اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

بلاغ مشترك للشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني: نعمل من اجل التغيير الشامل الذي يستجيب لإرادة المواطنين

 

عقد المكتبان السياسيان للحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني اجتماعاً مشتركاً في 17 شباط 2022 بحثا فيه آخر المستجدات السياسية والعلاقة بين الحزبين، بعد انتهاء اعمال مؤتمريهما، وآليات تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عنهما.

وتوقف الاجتماع عند مستجدات الوضع السياسي، مؤكدا استمرار حالة الاستعصاء السياسي في تشكيل الحكومة وعقد جلسة مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، إذ جرى التجاوز على المدد الدستورية، بحجج غير مقبولة، فيما يجري العمل حثيثا على إعادة انتاج المنظومة السابقة للحكم بذات النهج الذي خرجت الجماهير ضده في انتفاضة تشرين، وما عبرت عنه المقاطعة والعزوف الواسعان للانتخابات التي جرت في تشرين الأول 2021.

وأكد الحزبان حرصهما على العمل المشترك مع القوى المدنية والديمقراطية وقوى الاحتجاج الاجتماعي الداعية الى التغيير، وإقامة دولة  المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

وتطرق الجانبان الى حالة التذمر والاستياء الشعبي الواسعين، جراء استمرار نهج المحاصصة وتشبث البعض به، وتفاقم معاناة المواطنين، مشددان على أهمية حشد القوى والاصطفافات السياسية والشعبية للخلاص من نهج المحاصصة وولوج طريق التغيير الشامل المنشود.

وأشار المجتمعون الى استمرار عدم الاستجابة لمطالب الناس المشروعة في توفير العيش الكريم وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، واستمرار ارتفاع مؤشرات البطالة والفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية، مؤكدين دعم  الحزبين للمطالب المشروعة للمتظاهرين والمحتجين السلميين في الإقليم وعموم محافظات العراق.

وعدّ الحزبان الصراع الجاري بين القوى المتنفذة، انعكاساً لحالة الرفض الشعبي الواسع لاسلوب الحكم القائم على أساس المحاصصة التي حمت الفساد والفاسدين وسهّلت نهب المال العام وتبديد الثروات، وهو صراع على المصالح والنفوذ وتقاسم كراسي السلطة وبعيد عن هموم المواطنين وتطلعاتهم. وان ما يحري يعكس أيضا الصراع على شكل ومضمون النظام السياسي للدولة وبنائها الفيدرالي الاتحادي.

واكد الحزبان اهمية تشكيل حكومة تتبنى برنامجاً يمثل مصالح الناس ويوفر لهم العيش الكريم وذا توقيتات زمنية محددة، مع وجود معارضة سياسية وشعبية سلمية، بعيداً عن قرقعة السلاح ولغة العنف.

وجدد الحزبان رفضهما العودة مجددا الى المحاصصة تحت أي عنوان، وتأكيد انهما يعملان من اجل تحقيق مشروع للتغيير الشامل يستند الى المطالب الحقيقية للمواطنين وارادتهم الحرة.

وتداول الجانبان في قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة، وشددا على اهمية بقاء القضاء العراقي مستقلاً وبعيداً عن التجاذبات السياسية، واهمية الانتباه الى عنصر التوقيت في عملية حسم القضايا الدستورية بما يحول دون توظيفها لاغراض سياسية ضيقة، مع ضرورة الحرص على تطبيق مواد الدستور على نحو كامل، نصا وروحا.

وحيا المجتمعون جماهير شعبنا المنتفضة، وبينوا أهمية تنسيق الجهود بين الساحات الاحتجاجية، واستمرار دعم الحزبين لمطالب الشعب العادلة، عربا وكردا ومن مختلف الاطياف المتآخية، وحراكهم السلمي.

وناقش المكتبان السياسيان جملة من القضايا التنظيمية والاعلامية والعلاقاتية والانتخابية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا الى مجموعة من القرارات والتوصيات التي سيجري العمل على تنفيذها في الفترة القادمة بروح الحرص على توطيد وتمتين العلاقات النضالية والكفاحية والرفاقية بين الحزبين.

وخلص الاجتماع أيضا الى استمرار عقد اجتماعات المكتبين السياسيين، وعقد اجتماعات للجنتين المركزيتين ولجان الاختصاص وتفعيل العمل المشترك في الميادين المختلفة.

 

 

 

17-2-2022

***********

وفد المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في زيارة عمل الى أربيل

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، مدينة أربيل، في أيام 17 - 19 شباط الجاري، حيث اجرى مجموعة من اللقاءات والزيارات والنشاطات الأخرى.

وفور وصول الوفد الى أربيل، شارك مع الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني في استقبال جمعية البيشمركة القدامى، وتحدث الرفيق رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، عن اعتزاز الحزب بقوات البيشمركة التي قارعت النظام الدكتاتوري المقبور. فيما عبر وفد الجمعية عن اعتزازه بالتاريخ النضالي للحزب ومشاركته مع الحركة الانصارية المسلحة في إقليم كردستان - العراق.

ومساء اليوم ذاته، عقد المكتبان السياسيان للحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني، اجتماعاً مشتركاً استعرض آخر مستجدات الوضع السياسي، والعلاقة بين الحزبين. وصدر عن الاجتماع عدة قرارات بخصوص تفعيل العمل المشترك واستمرار عقد الاجتماعات وتنظيم فعاليات مشتركة.

وزار وفد الحزب في اليوم الثاني 18 شباط 2022، المقبرة الرمزية للرفاق الشيوعيين، الذين لم يتم العثور على جثامينهم في منطقة كسنزان، وشارك في الزيارة الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني بالإضافة الى مكتب أربيل للحزب وعدد من الرفاق الأنصار، ثم توجه الحاضرون الى مقبرة الشهداء الشيوعيين الواقعة على طريق أربيل – كركوك، وهناك تحدث الرفيق رائد فهمي الى المركز الإعلامي عن اعتزاز الحزب بشهدائه الابطال، الذين جادوا بانفسهم، من اجل  قضية الحزب والوطن.

وجاءت تلك الزيارة بالتزامن مع احتفالات الحزب في مناسبة 14 شباط، يوم الشهيد الشيوعي العراقي.

كما زار وفد الحزب مقر حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، واجرى مباحثات مع قيادته حول آخر التطورات السياسية وأوضاع شعبنا العراقي في عموم البلد.

وعقد الحزب لقاءً مع عدد من أعضاء الحزب في أربيل إضافة الى عدد من الرفاق الأنصار في مقر رابطة الأنصار الشيوعيين باربيل. وجاءت هذه الزيارة بالتزامن مع ذكرى 18 شباط يوم النصير الشيوعي العراقي.

واجرى وفد المكتب السياسي للشيوعي العراقي في اليوم الثالث 19 شباط 2022، زيارة الى مقر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود برزاني في مقر اقامته في مصيف صلاح الدين. وبحث الجانبان التطورات السياسية الراهنة وعلاقة الحزبين التاريخية.

وفي نفس اليوم، نظم الحزب الشيوعي الكردستاني ندوة موسعة في مقر منظمة كلدو آشور للحزب، حيث قدم سكرتير الحزب الرفيق رائد فهمي الى الحضور إحاطة عن التطورات السياسية وانعكاساتها على أبناء شعبنا العراقي ومواقف الحزب منها. كما تطرق الرفيق الى أهمية توحيد عمل القوى المدنية الديمقراطية والقوى الاحتجاجية التي تمتلك مشروعاً للتغيير.

وختم الوفد زيارته بعقد اجتماع مع عدد من قياديي الاتحاد الوطني الكردستاني في مقر الحزب بأربيل.

يذكر ان وفد المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي تكون من الرفاق: رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية، بسام محي نائب السكرتير، وعضوي المكتب السياسي علي صاحب وحسين النجار.

***********

رئيس الجمهورية يدعو الى حوار جاد بين حكومتي المركز والاقليم

بغداد ـ طريق الشعب

دعا رئيس الجمهورية برهم صالح، الخميس الماضي، الى ضرورة اطلاق “حوار جاد” بين حكومتي المركز والاقليم، بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة الاقليم.

وقال صالح في بيان تلقته “طريق الشعب”: “أصدرت المحكمة الاتحادية العليا حُكماً قضائياً بتاريخ 15 شباط 2022 حول إدارة النفط في إقليم كردستان، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة احترام القرارات القضائية والأخذ بما يُجسد روح الدستور ويتجاوب مع مصالح العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم، نؤكد على أن مهام رئيس الجمهورية الأساسية هي حماية الدستور العراقي والسهر على تطبيقه، وحماية النظام الديمقراطي الاتحادي ومؤسساته الدستورية”. وتابع، “لقد كان لتردد القوى السياسية على اختلافها وعلى امتداد أكثر من عقد مضى في إقرار قانون النفط والغاز الذي يُنظم إدارة الثروات النفطية والغازية في كل أنحاء العراق، دور سلبي ساهم في خلق الإشكاليات والأزمات، وقاد للوصول إلى هذه اللحظة المفصلية حيث نواجه تبعاتها اليوم”.

************

راصد الطريق.. صحة المواطنين وحسابات الربح والخسارة

يصطف مئات المراجعين يوميا، وجلّهم من الفقراء والكادحين، امام بوابات مستشفى بغداد التعليمي في مدينة الطب ببغداد، ليراجعوا العيادات الاستشارية فيه والتي يبذل العاملون فيها جهودا كبيرة للتعامل مع حشود لا خيارات امامها، سوى مراجعة المستشفيات الحكومية. ولأجل اجراء التحاليل المطلوبة يذهب هؤلاء الى مختبرات الاستشارية، او الى مختبرات مستشفى بغداد التعليمي المجانية.

لكن إدارة المستشفى أصدرت قرارا أثار استياء المراجعين باستحداثه جناحا خاصا للتحليلات، يستوفى من المراجع 3 الاف دينار مقابل التحليل الواحد، مقابل تسليم النتائج في اليوم نفسه، فيما موعد استلام اغلب التحاليل في الجناح العام المجاني هو اليوم التالي. فكم يدفع محدودو الدخل هؤلاء على التحاليل فقط، وهي عديدة.

المراجعون المغلوبون على امرهم يعتبرون هذه الخطوة محاولة لإجبارهم على اللجوء الى الجناح الخاص، أي التحليل مقابل المال. هذا ناهيك عن الفحوصات الأخرى وقضية الادوية التي تشح في المستشفيات الحكومية.

ان اجراء كهذا يضيف أعباء جديدة على كواهل الغالبية من محدودي الدخل، وهو ما يتوجب ان يتوقف، وان تقوم الدولة بواجبها في تقد يم الرعاية الطبية المجانية للمواطنين.

***********

 

الصفحة الثانية

 

القضاء يلغي مادة قانونية تتيح الاستحواذ على عقارات الدولة

 

بغداد ـ طريق الشعب

الغت المحكمة الاتحادية العليا، أمس، مادة في قانون بيع وايجار اموال الدولة، يسهل استغلالها للاستحواذ على عقارات الدولة.

وذكرت المحكمة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أنه “بخصوص الاستحواذ على العقارات المملوكة للدولة بدون وجهة حق عبر استغلال احكام المادة (24/ثالثا) من قانون بيع وايجار اموال الدولة. وحفاظاً على اموال الشعب قررت المحكمة الاتحادية عدم دستورية والغاء المادة (25/ ثالثاً) في اصل القانون والتي اصبحت بعد التعديل تحمل الرقم (24/ثالثاً) من قانون بيع وايجار اموال الدولة المعدل والتي نصت على (للبلدية المختصة بعد موافقة وزير البلديات والاشغال العامة ولأمانة بغداد بيع الاراضي المخصصة للإسكان ببدل حقيقي وحسب الاسعار السائدة لمثيلاتها والمجاورة تقدره لجنة التقدير المنصوص عليها في هذا القانون وبدون مزايدة علنية). وأضاف البيان “اصبح النص المذكور اعلاه محكوما بعدم دستوريته وان المحكمة الاتحادية العليا قررت الغاءه لمخالفته احكام المواد (14 و16 و27/اولاً) من الدستور”.

 

 

****************

 

اضاءة.. كيف الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد؟ ( ١)

 

محمد عبد الرحمن

 

لم يعد تفكيك منظومة المحاصصة والفساد والخلاص منها مطلبا فكريا وسياسيا مجردا، بل ان له بعده العملي وكونه حاجة ماسة للمجتمع. فهذه المنظومة هي التي أوصلت بلدنا الى ما هو عليه اليوم، وهي الكابحة والمعرقلة لأي مسعى لإحداث أي تغيير غايته بناء الدولة ومؤسساتها واستعادة هيبتها، وتغيير نمط وآلية عمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ليقوم على أسس مغايرة لتلك المعتمدة منذ ٢٠٠٥ حتى الآن، والتي أثبتت فشلها قرائن لا تحصى، ومعها الواقع الحي المعاش ومعاناة أبناء شعبنا متعددة الأوجه والتي تتفاقم يوما بعد آخر. ومن المؤكد ان لهذا أبعاده الراهنة وارتباطه الوثيق بمستقبل بلدنا.

لهذا أصبح ضروريا وملحا ان يجري التخلص من هذه المنظومة المتنفذة،  التي تمثل أقلية مرفهة بيدها قرار السياسة والمال والنفوذ والسلاح، فيما الغالبية الساحقة من أبناء الشعب تنوء تحت ثقل الأزمة العامة التي تتعمق بجوانبها المتعددة يوما بعد آخر.

ان البدائل المطروحة واضحة وجوهرها يتمثل في وجوب الانتقال من دولة المكونات الى دولة المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على العدالة الاجتماعية. وهذا ما يفترض أن يكون عنصرا رئيسا واساسيا  في اية رؤية جدية وتوجه ملموس نحو الإصلاح والتغيير،  والعمل على تحقيقهما .

ولنا هنا ان نسأل: من المستفيد من ادامة الوضع الراهن؟ انه قوى المحاصصة والفساد والفاسدين والمرتشين والمنتفعين، وهي قوى موجودة في مركز القرار السياسي، وهناك من يترابط معها من كبار أصحاب المال والبنوك والتجار والمليشيات المتمردة على الدولة، ممن لهم تأثير كبير وسيطرة وسطوة على الإعلام في منابره المختلفة. وتحظى هذه القوى من جانب آخر بدعم خارجي مكشوف، يشكل أحد العناصر المهمة في غطرستها ونفوذها ، بل وحتى تجاوزها على الدولة .

وفي مقابل هؤلاء هناك فئات اجتماعية واسعة وطيف عريض من أبناء الطبقات الوسطى والكادحة والفقيرة وجماهير غفيرة،  قد وصلت الى قناعة بأن استمرار هذا الحال من المحال وهي تتطلع الى تغيير شامل، تغيير سياسي بامتياز يمس أسّ منهج الإدارة والحكم وبناء الدولة.

وفي هذا السياق تبرز واضحة أمام القوى التي تنشد التغيير، حقيقة أن موازين القوى ما زالت حتى الآن (وجزء من ذلك يستند الى فوضى السلاح والدعم الخارجي) مختلة لصالح قوى الإعاقة والتمنع والعرقلة والتشبث بالمحاصصة والإصرار عليها. ورغم الحاجة الى عدم النظر الى هذه الموضوعة بنحو ميكانيكي جامد، فان قراءة متمعنة للواقع الملموس تؤشر ذلك.

ان على قوى التغيير ان تعلن عن نفسها باعتبارها البديل، وان تعمل من اجل تحقيق ذلك عبر اصطفافات سياسية واجتماعية وتشرينية وجماهيرية، وحراك شعبي فاعل ومؤثر، لتغيير موازين القوى والسير على طريق تفكيك منظومة المحاصصة والفساد، وكسر احتكار السلطة من قبل “بيوتات” لم تعد تمثل الا قوى وأحزابا وشخصيات  تقول انها تمثل هذا المكون او ذاك، في حين ان انتخابات تشرين ورغم كل ما لها وما عليها ، أظهرت خلاف ذلك، واسقطت ورقة هذا “التمثيل”. وفي هذا انجاز وخطوة مهمة نحو التفكيك المحاصصاتي – المكوناتي ، والذي سيترسخ اكثر ان جرى التمسك قولا وممارسة، بتكوين حكومة اغلبية سياسية لها برنامج يشكل قطيعة مع النهج الفاشل المتبع في إدارة الدولة حتى الان. وما على قوى التغيير والحراكات التشرينية وعموم المكتوين بنار الازمة الشاملة، الا مواصلة الضغط  لقطع الطريق على “التوافقات” التي تكرس المحاصصة ، ولّادة الازمات. 

 

 

***************

 

 

أهالي منطقة المعامل يطالبون بإكمال مستشفاهم التركي.. الموصل تحتج على شح الوقود

 

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في ثماني محافظات خلال الايام الماضية، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وصرف المستحقات المالية للمزارعين، واحتجاجا على شح الوقود. فيما شهدت منطقة المعامل في العاصمة بغداد، تظاهرة احتجاجية طالب منظموها بإكمال انشاء المستشفى التركي.

 

 

الموصل

نظم العشرات من أهالي مدينة الموصل، وقفة احتجاجية، بسبب الازمات المتكررة للمنتجات النفطية في المحافظة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من مواطني مدينة الموصل، نظموا وقفة احتجاجية بسبب الازمات المتكررة للمنتجات النفطية”.

وأضاف ان “المحتجين رفعوا لافتات كتبوا فيها (نريد حلولا نهائية لا ترقيعية)”.

وشهدت مدينة الموصل في الايام القليلة الماضية ازمة وقود ادت الى مضاعفة اسعار المنتجات النفطية الى الضعف؛ اذ ارتفع سعر لتر البنزين اليوم في السوق السوداء الى 900 دينار.

 

بغداد

وذكر المتظاهر احمد قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “تظاهرة المعامل، جاءت للمطالبة باكمال انشاء المستشفى التركي، وتخصيص الاموال الكافية للانتهاء من الاعمال”، مشيرا الى “مرور 10 سنوات على وضع الحجر الاساس للمشروع لكنه لم يتقدم خطوة واحدة”.

وفي مدينة الصدر، تظاهر العشرات من اصحاب العقود، احتجاجا على استقطاع راتب شهر كامل منهم.

واشار مراسل “طريق الشعب” الى ان “العشرات من عقود الصيانة، العاملين في بلدية الصدر الثانية/ قسم المجاري والنظافة والزراعة خرجوا بتظاهرات غاضبة امام بلدية الصدر الثانية في ساحة مظفر”، مبينا ان “التظاهرات جاءت على خلفية استقطاع رواتبهم لشهر كانون الثاني دون معرفة الاسباب”.

 

ذي قار

وفي محافظة ذي قار، نظم المئات من المتظاهرين اعتصاما مفتوحا امام حقل الناصرية النفطي، احتجاجا على استهداف احد منسقي الاعتصام امام الحقل. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المئات من المتظاهرين نصبوا خيام الاعتصام امام بوابة الحقل، مطالبين بالكشف عن المتهمين باستهداف الناشط منذر البديري، احد منسقي التظاهرات امام الحقل النفطي، للمطالبة بتوفير فرص العمل”. وفي الاثناء، نظم العشرات من موظفي شركة نفط ذي قار وقفة استنكارية، داخل مبنى الشركة، احتجاجا على مقتل احد المهندسين بالقرب من حقل الناصرية النفطي.

وطالب المتظاهرون بتأمين الحماية للعاملين في القطاع النفطي اثناء عملهم وحمايتهم من الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها.

 

المثنى

من جهتهم، جدد العشرات من الخريجين في محافظة المثنى تظاهراتهم المطالبة بتوفير فرص العمل.

واشار المتظاهر مرتضى جبر في حديث لـ”طريق الشعب”،  الى ان “الحكومة اخلفت في وعودها لنا، إذ أن رئيس الوزراء وعدنا بتوفير فرص عمل لنا، خلال زيارته للمحافظة العام الماضي”، منوها بان “المحافظة تعاني من فقر مدقع وزيادة في نسب البطالة، فيما تكتفي الحكومة بالتفرج على معاناة الاهالي”.

 

ميسان

الى ذلك، تظاهر عدد من الفلاحين والمزارعين في محافظة ميسان، مطالبين بتعويضهم على خلفية الاضرار التي لحقت في اراضيهم.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “التظاهرة التي انطلقت في ناحية السلام للمطالبة بصرف مستحقاتهم الماليّة على خلفيّة الأضرار التي لحقت بأراضيهم ومواشيهم بسبب فيضانات 2019 والتي لم تصرف حتى الآن بشكل كامل”.

 

البصرة

وفي غضون ذلك، نظم عدد من أصحاب البسطات في سوق العشار التجاري وسط محافظة البصرة وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير مكان بديل لهم بعد رفع بسطاتهم. وطالب المحتجون الذين رفعت بسطاتهم في المغايز وشارع الكويت بايجاد اماكن بديلة لهم، او توفير فرص عمل لاكثر من 600 مواطن، تمت ازالة مصادر عيشهم.

 

النجف

وفي محافظة النجف، تظاهر العشرات من المتظاهرين مطالبين بالافراج عن المتظاهر زيد الاسمر.

وقال مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “المتظاهرين طالبوا القضاء بالافراج عن المتظاهر زيد الاسمر”، مشيرا الى ان “المحتجين اكدوا ان الاسمر اعتقل بتهم كيدية”.

 

ديالى

وفي قضاء خانقين التابع الى محافظة ديالى، نظم عدد من الناشطين وقفة احتجاجية أمام محكمة خانقين، احتجاجا على المضايقات المستمرة التي يتعرض لها الصحفيون في المدينة.

 

 

*****************

 

 

رئيس الجمهورية يدعو الى حوار جاد بين حكومتي المركز والاقليم

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

دعا رئيس الجمهورية برهم صالح، الخميس الماضي، الى ضرورة اطلاق “حوار جاد” بين حكومتي المركز والاقليم، بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة الاقليم.

وقال صالح في بيان تلقته “طريق الشعب”: “أصدرت المحكمة الاتحادية العليا حُكماً قضائياً بتاريخ 15 شباط 2022 حول إدارة النفط في إقليم كردستان، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة احترام القرارات القضائية والأخذ بما يُجسد روح الدستور ويتجاوب مع مصالح العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم، نؤكد على أن مهام رئيس الجمهورية الأساسية هي حماية الدستور العراقي والسهر على تطبيقه، وحماية النظام الديمقراطي الاتحادي ومؤسساته الدستورية”.

وتابع، “لقد كان لتردد القوى السياسية على اختلافها وعلى امتداد أكثر من عقد مضى في إقرار قانون النفط والغاز الذي يُنظم إدارة الثروات النفطية والغازية في كل أنحاء العراق، دور سلبي ساهم في خلق الإشكاليات والأزمات، وقاد للوصول إلى هذه اللحظة المفصلية حيث نواجه تبعاتها اليوم”.

وأضاف رئيس الجمهورية أن “الوضع السياسي الحرج الذي تجتازهُ بلادنا يتطلب من جميع الفُرقاء التحلّي بالمسؤولية العالية لتجاوز الأزمة الراهنة المُتفاقمة، والحيلولة دون تدهورها وتصديع أسس النظام الديمقراطي الاتحادي الدستوري، بما في ذلك الحقوق الدستورية لإقليم كردستان ومؤسساته في إطار منظومة الدولة العراقية”.

واشار الى انه “انطلاقاً من الحرص على تجاوز ما آلت إليه الأمور، وما يمكن أن تُشكّله من نتائج ليست في مصلحة الوطن، نرى ضرورة إطلاق حوار جاد وعاجل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، لإيجاد آليات واقعية تضمن الخروج بحلول عملية ضامنة لما أرادت المحكمة الاتحادية الأخذ به، وبما يضمن الاستحقاقات الدستورية لإقليم كردستان ويضمن تطلعات مواطنيه وسائر العراقيين عبر تسخير الواردات لخدمة المواطنين، بعيداً عن الفساد وسوء الإدارة والتلاعب السياسي، كما ندعو مجلس النواب العراقي إلى العمل الفوري لمناقشة مشروع قانون النفط والغاز المؤجل، سواء عبر إغناء نصوصه أو تقديم مشروع قانون جديد من السلطة التنفيذية، وإقراره دون تهاون”.

واردف “وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن هناك العديد من القضايا الدستورية الملزمة، والمؤجلة للأسف، والتي تُشكل، بالإضافة إلى قانون النفط والغاز، غطاءً قانونياً مُتكاملاً يحفظ حقوق الجميع ويُحقق التكامل في العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وحكومات المحافظات غير المنتظمة في إقليم”.

ومضى صالح “نخص بالذكر قانون مجلس الاتحاد، الغرفة التشريعية المفقودة في النظام السياسي القائم، والذي نصّت عليه المادة (65) من الدستور بشكل صريح ومُلزم. حيث لم يتم التعاطي بجدية مع إنشاء هذا المجلس رغم مرور 17 عاما على إقرار الدستور”.

وزاد، “كما أن المادة (105) من الدستور تُلزم بتأسيس هيئة عامة تُعنى بضمان حقوق الأقاليم والمحافظات، وهي أيضا لم ترَ النور حتى الآن، وكذلك المادة (106) من الدستور التي تُلزم بتأسيس “الهيئة العامة لمراقبة توزيع الواردات الاتحادية”، والتي لم يتم تفعيلها إلا في نهاية العام 2021 وما زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم والصلاحيات”.

ولفت الى أن “كل هذه الحلقات المفقودة، يُضاف لها عدم إقرار قانون النفط والغاز المنصوص عليه في المادة 112 من الدستور، ساهمت في خلق أجواء غير طبيعية لإدارة الثروة النفطية في العراق ومن ضمنه إقليم كردستان، ومن هذا المنطلق يجب النظر إلى هذه القضية بمسؤولية، وأن يتحمل الجميع واجباتهم في استكمال الإطار الدستوري لهذه العلاقة، والتي كان الشعب العراقي ضحيتها”.

واستدرك، “لقد حان الوقت للنظر بمسؤولية وطنية للعلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم والتي أدت إلى تعرّض مواطني إقليم كردستان إلى المعاناة بسبب تدابير تقشّفية مؤسفة غير مقبولة، من استقطاع في رواتب الموظفين والمتقاعدين وتأخرها، وأن من الواجب الدستوري تأمين حقوق المواطنين المعيشية وعدم القبول بزج أرزاقهم في الخلافات السياسية وتحويلهم إلى ضحايا لها”.

واستطرد رئيس الجمهورية، “في هذه المناسبة نجدد دعواتنا أيضا، إلى تعديل نصوص الدستور التي أثبت الواقع عدم قابليتها للتطبيق أو مسؤوليتها عن أزمات مُستحكمة، إلى جانب رفد وتعديل النصوص المُنظمة لعمل وتشكيل السلطتين التنفيذية والتشريعية على نحو يجعلها حامية وخادمة للشعب، ومُعبّرة عن إرادته الحرة وقراره الوطني المستقل”.

وختم بالقول، “نُجدد الدعوة إلى ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية في البلد والانتهاء من تشكيل حكومة جديدة تُلبي تطلّعات العراقيين، إذ إن استمرار السجالات السياسية وتبادل الاتهامات بات غير مقبول مطلقاً، سيما وأن البلد أمام تحديات واستحقاقات وطنية كبرى لا تقبل التأجيل تحت أي ذريعة”.

 

****************

 

الصفحة الثالثة

 

التيار الديمقراطي ينتخب زهير ضياء الدين منسقاً له

بغداد ـ طريق الشعب

 

قال عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي ياسر السالم لـ”طريق الشعب”، ان التيار استكمل مهمة بناء مؤسساته الأساسية، بانتخاب المنسق العام ونائبه ومكتب السكرتارية، خلال اجتماع عقده المكتب التنفيذي، يوم السبت الماضي.

وأضاف السالم انه “بعد فتح باب الترشيح امام أعضاء المكتب التنفيذي، جرى انتخاب المحامي زهير ضياء الدين لمهمة منسق التيار للفترة المقبلة”، مشيرا الى “فوز السيدة سهير القيسي لمهمة نائب المنسق بالتزكية”.

وتابع عضو المكتب التنفيذي انه “جرى التصويت على مقترح تشكيل مكتب السكرتارية الذي أقر من قبل المكتب التنفيذي، وهو يتكون من الدكتور علي مهدي والسيدة فردوس فوزي والسيد أثير الدباس”.

وأشار السالم الى انه “تم انجاز تسمية اللجان المركزية للمكتب التنفيذي مثل اللجنة المالية ولجنتي الاعلام والعلاقات، وسيتم تعضيدها باعضاء من اللجنة العليا للتيار الديمقراطي، المنتخبة من قبل المؤتمر الثالث للتيار، ومن اعضاء المكتب التنفيذي السابق واللجنة العليا السابقة”.

وناقش الاجتماع، بحسب السالم، ضرورة متابعة تسجيل التيار الديمقراطي لدى دائرة الاحزاب، وقد كلف المنسق زهير ضياء الدين والحاضرون بمهمة البحث عن مبنى ليكون مقرا ثابتاً للتيار الديمقراطي العراقي. 

*************

تأكيد المادة القانونية التي تبيح ضرب الزوجة والطفل.. المحكمة الاتحادية ترد طعن رابطة المرأة العراقية

بغداد – طريق الشعب

 

ردت المحكمة الاتحادية العليا، يوم أمس، طعنا تقدمت به رابطة المرأة العراقية بشأن عدم دستورية المادة 41 من قانون العقوبات العراقي، كونها تتيح استخدام (حق التأديب) من قبل الزوج لزوجته، ومن قبل الآباء والمعلمين للأطفال القاصرين، باعتبار هذه المادة تبيح العنف.

 

رد رسمي

وأجابت المحكمة على طعن رابطة المرأة في المادة المذكورة من قانون العقوبات المرقم 111 لسنة 1969 بالاشارة الى حكم اصدرته قبل ثلاثة أعوام، وردت به طعنا مماثلا سابقا تقدم به أحد المحامين.

