اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي العراقي.. سنبقى أمناء لمبادئنا وقضايانا

اقام الحزب الشيوعي العراقي، صباح يوم السبت 12 شباط 2022 حفلا مركزيا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي بحضور جماهيري واسع، على قاعة المركز الثقافي النفطي وسط العاصمة بغداد.

وتضمن الحفل كلمات للحزب وعوائل الشهداء فضلا عن قراءات شعرية بالمناسبة، وفعالية فنية لاغان من تراث الحزب.

والقى الرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية كلمة الحزب ادناه نصها:

الحضور الكرام

الرفيقات والرفاق الأعزاء

نقف اليوم بكل إجلال  واكبار، لنستحضر ذكرى شهدائنا الميامين، شهداء حزبنا الشيوعي العراقي، الذين بذلوا دمائهم وجادوا بانفسهم واسترخصوا حياتهم على طريق بناء الوطن وتحرره وتقدمه ورفاهيه الشعب.

نقف اليوم،  لنتذكر بطولة  قادة حزبنا يوسف سلمان يوسف (فهد) وحسين احمد الرضي (سلام عادل) والمئات من رفيقاتهم ورفاقهم قادة الحزب وكوادره واعضائه، الذين ضحوا بكل غال وثمين في مسيرة حزبهم الطويلة  متحدين الجلادين واساليبهم في التعذيب والخطف والاغتيال والاعدامات، عند مقاومة الاستعمار ومشاريعه، وأثناء مقارعة الدكتاتورية في العمل السري والنشاط الانصاري، ومن أجل التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، ليسطروا اسمى ايات التحدي والبطولة والاقدام في دروب النضال المفهم بالتضحيات. 

نقف اليوم، لنؤكد أننا كنا وسنبقى أمناءٌ لمبادئنا وقضايانا التي من أجلها استشهد هؤلاء المناضلون، ثابتين على درب الكفاح الوطني والأممي، منحازين  دوماً لأبناء شعبنا وشغيلته وكادحيه.

إيها الأحبة..

لم تمض سوى أيام، على انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا، الذي أكد من خلاله الشيوعيون كافة، تمسكهم بحزبهم، وصيانة وحدته ومبادئه، ومواصلة النضال نحو التغيير الشامل كمحطة أساسية من محطات النضال لتحقيق الأهداف المنشودة.

ونعني بالتغيير الشامل، ذلك التغيير في النهج ونمط التفكير والممارسة،وفي الية  إدارة الدولة والحكم. وذلك لن يتحقق، من دون الخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية والاثنية، والقضاء على الإرهاب والسلاح المنفلت، ومحاربة الفساد والفاسدين الذين استنزفوا ثروات البلد، وحرموا الشعب من أدنى مستويات الخدمات والعيش الكريم.

وأنها واضحة للجميع، حالة الاستعصاء  السياسي في اللحظة الراهنة، وما تمثله من تهديد خطير للبلد  وشعبه، سببها، تشبث القوى  المتنفذة بالامتيازات  والسلطة والنفوذ، وعدم استعدادها الفعلي لتصحيح مسار الأوضاع، وإنهاء مسلسل الأزمات الخانقة وإسها.

لهذا نرفع اليوم التغيير الشامل  شعاراً، ونحن ندرك أن أولى الخطوات صوب هدفنا تتمثل في تغيير موازين  القوى لصالح الشعب، وما يشترطه ذلك من خلق الاصطفاف السياسي والمجتمعي ، البديل السياسي القادر على إحداث التغيير الشامل المنشود، بديلٌ يؤمن بنهج المواطنة والديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية.

ويتطلب ذلك، العمل على زيادة زخم الضغط الشعبي، وتكاتف وتوحيد جهود الديمقراطيين والتشرينيين والوطنيين والخيّرين من دعاة الإصلاح الحقيقي، وإدامة الحراك الجماهيري وتعظيم دوره، وتمكين الناس من استرداد حقوقها المنهوبة.

أيها الرفيقات والرفاق والأصدقاء

إن الرابع عشر من شباط، بالنسبة للشيوعيين العراقيين، ليس مناسبةً عابرةً بين عشرات المناسبات التي حَفِلَ بها تاريخ حزبنا العريق. إذ يحمل هذا اليوم بين طياته ذكرى استشهاد القائد المؤسس الرفيق فهد، والرفيقين حازم وصارم.. الذين أرسوا ركائز حزبنا في ربوع الوطن كله، ولهم أول الفضل بما عرف عن الشيوعيين من شجاعة وثبات على المبادئ الإنسانية التقدمية، وتمسك بقضية الشعب والوطن.

وإننا مدعوون لجعل مناسبة يوم الشهيد الشيوعي، حافزاً لأجل استنهاض الهمم لمنظمات الحزب واعضائه وتعزيز صلاتها بالجماهير والانخراط في الحركة الشعبية المطالبة بتغيير الواقع المزري في البلاد على طريق تحقيق شعار المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا في التغيير الشامل.

فما ارتقى الشهيد الشيوعي إلى منزلة المضحي، إلا لمواجهته الظلم والاستبداد وسياسات التجويع والافقار، والاستغلال والتهميش والاستعباد وسلب حريات المواطنين.

وفي هذه الذكرى المجيدة نجدد الدعوة إلى كل الشيوعيات والشيوعيين غير المنظمين والبعيدين عن التنظيم  للعودة إلى صفوف الحزب والمساهمة في نضاله.

في هذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع الشيوعيين والوطنيين نجدد العهد للشهداء الابرار لحزبنا باننا ماضون في الحفاظ على الحزب وتنميته وتطويره وتعزيز دوره ، قدما نحو  تحقيق اهدافنا النبيلة في الوطن الحر والشعب السعيد.

مجداً لشهداء الوطن والحزب والمبادئ العادلة!

مجداً لذكراهم الحية في قلوبنا!

*************

حفيد الخضري: الشهداء بذلوا الغالي والرخيص وهناك المزيد..

ألقى حفيد محمد الخضري (محمد عادل) كلمة عوائل شهداء الحزب الشيوعي العراقي، في حفل يوم الشهيد الشيوعي الذي أقيم يوم السبت الماضي، ادناه نصها:

طاب يومكم يا رفاق الدرب وانتم تستذكرون شهداء حزبكم المجيد.

انه لشرف كبير ان امثّل عوائل الشهداء في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي العراقي، وكم هو عظيم ذلك اللقب الذي حمله الآلاف على درب النضال مع رفاقهم الميامين، رافعين رؤوسهم عالياً، تواقين الى درب الحرية صوب الوطن الحر والشعب السعيد.

الحضور الكريم..

سررت كثيراً في تمثيل عوائل شهداء الحزب في قراءة هذه الكلمة، ولكني أجد من الصعوبة الحديث في كلمات قليلة عن هذا السفر النضالي الطويل وعن الملاحم البطولية.

محمد ارد اعاتبكم يالطياب/ من جور گلبي وعظم المصاب/ ذاب الگلب من الهضم ذاب/ والراس من امصابكم شاب.

بهذه الكلمات كانت (ام محمد) والدة الشهيد محمد الخضري ترثي ابنها الذي اختطفه جلاوزة النظام السابق يوم 20 آذار من العام 1970 وهو في طريقه لحضور الحفل الذي أقامه مجلس السلم والتضامن في صدر القناة لغرض المساهمة في حفل تكريم الوفد الكردي بعد عقد اتفاقية 11 آذار 1970، حيث انه لم يصل للحفل وجرى اختطافه في الطريق اليه، وتم قتله ببشاعة ووجدت جثته الممزقة في الطريق بين بغداد وبلد وفيها 18 رصاصة، ما عدا التشوهات في وجهه وجسده.

ولم تتوقف وحشية البعث عن هذا الحد في اغتيال الخضري، بل ذهب الحال الى مضايقة عائلته وذويه، وقبل ان يستشهد كان حينها قد طلب ان يطلق على المولود اسم (سلام) سواء كان ذكرا ام انثى. وحينما ولدت زوجته المولودة الجديدة، بعد أربعة اشهر على فقدانه عاشت محرومة من حنان الوالد.

وبالإضافة الى المضايقات العديدة لزوجة الخضري في حياتها العامة والوظيفية حيث كان التحقيق مستمرا معها وتم ارسال كتاب استدعاء الى المدرسة التي كانت تعمل فيها كونها معلمة. وبقيت زوجته صامدة بوجه البعث وضحت بكل شيء في سبيل تربية ابنتها سلام الخضري والحفاظ عليها.

في حين أن ابنته سلام سارت على نفس درب المعاناة، اذ استمرت مضايقات البعث لها، ومن هذه المضايقات إخفاء وثيقة القبول المركزي، لعرقلة حصولها على مقعد جامعي، وتبين فيما بعد ان الوثيقة جرى اخفاؤها في مقر الفرقة الحزبية. فيما استمر التعرض لها وهي تمارس عملها الوظيفي، اذ طلب منها مراراً ان تخرج في مظاهرات مؤيدة لحزب البعث ونظام صدام الدكتاتوري، وبسبب رفض سلام ذلك، كانت تتعرض الى المضايقات، لذلك قررت ترك الوظيفة والاستقالة، فيما لم تكف مداهمات الامن الصدامي وبدون سابق انذار.

هذا جزء يسير من سيرة احد الشهداء، وعلى طريقه الآلاف من الصور والذكريات والبطولات والملاحم، لشهداء بذلوا الغالي والرخيص وهناك المزيد ممن يواصلون النضال.

رفيقات ورفاق الشهيد الخضري الأعزاء

لم يكن يوم استذكار شهداء الحزب محصوراً في 14 شباط من كل عام بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، فالشهداء حاضرون دوماً معنا وفي كل المناسبات، فهم الذين عبدوا هذا الطريق مرخصين دماءهم الزكية من اجل الشعب والوطن.

لتبقى ذكرى يوم الشهيد خالدة

ولكم مني السلام. 

*********

راصد الطريق.. حتى لا يغلق ملف القتلة ثانية !

وافق رئيس مجلس النواب  في جلسة ٧ شباط التداولية على مقترح النائب سجاد سالم تشكيل لجنة برلمانية متخصصة تتولى “تقصي الحقائق، وتحديد هوية الجناة، وإقامة العدالة الانتقالية، وإزالة كافة الآثار السلبية التي نتجت عن قمع التظاهرات”.

 واذا كانت هذه الخطوة مرحبا بها من حيث المبدأ، فلابد من الإشارة الى ان اللجنة  لن تكون الاولى من نوعها، حيث سبق  لرئيس الوزراء الكاظمي  ان شكل في حزيران 2020 لجنة لتقصي ما حصل للمنتفضين، ولكشف قتلتهم، وإنصاف الضحايا، وتوضيح  مصير المغيبين. كما سبق للبرلمان ان شكل لجنة مماثلة في دورته السابقة.

ان فتح هذا الملف مجددا مطلب ملح، ورغم عدم الاعلان عما  توصلت اليه  اللجان السابقة،  فان هناك بصيص امل بسبب اختلاف الظروف، واختلاف المطالبين باعادة التحقيق، فهم عموما من اوصلهم  المنتفضون الى قبة البرلمان.

وان المطلوب بعد تشكيل هذه اللجنة هو المزيد من الضغط على مختلف المستويات، كي لا يغلق الملف مرة اخرى، بل ان يبقى مفتوحا حتى التوصل الى نتائج في شأنه.

**********

الصفحة الثانية

الاتحادية العليا ترفض ترشح زيباري: صالح باق لحين انتخاب البديل

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الأحد، قراراً يقضي بعدم ترشيح هوشيار زيباري لمنصب رئيس الجمهورية.

وقالت المحكمة في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “المحكمة الاتحادية العليا قررت الحكم بعدم ترشيح هوشيار زيباري لمنصب رئاسة الجمهورية”. 

وقالت المحكمة في بيان لاحق انها قررت “استمرار رئيس الجمهورية الحالي في القيام بمهامه لحين انتخاب رئيس جديد لجمهوريه العراق”.

من جانبه، عقد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، مؤتمرا صحفيا، بشأن إبعاده عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

وقال زيباري في المؤتمر الذي تابعته “طريق الشعب”: “تفاجأنا بقرار المحكمة الاتحادية حول حقنا بالترشيح لرئاسة الجمهورية”.

واضاف “نحترم قرار القضاء ومن حقي كمواطن القول ان هناك ظلما”، مشيرا الى ان “القوانين والشروط المطلوبة كانت نصب اعيننا”، مضيفاُ  ان “قرار المحكمة هو قرار مسيس”.

****************

اضاءة.. زمن حسم الخيارات

محمد عبد الرحمن

لم يسبق ان طرحت غداة الانتخابات وبين القوى المتنفذة والحاكمة، مسألة اعتماد خيار الأغلبية الوطنية او الاغلبية السياسية عند تشكيل الحكومة واختيار الرئاسات الثلاث.

ومن الواضح ان هذا لم يحصل من دون مقدمات ودوافع، وانه ليس بعيدا عن ارتدادات انتفاضة تشرين، التي كان من نتائجها  دخول عدد من الأعضاء الجدد الى مجلس النواب تحت عنوان المستقلين الى جانب قوى أخرى جديدة .

ويعكس القول بضرورة الأغلبية وتجاوز النمطية المحاصصاتية،  المعتادة في تشكيل الحكومة وتقاسم كراسي السلطة، محاولة للتجاوب  مع مطالب العراقيين في التغيير، وتجاوز ما كان سببا في الاحوال المأساوية الراهنة، المتفاقمة باستمرار .

ولعل الأخطر هنا  هو امكانية تحول الصراعات على مغانم السلطة ومقاعدها والنفوذ والقرار، الى حالة عنف، وهناك ما يؤشر ذلك في ميسان مثلا، التي غدت عقدة تتجسد فيها حالة اللادولة، وإمكان امتداد ذلك الى مواقع اخرى تعيش حالة التوتر ذاتها.

ان البلد في حالة استعصاء وانسداد سياسيين ، وسيتوقف الكثير لاحقا على طريقة وآلية الحل.  فاذا جرت العودة الى ما قبل انتخابات تشرين الأول ٢٠٢١، وتم تجاوز ما افرزته من حقائق ومعطيات ذات صلة كذلك بالحراك الشعبي وانتفاضة تشرين، فان الأوضاع مرشحة لان تتفاقم وقد تسبب انفجارات واسعة حيث الظروف الموضوعية مهياة لذلك، بل وربما تُفاقم الكثير من الجوانب. فاذا كُسر المعتاد  وتمت مراعاة الأغلبية التي افرزتها الانتخابات، فقد يشكل ذلك خطوة  الى امام، ويحدث  ثغرة في جدار المحاصصة المكوناتية ، يمكن توسيعها  اذا توفرت عوامل معينة.

وستزداد أهمية ذلك عند تبني دعاة الأغلبية برنامجا يستجيب لاولويات المواطنين، وإذا أحسن تنفيذ هذا البرنامج والملفات الأخرى التي طالب ويطالب بها المحتجون والمنتفضون والمواطنون عموما.

وطبيعي ان الذهاب الى اغلبية سياسية واضحة المعالم والاهداف، وتعلن صراحة امتلاكها مشروعا سياسيا، سيحظى بقبول واسع. وهذا يستلزم الاستمرار وعدم النكوص استجابة للضغوط الداخلية والخارجية.

وفي كل الأحوال فان أوضاع بلدنا تفرض حسم الخيارات والوضوح والاعلان الصريح والجليّ للمواقف، فالأمور لم تعد تتحمل التأويل وقول الشيء ونقيضه في الوقت ذاته.

ويطفح صبر المواطنين ويفيض مع تدهور أوضاعهم وتقلص فسحة العيش الكريم يوما بعد يوم، فكيف حين يدفع البعض نحو المزيد من ضعف الدولة وهيمنة السلاح المنفلت، ليكون هو الحاكم وليس سلطة القانون؟  

ان تطور الأوضاع نحو الأفضل  يتطلب تقوية عوامل كبح الفوضى وانتهاك الدستور، وتطوير وتعزيز الضغط الشعبي الواسع، متعدد الأنماط والاشكال، والحراك الجماهيري المطلبي والسياسي.

ان في العودة الى ما كان عليه الحال قبل تشرين ٢٠٢١ والاصرار على ذلك، كثير من بواعث القلق ونذر الشؤم. وفي كل الأحوال يتوجب التعويل على المواطنين في حسم الخيارات، لاخراج البلد من دوامة المشاكل والدفع في اتجاه تخطي المصالح الذاتية والضيقة لعدد من القوى السياسية، والانفتاح على ما يتطلع اليه شعبنا من فضاءات رحبة.

