اثّرت هذه القرارات هي الأخرى على المسيرة التعليمية، ناهيك عن اهمال الكفاءات وتدني مستوى الجودة العلمية، واستمرار التدخلات السافرة في شؤون الجامعات والمناهج التعليمية، والانتهاك المستمر للحريات الطلابية والأكاديمية وحرمة الجامعات .

في يوم المعلم نجدد المطالبة، مع الكثيرين غيرنا خاصة من العاملين في التعليم ونقابتهم واولياء الطلبة، باجراء تغيير جذري في فلسفة التعليم وتوجهاته، وبان تخصص لقطاع التربية والتعليم الموازنات الكافية، وان تستكمل البنى التحتية للعملية التربوية والتعليمية، والا يجري التفريط بمجانية التعليم في كافة المراحل، وان تسند الوظائف في قطاعي التربية والتعليم  على وفق الكفاءة والمهنية، وبعيدا عن المحاصصة والتحزب الضيق.

ان على الحكومة ومختلف الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات للمعلم العراقي، بما يمكنه من الاستمرار  في حمل رسالته التربوية التعليمة النبيلة والارتقاء بها.

**********

مجدداً.. تأجيل محاكمة قاتل الهاشمي

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت محكمة جنايات الرصافة، امس الاثنين، تأجيل موعد محاكمة المتهم بقتل الشهيد هشام الهاشمي إلى منتصف أيار المقبل.

وقال مصدر قضائي في حديث صحفي: إن «محكمة جنايات الرصافة، قررت تأجيل موعد محاكمة المتهم بقتل هشام الهاشمي الى يوم 16 من شهر أيار المقبل».

ونشر مدونون ونشطاء، انباء غير مؤكدة مفادها ان قاتل الشهيد هشام الهاشمي هرب بدعم من جهات مسلحة.

***********

تصريح عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ياسر السالم: العفو الرئاسي عن تاجر مخدرات يبعث برسالة خطيرة الى المجتمع!

في الوقت الذي تتنامي فيه ظاهرة التجارة بالمخدرات وتتصاعد التحذيرات من خطورتها على المجتمع، اصدرت رئاسة الجمهورية، بتوصية من الامانة العامة لمجلس الوزراء، عفواً خاصاً عن شخص مدان قضائياً بتجارة المخدرات.

ويأتي هذا العفو في وقت تُضاعف فيه القوات الامنية جهودها لمحاربة ظاهرة انتشار المخدرات في اوساط الشباب، حيث يعلن يوميا عن اعتقال عشرات التجار والمتعاطين.

كما انه يأتي متزامنا مع جريمة اغتيال قاضٍ مختص بقضايا المخدرات في محافظة ميسان.

والغريب ان يجرى التكتم على المرسوم الرئاسي المذكور، الذي فاجأ الرأي العام بعد تسريبه اخيراً .. والذي جرى اعتباره في اطار مساومات سياسية جارية الآن !

إننا في الوقت الذي ندعو فيه الى تشديد الاجراءات ضد المتاجرين بمستقبل شبابنا، أياً كانت خلفياتهم السياسية والمجتمعية، نحذر من الرسالة الخطرة التي يبعثها هذا الاجراء الخاطيء - العفو الخاص المذكور- الى المجتمع والاجهزة الامنية العاملة على محاربة تلك الآفة.

27-2-2022

**********

راصد الطريق.. لا للمضاربة في غذاء الناس ودوائهم !

يبقى المواطنون يشكون من ارتفاع الأسعار، ومن مضاربات التجار والتذبذب في سعر صرف الدينار مقابل الدولار، ارتباطا بمواقف سياسية لهذه الطرف او ذاك. وهذا ما استغله الجشعون، فراحوا يتحكمون بقوت الناس وحتى بمدخرات بعضهم المحدودة اصلا.

أسعار المواد الغذائية والدوائية  تتجه نحو الصعود، وذلك ما دفع رئيس الوزراء اخيرا للدعوة الى مراقبة الأسواق والاسعار. وهذه المبادرة التي جاءت متاخرة، تبقى غير ذات جدوى مع استمرار المضاربات وأطماع الجشعين، ومع غياب التوجه الجاد الى تنمية المنتج الزراعي - الغذائي الوطني وتوفير الحماية له، وتطبيق الرزنامة الزراعية الصارم.

وفي ظل هذه الأوضاع القلقة، وحالة الاضطراب التي تشهدها الأسواق العالمية، يتوجب الانتباه جيدا ومنذ الآن الى تنمية الاحتياطي الغذائي المطلوب، خاصة في المواد الأساسية وفي مقدمتها الحبوب، في وقت جرى فيه التخفيض القسري للمساحات المزروعة بالقمح في البلاد جراء شحة المياه، حسبما أعلنت وزارة الموارد المائية.

ويبقى أمن المواطن الغذائي، أولا وأخيرا، من مسؤولية الدولة ومؤسساتها وسلطاتها الثلاث

************

الصفحة الثانية

حريق في مستشفى الهندية .. والضحايا 3 نساء

بغداد - طريق الشعب

تعرض مستشفى الهندية في محافظة كربلاء، مساء أول أمس، إلى حريق التهم ردهة الباطنية، وأودى بحياة ثلاث نساء.

وبحسب مديرية الدفاع المدني، فإن “فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة واخماد حادث حريق اندلع داخل ردهة الباطنية الخاصة بالنساء والاطفال الخدج والمشيدة من الواح (السندويج بنل) سريع الاشتعال في مستشفى قضاء الهندية العام في محافظة كربلاء”.

لافتة إلى “العثور على ثلاث جثث لنساء توفين بالحريق وهن من ردهة الباطنية، وتم تسليمهن إلى دائرة الطب العدلي”.

واشار البيان الى “فتح تحقيق بالاعتماد على تقرير خبير الادلة الجنائية لتحديد اسباب اندلاع الحريق”.

وفي السياق، قالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، ان “شرطة طوارئ كربلاء احتجزت مراسل قناة التغيير (جاسم الهميم) داخل مستشفى الهندية لاكثر من نصف ساعة، اثناء تغطيته حادثة الحريق، واستولت على معدات الفرق الاعلامية لمنعهم من تغطيته”.

وأضافت في بيانها الذي تحصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، ان “الشرطة منعت كل من مراسلي قنوات (وان نيوز، العراقية، زاكروس، الرشيد، دجلة، الشرقية) من تغطية الحادثة”. وفي وقت سابق من يوم امس، أعلنت وزارة الداخلية عن اتخاذها اجراءات صارمة بحق قوة امنية قامت بمنع صحفيين من تغطية حريق مستشفى الهندية بكربلاء. 

 *******************************

بعد احتجاجات امام مقرها.. محطة عزل غاز الناصرية تغلق ابوابها

الأمراض والجوع للمواطنين.. والأموال في جيوب الفاسدين

بغداد ـ طريق الشعب

نتيجة لتجاهل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003، ملفات مهمة مثل توفير فرص العمل والخدمات، ونظرا لسوء الإدارة والفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، لم يكن أمام المتضررين من تلك السياسات سوى خيار الاحتجاج الذي ينشد حياة كريمة للمواطنين.

وقد بدأت تبعات تلك السياسات تلقي بظلالها على المؤسسات النفطية في جنوب العراق. إذ اعلنت إدارة شركة نفط ذي قار إيقاف العمل في محطة عزل غاز الناصرية، بسبب اغلاق المحتجين المطالبين بتوفير فرص العمل أبواب المحطة.

اغلاق للمحطة

وذكرت الشركة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “القرار جاء “انطلاقًا من مبدأ الحفاظ على سلامة العاملين في جميع الحقول النفطية، وحرصًا على سلامتهم، وسلامة الممتلكات العامة”، مشيرة الى ان “قرار الإيقاف يأتي بعد تعذر دخول العاملين والمنتسبين لمزاولة مهامهم، نظرًا لاستمرار حالة المنع والمضايقات وحجم الضغوط التي تمارس والتحديات التي تواجه الكوادر الوطنية العاملة، لا سيما عملية إغلاق الموقع النفطي بسبب التظاهرات والاعتصامات من بعض المحيطين به”.

تبعات الاغلاق

 وقررت إدارة الشركة، بحسب البيان، “تسليم الموقع لشرطة حماية المنشآت النفطية، مع التأكيد على حجم الضرر الذي يتسبب به مثل هذا الإجراء الاضطراري بالنسبة لمصالح العراق كافة”، مبينة انه “سيترتب على عملية الاغلاق إيقاف إنتاج وتصدير 80 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وإيقاف تجهيز الغاز لشركة غاز الجنوب وما سيتركه من آثار سلبية على عمليات التجهيز بهذه المادة للمواطنين”.

وتابعت الشركة ان “اغلاق المحطة سوف يتسبب في إيقاف تجهيز محطة الكهرباء الغازية بما تحتاجه من غاز للتشغيل، وهو ما سيتسبب بتراجع عمليات الإنتاج الكهربائي فيها، فضلا عن اضطرارها لتسريح جزء كبير من العمالة الوطنية العاملة في الحقل، بسبب عدم القدرة على دفع مستحقاتهم المالية من قبل الشركة”.

فشل كبير

وحول هذا الموضوع علق د. نجم عبد طارش بالقول: ان “الشركات النفطية تعمل منذ سنوات في محافظة ذي قار، وتحديدا في حقل الناصرية، لكنها فشلت في إطلاق مشروع حقيقي لتشغيل المواطنين، او توفير الخدمات او معالجة مشكلة التصحر او بناء محطات للتحلية”. وشدد طارش في تدوينه له في فيسبوك، على “ضرورة عدم تجاهل مطالب المواطنين الواقعية والقانونية من خلال تفعيل المنافع الاجتماعية والتنمية المتوازية لمعالجة مشكلة الفقر، وتطوير المناطق المحيطة بالحقول النفطية”، مبينا ان “ترك المشاكل تتفاقم دون معالجات يعني خسارة كبيرة للبلاد”. وطالب طارش بـ”معالجة مشكلة زحف الرمال على القرى التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن مواقع الشركة، والتي دفعت 90 في المائة من أهالي قرية ال نجم الى مغادرتها”، منوها الى ان “كلفة انشاء محطة تحلية المياه لا تتجاوز 10 ملايين دينار، فيما يعاني أهالي المناطق المحيطة من تلوث طعامهم وشرابهم نتيجة للانبعاثات من الحقول التي تسببت بأمراض مزمنة للأطفال”.

وتساءل طارش في ختام حديثه بالقول: ان “كانت خسائر الشركة بالمليارات فلماذا لا يتم تخصيص 1 في المائة من هذه العوائد لتطوير المناطق المحيطة بها؟”.

وضع مزرٍ

بدوره، أكد الناشط المدني أكرم الغزي لـ”طريق الشعب”، ان “القرى المحيطة بالمحطة تعاني من وضع مزر، نتيجة لعدم توفر مياه الشرب، وتفشي البطالة والامراض الجلدية والربو في صفوف الأطفال وكبار السن”، مشيرا الى ان “الشركة ورغم أرباحها الهائلة تتجاهل بشكل متعمد هذه المناطق التي يعاني المواطنين فيها من بؤس كبير”.

وأضاف ان “نعلم جيدا ان بعض الافراد يحاولون ابتزاز الشركات النفطية من اجل الحصول على مكاسب شخصية، ولكن هناك مطالب مشروعة للأهالي يجب على الحكومة المركزية الاستجابة لها وعدم ترك المواطنين ضحية للفقر والعوز”، منوها الى ان “الدستور العراق نص على ان الموارد الطبيعية هي ملك للشعب، لكن ما نراه منذ سنوات ان أموال هذه الموارد تذهب الى جيوب المتنفذين والسراق، فيما تكون حصة الفقراء هي الامراض والحرمان”.

وتشهد المحافظة احتجاجات شبة يومية منذ سنوات، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما يكتفي المسؤولون في الحكومة بإطلاق الوعود دون تحقيقها.

وبحسب بعض صفحات التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديوية تبين وصول ارتال عسكرية الى مقر الشركة لغرض حمايتها وفض الاعتصام بالقوة.

 ************************************

تهديد باغلاق مكاتب مفوضية الانتخابات.. احتجاجات فرص العمل والخدمات تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية خلال الايام الماضية، في عدد من مدن البلاد للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات واقالة المسؤولين الفاسدين.

الخدمات

وفي محافظة ذي قار، طالب اهالي ناحية العكيكة الحكومة المحلية بإقالة مدير الناحية واختيار شخصية كفوءة ونزيهة لهذا المنصب. وذكر المتظاهرون في بيان طالعته “طريق الشعب”، انه “بعد المماطلة والتسويف والوعود الكاذبة وانعدام الخدمات وتراجع الواقع الأمني والفساد في تنفيذ المشاريع وكثرة المشاكل العشائرية وانتهاء المهلة التي تم منحها الى قائد عمليات سومر بتسوية الأوضاع الحالية، فأن المطالب تتركز بسرعة على اقالة مدير الناحية.

واغلق العشرات من اهالي منطقة السفينة في مدينة الناصرية الطريق الرئيس المحاذي للجسر الكونكريتي بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات.

وذكر المتظاهر عمار احمد ان “المنطقة تعاني نقص الخدمات وعدم الشمول بمشاريع صندوق الاعمار اسوة بالمناطق الأخرى ومنها المجاري والطرق”.

فرص العمل

من جانبهم، تظاهر عدد كبير من المواطنين في محافظة البصرة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين انطلقوا في مسيرة راجلة من ساحة أم البروم وسط المحافظة، وصولاً إلى ساحة البحرية بالقرب من مبنى ديوان محافظة البصرة، مطالبين بتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل”. في غضون ذلك، نظم العشرات من متقاعدي شركة البتروكيمياويات في خور الزبير غربي البصرة، وقفة احتجاجية في مبنى شركتهم، مطالبين بإكمال معاملاتهم التقاعدية المتأخرة في تقاعد البصرة منذ اكثر من 9 أشهر، مؤكدين ان مديرية التقاعد ترفض انجاز معاملاتهم التقاعدية حتى تسدد شركة البتروكيمياويات الديون التي بذمتها من مبالغ التوقيفات التقاعدية منذ سنوات الى مديرية التقاعد”.

ميناء الفاو

الى ذلك، نظم عدد من المحتجين في محافظة المثنى تظاهرة احتجاجية للمطالبة باكمال انجاز ميناء الفاو الكبير. واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان المتظاهرين طالبوا بابعاد مشروع ميناء الفاو عن أي شبهات فساد وتنفيذه بأسرع وقت ممكن”، مبينا ان “المتظاهرين طالبوا بضرورة تنفيذ مشاريع اقتصادية تنقذ البلاد من ازمة اعتماده على الريع النفطي”.

وظائف

في الاثناء، جدد عدد من خريجي المعاهد في محافظة ديالى تظاهراتهم المطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”: ان “المحافظة شهدت تظاهرة كبيرة لخريجي المعاهد التقنية للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “المحتجين اغلقوا احدى بوابات مبنى محافظة ديالى”.

مفوضية الانتخابات

في المقابل، هدد عدد من المعلمين والمحاضرين والخريجين في محافظة كربلاء، باغلاق مكتب مفوضية الانتخابات في المحافظة في حال عدم صرف مستحقاتهم.

وذكر المحتجون في بيان طالعته “طريق الشعب”، “نحن مجموعة من المعلمين والمحاضرين والخريجين عملنا مع المفوضية العليا لمدة شهر كامل (بصفة منسق) في توزيع البطائق الإنتخابية وإبرام العقود وغيرها من الأعمال في داخل مراكز التسجيل وايضاً المشاركة في انتخابات الخاص والعام وتحملنا الكثير من المشاكل والمعوقات والخسائر المادية، علماً أن اغلبنا خدم في مناطق بعيدة عن سكناهم ورغم كل هذا لم نحصل على شيء مقابل خدمتنا”. ودعا البيان “الجهات المسؤولة الى النظر في هذا الأمر ومعالجته بأسرع وقت وإلا سوف نلجأ الى غلق مكاتب المفوضية”.

 ************************************

بعد رفض جماهيري واسع للعفو عن تاجر مخدرات.. رئاسة الجمهورية تسحب مرسوم العفو الخاص

بغداد ـ طريق الشعب

اعلن رسميا امس الاثنين عن صدور توجيه جديد من رئيس الجمهورية بالسحب الفوري للمرسوم الجمهوري القاضي بمنح عفو خاص لتاجر مخدرات محكوم بالسجن المؤبد، والصادر بناء على توصية من رئاسة الوزراء.

وقال ناطق باسم رئاسة الجمهورية في بيان طالعته «طريق الشعب»، ان صدور المرسوم الجمهوري المسحوب كان «مُطابقاً للإجراءات القانونية والدستورية شكلياً الا انه لم يُدقق من الناحية الموضوعية ولم يتم الالتزام بالضوابط الصارمة المُعتمدة في رئاسة الجمهورية في متابعة ملف العفو الخاص».

وتابع البيان ان رئيس الجمهورية «وجه بإنجاز اللجنة التحقيقية عملها بأسرع وقت ممكن وعرض نتائج التحقيق، لمعرفة المقصرين ومحاسبتهم وضمان عدم تكرارها مستقبلاً».

وأضاف انه «وجّه بمخاطبة وزارتي العدل والداخلية لإلقاء القبض على المُدانين وايداعهم في المؤسسات الإصلاحية».

واعرب صالح عن تثمينه «للأصوات الوطنية الشريفة والمواقف النبيلة التي ابدتها الفعاليات السياسية والاجتماعية والرأي العام في هذه القضية، والتي تؤكد شعورا عالياً بالمسؤولية الوطنية».

وكان مرسوم العفو قد قوبل عند الاعلان عنه برفض واسع على المستوى السياسي والصعيد الجماهيري، تجلى في الكثير من المواقف والتصريحات، بضمنها تصريح عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ياسر السالم، المنشور على الصفحة الاولى لعدد جريدتنا هذا.

كما انعكس في كتابات المدونين والنشطاء والمواطنين، الذين عدّوه استخفافا بحياة المواطنين. فيما نظم العشرات منهم، صباح امس الاثنين، وقفة احتجاجية امام مقر المحكمة الاتحادية.

متى نستعيد اموالنا؟

يفترض أن يؤدي خروج العراق من إجراءات الفصل السابع، الى تحرير الأرصدة المجمدة للعراق في الخارج، وتمكين الحكومة من استرجاعها. وتقدر هذه الأموال حسب مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح بـ 2.7 مليار دولار. كما توجد 150 مليار دولار أخرى، تم تهريبها منذ عام 2003، حسب تصريح سابق لرئيس الجمهورية د. برهم صالح، تستلزم العمل الجاد لاستعادتها، واستثمارها في تنمية البلاد!

وصار الطلاق “بالجملة”!

سُجلت خلال شهر كانون الثاني الماضي، 6486 حالة طلاق في العراق، 37 في المائة منها في محافظة بغداد لوحدها، مما يظهر تصاعداً مقلقاً في هذه الظاهرة الاجتماعية المقلقة. ويعلل المختصون اسباب ذلك بالبطالة والفقر وفي غياب ثقافة حقوق المرأة وتزويج القاصرين، وخاصة الفتيات، وعدم معالجة مشاكل العنف الأسري المتصاعدة، إضافة الى الشعور بعدم الأمان والاستقرار.

غازنا نحرقه وللكهرباء نستورده

يسعى العراق، بحسب وزير النفط إحسان عبد الجبار، الى استثمار الغاز الحر في الصحراء الغربية، ضمن خطة تهدف إلى تصدير الغاز وإيقاف استخدام الوقود السائل في إنتاج الطاقة الكهربائية بحلول عام 2025. “وسوف يشكل ذلك نقلة نوعية في قدرات العراق التصديرية للغاز المسال”. هذا ويبلغ إنتاج العراق الحالي من الغاز الطبيعي نحو 2.7 مليار قدم مكعب، فيما يقدر مخزونه من الغاز بـ 132 تريليون قدم مكعب، جرى إحراق 700 مليار قدم مكعب منها في الهواء حتى الآن!

افسدوا حتى الطعام

أوصت الجهات المسؤولة في وزارتي الزراعة والصحة بضرورة مراقبة عمليات بيع اللحم المفروم مسبقاً، والتأكد من تاريخ الانتاج والصلاحية وطريقة الخزن والعرض قبل شراء اللحوم وخاصة المستوردة منها. فيما أعرب بعض المواطنين عن قلقهم من دخول بعض اللحوم عبر المنافذ الحدودية بصورة غير قانونية، ما يهدد صحة المواطنين.

نقص حاد في الأطباء

قدّرت تقارير منظمة الصحة العالمية، حاجة العراق الى 10 الاف طبيب اسرة خلال العقد الحالي. وتشير الاحصائيات الرسمية لعام 2018 إلى ان عدد الأطباء بلغ 11.749 طبيب اختصاص، و21.687 طبيبا غير اختصاص، وذوي المهن الصحية 73.876 شخصا. وكان عدد الاطباء (0.88) فقط لكل ألف نسمة، أي أقل بكثير من الدول المماثلة في الشرق الأوسط. كما تشير المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية إلى انه يجب ان يكون لكل ألف مواطن (5.91) ممرضا. أي أن العراق بحاجة إلى أكثر من 236 الف ممرضا لتغطية جميع العراقيين.

**************************************

الصفحة الثالثة

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد.. قضايا اقتصادية - اجتماعية

يعاني بلدنا من أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية متراكمة، فاقمها تفشي وباء كورونا وشحة واردات النفط الخام المصدر جراء انخفاض أسعاره عالميا وانخفاض انتاجه، فيما تتضاعف نسب البطالة والجوع والفقر. وتشير تقديرات حكومية إلى ان نسبة الفقر قد زادت بسبب جائحة كورونا لتصل إلى 30%، ما أدى إلى دفع أكثر من مليوني عائلة تحت خط الفقر.

وترتبط الأزمة بمجمل النهج الذي سارت عليه إدارة الاحتلال والحكومات العراقية التي اعقبته، وبسوء إدارة الدولة ومؤسساتها، وغياب الإدارة الاقتصادية والمالية السليمة، وبتفشي الفساد وعدم الكفاءة وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وضعف البناء المؤسسي للدولة، وما ارتبط بذلك كله من هدر للأموال والوقت، وضياع فرص ثمينة للتنمية وللانطلاق الفعلي لعملية الاعمار والبناء والاستثمار والسير على طريق التنمية المستدامة.

وفشلت الحكومات المتعاقبة ومعها ذوو الاجندات الخاصة المدججون بالسلاح والمتماهون مع مشاريع خارجية، في توفير بيئة سياسية وامنية وتشريعية مناسبة لانطلاق عملية استثمار حقيقي وجاد، سواء للرأسمال الوطني ام الخارجي، في مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية وخدمية، يمكن ان تشكل ركائز للنهوض ولبناء الاقتصاد المتنوع والمتعدد المداخيل. كما فشلت في إعادة اعمار المصانع والمعامل والاعتماد على القطاعين الصناعي والزراعي.

لقد تعمق الطابع الريعي للاقتصاد العراقي في ظل الحكومات المتعاقبة منذ التغيير عام 2003. ويعتبر العراق البلد الأكثر اعتمادا على تصدير النفط كمصدر للدخل بين جميع الدول في منظمة اوبك للدول المصدرة للنفط.

وجرى تجاهل كل المقترحات والحلول التي من شأنها ترشيد استخدام الإيرادات النفطية وتوجيهها نحو الاستثمار والتنمية، عوضا من استنزافها في تمويل المصروفات الحكومية الجارية والانفاق الاستهلاكي العام والخاص. ولم تبادر تلك الحكومات، على سبيل المثال، إلى تشكيل الصناديق السيادية التي تحفظ مصالح ليس الجيل الحالي فقط، بل والأجيال القادمة، وتعمل على تنميتها عبر مشاريع منتجة ومجدية اقتصاديا.