وبحسب رد المحكمة الذي اطلعت عليه “طريق الشعب”، فأنها وبتاريخ 8 /4 /2019 أصدرت قرارها بشأن ادعاء المحامي فراس سامي رشيد والمدعى عليه رئيس مجلس النواب / إضافة لوظيفته. وأضافت “ادعى المدعي في عريضة بأن المادة 41 من قانون العقوبات نصت على (لا جريمة إذا وقع الفعل استعمالا لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعمالا للحق: 1 - تأديب الزوج لزوجته وتأديب الآباء والمعلمين ومن في حكمهم الأولاد القصر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا) ولما كانت هذه الفقرة الأولى من المادة أعلاه تنطوي على مفهوم الاباحة لاستعمال العنف الاسري ضد الزوجة من قبل الزوج وهي تعد مسوغ قانوني لقيام الزوج بضرب زوجته تحت عنوان التأديب فقد خالفت الدستور مخالفة صريحة وواضحة للأسباب التالية: اولا- انها خالفت مفهوم المساواة المنصوص عليه في المادة 14 من الدستور التي نصت على (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز). ثانيا: خالفت احكام المادة 29 / رابعا من الدستور والتي نصت على (تمنع كل أشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع). وأخيرا هي مخالفة لأحكام المادة الدستورية 30/الفقرة الأولى”.

 

قرار الحكم

ووفقا لرد المحكمة المذكور فأنه “لدى التدقيق والمداولة وجد أن المدعي يطعن بعدم دستورية الفقرة (1) من المادة 41 من قانون العقوبات، ويعلل طلبه بأن الفقرة هذه محل الطعن تنطوي على مفهوم الاباحة لاستعمال (العنف الأسري) تحت عنوان التأديب، وهو ما يخالف المواد (14 و 29/رابعا و 30/اولا) من الدستور. وتجد المحكمة من تحليل المادة موضع الطعن أنها نصت على حق (التأديب) في الحدود المقررة شرعا أو قانونا أو عرفا. و(التأديب) المقصود لا يعني (العنف الأسري) وإنما هو اصلاح وتقويم وهو مقيد. وبناء عليه تكون دعوى المدعي غير مستندة على سبب دستوري. فقرر الحكم بردها”.

**********

وثائق المؤتمر الـ 11... في ظل نظام المحاصصة والفساد.. الواقع الرياضي

 

تردى الواقع الرياضي خلال الفترة الماضية وتميز بتراكم كل مظاهر الفساد والتخريب وعيوب المرحلة السابقة. اذ جرى تقسيم الأندية الرياضية على أساس طائفي وقومي واثني وحزبي وحتى عائلي، وتفشى الفساد على نحو غير مسبوق وسط المسؤولين الرياضيين وتم التلاعب بالأموال. وظهر إلى السطح ما يسمى بـ”أندية المنحة”، التي تشكل حسب المنح الحكومية السنوية لتغيب حال عدم توفرها.

وأنتج هذا الوضع فعاليات رياضية مكوناتية بعيدا عن تنمية الحس الوطني، وتجلى ذلك في المؤسسات الرياضية كالاتحادات وفروعها واللجنة الأولمبية. وأدى ذلك إلى ضعف القدرة والفشل في إدارة العمل الرياضي. وبرزت ظاهرة التسقيط الشخصي والسعي بطرق متعددة لإفشال العاملين النشطاء والأكفاء.

وجراء هذا الوضع أصيب القطاع الرياضي بالتسيب والفساد وإهدار المال العام والفشل في تحقيق النتائج والنمو والنجاح، وهيمنة فاشلين على قيادته، مع غياب الإشراف الحكومي وضعف تطبيق القوانين والتشريعات النافذة التي تنظم عمل المؤسسات الرياضية.

 

الواقع الصحي والبيئي و«تحديات» كورونا

 

كشفت مأساة حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد وفاجعة حريق مركز النقاء في الناصرية، اللذين راح ضحيتهما عشرات المواطنين الابرياء، مدى التدهور الخطر للنظام الصحي كحصيلة طبيعية للتدهور السياسي في البلاد ومدى الاستهتار بأرواح الناس في ظل نظام المحاصصة والطائفية السياسية والفساد.

واضافت جائحة كورونا تحديا جديدا للواقع الاجتماعي عموما ولواقع الصحة في العراق على وجه الخصوص، حيث كشفت مجددا عن عجز النظام الصحي عن التصدي للمشكلات الصحية، والتي ستزيد بفعل ما يشهده العالم بشكل متكرر من ظهور امراض واوبئة تفتك بالبشرية.

ولا تعد الصحة أولوية في العراق، اذ تبلغ حصة قطاع الصحة 4.4 في المائة في موازنة 2021، بالمقارنة مع حصة الأمن والدفاع التي بلغت 16.8 في المائة من اجمالي التخصيصات. وتجدر الاشارة إلى ان منظمة الصحة العالمية توصي بتخصيص 10 في المائة على الأقل من ميزانية الدول لقطاع الصحة.

وكشفت بيانات منظمة الصحة العالمية في 2019 أن الحكومة أنفقت خلال السنوات العشر السابقة مبلغا أقل بكثير على الرعاية الصحية للفرد من دول أفقر كثيرا، إذ بلغ نصيب الفرد من هذا الإنفاق 161 دولارا بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارا في لبنان.

وبسبب غياب قطاع الصحة عن أولويات الحكومات المتعاقبة، لا يوجد في العراق سوى 249 مستشفى حكوميا، هذا عدا عن توزيعها الجغرافي المتفاوت وتركزها في بعض المحافظات دون غيرها. ويتمثل التخلف عن باقي المنطقة في معدل أسرة المستشفيات، إذ يبلغ 1.2 سرير فقط لكل ألف نسمة.

ويشير تقرير الوضع البيئي والصحي في العراق الصادر عن وزارة الصحة عام 2019 إلى أن تلك المؤسسات ليست كلها بذات الكفاءة وتحتاج إلى تأهيل، اذ تعاني من الإهمال وغياب التأهيل والتطوير لمرافقها طوال العقود الثلاثة الماضية، فضلا عن النقص في الأجهزة والمستلزمات. وعلى الرغم من اعلانات متكررة عن سعي وزارة الصحة لبناء مؤسسات صحية جديدة فان قلة التخصيصات المالية والفساد والأوضاع الأمنية جعلت هذا مجرد أحلام. ولم تسجل الوزارة أي إشارة إلى بناء مستشفى جديد سوى واحد كان ضمن حملات الإعمار، في حين جرى تأهيل وتوسيع 14 مستشفى ضمن منحة مالية لإحدى المنظمات الدولية أو غيرها من الجهات المتبرعة. ويتلكأ انجاز الكثير من المشاريع الصحية بسبب الفساد، ولم يجر افتتاح عدد من المستشفيات بضغوط من الفاسدين بالرغم من انجازها وتوفر اجهزتها الطبية التي تهالكت أو اندثرت. ويترافق ذلك مع مساعي قوى متنفذة إلى خصخصة قطاع الصحة، في ظل انعدام العدالة الصحية وحرمان الفئات الفقيرة من الخدمة الصحية الجيدة وتلبية احتياجاتها الملحة من علاج ودواء. 

وتشير الاحصائيات الرسمية لعام 2018 إلى ان عدد الأطباء بلغ 11749 طبيب اختصاص، و21687 طبيبا غير اختصاص، وذوي المهن الصحية 73876 شخصا. وكان عدد الاطباء (0.88) فقط لكل ألف نسمة، أي أقل بكثير من الدول المماثلة في الشرق الأوسط. فقد بلغ العدد في الأردن، على سبيل المثال، (2.3) طبيب لكل ألف نسمة. وتشير المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية إلى انه يجب ان يكون لكل ألف مواطن (5.91) ممرضا. أي أن العراق بحاجة إلى أكثر من 236 الف ممرضا لتغطية جميع العراقيين! هذا بالإضافة إلى النقص الكبير في التخصصات الأخرى من أطباء او ذوي مهن صحية.

إن الواقع البائس والمأساوي للقطاع الصحي في العراق، الذي كشفته بشكل صارخ جائحة كورونا، يحتاج إلى وقفة جادة وعاجلة وتبني خطط واستراتيجيات واضحة، على أن تجري تعبئة كل الإمكانيات المالية والبشرية من أجل النهوض بهذا القطاع المهم.

وفي مواجهة جائحة كورونا، على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها الكادر الصحي والإداري، فإن الوضع المتردي للخدمات الصحية والإمكانات الشحيحة التي تم رصدها حالت دون السيطرة على انتشار الوباء وتفشيه بين العراقيين. ولجأت السلطات إلى الحظر الأمني كإجراء وقائي، ولكنه فشل ولأسباب عدة، منها عدم التزام الكثير من المواطنين خصوصا من الفقراء والمعدمين، الذين يعتمدون على العمل اليومي من أجل سد قوت يومهم ولم يتلقوا أي دعم حكومي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 

**********

وعد يتكرر في كل سنة.. الكهرباء تتعهد بتحسين واقع الكهرباء صيفا

بغداد - نورس حسن

 

في الوقت الذي تكرر وكالعادة وزارة الكهرباء وعودها بتحسين واقع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف المقبل، وتشدد على ان هناك جهودا كبيرة تبذل في صيانة المنظومات الكهربائية وانجاز عدد من المشاريع الاستثمارية، فضلا عن المساعي في الحد من التجاوزات عبر تفعيل نظام الجباية”، لكن مراقبين يجدون ان تعهدات الوزارة لا تعدو ان تكون مجرد تصريحات لـ”تخدير المواطنين”، مشددين على ضرورة ان تكون هناك “ادارة حكيمة” للوزارة تعمل على تفعيل الجباية بصورة مناسبة، ومكافحة ظاهرة التجاوزات.

 

 

خطط قصيرة المدى

ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء احمد موسى لـ”طريق الشعب”، ان “كوادر الوزارة يعملون وفق خطط قصيرة المدى، تهدف لاضافة طاقات توليدية جديدة خلال عام واحد، وذلك عبر صيانة الخطوط الناقلة وادخال محطات توليدية جديدة الى قطاع التوزيع”.

ويضيف ان وزارته “على اتم الاستعداد لادخال ما يقارب 4000 كيلو واط من الطاقة الكهربائية و6000 كيلو فولت كخطوط ستراتيجية خلال فصل الصيف”. ويشير أيضا الى وجود “ما يقارب 32 محطة تحويلية يأمل ان تكون جاهزة لادخالها الخدمة قبيل حلول فصل الصيف”.

ويؤكد ان هناك “استعدادات كبيرة لزيادة إنتاجية الكهرباء خلال هذا العام، بآلية يلمسها المواطن”، متابعا “كما ان الوزارة تعتزم تدعيم قطاع التوزيع عبر تغيير سعات المحولات وفك الاختناقات واستحداث مغذيات ونصب محطات ثانوية ثابتة ومتنقلة”.

 

جباية من المتجاوزين

ويشير الى ان “هناك دراسة تم رفعها الى مجلس الوزراء تتعلق بالجباية الالكترونية عبر نصب عدادات الكترونية لدى المشتركين غير النظاميين، وبالتالي تحويلهم الى مستهلكين، تتم الجباية منهم، بحسب استهلاكهم للكهرباء”.

وبخصوص الغاز المستورد لتشغيل محطات التوليد، يوضح المتحدث باسم الوزارة ان “المفاوضات مستمرة مع الجانب الايراني لاستقرار تزويد العراق بمعدلات الغاز المتفق عليها، خاصة بعد قرار مجلس الوزراء بتسديد ديون الجانب الإيراني، وبالتالي سد النقص الحاصل في كميات الغاز المطلوبة، لتوليد الطاقة الكهربائية”.

ويلفت موسى الى ان “هناك اتفاقيات جرت مؤخرا لتوريد الغاز من الجانب القطري، ولكن بكميات محدودة”، مردفا ان تقديم خدمة أفضل للمواطنين في الصيف المقبل مرهون بـ”توفير كميات الغاز المطلوبة، فضلا عن الدعم المالي”.

ويحتاج العراق لتوليد الكهرباء ما يقارب 70 مليون متر مكعب من الغاز يوميا خلال فصل الصيف، و 50 مليونا في الشتاء، بحسب موسى.

ويؤكد متحدث الوزارة انهم ماضون في “مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج والمملكة الاردنية والجانب التركي، فضلا عن الوصول الى مراحل متقدمة في مشروع الطاقة الشمسية”.

 

تطمينات وقت اعتدال الجو

بدوره، يرى الخبير في مجال الطاقة عامر الجواهري، ان “وزارة الكهرباء اعتادت خلال الفترات التي يكون فيها الطقس معتدلا على اطلاق تصريحات تطمئن المواطنين لا اكثر”.

وينبه الجواهري في حديث مع “طريق الشعب” الى ان وزير الكهرباء عادل كريم كان قد وعد في لحظة تسلمه المنصب بانه سيعمل خلال عام واحد على إضافة 5 آلاف ميكاواط لصالح منظومة التيار الكهربائي، في حال عمل الحكومة على توفير كافة المتطلبات بخاصة المالية منها”.

ويؤكد أنه “على الرغم من رصد مبالغ غير قليلة الى وزارة الكهرباء، الا انها لم تتمكن من الايفاء بوعودها، ونحن اليوم مقبلون على انتهاء العام الثاني من عمر الحكومة”.

 

حجج واهية

ويلفت الجواهري الى ان “الترهل الاداري في هذه الوزارة، اجبر الحكومة على صرف مبالغ غير قليلة من ميزانية الدولة، على الرغم من وجود قانون يحتم الجباية من المواطنين لقاء تزويدهم بالتيار الكهربائي”، مردفا “ومع ذلك على الرغم من المبالغ التي تجبى من المواطنين والمبالغ التي تخصص من الموازنة لصالح وزارة الكهرباء، لم يلمس المواطنون اي تحسن بواقع التيار الكهربائي الوطني”. ويعتبر الجواهري مساعي الوزارة الى استيراد الكهرباء من دول الجوار بانها خطوات تستهدف “تخدير المواطنين لا اكثر”، مؤكدا ان الوزارة بحاجة الى ادارة حكيمة، تعمل على تقليل الضائعات التي تقدر اليوم بحدود 50 بالمائة، نتيجة لتقادم المنظومة الكهربائية، فضلا عن ظاهرة المتجاوزين.

****************

 

الصفحة الرابعة

 

هل هناك مكافحة حقيقية للفساد في بلادنا؟

بغداد ـ طريق الشعب

ربما يتفق الجميع اليوم، على أن آفة الفساد في بلادنا، وفي ظل نظام المحاصصة، باتت سبباً رئيسياً لأغلب مشاكل البلاد، كتعمق الإستقطاب الطبقي بين غنى فاحش وفقر مدقع، وغياب شبه تام للخدمات الاساسية، وعجز مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها، وتواصل الانسداد السياسي وضعف الثقة بالعملية السياسية وبالممارسات “الديمقراطية” التي رافقتها، فيما شكّل تفاقم الفساد أحد مظاهر الأزمة الشاملة لنظام الحكم القائم، حيث ترسخت بسببه مكانة الأقلية الحاكمة الفاسدة (النخبة الأوليغارشية)، وضمن لها احتكارها للسلطة الفعلية في البلاد.

ولدى النزاهة الخبر اليقين

ومن ابرز شواهد ما ذكرناه، اعلان هيئة النزاهة العامة، في تقريرها السنوي، الثلاثاء الماضي، عن تورط 11 ألفاً و605 مسؤولاً بالفساد خلال العام 2021 فقط، وتوجيه 15290 تهمة لهم! وأن هناك 54 وزيراً (ومن بدرجته) من بين هؤلاء، وجهّت إليهم 101 تهمة، الى جانب 422 مُتَّهماً من ذوي الدرجات الخاصَّة والمُديرين العامِّين ومن بدرجتهم، ممن وجّهت إليهم 712 تهمة. كما أوضح التقرير أن “632 حكم إدانة صدر، كان من بينها حكم واحد بحق وزير، و42 حكماً بحق 23 من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن هم بدرجتهم”.

هذا وأشارت الهيئة الى تمكنها من منع هدر أكثر من 15 تريليون دينار عراقي (حوالي 10 مليارات دولار)، خلال العام الماضي، والى نجاحها في استرجاع مبالغ كبيرة لصالح خزينة الدولة من القيمة التي جرى الكشف عنها أو صدرت أحكام قضائية بردها.

 

وللسويديين نصيب!

وفي السويد، اعترفت شركة إريكسون للأتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعد تحقيق داخلي أُجبرت عليه جراء تحقيقات صحفية قام بها التلفزيون السويدي SVT، بالتعاون مع شبكة الصحفيين ICIJ وشركائها في جميع أنحاء العالم، بحدوث انتهاكات خطيرة لقواعد عمل الشركة في العراق، كسوء السلوك المرتبط بالفساد والاستخدام غير السليم لوكلاء المبيعات والاستشاريين، من خلال التبرع النقدي دون وجود متلقِ واضح، والدفع لموردٍ مقابل العمل بدون نطاق محدد وبدون وثائق، واستخدام الموردين لتسديد المدفوعات النقدية، وتمويل السفر والنفقات غير الملائمة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة بورجي إيكولم لرويترز بإن التحقيق نتج عنه خروج العديد من الموظفين من الشركة واتخاذ إجراءات تصحيحية أخرى وإنهاء عدد من العلاقات مع أطراف ثالثة. وبيّن بأن فريق التحقيق الداخلي استطاع تحديد مدفوعات لوسطاء واستخدام طرق نقل بديلة للتهرب من هيئة الجمارك العراقية، في وقت كانت فيه المنظمات المتشددة، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، تسيطر على بعض مسارات النقل.

 

نجاح ولكن!

من جانب أخر تم الإعلان عن نجاح العراق في اختراق قانوني للسرية المصرفية الدولية، عبر جهود هيئة النزاهة وصندوق استرداد أموال العراق. وقد أشار المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح الى ذلك في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” فقال “ ان التحركات لاسترداد الأموال العراقية الموظفة في استثمارات مخفية أو ملاذات آمنة كما تسمى خارج البلاد والتي سبق الاستيلاء عليها، بدأت تسجل نجاحا، وأن المتورطين في هذا الأمر يصنفون ضمن خانة الجرائم المالية ويواجهون تهمة الاعتداء على المال العام”. وأضاف صالح، أن هذه “الجهود تؤكد نجاح هيئة النزاهة في المجال الخارجي لاسترداد الأموال، منذ أن عهد إليها مهام صندوق استرداد أموال العراق بموجب القانون رقم (9) لسنة 2012 الذي جرى تعديله قبل أكثر من عامين”.

ورغم ان خبراء ومراقبين، استطلعت “طريق الشعب” أرائهم قد رحبوا بهذه الجهود الطيبة وبالنجاحات وباركوها، الا انهم مازالوا يعتقدون بأن استرداد ملايين محدودة من مليارات منهوبة، يعّد نجاحاً متواضعاً، فيما تتطلب المشكلة وضع خطط افضل وبذل جهود أكبر. ويذكر المراقب محمد قاسم لـ “طريق الشعب” بأن “ماتمت استعادته لايتجاوز عدة ملايين في حين ان رئيس الجمهورية كان قد اعلن في التلفزيون في أيار من العام الماضي عن تهريب 150 مليار دولار في صفقات الفساد إلى الخارج منذ عام 2003. فهل يمكن أن يكون نجاحاً استعادة ملايين منها فقط في عشرين عاماً”. وحذر قاسم من الأحكام المخففة التي تصدر بحق المدانين بالفساد، والتي لا تتناسب مع حجم السرقات، وقال” تقرير النزاهة يؤكد ان عدد المحكومين لايتجاوز 2-5 في المائة من المتهمين!”.

ويشير الخبير الاقتصادي د. جاسم محمد حافظ الى “حاجة البلاد الى نظام مدني ديمقراطي قائم على أساس المواطنة، لأنه الوحيد القادر على ضمان سلامة الاجراءات القضائية واحترام القضاء وقراراته، والشفافية واعادة التنظيم المؤسساتي للدولة”. ويضيف في حديث لمراسلنا “ بدون وجود قيادة نابعة من انتخابات ديمقراطية عادلة لايمكن وضع برامج علمية لمكافحة الفساد، وبدون هذه البرامج لا يمكن تفعيل مؤسسات الدولة من جهة وتحفيز الرقابة الشعبية من جهة مكملة”.

 

أبرز أهداف انتفاضة تشرين

من جانبه يشير الناشط المدني أحمد علي الى ان “ مكافحة الفساد وفضح ومحاسبة رؤوسه، كانت ابرز مطلب لمنتفضي تشرين وسبباً رئيسياً للحراك الجماهيري”. واضاف بأن “لا أمل في تحقيق الأصلاح دون القضاء على الفساد المالي والإداري وفرض القانون وتفعيل الأحكام القضائية وإقامة دولة المؤسسات واحتكارها وحدها للسلاح”. ويعتقد الناشط بأن تحقيق ذلك يرتبط بإنهاء نظام المحاصصة، الذي هيأ الأرضية المناسبة، ليس لخلق منظومة الفساد فحسب، بل ولربطها مع أجهزة الدولة ومؤسساتها وكبار موظفيها وبعض التجار والمصرفيين بل وحتى مع بعض الأنتجلسيا ورجال الأعلام. ودعا الى جبهة شعبية فاعلة من كل الخيرين ودعاة التغيير لمواجهة الفاسدين ومنظومتهم الخطيرة.

 

 

 

 

التجارة تواصل توزيعا.. شكوى من رداءة الحصة الغذائية ومطالبة بمراقبة الوكلاء 

بغداد – طريق الشعب

تقول وزارة التجارة انها تواصل إجراءاتها في ما يخص الحصة التموينية، موضحة أنها عملت على تقليص كميات بعض الحصص الاساسية، لأجل مواصلة توزيعها على المواطنين، الذين يصفون السلة الغذائية بأنها “بائسة”، ولا تعوض متطلباتهم اليومية.

وطبقا لاقتصاديين، أن نسبة التضخم في قطاع الأغذية ارتفعت بنسبة 6.6% مقارنة مع بداية 2019. كما أن المواد الغذائية تمثل 28% من الأهمية النسبية للمواطن من مجمل المنتجات.

 

حصة لا تسد الحاجة

تقول المواطنة هناء العبيدي، من سكنة منطقة الزعفرانية، لـ”طريق الشعب”: ان “آخر حصة تموينية حصلت عليها تعود الى شهر 11 من العام الماضي، وان مواد الحصة التموينية بائسة، حيث اشتملت على مادة الحمص المجروش الذي لا يصلح للاستهلاك، وكذلك أزمة الطحين المتواصلة”، مشيره الى انها لا تعول على مفردات التموين في سد متطلبات عائلتها اليومية.

وتضيف العبيدي انه “على الرغم من زيادة تنوع مفردات الحصة التموينية من مواد معجون الطماطم والبقوليات الا أنها لا تسد حاجة العوائل الكبيرة، وذات الدخل المحدود”.

وتشهد المواد الغذائية ارتفاعا مضاعفا في أسعارها بالاسواق المحلية؛ اذ ان مادة زيت الطعام (1 لتر) يباع اليوم بـ 3 آلاف دينار، بعد ان كان قبل ايام 2500 دينار، وقبل رفع اسعار الدولار كان يباع بـ 1250 الى 1500 دينار، بحسب العبيدي. ( مقارنة الاسعار الحالية بالسابقة - بعد خفض سعر صرف الدينار امام الدولار)

وتؤكد المواطنة ان “مفردات السلة الغذائية التي توزع عبر البطاقة التموينية ثانوية، ولا تحل شيئا من الأزمة الغذائية التي يعانيها الكثير من المواطنين، الذين تضرروا من جراء تغيير سعر صرف الدولار الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد لمستويات أنهكت الناس في معيشتهم”.

وتأمل العبيدي ان يتوفر “دعم حكومي” لمفردات الحصة التموينية بمواد اكثر نفعا للمواطنين وبنوعيات جيدة من الرز والطحين، اضافة الى الحليب وغيره”.

الوكلاء ينأون بأنفسهم

فيما يشكو وكلاء الحصة التموينية من تحميلهم مسؤولية التقصير في التوزيع وتقليص أوزان عدد من المواد الغذائية، مبدين أسفهم لـ”جهل” المواطنين بالتعليمات التي تفرضها الوزارة عليهم.

وتقول الوكيلة عزيزة محمد لـ”طريق الشعب”: ان “اغلب المستفيدين من مفردات السلة الغذائية لا يرغبون في استلام مفرداتها، لكونها في الغالب رديئة، بخاصة مواد الطحين والحمص والرز”، مشيرة الى ان المواطنين المسجلين لديها في الوكالة غالبا ما يطالبونها “بتسليمهم 2 كيلوغرام من مادة السكر لكل مواطن شهريا، كما كان سابقا، بدلا من الواحد كيلو واحد”، حيث جرى تقليص المادة بعد إضافة مفردات جديدة للسلة الغذائية.

وترى المتحدثة، ان “الحصة التموينية بحاجة الى مزيد من دعم”، منبهة إلى أن تعزيز مفردات السلة الغذائية جاء على حساب مواد أساسية ضمن حصة التموين، كمادة السكر، التي تباع في السوق باسعار مضاعفة.

وتعلل الوكيلة سبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية في الاسواق بأنها تمنح للمواطنين كل شهرين، وبصورة غير منتظمة، الامر الذي انعكس سلبا على أسعارها في السوق المحلية.

وتشير إلى ان “هناك استغلالا لحاجة المواطنين من قبل بعض التجار، نتيجة لضعف الرقابة”.

 

تقليصها كي يستمر توزيعها

وبعكس ما ذكرته الوكيلة، يرى المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان “السلة الغذائية حققت نجاحا كبيرا من خلال توزيعها على ثلاث وجبات”، معتقدا انها “أعادت ثقة المواطنين بالوزارة بعد ان تعرضت لانتكاسات بسبب اعتقادهم بان هناك سوءا في ادارة ملف البطاقة التموينية”.

ويطمئن حنون بان “مشروع السلة الغذائية لن يتوقف، وان الجهود مستمرة لإنجاحه”.

وبشأن مصادر تمويل حصة التموين، يبين حنون لـ”طريق الشعب” أن “السلة الغذائية لم تشهد أية إضافة في مفرداتها، بسبب تأخر اقرار موازنة عام 2022”، موضحا انه تقرر تقليص مادة السكر الى كيلوغرام بدلا من 2 كيلوغرام، لدعم استمرار توزيعها على المواطنين.

ويشير حنون الى ان هناك “تنسيقا مستمرا” مع شركات القطاع الخاص لدعم مفردات الحصة التموينية والسلة الغذائية.

 

مطالبة بمراقبة الوكلاء

وتجد الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، ان “خطوة السلة الغذائية لا بأس بها، فيما لو منحت الاهتمام والدعم اللازم”، مشيرة الى ان “هناك الكثير من العوائل تحت خط الفقر، يعتمدون على مفردات الحصة التموينية لسد متطلباتهم الغذائية”.

وترى سميسم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان هناك حاجة ماسة للرقابة على وكلاء التوزيع، فضلا عن تحسين نوعية مواد السلة الغذائية الممنوحة الى المواطنين، ودعمها بمواد اخرى محلية الصنع”.

وتؤكد ان “هناك الكثير من المواطنين يتسلمون اكثر من حصة تموينية، بينما لا يحصل آخرون على مفرداتها، بسبب إجراءات إدارية معقدة”.

 

 

تشمل المجاري والمستشفيات والطرق .. مشاريع خدمية متلكئة تتطلب رقابة شعبية ومؤسساتية

بغداد ـ طريق الشعب

بات اكمال مشاريع المجاري في العراق واكساء الطرق ومد الجسور وبناء المستشفيات واحدا من اكبر امنيات العراقيين، كون ان العديد من مشاريع المجاري والمشاريع الخدمية الاخرى في المدن والمحافظات متوقفة، لأسباب ومعرقلات كثيرة، ما يتطلب وجود رقابة شعبية ومؤسساتية منظمة، لمتابعة تلك المشاريع.

 

مجاري حي النصر

ويقول الناشط في حي النصر ببغداد، علاء كاطع، لـ”طريق الشعب، أن “هناك مشاريع تنفذها امانة بغداد في حي النصر وتحديداً مشاريع انشاء شبكة مجاري، ويفترض ان ينجز المشروع خلال ثلاثة شهور من الان”.

ويضيف كاطع أن “هذه المشاريع لم تأت إلا بعد جهود أبناء المنطقة حيث قاموا بعدة خطوات من أجل ان تنفذ امانة بغداد مشاريع خدمية في الحي، الذي يعاني من سوء الخدمات منذ عقود”.

ويوضح أن “مشروع مجاري حي النصر كان متوقفا منذ عام 2007، وتعرض للتلكؤ في مرات عديدة”، مبيناً أن “النشطاء في حي النصر لا يملكون معلومات عن تفاصيل المشروع. وهناك لجنة خدمية مكونة من وجهاء المنطقة مشكلة لمتابعة المشاريع في الحي”.

ويلفت كاطع إلى أن “هناك مشاريع ثانوية تلكأت في بعض المناطق الزراعية المجاورة لحي النصر، ولم تشملها خطط امانة بغداد ما اضطر الأهالي الى انشاء شبكات مجاري على نفقتهم الخاصة، بالتعاون مع مقاولين”.

 

مشاريع الديوانية

من جهته، يقول الناشط المدني من محافظة الديوانية، حسن المياحي، أن “محافظة الديوانية منذ عام 2003 لغاية الان لم يكتمل فيها أي مشروع خدمي”، مبيناً أن من هذه المشاريع “مجسر الجمهورية الذي توقف العمل فيه منذ عشر سنوات، رغم انه يتسبب في اختناق مروري في المدينة، بالإضافة الى المستشفى الأسترالي ومجمعات سكنية متوقفة عن العمل منذ 15 سنة”.

ويضيف المياحي لـ”طريق الشعب”، أن “شركة الرافدين المسؤولة عن انشاء المجاري في الديوانية لم تكمل المشروع برغم انه مسند لها منذ سنوات”، مشيراً إلى أن “المشروع تمت احالته الى شركة نور الأفق، على امل اكماله”.

وتابع ان “السبب في تلكؤ المشاريع الخدمية هو ان هناك أحزابا سياسية تسيطر على إحالة عقود المشاريع الى جهات منفذة، حيث ان المستثمرين والمقاولين لا يمكنهم الحصول على المشاريع من دون دفع عمولات لهذه الجهات السياسية، وغالباً ما تكون العمولات قيمتها عالية وتؤثر سلباً في انجاز المشروع”.