*************

من الناصرية الى اربيل.. احتجاجات على غلاء الاسعار ونقص الخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

يواصل العراقيون في مختلف مدن البلاد، تظاهراتهم الاحتجاجية ضد استمرار افلات قتلة المتظاهرين من العقاب، وضد غلاء الاسعار وعدم توفير فرص العمل، فضلا عن تردي الخدمات، وعدم صرف اجور العمال.

انهاء الافلات من العقاب

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات المتظاهرين والناشطين وذوي شهداء التظاهرات في محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية امام مبنى محكمة الاستئناف، وسط مدينة الناصرية، مطالبين بمحاسبة المتهمين بقتل المتظاهرين وعدم التهاون في هذا الملف.

واضاف ان “خريجي الكليات والمعاهد يواصلون اعتصامهم امام شركة نفط ذي قار للشهر الخامس على التوالي، مطالبين بتوفير درجات وظيفية لهم”.

اعادة سعر صرف الدينار

وذكر مراسل “طريق الشعب” في السماوة، ان “اهالي قضاء الوركاء طالبوا الحكومتين المحلية والمركزية بالاستجابة لمطالبهم، ومعالجة موضوع تردي الخدمات، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، واعادة سعر صرف الدولار امام الدينار الى السعر السابق، والسيطرة على اسعار المواد الغذائية.”.

واشار الى ان “خريجي كليات الهندسة والزراعة والادارة والاقتصاد والتربية، جددوا تظاهراتهم امام مبنى المحافظة، مطالبين بتحقيق الوعود المتعلقة بتوفير فرص العمل من قبل رئيس الوزراء”، مبينا ان “المتظاهرين اغلقوا الشوارع المؤدية لمبنى المحافظة، احتجاجا على تسويف مطالبهم”.

مطالبات بتوفير فرص العمل

وفي محافظة واسط، نظم العشرات من المواطنين وقفة احتجاجية امام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “مطالب المحتجين ركزت على موضوع توفير فرص في مختلف القطاعات، وتفعيل القطاع الخاص”.

الى ذلك، نظم مجموعة من سائقي حوضيات الغاز السائل (غاز الطبخ) المتعاقدين مع الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز، اعتصاماً على طريق أم قصر في البصرة، مطالبين بزيادة رواتبهم.

وشكا السائقون من ان إجراء تحميل الغاز بات طويلا و “تعسفيا”، ويتطلب المبيت في مواقع التحميل وسط قلة الأجور التي تدفع لهم، وبالتالي زادت مصاريفهم، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع وإنصافهم بزيادة رواتبهم.

تظاهرة لأهالي بسماية

وفي السياق، تظاهر العشرات من اهالي مجمع بسماية السكني، للمطالبة بتوفير عدد من المتطلبات الضرورية.

وبحسب مراسل “طريق الشعب”، فأن “التظاهرة الاحتجاجية التي نظمها سكان مجمع بسماية السكني جنوب شرقي بغداد، جاءت للمطالبة باستبدال شركة الصيانة والخدمات لفشلهما في إدارة ملف المجمع الخدمي، وافتتاح منافذ تسويقية جديدة ومول تجاري داخل المجمع، فضلا عن بناء مدارس جديدة لاستيعاب ابنائهم من الطلبة”.

تظاهرات في الاقليم

وفي اقليم كردستان العراق، يواصل عمال النظافة في إدارة رابرين، منذ أسبوع، إضرابهم عن العمل، بسبب عدم صرف مستحقاتهم المالية.

وقال حمه غريب وهو أحد عمال النظافة في حديث صحفي، أنهم ومنذ 70 يوما لم يتقاضوا رواتبهم الشهرية من قبل الشركة المنفذة لتنظيفات إدارة رابرين.

في الاثناء، قطع العشرات من المواطنين في اربيل طريقاً حيوياً، احتجاجاً على عدم توفير البنى التحتية في مناطقهم.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان اصحاب الاراضي السكنية في مقاطعة “8 حساروك” قطعوا مساري الطريق الرئيسي الرابط بين أربيل وناحية بنصلاوة، مطالبين حكومة الاقليم بتوفير الخدمات الاساسية ليشرعوا ببناء منازلهم.

***************

وفد شيوعي يعزي بوفاة بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العالم

بغداد ـ طريق الشعب

حضر وفد من لجنة العلاقات الوطنية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، امس الاحد، القداس الذي اقيم في كاتدرائية مريم العذراء، وسط العاصمة بغداد، لتقديم التعازي بوفاة بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العالم مار ادي الثاني.

وقدم الرفاق المشاركون في القُداس التعازي باسم الحزب الى الكنيسة الشرقية القديمة، لرحيل القديس مار أدي الثاني، مؤكدا انه كان “رسولا للسلام والمحبة والتعايش ما بين مكونات المجتمع العراقي”.

وضم الوفد كلاً من الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب، والرفيقة شميران مروكل عضو لجنة العلاقات الوطنية.

***************

التيار الديمقراطي: ندين «الاغتيالات».. معايير صارمة لاختيار المحافظين

بغداد – طريق الشعب

أصدر التيار الديمقراطي في ميسان، أخيرا، بيانا بشأن عمليات الاغتيال التي تشهدها المحافظة، داعيا إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي رأى أهمية القيام بها لانتشال المحافظة من واقعها.

أوضاع ميسان الأمنية

وذكر التيار الديمقراطي في ميسان، ان "التيار الديمقراطي في الوقت الذي يدين وبشدة كافة عمليات الاغتيال تحت اي مسمى ومن أية جهة، يسعى للعمل على: بسط سلطة القانون ومحاسبة الجميع على قدم المساواة، إيجاد طريق ملاءمة لنزع السلاح المنفلت وغير القانوني من جميع الأطراف غير المخولة باستخدامه، جعل الجهة الوحيدة المخولة باستخدام القوة والسلطة هي الأجهزة الأمنية وضمن حدود القانون والدستور”.

اختيار محافظ بابل

من جانب آخر، أفصح التيار الديمقراطي في بابل عن رأيه في ما يخص الآليات التي يجري العمل بها حاليا، لاختيار المحافظ الجديد للمحافظة.

وذكر التيار في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أنه "من منطلقنا الوطني وحرصنا على قضايا الشعب ومصير كل ابنائنا وبناتنا، تابعنا التحركات الاخيرة لاختيار بديل لمحافظ بابل لما تمر به المحافظة من تراجع كبير على الاصعدة كافة واولها الخدمي.

وأضاف البيان "مما تقدم واستمرارا لمواقفنا فأننا نؤكد على ضرورة اعتماد معايير صارمة وآلية رصينة لاختيار شخصية بابلية مشهود لها بنزاهتها وكفاءتها، وتخضع لتقييمات واقعية عملية ليست فضفاضة، اضافة لما نصت عليه شروط اختيار المحافظ حسب القانون من محددات".

**************

الرفيق وسام مهدي يلتقي النائب عمار العميري

بغداد – طريق الشعب

زار الرفيق وسام مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أخيرا، النائب عن الكتلة الصدرية عمار مجيد العميري.

وفي بداية اللقاء، رحّب النائب بالرفيق مهدي، ودار الحديث عن الأزمة السياسية الحالية وتعكر تشكيل الحكومة والتجاوز على المدد الدستورية. فيما أكد الرفيق مهدي على ضرورة احترام المدد الدستورية والإسراع في تشكيل حكومة اغلبية سياسية، تتبنى برنامجا ملزما بتوقيتات زمنية محددة. وتحدث الرفيق عن مؤتمر الحزب الحادي عشر والوثائق التي صدرت منه، وخاصة وثيقة "قُدُما نحو التغيير الشامل"، وما تحمله من تشخيص للأزمات ومعالجاتها، وقد تسلّم العميري نسخة منها. وفي نهاية اللقاء تقدم النائب بالشكر إلى وفد الحزب على الزيارة، مشيدا بتاريخ ومواقف الحزب الوطنية، ومهنئاً بنجاح المؤتمر الحادي عشر. وأكد أهمية مواصلة هذه اللقاءات.

************

الصفحة الثالثة

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد.. الأمن الغذائي

زادت الأزمة الاقتصادية والمالية والتداعيات الناجمة عن جائحة كورونا من هشاشة الأمن الغذائي، الذي يتحقق عندما تتوفر لجميع المواطنين إمكانية الحصول مادياً واقتصادياً واجتماعياً على الأغذية، وجودة المنتجات من الناحيتين الصحية والتغذوية، وضمان تمتعهم بحياة موفورة الصحة والنشاط. 

ويعاني 1.9 مليون عراقي على الأقل، أو ما يعادل 5.7 في المائة من السكان، من الحرمان من الغذاء وعدم الحصول على ما يكفيهم من الطعام كل يوم. وهناك 4 ملايين عراقي آخرين معرضون لانعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى معاناة واحد من كل أربعة أطفال من توقف النمو البدني والفكري بسبب نقص التغذية المزمن، بحسب تقرير عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في آب 2020.

ويمثل المعدل المرتفع للنمو السكاني، الذي يبلغ 2.9 في المائة سنويا، تحديا كبيرا للأمن الغذائي. فقد ازداد عدد السكان من 23.5 مليون نسمة في عام 2000 إلى 40 مليونا و 150 الف نسمة في عام 2021، ما يعني زيادة بنسبة 71 في المائة في غضون 20 عاماً.

وشكّل سوء إدارة موارد الدولة والفساد، فضلا عن تدهور الأوضاع الأمنية والصراعات السياسية على النفوذ والمال، عوامل كابحة لعملية سيطرة العراق على أمنه الغذائي. وأدى انخفاض التخصيصات المالية لوزارة التجارة، التي بلغت 142 مليون دولار في 2019 وذهب معظمها لتغطية أجور موظفيها، إلى الحد من قدرات هذه الوزارة التي يفترض أن تلعب دورا مهما في عملية تأمين الغذاء. هذا فضلا عن طريقتها التقليدية والتي لا تخلو من البيروقراطية وانتشار الفساد في التعامل مع القطاع الفلاحي، والذي يعتمد بشكل أساسي على الحكومة في توفير الأسمدة والبذور والمعدات وفي تسويق منتجاته. وهو ما يجعل أي خلل في التخصيصات المالية أو في آليات توزيعها يؤثر بشكل مباشر على قدرات الفلاحين على زراعة أراضيهم وتوفير المواد الغذائية.

كما تمثل زيادة التصحر والتراجع الكبير في الموارد المائية وعمليات التجريف والتوسع العمراني عوامل اضافية معرقلة للإنتاج الزراعي. وأثّر احتلال تنظيم داعش الإرهابي لأراض شاسعة، عُرفت بالخصوبة والقدرة على توفير قدر لا بأس به من المحاصيل الزراعية، بشكل كبير على إنتاجية العراق للمواد الغذائية.

من جانب آخر، يعتمد غالبية أبناء الشعب على مفردات البطاقة التموينية، والتي تساهم في توفير قدر بسيط من الغذاء للمواطنين، إلى جانب مساهمتها في التحكم بأسعار السوق. ولكن هذا النظام اُهمل بشكل كبير، وعملت الحكومات المتعاقبة على تخفيض تخصيصاته، فضلا عن الفساد في عقود توريد المواد الغذائية والتوزيع. وبالتالي تعثرت البطاقة التموينية وتباعدت الفترات التي توزّع فيها، لتصل في أفضل الحالات إلى 8 وجبات في السنة الواحدة، مع تقليص مفرداتها إلى أربع مواد أساسية فقط.

ونتيجة لكل هذه العوامل يعتمد العراق بشكل متزايد على الاستيرادات لتلبية الاحتياجات الغذائية المحلية. فقد ارتفعت القيمة الإجمالية للاستيرادات الزراعية من 1.7 مليار دولار في عام 1985 إلى 11 مليار دولار في 2017. ورغم أن هنالك بوادر نمو في القطاع الزراعي في ظل زيادة إنتاج التمور والفواكه والخضروات، فإن 60 - 70 في المائة من الخضراوات المستهلكة لا تزال تُستورد من البلدان المجاورة.

كما أدى تعطل الإمدادات في الأسواق المحلية بسبب الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا والقيود المفروضة على الحركة، والتي تعيق تجارة المواد الغذائية، إلى زيادة أسعار هذه المواد وانخفاض توافر الغذاء.

إن الاعتماد بشكل متزايد على الاستيرادات الغذائية لتلبية الطلب المحلي المتصاعد، بسبب تدهور الانتاج الزراعي والمعدل المرتفع للنمو السكاني، يمثل خطرا كبيرا على الأمن الغذائي، خصوصا مع تذبذب اسعار النفط العالمية.

إن التصدي للتحديات البنيوية والناشئة التي تهدد الأمن الغذائي في العراق يتطلب وضع السياسات والممارسات البيئية السليمة التي من شأنها أن تعيد الزراعة العراقية إلى سابق عهدها، وتضمن الإمدادات الغذائية للفئات الأكثر ضعفا. ولا يمكن تحقيق ذلك من دون إصلاح سريع على مستوى المؤسسات والسياسات، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، ومراقبة الأسواق وأسعار الأغذية، وتعزيز القطاع الزراعي، وتوفير بيئة معيشية مناسبة للفلاح، وحماية المنتج الزراعي الوطني من المنافسة الاجنبية، فضلاً عن تعزيز وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية وشبكات الأمان للتصدي للفقر وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

***************

المجلس العراقي للسلم والتضامن: أوقفوا طبول الحرب النووية

بغداد – طريق الشعب

دعا المجلس العراقي للسلم والتضامن، يوم أمس، إلى تجنيب العالم مخاطر الحرب، إثر التصعيد والغليان الدولي الذي تشهده الأزمة الروسية – الأوكرانية.

وذكرت سكرتارية المجلس في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أنه ومنذ أسابيع “تتصاعد لغة الحرب الباردة التي تضع العالم على حافة المخاطر، بعد ان غادرها منذ أن انتهت الثنائية القطبية التي ميزت عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي المنضوي في حلف (وارشو) وبين الولايات المتحدة الامريكية والمعسكر الرأسمالي وذراعهما العسكرية حلف شمال الاطلسي (النيتو). لقد تعرض العالم مرات عديدة لمواجهات نووية بين المعسكرين كان يمكن ان تحيل الكرة الارضية الى ركام، وشعوب العالم الى موتى او مشوهين او معوقين والى الابد. وكان للحكمة وللمساعي التي بذلتها حركات السلام وشخصياتها العالمية وكذلك لتوازن القوى المرعب، الدور في عدم الانجرار الى السقوط في الهاوية النووية مع ان العالم وقف على حافاتها مراراً كما حدث فيما عرف بحصار برلين او ازمة الصواريخ الكوبية في عام 1962”.

وأضاف بيان المجلس ان “العالم حاليا يحبس الانفاس ويشعر بقلق بالغ من التوتر الشديد ولهجات التهديد بين روسيا الاتحادية التي تسعى لإعادة توازن القوى والقطبية الثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية التي لم تكف إداراتها يوما ومنذ تفكيك غريمها السوفييتي عن احاطة وتطويق روسيا بحلفاء جدد من بقايا دول حلف وارشو أو جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة بضمهم للنيتو، ونشر قواعدها النووية على مرمى حجر من موسكو التي ترفض هذا الضم الأخير بنشر قواتها الضاربة على الحدود بينها وبين اوكرانيا”، لافتا إلى أن “المجلس العراقي للسلم والتضامن باعتباره جزءا اصيلا وعريقا من حركة السلم في العالم، وهو عضو فاعل في مجلس السلام العالمي والمجلس الدولي للسلام، ولأن استتباب السلام في العالم وتجنيب الشعوب مآسي النزاعات والحروب، وخاصة حين يكون التهديد بالسلاح النووي هو من اولويات مسؤولياته وأهمها فانه يدعو دول العالم كافة وخاصة الدول النووية المعنية بالأزمة الاوكرانية وكذلك كل الشعوب  والشخصيات العالمية المرموقة المحبة للسلام والتواقة الى عالم بلا اسلحة دمار شامل وبلا حروب، يدعوها الى الوقوف بحزم وصلابة ضد التصعيد ولغة الحرب التي لو قامت فلن يكون فيها منتصر  كما هو شأن كل الحروب في التاريخ” .

وتابع البيان “ان اندلاع حرب لأي سبب كان بسيطاً او متعمداً قد يقود الى كوارث إنسانية أكبر بكثير من تلك التي عانت منها البشرية في حروبها المتعددة الكبيرة. ان جميع الشعوب المحبة للسلام والحرية مطالبة بالتضامن والوقوف ضد كل اشكال النزعات العدوانية للهيمنة على العالم والعودة به الى حقبة الحرب الباردة”.

