اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

كتب المحرر السياسي.. انهاء إجراءات الفصل السابع كيف سيوظفه العراق؟

اصدر مجلس الامن الدولي مساء امس الاول الثلاثاء قرارا بالاجماع،  انهى بموجبه رسميا تفويض “لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتعويضات عن الاضرار الناجمة عن غزو العراق للكويت في 1990”. ويؤكد القرار ان الحكومة العراقية لم تعد مطالبة بان تدفع للصندوق الذي تديره اللجنة “نسبة من عائدات صادراتها من النفط والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي”.

وبحسب القرار فان مجلس الامن أكد ان عملية طلب التعويضات اكتملت الان بصورة نهائية ، وانه لن يتم تقديم اية طلبات أخرى.

وبصدور هذا القرار الدولي يكون العراق قد تحرر من قيود إجراءات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، التي خضع لها اعتبارا من سنة 1990.

انتهت هذه الصفحة التي كلفت العراق كثيرا، جراء العقوبات التي فرضت عليه بينما شعبه  لا ناقلة له فيها ولا جمل، وانما هي مغامرات الطاغية ونظامه المقبورالتي سببت كل تلك الآلام والمآسي والضحايا البشرية والمادية للعراق ولجيرانه  .

لقد سدد العراق آخر دفعة وفقا لالتزاماته المالية، ودفع كامل مبلغ التعويضات البالغ ٥٢٫٤ مليار دولار امريكي، بموجب ٢٫٧ مليون طلب تعويض .

ولا شك ان صدور هذا القرار يدشن مرحلة جديدة في علاقات العراق مع محيطه وجيرانه،  وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي. ولابد للمجتمع الدولي  ان يفكر بما عاناه العراق وشعبه جراء هذه التكاليف الباهضة  وان يعوضه بالمزيد من الدعم والاسناد لتعزيز سيادته وامنه واستقراره  وحرمة اجوائه واراضيه ومياهه، ولتمكينه من التحكم بثرواته وادارة موارده المالية وتسخيرها لصالح شعبه، وتحقيق التنمية والازدهار المنشودين. وان تتاح له فرصة الحصول على ما يحتاجه في مجال التجهيزات الصحية والوقائية، وامتلاك حلقات التكنولوجيا المتقدمة في كافة المجالات الصناعية والزراعية والمدنية.

وتبقى مهمة الإشارة الى تمكين العراق من استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية المتعددة، ومنها الطبية وتوليد الطاقة الكهربائية، ولإزالة القيود التي كانت مفروضة على الاستثمار في قطاعات ومجالات معينة.

ان الأموال التي سيتوقف العراق عن تقديمها الى لجنة التعويضات، لابد من استثمارها على نحو سليم، لا سيما من خلال إنشاء صناديق سيادية استثمارية وتنموية، بإدارة مهنية مستقلة تعتمد الكفاءة والنزاهة، وتحت إشراف ورقابة مجلس النواب.

ان للقرار الجديد ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى صعيد دور العراق  عربيا وإقليميا ودوليا، ويبقى مدى توظيف هذا القرار الدولي إيجابيا مرهون  باستقرار البلد وامنه، وباستعادة هيبة الدولة وحصر السلاح المنفلت  بيد مؤسساتها الشرعية، ومحاربة الفساد وانفاذ قوة القانون، وبوجود حكومة ذات برنامج ملموس يوظف كافة الإمكانات، في اطلاق عملية جادة للبناء والاعمار، والسير على طريق التنمية لتحقيق الرفاه للشعب ولكي يتمتع بحياة كريمة ولائقة.

*********************

آمال التغيير متوهجة.. حراك احتجاجي متواصل منذ شباط 2011

بغداد ـ طريق الشعب

ادت الاوضاع الكارثية التي عاشها البلد في السنين الماضية وتزايد إدراك الناس لحقيقة مشاكلهم، إلى مراكمة الوعي بمسببات شقائهم، مما حفز مجاميع كبيرة منهم على رفض الواقع القائم ومنظومة الحكم وإدارة البلاد المسؤولة عمّا آلت إليه الأوضاع والتحرك صوب التغيير.

وهو ما تجسد في حراك احتجاجي متعدد الأشكال انطلق في شباط 2011 وشمل فئات وقطاعات اجتماعية واسعة، وتطور متصاعدا ليتكلل بتفجير انتفاضة تشرين الباسلة التي شكلت منعطفا فارقا في حياة البلاد السياسية. وتصاعد الحراك المطلبي بعد الانتفاضة ليشمل قطاعات وفئات واسعة مطالبة بتوفير فرص العمل وتثبيت الاجراء والعقود، وبتوفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين في قطاعات الدولة في المحافظات وغيرها، وهي مرشحة لأن تتصاعد مع استمرار تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية وتزايد نسب الفقر والبطالة.

احتجاج مستمر في ذي قار

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “الخريجين يواصلون اغلاق مبنى شركة النفط لليوم الثاني على التوالي في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “التصعيد جاء نتيجة لتجاهل الحكومة مناشدات الخريجين طيلة الـ 6 أشهر الماضية”.

في الاثناء، تظاهر العشرات من المتعاقدين مع محافظة ذي قار أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم منذ 3 أشهر، مشيرين الى ان الحكومة المحلية لم تلتفت لمعاناتهم بعد الإعلان عن إجراءات التقاطع الوظيفي والتي تأخرت كثيرا بعد إيقاف رواتبهم طيلة هذه الفترة.

وشملت احتجاجات الخدمات قرى ال أزيرج وخفاجة، التي تعاني من شح المياه منذ عدة أشهر دون معالجات حقيقية من قبل الحكومة المحلية.

تظاهرات للخريجين

وفي محافظة ميسان، أقدم المئات من خريجي كليات التربية على غلق مجسر مدينة العمارة، احتجاجا على عدم شمولهم في درجات الحذف والاستحداث أو التعاقد معهم وفق قرار 315 للعمل في مديرية تربية المحافظة.

فيما جدد عدد من خريجي كلية العلوم تظاهراتهم أمام مبنى شركة نفط البصرة موقع (الزقورة)، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وطالب المتظاهرون الحكومة المركزية ووزارة النفط بتخصيص درجات وظيفية لهم على ملاك الشركة، كونها الجهة التي تحتاج لتخصصاتهم العلمية، مشيرين الى ان تظاهراتهم مستمرة منذ عامين دون استجابة من قبل الجهات المعنية.

ونظم عدد من موظفي مديرية شهداء البصرة وقفة احتجاجية لمطالبة رئيس المؤسسة بتعديل ضوابط شمولهم بتخصيص قطع الأراضي السكنية، وتعديل نقاط التخصيص المطلوبة وعدد الأطفال، وفقا لسلم الرواتب.

غضب في المثنى

وذكر مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان “تظاهرة واسعة انطلقت في المدينة شارك فيها المئات من خريجي الجامعات والمعاهد في المحافظة، قبل ان ينضم إليهم شيوخ العشائر ووجهاء المحافظة، لإسناد مطالبهم والكف عن تهميشهم”.

وأضاف ان “وفد المتظاهرين الذي التقى محافظ المثنى احمد منفي، اعطى مهلة للحكومتين المركزية والمحلية من اجل الاستجابة لمطالبهم المشروعة”.

تظاهرة للعمال في النجف

في غضون ذلك، نظم عدد من عمال بلدية النجف، وقفة احتجاجية امام مديرية البلدية، مطالبين بتنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، أحمد عباس، بأن العمال المحتجين طالبوا بتطبيق القرار واحتساب مخصصات الزوجية والاطفال وتحويل الاجراء اليوميين الى عقود، وصرف رواتبهم المتأخرة.

خريجو ديالى

فيما جدد العشرات من خريجي المعاهد التقنية في محافظة ديالى، تظاهراتهم الاحتجاجية، مطالبين بتوفير فرص العمل. ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، ان “الخريجين نظموا تظاهرة كبيرة وسط بعقوبة، انطلقت من شارع المحافظة وصولا الى ساحة الفلاحة، رافعين لافتات تطالب بتوفير فرص العمل في مؤسسات الدولة او القطاع الخاص”.

من شباط الى تشرين

ولمناسبة ذكرى 25 شباط 2011، يقول الناشط في الاحتجاجات بسام السينمائي، لـ”طريق الشعب”: ان ذلك الحراك أسس لما بعده، وقد توج ذلك في تشرين 2019 وما تلاه. ويضيف، ان “الشعب العراقي وعى اللعبة جيداً، لذلك انتقلت شعاراته المطلبية الى سياسية، وسعى الى تحقيقها بأشكال مختلفة. ونتوقع ان يشهد القريب العاجل احتجاجات اخرى قد ترتقي الى انتفاضة اوسع، كون المتنفذين لم يفهموا الدرس حتى الآن”.

***********

مؤسسات حكومية مسؤولة عن التلوث البيئي في العراق!

بغداد ـ علي شغاتي

كشف تقرير دولي جديد، أن العراق يعتبر عاشر اكثر الدول تلوثا في العالم بمستوى متوسط الجسيمات الدقيقة الضارة في الهواء 39.6 ميكروغرام لكل متر مكعب في البلاد. ويعتبر التلوث البيئي في العراق من ابرز العوامل المؤثرة على حياة المواطنين، في ظل انتشار الاوبئة والامراض المستعصية، إذ تسهم المؤسسات الحكومية بشكل كبير في تلك الملوثات، مع عدم استثناء المواطنين من زيادة معدلاتها، بسبب التصرفات اللاواعية وغير المسؤولة في ظل غياب الرقابة. وذكر موقع (أمواج ميديا) في تقرير اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن نوعية الهواء الرديئة في العراق ناتجة عن انبعاثات المركبات، والتلوث الناجم عن الحرب، واستخدام المولدات للطاقة بسبب البنية التحتية السيئة، والحرائق التي تبعثها مصافي النفط والغاز.

************

حكومة اقليم كردستان: ندعم معاقبة مُعنّفي النساء

بغداد ـ طريق الشعب

علّق رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، امس الأربعاء، بشأن العنف الأسري في الإقليم، فيما أشار إلى أنه يجب اصلاح النظام القضائي لمواجهة حالات العنف الأُسري.  وأعلن مصرع 9 نساء خلال هذا العام ضمن حوادث العنف الأسري، طبقا لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لبارزاني. وقال البارزاني، بحسب البيان، أنه “تحدث مع وزير الداخلية إثر حادث وفاة امرأة في السليمانية بعد أيام من احراقها من قبل زوجها”، مشيدا بـ”جهود الشرطة في القبض على الجاني”.  وشدد بارزاني على “ضرورة إصلاح النظام القضائي لمواجهة حالات العنف الأُسري”، معرباً عن دعمه “لمعاقبة مُعنفي النساء والمتطورين في جرائم قتلهن”.  وتوفيت يوم امس، شنيار هونر، التي قام زوجها قبل أيام بحرقها في محافظة السليمانية، بسبب مشاكل عائلية، بعد خمسة أيام من تلقي العلاج في المستشفى.

**********

راصد الطريق.. مجلس القضاء ينكأ الجراح !

اعلن مجلس القضاء الأعلى الاثنين إن “المحاكم سجلت أرقاما عالية لحالات الطلاق خلال السنوات الماضية”.

أسباب الظاهرة، حسب بيان للمجلس، تعود الى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، الى البطالة وأزمة السكن واختلال منظومة القيم وغيرها.

ونضيف الى ذلك العنف الاسري الذي لا تشريع يحد منه، وحالة عدم الاستقرار وضعف إنفاذ القانون وسلطته.

والغريب  انه في هذه الظروف ترد المحكمة الاتحادية طعن رابطة المراة العراقية في دستورية المادة 41 من قانون العقوبات، التي تبيح العنف واستخدام (حق التاديب) للزوجات وللأطفال القصر.

 ويقرّ المجلس حقيقة ان “زواج القاصرين وطلاقهم أصبح ظاهرة مستشرية بشكل كبير”.

وبشأن الحلول يشير الى ان “تجريم الطلاق خارج المحكمة” يساهم في الحد أو إغلاق عدد كبير من حالات الطلاق، كذلك “تشريع قانون يمنع زواج القاصرين خارج المحكمة وتغريم من يقوم بهذا الفعل ومعاقبته”.

ويحق لنا ان نسأل المجلس الموقر والجهات المعنية الاخرى: لماذا لا تشرع مثل هذه القوانين، ومن يعرقل ذلك ويعطله؟!

لكن المهم ليس التشريع فقط بل والتطبيق أيضا.

************

الصفحة الثانية

التخطيط توجز معرقلات إجراء التعداد السكاني

بغداد ـ طريق الشعب

قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي، أمس الأربعاء إن أسبابا عديدة تقف وراء تأخر إجراء التعداد السكاني خلال الأعوام الماضية، لكنه يؤشر أبرزها ما يخص “المناطق المتنازع”.

وأضاف الهنداوي في تصريح صحفي ان وزارته “أكملت جميع استعداداتها للمرحلة النهائية لإجراء التعداد، إلا أن بروز مشاكل المناطق المتنازع عليها منع ذلك”.

وزاد، ان الوزارة حاولت اجراء التعداد في عام 2020 إلا أن دخول العراق بمكافحة فيروس كورونا، مع عدم وجود موازنة العام المذكور كان السبب في تأجيله.

وأشار الهنداوي إلى وجود أسباب سياسية واقتصادية وصحية ومالية تعرقل إنجاز المشروع.

وترتبط أبرز أسباب تعليق التعداد السكاني بمعرقلات سياسية، تتعلق بتحديد نسب المكونات وثقلها السياسي، وكذلك مصير المناطق المتنازع عليها بين حكومتي المركز واقليم كردستان في عدد من المحافظات.

***************

كل خميس.. تضخم وغلاء وتداعيات اجتماعية خطيرة

جاسم الحلفي

أعلنت وزارة التخطيط عن ارتفاع نسبة التضخم هذا العام الى ٦ في المائة.

والتضخم مصطلح اقتصادي يستخدم لتأشير الزيادة في أسعار السلع والخدمات في فترة محددة، والتي يرافقها انخفاض القدرة الشرائية للعملة المحلية وتدنّي قيمتها مقابل العملات الصعبة.

التضخم بتفسير مبسط هو كالسارق الذي يقوم باختلاس النقود من جيوب المواطنين باستمرار وبمعدّل صغير خلال فترة من الزمن من دون أن يشعروا بذلك. ولإعطاء مثال على ذلك نذكر ان سعر اللتر من زيت الطعام كان قبل عام ألفا وخمسمئة دينار فقط، بينما وصل سعره اليوم الى ثلاثة الاف دينار. وهذه الزيادة في السعر تسمى التضخم.  والزيادة الحادَّة هذه في سعر لتر الزيت هي دليل على أن القوة الشرائية للدينار العراقي قد انخفضت.

ان استمرار ارتفاع معدلات التضخم يدلل بوضوح على عدم توقف الآثار السلبية لقرار خفض قيمة الدينار العراقي امام الدولار، الذي ادى الى ارتفاع أسعار عموم المواد، بضمنها المواد الغذائية الأساسية كالسكر والزيت والطحين والرز. وهو ما نجمت عنه تداعيات قاسية بالنسبة لمعيشة المواطنين وحياتهم، بجانب مشاكل وظواهر اجتماعية خطيرة، لم يألفها المجتمع العراقي، مثل الانتحار وجرائم القتل لافراد العائلة الواحدة، واتساع ظاهرة الطلاق، التي دفعت بسبب خطورتها مجلس القضاء الأعلى الى إصدار بيان قبل يومين، يحذر من اثار هذه الظاهرة، وجاء فيه ان “انتشار الظاهرة أصبح مشكلة، تعود أسبابها إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن الظروف التي مرت بها االبلاد، وبضمنها البطالة وأزمة السكن.

عند القيام بجردة حساب للمشاكل والاثار والتداعيات السلبية لقرار خفض قيمة عملتنا الوطنية، وعند السؤال عن أصحاب المصلحة الحقيقية في هذا القرار الخطير الذي أضر بالملايين من اصحاب الدخل المحدود والكادحين والشرائح الفقيرة والمهمشة. وتبرز امامك دون عناء، حقيقة انه انحياز طبقي بامتياز لصالح المضاربين بالعملة واصحاب البنوك ومزوري الفواتير لتعظيم ثرائهم الفاحش.

يقال ان أرباح شخص معين صاحب مجموعة مصارف تجاوز ٥٠ مليار دينار شهريا، ووصل معدل أرباح صاحب بنك آخر ١٥ مليار دينار شهريا، فيما يعاني ملايين العراقيين من البطالة والتهميش ومن ذل الجوع والحرمان. لهذا فان استمرار سريان القرار يشكل  انحيازا غير منصف للشرائح الطفيلية غير المنتجة، التي ليس لها أي دور إيجابي في العملية الاقتصادية، بل يقتصر دورها على النهب المنظم للمال العام بحماية بالفاسدين.

لقد بان بوضوح الهدف من قرار خفض قيمة الدينار، ولا تصمد أية حجة لتبرير هذا الاجراء الخطير بعد كل نتائجه الكارثية على المجتمع. فلا اقتصاد تم تنويعه، بل بقى ريعيا بامتياز، ولا اقتصاد وطني جرت تنميته، ولا بنية تحيتة تم إنشاؤها. فيما لم يحصل الإنتاج الوطني على أي حماية، ولا على تخفيض ضريبي او إعفاءات من رسوم، وبقي يواجه تدفق السلع الرديئة التي اغرقت اسواقنا، والتي تصلنا من دول الجوار. فيما لم تتراجع كميات الدولار التي يعرضها مزاد البنك المركزي، بل بلغ معدل البيع ٢٠٠ مليون دولار يوميا، وهو اعلى من المعدل السابق للقرار، الامر الذي يدحض كل الادعاء والتبريرات التي تضمنتها الورقة البيضاء.

***************

ممارسات قمعية تلاحق حرية التعبير في البصرة.. ناشطون: الأصوات الحرة تدفع ثمنا غاليا

بغداد – نورس حسن

يؤشر ناشطون وصحفيون في محافظة البصرة، وجود ممارسات “قمعية” تقوم بها جهات متنفذة، تتستر السلطات على هويتها.

ويقول الناشطون، ان تلك الأطراف تعمل على “تكتيم الافواه”، ولا تسمح بتمرير المطالبات بالحقوق او توجيه الانتقادات لجهات سياسية، على الرغم من ان “حرية التعبير حق كفله الدستور!”.

ويضيف الناشطون ان الكثير منهم “تم اغتيالهم، وآخرون يتعرضون الى عمليات تهديد بالتصفية، أو إلحاقهم بالمغيبين الذين لم يكشف عن مصريهم الى الآن”.

ممارسات قمعية

وفي هذا السياق، يصف الناشط علي المعلم، واقع حال الناشطين في البصرة بالقول: ان “حق التظاهر في البصرة حاليا مقيد، فهناك الكثير من الناشطين والصحفيين تتم تصفيهم بعد انتهاء التظاهرات، وعادة ما تنسب عمليات التصفية الى خلافات عائلية وعشائرية”.

ويضيف المعلم لـ”طريق الشعب”، انه على الرغم من ان “حقي التظاهر والتعبير كفله الدستور ضمن المادة 38، إلا ان الحكومة المحلية لمحافظة البصرة تحاول فرض إرادتها عبر ممارسات قمعية، إزاء كل من يحاول التعبير عن رأيه، سواء من الصحفيين أم الناشطين”.

ويشير إلى ان “المحاولات القمعية التي تمارس بغية إزاحة أية محاولات لنقد أفعال السلطات خاصة وان هناك الكثير من مشاريع الفساد صرفت عليها مبالغ مالية كبيرة، ولم ينجز منها شيء”، لافتا إلى ان “هناك الكثير من الصحفيين والناشطين يمارسون حقوقهم بالتعبير لكنهم الآن خارج المحافظة او خارج البلاد”.

ضغوطات حزبية

وبخصوص ملف الكشف عن قتلة الناشطين، بيّن ان “السلطات اكتفت بالكشف عن قتلة الناشطين احمد عبد الصمد وصفاء غالي، وقد تم إصدار حكم الاعدام بحق الجناة، لكن لم ينفد الى الآن”.

ونبه الى ان “هناك معتقلين ارتكبوا جرائم قتل بحق الناشطين والصحفيين ولكن في نفس الوقت هناك مماطلات باتخاذ السياقات القانونية، بسبب ضغط بعض الجهات الحزبية بغية إطلاق سراحهم”.

مدعومون من جهات خارجية

من جهته، يصف الناشط حسن الربيعي أوضاع حرية التعبير في المحافظة بأنها “مرتبكة”.

ويقول لـ”طريق الشعب”: ان جهات حكومية محلية “أقدمت على شراء ذمم الكثير من الناشطين والصحفيين”، لكنها قامت بتهديد من لم تتمكن من كسبه.

ويضيف ان “استهداف كل من يحاول التعبير عن رأيه، بات يبرر بالخلافات العائلية او العشائرية للتستر على المجرمين والجهات الداعمة له”.

ويشير الى ان “اغلب مرتكبي عمليات الاغتيال هم اليوم مسنودون من قبل جهات سياسية، ومليشيات مسلحة تدعمها جهات خارجية، وجميعهم تعجز السلطات عن وضع حد لهم”.

ويردف الناشط كلامه بأن “الأوضاع الخدمية والصحية والتعليمية في المحافظة في وضع بائس جدا”.

ويقول ان هناك اكثر من 25 ناشطا، تعرضوا لعمليات اغتيال.

يعتمدون على تشريعات قديمة

بدوره، يرى أمين ممثلية حزب البيت الوطني في محافظة البصرة، زين العابدين حسين ان “حرية التعبير عن الرأي سواء في محافظة البصرة أو عموم محافظات العراق مقيدة تماما”.

ويقول لـ”طريق الشعب”، إن “الناشطين والأحزاب الوطنية التي تحاول إعلاء صوت الحرية والمطالبة بالخدمات، يتعرضون لمختلف أنواع القمع من تهديدات ومضايقات واغتيالات”.

ويعمل حسين ورفاقه “على تنضيج حق التظاهر والتعبير عن الرأي لدى المجتمع”.

وحول مبررات السلطات بمنع حرية التعبير، يقول ان “المحافظات التي عانت من داعش الارهابي يتحجج المسؤولون فيها ان الوضع الامني مربك، ولا مجال لاقامة التظاهرات، وهذا خلاف ما هو موجود في محافظة البصرة؛ إذ ان هناك فسحة للتعبير عن الرأي، الا ان السلطات توجه بمكافحة قمعية، لتجاوز ما يهدد سلطانها”.

ويشير الى ان القوانين التي تعمل بها السلطات، جرى تشريعها في زمن الدكتاتورية، وبالتالي فان الحريات تبقى مهددة ما لم يتم تعديل او الغاء تلك القوانين”. ويتمنى على القوى المدنية ان تمارس دورا ايجابيا في تعزيز الحريات وحقوق الانسان.

*****************

التيار الديمقراطي يكمل مهمة بناء مؤسساته

بغداد ـ طريق الشعب

أصدر التيار الديمقراطي، يوم السبت الماضي، بلاغا عن اجتماع مكتبه التنفيذي، اكد فيه استكمال مهمة بناء مؤسساته الاساسية، وانتخاب منسق عام ونائبه ومكتب السكرتارية.

وذكر التيار في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، انه "تم فتح باب الترشيح لموقع المنسق العام، وترشح اثنان من اعضاء المكتب هما المحامي زهير ضياء الدين والأستاذ علاء ناصر القيسي، وبعد تقديم كل مرشح نفسه مع استعراض سريع لسيرته الذاتية ومؤهلاته وبرنامجه في حال فوزه، جرى التصويت السري الذي شارك فيه جميع الحاضرين من اعضاء المكتب التنفيذي، والبالغ عددهم 17 عضوا".

واشار الى انه بعد فرز الاصوات والقيام بعدها من قبل لجنة خاصة كلفت لهذا الغرض اعلن عن فوز المحامي الاستاذ زهير ضياء الدين الذي تلقى التهاني من قبل اعضاء المكتب التنفيذي كافة.

وتابع البيان ان "المنسق المنتخب طرح ضرورة انتخاب نائب المنسق وتم ترشيح السيدة سهير القيسي التي فازت بالتزكية لعدم وجود مرشح منافس لها"، مبينا انه "جرى التصويت على مقترح تشكيل مكتب السكرتارية الذي أقر من قبل المكتب التنفيذي والذي تكون من الدكتور علي مهدي والسيدة فردوس موفق والسيد أثير الدباس". 

ونوه البيان الى "انجاز تسمية اللجان المركزية للمكتب التنفيذي: المالية، الاعلام، والعلاقات"، مؤكدا انه "سيتم تعضيدها باعضاء من اللجنة العليا للتيار الديمقراطي والمنتخبة من قبل المؤتمر الثالث الأخير، ومن اعضاء المكتب التنفيذي السابق واللجنة العليا السابقة". 

هذا وناقش الاجتماع ضرورة متابعة تسجيل التيار الديمقراطي لدى دائرة الاحزاب، وقد كلف بذلك المنسق المحامي زهير ضياء الدين. كذلك كلف الحاضرون بمهمة البحث عن مبنى ليكون مقرا ثابتاً للتيار الديمقراطي.