ويذكر المياحي أن “نشطاء الاحتجاجات ومعهم نخبة من المجتمع في المحافظة قدموا شكاوي الى هيئة النزاهة والادعاء العام، على شركة الرافدين والمستثمرين في مشاريع الإسكان والشركة المنفذة لمستشفى الأسترالي، لكن الاستجابة لم تكن حاضرة”.

 

 ذي قار.. أزمة كبيرة

وفي السياق، يقول الناشط في محافظ ذي قار، احمد طه، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “ذي قار بحاجة الى الكثير من الخدمات، وهذا ما يؤكده الحراك الاحتجاجي الذي شهدته المدينة خلال الفترة الماضية، والذي يؤكد انه جاء نتيجة لتراكمات كثيرة واهمال وتقصير من قبل الحكومات المحاية المتعاقبة”. وتابع ان “من اكبر المشاريع المتلكئة في المحافظة هو مشروع المجاري الذي استلمته الشركة الإيرانية والتي كانت مسؤولة عن كل مشاريع المجاري في الاقضية والنواحي، لكنها اخذت المستحقات المالية ولم تكمل عملها”، لافتاً إلى أن “العديد من المشاريع الأخرى متوقفة على اكمال مشروع المجاري ومنها اكمال اكساء الطرق”.

ويوضح طه، أن “هناك ضعفا كبيرا في البنى التحتية وخصوصاً على مستوى الأبنية المدرسية حتى أصبحت ظاهرة الدوام الثلاثي طبيعية، إضافة الى مشاريع الطرق التي تفتقر اليها المحافظة”، مؤكداً أن “الطرق الخارجية التي تتصل بباقي المحافظات رديئة جداً”.

ويؤكد أن “جائحة كورونا كشفت ضعف البنى التحتية الصحية، وان اغلب النواحي والاقضية تفتقر الى وجود مراكز صحية متطورة ذات سعة سريرية مناسبة”.

 وعن مشاريع الإسكان يبين طه أنه “رغم توفير صندوق اعمار المحافظة الذي يحتوي على مبالغ كبيرة بالإضافة الى التخصيصات المالية من قبل الحكومة المركزية، الا أن ذي قار تفتقر إليها”.  ويذكر أنه “رغم وجود حركة اعمار بسيطة نتأمل ان تتطور اكثر، ولكن هناك شبهات كثيرة تحوم حول مشاريع الاعمار القليلة الموجودة في المحافظة، حيث ان الكثير من الطرق التي تم اكساؤها لم تدم طويلاً، إضافة الى ان جسر الناصرية الكبير الذي افتتح مؤخراً حصلت فيه تشققات، ما يؤكد ان الجهات المتنفذة التي تدير عمل تنفيذ مشاريع صندوق اعمار ذي قار غير نزيهة”.

 

رقابة شعبية منظمة

إلى ذلك، قال الناشط المدني احمد علي، أن “الرقابة الشعبية على المشاريع لا تمارس وظيفتها إلا عندما يتلكأ مشروع يمس حياة الناس، مثل الطرق والكهرباء والمجاري”.

وأضاف علي لـ”طريق الشعب”: “لا توجد رقابة شعبية منظمة وانما هي رد فعل يحدث على الوضع الخدمي. أما رقابة جماهيرية مفصلة تتابع كل المشاريع على مدار العام فلا وجود لها”.

وعن رقابة المؤسسات الحكومية يوضح قائلاً: إن “مكاتب المفتشين العموميين الغيت، ومن الملاحظات المسجلة عليها انها كانت ترتبط بالوزير بشكل مباشر، وما معروف ان الوزراء محسوبون على جهات سياسية وفق نهج المحاصصة، ما يعني ان مكاتب المفتشين العموميين كانت تخضع لسطوة الجهات التي ينتمي لها الوزير”.

وأردف قوله بأن هيئة النزاهة تعتمد على الاخبار حول قضايا الفساد وهي ايضاً ليست بمعزل عن الضغوط السياسية، شأنها شأن باقي مؤسسات الدولة، لذا فإن تلكؤ المشاريع الذي هو ناتج عن فساد لن ينتهي إلا بوجود مؤسسات دولة خارج الضغوطات وبجانبها تكون هناك رقابة شعبية منظمة.

 

 

الصفحة الخامسة

 

في مناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.. المحاصصة والفساد يقوضان أحلام العراقيين

بغداد ـ سيف زهير

 

خصَّصَت الأمم المتحدة يوم 20 شباط من كل عام، مناسبةً دولية للتأكيد على ضرورة العدالة الاجتماعية والتكافل، والأهداف التي وُضعت من أجل الوصول إلى عالم خالٍ من الفوارق الشاسعة، وقائم على أساس المساواة والعدالة بين أفراده، وتخفيف نسب الفقر. وتعتبر موضوعة العدالة الاجتماعية واحدة من أهم عناصر ضمان المساواة والعدالة في توزيع الثروات والدخل وتوفير فرص متكافئة للمواطنين دون أي تمييز أو تفرقة، وهي السبيل لتعزيز الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والتنمية نحو تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين.

وفي الوقت الذي يجري الاحتفاء بهذه اليوم في مختلف بلدان العالم تحت عنوان ‘’تحقيق العدالة الاجتماعية بالتوظيف الرسمي’’، يؤشر خبراء ومراقبون في العراق، أن العدالة الاجتماعية لم تتحقق بسبب طبيعة النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، وانتشار ظاهرة الفساد التي باتت تعرقل أي إجراءات بصدد بناء نظام أكثر عدالة بين مواطنيه. فيما يؤدي غياب هذه العدالة إلى فقدان حقوق عديدة مثل العمل والضمانات والخدمات والأمان والحريات وتفاصيل كثيرة متداخلة في ما بينها.

 

عرقلة عجلة العدالة

الكثير من الدول باتت تهتم بتحقيق شكل من أشكال العدالة ما بين المواطنين من خلال تقليل حدة الفوارق الطبقية. كما أن استقرار الدول التي تولي هذا الموضوع اهتماما خاصا لم يأتِ من فراغ، بل من كون هذه الدول أدركت بأن ثلم العدالة سيؤدي إلى الاضطراب السياسي والاجتماعي نتيجة التهميش.

وفي بلدان عديدة، تضع أحزاب وتيارات عديدة في برامجها السياسية والانتخابية قضية العدالة الاجتماعية، لأنها أمر مهم بالنسبة إلى المواطنين، ويمس حياتهم بشكل مباشر. أما نظام الحكم في العراق، فيمكن اعتباره نموذجا من تلك الأنظمة التي تعمل على تغييب هذا المفهوم، وهي أنظمة متخلفة جدا، لينمو سلوك الاستئثار بثروات البلاد من قبل أقلية تحكم وحولها حاشية من المستفيدين، على حساب الأكثرية من المهمشين والمسحوقين. كما تثبت ذلك الأرقام الخاصة بظاهرتيّ الفقر والبطالة على سبيل المثال.

ويهتم مفهوم العدالة الاجتماعية بكيفية تذليل الفوارق الطبقية والتمييز بين المواطنين خصوصا في ما يتعلق بتوزيع الثروات وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، حيث أن هذه المجالات تكاد تكون في أدنى مستوياتها بالنسبة إلى المواطنين العراقيين. وبما أن العدالة الاجتماعية تعنى بكل هذه التفاصيل التي تمس حياة الناس بصورة مباشرة، فهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان. وأن تغييبها أو المماطلة في تحقيقها، يعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان.

إن هذا المفهوم تم طمسه منذ عام 2003 وحتى الآن، وهذا لا يعني بأن العدالة الاجتماعية كانت قائمة قبل ذلك، ولكن الأمر يظهر التناقضات في خطاب القوى الحاكمة بعد التغيير ووعودها بتحقيق ذلك، حتى باتت هذه القضية أمرا دعائيا لهذه القوى تستخدمه لتقديم الوعود أو الإشارة إليه في البرامج الانتخابية، لكن النتيجة الوحيدة الثابتة: أن أوضاع البلد تردت كثيرا وبحسب الإحصائيات والتقارير الاقتصادية فأن من 600 إلى 800 مليار دولار، اختفت خلال الفترة ما بين عامَي 2006 – 2014، ما عدا الفترات التي سبقت وتلت هذه السنوات، في وقت ارتفعت فيه نسبة خط الفقر في العراق إلى 31 في المائة، وهذا ما يؤكد التغييب الممنهج للعدالة الاجتماعية في العراق.

 

غيابها يعرقل بناء الدولة

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، إن مفهوم العدالة الاجتماعية يذهب مباشرة لقضية المساواة التامة في تطبيق القوانين والأحكام وتوفير الحقوق للجميع لتحقيق الصالح العام. كما أنه يرتبط أيضا بالمصالح الفردية للمواطنين ويعنى به، مشيرا إلى أن العدالة الاجتماعية، هي عدالة التنافس على الثروات المادية وتوزيعها بطريقة سليمة، وذلك من خلال الحقوق الممنوحة والمكتسبة للفرد.

ويوضح خضير خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن العيب الذي يعاني منه نظام الحكم في العراق حاليا هو “تهميش مفهوم العدالة الاجتماعية. إن القوى الحاكمة لا تأبه بخطورة غياب العدالة لأنها تستأثر بالثروات كلها وتتصارع بشأنها، فبذلك تزيد حدة الفرز الطبقي وهذا يؤدي بدوره إلى الغضب العارم والانفجار الاجتماعي ضد النظام السياسي القائم على التهميش، وهذا ما حصل فعلا في انتفاضة تشرين عام 2019 بعدما أحس غالبة العراقيين بتهميشهم وظلمهم في الوقت الذي يتحكم بثروات البلاد مجموعة قليلة من الماسكين بالسلطة، وبعض المستفيدين من حولهم”، مضيفا “أن الدول التي تتمتع باستقرار سياسي وثبات اقتصادي تهتم بقضية العدالة الاجتماعية، بينما نرى تلك التي تعاني الاضطراب تهمش هذا الجانب المهم في حياة الإنسان، نتيجة التفاوتات الاجتماعية وإخلالها بتوازن العملية برمتها. أن ردم الفجوة يكون عبر التوزيع العادل نسبيا للثروة وتوفير فرص متكافئة وسد الحاجات المعيشية الأساسية وضمان المساواة بين الجنسين”.

ويحل العراق بين فترة وأخرى في ذيل ترتيب الدول التي توفر الخدمات لمواطنيها، فلا تقدم يذكر على صعيد الخدمات والحريات العامة والبنى التحتية، وبأبسط أمثلة يمكن استعراضها من الواقع، هو النقص الحاد مثلا في الأبنية المدرسية رغم أن التعليم أحد أوجه العدالة الاجتماعية، فضلا عن نفس الحال بالنسبة للمستشفيات، فيما بات البلد يواجه أرقاما هائلة للفقر والبطالة والظواهر الاجتماعية السيئة.

إن الإحصاءات التي تقدمها الحكومة بشأن نسب الفقر مثلا، تصطدم من حيث الدقة بالأرقام الدولية. ففي نهاية العام الماضي قالت وزارة التخطيط أن نسبة الفقر وصلت إلى 31 في المائة. بينما الخبراء الاقتصاديون والتقارير الدولية تقول النسبة أكثر من ذلك بكثير.

 

أزمة ليست جديدة

من جانبه، يرى الباحث السياسي أحمد جميل، بأن “العدالة الاجتماعية غائبة منذ فترة النظام الدكتاتوري المباد، حيث لم يجر توزيع الثروات بطريقة متساوية بين المواطنين كالحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والوظيفية”.

ويؤكد جميل أثناء حديثه لـ”طريق الشعب”، أن قضية العدالة أصبحت اليوم تتجاوز المفهوم الاقتصادي وحده، فالأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بـ”إيجاد درجات عالية من المساواة بين الجنسين وإتاحة الفرصة للمرأة في الترشح للانتخابات بطريقة تُساويها بالرجل وليس كما يجري حاليا. كما أن ما أفرزته المحاصصة الطائفية من سوء إدارة وفساد هائل عرقلا أو غيبا العدالة الاجتماعية، فضلا عن تعثر عملية التحول الديمقراطي وتحويل العملية السياسية إلى مقاطعات طائفية وقومية لا تقوم فكرتها على أساس المواطنة والعدالة”، مضيفا “أن عملية جعلِ المواطنين متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات، لن تخلق أي شعور بالغُبن أو الظُلم، ولن تدفع أي أفراد أو جماعات إلى الاحتجاج ضد حكومة أو دولة. لا يُمكن لسوء إدارة الثروات وتوزيع الفرص أن يُحقق الاستقرار في المجتمع. فالحركات الاحتجاجية منذ عام 2011 ولغاية اللحظة لم تنطلق الا بسبب ما أشرنا له، لذلك فأن استقرار البلد لا يتحقق إلا بالعدالة الاجتماعية وبما أن المواطنين يعانون في مجالات القضاء والاقتصاد والتعليم والصحة وهناك من حرم منهم حتى من الإدلاء بأصواتهم والتمتع بأوراق ثبوتية وغيرها نتيجة الحرب، فستبقى العدالة مثلومة وموقف العراق مخجلا أمام العالم في الوقت الذي قطعت دول عديدة أشواطا بهذا الجانب المهم”.

 

الفساد والمحاصصة

ويقول باحثون اجتماعيون وحقوقيون ان العدالة الاجتماعية في العراق، لا تزال تواجه انتهاكات كبيرة في ظل ما يفرزه نظام المحاصصة الطائفية من نتائج وخيمة، وما يرافق عمليات الفساد المستمرة من تهميش واقصاء للكثيرين. ويأتي هذا الحديث بالتزامن مع دعوات المنظمات الحقوقية والدولية والأمم المتحدة إلى تحفيز الحكومات على التصدي للظلم الاجتماعي الذي يتجسد في صور مختلفة، منها الاستبداد والاستعباد والإقصاء والقهر الاجتماعيين والحرمان والفقر.

ويقول الباحث في الشأن الاجتماعي، أركان عبد الله، إن البدء بتحقيق العدالة الاجتماعية وخصوصا في بلد مضطرب مثل العراق، يحتّم الاتجاه نحو تشريع قوانين معنية بهذا المفهوم المهم، وتفعيلها أيضا.

وأضاف عبد الله لـ”طريق الشعب”، أن البلد يشهد “مشاكل كبيرة بتوزيع الفرص بين المواطنين، كما إن توزيع الثروة الذي ينص عليه الدستور، يتم حاليا بطريقة بعيدة عن الكفاءة والقدرات والحقوق، بل وفقا لآليات نظام المحاصصة الطائفية”.

ورهن الباحث، تحقيق العدالة الاجتماعية بـ”إيجاد خطط للتنمية الاجتماعية”، مضيفا ان هذين الجانبين “من مسؤوليات الدولة تجاه المواطنين. وأن الأمم المتحدة أقرت اتفاقية دولية لهذا النوع من العدالة، وصادقت عليه دول كثيرة ودخلت حيز الإنفاذ عام 2010 إلا أن العراق متلكئ بشكل كبير في هذا المجال، ولا يعطى فيه الحق بالعدالة للكثير من الفئات الاجتماعية”.

وتابع أن “أرقام التهميش والفقر والبطالة والعوز عالية جدا. وجميعها تتعلق بتوفير فرص العمل والرعاية الصحية والوظائف وغيرها”.

وبيّن قائلا: ان “تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء تشير إلى ان عدد سكان العراق بلغ حوالي 40 مليون نسمة، يقابلها نسب فقر (بحسب تقديرات البنك الدولي) تصل إلى 22.5 بالمائة في العام 2019”.

ويؤكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، أن نسبة الفقر حاليا ارتفعت الى “أكثر من ٣٠ في المائة، حيث اضيف أكثر من مليوني عائلة الى هذه النسبة، بسبب جائحة كورونا وتداعياتها”.

 

الدولة فشلت في مسؤولياتها!

من جانبه، تطرق الحقوقي فيصل اللامي، إلى مسؤولية الدولة عن ضمان حقوق الأفراد والجماعات الاجتماعية، وتوفير الفرص والإمكانيات الى الجميع على قدم المساواة. وأردف كلامه أن “ادارة الدولة تتعامل مع المواطن على اعتباره عبئا عليها”. وشدد اللامي في حديثه لـ”طريق الشعب”، على أن “ايجاد القوانين اللازمة لتحقيق العدالة والاجتماعية وتفعيلها يضمنان للفرد أن يحقق ذاته في ظل مجتمع يتمتع بالعدالة ويلجأ اليها بحال تعرضه الى الظلم”.

وتابع ان “المجتمع الدولي خطا خطوات مهمة بهذا الجانب، وأمام العراق تحديات كبيرة في ظل الانتهاكات المستمرة وغياب الحقوق”.

وأكد المتحدث أن “المجتمع العراقي حاليا وللأسف الشديد يحلم بالعدالة الاجتماعية، بل هو يرى حقوقه احلاما غير قابلة للتحقق في ظل مناخ يعاني الكثير من التعدي والتجاوز على حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، بدءا من توفير الفرص واحترام التنوع، وصولا الى التهميش لفئات كبيرة بسبب المحاصصة”.

ولفت اللامي الى أنه “حتى خلال عمل القضاء نرى أن المتنفذين يفلتون من الحساب بينما المواطن اصبح فاقدا للثقة بمؤسسات الدولة”.

وخلص الى أن “حرية التعبير ايضا تتعرض للانتهاك والعمل مستمر على التضييق على حرية الصحافة والرأي. بينما تعمل الجهات التشريعية على سن قوانين لحماية السياسيين من حق الصحفيين بالتعبير والسؤال، بدلا من القيام بالعكس”.

 

اقتصاد متخلف يعرقلها

ويفتقد النظام السياسي في العراق العدالة الاجتماعية، كون اقتصاده يعتمد بالدرجة الأساس على الاستهلاك والاستيراد حيث لا تتفق العدالة الاجتماعية مع الاقتصاد الريعي الذي يعمل بهذه الشاكلة. بينما نرى إصرارا من قبل القوى الحاكمة على هذا النهج.

ويقول الخبير الاقتصادي عماد تويج لـ”طريق الشعب”، أن الصورة الأبرز لغياب العدالة الاجتماعية في العراق هي تمتع فئة محدودة بالثروات من خلال السياسة، بينما أوجدت في محيطها عددا محدودا أيضا من المستفيدين بالامتيازات، في مقابل حرمان الغالبية من حقوقهم بالتمتع بالثروات التي كفل الدستور توزيعها بالتساوي، لذا باتت العدالة الاجتماعية مجرد نصوص مذكورة وتحولت ثروات البلاد إلى أداة سياسية تستغلها القوى الحاكمة لتوجيه الناس حسب مصالحها وشراء الولاء من البعض. وهذا بالتحديد ينمو ويتطور في ظل الدولة الريعية، لأن العمل يحصر بيد السلطة ولا توجد مشاريع استثمارية ولا قطاع خاص ولا سلطات نزيهة”.

ويضيف تويج قائلا: “تقول بعض التقديرات أن أكثر من ثلثي الشعب لا يستفيدون من ثروات البلاد. أما الآخرون ففائدتهم تأتي من ارتباطهم بالحكومة ولهذا فأن نسب الفقر والبطالة في زيادة مستمرة، ووصلت إلى أعلى مستوياتها فيما يزيد التعداد السكاني أيضا، وما زال الوضع بالنسبة للعدالة الاجتماعية في أردأ شكل يمكن رؤيته في العراق”.

 

أوجه أخرى للعدالة

ومن وجهة نظر المحامي علي عيسى، فإن العدالة الاجتماعية غابت عن ملفات إنسانية مهمة جدا، ولم تتخذ الحكومات خطوات جادة لتسهيل إعادة ملكية الاقليات الدينية كافة، وخصوصا في المناطق التي تم تهجيرهم منها قسراً من قبل عصابات داعش الارهابية، وكذلك أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في ما يتعلق بتعويض ضحايا الاقليات من جراء العمليات الارهابية والانتهاكات التي قامت بها عصابات داعش الارهابية لا ترتقي الى المستوى المطلوب.

ويوضح عيسى لـ”طريق الشعب”، أنه “على الرغم مما تضمنه الدستور العراقي الدائم لسنة 2005 في مواده (14، و 16) على مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص لجميع العراقيين. إذ نصت المادة (14) على أن (العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي). كما نص في المادة (16) على أن (تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك)، إلا أنه لم يلمس أي تقدم في تطبيق المراجعة القانونية للتشريعات المحلية على الرغم من تقديم مشروع قانون الحماية من العنف الاسري في مجلس النواب والذي تم قراءته قراءة اولى”.

ويضيف المحامي أن “حق التعليم في العراق يعتبر مجانيا بموجب المادة 34 من الدستور وكذلك قانون وزارة التربية رقم (22) لعام 2011 في الفصل الرابع المادة التاسعة، مازال يواجه الكثير من التحديات، فعلى الرغم من التخصيصات الكثيرة في الموازنات المتلاحقة للدولة، وصدور قانون محو الأمية رقم 23 لسنة 2011، إلا أن واقع التعليم مازال قاصراً عن تلبية متطلبات الحق في التعليم المكفول دستوريا. ان هذه الأمور هي عثرات حقيقية في وجه العدالة الاجتماعية، ولا أظن أن القوى الحاكمة يمكن أن تقوم بأي إجراء لتحسين الأوضاع أو الاهتمام بموضوعة هذه العدالة اللازمة والهامة لحياة المواطنين”.

*************

كتب الرفيق رائد فهمي في مناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

 

في 26 تشرين الثاني عام 2007، اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة بان يتم الاحتفال بيوم 20 شباط من كل عام، يوما عالميا للعدالة الاجتماعية.

الهدف الرئيسي للاحتفال باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، هو رفع الصوت ضد الظلم الاجتماعي ومختلف اشكال التمييز الاجتماعي واللامساواة، كالفقر والاقصاء والتهميش واللامساواة الجندرية، والبطالة، كما يتم تسليط الضوء في هذا اليوم على حالة حقوق الانسان عالميا، وفي كل بلد.

وشعار الاحتفال لهذا العام هو «تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التوظيف الرسمي»، والمقصود بذلك ايجاد فرص عمل في القطاع المنظم.

ويكتسب الاحتفال في مثل هذا اليوم اهمية متزايدة عاما بعد آخر، وذلك لتعمق فجوة الفوارق في الدخل والثروة في بلدان الاقتصادات الرأسمالية المتقدمة كالولايات المتحدة واوروبا منذ ثمانينات القرن المنصرم بالاقتران مع اتباع سياسات الليبرالية الجديدة وانتشار العولمة الرأسمالية.

وتشهد بلدان الاقتصادات التابعة والانتقالية الى اقتصاد السوق، ذات الظواهر، صورة اكثر حدة لغياب المؤسسات وانتشار الفساد وقلة الموارد وتسلط قلة اجتماعية واحتكار قلة اجتماعية السلطات، والاستحواذ على المال العام واهم مفاصل الاقتصاد والمال.

وبات موضوع العدالة الاجتماعية يشكل العنصر المحرك الاساس لاغلب الحركات الاجتماعية الاحتجاجية، التي يغلب عليها الطابع الشبابي.

وفي العراق، حيث ترتفع معدلات البطالة والفقر والامية وعدم العدالة في توزيع الخدمات العامة وضعف مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وفي التمتع بفرص العمل وتولي المسؤولية، اصبح تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية مطلبا مركزيا للحراك الاجتماعي والسياسي وللاحزاب السياسية والقوى والشخصيات المدنية الديمقراطية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الرفيق رائد فهمي على فيسبوك

**********

 

 

الصفحة السادسة

 

أين يجري رميها؟ .. مخلفات المختبرات والممرضين وباء يهدد المواطنين

 

بغداد - سلام السوداني

 

تنتشر قرب العيادات الطبية الأهلية، سيما في الأحياء الشعبية، مختبرات صحية ومحال للممرضين والمضمدين المجازين. وقد اتسعت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، مع ازدياد أعداد العيادات الأهلية، في ظل تراجع القطاع الصحي الحكومي.

هذه المختبرات ومعها محال المضمدين، تستخدم مستلزمات طبية مختلفة، من حقن وقناني وأنابيب وقطن وقفازات وغيرها. وبعد انتهاء عملها في نهاية اليوم، تتخلص من كل هذه المخلفات بشكل بدائي غير خاضع للشروط الصحية. كأن ترميها في الشارع أو في الحاويات العامة المخصصة لجمع النفايات، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة والبيئة، خاصة أن تلك المواد لا تخلو من الفيروسات والأوبئة.

 

الأرصفة مكبات للمخلفات الطبية

صاحب مختبر أهلي، يؤكد لـ “طريق الشعب”، أن غالبية المختبرات تقوم بعد انتهاء دوامها برمي مخلفاتها على الأرصفة أو الجزرات الوسطية، بعد أن تضعها في أكياس بلاستيكية، مبينا أن هذه الطريقة في التعامل مع النفايات الطبية، تخالف التعليمات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة، والتي تشدد على إتلاف هذه المواد، نظرا لخطورتها على الصحة العامة.

فيما يذكر المضمد محمد حسن علي، أن معظم المضمدين يقومون برمي مخلفاتهم في حاويات جمع الأنقاض المخصصة للنفايات المنزلية، موضحا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن البعض من المضمدين يضع مخلفاته في أكياس قبل أن يودعها الحاويات، فيما البعض الأخرى يرميها مباشرة من دون أي معالجة احترازية.

ويتابع قائلا: “في كل الأحوال أن هذه المخلفات خطيرة على الصحة، كونها ناقلة للأمراض، وفي حال رميها في الأماكن العامة، لن تكون في مأمن عن عبث القطط والكلاب السائبة، ما يؤدي إلى تناثرها في الطرقات”.

ويلفت علي، إلى أن عمال النظافة معرضون في الغالب إلى خطورة هذه المواد، كونهم على تماس مباشر معها، سيما أن غالبهم لا يرتدي قفازات واقية، أو بدلات تحمي من الأمراض.

 

مستشفى بلا “محرقة”

من جانبه، يقول شنشول عبد حامد، أن المستشفى الاهلي في بغداد الذي يعمل فيه لا يتعامل مع المخلفات الطبية وفق الشروط الصحية، لأنه أساسا لا تتوفر فيه “محرقة” خاصة بإتلاف المخلفات، مثلما موجود في المستشفيات الأخرى.

ويبيّن لـ “طريق الشعب”، أن المستشفى يضع المخلفات الطبية داخل أكياس سوداء “غير سميكة”، وبعدها يقوم بنقلها إلى موقع رمي النفايات في المنطقة، مشيرا إلى خطورة هذه المواد على الصحة العامة، وبشكل مباشر على صحة عامل النظافة الذي يتعامل معها.

 

الأطفال يعبثون بالأوبئة!

التمريضي محمد عبود رسن، يؤكد لـ “طريق الشعب”، أنه شاهد قبل أيام أطفالا يعبثون بنفايات طبية مرمية في الشارع، منوها إلى أن هذه النفايات قد تحمل أمراضا وأوبئة انتقالية خطيرة، ما تنتقل إلى الطفل، ثم إلى عائلته.

ويشدد رسن على أهمية أن تتخذ وزارة الصحة إجراءات رقابية صارمة على عمل المختبرات وعيادات التمريض والصيدليات، وتتأكد من انها تتخلص من مخلفاتها بالشكل السليم، داعيا إلى إنشاء محارق خاصة لإتلاف تلك النفايات، مع تخصيص حاويات محكمة لهذا النوع من المواد الخطيرة.

إلى ذلك، تقول المواطنة ساجدة نوري، أن منطقتهم تضم الكثير من المختبرات وعيادات التمريض، وهذه في الغالب لا تتبع الشروط الصحية في التخلص من مخلفاتها، إنما ترميها في الطرقات بشكل عشوائي، ما تكون مرتعا خصبا للأوبئة والأمراض الخطيرة.

وتدعو المواطنة، الجهات المعنية إلى إلزام المختبرات ومحال التضميد بوضع حاويات خاصة لجمع نفاياتها الطبية، فضلا عن إلزام المستشفيات الأهلية بتوفير محارق لإتلاف مخلفاتها.

كما تدعو وزارة الصحة، إلى تفعيل دور الرقابة في هذا الإطار.

 

*************

 

 

أگـول.. في أبي الخصيب! تجريف وهدم وصمت

 

 

جاسم بصراوي

 

بعد ان طالت أيادي العابثين كل مكان في عراقنا العزيز، حيث لم يسلم منها أي حيز ابتداءً من البنى التحتية صعوداً حتى رأس الهرم.. بعد ذلك كله، وفي صباح يوم مؤلم أسود، حلت علينا نقمة “البلدوزر” لتجريف كل ما هو جميل من بساتين البصرة الخضراء العامرة بأنواع النخيل والاشجار المثمرة.

وسبق هذه النقمة المد الملحي القاتل، الذي ما سكتنا يوما عن الصراخ لتخليصنا منه، لكننا لم نجد آذانا صاغية، بل وجدنا التمادي والسكوت عما يجري، بدءاً من الحكومة المحلية وصولاً الى المركز.

يوجد ملعب رياضي في قضاء أبي الخصيب، كثيراً ما احتضن فعاليات رياضية وجماهيرية، منذ بنائه في أواخر سبعينيات القرن الماضي. هذا الملعب وصلت إليه يد الإعمار بُعيد تغيير النظام المباد، الأمر الذي افرحنا نحن الكهول، فكيف بالشباب!؟

توقعنا ان يستغل الملعب كما في السابق، فتقام فيه الفعاليات الرياضية والمباريات بين فرق القضاء أو بين فرق المحافظة، ليتشجع الشباب على ممارسة هواياتهم الرياضية، خصوصاً العاطلون عن العمل منهم (وما أكثرهم) بدل التسكع في المقاهي والأماكن العامة، والتي ربما يتعلمون فيها تناول الممنوعات القادمة من الأرجنتين! لكن للأسف الشديد، لم يحصل ذلك مطلقاً.

قبل أسابيع تفاجأنا بوجود آليات ثقيلة، شفلات وحادلات، تعمل في الملعب بوجبتين، ليل نهار. واتضح فيما بعد، أن ما يقومون به هو بناء محال ودكاكين في المكان، بعد هدم مدرج الملعب، ما حدا بنا للتساؤل: إلى أين أنتم ذاهبون ببصرة النخيل!؟

أنقذوا ملعبنا الوحيد في هذا القضاء.. أنقذوا شبابنا وافسحوا لهم المجال ليتوجهوا إلى ممارسة الرياضية بدلا من ممارسة السلوكيات السيئة!