وأدت توليفة الفساد وسوء الإدارة وغياب الرؤية الاقتصادية الاستراتيجية إلى ضياع عشرات المليارات من الدولارات، كما حدث في جولات التراخيص وعقود النفط وادارتها والعقود مع شركات قطاع الكهرباء والهاتف النقال وغيرها، سواء في العراق ككل ام في إقليم كردستان.

ان ما نشهده اليوم هو حصيلة هذا كله، تضاف اليه جرائم الإرهابيين، وتداعي هيبة الدولة وسلطة القانون، والانفلات الأمني، وتغوّل المجاميع السياسية المليشياوية، وغياب خطط التنمية، والنهب الذي تعرضت له أموال الدولة وعقاراتها، وتفشي الفساد على مستوى المؤسسات والافراد وعمليات  غسيل الأموال وتهريب العملة والنفط، وفشل وتلكؤ المشاريع التي كان بعضها وهميا. كذلك إبقاء أبواب العراق وحدوده مفتوحة بضغط من أحزاب ومليشيات وسياسيين متنفذين، لإدخال السلع بشكل غير شرعي أضر كثيرا بالمنتج الوطني الصناعي والزراعي وبواردات الدولة.

ولا تمارس الدولة سيطرتها الكاملة على الموارد غير النفطية، مثل موارد المنافذ الحدودية والترانزيت والنقل البري والجوي والاتصالات، وأوجه إنفاقها، وتتقاسمها فئات خارجة عن القانون.

كل هذا وغيره ساهم في مفاقمة ظواهر الأزمة الاقتصادية والمالية وتداعياتها، وحدّة التوترات الاجتماعية والفرز الطبقي، وتفاقم الهوة بين الأقلية الغنية والغالبية المسحوقة والمحرومة، وتردي حياتهم ومعيشتهم. ومن ذلك ازمة تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين رغم اعتماد الاقتراض الداخلي والخارجي، ما رفع مديونية العراق.

المديونية

يعاني الاقتصاد العراقي ارتفاعاً عالياً في المديونية، الداخلية والخارجية، التي تبلغ حوالي 120 مليار دولار، فضلا عن ديون معلقة لثماني دول تعود إلى ما قبل العام 1990 وتبلغ 40 مليار دولار. وتجلت في الفترة الماضية مخاطر استراتيجية الحكومة بتمويل العجز عبر الاقتراض الاجنبي وما يترتب عليه من شروط مجحفة.

وتشير الأرقام المتوفرة إلى ان المديونية الخارجية ارتفعت من 50 مليار دولار في عام 2018 لتبلغ 81 مليار دولار في 2020 (أي بنسبة 60 في المائة)، فيما تبلغ الديون الداخلية 50 مليار دولار. وترتب على ذلك تزايد الاقتراض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الرأسمالية الأخرى. ورغم التوقعات بانخفاض المديونية الخارجية نسبيا في 2021 جراء دفع العراق أكثر من 11 مليار دولار من ديونه، فإنها لا تزال مرتفعة على نحو مقلق يكبّل العراق بالمزيد من القيود التي تهدد استقلاله الاقتصادي والسياسي.

وحسب مصدر رسمي حكومي جرى تخصيص 9 تريليونات دينار في موازنة العام المقبل 2022 لتسديد اقساط وفوائد ديون، وهو ما يمثل أكثر من 5 مليارات دولار.

ويتطلب خفض المديونية إرادة سياسية وإصلاحات اقتصادية وإدارة سليمة للوضع الاقتصادي والمالي، وتطوير الإيرادات غير النفطية، ومكافحة الفساد والسيطرة على الإنفاق العام ومنع تمدده والتركيز على الأولويات فيه، دون التأثير على الفئات والشرائح الاجتماعية الفقيرة، وعدم وقف المشاريع الكبرى التي يفترض أن تستنهض الاقتصاد، وتؤمن مصادر بديلة للموارد وفرصا للعمل. وينبغي ان تكون القروض آخر الحلول.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

************

ألغى تكليف وزير النفط إدارة الشركة الوطنية.. مجلس النواب يشكل لجنة تخص الانتفاضة

بغداد ـ طريق الشعب

عقد مجلس النواب، يوم أمس، جلسته النيابية الثانية، التي ضيّف فيها وزير المالية بشأن سعر صرف الدولار وتداعياته. وفيما قرر تشكيل لجنة تخص انتفاضة تشرين والانتهاكات التي تعرض لها ناشطوها، ألغى قرار مجلس الوزراء بتكليف وزير النفط مهام مدير شركة النفط الوطنية، كونه غير قانوني.

حضور وزير المالية

وخلال جلسة الاستضافة لوزير المالية علي عبد الأمير علاوي، استعرض الوزير أسباب تغيير سعر الصرف “وعلاقته بالإصلاح الاقتصادي” بحسب قوله.

وقال ان القرار “كان وفق دراسة مستفيضة شاركت فيها جهات معنية ولم يكن قرارا فرديا”. ودافع الوزير عن تخفيض قيمة الدينار العراقي بقوله أن ذلك “زاد من إيرادات الحكومة بنسبة 23 في المائة”.  ولفت الى أن ارتفاع الأسعار في الأسواق العراقية لم يكن بسبب تخفيض سعر صرف الدولار فقط بل “نتيجة لزيادة أسعار الغذاء العالمية منذ عام 2020”.

وفي مداخلات النواب، خلال الجلسة، طالب عدد منهم بمعرفة إمكانية إعادة سعر صرف الدينار الى سابقه لتقليل نسبة تضخم الاسعار، ومعالجة منافذ تهريب العملة وتأخر تسديد مستحقات الفلاحين، إضافة الى المطالبة بضرورة أتمتة المنافذ الحدودية والتحفظ على اعتماد الحكومة سياسة القروض الخارجية واثقال البلد بالديون، ووضع الخطوات الإصلاحية الفعلية من دون انهاك كاهل المواطن، ومطالبة الجهات المالية بصنع فئات من العملات الصغيرة لتجنب ارتفاع الأسعار لقلة الفئات المتوسطة. لكن الوزير أوضح أنه ليس بالإمكان في الوقت الحاضر تغيير سعر الصرف كونه حقق استقرارا في الاقتصاد العراقي، وتغييره مرتبط بارتفاع الوفرة المالية الملبية للطموح. 

 لجنة تخص “تشرين”

وصوّت مجلس النواب في جلسته على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والبحث عن المفقودين من المتظاهرين والمغيبين والأجهزة الأمنية والضحايا منهم وما يخص الاعتداء على المؤسسات ومتابعة ملف قتلة المتظاهرين.

وزير النفط “والشركة الوطنية”

وألغت الجلسة البرلمانية قرار مجلس الوزراء بتكليف وزير النفط مهام مدير شركة النفط الوطنية اضافة لوظيفته لـ”مخالفته القانون”، بحسب الدائرة الإعلامية للبرلمان. كما صوت المجلس أيضا على تشكيل لجنة لتعديل مهام اللجان في النظام الداخلي، فضلا عن تصويته على تسمية 25 لجنة نيابية دائمة.

*-************

وزير أسبق يعارض انشاء “سد مكحول” ويطرح 10 أسباب.. كارثة وشيكة تهدد المواطنين والمواقع الاثرية؟

بغداد – طريق الشعب

يشكل العمل على انشاء سد مكحول الذي يقع اسفل الزاب الصغير في محافظة صلاح الدين مصدر قلق لاكثر من 100 الف مواطن يهددهم خطر النزوح بعيدا عن أراضيهم الزراعية التي عمرها آباؤهم واجدادهم، الى جانب تهديد السد لعشرات المواقع الآثارية.

عشرة أسباب

وزير الموارد المائية الأسبق الدكتور حسن الجنابي اكد لـ“طريق الشعب” معارضته إنشاء السد وقال موضحا اسباب المعارضة إن “وزارة الموارد المائية أعلنت عن مشروعها في إنشاء سد مكحول على دجلة، ويجري على صفحة الوزارة في (فيسبوك) الترويج بصورة شبه يومية لأعمال إنشائية تجري في الموقع”، مشيرا الى “جملة من الأسباب، تدفعني إلى معارضة إنشاء السد”.

وأضاف أن هناك “عشرة أسباب لرفض هذا المشروع، من بينها: أن السد مشروع ملغى من قائمة المشاريع التي تعنى بها وزارة الموارد منذ عام 2003 وقد تم تأكيد الإلغاء في الأعوام اللاحقة وآخرها في عام 2011، بسبب عدم صلاحية الموقع دون معالجات إضافية (مثل التحشية المستمرة كما يجري في موقع سد الموصل) ووجود مكامن لمادة الكبريت، وغير ذلك، ما قد يبطل الجدوى من إنشاء السد”.

وأشار إلى “كلفته العالية البالغة (3) مليارات دولار، بينما البلد في وضع مالي غير مناسب، ووجود أولويات أخرى لدى الوزارة غير بناء السدود الكبرى، ومنها تنفيذ مخرجات الدراسة الاستراتيجية لموارد المياه والأراضي، وتأهيل المنشآت القائمة وصيانة شبكات المبازل وتبطين آلاف الكيلومترات من القنوات، وتنفيذ مشاريع الاستصلاح وغيرها”.

وأكد الجنابي أنه “لا توجد فائدة من زيادة الخزين المائي اذا لم تعمل شبكات الإرواء والمبازل بصورة جيدة، نتيجة لانعدام الصيانة والتأهيل بسبب نقص التمويل أساسا”.

فائض في الطاقة الخزنية!

وأكد أيضا “عدم إدراج مشروع سد مكحول ضمن قائمة المشاريع المطلوب تنفيذها حسب الدراسة الاستراتيجية للمياه والاراضي في العراق حتى عام 2035”، منوها بأن “على العكس مما يعتقد كثيرون من غير المختصين، فإن العراق ليس في حاجة الى إضافة طاقة تخزينية إضافية. فمن المتوقع ان تكون سعة سد مكحول (3) مليارات متر مكعب وهي كمية قليلة قياسا بالطاقة التخزينية الموجودة حاليا على حوض دجلة لوحده والبالغة حوالي (70) مليار متر مكعب، منها حوالي (30) مليارا في السدود القائمة وهي الموصل ودوكان ودربندخان والعظيم وحمرين، اضافة الى حوالي (40) مليارا هي الخزين الحي في بحيرة الثرثار. ولذلك تكون لدينا دائما فراغات خزنية كبيرة بسبب نقص الإيرادات”.

وأشار الدكتور الجنابي إلى “عدم تحديث الدراسات التي انجزت سابقا، ومنها التحريات الجيولوجية والهيدرولوجية والهندسية الأخرى بما فيها تصاميم السد، وهي دراسات يزيد عمرها على العشرين عاماً، وقد أجريت في وقت العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية على العراق، وقد أثبتت تلك التحريات وجود مكامن وتكوينات جيولوجية قد تقلل من عوامل أمان وسلامة السد”.

اليونسكو تعترض

ومن بين ملاحظات الوزير الأسبق على إنشاء السد: “إجبار الأهالي في القرى المنتشرة في المنطقة المتوقع غمرها في حال انشاء السد، على النزوح والمعاناة الإنسانية التي سيتكبدونها جراء خسارة منازلهم وأراضيهم حتى في حال التعويض المادي”، فضلاً عن “وجود عشرات المواقع الأثرية في المنطقة التي سيجري بها تنفيذ السد واحتمالات إغراقها واتلافها ومنها موقع قلعة الشرقاط المسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 2003. وقد سبق أن اعترضت منظمة اليونسكو على انشاء السد ثم رحبت بكتب رسمية بإلغاء الحكومة العراقية سابقاً للمشروع”.

وانتقد الجنابي “إعلان المدير العام الجديد لمديرية السدود والخزانات وهو رب العمل لمشروع سد مكحول حيث جرى تعيينه شخصياً مهندساً مقيماً للمشروع، في سابقة لم تحدث في أي مشروع آخر في العراق حسب علمي، وقد برر ذلك باختصار الروتين”، معتبرا أن هذا الأمر “خاطئ وقد يفضي الى فساد لأنه تضيع فيه حدود المسؤوليات الإدارية والفنية والمالية والرقابية، ويجعل أعمال المشروع مثيرة للشبهات، خاصة بوجود آلاف المهندسين من ذوي الخبرة العالية في الوزارة”.

وأبدى الجنابي قلقا من “تأثير السدود الكبيرة على استدامة الأهوار العراقية المسجلة هي الأخرى على لائحة التراث العالمي، وكذلك التنوع الإحيائي في نهر دجلة”.

وختم الجنابي بالقول: “لا أعتقد أن إمكانات الوزارة حالياً مؤهلة لتنفيذ هذا المشروع الكبير في ظل انعدام وجود تعاقدات استشارية دولية مع شركات عالمية رصينة، فضلاً عن حاجة المشاريع الكبيرة الى درجة عالية من الاستقرار الإداري والمالي، وهو غير متوفر في هذه المرحلة الانتقالية التي تعمل بها الحكومة بكل طاقتها من أجل إنجاح الانتخابات العامة المبكرة بعد أربعة أشهر من الآن، وحيث يتوقع حدوث تغييرات جوهرية على المستوى الحكومي”.

الوزارة تدعم حلولا للسكان

بدوره، قال مدير عام هيئة السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية، ماجد ابراهيم سلمان، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان “الهدف من انشاء السدود هو تأمين الامن المائي والغذائي للبلاد بشكل عام، وعند إنشاء أي سد تجري معالجة اثاره السلبية ومثال ذلك: سد حديثة عند بنائه بينت الدراسات أن منطقة عانة القديمة بكاملها سوف تغرق بالمياه، لذلك قامت الدولة ببناء مجمع سكني سمي عانة الجديدة، وانتقل ساكنو عانة القديمة الى السكن فيه”.

وأضاف سلمان أنه “لولا وجود السدود لكان البلد يعاني من ازمة مائية كبيرة لذلك الدولة ومن خلال دراسة الجدوى والمبالغ المرصودة ببناء وانشاء السدود تنظر بعين الاعتبار الى المواطنين”.

وبرر أيضا بان “الدولة أخذت ضمن التخصيصات المالية التي أقرت لبناء سد مكحول بنظر الاعتبار المبالغ المطلوبة لتعويض المواطنين الذين يحتمل أن تغمر اراضيهم بالمياه، اثناء انشاء السد”.

الإنجاز يستغرق 5 سنوات

وبين سلمان أن “بناء السد يمكن أن ياخذ 5 سنوات، ونحن الان بدأنا بالامور والاستعدادات اللوجستية، من بينها اكمال تأهيل جسر كان معرضا لضرر كبير، كذلك يجري العمل على دراسة بناء مجمع سكني للقريبين منه، وبعض اعمال الحفريات الخاصة بالسد تمت المباشرة فيها”.

وعن الاضرار التي تحتمل أن تطال بعض المواقع الآثارية، ذكر المدير ان مديريته “على تواصل مباشر مع الجهات المعنية وأولها وزارة الثقافة والسياحة والاثار وبعض الامور أخذت بنظر الاعتبار، وهناك مخصصات مالية مرصودة لمعالجة الامور الخاصة بالاثار من ضمن التكلفة المعدة للمشروع، وفرقنا الفنية وفرق وزارة الثقافة والاثار تجري لقاءات وزيارات مشتركة”.

فوائد المشروع

وقال سلمان ان “وجود السد استراتيجي لأنه يخفف الضغط على سد سامراء، ويحفظ المياه العذبة بمقدار ثلاثة مليارات متر ونوعيتها ممتازة، فالفيضان بدل أن يسبب ضغطا على سد سامراء ممكن أن يتحول الى مكحول، ويوفر مخزونا مائيا وبالتالي يوفر اطلاقات مائية لتعزيز عمود نهر دجلة اضافة الى توليد الطاقة الكهربائية من المحطة الكهرومائية”.

وأكد ان “وجود السدود سوف يقضي على الشح المائي”.

دراسة متخصصة: ازمة انسانية

وفي دراسة اجرتها منظمة ليوان للثقافة والتنمية - منظمة عراقية مستقلة غير حكومية - اعتبرت ان المضي بانشاء سد مكحول يشكل “ازمة انسانية”.

واوضح ملخص الدراسة، التي طالعتها “طريق الشعب”، ان “حوض السد يتضمن 39 قرية مأهولة وقرية واحدة مهجورة. يبلغ عدد قاطني تلك القرى 118.412 نسمة اغلبهم من المزارعين، وهم مهددون بالنزوح حال دخول المشروع العمل”.

وأضافت الدراسة ان هناك “اكثر من 395 منشأة مدنية (مدارس، عيادات، محطات مياه وكهرباء، مقابر، ملاعب رياضية، ومراكز ثقافية) سيتم اغراقها في الكامل، فضلا عن محو 67.65 كيلو مترا مربعا من الأراضي الزراعية الخصبة والعقارات والبساتين”.

وحذرت من ان “هناك 183 موقعا أثريا، جزئيا أو كليا، سيغمر في الماء، بما في ذلك آثار آشور ـ أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2003 ـ ومعظم هذه المواقع لم يتم توثيقها ولم يتم التنقيب عنها بشكل كاف”.

****************

الصفحة الرابعة

الحملة الشعبية الحاشدة أثلجت قلوب الرياضيين.. «الفيفا» يرفع الحظر عن الملاعب العراقية

بغداد – طريق الشعب

بعدما أطلق عدد كبير من الإعلاميين والجمهور الرياضي قبل أيام، حملة شعبية نالت تفاعلا محليا وعربيا  من أجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية، جاء قرار اتحاد كرة القدم الدولي “فيفا” مبشرا الجماهير برفع هذا الحظر.

ويستلزم القرار أن تكون ملاعب العراق جاهزة لاستضافة المباريات وفقا لمتطلبات البنى التحتية والشروط التي حددها الاتحادان الآسيوي والدولي، ما أدى إلى إيقاف هذا الحرمان وعودة الفعاليات الكروية إلى الأراضي العراقية.

حملة كبيرة وتفاؤل حكومي

وأطلق ناشطون وإعلاميون حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب برفع الحظر عن ملاعب كرة القدم تحت وسم “العراق بانتظار القرار” لرفع الحظر.

وخلال الأيام القليلة التي مضت، نُشر أكثر من 25 ألف تغريدة تحمل هذا الوسم في موقعيّ تويتر وفيس بوك، ودعا الناشطون من خلالها إلى إعادة المباريات الدولية لملاعب كرة القدم العراقية.

وكتب الصحفي الرياضي علي نوري: “أطلقت حملة لدعم العراق لرفع الحظر عن ملاعبه. يجب على كل عراقي المساهمة بها. وعلى الأشقاء العرب مساندتها ودعمها”. ودعا الناشطون في الحملة أن يرفع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” الحظر الدولي عن ملاعبنا بعد عقود طويلة لم تخض فيها المنتخبات العراقية مبارياتها الرسمية الدولية على أراضيها، واصفين ذلك بالإجحاف الكبير.

وقال وزير الشباب والرياضة عدنان درجال في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “الاتحاد الدولي للعبة أعلن موافقته الرسمية على إقامةِ مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإماراتي في ملعب المدينةِ الدولي في بغداد، وهي مباراةٌ تقام ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم”.

وبين أن “التواصل مع الاتحاد الدولي ـ مدعوما من قبل الآسيوي ـ أتى بثماره وتكللت المساعي بعودةِ المباريات الدولية إلى بغداد”.

 وبشأن العوامل التي أثمرت عن رفع الحظر، قال درجال في مؤتمر صحفي عقده لاحقا أن “هذا تم بعد أن توفرت الشروط الأساسية من حيث الأمن وحسن التنظيم والرقي في تشجيع الجماهير فهذه جميعها ساهمت بشكل كبير وخاصة في المباراتين الاخيرتين اللتين اقيمتا في بغداد. أن النجاح تحقق من الناحية التنظيمية والفنية والأمنية والإعلامية والجماهيرية التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا الحلم الذي صدر أمس”، لافتا إلى أن “موعد المباراة مع الإمارات سيكون في 24 آذار المقبل”. 

الاستفادة من المكتسبات

وفي السياق، قال الصحفي الرياضي أحمد البهادلي، أن “استمرار الفيفا بفرض الحظر على ملاعبنا في السابق خالف المنطق بعدما تجاوز العراق مراحل مهمة لأجل أن يتجاوز هذا الملف. أن الأعذار التي قدمت لم تكن مقنعة”.

وأضاف البهادلي لـ”طريق الشعب”، أن “الحملة التي أطلقناها هدفت إلى رفع الحيف عن الرياضة العراقية وإعطاء العراقيين الحق بالعودة إلى الملاعب بعد حرمان بدأ منذ عام 1979 وحتى الآن. كما أن المباريات التي استضافها العراق مؤخرا على ملاعبه أوضحت الجاهزية التامة لتنظيم المباريات”، مبينا أن “الجهات المعنية مطالبة الآن بالسعي إلى الحفاظ على هذه المكتسبات المهمة واستكمال كافة متطلبات رفع الحظر والاستفادة من التجربة المريرة السابقة”.

وأوضح أن “التنظيم الذي شهدته المباراة الدولية الودية التي جمعت المنتخبين العراقي والأوغندي كان مثاليا، والتحضير كان على مستوى ممتاز”.

مصاعب يجب تجاوزها

من جهته، تحدث مدرب الفئات العمرية، حيدر جعاتي، عن أسباب مقلقة يجب تجاوزها، ولطالما كانت عذرا مشروعا لتأخير رفع الحظر عن العراق.

وقال جعاتي لـ”طريق الشعب”، أن الكثير من المعنيين بالجانب الرياضي “يعتقدون بأن هناك مؤشرات مقلقة حول عدم قدرة العراق على تنظيم واستضافة المباريات الدولية وهي تتعلق بالأجواء الأمنية والإدارية والتنظيمية والزحامات المرورية ومشكلة السلاح المنفلت، لكن كل ذلك يبقى مجرد مخاوف بإمكان الحكومة تجاوزها، لأن الحقيقة أثبتت بأن المباريات التي أقيمت مؤخرا على ملاعب العراق كانت مميزة. أرى أنه من المنطق أخذ هذه المخاوف بنظر الاعتبار ومناقشتها لتأمين حق العراق الرياضي وحتى يكون هذا القرار بادرة خير على الكرة العراقية والرياضيين”.

هذا وشهد قرار رفع الحظر عن الملاعب، ردود فعل شعبية كبيرة تفاعلت على مواقع التواصل الاجتماعي وطالبت بتعزيز الرياضة والارتقاء بالمؤسسات ذات العلاقة والحفاظ عليها، فيما جاءت ردود فعل ايجابية كثيرة من المحيط العربي والوسط الرياضي الخليجي، حيث شارك بعض الإعلاميين بالحملة الشعبية ودعوا إلى إنصاف الكرة العراقية من خلال مناشدات وفيديوهات نشروها على مواقعهم الرسمية.

 ****************************************

المبادرات الحكومية موجهة لإمتاع الأغنياء.. أزمة سكن تطحن فقراء البصرة

بغداد - نورس حسن

على الرغم من المحاولات الحكومية في احتواء ازمة السكن عبر انشاء مشاريع سكنية في محافظة البصرة، لكنها لا تلامس معاناة مواطني المحافظة، لأن أسعار الوحدات السكنية لا تناسب إمكانياتهم المادية، بخاصة ذوي الدخل المحدود.

ووفقا لمختصين في الشأن الاقتصادي فإن غياب التخطيط العمراني وفساد عمليات استثمار البناء في محافظة البصرة، فاقما من استفحال ازمة السكن في المحافظة، وانتشار ظاهرة العشوائيات في عاصمة البلاد الاقتصادية.

ارتفاع اسعار الوحدات السكنية

المواطن حسين علي، من اهالي محافظة البصرة، يقول لـ»طريق الشعب» ان «اسعار الوحدات السكنية في مركز المدينة تصل الى 300 مليون دينار»، مشيرا الى ان «مساعي الحكومة المحلية في هذا الخصوص ليست بالمستوى المطلوب».

وبشكل غير منطقي، عملت الحكومة المحلية على توزيع قطع اراض على المواطنين، لكنها غير مخدومة وفي مناطق نائية. بمعنى أن تلك المحاولات لم تصب في معالجة أزمة السكن، بل جرى استغلالها لأغراض سياسية ودعائية.