***************

القضاء الدستوري وشرط المصلحة

هادي عزيز علي

في الدعاوى المقامة امام المحكمة الاتحادية العليا يبادر الممثل القانوني لرئيس مجلس النواب وفي اول دفع يقدمه للمحكمة طالبا عدم قبول الدعوى لعدم تحقق المصلحة في الدعوى المقامة ضد موكله ، هو يستند في ذلك على ما استقر عليها التشريع  والقضاء والفقه من ان عدم تحقق المصلحة  يمنع  قبول الدعوى . فما هي المصلحة التي بغيابها لا تقبل الدعوى؟ او نعيد السؤال ذاته بصيغة اخرى: ما هي المصلحة التي قصدها المشرع وجعلها مدعاة لقبول الدعوى؟ ان الاجابة على هذا التساؤل يجد ضالته في الجهد المبذول من قبل فقهاء وشراح القانون اذ وضعوا تعريف للمصلحة وقالوا أنها: (الباعث على رفع الدعوى، او هي المنفعة التي يحصل عليها المدعي من التجائه للقضاء)، وتعريف اخر يقول: (الفائدة التي تعود على رافع الدعوى من الحكم له بطلبه وعدم وجود هذه الفائدة يوجب رد دعواه). اما القضاء وفي العديد من احكامه فقد قضى بان : ( المدعي يجب ان يكون ذا صفة وذا مصلحة في الدعوى طول مدة مباشرتها واذا فقدت المصلحة في الدعوى وفي اية مرحلة من مراحلها تصير الدعوى غير مقبولة  وغير مستكملة شرائطها القانونية ... ) .

يلاحظ ان المرجعية التشريعية للفقه والقضاء في موضوع المصلحة هو نص المادة 6 من قانون المرافعات المدنية التي تنص على: (يشترط في الدعوى ان يكون المدعى به مصلحة معلومة وحالّة وممكنة ومحققة ومع ذلك فالمصلحة المحتملة تكفي ان كان هناك ما يدعو الى التخوف من الحاق الضرر بذوي الشأن). ومعلوم ان المحكمة الاتحادية العليا ملزمة بتطبيق هذا النص كونه جزء من قانون المرافعات المدنية رقم 83 لسنة 1969 المعدل الملزمة بتطبيقه طبقا لحكم المادة 19 من النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا . وهذا يعني ان المشرع اضاف الدعوى الدستورية لنطاق سريان قانون المرافعات المدنية الذي يشمل اصلا الدعاوى المدنية والتجارية والاحوال والمواد الشخصية.

ومن قراءة المادة 6 من قانون المرافعات المدنية وما قاله الفقه والقضاء عنها ان المدعي يجب ان يكون ذا مصلحة في رفع الدعوى ،  فالمصلحة شرط لصحة الدعوى فلا دعوى من غير مصلحة لكون الاخيرة مناط الدعوى والفائدة المتوخاة منها  . وهنا يجب التفريق بين المصلحة المقصودة في قبول الدعوى  والحق ذاته لان الفائدة هنا تنزع نحو حماية الحق او اقتضائه وهنا يتجسد الفرق بينهما فالهدف من المصلحة هو جني ثمرة الحق والحصول عليه وهذا شرط قبول الدعوى وهو غير شرط الحق ، ويضربون امثلة عدة حول هذا الموضوع منها على سبيل المثال : ( الدائن والمرتهن  ، والمصلحة الاقتصادية في عقد الشراكة  ، او ان يبني جار على ارض جاره ويطلب الاخير ازالة البناء وأعسار المدين وتحديد قيمة الدعى بغية استيفاء الرسم عنها والبدل سواء كان من المكيلات او الموزونات او النقود واسباب ملكية العين ) وغير ذلك من عديدالامثلة الزاخرة بها كتب الفقه والاحكام القضائية .

ومن خلال ما تقدم يلاحظ طغيان القانون الخاص على النص التشريعي للمادة 6 اعلاه وعزز هذا الطغيان الموروث الضخم للتطبيقات القضائية والمدونات الفقهية التي تعاملت معه بهذه الصفة وبهذه الوظيفة . ولما كان هذا النص القادم من حنايا القانون الخاص  مفروض تشريعيا على القاضي الدستوري بموجب احكام النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا فجعلته يتعامل مع المصلحة هذه  بعقلية قاضي البداءة وليس بعقلية القاضي الدستوري . في حين ان الدستور مادة القضاء الدستوري ووظيفته وهو يقع ضمن نطاق الفانون العام  ، ومعلوم مدى الفرق الواسع بين القانون الخاص والقانون العام على اساس اطراف العلاقات القانونية ، فالقانون العام يتعلق بالدولة وعلاقاتها مع الافراد او بالدول الاخرى في حين ان القانون الخاص يرسم العلاقة بين الفرد وعلاقته بغيره من الافراد .

وضمن هذا الفهم تصبح التفرقة واجبة بين المصلحة التي يقصدها القانون الخاص المتمثلة في النزعة الفردية والمصلحة التي يقصدها القانون العام (الدستور) التي تعود بمرجعيتها للدولة والبناء المؤسسي لها وما ينتج عنها من اثار تتعلق بالمواطنين في حقوقهم وحرياتهم ومستقبلهم اي يجب ان تقصى النزعة الفردية من المصلحة في القانون الدستوري.

خلاصة القول ان المصلحة المقصودة في الدعوى الدستورية لها احكامها الخاصة من حيث الوظيفة والاشخاص ولا يمكن تقزيمها بمعايير وادوات النزعة الفردية وكان حريّ بالمشرع ان يضع نصوصا خاصة بالمصلحة في الدعوى الدستورية تنسجم واحكام الدستور خاصة المشرع قد اقر في المادة 19 من النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا  بان  للدعوى الدستورية احكامها الخاصة التي تقيد اوتوقف او تلغي الاحكام الواردة في قانون المرافعات المدنية  . وهنا كان على القاضي الدستوري ان ينشيء المبادي والقواعد التي تنسجم وعمل المحكمة الاتحادية استنادا لاحكام الدستور ولحين ادراك المشرع لتلك المباديء والقواعد من الوجهة التشريعية.

************

الصفحة الرابعة

دعوات الى شمول قتلة شهداء تشرين بالملاحقة.. محامون: رصاص السلاح المنفلت حرّك القضاء

بغداد ـ عبدالله لطيف

في أعقاب اغتيال قاضٍ مختص في قضايا المخدرات في ميسان، تحرك القضاء اخيراً عبر إصداره عددا من اوامر القاء القبض بحق قادة أمنيين، فضلاً عن قيامه برصد مكافآت لمن يساعد في الكشف عن هوية منفذي عمليات الاغتيال في تلك المحافظة التي تصاعدت أعمال الجريمة فيها بشكل مفزع مؤخرا.

نتهاكات جسيمة

وشهدت البلاد في السنوات الماضية مجموعة من الانتهاكات الجسيمة التي تتطلب تدخلاً من قبل القضاء لردعها، ليس آخرها اغتيال القاضي المختص بقضايا المخدرات في محكمة استئناف ميسان أحمد فيصل، والذي دفع بالسلطات القضائية للتحرك وإصدار مذكرات قبض طالت جميع القادة الأمنيين المسؤولين عن المحافظة، وبلغ عددهم 8 ضباط، بموجب المادة 330 من قانون العقوبات العراقي.

وأصدر مجلس القضاء الأعلى بيانا أعلن من خلاله عن “مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن جريمة اغتيال القاضي أحمد فيصل”، متعهدًا بـ”ملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة النكراء بحق الشهيد”.

تساؤلات

وطرحت هذه التحركات من قبل القضاء ضد جريمة اغتيال القاضي تساؤلات عديدة اهمها تمحور حول دور الادعاء العام في ملاحقة مرتكبي الجرائم وسراق المال العام ومرتكبي المجازر التي حصلت في البلاد، وعلى رأسها مجازر انتفاضة تشرين وما تبعها من اغتيالات طالت صحفيين ونشاطين ومدونين.

وقال الناشط المدني، علي احمد، إن “البلاد شهدت خلال السنوات الاخيرة جرائم وانتهاكات كانت تتطلب ان يتخذ القضاء دوراً حيالها”.

وأضاف احمد لـ”طريق الشعب”، أن “المجزرة التي نفذت بحق الشعب الذي خرج في تشرين مطالباً بحقوقه لم يلتفت اليها القضاء، رغم ان الادلة دامغة على وجود قصدية من قبل القوات الامنية وجهات اخرى ليست مجهولة على قتل المتظاهرين”.

وتابع أن “الانتهاكات التي حصلت في تشرين لم تقتصر على القتل في سوح الاحتجاجات، وإنما كانت هناك عمليات اغتيال منظمة بحق الشباب من قادة الانتفاضة في مختلف المدن التي شهدت حراكاً احتجاجياً”، مشيراَ إلى “انتهاكات اخرى تمثلت في القمع والترهيب والاختطاف التي مارستها اجهزة الامن والمليشيات ضد الشباب العزل.”

وذكر أحمد أنه “في وقت كنا نضغط من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب، كنا نطالب بأن يكون للقضاة دور في الانتفاضة وعلى الاقل اعلان الاضراب، او ممارسة دورهم الحقيقي، لكن عدم الاستجابة من قبلهم تؤكد ان القضاء ليس مستقلا”، بحسب قوله.

ادعاء عام غير فعال

وقال الخبير القانوني، خالد النعيمي، أن “دور الادعاء العام في العراق غير مفعل حيث ان العرف الساري في القضاء العراقي ان القاضي المعاقب ينقل الى الادعاء العام، بالإضافة الى ان خريجي المعاهد القضائية يعملون هناك، ما يعني ان الحياة القضائية لا تعير اهمية للادعاء العام”.

وأضاف النعيمي لـ”طريق الشعب”، أن “قضاة التحقيق يوجهون كتبهم بعد التحقيق الى الادعاء العام للاطلاع او أخذ الرأي، غير ان رأي الادعاء العام بالنسبة لقضاة التحقيق غير مُلزم، ما جعل وجود الادعاء العام شكليا، بينما صلاحياته هي رفض القرارات والطعن بها وتمييزها”.

وأوضح أن “الادعاء العام هو من يمثل الحق العام وهو من يطالب بمحاسبة المخالفين بحق القانون والمواطنين، وهذا ما كان يجب ان يحدث في انتفاضة تشرين”.

وأشار إلى أن “الكثير من السياسيين اعترفوا في لقاءات تلفزيونية انهم سرقوا المال العام وانهم اشتركوا في جرائم متعددة، وهنا كان يجب ان يكون للادعاء العام دور بإصدار مذكرات القاء قبض بحق هؤلاء المعترفين في جرائمهم”، لافتاً إلى أن “التدخلات السياسية كانت تمنع حصول ذلك”.

رد فعل بعد المخاوف

وتابع النعيمي، أن “رد فعل القضاء العراقي على حادثة اغتيال قاضي مختص في قضايا المخدرات، جاء بعد مخاوف مجلس القضاء من تكرار سيناريو في مرات لاحقة، ولا يمكن تفسيره ان التحركات التي حصلت من قبل القضاء هو خروج عن الصمت وممارسة القضاء لدوره المفقود حيال القضايا العامة”.

وأردف قائلاً أن اغتيال القاضي يحمل رسالة مفادها ان “القائمين على ملف المخدرات في العراق لديهم السطوة والقوة على ازاحة أي جهة تقف امامهم حتى وان كانت هذه الجهة هي القضاء”، معتقداً أن “تحرك القضاء يعبر عن خوف من تكرار هكذا سيناريوهات، اكثر مما يعبر عن خصومة بين القضاء والسلاح المنفلت”.

بلا صلاحيات

من جهته، بيّن الخبير القانوني علي التميمي، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “المحاكم لا تتخذ اجراءات من دون شكوى مقدمة من قبل المدعين بالحق، ولكن الاجراءات التي اتخذت في الوقت الاخير على خلفية اغتيال قاضي في ميسان تشكل حالة ايجابية”.

وأضاف التميمي، أن “الادعاء العام هو جزء من القضاء ولا يتحركون إلا بعد تقديم شكوى، وهذا الفرق بينه وبين النيابة العامة في مصر التي لها صلاحيات بالتحرك تلقائياً”، مشيراً إلى أن “القوانين في العراق قديمة وأصبحت بحاجة الى التجديد وادخال التعديلات”.

واذا كان فتح التحقيق والمحاسبة مرهون بتقديم شكوى فمن يحاسب سراق المال العام ومرتكبي المجازر والجرائم؟ ورد التميمي على التساؤل قائلاً أن “الجهات التي ينتمي اليها السياسيون هي من تقدم الشكاوى، ومثلاً اذا كان هناك نائب فساد فالبرلمان هو من يحرك القضاء على النائب الفاسد”.

 ************************************

فشل واضح في محاربتها.. انتحار النساء.. ظاهرة يغذّيها الفقر وغياب العدالة والتهميش

بغداد – طريق الشعب

لم يمض على بداية العام الحالي سوى شهر ونصف الشهر، حتى بدأت إحصائية جديدة لحالات الانتحار، مكملة الأرقام الكبيرة التي تسجلها هذه الظاهرة في مختلف المحافظات على مدار السنوات الماضية؛ ففي ذي قار مثلا، أعلنت السلطات عن تسجيل 12 حالة انتحار في أول 17 يوما من بداية العام 2022، فيما تواصل الإحصائية الارتفاع، وتأخذ النساء منها قسما كبيرا.

النساء وحالات الانتحار

ووفقا للمختصين، فأن عاملي القهر الاجتماعي والتردي الاقتصادي اللذين تشهدانه البلاد ساهما بشكل أساس في زيادة حالات الانتحار خصوصا بين النساء والفتيات.

وبحسب الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، فإن زيادة حالات الانتحار بين المواطنين له أسباب كثيرة، لكن أرى أن الجانب الاقتصادي مهم جدا في هذه الظاهرة الخطرة.

ويقول خضير لـ”طريق الشعب”، إن “الأزمات المالية والاقتصادية التي حدثت بفعل جائحة كورونا وما رافقها من كساد كبير على صعيد السنتين الماضيتين، جعلت المواطنين يائسين بعد فقدانهم لمصادر رزقهم وبقاء الكثير منهم بحالة الفقر المدقع والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية”، لافتا إلى أن “حالات الانتحار موجودة في بلدان متقدمة، ولكنها أقل بأضعاف الأضعاف عن البلدان المتخلفة اقتصاديا، وإذا ما قارنا بين العراق والدول المتقدمة فسنرى أن للجانب الاقتصادي وغياب العدالة دورا بارزا في انتشار ظاهرة الانتحار، لما تخلفه من دمار كبير. إن التردي الاقتصادي انعكس على عائلات كثيرة، فتحملت النساء عبئا كبيرا ونشأت تحت رعايتها عائلات كانت محرومة من مقومات العيش الأساسية”.

تشكيل لجان

وفي مرات عدة، شكلت وزارة الداخلية لجانا وباشرت آليات كثيرة لدراسة الظاهرة وأوضحت في وقت سابق أن حالات الانتحار المسجلة في عام 2021 بلغت 772 حالة وهي أكثر بنحو 100 حالة عن العام الذي سبقه الذي بلغت فيه 663 حالة.

وذكرت وزارة الداخلية مؤخرا، أن الفتيات اللاتي ينتحرن يستخدمن غطاء الرأس “الشال” لإنهاء حياتهن، محذرة من تفاقم هذه الظاهرة.

وتقول الباحثة الاجتماعية نبأ مراد، أن “الأرقام الحقيقية لحالات الانتحار بين النساء أكثر من التي يتم الإعلان عنها لأن الكثير منها لا تعلن صراحة من قبل العائلات لأسباب اجتماعية كثيرة، وهناك قهر اجتماعي كبير يمارس على الفتيات يدفع بهذه الظاهرة إلى الزيادة بين أبناء هذا الجنس”.

وتضيف مراد لـ”طريق الشعب”، أن ظاهرة الانتحار “أصبحت تزداد في المناطق الجنوبية التي تعاني الفقر، وأيضا باتت تسجل أرقاما في إقليم كردستان كما وتظهر الإحصائيات الرسمية بأن عدد حالات الانتحار يقسم بين 55 في المائة للرجال و 45 للنساء، فيما يظهر أن نسبة 62 في المائة من إجمالي الحالات لكلا الجنسين تحدث بين صفوف غير المتعلمين، أو الذين حصلوا على تعليم بسيط كالابتدائي، وهذا يوضح الترابط بين انتشار الأمية وهذه الظاهرة”.