 

*****************

 

 

أهالي الغزالية: أنقذونا من الحوادث المرورية

 

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

طالب اهالي المحلة 442 في منطقة الغزالية ببغداد، بإعادة فتح الجانب الثاني من الشارع الذي يربط بين المنطقة والخط السريع، والذي يطلق عليه "شارع الهياكل" أو "شارع 60"، مشيرين في حديث لـ "طريق الشعب" إلى أن المركبات تسير ذهابا وإيابا على جانب واحد من الطريق، ما تسبب في حصول حوادث مرورية كثيرة.  وأوضح الأهالي، أن الشارع المذكور يبلغ طوله حوالي كيلومترين، وهو في الأصل يتألف من سايدين، ذهابا وإيابا تفصلهما جزرة وسطية كبيرة، حاليا مغمورة بالنفايات، مبينين أنه بعد 2003 تم إغلاق أحد جانبي الشارع لدواع أمنية.

وأضافوا، أن الجانب المفتوح ضيّق ولا يتسع لسير المركبات ذهابا وإيابا، كما أنه مليء بالحفر والمطبات، ما يؤدي إلى تكرار الحوادث المرورية.

وبالإضافة إلى مطالبتهم بإعادة فتح الجانب المغلق من الشارع، طالب الأهالي بتنظيف الجزرة الوسطية، وتشجيرها، فضلا عن إنشاء جسر لعبور المشاة على الخط السريع، يربط بين "منطقة الهياكل" ومنطقتي "الحرية" و"السلام".

وسبق أن قدم أهالي الغزالية، شكاوى عديدة إلى بلدية الشعلة وأمانة بغداد حول مشكلة هذا الشارع، سواء من خلال الزيارات المباشرة أم عن طريق النشر في الصحف، لكن أي إجراء لم يتخذ في هذا الإطار حتى الآن.لا

 

***************

 

الموصل.. نقص الأجهزة الطبية والأدوية يزيد آلام مرضى السرطان

 

الموصل – وكالات

أفاد مدير مستشفى الاورام السرطانية الكرفاني في الموصل، الطبيب عبد القادر سالم، بأن المستشفى الذي يستقبل نحو 5 آلاف مراجع شهرياً، بينهم 150 مصاباً بالسرطان، يعاني نقصا في أجهزة طبية "مهمة".

وقال في حديث صحفي، أن "المستشفى يعاني احيانا نقصا في الادوية التي تستخدم في تركيب الجرعات الكيمائية المخصصة لمرضى السرطان"، موضحا أن "قرابة 50 نوعاً من هذه الادوية اساسية يحتاجها مرضى السرطان، وتجهز وزارة الصحة نسبة 80 في المائة منها، فيما يضطر المريض إلى شراء بقية الدواء من الصيدليات الأهلية".

واشار سالم، إلى أنه "مع بداية كل شهر نستطيع توفير جرعات المرضى، لكن بعد ذلك يظهر لدينا نقص في تلك الجرعات نعجز عن توفيره. وهذه المشكلة لا تقتصر على مستشفانا، إنما تشمل جميع مستشفيات البلاد"، لافتا إلى أن "المشكلة الكبرى ليست في نقص الادوية، انما في عدم وجود جهاز اشعاع داخل محافظة نينوى، وذلك بعد ان تم تدمير مستشفى الأورام السرطانية في الجانب الأيمن من الموصل، بكامل أجهزتها إثر احتلال داعش".

وأكد، أن "مرضى السرطان يعانون معاناة كبيرة، وبعضهم يضطر إلى السفر لمحافظات اخرى من أجل تلقي الإشعاع، الأمر يثقل كاهل المريض".

وفي السياق، شكا عدد مرضى السرطان، المشكلات ذاتها التي تحدث عنها مدير المستشفى، مشيرين إلى أنهم يقومون بشراء بعض الأدوية من الصيدليات الأهلية، بأسعار مرتفعة تتراوح بين 150 وألف دولار.

وتذكر حنان أحمد، وهي مصابة بالسرطان، أنها تعتمد على "تبرعات الخيرين" لتحصل على جرعتي علاج شهريا، يصل ثمنهما إلى 600 ألف دينار، وذلك في حال عدم توفر الجرعات في المستشفى.

إلى ذلك، يتحدث الإداري في المستشفى، خالد الجبوري، عن مشكلة عدم توفر جهاز إشعاع، مبينا أن "هناك جهازا موجودا في المستشفى البحثي داخل جامعة الموصل، لكنه لم يستخدم حتى الآن، نظرا لعدم افتتاح المستشفى بسبب مشكلات إدارية".

ويضيف في حديث صحفي، أن "المرضى بأمس الحاجة الى هذا الجهاز، وليس من المعقول أن ينتظروا إكمال بناء مستشفى الأورام المدمر، والذي يستغرق عاما أو عامين".

 

****************

 

مواساة

 

* بألم عميق، يشاطر الرفاق في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، العزيز الشاعر د. عمار المسعودي، أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وعضو اتحاد أدباء كربلاء، الحزن برحيل “شيخ الشيوعيين”، الرفيق سلمان عبيد.

لا يسعنا في هذا المصاب الجلل الا الدعوة بالصبر والسلوان لذوي الفقيد، والذكر الحسن له دوما.

*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، الرفيق عدنان عبد عزيز، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

* الرفيق العزيز مزهر مدلول (أبو هادي)، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك، ببالغ الحزن والأسف، نبأ وفاة شقيقتكم العزيزة ام مهدي.

تقبلوا منا احر التعازي الرفاقية، متمنين لكم ولأسرتكم الكريمة الصبر على هذا المصاب، والذكر الطيب دوما للفقيدة ام مهدي.

كما يعزي فرع رابطة الأنصار الشيوعيين في الدنمارك، الرفيق مزهر في هذا المصاب.

 

*****************

 

الصفحة السابعة

 

جدل حول استدعاء وزير المالية الى مجلس النواب.. فقر وبطالة وفساد.. ثمار «الورقة البيضاء» الحكومية

 

بغداد ـ علي شغاتي

 

عاد الجدل مجددا حول النتائج المتحققة من رفع سعر صرف الدينار امام الدولار الأمريكي، وما خلفه من تبعات اقتصادية تحمل عبئها الأكبر المواطن البسيط، نتيجة لارتفاع أسعار المواد الغذائية والانشائية وغيرها من المواد الأساسية المتعلقة في الحياة اليومية للمواطنين.

ورفض وزير المالية علي عبد الامير علاوي، الاستجابة الى طلب الحضور الى مجلس النواب، يوم السبت، لغرض مناقشة تداعيات الموضوع. فيما اكتفى البرلمان باستضافة محافظ البنك المركزي مصطفى غالب ونائبه لـ”مناقشة النتائج المترتبة عن رفع سعر صرف الدولار”.

 

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، يتواصل تذبذب أسعار صرف الدولار، فيما بيّن مصدر مخول في البنك المركزي، عبر بيان صحفي، نشرته وكالات الانباء، إنّ “تكرار تغيير سعر الصرف خلال أوقات قصيرة من دون دراسة من الجهات المعنية، يؤدي إلى ركود اقتصادي، ويربك عمل الأسواق المحلية، ويزيد من المضاربات على العملة الأجنبية”.  

 

مغالطات كبيرة

وحول رسالة وزير المالية الى رئيس الحكومة التي رفض فيها الحضور الى مجلس النواب، اكد المحلل السياسي اياد العنبر في تدوينه على صفحته في (فيسبوك)، ان “الرسالة حملت مغالطات منها تبرير قرار رفع سعر الصرف بموافقة زعماء الكتل السياسية، قبل البرلمان”، مشيراً الى ان “الوزير تجاوز على صلاحية البنك المركزي من خلال تبني وزارة المالية للقرار، وتثبيته في الموازنة في سابقة غير مبررة”.

وبيّن العنبر ان “هناك فترة أكثر من شهر بين طرح قرار رفع سعر الصرف وتطبيقه، ما سمح لمافيات مزاد العملة بسحب الدولار والتربح منه. وهذه بحد ذاتها يمكن أن يحاسب عليها الوزير”، منوها الى ان “ارتفاع سعر النفط انقذ الحكومة وليس خططها او ورقتها الإصلاحية البيضاء، ولم يكن امامها سوى الاقتراض لحل موضوع تسديد الرواتب”.

وبعد أن رفض وزير المالية حضور جلسة الاستضافة التي دعت اليها رئاسة البرلمان، يوم السبت، لمناقشة تداعيات تغيير سعر صرف، قال علي عبد الأمير علاوي، انه سيوجه طلبا الى رئيس مجلس النواب، يطلب فيه التصويت على منحه الثقة، بعد القاء كلمة تخص الوضع الاقتصادي، وانعكاسات السياسة المالية على أسعار السوق.

 

تجاوز الصلاحيات

اما الخبير الاقتصادي د. مهدي البناي، فأشار الى ان “سعر صرف العملة، ومعدل الفائدة، وقياس ومتابعة التضخم، وتنظيم ومراقبة عمل المصارف، هي أمور تقع ضمن مسؤولية البنك المركزي، ولا يفترض بوزارة المالية التصدي لها”، منوها الى ان “تصدي المالية لهذا الامر يعد تغولا وتعديا على البنك المركزي كون محافظه ضعيفا وغير مختص”.

فيما قال المالي محمد فرحان: ان “موضوع تغيير سعر صرف الدينار هو من اختصاص البنك المركزي، لكن الحكومة وبمقترح من قبل وزير المالية وبالاتفاق مع زعماء الكتل السياسية وافقوا على رفع السعر من اجل تجاوز الازمة الاقتصادية، اثر انخفاض أسعار النفط”، مبينا ان “القرار الحق ضررا بالغا بالطبقات الهشة والفقراء، ووصل الضرر الى الطبقات المتوسطة، نتيجة لارتفاع الأسعار في القطاعات كافة”.

وأضاف فرحان لـ”طريق الشعب”، ان “خطط الحكومة اعتمدت على وصفات صندوق النقد الدولي الجاهزة، بدون النظر الى الواقع العراقي، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين بشكل كبير”، منوها الى انها “فشلت في السيطرة على أسعار المواد الغذائية والأدوية والمواد الانشائية وغيرها من الأمور الأساسية لحياة المواطنين، ولم تستطع الإيفاء بوعودها بدعم الطبقات الهشة”.

وتابع ان “موضوع عودة سعر الصرف في الوقت الحاضر صعب جدا، لكن على الحكومة، مؤكدا ان “الحكومة تعمل وفق مبدأ تجاوز الازمات، لا وضع الحلول، مع اغفالها عن قضية مهمة وهي ان ثروة البلاد ملك للعراقيين، وليست للكتل السياسية او الموظفين”.

واكد ان “سياسات الحكومة الاقتصادية كان نتاجها زيادة معدلات الفقر والبطالة، وزيادة أرباح المصارف من مزاد بيع العملة”.

ورقة سوداء

بدوره، وصف الباحث في الشأن الاقتصادي احمد محمد ورقة الحكومة البيضاء بانها “سوداء” لرفعها راية غول النيوليرالية (الخصخصة).

وقال محمد لـ”طريق الشعب”، ان “الهدف من خفض قيمة العملة هو زيادة الاستثمارات الأجنبية وزيادة الإنتاج الداخلي والصادرات وتقليص العجز التجاري”، مشيرا الى ان “الإنتاج الداخلي يحتاج الى مواد أولية والعراق يستورد هذه المواد وهو غير قادر على التصدير في الوقت الحالي”.

وأضاف الباحث: “لا يختلف اثنان على أن واقع القطاع العام يحتاج لمعالجة لكي يكون أكثر إنتاجية ويحقق حاجات المجتمع”، مشيرا الى ان “الورقة البيضاء تروج النيوليبرالية وتقدمها على انها حامل راية عجلة التطور وتحسين الوضع الاقتصادي وهي المنقذ، لكن في الحقيقة هي ليست خطة إصلاح ولا رؤية حقيقية”.

وخلص الى ان “الحكومة ومن خلال خططها الاقتصادية الحالية قامت ببيع كل ما يملك الشعب العراقي، لجعله اسيرا حتى في حال تغيير النظام القائم”، مبينا ان “العراقيين امام أيام عسيرة سببتها هذه الورقة التي وضعت من اجل خدمة رؤوس الأموال”.

 

*****************

 

 

وقفة اقتصادية.. استرداد الأموال واجتثاث الفساد قضية شعب 

 

 

 

ابراهيم المشهداني

 

لكي لا يدخل في دائرة النسيان ينبغي التذكير بمؤتمر بغداد لاسترداد الأموال المنهوبة الذي انعقد في بغداد في الخامس عشر من شهر ايلول عام 2021 بمشاركة الجامعة العربية والعديد من المندوبين المفترضين. وقد شكل انعقاد هذا المؤتمر خطوة مهمة على طريق استعادة الأموال المهربة من قبل الفاسدين ذوي المقام العالي في الدولة العراقية الذين يحتلون مراكز وظيفية مهمة بالغة التأثير.

ان عملية التهريب من قبل الفاسدين لم تكن تحصل لولا وجود مرشدين وأدلاء ودول تسمح نظمها السياسية والمالية باجتذاب الأموال المهربة مقابل حوافز واغراءات من قبل أجهزة مصرفية تتمتع بنفوذ سياسي في بلدانها وانظمة وقوانين تسمح لها بإيداع الأموال المهربة من مختلف الدول وخاصة الدول التي تتمتع بتدفقات مالية تفتقر إلى الرقابة الحازمة والقوانين الرادعة التي لا يمكن تخطيها والعراق مثالا بحسب التقارير الدولية.

لهذا كان المطلوب ترجمة توصيات مؤتمر بغداد آنف الذكر وهو ما  تم أخيرا في  نجاح العراق في اختراق السرية المصرفية الدولية بطريقة قانونية فقد كشفت هيئة النزاهة الاتحادية بتاريخ الخامس من شباط من هذا العام في بيان لها  تمكن العراق لأول مرة من اختراق هذه السرية عبر جهود هيئة النزاهة وصندوق استرداد أموال العراق، وفي بيانها أشارت إلى أن الاختراق تم من خلال اجراءات قانونية تمكن العراق بموجبها من الاطلاع على محتويات الخزينة في سويسرا،                  وعلى الرغم من اقتضاب هذا البيان وعدم ذكر التفاصيل الكاملة عن ثمار هذا النجاح من حيث حجم المبالغ المودعة وما اذا كانت تعود لأزلام النظام السابق أو الأموال المهربة بعد عام 2003 وحجم المبالغ التي يمكن  استردادها  في الحالتين، ومهما يكن من أمر هذا النجاح  فان الوصول إلى مثل هذا الاختراق وبطرق قانونية يضع أمام الحكومة العراقية والجهات المصرفية الساندة خيارا يمكن تكراره  مع دول أخرى سيما وأن المبالغ المطالب بها هي مبالغ كبيرة تمكن العراق من التعويض عن الخسائر التي تكبدها نتيجة عمليات الفساد المنظمة وإعادة توظيفها في المشاريع المتوقفة في البنى التحتية او في استراتيجيات التنمية المستدامة التي يجري التخطيط لها في المستقبل .

لقد سبق   لهيئة النزاهة بالتنسيق مع وزارة العدل العراقية والبنك المركزي وهيئة المساءلة والعدالة ودوليا مع الشرطة العربية والدولية (الانتربول /منظومة النشرات الدولية ) ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة تتناسب مع حجم الأموال المهربة  بسبب حجم الفساد المتنامي في الداخل وقلة البيانات  عن أماكن الأموال المهربة، والدليل على ذلك فان بيانات هيئة النزاهة التي تنشرها باستمرار  تشير إلى أن حجم الأموال المهربة من قبل الفاسدين بعد عام 2003 نحو 350 مليار دولار أي ما يعادل 32 في المائة من ايرادا العراق خلال سبعة عشر عاما واذا ما حسبنا ما في بيانات الهيئة المعلنة تلك سواء المتعلقة بالقرارات القضائية الصادرة بحق الفاسدين بمن فيهم الهاربين 64 وزيرا ومن بدرجتهم وذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامين مع 257 ملفا لاسترداد الأموال المهربة فلا يمكن وصفها الا  بحريق يلتهم الأموال العراقية التي لا تخص الاجيال الحالية وانما الاجيال القادمة .

وبناء على ما تقدم  فان الوصول إلى اختراق السرية المصرفية في سويسرا لوحدها  لا يمكن عده  صك اطمئنان  دون الأخذ بالاعتبار اختلاف النظم والقوانين بين ملاذات التهريب في دول عربية أو اجنبية والعمل على ايجاد  السبل القانونية المناسبة لتحقيق خرق في تشريعات تلك الدول فعلى الصعيد العالمي مثلما  تؤسس تحالفات خاصة بتهريب الأموال أو عرقلة استردادها  بالمقابل ايجاد البدائل   الكفيلة بتسهيل استردادها، وكما ليس بالمستطاع تجفيف المياه الآسنة دون تجفيف مصادرها لهذا فليس بالمستطاع استرداد الأموال المهربة  دون التصفية التامة  لمنابع الفساد وقواه السياسية  الفاعلة  في الداخل .

 

 

*************

 

سجال مسؤولية إعدادها يهدد المشاريع الاستثمارية.. موازنة 2022.. مخاوف من تكرار سيناريو العام الماضي

 

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل الفوضى السياسية التي تشهدها البلاد، ينتظر المواطنون ان تستكمل إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل الشروع في اعداد مشروع قانون موازنة العام الحالي، والذي أعدته حكومة تصريف الأعمال بشقيه التشغيلي والاستثماري، لكن المخاوف ما تزال قائمة من تدخل الارادات السياسية في استحداث بعض المشاريع الجديدة على حساب المشاريع المشلولة التي شهدت نسب انجاز معينة.

يأتي ذلك وسط جدل حول احقية حكومة تصريف الاعمال في إعداد قانون الموازنة من عدمه، فيما تحذر اطراف معنية من تعطيل تقديم الموازنة.

 

تشغيلية واستثمارية

وقال المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “مسودة قانون الموازنة الحالية التي عدتها الحكومة فيها نفقات تشغيلية واستثمارية، وميزتها الأساسية هي انها سوف تنفذ المشاريع الاستثمارية في الكامل ومن دون توقف، كوننا نمر بفترة وفرة مالية”.

وأضاف صالح أن “نسبة الجانب التشغيلي في مسودة قانون الموازنة بلغت حوالي 70 في المائة، فيما سيكون للجانب الاستثماري 30 في المائة”، موضحاً انه “غير معلوم حتى الان نسبة العجز الافتراضي في الموازنة القادمة، لكن الموازنة وضعت على سعر تقريبي لبرميل النفط قدره 55 دولارا. وفي ظل سقوف الانفاق للعام الماضي، من المرجح ان تقل نسبة العجز في الموازنة عما كانت عليه”.

وتابع ان “العجز الافتراضي لا يعني ان يتم تمويل الموازنة عن طريق الاقتراض، وانما يمول عن طريق الفائض من الريوع النفطية، حيث ان هناك فرقا بين سعر برميل النفط في الموازنة، وسعر البرميل في السوق”.

وأوضح المستشار أن “فارق أسعار النفط بين ما مثبت في الموازنة والسعر الحالي في السوق يخلق جدلا: اذا افترضنا ان سقف الانفاق ثابت عند 140 ترليون دينار فيجب ان لا يقل متوسط سعر برميل النفط السنوي في الموازنة عن 72 دولارا”.

 

تكرار سيناريو

من جهته، توقع عضو مجلس النواب، جمال كوجر، تكرار سيناريو 2021 في اعداد موازنة العام الحالي لثمانية اشهر، مبينا ان حكومة الكاظمي هي لتصريف الاعمال، ولا يحق لها قانونيا اعدادها.

وقال كوجر في تصريحات صحفيّة، أن “الموازنة عام 2022 ستقر لعام كامل  الا انها لثمانية اشهر فقط لعدم وجود نص قانوني يمكن من اعدادها  لـ 8 اشهر”.

واضاف ان “سيناريو 2021 سيتكرر في العام الحالي في ما يخص إعداد الموازنة لتأخرها وانشغال البرلمان بالتشكيل الحكومي”، منوها الى ان “حكومة الكاظمي لا يمكنها اعداد الموازنة قانونيا باعتبارها حكومة تصريف اعمال”.

واشار الى أن “الموازنة ستتضمن تسديد القروض الداخلية والخارجية التي اقترضتها حكومة الكاظمي، والتي يتوجب على العراق دفع اقساط منها  سنويا”.

وبالعودة الى المستشار المالي، فإنه يرى أن “تقديم الموازنة من قبل حكومة تصريف الاعمال الى مجلس النواب المنتخب الجديد ليس عائقاً كبيراً، بل يجب ان تغنى مسودة الموازنة بالنقاشات والأفكار”، مبيناً أن “تعطيل تقديم الموازنة هو اخطر من تقديمها في بلد مثل العراق فيه ركود اقتصادي وبطالة، ومشكلات اقتصادية أخرى كثيرة”.

ولم يرد النائب جمال كوجر على اتصالات مراسل “طريق الشعب”، للتعليق اكثر حول موازنة العام 2022.

ووصلت أسعار النفط، أعلى مستوياتها في اخر سبع سنوات، وبلغت 95.73 دولار للبرميل، حيث من المؤمل ان يسبب ذلك وفرة مالية في البلاد، تعود بفائدة إيجابية على القطاعات الخدمية.

مسؤولية التخطيط

وفي السياق، قال الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي، ان “سعر النفط يمثل نوعا من أنواع التقديرات حيث ان خبراء النفط في “سومو” بالإضافة الى وزارة النفط ستضع التقديرات الأولية لأسعار النفط للعام الحالي وترسل الى وزارة المالية وتعرف من خلالها حجم الإيرادات النفطية”.

وأضاف العلي لـ”طريق الشعب”، أنه “بعد ارتفاع سعر برميل النفط الى 96 دولارا، ينتظر ان تحدث التفاتات الى القطاعات الخدمية مثل التعليم والصحة والاعمار والإسكان”، لافتاً إلى أن “وزارة التخطيط هي المعنية بوضع الاولويات للمشاريع، وأن الجزء التنموي في الموازنة يتمثل في الجانب  الاستثماري وهو من يحدد حجم الانفاق وانعكاساته نحو أي قطاع”، متوقعاً أن “يكون التركيز على المشاريع غير المنجزة التي تبلغ 6 الالف مشروع”.

ورجح ان “يكون للتأثيرات السياسية دور في استحداث المشاريع الجديدة وتعطل مشاريع أخرى فيها نسب انجاز من اجل الحصول على عمولات من قبل الجهات المستثمرة في المشاريع”، مبيناً أن “ذلك أدى الى اهمال القطاعات الخدمية طيلة السنوات الماضية”.

 

**************

 

الصفحة الثامنة

 

في يوم الشهيد.. شيوعيو الموصل: التغيير الشامل هو الحل

الموصل – طريق الشعب

اقامت تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الموصل، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، ذكرى إعدام قادة الحزب الخالدين فهد وحازم وصارم عام 1949.

أدار الحفل الذي حضره ممثلون عن عائلات شهداء الحزب بالإضافة إلى جمع من الشيوعيين، الرفيق عثمان، داعيا الحاضرين في البداية إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعد ذلك، ألقى الرفيق محمد عمر، كلمة باسم تنظيمات الحزب، أكد فيها “حرص الشيوعيين على استذكار شهدائهم والسير على خطاهم من اجل الوطن الحر والشعب السعيد”. فيما عرّج على ما وصل إليه وضع العراق اليوم من إنسداد سياسي، مشيرا إلى أن “الحزب حذّر في أوقات سابقة من مخاطر نهج المحاصصة الذي ساهم بشكل مباشر في انتشار الفساد المالي والإداري، وأدى إلى تدهور اقتصاد البلد وتفشي البطالة في صفوف الشباب، فضلا عن انعدام الخدمات على كافة الأصعدة”.

وتابع قائلا، أن تلك الأزمات توجب على القوى الوطنية انتهاج “التغيير الشامل”، الذي حملته وثيقة المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب “حيث دعت الوثيقة إلى تكاتف جهود القوى الوطنية من أجل إحداث التغيير المنشود”.

بعدها، استمع الحاضرون إلى قصيدة في المناسبة، ألقاها الشاعر سعد أبو سيف.

ووصلت الحفل برقيات تضامنية من قبل اتحاد الجمعيات الفلاحية واتحاد نقابات عمال نينوى واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في الموصل. وقد حيّا مرسلو البرقيات الذكرى العطرة لشهداء الوطن والحزب. 

وساهم “منتدى عريان السيد خلف” الشعري، في الحفل. إذ ألقى منسق المنتدى، السيد مهدي صالح، قصيدة الشاعر الراحل عريان السيد خلف “عسنّك يا حزبنا بعافية وخير”.  

ثم ألقى السيد أبو نوار، كلمة باسم عائلات الشهداء، جدد فيها “التقدير العالي لرفاق الحزب وهم يستذكرون أبناءنا الشهداء كل عام، ما يؤكد وفاءهم للمبادئ والقيم التي تحلى بها الحزب خلال مسيرته النضالية”.

وفي الختام، تم توزيع شهادات تقدير وهدايا، على ممثلي عائلات الشهداء. كما وزعت نسخ من وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل”، على جميع الحاضرين.

وكانت اللجان الأساسية للحزب في محافظة نينوى، قد نظمت فعاليات مختلفة في مناسبة يوم الشهيد. إذ زارت اللجنة الأساسية في ناحية ألقوش، العشرات من عائلات الشهداء. كما زارت أضرحة الشهداء في مقبرتي “ألقوش” و”دير الربان هرمزد”. فيما رفعت شعارات المناسبة، في مركز الناحية ومنطقة تللسقف.

وفي منطقة برطلة، عقدت اللجنة الأساسية للحزب، جلسة استذكار في المناسبة، حضرها عدد من الرفاق والأصدقاء.

أما في بعشيقة، فقد نظم الشيوعيون نشاطات مختلفة. إذ زاروا عائلات الشهداء، وقدموا مساعدات مالية للعائلات الفقيرة. كما عقدوا جلسة في الذكرى، ورفعوا شعارات المناسبة في أماكن عامة.

 

 

المحلية العمالية تزور ضريح الرفيق «فهد»

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، زارت اللجنة المحلية العمالية في الحزب، ضريح الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد)، في مقبرة الباب المعظم، وذلك تخليدا لذكراه وذكرى جميع شهداء الحزب من القادة والرفاق الآخرين، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل مبادئهم ووطنهم وشعبهم.

واستذكرت اللجنة المحلية المواقف البطولية للرفيق فهد، وبسالته يوم إعدامه مع رفيقيه حازم وصارم، على يد النظام الملكي المباد.

كما ثمنت بطولات شهداء الحزب والحركة الوطنية، وتضحياتهم في سبيل حقوق كادحي شعبهم وحرية وطنهم، معاهدة على مواصلة النضال من أجل عراق ديمقراطي مدني خال من الفساد والمفسدين.

من جانب ذي صلة، رفعت اللجنة المحلية في مناطق عامة مختلفة من بغداد، لافتات تحمل شعارات أطلقها الحزب في المناسبة.

كذلك، زار الرفاق في اللجنة المحلية عددا من عائلات شهداء الحزب، واستذكروا معها السفر النضالي لأبنائها.

 

 

شيوعيو واسط يستذكرون شهداء حزبهم

الكوت – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، أقامت اللجنة المحلية للحزب في محافظة واسط، الجمعة الماضية، حفل استذكار حضره جمع من الشيوعيين وعائلات الشهداء.

أدار الحفل الذي احتضنته “قاعة الأديب حميد ناصر الجيلاوي” في مقر اللجنة المحلية بمدينة الكوت، الرفيق عيسى مسلم، داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب وسائر شهداء الوطن.

بعدها ألقى الرفيق سفاح كلمة اللجنة المحلية، تلاه الشاب محمد اللامي، نجل الشهيد علي نجم اللامي، بقراءة كلمة عائلات الشهداء.

وتخللت الحفل قراءات شعرية في حب الوطن والحزب، ساهم فيها الشعراء سعد الواسطي وقاسم عبد الحسين وعدي فريد وحسين البهادلي.

وقبيل الختام، وزعت اللجنة المحلية على عائلات الشهداء، ألواحا تقديرية تحمل عنوان “لوح الشهيد”. فيما وزعت على الشعراء المساهمين، شهادات تقدير.

واختتم الحفل بأنشودة “سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد”، التي رددها الحاضرون بصوت واحد.

 

 

شيوعيو بابل يحيّون شهداء حزبهم

في حفل جماهيري

الحلة - محمد علي محيي الدين

 

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الجمعة الماضية، حفلا جماهيريا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، حضره جمع من الرفاق وأصدقائهم.

وحيّا المحتفلون، الذين غصت بهم “قاعة آذار” في مقر اللجنة المحلية بمدينة الحلة، شهداء الحزب الأبرار الذين قدموا أرواحهم قربانا للوطن والشعب.

وافتتح الحفل بالسلام الجمهوري، ثم الوقوف دقيقة صمت استذكارا لشهداء الحزب.

بعدها، ألقى الرفيق سلوان ظافر كلمة اللجنة المحلية، وأشاد فيها بالدور الكبير لشهداء الحزب ومناضليه الآخرين، في مسيرة العراق الوطنية.    ثم قدم الرفيق عقيل الربيعي، شهادة بحق شهيد انتفاضة تشرين، الرفيق نوفل الخزرجي. أعقبه الرفيق كاظم هادي بإلقاء كلمة في المناسبة، باسم عائلات الشهداء. ليلقي بعدها الرفيق علي القبطان، أيضا كلمة في المناسبة. وفي سياق الحفل، ألقى الشاعر د. وليد الزبيدي قصيدة في الذكرى، تلاه الشاعر لفتة الخزرجي بقصيدة مهداة إلى شهداء الحزب والوطن.  ثم عرض فيلم وثائقي عن شهداء اللجنة المحلية للحزب في بابل، من إعداد الرفيق نبيل عبد الأمير الربيعي. وتضمن الفيلم صورا للشهداء خلال العهدين الملكي والجمهوري، مع نبذة مختصرة عن سيرة كل شهيد منهم.