**************

تعزية

عائلة الرفيق الفقيد علي الراعي " أبو حبيب " المحترمة

غادرنا قبل أيام الرفيق العزيز علي الراعي " أبو حبيب " بعد مرض لم يمهله طويلا .

فقدنا برحيله رفيقا مخلصا للحزب ومبادئه وأهدافه ، ولقضايا الشعب العادلة .

وبسبب انتمائه ونشاطه تعرض الى الاعتقال والملاحقة والمضايقات من أجهزة النظام الدكتاتوري المقبور .

عمل الفقيد الراحل بحيوية ونشاط متميزين في الحركة الطلابية والشبابية ، ولاحقا في صفوف حركة الأنصار الشيوعية .

ظل الرفيق أبو حبيب ملتصقا بالحزب وعاملا في صفوفه حتى رحيله في بلد الإقامة السويد ، مساهما نشطا في الفعاليات التضامنية مع حزبنا وشعبنا .

في هذا الرحيل المؤلم  والخسارة الكبيرة  ، نتقدم بخالص التعازي والمواساة الى عائلته الكريمة ، والى رفاقه وأصدقائه .

للرفيق  أبو حبيب دوام الذكر الطيب

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٠-٢-٢٠٢٢

***************

الصفحة الثالثة

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد.. الواقع البيئي

يواجه العراق كارثة بيئية ذات آثار خطرة على حاضره ومستقبله. فقد أدت الحروب والصراعات وسوء الإدارة والفساد بشكل مباشر إلى تدهور البيئة والخدمات التي تدعمها، وتجاهل المشكلات البيئية وتراكمها. ومن بين أبرز التحديات البيئية: الانخفاض الحاد في موارد المياه العذبة، وتفاقم التصحر، وتزايد التلوث البيئي، وتدهور الغطاء النباتي، وتراجع التنوع البيولوجي، والمخاطر التي تواجهها سلالات الحياة البرية والاجناس المحلية، وفقدان الأنواع المستوطنة الأصلية، وعدم التخلص من النفايات السامة للحروب ومخلفاتها.

إن بلادنا تواجه كارثة بيئية ستكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وصحية وخيمة، خصوصا بالارتباط مع عدم التناسب بين النمو السكاني المتزايد وانتاج الغذاء، آخذين بالاعتبار ان 92 في المائة من الأراضي في العراق معرضة للتصحر أو متأثرة بواحدة من درجاته.

وحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2019، فان أكثر من 150 منطقة ساخنة بيئياً في العراق تتطلب الإصلاح وإعادة التأهيل، من بينها أكثر من عشرين منطقة تحتاج إلى التدخل الفوري، منها مناطق في الأنبار ومحافظتي المثنى وذي قار، بسبب تكرار مواسم الجفاف مع انخفاض تدفق المياه في دجلة والفرات، إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية، الذي أثر كثيرا على الأراضي الزراعية وعرّضها للتملّح. ويفاقم هذه المشكلة الإهمال الحكومي المتعمد للزراعة وتجريف آلاف الدونمات الزراعية وتحولها إلى أراضٍ جرداء.

ويتفاقم التلوث البيئي على نحو خطر مع استمرار مشكلات مزمنة بسبب غياب أية معالجات او خطط جادة من قبل الحكومات المتعاقبة وتفشي الفساد المالي والاداري. ويسجل العراق منذ سنوات معدلات عالية جدا بانبعاثات الغاز السامة، الناجمة عن استخراج النفط واحتراق الغاز وتوليد الطاقة الكهربائية التي تسهم محطاتها بتلويث مياه الأنهر وتنفث سمومها في الجو. وإلى جانب ذلك هناك كثرة السيارات ومولدات الكهرباء الصغيرة، فيما لا يوجد أي توجه جدي لتطوير وسائط النقل العام أو البحث عن بدائل مناسبة لاستخدام الوقود. وتشهد الأحياء السكنية والشوارع تكدس النفايات، في تجلٍ صارخ لعجز الحكومات المتعاقبة المبتلاة بالفساد وسوء الإدارة عن معالجة هذا الملف وتدوير النفايات والتخلص منها بما ينسجم مع البيئة والحفاظ على صحة المواطنين. وأصبحت كل هذه المشاكل المتراكمة تمثل اليوم تحدياً كبيراً للبيئة العراقية.

ولا تزال النفايات السامة من مخلفات الحروب، وبقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، والألغام المزروعة في مختلف مناطق البلاد، تشكل مخاطر صحية وبيئية كبرى، ولم ترتق الاجراءات المحدودة التي اتخذت حتى الآن إلى مستوى التصدي الفاعل لها ومعالجتها على نحو حاسم رغم مضي 18 سنة على انتهاء الحرب في 2003.  

وقُدّرت خسائر العراق نتيجة للتدهور البيئي عام 2008، بأكثر من 8 مليارات دولار، أي ما يعادل 7 في المائة من الناتج المحلي، واحتل ملف تدهور الموارد المائية نصفها تقريبا، بحسب وزارة البيئة في تقرير لها عام 2014.

وفي مواجهة المخاطر الكارثية التي تهدد البيئة والمياه في العراق، دعا حزبنا إلى وضع استراتيجية بيئية تتناسب وحجم هذه المخاطر، وزيادة قيمة وحجم الموارد المادية والمالية المخصصة للبيئة، وإطلاق حملة شاملة لحمايتها. كما طالب بسن قوانين جديدة وتطبيق النافذ منها لمنع التجاوز على الثروات الحيوانية الطبيعية والبرية والمائية. واقترح وضع خارطة للتوزيع الإقليمي للمؤسسات الصناعية والزراعية، ومواقع التوسع السكني، بما يكفل إبعاد الصناعات الملوثة للبيئة والمضرة بصحة السكان عن المدن، وبما يمنع تلوث الأنهار. وفي هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى الشروع بإنشاء محطات تصفية وتدوير النفايات لحماية المياه والأجواء من التلوث بالنفايات الكيمياوية والمياه الثقيلة وغيرها، والاهتمام بالطمر الصحي، وتوفير الدعم اللازم للإسراع في تنفيذ برامج حصر المناطق التي تعرضت للتلوث وتنظيفها.

ولا بد من وضع وتنفيذ برامج عاجلة للتخلص من مخلفات الحروب السابقة، الداخلية والخارجية، ونفاياتها السامة، ومن الألغام وبقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، وتنظيف البيئة من نفايات المواد المشعة والكيماوية والبيولوجية واليورانيوم المنضب، والإفادة في ذلك من دعم المجتمع الدولي ومنظماته المتخصصة.

ومن الضروري أن تقترن هذه التوجهات الملحة بإيلاء المزيد من الاهتمام والدعم للبحوث والدراسات والمسوحات المتعلقة بالواقع البيئي في العراق وسبل النهوض به، والاهتمام بالتعليم والثقافة البيئيتين.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

******************

لا صلاحيات ولا عمل!.. مفوضية حقوق الإنسان معطلة منذ 6 شهور

بغداد ـ طريق الشعب

انهى مجلس النواب في شهر آب من العام الماضي عمل مجلس مفوضية حقوق الانسان في العراق. ولم يحسم منذ ذلك الوقت اختيار أعضاء مجلس المفوضين الجديد، الامر الذي جعل عمل المفوضية مقيداً، ودفعها للمطالبة بتدخل نيابي لحسم الموضوع، حيث انها منذ ذلك الوقت بلا عمل أو صلاحيات أو رواتب.  إن أداء مفوضية حقوق الانسان لم يكن مقنعاً بالنسبة للمعنيين في مجال المدافعة عن حقوق الانسان، والسبب بحسب قولهم، انها لم تكن بمعزل عن نهج المحاصصة الطائفية، فضلا على أن قانون المفوضية يحتوي على ثغرات سمحت لأحزاب السلطة بالتدخل في شؤونها.

بلا صلاحيات

وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية علي البياتي في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “المفوضية ناشدت مجلس النواب التدخل العاجل لحسم موضوع مجلس مفوضية حقوق الإنسان، إما بإنهاء عضويته أو إعادة حقوقه المسلوبة”، مضيفا أن “المفوضية تعيش حاليا حالة فوضى بعملها، نتيجة لانتهاء الدورة الأخيرة لها منذ شهر آب الماضي”.

وأضاف البياتي، أن “عملية تمديد عمل المجلس الحالي لحين تشكيل المجلس الجديد لإدارة عمل المفوضية بحسب القانون، تحتاج إلى قرار من مجلس النواب”، منوها بأن “عمل مجلس المفوضية متوقف حاليا، إضافة إلى أنه بلا صلاحيات أو رواتب منذ ستة أشهر”.

مفوضية المحاصصة

بدورها، قالت عضو مجلس المفوضين الأسبق، بشرى العبيدي لـ”طريق الشعب”: أنه “من خلال الدورات السابقة للمفوضية لم تقدم المفوضية أي فائدة في مجال حقوق الانسان”، مضيفةً أن “المفوضية شأنها من شأن مؤسسات الدولة الأخرى فهي خاضعة للمحاصصة الطائفية، وتسيطر عليها الأحزاب. بالتالي لا يمكن لها ان تقدم شيئا من مهامها التي تنص عليها مبادئ باريس”.

وأضافت “لم تكن المفوضية مستقلة حقاً، وطالما لم يكن فيها أعضاء مجلس مفوضين مستقلون ومهنيون، فلا داعي لوجودها”، مبينةً أن “كثرة الانتهاكات مؤخراً في البلاد تتطلب وجود مفوضية مستقلة ونزيهة تدافع عن حقوق الانسان، وتكتب تقارير موضوعية”.

وطالبت العبيدي بـ”إبعاد مجلس النواب عن اختيار أعضاء مجلس المفوضين”، مقترحة أن “تُشكل لجنة مكونة من الأساتذة الجامعيين والاكاديميين ومنظمات المجتمع المدني، وبعضوية هيئة الأمم المتحدة، على ان تخضع المفوضية لرقابة شعبية وإعلامية”.

وأشارت إلى أن “قانون مفوضية حقوق الانسان فيه ثغرات سمحت بحصول خروق كثيرة لاختيار أعضاء مجلس المفوضين، ويجب ان يخضع للتعديل بموجب التوجهات التي تكفل حماية حقوق الانسان”.

تجميل أداء الحكومة

من جهته، قال رئيس مؤسسة الحق لحقوق الانسان، عمر فاضل، أن “المفوضية جهاز لديه العديد من الصلاحيات، التي تعزز حقوق الانسان، ولكن بسبب سوء الإدارة أصبحت المفوضية مجرد شكل لتجميل أداء الحكومة في مجال حقوق الانسان”.

وتزامن عمل مجلس المفوضين الأخير مع جملة من الانتهاكات في مجال حقوق الانسان في البلاد، وعلى رأسها الانتهاكات التي حدثت في انتفاضة تشرين 2019 وما بعدها، ولم تضع أي جهة رادعا لتلك الانتهاكات.

ويرى فاضل، أن “الخلل كان في المفوضية ذاتها لأنها تمتلك أدوات ولديها صلاحيات تكفي لحماية الحقوق، إلا انها لم تستخدم كامل الصلاحيات إزاء الانتهاكات”.

وذكر أنه “في انتفاضة تشرين كان موقف المفوضية خجولا، ولكن الضغط الجماهيري صحح مسار عمل المفوضية، وأصدرت بيانات واحصائيات تخص التظاهرات. نتمنى ان يكون ذلك مؤشراً لتصاعد عملها، ولكن هذا النشاط للمفوضية لم يستمر، وجزء من عدم استمراره هو ان الحكومة لم تتفاعل مع خطابات المفوضية”.

ولفت إلى أن “المفوضية ومؤسسات المجتمع المدني تعودت ان تصدر بيانات ادانة للانتهاكات، ولكن من دون تحديد دوافع الانتهاك واسبابه والجهات التي تقف خلفه، بالتالي ذلك لا ينهي وجود الانتهاكات”.

اجابات متأخرة

من جانبه، قال علي ميزر، نائب رئيس المفوضية السابق، لـ”طريق الشعب”، إن “الاجابات التي عادت من قبل السلطات في البلاد على التقارير التي رفعت سابقاً، جاءت في وقت انتهاء دور مجلس المفوضين، ولذا لا نستطيع ان نصرح بأي شيء بذلك الخصوص. خصوصاً وان فترة انتهاء عمل مجلس المفوضين تزامن مع الانتخابات البرلمانية التي حصلت في تشرين الماضي، ومن المفترض ان يكشف مجلس المفوضين الجديد عن اجابات مجلس النواب”.

وأضاف ميزر “أن المفوضية تعد تقارير سنوية عن الانتهاكات التي تحدث وترفعها لمجلس النواب، والاخير هو من يفاتح الجهات التي مارست الانتهاكات، فسرعة اجابة مجلس النواب للمفوضية تُحدد بسرعة تفاعل الاطراف التي مارست الانتهاكات مع مجلس النواب”. وعدا ذلك، قال ميزر ان التقارير السنوية “تتم الاجابة عليها خلال سنتين إلى اربع سنوات. كما ان قانون المفوضية جاء مطابقا للمبادئ العامة لاتفاقية باريس، التي نظمت عمل مفوضيات حقوق الانسان في العالم، والدليل ان احد أسباب ارتقاء تصنيف المفوضية لدى الامم المتحدة من تصنيف (ب) إلى (أ) هو ان قانون المفوضية محكم وهذا ما تتحدث به الامم المتحدة”.

القانون سليم

إلى ذلك، قال الخبير القانوني زهير ضياء الدين، في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن “قانون المفوضية لا يتضمن تكريسا لنهج المحاصصة، ولا توجد فيه اية ثغرات، لكن القوى المتحكمة في الوضع السياسي اخضعت المفوضية للمحاصصة”.

وتابع: سبق وان قُدمت دعوى الى المحكمة الاتحادية العليا من قبل مجموع نشطاء وقانونيين طعنت فيها تطبيق نهج المحاصصة في تشكيل مجلس المفوضين، ولدينا ادلة تثبت ان اعضاء المفوضية معظمهم لهم انتماءات سياسية.

وأكد القانوني، أن “المحكمة الاتحادية استدعت كل اعضاء المفوضية وطلبت منهم ان يقدموا ما يثبت استقلاليتهم، والزمتهم بالعمل كمستقلين وغير مرتبطين بأي كيان سياسي”.

**********

الحكومة المقبلة.. ما المطلوب إنجازه أولاً؟

بغداد ـ محمد التميمي

تنتظر الحكومة الجديدة المختلف على شكلها، ملفات ساخنة وتغييرات هيكلية، لتجاوز الإرث الاقتصادي الذي خلفته ـ ولا تزال ـ السياسات المالية والنقدية، التي أنهكت تداعياتها المواطنين.

ولأجل إنعاش الاقتصاد وتحقيق النمو المنشود، حدد عدد من المراقبين والمحللين في الشؤون السياسية والاقتصادية والامنية، عوامل وأولويات لا بد أن تحتل طاولة الحكومة المرتقبة. 

ويتصدّر جدول التحديات: مهمة النهوض بالقطاعات الإنتاجية، الزراعية والصناعية وتقويض الاعتماد على النفط، كمصدر وحيد للدخل، من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي المرتجى.

وعلى الجانب السياسي، لا بد من محاربة الفساد والقضاء عليه، ومغادرة النهج القائم على المحاصصة وتقاسم المناصب بين القوى المتنفذة، ومواجهة الإرهاب والسلاح المنفلت، واعادة هيبة الدولة وفرض القانون.

كما يبقى توفير الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والكهرباء والسكن وغيرها، ملزماً على الصعيد الاجتماعي، لأية حكومة قادمة في العراق.

نهج لم يعد مقبولاً؟

وفي هذا الصدد، يشير المحلل السياسي إحسان الشمري، الى ان النظام الحالي لم يعد صالحاً “لذا لا بد من الذهاب نحو عقد سياسي جديد، فالاليات التي تتمسك بها القوى التقليدية لم تعد صالحة، والنظام لم يعد مقبولا بفعل أخطاء الطبقة السياسية”.

ويجادل الشمري “المعادلة السياسية ستكون كسابقاتها، اذا لم نذهب الى عقد سياسي جديد: مكافحة الفساد، إيقاف التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العراقي، وتطبيق القانون على جميع الأطراف السياسية”.

ويعتقد ان “الحكومات السابقة لم تكن بمستوى طموحات الشعب العراقي، وعلى الحكومة القادمة، القيام بالإصلاح وإعادة هيكلة الدولة وابعاد المحاصصة، من خلال الاعتماد على كفاءات وطنية ، والقضاء على مافيات الفساد، وتطبيق فعلي للبرنامج، الذي يجب ان يحدث تغييراً جذرياً، وبخلاف ذلك لن يكتب لها النجاح”.

تحديد مدد زمنية للأنجاز

وعلى الصعيد الاقتصادي، يرى الخبير صالح الهماشي ان “الحكومة القادمة يجب ان تنظر للجانب الاقتصادي بجدية، حيث ان البلد اليوم يفتقر الى ابسط مقومات الاقتصاد”.

ويأمل الهماشي في حديثه لـ “طريق الشعب”، على الحكومة ان “تضع خطة للنهوض بالقطاعات الاقتصادية الأساسية، (الزراعة والصناعة والسياحة والنقل والخدمات)، والتي يمكن ان تنهض بها خلال فترة زمنية محددة إذا ما وضعت لها خطة قابلة للقياس”.

ويؤكد ان الخطة يجب ان “تشمل توزيع المحاصيل الزراعية على المحافظات ووضع خطتين: شتوية وصيفية، والصناعات الإنتاجية والتحويلية والانشائية والنسيجية”.

وبالنسبة لقطاعات الخدمات والصحة والاتصالات، يؤكد الخبير الهماشي على “أهمية النهوض بها، من خلال استهداف منشآت تحقق نتائج إيجابية، بأسرع فترة زمنية ممكنة، لأن ذلك يجعلنا نشهد نهوضا في الاقتصاد العراقي، ونتخلص من المالية الريعية”. ويضيف ان “النهوض الاقتصادي المرجو حدوثه، يتطلب الحد من الفساد والسيطرة عليه وعدم هدر المال العام، وإعادة النظر بالنظام الإداري والمالي والمحاسبي العراقي الذي يعد متخلفاً عن العالم”.

الإرهاب ونزع السلاح

وفي ما يخص التحديات الأمنية، يقول الخبير الأمني عماد علو لـ”طريق الشعب”، ان أبرز التحديات التي تواجه الحكومة المقبلة هو “تحدي الإرهاب ونزع السلاح المنفلت والسيطرة عليه، وانهاء هذا الملف الذي يعّرض الامن والسلم الأهلي للخطر، كذلك الحال بالنسبة للجريمة المنظمة، التي تتمثل بتهريب المخدرات وتجارة السلاح والأعضاء البشرية، حيث لا بد من الوقوف عندها ومسك المنافذ الحدودية”.

 وعن الأداء الأمني للحكومات السابقة، يؤكد علو ان “النتائج التي وصلنا لها اليوم، والتهديدات الامنية الكبيرة، هي خير دليل على ان الحكومات السابقة، لم تؤدِ كثيرا من واجباتها، ولم تحد من تفاقم هذه التهديدات للأمن الداخلي”.

تغيير النهج السياسي

الى ذلك، يؤكد الناشط الشاب أيوب عبد الحسين، ان “انتفاضة تشرين الباسلة عبرت بوضوح عن سخط وغضب مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي على الوضع الذي يمر به البلد، وطريقة ادارة الدولة. كما بات هذا التعبير واضحا في نتائج انتخابات تشرين الأخيرة”.

ويشير عبد الحسين في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان على “الحكومة تغيير النهج السياسي، والاهتمام بالبناء المؤسساتي وفق نهج المواطنة وتكافؤ الفرص ومحاربة التحاصص والتمييز الطائفي في مفاصل وقطاعات الدولة كافة”.

ويؤكد ان عليها الالتفات الى عبء الازمة الاقتصادية والمالية، وتجنيب المواطنين من ذوي الدخل المحدود والفقراء تبعات هذه الازمة، ومحاسبة ومحاكمة قتلة الناشطين والمتظاهرين، والاهتمام بعملية التنمية المستدامة في كافة القطاعات.

ويعتقد الناشط ان أية “محاولة اصلاح حقيقية ستصطدم بمصالح الكتل المتنفذة التي هيمنت على السلطة وسيطرت على المال العام، حيث انها لن تسمح بتمرير عملية الإصلاحات، وستكون عائقاً امامها على المستوى السياسي والأمني، وهذا ما نشهده الان بوضوح في ظل مخاضات تشكيل الحكومة”.

********

الصفحة الرابعة

وجودها يوحي باستمرار الحرب حتى الآن.. تقرير ألماني: الألغام تمنع النازحين من العودة الى ديارهم

ترجمة – سيف زهير

كشف تقرير ألماني، مؤخرا، عن مخاطر الألغام ومخلفات الحروب التي تهدد عودة النازحين في الداخل إلى ديارهم رغم انتصار القوات الأمنية على تنظيمات داعش الإرهابي، مبينا أن تاريخ هذه الظاهرة يعود إلى بداية الثمانينات خلال الحرب العراقية الإيرانية، ومن ثم خلال هجوم قوات النظام السابق على المناطق الكردستانية، مرورا بحرب الخليج وحتى لحظة دخول الإرهابيين إلى العراق ليكملوا هذه السلسلة الدامية.

ويقول التقرير الذي ترجمته “طريق الشعب”، أنه “في ظل وجود الملايين من قطع الألغام والمتفجرات الممتدة تحت ركام وتربة العراق، فإن الكثير من النازحين في الداخل يفضلون العيش في الخيام على العودة إلى المنازل لأن وجود هذا العدد من الألغام يوحي وكأن الحرب ما زالت مستمرة”.

قصص مأساوية

وينقل تقرير موقع DW الألماني، باللغة الإنكليزية، عن الفتاة ليلى مراد (22 عاما) من أهالي سنجار قصصا عديدة للمواطنين مع الألغام والكوارث التي تسببت بها مع البالغين، الأطفال، والحيوانات التي مُزقت إلى أشلاء.

وتقول مراد: “اعتاد أحد أعمامي قبل عامين، وهو راعٍ، أن يأخذ قطيعه إلى الخارج بشكل يومي. في إحدى المرات توقف على لغم أرضي كان مخبئا تحت التربة، ونتيجة لذلك يعاني الآن من عجز شديد”. وتوضح الفتاة “هذه هي حالة واحدة من حالات كثيرة بشأن الألغام الأرضية التي تدمر أرواح الناس”، مضيفة “نحن في الأصل من منطقة سنجار التي تقع شمال غربي العراق. نعيش منذ ثماني سنوات أنا وعائلتي بمخيم إيسيان في محافظة نينوى، وهو مخيم للنازحين داخل العراق. في شهر أغسطس من عام 2014 هربنا للنجاة بحياتنا بعد أن تقدمت تنظيمات داعش الإجرامية بسرعة نحو سنجار؛ تاركين خلفنا كل شيء”.

وبحسب التقرير “شاركت الفتاة والديها في غرف صغيرة جدا برفقة ثلاثة أشقاء بالغين وجدتهم العجوز. كان هذا مأواهم طيلة ثماني سنوات. وأن العائلة لا تشعر به كمنزلهم الذي تركوه خلفهم مجبرين. وعلى الرغم من أن الحرب قد انتهت منذ خمس سنوات بهزيمة التنظيم الإرهابي، لكن عودة العائلة إلى قريتها ليس خيارا مطروحا لغاية الآن، وكذلك هي القضية بالنسبة إلى آلاف العراقيين الذين يعيشون في مخيمات مشابهة”. وتضيف الفتاة مراد قائلة: “لم يبق شيء هناك سوى الأنقاض المليئة بالمتفجرات. عمي عاد إلى المنزل وكانت هذه النتيجة”.

أكثر البلدان تلوثا بالألغام

ويضيف التقرير “تتناثر عبر الكثير زوايا العراق الملايين من الألغام الأرضية المدفونة في المزارع والطرقات والحقول. وصنفت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، العراق كأكثر البلدان تلوثا بالألغام في العالم. ففي كل عام، يخسر العشرات من العراقيين حياتهم بسبب الألغام والمخلفات الحربية التي تنفجر، بينما هنالك حوالي 8.5 مليون من بين حوالي 41 مليون عراقي يعيشون تحت خطر تهديدها. هذا ما تظهره بيانات الأمم المتحدة المتعلقة بالألغام. كما ومنذ أوائل الثمانينات، دمرت العديد من الصراعات الشعب العراقي، فكل صراع أضاف على كثافة جديدة هذا التلوث الذي تم بواسطة الألغام.

عدد هائل من الألغام

وينقل التقرير عن باول ماكان، مدير الاتصالات في منظمة Halo Trust، وهي منظمة خيرية تعمل على إزالة الألغام والمتفجرات، قوله إن “العراقيين مستمرون بإزالة الألغام من أراضيهم منذ عقود، لكن هنالك ضعف في عملية التطهير في المناطق التي ما زال داعش الإرهابي يثير القلق فيها. وأن أنواع الألغام التي صنعها داعش الإرهابي دائما ما تكون عبارة عن حاوية زيت طبخ بلاستيكية بحجم 20 لترا وتحتوي على متفجرات صناعة يدوية، مع المفجر وبطارية ومفتاح، يمكن أن تنفجر بمجرد الوقوف عليها أو القيادة من حولها”.