وفي تصريح لمصدر في وزارة الداخلية تناقلته وكالات الأنباء مؤخرا، فإن “البلاد شهدت خلال الشهر الماضي أكثر من 10 حالات انتحار لفتيات ونساء بواسطة (الشال)، وهذه المسجلة فقط، أما غير المسجلة فهي أكثر من ذلك”، مشيرا إلى أن “أسباب اللجوء إلى هذا الفعل متعددة، وتستدعي تدخلا من عدة جهات ليست حكومية فقط”.

وقبل فترة وجيزة، أقدمت طالبة جامعية على الانتحار باستخدام الطريقة ذاتها، حيث علقت نفسها بمروحة سقف داخل منزلها في محافظة ذي قار.

تأثير الجانب النفسي

من جانبه، يرى المعالج النفسي علي كاظم، أن الأرقام الحكومية تبين بأن ثلث الشعب العراقي عانى من النزوح خلال آخر عشر سنوات ولمرة واحدة على الأقل بسبب الإرهاب أو الاقتتال المسلح وغيره من مظاهر الانفلات وغياب الأمان، أي أن قرابة 13 مليون عراقي كان ضحية هذه الجوانب الخطرة. ويؤكد كاظم خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “إشكالية النزوح تعتبر أزمة مدمرة لأنها تؤدي إلى قلب طرق العيش وشكل الحياة داخل الأسر والعلاقة مع المحيط الاجتماعي، فضلا عن الترسبات القهرية والنفسية التي تتركها هذه القضية”، مضيفا ان “هنالك نمط آخر زاد من حالات الانتحار وهو الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي وتعرض الكثير من النساء لعمليات ابتزاز الكتروني وبذلك تكون احتمالات الانتحار عالية جدا وتكشف أرقام وزارة الداخلية وجهودها الكبيرة بهذا الشأن خطورة هذا الجانب. وكذلك فأن الفوضى التي تشهدها البلاد وعدم الرعاية بالجوانب النفسية داخل المدارس والجامعات والأوساط الاجتماعية، ومع تزايد الفقر وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والعجز والقهر والكبت الذي خلفه الدمار الناتج عن الحروب والحرمان وغياب الأمن، جعل الأرقام تزيد بشكل مستمر ولم تستطع الحكومة علاج المشكلة لأنها ببساطة مشكلة مركبة وتتداخل في مجالات عديدة”.

الحكومات المتعاقبة مسؤولة

وتقول الناشطة صابرين السرّاي لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومات المتعاقبة مسؤولة عن ازدياد هذه الظاهرة لأنها لم توجد بيئة معيشية لائقة تحمي المواطنين من الانزلاق في دوامة الموت أو الإدمان والضياع. وأن سلمنا بأن الحكومات والجهات المعنية غير قادرة على وضع الحلول اللازمة لهذه الظاهرة الخطرة، فعلى الأقل كان عليها أن توجد مؤسسات تساهم في العلاج النفسي والتأهيلي لمن هم قريبون من الانتحار، فيما لو نظرنا سنجد أن مراكز قليلة جدا بل ومحدودة هي المعنية بهذا الأمر، وسط تردد اجتماعي كبير من اللجوء إلى الطب النفسي نتيجة الجهل والتجهيل، وبذلك، فأن الحكومات فشلت في علاج هذه الظاهرة وفشلت مرة أخرى في إيجاد البنى التحتية اللازمة للتقليل على أقل تقدير من وطأتها ومن أسباب انتشارها العديدة جدا”.

 ***********************************************

انجاز معاملات الرواتب التقاعدية يستغرق عاما كاملا.. شكاوى من معرقلات إدارية «مفتعلة» لانتزاع الرشاوي

بغداد - طريق الشعب

يضع بعض الموظفين في الدوائر التي تشهد احتكاكا دائما مع المواطنين «معرقلات إدارية» هدفها ابتزاز المواطنين وإجبارهم على دفع الرشى مقابل انجاز معاملاتهم؛ فهذا الروتين غير المبرر يسهم بشكل كبير في تعاظم إحصائيات الفساد، لا سيما في دوائر الرعاية الاجتماعية، الضرائب، الجمرك، التقاعد وغيرها.

تأخير غير مبرر

وتذكر المواطنة سارة عقيل، ربة منزل، لـ»طريق الشعب» ان والدتها (مدرسة متقاعدة) توفيت منذ خمسة اشهر، وقد تم إيقاف راتبها القاعدي بعد تبليغ دائرة التقاعد بالوفاة، من اجل تحويله الى الطرف المستفيد.

وتقول سارة «منذ خمسة اشهر وانا اتابع المعاملة من دائرة الى أخرى، والى الان لم تنجز»، مشيرة الى ان التأخير الان هو في مستشفى مدينة الطب التي توفيت فيها والدتها «لم تعمل الى الان على ادراج اسم والدتي ضمن المتوفين، وبالتالي عرقلت عمل  المعاملة، لكون دائرة النفوس بحاجة الى مصادقة لشهادة الوفاة».

وتضيف ان عائلتها كانت تعتاش على راتب والدتها «فهو مصدر دخلنا الوحيد، انا واختي».

الموظفة في دائرة التقاعد ورود علي، تقول لـ «طريق الشعب»: ان «اغلب معاملات المستفيدين من الرواتب التقاعدية للمتوفين، تصل متأخرة بسبب معرقلات الروتين في الدوائر الحكومية الاخرى»، مؤكدة ان «المعاملات التي تمر بأكثر من دائرة او وزارة يتأخر انجازها الى اشهر، وربما تصل الى سنة».

وتقول ورود ان «الموظف في الدوائر التي تتطلب الاحتكاك بالمواطنين يعاني ضغط العمل، بسبب الأعداد الكبيرة للمراجعين، الذين يجبر على استقبالهم يوميا».

فقدان المعاملات

وتبرر المتحدثة ضياع معاملات المواطنين بانها «ظاهرة واردة في اغلب المؤسسات، بسبب قلة الخبرة في عملية الأرشفة وسياقات التخزين»، مردفة أن «اغلب الدوائر الحكومية تعاني الإهمال في هذا الجانب، الذي يتضرر منه المواطن فقط، كونه يتكفل عناء الطريق والانتظار لساعات طويلة خلال اليوم، لحين انجاز ما جاء من اجله».

وتلفت ورود الى ان «الاهمال في المؤسسات الحكومية لا يقتصر على فوضى العمل والتعاطي مع المراجعين، انما هناك اهمال للبنى التحتية وعطل في اغلب المصاعد الخاصة بالمواطنين، فعمليات الصيانة تجري فقط على اماكن مرور المدراء العامين والمسؤولين، لا اكثر».

وتشكو المواطنة اميرة عبد الله (53 عاما) وهي ربة بيت أيضا، من قلة الراتب التقاعدي الذي استفادت منه بعد بوفاة والدها، قبل 3 سنوات.

التقاعد لا يكفي

تقول اميرة لـ»طريق الشعب» ان «المبلغ المالي الذي تحصل عليه شهريا لا يتجاوز 313 الف دينار، وهو لا يكفي لسد المتطلبات المعيشية الشهرية، والتي تشمل اجور الكهرباء والماء والمواد الغذائية وغيرها».

وتتلقى أميرة من جيرانها وسكان المنطقة بعض المساعدات التي تعيلها على مواجهة «ظروف الحياة الصعبة».

بدوره، المحامي عبد الله العتابي يقول لـ»طريق الشعب»، ان «اكثر العاملين في الدوائر الحكومية هم من غير المختصين في مجال عملهم، ما خلق فوضى ادارية كبيرة يعاني منها المواطنون كضياع المعاملات والاخطاء الكبيرة التي يتحمل اعباءها المواطنون».

ويضيف العتابي، ان ابرز معرقلات انجاز المعاملات «هو الانتظار لايام غير قليلة الى حين وصول بريد المخاطبات بين وزارة واخرى».

ويشير الى ان ابسط الدول اليوم «تعمل بالنظام الالكتروني لانجاز معاملاتها خاصة تلك التي تتعلق بالمخاطبة بين وزارة واخرى».

ويواصل المحامي حديثه، ان «ابسط خطوة للمضي بتمشية اجراءات المعاملات تتطلب دفع رشوة، من اجل انجازها او تسريع إجراءاتها».

ويرى ان «الحكومة لا تعير اي اهمية لتطوير أنظمتها الإدارية، وذلك من اجل المحافظة على دفع الرسوم التي تفرض على المواطنين بصورة عاملة» بحسب قوله.

وكان العتابي ان توكل متابعة معاملة احدى العوائل التي توفي معيلها، قبل أربعة أشهر، للاستفادة من راتبه، مؤكدا انه «الى الان لم تعمل دائرة النفوس على ادراجه ضمن المتوفين، لاسباب تتعلق بغياب الأوليات، كما ان هناك تشابها في الاسماء مع مواطن آخر».

ويقول العتابي، ان اغلب حجج معرقلات المعاملات الادارية هي «مفتعلة وتغلق بمجرد اعطاء مبلغ مالي (الرشوة) الى الموظف الذي يفتعل تلك المبررات».

 ****************************************************

الصفحة الخامسة

في يوم الشهيد الشيوعي ثلاثة دروس هزت كياني         

سلام القريني

كثيرة هي الكتب التي تناولت شخصيات شيوعية وارتقت أعواد المشانق وبقت مرفوعة الراس ويذكرها التاريخ بكل جلال، بدءا من الشهيد الخالد فهد الذي كتب لنا الوصايا التي خطت على ظهر قلب كل شيوعي ينال العضوية ومن بعده الشاب المعلم سلام عادل الذي أذل جلاديه وقتل صبرهم وهم كلما زاد اصرارا يرعبهم حد الهستريا، وقد منحنا بصموده معنى احترام الذات. هل يمكن ان ننسى قصة الشاب الشيوعي المناضل الذي انضم الى صفوف الحزب الشيوعي وظروف التحقيق معه واعتقاله وتعذيبه من قبل الغوستابو بأحد السجون النازية.

كلكم يتذكر كتاب فوتشيك الذي يحمل عنوان تحت أعواد المشنقة هذا المناضل الذي كتب يومياته العظيمة التي تقول لنا جميعا:

 (لقد عشت للفرح، وفي سبيل الفرح أموت، ولسوف تسيئون إلي لو وضعتم الحزن في قبري).

‏ولنا أن نرى قوة الثبات عند الشهيد الشيوعي الخالد عبد الخالق محجوب الانسان الشجاع بكل ما تحمله الكلمة من معان وظل ثابتا بالرغم من معرفة مصيره المعد سلفا، كان يتحدث في أحرج الأوقات وكأنه في ندوة سياسية.

وهل ننسى كلمات جورجي ديمتروف المدوية حين قال:

انني أدافع عن نفسي بنفسي كشيوعي متهم.

انني أدافع عن شرفي السياسي، شرفي كثوري

أدافع عن افكاري، ومعتقداتي الشيوعية.

أدافع عن معنى ومضمون حياتي.

وها، انا اليوم اقرا كتاب يحمل كل تلك المعاني التي كتبها بدموع عيونه التي احسها تنهمر على خديه وهو يرويها القاص حسب الله يحيى عن المناضل الشيوعي وعد الله الله النجار وهو يطرز غلافه الخلفي بقصيدة عين الرمد للشاعر مظفر النواب وهو يصفه..

الشهيد وعد الله النجار

في الليل .. في الريح .. وابرج .. واستبك العيون

كلهم عن وعد ما هان

بترابه المطر مضمون

...............

ثلاثة دروس جسدت الجمال والخلق والرفعة والمثل وقيمة الانسان كأثمن رأسمال، لا يجوز ابدا ان يكون مستغلا من اي كائن من يكون ولا اي جهة من الجهات، بل حرا أبيا، كريما.

ستبقى تلك الاسماء الجليلة تطوف في سمائنا وتلالا دوما.

كتاب “دروس في العذوبة والعذاب” اضاءة الزمان والمكان لان فيه قيم كبيرة.

 ****************************************

الديمقراطي الكردستاني: ذكراهم خالدة في ضمير الشعب

الاخوة في قيادة الحزب الشيوعي العراقي المناضل المحترمون

تحية نضالية..

يشرفنا ان نستذكر معكم يوم الشهيد الشيوعي ومرور 73 عاماً على اعتلاء قادة وكوادر وأعضاء حزبكم المناضل منصات الخلود وهم يهتفون للحرية والديمقراطية ووطن حر وشعب سعيد في أروع ملحمة نضالية قادتهم الى الاستشهاد من اجل الأهداف الإنسانية النبيلة.

في الرابع عشر من شباط سجل ابطال الحزب الشيوعي العراقي اجمل مشاهد المقاومة والصمود بوجه الطغاة، ليملئوا السجون ويعتلوا اعواد المشانق وتبقى ذكراهم خالدة في ضمير الشعب العراقي واحرار العالم ويقدموا دروسا من التضحية والفداء من اجل المبادئ والقيم الإنسانية.

ونغتنم هذه الفرصة للتذكير بالنضال المشترك لحزبينا طوال عقود من الزمن حيث امتزجت دماء شهدائنا في خنادق المقاومة على جباب كردستان ووديانها، من اجل بناء عراق حر ديمقراطي مستقل وتوفير حياة حرة كريمة لجميع المواطنين العراقيين.

واليوم ما يزال الحزب الشيوعي يلعب دوراً مهماً وفاعلاً في العملية السياسية ويشهد الجميع بنزاهة مسؤوليه وكوادره الذين تبوؤا مناصب رفيعة في الوزارات والمؤسسات الحكومية اذ تعد هذه الخصوصية مفخرة لهذه المدرسة النضالية العريقة.

تحية اجلال واكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي المناضل

مجدا وسلاما لمناضلي الحزب الشيوعي العراقي

دمتم ودامت مدرستكم النضالية التي قدمت دماء سخية من اجل العراق وكبريائه.

شوان محمد طه

مسؤول الفرع الخامس

للحزب الديمقراطي الكردستاني

 ************************************************

ما كتبه حيدر الشيخ علي في صفحته بالفيسبوك.. أنتم فخرنا وملح الارض والوطن والحياة

حيدر الشيخ علي

في ١٤ شباط من كل عام يقف الشيوعيون العراقيون والكردستانيون بكل فخر واحترام امام شهداء حزبهم الميامين الذين ضحوا بأغلى ما يملكون وذادوا بأرواحهم العزيزة والغالية من اجل مبادئهم السامية في وطن حر وشعب سعيد. ويقف الشيوعيون واصدقاؤهم ومؤازروهم إجلالا لذكرى هؤلاء الشهداء ولسائر شهداء النضال الديمقراطي وفي المقدمة منهم قادة حزبنا الميامين. إن تكريم الشهيد الشيوعي هو تكريم لكل شهيد من شهداء النضال الوطني من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية.

في يوم الشهيد الشيوعي يستعيد الشيوعيون العراقيون تاريخا مجيدا من حياة حزبهم، تاريخ المعارك الطبقية والوطنية والاجتماعية من خلال كوكبة الشهداء الذين صمدوا في السجون واقبية التعذيب حتى الموت والذين تصدوا بكل همة وجهادية في المعارك الوطنية، وفي معارك الدفاع عن قضايا الشعب وحقوق العمال والفلاحين وسائر الكادحين.

إن يوم الشهيد الشيوعي هو مناسبة أمل وعمل لإثبات قدرة الشيوعيين على تحويل حزبهم إلى حزب جماهيري يضم في صفوفه أوسع أوساط الكادحين، بسواعدهم وأفكارهم وسائر الشرفاء من ابناء وبنات شعبنا باعتباره حزب هؤلاء جميعا المعبر عن مطامحهم وتطلعاتهم في المساواة والعدالة الاجتماعية.

إن خير تكريم لشهداء حزبنا والحركة الوطنية العراقية والكردستانية هو في تعزيز حضور الشيوعيين والديمقراطيين في ساحة النضال، فالمشروع الوطني الديمقراطي هو مشروعهم، وهو في حاجة ماسة الى دور أكثر، بين صفوف الحزب ومع الناس، كمهمة يومية مباشرة يحققها الشيوعيون باندفاع في كل ميادين عملهم وساحات نضالهم.

فمسؤولية الشيوعيين تجاه شعبهم كبيرة، فمعركة التغير الديمقراطي صعبة وطويلة وتوفير مقتضياتها وشروطها وقواها وتحالفاتها، من صلب هذه المسؤولية، خصوصا في ظل الطائفية والمذهبية والفراغ السيادي، وشريعة النهب، والفساد، والفلتان.