هذا وأدارت الحفل الرفيقة ليلى الخضري مع الرفيق سامي عبد علي الربيعي.

يشار إلى أن اللجنة المحلية نظمت في المناسبة، مسيرة آلية جابت بها شوارع مدينة الحلة. وقد رفع المشاركون في المسيرة الأعلام العراقية ولافتات تحمل شعارات في ذكرى يوم الشهيد.

 

 

لاهاي الهولندية.. احتفال مهيب في يوم الشهيد الشيوعي

لاهاي - مجيد إبراهيم خليل

 

شهدت مدينة لاهاي، غربي هولندا، الأحد الماضي، احتفالا مهيبا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، أقامته منظمة الحزب في هولندا وبلجيكا، بالتعاون مع منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في هولندا. 

حضر الاحتفال جمهور كبير من الشيوعيين وأصدقائهم، إلى جانب وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وازدانت قاعة الاحتفال بعلم الوطن وبالورود الحمر والشموع والشعارات الخاصة بيوم الشهيد.  وبعد أن رحب الرفيق ميسم الأديب بالحاضرين، دعاهم إلى إنشاد النشيد الوطني، ثم إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الحزب.

ثم ألقيت كلمات في المناسبة من قبل منظمتي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، ورابطة الأنصار الشيوعيين.

وفي سياق الاحتفال، عرض فيلم يلقي الضوء على مسيرة شهداء الحزب الأماجد، في فترات مختلفة، معرجا على المطاردات والملاحقات التي طالت الشيوعيين، وأدت إلى استشهاد وتغييب الكثيرين منهم.

بعد ذلك، تناوبت مجموعة من الرفيقات والصديقات، في سرد سير شهيدات شيوعيات خالدات، عبر عرض مصور يصاحبه عزف على الناي للفنان ستار الساعدي.

وذكّر العرض بالمسيرة النضالية للشهيدات، وسيرهن العطرة، ومعاناتهن في السجون والمعتقلات، انتهاء بإعدامهن أو تغييبهن.

واستذكارا لتضحيات شهداء الحزب، قدمت مجموعة أخرى من الرفيقات والصديقات، برفقة مجموعة أطفال تحمل الشموع، عرضا دراميا يتضمن موسيقى وغناء ثوريا وقصائد للشاعرين توفيق زياد ومظفر النواب.

وعلى هامش الاحتفال، سرد الرفيق مهدي كريم، سيرة الشهيد الشيوعي قاسم محمد حمزة ودوره في تنشيط الحركة الفلاحية، متناولا طريقة إعدامه البشعة في حوض حامض النتريك «التيزاب».

وكان للشعر نصيب في الاحتفال، إذ ألقت الرفيقة خيرية الخالدي قصيدة شعبية، أعقبتها الرفيقة ليلى الحداد بقصيدة فصحى.

وعند معرض صور الشهداء الذي احتضنته قاعة الاحتفال، وقف الحاضرون طويلا وهم يسترجعون ذكرياتهم الجميلة واللحظات الحلوة التي عاشوها مع رفاقهم الشهداء.

وفي الختام، تم توزيع الورود على عائلات الشهداء والحاضرين.

******************************************************

الصفحة التاسعة

 

الشيوعي العراقي يلتقي السيد مسعود البرزاني

أربيل ـ طريق الشعب

التقى وفد من المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، بمقر اقامته في اربيل صباح يوم السبت ١٩ شباط ٢٠٢٢.

وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات السياسية وأوضاع البلاد عموما، والتأكيد على العلاقة التاريخية بين الحزبين.

وضم وفد الحزب الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية، والرفيق بسام محي نائب السكرتير، وعضوي المكتب السياسي الرفاق علي صاحب وحسين النجار.

 وحضر اللقاء أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني السادة فاضل ميراني، آزاد برواري، عرفات كرم.

 

 

 

.. ويجتمع مع الاتحاد الوطني الكردستاني

اربيل ـ طريق الشعب

عقد وفد المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، اجتماعاً مع عدد من قياديي الاتحاد الوطني الكردستاني، يوم السبت الماضي في اربيل. وبحث الاجتماع التطورات السياسية الأخيرة وأوضاع البلد عموماً، وحالة الانسداد السياسي وعدم استجابة الكتل المتنفذة لمطالب الناس وحقوقهم المشروعة. وضم وفد الحزب إضافة إلى الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب، الرفيق بسام محي نائب السكرتير، وعضوي المكتب السياسي الرفيقين علي صاحب وحسين النجار. فيما كان في استقبال وفد الشيوعي العراقي إلى جانب عضو المكتب السياسي سعدي بيره، اعضاء المجلس القيادي ريبوار اسماعيل، سردار هركي، حاجي مصيفي، ومستشار المكتب السياسي حكمت ولاش وعضو مكتب العلاقات هيمن مام رش.

 

 

الشيوعي العراقي يزور حزب اتحاد بيث نهرين الوطني

أربيل ـ طريق الشعب

زار وفد الحزب الشيوعي العراقي، يوم الجمعة الماضي، مقر حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، وناقش الجانبان اخر تطورات العملية السياسية، والسعي لتوحيد عمل القوى الداعية الى التغيير.

وكان في استقبال الوفد ـ الذي ضم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية والرفيق بسام محي نائب السكرتير والرفيقين علي صاحب وحسين النجار، عضوي المكتب السياسي للحزب ـ السيد يوسف يعقوب متي رئيس الحزب والسيد حازم داؤد كرومي مسؤول فرع نينوى والسيدة مريم عماد الياس عضو المكتب التنفيذي.

*******************************************

الصفحة العاشرة

 

في حملة الانتخابات الرئاسية.. مرشح الشيوعي الفرنسي يثير اهتمام الإعلام والفرنسيين

 

 

متابعة – طريق الشعب

في 15 شباط الحالي، وفي إطار حملته الانتخابية، نظم الحزب الشيوعي الفرنسي مهرجانا انتخابيا على قاعة الحفلات التابعة لبلدية ضاحية “مونتروي” الباريسية. وتحدث فيه سكرتير الحزب العام، ومرشحه لخوض السباق الانتخابي فابيان روسيل. فيما حضر المهرجان جمع غفير من أنصار الحزب وقوى اليسار الفرنسي.

ويطالب الزعيم الشيوعي بفرض ضرائب جديدة على أرباب العمل الأغنياء وتقليص ساعات العمل الأسبوعية من 35 ساعة إلى 32، إضافة إلى دعم الطبقات الشعبية البسيطة.

وفي مستهل كلمته قال روسيل: “عددنا مساء اليوم تجاوز 1500 مشارك. أنا سعيد جدا بتواجدي بينكم وفي أحضان هذه البلدية التي رفضت أن يمسح مرشح اليمين المتطرف إيريك زمور أحذيته على أرضها. أنا فخور بالدعم الذي تقدمونه لي. فهو يمنحني قوة أكبر لأدافع عن الطبقات البسيطة وعن العمال وكل الذين ينهضون قبل شروق الشمس للذهاب إلى العمل رغم رواتبهم المتدنية”.

ويمثل المهرجان عودة الى الفعاليات الجماهيرية التي عرفت عن الحزب في عقود صعوده الشعبي والانتخابي. ويأتي ذلك في سياق حرص أوساط واسعة للتعرف عن قرب الى المرشح الشيوعي، الذي أصبح يستقطب اهتمام الاعلام والفرنسيين.

وقال الناشط الشيوعي يوسف رزوق لوسائل إعلام فرنسية: ان “روسيل استطاع أن يكسب ثقة الشيوعيين الفرنسيين وحتى بعض مناضلي اليسار”. وان “روسيل استطاع أن يكسب ثقة الشيوعيين الفرنسيين وحتى بعض مناضلي اليسار، لأنه يستخدم كلمات بسيطة يفهمها المواطن العادي ويعيش حياة عادية مثل غالبية الفرنسيين، فضلا عن أنه يبتعد عن النظريات والمفاهيم الشيوعية القديمة التي أصبحت لا تعني شيئا للأجيال الجديدة”.

وأضاف: “ندرك جيدا أنه لا يملك أي حظ في الفوز بالانتخابات أو حتى التأهل إلى الدورة الثانية. لكنه يراهن على الانتخابات التشريعية المقبلة. فهو اليوم يزرع بذور الوحدة في صفوف الحزب الشيوعي وقوى اليسار الجذري بشكل عام، ويشرح أفكاره وبرنامجه على أمل أن يحصد اليسار مقاعد كثيرة في الجمعية الوطنية المقبلة، قد تمكنه من تغيير مسار السياسة الاقتصادية التي ستتبعها الحكومة المقبلة ومواجهة مشاريع ماكرون وحلفائه”.

 

ديناميكية انتخابية يسارية جديدة

والى جانب أنصار الحزب الشيوعي، الذي لم يشارك بمرشح شيوعي مباشر في الانتخابات الرئاسية في عامي 2012 و2017، واكتفى بدعم مرشح اليسار حينها جان لوك ميلنتشون، كان هناك حضور واسع للشبيبة، ويعود ذلك وفق احدى المشاركات الى ان الشباب “يشعر بأن هناك ديناميكية انتخابية جديدة مع ترشح روسيل للانتخابات الرئاسية، والذي يطرح أفكارا جديدة على الساحة السياسية”.

وأضافت “كناشطة سياسية في الميدان، يمكنني القول بأن الناس أصبحوا يهتمون بفابيان روسيل وينادونه في الشارع. ربما لا يعرفون جميعهم الأفكار والقضايا التي يدافع عنها في برنامجه الانتخابي، لكنه يواصل شق طريقه ويزحف إلى الأمام بغية منه في إحياء شعلة الشيوعية من جديد في المشهد السياسي الفرنسي”. وان ما يعجبها في شخصية روسيل “الطريقة التي يدافع بها عن قيمنا (قيم الحزب الشيوعي) وتبسيطه للأفكار والمفاهيم المعقدة لكي يستوعبها الجميع. فعندما يشارك مثلا في نقاشات سياسية على التلفزيون أو الإذاعة، فلا يهتم كثيرا بأفكار المرشحين الآخرين ولا يدخل في صراعات سياسية عقيمة معهم. ويركز فقط على الأفكار التي يريد الدفاع عنها، الأمر الذي أقنع العديد من المناضلين الذين لم يصوتوا في الانتخابات الرئاسية الماضية بالمشاركة من أجل التصويت هذه المرة”.

 

على خطى جورج مارشيه

ويرى مشاركون آخرون ان فابيان روسيل هو أفضل مرشح قدمه الحزب الشيوعي منذ المرشح المتوفى جورج مرشيه، لأن أفكاره واضحة ويشرحها بنوع من المرونة والبساطة وبأمل. وانه دفعة جديدة للحزب الشيوعي خلال هذه الحملة الانتخابية، وخطابه يلقى آذانا صاغية من قبل الشيوعيين وغيرهم.

من جهتها، عبّرت ممثلة جمعية “نجمة نانو” التي تنشط في الأحياء الفقيرة ببلدة مونتروي عن سعادتها بترشح روسيل لأنه “كان دائما يستجيب لمطالب الجمعية ويقدم مساعدات شتى لها. ولهذا السبب ستسانده إلى ما لا نهاية. فهو وجه الشيوعية الجديد والشمس التي تشرق على الضعفاء”. فهل سينجح في تعزيز رصيد الشيوعية في فرنسا من جديد؟

 

 

**************

 

 

إثيوبيا: إنتاج الكهرباء من سد النهضة

 

أديس أبابا ـ وكالات

بدأت إثيوبيا رسميا، أمس الأحد، إنتاج الكهرباء من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، في مرحلة هامة من المشروع المثير للجدل الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات.

وتجول رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد رفقة مسؤولين رفيعي المستوى في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال المسؤولون إنها أطلقت عملية الإنتاج، واصفاً ما تحقق  بأنه “ولادة حقبة جديدة”.

وجاء في تغريدة أطلقها “إنه نبأ سار لقارتنا ولبلدان المصب التي نتطّلع إلى العمل معها”.

لكن القاهرة والخرطوم تريان في المشروع تهديدا لهما نظرا إلى اعتمادهما الكبير على مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا ضروريا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد.

لكن أحمد سعى إلى التقليل من أهمية تلك الهواجس. وقال “كما ترون هذه المياه ستولد الطاقة وستتدفق كما كانت تتدفق في السابق إلى السودان ومصر، بخلاف الشائعات التي تفيد بأن شعب إثيوبيا وحكومتها يبنيان السد لحرمان مصر والسودان” من المياه، في إشارة إلى مياه تتدفق عبر السد الإسمنتي الضخم.

وتابع أن “إثيوبيا لا تريد إلحاق الضرر بأحد. إثيوبيا لا ترغب إلا في توفير الكهرباء للأمهات اللواتي لم يرين قط مصباحا متوهجا”، مشددا على أن الخطوة ستسهم في إخراج الشعب الكادح من “الفقر الذي نحن فيه حاليا”.

 

 

******************

 

 

مجهولون يطاردون أسرة سكرتير الحزب الشيوعي السوداني

 

متابعة - طريق الشعب

تابعت سيارة تحمل عناصر مجهولة الهوية، أسرة السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، ظنا من العناصر ان الخطيب في داخلها.

وحصل ذلك عندما كانت أسرة الخطيب، ذاهبة من المنزل فـي اتجاه ام درمــان، عند الساعة السابعة والنصف، وعند وصولها لكبري المنشية ظهرت سيارة “لاندكروزر” مظللة تماماً، وبدأت في مضايقة عربة الأســرة وتحاذيها من اليمين ومن اليسار وفي غضون ذلك فتح شباك عربة المطاردة ليطل منه شاب يعتمر طاقية، واوقف عربته ثم تخطى عربة الاسرة ودخلت نادي النيل العالمي. ولم تتمكن الاســرة من تسجيل رقم لوحة العربة المطاردة وواصلت طريقها الى ام درمان. بحسب ما افادة به أسرة السكرتير للصحيفة.

وقــال الناطق الرسمي للحزب فتحي الفضل في تصريح لصحيفة الميدان السودانية: ان “عربة السكرتير السياسي محمد مختار الخطيب التي كانت تقل اسرته تعرضت لمتابعة ومضايقة ظنا من الجناة ان الخطيب بداخلها، وحينما اتضح لهم ان فيها شخص آخر انحرفت عربة المتابعة الى داخل نادي النيل العالمي.”

وأضاف الفضل، ان “هذا الموقف سبق وتكرر مع ابنه السكرتير السياسي جوليا محمد مختار الخطيب في شارع اوماك، اثناء عودتها من الحاج يوسف الى منزلها في جبرة بصحبة ابنتها.

ونـوه الفضل الى أن عملية المتابعة غرضها بعث رسالة لـكـوادر الحزب الشيوعي بانهم تحت المراقبة.

هذا وتعرضت عربة عضو في الحزب الشيوعي الى ملاحقات ومتابعة قبل أيام بعد خروجه من المركز العام للحزب الشيوعي، وتم تصوير ذلك عبر كاميرا فيديو هاتف نقال.

ـــــــــــــــــــــ

عن صحيفة (الميدان) 3893، الأحد 20 شباط 2022

 

 

***************

 

 

إلى أين تقود سياسة شيطنة روسيا؟

 

هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز

 

انتهت، ليلة الثلاثاء 15 شباط2022، المهلة التي حددتها وسائل الاعلام والإدارة الامريكية، للغزو الروسي المزعوم للأراضي الاوكرانية، الذي بشرت وحذرت منه طيلة الفترة الماضية، وحشدت الحلفاء لمواجهته، وكان سببا لحركة دبلوماسية، مكوكية، بين موسكو وعواصم مختلف دول العالم، التي زار زعماؤها الكرملين ليجلسوا إلى طاولة المحادثات، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتفاجأ العالم، صباح الأربعاء 16 شباط 2022، بإعلان وزارة الدفاع الروسية، عن انتهاء مناوراتها وتدريباتها العسكرية وسحب أجزاء من قواتها المحاذية للأراضي الأوكرانية، وسرعان ما ظهر العديد من المسؤولين الغربيين، في وسائل الاعلام، يتقدمهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ليقول (لم نشهد أي تخفيف للتصعيد على الأرض، بل على العكس، يبدو أن روسيا تواصل الحشد العسكري).

ماذا يا ترى يريد الغرب من روسيا؟ وماذا تريد روسيا؟ وما أسباب الازمة وكيف ستمر؟ وعشرات الاسئلة التي تخطر في بال المتابع، وهو يرى الأجواء الملبدة التي قادت إلى شفا الحرب!

ابتدأت الأزمة باعتراضات روسيا الشديدة على الجولة، التي قام بها قادة حلف الناتو، أواخر العام الماضي، بوفد عال المستو، إلى بعض البلدان المجاورة لروسيا، منها فنلندا واوكرانيا، وتجدد الحديث عن احتمال انضمامها إلى حلف الناتو. أعلنت روسيا فورا اعتراضها القوي على هذه المحاولات لتوسيع حلف الناتو بشكل يهدد أمنها ومصالحها في المنطقة، وابتدأت بتحريك قواتها باتجاه الحدود الاوكرانية، معلنة عن اجراء تدريبات عسكرية، أعتبرها البيت الأبيض الأمريكي، ومعه حلفاؤه في حلف الناتو بأنها استعدادات لغزو أوكرانيا، بينما راحت روسيا تؤكد حقها في تحريك قواتها على أراضيها حتى وان كانت قرب حدود أي بلد.

وواصل زعماء الناتو، ومعهم البيت الأبيض الأمريكي، بحملات إعلامية متواصلة الحديث عن الغزو الروسي الوشيك.

من جانبه كرر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، بأن الانزلاق إلى استخدام مفردات الحرب الباردة جاء ردا على السياسة الروسية الساعية لكسر سياسة القطب الواحد، التي أدانها الرئيس بوتين في خطابه خلال مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007.

إن المتابع للازمة، يرى أن سياسة روسيا الثابتة في معارضتها لدخول أوكرانيا إلى حلف الناتو، لاقت قبولا وتفهما عند العديد من حلفاء البيت الأبيض الاوربيين، فمن آخر الزيارات إلى موسكو ، تلك التي أجراها المستشار الألماني أولاف شولتز ، والذي شغل لفترة وزارة الخارجية الألمانية، وكان شاهدا على الجهود الدبلوماسية الأوروبية المتواصلة، لنزع فتيل التصعيد بين الغرب وموسكو على خلفية الأزمة. وإذ أعلنت روسيا سحب جزء من قواتها من الحدود الأوكرانية  حتى وصفها شولتز بأنها (إشارة جيدة) مضيفا أن لروسيا (دور حاسم في الحفاظ على الأمن في أوروبا)، من جانب آخر ووفقا لعضو الكونغرس الأمريكي السابق تولسي غابارد، في حديثه لشبكة فوكس نيوز، كان يمكن للبيت الأبيض حل المشكلة الأوكرانية بشكل نهائي. إذ، يكفي تزويد روسيا بضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو، ومع ذلك، يتجنب الرئيس جو بايدن هذا الحل البسيط، لأنه يسترشد بمصالح صناعة الدفاع الأمريكية، التي تستفيد من حالة الحرب الباردة.

من الجانب الآخر، أن جولة في صحافة الحزب الشيوعي الروسي، والحزب الشيوعي الاوكراني، وبيانات قوى المعارضة الأوكرانية للحكومة الحالية، سنجد هناك أدانة للازمة وأطرافها، وللتصعيد الذي تساهم به الإدارة الامريكية والسلطات الحاكمة في موسكو وكييف. فعضو البرلمان الأوكراني، فاديم رابينوفيتش، من حزب (المنصة المعارضة - من أجل الحياة) يتحدث عن بدء (حرب الغرب) ضد بلاده. فهو يقول (بدأت الحرب! لكن الغرب بالذات هو من يخوضها ضد أوكرانيا.)، فهو يرى ان المتضرر الأساسي بهذا الاقتصاد الاوكراني وبالتالي الشعب الاوكراني. اما زعيم الحزب الشيوعي الاوكراني،  بيتر سيمونينكو، فأنه يدين النظام الحاكم في كييف، وهو يرى بأن الازمة مع روسيا لن تقود سوى إلى مآس للشعب الاوكراني، ويدين دول الغرب كونهم (إلى جانب الولايات المتحدة ، شركاء وملهمون للحرب الأهلية في الدونباس، ورعاة النازيين الجدد والمجرمين الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا) ، اما الشخصية الشيوعية الروسية غينادي زوغانوف ، زعيم الحزب الشيوعي الروسي، فهو يرى ان الحكام الغربيين يسعون إلى وضع الروس والأوكرانيين ضد بعضهم البعض، ويرى بانه من الواضح أن هدف الغرب هو سلب واستعباد أوكرانيا من أجل الاستمرار في مواجهة روسيا وإملاء إرادتها على العالم.

 وإذ تبقى الازمة مشتعلة، فإلى اين يتوجه بوتين في سياسته، هل يستطيع احتواء محاولات الغرب لشيطنة بلاده لتحقيق مصالحها في المنطقة، أم يبقى فعلا كما تصفه إحدى الأغاني المنتشرة عنه في وسائل التواصل الاجتماعي (أريدك ان تكون رجلا مثل بوتين / ممتلأ بالقوة، لا يهرب...) ام ...!

 

*****************

 

الصفحة الحادية عشر

 

بساتين النخيل في محافظة النجف

عبد الكريم عبدالله بلال*

 

محافظة النجف من المحافظات الكبيرة في مساحتها ، فنسبتها من الاراضي السيحية حوالي 295 الف دونم وهي تزرع محاصيل استراتيجية (حنطة وشعير ورز) .

 

اما البوادي فتبلغ مساحتها 11 مليون دونم والتي تبدأ من مركز النجف حتى منطقة المعينة على الحدود السعودية ، ومن النخيب في كربلاء حتى السلمان في محافظة السماوة .

اضافة الى المحاصيل الاستراتيجية فهناك بساتين النخيل وهي تنمو على ضفاف الفرات من سدة العباسية حتى ناظم المشخاب وبمساحة تبلغ حوالي 14000 دونم . وعلى ضفتي نهر الغازي في الحيرة حتى منطقة الفتحة في النجف وتبلغ مساحتها ايضا حوالي 14000 دونم ، اي تصبح المساحة الكلية لبساتين النخيل 28000 دونم ، اعداد النخيل في المحافظة تبلغ 991000 نخلة لم يزرع تحتها من الحمضيات والاعناب والتين فقط مساحة 700 دونم .

تعاني بساتين النخيل من العديد من المشاكل التي قللت كثيرا من انتاجيتها فالبساتين على ضفتي نهر الغازي قتل منها عشرات الاف من النخيل بسبب مياه الانهر الاتية من الفرات في المناذرة ( نهر جحات ) والذي يتفرع الى خمسة فروع باتجاه النجف ، ولعدم وجود المبازل ان كانت رئيسية او فرعية .

اما بالنسبة لكل البساتين فيها الكثير من المشاكل المشتركة يمكن توضيحها كالتالي :ــ

  1. تعاني من حفارات النخيل والتي لا يمكن معالجتها الا في المصائد وهي غير متوفرة لافي الاسواق المحلية ولا لدى شركة التجهيزات الحكومية .
  2. اما بالنسبة لحشرة الحميرة وحشرة الدوباس فهي تكافح سنويا بواسطة الطائرات ولكنها لا تغطي جميع المنطقة .
  3. اما بالنسبة للأسمدة الكيمياوية فقد كان الفلاح يزود كمية 40 كغم للدونم من سماد اليوريا و35 كغم من سماد الداب ورغم ذلك الفلاح لا يستفاد منها بسبب التعليمات والقوانين التي ترفض تفتيت ملكية البساتين في الوقت ، اصبح هناك العديد من الورثة في مساحات صغيرة وبالتالي حرمت هذه البساتين من الاسمدة .
  4. كذلك تعاني بساتين النخيل من عدم تطهير الانهر الفرعية وكذلك البزول لعدم توفر الحفارات اللازمة لذلك بالمواصفات التي تسمح لها بالدخول لبساتين النخيل وهذا ينطبق على التركترات للحراثة المستمرة وتقليب التربة للتخلص من الادغال .
  5. والمشكلة الاكبر التي اثرت على بساتين النخيل على الفرات هي العوادم الناتجة من معمل سمنت الكوفة .
  6. من المشاكل المهمة في عملية التسويق هي عدم وجود صناعات تحويلية للتمور في المحافظة لكبس وتصنيع عسل التمور ( الدبس ) مع العرض ان شركة التمور العراقية قد اغلقت وبالتالي بقي الفلاح يتعرض الى ابتزاز التجار . كذلك منافسة المنتج الاجنبي في التمور .

ولكل ما تقدم يتطلب من الجهات الزراعية ذات العلاقة العمل على الاتي :ــ

  1. العمل على كري الانهر والمبازل التي تمر داخل البساتين وتوفير اللازم لها من الاليات المناسبة وطبيعة البساتين .
  2. تطوير عمليات المكافحة من خلال الطائرات وهي متوفرة لدى الهية العامة لوقاية المزروعات وشمول كافة البساتين فيها .
  3. اعادة برنامج تأهيل البساتين والذي كان يقوم على اساس منح فسيلة للفلاح مقابل ستة فسائل بعد مرور ثمانية سنوات لتعويض ما شاخ من النخيل وما قتل لمختلف الاسباب المذكورة انفا مع العلم هناك محطتين للبستنة في محافظة النجف احدهما تعني بالزراعة النسيجية .
  4. تشريع القوانين اللازمة لمنع قطع النخيل في مناطق البساتين وتحويلها الى مناطق سكنية واصدار التعليمات اللازمة بذلك للجهات التنفيذية .
  5. اصدار التعليمات اللازمة بتسهيل تزويد الفلاح بالأسمدة من خلال تزويدها للفلاح الذي يعتني بالأرض وعدم السماح للملاكين الذين قاموا بتفتيت الارض نتيجة الارث .
  6. تشجيع الاستثمار في مجال الصناعة التحويلية للتمور وتسهيل التعليمات بذلك .
  7. الحد من استيراد التمور في وقت جنيها .
  8. وزارة البيئة في النجف ملزمة لمفاتحة معامل الاسمنت في الكوفة بوضع فلاتر للمنتج من العوادم نتيجة تشغيلها المستمر .
  9. فتح مراكز لتسويق التمور في المحافظة من قبل وزارة التجارة ، وعدم ترك التجار يتلاعبون بأصحاب البساتين .
  10. استكمال مشروع ري كفل – شنافيه ، وكذلك اكمال مشروع مبازل الشركة الروسية لأنه في الاخر ستموت جميع البساتين في بحر النجف .
  11. القيام بحملات ارشادية واسعة من قبل قسم الارشاد في مديرية الزراعة وكذلك المراكز الارشادية المختصة ، واشراك ممثلين من محطة البستنة ومحطة التكثير بالأنسجة ( المحطة النسيجية ) .
  12. على الهيئات المختصة في وزارة التجارة تشجيع الفلاحين على زراعة الفواكه والحمضيات والاعناب والتين تحت بساتين النخيل وتوفير كافة المستلزمات الضرورية لذلك .
  13. ادخال تقنيات الري الحديثة في بساتين النخيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس زراعي استشاري

 

 

حماية المنتج الزراعي الوطني

 

كثيرة هي القوانين والتعليمات التي تؤكد على أهمية وضرورة حماية المنتج الوطني وتقديم الدعم له ، ولكن تطبيقها يكاد يكون معدوما او حتى لا يذكر .

ان من حق الفلاحين والمزارعين على الدولة والحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والحكومات المحلية ان يوفروا الحماية المطلوبة ، وخصوصا في فترات ذروة الإنتاج لطيف واسع من المنتجات الزراعية .

صحيح ان انتاجنا الزراعي لايسد الحاجة في كل المواسم ، ومن كل الأصناف والانواع ، ولكن الصحيح أيضا ان هناك انتاج وطني لعدد متزايد من المحاصيل  يسد الحاجة ، كما تعلن وزارة الزراعة عن ذلك باستمرار.  

هذا يقود الى ضرورة التأكيد على اعتماد الرزنامة الزراعية وتطبيقها بشكلٍ ملزم ، وفي كل المحافظات ، وعدم التهاون في ذلك تحت أي عنوان او تبرير .

والغريب  ان بعض المواد ممنوعة أصلا من دخول  العراق، من ذلك كل ما يتعلق بالنخلة وانتاجها ، فيما نرى التمور تدخل الى الأسواق العراقية ، وعندما يتم الاستفسار  عن من اعطى اجازات الاستيراد؟   فان الجواب جاهز وحاضر يؤكد ان العملية تحصل بلا اجازات او انها اجازات مزورة ومباعة ، فيما التأكيد على التهريب الجاري على قدم وساق .

نعم الكثير من المواد  يدخل الى بلدنا من دون اجازات رسمية للاستيراد ، فالحدود مفتوحة لا سيطرة عليها ، رغم محاولات الحكومة الأخيرة  في هذا الشأن ، فالبضائع تدخل بسلاسة اما لانها محمية من مافيات وجماعات مسلحة ، او جراء عملية الشراء والبيع التي تتم على الحدود ، ما يؤشر الى حالة الفساد المستشري في المنافذ الحدودية ، وهذا ما يفسر أيضا قلة الواردات الحكومية من إيرادات المنافذ قياسا الى ما يتوجب ان تكون عليه والنسبة تصل الى واحد من عشرة مما يتوجب ان يدخل الى خزينة الدولة .

ولا ينحصر الضرر في عدم السيطرة على المنافذ الحدودية على قلة الإيرادات منها ، بل ان الضرر الأكبر  هو ما يلحق بالمنتج الوطني الزراعي ، والذي لا يستطيع المنافسة مع اغراق السوق .

وجانب اخر من الموضوع يتعلق بالحاجة القصوى ليس الى تضبيط الاستيراد وجعله وفقا للرزنامة الزراعية والقوانين السارية ، بل وفي ضرورة تفعيل هيئات الرقابة والتفتيش والسيطرة النوعية للتأكد من نوعية المواد التي تدخل ومطابقتها وفقا لقوائم الاستيراد من حيث الكمية والنوعية .