ويوضح: “في حقل ألغام واحد قرب مصفى بيجي، أزالت المنظمة حوالي 700 عبوة ناسفة بينما تم جمع المئات من القطع التفجيرية الأخرى. وبالإضافة إلى العبوات الناسفة، نحن نساعد أيضا بتنظيف البنايات التي تعرضت للقصف خلال القتال، لكن هذه البنايات تحتوي عادة على متفجرات عنقودية غير منفلقة، وقذائف لم تنفجر خلال الحرب. كل هذه غطيت بقطع من الخرسانة والركام وتتطلب الدقة الشديدة وأعلى درجات الحذر للتعامل معها”. أما بالنسبة لحجم التلوث في هذه المناطق فيقول المتحدث “أن حجم التلوث كبير جدا، والمنظمات المعنية بهذا الغرض ابتكرت عملية للتطهير، تكون بواسطة استخدام مركبات مدرعة حتى تستطيع التعامل مع الأمر، لكن هذا العمل يتطلب أشهر عديدة لتطهير حقل ألغام واحد، وسنوات عديدة حتى تختفي هذه الحقول من العراق. وبحسب قول وزير البيئة وكالة، جاسم الفلاحي، في شهر ديسمبر، فإن العراقيون سيتخلصون من الألغام التي صنعها تنظيم داعش الإجرامي في حلول نهاية عام 2028”. وهذا الكلام بالنسبة لماكان يعني أن “خيام النازحين المتبقين في العراق، ستبقى كأماكن أكثر أمانا للعيش خلال السنوات القادمة”.

انتهت الحرب والسلام لم يتحقق!

إن التلوث الذي تخلفه الألغام الأرضية ليست السبب الوحيد الذي يجعل العراقيين يترددون من العودة إلى ديارهم، هكذا يقول الصحفي وعامل الإغاثة، مصطفى ليث قاسم، وهو يتحدث للموقع الألماني.

ويضرب قاسم مثالا “من حين إلى آخر، تندلع الاشتباكات بين مجاميع مسلحة في مناطق عديدة، هؤلاء يضعون أرواح المدنيين في خطر. بعض الأحيان لا يشعر الناس بأن لديهم شيئا يمكن العودة إليه، بعدما يرون البيوت والمدارس والمستشفيات مسحوقة”، مضيفا “مشكلة اللغم على وجه التحديد تحبطهم، لأنها بالإضافة إلى مخاطر العيش قربها، تعرقل إعادة بناء وتطوير المناطق الملوثة بهذه المواد الخطيرة”. وبالعودة إلى عضو المنظمة الخيرية، ماكان، فأن “تقرير الأمم المتحدة عن الألغام يقول بأن أكثر من ربع حالات الانفجار للمعدات الحربية تقع في المساحات الزراعية العراقية، والتي تمنع بدورها الفلاحين من استخدام أراضيهم لإطعام عائلاتهم. كما أن 20 في المائة من البنى التحتية تتأثر بإعادة بنائها هي والأعمال التجارية. فعندما تكون هناك ألغام وذخيرة غير منفلقة، فأن الناس لا يؤمنون بتحقق السلام. وكأن الحرب ما زالت مستمرة”.

 **********************************************

إحداها تتولى مهمة مكافحة التلوث!.. ثلاث وزارات ترفد البيئة بملوثات مسرطنة!

بغداد ـ طريق الشعب

يعتبر التلوث البيئي في العراق من ابرز العوامل المؤثرة على حياة المواطنين، في ظل انتشار الاوبئة والامراض المستعصية، إذ تسهم المؤسسات الحكومية بشكل كبير في تلك الملوثات، مع عدم استثناء المواطنين من زيادة معدلاتها، بسبب التصرفات اللاواعية وغير المسؤولة في ظل غياب الرقابة.

البلد العاشر عالميا

وكشف تقرير دولي جديد، أن العراق يعتبر عاشر اكثر الدول تلوثا في العالم بمستوى متوسط الجسيمات الدقيقة الضارة في الهواء 39.6 ميكروغرام لكل متر مكعب في البلاد.

وذكر موقع (أمواج ميديا) في تقرير اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن نوعية الهواء الرديئة في العراق ناتجة عن انبعاثات المركبات، والتلوث الناجم عن الحرب، واستخدام المولدات للطاقة بسبب البنية التحتية السيئة، والحرائق التي تبعثها مصافي النفط والغاز.

وأضاف أن “العراق قد صادق على اتفاقية باريس للمناخ ولديه قوانين تقيد التلوث، إلا أن السلطات لم تفعل الكثير للحد من التلوث على نطاق واسع”.

ويلفت الى انه “مع ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والأمراض النادرة الأخرى، يأخذ العديد من العراقيين الأمور بأيديهم لتنظيف مصادر التلوث”.

واوضح التقرير أن “صناعة النفط الضخمة في العراق هي السبب الرئيسي للتلوث في البلاد بحسب خبير تلوث الهواء حازم الربيعي حيث قال أن “الحكومة العراقية كانت في حملة لا هوادة فيها لزيادة إنتاج النفط، دون وضع ضمانات مناسبة لتقليل التلوث حيث كان النمو في قطاع الطاقة مذهلاً في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003”، وفي الواقع، تضاعف إنتاج العراق من النفط تقريبًا من حوالي 2.5 مليون برميل يوميًا في عام 2010 إلى أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا في عام 2021”.

واوضح التقرير أن “من الطرق شديدة التلوث المستخدمة في العراق لاستخراج النفط تتضمن ممارسة مثيرة للجدل تُعرف باسم الحرق، والتي تتضمن حرق الغاز الطبيعي الزائد أثناء استخراج النفط وقد ارتبطت بالربو وأمراض الرئة والجلد والسرطان”، مبينا أن “العراق ثاني اسوأ مسبب في العالم من حيث انبعاث غازات الاحتباس الحراري نتيجة الاحتراق”.

واشار التقرير الى أن “الحرب ضد داعش ادت الى ظهور جيوب شديدة التلوث في شمال العراق، وخلال القتال الضخم بين عامي 2014 و2017، لحقت أضرار بمصافي النفط وخطوط الأنابيب والبنية التحتية الأخرى ذات الصلة بالطاقة، ما تسبب في سحب كثيفة من الدخان تحولت من النهار إلى الليل. وبعد سنوات، لا يزال السكان يعانون من هذا التلوث، حتى مع قيام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعمليات تنظيف في المنطقة.”

من جانبه قال وليد الموسوي، رئيس مديرية بيئة المنطقة الجنوبية في العراق، إن مدينة البصرة وحدها تشهد 2000 حالة إصابة بالسرطان سنويا، والتي تعزى إلى هذا التلوث.

معالجة صعبة

بدورها، اكدت الباحثة في الشأن البيئي اسراء قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “معالجة التلوث البيئي في العراق صعبة جدا، كون المتسبب بها هو المؤسسات الحكومية وشركات انتاج النفط ومحطات الكهرباء والمستشفيات ومياه الصرف الصحي وحرق النفايات وغيرها من الامور التي تمارسها الدوائر الحكومية بشكل يومي.”

واضافت قاسم ان “مخلفات المستشفيات ومحطات الكهرباء ومياه المجاري الثقيلة ترمى بشكل مباشر في نهري دجلة والفرات دون أي معالجة تذكر ما تسبب في ارتفاع معدلات التلوث في الانهر، والذي تسبب بنسب تلوث عالية لمياه الشرب التي تصل الى المنازل، والتي اصبحت لا تصلح حتى للغسل، وليس الطعام والشراب”، مشيرة الى ان “تلوث المياه ساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الاصابة بالامراض الجلدية والمجاري البولية حيث تضاعفت اعداد العراقيين المصابين في هذه الامراض الى مستويات قياسية.”

واشارت الى ان “دوائر البلدية والمجاري في المحافظات وامانة بغداد تقوم بتصريف مياه المجاري الثقيلة الى الانهر دون معالجتها، في الوقت الذي يعاني العراق من شحة المياه”، مردفة “بالامكان معالجة هذه المياه وجعلها صالحة للشرب مثل ما تفعل جميع الدول”.

ونوهت الى ان “هذه الدوائر تقوم بحرق النفايات في مناطق الطمر الصحي، التي لا تبعد عن المناطق السكنية سوى مئات الامتار في مشهد لا يحدث في اكثر دول العالم تخلفا.”

وقالت أيضا انه بـ”الامكان الاستفادة من هذه النفايات من خلال اعادة تدويرها وانتاج اعلاف حيوانية ومواد بلاستيكية، في وقت يقوم البلد باستيرادها بملايين الدولارات يوميا”.

37  نوعا من المعادن

من جهته، بيّن المهتم بالمجال البيئي احمد غافل، ان “التقارير الدولية تؤكد ان الغبار في العراق يحتوي على 37 نوعاً من المعادن ذات التأثير الخطير على صحة الانسان والحيوان، إضافة إلى وجود 147 نوعاً من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض.”

وأضاف ان “التلوث البيئي ساهم في انخفاض معدلات الأعمار للعراقيين، وكثرة اعداد الاموات في سن مبكرة، مع ارتفاع معدلات الاصابة بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية وامراض الاعصاب وشلل الاطراف الرباعي والعقم وامراض الجهاز التنفسي”، منبها الى ان “المواطنين يساهمون في التلوث من جانبهم من خلال رمي المخلفات في الانهر وحرق النفايات نتيجة عدم وجود ثقافة بيئية في العراق وغياب دور الحكومات في متابعة هذه الامور”.

فشل في التعامل

وقال مصدر مسؤول في وزارة البيئة لـ”طريق الشعب”، ان “النظام السياسي في العراق فشل في تثبيت ركائز مؤسسات بيئية مدعومة بقانون للعمل على رفع مستوى الوعي البيئي لمؤسسات الدولة والمواطنين على حد سواء، ومعاقبة من يقوم بإلقاء المخلفات في الانهر وتجريف البساتين والتجاوز على الانهر والحصص المائية”.

واضاف المصدر الذي رفض كشف هويته، ان “التلوث البيئي يعود الى عوامل عديدة منها: التصحر وشح المياه والامطار وكثرة العواصف الترابية وتجفيف الاهوار وحرق الغاز في حقول النفط، وانبعاثات المولدات الاهلية وعوادم السيارات وحرق النفايات بشكل عشوائي”، مبينا ان وزارته (الصحة) التي تعتبر شريكا اساسيا في موضوع البيئة هي الملوث الثالث للبيئة بعد وزارتي النفط والكهرباء، بسبب رمي مخلفاتها في الانهر دون معالجة، وحرق مخلفات اخرى في وسط المدن، وعلى اسطح المستشفيات”.

وشدد المسؤول في حديثه على “ضرورة تقويم عمل المؤسسات الحكومية المهتمة بشؤون البيئة وبالاعتماد على المعايير المهنية والكفاءة الإنتاجية والجودة، ودراسة القوانين المتعلقة بالبيئة، مع تحديد نسب ومصادر تلوث الماء والهواء والتربة، وزيادة الوعي المجتمعي والترويج شعبياً لأهميته”، مؤكدا “ضرورة تشديد الرقابة على مصادر التلوث المائي الهوائي وتطبيق القوانين بحزم لوقف ومنع هذه الملوثات”.

************************************

الصفحة الخامسة

مناطق الكرخ الاولى.. خدمات متردية ومعامل متوقفة

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

تضم الرقعة الجغرافية لجانب الكرخ الأولى من بغداد، أكثر من 30 حيا سكنيا، تمتاز بكثافتها السكانية العالية، وبضمها العديد من العشوائيات وأماكن التجاوز.

 معظم سكان تلك الأحياء من ذوي الدخل المحدود والكسبة والفقراء، وهؤلاء جميعا يعانون مشكلات معيشية وخدمية وصحية وتعليمية كثيرة. بينما تتفشى البطالة بين الشباب، خاصة في ظل توقف أعداد كبيرة من المعامل والورش الصناعية الأهلية المنتشرة في تلك الرقعة الجغرافية، جراء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة. 

الشعلة تشتعل بالنفايات!

مدينة الشعلة، تعد إحدى المناطق الشعبية الكبيرة في جانب الكرخ الأولى. فهي تكتظ بعدد كبير من السكان، معظمهم من ذوي الدخل المحدود والكسبة، وممن يعيشون تحت خط الفقر.

هذه المدينة تعاني تراجعا كبيرا في الخدمات وتدهورا في مقومات العيش. فالنفايات والأوساخ تنتشر في الكثير من شوارعها وأزقتها بشكل لافت للنظر. وذلك بسبب عدم رفعها بانتظام من قبل كابسات البلدية، فضلا عن عدم توفر أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

من الناحية الصحية، تعاني المدينة قلة أعداد المراكز الصحية، مقارنة بكثافتها السكانية العالية. أما من الناحية المعيشة، فسكان الشعلة لا يختلفون عن غيرهم من سكان المناطق الأخرى، لا فرص عمل، لا مفردات تموينية كافية توزع بانتظام!

وبالنسبة للقطاع الكهربائي، فالمدينة لا ترى الكهرباء الوطنية أكثر من ثماني ساعات يوميا، تضاف إلى ذلك معاناتها المستمرة جراء شح مياه الإسالة، وكثرة انقطاعها.

وتضم الشعلة أعدادا غير قليلة من الأحياء العشوائية التي تضم بيوتا من طين وصفيح لا تصلح لعيش الإنسان، بينما يضطر الفقراء والمعدمون إلى السكن فيها.

الفساد حرم “الحرية” من الخدمات!

تعد مدينة الحرية من مدن الكرخ الأولى الشعبية الكبيرة والفقيرة، بعد مدينتي الصدر والشعلة. وهي تمتاز أيضا بكثافتها السكانية العالية.

بالنسبة لمستوى الخدمات العامة في الحرية، قد يطول الحديث عنها. فالفساد الاداري والمالي المستشري في بعض الدوائر والمؤسسات الخدمية الحكومية، هو السبب الرئيس لتردي الخدمات في المدينة. فهناك تدهورا واضحا في الطرق. معظم التبليط قديم ورديء تنتشر عليه الحفر والمطبات، وتتجمع المياه الآسنة، خاصة في “منطقة دار الشؤون”.

أما من ناحية النظافة، فحدّث ولا حرج! إذ تنتشر النفايات في الشوارع الرئيسة والفرعية، ما يجذب الحيوانات السائبة والقوارض والحشرات.

وبخصوص الواقع الصحي، فالحرية لا تختلف عن الشعلة. إذ إن هذه المدينة الكبيرة تخلو من وجود مستشفى عام، ولا يوجد فيها سوى مركزين صحيين لا يغطيان عدد السكان الكبير، بينما يعانيان نقصا مزمنا في الأدوية.

ومثل الشعلة، تضم الحرية عددا كبيرا من الأحياء العشوائية، التي تقدم صورة واضحة لواقع مرير تواجهه عائلات فقيرة مهمشة معيشيا وخدميا وإنسانيا، وينتظرها مصير مجهول! إذ يجتمع أطفال هذه العائلات، يوميا وسط القمامة، لعلهم يجدون سلعا صالحة للبيع، كي يجلبوا مقابل أثمانها البائسة لقمة يسدون بها رمق أهاليهم!

أما بالنسبة للتربية والتعليم. فالمدينة تعاني نقصا واضحا في أعداد المدارس. فهناك 3 مدارس قديمة تم هدمها في ما مضى على أساس إعادة بنائها، لكنها بقيت على حالها منذ ذلك الحين، حتى أصبحت اليوم مكبا للنفايات، ومرتعا خصبا للحيوانات السائبة.

ولا تتميز الشعلة عن غيرها من ناحية الكهرباء ومياه الإسالة. فالخدمتان متدهورتان فيها أيضا!

الصالحية تغلق ورش النجارة

منطقة الصالحية تعد من المناطق الشعبية الكبيرة في جانب الكرخ. فهي تضم أحياء كثيرة تعاني في الغالب سوء الخدمات البلدية والصحية.

واشتهرت هذه المنطقة، على مدى سنوات، بوجود اعداد كبيرة من معامل وورش النجارة الأهلية. لكنها اليوم صارت تفقد هذه الشهرة شيئا فشيئا. إذ اضطر الكثيرون من أصحاب المعامل إلى تسريح عمالهم وإغلاق أبواب معاملهم، نظرا لعدم جدوى العمل، في ظل فتح باب الاستيراد على مصراعيه أمام البضاعة الرديئة الرخيصة.

وبالنسبة للواقع الخدمي، فهناك ضعف كبير في خدمات النظافة. إذ تتكاثر النفايات والأوساخ في معظم شوارع المنطقة ومحلاتها السكنية وأزقتها، دون أن تتخذ الجهات المعنية، إجراءات للحدث من هذه المشكلة الخطيرة على الصحة العامة والبيئة.

أما من الناحية الصحية، فالمنطقة بسعتها تضم مركزا صحيا واحدا، لا يمكنه استيعاب الأعداد الكبيرة من السكان. ويعاني هذا المركز باستمرار، شحا في الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، سيما أدوية الأمراض المزمنة، الأمر الذي يرغم المواطنين بشرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة.

هذه نبذة مختصرة عن أزمات أبرز مناطق جانب الكرخ الأولى من بغداد. يأمل المواطنون من الجهات المعنية تأمل تلك الأزمات جيدا، لعلها تتخذ بعض الإجراءات الكفيلة بمعالجتها!

***************

هل أنتم حماة ام اعداء للبيئة ؟!

كربلاء - سلام القريني

‏وانا في طريقي الى العمل، جربت المرور بالمنطقة المسماة "الحر الصغير" في مدينة كربلاء، والتي كانت ذات يوم بستانا زاهيا بأشجار الرمان والبرتقال، فيه يزاحم النخل السماء بشموخه!

وجدت أن البستان، تحوّل بين ليلة وضحاها إلى دور سكنية. كان ذلك بعد التغيير 2003 الأغبر مثلما يقال باللهجة العامّية.

حيث يبدو أن هذا التغيير لم يجلب للعراق والعراقيين غير دمار كان قد بدأه النظام الدكتاتوري المباد، وأتممته قوى الفساد والمحاصصة بمعاولها!

ومثلما حصل في البساتين والأراضي الزراعية الواسعة المنتشرة في عموم العراق، طال التجريف بساتين كربلاء. فتحولت آلاف الدونمات الزراعية المتميزة بخصوبة تربتها، إلى بيوت ومخازن ومتاجر ومولات وفنادق. فيما تحول الكثير من المبازل والأنهار الصغيرة إلى مكبات للنفايات ومياه الصرف الصحي، يصحو الناس كل صباح على روائحها النتنة، بينما تقاسي الأشجار القليلة المتبقية اوجاع الموت البطيء!

فيا أيها المعنيون، هل أنتم حماة البيئة أم أعداؤها!؟

****************

أمام أنظار وزارة التربية

أقدمت مديرية تربية محافظة المثنى على نقل ٦٠٣ من المحاضرين من حملة شهادة البكالوريوس، حسب الأمر الإداري المرقم ٦٨٦٥ في 20/2/2022 من مدارسهم الابتدائية إلى المدارس المتوسطة في عموم المحافظة، دون أن تأخذ آراءهم في ذلك.

أغلب المنقولين، تعتمد عليهم مدارسهم في تقديم دروس أساسية للتلاميذ، خاصة للصفين الخامس والسادس، ما أحدث نقلهم إرباكا في تلك المدارس، التي ليس لديها أي علم مسبق بهذا "النقل الجماعي". كما انها تنظم جدول الدروس حسب ما متوفر من محاضرين.

المشكلة الأخرى، أن غالبية المدارس المتوسطة والثانوية التي نقل إليها المحاضرون، ليس لديها دروس شاغرة. فجداول دروسها منظمة على ضوء ما موجود من مدرسين.   

لذلك نطالب وزارة التربية بمخاطبة مديرية تربية المثنى للتريث في تنفيذ قرار النقل لحين انتهاء العام الدراسي، مع الأخذ بنظر الاعتبار محال إقامة المحاضرين. فالبعض منهم نقل إلى مدرسة تبعد عن سكناه نحو 25 كيلومترا، ما يحمله أجور نقل مرتفعة في الوقت الذي يبلغ فيه راتبه الشهري 235 ألف دينار، وهذه لا تغطي أجور النقل والمصروف اليومي.

ممثلو تنسيقية المحاضرين في محافظة المثنى

*****************

مزارعو جلولاء يطالبون بتعويضات عاجلة

بعقوبة – وكالات

طالب مزارعون من سكان ناحية جلولاء شرقي ديالى، الجهات الحكومية بتعويضات عاجلة عن فقدانهم آلاف الدونمات من البساتين المثمرة التي جرفتها القوات الأمنية العام الماضي لتسهيل عمليات ملاحقة داعش.

أبو احمد الحيالي، احد سكان "حوض الإصلاح" شمالي الناحية، أكد في حديث صحفي أن "غالبية مزارعي جلولاء فقدوا مصادرهم المعيشية على مر 4 أعوام مضت، بين المصائد التي نصبها إرهاب داعش في بساتينهم، وعمليات التجريف التي نفذتها القوات الأمنية العام الماضي في البساتين ذاتها، لغرض فتح ممرات تساعد على تدمير مخابئ التنظيم الإرهابي".

ورأى الحيالي أن "مطالبة المزارعين بالتعويضات المالية، ضائعة، نظرا لإهمال ملف التعويضات في الناحية منذ أكثر من 15 عاما. فحتى ذوي ضحايا الإرهاب والجرحى لم يتم تعويضهم، سوى نسبة قليلة منهم".  ولفت إلى أن "بساتين جلولاء المثمرة تحولت اليوم الى صحارى قاحلة في ظل أزمة المياه، وصار من الصعب إحياؤها مجددا"، مبينا أن "تنظيم داعش خلّف أضرارا كبيرة في تلك البساتين، خاصة أنه كان يحرم المزارعين من الوصول إليها ورعايتها، منذ عام 2018 حتى العام الماضي".

إلى ذلك، أعرب مدير ناحية جلولاء رياض هادي الحجيمي، عن تضامنه مع مطالب المزارعين بالتعويض عن خسائرهم، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى الأضرار التي خلفها داعش في البساتين، طالت عمليات التجريف التي نفذتها القوات الأمنية، أكثر من 3 آلاف دونم.

وطالب الحجيمي في حديث صحفي، الجهات الحكومية بالاستجابة لمطالب المزارعين، وتعويضهم بما يوازي حجم الأضرار التي تكبدوها، مشيرا إلى أن "عمليات التجريف الأمني كانت اضطرارية لإنهاء وجود بؤر داعش في البساتين. وقد ساهمت في تلاشي الهجمات الإرهابية بنسبة كبيرة جدا".

واطلقت قوات الجيش والحشد الشعبي قبل عام تقريبا، عمليات أمنية لتطهير المناطق الممتدة بين شمالي جلولاء وأطراف خانقين مع حدود إقليم كردستان، وصولاً إلى المناطق الحدودية الشرقية مع إيران. وأثارت عمليات تجريف بعض البساتين لفتح ممرات امنية شمالي الناحية، اعتراضات رسمية وشعبية، بسبب التبعات والخسائر الاقتصادية من جهة، وعدم جدوى خطط التجريف من جهة أخرى.

*****************

مواساة

* فجعت جمعيتنا (الجمعية الطبية العراقية الاسترالية النيوزلندية)، بكارثة فقدان الزميل العزيز د. لقمان جوبير في خضم موقف انساني بطولي. إذ غادرنا الخميس الماضي وهو يحاول إنقاذ غريق في ساحل ميامي بمدينة غولد غوست شرقي استراليا، ولم يعثر على جثته إلا مساء الجمعة، بعد بحث حثيث.

ان رحيل د. لقمان خسارة فادحة ليس لعائلته وأهله ومحبيه فحسب، بل للعلم والطب. فقد حقق خلال سنوات قلائل، وهو يعد رسالة الدكتوراه، إنجازات بحثية وأكاديمية ابهرت الاوساط العلمية الاسترالية والعالمية، الى الحد الذي وصف انجازه في استخدام تقنية “تصحيح الجينات” بـ “الاختراق العلمي على مستوى العالم”.

وارتبط الفقيد بجمعيتنا منذ تأسيسها، وكان أحد أكثر أعضاء لجنة البحوث في الجمعية، حماسا للعمل والتواصل مع الزملاء العراقيين المهتمين في البحث الطبي.

له الذكر الطيب، ولعائلته ومحبيه جميل الصبر والسلوان.   

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، فقيدها المناضل والمربي الكبير داود ملا سلمان (ابو داليا).

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

* هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي، تقدم التعازي والمواساة للرفيق القاص محسن ناصر الكناني بوفاة ابن عمه الحاج عزيز محيبس الكناني، شقيق القاص حميد الكناني.

 الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة ومعارفه ومحبيه.