وفي بعض المجمعات السكنية، تصل الاسعار الى قرابة نصف مليون دولار، وبالتالي فان السكن فيها يقتصر على ميسوري الحال.

ويؤكد ان «اجراءات وخطط هيئة الاستثمار والحكومة المحلية بخصوص بناء المجمعات السكنية في محافظة البصرة لا تلبي طموحات اصحاب الدخل المحدود ممن يعانون أزمة حقيقية في ما يخص السكن».

معاناة الاهالي

وبخصوص العشوائيات المنتشرة في المحافظة، يرى الناشط معتز فاضل في حديث لـ»طريق الشعب» ان «مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بنقل واقع حال اهالي تلك المناطق، وما يعانونه من امراض وعوز معيشي، وسط آبار النفط».

ويعلل فاضل تفاقم أزمة العشوائيات بـ»ضعف الرادع القانوني واهمال الاراضي الزراعية الى جانب ارتفاع اسعار الوحدات في المجمعات السكنية».

ويدعو المتحدث الى ضرورة «اطلاق قروض ميسرة للمواطنين، ومنحهم اراضي في مناطق تتوافر على خدمات مناسبة».

الفساد يعرقل البناء

بدوره، يرى الخبير في الشأن الاقتصادي ضرغام محمد علي ان «غياب التخطيط العمراني في محافظة البصرة وتقادمه، فضلا عن غياب ثقافة البناء العمودي واقتصار التوسع على البناء الافقي، خلق معرقلات غير قليلة في مسألة السكن».

ويقول علي لـ»طريق الشعب»، ان «العمل على انشاء مدن عمودية بعيدة عن مركز المدينة، ضرورة ملحة اضافة الى ادخال الاستثمار كمساهم اول في هذه العملية لتشغيل الايدي العاملة المحلية اولا ومن ثم العمل على توزيعها على مواطني الدخل المحدود باسعار رمزية وقروض ميسرة».

وحول واقع مدن العشوائيات، يرى المتحدث ان «ضعف القانون اتاح امام الكثير فعل التجاوز على اراضي الدولة»، لافتا الى ان «صعوبة منح رخص البناء هي الاخرى ساهمت في خلق العشوائيات في محافظة البصرة».

ويضيف علي ان «الفساد الذي يشترك فيه شخصيات حكومية ومستثمرون فرض كلفا خيالية على المجمعات السكنية، التي انشئت في المحافظة خلال السنوات الاخيرة».

ويشير الى ان «هناك الكثير من الاراضي في محافظة البصرة تم بيعها باسعار مخفضة الى مستثمرين، قاموا ببيعها باسعار باهظة الى المواطنين، مستغلين غياب الرادع القانوني والحكومي».

ويتابع ان هناك «مساحات شاسعة من الاراضي منحت مجانا الى سياسيين في الحكومة، وقد بنوا عليها مجمعات سكنية، ويعملون الان على بيعها الى المواطنين مقابل مبالغ كبيرة»، ملخصا المشهد بأن «واقع حال ازمة السكن في محافظة البصرة هو حصيلة الفساد السياسي الذي لم تتخلص منه البلاد منذ عقود».

ويردف كلامه ان من الضروري «تشديد الرقابة على اجازات الاستثمار وعدم حصرها بيد الهيئة الوطنية للاستثمار، وانما يجب ان يكون العمل مشتركا بين الوزارات المعنية، وتحت اشراف رئاسة الوزراء»، داعيا الى «تشكيل مجلس متخصص لتحديد الاراضي المتخصصة للاستثمار السكني ومنحها الى مستثمرين، مقابل تعهدهم ببيع تلك الوحدات باسعار مناسبة لدخل المواطنين».

 ******************************************

اكثر من 18 الف مشروع بانتظار الإنعاش.. قطاع الصناعة ينتظر انتشاله من الخراب

بغداد ـ طريق الشعب

يعتمد الوصول الى التنمية المستدامة، التي تضمن وجود مستوى مناسب من العدالة الاجتماعية، على التناغم بين قطاعي الدولة للإنتاج: الحكومي والخاص، حيث يمثل الأول جهاز خدمات الدولة. فيما يمثل الثاني أحد صنّاع الثروة فيها. وإذا كان تشجيع الحكومة للقطاع الصناعي الخاص، في الماضي، مقتصراً على الإمتيازات الضريبية والتسهيلات المصرفية، فإنه اتسع اليوم ليشمل توفير كل مستلزمات التطور العلمي التي تمكّن المنتجين من الإنتساب العملي لعصر المعلوماتية.

وإذ تكتسب الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي في بلادنا، التي تحررت من نظام شمولي، أهمية استثنائية، بسبب عدم قدرة هذا القطاع على توفير التمويل اللازم مما ينذر بخطر ارتهانه لهيمنة الشركات الأجنبية الممولة، معرضاً الاستقلال الوطني للخطر، فإن تزايد واتساع حجم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها العراق لم يكن وليد فشل نظام المحاصصة والفساد، في دعم هذا القطاع، بل وأيضاً في محاولات اطراف هذا النظام للإجهاز عليه.

ومما يبعث على الأسف، فشل المساعي متعددة الأشكال، التي قام بها الصناعيون العراقيون، لمواجهة المحاولات الكثيرة التي تستهدف تصفية القطاع الصناعي الوطني، بشقيه الحكومي والخاص، والتضييق على المنتجين الصناعيين، وخنق شركاتهم الوليدة، واثقال كاهلها بالتشريعات المتضاربة وبهيمنة الفاسدين والمتنفذين، وهو ما دفع باتحاد الصناعات العراقي، الى اقامة وقفة احتجاجية مطلع شهر شباط الماضي، وذلك لإرسال رسالة تحذير هامة للشعب العراقي والحكومة، يتم من خلالها الكشف عن المصاعب التي تواجه القطاع الصناعي والعقبات التي توضع امامه والخطط الخارجية والداخلية التي تنفذ للقضاء عليه، وإبقاء العراق متخلفاً ومخرباً في ظل الإقتصاد الريعي المشّوه ووحيد الجانب.

بلد منتج أم سوق لتصريف المستورد؟

في هذا الصدد، يقول رئيس اتحاد الصناعات العراقي، عادل عكاب، في تصريح صحفي أطلعت عليه «طريق الشعب»: ان «الصناعة العراقية تواجه مشاكل تخص الاداء الحكومي والروتين والفساد اكثر مما تواجهه في الاهداف والمشتركات الوطنية، خصوصا في ما يتعلق بالتعامل مع دائرة الكمارك والضريبة والتاخير المستمر في اكمال متطلبات الاجازة او الاستيراد او تشغيل الايدي العاملة».

ورغم كل هذه المعوقات، يؤشر رئيس الاتحاد «تقدما طفيفا» في القطاع الصناعي الوطني والخاص عبر «جاهزية العراق لتصدير 60 مادة إلى الخارج، في الوقت الذي أطلقت فيه وزارة المالية العنان للاستيراد في حزيران 2021».

ويضيف أن «العراق حقق الاكتفاء الذاتي من السجاد وبدأ بتصديره إلى الخارج».

الخبير الاقتصادي باسم جميل شدد على أهمية «أن تكون هناك اتفاقيات مع دول الجوار، لكن يجب أن تكون اتفاقيات صناعية لتطوير وإنشاء صناعة في الداخل، وليس لخلق سوق للدول المجاورة لترويج سلعها»، محذراً من خطورة الفشل في خلق فرص عمل لثمانية ملايين شخص يعملون حالياً في القطاع الخاص.

تخريب البيئة الاستثمارية

وفي لقاء مع «طريق الشعب» حدد أحد الخبراء العاملين في الاتحاد، والذي رفض الكشف عن هويته، مجموعة من الممارسات التي اتخذتها المؤسسات الحكومية والدوائر ذات العلاقة، وأدت الى تحطيم ممنهج للقطاع الصناعي الخاص، وبشكل خاص تخريب البيئة اللازمة للنشاط الاستثماري الصناعي. وضرب الخبير أمثلة على ذلك في «رفع تكاليف الإنتاج، وفتح السوق العراقية على مصراعيها لشتى انواع السلع والمنتجات بما فيها ذات النوعية الرديئة، والتي باتت تشكل منافسة غير عادلة للمنتجات المحلية، وإهمال وسائل الدعم والحماية للمنتجات الصناعية الوطنية، وعرقلة حصول المنتجين على التمويل الميسر، وهروب رأس المال الوطني إلى الخارج، وتنفيذ سياسات لا تضمن تكافؤ الفرص فحسب بل وتبعد أيضاً كفاءات هامة عن ساحة العمل المؤثر، وتتركها لتحكم الفاشلين ومزّوري الشهادات، وانتشار الفساد الإداري والمالي في اجهزة الدولة المختلفة، وتضارب التشريعات، والفردية والمزاجية في اتخاذ القرارات، وعدم احترام القانون».

حلول عاجلة

من جانبه، يشير الخبير الاقتصادي د. جاسم محمد حافظ الى ضرورة الإسراع في تنفيذ برامج عاجلة لإنعاش هذا القطاع الذي بات يحتضر، حيث تشير المعطيات الى توقف 18167 مشروعاً صناعياً عن العمل.

ويؤكد في هذا الصدد على «تنويع وتطوير مختلف الفروع الصناعية وتوفير البنى الإرتكازية التي تحتاجها، كشبكة المواصلات والإتصالات والطاقة والكهرباء والماء، وقوننة عمليات الاستيراد بحيث لا يكون لها أي تأثير سلبي على الانتاج الوطني، وزيادة الإعفاءات الضريبية والإعفاءات الكمركية على استيراد وسائل الانتاج، وربط ذلك بمدى تحقيق المصنع للتقدم في الانتاج، وكذلك في توفير القروض الميسرة، وتطوير القطاع المصرفي في البلاد».

وفي معرض انتقاده لاستراتيجية الدولة في تطوير القطاع الخاص، ذكر د. حافظ ان «هذه الإستراتيجية تعاني من تناقض بنيوي يتمثل في الجمع بين نظام السوق المنفلت وبين دعم مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وليدة وذات قدرة تنافسية محدودة».

 *********************************************

الصفحة الخامسة

دعوات لتتبع المتورطين.. اتساع ظاهرة «الاحتيال الالكتروني» في العراق

متابعة – طريق الشعب

اتسعت خلال الآونة الأخيرة في العراق، ظاهرة “الاحتيال الالكتروني” عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إذ يستغل أشخاص محتالون حاجة مواطنين فقراء للعلاج أو للقمة العيش، ويدعون إلى التبرع لهم، وبالتالي يستولون على الأموال المستحصلة. فيما يقوم آخرون بتأليف قصص مؤلمة عن أنفسهم، كأن يدّعون المرض، لغرض استدرار عطف المتابعين ودفعهم إلى التبرع.

تضرر الحملات الخيرية

يقول ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ ظاهرة الاحتيال الالكتروني أضرّت بحملات التبرّع الخيرية التي تستهدف شرائح عديدة داخل المجتمع، كون المواطنين بدأوا يشكّون في صدقية كل مناشدة أو حملة للمساعدة. وبات المتبرعون في الغالب يفضلون المساهمة في الحملات التي يشرف عليها أشخاص يعرفونهم، أو يشرفون عليها هم أنفسهم.

ولا تضع السلطات العراقية أية ضوابط في ما يتعلق بمثل هذا النوع من الحملات، باستثناء تلك التي تنظمها الجمعيات المرخّصة، التي تمتلك حسابات معروفة ولديها وسائل إثبات وتوثيق مختلفة.

ويلجأ أشخاص إلى استغلال حالات إنسانية حقيقية لمرضى ونازحين وفقراء وغيرهم، لعرضها على مواقع التواصل وتخصيص رقم هاتف للتبرّع من خلاله. غير انّ جزءا من تلك التبرّعات يذهب للقائمين على الحملة، فيما آخرون يتجهون لاختلاق قصص لا أصل لها للاستيلاء على مبالغ مالية من المتبرّعين.

وعلى إثر الأزمات الإنسانية والأمنية والمعيشية والاقتصادية التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة، ولا يزال يشهدها، أطلق الكثيرون من الناشطين والمنظمات المدنية في مختلف مدن البلاد، حملات تبرع كان لها أثر كبير في التخفيف من معاناة المتضررين من تلك الأزمات. لكن ظاهرة الاحتيال والتسول عبر مواقع التواصل، كان لها في المقابل تأثير سلبي على الحملات الخيرية - وفقاً لما يؤكده الناشط أحمد جواد في بغداد.

ويعمل جواد ضمن فريق إغاثي ساهم في تنفيذ أكثر من 70 حملة إنسانية استهدفت نازحين ومرضى ومحتاجين من سكّان مناطق عشوائية وفقيرة، من بينها حملة لمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان.

يقول في حديث صحفي أن “الناس باتوا لا يطمئنون لأي حملة تبرّع قبل التأكد ممن يقف خلفها”.

ويضيف قائلا، أنّ “النصب والاحتيال أثّرا على البسطاء والفقراء. فهذه الظاهرة جعلت المواطنين يعدلون عن تقديم المساعدة”، مشيرا إلى أن “المتورّطين بهذا النوع من الجرائم أسوأ من اللصوص الذين يتسلّلون إلى المنازل ليلاً، كونهم يسرقون دواء الفقراء وخبزهم”.

القبض على محتال

قبل أيام أعلنت شرطة محافظة بابل انها تمكّنت من القبض على محتال يقوم باستحصال مبالغ مالية من المواطنين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت الشرطة في بيان لها، أنّ “قوات الأمن تمكّنت من خلال كمين محكم، من إلقاء القبض على شخص يقوم بالاحتيال على المواطنين، عبر نشر صور لأطفال وعائلات محتاجة وحالات مرضية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستحصال مبالغ مالية من ذلك”.

وبحسب البيان فإن المتهم اعتُقل وفقاً لقانون العقوبات، ضمن جرائم النصب والاحتيال.

ويجلب المحتالون صورا حقيقية لمرضى مصابين بأمراض مستعصية، مثلا، ثم يقومون بنشرها على مواقع التواصل من دون علم أصحابها، أو بعد إقناعهم بأنهم سيحصلون لهم على تبرعات، لكنهم في الحقيقة يستولون على التبرعات ولا يمنحون الضحايا إلا الشيء البسيط – وفق ما يؤكده ضابط في وزارة الداخلية لوكالة أنباء “العربي الجديد”.

ويلفت الضابط الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن اسمه، إلى أنّ مراكز الشرطة في عموم البلاد تلقّت بلاغات حول مثل هذه الحالات، مشيراً إلى “وجود صعوبة في السيطرة على جميع جرائم التسوّل الإلكتروني، كون الكثيرون من المتورطين بها يستخدمون أسماء مستعارة. كما أنهم يقومون بتغيير حساباتهم الالكترونية بين الحين والآخر”.

القانون يجرّم المتورطين

إلى ذلك، يؤكد المحامي علي الخفاجي، أنّ قانون العقوبات العراقي يتعامل مع هذه الحالات ضمن جرائم النصب والاحتيال التي تصل عقوبة مرتكبيها إلى السجن سنوات عدة، مشيراً في حديث صحفي، إلى أنّ “الضعف في تطبيق القانون أدى إلى انتشار حالات الاحتيال بشكل مخيف، ومن ضمنها تلك التي تجري على مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويشدّد الخفاجي على “أهمية تنفيذ حملات أمنية واسعة لمراقبة وتتبّع شبكات التسوّل الالكتروني، التي تضرّ بالمواطنين وتسرق أموالهم، فضلاً عن كونها تسيء لسمعة البلاد”.

***********

الحلة.. أحياء سكنية في قلب الإهمال!

الحلة – لفتة عبد النبي الخزرجي

يعاني معظم الأحياء السكنية في مدينة الحلة، إهمالا كبيرا من الناحية الخدمية، خصوصا في قطاع النظافة، الأمر الذي جعل السكان يعيشون في بيئات ملوّثة تعج بالجراثيم والأوبئة. مواطنون عديدون شكوا لـ “طريق الشعب” هذا الحال المزري، مؤكدين أن أكداس النفايات تنتشر في الأزقة والساحات العامة، وتجذب الحيوانات السائبة والقوارض والحشرات، ما يشكل خطرا على الصحة العامة، سيما على الأطفال. 

ولفت المواطنون إلى أن شبكة المجاري المكشوفة، المخصصة لتصريف مياه الأمطار، أصبحت بسبب الإهمال مكبا للنفايات ومنبتا للقصب والحشائش، وباتت بالتالي مأوى للفئران والجرذان، منوهين إلى أن هذه القوارض تدخل منازلهم وتعبث بأطعمتهم.

ولأن نبات القصب مكانا مناسبا لتكاثر البعوض، بدأت هذه الحشرات تنتشر بشكل كبير وتغزو منازل السكان وتؤرقهم ليلا – وفق ما أكدوه.

إلى ذلك، شكا بعض السكان من ظاهرة الجزر العشوائي في الأماكن العامة. إذ يقوم العديد من الجزارين بذبح الماشية في الطرقات وبيع لحمها، ثم يرمون مخلفات الذبح في الجداول المتصلة بشط الحلة، ما يضر بالبيئة والصحة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، أن أماكن الجزر العشوائي أصبحت مرعى للأغنام “في مشهد يذكّر بالمناطق الصحراوية أو الريفية. وكأننا لسنا في مدينة الحلة، قلب حضارة بابل!” – على حد وصف أحد المواطنين.

المواطنون يناشدون المسؤولين في بلدية الحلة، الوقوف عند هذه المشكلات الخدمية، ومعالجتها عاجلا.

**********

رفقا بـ «الوشاش» يا بلدية المنصور!

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا لفيف من سكان المحلة 619 في منطقة الوشاش بجانب الكرخ من بغداد، تراكم النفايات والأزبال في الأزقة والساحات العامة بـ “شكل لافت للنظر”، سيما في الزقاق 17.

وأوضح السكان لـ “طريق الشعب”، انهم يعانون منذ فترة طويلة، إهمال قطاع النظافة، وهذه المشكلة أثرت سلبا على الواقع البيئي والصحة العامة، مبينين أن النفايات باتت مأوى للحيوانات السائبة والقوارض، ومرتعا خصبا للجراثيم والأوبئة.

وأضافوا، أن مشكلة تراكم النفايات سببها عدم رفعها بانتظام من قبل البلدية، وعدم توفر أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض، مطالبين بلدية المنصور، الجهة المسؤولة عن خدمات المنطقة، بالتحرك ومعالجة هذه المشكلة عاجلا، لما لها من أضرار على صحة المواطنين.

**********

قضاء الخضر.. منازل تطل على النفايات!

السماوة – وكالات

شكا مواطنون من سكان منطقة “الصبية الثانية” في قضاء الخضر جنوبي المثنى، تدهور الواقع الخدمي في منطقتهم  “بشكل كبير”، خصوصا من ناحية النظافة.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن منازلهم تطل على مبزل يستخدم لتصريف المياه الثقيلة، بسبب عدم وجود شبكة مجاري في المنطقة، مشيرين إلى أن هذا المبزل تحوّل إلى مكب للنفايات والأزبال، وبسببه باتت المنطقة مأوى للحشرات والقوارض والجراثيم، ما أدى إلى تفشي الأمراض بين السكان.

وناشد المواطنون الجهات المعنية في القضاء، الالتفات لمعاناتهم وتحسين واقعهم الخدمي.

*********

الصفحة السادسة

قطاعات عديدة طالها التأثير السلبي.. وأخرى تترقب تداركا حكوميا.. الحرب الروسية ـ الأوكرانية تهدد عيش العراقيين

بغداد ـ طريق الشعب

في الوقت الذي يستعر فيه الصراع الروسي ـ الأوكراني، بدأت تتعطل إمدادات العديد من السلع الغذائية والإنشائية، التي يعتمد عليها العراقيون في تغطية احتياجاتهم اليومية، الامر الذي ينبئ بأن معيشة الفقراء لم تصل بعد للقاع، ربما هناك حال أسوأ يهدد معيشتهم، ما لم تتدارك الحكومة تلك التداعيات، وتتخذ إجراءات حمائية تمنع التأثير المأساوي المحتمل على حياة الناس.

ويواصل العراقيون بشكل شبه الاحتجاج هنا وهناك تنديدا بارتفاع أسعار المواد الغذائية وشح فرص العمل وغير ذلك، وبالتالي على الحكومة تدارك اندلاع أية تظاهرات غاضبة، اذا ما طالت تداعيات الحرب قوت الفقراء من العراقيين.

105 دولارات برميل النفط

وارتفعت المؤشرات العقود الآجلة للنفط بأكثر من 5 في المائة ، وتباينت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أمس الإثنين، حيث يراقب المستثمرون الأزمة الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة.

وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من 7 دولارات إلى 105.07 دولار للبرميل، وتجاوز خام برنت مستوى 100 دولار الأسبوع الماضي، حتى أنه لامس 105 دولارات قبل تقليص المكاسب. وبالتالي فان ذلك ينعكس بشكل إيجابي على إيرادات العراق من النفط

السليمانية.. أول المتضررين

وقال بيشوا سيروان (وهو رجل أعمال في السليمانية) في حديث مع موقع غرفة التجارة في السليمانية، ان أوكرانيا قررت ايقاف التعامل معهم تماما، بسبب الإعلان عن حالة الطوارئ هناك لمدة 30 يوما، مشيرا الى ان ذلك “”يسبب ضررا كبيرا لرجال الأعمال”.  

وتشمل المنتجات الاوكرانية المصدرة الى السليمانية، مجموعة متنوعة مثل الاغذية والعصير والالبان والأندومي ومساحيق النظافة والفحم والعديد من المنتجات الاخرى. 

وطبقا لكلام سيروان، ان “التجار يبحثون عن إيجاد بدائل أخرى للبضائع والمواد الأوكرانية، في الدول المجاورة للعراق كتركيا وإيران”. 

إيران وتركيا تتصدران المستفيدين

وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة العراقية الايرانية المشتركة حامد حسيني، لوكالة “فارس” الايرانية، إن واردات العراق من اوكرانيا ستنخفض عقب التطورات الجارية فيها، وبهذا ستستطيع ايران الاستحواذ على حصتها من السوق العراقية.

وزاد حسيني، أن “إيران وتركيا من أوائل البلدان التي تستطيع تلبية احتياجات العراق”.

زيت عباد الشمس

ونبّه تقرير أعدته صحيفة “المونيتور” الامريكية، الى ان واردات زيت عباد الشمس في الشرق الأوسط قد تتأثر قريبا بالهجوم الروسي على أوكرانيا.

وكان العراق قد استورد ما نسبته 87.8 في المائة من زيت عباد الشمس من أوكرانيا في عام 2020.

ووفقا لمرصد التعقيد الاقتصادي ـ مقره معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا  ـ أن أوكرانيا كانت أكبر مصدر لبذور عباد الشمس - زيت القرطم (زيت العصفر) في عام 2019، إذ شكلت 45.8 في المائة من الصادرات العالمية، واحتلت روسيا المرتبة الثانية بنسبة 23.4 في المائة من السوق.

تعطيل أسلحة الخط الثاني

وناقشت صفحة خلية الخبراء التكتيكية (متخصصة بالجانب العسكري العراقي) في تدوينة مطولة: المخاطر والاثار المحتملة للعقوبات المفروضة على روسيا، على قطاع التسليح العراقي من الاسلحة الروسية، وامكانية ان تخرج اسلحة روسية ومروحيات مقاتلة مهمة عن الخدمة.

وتشكل هذه الاسلحة، بحسب الدراسة، ما لا يقل عن 20 في المائة من القوة الضاربة للجيش العراقي، وتمثل في اغلبها اسلحة خط ثاني واسلحة ساندة للقوات العراقية.

خبير يكشف مؤثرات عديدة

وسلّط استاذ الاقتصاد في جامعة البصرة الدكتور نبيل المرسومي، الضوء على آثار العقوبات ضد روسيا جراء غزوها لأوكرانيا، والمتمثلة بإخراجها من نظام “سويفت”، على استثماراتها في قطاع الطاقة العراقي.