ان على الجهات ذات العلاقة النهوض بواجبها وحماية المنتج الوطني ، والحرص على تطبيق القوانين على الجميع وفي جميع انحاء البلد.

ان من الصعوبة تصور إمكانية ازدهار المنتوج الزراعي  في ظروف انتاجه المعروفة ، من دون توفير هذه الحماية في كل الأوقات المطلوبة .

 

المحرر  

 

 

المثنى تفقد صفتها الرعوية

 

نعيم مجهول عبود *

 

تتصف محافظة المثنى بانها محافظة رعوية زراعية حيث تتقدم صفتها الرعوية على صفتها الزراعية وهذا لم ياتي من لا شيء، وذلك لوجود واقع حقيقي فهناك المئات من مربي الماشية الذين يملكون الآف الرؤوس من الاغنام والماعز والتي تتوفر لها مراعي شاسعة في بادية السماوة خصوصا اذا ما جاءت الطبيعة بغيثها قامت الدوائر الزراعية المختصة سابقا بالمحافظة على هذه المراعي من خلال اصدار القوانين والتعليمات التي حددت مساحات شاسعة من اراضي البادية كاراضي رعوية وحرّمت تاجيرها للاشخاص او الشركات وطورتها حيث قامت الدولة بحفر آبار النفع العام وانشأت دائرة مختصة بها لتوفير مياه لشرب للرعاة لاوحيواناتهم وبناء مظلات الحماية وملاذات يلجأ اليها الرعاة وحيواناتهم عند اشتداد الرياح او اشتداد ضياء الشمس واهتمت بالصحة الحيوانية كبناء مستشفيات البيطرة وحفر خنادق التغطيس للتعقيم من الحشرات التي قد تصيبها او تتطفل عليها ولكن بحجة الترشيد الاداري قامت حكومة صدام ببيع آبار النفع لعام الى القطاع الخاص مما سبب من اندثارها لعدم استفادة المشترين منها او الاهتمام بها رغم كل هذه التجاوزات بقيت اراضي المراعي كمساحة محافظ عليها ولم يسمح الدخول اليها من الراغبين بالتأجير او المستثمرين وتركت وفق قانون المراعي لمربي الماشية والرعاة ...ولكن في السنتين الاخيرتين تم التجاوز على هذه مساحة المراعي وعلى القانون الذي ينظم العمل فيها حيث قامت زراعة المثنى وبدون مسوغ قانوني تأجير هذه الاراضي وتخصيص مساحات واسعة منها الى المستثمرين الوهميين مما ادى الى الاستحواذ على مساحات كبيرة وبذلك منعوا دخول المربين اليها ومنعهم من رعي حيوناتهم على النباتات الطبيعية التي نمت اثر تساقط الامطار ولم تتم الاستفادة من هذه النباتات الا لمن يدفع لهم اجور للرعي .ان هذا التصرف من زراعة المثنى خارج عن سياق  القانون وخارج عن تعليمات وزارة الزراعة ولا ندري ان كانت الوزارة لديها علم بهذا التصرف او ليس لديها علم. ان التستر على المخالفات القانونية يعتبر فسادا اداريا وماليا لا يمكن السكوت عنه هذا من جهة ومن جهة اخرى قيام بعض المجموعات غير المنضبطة بقطع وقلع الشجيرات الطبيعية المتناثرة على عموم مساحة البادية ولا يخفى على احد ان هذه الشجيرات مصدر غذاء للماشية اضافة الى تثبيت تربة الاراضي الصحراوية ولم تقم الدوائر الزراعية المختصة ولا الادارية باي مجهود لمنع هذه الاعتداءت والتي تؤثر ايضا على الوضع البيئي في البادية.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي

 

 

 

الإنتاج النباتي .. الواقع والرؤى المستقبلية

إعداد / أحمد عبد علي القصير

 

أولاً: الحبوب

 تعتبر محاصيل الحبوب الغذاء اليومي لجميع سكان العالم، حيث حوالي ٧٠% من السعرات الحرارية في غذاء الانسان مصدرها الحبوب يتناولها في الوجبات الغذائية المختلفة، وتعتبر أرخص مصدر معروف لحد الان.

 ويأتي محصول الحنطة في مقدمه هذه المحاصيل ثم تأتي بعده محاصيل: الرز (الشلب)، والذرة الصفراء، والشعير، والذرة البيضاء، وهي تشكل أهم محاصيل الحبوب المزروعة في العراق.

 

الآفاق المستقبلية لتطوير زراعة الرز

 (١) الرز

يزرع الرز في حوضي دجله والفرات وعلى ضفاف الانهار حيث بلغت المساحة المزروعة عام 1998، ٥٠٠ ألف دونم وبمعدل انتاجيه ٨٠٠كغم/ دونم، وهي نسب متدنية إذا ما قورنت مع البلدان المجاورة ان يتراوح معدل انتاجها ب ١،٤00 و١،٦٥0 طن / دونم

 

وتُعد محافظة النجف الاولى على مستوى العراق في زراعه وانتاج وتسويق هذا المحصول منذ استحداثها في عام ١٩٧٦و لحد الان.

 

أصناف الرز:

يزرع الرز في مناطق مختلفة من العراق ففي المنطقة الشمالية تزرع الاصناف اليابانية قصيرة الحبة واصناف طويلة الحبه من مجموعة الهندية تسمى بالأصناف الباردة (التي تتحمل الماء البارد ويكون موعد زراعتها في أواخر حزيران وبداية تموز وتكون قصيره العمر).

وتزرع في المنطقة الوسطى والجنوبية الاصناف الهندية ذات الحبة الطويلة والتي تشتهر زراعتها في منطقه حوض الفرات وحوض دجله والتي تحتاج درجات حرارة عالية وفتره ضوئية طويله لإكمال دوره حياتها. وأشهر الاصناف الشائعة في الزراعة في تلك المنطقة العنبر، وهو من الاصناف العطرية المتأخرة في موعد الزراعة والنضج.

 

محاور تطوير زراعة الرز

 (١) محور الأصناف:

وهو المحور الرئيسي والذي تسعى اليه وزارة الزراعة   لإيجاد اصناف جديده تلائم ظروف العراق وذوق المستهلك وذات انتاجيه عالية ومقاومة للاضطجاع والأمراض وتحمل الملوحة وشحه المياه وغيرها من الصفات الاخرى.

 

(٢) محور التقنيات الزراعية:

(أ) طرق زراعة الرز: لقد اجريت عدة بحوث في مجال أفضل الطرق لزراعة الرز، وقد اشرت على ان أفضل الطرق وهي طريقة الشتال، ولكن بسبب قلة الأيدي العاملة، وكبر المساحة التي تزرع عزف الفلاح عنها.

(ب)التسميد: هنالك عدد من البحوث في مختلف انواع الأسمدة من حيث كمياتها ومواعيد إضافتها، وقد ساعد على مضاعفة الإنتاج لأصناف الرز، فقد بلغت الزيادة ١٠٠% حيث كانت إنتاجية الاصناف لا تتجاوز ٤٠٠كغم/دونم، والآن تصل إلى ١،٦٥٠طن/دونم.

٣_محور مكافحة الأدغال: هناك توصيات نافعة، من تحديد نوع المبيد وكمية الإضافة والموعد المناسب لمكافحة الأدغال ...الخ.

٤_الإيضاحات الحقلية: زرعت حقول إيضاحية في حقول الفلاحين. والعمل مستمر للتعاون مع المزارعين لنشر الأفكار العلمية الحديثة الخاصة بتقنيات زراعة الرز لغرض زيادة الحاصل وتحسين النوعية لعموم حقول الرز.

 

 

الآفاق المستقبلية

(١) العمل على إدخال اصناف جديده من الرز ذات مواصفات إنتاجية وطبخيه عالية تتلاءم ومتطلبات المستهلك العراقي.

(٢) ادخال اصناف متحمله للملوحة بهدف زراعتها في الاراضي التي تعاني من مشاكل التملح، واصناف اخرى ذات استهلاك مائي منخفض لمواجهة شحة المياه التي يعاني منها العراق، وأصناف قصيرة العمر، وعدم الاعتماد على الصنف المحلي (عنبر٣٣) الذي يتميز بطول عمره الذي يبلغ(١٤٥) يوم ومشاكل أُخرى كالاضطجاع والإصابة بمرض الشري.

(٣) تكفيف النشاطات الإرشادية المختلفة (ندوات، دورات فلاحيه، حقول ايضاحية ..الخ) بما فيه توعيه وارشاد الفلاحين وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتطوير الانتاج الزراعي لهذا المحصول بما يؤمن تحقيق الاكتفاء الذاتي.

(٤) إتباع سياسة سعرية ملائمة تأخذ بنظرالإعتبار تكاليف الإنتاج وحماية المستهلك من الإغراق التي يشهدها السوق المحلي للأصناف المستوردة منه.

(٥) ضرورة توفير مكائن وآلات زراعية (ساحبات، حاصدات) ذات قوة حصانيه عالية تتناسب وطبيعة التربة التي يُزرع فيها هذا المحصول.

(٦) توفير المستلزمات الزراعية من الأسمدة لهذا المحصول من المحاصيل المجهدة ويزرع عقب محصول الحنطة وان يكون تجهيز المستلزمات حسب الكميات الموصى بها علميا وان يتم توفيرها في الوقت والسعر المناسبين.

(٧) ضرورة اجراء مسح للتربة الزراعية بهدف تحديد الاحتياجات السمادية للعناصر الرئيسية، وكذلك لتحديد درجه ملوحتها ومدى ملازمتها لزراعة الأصناف المختلفة لهذا المحصول ومعرفه أنسجة التربة وبناء التربة وكذلك مستوى الماء.

(٨) التسميد بالعناصر النادرة عن طريق الاوراق (الأسمدة الورقية)، واستخدام الهرمونات التي

تزيد من عمليه الاخصاب ونمو النبات.

* استخدام الفطريات والبكتريا المشجعة لنمو النبات كفطريات ال Trichoderm والبكتريا pseudomonas، وخصوصاً في طريقة الزراعة الجافة.

* العمل على أدخال المحاصيل البقولية ضمن الدورة الزراعية لمحصول الرز، بإدخال محصول بقولي يعقب الرز بإتباع وسائل إقناع للفلاحين بأهمية ذلك.

*****************************************

 

الصفحة الثانية عشر

 

100 عام على ميلاد الكاتب و35 عاما على استشهاد المكتوب عنه.. محمود أمين العالم يكتب عن رحلات حسين مروة الثلاث

هنا نص شهادة قيّمة قدمها المفكر المصري الراحل محمود أمين العالم ضمن الشهادات الواردة في كتاب (حسين مروة في مسيرته النضالية فكرا وممارسة)، الصادر عن دار (الفارابي) عام 1997 بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاده، تعيد “طريق الشعب” نشرها احتفاء بالكاتب محمود أمين العالم الذي مرت ذكرى ميلاده المئوية يوم 18 شباط الجاري، واستذكارا للشهيد المفكر حسين مروة، الذي مرت ذكرى استشهاده يوم 17 شباط، قبل 35 عاما. وفي هذه الشهادة يكتب العالم عن الرحلة الثالثة التي لم يتسن للشهيد حسين مروة نشر محتواها مكتملة وهي مدوّنة على مئات من أوراقِ مسودّة جاهزة لتوسيعها وتنقيحها ثم إرسالها مكتملة إلى المطبعة خلال فترة حددها مبدئياً بشهرين أو ثلاثة، ولكن ...

 

شكراً عميقاً لهذه الدعوة الكريمة للمشاركة في شرفِ هذا اللقاء الروحي الفكري الحميم مع الإنسان والمفكر والناقد والمناضل الوطني والقومي والأممي حسين مروّة ..

واسمحوا لي أن أقول منذ البداية، إنّ الحديث عن حسين مروة، أكبر من أيّ حديث آخر عن الإضافات التي أضافها حسين مروة إلى حياتنا وفكرنا وثقافتنا، على رفعة هذه الإضافات. على أن هذه الإضافات هي بعض فيض هذا النموذج الإنساني الباهر، بعض تجسيد الكنوز لملامحه الباطنية الغنية. ولهذا لا تتوهج في النفس ذكراه حتى أستشعر رفيق هذا العطر الإنساني النادر، عذوبة نفس، وشرف فكر، وسماحة خلق، وجسارة موقف، وطهارة مسلك وأكاد أقول: نبوَّة مسلك.

ما أكثر ما تساءلت كيف تكاملت هذه السبيكة الذهبية الإنسانية النادرة في شخص حسين مروّة. وقد تسمح لي معرفتي الحميمة بحسين مروّة، وقراءتي المدمنة لملامح حياته وكتاباته أن أجتهد في تلمس مصادر هذه الملامح ... وأكاد أجدها ذاتها في رحلات ثلاث له:

 أولى هذه الرحلات: هي رحلة معاناته الفكرية الروحية الأولى من سماوات تراثنا العربي الإسلامي في أبعاده الباطنية، التي استوعبها استيعاباً عميقاً حميماً، رحلته منها وبها إلى قمم عصرنا الراهن في مستجداته الفكرية والعلمية التي استوعبها استيعاباً عقلانياً عميقاً كذلك، وامتلك أدواتها المنهجية، وتفتّح على إمكانيات رؤاها المستقبلية.

أما رحلته الثانية : فهي رحلة العودة إلى هذا التراث العربي الإسلامي، على استقلالية نقدية لهذا التراث بكل ما استوعبه حسين مروّة من رؤى منهجية علمية عصرية.

بفضل رحلته الأولى استطاع أن يضيف إلى القمم الباردة والآلية في معارف العصر ومناهجه العلمية والتطبيقية أعماقاً إنسانية روحية أخلاقية جمالية ما أكثر ما نفتقدها في هذه المناهج .

وبفضل رحلته الثانية استطاع أن يبني سماوات التراث العربي الإسلامي بوعي ناصع بحقيقته السياقية والتاريخية.

ومن هاتين الرحلتين استطاع أن يجدد رؤية الماضي بمستجدات الحاضر، وأن يحرر هذه الرؤية من جمودها السلطوي والعقائدي، وأن يجعل من رؤيته، لاقطعية معرفية عدمية مع الماضي، وإنما تواصلاً تجاوزياً إبداعياً للماضي، واستشرافاً للمستقبل.

وهكذا كان من الطبيعي أن تبزغ رحلته الثالثة، رحلة المشاركة في تجديد الحياة وصناعة المستقبل: رحلة الانتقال من نقد المعرفة إلى نقد الواقع، من أفق النظرية إلى أفق الفعل التغييري، رحلة التفاعل الجدلي الحي المتصل المتشابك بين الذات والموضوع، بين الضرورة والحرية، بين الالتزام والإبداع، بين الآني والتاريخي، بين الحقيقة والقيمة، بين خصوصية الأنا القومية وكلّية الأنا الإنسانية، بين الوطنية والاشتراكية العلمية .

على أن هذه الرحلة الثالثة لم تكن في أي لحظة من لحظاتها منفصلة عن رحلتيه الأخريين ـ ولا أقول السابقتين ـ إنما هي رحلات ثلاث متكاملة متزامنة متّسقة متنامية في رحلة واحدة تشكّل ملامح حسين مروّة ناقداً ومفكراً وباحثاً ومناضلاً وسؤالاً قلقاً دائماً، ونموذجاً إنسانياً باهراً.

على أني أخون فكر حسين مروّة، ومنهجه، بل أخون الحقيقة، إن لم أتبيّن وراء هذه الرحلات الثلاث، وراء هذه الشخصية الباهرة، نفحات من جبل لبنان العريق، الذي أبدع الحرف الأول وأبدع العديدين من المفكرين والمبدعين الكبار، الذين صاغوا وما زالوا يصوغون من هذا الحرف آيات من الفنون والمعارف والمواقف الشامخة في ثقافتنا العربية .

إن حسين مروّة ابن مبدع لشعبه اللبناني المبدع . كان امتداداً مبدعاً لما سبقه من إبداع في النقد الأدبي. على أنه لم يكن مجرد ناقد أدبي، انتقل بالنقد الأدبي من الفنون الرومانسية إلى الواقعية - كما يقول وكما يُقال - وإنما استطاع كذلك أن يجعل من النقد الأدبي نقداً للحياة نفسها، تنمية لقيمها المجتمعية والجمالية. ولم يكن بواقعيته أسيراً للواقع، بل كان متجاوزاً لتضاريسه الخارجية، مضيئاً لدفائنه، كاشفاً لما هو جوهري فيه، مبشراً بما هو أعمق وأصدق وأجمل، مستفيداً من الدراسات والمعارف اللغوية والمنهجية والعلمية الجديدة.

وكان حسين مروّة امتداداً مبدعاً لما سبقه من إبداع في الدراسات التراثية. ولكنه أعاد بناء رؤيتنا للتراث الفلسفي مبرزاً ما فيه من كنوز الفكر المادي الموضوعي الذي طالما غُيّب وما زال يغيَّب عند أغلب من يكتبون عن هذا التراث، فضلاً عن كشفه لحقائق الصراع الطبقي في قلب التراث الفكري والأدبي والديني والثقافي عامة، بغير جمود منهجي أو أيديولوجي .

وعندما أتأمل ما تركه من جهد فكري عظيم في مجال هذه الدراسات التراثية وما أثارته وتثيره حتى اليوم من حوارات وخلافات غنيّة، أشعر بأسىً عميق، أن في حياتنا الثقافية مجلداً ثالثاً كُتب ولم يُكتب وبعد ! أُجهض وهو ما زال وعداً من ذهن صاحبه، اغتالته رصاصة في موضع إبداعه متحقق ، نعم ... ما أشد ما أشعر من أسىً عميق في هذه الحضرة الروحية العقلية مع شهيدنا العظيم حسين مزوّة للغيبة الفادحة لهذا الجزء الثالث من ملحمته التراثية “النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية”. أنا لا أقف عند هذا الجزء المفتقد من هذه الملحمة، أنا لا أتحدث عن ركن ثالث من رؤية شاملة، في موقف فكري مستنير فاعل، ما أشد ما نفتقده في رؤية تراثنا الثقافي والنضالي منذ ابن رشد حتى اليوم.

يقول حسيين مروّة في نهاية الجزء الثاني من ملحمته: “وبعد نحو قرن من زمن ابن سينا، استأنفتْ هذه الفلسفة في بلاد المغرب العربي كفاحها المجيد بوجه الإرهاب الفكري الرجعي، الذي حمل الغزالي رايته بضعة أجيال، وقد تمثّل هذا الكفاح بفلسفة ابن رشد والتيار الرشدي التقدمي “ثم توقف الجزء الثاني من الكتاب واعداً بجزء ثالث. ولكن الرصاصة العمياء أوقفت هذه الرحلة الفلسفية التي كانت ستتواصل من فكر ابن رشد إلى فكرنا العربي المعاصر، وهو المرفأ الأخير لهذه الملحمة .

هنا نستطيع أن نجد صفحات من هذا الجزء الثالث المفتقَد في بعض فصول متفرقة لحسين مروة، بل هناك من الكتاب والمفكرين العرب - مثل المفكرالحاضر معنا الدكتور طيِّب تيزيني - مَن ملأوا فراغ هذا الجزء الثالث باجتهادات مضيئة، إلا أن واقع الفكر العربي عامة، منذ ابن رشد حتى عصرنا الراهن، ما يزال واقعاً غامضاً، ملتبساً، جريحاً، مشتتاً، يفتقد الوضوح والطريق والرؤية الشاملة الفاعلة، بل يكاد الكثير مما يُكتب لا يخرج عن أن يكون مرثية ليل سرمدي بلا نجوم؛ أو تهويلات ماضوية أصولية أو أكاديمية وصفية، أو عدمية متجاهلة رافضة، أكثر من أن تكون مسيرة عقلانية نقدية مناضلة نحو طريق مشمس .

لهذا أقول: أنْ نُحسن كتابة هذا الجزء الثالث المفتقَد يعني أن نُحسن امتلاك الرؤية الصحيحة لحقيقة واقعنا العربي الراهن، حقيقة عصرنا، ليس مجرد امتلاك معرفي نظري مجرَّد، وإنما أن نمتلكه امتلاكاً معرفياً نضالياً كذلك .

لهذا أفتقد حسين مروة، وأفتقد بوجه خاص في هذا الجزء الثالث من ملحمته الفلسفية الذي لم يُكتبْ بعد كما ينبغي أن يُكتب، وهو - في تقديري - مهمتنا التاريخية التي ينبغي أن نكرس جهودنا للقيام بها تعميقاً وتطويراً لمسيرتنا النهضوية العربية، وتكريماً حياً متصلاً لحسين مروة .

كان لقائي الأول بحسين مروّة الذي كان لقاء مفاجأة سعيدة لي عام 1955 في المقدمة الغنية السخية التي كتبها لكتاب “ فن الثقافة المصرية “ استخلص حسين مروّة من مصرية العنوان عروبيته، وكشف عما بين الدلالة الواقعية والبنْية الجمالية الفنية من تلاحم عضوي، به يكون الأدب أدباً .

ثم كان لقائي الحي به عام 1956 في بلودان بسوريا مع رفيق عمره وفكره محمد إبراهيم دكروب . كان اللقاء في مؤتمر لتأسيس أول اتحاد للأدباء العرب، على أن الطابع الغالب على هذا المؤتمر الأدبي الثقافي كان هو الطابع السياسي. بل إن هذا المؤتمر، برغم ما احتشد به من دراسات أدبية وثقافية عامة، كان بمثابة تعبئة ثقافية معنوية للتصدي لعدوان استعماري صهيوني متوقع على مصر. وسرعان ما وقع هذا العدوان بالفعل بعد بضعة أسابيع. ما زلت أذكر الوجوه الثقافية من مختلف البلاد العربية التي شاركت في هذا المؤتمر، لعلي اكتفي بطه حسين وميخائيل نعيمة وقسطنطين زريق. وما زلت أذكر البيان الثقافي القومي الذي صدر عن المؤتمر، داعياً باسم تراثنا الثقافي العريق، إلى تعبئة كل قوى الأمة للتصدي للعدوان.

ومنذ ذلك التاريخ، وطوال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وبعض سنوات الثمانيات كان اللقاء مع حسين مروّة حيثما تكون المعارك، معارك الثقافة، ومعارك النضال القومي والاجتماعي والديمقراطي. كانت أجمل وأنبل وأخصب سنوات العمر والفكر والمودَّة الإنسانية الصافية الرفيعة ... حتى كانت هذه الرصاصة العمياء ..

ومن يومها وحتى هذه اللحظة، لم يتوقف إطلاق الرصاص على حسين مروّة، على ما يمثله حسين مروّة من رؤية ومنهج وموقف ونضال في سبيل الحق والعدل والحرية والتقدم والإبداع . بل لعل أمتنا العربية لم تشهد في تاريخها الحديث لحظة متردية كهذه اللحظة التي نعيشها اليوم، والتي يزداد فيها هذا التمزق القومي، والتخلف الاجتماعي والقيَمي والتبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية للرأسمالية العالمية، فضلاً عن التخاذل أمام العدوانية التوسعية الصهيونية.

بل لعل العالم أجمع، برغم ما حققه من منجزات علمية وتكنولوجية باهرة، قد أخذ يمتد إلى أحط وأشرس صور الاستغلال والعدوان والفساد ومافيات المخدرات والجنس وتجارة الأطفال وتلويث البيئة وفقدان المشروعية الدولية، وتدنّي المبادئ والقيَم في صورة معوْلمة.

إنّ الرصاصة التي أطلقت على حسين مروّة أصبحت تنهال منذ ذلك الحين على ما حققه نضالنا القومي، وما حققته الحضارة الإنسانية عامة من منجزات ومبادئ وقيَم .

على أن هذه الرصاصة، إن تكن قد عطَّلت - إلى حين - كتابة وممارسة وتحقيق الجزء أو الركن الثالث من أركان المشروع الجديد لخصوصيتنا القومية العربية، وإن تكن قد عطَّلت - إلى حين - المسيرة الصاعدة لحضارتنا الإنسانية لمصلحة الرأسمالية العالمية الجشعة، فليس ثمة نهاية للتاريخ، ولا نهاية لنضال الشعوب من أجل التجدد والحرية والعدل والتقدم والإبداع.

ولهذا فإننا نلتقي الليلة لا لنحيي ذكرى استشهاد حسين مروّة ، بل لنحيي مسيرة حياته وفكره ونضاله، التي استطاع بها أن يصوغ لنا، لحياتنا، لثقافتنا، لنضالنا، نموذجاً إنسانياً باهراً، نسعى أن نواصل استلهامه، وتحقيقه وتحديده والإضافة إليه.

حسين مروة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني سابقاً، قيادي شيوعي بارز في لبنان والعالم العربي ، له العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات في الادب والنقد والفكر وكافة المجالات المعرفية. كتب المقالة اليومية في جريدة الحياة وفي صحافة الحزب الشيوعي: الاخبار والنداء والثقافة الوطنية التي ساهم في تأسيسها. ترأس تحرير مجلة “ الطريق”. ألّف مجموعة من الكتب الأدبية والنقدية والفكرية، ويعتبر أبرزها وأكثرها شهرةً على الإطلاق كتاب “ النزعات المادية في الفلسفة العربية –ا لإسلامية”، الكتاب الذي أثار جدلا كبيراً في وقته. أغتيل مروة في منزله في ١٧ شباط عام 1987.

*******************

الصفحة الثالثة عشر

 

عامان على بدء انتشار الوباء.. كورونا وفشل النظام العالمي

بقلم: آنه يونغ*

ترجمة رشيد غويلب

 

واجه الفايروس ظروفًا عالمية حولت الوباء إلى جائحة. قبل أشهر من وصول الفايروس لأول مرة إلى بلدان جنوب العالم فقد الملايين وظائفهم، وسقطوا في براثن الفقر. والغت شركة H&M, Mango und Co عقود الاستيراد، وعندما أغلقت المتاجر هنا، لم تستلم حتى البضائع التي تم طلبها بالفعل. وفي بنغلاديش وباكستان، وقفن الخياطات أمام أبواب المصانع المغلقة، دون ضمان اجتماعي، وبدون احتياطيات، وفي كثير من الأحيان بدون أموال كافية لبدء رحلة العودة إلى قراهن.

تسببت الجانحة في حالات إفلاس اقتصادي، وزاد انعدام الأمن الغذائي بسبب مزيج من كورونا وكارثة المناخ، وتفاقمت المجاعات. يعاني 811 مليون انسان، من الجوع المزمن في جميع أنحاء العالم، ويمثل ذلك عشر سكان العالم.

بسبب حركة السفر حول العالم، ورفض أوروبا والولايات المتحدة الثابت، اتخاذ إجراءات مضادة سريعة، وعبر تنظيم الحملات الانتخابية، والكرنفالات، والسياحة، تمكن الفايروس من الانتشار بسرعة فائقة. كما ساهمت النظم الصحية المتردية في العديد من البلدان والسياسات القومية الانانية في انتشار المرض.

في الهند وجنوب إفريقيا والعديد من البلدان الأخرى، يعاني الناس من الجوع ويتضورون جوعاً أثناء الإغلاق العام، الذي فرضته الحكومات لأنها تعرف عجز الأنظمة الصحية المتعثرة على مواجهة الفايروس.  تم تحجيم برامج العلاج العالمية لأمراض السل والإيدز، بسبب الوباء بشكل كبير، فالعديد من الأمراض الجماعية، التي تؤثر بشكل خاص على الفقراء، منتشرة بشكل لم يسبق له مثيل لأن الناس لا يملكون خيارات علاجية بسبب انتشار كورونا. وكلما ازدادت حدة هذه الأزمات، زادت صعوبة إنهاء الوباء.

من أجل ايقاف الفايروس، وفي ايار 2020، وبعد فترة وجيزة من الإغلاق الأول في العديد من البلدان في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، قدمت منظمة الصحة العالمية اقتراحًا بعيد المدى يعتمد على فكرة التضامن العالمي: “تجمع للوصول إلى تكنولوجيا كورونا”، لتسهيل الوصول في وقت مناسب ومنصف ومعقول التكلفة إلى منتجات مكافحة الوباء. وكان يمكن أن يكون هذا نقطة محورية لمطوري سبل تشخيص وعلاج الوباء، وتوفير لقاحات واية منتجات رعاية صحية أخرى، الذين يشاركون ملكيتهم الفكرية ومعرفتهم وبياناتهم مع الشركات المصنعة المضمونة الجودة من خلال التراخيص الطوعية والشفافة.

 

النزعة القومية الضيقة بدلا من التضامن

لم يحدث شيء، خصوصا في الأسابيع التي كانت فيها أوروبا كلها تسخر من اعلان الرئيس الأمريكي ترامب، الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية بالالتزام بالتعددية، فشلت الدول الصناعية، التي توجد فيها شركات الأدوية الكبرى، منظمة الصحة العالمية وأكثر من 40 دولة أساسية في جنوب الكرة الأرضية، الذين قاموا بحملة من أجل التجمع، فشلوا بشكل جماعي في دعمه. وفي تحقيق الدعم الجماعي.

تحدثت المستشارة أنغيلا ميركل ورئيسة مجلس الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين والعديد من اصحاب السلطة الآخرين في أوروبا باستمرار عن الروح الجماعية والتضامن. لكن في الممارسة العملية، اتبعوا (كما في سياسة الهجرة) استراتيجية الليبرالية الجديدة القومية من خلال إبرام عقود حصرية مع شركات صناعة الأدوية (لم يتم تطوير اللقاح بعد) ووعدها بالحفاظ على براءات الاختراع لصالح تعظيم الأرباح، وعدم ازعاجها بمقترحات منظمة الصحة العالمية.

ونتيجة للرفض المدمر، بالكاد استطاعت منظمة الصحة العالمية اتباع فكرة اعتبار المعرفة العلمية بشأن الوباء منفعة عامة متاحة عالميًا. لم يكن لدى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خيار سوى التوسل إلى البلدان الغنية للحصول على الدعم المالي لشراء جرعات اللقاح، والمطالبة، بشكل عاجل، بتوزيع عادل. في هذه الأيام، هناك بصيص أمل أولي، بعد أن أعلنت الحكومة الإسبانية أنها ملتزمة بالترخيص غير الحصري للتقنيات الصحية الجديدة في إطار التجمع.