للشهداء الذين اعطوا كدحهم ودمهم وشبابهم من غير حساب على طريق خير الوطن وسعادة الناس، المجد الدائم والشرف العظيم، وللقتلة المجرمين العار الابدي.

 *********************************************

الدواعش وانقلاب شباط المشؤوم

زهير المادح

الفرحة والسعادة عندما تُسرق من ذاكرة الطفل لن تعوض، كنت في عمر التاسعة نهضت من فراشي على هلهولة الوالدة تنادي انهضوا صارت ثورة وأسقطوا الملكية.

نزلت للشارع المقابل لبيتنا رأيت أخوتي مشاركين في المسيرة الكبرى تأييداً للثورة واستمرت الأعياد، كان الناس فرحين وبدأت منجزات الثورة من تأميم النفط والقضاء على الإقطاع وتوزيع الأراضي للفلاحين وبناء الدور للفقراء وتحسين البرامج الدراسية وتشكيل النقابات العمالية وبرمجة المسيرات حيث خرج مليون إنسان احتفالا بعيد العمال العالمي.

لن أنسى الصور الجميلة الملصقة على واجهة بيتنا مزركشة بالأضوية الملونة لأبطال ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، صورة الزعيم عبد الكريم قاسم وماجد محمد أمين والمهداوي ووصفي طاهر.

مرت الأيام والسعادة تملأ وجوه الشعب، الكل يعمل وبعد العمل يذهبون للنوادي الرياضية أو المشاركة بالنشاطات الفنية من مسرح وسينما.

كانت هناك قناعة لدى الجميع بأن العراق سوف يكون دولة راقية ومتقدمة، لكن يد الشر امتدت للقضاء على منجزات الثورة من قبل العدو الخارجي والداخلي، ومحاولة اغتيال الزعيم الفاشلة هي خير دليل على ذلك.

والأيادي الخبيثة المدعومة من جمال عبد الناصر والكويت ومحسن الحكيم وأتباعه من تُجار العراق الذين ضربت مصالحهم دعموا انقلاب شباط المشؤوم الذي أطاح وقضى على منجزات ثورة الرابع عشر من تموز بتصفية الضباط الأحرار وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم.

وبهذا تحولت أفراح الشعب الى كابوس مظلم. وجاءت الذئاب المتوحشة المتثعلبة (الحرس القومي).

عند خروج المتظاهرين مستنكرين هذا الانقلاب أمام المحافظة وانا مشارك فضولي لصغر سني أو بالأحرى دعماً لأخوتي الذين كانوا من أنصار الثورة هجموا على مركز الشرطة والحرس القومي في البصرة وجردوهم من السلاح وفي هذه اللحظة بدأ أحد جحوش الحرس القومي بالرمي بالدوشكا من سطح المحافظة على الجماهير العزّل.

سقط الكثير قتلى وجرحى وسمعت صوت أخي يقول انقلوا الجرحى لبيوتكم لا للمستشفى تفادياً من اعتقالهم.

وفي نفس اليوم ليلاً اقتحموا بيتنا ولم يستطيعوا اعتقال إخوتي.

لن ولم أنس الرعب والخوف حيث سقطت أمي أرضاً وكانت ترتعش من شدة الخوف عليهم.

وقد دخل الحرس القومي وهم مدججون (بسلاح البور سعيد) وقاموا بتكسير جميع الأواني الزجاجية المزّينة بصورة الزعيم.

نعم هي انتكاسة وخيبة أمل لمشاعري الطفولية.

ترعرعت وكنت أتمنى أن أعيش بوطن يضاهي نظامه أنظمة البلدان الدستورية الراقية المتمثلة بالعدالة.

الخزي والعار للأنظمة الظلامية ومنهم

جحوش انقلاب شباط وكل المجد لشهداء

ثورة الربع عشر من تموز المجيدة.

 **************************************************

طيف

ناصر الثعالبي 

لأخي فاخر ورفاقه الذين هتفوا بأسمائنا شهداء

إحلمت بين السما والكاع

جن نجمه تحط فوك الشهيد

اترجع الماضاك من عمره

اوجن زفه جبيره ازنودها سمره

وجن وردة عشك مخطوطه فوك اسمه

مرسومه ابحبردمه

وجن صيحه بعيده اتفززالغافين

وجن مهوال يردس ساعة اللمة

(يلعابر كلفات الدنيه

وناموس الناس الملتمه

ياموت النايم بجفوفه

هاي الناس اتريد اتشمه)

وجا من ابعيد جاكوج اليشيل الغيض

وبهيبه وكف يمه

ولن ايد الشهيد

اشيله وبهمه

وتدكه بنومة الغافين

يمطر صحو وتلمه

 ***********************************************

من اساطير التحدي والصمود.. فاضل الصفار

صادق حسن النداوي 

ذكرت استاذتنا المناضلة الكبيرة سلوى زكو عن أسطورة الشاب العشريني  .

ووددت ان أساهم في توضيح تلك الأسطورة، انه الفتى الشهيد فاضل الصفار أبن الخمسة عشر عاما، ابن المناضلة الشيوعية البطلة نرجس الصفار وزوجة الشهيد المناضل جمال الحيدري عضو المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي، اعتقله الحرس اللاقومي بالقرب من دار يونس حنا وبحوزته بريد الحزب من والده جمال الى الرفاق، وبدأ الجلادون بتعذيبه أثناء نقله لقصر النهاية وجلبوه أمام والدته وهي تعذب معلقة، وكانت الدماء تسيل منه، ورغم هذا الموقف المؤلم تبادلا الابتسامة ليعبر أحدهما للآخر على أهمية المحافظة على الأمانة.

وأعيد مرة أخرى للتعليق والتعذيب، وطلب من معذبيه الماء ليعترف عن اختفاء والده   وأصاب القلق بقية المعتقلين ومنهم شقيقه نظمي عن مصير الحيدري، ولكن بعد فترة عادوا به وقلوبهم تغلي أكثر حقدا وشراسة للتعذيب، متساءلين منه لماذا تكذب علينا...؟ حيث ذهب بهم إلى دار آل كشمولة، وسأله الشهيد علي الوتار عن السبب؟  فأجابه (أردت استرح قليلا من التعذيب ولشرب كأس من الماء... واستمروا في تعذبيه، حتى فقد الوعي ورموه على سطح القصر وفارق الحياة.

وبصمود ذلك الفتى التي أنقذ فيها حياة الرفاق الحيدري والعبلي وأبو سعيد ليستمروا بقيادة الحزب حتى اعتقالهم في تموز..

لقد هز صموده كافة المشاعر الوطنية والتقدمية الإنسانية في العالم، ومنهم السوفييت حيث أثار نقمتهم على الأساليب البربرية الفاشية البعثية، وتخليدا لصموده وضعت صورته على المرمر في قصر الأطفال المركزي في موسكو ليشاهدها كافة الزائرين.

وعند زيارة وفد البعث لموسكو في سبعينيات القرن الماضي طلبوا من السوفييت رفع اللوحة، لكن تم رفض الطلب ولا تزال اللوحة ثابتة تمثل أسطورة من أساطير الصمود والتحدي التي سطرها المناضلون الشيوعيون رجالا ونساءً وأطفالا وشيوخا ضد كافة الأنظمة الدكتاتورية المعادية للشيوعية والديمقراطية والإنسانية وها هو حزبنا شامخا، ويبقى الشهداء شموسا تنير الطريق لوطن حر وشعب سعيد.

*************************************

الصفحة السادسة

لذكراهم الإجلال والإعظام.. التحيات والسلام للشهداء

نجم خطاوي

منذ زمن بعيد، ارتبط الشيوعيون العراقيون بتاريخ المقاومة والنضال والاستبسال والاستشهاد في بلادنا وادي الرافدين، ودرجوا وأصدقاؤهم على الاحتفاء بذكريات استشهاد رفاقهم وأحبتهم، من الذين مضوا بسلاء في طريق السمو والفخر والفداء بالنفس، طريق التضحية والبذل لأنبل الغايات صوب سعادة الناس وحرية الشعب.. وفي كل مدن الوطن وقراه وقصباته، وفي كل بلدان العالم ومدنه التي يقطن ويعيش فيها العراقيون، يتجلى الاحتفاء والاستذكار لهذه المناسبة 14 شباط يوم الشهيد الشيوعي، بصور مختلفة تتنوع بين اقامة الاحتفالات والفعاليات، وزيارة عائلات الشهداء وتقديم الورود لهم، وزيارة قبور الشهداء ووضع أكاليل الورود والأزاهير. وأيضا عبر استذكار مثل ومآثر الشهداء والكتابة عنهم وعن صور الصمود والبسالة التي سطروها في السجون والمعتقلات، وفي الكفاح المسلح في جبال وسهول كوردستان العراق، وفي سوح النضال السري، وكل أماكن النضال المختلفة.. هنا في السويد الذي تقيم في مدنه المختلفة الكثير من العائلات العراقية التي فقدت أبناء وأحبة لها في سوح النضال الشيوعي والوطني، ومن كل الطيف العراقي، يكون الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي في 14 شباط، مهيباً يليق بمكانة ورمزية مناسبة استذكار الشهداء..

 

في مدينة أوبسالا السويدية يقيم الرفيق خالد داود الجنابي مع عائلته، وكان قد قدم للسويد بعد سنوات طويلة من النضال في حركة الأنصار الشيوعيين في جبال كوردستان العراق. هنا في هذه المدينة يعمل الرفيق خالد سائق سيارة أجرة (تاكسي)... يتحدث عن والده الشهيد داود الجنابي، القائد العسكري المعروف، مستذكراً تلك اللحظات والأيام:

- كنا نسكن في منطقة بغداد الجديدة في مدينة بغداد، وكان الوالد أحد منتسبي الجيش العراقي ومكلف بمهمات مختلفة وآخرها قيادة الفرقة الثانية التي كان مقرها محافظة كركوك..

وبسبب الوشاية وتوجيه التهمة للوالد بحجة حديث منسوب له يدعو لاستلام الشيوعيين للسلطة وتنحية الزعيم عبد الكريم قاسم، فقد زج بالوالد في السجن لمدة عامين في عهد الجمهورية وثورة 14 تموز، وقد أطلق سراحه قبل فترة قصيرة من انتكاسة الثورة في 8 شباط المشؤوم، ولم تتم اعادته ثانية للجيش.. بعد المضايقات اضطررنا لترك منطقة سكننا في بغداد الجديدة، لنعيش في دار أحد الأقارب في الكرادة. في هذه الدار، نهار يوم 9 شباط 1963، داهمتنا قوة عسكرية مدججة بالسلاح لتعتقل الوالد ولم تهمله حتى من فرصة استبدال ملابسه المنزلية ولتأخذه نحو جهة مجهولة.. ولم تمض أيام قليلة وكنت عائدا من مدرستي الابتدائية ولم يكن عمري يتجاوز العاشرة بعد، حيث سمعت بكاء وصراخ الجميع في دارنا..

 لم أفهم الأمر أول الأمر، ثم علمت لاحقاً بأن الأوباش قد قتلوا الوالد مع العشرات من رفاقه...

كان الحاكم العسكري رشيد مصلح، قد أعلن عبر الراديو عن تنفيذ أحكام الاعدام بمجموعة من القادة الشيوعيين والوطنيين من العسكريين والمدنيين.

ولم تنفع محاولات العائلة للحصول على معلومات عن الوالد الذي تم تغييبه ولم نستلم جثمانه حتى اليوم... بعد اعدام الوالد عشنا أياماً صعبة وعسيرة، خصوصاً ونحن عائلة كبيرة، وأصغرنا أخي سعد الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره حينها.

قبل اعتقاله واستشهاده، كان الوالد يستقبل في دارنا العديد من الشخصيات الوطنية من العسكريين والمدنيين، ومنهم بالتأكيد شخصيات شيوعية، وعلمت لاحقاً ان من بينهم المناضل الوطني والعسكري الشيوعي سليمان يوسف اسطيفان (أبو عامل) الذي ارتبط الوالد به باعتباره صلته الحزبية المباشرة بالحزب الشيوعي العراقي..

ان استذكار الشهداء هو بمثابة الوفاء لهم ولمثلهم ومآثرهم، وهو التقدير لمواقفهم وتخليدها، ومن أجل عدم نسيان ذلك التأريخ المجيد، وهو بالتالي يمثل فصولاً من تأريخ الحزب..

************

الرفيق محمد حسين حيدر (أبو نورس) يستذكر تفاصيل وذكريات استشهاد أخيه الشهيد:  صاحب حسين حيدر

- عمل الشهيد في التنظيم الحزبي في هيئة عمالية لتنظيمات مدينتي الكاظمية والحرية، وكانت له نشاطات في المسرح العمالي وشارك بالتمثيل المسرحي في منطقتي الحرية والكاظمية. كما كانت له اهتمامات ثقافية ونشاط جماهيري في اوساط الشبيبة.

في السنوات الاخيرة قبل اعتقاله، وخصوصاً في عامي ٧٨ و٧٩، كان يدير مع المرحوم الوالد محلاً في بغداد - سوق الصفافير، لبيع مفروشات السجاد (زوالي) والأعمال اليدوية التراثية العراقية. وبسبب الهجمة الوحشية على الحزب من قبل النظام الدكتاتوري للبعث الفاشي، ترك العمل، واضطر للاختفاء وانقطعت اخباره. وبعد سقوط النظام عثر على قائمة صادرة من مديرية امن الكاظمية الشعبة الخامسة، وفيها أسماء 62 شهيدا وشهيدة من مدينة الحرية والكاظمية، وكان اسمه ضمن الأسماء، حيث تم اعدامة وتغيبه نهاية 1982 وبداية 1983، ولم نعثر على جثمان الشهيد المفقود.

***********

الرفيق ماجد لفتة العبيدي (أبو هديل)، تعود به الذكريات مع حلول ذكرى يوم الشهيد الشيوعي، مستذكرا، أخاه الشهيد الشيوعي:

 علي لفتة العبيدي، ويكتب:

- ولد الشهيد على لفته العبيدي في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار عام 1952 في محلية الشرقية، من عائلة كادحة. عرف منذ صباه في محلته التي تضم الكادحين والفقراء بشجاعته ودفاعه عن ابناء محلته ومساعدته لهم. امتهن في شبابه العديد من الاعمال لمساعدة عائلته، عامل مقهى وبائع حلويات وبائع فواكه، وغيرها. نشط وسط الشبيبة الديمقراطية، وتوجه للعمل وسط المناطق الشعبية في أطراف محلة الشرقية وشارع عشرين ومنطقة السيف ومحلة الصابئة. حصل على عضوية الحزب في عام 1971 وكان اسمه الحزبي (صلاح)، ويكنى أبو صلاح.

درس في معهد الادارة في بغداد- الكرخ أعوام 1974- 1976، وكان ممثلاً للطلبة الشيوعيين وعضواً في اللجنة الحزبية للمعاهد الطلابية. تعرض لمحاولة أزلام السلطة الاعتداء عليه في الاقسام الداخلية بسبب موقفه الصلب وتحديه البعثيين واتحادهم اللاوطني. وفي شجاعة وبسالة استطاع تلقينهم درساً امام طلاب القسم الداخلي، مما أثار غضب منظمة البعث الطلابية التي أرسلت عناصر الأمن لاعتقاله بعد عودته إلى الناصرية. وقد كان له موقف بطولي في الاعتقال وقد مورست ضده شتى انواع التعذيب. وخرج من المعتقل مرفوع الرأس، وكانت زغاريد والدتي قد ملأت المحلة وهي تردد:

 - (ها يمه بيضت وجهي يا رفعت الراس) ... وهي تنزع شيلتها وتكشف عن شعرها متحدية أزلام السلطة الفاشية...

اعتقل في صيف عام 1981 خلال الهجوم الذي تعرضت له منظمة بغداد. وبعد تعذيب شديد وصمود في مديرية الأمن العامة، تم جلبه مخفورا لمديرية الأمن في مدينة الناصرية للتعرف على هويته، ولكنه ظل صامداً حتى استشهاده في الأمن العامة في آب 1983 حسب ما ورد في الحاسبات الالكترونية للأمن العامة. وظل حتى هذه اللحظة دون قبر، ولكنه بأفكاره وبمواصلة رفاقه الطريق من أجل تحقيق حلمه في العدالة الاجتماعية والوطن الحر والشعب السعيد، فهو مثل حزبه الشيوعي العراقي المجيد حي ويعيش في كل شبر من أرض العراق كنخلة باسقة.