ونظام سويفت ـ اسم مختصر لجمعية الاتصالات المالية بين المصارف في العالم ـ يربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية، تعمل في أكثر من 200 بلد، ما يجعلها بمثابة العمود الفقري لنظام التحويلات المالية في العالم، وهو أقوى الأسلحة المالية التي يمكن أن تُعاقب به دولة، إذ يقطع البلاد عن جزء كبير من النظام المالي العالمي. 

وقال المرسومي، في تدوينة طالعتها “طريق الشعب”، إن إخراج روسيا من سويفت يؤدي الى إلحاق الضرر بالتجارة الروسية، وسيكون من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية، إذ أن بنوكها لن تكون قادرة على التواصل بشكل آمن مع البنوك خارج حدودها، وهي نفس العقوبة التي صدرت بحق إيران في عام 2014 بعد التطورات في برنامج طهران النووي.

وزاد المرسومي، أن تلك العقوبات يمكن أن تؤثر على العراق، إذ أن السوق الآسيوية تستورد نحو ثلثي صادرات العراق من النفط الخام وخاصة الهند والصين، إذ ستعرض روسيا خام الأورال المماثل لخام البصرة المتوسط بأسعار مخفضة وهو ما قد يفقد العراق جزءا من حصته السوقية في آسيا. في حين يمكن للعراق أن يزيد من صادراته النفطية إلى الأسواق الأوروبية خاصة في ضوء ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على الصادرات النفطية الروسية.

وأشار إلى أنه “وفي المقابل هناك استثمارات روسية في قطاع النفط والغاز العراقي تزيد عن 13 مليار دولار، وستتأثر معظم الاستثمارات الروسية في العراق وخاصة للشركات العاملة في حقول التراخيص النفطية التي تسدد تكاليفها وأرباحها عينا أي مقابل كمية معينة من النفط المنتج مما يتطلب البحث عن آلية جديدة لتسوية الحسابات مع الحكومة العراقية”.

للقمح.. حكاية أخرى

فيما حذر الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، من ان العراق سيتأثر بارتفاع اسعار القمح عالميا، على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية، مردفا “الا انه الأقل تأثرا من باقي الدول العربية”.

وقال علي: ان “اوكرانيا وروسيا تشكلان سلة الحبوب لنحو 30 في المائة من دول العالم وغيابهما سيشكل شحا في المعروض الدولي من القمح. والدول العربية من بين أبرز مشتري القمح الاوكراني والروسي وخصوصا مصر والمغرب”.

واضاف ان “العراق هو الأقل تأثرا نسبيا من باقي الدول العربية، كونه يعتمد غالبا على مصادر متنوعة للقمح منها الإنتاج المحلي وكذلك الاستيراد من استراليا”، مستدركا في الوقت نفسه ان “الحنطة الاوكرانية تدخل بشكل غير رسمي وتسوق الى السايلوات على انها حنطة محلية”.

وفي السياق، اكدت وزارة التجارة، ان العراق لديه خزين جيد من الحنطة لمواجهة الازمة الحالية في اوكرانيا من خلال الانتاج المحلي، اضافة الى التعاقد مع استراليا لتوريد القمح منهم وبكميات جيدة.

 *****************************************

عائداتها لم تتحقق.. خلل في التقدير أم ضعف في التحصيل؟.. الموارد «غير النفطية» أرقام على الورق!

بغداد ـ عبد الله لطيف

يثار الجدل بين حين وحين حول موضوع الواردات من غير النفط في الموازنة العامة للدولة، والتي قدرت في العام الماضي بـ 20 تريليون دينار، غير ان هذا الرقم لم يتحقق، الامر الذي يثقل الميزانية بأعباء إضافية

وتتمثل الإيرادات غير النفطية بالرسوم والضرائب وايجارات الدولة وحصة الحكومة من الشركات الرابحة صاحبة التمويل الذاتي وغيرها.

إيرادات غير متحققة

المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء مظهر محمد صالح، قال لـ»طريق الشعب»: ان «الإيرادات غير النفطية في موازنة عام 2021 قدرت بـ 20 تريليون دينار، وكان الايراد الكلي للموازنة حينها 99 تريليونا». وأضاف صالح، أن «الإيرادات غير النفطية تمثل الرسوم والضرائب ورسوم كمركية وايجارات الدولة وحصة الحكومة من الشركات الرابحة صاحبة التمويل الذاتي»، مؤكداً أن «إيرادات الكمارك والمنافذ تشكل 50 في المائة من الإيرادات غير النفطية». 

وأوضح قائلاً: «صحيح ان الموازنة قدرت ان تكون نسبة الإيرادات غير النفطية بـ 20 في المائة، ولكن على المستوى العملي لم تتحقق هذه النسبة، ما زاد العبء اكثر على الموازنة»، مبيناً أنه «عندما لا تتحقق النسبة المقدرة فإن هناك خللا أما في التقديرات او ضعفا في الجهات التحصيل».

تقدير خاطئ

وقال الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي، أن «تقدير ان تكون الإيرادات غير النفطية 20 تريليونا في الموازنة غير صحيح»، مبيناً أن «الإيرادات غير النفطية في العراق بأفضل الحالات لم تتجاوز الـ12 تريليونا في العقود الأخيرة».

وأضاف العلي في تصريح لـ»طريق الشعب»، أن «القائمين على السياسات الاقتصادية افترضوا ان يقوموا باستقطاعات من رواتب الموظفين وزيادة الضريبة للوصول الى 20 تريليونا».

وتابع أن «كل الجهود التي بذلت في خصوص ضبط الكمارك والضريبة لم تنجح، لان الإيرادات التي جمعت من الضريبة كان فيها نوع من التهرب وكذلك المسألة تخص الكمارك رغم الاحاديث الحكومية التي أكدت أتمتة الكمارك والسيطرة على المنافذ، لكن كل ذلك لم يتحقق منه شيء».

وأكد أنه «حتى اذا حصل ضبط للمنافذ والكمارك فأننا لن نتمكن من تحقيق الأرقام المقدرة في الموازنة»، مبيناً أن «الميزان التجاري يؤكد أن قيمة البضائع الداخلة تقدر بـ 50 مليار دولار، وان عائدها الجمركي يقدر بـ 5 مليار دولار، ولذا لا يمكن تحقيق الأرقام المقدرة في الموازنة».

الكمارك تمتنع.. والحجة؟

وقال المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية علاء الدين القيسي، في تصريح خص به «طريق الشعب»: أن «ضبط إيرادات المنافذ الحدودية، وصلاحية كشف واردات المنافذ لهذا العام او العام الماضي، من مهام الكمارك».   وحاولت «طريق الشعب» الاتصال بمسؤولي المكتب الإعلامي في هيئة الكمارك للحصول على تصريح حول الموضوع، لكنهم لم يتعاطوا مع الاتصال، وطلبوا من الصحيفة ان تحصل على موافقة رسمية من قبل الهيئة، ليقوم المكتب الإعلامي بتخصيص متحدث للإجابة، لكن ردود كهذه تعني تهربا من الإجابة وتوجيها بعدم التعاطي مع الاعلام وحجب المعلومة عنه.    ونفى القيسي وجود «منافذ حدودية غير رسمية في ديالى او ميسان والبصرة والانبار»، مردفا ان «جميع منافذ إقليم كردستان الرسمية وغيرها هي خارج سلطة الحكومة الاتحادية».  وأضاف القيسي أن «إجراءات جديدة حدثت في المنافذ الحكومية بتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تمثلت في متابعة وتقييم العاملين واجراء التدوير الوظيفي، اضافة إلى معالجة ظاهرة الحاويات المتكدسة ومتابعة المخالفات المحالة».

وأكد ان «الإجراءات في المنافذ تعززت بعد إجراءات حكومية كثيرة تمثلت في فرض هيبة الدولة ومنع التزوير والتغيير في وصف البضاعة ومحاربة التهريب بكل اشكاله، وخلق بيئة امنة لكل الدوائر العاملة». 

 ******************************************

نحو استراتيجية جاذبة للكفاءات العلمية المهاجرة

ابراهيم المشهداني

تعد الكفاءات العلمية المهاجرة قسرا أو المهيأة للهجرة في معظم النظم الاقتصادية في العالم، إحدى أهم ركائز عملية التنمية المستدامة وأن استثمار هذه الموارد في عملية إعادة البناء تعتمد قبل كل شيء التركيز على قيمة القدرات الفكرية لديها وفي نفس الوقت النظر إلى الكفاءة العائدة كضرورة حاكمة في كافة العمليات التي تدخل فيها بوصفها تعليما وتدريبا واختراعا وابتكارا.

   لقد تعرض العراق خلال العقود الاربعة الماضية إلى ظروف ممعنة في قسوتها قادت إلى  هجرة عشرات الألوف من العقول العلمية والمواهب إلى مختلف دول العالم وخاصة الدول الغربية المتطورة التي قدمت للمهاجرين أفضل أسباب التوطين والاستثمار وتبوأ الكثير منهم مواقع مهمة وابدعوا في انجازاتهم هناك في قطاعات الادارة والاقتصاد والطب، فعل سبيل المثال لا الحصر نشر موقع Inside Arabia   الامريكي في تقرير له قبل عشر سنوات حيث أجرت منظمة الهجرة الدولية  (IOM)  بالتعاون مع وزارة الخارجية البريطانية وقدرت ان نسب الشباب العراقيين  الراغبين في  الهجرة تصل إلى 99 في المائة .

   إن معظم أشكال الهجرة من العراق كانت قسرية لجملة من العوامل تقف في مقدمتها العوامل السياسية التي تتمثل بغياب حرية التعبير التي رافقتها أساليب القمع والترهيب فضلا عن الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق عامي 2006و و2007 بدفع وتحريض خارجي تضاف لها العوامل الامنية بعد اجتياح العراق المنظومات الارهابية المدعومة خارجيا بما فيها دول الجوار وكلها تستهدف تركيع العراق وابقائه في أسوأ حالاته رغم الموارد الكبيرة التي دخلت في خزائنه، يضاف لهذه العوامل غياب الادارات الكفؤة التي تحولت إلى عوامل طاردة للكفاءات والهدر الكبير في الانفاق الكلي الذي وفرته الموازنات السنوية بسبب الفساد المستشري في أجهزة الدولة مما ترتب عليه ضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات العلمية وانخفاض المستوى المعيشي وانعدام الاهتمام بالكفاءات الواعدة .

إن موجات الهجرة التي تعرض لها العراق لم تحصل دون ان تترك خلفها آثارا ومضاعفات وجدت انعكاساتها على مجمل أوضاع وقطاعات الاقتصاد والمجتمع وتتجلى في ضياع الجهود والتكاليف المادية الهائلة المبذولة في إعداد هذه الكفاءات وخاصة النادرة منها مما جعلها والحالة هذه جاهزة للاستخدام في دول المهجر وتبديد الموارد الانسانية والمالية التي انفقت على تعليمها وتدريبها وتطويرها علما وخبرة فضلا عن ذلك اضعاف وتدهور الانتاج العلمي والبحثي مقارنة بما متوفر في بلدان اللجوء.

لقد بذلت الحكومة العراقية على استحياء في استقطاب بعض هذه الكفاءات فقد تبين من إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين أن عدد الكفاءات العائدة للفترة من عام 2003 و2018 بلغ 3933 كانت نسبة الذكور 80،9 في المائة فيما كانت نسبة الاناث 19،1 في المائة بينهم 48،8 من حملة الدكتوراه و42،8 من حملة الماجستير و8،4 حملة الدبلوم العالي.

 إن الدولة العراقية بكافة وزاراتها ومؤسساتها المعنية بعودة الكفاءات مطالبة بوضع استراتيجية خاصة بمعالجة عودة الكفاءات والاحتفاظ بالكفاءات المتواجدة في الوطن والتي تقاسي ظروفا صعبة تجعلها مهيأة للهجرة مع توفير كل المستلزمات الضرورية لتنفيذها، وهنا مقترحان:

  1. تشريع القوانين وسن التعليمات الخاصة بحماية الكفاءات العلمية الموجودة وضمان مستوى معيشي مانع للتفكير بالهجرة وحمايتهم وحماية العائدين من اي شكل من اشكال التهديد والابتزاز وان تشتمل هذه التشريعات على تشجيع الكفاءات المهاجرة التي توفر لهم كل حوافز العودة الطوعية واتاحة الفرصة أمامها للأبداع والتطوير والتعامل معهم كثروة وطنية لا يمكن التفريط بها.
  2. ضمان حرية التفكير والابداع وايجاد المناخ المناسب أمام الكفاءات العائدة وتمكينها من تقديم عصارة افكارها وخبرتها في عمليات البناء الاقتصادي والعلمي والاسهام الفعال في معالجة المشاكل الاجتماعية المتراكمة.
  3. العمل على تنظيم مؤتمر للمغتربين العراقيين لمناقشة اوراق عمل تعدها المؤسسات الحكومية تبحث في العوامل والشروط الضرورية لعودة الكفاءات العلمية في مختلف الميادين وكل ما من شانه تحفيز عمليات التنمية المستدامة ووضع توصياتها موضع التنفيذ.

 *********************************************

الصفحة السابعة

التطورات مستمرة حتى ساعة اعداد هذا التقرير.. جولة مفاوضات اولى  وعقوبات اقتصادية تنذر بعواقب وخيمة

متابعة ـ طريق الشعب

مع دخول الحرب بين روسيا واوكرانيا يومها الخامس، تسارع الدول الغربية الى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، فيما لا يبدو ان المفاوضات بين الجانبين التي بدأت امس  ستحقق سريعا نتائج ملموسة.

تهديد لروسيا

وأعلنت الرئاسة الروسية إن دعم دول أوروبا لأوكرانيا يعد تهديدا مباشرا للدولة الروسية، واتهمت أوكرانيا باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

ورفضت الرئاسة الروسية التعليق على إمكانية اندلاع مواجهة مع دول الاطلسي، مؤكدة إن دعم أوكرانيا بالأسلحة أمر خطير ومزعزع للاستقرار، وإن العقوبات التي تم فرضها على روسيا قاسية “لكننا قادرون على تخفيف الضرر”. وأكد ت ان “لدينا خطة للرد على العقوبات يجري تنفيذها”.

انطلاق المفاوضات

وانطلقت في مقاطعة جوميل البيلاروسية يوم أمس المحادثات بين وفدى موسكو وكييف، على خلفية استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقا لـ “روسيا اليوم”.

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الهدف الرئيسي للمحادثات مع روسيا هو وقف إطلاق النار فورا، وسحب القوات الروسية من البلاد.

في المقابل، رفض الكرملين التعليق على الهدف الأوكراني من المحادثات. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، إن عملية التفاوض بدأت للتو، “فلننتظر ونرى”.

كما شدد على وجوب أن تجري المحادثات في جو هادئ وصامت، دون ضوضاء وصخب.

جلسة طارئة

و قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكى فى تصريحات صحفية، إنه ناقش مع قادة الدول الأوروبية موضوع تشكيل اتحاد لمواجهة روسيا، مؤكدا أن العقوبات الغربية لها تأثير كبير على الاقتصاد الروسي.  وأضاف زيلينسكى، إننا ندافع عن بلدنا ولا نتحمل أي مسؤولية عن إراقة الدماء، واضاف: “نطالب بالانضمام فورا إلى الاتحاد الأوروبي”. في غضون ذلك تبنى مجلس الأمن الدولي، بناء على طلب من الدول الغربية، قرارا يدعو إلى عقد “جلسة طارئة” للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة موضوع الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأيدت القرار الذي طرحته الولايات المتحدة وألبانيا، 11 دولة في حين صوتت روسيا ضده وامتنعت الإمارات العربية المتحدة والصين والهند عن التصويت.

دعم لأوكرانيا

وقرر الأوروبيون إرسال أسلحة لأوكرانيا من صواريخ وقاذفات صواريخ ورشاشات، اضافة الى مجاميع مسلحة.  وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر، إن وزراء دفاع دول التكتل سيجتمعون عبر الإنترنت لتنسيق مساعداتهم لأوكرانيا بعد أن قرر الاتحاد للمرة الأولى تمويل شراء أسلحة وإرسالها إلى كييف.

عقوبات اقتصادية

ودخلت حيز التنفيذ مجموعة من العقوبات الاقتصادية التي تستهدف النظام المالي في روسيا، وتعتبر هذه العقوبات غير مسبوقة وتصنف على أنها حرب اقتصادية، وإنها أشبه باستخدام سلاح مدمر في مسرح حرب اقتصادية. وهي مصممة لدفع روسيا بأكملها إلى الركود العميق، مع إمكانية تكبدها ثمنا فوريا من حيث استقرارها المالي والاجتماعي.

ويعتبر استهداف بنك مركزي لدولة عضو في مجموعة العشرين أمرا غير مسبوق. ومثلما أعلن البيت الأبيض والخارجية البريطانية، فإن الهدف من ذلك هو “شل” قدرة البنك المركزي الروسي على حماية نظامه المالي من العقوبات.

وعلى سبيل المثال، فإن إخراج موسكو من نظام الدفع الدولي سويفت، سيؤدي إلى إحداث ضرر بالغ بالشركات والمؤسسات المالية المدينة في روسيا، سواء الآن أو عبر عقود مالية طويلة الأجل.

موقف صيني

من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، أن فرض عقوبات أحادية الجانب من قبل دول منفصلة قد يعقد عملية التسوية السياسية في أوكرانيا.

وفي تعليقه على فصل عدد من المصارف الروسية عن نظام “SWIFT” للمدفوعات، قال وانغ وو بين أمس الاثنين: “لقد ثبت مرارا  وتكرارا انه لا يمكن للعقوبات أن تحل المشاكل، لكنها يمكن أن تخلق مشاكل جديدة. ويخص هذا مجال الأرقام المزدوجة والمتعددة في الاقتصاد وانتشار التأثير السلبي على عمليات التسوية السياسية”.

وأضاف أن الحكومة الصينية تدعو طرفي النزاع في أوكرانيا للعودة إلى طريق المحادثات وتنفيذ التسوية السياسية للقضية الأوكرانية.

هذا ومازالت العمليات العسكرية الروسية التي أعلن عن تنفيذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأراضي الأوكرانية جارية منذ يوم الخميس الماضي.

وفي وقت متأخر من مساء أمس اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ونظيره الاوربي “يويفا” ابعاد روسيا من تصفيات كأس العالم. فيما قالت وكالة الفضاء الاوربية ان الاطلاق المزمع لمهمة مشتركة مع روسيا الى المريخ خلال العام الحالي “مستبعد للغاية”

 ***********************************************

مضاعفة الجهود لبناء عالم متعدد الاقطاب.. الشيوعي اللبناني ينهي أعمال مؤتمره الـ 12 بنجاح

بيروت ـ وكالات

أنهى الحزب الشيوعي اللبناني، أخيرا، أعمال مؤتمره الوطني الثاني عشر بمشاركة واسعة من مندوبي منظمات الحزب في لبنان الخارج.  وأقرّ المؤتمر الوثيقة الفكرية والسياسية والبرنامجيّة، والتعديلات على النظام الداخلي وتوصيات المندوبين. كما أخذ المؤتمر مجموعة من القرارات وأبرزها قرار حول القضية الفلسطينية وقرار حول استكمال المواجهة في الانتخابات النيابية وقرارات حول شهداء الحزب ورفات المفقودين وحول قضية الأسير جورج عبدالله، وغيرها من القرارات السياسية والتنظيمية.

وانتخب المؤتمر الذي امتدّ على مدار اربعة أيام وسبقته مئات المؤتمرات القاعدية وعدد من الندوات المحلية والدولية، لجنة مركزية جديدة وهيئة دستورية وهيئة رقابة مالية. وسوف تجتمع اللجنة المركزية الجديدة لانتخاب الأمين العام للحزب، ومن ثمّ تشكيل مكتب سياسي خلال الأيام المقبلة.

وشارك في تحضير مشاريع الوثائق الأربع للمؤتمر، مئة رفيقة ورفيق، وتضم الوثائق: الوثيقة الفكرية – السياسية والبرنامجية والتقرير التقييمي التنظيمي، ووثيقة تقييم انتفاضة 17 تشرين، ومشروع التعديلات المقترحة على النظام الداخلي”.

وقال سكرتير الحزب في كلمة له في حفل افتتاح المؤتمر، أن “الوثيقة الفكرية – السياسية، أجمعت على أن الماركسية – اللينينية تشكل مرجعية الحزب الفكرية”، مؤكداً أن “ازدواجية بنية الرأسمالية العالمية، أي وجود بنية إمبريالية مسيطرة من جهة وبنية رأسمالية تابعة من جهة أخرى، جعلت النضال الطبقي في بلادنا في مواجهة الرأسمالية التابعة، جزءا لا يتجزأ من النضال من أجل التحرّر الوطن”.

ودعا غريب، الحركة الشيوعية إلى “مضاعفة جهودها وكفاحها لبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وأكثر توازنا، بعدما أدّى تطور الاحداث في العالم خلال العقدين الاخيرين الى وضع هيمنة الولايات المتحدة”.

وأشار إلى أنه من واجبنا كأحزاب شيوعية عربية ويسار عربي السعي الى “استخدام كل أشكال النضال الملائمة والمطلوبة، كلّ في بلده بالدرجة الأولى وعلى المستوى القومي عموما، بغية بلورة مشروع إنقاذيّ جذريّ بديل يتصدّى لمهمّة ملء الفراغ الذي أحدثه انهيار حركة التحرر في عالمنا العربي. ويجب أن تكون لهذا اليسار هويته الواضحة ومبادئه وقيمه القائمة على التصدّي للإمبريالية والصهيونية، وعلى خوض النضال الدؤوب من أجل تفكيك التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية”.

 *******************************************

السودان.. لجان المقاومة تكشف عن وثيقة سياسية

الخرطوم ـ وكالات

كشفت لجان المقاومة في السودان، يوم أمس الاول، عن ميثاق سياسي، حددت فيه المطالب الرئيسية التي تأمل أن توحد صف القوى المدنية.  وحدد الميثاق الذي أعلنته لجان المقاومة “فترة انتقالية مدتها عامان في ظل حكم رئيس للوزراء يعينه الموقعون على الوثيقة ليكون رئيسا للدولة والقائد العام للجيش لحين تصديق مجلس تشريعي انتقالي على الدستور”.

ودعا الميثاق إلى “محاسبة القادة العسكريين والمدنيين المتورطين في الاستيلاء على السلطة في 25 تشرين الأول”، رافضاً “أي تفاوض مع الجيش”.

والميثاق هو محاولة للاستفادة من قوة التحرك في الشارع وتحويله لقوة سياسية متسقة بعد أن أفرز هذا التحرك مسيرات واحتجاجات حاشدة على مدى أشهر لكنه واجه قمعا أمنيا قتل فيه العشرات. كما تعرض أعضاء في لجان المقاومة للاعتقال لكن كثيرين أفرج عنهم الأسبوع الماضي خلال زيارة لمسؤول من الأمم المتحدة. وتجنب الميثاق “عددا من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة”، مشيراً إلى أن “أي قوى لم تشارك في نظام البشير ولا في الانقلاب يمكنها التوقيع عليه بالتأييد”.

وتجاهل الميثاق وثيقة انتقالية في 2019 أسست للشراكة بين الجيش والمدنيين، ودعا لمراجعة شاملة لاتفاق جوبا للسلام الموقع في 2020 في محاولة لإنهاء الاقتتال الداخلي في البلاد.

ووضع الميثاق تصورا لتأسيس محاكم مختصة بالنظر في قضايا حقوق الإنسان وخيار اللجوء لمنظمات دولية لتحقيق العدالة الانتقالية.

 ************************************************

تقرير: تصاعد القمع في تونس يهدد بانفجار الوضع

واشنطن ـ وكالات

رغم نفي الرئيس التونسي قيس سعيد سعيه لإرساء نظام حكم الرجل الواحد وتأكيده على حماية الحريات، فإن تصاعد القمع في البلاد يراه كثيرون بمثابة علامة تحذيرية لديمقراطية تونس الوليدة. 