*تنعى محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العرافي فقيدها المهندس ضياء العكيلي (أبو رسل) الذي وافاه الاجل يوم الأربعاء، لقد كان الرفيق مناضلا منذ عهود عديدة، وقد تخرج من احدى جامعات الاتحاد السوفيتي.

الذكر العاطر للفقيد والصبر الجميل والسلوان لعائلته ورفاقه.

***************

الصفحة السادسة 

.. والحكومة تتفرج!.. خبراء يحذرون من أزمة حنطة تلوح في الأفق

بغداد ـ طريق الشعب

مع احتدام الصراع بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة الأوكرانية، يحذر المعنيون بالامن الغذائي من ارتفاع أسعار الحنطة عالميا بفعل الازمة بين البلدين، اللذين يقدر انتاجهما المشترك من القمح بحوالي 35 في المائة من الإنتاج العالمي، ما ينذر بارتفاع كبير في الأسعار العالمية.

وعلى الصعيد المحلي، يبدو الموضوع أكثر ضبابية في ظل شح المياه، الامر الذي دفع الى خفض مساحته المزروعة الى النصف بحدود 2.5 مليون دونم. وهذه تنتج مليوني طن من الحنطة، بينما يحتاج العراق لـ4.5 مليون طن، إلا ان مؤشرات متفائلة تولدت بعد ما شهده العراق من أمطار وسيول، يمكن لها أن تسهم في رفع الإنتاج نظرا للمساحات الديمية التي تعتمد على الامطار ولاسيما في الموصل.

الحاجة الفعلية

ومع ذلك يبقى العراق بحاجة الى مليون ونصف المليون طن من الحنطة يتوجب عليه استيرادها بعد عامين (2019 و2020) من الاكتفاء الذاتي، اللذين بلغ انتاج الحنطة فيهما اكثر من 5 مليون طن.

وبينما يحتاج العراق لاستيراد هذه الكميات، تثار مخاوف من امكانية تأثير الحرب الروسية الاوكرانية المتوقعة على سوق القمح عالميا وارتفاع اسعاره، واحتمالية عدم تمكن العراق من استيراد ما ينقصه من حنطة.

في المقابل، مازالت الصورة غامضة بشأن الموسم الزراعي الصيفي المقبل، بسبب عدم اعلان وزارة الموارد المائية عن الكميات المتحققة من المياه خلال الامطار والسيول وما إذا كانت خطة الموسم الصيفي المقبل منخفضة ايضا، كما هي الخطة الشتوية التي جرى خفضها الى النصف.

الخطة الزراعية غير واضحة

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف في حديث صحفي، إن “وزارة الموارد المائية لم تفصح عن كمية المياه المخصصة للخطة الزراعية، لفصل الصيف المقبل حتى الساعة”.

وأضاف أن “عدم تحديد الحصة المائية يربك الخطة الزراعية لموسم الصيف”، مبينا أن تلك الخطة “تطلق في شهر ايار من كل عام”.

وتابع أن “هناك تخوفا لدى الفلاحين من عدم تحديد الحصة المائية للموسم المقبل، هذا الامر قد يؤدي لعزوف بعضهم عن الزراعة”.

تحذيرات من ارتفاع الاسعار

من جانبها، حذرت الباحثة في مجال الامن الغذائي سهى محسن، من ارتفاع كبير ستشهده أسعار المحاصيل الزراعية وخاصة الحنطة في حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا، او فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بمنع التصدير او غيرها من العقوبات التي يمكن ان تضاعف أسعار الحنطة عالميا”، مشيرة الى ان “روسيا وأوكرانيا هما من أكثر الدول المصدرة للحنطة الى منطقة الشرق الأوسط، واي توتر بينهما يعني حدوث ارتفاع في الأسعار المرتفعة أصلا”.

وأضافت محسن لـ”طريق الشعب”، ان “أسعار الحنطة في ارتفاع، ودول جوار العراق والمنطقة بدأت تاخذ الحذر في التعامل مع الازمة. بينما يلتزم المسؤولون في العراق الصمت، في مشهد يدعو الى الاستغراب”، مبينة ان “الحكومة عليها الالتفات الى موضوع زيادة أسعار الحنطة عالميا ومنع تهريب المنتج المحلي الى خارج العراق، والبدء في اتخاذ خطوات استباقية من اجل حصر محصول المزارعين في نيسان القادم، وعدم ترك المجال امام المتلاعبين من ضعاف النفوس بتهريب هذه المحاصيل الاستراتيجية الى خارج البلاد”.

ودعت الباحثة الى “زيادة أسعار الحنطة المسوقة من الفلاحين الى 750 ألف دينار للطن الواحد من اجل معالجة موضوع فرق سعر صرف الدينار امام الدولار، وتشجيع الفلاحين على تسويق محاصيلهم لصالح الدولة، وتحذير من يمتنع عن التسويق بعقوبات رادعة”.

مقترحات استباقية

بدوره، ذكر المهندس منار العبيدي، في تدوينه له على صفحته في فيسبوك، ان “الحرب المحتملة بين روسيا واوكرانيا لا تؤثر على اسعار النفط بمقدار تأثيرها على سعر القمح؛ فالدولتان تعتبران من أكبر الدول المصدرة للقمح عالميا وتعتبر روسيا المصدر الرئيسي للقمح الى دول الشرق الاوسط والصراع بين الطرفين قد يؤدي الى توقف امدادات القمح، وبالتالي ارتفاع اسعاره عالميا، نتيجة لارتفاع الطلب مقابل المعروض”.

واضاف ان “اسعار القمح ارتفعت بمعدل 100 في المائة منذ 2017 ومن المتوقع ارتفاعه بشكل أكبر مع تنامي الصراع بين اوكرانيا وروسيا، ويعتبر القمح العنصر الاهم في الامن الغذائي، ويؤدي ارتفاع سعره الى ارتفاع نسب التضخم القياسي بشكل واضح”.

وبين ان “الاستمرار في الازمة بين روسيا واوكرانيا مع ارتفاع اسعار النفط التي تؤدي الى ارتفاع كلف النقل، سيؤدي الى المزيد في الارتفاع بأسعار القمح وخصوصا ان مخزونات المصدرين في أدني مستوياتها منذ سبع سنوات”.

ويأمل أن تعمل الحكومة منذ الان على “ضرورة زيادة محصول القمح للموسم القادم من خلال مبادرات لتوفير البذور عالية الانتاجية مدعومة للمزارعين، والعمل على توفير الاليات الضرورية لاستصلاح وري الاراضي بنظام التقسيط المريح جدا، وتبني سياسة تثقيفية للدفع باتجاه زراعة الاراضي للموسم القادم، وتسليم المزارعين مستحقاتهم من مبيعات المنتجات الزراعية للمواسم السابقة، ودعم المشاريع الصناعية الهادفة الى انتاج مختلف انواع الطحين وبكل درجاته، واعادة احياء الجمعيات الفلاحية لزيادة وعي وتثقيف المزارعين بكيفية الاستهلاك الامثل للمياه وزيادة الإنتاجية”.

وأكد أن “من الضروري العمل على ان يكون الموسم القادم ثورة انتاجية حقيقية في زراعة القمح لتعويض النقص المتوقع او الارتفاع في اسعار القمح لما يلعب دور مهم في حياة المواطن”.

 *****************************************

مقترحات من اجل نجاح التجربة.. الجباية الالكترونية «فرصة» لترشيد الاستهلاك

بغداد ـ طريق الشعب

يعاني ملف الطاقة في العراق منذ أكثر من ثلاثة عقود تراجعا ملحوظا في الإنتاج والنقل والتوزيع، ما زاد من معاناة المواطنين على مدار السنة، نتيجة لعدم قدرة وزارة الكهرباء على تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية بشكل مستمر. ويؤشر عدد من المختصين فشلا حكوميا في معالجة الموضوع وخاصة في موضوع جباية الأجور من المواطنين والمؤسسات الحكومية.

نظام جباية الكتروني

وأعلنت وزارة الكهرباء خلال الفترة الماضية عن توجهها الى تطبيق نظام الكتروني لجباية أجور الكهرباء من المواطنين، موضحة ان هذا الاجراء جاء لحل مشكلة التجاوزات على الطاقة، وتدعيم شبكات التوزيع لفك الاختناقات.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، في تصريح صحفي إن «الوزارة تعتزم المضي في مشروع الجباية الإلكترونية الذي يسعى إلى نصب العدادات الذكية لمنع المتجاوزين، ودعم قطاع التوزيع، وإشعار المواطنين بكلفة الطاقة الباهظة التي تتكفل بها صناعة الكهرباء، وهو ما من شأنه أن يمنع التجاوزات». وأضاف موسى أن «مشروع الجباية الإلكترونية سيقدم جملة من المعالجات من قبيل تحويل المشتركين غير النظاميين الى مشتركين مستهلكين نظاميين بفضل العدادات الذكية سواء للمواطنين أو على المحولة الواحدة أو المغذيات، وسيسعى إلى مراقبة الأحمال ومراقبة الموظفين الذين يتلاعبون بمقدرات الجباية ومعدلات الاستهلاك». ولفت إلى أن «الوزارة ماضية أيضاً في نصب المحطات المتنقلة والثابتة وتدعيم شبكات التوزيع وتغيير سعات المحولات من أجل فك الاختناقات وتقديم ساعات تجهيز كهرباء معقولة للمواطنين».

مقترحات للتطبيق

من جانبه، أشار المهندس الاستشاري ضياء وادي الى ان سوء الادارة والفساد المستشري في مفاصل الدولة يمنعان عملية معالجة مشكلة الطاقة بشكل صحيح، مشيرا الى ان الوزارة تأخرت كثيرا في تطبيق الجباية الالكترونية، ما منعها من الاستفادة من عائدات الأموال التي كان يمكن لها ان تدعم عملية تطوير الشبكات الكهربائية.

وأضاف وادي لـ «طريق الشعب»، ان «تطبيق الجباية الالكترونية بشكل صحيح ونصب عدادات الكترونية واعتماد أساليب جباية ذات مرونة أكثر يمكن له زيادة واردات الوزارة بشكل مضاعف، كما يمكن للوزارة والمواطنين تقليل الاستهلاك من خلال استحداث خاصية التحكم في الاحمال»، مبينا ان «العدادات الالكترونية باستطاعتها أخذ القراءة في أي وقت ممكن ولأي عدد من العدادات في آن واحد، فضلا عن عدم الحاجة الى زيارة المنازل لأخذ القراءات، كما لها قدرة على اصدار الفواتير في نفس يوم اخذ القراءة».

وتابع ان «هناك طرقا عديدة امام وزارة الكهرباء يمكن الاستفادة منها في الموضوع، منها استقطاع المبالغ المستحق دفعها على المواطنين والتي تقل عن 30 الف دينار شهريا بشكل مباشر او اختياري من رواتب الموظفين»، منوها الى ان «هذا الاجراء سوف يقلل من الجهد والكلفة ويعطي نتائج افضل من عملية الجباية الحالية». واكد ان «الجباية الالكترونية بحاجة الى تطبيقها بشكل صحيح مع الاخذ بنظر الاعتبار موضوع التسعيرة التي يجب ان تكون معتدلة، مع إطلاق حملة تعريفية لحث المواطنين على تقليل استهلاك الأجهزة المنزلية التي تتوفر لها بدائل مثل أجهزة التدفئة الكهربائية (الهيترات) ومكيفات الهواء ذات الحمل العالي، وأجهزة الطبخ المنزلية وغيرها من الأجهزة المنتشرة في الأسواق بدون رقابة حكومية»، مشددا على «ضرورة توفير ودعم الأجهزة التي تعمل بأحمال مقبولة او طاقة نظيفة من الاجل الاسهام في حل مشكلة الكهرباء الازلية».

حديث مستغرب

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تحدث وزير الكهرباء المكلف عادل محمد في تصريح تلفزيوني عن وجود تبذير كبير في استخدام الطاقة الكهربائية في العراق، مشيرا الى ان «العشوائيات تستهلك حوالي 20 في المائة من انتاج الطاقة البالغ 14 ألف ميكا واط».

وهدد الوزير بـ»مقاضاة العوائل المدينة للوزارة بمبلغ مليون دينار»، محذرا من ان «المنظومة الكهربائية ستشهد انهيارا كاملا». وردا على حديث الوزير، أكد الخبير الاقتصادي حسين ثجيل ان «الحديث عن مقاضاة المواطنين هو للاستهلاك الإعلامي، وكان الأولى بالوزير مراجعة الهدر والفساد في ميزانية الوزارة البالغة 10 ترليون دينار خلال العام الماضي»، مشيرا الى ان «المواطنين هم من يمتلكون الحق في مقاضاة الوزارة نتيجة لفشلها في إدارة الملف طوال 18 عاما الماضية». وأضاف ثجيل لـ»طريق الشعب»، ان «الوزارة فشلت في إدارة الملف في فصل الشتاء، وكان الأولى بالوزير حث ملاكات الوزارة على معالجة الموضوع بدل تهديد المواطنين الذين يتحملون أعباء فشل الوزارة بمعالجة مشكلة الكهرباء في البلاد»، مشددا على «ضرورة إعادة ترتيب الأولويات في الوزارة ومتابعة ملف الإنتاج والنقل والتوزيع، فضلا عن توفير الوقود المحلي والمستورد للمحطات الإنتاجية».

 **********************************************

تداعيات الورقة البيضاء..  2021 أسوأ عام مر على المنتج الوطني

بغداد ـ عبد الله لطيف

يطرح مسؤولون حكوميون جملة أسباب تتعثر مع بقائها عملية النهوض بالصناعة الوطنية، بل أن التدابير الحكومية التي رافقت تفشي فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، كانت تشتغل بالضد من المنتج المحلي أيضا، ما جعله يمر بالعام الأكثر تراجعا، حيث وصلت نسب مساهمته في الناتج المحلي إلى اقل من 2 بالمئة.

6 منافذ غير شرعية

يقول الخبير المالي مصطفى حنتوش لـ”طريق الشعب”، إن “هيئة المنافذ الحدودية، لم تفعل شيئا تجاه حقيقة المنافذ غير الرسمية في إقليم كردستان”، ونقل مراسل “طريق الشعب” عن مصدر مطلع، ان العراق لديه منافذ حدودية غير رسمية على طول الشريط الحدودي مع الدول المجاورة له.

ويؤكد حنتوش قانون حماية المنتج المحلي ينشط في المنافذ الغربية والجنوبية، ويترقب تحركا من هيئة المنافذ الحدودية تجاه تلك الخروقات، بحسب قوله.

ويسترسل حنتوش، أن “المؤسسات المسؤولة عن تطبيق قانون حماية المنتج المحلي هي وزارتا الصناعة والتجارة وهيئة المنافذ الحدودية وبعض الوزارات التي لديها استيرادات خاصة مثل العلوم والتكنلوجيا والصحة وغيرهما”.

ولم تتمكن “طريق الشعب” من تأمين اتصال مع الجهات المعنية في وزارة الصناعة والمعادن، للتعليق على الموضوع، انما تجاهل المسؤولون فيها الاتصالات والرسائل المكررة للجريدة.

فيما يقول الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، إن “كل دوائر الدولة تعاني من تردي القطاع الإنتاجي لديها، والأسباب متنوعة على رأسها غياب الحماية للمنتج المحلي”. 

ويضيف انطوان لـ”طريق الشعب”، أن “نسبة مساهمة القطاع الصناعي المختلط في الناتج الإجمالي المحلي كانت تصل الى 19 في المائة، بينما لا تتجاوز نسبة انتاجه الان 2 في المائة، ولذلك شهدنا استيراد السلع الصناعية من الخارج بنسبة كبيرة وهي غير مطابقة للمواصفات والنوعية”.

ويشير الى أن “البضائع التي يجري استيرادها، عادة ما تتهرب من الرسوم الجمركية، الامر الذي يشكل منافسة غير متوازنة امام القطاع الصناعي المحلي”.

ويعتقد انطوان، ان القطاع الصناعي بحاجة الى دعم جدي “التسهيلات لم تكن بالمستوى المطلوب لعدم وجود تشريعات كافية لحماية المنتج المحلي والوطني، فضلاً عن غياب الدعم للقطاع الخاص”.

وينوه أن الكثير من المصانع طال معداتها الاندثار ما يتطلب تحديثها وتبديلها للنهوض بالقطاع الصناعي “وخلق جو من المنافسة مع البضائع المستوردة”.

ونتيجة لعدم حماية المنتج المحلي، تفاقمت نسب البطالة والفقر والجوع، طبقا لانطوان.

معاناة في وزارة الصناعة

ويقول مدير الدائرة الفنية في الوزارة ناصر إدريس مهدي المدني، في تصريحات صحفية، ان وزارته تعاني تضخما في الملاكات العاملة، بسبب توقف عمل أغلب المصانع الوطنية، الامر الذي “جعل العام 2021 هو الأسوأ في حماية المنتج الوطني” بحسب تقديره.

ويعول المدني على خطة وزارته “خطة قصيرة” التي شملت تأهيل 22 مصنعاً. كما هناك خطة متوسطة تتضمن تأهيل 20 مصنعاً “من المؤمل أن تنتهي خلال العام الحالي”.

وتمتلك الوزارة 286 مصنعاً أغلبها منجزة منذ ثمانينيات القرن الماضي وما قبلها، لكنها تعاني تقادم أبنيتها واندثار مكائنها، بل حتى المواد الاحتياطية التي تدخل في صيانتها توقف تصنيعها لدى دول المنشأ.

ولا يعتقد المدني أن هناك جدوى من عملية تأهيل المصانع القديمة، بسبب لجوء المستثمرين إلى إنشاء مصانع حديثة بخطوط إنتاجية عالية ومربحة.

أين الورقة البيضاء؟

ويتساءل الخبير الاقتصادي احمد خضير في حديث لـ”طريق الشعب”، عن دور الحكومة في حماية المنتج المحلي، “هذا ما وعدت به من خلال ورقتها البيضاء؟”.

ويقول خضير، إن ان المنتجات المحلية لا يمكنها منافسة البضائع المستوردة لاسباب معروفة منها “قلة الدعم الحكومي وعدم توفير المواد الاولية وغياب المستلزمات الضرورية للنهوض بهذا القطاع الحيوي”.

ويرى ان غياب الكهرباء يشكل عائقا امام نهوض الصناعة “الجميع يعلم ان توفير الكهرباء يتطلب مبالغ طائلة لا يستطيع ارباب العمل او المعامل تحمل تكلفتها الباهضة”.

ويخلص الى ان “العراق يشهد فوضى وسوء ادارة وتجاهل للامكانيات المتاحة، مع عدم وجود رغبة حقيقية بتطوير قطاعاته الانتاجية، نتيجة لعدم وجود ارادة وطنية حقيقية لتخليص الاقتصاد العراقي من التبعية”.

****************************************

الصفحة السابعة

أزمة غذائية ودوائية تحاصر البلاد.. تونس.. حراك متواصل ضد قرار

حل المجلس الأعلى للقضاء

متابعة ـ طريق الشعب

لا تزال القرارات الاستثنائية للرئيس التونسي قيس سعيّد تثير جدلاً كبيراً حيث تواصل جمعية القضاة التونسية فعالياتها الاحتجاجية ضد قرار سعيّد بحل المجلس الأعلى للقضاء. فيما حذّرت 3 أحزاب من استمرار تدخلات الرئيس في تسيير مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الحكوميتين.

يأتي ذلك في وقت يعاني فيه المواطنون تأخيرا في دفع الرواتب ونقصا في عدة أدوية ومواد غذائية أساسية.

حراك القضاة

ودعت جمعية القضاة التونسيين، أمس الاول، إلى تأخير الجلسات لمدة ساعة، وحمل الشارة الحمراء (تربط على معصم) بشكل دائم إلى حين استعادة السلطة القضائية مكانتها الطبيعية بوصفها سلطة من سلطات الدولة، واستعادة ضمانات استقلالها الهيكلية والوظيفية.

وتريد الجمعية بحسب بيانها “تنفيذ تحرك احتجاجي (اليوم الخميس) أمام محكمة التعقيب (النقض) بالعاصمة تونس بالزي القضائي تصديا لاستهداف السلطة القضائية وإخضاعها إلى السلطة التنفيذية”.

وحثت الجمعية “عموم القضاة العدليين والإداريين والماليين على التعبئة والانخراط في إنجاح هذه التحركات، دفاعا عن استقلال السلطة القضائية وتصديا لما تتعرض له من استهداف من السلطة التنفيذية”.

وهذا هو التحرك الاحتجاجي الثاني لجمعية القضاة بعد دعوتها إلى تعليق العمل في المحاكم ليومين، وتنفيذها في اليوم الثاني لوقفة احتجاجية أمام محكمة تونس العاصمة، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وكان الرئيس قيس سعيّد أصدر مرسوما في الجريدة الرسمية يوم 13 شباط الجاري، يقضي بحل المجلس الأعلى للقضاء، وهو هيئة دستورية مستقلة مكلفة بإدارة القطاع القضائي، ومراجعة القانون المؤسس له ووضع هيئة وقتية بدلا عنه.

تدخلات سافرة

وعلى جانب آخر، حذرت 3 أحزاب تونسية من “التدخل السافر للرئيس في تسيير مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الحكوميتين”، معربة عن رفضها ذلك.

وقالت أحزاب التيار الديمقراطي والتكتل والجمهوري، في بيان مشترك: إنها تقدمت برسالة إلى الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري ـ هيئة دستورية مستقلة ـ  عبّرت فيها عن رفضها كل محاولات وضع اليد على الإعلام.

وحذّرت الأحزاب في بيانها الذي تابعته “طريق الشعب”، من “التدخل السافر لرئيس الجمهورية في تسيير مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين قصد توظيفهما في مشروعه الانقلابي التسلطي”. وطالبت الهيئة بـ”اتخاذ مواقف واضحة وحازمة للوقوف في وجه التجاوزات الحاصلة والنهوض بالمهام الموكلة إليها كهيئة تعديلية ورقابية من أجل ضمان تنوع وانفتاح المشهد الإعلامي”. ودعا البيان الهيئة لـ”توجيه تنبيه مباشر لإدارة التلفزة التونسية لتحميلها مسؤوليتها في الحفاظ على استقلالية الخط التحريري للمؤسسة العمومية وعدم الانخراط في الدعاية لمشاريع محل جدل في الساحة السياسية”.

ولفتت الأحزاب الانتباه إلى أن “التدخل السافر لسعيّد في تسيير مؤسسة الإذاعة التونسية، ليس فقط من خلال إعلانه في 14 شباط الجاري، عن إنهاء مهام المكلف بتسيير هذه المؤسسة العمومية، بل وعن إلغاء كافة القرارات التي اتخذها هذا المدير المسؤول”.

جاء ذلك على خلفية إعلان الرئيس التونسي أن رئيس الجمهورية قرر إنهاء تكليف شكري الشنيتي من مهامه كمكلف بتسيير مؤسسة الإذاعة التونسية بصفة وقتية وإلغاء كل قرارات التسمية والتعيين التي تم اتخاذها من قبله ولم يحدد بيان الرئاسة أسباب هذا الإعفاء.

نقص الادوية والاغذية

إلى ذلك، يعاني التونسيون من تأخير في دفع الرواتب ونقص في عدة أدوية ومواد غذائية أساسية مثل الحبوب والسكر والزيت، وهو ما يؤكد أزمة مالية تلوح في الأفق.

ومن المعتقد أن أي ضربة كبيرة لمستوى معيشة التونسيين،  حيث تستورد الحكومة وتدعم العديد من السلع الأساسية، سيكون من شأنها أن تفجر أزمة اجتماعية حادة وقد تفاقم أيضا الأزمة السياسية بعد أن عزز الرئيس قيس سعيد قبضته على أغلب السلطات.

وألقى سعيد ومسؤولون حكوميون باللوم في التأخيرات في صرف الرواتب والنقص في مواد غذائية على الإضرابات النقابية أو المضاربين في السوق أو حتى مؤامرة من قبل خصومه.

وتوقفت المحادثات بشأن حزمة إنقاذ مالي مع صندوق النقد الدولي مرارا بسبب الاضطرابات السياسية في تونس.

ويُنظر إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على أنه ضروري لإطلاق المزيد من المساعدة الثنائية من الحلفاء الغربيين ودول الخليج، بينما تحاول تونس تمويل عجزها المالي المتنامي وسداد ديونها.

 ***************************************

دعوات الى احترام سيادة الدول.. الاتحاد الاوربي يفرض عقوبات جديدة

على روسيا

متابعة ـ طريق الشعب

في اعقاب أعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، فرض الاتحاد الاوربي وأمريكا حزمة جديدة من العقوبات شملت بنوكا وشخصيات ومنظمات روسية، فيما تتصاعد الدعوات في العالم إلى احترام  القانون الدولي ومبدأ وحدة أراضي الدول.