***********

أن تفقد أخا أو فرداً من أفرد عائلتك شهيداً في طريق النضال والتضحيات، فهذا ما يبعث على الفخر والتباهي، رغم آلام وأوجاع الفقدان. أما أن تفقد أخوين شابين يافعين فهذا ما يضاعف الألم والوجع ويترك في الروح ذكريات لا يمكن أن تنسى مهما تقادمت السنون.. عن أخويها الشهيدين:

 صبار نعيم وجبار نعيم، تتحدث الرفيقة صبرية نعيم:

- مع ذكرى يوم الشهيد الشيوعي استذكر وبفخر السجل الكفاحي المشرف لشهداء حزبنا والحركة الوطنية، وأنظر بعين الحزن والأمل للدلالة التاريخية العميقة في مثل الوفاء التي جسدها استشهاد الشهيدين جبار نعيم غانم وصبار نعيم غانم، والدروس البليغة الأليمة بعد الهجوم الشرس ضد قواعد حزبنا في عام 1978. لقد قاوم الشهيدان ببسالة رجال الأمن الذين اقتادوهم مكبلي اليدين ومعصوبي العينين وأمام انظار والدتي ووالدي.

مع غياب اخوتي صار البيت موحشا يذكر كل ركن فيه بذكريات عن الشهيدين. ولم تمض فترة قصيرة وبسبب تراكم الهم والكمد، رحل الوالد والوالدة، وبقيت أنا البنت الوحيدة أكابد عذاب الفقدان...

ذكرى يوم الشهيد تذكرني بأن الشهداء باقون في القلوب والضمائر...

وسوف تبقى دمائهم الزكية وروداً حمراء تطرز أرض العراق، وتسقي تربة الوطن.

المجد والخلود لجميع الشهداء....

**********

الرفيق عاكف سرحان (أبو ساطع) الذي يقيم ويعمل في مدينة ستوكهولم في السويد التي قدم اليها لاجئاً بعد تجربة السجن المريرة التي عاشها في زنازين الطاغية، يستذكر صفحات ظروف استشهاد شقيقته الشهيدة:

زاهرة ذياب سرحان، وهو محق تماماً حين يصفها بالزاهرة والتي بقت زاهرة في روحه وفي وجدان وضمائر كل الذين عرفوها وعايشوها... يتحدث الرفيق عاكف سرحان:

- زاهرة وتبقين في الروح زاهرة.... ها أنت 14 شباط قد دنوت وصفحات الشهداء الشيوعيين تقلب المواجع وتثير الشجون وتنتفض الذاكرة لنقول لهم لن ننساكم وعلى دربكم وفكركم سائرون وأردد

((ما نسينه الي نحبهم مانسينه... ولا عشكنه غيرهم والله وهوينة، شلون ننسه الي فرحنه من فرحهم، شلون ننسه الي جرحنه من جرحهم)) ...وفي كل زوايا الأماكن تحاصرني ذكرى الشهداء، في المحلة.. في الشارع.. في المدرسة..في الكلية..في العمل في كل مكان.

وفي البيت انظر يومياً إلى صورة أختي الشهيدة الشيوعية البطلة زاهرة ذياب سرحان مواليد 1958 الإنسانة الرقيقة والطالبة المجدة التي تهيأت للقبول في الكلية، والابتسامة لا تفارق محياها والتي جعلتها سنوات الكفاح محبوبة من الصغير والكبير وتعرضت إلى الملاحقات المستمرة من قبل السلطات البعثية رغم وجود الجبهة الوطنية وفي مدينة المولد “الناصرية” ثم في بغداد التي نشطت فيها. وأثناء الهجمة الشرسة الدموية للنظام المقبور وأزلامه ومؤسساته القمعية على منظمات حزبنا، تم اعتقالها بتاريخ 2/8/1980 أثناء لقاء حزبي، وصمدت ببطولة وغيبت كحال بقية الشهيدات والشهداء الذين ارتقوا للمجد. وبعد 15 عاماً حصلنا على شهادة الوفاة التي تشير إلى إعدامها بتاريخ 25/7/1983، لم يسلموا جثتها ولا نعرف مكان دفنها، ولكن بقي تراب كل العراق يحضن رفاتها.

وأخيراً كان لها شاهد في الموقع التذكاري للشهداء الشيوعيين المغيبين في أربيل، فشكراً للجهود القيمة.

لك ولكل الشهداء الشيوعيين المجد والخلود والبعث في مزبلة وإدانة التاريخ.

كان الشاعر الجواهري الأكثر وصفاً لصور الشهادة والاستبسال وهو يرثي الشهداء عبر مرثيته لأخيه جعفر الجواهري، شهيد وثبة كانون الخالدة، حين يشبههم بحاملي الرصاص على الصدور والموغلين المتقدمين الصفوف وقد تزينت صدورهم بأوسمة من الدماء..

في ملحمته الخالدة (يوم الشهيد)، يخاطب الشاعر محمد مهدي الجواهري، أخيه شهيد الوثبة جعفر الجواهري...

مني عليك تحية وسلام .....ولذكرك الأجلال والإعظام...

ومعه نردد في كل حين:

التحيات والسلام للشهداء، ولذكراهم الأجلال والإعظام

المجد والخلود ما شرقت شمس وما غربت لكل شهيدات وشهداء طريق الوطن والحر والشعب السعيد...تحيات وسلام للشيوعيات الباسلات وللشيوعيين البواسل.

*************

الشهيد البطل سعيد متروك

ماجد مصطفى عثمان

بمناسبة ١٤ شباط يوم الشهيد الشيوعي.. لابد لنا أن نستذكر أولئك الراحلين الابطال.. نستذكر بطولاتهم ووفائهم لحزبهم – لمبادئهم – للشعب وهم بصمودهم الاسطوري حد الجود بالنفيس والغالي الحقوا العار الابدي بالجلادين البعثيين الفاشست وأوفوا بالعهد وصانوا الأمانة.

وبهذه المناسبة نستذكر البعض من تراث الشهيد الشيوعي البطل سعيد متروك والذي بقدر ما كان صلب العقيدة وعميق الايمان بمبادئه وكان همه الأكبر الوطن الحر والشعب السعيد.

ولد الشهيد الشيوعي الرياضي سعيد متروك في مدينة الكاظمية عام 1933 ومارس الالعاب الرياضية حيث كان مصارعا فذا وسباحا ماهرا ومارس كافة الالعاب الرياضية وكان يتعاون مع الفقراء ويساهم في حل مشاكل المنطقة اضافة إلى أنه ترعرع وعاش وسط عائلة كادحة معروفة في مدينة الكاظمية واستشهد على ايدي قادة انقلاب 8 شباط الاسود عام1963.. فبعد اذاعة البيان رقم (1) والذي أثار صدمة وفاجعة لأهالي مدينة الكاظمية قام بقيادة المقاومة الشعبية جنبا إلى جنب مع رفاقه في أحياء باب الشيخ والكسرة وغيرها من الأماكن الأخرى.. وبعد اعلان الكاظمية مدينة للمقاومة الشعبية تم تشكيل غرفة عمليات في مدرسة بيوت الامة الواقعة مقابل مستشفى الكاظمية الجمهوري، وقام الشهيد سعيد متروك بتحديد الواجبات ووضع الحراسات وأخذ مجموعة من الرفاق الابطال وأركبهم احدى سيارات الشرطة ومن ثم قام بالإغارة على منطقة الاعظمية الذي يتكاثر فيها وجود البعثيين وقام باختطافهم وقتلهم وابدى اعمالا بطولية خارقة لا تزال تتداول على السن الجماهير.. إضافة إلى قيام سعيد متروك بحمل رشاش كلاشنكوف والتوجه إلى مركز شرطة الكاظمية مع هجوم أكثر من ألف مواطن على هذا المركز وقاموا باحتلاله والاستيلاء على السلاح الموجود فيه، وايضا قاموا بالتوجه بقيادة سعيد متروك إلى بناية النجدة في الكاظمية التي صمدت ساعات وبالتالي نجح الهجوم وسطر فيها أهالي الكاظمية ملحمة بطولية قل نظيرها.

أمر سعيد متروك بعد انتشار عناصر الحرس القومي في الشوارع المحيطة ب (ام النومي) بنشر جذوع النخيل في هذه الشوارع لمنع تقدم الارتال والناقلات العسكرية والقى السلاح في بئر بيته مهدما التنور فوق البئر للتمويه.. هنا كان الحرس القومي يراقب ويرصد وشعر الشهيد بالخطر وودع اهله والتقى بأطفاله وبعدها غادر منزله من السطح وعبر إلى بيت عمه واثناء العبور شاهده أحد افراد القوات العسكرية وصوب الية رشقة اطلاقات اصيب على إثرها في ساقه فتتبعوا اثار الدم قابضين عليه واقتيد إلى جدار اعدادية الشعب ورفض أن تعصب عيناه ووقف أمام ارسالات للرمي حيث سددت إليه زخات رصاص كثيفة تنفيذا للبيان السيء الصيت رقم 13 القاضي بقتل الشيوعيين أينما وجدوا.

أن مدينة الكاظمية الباسلة تشرفت باحتضانها للمقاومين الابطال في محلاتها وازقتها الضيقة وخاصة منطقة ام النومي التي فيها كان الانقلابيون يبحثون عن المناضل سعيد متروك الذي قدم حياته قربانا للحزب ومدينته الصامدة الكاظمية.. ولقد سطر اهالي الكاظمية الباسلة والحزب الشيوعي العراقي ملاحم بطولية لا يمكن فصلها عن بعضها.

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية.

*********

الصفحة السابعة

شهيدان مغيّبان.. خيرية ومحمد جعفر الصراف

محمد صادق الصراف

الشهيدة خيرية حسن هاشم الصراف

نشأت الشهيدة في عائلة ينتمي أغلب أفرادها إلى الحزب الشيوعي، وقد شاركت في عمر مبكر في المظاهرة المناهضة للانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963، وهي في عمر 16 سنة، ودفعتها جرأتها إلى مرافقة أختها الأصغر منها (سعاد) وأخيها (محمد صادق) في مستشفى الكاظمية، اللذين أصيبا بطلق ناري أثناء مقاومة الانقلاب الفاشي، وصدمت هناك من العدد الكبير من الشهداء المرميين في ساحة المستشفى في اليوم الأول للانقلاب المشؤوم.

وقد عانت الشهيدة وأخواتها وأمهن شظف العيش، عندما اعتقل كل رجال البيت (والدها وأخواها وعمها وزوج عمتها) وأصبحت العائلة دون معيل. وخلال الفترة التي أعقبت الانقلاب كانت الشهيدة تساعد بعض إخوانها في نقل البريد الحزبي، كما ساهمت بربط بعض التنظيمات الحزبية ببعضها الآخر عن طريق علاقتها بزميلات لها، لهن أخوة شيوعيون.

ورغم المصاعب أكملت الشهيدة الدراسة، وحصلت على شهادة البكلوريوس في الرياضيات، وتعينت مدرسة مطلع العام 1974 في ثانوية الكوفة للبنات. وكانت موضع ملاحقة وضغوطات وتهديدات من قبل منظمة حزب البعث في الكوفة والنجف، واستمرت تلك المضايقات بعد انتقالها إلى بغداد، وعملها في ثانوية عائشة للبنات في حي البلديات.

تواصلت الملاحقات والمضايقات من أزلام النظام المقبور لإجبارها على الانتماء للبعث، وكتبت عنها مديرة المدرسة التقارير الأمنية، كذلك تقارير أمن ومنظمة المنطقة، وتواصل الضغط عليها، ولما لم يجد ذلك نفعا، تم اعتقالها في 22\5\1980 مع أخيها محمد جعفر، وتم تغييبهما وتصفيتهما، ولم تسلم جثتاهما إلى العائلة.

مجدا وخلودا للشهيدة خيرية.

 *********************************

الشهيد محمد جعفر حسن هاشم الصراف:

وقدمت العائلة شهيدا آخر، هو أخوها محمد جعفر الصراف. انتمى الشهيد إلى الحزب في عمر مبكر. اعتقل في تموز 1962 في مديرية الأمن العامة ثم في سجن الموقف العام لمدة تزيد عن ستة أشهر. وعند قيام انقلاب شباط الأسود، شارك الشهيد مع رفاق الحزب في الكاظمية في مقاومة الانقلاب. ثم اعتقل ثانية في أوائل تشرين الثاني 1963 مع والده وزوج عمته، واحتجزوا كرهائن بسبب إفلات أخيه محمد صادق من الاعتقال، وتحمل حينها أنواع التعذيب على أيدي الجلاوزة ناظم كزار وعمار علوش.

ورغم المصاعب والانقطاع القسري عن الدراسة، واصل الشهيد تعليمه بالانتساب إلى كلية الهندسة عام 1966-1967، وكان من الناشطين في الانتخابات الطلابية التي فاز فيها الشيوعيون في معظم الكليات، مما حدا بالسلطة القمعية إلى إلغائها. وبعد الانقسام الخطير في الحزب الشيوعي أيلول 1967، التحق هو وأخوه محمد صادق الصراف بمنظمة الكفاح المسلح في الأهوار. وفي 24 شباط 1968 انسحب المقاتلون من الأهوار. وبعد معاناة وصعوبات جمة تمكن الشهيد، هو وأخوه محمد صادق من الوصول إلى بغداد، وبقيا متخفيين لحين صدور العفو عام 1969.

وقد اضطر الشهيد خلال فترة النضال الصعبة إلى الاشتغال بمختلف الأعمال (أعمال بناء، صبغ الدور، سائق تكسي) كما واصل رغم المصاعب التحصيل العلمي، فدرس الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، وعمل كمحاسب في الدوائر الرسمية. لاحقته التقارير الأمنية في المنطقة ومنظمة البعث، حيث رفض الانتماء لحزب البعث الحاكم، ولهذا تم اعتقاله في 22\5\1980 مع أخته الشهيدة خيرية، وغيب الاثنان معا.

تزوج الشهيد من السيدة نضال كاظم التميمي التي عانت كثيرا من أجل تربية أولادها، وبقيت وفية لمبادئ زوجها، متحملة شتى أنواع المضايقات، واضطرت إلى اللجوء مع أولادها إلى الدنمارك أواخر التسعينات.

ستبقى ذكرى الشهيدين موضع فخر واعتزاز.

**********

الشهيدة سحر أمين منشد

د. خيال الجواهري

من مواليد التاسع من آب عام 1964 في «حي الإسكان» مدينة البصرة. نشأت وترعرعت في ظل عائلة يسارية ومثقفة تناضل من أجل غد جديد وأفضل ومجتمع لا مكان فيه للظلم والاضطهاد.

حينما بلغت السادسة من عمرها دخلت المدرسة الابتدائية في «ناحية البطحاء»، وينقل عن معلماتها بانها كانت تحب الموسيقى وتتميز بذكاء حاد وبمنتهى النشاط والحيوية وترغب بالغناء وتردد الأغاني العراقية الشجية المشهورة. أمضت أربع سنوات في هذه المدرسة التي كانت شقيقتها – مونليزا – والتي تكبرها سناً، إحدى المعلمات فيها. عادت من جديد إلى مركز المحافظة في الناصرية ولتواصل تعليمها في مدرسة حطين الابتدائية القريبة من دارهم.

وفي سن الثانية عشرة من عمرها تم اختيارها بين أربعة أطفال للمشاركة في احدى المهرجانات الفنية للطلائع في المانيا والتي تستغرق أكثر من ثلاثين يوماً.

وخلال وجودها في هذا المهرجان، كانت لها مشاركات متنوعة نالت استحسان الوفود المشاركة والقائمين على المهرجان، كما أتاح لها هذا المهرجان والملتقى، فرصة ذهبية للقاء ممن بعمرها وخوض حوارات ونقاشات وبالتالي التعرف على تجارب جديدة وثقافات أخرى تركت فيها تأثيراً ايجابياً لتكون شعلة متقدة وموهبة متميزة. وكان لاهتمام اشقائها ممن حملوا الفكر التقدمي والثوري له أثر ملحوظ ومهم، فضلاً عن والدتها التي تعلمت منها كيف تضع البريد الحزبي في «شيلتها» وهي تزور رفيقاتها من النساء في المدينة المعروفة بنضالاتها وشخصياتها الوطنية ومع مرور الأيام والاعوام، واضافة لقراءاتها المتنوعة والمستمرة، كل ذلك جعل منها انسانة واثقة من نفسها ومتحدية للظروف الصعبة ولا تعرف المساومة او المهادنة فتنضم إلى صفوف اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية عند دخولها «المتوسطة».