وأشار الموقع في تقرير له تناول فيه الاوضاع في تونس، إلى أنه “مع تضاؤل هامش الحريات وانهيار الاقتصاد في ظل حكم سعيد يغلي الغضب والاضطرابات في تونس مجددا، ما يهدد بانفجار الوضع في جميع أنحاء البلاد”.

وأضاف أنه “بعد فوز ساحق في انتخابات عام 2019 اتُهم سعيد، بسحق الثورة من خلال الاستيلاء على السلطة وقمع المعارضة عبر ممارسات أعادت للأذهان أصداء أيام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي”.

وقال إن “سعيد دافع عن قراراته بتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة في تموز الماضي، باعتبارها كانت ضرورية لإنقاذ البلاد من الفوضى والفساد”.

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه إذا كان التونسيون قد استمتعوا حتى ماض قريب بحرية التعبير التي اكتشفوا طعمها حديثا إلا أن منتقدي سعيد يمكنهم الآن أن يواجهوا المحاكمة لمجرد بثهم منشورا على فيسبوك كما حدث مع أحد المحامين الذين حكم عليهم غيابيا يوم الجمعة الماضي 10 أشهر سجنا، لمجرد وصفه تحركات الرئيس بأنها “انقلاب”.

ولفت الموقع إلى أن “هذه التطورات تأتي في وقت عصيب بالنسبة لاقتصاد هذه الدولة الواقعة في شمال افريقيا والمعتمد على السياحة والزراعة، فبعد سنوات من سوء الإدارة فاقمتها ظروف جائحة كورونا دفعت السلطات للحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي ستحتاج على الأرجح إلى توافق سياسي بشأن التخفيضات المؤلمة في الإنفاق التي ستتضمنها”.

 ****************************************

لمواجهة سياسات الليبرالية الجديدة والحرب.. إيطاليا: مجموعة برلمانية تمثل اليسار الجذري في البرلمان

رشيد غويلب

شهد البرلمان الإيطالي تأسيس مجموعة برلمانية مناهضة للحرب والليبرالية الجديدة، ومن أجل العدالة الاجتماعية وحماية البيئة. وبهذا امتلك اليسار الجذري، بعد سنين، تمثيلا في البرلمان مرة أخرى.

كانت الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2018 بمثابة إخفاق تام لليسار الجذري الإيطالي، ممثلا بـتحالف “سلطة الشعب”، الذي ضم الأحزاب والمنظمات الشيوعية، والجماعات البيئية، والعديد من المجموعات والمبادرات الأخرى، وحصل على 1.3 في المائة فقط، وبالتالي فشل اليسار الجذري مرة أخرى في الوصول إلى البرلمان. ولم تكن المشاركات الانتخابية المختلفة اللاحقة في انتخابات الاتحاد الأوروبي أو في الانتخابات الإقليمية أفضل حالا.

منذ 16 شباط 2022 يضم البرلمان الإيطالي مجموعة برلمانية مكونة من أربع نائبات (دوريانا سارلي ويانا إيهم وسيلفيا بينيديتي وسيمونا سوريانو) تمثل قوى اليسار الجذري حملت اسما طويلا وغير معتاد هو “منفستو أي، سلطة للشعب، حزب إعادة التأسيس الشيوعي -اليسار الأوروبي” والتسمية تتكون من مسميات قوى اليسار الرئيسة الداعمة للمجموعة، وعمليا يشار للمجموعة اختصارا “منفستو أي”

وجاء في بيان مشترك للمجموعة البرلمانية والقوى السياسية الداعمة لها، “تريد مانيفستو اي طرح وتعزيز وبناء برنامج سياسي ملموس يضع العدالة الاجتماعية والبيئة والانسان في مركزه، ويطلق نموذجًا للتنمية يعارض بشدة وصفات الليبرالية الجديدة وعمليات الخصخصة، وتجاوز السلطة الاقتصادية والسياسية المهيمنة التي تجاهلت منذ فترة طويلة المصالح الجماعية. في الوقت الذي تهب فيه رياح الحرب التي تهدد بالانفجار في أوكرانيا، وتهدف مانيفستو أيضا إلى العمل كفضاء لمقاومة حازمة ضد الحرب ولتعزيز السلام باعتباره الحل الوحيد الممكن”.

وقالت المتحدثة باسم المجموعة، المحامية الصقلية سيمونا سوريانو في المؤتمر الصحفي في قاعة البرلمان: “مانيفستو هو نداء لمن لا صوت لهم لرفع رؤوسهم والتظاهر”. “نحن تجمع لحركات وأحزاب ونقابات تعتبر نفسها اليسار البديل لأن اليسار لم يعد حاضرا في البرلمان. نريد أن نعطي صوتا لا صوت له في المؤسسات، صوت واضح لليسار ضد حكومة دراغي”.

وأضافت، ان التعاون مع الحزب الشيوعي إعادة التأسيس، و”سلطة الشعب” مرتبط بكون الحزبين لم يتخليا عن النضال من أجل حقوق “الذين تحملوا دائمًا في السنوات الأخيرة وزر قرارات السياسات الخاطئة، وصوتهم بالكاد ممثلا في المؤسسات”.

ويركز العمل المشترك على عالم العمل وحقوق الفئات الأضعف، بدءا بحقوق المهاجرين. ومنذ أكثر من عام كان هناك عمل مشترك بين البرلمانيات الأربع وهذه القوى بشأن القضايا المشتركة، وحان الوقت لجعل هذا التعاون أكثر تنظيما وعلانية.

وأكدت دوريانا سارلي انهن لا يردن قيادة منظمة جديدة، او تشكيل قائمة جديدة، او تأسيس حزب جديد “لقد ولدنا لنكون جزءا من كل هذا، مكانا للتجمع للاستماع حقا ودعم مطالب الفئات الأكثر ضعفا والعمال والمهمشين برلمانيا. لهذا السبب، من الضروري العمل المشترك مع الحزب الشيوعي إعادة التأسيس و”سلطة الشعب”، هذه القوى لديها تاريخ ملموس وعملت دائما بهذه الروحية”.

ويريد التجمع الذي تشكل لمعارضة حكومة دراغي، ان يصبح نقطة انطلاق لـ”حوار مفتوح مع كل القوى التي تصف نفسها باليسار، والتي يتم تجالها من القوى الممثلة في البرلمان”. وجاء في بيان للمجموعة البرلمانية “نريد خلق فضاء يساري وبيئي أصيل حيث تجري محاولة خط مسار مشترك وموحد يمكن للسياسة من خلاله أن تتعامل مع الاحتياجات الحقيقية للمواطنين”.

وشارك في الإعلان عن المجموعة في البرلمان السكرتير الوطني للحزب الشيوعي إعادة التاسيس ماوريتسيو أكربو ، الذي تحدث عن “الحاجة إلى معارضة داخل البرلمان”، و”صوت سلمي حقيقي”، في برلمان الأطلسي، لا يرتدون خوذة الناتو على رؤوسهم”. و”إن ظهور مجموعة المانيفستو أمر إيجابي للغاية بالنسبة لنا في الحزب الشيوعي إعادة التأسيس، فلطالما اقترحنا تجميع الأحزاب والحركات لخلق معارضة اجتماعية وسياسية يسارية وبيئية كبديل لليمين ويمين الوسط، ويسار الوسط الداعم لحكومة دراغي”.

واكد غوليانو راناتو السكرتير الوطني لـ”سلطة الشعب” ضرورة ادخال المعارضة غير البرلمانية لحكومة دراغي الى داخل البرلمان. ومن غير المعقول ان يخلو البرلمان ممن يمثل مصالح العمال، في بلد فيه 5 مليون عاملة وعامل، يتقاضون اقل من 9 يورو في الساعة، وواحد من كل أربعة عمال يعيش في الفقر. ولا يمكن القبول بخلو البرلمان ممن يرفض استعدادات الحكومة لإرسال قوات الى أوكرانيا.

ان وجود مجموعة برلمانية تمثل اليسار الجذري في البرلمان الإيطالي، يمكن ان يكون حافزا لتجميع قوى اليسار الجذري والاستعداد لانتخابات في عام 2023، في بلد كان لليسار الجذري فيه دور متميز وتاريخ مجيد.

*************************************

الصفحة الثامنة

القائد الانصاري الشهيد كانبي عثمان - كانبي كَجكه

شه مال عادل سليم

دعوة لاحياء ذكراه :

ولد النصير (كانبي عثمان ـ  كانبي كَجكه) في قرية (ﮔﻪره شيخان) التابعة لناحية (قوشته به) عام 1951،  كان احد الكوادر الشيوعية المعروفة  في اربيل إمتاز بالشجاعة والنشاط في التصدي لاعتداءات العناصر المعادية للحزب الشيوعي العراقي داخل مدينة اربيل وخارجها وبسبب نشاطه الثوري والتزامه وشجاعته اُرسل إلى موسكو للدارسة الحزبية في 1/ 7 / 1977، وبعد اكمال دراسته  بنجاح عاد إلى الوطن.

بعد انفراط عقد الجبهة المشؤومة بين البعث الفاشي والشيوعي العراقي اواخر عام 1978، التحق الرفيق كانبي كجكة بقوات انصار حزبة وشارك في معارك كثيرة ضد النظام البعثي الفاشي ابرزها: معركة حسن بك في دشت اربيل وقرجوغ وملحمة هيلوه وبستانة وهنارة ومعارك بطولية كثيرة اخرى، حين ارعبوا ازلام النظام ولقنوهم دروساً قاسياً، واستطاعوا فيها احتلال العديد من الربايا والسرايا ومقرات الأفواج (الجحوش) وتمكّنوا من الحصول على كميات وفيرة من السلاح والعتاد واجهزة الاتصالات والسيارات واسروا عديداً من ازلام ومرتزقة النظام البائد وخاضوا وانتصروا في عشرات المواجهات الباسلة والمصيرية رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى.

وحتى بعد عمليات الانفال الاكثر من سيئة الصيت واضطرار وحدات بيشمركة الاطراف الكوردستانية بشكل عام إلى الانسحاب نحو الشريط الحدودي مع ايران وتركيا فان نشاط البيشمركة الشيوعيين الابطال لم يتوقف، اذ استطاعت مفارز فدائية شيوعية اختراق خطوط قوات النظام البائد ونزلت إلى العمق في مناطق اربيل وكفري ورانية وقامت بنشاطات بارتيزانية هامة بقيادة القائد الانصاري  (كانبي كجكة) الذي كان يقارع النظام وازلامه بتحد انصاري ونكران ذات لا يوصف، ولكن بسبب خيانة بعض ضعاف النفوس ممن باعوا ضمائرهم وخانوا الوطن والشعب، وبطريقة جبانة تم القاء القبض عليه وعلى رفيقه (ملا اشتي) في كمين غادر وجبان تم اسرهم وقتلهم بطريقة بعثية همجية جبانة في عام الانفال (1988)  من قبل عملاء كانوا في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني وباشراف مباشر من مدير امن اربيل.

كان الشهيد نشيطاً يحب المزاح ويجيد النكتة، صريحاً ومتواضعاً وصلباً امام العدو، أدى الرفيق كانبي رسالته وكان أمينا على المبادئ التي آمن بها، وعمل بدون كلل على جبهتين، الأولى إصراره على تمتين وتقوية تنظيمات حزبه، والثانية الدفاع عن حق أبناء شعبة بالحرية والاستقلال من الظلم والاستبداد البعثي الفاشي. إن جماهير الشعب الكوردستاني عرفت الرفيق كانبي من خلال شجاعته ومواقفه الوطنية المبدئية الصادقة، التي ظل فيها منحازاً لخيار المقاومة المسلحة ضد النظام البعثي الفاشي وعملائه، وهو الخيار الذي لم يغادر خندقه حتى يومه الأخير.  المجد لشهدائنا الانصار (البيشمه ركة) الابطال الذين سجلوا بتضحياتهم الكبيرة مأثر بطولية أضيفت إلى السفر المجيد لتاريخ حزبنا الشيوعي العراقي، وستبقى هذه المأثر منارات تضيء الدرب للاجيال اللاحقة في مسيرة بناء عراق المستقبل ـ عراق الكرامة والمواطنة الحقيقية. المجد والخلود لشهداء حزبنا الشيوعي العراقي ... وتحية اجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأحرار  وعهداً بالوفاء ..

************

الاستشهاد والعلاقة بين الموت والحياة

ماجدة الجبوري

العلاقة بين الموت والحياة علاقة مثيرة للجدل وتثير تساؤلات كثيرة، وكبيرة، تتمثّل باللحظة الفاصلة، بين الحياة والموت، بين التشبّث بالحياة، أم التضحية في سبيل عالم يحلم به الإنسان يتصوّره جميلاً وعادلاً، قد لا يعيشه، ولكن يتحقق للآخرين من بعده، ولأولاده.

تضج مواقع التواصل الاجتماعي يومياً بصور لشابات وشباب من شهداء الحزب الشيوعي العراقي، فقدوا حياتهم في لحظة بسبب فكرهم وتفكيرهم لا غير!،

شابات وشباب مثل الورود، طلاب، اساتذة جامعات، معلمون، مهندسون، عمال وكسبة، فلاحون ومفكرون، ربات بيوت، هؤلاء ليسوا بأناس عاديين، بل مثقفين. حين تنظر لوجوههم الطيبة، السمحة، وجوه وقلوب نقية وضمائر حيّة، وأرواح تحلم بحياة أفضل ترى الخير والمستقبل الأفضل، يحلمون بحياة عادلة لا يوجد فيها ظالم ولا مظلوم، هذه فكرتهم الوحيدة، ولكونهم يحملون الأفكار الشيوعية، فهذا من منظور الآخر الظالم والكاره للحياة وللحق يعتبر ذنبا!

هنا نتساءل في لحظة إطباق الموت الحتمي عليهم في تلك اللحظة ماذا يتبادر لذهنهم! بماذا يفكرون، حين تبرز أمامهم مئات الصور المتعلقة بالحياة، صورة الحبيبة، والزوجة، الأم والأب، والأطفال، الشجر، الدروب والشوارع، الأزقة، المدرسة، الجامعة، ما هو شعورهم، وهم يعلمون ان هناك حبلاً معلقاً ينتظرهم، أو طلقة غادرة تخترق أجسادهم، شجاعتهم، بسالتهم، مبدأهم يجعلهم يختارون الأصعب، بل الأكثر كرامة لهم لحزبهم، ولعوائلهم وهذه قمة التضحية!

اكتب هذه الكلمات وأمامي مرثية لأحد الاصدقاء سعدي سجيل وهو يناجي صورة الشهيدة شوقية ضايف التي تتوسط مقبرة الشهداء الشيوعيين المغيّبين، من ليس لهم قبور ولا شواهد، المقبرة شيّدت في أربيل، وتضم المئات من الشيوعيين البواسل رجالاً ونساءً أعدمهم النظام الدكتاتوري وأخفى جثامينهم عن عوائلهم وأحبتهم.

يقول سعدي في مرثيته ويطرح تساؤلات إنسانية مشروعة:

شوقية ساعة وأنا أنظر الى صورتكِ أمامي لا أرى فيها غير النقاء والبراءة، فكيف هان عليهم وأعدموك!

لماذا أعدموك وماذا فعلت يا شوقية؟

هل أجرمت، هل سرقت، وهل أجبروك على البراءة، فأبيت ان تتنازلي عن حزبك، وتدلّي على رفاقك، او لإنك تحبين وطنك فأعدموك يا شوقية؟

شوقية حبيبتي يا ابنة الجيران وأختي، يا ابنة مدينتي، وابنة العراق، هل ضربوك، هل أهانوك وعذبوك انهم قساة كلنا نعرفهم يا شوقية!

وكيف قاومت الطغاة وتعذيبهم الوحشي، وهل تتحمل واحدة مثل رقة روحك، وجمال وجهك وبراءتك كيف تتحمل ذلك الظلام في الزنازين الباردة والموحشة!

 كيف كنت تقاومين الظلم والقسوة وحدك معزولة عن العالم أجمع لا أحد يواسيك، او يشد من أزرك كيف يا شوقية، كيف تحملت كل ذلك!

وهل كنت تعلمين أنك لست وحدك بهذا الحال يا شوقية، هل كنت تعلمين باعتقال بنات مدينتك فهناك الكثير من بنات خالتك كنّ يواجهن نفس المصير، زاهرة، حرية، خالدة، من محلة واحدة ومن عائلة واحدة، ومن تنظيم شيوعي وحديدي واحد.

يا شوقية ماذا أقول، غير هنيئاً لك الشهادة، وهنيئاً لكل الشيوعيات الباسلات، ممن اعتلين أعواد المشانق ورؤوسهن مرفوعات لسبب واحد إنهن كنّ على حق.

لأرواح الشهيدات الشيوعيات والشيوعيين باقات من الورود الحمراء تعطّر أرواحهم الطاهرة، ولهم السلام الأبدي والمجد والخلود.

*************

14 شباط يوم الشهيد الشيوعي

ماجد مصطفى عثمان

تمر علينا هذه الأيام الذكرى (٧٣) لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم.. هؤلاء أبناء الشعب العراقي الذين أسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية وتابع من بعدهم أبطال آخرون طريق الكفاح والتضحية وفي مقدمتهم شهيد الشعب والحزب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء من كل قرية ومدينة عراقية الى يومنا هذا. ففي كل عام وفي يوم الرابع عشر من شباط يستذكر الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.

ولقد أقدمت السلطة الملكية المقبورة في يومي ١٣و١٤ شباط عام ١٩٤٩ على اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الابطال (فهد – حازم – صارم) معتقدة بانها بهذا العمل الاجرامي الجبان قد قضت على الحركة الوطنية العراقية التي كان رائدها وقائدها حزبنا المناضل لكنها بالتأكيد عاشت احلامها الوهمية حين اكتشفت بأن فعلتها الشنيعة هذه واللاإنسانية قد مولت الحركة الوطنية العراقية بعزيمة وارادة وثبات منقطع النظير وايضا كان ذك الحدث قاعدة قوية وصلبة بتحرير العراق من النضال الملكي الرجعي صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام 1958 بثورة شعبية وطنية مباركة من كافة اطياف وتلاوين الشعب العراقي ومستوياته الثقافية والاجتماعية والسياسية وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم.

لقد توهم العميل نوري سعيد والسلطة الحاكمة والادارة البريطانية آنذاك  أن الطريق الأفضل لكسر عزيمة النضال الجماهيري وتصفية الحزب الشيوعي هو بإعدام قادته الابطال التي كانت خسارة كبرى لحقت بالحركة الشيوعية بوجه خاص وبحركة التحرر الوطني في بلادنا بوجه عام.

ان الشيوعيين العراقيين واصدقاءهم ومناصريهم يدركون جيدا بأن يوم الشهيد الشيوعي هو مناسبة وطنية للوفاء لشهداء حزبنا ونضالاته من اجل استخلاص الدروس والتزود من حكمة الشعب بالذخيرة المناسبة بمواصلة مسيرة النضال بحثا عن افضل وانسب الحلول لكل ما يواجه الوطن من ازمات ومنعطفات .

وفي شباط الاسود عام 1963 أطلق وحوش انقلابيي عفلق البيان رقم (13) الذي اباح خلاله هدر دم الشيوعيين العراقيين من دون محاكمة واباحوا ايضا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوي دينية مدفوعة الثمن ولقد كشفت حقائق التاريخ عبر العقود الماضية المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي مثل هكذا شعارات .. والجدير بالذكر ان كل الذين يرفعون الآن عقيرتهم لتشويه سمعة وتاريخ الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل او محاولة تهميش دورهم النضالي لا يستمدون دلالاتهم الا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه اسلافهم .

ان الشيوعيين العراقيين يستلهمون من ذكرى استشهاد قادة حزبه الاشاوس الذين وهبوا انفسهم لقضية الحزب والطبقة العاملة من اجل ان تظل راية حزبهم خفاقة للابد وعزما يزيدهم واصرارا على مواصلة النضال الى امام تحت الراية العظيمة من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسعادة الشعب وسيادة القانون.

ان ذكرى استشهاد قادة حزبنا (فهد – حازم  صارم) هؤلاء الابناء البررة للشعب العراقي والذين اسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية الحقة وتابع من بعدهم ابطال اخرون طريق التضحية وفي مقدمتهم شهيد الحزب والشعب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء الابطال من كل محافظة ومدينة وقرية عراقية الى يومنا هذا .. تزيدنا عزما واصرارا على مواصلة المسيرة في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.  قرنفلة حمراء وتحية وفاء لكل شهيد شيوعي مضى بطلا مرفوع الرأس من اجل بناء العراق الديمقراطي الموحد.

************

في يوم الشهيد الشيوعي

كيف كان موقف النجف من جريمة شباط ١٩٤٩؟

صالح العميدي

كانت الأشهر الأولى من عام ١٩٤٩ انتكاسة حقيقية ومؤلمة للحزب الشيوعي العراقي ، وذلك بإعدام الرفاق يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكي محمد بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم) يومي ١٤ و١٥ شباط ١٩٤٩ ولكن في نفس الوقت كانت هناك صور رائعة من الصمود والتحدي التي أبداها كثير من الشباب الشيوعي والإصرار الذي أبدته المنظمات الحزبية على مواصلة العمل، والدعم والرعاية التي لقيها الشيوعيون حتى من الجماهير البسيطة التي عرفتهم كمدافعين مخلصين عن مصالحها، وكذلك من أوساط المثقفين والأدباء، أمثال الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي قال في قصيدته المعبرة :

سلام على مثقل بالحديد

ويشمخ كالقائد الظافر

كان القيود على معصميه

مفاتيح مستقبل زاهر

ومن تلك المنظمات التي تحلت بالصمود هي منظمة النجف التي أخافت السلطات يوم تسليم جثمان الشهيد حسين محمد الشبيبي لذويه، حيث أخذت تلك السلطات إجراءات مشددة خوفا من الحراك الجماهيري، وأرسلت السلطات الحكومية أعدادا إضافية من الشرطة لمراقبة دار والده الشيخ محمد الشبيبي في النجف، ومنع ذويه من تشييعه والزمتهم بدفنه ليلا في مقبرة وادي السلام، بل ومنعتهم حتى من إقامة مراسيم العزاء على فقيدهم! كما وشنت حكومة نوري السعيد حملت مداهمات واسعة النطاق ضد الشيوعيين ومؤازريهم في النجف، والقاء القبض على عدد منهم، في حين كانت شرطة التحقيقات الجنائية تراقب عن كثب بعض الناشطين مثل محمد علي حسن ورضا عبد الله.

وبمواصلة السلطات المحلية في النجف حملاتها الإرهابية، اعتقلت كلا من جاسم محمد النجار وسالم حميد مرزة وفرات محمد مهدي الجواهري وعبد الأمير عبد علي وذلك في تشرين الاول ١٩٤٩، وأودعوا السجن بعد أن صدرت أحكام الحبس والمراقبة ضدهم لفترات مختلفة. وحكم المجلس العرفي العسكري الاول في ١٩ تشرين الاول ١٩٤٩ على محمد علي حسن ورضا عبد الله ورؤوف صادق الدجيلي وعباس مجيد الكيشوان بالأشغال الشاقة لفترات مختلفة ايضا. كما اعتقل في نهاية نفس العام عبد الله حميد الديوان ومحمد حسن الوائلي وحسين سلطان ومحمد السيد باقر الحكيم (البصري).

ورغم كل الإجراءات التعسفية والاعتقالات استطاعت النجف أن تعبر عن استنكارها لتنفيذ احكام الاعدام المجحفة بوسائل مختلفة، حيث واصل الشيوعيون والوطنيون الآخرون نضالهم في فضح الحكام العملاء والتنديد بالحكومة الرجعية المجرمة والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والدفاع عن مصالح الجماهير، خاصة الفقراء والكادحين منهم عندما غطى شعار (الخبز للجائعين والعمل للعاطلين والأرض للفلاحين) جدران أزقة ومحلات النجف.