اعتراف وعقوبات 

ففي مواجهة الاعتراف الروسي باستقلال المنطقين أعلن الاتحاد الأوروبي رسميا عقوبات تشمل 351 نائبا في مجلس الدوما (الغرفة الأدنى للبرلمان الروسي) الذين صوتوا لصالح الاعتراف بجمهوريتي دونباس، بالإضافة إلى 27 فردا ومنظمة روسية. واستهدفت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مصرفين روسيين مملوكين للدولة، ولم يعد بإمكانهما القيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة أو الوصول إلى النظام المالي الأمريكي.

وقالت الولايات المتحدة إنها فرضت عقوبات أيضا على خمس من النخب الروسية الرئيسية وأضافت قيودا على الصفقات الأمريكية المتعلقة بالديون الوطنية لروسيا.

اليوم.. قمة طارئة

وذكر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على حسابه في تويتر أن “الاتحاد الأوروبي سيعقد قمة طارئة في بروكسل في وقت متأخر من اليوم الخميس بشأن الإجراءات الروسية”.

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يُبقي على المزيد من العقوبات الأكثر صرامة في جعبته إذا “غزت القوات الروسية مزيدا من الأراضي، خارج نطاق سيطرة الانفصاليين”، في اوكرانيا.

دونيتسك: لا وجود لقوات روسية

وفي الاثناء، أكدت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية في أقليم دونباس وجود أية قوات روسية في أراضيها في الوقت الحالي، مرجحة إمكانية نشرها هناك في المستقبل.

وقال بوشيلين إلى أن “الاتفاقية المبرمة بين جمهورية دونيتسك وروسيا تشكل أرضية قانونية لنشر موسكو قواتها هناك”.

وحذّر من “خطورة الوضع عند خطوط التماس مع قوات الحكومة الأوكرانية”، مشيرا إلى “تكثيف عمليات القصف من الجانب الأوكراني”.

استدعاء سفراء موسكو

وعلى المستوى ذاته، استدعى عدد من الدول الأوروبية، أمس الثلاثاء، سفراء روسيا لديها على خلفية قرار موسكو الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانيسك.

فقد استدعت النمسا السفير الروسي لديها، مؤكدة أن “قرار موسكو انتهاك خطير لسيادة أوكرانيا”.

وفي روما، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا “انتهاك غير مقبول” لسيادة أوكرانيا.

ومن جانبه، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخطوة روسيا، قائلا أنها “غير مقبولة”، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول. وقال أردوغان: “نعتبر القرار غير مقبول، ندعو الأطراف المعنية للتصرف بمنطق والامتثال إلى القانون الدولي”.

حرب معلومات ضد روسيا

وفي السياق، أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، أمس الاول، أن “وسائل الإعلام الغربية والقومية تصعّد من حرب المعلومات ضد روسيا”، موضحاً أن “الوضع يشير إلى تنسيق وثيق بين الاستفزازات العسكرية والعدوان الإعلامي”.

وأضاف في تصريحات صحفيّة، أن “رئيس الولايات المتحدة يقوم على نحو متزايد وعلني بتدبير المغامرات الخطيرة. ويعلن بايدن شخصيا تواريخ متخيلة لبدء حرب روسيا ضد أوكرانيا، ويعلق على اشتباكات في دونباس، ويوبخ الرئيس الاوكراني  زيلينسكي، مرة لقوله إنه لا يرى أي علامات على استعدادات روسيا للعدوان، وفي مرة اخرى لقيامه برحلة في توقيت غير مناسب إلى مؤتمر ميونيخ للأمن. بعبارة أخرى، تتعمد واشنطن إثارة توترات متزايدة في العلاقات الروسية الأوكرانية”.

رؤية مغايرة

إلى ذلك، قال حزب الشغيلة التقدمي في قبرص (أكيل)، أمس الاول، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “الاولوية اليوم هي حماية السلام والامن في القارة الاوربية، وحماية العالم من خلال عدم التخلي عن طريق الدبلوماسية والحوار”.   وأضاف أن “القانون الدولي وبالأخص مبدأ وحدة أراضي الدول، يجب أن يحترم من قبل جميع دول العالم. وان اتفاقيات مينسك لا يزال في إمكانها أن توفر طريقا سلميا للمضي قدما ويجب عدم التخلي عنها”. وفي وقت لاحق اصدر مجلس السلم القبرصي بيانا قال فيه ان الاعتراف الروسي “باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، ونقل قوات عسكرية روسية اليهما يشكل انتهاكا للقانون الدولي. لكن هذا التطور لا يمنح في أي حال الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (الناتو)، اللذين ينتهكان القانون الدولي باستمرار، الحق في استخدامه كذريعة متى شاءا.” ودعا المجلس جميع الاطراف الى “ التمسك بطريق الحوار واحترام القانون الدولي وسيادة الدولة ووحدة أراضي جميع البلدان”.

 *****************************************

وثيقة سرية تفضح سلوك الناتو.. مؤتمر ميونخ للأمن: الغرب يتوحد ضد الصين وروسيا

عادل محمد

في يومي 19 – 20 شباط الحالي عقدت الدورة الأخيرة من مؤتمر ميونخ “للأمن”، بحضور 30 رئيس دولة وحكومة و80 وزيرا و600 خبير “أمني”، وبغياب كامل لروسيا الاتحادية. وكان المؤتمر دليلاً صارخًا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يستطيعون التعامل مع حقيقة أن وحدانية التفوق الأمريكي تسير الى نهايتها. وان نظاما عالميا متعدد الأقطاب مقبلا بقوة، وهذا ما تقاومه بلدان الناتو، وما دفعها للتوحد من جديد.

وقالت رئيسة المفوضية الأوربية اورزلا فون دير لاين في كلمتها امام المؤتمر: ان “روسيا والصين تريدان إعادة تحديد قواعد النظام العالمي الجديد”، وهددت البلدين بان “الاتحاد الأوروبي وشريكه عبر الأطلسي” سيفرضان “حزمة قوية من العقوبات الاقتصادية والمالية”، وان “حزمة شديدة من العقوبات ضد روسيا جاهزة”.

الرد الصيني

وردّ وزير الخارجية الصيني وانغ يي “نحن نواجه نظاما عالميا متغيرا”، محذرا من عودة “عقلية الحرب الباردة” وأن العقوبات الأحادية تقوض القانون الدولي. وقال: “لقد ولت الحرب الباردة منذ زمن طويل” والناتو “نتاج الحرب الباردة”، مضيفًا أنه “لا ينبغي لأي دولة أن تحاول اعادة عجلة التاريخ إلى الوراء”.

وتعمل الصين على “نوع جديد من التعاون الدولي” يقوم على أساس الأمن المشترك والشامل واحترام “قواعد عدم التدخل”. وعبر الوزير الصيني عن امله، في أن يكتسب الاتحاد الأوروبي “قدرا أكبر من الاستقلال الاستراتيجي”، ويبتعد عن “توصيف الشريك المنافس”، ويستفيد من الفرص المتنوعة للتعاون بين الصين وأوروبا”.

وحول الموضوع الرئيسي للمؤتمر، وهو الأزمة الأوكرانية، قال إنه يجب حماية “سيادة واستقلال وسلامة أراضي كل بلد”، بما في ذلك أوكرانيا. و”الالتزام الصارم باتفاقيات مينسك” ضروري لحل الأزمة.

رؤية المعسكر الغربي

قال السكرتير العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الناتو يتوقع هجوما شاملا من قبل الجيش الروسي على أوكرانيا المجاورة. “كل الدلائل تشير إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم واسع النطاق على أوكرانيا”. في الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي بايدن في واشنطن إن بوتين اتخذ قرارا بالفعل وأن الهجوم الروسي على أوكرانيا “وشيك”.

ووفقًا لستولتنبرغ، لا يتعلق الأمر فقط بأوكرانيا، بل يتعلق بنظام الأمن الغربي ككل. ولأول مرة، تدعو بكين الى جانب موسكو، الناتو إلى عدم قبول المزيد من الأعضاء في “محاولة للسيطرة على مصير الدول الحرة، والتمرد على القواعد الدولية وفرض نماذج حكمهم الاستبدادية على الآخرين”. و”لم يعد بإمكاننا اعتبار السلام أمرا مفروغا منه”. وجاءت كلمات وزراء الخارجية في الولايات المتحدة والمانيا، ونائبة الرئيس الأمريكي على هذا المنوال. لقد حاول ممثلو الغرب السياسيين والأمنيين اظهار وحدة الصف في مواجهة روسيا، واكد ينس ستولتنبرغ: انه إذا أراد بوتين الانقسام، فسيحصل على حلف أكثر اتحادًا. إذا أراد ناتو بعدد أقل، فسيحصل على المزيد.

ولكن يبدو أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي وأقرب حلفائه لا يفهمون بعضهم البعض، يقول الرئيس: “لقد أخبروني أن الهجوم الروسي مسألة أيام، وأسأل: متى ستدخل العقوبات على موسكو حيز التنفيذ؟” الجواب: عندما يبدأ الهجوم الروسي. يقول الرئيس الأوكراني، الذي هو على وشك الانهيار العصبي، نظرا للتهديد الروسي، “إذن هم غير مفيدين “، ويتأرجح موقفه بين “سنحمي حدودنا حتى بدون حلفاء”، و”نحن بحاجة إلى جدول زمني واضح للانضمام إلى الناتو” و”أريد التحدث مع بوتين لفهم ما يريد”.

مشكلة الغاز

لكن هناك شقوق صغيرة في وحدة الصف الغربي، التي يتم التظاهر بتماسكها، سببها. محور برلين - روما الجديد، الذي عبر عنه تصريح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي المثير: نظرا للارتفاع الشديد في أسعار الغاز والكهرباء في إيطاليا بنسبة 450 في المائة، دعا دراغي إلى استثناء قطاع الطاقة من حزمة العقوبات التي أعدتها أوروبا في حالة الغزو. وقال “إذا أصبحوا جزءا من جهاز عقوبات الاتحاد الأوروبي، والذي نأمل ألا يكون ضروريًا، فسيكون التأثير على أسعار الغاز ملحوظًا للغاية. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا حقًا قادرين على فرض عقوبات على الغاز”.

وتسبب الطلب الإيطالي باضطرابات في بروكسل وأثار غضب الولايات المتحدة. ورئيس الوزراء الإيطالي هو الآن أقل رغبة من المستشار الألماني في المخاطرة بخطوط أنابيب الغاز.

وثيقة سرية: حلف الناتو تعهد بعدم التوسع شرقا

نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية وثيقة سرية، فضحت مغالطات الغرب التاريخية. الوثيقة مؤرخة في 6 آذار 1991، وكانت محفوظةً في الأرشيف الوطني البريطاني، وتؤكد الوثيقة التزام البلدان الغربية في اجتماعات (2 + 4) حينها بعدم توسع الناتو شرقا. الوثيقة تفكك ماكينة الدعاية التي طورتها حكومة بايدن، تحت عنوان “تضليل موسكو”. كان الأمر يتعلق ببولندا، وليس أوكرانيا، في ذلك الوقت، لكن الوثيقة تثبت أن اتهامات روسيا بأن توسع الناتو باتجاه الشرق يخالف الالتزامات السابقة، وأن دعوة الكرملين إلى منطقة عازلة من دول محايدة بين الاتحاد الروسي والغرب صحيحة وتستند إلى أسباب واقعية.

*****************************************

الصفحة الثامنة

القضاء.. والسياسة

د. احمد صالح

 درج القول في الشارع العراقي، وفي الإعلام وربما الرسمي منه كلمة (الرئاسات الثلاث) حتى غدا وكأنه (مصطلح) لغوي له دلالته ومفهومه... وإذا كان ذلك له جذر في الدستور النافذ، فان ذلك وباعتقادنا الخاص من الأخطاء البنيوية في أسس تشكيل الدولة ونظامها، والتي أريد لها أن تكرس تعدد المرجعيات الهرمية والتسلسل الاداري، وربما تشتتها... فمن المعروف في الأنظمة العالمية إجمالاً أن للدولة رأسا واحدا وينطبق الحال على كل كيان وجسد...  ففي الوقت الذي نصت فيه المادة / 67 من الدستور على أن (رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويمثل سيادة البلاد...) وحددت المادة / 72 ولايته بأربع سنوات وجواز انتخابه لولاية ثانية وحسب...  عادت المادة / 80 لتمنح رئيس الوزراء صلاحية تخطيط وتنفيذ السياسة العامة للدولة والخطط العامة... ليغدو معها منصب رئيس الجمهورية (الأول) تشريفياً واحتفالياً...  الرئاسة الثالثة هي رئاسة السلطة التشريعية، واذ حدد الدستور السلطات (الاتحادية بأنها تتكون من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتمارس اختصاصاتها ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين السلطات... م/ 47). ومع أن الدستور نص على (مبدأ الفصل بين السلطات) وهو مبدأ تعتمده غالب الدساتير الحديثة، إلاّ أن العمل على أرض الواقع بعيد كل البعد عن مضمون هذا المبدأ. فاجتماعات (الرئاسات الثلاث) في ما بينهم أكثر من اجتماعاتهم بمرؤوسيهم، واتفاقاتهم وربما (صفقاتهم) التي قد تستند إلى مرجعيات أخرى (تدير) العمل السياسي بمعزل عن (مبدأ الفصل(  واذا كان ذلك مدخلاً لموضوعنا، الذي يتمثل بحضور (رئاسة) أخرى، وهي رئاسة مجلس القضاء الأعلى إلى جانب (رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب)، فان الصورة تبدو أكثر ضبابية ومأساوية... فإن كان (الرؤساء الثلاثة) تحكم انشطتهم وفعالياتهم و(اجتماعاتهم) أهواء سياسية وتيارات حزبية ومعطيات داخلية وخارجية إقليمية ودولية، وربما أسندوا كل ذلك أو بعضاً منه إلى تحقيق مصلحة معينة قد يُطلق عليها (مصلحة عليا) أو تكتيك مرحلي أو آني على حساب استراتيجية، أو خطة بعيدة المدى...  فالقضاء متمثلاً برئاسته ورئيسه، يجب أن يبقى بعيداً عن تلك الفعاليات و(التفاهمات) القضاء مستقل، وتصدر احكامه وفقاً للقانون (م / 87 من الدستور)، ولا سلطان عليه إلّا سلطان القانون. وليس الاجتماعات، والمصالح (أيا كانت). بل أن القضاء مطالب بمراقبة أداء السلطات الأخرى، ومدى توافق فعالياتها وأحكام القانون. القضاء لا يرى إلّا من خلال القانون، بروحه ومبناه... وعندما يشكل فعل ما خرقاً للقانون؛ فالقضاء ملزم بالحكم (يقضي) وفقاً لتكييف الفعل، إن كان مخالفة أو جنحة أو جناية بقطع النظر عن الباعث الدافع سواء كان سياسياً أم جنائياً - مع أن هامش (الباعث الدافع) في القضاء العراقي محدود جداً. وهنا نعيد التأكيد الاستفهامي حول حضور رئيس مجلس القضاء اجتماعات الرئاسات الثلاث، وحل الاشكالات التي تحدث إن كان بطريقة (التفاهمات) أو بالطرق الودية أو البروتوكولية وربما الدبلوماسية؟  

*************

ماذا يعني ان تكون يساريا اليوم؟

رشيد غويلب

الدكتور داريو إل ماتشادو رودريغيز هو أستاذ الفلسفة في الجامعات الكوبية وعضو هيئة تحرير مجلة “كوبا الاشتراكية”، نشر له موقع “شيوعيون” الألماني بحثا ضافيا، تناول فيه الإجابة على سؤال “ماذا يعنى أن تكون يساريا اليوم؟”. يميز فيه بين “الاصطفاف مع اليسار” وان “تكون يساريا”: “إن تعريف اليسار، بمعنى أنه يسار، يجب، في رأيي، أن يشمل صفات وخصائص مثل معاداة الرأسمالية، والعلمية، والتكاملية، والأخلاقية، والثورية، والنشاط والابداع، والأممية. هذه الخصائص أو الصفات تستحق التوضيح، وهذا ما سأفعله في الصفحات التالية”.

الكاتب ينطلق من أن “الإنسانية اليوم تواجه مشاكل خطيرة تهدد وجودها، والأمر الأكثر إلحاحًا هو ايقاف الانحدار الى الهاوية، وبالتالي” جميع الأيدي لا تزال قليلة جدًا “. لكن هذا لا يلغي الأسئلة العديدة التي تظهر باستمرار حول المشاكل الأكثر إلحاحًا: هل هناك اختلافات جوهرية بين منطق الليبرالية الجديدة والمنطق العام للرأسمالية؟ هل تنتهي الإمبريالية مع الفشل الواضح لليبرالية الجديدة اليوم؟ إذا أدت الرأسمالية الليبرالية إلى الإمبريالية والليبرالية الجديدة، فما هو للتطور الإيجابي، الذي يمكن ان تتوقعه الإنسانية من رأسمالية ليست ليبرالية جديدة؟ وإذا كانت المشكلة الأساسية هي الرأسمالية كنظام، فما هي المهام التكتيكية الملقاة على عاتق اليسار؟

يحدد الكاتب التغلب على الطائفية (بمعنى التعصب والانغلاق) كأحد التحديات الكبرى: “ليس من النادر أن يكون أكبر ضعف لليسار في القرن الماضي، وحتى اليوم، هو تقديم عالم لا يمكن الوصول إليه تمامًا وغير مفهوم للآخرين، ليس بسبب جهل الآخرين، ولكن بسبب تجاهل اليسار، وعدم استطاعته أن يشرح لنفسه أو للآخرين دروب المشاعر الإنسانية ...

والطائفية كانت احدة من أكبر الأخطاء التي ارتكبها اليسار في القرن الماضي، ورؤية نفسك على أنك “الطليعة”، وافتراض إما يكون معك أو ضدك. كانت وجهة النظر هذه، التي انتشرت في جميع أنحاء العالم داخل اليسار في القرن العشرين، سببًا للانشقاق ، وإهدارًا للوقت والطاقة في العديد من المناقشات العقيمة، وانعدام الشفافية، كما مثلت عائقًا أمام المعرفة (كابحا للتعلم) بشأن المشاكل الحقيقية. ان رفض العديد من الجماعات اليسارية الحجج الجديدة لمجرد أنها لا تتوافق مع العقائد المفترضة، حجب عنها فهم دوافع تلك الجماعات التي ادعت أيضًا وجود مساحة لها في النضال ضد الرأسمالية. لقد أعلن اليسار المتغطرس نفسه “مكة “التغيير الثوري، لكنه لم يقبل تغيير ذاته. هذه الرؤية العقائدية والطائفية حالت دون رؤية الآخرين كما هم بالفعل، أي حفار القبور الجدد (للرأسمالية) الذين ظهروا من الرأسمالية وتناقضاتها الداخلية غير القابلة للحل ...

لا يمكن للطائفية أن تنقل المعرفة العميقة لهذه الحقيقة، فالناس يتعاملون بدونها. ويجب صياغة سياسة تمكين القوى التقدمية بشكل جماعي، مع أوسع مشاركة ممكنة لجميع المناهج والمصالح، بروح تكيف (هذه القوى)، دون قيود، دون هرمية، والاعتراف بأن لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة وأنه يمكننا ويجب علينا أن نتعلم من الجميع”.

ودعا الكاتب اليسار إلى تطوير نظرة علمية للعالم: “تكمن إحدى النضالات الرئيسية في مواجهة الرأسمالية اليوم في الحاجة إلى استعادة رؤية علمية من شأنها أن تساعد في توضيح التفاعلات في العمليات الاجتماعية اليوم ... إذا لم يجد المرء تفسيرًا علميًا للواقع الموصوف أعلاه، إذا لم يدرس المرء العمليات التي أدت إلى الأزمة الحضارية الحالية (والتي تؤثر اليوم على وعي وسلوك الناس)، إذا لم يأخذ المرء بعين الاعتبار الحالة الاجتماعية الصحيحة. - الهياكل الاقتصادية والسياسية التي وصلت إلى مستوى الهيمنة النموذجي للرأسمالية المتأخرة، لن يتمكن من تحقيق تجميع إرادة الكثيرين أو خلق الوعي لدى الناس “. والكاتب يرى أن الماركسية هي “أفضل نقطة انطلاق” لنقد الرأسمالية. ويضيف: “.. لكن وجهة نظر ماركس كانت نظرة شاملة، كما هو الحال في الكاريكاتير، لا يمكن استبعاد بعض جوانبه، بشكل إرادوي وتفضيلي”.

بالنسبة إلى ماتشادو، هذا يعني أيضًا “أولوية التأهيل السياسي الذي يشمل جميع الثوار. تأهيل يجب أن يكون ابداعيا في جميع النواحي، سواء في محتواه أو في شكل تنفيذه. وما يؤسف، تجري ممارسة التأهيل، في الغالب، بتكرار العموميات، بلغة قديمة، وكأن شيئًا في هذا العالم لم يتغير، وهذا يشكل تحديًا لليسار ليكون مبدعًا مرة أخرى، وليتعرف على نفسه أكثر، وليعزز وعيه، على اساس المواجهة اليومية للروح النضالية الثورية في مواجهة حياة المجتمع اليومية ، لذلك ليس لليسارخيار آخر سوى ترك متاهة أساطيره وأخطائه وشبكاته العقلية الثابتة، ان الإبداع يعني دائمًا قطيعة مع القديم، ولكن  يعني الاستمرارية أيضًا”.

يشدد ماشادوعلى أن “وحدة التفكير والعمل هي عنصر أساسي في العلم”. لذلك، يجب أن يكون “فكر اليسار المناهض للرأسمالية، مصحوبا بالفعل. ان “اليسار” الذي يفكر فقط ويطور الحجج ووجهات النظر، لكنه لا ينشط سياسيا عمليًا، ولا يخاطر، ويراقب المشاكل فقط، وآرائه مثقلة بحكم الأمر الواقع بسبب الافتقار إلى الفهم العملي، تكون آرائه قليلة الفائدة، أو لا تفيد المجتمع بل تؤدي في الغالب إلى نتائج عكسية. ولا جدوى من ملء الصفحات وإضاعة الوقت في صنع الثورات على الورق أو في الخطب (التي تلقى). ان العلاقة بين التفكير وممارسة الفعل تمثل مبدأ وجود اليسار كقوة تغيير”.

ويرى ماتشادو، إن وحدة الفكر والعمل تشمل أيضًا وحدة العمل والأخلاق: “يجب أن يتصرف اليسار دائمًا وفقًا لما يفكر به ويقوله. وإن أخلاقيات القناعات تدلل على نفسها في الممارسة السياسية فقط. وكما يقول فيدل كاسترو، الاشتراكية هي علم المثال. لذلك يجب أن يقال، على حد تعبير إيزابيل راوبر (اكاديمية ارجنتينية)، أنه “من أجل التغيير يجب أن نتغير”. وهذا يعني أن البناء المنهجي لعالم جديد داخل أنفسنا، يبدأ في الحركة الثورية، في سلوك كل فرد مشارك في تلك الحركة، في بناء نوع جديد من العلاقة داخل الحركة نفسها، التي تتبنى ممارسة جديدة، سلوكًا مختلفًا يعبر عن الأخلاق الجديدة”.