وحين غادر أهلها إلى بغداد عام 1968 بقيت في الناصرية تعمل بكل هدوء وصمت وإصرار وعزيمة، حتى طردت من المدرسة وتفرغت للعمل الحزبي كلياً. ومن هنا تم تكليفها ومن خلال الحزب بالكثير من المهمات السرية ولاسيما نقل البريد الحزبي بين الرفاق في بغداد والناصرية وبالعكس.

وكانت خلال زيارتها إلى بغداد، تشعر بالحنين لرؤية والدتها. ذلك النموذج البطولي والمثل الشجاع في مواجهة ازلام النظام. ولتستلهم منها الكثير في مواجهة التحديات المفروضة.

خلال هذه الفترة، لم تبخل بأي جهد في متابعة الرفاق والرفيقات ممن انقطعوا بسبب الظروف الصعبة.

في خضم هذا الكفاح السياسي، تلتقي برفيق دربها «صباح طارش» الذي تربطهما علاقة عائلية قديمة، وله أربعة من الاشقاء الشهداء.

توطدت هذه العلاقة وتكللت بالزواج لاحقاً، وتم اعتماد بيتهم، بيتاً حزبياً وسرياً. في مكان ناء في «حي سومر». في هذه الاثناء تصاعدت الحملات الإرهابية لملاحقة الرفاق والرفيقات، وكرست السلطة كل ما بوسعها من أجل الوصول إلى مخابئ الشيوعيين.

وكانت الساعة المشؤومة، في صيف عام1984، يوم طوقت القوت الأمنية، منزل المناضلة «سحر منشد» وزوجها من قبل العديد من الضباط ومجاميع من عناصر الأمن والقوات المهاجمة، طالبت من في الدار بالاستسلام. الجميع أبدوا شجاعة فائقة في مواجهة رجال الأمن وتمت مشاغلتهم بالرصاص.

المناضلة سحر قامت بحرق واتلاف ما لديها من ورقيات ورسائل وأسماء وعناوين، وبالتعاون مع رفيقها مهدي النجار، زوجها البطل ظل يطلق الرصاص على رجال الأمن واستطاع ان يقتل منهم ثلاثة من بينهم ضابط.

وقد استمرت تلك المقاومة أكثر من ساعتين، بعدها أطلق زوجها رصاصة الرحمة على نفسه وسالت دماء كثيرة منه. رجال الامن تمكنوا من القاء القبض على رفيقها، وتوجيه الاهانات والضرب له امامها. ألقي القبض عليها ايضاً، عندما كانت تحاول الانتحار وهي حامل بطفلها. أودعت في مستشفى الناصرية مع زوجها لكنه فارق الحياة بعد يومين وليطرز بموقفه البطولي هذا بسالة ما بعدها بسالة. يمضي شهيداً وهو يدافع عن قيمه ومبادئه وحزبه. تعرضت المناضلة «سحر» إلى حفلات تعذيب يومي لكنها ظلت صامدة وقوية وبطلة. لا تخشى سطوتهم ولا تكشف عن أي سر يضر الحزب والرفاق. ولدت طفلاً – محمد – في المعتقل.

تم نقلها من أمن الناصرية إلى أمن بغداد والبيوت الخاصة بالسياسيين. ونقل الطفل إلى اقرانه من الخدج ولاحقاً إلى أحد ملاجئ الايتام. بعد صدور قرار الإعدام من قبل محكمة الثورة وبتاريخ 31/12/1984، وفي سجن الرشاد للنساء قبل اعدامها بقليل تكتب رسالتها إلى أهل زوجها للعناية بالطفل – محمد – ومتابعة أوضاعه.

ينفذ حكم الإعدام بها في نيسان عام 1985. وتهتف بكل شموخ واعتزاز، مرفوعة الرأس بحياة الحزب والشعب. مع إطلاق هلهولة. وتحلق عالياً في سماوات الخلود والمجد.

وقد خصها شقيقها الأكبر «داود منشد الأمين» بقصيدة «سحر».

أحلمت مرة

بسحر تضحك

وعلى خدها الحلو

رصعات

گمت اطحن حزن

واسحگ

وامسح بيدي

أثر دمعات

لن عيني المحب

رگبة طويله

وحس حبل يخنگ

وشبح رجلين

يتلو لحسن

ماكو ثبات

**************

الشهيد سلمان داود حيدو

داود أمين

ولد الشهيد سلمان داود لعائلة فلاحية فقيرة في ناحية القوش في ٩/٦/١٩٤٨، وكان تسلسله الثاني بعد شقيقته سلمى، التي ولدت قبله بعامين، وبعد سنوات قليلة من ولادته قررت عائلته ونتيجة لظروفها الاقتصادية ترك ناحية القوش والانتقال لمدينة الناصرية، وفي هذه المدينة اشتغل الوالد في البداية ببيع الكبة، وكان سلمان وإخوته وأخواته يدرسون في مدارس الناصرية ويتفوقون في دراستهم، متنقلين من صف لصف أعلى، ومن مرحلة لمرحلة أخرى.

 بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، كان سلمان قد تجاوز العاشرة من عمره، وقد نجح بتفوق للصف الخامس الابتدائي، وكان المد اليساري واضحاً في شوارع مدينة الناصرية وعموم مدن العراق، وكان الشيوعي المعروف (كاظم شناوة) قد فتح في الناصرية مكتبة سماها (الوعي التقدمي) وفي هذه المكتبة تباع وتوزع صحيفة الحزب الشيوعي العراقي (اتحاد الشعب) إلى جانب الكتب والمجلات التقدمية الاخرى. وقد فكر السيد (كاظم شناوة) أن يعتمد على الأطفال في توزيع صحيفة (اتحاد الشعب) وبالفعل تطوعت مجموعة من الأطفال لهذه المهمة، وكان سلمان واحداً منهم، وكانت تلك المهمة أول علاقة لسلمان بالحزب الشيوعي العراقي، والتي لم تنفصم حتى لحظة استشهاده.

 في أواسط الستينات نشط سلمان في (اتحاد الطلبة العام) المحسوب على الشيوعيين، وفي عام ١٩٦٧ ترشح سلمان لانتخابات الطلبة في كلية الهندسة، وفاز بأعلى الأصوات وبعد تخرجه من كلية الهندسة عين مهندس ري في دائرة ري بغداد، في الصالحية قرب جسر الأحرار ولكنه لم يستمر طويلاً في وظيفته، وفي عام ١٩٧٤ سافر سلمان إلى هنكاريا لإكمال دراسته العليا في الهندسة هناك، وفي هنكاريا عمل في جمعية الطلبة العراقيين وأصبح سكرتير الجمعية حتى تخرجه. بعد نيله درجة الدكتوراه بالهندسة توجه إلى الجزائر، وعمل أستاذاً في جامعة قسطنطينة، وعندما بدأت حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان، قرر سلمان مثل مئات الشيوعيين من أمثاله الانخراط في صفوفها، وفي مدينة ديرلوك الكردستانية التقى سلمان بمجموعة من رفاقه الشيوعيين القادمين من الجزائر واليمن وعدد من الدول الأوربية، والذين جاءوا مثله للانضمام في صفوف حركة الأنصار، وفي ليلة الرابع والعشرين من ايلول سنة ١٩٨٢، تحركت المفرزة التي تضم سلمان، والتي تتكون من (٣٢) رفيقاً، باتجاه الأراضي التركية، وبعد عبور المفرزة الطريق الدولي انطلقت رصاصة قناص مذنب فسفورية باتجاهها، أعقبتها أنوار كاشفة مع رشقات رصاص كثيفة، ومن أكثر من جهة، وبعد أن هدأت زخات الرصاص قليلاً، صرخ أمر المفرزة انسحاب، فأنسحب الرفاق بمختلف الاتجاهات، متجهين إلى ناحية ديرلوك، وحين وصلوها اكتشفوا إن ثلاثة رفاق منهم غير موجودين وهم (سلمان وبهاء ويونس) وفي اليوم التالي علم الرفاق أن الرفاق الثلاثة المفقودين قد استشهدوا برصاص الجندرمة التركية، وإن الاتراك قاموا بدفنهم في الأراضي التركية يوم أمس .

مجدا للرفيق الشهيد سلمان داود.

************

الصفحة الثامنة

في بغداد.. استذكار مهيب للشهداء الشيوعيين

بغداد ـ طريق الشعب

حيّت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، يوم الشهيد الشيوعي العراقي، في حفل كبير أقيم على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد.

وانطلق الحفل مع عزف النشيد الوطني العراقي، بعدها دعت عريفة الحفل الرفيقة ايناس جبار، الحضور الى الوقوف (دقيقة صمت) تقديراً لتضحيات الشهداء الشيوعيين العراقيين. وفي مقدمتهم الرفاق فهد وصارم وحازم والآلاف من رفاق دربهم.

كلمة الحزب الشيوعي ألقاها عضو اللجنة المركزية الرفيق وسام الخزعلي، تناول فيها مغزى الذكرى ودلالاتها ومسيرة الحزب الطويلة، وكفاحه المجيد، وتضحياته الجمة.

وأكد الخزعلي في كلمته على أن الرابع عشر من شباط، بالنسبة للشيوعيين العراقيين، ليس مناسبةً عابرةً بين عشرات المناسبات التي حَفِلَ بها تاريخ حزبنا العريق، إنما يحمل هذا اليوم بين طياته ذكرى استشهاد القائد المؤسس الرفيق فهد، والرفيقين حازم وصارم.. الذين أرسوا ركائز حزبنا في ربوع الوطن كله. ولهم أول الفضل بما عرف عن الشيوعيين من شجاعة وثبات على المبادئ الإنسانية التقدمية، وتمسك بقضية الشعب والوطن.

(نص الكلمة على الصفحة الاولى)

فيما ألقيت كلمة عوائل الشهداء من قبل حفيد الشهيد الشيوعي محمد الخضري، الشاب محمد عادل، والتي استعرض فيها نضال هذه العائلة الشيوعية، وغيرها من العوائل الشيوعية قائلاً فيها: على طريق الشهيد محمد الخضري الآلاف من الصور والذكريات والبطولات والملاحم لشهداء بذلوا الغالي والرخيص، وهناك المزيد ممن يواصلون النضال.

(نص الكلمة على الصفحة الاولى)

بعدها عرض فيلم لوحة الشهداء للفنان فيصل لعيبي، ويستعرض الفيلم لوحة لعيبي التي رُسمت في العام 1978، بعد قيام البعث المجرم بإعدام 21 شاباً شيوعياً، إثر تلفيقات وادعاءات مزيفة.

وقرأت في الحفل أيضا برقية الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي اشادت بنضالات الحزب الشيوعي العراقي (منشورة على الصفحة الخامسة).

بعدها القت الشاعرة حسينة بنيان قصيدة في المناسبة، استذكرت خلالها صديقتها هدى شاهين احدى الشهيدات الشيوعيات العراقيات، ليلقي بعدها الشاعر رائد الأسدي قصيدة رائعة من الشعر الشعبي، استذكر فيها صمود شهداء الحزب امام سجانيهم (القصيدتان منشورتان على الصفحة الاخيرة).

وختم حفل الاستذكار بعرض لفرقة انغام الشبيبة، عزفوا فيه مقطوعات موسيقية تغنّت بهذه الذكرى، مع اداء بعض الاغاني الوطنية للفنانين علي خيون وضرغام طعيمة.

 **************************************

شذرات من سيرة الشهيد البطل محمد أحمد حسن الخضري

رشاد الشلاه

من مواليد 1تموز 1934 في ناحية الخضر / الديوانية. نشأ في أسرة كادحة. اشترك منذ سنوات شبابه الأولى في النضال الثوري وساهم في وثبات شعبه الثورية، تعرف على الحزب الشيوعي العام 1949، وانتسب اليه العام 1952. عمل في صفوف المعلمين والجماهير الكادحة وصار من الوجوه الشيوعية البارزة في محافظة الديوانية. ساهم في تأسيس نقابة المعلمين وكان عضو مؤتمر النقابة الأول العام 1959 ورئيسا لفرع النقابة في الديوانية. كتب عدة مقالات تعالج تطوير النشاط المهني للمعلمين.

كان بعد ثورة 14 تموز 1958 عضو اللجنة المحلية للحزب في الديوانية. اعتقل عدة مرات في اعوام 1959 ـ 1963 وتعرض للتعذيب. أسهم في قيادة حركة التمرد من قبل بعض السجناء واقتحام ابواب السجن وكان في مقدمة السجناء الذين خرجوا عنوة من السجن يوم 8 شباط 1963 ملتحقا بالحزب.

عرفته أرياف الفرات الأوسط واحدا من أبرز المدافعين عن قضايا الفلاحين. كان حتى آذار 1964 أحد القادة البارزين في الحركة الفلاحية. عضو مكتب لجنة منطقة الفرات الأوسط للحزب. اعتقل العام 1964 في ريف الشامية في بيت رفيقه الشهيد هادي الكعباوي الذي استشهد اثناء مداهمة الدار وعذب بكل قسوة دون ان يفشي أي سر حزبي. وبعد خروجه من السجن انضم إلى لجنة منطقة بغداد وبقي عضوا فيها حتى استشهاده.

اعتقل من جديد في آيار 1968 من قبل الاستخبارات العسكرية وتعرض لتعذيب جسدي همجي أوشك أن يقضي على حياته تحمله برباطة جأش وشجاعة مدافعا عن عقيدته وحزبه. انتخب لعضوية الكونفرنس الحزبي الثالث عام 1967، وانتدبته اللجنة المركزية للمشاركة في الاجتماع الموسع الذي عقدته في تشرين الأول عام 1969.

مثل هو والدكتور صفاء الحافظ قائمة الجبهة المهنية في انتخابات نقابة المعلمين عام 1970 التي اصدرت بيانا موقعا من “28” من وجوهها المعروفين والتي تحولت إلى اوسع نشاط نقابي وسياسي في بغداد والعراق عموما، الأمر الذي أشاع الرعب لدى الحكام فنفذوا اغتياله بكل وحشية حيث اختطف بتاريخ 20 آذار 1970 حوالي الساعة الثانية بعد الظهر وهو في طريقه لحضور الحفلة التي اقامها ( مجلس السلم والتضامن) على شرف الوفد الكردي المفاوض في كازينو صدر القناة وكان أحد المدعوين رسميا للحضور احتفالا بعقد اتفاقية 11 آذار 1970 ، والقيت جثته الممزقة في الطريق بين بغداد ـ بلد وفيها ثمان عشرة رصاصة.

شارك في مأتم الشهيد وتشييعه المئات من ابناء الشعب الذين عرفوا فيه ابنا بارا ومناضلا شجاعا، وأثبت سيرته أنه كان مثالا للصلابة والثبات في الدفاع عن مبادئ حزبه وعن مصالح الكادحين.

 *************************************

في الذكرى الـ ٥٤ لاستشهاد خالد أحمد زكي «ظافر»

أحمد حسين اليساري

 خالد أحمد زكي “ظافر” .. (بغداد 1935 - الناصرية / هور الغموكة حزيران 1968)

  من أين لهذا الجسد الناحل والجميل هذه القدرة العجيبة على التحمل والصمود المذهلين؟!

كيف تشكّل ليكون عصيا على الكسر حد المستحيل؟! 

  هو صنو شبيهه ومثله الأعلى، شكلا وإصرارا: الشهيد حسين أحمد الرضي “سلام عادل”....  ولد في بغداد عام 1935 لعائلة ميسورة، ربها مهندس ري ناجح، أنتقل الى الكوت ليكمل دراسته الإعدادية وليعمد شيوعيا باسلا في العام 1952، في عام 1953 زاول عمله الأول معلما في قضاء النعمانية، قبل ان يغادر وطنه الى بريطانيا في العام 1955 لدراسة الهندسة في إحدى جامعاتها ...  يذكر له معارفه ميزته الأهم: قدرته العجيبة على الإنصات وتقتيره في الكلام ونفوره من “التفلسف” والتبجح والادعاء الفارغ، هناك استمع للجميع وحاور بهدوء وقرأ نقديا لتتفتح مداركة، كوطني عراقي نادر...

  في الثامن من شباط 1963، وأد الانقلابيون ثورة الرابع عشر من تموز، في اليوم ذاته أقسم “ظافر” بالاثنين، الضمير وتراب وطنه الطاهر البعيد للاقتصاص من القتلة مهما كان الثمن ...

  كانت وشيجته مع الفيلسوف البريطاني المعروف “برتراند رسل” قائمة عبر ترأسه ل “لجنة السلام” التي تحمل أسم الفيلسوف الكبير دفاعا عن ضحايا انقلاب شباط الأسود عام ١٩٦٣، وللجم شهوة الدم والقتل التي أطّرها فاشيو العراق الجدد عبر بيانهم سيء الصيت ذي الرقم 13 ... في عام 1967 طفح الكيل ب “ظافر”، ليجد نفسه قد غادر لندن بحقيبة صغيرة لا غير، وبجواز سفر مزور كان وسيلته للنفاذ من مطار بغداد الدولي ...