 

مبادرة كوفاكس

يتم تنظيم عملية توزيع اللقاحات من خلال مبادرة كوفكاس المرتبطة بمنظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان الوصول المتكافئ للقاحًات كورونا إلى جميع أنحاء العالم. يعتمد التمويل على التبرعات الطوعية من الدول، شركات صناعة الأدوية (ساهمت بنسبة سخيفة 1 في المائة من المبلغ حتى الآن!) ومن المؤسسات، وخصوصا مؤسسة بيل وميليندا غيتس، التي تصر بدورها على الحفاظ على العمل بنظام احتكار براءات الاختراع.

مبادرة كوفاكس هي مشروع كلاسيكي للتعاون بين القطاعين العام والخاص يواصل الحوكمة العالمية لتنظيم رعاية صحية موزعة على نطاق واسع. يجب أن يكون الجميع دائمًا متواجدًا منذ البداية، بما في ذلك قطاع الصناعة. ويتم تجاوز تضارب المصالح. وبصرف النظر عن حقيقة أنه تم تلقي جزء بسيط فقط من الأموال المطلوبة. لقد أصبحت ن هذه المساعدة ضرورية، بسبب رفض التصرف بمسؤولية سياسية. تُبقي البلدان الفقيرة معتمدة على الدول الصناعية ولا تفتح أي آفاق للتغييرات الهيكلية، لأن بناء مرافق الإنتاج الخاصة بها لا يعتبر أولوية، ولا يجرى تجاوز قانون ملكية براءات الاختراع أو تعليق العمل به، مما يساهم بشكل كبير في النقص المصطنع للقاح، أي إحلال المساعدة محل الحق.

 

إطالة أمد الوباء

وتتبع مسار الكارثة التي يمكن تجنبها، نحن بحاجة إلى التحدث عن المصالح التجارية. لذلك بعد أن كان من المستحيل الوصول إلى سبل للتعامل مع أكبر أزمة صحية في المائة عام الماضية عبر منظمة الصحة العالمية، تحولت بلدان الجنوب العالمي، بعد مبادرة من جنوب إفريقيا والهند، إلى منظمة التجارة العالمية. ما نحتاجه هو اتفاق عالمي للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لجميع المنتجات الطبية المتعلقة بوباء كورونا، او ما يسمى بـ”التنازل”:

  • يستند إلى امكانية تعزيز التعاون العالمي في البحث والتطوير وتصنيع وتجهيز المنتجات، ويمكن لأكبر عدد من الشركات البدء في الإنتاج.
  • يمكنه الإسراع بشكل كبير في إنتاج اللقاحات المطلوبة بشكل عاجل وحماية البلدان في جنوب الكرة الأرضية من الدعاوى القضائية التي ترفعها شركات الأدوية.
  • الغاء احتكار عدد قليل من شركات الأدوية لتسويق إمدادات اللقاحات والسلع الطبية الضرورية الأخرى للتعامل مع الوباء العالمي، وجعل قاعدة الإنتاج أوسع بكثير.
  • لا ينحصر طلب التنازل المقدم من جنوب إفريقيا والهند على اللقاحات فحسب، بل يشمل التشخيص والعلاجات والأجهزة الطبية أيضًا. خاصة مع عدم حصول البلدان (الأفقر)، حتى الآن على جرعات كافية من اللقاح، فمن الضروري أن تتمكن هذه البلدان من توسيع استراتيجيات الفحص الخاصة بها. ويجب أن يكون من الممكن أيضا، استخدام المنتجات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي. حاليا هناك نقص في كل ما هو ضروري في العديد من البلدان. وسيكون لدى الحكومات المسؤولة المزيد من الخيارات للشراء أو الإنتاج الحكومي، ويمكن تنسيق التوزيع عالميًا، ولا يجب أن يكون خاضعا لمصالح السوق.

عمليا ترسل الدول الصناعية مرة أخرى إشارة واضحة: تصبح التعددية ذات قيمة، عندما تكون بين اقطابها. يطالب أكثر من 120 حكومة وناشطًا وحركة اجتماعية من جميع أنحاء العالم وأكثر من 140 رئيس حكومة سابقًا وحائزون على جائزة نوبل وعدد لا يحصى من الخبراء، وأعضاء البرلمان الأوربي بالإفراج عن براءات الاختراع. والمفاجأة، الاتحاد الأوروبي يماطل.

وعلى الرغم من إصابة 250 مليون انسان، ووفاة أكثر من خمسة ملايين في جميع أنحاء العالم، لماذا تستمر بلدان مثل ألمانيا بالإصرار على العمل بحق الملكية الفكرية لبراءات الاختراع ولا تحاول تقديم كل شيء لاحتواء الوباء؟ من الواضح: في الوباء، يتم الكشف عن الشروط السياسية العامة لعولمة الليبرالية الجديدة، بطريقة لا تطاق وغير مقبولة. ومن أجل الحفاظ على الرأسمالية كما هي، فإن إطالة أمد الوباء مع ملايين الوفيات من خلال العواقب المباشرة وغير المباشرة للوباء أمر مقبول، ويجري التعايش معه.

 

ضد التعقل

يجري الدفاع عن سياسة الاستبعاد، بالضد من كل ما هو معقول في مواجهة الوباء. تفضل حكومة المانيا الاتحادية إلقاء الملايين من جرعات لقاح كورونا في القمامة لأن التصدير محظور وفق العقود التي ابرمتها مع شركات الأدوية الكبرى، التي من المحتمل أن تتجاوز أرباحها من بيع اللقاحات وحدها في هذا العام الثاني من الوباء 50 مليار يورو، نتيجة العقود المتفق عليها بين قطاع صناعة الأدوية وألمانيا ودول أخرى.

لقد وضعت الدول الصناعية الإطار السياسي، الذي يسمح لصناعة الأدوية تحديد من يمكنه الوصول إلى اللقاح ومن لا يمكنه الوصول إليه.  واخضعوا الخدمات الصحية لمنطق السوق. كان هذا جزءًا من اقتصاد وسياسة الليبرالية الجديدة لعقود من الزمن، حيث تم تفكيك تطاع الرعاية الصحية العامة، وأعيد هيكلته وفق منطق الأرباح، وأصبح ضمان الرعاية الصحية مسؤولية فردية.

لقد كانت هناك بالفعل احتجاجات ضد مبادئ اقتصاد السوق الحر في قطاع الصحة قبل انتشار الوباء، وأصبحت أقوى وأكثر في أوقات الأزمات العالمية، التي نادرًا ما يتم ملاحظتها في المانيا.  لقد تظاهر نشطاء “تحالف الشعب لكوفيد 19” في جنوب افريقيا رافعين شعار “حياة السود ضرورية” ضد المجتمع الدولي، مطالبين بأجراء تغيير في استراتيجية السياسة الصحية.

نجح العديد من المجموعات في دفع الأمور إلى امام، وهذا الامر الغائب هنا في أوربا.  يتبنى المحتجون نهجا شاملا، يطالب بحماية وحقوق الناس الأكثر تضررًا من كورونا في جنوب إفريقيا، ويربطون ذلك بمطالب واضحة و”تصاعدية”. وجنبًا إلى جنب مع الحركات الاجتماعية من جميع أنحاء العالم، يطالبون بعدالة التطعيم العالمية والحد من سلطة شركات الأدوية، خدمة للصالح العام.

إن عدم رغبة الحكومات المهيمنة في العمل بتضامن وبعقلانية لمواجهة الوباء، حوله إلى أزمة إنسانية كارثية. هناك نقص قدره ثلاثة مليارات جرعة لقاح، بسبب النقص المصطنع في الإنتاج. وكأن هذا لا يكفي، يواجه الناس، وخصوصا في البلدان الأفريقية مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، والتي تهدف إلى إضفاء الشرعية على الفشل السياسي في مواجهة الوباء.

 

خرافات صناعة الأدوية

تدافع شركات الأدوية الكبرى، بالأسنان والمخالب، عن مبدأ عملها المتمثل في تحقيق أرباح عالية عبر احتكار المعرفة. والحجة التي يستخدمونها هي أن الجنوب العالمي غير قادر حتى على إنتاج اللقاح. وهذا ببساطة غير صحيح. ويستند إلى فكرة عنصرية، تفيد بأن العالم الغربي فقط لديه الخبرة التقنية لصنع هذه المنتجات.

 يتم تصنيع اللقاحات في العديد من البلدان في الجنوب، ويمكن أن تبدأ بلدان أخرى الإنتاج في غضون بضعة أشهر، بنغلاديش والسنغال وكوبا والأرجنتين والبرازيل وباكستان، والقائمة تطول. ومن أجل بناء القدرات الإنتاجية، يجب السماح للبلدان: أولاً بالقيام بذلك وثانياً أن تكون قادرة على القيام بذلك. السماح بالإنتاج يرتبط بالتنازل عن حقوق الملكية الفكرية لبراءة الاختراع، والقدرة إما متاحة بالفعل أو يجب ضمانها من خلال نقل التقنيات المطلوبة.

وهناك أسطورة أخرى، تتعلق بالدول الأفريقية، وهي أن الناس هناك يرفضون اللقاح. أفريقيا تريد اللقاح، حتى لو كان هناك شك. ولكن ليس بسبب نظرية المؤامرة فقط، بل بسبب عقود من التجارب السلبية مع تجريب الأدوية على البشر، فضلا عن الأدوية والمنتجات الطبية ذات الجودة المشكوك فيها. وبالنسبة للناس الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم، أو المهددون بالموت جوعا، ليس غريبا ان يتجاهلوا المخاطر.

ان ظهور المتحور الجديد “اوميكرون”، والذي تم اكتشافه من قبل خبراء في جنوب افريقيا، يظهر مرة أخرى الحاجة إلى استراتيجية راسخة عالميًا. وفي الوقت الذي تتم فيه مناقشة التطعيم الإجباري في المانيا، يحذر وزير الصحة ينس شبان من أنه بحلول نهاية فصل الشتاء (المقالة كتبت في تشرين الثاني 2021-المترجم) سيتم تطعيم كل فرد في ألمانيا أو تعافيه أو موته، يعاني الناس في العديد من البلدان من فقدان الحق في حماية أنفسهم، نتيجة لاحتكار إنتاج اللقاحات الكافية. وتعاقب جنوب إفريقيا، من بين الجميع الآن، لأنها قدمت، قبل عام، اقتراح “التنازل” عن حق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى خسارتها واردات النشاط السياحي، بسبب اغلاق الحدود الدولية، وهي الأموال الضرورية لمواجهة عواقب الوباء.

في هذه الأوقات، التي تلتقي فيها خطوط الأزمات المتصاعدة وتحبس فيها أنفاس العالم: وباء كورونا، أزمة المناخ، واتساع عدم المساواة الاجتماعية الناتج عن كليهما. فإذا لم يكن بالإمكان إنهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية بقرارات سياسية حازمة، فكيف يمكن لسياسة تركز على حقوق الإنسان، وتتبنى رؤية عالمية أن تسود لمواجهة التغييرات المناخية؟

لقد أظهرت سنتان من الوباء أنه من الصعب العثور على شركاء موثوقين في السياسة. لا يزال صحيحا، أن هذا الوباء لم ينته حتى ينتهي بالنسبة للجميع. لذلك من الضروري جدا فرض التنازل عن حقوق الملكية الفكرية لبراءة الاختراع عبر منظمة التجارة العالمية وزيادة الضغط على الحكومة الالمانية الجديدة للقيام بذلك.

وفي الوقت نفسه، يجب الإجابة على أسئلة السياسة الصحية العالمية التي لا تنحصر بالوباء لصالح الناس وليس لصالح رأس المال. وإلغاء احتكار براءات الاختراع لجميع الأدوية الأساسية بعد الوباء؛ والنضال من أجل إنهاء الاستغلال العالمي للطبيعة، أحد الأسباب الهيكلية لمسببات الأمراض التي تتسبب باستمرار في انتشار أوبئة جديدة. وإنهاء الاستعمار الثابت لسياسة الصحة العالمية، بحيث تتخلى الدول المهيمنة عن السلطة والسيطرة، ويتم تقاسم المعرفة والمهارات؛ وبناء النظم الصحية العامة وجميع النظم الصحية التي يمكن الوصول إليها كأفضل وسيلة للوقاية من المزيد من الأوبئة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* آنه يونغ، أستاذة علوم سياسية، ورئيسة قسم العلاقات العامة في منظمة ميديكو إنترناشونال. ومسؤولة أيضًا عن ملف الصحة العالمية. الترجمة لمقالتها المنشورة في 29 تشرين الثاني 2021 على موقع المنظمة.

 ميديكو إنترناشونال: منظمة لحقوق الإنسان، تأسست قبل 50 عاما، مقرها في مدينة فرانكفورت، ألمانيا. تقدم المساعدة للأشخاص المحتاجين وتعمل على القضاء على الأسباب الهيكلية للفقر والإقصاء. في عام 1997، مُنحت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية التي نظمتها ميديكو جائزة نوبل للسلام. تضامناً مع المستبعدين والمهمشين في جنوب الكرة الأرضية، تدعو ميديكو إلى توفير ظروف معيشية لائقة تتيح أعلى مستوى من العدالة الصحية والاجتماعية.

*************

 

الصفحة الرابعة عشر

 

مستقبل الطبقة العاملة *

جون مولينو

ترجمة: عادل محمد

 

من الواضح أن مسألة تركيبة الطبقة العاملة ذات أهمية كبيرة اليوم، خاصة لأنها تغيرت بشكل كبير للغاية في العقود الأخيرة. في احدى حواشي الصفحة الأولى من (البيان الشيوعي)، يصف إنجلس البروليتاريا بأنها “طبقة العمال المعاصرين الذين يعيشون طالما أنهم يستطيعون العثور على عمل فقط، والذين يجدون عملاً طالما أن عملهم يزيد رأس المال فقط”. هذا التعريف يتطلب دوما بعض التحديد والتوسيع. من ناحية لاستبعاد الذين يبدو أنهم يكسبون لقمة العيش من بيع قوة عملهم ولكنهم في الواقع مديرون موظفون ويتقاضون أجورا أعلى من قيمة عملهم حتى يتمكنوا من التحكم في عمل الآخرين. ومن ناحية أخرى، يجب شمول أفراد الأسرة الذين يعتمدون على دخل عامل بأجر، وكذلك العاطلين عن العمل الذين يشكلون جزءًا من الجيش الاحتياطي للصناعة.

وبهذه الإضافات، أعتقد أن تعريف إنجلس لا يزال راهنا، بشرط أن نضعه في النظرية الماركسية للاستغلال والصراع الطبقي. إن الاستغلال (ينتج فائض القيمة) هو الذي يغذي العداء بين البروليتاريا والبرجوازية ويصنف الأجراء في طبقة متميزة. لقد بلغ عديد الطبقة العاملة في وقت كتابة (البيان الشيوعي) عام 1848 قرابة 20 مليونا فقط يتركزون في شمال غرب أوروبا (وفي البداية في أمريكا)، بينما هناك اليوم قرابة 1.5 مليار عامل في جميع القارات، وفي كل بلد في العالم تقريبا.

وحتى في الدول الصناعية القديمة و”المتقدمة” مثل إنكلترا، فرنسا، والولايات المتحدة، لا تزال الطبقة العاملة تشكل غالبية واضحة من العاملين ومن مجموع السكان ايضا. ومع ذلك، فإن السؤال الذي أود طرحه، والذي أعتقد أنه يتطلب الدراسة من قبل الماركسيين، هو ليس الحجم العددي للبروليتاريا، ولكن طابعها وهيكلها كقوة نضالية وفاعل ثوري محتمل.

ان التمييز مهم. في إنكلترا الفيكتورية (نسبة الى الملكة فكتوريا)، كانت اكبر مجموعة بين العاملين بأجر، هم خدم المنازل، ولكن عندما تصاعد النضال، على سبيل المثال أثناء الإضراب العام لعام 1842، كان عمال المناجم والنسيج والغزل والخزف وعمال المطاحن وعمال المصانع في المقدمة وحددوا الاتجاه؛ بين عامي 1888 /1889 كانت “فتيات الكبريت” وعمال الموانئ وعمال صناعة الغاز هم الذين حددوا الاتجاه. وفي سنوات 1917 - 1921، واثناء أكبر موجة ثورية من النضال البروليتاري في التاريخ، كان عمال المعادن هم الذين شكلوا “الطليعة” سوية مع عمال المناجم وعمال الموانئ والسكك الحديدية، من بتروغراد إلى برلين ومن تورين إلى شيفيلد الانكليزية.

 

الماركسية والطبقة اليوم

أين نقف اليوم؟ الشيء المؤكد: في العالم الصناعي المتقدم اليوم ان اوساط أخرى من الطبقة أصبحت هي “الطليعة”. في إنكلترا، على سبيل المثال، لم يعد عمال المناجم أو عمال الشحن والتفريغ أو عمال السيارات الجزء الأكثر تقدما من الطبقة العاملة لسبب بسيط هو أن هذا الجزء من الطبقة لم يعد موجودًا الآن. دعونا نرى أي مجموعة من العاملين بأجر تتصدر المشهد في السنوات الأخيرة؟

في الولايات المتحدة، كانت أكبر الإضرابات وأكثرها عنفا في هذا العام (2019) هي إضرابات المعلمين الضخمة. ومن الإضرابات الأخرى البارزة، اضراب عاملات ماكدونالدز ضد التحرش الجنسي وإضرابات السجناء ضد العمل غير المأجور. وفي الهند، عام 2016، ساهم 160-180 مليون من عمال القطاع العام في إضراب عام لمدة 24 ساعة ضد الخصخصة والسياسات الاقتصادية للحكومة. تم الترحيب به باعتباره أكبر اضراب في التاريخ.

في إسبانيا، أضرب 6 ملايين ضد عدم المساواة بين الجنسين والتمييز في اليوم العالمي للمرأة. كل هذا لا يزال بعيدا كل البعد عما بدا عليه النضال في القطاع الصناعي في اعوام 1889، 1913، 1919، و1973. بالطبع يمكن الرد على دليلي الذي قدمته هنا، كونه ببساطة انطباعيا. هذا صحيح، وهذا بالضبط ما أريد توضيحه. نحن بحاجة إلى تحليل ماركسي لمن هم البروليتاريا الحديثة، وأين نجدها، وما هي المجالات الرئيسية لنضالها، وسلطتها المحتملة؟

يجب أن يكون هذا التحليل على المستوين الأممي والوطني في آن. نحن بحاجة إلى رؤية أممية عامة، على ان لا تغيب الخصوصية الوطنية عنها. لا يزال الجزء الأكبر من الاشتراكيين يعمل في المستوى الوطني. لم يعد عمال المناجم عاملاً مهما في الصراع الطبقي في إنكلترا أو أيرلندا، وهذا لا ينطبق تلقائيا على جنوب إفريقيا أو الصين. لقد كان هناك نقاش نظري مديد بين الماركسيين حول ما إذا كان موظفو المكاتب بروليتاريين أو ينتمون إلى البرجوازية الصغيرة أو الطبقة الوسطى. هذا يحتاج إلى حل. في الممارسة العملية، يعبر جميع الاشتراكيين والنقابيين الواعين تقريبا عن تضامنهم مع المحاضرين والأساتذة الجدد، لكن الرأي القائل بأن مثل هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى الطبقة الوسطى يستمر ويضر بوحدة الطبقة العاملة ويحد من قوتها المحتملة. حتى بين الذين يقبلون انتماء المعلم  إلى الطبقة العاملة “نظريًا”، غالبا ما تبقى صورة الثقافة النمطية البالية راسخة، ومعها فكرة أن دورهم في النضال ثانوي.

 

طابع الطبقة

هناك ثلاثة جوانب مهمة تحتاج إلى تحليل دقيق من أجل “استكشاف” ورسم “خريطة” لمساحات الطبقة العاملة المعاصرة. الأول هو التطور الحديث لشخصية الطبقة العاملة العالمية. لقد ظل الاشتراكيون ينظرون الى طابع الطبقة العاملة العالمية، كما هو في (البيان الشيوعي)، لكن التغيير الذي طرأ في العقود القليلة الماضية، بهذا الخصوص كان نوعيا. في السنوات العشرين (1993 -2013)، زاد عدد العاملين بأجر بمقدار 589،814 مليون عامل (تمثل 60 في المائة من أرقام عام 1993). ومتوسط الزيادة في عديد الطبقة العاملة يبلغ 29 مليون أجير سنويا. بالإضافة إلى ذلك، يتركز النمو في العمل المأجور في العالم النامي. في البلدان الصناعية المتقدمة، ارتفع عدد العاملين بأجر تدريجيا من 345 مليون عامل (1993) إلى 410 مليون عامل (2013). في البلدان النامية، كان النمو هائلاً، من 640 مليون (1993) إلى 1165 مليون (2013). القوى العاملة بأجر في العالم النامي اليوم أكثر من القوى العاملة بأجر في العالم قبل عشرين عاما! في عام 2013، كان هناك قرابة 445 مليون شخص بأجر في شرق آسيا، أي أكثر من جميع البلدان الصناعية المتقدمة مجتمعة.

 أكبر طبقة عاملة في العالم هي بالطبع في الصين، تليها الهند، الولايات المتحدة إندونيسيا، والبرازيل. وحتى بلدان فقيرة مثل باكستان وبنغلاديش لديها عمال بأجر أكثر من إنكلترا أو فرنسا. في 8 / 9 كانون الثاني 2019، أضرب ما بين 150 و200 مليون عامل في الهند فيما عد أكبر إضراب في التاريخ. ان فكرة الرؤية العالمية التي تركز على الطبقة العاملة الحضرية هي مركزية أوروبية قديمة تماما. ان التدويل المتزايد للطبقة العاملة ليس عابرا للدولة فقط، بل يجري أيضا داخل الدول. يشير كيم مودي في كتابه “على أرض جديدة” إلى “التنوع المتزايد” للطبقة العاملة الأمريكية. شكّل السود والآسيويون واللاتينيون أكثر من ثلث سكان الولايات المتحدة في عام 2010، مقارنة بنسبة 20 في المائة في عام 1980.

تشكل هذه المجموعات الثقافية والعرقية الآن نسبة كبيرة ومتنامية من الطبقة العاملة. كان السود، واللاتينيون، والآسيويون، بما في ذلك المهاجرون، يمثلون قرابة 15 -16 في المائة من عمال التصنيع والنقل والخدمات في عام 1980. ويشكلون الآن قرابة 40 في المائة في كل من هذه المجموعات المهنية المتنوعة على نطاق واسع. لذلك تنتشر هذه المجموعات عبر مجموعات مهنية مختلفة إلى حد أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي.

إن زيادة التنوع الآن، صعودا ونزولا، صحيح بالنسبة لتركيب الطبقة العاملة في العديد من البلدان، حتى تايوان لديها الآن 700 ألف عامل مهاجر. يجب تحليل هذه التفاصيل وتأثيراتها. وإلى جانب هذا التنوع، هناك تأنيث متزايد للطبقة العاملة. تشكل النساء الآن قرابة 40 في المائة من العاملين بأجر في جميع أنحاء العالم. في العديد من البلدان، وليس دائما في البلدان التي قد نتوقعها، تكون النسبة أعلى من ذلك بكثير. ان من السهل الحصول على هذه الأرقام وإدراجها في قوائم، ولكن ما يهم حقا هو تضمينها في تحليل للصراع الطبقي، بأبعاده الاقتصادية والأيديولوجية والسياسية. هناك شيء واحد واضح: يجب دفن الصورة القديمة لـ “البروليتاري” كعامل صناعي ذكر، المتأصلة في وعينا الجمعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*النص اعلاه جزء من بحث بعنوان “مستقبل الماركسية” للكاتب والناشط الماركسي البريطاني جون مولينو نشر في 9 أيلول 2019 في موقع “ماركس 21” الألماني.

 

 

عين بلا عقل

صلاح بوسريف

 

إن سبب أزماتنا، وما نعيشه من مشكلات لا تنتهي، بل تتفاقم  حتى ونحن نرغب في حلها، أو في إبعادها عنا، هو العقل الذي نصدر عنه، أو الطريقة التي نُعمِل بها هذا العقل.

العقل الذي لا نعرف كيف نستعمله، أو نستعمله في غير ما وُجِد له، حتماً، يشطّ بنا، ويذهب بنا كل مذهب، لسنا من نديره، هو من يديرنا، ويتحكم فينا، دون أن نعرف في أي منحى أو اتجاه نقوده. فبدل أن يكون الحل، يصبح مشكلة، ما يضاعف مشكلاتنا، ويجعلها تتفاقم، وتُشْكل علينا، تصير معضلات، لا نعود نعرف الرأس فيها من رجليها.

السياسيون الذين يدِيرون أمورنا، ليس اليوم، بل منذ ما يفوق العقد من الزمن تقريباً، لا عقل لهم، أو أن عقولهم تفكر في منأى عن أعينهم، تفعل بهم ما تشاء هي، لا ما يشاؤونه هم. ولأن السياسة هي فكر ونظر، وعقل يدور في أكثر من اتجاه، ويحسب ألف حساب قبل أن يقرر، أو يقول ما وصل إليه من أفكار وقرارات، فهو، بهذا المعنى بالذات، ترويض للسائس نفسه، قبل أن تكون ترويضا للخيول التي يسوسها، خصوصاً حين تكون جامحة، نافرة، عينها على الحرية والانطلاق، وعلى ما ترغب فيه من شمس ونور وهواء.

السياسيون، هؤلاء، رؤاهم تتسم بقصر النظر، والسياسة لم تعلمهم كيف يفكرون، لأنهم، في غالبيتهم، لم يأتوا من السياسة، بل أتوا إليها من عالم المال والاستثمار، ومن السلطة التي هي غير السياسة، أو من السياسة حين أصبحت سباقا على المناصب، وعلى الوظائف، وعلى الكراسي، ومواقع القرار، وليست السياسة التي كانت هي العقل، وهو يعمل بحرية، وبتجرد، يستغرقه التأمل والتفكير، ويكون خياله واسعاً، بل سديداً، فيه كثير من الضوء، يفتح الطرق، ويشير إلى المشكلات والمآزق، كما يشير إلى حلولها الممكنة، ويكون تصوره للحلول مبنياً، ليس على الهنا والآن، فعقل، بهذا المعنى، هو عقل ينظر إلى المستقبل، كيف يمكن للهنا أن يفضي إلى هناك، وكيف يمكن للآن أن يفضي إلى الآتي، يكون جزءاً منه، والآتي يكون امتداداً له، بما يفتحه فيه من شعاب، ومن مسارب ومسالك وأقنية، وطرق.

الذين نأتي بهم من كبريات جامعات الغرب، من معاهده العليا، وهم في غالبيتهم من أبناء الأعيان، والأثرياء ورجال الأعمال، ومن لهم في السلطة والدولة مكان، أو كانوا وزراء سابقين، هؤلاء، أيضاً، لا صلة لهم بالسياسة، فهم تعلموا نظريات واكتسبوا معارف نظرية، ظنوا أنها هي الحل لما يجدونه من مشكلات، وهم من نسميهم بالتكنوقراط، أو الخبراء، قصداً، لابتذال معنى السياسة والثقافة، ولابتذال حتى القيادة، ولم يدركوا أن معارف الآخر، ليست حشراً للأفكار في رؤوسنا، وأن الثقافة الأوربية ليست معارف مجردة، بل هي خيال وإحساس، بل حواس تعمل بنوع من الذوق، وتفتيق ملكات العقل والخيال، وتشغيل كل الحواس التي تتداخل وتتجاوب فيها المعارف بالفنون والآداب، وبالقوانين والشرائع، وما تتيحه العلوم الإنسانية من مفاهيم ومناهج في السؤال والملاحظة والتحليل والنقد، واستخلاص النتائج بالاستدلال المنطقي الذي لا يكون العقل فيه يعمل بإرادة المنطق، بقدر ما يكون المنطق هو العقل وهو يعمل في كل الاتجاهات، ويقلب الأفكار والمشكلات، وما استعصى من مشكلات على كل الوجوه، يفْليها، ويعِيد فلْيها، كما يقول القدماء من العرب، ليصل إلى نتيجة، تكون محسوبة، وذات فائدة، تساهم في الحل، لا في تعقيد المشكلة وتعميمها، أو تعويصها، إذا جازت هذه العبارة.

العقل الذي يعمل ببرامج، وبتوجيهات، وبأفكار لم تصدر عنه، هو عقل أداتي، عقل بلا عقل، أو عقل فاقد للعقل، أو عقل خرج على عقله، لأنه يعمل بغيره من العقول التي تقوده وتوجهه، وتأمره، كما قد تنهاه وتمنعه، فينتهي ويمتنع. وإذا ما عدنا إلى ديكارت، في هذا الشأن، فاختلاف العقول، ينشأ من توظيفنا لها، أو توجيهنا لها، لذلك، فكل واحد منا يوجه أفكاره في اتجاه مختلف عن غيره، في طرق مختلفة متباينة، وكل واحد منا ينظر في غير اتجاه الآخر «لأنه لا يكفي أن يكون للإنسان عقل، بل الأهم، هو أن يحسن استخدامه»، بطريقة يكون بها هذا العقل، عقلاً بالفعل، لا بالقوة، أو عقلاً فقد عقله، أصيب بالعمى، وبقي بلا عين، أو هو عين بلا عقل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “المساء” االمغربية – 18 شباط 2022

 

 

فلاسفة ومفكرون.. مونتسكيو  (1689 – 1755)

 

اعداد: د. صالح ياسر

عالم اجتماع فرنسي، انتقد بشدة الحكم المطلق، وحاول ان يفسر اصل الدولة وطبيعة القوانين، وان يضع خطة للاصلاحات الاجتماعية على هذا الاساس “ الطبيعي “. وكان توحيد مونتسكيو بين المجتمع والطبيعة – من الناحية الموضوعية – متناقضاً مع نظرية العناية الالهية التي كانت تسود العصر الوسيط. وكان مونتسكيو واحداً من مؤسسي نظرية الحتمية الجغرافية، وكان يقول ان السيماء الاخلاقية للشعوب وطابع قوانينها وأشكال حكوماتها يحددها المناخ والتربة ومساحة الاقليم. وقد انتقد الماديون الفرنسيون هذه الاراء. وكان  مونتسكيو يعتبر الملكية الدستورية أفضل أشكال الحكم. وقد أدخل نظرية فصل السلطات.