****************

العدالة الاجتماعية الدلالة والجذور التاريخية

خليل ابراهيم العبيدي

لازالت العدالة الاجتماعية أملا تحلم فيه كل شعوب الأرض، ومفردة يتناولها الاعلام على أنها من المعاني والاهداف التي تهتم بها منظمة الأمم المتحدة وتدعو إلى تحقيق مضامينها، وقد عرفت هذه المنظمة الدولية عام ٢٠٠٦، العدالة الاجتماعية، انها تعني توزيعا منصفا ورحيما لثمار النمو الاقتصادي، وإن هذه العملية يجب أن تضمن احترام النمو المستدام الذي يخدم البنى الطبيعية وترشيد استخدام الموارد المتجددة، وأن تتمكن أجيال المستقبل من التمتع بأرض جميلة ومعطاء، وهي في العموم دعوى يراد من ورائها توزيع ثروات الامم بالتساوي بين أفراد شعوبها، بعد أن تركزت هذه الثروات بيد القلة من أصحاب رؤوس الاموال، ومطلب العدالة يعني إقامة المساواة بين الناس وخصوصا انها مفردة تعبر عن معاناة البشر لتتحول تدريجيا لأن تكون مفردة جامعة لتتحول إلى عدالة اجتماعية، أدركها انسان وادي الرافدين حيث رأى اله الشمس أنه اب لولدين هما الحق، والعدل (كيتو) و(ميتساو). وان حمورابي ١٧٩٢-١٧٥٠ ق.م ارسلته الالهة لتوطيد العدل في الارض ليزيل الشر والفساد ولينتهي استعباد القوي للضعيف، ومن شريعته استمدت الرعية ذلك الشعور من ان العدالة حق مشروع ،  وتطور مفهوم العدالة عند اليونان ليتحول إلى عدالة اجتماعية، وصار مفهوما كاثوليكيا ليتحول إلى مصطلح عند الفلاسفة والسياسيين والصيغة المفضلة واللازمة عند مجتمعات ما بعد الزراعة وخاصة بعد قيام النهضة الصناعية منذ العام ١٨٤٠ م ، وقد تم تداول مفهوم العدالة الاجتماعية عندما دعا القس الايطالي لويجي دازيليو إلى الرجوع إلى العدالة القديمة وأطلق عليها العدالة العامة التي نادى بها ارسطو، اما افلاطون فقد رأى العدالة باختصار، انها أمر فطري ناشئ  عن الحس والادراك بضرورة وجود العدالة والاصول الاخلاقية،  وكذا القديس توما الاكويني، وصار بعد الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩، روسو في كتابه العقد الاجتماعي ينادي بوضع ريادي لمجتمع ديمقراطي قائم على المساواة، وسعى إلى تطبيق الحقوق المفقودة والاساسية والطبيعية للإنسان والمجتمع منها العدالة الاجتماعية وحق الانسان ان يعيش كريما دون استعباد، والحق في التنصيب والاتيان في الحكم. ورغم كل ما قيل في العدالة الاجتماعية منذ القدم الا انها ظلت مجرد تطلعات وامان تداولها الفلاسفة والمفكرين في اطارها النظري حتى قيام عصر التنوير وقيام الثورة الصناعية في انكلترا وبعدها اوربا الغربية، وقيام ظاهرة الانتاج الواسع وتنامي الطبقة العاملة الصناعية وبدء عملية الاصطفاف الاجتماعي القاتمة على ظاهرة تركز راس المال بيد القلة من البرجوازيين، والكثرة من العمال الذي يبيعون قوة عملهم لقاء أجر الكفاف مما تولد عنه اصطفافا طبقيا تبحث فيه الكثرة العمالية عن حقوقها التي تناولها الفكر الماركسي بأسلوب اكثر اتساعا من مفهوم العدالة الاجتماعية ، نعم لم يناقش ماركس العدالة الاجتماعية لذاتها، لكنه عمد من خلال تفسير نظرية فائض القيمة وفق علم الرياضيات المطالبة بالعدالة ناقدا فرضية العدل القاتمة على ميتافيزيقيا الاخلاق، وكان هذا الفكر وراء تشكيل النقابات العمالية وقيام الحركات الجارتية التي توجت بالبيان الشيوعي عام ١٨٤٨، والذي تناول مفاهيم ترتبط بالعدالة الاجتماعية منها كيف حولت البرجوازية الطبيب ورجل القانون والقاضي والشاعر والعالم إلى أجراء في خدمتها، وإن الرأسمالية في تطورها تتباعد تدريجيا عن مضمون العدالة الاجتماعية.

وما الاشتراكية في الفكر الماركسي الا خطوة متقدمة على مفهوم العدالة الاجتماعية، وتعني اشراك الجميع في انتاج الخيرات وتوزيعها بالعدل كل حسب قدرته وكل حسب حاجته.  في اطار الحديث عن العدالة الاجتماعية نجد ان شعبنا اليوم، ومن قبله الحزب الشيوعي العراقي ومنذ مؤتمره العاشر يطالب بقيام دولة مدنية ديمقراطية دولة العدالة الاجتماعية وقد اكد التزام الحزب بهذه المطالب خلال مؤتمره الحادي عشر حيث  تبنى موضوعة العدالة الاجتماعية وعلى لسان امينه العام، حين قال في خطاب الافتتاح، يرى حزبنا ان يكون تحقيق اكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية محورا اساسيا لمشروع التغيير، هذا المشروع الذي ينظر اليه المواطن كحل ممكن لكل قضايا العراق العالقة جراء المحاصصة والفساد والتي كانت من اهم العوامل الدافعة لتظاهرات تشرين.

إن مطلب العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق الطبقية في العراق ما عاد موضوعا قابلا للتأجيل أو مطلبا ترفيا ينادي به الشباب، انما هو في حقيقته برنامج عمل يجب ان تتبناه الحكومات عند تشكيلها مثلما تبنته الأمم المتحدة وتسعى دوما على تحقيقه، وان لا تظل هذه العبارة أملا يراود شعبنا المظلوم على مر العصور.

************

الصفحة التاسعة

نادية قبيلات تشرح رأس المال لماركس على خشبة المسرح الروسي

على مسرح «سريدا 21» عرضت المخرجة الأردنية الشابة، نادية قبيلات، مسرحيتها «رأس المال» للمؤلف «كارل ماركس»، على أن تعرض المسرحية مجدداً ضمن ريبرتوار المسرح.

وفقاً لجدول المسرح الموجود وسط العاصمة الروسية سوف تعرض المسرحية مرة أخرى مساء اليوم، 18 شباط، ثم ثلاث مرات في شهر آذار (5، 17، 18)

مسرحية «رأس المال» هي مونودراما تتناول العمل الرئيسي الأشهر لكارل ماركس، والذي يحمل نفس العنوان. إلا أن الجوهر الحقيقي للمسرحية يتعرض لحياة المسرح المستقل، الفنان المستقل، حياتنا اليومية بينما نتعرض في كل لحظة من لحظات الوجود لهجوم شرس من وسائل الدعاية والإعلان عبر الهاتف الذكي والحاسوب، في البيت، في مكان العمل، وحتى أثناء انتقالنا في وسائل النقل على اختلافها.

ابتكرت المخرجة الأردنية الروسية الشابة عرضاً مسرحياً باستخدام مادة تبدو للوهلة الأولى غير قابلة لـ «المسرحة»، إلا أنها تتمكن من خلال نص مسرحي رائع ومتوازن، ومن خلال حركة مسرحية منضبطة، وديكورات مبهرة في خيالها وإضاءة بسيطة معبرة، أن تنقل أسئلة ماركس حول الطبيعة الفوضوية للرأسمالية، حول الكساد الكبير والأزمة الاقتصادية التي نعيش اليوم تحسباً لوقوعها، وحول الشهية التصورية، والاحتكار، والجيش الاحتياطي من العمالة الصناعية.

تمكنت نادية قبيلات، بمساعدة مستشارها ومساعدها في كتابة النص المسرحي، نيقولاي تسفيتكوف، من الوصول إلى جوهر أفكار ماركس بشأن عملية إنتاج رأس المال، وإنتاج فائض القيمة، وتقسيم العمل، والأجور، إلا أن ممثل العرض الوحيد، ألكسندر نيكولاييف، يعيد لنا كلمات نادية ونيقولاي أننا لو فهمنا تلك الفكرة، فقد فهمنا «بالكاد» جوهر «رأس المال»، ثم يكرر على أسماعنا جملة: «بالكاد وليس الجوهر كله».

تطرح قبيلات في عرضها المتفرد أسئلة جوهرية ووجودية تأتي في توقيت في غاية الأهمية، فالعالم بالفعل قد أصبح على حافة الأزمة الاقتصادية، يعاني من تفاوت طبقي مرعب، سواء على مستوى الدول والبلدان والكيانات السياسية أو على مستوى الدولة الواحدة.

وعلى الرغم من الطبيعة التي يبدو، من الوهلة الأولى، أنها تلقينية لممثل يرسم لنا على «سبورة» شرحاً مبسطاً لـ «رأس المال»، وكأنما يجيب عن أسئلة «الطلبة/الجمهور»، إلا أننا نخرج من تلك المسرحية بأسئلة أكثر من الأجوبة، أسئلة نطرحها على أنفسنا قبل أي أحد آخر حول الثقافة الاستهلاكية، حول العولمة، حول غياب الحدود بين الدول والثقافات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حول العالم الجديد وربما «النظام العالمي الجديد» و»الأيديولوجية» الجديدة التي يجب أن نبحث عنها لإنقاذ العالم.

وتنتمي المخرجة الأردنية الشابة، نادية قبيلات، إلى عائلة فنية، حيث وصلت رواية «شمس بيضاء باردة» لوالدتها الروائية الأردنية المرموقة، كفى الزعبي، إلى القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» العربية لعام 2019، ويدير والدها المخرج المسرحي، سلام قبيلات، مسرح الشمس، أحد أهم المبادرات المسرحية في المشهد المسرحي الأردني، بينما تخرجت نادية عام 2018 من فصل الأستاذ سيرغي جينوفاتش بقسم الإخراج معهد غيتيس الروسي العريق (يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1878).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«روسيا اليوم» – 18 شباط 2022

 ****************************************

لماذا يتواصل تزويج القاصرات في بلدان منطقتنا العربية؟

تزامنا مع الرابع عشر من شباط، وهو يوم عيد الحب، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب، حملة رقمية واسعة، لرفع الوعي بقضية زواج القاصرات، ومدى انتشاره وعواقبه المدمرة على الفتيات، وعلى الأسر بشكل عام، وانضمت للحملة مجموعة كبيرة من الناشطات والناشطين، في قضايا حقوق المرأة، وكذلك من الفنانين والصحافيين والمؤثرين في المجتمع المغربي.

وفي معرض تدشينه للحملة، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب، إن زواج الأطفال، يمثل مأساة بالنسبة لليافعات اللاتي يعشنه، وأنه يجعلهن أكثر هشاشة وفقرا وتهميشا، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة، تحبس الطفلات-الزوجات وأسرهن، في حلقة من الفقر، يمكن أن تستمر من جيل إلى جيل، كما أن الغالبية العظمى من هؤلاء الفتيات، يواجهن العنف، حيث يجبرن على ترك المدرسة، ويتم الضغط عليهن لإنجاب الأطفال في سن مبكرة.

وقدر الصندوق عدد الطفلات المتزوجات في المغرب بـ 37 ألفا سنويا، مؤكدا أن القضاء على هذه الظاهرة، سيسمح للفتيات باستكمال دراستهن، وتأخير الإنجاب والعثور على عمل لائق، وتحقيق إمكاناتهن الكاملة، وهو ما سيدر مليارات الدولارات من الدخل والإنتاجية، ووفقا للاحصاءات فإن 90 في المائة من اليافعات، اللاتي يضعن أطفالا في البلدان النامية هن متزوجات، في وقت تؤكد فيه المصادر الطبيية، على أن حالات الحمل المبكر لهؤلاء الفتيات، تشكل خطرا جسيما على صحتهن لأن أجسادهن لم تتطور بشكل كاف للأمومة.

المغرب ليس استثناء

ولا يعد المغرب استثنئاءا، في مايعرف بظاهرة زواج الأطفال أوالقاصرات، إذ تنتشر الظاهرة في العديد من دول المنطقة العربية، خاصة في أوساط الطبقات الفقيرة.

ويمثل اليمن واحدا من البلدان العربية، التي ينتشر فيها زواج القاصرات على نطاق واسع، ووفقاً لبيانات صدرت عن الأمم المتحدة والحكومة اليمنية، فإن هناك نحو 14 في المئة من الفتيات اليمنيات يتزوجن، وهن دون الـ 15 عاماً، بينما يتزوج 52 في المئة منهن، وعمرهن 18 عاما، وتشير البيانات الرسمية إلى أن اليمن يشهد 8 حالات وفاة يومياً لقاصرات، بسبب الزواج المبكر والحمل والولادة.

ورغم أن الظاهرة متأصلة في المجتمع اليمني، إلا أن العديد من التقارير تشير إلى أن الحرب الضروس، التي تدور منذ سنوات هناك ضاعفت من تفشي الظاهرة على نطاق واسع.

في سوريا ومصر والعراق

وفي سوريا التي تعاني مثلها مثل اليمن من ويلات الحرب، شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في زواج القاصرات، من عمر 13 إلى 16 عاما، بفعل دوافع عدة، منها النفسي والاجتماعي والمادي، أو لجوء الأب لتزويج ابنته مبكرا، حفاظاً عليها من الخطف في مناطق التوتر والنزاعات، خاصة تلك التي شهدت سيطرة تنظيمات مثل تنظيم داعش.

وقد كان ملفتا إنتشار زواج الأطفال بصورة غير مسبوقة، في المناطق التي سيطر عليها داعش في سوريا، ومعه فرض التنظيم ذاته، عادات وتقاليد اجتماعية أكثر صرامة أسهمت في زواج القاصرات وحثت عليه، وفي الوقت نفسه تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، إلى أن 70 في المئة من اللاجئين السوريين هم من الأطفال والنساء، لا سيما في مخيمات النزوح، التي يرتفع فيها معدل الزيجات من هذا النوع سواء داخل سوريا أو في دول الجوار.

وفي مصر تشير أرقام آخر مسح ديموجرافي صحي، للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، إلى أن هناك 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما، متزوجون أو سبق لهم الزواج، وبدون أوراق ثبوتية، أما في لبنان فتشير الأرقام إلى أن هناك فتاة من بين كل 25، تزوجت تحت سن الثامنة عشرة، بينما يمثل الزواج المبكر في العراق وفقا للعديد من التقارير السبب الأكثر ورودا من بين أسبابا حالات الطلاق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«بي بي سي» – 15 شباط 2022

 *************************************

المطبوعات العمالية زمن الكساد العظيم

آندريا هاسنبانك*

قبل أكثر من نصف قرن، كان الاشتراكيون والشيوعيون في كندا ينظمون ثقافة الطبقة العاملة من خلال المنشورات الصغيرة فخلال اضطرابات الكساد العظيم، كانت وسائل الإعلام المطبوعة جزءاً لا يتجزأ من بقاء الأحزاب العمالية.

مطبوعات زمن الكساد

تخيل للحظة أن لديك نسخة من منشور لفصيل يساري صغير ولكنه مشاكس. المجلة سيئة الصنع والطباعة غير متسقة. علاوة على سعر الاشتراك، يطلب منك ناشروه باستمرار الأموال للمساعدة في تعزيز «القضية». تخيل، أيضاً أن مجرد وجود تلك المجلة في منزلك، أو تسليمها إلى صديق، قد يعرضك لخطر الاعتقال أو مراقبة الشرطة. قد ترغب، في ظل هذه الظروف، في تخطي كشك بيع الصحف تماماً.

كان هذا السيناريو الافتراضي هو السيناريو الذي واجهه اليساريون الكنديون في ثلاثينات القرن الماضي، والساعين إلى دعم موجة متنامية من المنشورات الاشتراكية والمؤيدة للعمال في جميع أنحاء البلاد. وعندما نفكر في الثلاثينات، فإننا نميل إلى تخيل عقد من الزوال والاكتئاب. نفكر في الرجال أثناء التنقل بحثاً عن العمل أو الراحة بين الحقول الزراعية الجافة والمراكز الحضرية المكتظة؛ وبدرجة أقل عائلات المهاجرين المرحلين ومعسكرات العمل والسجون.

كانت هذه هي القضايا التي حركت الطباعة اليسارية المستقلة في الثلاثينات. ولعبت المجلات السريعة التي نشرها اليساريون دوراً مهماً في إبقاء الحركة الاشتراكية حية خلال أسوأ سنوات الكساد الكبير.

إن الذراع القوية للدولة جعلت ظروف الفقر والهشاشة في الثلاثينات أسوأ، حيث أقامت معسكرات عمل نائية لاحتواء الرجال العاطلين عن العمل. وضاعفت السلطات جهودها لإنفاذ قوانين الإخلاء والتشرد، وأعادت إحياء قوانين زمن الحرب لاحتجاز وسجن الشيوعيين ومنظمي العمال والمشتبه بهم الأجانب على أساس «التحريض على الفتنة». وتضخم الخوف والاحتجاج في شوارع المدن الكندية، لكن أولاً، وجدوا صوتاً في الصحف والمجلات والمنشورات لليسار الراديكالي المزدهر.

الطبقة العاملة والمطبوعات العمالية

شهدت الثلاثينات من القرن الماضي إطلاق ما يقرب من مئتي صحيفة عمالية ويسارية جديدة في كندا، بزيادة قدرها 230 بالمئة عن العقد السابق. نشر الاشتراكيون المجلات في كل مدينة رئيسية في جميع أنحاء البلاد باللغات الإنجليزية والفرنسية والفنلندية والأوكرانية. خاطبت هذه الدوريات المزارعين والتجار وعمال المصانع وربات البيوت والعاطلين عن العمل: الطبقة العاملة بكل تنوعها.

من خلال مسح هذه المنشورات، يمكننا تتبع التحول في الوعي السياسي. في بداية العقد، كانت الصحف تميل إلى أن تكون أجهزة للنقابات العمالية المحلية، أو الصحف المنتسبة للشيوعية التي تركز صراحة على بناء التضامن الأممي مع اللون الأحمر. ومع ذلك، اهتزت المنشورات اليسارية بسبب غارة على مكاتب الحزب الشيوعي الكندي من قبل شرطة الخيالة الكندية الملكية في تورنتو في عام 1931، وما تلاها من سجن ومحاكمة على نطاق واسع لقيادة الحزب. أعاد الحادث توجيه العديد من الصحف والمجلات الكندية نحو التركيز المتجدد على الصراع الطبقي الذي يحدث في الوطن. وكان اليسار نشطاً وحازماً وغاضباً.

ونظمت العديد من المجموعات حول الإجراءات القانونية ضد الاستخدام المفرط لسلطة الدولة. واستهدف الراديكاليون الكنديون قوانين مكافحة الفتنة والإرهاب في القسم 98 من القانون الجنائي الذي تم إنشاؤه في أعقاب ضربة وينيبيغ العامة، بالإضافة إلى قوانين الهجرة ونظام معسكر الإغاثة الذي أمرت به وزارة الدفاع الوطني. فخلال هذه الفترة، ابتعدت منشورات مثل «المدافع عن العامل الكندي» عن التعليق على القضايا الأمريكية للتركيز على المزيد من القضايا المحلية.

وبحلول عام 1932، كرست المجلة نفسها لنشر نصوص المحاكمات الكندية، وجمع الأموال للدفاع، وتطوير برنامج المساعدة المتبادلة والتعليم الذاتي القانوني بين العمال. وتظهر الصفحات الخلفية للمجلة والعديد من المواد الأخرى التي نشرتها رابطة الدفاع العمالي الكندية، نمو شبكة كثيفة من جمعيات المساعدة والنقابات والمجموعات النسائية وجمعيات الملونين. وكررت هذه الشبكات، وإن كان ذلك في صورة مصغرة، ثقافة الحركة الاجتماعية الأكثر رسوخاً في الولايات المتحدة.

مجلة الجماهير ونادي الفنون

في منتصف العقد، أثبتت العديد من المجلات اليسارية وجودها ضمن شبكة الطباعة المتنامية هذه. حصلت مطبوعات مثل «المدافع» و«العامل» على توزيعات شهرية متواضعة، لكنها أظهرت مستوى متطوراً من الإنتاج. أراد المشتركون أن تتعامل مجلاتهم الاشتراكية مع قضايا الفن والأدب التي نوقشت في المجلات المطبوعة والإعلامية الشعبية.

وكانت أفلام هوليوود، والأداء المسرحي والروايات الحديثة مجالات أراد قراء الصحافة الاشتراكية مناقشتها من منظور يساري. وأرادوا أيضاً المعلومات حول الأشياء التي تحدث في بلداتهم ومدنهم، وقراءتها بلغة الحياة اليومية وليس بلغة الخطاب اليساري الثقيل.

كان نادي الفنون التقدمية في تورونتو على مستوى هذه المهمة. منذ تأسيسه خريف 1931، وبدأت مجموعة من الكتاب والفنانين ورسامي الكاريكاتير والمسرحيين الشباب في إنشاء فن كندي ثوري بشكل واضح. سعى النادي إلى مناشدة العمال والطبقة الوسطى. وبحلول العام التالي، أنشأ النادي فروعاً في مونتريال وفانكوفر ووينيبيغ وهاليفاكس، وأطلق مجلة جديدة: الجماهير.

على الرغم من أنها تحاكي بوضوح المنشورات الأمريكية مثل «الجماهير الجديدة»، إلا أن صوت «الجماهير» كان صاخباً وساخراً، على عكس أي شيء آخر من اليسار الكندي في ذلك الوقت. واستمر العديد من مساهميها، في لعب دور مهم في المشهد الأدبي الحديث في كندا.

جلبت المراجعات والتعليقات والاختيارات الأدبية للمجلة عناصر من الفن الواعي سياسياً الذي ينمو في أماكن مثل موسكو أو هارلم. وقبل المطبوعات الكندية السائدة بفترة طويلة، طبعت «الجماهير» مراجعات للأدب السوفييتي وقصائد شخصيات ساهمت في وضع المشتركين في اتصال مع الحركات الأممية.

دور المطبوعات الصغيرة

«الجماهير» هي نموذج لما كان متميزاً جداً عن الصحافة الراديكالية الصغيرة في الثلاثينات منذ إنشائها. ففي المقال الأول من العدد الافتتاحي، أعلن محرروها أن المجلة «تحمل أوراق اعتمادها من الجماهير». وتركت القضايا اللاحقة مناقشة لقيمة الفن في النضال السياسي الجماهيري.

فتحت “الجماهير” صفحاتها ومواقفها السياسية للنقاش، وأعادت صياغة الرسائل التقليدية إلى المحرر على أنها «نقد ونقد ذاتي». وبناء على ذلك، رد القراء ببيانات حول وظيفة الدعاية، فضلاً عن انتقادات مفصلة وقاسية أحياناً للرسوم المتحركة والشعر والمظهر العام للنشر. في المقابل، تضمنت «الجماهير»، بالإضافة إلى «المدافع»، مراجعات لمجلات وصحف كندية أخرى، وتأسست شبكة المراسلين. حيث شارك المشتركون في منشورات الطبقة العاملة.

تمثل «الجماهير» و«المدافع» العلامة العالية لقيمة الإنتاج. كانت المنشورات الأخرى أشبه بالنشرات الإخبارية المنقوشة. وفي عام 1936 صدرت «ذا ليدر» وهي رسالة إخبارية شيوعية من إدمونتون، في منتصف الحملة استمر القليل من هذه المنشورات لأكثر من عامين. وغالباً ما تختفي لأشهر، وتعود للظهور بأنماط ومحتوى تمت إعادة تجهيزه.

فهذه المجلات، وعدد لا يحصى من المنشورات الأخرى، هي سجل لحظة تصاعد الوعي الطبقي والعمل العام عند الطبقة العاملة. بالإضافة إلى حركة ثقافية كافحت من خلال غرس السياسة الثورية في الإنتاج الفني وتعليقات الثقافة الشعبية.

الدور الأساسي الذي لعبته المطبوعات العمالية في الثلاثينات في ثقافة الطبقة العاملة مفيد لليسار الحالي. دروسه واضحة: في غياب الفن والثقافة والإبداع، لا توجد حركة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* آندريا هاسنبانك: محاضر في الدراسات الإعلامية

في جامعة آلبيرتا الكندية.

“قاسيون” – 21 شباط 2022

**************************************

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي.. حسينه بنيان والمناجاة النفسية في تناول الوجع الانساني

علوان السلمان

النص الشعري تأسيس على الاضاءة  الخالقة لفن متسع الرؤى.. وسيلته اللغة اليومية وغايته الاسهام في بناء الانسان..

من گاع السلام ودهلة النهرين

يشهدلچ قلم ويسجّل التاريخ

 يابنت الجسر ياشيمة الطيبين

 يازهو العراضة الشايلته اشيوخ

وأخبارچ تطش الخير من تمشين

فالشاعرة تبوح بوحا اقرب الى حوار الذات فضلا عن انها تستثمر التداعي والتفاصيل اليومية لاضاءة بعض العوالم المعتمة بلغة محكية بعيدة عن التقعر عبر خطاب الذات ومناخاتها..فتأخذ متلقيها الى عوالم المتناقضات التي تراها وتحاول ان تجد لها وجودا فاعلا ومتفاعلا والواقع وهي تحاول ان تعطي بعض التفسيرات المتسلطة على ذهنها..من خلال نصوصها التي لا تستغرق الحلم ولا تنعزل ذاتها عن العالم الخارجي.. اضافة الى نظمها الابوذية التي هي أکثر أنواع الفنون الشعبية رواجاً وذیوعاً بترکیبتها العروضیة المألوفة...فضلا عن انها مرآة عاکسة لشتی الحالات العاطفیة و النفسیة و الشعوریة التی تعتری المنتجة (الشاعرة) و تختلج فی ضمیرها كالفرح و الحزن والکآبة والبعاد.. حتى انها اصبحت  وسیلة للتعبیر عن شظف العیش و ضغوطات الحیاة وقساوة الظروف المحیطة بها..فكان لها القدح المعلى والحظ الاوفر في الادب الشعبي والغناء الريفي والمساجلات الشعرية عموما وعندالشاعرة (المنتجة) خصوصا.. كونها تلامس الوجدان الذاتي والذاتي الجمعي وتترجم اماله وتطلعاته بشطورها الثلاثة المتسمة بجناسها وقفلها الضربة الاسلوبية الدالة.. 

اخذني وياك روجة ماي ونساب

 آنه البيني وبينك عشرة ونساب

 تره ايشوّر حزبنه ان چان ينسب

 لأن طبعه الوفه وصاحب قضية

ولها:

تمنيت الوكت يرجع وأعتبه

 صدگ بيبانهم خربه وعتبة

 يعت بيّة زماني وآنه اعت به

 يعمر الراح بفراگ واذية

فالنصوص طغت عليها البنية السردية ..فضلا عن دينامية الصورة المؤسسة لبنيتها والمحركة لايقاعها النفسي والدلالي.. مع قدرة تعبيرية مختزلة لتراكيبها الجملية المترجمة لمشاعر واحاسيس المنتجة(الشاعرة) وانفعالاتها ببناء درامي وحوار منولوجي ذاتي.. مع تركيز على الانزياح اللغوي الكاشف عن عمق التجربة وبراعة التصوير وسعة الخيال...