كما استغل الخطيب الشيخ محمد الشبيبي المنبر الحسيني للربط بين مظلومية الإمام الحسين في الأمس ومظلومية الشعب وهو يصيح بأعلى صوته (يا حسين) تردد الجماهير بعده بصوت أعلى (يا حسين) وهم يعرفون ذلك كان تورية عن ولده الرفيق الشهيد حسين الشبيبي (صارم) فضلا عن مظلومية الإمام الحسين.

***********

شهيد شيوعي آخر من المحاويل.. المناضل والفنان علي صبري سلطان

صادق حسن النداوي

 

ولد الشهيد سنة 1957 في قرية الصباغية التابعة لقضاء المحاويل التي انتشرت فيها مبادئ الحزب الماركسية الاشتراكية، وساهم أبناؤها في المسيرة النضالية ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية، وكان للبعض منهم دور قيادي في تلك المسيرة أمثال كامل نعمة ومجيد طعمة وغيرهم.

ترعرع الشهيد علي في المحاويل وأكمل دراسته الابتدائية فيها، واثناء دراسته تفجرت لديه الموهبة الفنية في الفن التشكيلي ونال اعجاب ورعاية معلميه.

وبدأ يتنامى لديه الوعي السياسي والفكري التقدمي منتميا للتنظيم الطلابي مع تنامي وعيه الفني والابداعي تحت إشراف مدرسيه في هذا المجال وأبدع في رسم اللوحات التي تمثل بيئته ومعاناة كادحيها مطبوعة بفكرة التقدمي.

كما شارك في كثير من المعارض الفنية المدرسية وحازت إحدى لوحاته على الجائزة الذهبية لمهرجان شانكر الدولي برسوم الأطفال 1975 في الهند، وجائزة حقوق الانسان 1976 الذي نظمته اليونسكو، وهكذا بدأ مشروعه الفني يتألق ويشتهر و ينال اعجاب كافة الأساتذة في هذا المجال الفني.

وفي هذه الفترة الذي كان فيها نشاط الحزب علنيا عمل المناضل الشهيد بكل عزم وإرادة وحيوية على نشر أفكار ومبادئ الحزب والدفاع عنها في كافة المجالات وكان عضوا نشطاً في إعادة التنظيم في قريته وتشكيل قاعدة أساسية فيها.

تعرض الشهيد المناضل لكثير من الضغوطات والتهديد من أزلام النظام السابق وسجن بتهمة ملفقة مدة سنتين في سجن ابي غريب 1976 وكان أكثر عزما وحماسا لمواصلة نضاله في صفوف الحزب، واعتقل مرة أخرى عام 1979 في أمن المحاويل بتهمة إعادة تنظيم صفوف الحزب. وبعد الافراج عنه منع من إكمال دراسته الثانوية ليتفرغ لتحقيق طموحاته وتنفيذ مشروعه الفني مشاركاً في كثير من المعارض الفنية وحائزاً على الكثير من الجوائز. وأثناء ادائه الخدمة العسكرية أرسل إلى الساحة الامامية لجبهات القتال ليستشهد هناك راسما بدمه على ارض الوطن لوحة الاستشهاد.

رحل الشهيد علي مناضلا وشجاعا وفنانا مبدعا رافعا راية الشهادة في سبيل مبادئ حزبه ووطنه.

ويظل خالداً بلوحاته الرائعة ومواقفه النضالية وبشخصيته المرحة نجما ساطعا في سماء شهداء الحزب، المجد والخلود له ولشهداء الحزب كافة.

************

الصفحة التاسعة

تأثير جائحة كورونا.. في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للنساء في مدينة الصدر

عرض : شميران مروكل

صدر حديثا عن دار الرواد المزدهرة كتاب بعنوان (تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للنساء في مدينة الصدر) وهو بحث مقدم من رابطة المرأة العراقية بدعم من منظمة المرأة للمرأة السويدية للباحثة الدكتورة عائدة فوزي احمد في 90 صفحة من القطع المتوسط. يتضمن البحث عناوين عن مدينة الصدر وواقع النساء فيها قبل واثناء انتشار جائحة كورونا وتأثير الجائحة على الواقع الاقتصادي والعنف الموجه ضد النساء وختام البحث عدد من الاستنتاجات والتوصيات.

تؤكد الباحثة بداية ان انتشار جائحة كوفيد 19 كان احد الصدمات المدمرة على المستوى العالمي وحالة الركود الاقتصادي التي سادت كان له تداعيات كبيرة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية. وقد عمقت الكثير من المشاكل التي كان يعاني منها العالم قبل انتشار الوباء وقد تباينت استجابة الدول في التصدي لآثار هذه الجائحة استنادا إلى المستوى الاقتصادي للدولة والبنى التحتية ولا سيما في المجال الصحي وقوة الدول وامكانياتها وقدرتها على وضع البرامج والسياسات الكفيلة لتخفيف الآثار السلبية على الاقتصاد وعلى الواقع الاجتماعي والصحي والتعليمي والخدمي. ان تأثير الصدمة يمكن ان يستمر لسنوات عديدة وقد يغير الكثير من الاشياء والمفاهيم وكذلك النظرة إلى الذات والحياة وعلاقتنا مع العالم والبيئة وقد لا يرجع الوضع إلى سابق عهده جزئيا او كليا وهذا ما يتطلب دراسة الموضوع من جوانب متعددة لتنسجم الافكار والاطر النظرية والمفاهيم مع هذه المتغيرات اي نكون مستعدين وقادرين على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، كما ان صدمة كوفيد سببت صدمات في كافة القطاعات وعلى كافة المستويات واحرجت الحكومات والانظمة السياسية الحاكمة من خلال كيفية تعاملها مع الازمة ولا سيما على المستوى الصحي. وكان لفرض الحظر والتباعد الاجتماعي تأثير نفسي على كل البشر وان كان متفاوتا وغير منظور الا ان تداعياته خطيرة ومؤثرة في السلوك وتحتاج إلى برامج للعلاج والتأهيل النفسي للحد من اضطرابات ما بعد الصدمة. إن انتشار الوباء تسبب بصدمات نفسية للنساء ولكن هذا التأثر يختلف حسب عمر المرأة والمستوى التعليمي ودعم العائلة والاصدقاء والمجتمع والحكومة فيمكن ان يؤثر سلبا لانعدام المساعدة من الآخرين بشكل كلي او فقدان احد افراد العائلة وإلى ضعف القدرة على تخطي الصدمة النفسية وتؤكد الدراسات ان النساء تأثرن كثيرا من جراء انتشار الجائحة كما عمقت الفجوة بين الجنسين ولا سيما في البلدان النامية واصبح تحقيق المساواة امرا بعيد المنال ويحتاج إلى معالجات جديدة وخطط وبرامج على المستوى المحلي والدولي لتقليل آثار الجائحة على النساء في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وفي تحقيق العدالة الاجتماعية .

قدمت الباحثة نبذة عن مدينة الثورة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد عبد الكريم قاسم كمشروع لتوطين سكان من ريف جنوب العراق في بغداد وتغير اسمها إلى مدينة صدام في عقد الثمانينات وبعد 2003 تغير اسمها إلى مدينة الصدر وكما يبدوا أنها مدينة يتغير فيها اسمها مع تغير النظام الحاكم وكأنها منطقة للتوظيف السياسي.. وشمل التغييرايضا اسماء المستشفيات التي بقيت محافظة على عددها بالرغم من اكتظاظها السكاني وتناقص المراكز الطبية والاجهزة والادوية وضعف الخدمات الصحية ولا سيما اثناء انتشار الجائحة. وكذا الحال في مجال الخدمات التعليمية فان المدينة تضم 80 قطاعا وتبلغ مساحتها الاجمالية 30 كم مربع فان عدد البنايات المستعملة كمدارس لعموم المدينة عام 2011 كانت 375 بناية تشغلها 470 مدرسة ابتدائية وثانوية اي هناك 100 مدرسة تعاني من دوام ثنائي وثلاثي، كما ان وزارة التربية قامت بهدم 47 مدرسة في عام 2011 ولم يتم بناء اي مدرسة لغاية 2020 اضافة إلى قلة الكوادر التدريسية وتدني مستوى التعليم.

اما الخدمات المتعلقة بالنظافة فانها ضعيفة وكذلك تصريف المياه، وتضم المدينة عددا من المحلات التجارية والاسواق الشعبية التي تفتقر إلى التنظيم، وتمتاز المدينة بالحجم الكبير للأسر وسكن أكثر من عائلة في البيت الواحد وينخفض المستوى التعليمي بشكل عام والمرأة بشكل خاص وترتفع نسبة البطالة والعمل غير المحمي ولا سيما بين صفوف الشباب. ولا تحتوي المدينة على اي متنزهات او مرافق ترفيهية وتخلوا شوارعها من الحدائق والاشجار وشوارعها الداخلية ضيقة ومهملة وتتكدس فيها النفايات. ويؤكد المسؤولون في المدينة أنها تعاني من عدم الانصاف من حيث الخدمات فهي لا تتناسب وعدد السكان. كما أن البيانات الرسمية الخاصة بدائرة صحة الرصافة تؤكد تصدر مدينة الصدر في الاصابات على مستوى الرصافة وارتفاع حصيلة الوفيات بها وعدم التزام سكانها باجراءات الحظر وذلك كون معظمهم من الكسبة، والحظر أثر كثيرا على معيشتهم أكثر مما اثرت كورونا حسب تصريحاتهم.

اما عن واقع النساء قبل انتشار الجائحة في العراق فقد كانت اوضاعا استثنائية استمرت لعقود طويلة فقد مر العراق منذ عقد الثمانينات بحروب مدمرة راح ضحيتها الكثير من الرجال فتحملت المرأة معاناة المعيل وتربية الاولاد بالإضافة إلى حزنها على فقد احبتها، وعاشت اوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة انعكست سلبا على المستوى المعيشي واستمر هذا الواقع لغاية 2003 حيث تم تغيير النظام واعلان الاحتلال وخضوع العراق للادارة المدنية لم تكن سهلة وانما كانت حربا وتخريبا اقتصاديا ممنهجا، تركت آثارا نفسية صعبة جدا إلى جانب اثارها المادية ولا سيما على النساء وفي عام 2014 احتلت عصابات داعش الاجرامية لمحافظات عديدة وتعرضت المرأة إلى القتل والتعذيب والاغتصاب والسبي من قبل تلك العصابات إلى جانب تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعاشية وواجهت اوضاعا لا تخلو من العنف في مخيمات النزوح وارتفع اعداد الارامل والمطلقات ونسبة المعيلات للاسر في اوضاع اقصادية وسياسية غير مستقرة .. وعند انتشار جائحة كوفيد 19 تعمقت الازمة الاقتصادية للبلد وارتفعت نسب الفقر والبطالة فكان للجائحة تأثيرات اقتصادية واجتماعية اثرت على صحتها النفسية والجسدية. وبالرغم من كل المعاناة التي تعيشها المرأة في العراق الا أن نضالها لا زال مستمرا لاثبات وجودها فهي التي تحملت وصارعت كل القهر من أجل المحافظة على الاسرة وبناء ذاتها فقد تخرجت الاف النساء من كافة الجامعات العراقية وبكل الاختصاصات وشغلت الكثير من المناصب وتميزت بالابداع في مجال عملها وشاركت في المجال السياسي والأمن وانخرطت في منظمات المجتمع المدني وساهمت في الاحتجاجات الشعبية وقدمت التضحيات ولا زال امامها الكثير لتقدمه، وان تعزيز دور المرأة في المجتمع يرتبط بنيل حقوقها وهذا يحتاج إلى دعم حكومي ومساندة مجتمعية ودولية.                    

تضمن البحث عددا كثيرا من العناوين والارقام والجداول اعتمادا على نتائج مستنبطة من دراسة العينة المستهدفة من مدينة الصدر والتي تم اختيارها بشكل عشوائي وغير مقصود وتم تلخيص المواصفات الاحصائية لحجم الأسر لعينة البحث وملكية دار السكن والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي لنساء العينة وعدد الاطفال والفئات العمرية للنساء المتزوجات ونوع العمل والتأكيد على ان النساء المتعلمات يمتلكن فرص عمل أكبر بكثير من النساء غير المتعلمات كما انهن يعملن في القطاع الحكومي. وتضمن البحث الاشارة إلى الامراض المزمنة والتي كانت تعاني منها النساء قبل كورونا وأغلبهن يواجهن مشاكل في شراء الدواء من الصيدليات الخاصة وذلك بسبب انخفاض مستوى الدخول. كما توضح البيانات الخاصة بالعينة ان معظم النساء تتعرض للعنف اللفظي وأحيانا الطرد إلى الشارع اضافة إلى انواع من العنف الجسدي. وتخلص الباحثة إلى أهم المشاكل التي تعاني منها النساء، التعب وضعف الحالة المادية وارتفاع اسعار المواد الغذائية والدواء وفقدان الوظيفة مما سبب المشاكل المالية والفقر وانخفاض الدخول ومشاكل زوجية وتوقف الاعمال في القطاع الخاص وازدحام العوائل في منزل واحد والاعتماد على الرواتب التقاعدية وراتب الضمان الاجتماعي المحدود.

خلص البحث إلى أن النساء في مدينة الصدر تعيش واقع صعب وتأثرت بشكل كبير بانتشار الجائحة وما حصل من اضطراب مفاجئ في ايقاع الحياة بعد انتشار الوباء والقلق والاكتئاب وحتى الاضطرابات الوجدانية ما بعد الصدمة وارتفاع تكاليف الخدمات الصحية كان سببا في تفاقم المرض واثاره السلبية على الصحة النفسية والجسدية وتأثير الجائحة في تغيير العلاقات وتفاقم المشاكل الأسرية واحتمالية استمرار تأثير الجائحة ولسنوات طويلة بسبب الآثار النفسية على صحة المرأة وكذلك نتيجة فقدان العمل واحتمال عدم امكانية الحصول على عمل جديد في المستقبل، وكذلك ان الوقوع في الفقر يصعب الخروج منه دون مساعدة ودعم. ويوصي البحث بضرورة وضع البرامج الصحية لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية والكشف عن بؤر الهشاشة في المدينة وتوسيع نظام الحماية الاجتماعية ليشمل شرائح أكبر ولا سيما النساء المعيلات للاسر وضرورة تخفيض البطالة بين صفوف النساء من خلال تمكينها اقتصاديا وتحسين المساكن والمدارس والعمل على توفير الخدمات في المدينة وتقديم التغذية للأطفال في المدارس مما يساعد على البناء الصحي السليم للاطفال وتقليل الاعباء المادية على الأسرة وتنفيذ برامج لمحو الامية بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمات المجتمع المدني وتنفيذ المشاريع السكنية والخدمية ورصد المبالغ المناسبة في الموازنات بالشراكة مع القطاع الخاص وادخال التثقيف حول العنف في البرامج الصحية والتعليمية وينبغي جمع البيانات على مستوى الجندر في كافة المجالات والمستويات وان ينعكس ذلك في البرامج الصحية والتعليمية والتوظيف وغيرها من المجالات إضافة إلى الموازنة الخاصة بقضايا الجندر، واخيرا ضرورة رصد بؤر الهشاشة في المناطق الفقيرة واطراف المدن والعمل على تحسين مستوى المعيشة لهم وادماجهم في الاستراتيجيات الخاصة بالفقر والتمكين وبرامج التنمية المستدامة. 

 ************************************

الأرض والسلاح والإنسان .. ثلاثية المجد

ثامر الحاج امين

حين تنتهي من قراءة كتاب ( الأرض والسلاح والإنسان ) ــ أحدث اصدارات الكاتب والقاضي “ زهير كاظم عبود “ ــ تدرك تماما كم أن حياة هذا الرجل ــ المؤلف ــ مختلفة في نشأتها ومحطاتها وقاسية في ظروفها ومتنوعة في عطائها وبالتالي داعية للتأمل والاستفادة من دروسها لما كانت عليه من قوة الصبر وشجاعة المواجهة وسعة الأفق ، فقد نشأ طفلا فقيرا لكنه تميز بإرادة قوية لم تنكسر او تنهزم أمام عاتيات الزمن حيث تسلح بالأمل وظل يتنقل بين أعمال كثيرة وفي النهاية ساقه الفقر إلى التطوع في صفوف الجيش وبسبب انتمائه إلى الحزب الشيوعي العراقي فقد فسخ عقده وتم حبسه في نهاية العام 1967 وبعد انتهاء مدة محكوميته عاد إلى ساحة العمل الحر ومن ثم الانخراط في العمل الفدائي ضمن صفوف الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة ــ وانتهت تجربة كفاحه المسلح بالتفرغ لدراسة القانون في الجامعة المستنصرية ــ الفرع المسائي ــ وبعد تخرجه عمل في المحاماة وعاد إلى الدراسة في معهد القضاء العالي ليتخرج قاضيا وتدرج في سلك القضاء ووصل فيه إلى مواقع متقدمة، وقد رافق هذا النشاط الانساني السهر على تثقيف نفسه بالقراءة وانضاج ملكة الكتابة لدية واستثمارها في كتابة المقالات الأدبية والقانونية التي ظهرت مبكرا منشورة في الصحف وتكللت بإصداره عددا من الكتب بلغت الثلاثين كتابا .                                                                                                 

 وعلى غير المنهجية وطبيعة الكتابة التي عرفناها في كتب المؤلف “ زهير كاظم عبود “ التي اختصت جلها بالقانون وشؤون الاقليات ونصرتها لقضيتهم العادلة ينحو في كتابه ( الأرض والسلاح والانسان ) صوب أدب المذكرات ليزيح الستار عن تجربة انسانية شخصية  ظلت أكثر من نصف قرن طي الكتمان ــ زمن كتابتها يعود للعام 1976 ــ تلك هي انخراطه بالعمل الفدائي ضمن صفوف الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة الذي لجأ اليه تخلصا من ملاحقات رجال الأمن الذين أخذوا يضيقون الخناق عليه بسبب انتمائه اليساري وهو باختياره هذا يؤكد انحيازه الصادق إلى المظلومين والمضطهدين والمسلوبة حقوقهم والتي أكمل مسيرته بهذا الاتجاه في سلسلة اصدارات عن معاناة الأقليات ( الشبك ــ الآيزيديين ــ الفيليين وغيرهم ) في ظل الحكومات المتعاقبة على ادارة الحكم في العراق .                                .                                                  

يستهل المؤلف كتابه بمدخل قصير يتناول فيه ظروف نشأة المنظمات الفدائية التي يصفها بقوله ( كان ظهور الكفاح المسلح يشكل رد فعل ثوري ينهض بالشعب العربي لإيقاظ حالة الوعي، اذ كان الوعي غافيا بعد حرب 1948 ص 14 ) كما يكشف عن الصراعات والانشقاقات التي مرت بها هذه المنظمات  وأبرز شخصياتها الفاعلة ويؤكد ان الدافع من استحضار الماضي وتسجيل ما شهده في تجربته من أحداث هو عرض وجهة نظره وتقييم ما قدمته تلك المنظمات من تضحيات عاشها بنفسه وشهد عن كثب ارهاصاتها وذلك انصافا للدماء التي سالت على أرض المعارك الشريفة .                                                

يبدأ المؤلف رحلة كفاحه الأولى التي كانت مدتها تسعة أشهر ــ ابتدأت بتاريخ 1/2/1969 وانتهت بتاريخ 9/11)1969 ــ  باللجوء إلى مكتب الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة ــ في بغداد وتسفيره إلى الأردن باسم مستعار هو ( نزار خالد الصفدي ) للاشتراك هناك في دورات متعددة لأعداده مقاتلا فدائيا ويستثمر وجوده بين صفوف المتطوعين الفدائيين ليسجل خلالها نشاطاته اليومية والشخصيات التي شاركته تلك الأيام المفعمة بالحيوية والأمل والتي أجهزت عليها بيروقراطية قادة المقاومة وسوء تصرفها والتي واجهها بشجاعة ادت في النهاية إلى وضع حد لهذه التجربة والانسحاب منها والعودة إلى العراق ليعود بعد سنة إلى رحلة كفاح ثانية مع العمل الفدائي تبدأ في 15/2/1971 وتنتهي بتاريخ 1/12/1973 يصبح فيها مقاتلا وقائدا لعدد من القواطع والمجموعات القتالية ويشترك في دوريات رصد واستطلاع على الحدود مع اسرائيل وكذلك مواجهات ومعارك مع القوات الاسرائيلية يتكبد فيها الطرفان جرحى وقتلى مما يؤكد ان تجربته لم تكن مجرد نزهة او انفعالات شاب مندفع يطلب الشهرة انما هو ايمان حقيقي بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة نصرتها والدفاع عن حقوق الفلسطينيين ، لقد اكتسب خلال وجوده في قواطع القتال والمواجهة مع العدو الاسرائيلي ثقة رفاقه والقادة بشجاعته وصدقه وامانته وكذلك بثقافته وحكمته فكان وهو في ذلك الحال يكتب المقالات وينشرها في الصحف اللبنانية والسورية .                                                                               

وفي نهاية هذه التجربة الشجاعة التي يصفها ( تجربة مفيدة وعميقة لها أثر كبير في تشكيل قناعاتي ورؤيتي لواقع المقاومة الفلسطينية، مع دخول خط السلطات والحكام العرب التي دعمت الفصائل الموالية لسياستها والتي تمكنت ان تميل قيادات تلك المنظمات اليها ص 121 ) وعوامل أخرى تتجلى في نمو الاحقاد والعداوات بين ( مقاتلين توحدهم قضية وتجمعهم خيمة وخنادق وطعام ومهمات مشتركة ويتعرضون للموت سوية ص 123 ) وصراع قيادات الفصائل على المراكز الاولى للقيادة وصل حد الاقتتال بينها كل ذلك أدى إلى فك ارتباطه بالعمل الفدائي والعودة إلى العراق لدراسة القانون وخوض تجربة العمل القضائي .                                                                                       

يستنتج المؤلف في ثنايا كتابه حقيقة يعيشها واقعنا العراقي هي أن تعدد الفصائل المسلحة التي تتواجد على ارض واحدة لا بد ان يفضي إلى تصادم بينها (ما لم تكن تلك الفصائل خاضعة إلى سلطة الدولة وهو ما وقع في الاردن حيث اعتبرت الفصائل المسلحة نفسها بديلا قويا عن الدولة واستهانت بقوتها العسكرية والأمنية والداخلية ص45) ويسلط الضوء على المتغيرات وما انتهى اليه الحال بالكفاح المسلح بعد ان اصبحت الدول تهرول للتطبيع مع اسرائيل التي كانت تصفها أمس بالدولة اللقيطة.

كتاب (الأرض والسلاح والانسان) يشكل وثيقة صادقة عن طبيعة العمل الفدائي وواقع حال منظماته المتعددة كما يمثل اضافة طيبة للمكتبة العربية ولسفر مؤلفه الكاتب الاستاذ القاضي” زهير كاظم عبود “

 ***************************************

الصفحة العاشرة

قراءة في كتاب لينين.. من هم “أصدقاء الشعب“ وكيف يحاربون الاشتراكيين الديمقراطيين؟

ماجد الياسري

صدر هذا الكتاب في صيف ١٨٩٤ وفيه تناول لينين بعض جوانب تطور الحركة الاشتراكية الديمفراطية في روسيا، خاصة من جوانبها الفكرية في المرحلة التي انتصرت فيها الثورات البرجوازية في أوروبا وانهت العلاقات الإنتاجية الاقطاعية وبدأ تكون النظام الرأسمالي، بينما ساد  النظام الاقطاعي في روسيا بحماية  الدولة الاوتوقراطية القيصرية وسمح لنظام القنانة في الريف الروسي ان يتحكم فيه الاقطاعي كليا بكل جوانب حياة القن، والذي الغي قانونيا لاحقا بسبب الضغط الشعبي مع مراعاة مصالح الاقطاعيين ومعه بدايات دخول الرأسمالية قي روسيا وظهور المصانع والمعامل وسكك الحديد.