*****************************************************

 

الصفحة الخامسة عشر

اتحاد الادباء.. ثمار الكتب

 

يواصل اتحاد الادباء والكتاب في العراق اصدار منشوراته، وآخر ما صدر عنه:

- بواكير النهضة النسوية في العراق/ دراسات. احمد الناجي.

- يوتيوب/ رواية: خضير فليح الزيدي.

- قراءات سردية: نقد. نزار عبد الغفار السامرائي.

- المسرح المدرسي وسيلة تعليمية/ مجيد عبد الواحد النجار.

- الذات والوجدان في القصيدة/شعراء بابل انموذجاً/ نقد: غانم عمران المعموري.

- أشياء أخرى/ سرد: عيسى مسلم جاسم.

- كما اصدر اتحاد ادباء بابل، العدد العاشر من مجلة “متون” والتييرأس تحريرها الشاعر: صلاح السعيد ونائبه انمار عمران.

************

السياب في منحنى الحياة والشعر

سعيد عدنان

 

حين شبّ السيّاب وأخذ يتطلّع إلى الشعر كان جوٌّ من الرومانسيّة يشيع في الأدب العربيّ؛ شعره ونثره. بل إنّ النزوع الرومانسيّ كان عنوان التجديد وصفحته الأولى. وأوّل أمارات الرومانسيّة رجوع الأديب إلى نفسه، والوقوف على ما يتخلّجه من مشاعر؛ في الحبّ، والأمل، والحنين، والأسى، وما أشبه ذلك ليكون الشعرُ صوتَ الفرد المعبّر عن آلامه وآماله. وإذا كان النهج الكلاسيّ، ممثّلاً بشوقي وحافظ والجواهريّ، يحرِص على وحدة القصيدة في وزنها وقافيتها؛ فإنّ المنحى الرومانسيّ مال إلى تعدّد القوافي، وإلى جعل القصيدة على هيئة مقاطع؛ كلّ مقطع ينفرد بقافية. ولقد شُغف السيّاب، في نشأته الأولى، بهذا المنحى الرومانسيّ، ووجد فيه صدى نفسه، والنهج المعبّر عنه، وأُخذ به في شكله ومحتواه. وقد كان أقربَ شعراء الرومانسيّة إليه الشاعرُ عليّ محمود طه المهندس؛ كان يقرأ شعره، ويهتدي بنهجه، ويرى فيه الشاعر المُلهِم؛ بما صنع من أجواء، وبما صاغ من أنغام، ثمّ إنّه اتّصل به وأرسل إليه قصيدة طويلة من بواكير شعره، يريد رأيه فيها.

شُغل السيّاب، في أوّل أمره، بالمرأة والطبيعة؛ قضيّتَي الرومانسيّة أينما كانت ! أمّا المرأة فإنّها حلمُ فتوته وشبابه، وجرحه الذي لم يلتئم، وأمّا الطبيعة فإنّها تلك التي نشأ في كنفها من نخيل، وجداول ماء، ومشتبك أغصان. وإذا كانت الطبيعةُ ثريّة سخيّة، فإنّ المرأة بخيلة شحيحة لا تظهر إلّا كطيف سريع الزوال!

يقول في قصيدة من أوائل شعره؛ قالها في سنة 1945، إذ عمره تسعَ عشرةَ سنة:

لــو أراها، فارقت قلبــي إليــها أغنيـاتي

وارتمتْ ما بين نهديها نشــاوى راقصاتِ

لو أراها..آه لـــو أدركــت يومــاً أمنياتي

ماتت الشكوى على ثغر تمادى في الشكاةِ

وإذا دلّت القصيدة على غياب المرأة، وعلى الشوق إليها، فإنّها تدلّ أيضاً على لغة ثريّة متينة، وعلى أنّ الفتى الشاعر قد أمسك بزمام اللغة وأحسن أدارته في التعبير عن نفسه، وتصوير ما يريد. وليس قليلاً أن يُحسن فتى قبل العشرين عربيّتَه، وأن يُبين بها عن دخيلة نفسه. ولا ريب في أنّ أوائل شعره كانت تُنبئ عمّا سيؤول إليه أمره، وعمّا سيكون له من شأن في مدار الأدب. ولا يخفى على قارئ شعره حسنُ سيطرته على أدواته؛ لغةً، ونغماً، وتصويرا. يقول في قصيدة أخرى نظمها في سنة 1948، في المدار نفسه؛ المرأة وغيابها :

 أمسِ جاء الموعد الخاوي... وراحا

 يطرق الباب على الماضي... على اليأس...عليّا

 كنتُ وحدي... أرقب الساعة تقتات الصباحا

وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليّا

كان، في تلك السنوات من أواخر الأربعينيّات، غزير الكتابة؛ مادّته المرأة وخذلانها، والطبيعية وتجلياتها، لا يكاد يفارق ذلك. وقد اتشحت أغلب قصائده بالأسى واللوعة ومناجاة الأحلام.

جرت أغلبُ قصائده على تعدّد القوافي، وقلّما بنى قصيدة على قافية واحدة، وكأنّه في ذلك يقتفي أثر علي محمود طه المهندس، ويأتسي به في جعل القصيدة متعدّدة القوافي. وقد مهّد له، هذا الأمر، الخروجَ على صيغة بناء البيت المحكمة، وإقامة الوزن على إيقاع جديد. لكنّه بقي رومانسيّ النزوع يقيم شعره المستحدث على الحبّ الضائع، والأسى الدفين، واستعادة الذكرى.

غير أنّ الرومانسيّة أخذت تنحسر، وشرعت تُخلي مكانها لنهج واقعيّ يرصد مشكلات الحياة في تصريف الحكم، وإدارة الاقتصاد، وما يتّصل بهما من شؤون المجتمع؛ ويريد من الأدب أن يعبّر عن ذلك، ويطلب من الأديب أن يخرج من حيّزه الضيّق إلى أفق أوسع وأرحب. وكان السيّاب نفسه قد اقترب من هذا الفكر الواقعيّ بنحو ما، ثمّ اتّصل به، وأراد أن يعبّر عنه في شعره، ويجعل من قضاياه مادّة يستقي منها أدبه؛ على أنّه، مع ذلك، لم يبرأ من النزوع الرومانسيّ تمام البُرء؛ فظلّ النهجان، الرومانسيّ والواقعيّ، يصطرعان في نفسه؛ فمرّة يغلب هذا، ومرّة يغلب ذاك!

وقد دلّ عنوانا ديوانيه الأوّل والثانيّ على تمكّن الرومانسيّة من نفسه؛ فقد سمّى الديوان الأوّل: “أزهار ذابلة” الصادر في سنة 1947، وسمّى الديوان الثاني: “أساطير” الصادر في سنة 1950، وكلا المعنيين من موادّ الرومانسيين في النظر إلى الحياة، والموقف منها. ولعلّ في عنوان ديوانه الأوّل: “أزهار ذابلة” إلماعاً بنحو ما إلى ذبول حياته وانطفائها قبل الأوان !

لكنّه، مع تمكّن الرومانسيّة منه، أراد أن يخرج من إسارها، وأن ينظر إلى ما يحيط بالمجتمع، وأن يجعل من قضاياه مدار شعره؛ ذلك أنّ حركة الحياة المتّسعة، وسيادة النهج الواقعي، منذ مطلع الخمسينيّات، أخذت توجه الفكر والفنّ، وتريد من الشاعر أن يكون صوت الشعب بنحو من الأنحاء؛ يُعرب عن آلامه وآماله. وقد شرع السيّاب ينصرف عن الرؤية الذاتيّة الصرف إلى رؤية موضوعيّة. ولكي يحقّق ذلك استعان بالأسطورة والرمز على طريقة الشعر الإنكليزي الذي صار مورداً من موارد ثقافته، لاسيّما وقد انتهى إليه قول إليوت : إنّ الشعر ليس تعبيراً عن العواطف، وإنّما هو فرار منها !

زاد حضور السيّاب في الصحافة العراقيّة، وفي أندية الشبان، وفي محافل الأدب، وصار له رأي في الشأن العام يقوله نثراً حيناً، ويصوغه شعراً في أغلب الأحيان. وقد بلغ منحنى حياته وشعره الذروة إذ كتب قصائد “ أنشودة المطر “ ثمّ أصدرها في سنة 1960. وقد تكافأت فيها الرؤيتان؛ الذاتيّة والموضوعيّة، وربّما غلب الشأنُ العام الشأنَ الخاصّ في بعض القصائد ! وقد أُتيح لجملة من هذه القصائد، كـ “ أنشودة المطر”، و” المومس العمياء “، و” الأسلحة والأطفال “، و” حفّار القبور” سيرورةٌ واسعة في العراق، وفي غيره من البلاد العربيّة. وقد رفعت شأنَ الشعر الحديث، واتّسعت به مثلما رفعت شأنَ السيّاب نفسه !

غير أنّ عوامل من المجتمع المضطرب، ومن اختلال بدنه، اصطلحت عليه فهدّت قُواه، وجنحت به أن يرجع إلى رومانسيّة مصطبغة بالنزوع الديني يلوذ بها ممّا هو فيه. يقول، في سنة 1962، وقد اشتدت به الأوصاب :

لكَ الحمدُ مهما استطال البلاءْ

ومهما استبدّ الألم ْ

لكَ الحمدُ، إنّ الرزايا عطاءْ

وإنّ المصيباتِ بعضُ الكرمْ

...

لكَ الحمدُ، إنّ الرزايا ندى

وإنّ الجراح هدايا الحبيب

قال ذلك، وقال أمثاله ممّا ينبئ باختفاء الرؤية الواقعيّة، أو تضاؤلها، والرجوع إلى رومانسيّة مستسلمة تُقيمه على حافّة اليأس !

لقد بدأ السيّاب رومانسيّاً، في الحياة وفي الشعر، ثمّ اقترب من نهج واقعيّ يريد أن يتّسع بالحياة والشعر معاً، لكنّ أسباباً من المجتمع، ومن بنائه الجسديّ والنفسيّ ردّته إلى رمانسيّة أسيانة حزينة؛ على أنّه ظلّ، مع ذلك كلّه، ثريّ الشعر، خصب القريحة، متوهج اللغة...

*******

أولاد هابيل

 

 

 

علي شاهين

 

 

لماذا تجعلون صلاة الوحشة

فرضاً سادساً؟

ومن اوحي لكم

ان الزغاريد ارث

محروق السند؟

وسائق الإسعاف يخط

لوحة بأحر الدم الشفهي

“ يمنع ركوب الجثث فوق الثلاثين”

القتلة مراحيض العصر

ابتكروا مكة جديدة

من سياراتهم السوداء

الرباعية القمع

يطوفون حول الخضراء

التي إبيضت من وجع

الثكالى

اما سئمتم من

قصة العراق والذئب؟

اما زهقتم من المسلسل

اليومي (النكايات)

آآآه

يا بلدي الوئيد

يا مريض الغليل

دخلت قبائلُ الخُمس

إلاك

إغراء بنبيذك الدامي

استمحيك عقراً

قسما عليك بمخاض

البئر

كفى تشبع فم ارضك

بإلتقامنا حد التخمة

وبعدها تشربنا

كأساً دهاقا

مدفوع الثمن

وكفاك، كفاك، كفاك

تعجننا مع أيوب

فالاربعون عاماً

قد انتهت!

*************

أدب الرحلات.. رحلة الروح والجسد

جاسم عاصي

 

لاشك إن في تحوّل الأجناس وتطورها ضمن اتجاهات تغني طبيعتها؛ سمة جدلية في الكتابة. فقراءتنا لأدب الرحلات محفوف بالترقب ووضع مبدأ احتمال اغناء التجربة بالاتجاه المبدع،حيث تصح القراءة المتحولة له أيضاً. في كونها لا تشترط قوانين ثابتة، وإنما البحث في النص عما يُغني تجربة الكتابة في هذا الجنس. وهذا يشمل كل الأجناس. وما نعنيه بعبارتنا ؛ هو التأصيل والأصالة في الكتابة، التي لا تجازف في اختيار الأنماط والخوض في ما يعين النص بعفوية مزاجية،بل بأسس مكينة ورصينة. ولعل من بينها معرفياً رحلة (جيمس فريزر) والنظر إليها من باب الكشف عن غير المعلوم في تاريخ الشعوب وطبيعة البيئات غير الموطوءة. كما هو في (الغصن الذهبي) وغيره من كتاباته التي خصت التحليلات وتسجيل العادات وممارسات الشعوب لطقوسها وشعَيراتها. من هنا نجد كما وجد الدارسون أن (أدب الرحلات) له أسس بنيوية،تنهض به وتصنفه عن الأجناس الأخرى. فبعضها يمكن التجاوز عليه والعمل على تطويره بما ينسجم مع الخط العام. كما هو توظيف السرد مثلاً وتفاصيل العلاقات الاجتماعية التي تبنى عليها الرحلة قصد الكشف عن غير المعلوم في هكذا فعالية. لكن يتوجب لهذا المتغيّر أن لا ينحو بالنص إلى مسمى آخر عبر انزياح تسميته أو عنوانه الاجناسي. بمعنى التجاوز على صيرورته. ومن هذه الأسس والمواصفات البنيوية، التي تخص المبنى العام لنص أدب الرحلات ومحتواه.إن ( أدب الرحلات) نص مكاني بامتياز. بمعنى يتحرك كاتبه ضمن رقع جغرافية غير معلومة له ولنا، ينقلها عبر حافظته المعرفية ووسيلته في التوصيل. لذا نجد عنصر الدهشة مرافقة لهذا الكشف والتي تخلق التعاطف والتآزر مع النص، إذ ربما يكون ما فيه غير متوقع. وهو أيضاً يعمل كمحفز ودافع للتمادي في كشف ما يليه من جهة، والتدقيق بخصائصه من جهة أخرى. فالكشف هنا يتحاور مع مكان آخر حاضر ومكان سابق هو مكان الكاتب. أي يبني خلقاً جدلياً بينه وبين مكانه سواء بالمقارنة المباشرة أو الضمنية. وتلعب الذاكرة دوراً في صياغة ذلك الحوار الذاتي المكاني، بما يُحدث نوعاً من الجدل المعرفي، وإن كان خفياً، فهو حاصل تحصيل لبنيتين مرتبطتين. فالدالة يمكن أن يستدل بها الكاتب، ومن ثم المتلقي من بعده. فالمتلقي يجري نفس الخطوات وهو يتلقى تفاصيل النص، لأنه المعني بالكتابة هذه. فأمر حدوث جدلية في القراءة، أمر ممكن، لأن جُهد القارئ متمم للكتابة حسب النظريات الحديثة ، سواء للكتابة أو القراءة،وإن لم يكن الطرفان من بيئة واحدة. فالتصعيد في الإحساس يرافق من كان من نفس البيئة أو غيرها،أي المقارنة التي يجريها من هو خارج بيئة الكاتب.كما هو كتاب (مالوان) مثلاً  وكتابات (أجاثا كريستي) الروائية ذات الخاصية الاستكشافية، محاذية لتجربتهما في الرحيل (مالوان وزوجه كريستي). ولعل المكان المكتشف تُمارس فيه طقوس مختلفة، وتحيط به أسس أخلاقية عامة. وديانات ومذاهب مختلفة. لذا يجد الباحثون في شأن أدب الرحلات المكان والمكانية سمة أساسية خلال عكسها في النص،ومن ثم الكشف عن علاقته بتشكل الإنسان فيه كمؤثر بيئي. فالمكان تاريخ الإنسان، والعكس يصح. وفي هذا المجال وجدنا في كتابات (ناجي الساعاتي) ومن بعده (محمد شمسي) وأقرانه من جيله، واغتناء ذلك بكتابات كل من (باسم فرات، وارد بدر السالم،حسن البحار،حسن عبد راضي، علاء مشذوب،جاسم عاصي) وأقرانهم خير ما يدعم أطروحتنا، فهي كتابات اعتنت كثيراً بالمكان، ووضعته موضع وجود الإنسان.وعبر هذا استطاعت أن تكشف عن كل التركيبات الاجتماعية والتاريخية، بما فيها الديانات والمعتقدات والطقوس والشَعيرات. كذلك يعكس طبيعة حساسية الداخل إلى المكان خلال ما يقدمه المكان من نشاط إنساني وظواهر طبيعية بيئية،لاسيّما المستثنى منها، الجاذب للذائقة والملكة المعرفية. بما فيها الظاهرة الأسطورية في المكان. خاصة من اشتبكت فيه العلاقات والطقوس مولدة بذلك خاصية مكانية وإنسانية. هذه  الحالات تُثير الراحل إلى المكان، وتخلق في ذاته نوعاً من المقارنة. فالشرقي يقارن بينها وبين طقوسه في بيئته، باحثاً عن المشترك مثلاً. الميّزة التي يتصف بها أدب الرحلات، هي كوّنه يجمع بين سيرة الشخصية وسيرة المكان، فهو أدب مكاني بامتياز. وهذا يسحبنا بطبيعة الحال إلى نص التجربة والممارسة المباشرة والحيّة. فرحلة كل من (مالوان وأجاثا كرستي، فريزر، ناجي الساعاتي محمد شمسي، ثيسغر) وغيرهم تميّزت في كوّنها حققت ريادة في كشف خصائص الأمكنة التي دخلوها، عاكسين كل ما يتعلق ضمن وجوده الأنثروبولوجي من عادات وتقاليد وطقوس  وتاريخ. وبهذا تحققت الفائدة والمتعة معاً. وهنا لابد من الإشادة بجهود لجنة (ناجي الساعاتي) في إقامة مسابقة سنوية لأدب الرحلات، حققت خلالها جملة كتب بهذا الشأن.

************

 

الصفحة السادسة عشر

 

إصدار

 

النصير الشيوعي

 

صدر عن رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين قبل ايام العدد الثالث من جريدة “النصير الشيوعي” في 24 صفحة قياس “أي ثري”. ويحفل العدد بالمقالات والتقارير والصور عن الكفاح المسلح للانصار الشيوعيين وبطولاتهم، وعن مآثر شهدائهم من النصيرات والانصار، وعن معاركهم ومقراتهم وقواعدهم، وعن حياتهم اليومية ونشاطاتهم الثقافية، وغير ذلك وغيره الكثير. اضافة الى التعريف برابطة الانصار الشيوعيين وتأسيسها، وبخلفيات اختيار 18 شباط يوما للنصير الشيوعي.

افتتاحية العدد كانت بعنوان “يوم النصير يوم عز وفخر” وجاء فيها:

 

يوم النصير

 يوم عز وفخر

 

يحتفل الأنصار الشيوعيون العراقيون في الثامن عشر من شباط من كل عام بذكرى انطلاق حركتهم الأنصارية المسلحة ضد انقلاب الثامن من شباط الأسود عام ۱۹۹۳، حيث تجمع عدد قليل من الشيوعيين بالتعاون مع التنظيم المحلي للحزب، تجمعوا في قرية (کلکه سماق) الكردية، وأسسوا أول نواة لقاعدة أنصارية مسلحة فيها.

إن قرار قيادة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، بتحديد الثامن عشر من شباط بوما سنويا للأنصار، يحتفلون فيه بتجربتهم الناصعة وتضحياتهم الكبيرة أمر غاية في الأهمية نظراً لما لحركة الأنصار الشيوعيين من دور رائد في الحفاظ على كيان الحزب التنظيمي وديمومة عملة الوطني واستمرار نشاطه السياسي والجماهيري، كما انها أبقت على رایته ترفرف عاليا في فترة صعبة وإستثنائية، بل تعتبر من أصعب الفترات التي تعرض فيها الحزب الشيوعي العراقي الى هجمة شرسة هدفت الى تصفيته وإنهاء وجوده سواء كان ذلك من قبل الحرس القومي في عام 1963 أو على يد النظام الدكتاتوري الصدامي في عام ۱۹۷۸ وما تلاها. كما أن حركة الأنصار، وخاصة في انطلاقتها الثانية في العام ۱۹۷۹، تميزت بكثير من السمات التي استحقت بجدارة تدوينها ودراستها والاحتفاء بذكراها، فالأنصار الشيوعيون الذين قاتلوا ضد أيشع نظام قمعي دموي في تاريخ العراق، استطاعوا أن يعيدوا لحزبهم مكانته وهيبته عندما سجلوا الكثير من البطولات النادرة والصفحات المشرفة في جميع ميادين الحياة العسكرية والسياسية والثقافية، بالإضافة الى تحملهم أعباء العيش في الجبال القاسية والبعيدة عن مدنهم وأهلهم. لقد تمكن الأنصار، وبالرغم من الحصار المطبق الذي فرضته السلطة على تحركاتهم في المنطقة، تمكنوا من الوصول الى أغلب القرى والقصبات والمدن الكردستانية، ونالوا إحترام وتقدير الأهالي لما قدموه من خدمات ومساعدات طبية وتعليمية وإنسانية ولما أقاموه من ندوات سياسية وثقافية، كما انهم أرعبوا السلطة الفاشية بما قاموا به من عمليات إختراق للتحصينات التي سورت بها مؤسساتها الأمنية والحزبية.

وتميزت حركة الأنصار بحضور الشيوعيات المقاتلات في صفوفها، وهن اللواتي قمن بأداء الكثير من الأدوار المختلفة والمهمة ( القتالية وغير القتالية).  فبالإضافة الى مشاركة النصيرة في العمل العسكري بشجاعة وبمعنويات عالية، ساهمت في إقامة الندوات الثقافية والسياسية والتوعوية، وكان لها دور بارز في الإعلام الأنصاري (الاذاعي والصحفي). كما قدمت النصيرة الطبيبة والممرضة العلاج للجرحى والمرضى من الأنصار والسكان على حد سواء.

أما من حيث التضحيات التي تستوجب الذكر والاحتفاء، فهي الدماء الزكية التي روت أرض الوطن دفاعا عن حرية الشعب وكرامته. لقد قدم الأنصار الشيوعيون في جبال كردستان، كوكبة لامعة من الشهداء الشجعان الذين تصدوا لقوات النظام الدكتاتوري ومرتزقته من الجحوش وغيرهم، فكانت صلابتهم وجرأتهم مضرب الأمثال في التحدي والتفاني في مقاومة التسلط والاستبداد.

المجد والخلود لشهداء الحركة الأنصارية البواسل

ولييق يوم النصير الشيوعي يوم عز وفخر.

 

 

*********************

 

في كربلاء.. الشيوعيون يحتفون بفريق كرة السلة الشبابي

 

كربلاء – طريق الشعب

احتفت المختصة الرياضية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، بفريق كربلاء لكرة السلة تحت سن 23 عاما، وذلك في مناسبة إحرازه المركز الثاني في “بطولة الجمهورية” لكرة السلة، التي نظمت أخيرا في البصرة بمشاركة 10 فرق من مختلف المحافظات.

حفل الاحتفاء الذي حضره عدد من روّاد الرياضة الكربلائيين، استهله سكرتير المختصة، الرفيق محمد عبد الجبار، بكلمة قال فيها أن هذا الاحتفاء يأتي انسجاما مع اهتمام الحزب بالشباب والرياضة.

بعد ذلك، تحدث سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، عن البرنامج الذي أقره الحزب في مؤتمره الوطني الـ 11، والذي ضم فقرات تهتم ببناء الإنسان ورعايته، مشيرا إلى أن تطور الرياضة يتم بوضع خطة متكاملة على هذا الأساس، تبدأ من المراحل الدراسية الأولى.

وأضاف قائلا، أن “العراق يستطيع النهوض بواقعه الرياضي، كونه بلدا غنيا ماديا وبشريا، وان التداعي الحاصل في هذا المجال جاء نتيجة النهج الخاطئ الذي تنتهجه قيادات لا تمت للواقع الرياضي بصلة”.

من جانبه، ثمّن الرياضي الرائد عبد الله المجاهد، أحد أبطال كرة السلة في كربلاء، مبادرة الشيوعيين إلى تكريم الفريق الفائز. ثم تحدث بإيجاز عن تجارب الأمريكان في تنشئة فرق كرة السلة وإعدادها.

وكانت لرئيس اتحاد كرة السلة في كربلاء، محمد صالح، كلمة في الحفل عبر فيها، بمرارة، عمّا تعانيه الفرق الرياضية في المحافظة من صعوبات. أعقبه أمين سر الاتحاد، محمد عبد الرضا، بمداخلة أكد فيها أن “جهات عديدة تتعمد تجاهل المنجز الرياضي الذي يحققه الشباب رغم التحديات المادية والمعنوية التي تواجههم”، لافتا إلى أن “وجودنا اليوم في هذا الاحتفاء، يبعث رسالة إلى المعنيين تفيد بضرورة الانتباه للقطاع الرياضي الذي بات يتدهور يوما تلو آخر”.

وفي الختام، وزع الرفيق علي الحلو هدايا تذكارية على الكادر التدريبي للفريق. فيما قدم السيد محمد صالح، لوح إبداع باسم الاتحاد، للجنة المحلية للحزب.

 

 

*****************

السيّافية .. حقائب مدرسية إلى تلاميذ “صف الشيوعيين”

بغداد – مهدي العيسى

 

وزعت رابطة المرأة العراقية، أخيرا، حقائب مدرسية على التلاميذ المنتسبين إلى الصف الدراسي الذي افتتحه الشيوعيون في منطقة السيّافية جنوبي بغداد.  وكانت لجنة شاكر محمود الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الكرخ الثانية، قد بادرت في كانون الثاني الماضي، إلى افتتاح صف لتقديم دروس تقوية مجانية إلى تلاميذ الابتدائية وطلبة المتوسطة في السيافية.  ويقع هذا الصف في منزل الرفيق قاسم محمد حسين، في المنطقة. وتشرف عليه المعلمة المتبرعة شهد قاسم.  ووفقا لما ذكرته اللجنة الأساسية لـ “طريق الشعب”، فإن الحقائب التي وزعتها رابطة المرأة على تلاميذ الصف، جاءت بدعم من عدد من الرفاق المقيمين في الخارج، مضيفة أنه تم أيضا توزيع هدايا على أبناء المنطقة الذين حضروا فعالية توزيع الحقائب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجبايش.. “بطولة شهداء تشرين” بكرة الطائرة

ذي قار – حسن شاكر عزيز

 

اختتمت الجمعة الماضية على القاعة الرياضية المغلقة في قضاء الجبايش بمحافظة ذي قار، “بطولة شهداء تشرين” بكرة الطائرة للناشئين. شاركت في البطولة التي استمرت 5 أيام، ثمانية فرق تمثل أندية محافظات كركوك وصلاح الدين والمثنى وميسان، فضلا عن ذي قار. وبعد التصفيات بين الفرق المشاركة، تأهل فريقا “نادي الأهوار” الرياضي بإشراف المدرب عباس عبودة، و”نادي كركوك” للناشئين، إلى المباراة النهائية، التي انتهت بفوز الفريق الأول.  وغصت القاعة بالمشجعين من أبناء الجبايش والمناطق الأخرى، الذين أطلقوا خلال المباريات، هتافات حماسية تعبر عن أمجاد انتفاضة تشرين وبطولاتها، فضلا عن مطالبها العادلة. وجاءت البطولة التي نظمها “نادي الأهوار” الرياضي، برعاية محافظ ذي قار محمد هادي، والنائبة عن “حركة امتداد” في ذي قار، نيسان الزاير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طاولة “الشرارة” تشهد جلسة ثقافية منوعة

 

 

النجف - أحمد عباس

دأب شيوعيو النجف على تنظيم طاولة إعلامية صباح كل يوم جمعة في “شارع دعبل الخزاعي” الثقافي وسط مدينة النجف، ليوزعوا على روّاد الشارع نسخا من مجلتهم “الشرارة”، ومن جريدة “طريق الشعب”، وغير ذلك من المطبوعات الصادرة عن الحزب.  وشهدت طاولة “الشرارة” الجمعة قبل الماضية، جلسة ثقافية منوعة، حضرها العديد من المثقفين والأدباء، فيما أدارها الرفيق مؤيد عليوي، بمعية الشاعر ضرغام البرقعاوي.

وخلال الجلسة، تحدث الشيخ جعفر الشرقي عن الشخصية الوطنية عبد الأمير حمودي الكعبي، متناولا مسيرته النضالية في صفوف اليسار أبان العهد الملكي، حتى اعتقاله وإيداعه سجن “نقرة السلمان” بعد انقلاب شباط 1963 الدموي.  وساهم في الجلسة أيضا، الرفيق عبد الرزق الحكيم، والنائب محمد عنوز، اللذان تحدثا عن المرحلة السياسية الراهنة، ومهام البرلمان الجديد.

وتخللت الجلسة قصائد وطنية ألقاها الشاعران ضرغام البرقعاوي ومحمد البديري.

 

 

*****************

 

 

في الشطرة

“المخدرات وأثرها

على التماسك الاجتماعي”

 

الشطرة – أحمد طه

 

عقد فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، الجمعة الماضية، ندوة حول "مخاطر إدمان المخدرات وأثرها على التماسك الاجتماعي"، بحضور جمع من الناشطين والمثقفين والمواطنين الآخرين.

تحدث في الندوة التي عقدت على قاعة اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الناشط الشاب مرتضى علي، الذي أشار في مطلع حديثه إلى أن مكافحة المخدرات والوقاية منها مسؤولية مجتمعية، مشددا على أهمية تعزيز محور مكافحة إدمان المخدرات، من خلال الشراكة الفعالة بين الأجهزة الصحية والأمنية فضلا عن أولياء الأمور.

ولفت إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة، من أبرز العوامل التي تدفع الشباب نحو إدمان المخدرات، موضحا أن "عدم استثمار الطاقات الشبابية، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والبطالة والصراعات السياسية، كل ذلك يلقي بظلاله على شريحة الشباب، أكبر شريحة في المجتمع".

ونوّه علي إلى أن الأسرة هي لبنة المجتمع الأساسية التي ينبغي العمل على حمايتها وتحصينها من آفة المخدرات، داعيا الأسر إلى الالتفات لما يحيق بها من مخاطر تهدد كيانها وأبناءها، ما يتطلب منها أن يكون لها دور فاعل في حماية أبنائها وإبعادهم عن "مستنقع المخدرات".

وتخللت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وشددوا فيها على أهمية التصدي لآفة المخدرات الخطيرة.