أسمچ يظل أبكل گلب...  يبنيه يابنت الحزب

 أسمچ يظل جوّه الضلع... يبنيه ياحلوة طبع

شلتي الامانة أويه الربع

وحسنچ وصف

وأنت كتبتيلي عهد .. ماأعترف

والله وعيون الحزب ... ماأعترف

لو نبت شوك اعله الچتف

ماأعترف..ما اعترف

فالنص يمتاز بالحكائية والتكثيف باعتماد منتجته الجمل القصيرة مع التركيز على انتقاء الالفاظ الموحية الخالقة للشاعرية الجاذبة القائمة على تقنية المناجاة النفسية في تناول الوجع الانساني..باشتغال على البنية الصورية واللغوية لامتلاكها طاقة ايحائية وقدرة تعبيرية..

 

*****************

شذرات جمرات

أمين قاسم الموسوي

(شذرات) كامل الركابي هي جمرات، طالت أم قصرت؟

(حقل حبك جمر، مزروع برماد وروحي سنبل ما يبس بعد الحصاد)، تبقى الحقائق الكبرى هيَ هيَ وإن غطاها ضدُّها الذي يخدع الآخرين، فيأخذون الظاهر، كمثل الذين يرون كومة رماد غطت الجمر، ويفوتهم أن الجمر، فيأخذون الظاهر، كمثل الذين يرون كومة رماد غطت الجمر، ويفوتهم أن الجمر لمَا يزل تحت الرماد، وكمثل السنبل، وإن جثته مناجل الأيام، فأنه يبقى رمز خير حين يصير رغيفاً، فالحقيقة جوهر لا يخفى على أحد وإن غطتها أباطيل، كمثل نار الحب، الحب الصافي الحقيقي:

النار، نار الحب

تشعل داخلك، لليوم خضرة تستعر

تتجدد وما تنطفي

رغم التجاعيد البدت تحت الوجه ما تختفي)

إن الركابي يكتب بوعيِ مثقف يبحث عن حقائق غطاعا غبار حتى حجب جوهرها، ولا شك إن كتابةً من هذا النوع تبحث عن الجوهر فتغوص في الأعماق لتجد الفكرة، وبما أنّ المكتوب شعر، فلا بُدّ إِذاً من الشعرية، والركابي – كما أرى- يمسك بطَرفَي المعادلة، الفكرةِ وشكل التعبير عنها، فالفكرة موحية وهي حجر الزاوية التي ينبثق منها شلال الجمال بالألفاظ والصور وعلى المتلقي أن يشد حبلاً بينه وبين النص كي يصل الى عالم الجمال، متفاعلاً ومكتشفاً، وهذا نصُّ (نرجس) أنموذجاً:

(الشجره رسمت نهر

واتلمست حِسَّه

والنهر جي نرجسي

ظل يرسم بنفسَهْ)

النص ومضة (شذرة)، يفيض شعرية، فالشجرة بخضرتها التي تجود بها للطير والبشر لتعبر عن جوهرها، غي مبتغية ثواباً، إنها تريد أن تشكر النهر، فرسمته لأنه أَمدّها بالحياة، وتوغلِ الشجرة في الأعلان عن شكرها، فتسعى لسماع صوت النهر فتمتد أصابعُها (أغصانها)، متلمسة صوت النهر، والصوت يُسمع ولا يُتلمس، لكن هو الشعر، وهي الشعرية، ولكي لا تهرب الصورة من إِطارها، بلاحق الشاعر النصف الثاني من الفكرة، فيغادر الشجرة الى النهر الذي لا يشكر الشجرَةَ لِنبل فعلهاِ، بل يغرق في ذاته النرجسية، فيرسم (نفسَه)، موغلاً في النرجسية (ظَل يرسم بنفسَه)، ناسياً أو متناسياً الشجرة، فيا للمفارقة حين يقابل الأحسان بالنكران، ولا يخفى على أَحد أن الشجرة ما كانت لتكون لولا ماء النهر، ولكن ما قيمة نهر بلاضفاف خضر، ففي الكون (وحدة وجود)، ولا يمكن أن نعزل مظهراً فيه عن المظاهر الأخرى، هذه الصورة بين الشجرة وبين النهر عبرت عن علاقات مضطربة بين البشر أنفسهم، بين الشاعر وأفكاره من جهة، وبين أخرين من جهة أُخرى، مما يمنح النص يُعداً إِنسانياً يمنحه خلوداً بتأثيره في كل قارئ مهما أختلف الزمان والمكان، ويبدو أن (نرجس) نص أقرب ما يكون الى تجربة وأحاسيس الشاعر الركابي حتى إنه وضعه على الغلاف الأخير، مطبوعاً بحروف بيض، بياضها يمتص بعضاً من سوداوية أحلام الشاعر حيث الحسرات والأحزان والخسارات، هذه العوالم هي مصدر الهام الركابي في أغلب ما كتب، وما هذا بغريب، لأن عالم الأبداع في كل لون من ألوانه، من شعر ونثر وموسيقى ومسرح... الخ، يستفي من الألم والحسرة والحزن العميق اكثر مما يستقي من الفرح:

(وجهي حزن قافلة

مابين بَصْره وشام

ضاعت ويمكن تجي

لو ما تجي وتختفي

إتبيّن مع الايام)

كل هذه المعاناة يتجرعها الشاعر حتى لا يذل ولا يخضع للجور أو يستسلم له:

كون روحي تصير نجمة

وروحك إلها تصير يحبيب منار

تحتمل بُعد المسافة والتشظي والكسر والانشطار وغفله منك تشتعل بالنار، نار)

كل هذه الصور يصوغها الركابي [بأسلوب فيه ما فيه من الحداثة حتى في تجنيس ديوانه هذا بأنه (شعر عامي عراقي) ولم يقل: (شعر شعبي)، ولا شك عندي أن وصف (عامي) هو الأدق، وإن كان الشائع هو (شعبي)، والركابي في حداثته الشعرية يشير الى بعض رموزها كعوني كرومي في مسرحه، وفيصل لعيبي في تشكيله وشارلي شابلن في ابداعه السينمائي، فهو كما وصفتُه في كتابي (من حدائق الشعر الشعبي)2:

(يصوغ لقى مستلة من روح العصر والحداثة تجسيداً لمعاناة مَن حمل الوطن في قلبه حتى تشّرب حبه في كل مساماته عاطفة وفكراً، ولكنه حصد الملاحقة والغربة المفروضة عليه، لذلك فهو يعوض عن هذه المعاناة بالحلم معادلاً موضوعياً لكل خساراته) فهو يحلم ويحلم حتى إن الحلم جاء عنواناً لثلاث شذرات في الصفحات 17، 19، 67، كما جاء بصور مختلفة في شذرات أخرى، ولعل (ضياع) أنموذج مدهش لشعرية الحلم:

(نسمه غريبة هزّت رموشك

سَمَر ليل ابجنحها وصارت رموشك جنح،

ترافِگن طارن سوية الليل كِلّه وكبل ما يطلع صبح

ذيج ردتْ من طبايعها لهلها

وهاي ظلت دايخةابرسم المصير

لاتريد ترد رمش لعيونها وتنسه تطير

ولا تگلتها حمامة ازغيره ومضيعة جنح)

أليست (ضياع) صورة حلمية، فثمة نسمة ورموش تلاقيا ليلاً، ثم طِرنَ كل الليل والنسمة تعود من حيث أتت، والرموش تبقى تنقاى وتتقلب على جمرة الحيرة، ما أجمل هذا السرد الشعري الذي جمع الحدث والشخصية بلغة أقامت التوترات والشد بين معنىً وآخر! هذا الأبداع هو لُحمة (شذرات) وسداها، يجده القارئ في (الناسي) و (المغادرة) و...و، عدا (العراقي) التي جاءت مباشرة – كما أرى – وكأنها ليست من شعر الركابي، ولكن لكل جواد كبوة ولكل قلم نبوة.

هذه سياحة سريعة (في شذرات) كامل الركابي لا تغني عن قراءة الديوان الصغير حجماً، الكبير فناً ومعنىً.

  1. شذرات/ دار الرواد المزدهرة/ بغداد 2021.
  2. دار ثائر العصامي/ بغداد/ 2021 ص73.

*****************

الملحمة الشعبية “الى شهيد”

(عن الشهيد محمد الخضري)

قصيدة “إلى شهيد” التي كتبها الشاعر الراحل  كامل العامري عن الشهيد محمد الخضري الذي اغتيل على أيدي جلاوزة البعث الفاشي يوم 22 /3 /1970 ووجدت جثته بالقرب من مدينة “بلد” وقد اخترقتها أكثر من أربعين اطلاقة. يقول فيها:

(إليك يامن سافرتَ بلا شكوى .. لقد كنتَ بيننا.. وستبقى حتى نمدّ لك أشرعة النصر.. لتحيا من جديد)

بجينه وما بجينه عليك

ياجلمة بحلك تاريخ

دكت فوك وجنات الزمان بدور

بجينه بدم...سرج مهره..

كبل ما ياخذ بثاره ويبشر أور

بجينه شنعتذر لو عاتبت بابل..

بجينه شنعتذر لو عاتبت آشور

بجينه...

وما بجينه عليك...

ندريبك عدل والموت ..بيك الموت..وأنته الموت

فنه الموت يمحمد عليك يفوت

يالخطيت بجروحك درب ثوار

يالشكيت من هام السمه للكاع سجة نار

يمحمد...

حمامات السجن يتنشدن ظلن

يمحمد..كطايات الشلب حنن

دكلي شنعتذر للماي واطراف السعف والهور لو عتبن

يمحمد بيارغنه وضحايانه..

تمد فوك الحياة جسور

موش احنه شمس

وافكارنه بدرب الكواين والزمان اتنور

موش احنه حلم ريان

ويرفرف على جفون الصبح راية

موش احنه نبع ..

يطلك على دموع الحزن مايه

موش احنه شتلنه ارواحنه ابهذا الدرب ثاية

ما نبجي على ذاك الفاج ماي الموت

واتعنه الوفة وما ذلن ايامه

ما نبجي على ذاك الفارس الما عثرن اجدامه

ما نبجيك..هنيالك والف هنيال..

كلمن شال زاد العمر بجفوفه

ما نبجيك هنيالك والف هنيال ...كل خيّال ..

ما هد الرسن مرة وطفح خوفه

ما نبجيك..لو ندري البواجي تفيد

ما خلينه من ماي الدمع كطرة

ما نبجيك.. لو دمع البواجي يفيد

جا فاض الفرات و(حسن) ردّ عمره

وجا ظلت ازغار كبار..

بلجن يرجع حسين وجمال وعادل وجبار

وجا دجلة بكت تنحب...

ثلث توكات...يوم بيوم

بلجن يرد من تنحب عمر (ستار)

ندريبك خذت صوغة ورحت طارش

تودي اخبارنه لحازم

تودي اخبارنه لصارم

ولكلمن شتل كلبه وطرش كبلك

تودي اخبارنه الكلمن

بهذا الدرب حط رجله

يا نفحة ورد نيسان..

يا شيلة الراس وهيبة الديوان

فهد يتنطرك يمحمد ويتنطر أخبارك

دكله احنه

هذوله احنه

بعدنه احنه

ترف راياتنه ونمشي بضوه افكارك

يمحمد دكله احنه

هذوله احنه

زلم خشنين تدرينه

نرش اجروحنه بماي وملح

ما يوم ذلينه

نفك ليل الحزن بالدم ..ولا نهتم..

يشامت روح دوّر

كل تواريخ النضال وشوف أسامينه

يشامت فوگ هامات النجم والغيم تلگينه

يشامت روح وانشد ثورة أكتوبر

وانشد كل كتر بالصين

وانشد صوفيا وبرلين

وانشد سچة الغابات

تلگه بكل شبر منها يشع فوگ العشب دمنه

حبال الصلب تتباهه گَلايد فوگ ركبتنه

يشامت روح وانشــد عالجسر تذكار وثبتنه

هذوله احنه

بعدنه احنه

خضيري الهور يتغنه بسوالفنه

ومدّ الماي بينه يفيض لو رفت شفايفنه

وحگ بيرغ حزبنه ... وهامة الطيبين..

تشهد بينه من ذاك الوكت لليوم دنيتنه

أبد ما ردت اجدام العزم بينه

ولا خفتت مواگدنه

وهاي الشمس تضوي بنور چلمتنه

بگول وفعل ذوله أحنه...

تشبه صفة الفالات صفتنه

يمحمد شوصفك والوصف يكصر

ومهر الصوت يمحمد...

على اشفاف الدهر يعثر

يمحمد شوصف بيك

وانته على الوصف تكبر

يالعمرك نبع تاريخ

ولد الولد لو مرت يفيض الزود بيك أكثر

يالمديت روحك للفجر معبر

يمحمد بجينه وما بجينه عليك

يا شمعة عرس يالدمك زواكه

يمحمد بجينه بجفن الموادع

وكل احنه على هذه الدرب نتلاكه

يمحمد يريت أردود

لينه تعود

واشمّن كل كتر..بيه نامن جروحك واشمنك

واشهك حيل ... حيل الحيل

ريت انه والف يا ريت

عيني توجد اجدامك واتبعنك..

*****************

نصيحه

خضير الزبيدي

لا لا ترد

ادريك تحلم بالتحب

تتمنى وياه تنسعد

ودريك لجله اتحملت

ظيم وقهر

حر  وبرد

وهم ادري بعناد الكلب

ما يرضى عنه يبتعد

لجن تذكر هالمثل

الماي التبده مايرد

لن الوكت يا صاحبي

ما ينصف الكلبه يود

طبع الوكت

مثل المطر

ما ندري ياساعه يهد

ثوب انسرد

حد الجدم

وشينفع خياط السرد

 

********************

أنه اكتب ؟!

فهد عبد الاله الفهد

حتى بعيون

الحمامة الشمس تطلع

ابلا مصاييد

وبنادق للصغار اخبيزة تجمع

ومن ترد

كون اعلى عشها

أتغني فيروز

وجنحها امن الفرح ريشاتة تلمع

أنه اكتب .. !!

حتى اعيش إنسان حُر

ابلا قيود

اويالسواجي انرسم گمرة

وبالحديقة انرسم شجرة

وبالمطر ويالصغار ابطين أنگع

انه اكتب

حتى سندانة عشگنا

اتخضر اوريدة وغنى الشباچ يطلع

أنه اكتب حتى باچر من اموت

ابلا ندم للشوگ أرجع

********************

خيال الشعر

مهداة للراحل سمير صبيح

هادي الخيكاني

ياول صبح ماغردت فيروز

اغراب البين ينغط سمعته الكوت

كل ما رادت اتجذب اغراب البين

لاكن صدكت من شافت التابوت

وفيروز اسمعت هوسات المعزين

يل الرديت يونس من ولاه الحوت

ردنه النه سمير بجاه داحي الباب

وسمير اصبح اسير وبيد ملك الموت

اذا يقبل يبدله انبدل احنه وياه

بح صوت الشعر من راح هذا الصوت

وي اهلك سمير اتعاطفت فيروز

وللوروار كالت مانون بسكوت

خل ننعه الشعر واهل الشعر والدار

وخل تسمع بجينه الوادم من اتفوت

يل الوروار البس اسود من اتروح

وي اهل الشعر لارض النجف زاتوت

وي خيال الشعر كلوله ودعناك

يم ذي العظمه والعزه والجبروت

لان ارض النجف بس تستلم اجساد..

 والارواح تصعد عالم الملكوت

*******************

الصفحة الحادية عشر

وليد اخلاصي.. وداعاً

برحيل القاص والروائي والمسرحي السوري وليد اخلاصي (1935 - 2022) فقدنا احد ابرز المجددين في القصة والمسرحية العربية، حيث عرف وليد اخلاصي بوصفه – الى جانب زكريا تامر – من ابرز الأسماء الإبداعية التي شكلت حضوراً عربياً لافتاً.

من اهم إصداراته: العالم من قبل ومن بعد/ مسرحيتان/ شتاء البحر اليابس/ رواية. دماء في الصبح الاغبر/ قصص، أحضان السيدة الجميلة/ رواية. زمن الشجرات القصيرة/ قصص، الطين/ قصص، الدهشة في العيون القاسية/ قصص، التقرير/ قصص، الصراط/ مسرحية، دار المتعة/ رواية، ما حدث لعنترة/ قصص، السيف والترس/ دراسة، لعبة القدر والخطيئة/ مسرحيتان، باب الجمر/ رواية وغيرها.

************

كاظم سعد الدين.. عَشِقَ الأدب فتياً فتبتل في محراب الترجمة شيخاً

د. نادية هناوي

عاش الأستاذ كاظم سعد الدين حياته محباً للترجمة مخلصاً لها مع أنها لم تكن إبداعه الوحيد؛ إنما كانت بالنسبة إليه فعلاً إبداعياً قبل أن تكون عملاً احترافياً، وهي هواية قبل أن تكون امتهاناً معرفياً بمؤديين: مؤدى النقل عن الآخر ومؤدى اكتشاف الذات في قدراتها اللغوية عامة والأدبية خاصة.

ويخطئ كثيرون حين يتصورون أن الترجمة هي الانجاز الوحيد الذي عُرف به كاظم سعد الدين فيغيب عنهم أنه مارس الكتابة القصصية مبكرا، ونشر أولى قصصه في مجلات عربية، ومنها مجلة “الآداب” البيروتية التي فيها نشر عام 1963 قصته( وراء النهر).

ولحبه للشعر والقص سعى إلى قراءة آداب الأمم الأخرى بالانجليزية، وترجم ما رآه جديرا منها بالترجمة، وبعضه لم تكن آنذاك قد عُرفت أهميته بعد مثل قصص كافكا الذي ترجم له(في مستوطنة العقاب) كما ترجم قصصا هندية منها مجموعة( منتصف الليل) للكاتب ( سري سري) ونشرها في مجلة “الأقلام” عام 1982 .

وترجم من الشعر الايرلندي القديم أشعارا لمجهولين تعود للقرن السابع الميلادي وقصائد معاصرة ومنها قصيدة لباتريك كافانا (الجوع الأعظم) وبنظرة ممعنة في ترجمة سعد الدين للأشعار سيظهر أنه صاحب إحساس مرهف وأصيل يمنح الترجمة روحا شفيفة وحيوية:

وعندما تطل الشمس أحيانا من فجوة

يتجلى الرب الأب للناس في شجرة

ويكون الروح القدس النسغ الصاعد

ويكون المسيح الورق الأخضر الذي

يخرج عند عيد الفصح من القبر المحكم حفظه

ولأن الأدب هو حبه الأهم لذا تجلى لديه الفعل الترجمي خاصاً مميزاً، يُعطي للمادة المترجمة نسغاً من الفيوض ونفحة من الجمال، فتبدو كأنها مقروءة بلغتها الأصل. وهو أمر يتحسر عليه أغلب مترجمينا اليوم الذين تفتقد ترجماتهم لذاك النسغ وهذه الفيوض.

وسعد الدين لم يمتهن الترجمة عملاً قبل أن يكون قد أرسى في إثنائها ما يؤكد ملكته النقدية متسلحاً بأدوات النقد الأدبية من الناحيتين: النظرية وهو يقدم لترجماته النقدية بمقدمات ضافية عن المادة الترجمية مثل ترجمة الدراسة التي كتبها الناقد الايرلندي برندان كينلي وقدّم سعد الدين تعريفا وافيا بهذا الناقد وبمؤلفاته وطبيعة أسلوبه ومميزاته وكذلك حين يترجم قصصا وأشعارا ويقدم لها بمقدمة تنم عن معرفة نقدية بآداب الأمم الأخرى. من ذلك مثلا ترجمته لدراسة عن “ملكة الميسر” لبوشكين. أما الناحية التطبيقية فتتضح وهو يكتب أبحاثا نقدية على درجة من الدقة والموضوعية وبدراية كبيرة بالمنجز القصصي العراقي والعربي والعالمي كدراسته( الخيول في القصة العراقية) المنشورة في مجلة “الأقلام” العدد الرابع 1979 . ومن أهم كتبه النقدية الريادية كتاب( الحكاية الشعبية العراقية دراسة ونصوص)

وبعض دراساته يدخل في باب نقد النقد ولعل أهمها وأخطرها دراسته الموسومة( أية حقيقة تلك التي يبحث عنها كافكا) المنشورة في مجلة “الأقلام” 1983 التي كانت محفزا للكاتبة الأستاذة بديعة أمين أن تؤلف( هل ينبغي إحراق كافكا؟) وكذلك ما ألفته بعد هذا الكتاب من دراسات أخرى حول مسألة الصهيونية في أدب كافكا.

وإلى جانب أدبية سعد الدين وترجميته، كان صحفيا مرموقا أشرف وحرر وترأس منابر ثقافية تدور في مجال التراث الشعبي وثقافة الأطفال والفلسفة.

ولئن كان الأدب هو عشقه الأول ومعه تأتي الترجمة، اتخذ سعد الدين من ذائقته المرهفة والوديعة أداة عليها يعتمد في انتقاء المواد المترجمة وكمعيار يغنيه عن أن يضع لنفسه أطرا أو مساقات، بعكس غيره في المترجمين الذين ساروا على هدي مواضعات معينة ومعروفة في العمل الترجمي ممن لم يمتلكوا ما امتلك سعد الدين من رهافة الحس ورشاقة العبارة والذائقة الأدبية التي دوزنت ترجماته. فاجتهد في الفعل الترجمي غير هيّاب ولا شكّاك، مترجما كما هائلا من المقالات والدراسات، مبثوثة متونها في صفحات الجرائد والمجلات العراقية والعربية على مدى ستة عقود وأكثر، ممدا بذلك الثقافة العربية بكل ما هو جديد، مؤكدا أهمية الترجمة في تربية الموهبة وتنمية القدرات الإبداعية فهي الباب الذي يفتح للأديب خاصة وللمثقف عامة أبواب التأثر والتأثير وهي الطريق نحو تطوير الملكات والتعريف بالإبداعات من آداب وأجناس شتى. 

ولقد جمع الأستاذ سعد الدين بعض تلك المقالات في كتب، ومنها كتابه “حول القصة القصيرة” الذي صدر عن دار الحرية للطباعة ببغداد عام 1978 ضمن سلسلة “الموسوعة الصغيرة” وتميزت المقالات المجموعة في هذا الكتاب بأنها تدور في إطار واحد هو نقد بناء القصة القصيرة وتحليل تقنياتها كجنس أدبي ذي عناصر وأشكال وله قواعد وتقانات كتبها ثلة من النقاد الغربيين وجميعهم غير معروفين مثل ترتنويل ميسيون وبارك كمذكز ونانسي مور وروبرت اوبرفيرست وتوماس بيرنز ومارين الدود وجورج فريتاك وكونتن رينولدز.

وآخر كتب سعد الدين المنشورة من هذا النوع ( بحوث في الثقافة العالمية) وهو كتاب كبير وموسوعي تدور مواده في شتى الميادين الأدبية والنقدية والثقافية واللغوية والمعرفية.

والمؤكد في ما يترجمه سعد الدين أنه لم يكن يجري وراء ما هو معروف من موضوعات وأسماء واهتمامات، بل كان لوحده مدرسة يفتح بمعاوله الخاصة مجالات جديدة ومبدعة تتيح للآخرين أن يتابعوه فيها.

ولم يبغ الأستاذ كاظم سعد الدين من ممارسته الترجمةأن يكون ناقدا ومتى كانت الترجمة تصنع ناقدا إن لم يكن يمتلك قبل الترجمة وازعا أدبيا وحسا نقديا لكنه أراد من النقد ما أراده من الترجمة وهو أن يكون واسطة للتقارب والتفاهم به يوصل الجمال، واذكر أنه رحمه الله كان قد قال ذات يوم وهو على منصة اتحاد الأدباء بمناسبة تأسيس رابطة الثقافة الشعبية أنه ترجم ـ وهو لا يزال طالبا في المتوسطة ـ قصة كان قد قرأها فأعجب بها وهذا الإعجاب هداه إلى ترجمتها فنال عن ذلك هدية من المدرسة ففرح بها. ومنذ ذاك وسعد الدين يدرك أهمية الترجمة في توصيل فروع المعرفة المختلفة وتعميق العلم بها.

وكم كان فرحه سيزداد وهو شيخ الترجمة لو احتفت به مؤسسة من مؤسساتنا الثقافية وأطلقت باسمه جائزة أو انشأت له منبرا أو اعطته كرسيا أو سمت باسمه إحدى قاعاتها.

إن ما تمتع به سعد الدين من حس فني ووعي نقدي وذائقة ادبية تجعله لوحده مدرسة في الترجمة يجدر بمن يجرب خطواته مترجما أن يتعلم فيها فنون الترجمة على أصولها.

وما تركه الاستاذ كاظم سعد الدين من منجز ثقافي ثر يتوزع بين الترجمة والنقد والسرد والبحث في التراث الشعبي ـ بعضه منشور وبعضه الاخر ما زال مخطوطا ــ يمنح تلك المدرسة أحقيتها ويجعلها واحدة من مدارس قلائل في الترجمة في عالمنا العربي.