وتشكلت في الريف الروسي طبقتان: البرجوازية الريفية والعمال الاجراء، بينما ظهرت في المدينة الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة التي راجت في أوساطها الأفكار الثورية للاشتراكية الديمقراطية الثورية. وفي الوقت نفسة برز تيار سياسي محافظ وهو “الحركة الشعبية” الذي كان يدعو الى الاشتراكية الطوباوية في أوساط الفلاحين لتحقيق إصلاحات ولكن بدون التصدي للنظام او أجهزته القمعية والتكيف مع الأوضاع القائمة والانسجام مع الفكر الليبرالي.

وفي 1893 انصم لينين الى احدى الحلقات الماركسية في بطرسبورغ التي  جهدت من اجل توحيد التجمعات الماركسية وانهاء حالة التشتت عبر الدعاية والتحريض والتنظيم في أوساط العمال لتأسيس تنظيم ثوري قادر على قيادة النضالات السياسية والمطلبية. وكان الصراع الأيديولوجي آنذاك على أشده بين الشعبيين الليبراليين والاشتراكيين الديمقراطيين. وقد لعب المفكر الماركسي الروسي بليخانوف ( 1856-1918) دورا في التصدي للفكر الشعبي الليبرالي ونشر الماركسية.

في هذا الظرف المحتدم بالصراعات السياسية والفكرية كتب لينين هذا مؤلفه (من هم أصدقاء الشعب وكيف يحاربون الاشتراكيين الديمقراطيين) وهو من ثلاثة أجزاء فقد منها الثاني على الرغم من البحث الدقيق عنه. في الجزء الأول تناول لينين أسس الديالكتيك الماركسي في تناول الوعي الإنساني والتاريخ ردا على الاطروحات التي قدمها الشعبيون المعتمدة على الفكر الفلسفي المثالي البرجوازي الذي اطلق عليه الفلسفة الوضعية التي تعتبر التطور التاريخي نتيجة للنشاط الفردي الشخصي، وتتم دراسته عبر تدقيق مستوى وعي الفرد وفيمه الأخلاقية.  فالعلاقات الاجتماعية هي نتيجة نشاط الانسان وارادته ورغبته، وهي المحددة للتطور الاجتماعي والتاريخ، وكان خصمهم الرئيس المنهج الماركسي واتهامه بتشويه الفكر الهيغلي المثالي. ولذا قدم هذا الكتاب شرحا للماركسية موضحا  المادية التاريخية وتفسيرها لحركة وتطور المجتمعات والتاريخ البشري وان الديالكتيك الماركسي يختلف مبدئيا عما طرحه الفيلسوف الألماني هيغل

( 1770-1831). كما شرح بالتفصيل المقاربة الماركسية عبر تطبيق المنهج الديالكتيكي على حركة الطبيعة والمجتمع والأفكار. وهو ما قدم وفي تلك المرحلة الهامة من تطور الفكر الاشتراكي في روسيا سلاحا فكريا فعالا في النضال ضد الأفكار المثالية البرجوازية النخبوية.

أهمية هذا الكتاب المعاصرة هو ان استخدام الفكر والوعي كسلاح في النضال من اجل التغيير الثوري للمجتمعات لا يأتي عبر التأمل والبحث الاكاديمي بل يقوده المثقفون العضويون حسب تعريف غرامشي ( 1891-1937) لهذا المفهوم والذي يربط بين العمل الفكري النظري والممارسة النضالية.

ومع اختلاف المرحلة التاريخية حيث كتب قبل اكثر من 120 عاما الا ان هذه الأنشطة والسجالات الفكرية والعمل التنظيمي والتحريضي هي الممهد لانتفاضة 1905 ضد الحكم القيصري التي دفعته الى تقديم تنازلات جزئية وكانت بروفة لثورة أكتوبر عام 1917.

والملاحظ اننا نعيش ظروف القرن الحادي والعشرين بما شهده من ثورات علمية وتكنولوجية ومعلوماتية، ولكن البرجوازيات تلجأ الى ذات المفاهيم التبسيطية لتغييب وإفساد الوعي الشعبي. فمثلا اليوم في العراق تستمد قوى الثقافة السائدة المتنفذة التي تعبر عن مصالح البرجوازية الكومبرادوريه والطفيلية سلاحها الأيديولوجي من ذات المفاهيم المكتنزة في ترسانة البرجوازية. فمثلا تستخدم المنهج الوضعي الفلسفي ولكن بوشاح ديني لتحليل أسباب انسداد الوضع السياسي وتفاقم ازمة النظام الحالي في ان الخلل في المجتمع هو في ضعف الاخلاق والسلوك والالتزام بالقيم السماوية مقابل التحليل المعتمد على المنهج الديالكتيكي الذي يؤشر ان انهاء الازمة الحالية في العراق لا يتم الا عبر التغيير الشامل الذي تقوده الجماهير ذات المصلحة في ايجاد نظام ديمقراطي حقيقي يوفر التنمية والازدهار والعدالة الاجتماعية.

 *********************************************

لنقرأ ماركس وانجلز معا.. الخطأ المنهجي والممارسة السياسية عند برودون

ثامر الصفار

من يتذكر الروح المطلقة لهيغل التي تطرقت اليها سابقا سيجد ان ماركس في (بؤس الفلسفة) يقول إن ما يفعله برودون بتحليله الاقتصادي يتمثل باستبداله الروح المطلقة لهيغل بالميل نحو المساواة، وان هذا بمثابة خطر كامن في أية محاولة لاستخدام منهج ديالكتيكي لا يولي اهتماما كافيا للواقع الملموس.

يقول هيغل إن منطقه - كيف يفكر في الأشياء والمقولات المجردة التي يستخدمها لمساعدته على التفكير - هو في حد ذاته «قوة لانهائية»، تحرك التاريخ؛ «لا يمكن لأي موضوع ان يقاومها». ثم يكتب ماركس واصفا الآثار المترتبة لتكرار برودون لأخطاء هيغل:

«لقد أدرك السيد برودون الاقتصادي جيدا أن الناس يصنعون الملابس، سواء من الكتان أو من الحرير، في إطار علاقات إنتاج محددة. لكن ما لم يفهمه هو أن هذه العلاقات الاجتماعية المحددة يصنعها الناس أيضا مثلما يصنعون الملابس وغيرها.

ان العلاقات الاجتماعية ترتبط ارتباطًا وثيقا بالقوى المنتجة. وعند اكتسابهم لقوى إنتاجية جديدة، يغير الناس نمط إنتاجهم؛ وعند تغيير نمط إنتاجهم، تغيير طريقة كسب عيشهم، يغيرون كل علاقاتهم الاجتماعية. تمنحك الطاحونة اليدوية مجتمعا يترأسه السيد الإقطاعي؛ وتمنحك الطاحونة البخارية، مجتمعا يترأسه الرأسمالي الصناعي. نفس الناس الذين يؤسسون علاقاتهم الاجتماعية وفقا لمستوى تطور إنتاجهم المادي، يؤسسون أيضا مبادئ وأفكارا ومقولات، وفقا لعلاقاتهم الاجتماعية، لكن هذه الأفكار، هذه المقولات، هي أبدية بقدر ما هي العلاقات التي تعبر عنها. إنها منتجات تاريخية وعابرة».

بكلمات أخرى، إذا كان هيغل قد اختصر التاريخ إلى مجموعة من المقولات المجردة التي تحركها الروح، فإن برودون يفعل الشيء نفسه مع المقولات الاقتصادية ثم ينعشها بمفهومه عن الميل نحو المساواة. لا هيغل ولا برودون اهتما بالقدر الكافي بالمحتوى الجوهري لتلك المقولات. وبدلا من استخدام هذه المقولات للمساعدة في تنظيم معطيات ملموسة ومادية من أجل تحليلها، نجدهما يخطئان في فهم الفرق بين المقولات والواقع الملموس.

الأسوأ من ذلك، وفقا لماركس، بدلا من الاعتراف بالطبيعة العابرة للمقولات الاقتصادية والأفكار التي تنشأ داخلها، يريد برودون تجميد هذه التطورات في مرحلة معينة - الإنتاج الماهر في ورش العمل الصغيرة - بدلاً من استيعاب الجوانب التحررية المحتملة للمؤسسة الصناعية الكبيرة والثورة البروليتارية.

لنتذكر كتاب (الأيديولوجيا الألمانية) وتأكيد ماركس على ضرورة تحقيق مستوى كافٍ من الإنتاجية والتكنولوجيا أولاً قبل أن تصبح الاشتراكية ممكنة، حتى نفهم الجوانب التحررية التي أشار اليها ماركس.

برودون ضد الإضرابات!

ان من المثير للدهشة ان نجد برودون الفوضوي يرى أن الإضرابات العمالية كانت عقيمة، بل وإنها تؤدي إلى نتائج عكسية، فقد كتب: «من المستحيل، وأنا أؤكد هنا، ان لا يحصل ارتفاع عام في الأسعار في أعقاب الإضرابات التي ينتج عنها زيادة في الأجور؛ هذا أمر مؤكد مثل اثنان واثنان يساوي أربعة».

يأتي موقف برودون هذا من اعتقاده بأن جميع المنتجات يجب أن تتبادل على قدم المساواة لأنها مصنوعة من عمل يفترض أن يمنحها قيمة متساوية. وبالتالي، فإن مجموعة واحدة من العمال الذين يحصلون على زيادة في أجورهم لا يمكن أن تأتي إلا على حساب مجموعة أخرى من العمال عن طريق التضخم.

رداً على ذلك يكتب ماركس: «نحن ننكر كل هذه التأكيدات، باستثناء أن اثنين واثنين يساوي أربعة». إذا كان برودون قد رأى في المقام الأول أن التبادل يحدث بين صغار المنتجين المستقلين (وليس الشركات الكبيرة) وبين العدو الرئيسي المتمثل بـ «الوسطاء»، نجد ان ماركس يؤكد على الانقسام بين الرأسماليين والعمال: «ان صعود وهبوط الأرباح والأجور يعبران فقط عن النسبة التي يشترك بها الرأسماليون والعمال في ناتج عمل يوم واحد، دون التأثير إطلاقا، في معظم الحالات، على سعر المنتج».

يدخل ماركس بعد ذلك في استعراض لتاريخ الإضرابات والتنظيم النقابي في إنكلترا، مشيرا إلى أن معظم الاقتصاديين يعارضون التنظيم النقابي لأنه يعوق الأرباح. والمثير للدهشة أن هذا الرأي شاركه العديد من الاشتراكيين الطوباويين الذين، كما يقول ماركس «يريدون للعمال أن يتركوا المجتمع القديم وشأنه، من اجل الدخول بمزيد من السهولة في المجتمع الجديد الذي أُعد لهم بقدر كبير من التبصر».

على النقيض من ذلك، يجادل ماركس بأن الإضرابات والتنظيمات النقابية هي حالة إيجابية فيكتب: «ان الصناعة الكبيرة تجمع في مكان واحد جمهورا من أفراد لا يعرفون بعضهم بعضا. والمنافسة تفرق مصالحهم. ولكن حماية الأجور، هذه المصلحة المشتركة حيال رب عملهم، توحدهم بفكرة مشتركة واحدة، هي فكرة المقاومة، فكرة التحالف». ويواصل ليقول «وفي هذا النضال الذي يعتبر حربا أهلية حقا وفعلا تتجمع وتتطور جميع العناصر الملازمة للمعركة المقبلة، وعند بلوغ هذه النقطة يكتسب التحالف طابعا سياسيا».

ربما كانت جيني ماركس محقة في أن عنوان كتاب ماركس كان مهينا، لكنه يقدم على الأقل موقفا مضادا واضحا لاستراتيجية ماركس السياسية مقابل استراتيجية برودون.

ان برودون يركز آماله في التحول الاجتماعي على طبقة متجانسة نسبيا من المنتجين المستقلين الذين يمكنهم بشكل سلمي إنشاء تعاونيات واتحادات ائتمانية كبديل للرأسمالية، في حين يشدد ماركس على نضالات الجماهير العظيمة من العمال ضد أرباب العمل من الرأسماليين.

لا يمكن أن يكون هناك حل فردي أو جزئي للاستغلال في ظل الرأسمالية. يجب على شغيلة اليد والفكر أنفسهم أن يطوروا وعيا ثوريا، وأن يقلبوا مجمل العلاقات الاجتماعية الرأسمالية، وبالتالي الاستيلاء على وسائل الإنتاج بشكل جماعي كطبقة، أو أن الرأسمالية سوف تسخر من أي محاولات جزئية لإصلاحها.

 *****************************************

فلاسفة ومفكرون.. فريدريك انجلز(1820- 1895)

اعداد: د. صالح ياسر

ولد انجلز في مدينة (بارمن) في ألمانيا عام 1820، وهو زعيم للبروليتاريا الذي صاغ مع ماركس المذهب الماركسي أي نظرية الشيوعية العلمية، نظرية المادية الجدلية والتاريخية. سعى انجلز منذ شبابه للمساهمة في الكفاح من اجل تبديل العلاقات الاجتماعية القائمة. في البداية انضم انجلز الى الجناح اليساري من الهيغليين الشباب ولكنه في الوقت نفسه وجه النقد لهيغل بسبب نتائجه المحافظة والتناقضات في جدله المثالي. سافر الى إنكلترا التي كانت أكثر البلدان الرأسمالية تطورا آنذاك لدراسة التجارة، وهناك احتك بحياة الطبقة العاملة. وقد جعله هذا يفكر بعمق في أسباب الظروف الاقتصادية التي لا تطاق والتي تعيش فيها البروليتاريا، وحرمانها من الحقوق السياسية.

وهناك في عام 1844 كتب كتابه الموسوم “ مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي” وهو كتاب اعتبره ماركس مساهمة عظيمة في نقد المقولات الاقتصادية، و” ظروف الطبقة العاملة في انجلترا “ عام 1845. وقد عرض انجلز في هذين الكتابين المستقبل العظيم الذي ينتظر الطبقة العاملة، والمهمة التاريخية التي تستحقها. وكان أول من بيّن أن البروليتاريا ليست طبقة تعاني فحسب، وإنما هي أيضا طبقة تناضل من اجل انعتاقها.

وفي عام 1844 التقى بماركس في باريس، وتعد هذه المقابلة بداية صداقتهما العميقة التي قامت على افكارهما المشتركة وكفاحهما المشترك لتحرير البروليتاريا من العبودية الرأسمالية. وقد كتبا معاً في 1844 – 1846 كتابي “ العائلة المقدسة” و””الايدولوجيا الألمانية “. وكان هدف هذين الكتابين إبراز نظرة تقدمية جديدة للآراء الفلسفية السائدة آنذاك لهيغل وفيورباخ واتباعهما.

وقد انغمر في النضال ووقف في صف القوى الثورية في ألمانيا خلال حوادث 1848 – 1849؛ وبعد هزيمة الثورة ترك ألمانيا. وفي السنوات التالية حيث كان يعيش في المهجر عمّم تجارب الثورة الألمانية في كتابيه “”الحرب الفلاحية في ألمانيا” و” الثورة والثورة المضادة في ألمانيا”. وقد كشف هذان الكتابان عن دور الطبقة الفلاحية، باعتبارها حليفة البروليتاريا، وأظهرا خيانة البرجوازية.

ولما انتقل انجلز الى إنكلترا حيث استقر فيها ماركس أيضا، التحق بحركة العمال وعمل بنشاط لخلق الأممية الأولى، وللكفاح ضد آراء البرجوازية الصغيرة الانتهازية والفوضوية. وعلى حين كان ماركس مشغولاً للغاية بمؤلفه “ رأس المال” واصل انجلز العمل بجد في تطوير المادية الجدلية والتاريخية. وكتب انجلز “”لودفيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” و” أنتي دوهرنغ” و” اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة” ... الخ، وهي عرض كلاسيكي لماهية ومعنى الفلسفة الماركسية. وقام انجلز بخدمة كبيرة بصفة خاصة في تطبيق أفكار المادية الجدلية في العلم الطبيعي ( انظر مثلاً: جدل الطبيعة، أنتي دوهرنك، لودفيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية). وقد أثار انجلز وأبدع عدداً من مشكلات المنطق الجدلي. وهو في برهنته على المشكلات الرئيسية للمادية التاريخية كرّس كثيراً من انتباهه لنقد التصورات الفجة عن الفهم المادي للتاريخ. فقد برهن انجلز على أن الدور الحاسم للظروف التي يعيش فيها الناس لا يستخف بأية حال بدور الأفكار أو دور الفرد في التاريخ. وإضافة لذلك ناضل انجلز ضد التناول الخطي للعلاقات والارتباطات المتبادلة بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي.      

*****************************************

الصفحة الحادية عشر

قتل أخبار الساعة

كولالة نوري*

في حاجة لمجموعة ثرثرات

أن  أتصفح أخبار تدرّج صوت مغنِ سيئ

بدلا من  تفاصيل صوت القنابل الذي  يضرب  احلامي .

أو أشارك في أحاديث عن رائحة كعكة الفانيلا

مقارنة بكعكة التفاح** لانسى رائحة الدماء على الاسفلت.

سأدردش  مع إمرأة  روتينية

عن محاسن  البخور بدل  الدخان المتصاعد من حقول الفلاحين.

أغرقُ في أحاديثها التي لا تهمّني

أنام بهدوء  في حلقتها المفرغة ...

أترك رأسي هناك وأنهض

رأسي يبتعد اكثر

أتحول لمنطاد.

آه ما أجمل الفراغ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعرة كردية تقيم حالياً في أمريكا.

**قنابل سامة برائحة التفاح اطلقتها السلطة الدكتاتورية على حلبجة.

***********

قراءة .. شذرات فلسفية في قصيدة “حقائق لم تكن يوما”

د. نضال السلمان

أثار الشاعر (أحمد ساجت شريف) في قصيدته (حقائق لم تكن يوما) تساؤلات كبيرة تحمل أبعادا فلسفية وجودية وزعت على عشرة أجزاء، كل جزء يتكون من مقطع يحمل موضوعة محددة،أسئلة محيرة وانثيالات ابتداءً من الصورة التي أدت بعدا تضافريا مع المعنى الذي يوحي بالشفرات التي يصعب فكها، وانتهاءً بالنص النثري الذي جاء مملوءاً برغبة الكشف واللعب بمناطق ممنوع التشكيل فيها.

القصيدة تحمل تساؤلات تتجه نحو قضية الخلق الوجودي التي تضج في ذات الشاعر الباحثة عن ماهية الحقائق ووجودها محاولا اثبات حقائق أخرى موظفا في سياقه أداة النفي (لم)، فالشاعر يسعى نحو الكشف والتنقيب في أصل الحقائق البديهية.

يُعيد الشاعر ترتيب المعارف ويقدمها في سياق وجهة نظره فيما يخص كل من (الظن، اليقين،الحقيقة،الميت،المطارد،الخطيئة والمصادفة،البصيرة المفقودة...)، فنجده يعرف الظن بأنه “ يقينٌ شاحب سقط من دماغ لا تنزف،من قبح أن نضمر ما لا يُضمر...”؛ فالظن كما هو معروف يتجه نحو الصدق والكذب، وهو بهذا يفتقد لاحتمالية الثباتية،وجاء (الظن)هنا بمعنى الشك بدليل دخول (أن) المخففة عليه ؛فالظن عند الشاعر أقرب ما يكون لليقين الضعيف غير المحسوم أمره لكنه صادر من دماغ حي يدرك ما تتجه نحوه ويعيه بعمق، وقد عبر عنه بالفعل الماضي (سقط)الذي يحمل وقعا كبيرا ومفاجئا أثناء سماعه، وكأن الظن قد تجلى وسقط بصورة ارادية من دون تدخل خارجي وهو أشبه بالثمرة اليانعة التي حان قطافها وجاء دورها في الظهور فتمردت على الشجرة التي تحملها،كذلك الحال فيما يخص الأفكار التي تسقط من العقل عند اكتمالها ونضوجها..لكن سقوطها لا يعني السقوط بمعناه الظاهري،بل ان وقعه وأثره يكون شبيها بالسقوط أثناء الاكتمال والتجلي.

يأتي الشاعر بعد ذلك لليقين، ذلك الاعتقاد الراسخ الذي يفرض وجوده الاذعان والانصياع بقوله :” اليقين :انصات ملوث.”، فنجده يزعزع بهذه العبارة البديهيات الراسخة ويعيد ترتيبها بحسب وعيه ؛ لأنه لا يرى في اليقين الثابت الرسوخ انصاتا طبيعيا،بل يجده انصاتا سلبيا ملوثا،وهو بذلك يجعل الظن بمرتبة اليقين لخلخلة ثقة المتلقي، إذ يخلق ارباكا له فيما يؤمن به من حقائق يقينية ثابتة.

ونلحظ اعتماد الشاعر في أسلوبه الشعري على (الديالكتيك) المتكئ على نقض المعارف البديهية الثابتة كما في توظيفه لمفردتي(الظن واليقين)؛ فنجده يعيد ترتيبها ويدعو المتلقي الى اعادة النظر فيها،وهذا تفكير فلسفي اتجه نحوه الفلاسفة على مر العصور ؛فالديالكتيك المتكئ على التناقضات الذي يثيره الشك نلحظه في توظيف الشاعر لمفردتي (الظن واليقين) في خانة واحدة من المعنى مع أنهما في واقع الأمر مختلفان تماما، وهو بهذا لا يدعو الى النقض بحد ذاته، بل يدعو الى اعادة النظر فيها بعين مدركة غير منقادة ؛فالإنصات الذي هو أعلى درجات الاستماع مهارة لا يتقنها أيا كان، وتقودنا للمتلقي الواعي أكثر من الحقيقة ذاتها، فالمبدع يؤكد مكامن الخلل في تشكيل الحقائق الذي يتجلى في المتلقين، وتفاوتهم في فهم الحقائق بحسب ادراكهم،وبذلك يدلنا الشاعر على الادوات المنطقية للوصول إليها.

بعد ذلك يأتي واصفا الحقيقة بقوله:” جراح تتهجى الأسماء وجراء صغيرة تستفز أديم الميت في ممشى حياة قاحلة..لا تعوي!”، الحقيقة شيء ثابت يقينا و تتجلى أمامنا بأشكال مختلفة وهذا ما يمنحها صفة النسبية،إذ تتمظهر لدى الشاعر بصورتين احداهما (جراح) ظاهرة تحبو نحو اكتمال جرحها،والأخرى (جراء) تثير استفزاز اديم الارض الماشية عليها وتثير غضب تراب الميت واضطرابه وليس الميت فحسب،هنا وضح الشاعر أبعاد الحقيقة وحدودها، فالحقيقة بنظره تقود الباحث إليها وتستفزه نحو ملاحقتها من خلال اشارات تؤديها تملك تأثيره كبيرا على الانسان الواعي، واكتملت جمالية الصورة بتوظيف (الجناس الناقص) لتزيين اللفظ في سياق كلمتي (جراح وجراء)،ونلحظ أن هنالك رابطا بين كلمتي (الجراح والجراء) كالسبب الذي يؤدي الى النتيجة،فالجراء سبب تترك أثرها على المكان الذي تبحث فيه وتحدث جراحا، أما الجراح فهي ناتجة عن شيء حاد يترك أثره على المجروح ماديا ومعنويا، والحقيقة وفقا لذلك تترك أثرا عميقا في نفس الباحث عنها،فهي جراح تحبو نحو الاكتمال، وجراء تستفز أديم الارض،وتنمو الحقيقة في هذه الصورة جراحا مستفيضة لا تندمل، وتقودنا هذه الصورة إلى الرأي الذي يؤمن بأن الحقيقة تقع ضحية عندما تتجسد في الانسان ؛لأنها ستفهم من النافذة التي فتحها على الحقيقة ذاتها وبذلك ستفقد حريتها وتدخل في اطار التقييد عندما يتبناها الانسان.

وتتجلى الكلمات صورا أمام القارئ في سياق مقارنة شيء مجرد مثل(الخطيئة) بشيء مادي ملموس مثل (البئر) كما في قوله: “ الخطيئة : بئر لا يتسع ليوسف.

البئر: وجه مخادع قفز من أعلى الحضيض..

اليقين :

يتداعى

في حفل التقشير الذي تمنحه المصادفة

من أجل إعادة الكون الى أحضان ليست جارحة!!

المصادفة :

يقين أبيض،كأن يقودك ضرير إلى الوصايا وهي تنضب، وإلى سلال فاكهة متفسخة على طاولة لم ترها يوما!

البصيرة

المفقودة

إنك.. ك(نحن)..كهم..كالمجانين الذين

صعدوا

إلى المشنقة

بأقدام ضاحكة...”.

عمد الشاعر نحو لغة صورية تجسيدية تحمل بعدا دلاليا فلسفيا في سياق مقارنة(الخطيئة) المجردة بالشيء المادي الجامد (البئر)التي لا يمكنها الاتساع لنبي كبير بما يحمله من صفات أخلاقية عظيمة...وتشير الصورة الى تحجيم الخطيئة وتحديدها،إذ لا يمكن للبئر أن تصل الى اتساع الصدق ورحابته،وكيف يمكننا أن نقارن البئر الضيقة الحدود، المظلمة الزوايا بنبي يحمل اتساع الصدق ونقائه، وفقا لهذا تكون الخطيئة محدودة الاتساع ضيقة الافق رغم جسامة ضررها.

ويستمر الشاعر في انشاء المتواليات التي تتدفق صورا ويخرج بعضها من الاخر وكأنها تمر بمرحلة تطور واكتمال تنطلق لإثبات حقائق تصب جميعها في معترك الإنسان في زحمة الحياة التي تقوده الى حتفه الاخير، وما يزيد الصورة تأثيرا تقديمها بأسلوب مفارق يعبر عن السخرية من الحياة ومرارتها، من ثَّم يأتي للبئر ليربطها بالخداع، تلك الصفة التي تكون جزءا من الخطيئة في تقلب حالها وعدم وضوحها، التي مهما بلغ زيفها تبقى قيمتها ثابتة في أسفل الحضيض، فقد جعل الشاعر (الخطيئة والخداع) يتخفيان في ثوب العلو والارتفاع،كما تحمل هذه المفارقة مؤشرا للمتلقي تجعله يقف متأنيا أمام عمق الكلمات وصورها الشاسعة.

يصل بعد ذلك إلى (اليقين) ويجعله مقترنا (بالمصادفة) وهذا الربط الفلسفي يتطلب وقفة تأملية،فكيف يمكن للمصادفة التي تحدث من دون سبب أن تكون بداية للوصول الى اليقين الذي يعتمد مبدأ (العلية) في تفسير الأشياء التي استندت إليه الفلسفة الأرسطية، يبدو أنّ الشاعر هنا يؤمن بفلسفة أخرى تؤكد الصدفة التي لا تتكرر باستمرار ؛ بسبب عدم ثباتية الظروف المحيطة بنا، وقد أطلق عليها ب(قاعدة عدم التماثل)، أي إن تكرارها يكون مختلفا بحسب الظروف وهذا ما ينتج عنه حقائق مختلفة تتداعى لتصل بنا الى مرحلة اتضاح اليقين وانكشاف صورته.

أما المصادفة فيشبهها باليقين الأبيض بقوله:(المصادفة : يقين أبيض،كأن يقودك ضرير إلى الوصايا وهي تنضب، وإلى سلال فاكهة متفسخة على طاولة لم ترها يوما!)،ويعضد تشبيهه بوصف آخر أكثر تجسيدا وكأنه نتيجة يصل إليها في سياق تشبيه اليقين بضرير يقودك الى وصايا نافدة أو سلال فاكهة متفسخة،ويؤكد بهذه الصور عبثية الحياة التي تتقاذفنا بها المصادفات التي لا نحصل من خلالها على كل ما نتمناه، ويتجه الشاعر في التشبيه الاول نحو الوضوح في سياق تشبيه المصادفة باليقين الابيض، من ثَّم ينفيه بالعبثية في صورة تشبيهية توحي بأنَّ المصادفة على الرغم من تشبيهها باليقين غير أنها تمثل حقيقة واحدة تكمن في عدم وصولنا إلى ما نطمح إليه، وهذه رؤية سوداوية قد تشير الى انثيالات نفسية مأزومة عبرت عن ذات الشاعر في مرحلة معينة في حياته، أو طبيعة الحياة من وجهة نظره،ويصل الشاعر بعدها إلى تعريف (البصيرة المفقودة)التي يشترك بها المفرد المخاطب والمتكلمين والغائبين ؛ فهؤلاء تقودهم بصيرتهم المفقودة نحو المشنقة برضا تام، وهنا تكمن المفارقة الباعثة للسخرية المؤلمة التي تهزأ من افتقاد العقل البشري الى اتقاد البصيرة والمعارف.

**************

قصائد لقلب أعزل

عدنان الفضلي

عندما تذبل القصائد

رشّها بماء عيون الفقراء

وعندما تذبل الحقول

أفتح عليها مجرى من مواويل عتيقة

لكن .. عندما تذبل روحك

إفتح نوافذ قلبك التي تطلّ

على السنابل والقصائد

....................

لماذا تعيش الصمت

وحولك دواليب تدور

أنظر الى شرق قلبك

ثمة نون بنفسجية ..

تجادلك عشقاً

أنظر الى غرب قلبك

ثمة صبح ..

تمور بداخله القصائد

أنظر الى شمال قلبك

ثمة وطن ..

يغطيه ثلج الأمنيات

أنظر الى جنوب قلبك

ثمة مدينة ..

لا يسكنها الخائفون

...................

وحيداً .. أعيشها لحظتي

لا جدار سوى هذه الخيبة

لا نون أتدرّع بها ..

أو تسوقني الى اللا أدري

لا لوم سوى ..

كنْ مفردة من تكون

لا أب لك .. ولا صفة

كنْ كذلك كما يعتقدونك

علهم يخالفون رؤاك

..................

يا راعي الحزن

هشْ قطيع دموعك بعصى من بنفسج

وأذهبْ الى حقل القصيدة

دعْ ذاك القطيع يمطر هناك

حتماً ثمة فرح سينبت ..

إياك أن تحيله مرعى

***********

قصص قصيرة جداً

طلال حسن

شيخوخة

أفقتُ مع الفجر، وفتحتُ عينيّ الشائختين، آه .. هذا يوم جديد، وغمرني فرح كبير، أنا مازلتُ حياً، ومازال الطفل فيّ يتنفس، وقلبه ينبض بالأمل .

هولاكو

أحرق هولاكو الكتب، التي تخلد الماضي، وتدعو الناس للعودة إليه، وقال لهم: دعوا الماضي، علينا أن نعيش الحاضر والمستقبل، و .. أنا الحاضر .. والمستقبل أنا.

التم

في منامي، وسط الصحراء، تناهى إليّ غناؤها، فقلت لشيخي في المنام أيضاً: شيخي، هذه التمّ مازالت تغني.

فقال شيخي بصوته المنطفىء: لا عليك، إنها تغني منذ أجيال، وستبقى تغني لأجيال وأجيال.

جميل بثينة

سرى إليها في المنام ليلاً، أهي نائمة ؟ من يدري، ابتسمت، آه ها هي تبتسم، همس لها: بثينة.

غالبت ابتسامتها، وقالت: لم أعد بثينة، انظر إليّ جيداً، إنني عجوز. 

مال عليها، وقال: أنت بثينة مادمت جميل.

الواحة

حاولتُ أن أنام، وبقي هو أرقاً، خاطبني: كيف تنام، ونحن وسط هذه الصحراء؟

فقلت له: أنت تبحث عن واحة لا أحتاجها، وأنا أبحث عن بشر أزرع فيهم واحتي.

الوصول

سنين وسنين وأنا أقطع صحرائي هذه، عسى أن أحطّ الرحال يوماً، وأصل.. و.. أصغي إلى هاتف في أعماق الليل: تهيأ، ستصل غداً.

فتحتُ عينيّ المتعبتين، ليل.. لا نجوم.. لا قمر.. والريح أنين، يا ويلي، بعد مسيرة هذه السنين، ماذا لو لم يكن هناك أحد؟ ماذا..

من الذي يرى ؟

أنا الذي لا أرى أم هم ؟ إنني على مشارف صحرائي جنوا عليّ، ولم أجنِ على أحد، والآن يقدمون لي حملاً، لأنقذ بحياته حياتي، لا، لأكن الأعمى في نظرهم، لن أستضعفه فأفترسه، إنني إنسان، لتنطفى هذه الذبالة، لن أنتزع لها الزيت من غيري.

لحظة

بين الحياة والموت كانت هناك لحظة واحدة، عشتها كأنها الدهر، فبعد أن أصيب رفيقي، الذي كان يهرب معي من نيران الجنود، قال لي: اختبئي يا رفيقتي خلف تلك الصخرة ريثما يبتعد الجنود .

اختبأت وراء الصخرة، وبعد لحظة ارتفع صوت إطلاقة مسدس مكتومة، سمعت أحدهم يصيح من أسفل السفح: دعه، لا تقتله، سنحقق معه.

فأجابه جندي من مكان قريب: سيدي، لم أقتله، لقد أطلق الرصاص عل نفسه، وانتحر.

آه انتحر رفيقي، كي لا يأخذونه إلى سجونهم، و.. برز جندي شاب، والرشاشة في يده، والتقت عيناه بعيني، وسمعت “سيدي” يصح من أسفل السفح: هل هناك أحد منهم عندك في الأعلى.

وبعد برهة خلتها دهراً، ردّ الجندي الشاب: لا يا سيدي، لا يوجد أحد هنا.

إشارة: هذه القصة قصة حقيقية، حدثت لإحدى الرفيقات النصيرات في شمال العراق”.

**********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

قراءات فكرية - سياسية

للباحث الدكتور هاشم نعمة فياض صدر عن دار اهوار للنشر والتوزيع اخيرا كتاب “قراءات فكرية – سياسية”.

يضم الكتاب معالجات متنوعة في مواضيعها (الظاهرة الدينية، العقل الاسلامي، الفكر الاسلامي، التطرف اليميني، العدالة الاجتماعية، الفقر كأيديولوجيا، الجيش والسياسة.. وغيرها) وفي حجومها، تغطي صفحاته الـ 175 من القطع المتوسط.

والكتاب مهدى “الى شهيد الفكر والتنوير كامل شياع”.

*******

على قاعة شيوعيي البصرة.. “جيكور” يحتفي بالقاص يسر الفرطوسي وكتابه البكر

البصرة – طريق الشعب

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، بالكاتب د. يسر حمود الفرطوسي، في مناسبة صدور مجموعته القصصية البكر “التيه”.  حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن الأدبي.  الكاتب باسم محمد حسين، أدار الجلسة وافتتحها بفقرته الأسبوعية “خارج الموضوع”، التي تتضمن عرض فيلم قصير. وقد عرض هذه المرة فيلما عن نهر الفرات، مدته 6 دقائق. ثم قدم سيرة المحتفى به، وقرأ ورقة عن مجموعته القصصية الصادرة عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، والتي تضم 13 قصة.  وشهدت الجلسة أوراقا ومداخلات نقدية عن المجموعة القصصية، ساهم فيها كل من الناقد والشاعر مقداد مسعود، الشاعر عبد السادة البصري، المهندس د. هاشم عبود الموسوي، الناشط المدني صباح أديب والناشط المدني علاء سبهان. بعد ذلك تحدث المحتفى به عن مضامين كتابه، ملقيا الضوء على ظروف تأليفه، والموضوعات التي استمد منها مادته القصصية. وفي الختام قدم الرفيقان المغتربان صفاء جعفر البلادي وكريم السلمان، اللذان حلّا ضيفين على الجلسة، شهادتي تقدير باسم الملتقى واللجنة المحلية، إلى د. يسر الفرطوسي، ليوقع هو من جانبه نسخا من مجموعته القصصية ويوزعها على الحاضرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأول مرة.. العراق يصنع دواء لعلاج ضغط الدم

سامراء – وكالات

أعلنت الشركة العامة لصناعة الأدوية والمُستلزمات الطبية في سامراء، أخيرا، عن نجاحها في إنتاج وجبة استطلاعية ريادية من مُستحضر “كو – دايوفاسام”، على شكل حبوب تركيزها يبلغ 12.5/ 160 ملغرام، وذلك للمرة الأولى في العراق. وقال مُدير عام الشركة، خالـد محيـي علـوان، أنَ الملاكات العلمية في قسم البحث والتطوير تمكنت من إنتاج المُستحضر، بواقع  25 ألف شريط لصالح الوكالة التسويقية التخصُصية، موضحا في بيان صحفي، أن “المُستحضر يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويمتاز بفاعليتهُ العلاجية العالية المُضاهية لمثيلهُ الأجنبي المُستورد”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بعقوبة.. أمسية عن “تاريخ الغناء العربي”

بعقوبة – طريق الشعب

أقام “منتدى السبت” الإبداعي في بعقوبة، أخيرا، أمسية ثقافية فنية حول “تاريخ الغناء العربي”، حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الفني.

وجرى خلال الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد نجاح حمدوش” في مقر الحزب الشيوعي العراقي بمدينة بعقوبة، استعراض تاريخ الغناء العربي ضمن مرحلة معينة، وتحديدا الفترة التي ظهرت فيها المطربة أم كلثوم، والتي شهدت تحولا في أساليب الغناء والموسيقى العربية على أيدي ملحنين بارزين، أمثال محمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وغيرهم.

وكان أول المتحدثين في الأمسية، الرفيق عبد العظيم كرادي، الذي استذكر بعض أغنيات أم كلثوم الشهيرة. وأشار إلى أن شرائح المجتمع على اختلافها كانت تستمع إلى هذه المطربة، حتى المقاتلين في جبهات القتال، مستذكرا بعض الرفاق الأنصار الذين كانوا يستمعون إلى أغنيات أم كلثوم، في فترات الاستراحة، بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت تحيق بهم.

بعد ذلك، تحدث الأستاذ ثامر كلاز عن أبزر الملحنين والشعراء الذين تعاملوا مع أم كلثوم، والذين كانت لهم بصمة واضحة في تاريخ الغناء العربي. ثم عرّج على الغناء العراقي، ودوره في صياغة الذائقة الغنائية.

وساهم في الأمسية الأستاذان عباس محمد وفؤاد جليل، اللذان تطرقا إلى المقامات العراقية والقدود الحلبية.

*************

دعوات لإحياء المناطق التراثية.. العائلات البغدادية تُشيد بأجواء شارع المتنبي الليلية

بغداد - رقية مجيد

للمرة الأولى منذ عقود، أصبح شارع المتنبي، الذي يمثل أبرز الشواهد التراثية والثقافية للعاصمة، متنفسا ليليا للعائلات الباحثة عن أماكن جميلة هادئة.

ومعلوم أن هذا الشارع الذي يضم العديد من المكتبات ودور النشر ومحال القرطاسية، ويحتضن فعاليات ثقافية وأدبية وفنية، ينشط في صباحات أيام الجمعة حتى الظهيرة، بينما تكون الحركة فيه بقية أيام الأسبوع محدودة.

وبعد إعادة تأهيله نهاية العام الماضي، تحول “المتنبي” إلى أبرز ملتقى عائلي مسائي – ليلي. إذ تتوافد إليه يوميا منذ ساعات المساء الأولى حتى وقت متأخر من الليل، أعداد كبيرة من العائلات البغدادية.  

فعاليات ليلية

الناشط المدني مصطفى علي، يتحدث لـ “طريق الشعب”، عن أعمال التأهيل التي شهدها شارع المتنبي، والتي نفذتها أمانة بغداد بالتعاون مع البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف العراقية.

ويقول أن التأهيل شمل الشارع وفروعه ومكتباته كافة، وتضمن إنجاز شبكة المجاري وتبليط الأرضية وتأسيس الإنارة، موضحا أن الإنارة شجعت روّاد الشارع على تنظيم فعالياتهم ليلا، وفي الوقت ذاته شجعت العائلات على الحضور.

وتابع علي، أن الوافدين إلى الشارع كل ليلة، لم يكونوا من سكان بغداد فحسب، إنما هناك من يأتي من مناطق ومحافظات أخرى، كي يستمتع بالأجواء الجميلة التي يشهدها المكان.

وعن الأجواء، يشير إلى أن هناك باعة زهور جوالين، ورسامين وعازفين يزاولون نشاطاتهم الفنية مباشرة على الشارع أو قرب نصب المتنبي، لافتا إلى أن أبواب “مقهى الشابندر” و”بيت المدى” و”مقهى حنش”، مفتوحة ليليا أمام الوافدين “وهذه رسالة اطمئنان تشيع الأمل في النفوس”. 

“المتنبي” يجذب البصريين

والتقت “طريق الشعب” المواطن البصري فلاح مجيد، الذي جاء من البصرة مصطحبا زوجته وأطفاله، كي يزوروا شارع المتنبي، ويستمتعوا بأجوائه الليلية.

يقول مجيد أن “أجواء الشارع الليلية رائعة، ووجود هذه الأعداد الكبيرة من العائلات، يشجع على المجيء، خاصة اننا لم نشهد أي حالات تحرش أو مضايقات”، مضيفا قوله: “سعدنا ونحن نشاهد العائلات وهي تتوافد بكثرة على الشارع. وبهذا نشعر أن بغداد بدأت تستعيد عافيتها وألقها بوجود مواطنين مدنيين محبين للحياة، ساعين إلى ترسيخ القيم الجميلة ومحو التقاليد والأعراف المتعصبة”.

من جانبه، يقول الشاب أحمد علي، أن “شارع المتنبي يشهد كل ليلة حضورا شبابيا لافتا بالإضافة إلى العائلات.. بين من يلتقط الصور التذكارية، أو يتجول، أو يقتني الكتب، أو يستكشف الشواخص الثقافية المحيطة بالمكان”.

ويأمل علي أن يتم افتتاح مطاعم ومقاه على ضفاف دجلة بالقرب من تمثال المتنبي.

“إقبال الناس يسعد القلب”

إلى ذلك، يقول د. أيمن، وهو صاحب مكتبة في المتنبي، ان “قدوم الناس ليلا إلى الشارع ومكتباته، يسعد القلب”.

ويضيف لـ “طريق الشعب” قائلا ان “شارع المتنبي كان منذ البداية حاضنة للجمال. لكن بغداد اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة إحياء جميع أماكنها التراثية، مثل شارع الرشيد وساحة الميدان ومنطقة الحيدر خانة، بالإضافة إلى الكثير من الأماكن التراثية الأخرى”.

 ويدعو د. أيمن إلى تواجد الشرطة المجتمعية بشكل دائم في الشارع، كي تسهر على سلامة الزائرين “خاصة أن التجربة لا تزال جديدة”، مستدركا “لكن بشكل عام، أن المكان أصبح مميزا، ولم تسجل فيه حالات سلبية. كما ان الإقبال على شراء الكتب ازداد”.

**********

في مالمو السويدية.. سعاد هندي تفتتح “ذاكرة ضوء”

مالمو – طه رشيد

افتتحت الفنانة التشكيلية المغتربة سعاد هندي، يوم الأحد 20 شباط الفائت في مدينة مالمو السويدية، معرضا لرسومها الأخيرة، حمل عنوان “ذاكرة ضوء”. ضم المعرض، الذي حضر افتتاحه عدد كبير من أبناء الجالية العراقية والعربية ومن السويديين، قرابة 50 لوحة، قسم منها منجز بالألوان بالألوان المائية وغيرها عن طريق المزج بين الأحبار. وقد عبرت اللوحات عن موضوعات مختلفة، مستمدة في غالبيتها من الطبيعة.

 وفي لقاء قصير مع “طريق الشعب”، تحدثت الفنانة سعاد عن “الفن كوسيلة يعبّر من خلالها الفنان عن ذاته وتأثيرات محيطه، كالبيئة والتراث، فضلا عن الطبيعة”، موضحة أن “رؤية الفنان واحساسه البصري، كل ذلك يمنحه هويته الفنية الخاصة”. وعن استخداماتها اللونية في لوحاتها الجديدة، بيّنت سعاد أن “تضاد الالوان وانسجامها المتدرج، يمنح البصر الاحساس بالنور والظلال والعمق والفضاءات المفتوحة”، مؤكدة أن “نقل الواقع بتفاصيله إلى العمل الفني، لا يثير اهتمامي”. وأشارت إلى أنها تستخدم في أعمالها ألوان الاكريليك مع خامات مختلفة، فيما استخدمت أخيرا الألوان المائية (الأكفاريل).يذكر أن الفنانة سعاد هندي تخرجت عام 1977 في قسم الرسم بأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. وفي نهاية السبعينيات، ابان هجمة النظام الدكتاتوري المباد الشرسة على اليساريين والقوى الوطنية، اضطرت إلى مغادرة العراق مع زوجها الفنان المسرحي رياض محمد، فتنقلا بين عواصم مختلفة. وعملت سعاد بين عامي 1979 و1982، مدرسة لمادة الرسم في معهد الفنون الجميلة في العاصمة اليمنية الجنوبية عدن، بعدها انتقلت إلى دمشق، وعملت في مجال التصميم الصحفي في الإعلام الفلسطيني، حتى عام 1985. لتنتقل بعدها إلى بلغاريا، وتدرس هناك تاريخ الفن العراقي القديم. ثم حطت رحالها في السويد، وعملت مدرسة رسم في المدارس السويدية في اعوام 2003 حتى 2019.

وساهمت الفنانة سعاد في العديد من المعارض التشكيلية المشتركة في بغداد وعدن. كما أقامت معارض شخصية في السويد، آخرها عام 2015 في مدينة يسلوف. 

***********

بعد ترميمها جزئيا.. إعادة فتح “مدينة الحضر” الأثرية

الموصل – وكالات

أعادت سلطات الآثار العراقية، الخميس الماضي، فتح موقع مدينة الحضر الأثرية في محافظة نينوى، بعد الانتهاء جزئيا من مشروع ترميمه.

وكان تنظيم داعش الارهابي قد دمر عقب احتلاله المحافظة عام 2014، ما يقارب 15 في المائة من الموقع. وأظهرت صور نُشرت على الانترنيت وقتها، مسلحي التنظيم وهم يدمرون تماثيل وتحفا فيه بمعاول ومطارق ثقيلة.

وتنفذ مشروع الترميم مفتشية آثار نينوى بالتعاون مع الرابطة الإيطالية الدولية للدراسات المتوسطية والشرقية. وبحسب الجهات المعنية، فإن 5 في المائة من الموقع تم ترميمه، ولا يزال المشروع قيد التنفيذ.

وقال مسؤول الموقع، محمود عبد الله، أن المفتشية والبعثة الإيطالية قامتا في البداية بجمع الملتقطات الأثرية للمنحوتات التي حطمها إرهاب داعش. وبعدها تم تحديد أماكن سقوط الملتقطات، ثم جرى نقلها إلى مختبرات الصيانة داخل الموقع، مضيفا في حديث صحفي، أنه “بعد هذا العمل قمنا بإعادة تجميع الملتقطات. وتمكنّا من صيانة وترميم عدد من القطع الأثرية وإعادتها إلى مواقعها الأصلية”.

من جانبه، قال مفتش آثار نينوى، خير الدين أحمد، أن “نسبة الدمار في الموقع لم تتجاوز 15 في المائة، كون إرهابيي داعش لم يجرّفوا الموقع، إنما اقتصروا على التخريب وتحطيم بعض الجدران والتماثيل”.

إلى ذلك، ذكر عضو المعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى ومدير مشروع ترميم آثار الحضر ماسيمو فيديل، أنه “حين وصلنا إلى هنا للمرة الأولى، كانت مدينة الحضر في حالة مزرية. لم تكن هناك بنية تحتية.. المباني متضررة، أطلال الحرب منتشرة في كل مكان، حتى انه تم العثور على قنابل غير منفجرة”.

وأضاف في حديث صحفي قائلا، أنه “تطلب الأمر في البداية الكثير من المال لتنظيف الموقع ونقل الانقاض والمواد الخطرة بواسطة شاحنات”.