وأعدُّ هذه المدرسة مشروعا ينبغي أن تعمل عليه المؤسسات ذات العلاقة وتسعى الى تحقيقه موفرة في الآن نفسه نتاج سعد الدين الادبي والنقدي لاسيما نتاجه الذي شحت نسخه وربما بعضه مفقود.

وإذا لم يكن الاستاذ كاظم سعد الدين في حياته يبحث عن شهادة جامعية وألقاب علمية كالتي يبحث عنها المحمومون اليوم، ولم يكن همه الارتقاء في درجات ومناصب رسمية ودولية من التي يتنافس عليها هي الاخرى الوصوليون كما لم يضع في باله امتيازات ما تمنحه إياه مؤلفاته من صيت، فإن في رحيله يكون الامر واجبا وحقيقيا أن نعطي لاسمه الشأن نفسه الذي كان قد صنعه لشأننا الثقافي العراقي مع أن هذا الشأن متحقق له ضمناً ومتأت إليه طوعاً وأمراً .. رحم الله كاظم سعد الدين فقيد الثقافة العراقية وأسكنه الجنة.

**********

صومعةُ ابنِ مسرةَ القرطبيِّ

عبدالامير العبادي

اهلُ الكهفِ ليس وحدَهُم

من يطعمونَ الكلبَ

يفترشون الارضَ له أدعيةً

حتى شاركَهُم الاحلامَ

حكى ليعقوبَ السروجيِّ

هذا التصوفَ ،وقالَ :

إني رأيتُ ملائكةً تحرسُ صومعتَهُم

وأنتَ يا ابنَ مسرةَ

أما خفتَ ظلمةَ صومعتِكَ

حتى دلفتَ تكتبُ عن سحرِ

الأغاني

تشبثتَ بواصلِ بنِ عطاء

قلتَ لا للحسنِ البصريِّ

حتى اخترتَ من زهدكَ

وسادةَ ديباجٍ

لتكونَ أحلامكَ أكثرَ رقةً

الصومعةُ العاليةُ المزروعةُ

في أعالي قرطبةَ

كانت غريبةَ الاطوارِ والاسرارِ

لكن صوتكَ ‘ كان يعلو

اصواتَ الخفافيشَ

حتى يخرَ عبدَ الرحمن الناصرَ خوفاً

ورعباً

وانتَ توثقُ ردَ الاعتبارِ

تعلم أن طريقكَ لن ترهبهُ كؤوسُ السمِّ الزعافِ

او محرقةُ لنبلاءِ الرفضِ

يا ابنَ مسرةَ

يابنَ قوافلِ شباطِ الاسودِ

عذاباتُنا تتكررُ على هذهِ الارضِ

يابنَ مسرةَ اني لاحسدُ

شيوعيتكَ التي رسمتها

قبلَ عشرةِ قرون

اعلم خيفةَ القضبانِ

خيفةَ الحراسِ

وخجلَ الجلادِ وهو يرسمُ

لحتفِكَ طريقَ الجنانِ

يا ابنَ مسرةَ

اعلم انِّ ما كتبتهُ في ردِ الاعتبارِ

سيغدو قاعدةً من الثورةِ

وانَّ قرطبةَ يحرسها

تاجكَ البهيَّ

وانَّ رسالتكَ الاعتزاليةَ

لم يطوِها غضبُ المتوكلِ

فهي الانَ تبعثُ تحتَ نُصبِ الحريةِ

فالتحيا الشيوعيةُ

************

قراءة

الرواية والدولة توأم الهجنة والمحنة.. قراءة في كتاب «مئة عام من السرد...مئة عام من الدولة»*

د. عالية ابراهيم

هي الصدفة أو لربما الحتمية التاريخية تلك التي جمعت بين تأسيس الدولة  العراقية الحديثة 1921 وبين صدور أول رواية في العام ذاته” في سبيل الزواج” لمحمود أحمد السيد وسواء أكانت هذه أم تلك فإن هذه التوأمة المفترضة قد صممت للفكر والأدب مسارات لدراسة تقدم أو تقهقر الدولة في مرآة التمثيل السردي المتخيلة في تجليها الإبداعي تارة أو نكوصها التعبوي والعنصري تارة أخرى وربما عكس المعادلة صحيح فالخطاب السردي يمثل نظاما رمزيا للسلطة سواء أكانت ديمقراطية أو مستبدة كما أشار إلى ذلك(فان دايك) في قوله “ حالما تترسخ السيطرة على مؤشرات السياق وإنتاج الخطاب يمكننا أن نستقصي كيف يتم التحكم ببنى الخطاب نفسه” ( الخطاب والسلطة/47)هذه العلاقة الشائكة بين الدولة  “المؤسسات والسلطة والهوية” وبين الرواية” المرجع واللغة والبنية” كانت محور كتاب الأقلام “ مئة عام من السرد. مئة عام من الدولة” لم يشتمل الكتاب على دراسات نقدية  في ضوء علم اجتماع الأدب وإنما قدم المشاركون رؤى متباينة كل من وجهة نظره  ومدى متابعته للمشهد السردي العراقي منذ النشأة وللوقت الراهن حيث يجد القارئ نفسه به حاجة للموازنة وللتأويل من أجل استيضاح رؤية  تجمع ما تفرق من آراء الباحثين، كما وأن تلك الرؤى لم تطرق لمقاربة الدولة بوصفها نظام مؤسساتي بالمقام الأول وكلما كان الروائي منتظما في مؤسسة كلما كان قريبا من التمثيل المؤسسي في نصوصه، فقد كان سؤال الدول غائبا عن تفكير الروائيين ذلك ما صرحت به الروائية (دنى غالي) “ أقول أن كلمة الدولة لم يكن لها ذلك الوقع كما له الان”/222، وجدت من خلال قراءتي للكتاب أن الرواية والدولة اشتركتا في الهجنة التأسيسية وتقاطع الانساق المرجعية والبنائية تمثلت هجنة الدولة وكما ذكر الروائي فلاح رحيم “ اسست الدولة العراقية بوعود حداثوية باذخة ما أسفر عنه المنعطف اللاحق لهذه الدولة في حقبتيها الملكية والجمهورية يدل دلالة قاطعة على ان النوايا المشبوهة للداعين إلى مشروع الدولة من استعمار وضباط أحرار غلبت المثل التنويرية “/،لم تنشأ الدولة نشأة صحيحة في ظل وجود المستعمر الذي أراد فرض النظام الديمقراطي الرأسمالي على شعب يرزح تحت هيمنة الاقطاع وبدائية وسائل الانتاج والتفكير، أما هجنة الرواية فيتمثل بكونها لم تولد نصا مستقلا مكتفيا بذاته بل جاءت نصا تنويريا في الفضاء العمومي الحافل بالمعرقلات الاجتماعية الثقافية والاقتصادية لكن وعود التنوير وبالرغم من هشاشة مؤسسات الدولة وغياب مفهوم الأمة حققت للرواية تميزا زمن النشأة  متمثلة برواية “جلال خالد” التي وصفها الباحث عقيل عبد الحسين “ أفضل ما كتب السيد، وهو ما يمنحها قيمتها الثقافية ففيها نقلة بين معضلة القول والفعل في مراقبة المثقف للسياق الذي يعيش فيه/7”، لكن هذه الموجة الفنية الصاعدة سرعان ما عانت انحسارا واضحا نتيجة لهيمنة الشعر جنسا إبداعيا ونسقا ذهنيا على الثقافة العراقية ذلك ما أوضحه (ساطع عمار) في قوله” الشعر هو الحامل التقليدي لعلاقة الأمة وتطلعاتها بالأدب”.152. من الخمسينيات وحتى الستينيات من القرن العشرين لاحقت الرواية العراقية نظيرتها العالمية والعربية في تطورهما فشهدت زمن النضج الفني بأقلام (غائب طعمة فرمان) و(فؤاد التكرلي) يضاف إليهما (مهدي عيسى الصقر) وإن تأخرت تجربته عن سابقيه، مثلت روايات الثلاث وعي النخبة بأهمية الإجابة عن اسئلة الأمة والهوية والمدنية قبل الشروع ببناء دولة صحيحة ، تطرقت روايات الثلاث للعلاقة مع الاخر وحقوق المرأة ودور المثقف في الاصلاح أشار لذلك كل من(وليد غالب) و(خالد علي ياس) الذي وصف التكرلي بأنه أول من كتب الرواية المدنية في العراق، وكتبت (رنا فرمان) عن دور الصحافة وثقافة الوسائط في حركة التجريب القصصي في الستينيات عند (محمد خضير)و(عبد الرحمن الربيعي) و(أحمد خلف) شهدت الرواية بعدها تلكؤا آخر منذ السبعينيات و حتى الثمانينيات نتيجة لمصادرة حقوق الأدباء اليساريين وملاحقتهم أمنيا ونتيجة لارتهان الدولة لفرد واحد وقبيلة واحدة وتحويلهما لمؤسسات عنف من شرطة وآمن ومخابرات إلى أدوات قمع للشعب ومصادرة الحريات  واستحواذ السلطة التام على حركة نشر وتوزيع الكتاب لتظهر في الثمانينيات روايات الحرب التي مجدت ثقافة العنف والكراهية لم تصح الرواية بعدها إلا على اقلام الروائيين المنفيين نهاية التسعينيات وقد أكدت شهادة الروائيين المغتربين و(سنان انطوان) و (عبد الهادي سعدون) على دور المنفى في تفعيل الكتابة المغايرة، أما (نجم والي) فقد قال “ ليس من المبالغة القول إن تاريخ الرواية العراقية هو تاريخ نفيها وكان غائب طعمة فرمان هو الرائد فلولا المنفى لما قرأنا رواية مثل النخلة والجيران”/284.  أما(محسن الموسوي) فيصف رواية ما بعد 2003 بأنها انتمت للهامش فكانت باروديا ساخرة تشتغل في مجالي المغايرة والتماهي وتتوسل بالنصوص الجوانية السابقة عليها في سبيل الانتشار السريع وصعود سلم الجوائز الأدبية/25. ولم يؤكد (عبد الله ابراهيم)ذلك الاتساق المفترض بين الرواية ومرجعها التاريخي والاجتماعي فكثيرا ما خرجت النصوص عن سياقها العام وأكدت حضورها بانساقها المحايثة” الرواية هي الفعل المتخيل الذي يقوم على الاختراع والابتداع “/21  وقدم (حمزة عليوي) قراءة في كتاب هو الأول في دراسته التمثيل الروائي المتخيل في ضوء التاريخ السياسي للدولة وهو كتاب القاص (محمد خضير) عنوانه “ تاريخ زقاق، مقالات في مئوية السرد العراقي”،اصدار2019. يبتكر المؤلف في كتابه مفاتيح دلالية تنظر لتاريخ الدولة في مرآة المتخيل وتحاول تأويل النصوص في ضوء تاريخ الدولة وأمكنتها التأسيسية” للمتحف صورتان صورة تجسيدية لمتحف البلاد التاريخي، ثمة متحف صنعته سرديات البلاد المتخيلة خلال مئة عام”/194.هذه المفاتيح ترجع المتلقي لتوأم الهجنة والمحنة مثل كلامه عن المتحف ،الزقاق ،الديوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مئة عام من السرد.. مئة عام من الدولة/ عدة كتاب/ كتاب “الأقلام” اصدار دار الشؤون الثقافية/ بغداد 2021.

**************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

العدد 151 من “الشرارة”

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (151) شباط 2022 من مجلة “الشرارة”.

ضم العدد مقالات وأخبارا وتقارير سياسية واقتصادية وثقافية وصحية ومنوعة، فضلا عن ملحق “مرحبا يا أصدقاء” الموجه للأطفال.

من عناوين العدد: “التضليل والتحولات في الاستراتيجية الأمريكية”، “50 عاما على حرمان الشيوعيين واليساريين من الوظائف العامة”، “الأزمة الأوكرانية.. الأسباب والتداعيات”، “مختصر مفهوم الفلسفة وتطوره تاريخيا”، “شيء عن التنوير.. آراء ومواقف”، “الفن والجمال في ومضة شعبية”، “كاظم الرويعي.. شاعر غنائي مجدد”  و”الاكتئاب.. وراثة أم اكتساب!؟”.

**********************

ليس مجرد كلام.. تيتي، تيتي،  مثل مارحتِي،، اجيتي. !

 عبدالسادة البصري

ذات يوم جاء أحد أصدقائي من المهجر ليسجل أطفاله المولودين هناك في السجلات العراقية ويستخرج لهم هوية أحوال مدنية، فرحتي به كانت كبيرة وأنا ألتقيه بعد فراق دام سنوات، أخذ يراجع دائرة الجنسية يوم.. يومين.. أسبوع .. وبعد مراجعته التقيته ضجراً يتأفف ويضرب أخماساً بأسداس.

سألته: ما بكَ ؟ أجاب: دوخوني! سألت: لماذا؟ أجاب:  روح وتعال .. روح وتعال، حتى جزعت نفسي. قلت له: هذا حال دوائرنا جميعاً، يعجبون بك جداً فيطلبون منك أن تراجعهم مرة وأخرى لإكمال معاملتك! وهذه مشكلتنا جميعا. قال : يا أخي هناك تكمل معاملتك وتستلم الهوية أو أي شيء آخر خلال دقائق ، قلت له : هناك .. لكننا نعيش هنا.

نعم هذا حال كل مراجع إلى أي دائرة من دوائرنا وبالأخص الخدمية بحيث يصل بك الجزع إلى ترك معاملتك وتمزيقها .. لا توجد فوق شفاههم إلا : روح.. تعال باجر ..ناهيك عن الاستنساخ الذي يصل بالورقة الواحدة ــ أيّ استمارة مثلاً ــ إلى العشرات إضافة إلى المستمسكات الأربعة ، هذا إذا أراد الموظف أن ينهيها لك بوقت قصير .

ذات يوم كنت أراجع دائرة، واستغرقت مراجعاتي أسبوعين. وعند إدخال معاملتي إلى المدير العام انتظرتها حتى بعد نهاية الدوام بربع ساعة ليقول لي السكرتير: أخي معاملتك يمكن ضاعت، اندهشت وقلت له: معقولة تضيع معاملة في غرفة المدير العام ؟! ، أجابني :  كل شيء معقول أخي .. قبل يومين ضاع كتاب الوزارة وغيره وغيره ... صفقت كفي وقلت :  لهذا لم نتطور أبداً ولن تُحل مشاكلنا، فنحن لا نعير أهمية لأي شيء . لحظتها انفعلت  فدخلت غرفة المدير  لأتحدث معه في الموضوع. سبقني السكرتير بالكلام قائلاً:  أستاذ ، الأخ ضاعت معاملته يمك فانزعج، التفت الي المدير قائلاً: أخي لا تنزعج هواي تضيع معاملات، إحمِد ربك ما بيها كتب من دوائر أخرى حتى ما ترجع لتلك الدوائر مرة ثانية ، يوم لو يومين ونكملها لك .

استذكرت مقدمتي هذه وأنا أسمع أن الكابينة الوزارية الجديدة لم يتم الاتفاق عليها لحد هذه اللحظة وكذلك قضية رئيس الجمهورية، فيما الانتخابات مرّ عليها أربعة أشهر، وجلّ ما أخشاه أن تكون عملية التأجيل هذه مرتبطة بروتين دوائرنا ... روح ... تعال باجر ..( وتيتي تيتي مثل مارحتي إجيتي) ..

وهكذا يريدون للوطن ان يبقى يسير في دهليز مظلم !!

******************

سفراء النظافة.. شباب تطوّعوا لتنظيف ضفاف دجلة

بغداد – رقية مجيد

أطلقت مجموعة من الشباب، اخيرا، حملة تطوعية لتنظيف ضفاف دجلة في بغداد، من النفايات والأنقاض.

وفيما يسعى مطلقو الحملة، التي تحمل عنوان “سفراء النظافة”، إلى إشاعة ثقافة تنظيف الأماكن العامة، يأملون أن يتوسع نشاطهم ليشمل جميع المحافظات.

وبجهود ذاتية، استطاع أولئك الشباب رسم صورة جميلة تعبر عن التعاون والتآلف بين مختلف فئات المجتمع.

من فكرة إلى حملة واسعة

فكرة الحملة دشنها في البداية شاب يدعى مرتضى التميمي. إذ قرر أن ينظف بقعة صغيرة على ضفاف دجلة في بغداد، كي يستمتع بمنظر الغروب. لكن الأمر تطور بعدها. إذ نشر هذا الشاب على صفحته في “انستغرام”، صورة للنفايات التي شوهت منظر النهر، ودعا إلى المساهمة في تنظيف المكان، فاستجاب له العديد من الشباب المتطوعين، لتنطلق حملة “سفراء النظافة”.

الشاب مجتبى زهير، أحد منظمي الحملة، تحدث لـ “طريق الشعب” عن بداية حملتهم، وكيف أن عدد المشاركين كان قليلا، إلا أن إقبال المتطوعين بدأ يزداد أسبوعيا ليصل إلى المئات، وذلك بعد أن نشر المنظمون صورا لحملتهم على صفحاتهم في مواقع التواصل، تحت شعار “اليوم طالع أنظف النهر واللي يعجبه يجي ننظف سوه”.

من جانبه، قال المتطوع في الحملة محمد خالد، انه “لم نكن نتوقع انضمام هذا العدد الكبير من الشباب إلينا، والذي يؤكد شعور هذه الشريحة بالمسؤولية تجاه بلدها”، آملا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن تكون الحملة أكثر تنظيما، وأن تتوسع لتشمل جميع المحافظات. 

دعم المواطنين

من جانبه، ذكرالمصورمصطفى،أحد المساهمين في الحملة، أنه “في الأسبوع الأول كان عددنا قليلا، ومعداتنا بسيطة، لكن في الأسبوع الثاني ازداد العدد، وانضم إلينا العديد من الوجوه المعروفة على السوشال ميديا. فيما تلقينا دعما من المواطنين، الذين وفروا لنا قفازات وقائية وأكياسا. كما قدموا لنا الطعام”، موضحا أن “توثيق الحملة ونشر صور عنها على مواقع التواصل، ساعد في استقطاب المزيد من المشاركين”.

وبخصوص الدعم الحكومي، أكد مصطفى لـ “طريق الشعب”، أنه “لا يوجد أي دعم، سواء من الحكومة المركزية أم المحلية”.

لنجعل بغداد أجمل

المدوّن في مواقع التواصل، حسن إسماعيل، عبّر عن سعادته بمشاركته في الحملة “فالعمل التطوعي جميل ومفرح”، مشيرا إلى أنه “يتوجب على الحكومة تنظيف ضفاف الأنهر وتشجيرها، وإنشاء الحدائق والأماكن الترفيهية”.

ودعا إسماعيل عبر “طريق الشعب”، الجميع إلى المشاركة في هذه الحملات، من أجل أن تكون بغداد أجمل.

الحملة تتواصل

إلى ذلك، قال المتطوع في الحملة، حسين منهل، أن عملهم سيتواصل، وكل أسبوع سيتم اختيار مكان معين لتنظيفه، مؤكدا لـ “طريق الشعب”، أن “جميع المشاركين يعملون دون مقابل، وهم يسعون إلى إيصال رسالة للعالم، تعكس صورة جميلة عن بغداد، وعن السلام والمحبة والتعايش السلمي”.

أما المتطوعة سجى علي، فهي تعرب عن سعادتها بمشاركتها في “هذه الحملة التي نلمس فيها التآلف والأخوة”.

*****************

في غوتنبيرغ السويدية.. استذكار الفنان المسرحي لطيف صالح

غوتنبيرغ – طريق الشعب

بمبادرة من البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في السويد، أقيمت مساء الجمعة الماضية 18 شباط الجاري، في مدينة غوتنبيرغ السويدية، أمسية استذكار وتأبين للرفيق الفنان المسرحي لطيف صالح (أبو تأميم)، الذي فارق الحياة يوم 13 الشهر الماضي.

وبعد أن وقف الحاضرون، من رفاق الراحل وأصدقائه ومحبيه، دقيقة صمت في ذكراه، ألقى الإعلامي والفنان جاسم طلال كلمة تناول فيها سيرته الذاتية ومنجزه المسرحي ومواقفه النضالية، ملقيا الضوء على دوره المتميز كفنان مبدع ثريّ العطاء، ومناضل وطني اصطف إلى جانب قضايا شعبه ووطنه في كل محطات حياته، سواء في بلده أم في الخارج.

بعد ذلك، ألقى الإعلامي اديسون هيدو كلمة باسم البيت الثقافي وجمعية المرأة. فيما تحدث الفنان المسرحي روميو يوسف، عبر مقطع مصور أرسله من مكان إقامته في بوخارست، عن محطات جمعته بالفقيد.

واستمع الحضور بعدها الى  كلمة مسجلة بحق الفقيد ارسلها الفنان صباح المندلاوي من العراق. اعقبته  ابنة الفقيد التي تحدثت عن منجز والدها المسرحي ومواقفه النضالية.

بعدها قدم الفنان حازم كمال الدين مداخلة تناول فيها تجارب مسرحية مشتركة جمعته بالفقيد، وتطرق إلى دور أبي تأميم في تأسيس "فرقة مسرح بابل" العراقية في سوريا.

وفي سياق الأمسية، عرض مقطع قصير مصور من مسرحية "نفوس"، التي جمعت الراحل بمجموعة من المسرحيين العراقيين. كما عرض فيلم وثائقي عن مراسيم تشييعه.

*****************

الشبيبة الشيوعية إلى “بحر النجف”

النجف – أحمد الجنابي

نظمت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الجمعة الماضية، سفرة ترفيهية إلى “بحر النجف”.

وتخلل السفرة التي انضم إليها جمع من شبيبة الحزب، برنامج منوع، بين فقرات شعرية وغنائية وتثقيفية.

وكان بين المشاركين في السفرة، سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال، الذي تحدث إلى الشبيبة عن آخر المستجدات السياسية والأمنية في البلد، وما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أهمية تشكيل حكومة أغلبية سياسية تحمل مشروعا وطنيا قابلا للإنجاز، وداعما لتفكيك منظومة المحاصصة ومحاربة الفساد.  وتابع قائلا، أنه من الأهمية أيضا تشكيل معارضة برلمانية تراقب عمل الحكومة والمؤسسات التنفيذية، وتحاسبها في حال وجود إخفاق أو تقصير في الأداء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جولة إعلامية راجلة في الهندية

الهندية - طريق الشعب

 شكلت  منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بكربلاء، الاثنين الماضي، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع القضاء الرئيسة وأسواقه، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على العشرات من المواطنين وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي، نسخا من بيان الحزب المعنون “نحو برنامج فاعل لحكومة الاغلبية السياسية بتوقيتات زمنية محددة”.

وتفاعل المواطنون مع محتوى البيان، وأشاروا الى مواقف الحزب الوطنية ودوره في الدفاع عن مصلحة المواطن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مفتتح موسمه الجديد.. “نادي الكتّاب” الكربلائي يحتفي بالقاص حسن البحّار

كربلاء - غانم الجاسور

بعد انقطاع نحو سنتين بسبب أزمة كورونا، عاود “نادي الكتّاب” الكربلائي تنظيم نشاطاته وفعالياته الثقافية والأدبية الأسبوعية. واستهل النادي يوم الأربعاء 9 من الشهر الجاري، موسمه الجديد بأمسية ثقافية احتفى فيها بالقاص حسن البحار وتجربته السردية.  حضر الأمسية التي أقيمت على قاعة نقابة المعلمين في كربلاء، جمهور من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي. وقد أدار الأمسية القاص سلام القريني، بينما استهلها مدير النادي خليل الشافعي داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن. بعد ذلك ألقى عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الشاعر عمر السراي الذي كان بين الحاضرين، كلمة بارك فيها إعادة افتتاح “نادي الكتاب”، مشيدا بنشاطاته الثقافية والأدبية وجهود القائمين عليه. وقال أن “هذا النادي، المنبر الحر، من الروافد المهمة ليس للثقافة الكربلائية وحسب، إنما للوطن كله”.

القاص حسن البحار، وفي معرض حديثه للجمهور، تطرق إلى تجربته الأدبية التي ابتدأها بكتابة الشعر، ليتجه بعدها إلى القصة والرواية، ويتخصص في مجال “أدب الرحلات”.

ثم ألقى الضوء على كتابه الجديد “الريح تترك فوق الطاولة”.  وفي سياق الأمسية، قدمت ورقتان نقديتان عن منجز البحار، الأولى للقاص والناقد جاسم عاصي، قرأها بالنيابة القاص سلام القريني. أما الورقة الثانية فكانت للروائي إبراهيم سبتي. وشهدت الأمسية مداخلات عن تجربة المحتفى به، ساهم فيها كل من الأدباء جبار الكواز وعمار الياسري وحمودي الكناني، فضلا عن الحقوقي فاضل مناتي.

وفي الختام، قدم الشاعر جبار الكواز، باقة ورد باسم اتحاد الأدباء العراقيين إلى مدير “نادي الكتاب” خليل الشافعي.