   في بغداد أنصت للجميع كعادته ونسج علاقات مع شيوعيين حقيقيين غير هيابين، لم يزد عددهم أجمالا عن 13 عضوا، بهم تشكّلت “بؤرته الثورية الأولى” في أهوار الجنوب العراقي في أيار من العام 1968 ...

 في الثالث من حزيران من العام ذاته كانت آخر أحلام وملاحم “ظافر” ...

 لقد قاتل حتى الموت، مع صحبه الميامين، قاتل جندرمة سلطة بلا عدد،  وبات أسمه يتبرعم ويزهر ويطير ك”غرانيگ” هور الغموكة ...

 هناك وتحت سماء الهور الصافية، كانت ثلاثة أجساد طاهرة، واحدا له وأثنين لرفيقيه (محسن حواس) و (كاظم منعثر)، كن نقيعات بدم عراقي طاهر، ومسجيات على بقايا بردي وقصب ...للخالد خالد أحمد زكي “ظافر” ولحلمه بوطن يتسع للجميع الديمومة والبقاء 

“ وحگ الشط الأحمر

  والليالي الغبرة

      يگويعه

أموتن وانت حدر العين

تتونسين

آفه يرجال طين عراگنه الطيبين

تنسون المراجل

والمراجل بيكم أتسمت مراجل

كلفه يمعودين

مظفر النواب

 ********************************************

الصفحة التاسعة

شيوعيو الناصرية: الوطن يستحق الكفاح والتضحية

الناصرية - باسم صاحب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، حفلا جماهيريا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط.

حضر الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق على ضفاف الفرات وسط المدينة، عدد كبير من الشيوعيين وأصدقائهم، بالإضافة إلى ممثلين عن التيار الديمقراطي والمنظمات الثقافية والأدبية في المدينة.

الرفيق سعد عزيز، أدار الحفل واستهله داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى الرفيق محمد كاطع، كلمة اللجنة المحلية في المناسبة، وقال فيها، أن “الهتاف الذي أطلقه مؤسس حزبنا فهد:(الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق)، وهو يسير نحو الخلود بخطى الواثق، يُعبّر عن إمكانية انتصار الشيوعية وتحقيق نظام اقتصادي/اجتماعي عادل يوفر كل شروط الحياة الحرة الكريمة”.

وأضاف قائلا، أن “إحياء يوم الشهيد الشيوعي لا يعبر عن الخسارة الفادحة ووجعها، التي تعرض لها حزبنا المجيد والحركة الوطنية بإعدام قادة الحزب الخالدين فقط، بل يعبر عن الوفاء لشهداء حزبنا وشعبنا، والإصرار على مواصلة النضال والتصدي لمنظومة الحكم الفاسدة وسياساتها التي تتعارض مع مصالح عموم الشعب، وتنال من استقلال البلد وسيادته. فالوطن يستحق منا - نحن الشيوعيين- الكفاح والتضحية من أجل ان يكون حرا، والشعب أيضاً يستحق منا الكفاح والتضحية من أجل أن يكون سعيداً”.

ولفت الرفيق كاطع في الكلمة، إلى أن “محافظتنا الحبيبة ذي قار ليست بمنأى عن السياسات الجائرة لطغمة الاحزاب المسيطرة الفاسدة، إذ نالت حصتها من الفقر والحرمان، فنسبة الفقر فيها ٤٤ في المائة، وهي من المحافظات الاربع الأشد حرماناً، والمحافظة الثالثة في عدد المحرومين”، مبينا أن “ذي قار تعاني تدني مستوى الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة. لذا ونتيجة لتدهور اوضاعها الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية، كان لحراكها الاحتجاجي سماته المميزة، حتى اصبحت ساحة الحبوبي الايقونة الأبرز لانتفاضة تشرين المجيدة، واحتلت المحافظة الترتيب الثاني في عدد الشهداء بعد بغداد، وما زالت مستعدة لتقديم المزيد من التضحيات اذا لم تستجب الحكومتان الاتحادية والمحلية لمطالب الناس وتلبيان حاجاتهم الضرورية لحياة لائقة”.

وتابع قائلا: “لذا فإن تشكيل الحكومة القادمة لا بدّ ان يخضع لمطالب الناس وحاجاتهم الحيوية، فضلاً عن مطالب المنتفضين، وان لا تعتمد الحكومة القادمة على نهج المحاصصة في ادارة شؤون الحكم ومؤسسات الدولة، وأن يكون لها برنامج واضح بسقوف زمنية للتنفيذ، يستجيب لمصالح المواطنين وتطلعاتهم في بناء دولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية”.

بعد ذلك، قدم الإعلامي حسين العامل، مداخلة استذكر فيها شهداء الحزب في الناصرية، وتطرق إلى تفاصيل إعادة تنظيمات الحزب في الفترة من 1979 حتى 2003.

فيما استذكر الرفيق حميد حسن، شهيدي الحزب صباح طارش وزوجته سحر أمين، مشيرا إلى بطولتهما وبسالتهما التي أرهقت النظام المباد. أعقبه الرفيق أحمد علي المنشد بالحديث عن المواقف البطولية لشهداء الحزب.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء حيدر عبد الخضر وخالد صبر وناظم التورنجي، الذين تغنوا في قصائدهم بالمسيرة البطولية للشهداء الشيوعيين، وبحب الوطن والحزب.

وفي الختام، أدت “فرقة أحباب الحزب” الفنية، التابعة إلى محلية الناصرية، أناشيد تتغنى بالسفر النضالي للحزب وببطولات شهدائه.

 ***********************************

شيوعيو الحلة يزورون أضرحة الشهداء

الحلة – مائدة جميل

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية في محافظة بابل، أضرحة شهداء الحزب في المقبرة الجماعية بمنطقة “أبو غريب”.

واستذكر الزائرون، الذين رافقهم وفد من اتحاد الطلبة العام، نضال الشيوعيين وبطولاتهم. ووضعوا أكاليل ورد على أضرحة الشهداء الراقدين في المقبرة، وكان من بينهم الشهداء إبراهيم وجميلة ووصال، أبناء الرفيق الراحل محمد شلال، فضلا عن الشهيد عدنان رزقي جبر الخفاجي، والشهيدة افتخار علي رمضان.

وفي سياق الزيارة، جرى الحديث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية وبطولات شهدائه، إلى جانب الصعوبات التي كابدتها عائلات الشهداء بخاصة، والعائلات الشيوعية بشكل عام، أبان الحقبات الدكتاتورية.

واستذكرت السيدة نجاح محمد شلال، التي كانت بين الزائرين، بحزن شديد لحظة اعتقال أخيها إبراهيم واختيها جميلة ووصال، الذين أعدمهم النظام المقبور. كما استذكرت اختها بشرى، التي لا تزال مغيبة ولم يتم العثور على رفاتها، منذ أن اعتقلها نظام صدام المقبور وعذبها وأعدمها، ودفنها في موقع مجهول في هذه المقبرة الجماعية ذاتها.

يشار إلى أن عائلة الرفيق الراحل محمد شلال، والكثير من عائلات الشهداء الأخرى، قامت بعد التغيير 2003، ببناء قبور لأبنائها في هذه المقبرة الجماعية، بعد أن عثرت فيها على رفاتهم.    

 *************************************

شيوعيو النجف يستذكرون شهداء حزبهم

النجف - احمد عباس

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، عصر السبت الماضي، حفل تأبين في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، يوم إعدام قادة الحزب الخالدين فهد وحازم وصارم عام 1949.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة “منتدى هارموني” للثقافة والفنون وسط المدينة، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين، ألقى الرفيق أحمد تويج كلمة اللجنة المحلية في المناسبة.

وقد تخللت الحفل، الذي أداره الرفيق صالح العميدي، قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء وهاب شريف وعلي العميدي وهيثم طوير.

كذلك، تم في سياق الحفل توقيع كتابي “مسامير” و”الدخول ليلا إلى التاريخ” للكاتب جاسم المطير، بالنيابة من قبل الشاعر مهدي شعلان والرفيق عبد الرزاق الحكيم. وقد تبرع الكاتب بريع الكتابين إلى “قاعة سلام عادل” في مقر اللجنة المحلية.

واختتم الحفل بعرض فيلم وثائقي يستعرض فيه بعض الرفاق ذكرياتهم عن كوكبة من شهداء الحزب في محافظة النجف.

 ***************************************

شيوعيو كربلاء يحيون الذكرى

كربلاء – طريق الشعب

أحيت لجنة الشهيد عباس عليوي الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في كربلاء، الجمعة الماضية، يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، في جلسة حوارية.

الجلسة التي احتضنتها دار الرفيق عبد الزهرة، في كربلاء، حضرها جمع من الشيوعيين. فيما استهلها الشاعر صفاء الصمت بقصيدة حيّا فيها شهداء الحزب.  بعدها ألقى سكرتير اللجنة الأساسية، الرفيق علي الحلو، البيان الصادر عن الحزب في المناسبة. أعقبه سكرتير محلية كربلاء، الرفيق سلام القريني، بالحديث عن دموية ووحشية قطعان الحرس القومي البعثي، في مواجهة المناضلين التقدميين والشيوعيين، وعن بيان 13 شباط المشؤوم ومقدمات صدوره.  وساهم الرفاق طارق الحديدي وصبري مزهر ومهدي مسلم، في سرد ذكرياتهم عن يوم 8 شباط 1963 المشؤوم.

 ************************************

الهندية تحتفل بيوم الشهيد الشيوعي

الهندية – حسن مهدي

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بكربلاء، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي، حضره جمع من الشيوعيين ومحبيهم.

واستذكر الحاضرون بطولات شهداء الحزب، وتضحياتهم في سبيل مبادئهم ووطنهم وشعبهم، وصمودهم في وجه الأنظمة الدكتاتورية المجرمة.

وكانت لعائلات الشهداء كلمة في المناسبة، ألقاها الرفيق ساطع ياس السعداوي، شقيق الشهيدين محمد ورضية السعداوي.  

 *******************************

شعارات يوم الشهيد الشيوعي في أرجاء بغداد

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، نظمت لجنة سعدون الأساسية للحزب، جولات ميدانية في مدينة الشعب وحي أور.

وعلق المتجولون في العديد من الأماكن العامة، لافتات تحمل شعارات أطلقها الحزب في المناسبة.

وفي السياق، شكلت منظمتا الحزب في مدينتي الحرية والكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، فرقا جوالة قامت برفع شعارات المناسبة، في أماكن عامة عدة وسط المدينتين.

كذلك، رفعت منظمة الحزب في المنصور، عددا من الشعارات في أماكن مختلفة ضمن الرقعة الجغرافية لنشاطها.

 **************************************

محلية الشطرة تكرم عوائل الشهداء

الشطرة – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، حفل تأبين في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط.

الحفل الذي حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، أداره الرفيق القادم من هولندا، سعد عزيز، ودعا الحاضرين في البداية إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، ثم إلى الاستماع للنشيد الوطني.

بعدها القت الرفيقة رغد شهاب، عضو اللجنة المحلية، كلمة الحزب في المناسبة، وأشادت فيها بتضحيات الشيوعيين طيلة سنوات نضالهم. فيما سلطت الضوء على الوضع السياسي الراهن، مشددة على أهمية دعم الحراك الشعبي التشريني، ومواصلة النضال لحين تنفيذ مطالب الشعب الحقة.

وكانت للرفيق علي أحمد المشهد، كلمة تحدث فيها عن بطولات شهداء الحزب، وعرج على محطات نضالية بارزة في تاريخ الحزب. ثم اعتلى المنصة الرفيق علي عيسى، وألقى قصيدة ثورية للشاعر الراحل زامل سعيد فتاح.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء حكيم الغالبي، أحمد زكي وخضير العكيلي، فضلا عن أهازيج حماسية صدحت بها حناجر الرفاق عبود هلال وأبو عهد والفنان ضياء الساعدي.

وفي سياق الحفل، تم تكريم عدد من عائلات شهداء الحزب، بالإضافة إلى العديد من الرفاق المتميزين، ليختتم الحفل على وقع هتافات الحاضرين، وهم يتغنون بحياة الحزب ومواقفه الوطنية.

**************************************

الصفحة العاشرة

بطاقات حزينة في يومهم المجيد

مزهر بن مدلول

الشهيد وسام المخابر

وسام المخابر، هادئ وناعم الطباع، متيقظ وقليل الكلام، يكره (الجاجي والحمص) مثلنا!، ويعشق لعبة كرة الطائرة. جاء من بلد (العجائب)، متزودا بذخائر الأصالة والخيال البدوي، ومستلهما الشجاعة في الدفاع عن حقوق المظلومين، لكنّ الجبل لا يعترف بصديق، ولا يستثني قريبا، ولا يردّ الجميل، وهكذا كان مع وسام، شديد اللؤم والعقاب.

في الأيام الأخيرة، وبعد أن حاصرتنا الدبابات، كان يمزح معنا بكامرته الخفية!، (من الذي ورد أسمه في قائمة المغادرين إلى خارج العراق؟!).، لكنّهُ ما أن عبرَ الحدود، حتى استفحل عليه الوهن واشتدّ فيه الشرود، فذهب من فوره إلى مشفى مدينة (جارجو) في تركمانستان.

لم يعثروا على علاج للأرتجاج الذي سببته الانفجارات العنيفة في رأسه، فغادر (جارجو) متوجها إلى موسكو. ويومان آخران، وفي ليلة ثلجية عاصفة، ودعنا النصير وسام مناضلا وشهيدا.

الشهيدان علي ابراهيم وصباح مشرف.. (أجمل سنوات العمر كانت معهما)

كانت أكواخ قرية (سيريا) تتراءى وكأنها كتيبة جنود تعرضت إلى هزيمة، امّا الصخور والمغارات والممرات، فتوحي كما لو انّ المخلوقات الخرافية، التي مثلتها الميثولوجيا الرومانية، استقرت في هذا المكان وتركت آثارها فيه.

في بابها الحجري شجرة جوز كبيرة خضراء ومثمرة، يمرُّ تحت جذعها ينبوع ماء يتلوى كأفعى، ولولا عدم وجود (الختم التوراتي) لظنّ الناس انّ المكان لآدم وحواء والحيّة!

عندما تسلقت إليها من نهر (الشين)، وكنتُ قادما من (قنديل)، استقبلني مهدي بكل حفاوة وكرم القروي، قال: (أنا لا أحبُّ السلاح، وأكره القنابل، وباب بيتي مفتوح للجميع).

أنا أيضا لا أحبُّ السلاح، وأكره مشهد الطائرات وهي ترمي جبل (كَارة) بغاز الأعصاب، أنا أحبُّ المساءات الفراتية، وأحب حكايات وتراتيل المعابد، حيث ديانا تسرق من القمر الشعلة الاولى!

في تلك السنوات الشحيحة، دائما ما نلجأ للذكريات، إلى الكتب المدرسية والجمّار وخزامات (بنت الندّاف)، فيضحك صباح مشرف (وضّاح)، قهقهتهُ مميزة، مازال صداها يتردد في وادي بشتاشان، الذي كنت أقطعهُ وإياه ذهابا وإيابا كل يوم قبل وجبة العشاء. نتذكر المدينة والوجوه والصحراء (وبنات المكلا) !، (نتذكر اشكَد ضحكنا واشكَد عشكَنا واشكَد تمرمرنا)، نتذكر علي ابراهيم، ابتسامته، ملامح وجهه التي لا تغيب، حركاته الفريدة وهو يتوسطنا في (مقهى ابو حنان)، نتخيلهُ يجلس على صخرة في قرية (ورته) وهو يتلوى حتى الموت بسبب الثاليوم!

الشهيد قيس كاظم

مازال صغير السنّ، وأسمه الحقيقي قيس كامل عبد العال، لكن الأعراف الريفية شاءت أن يأخذ اسم عمه. شقيقهُ الشيوعي حميد كامل هو الآخر اغتالته المخابرات العراقية في وقت سابق ببيروت، ولم نعثر على ايّ أثر يدلنا على مشروعه الروائي (طيور السنونو البيض)!

هو من أقاربي، وقريتهم (البو خضير) لا تبعد عن قريتنا (البيضان) أكثر من كيلومترين، وهناك على (شط الكسر) ووسط العشب والأثل، نمت أحلامنا، كنّا فرحين مع طيور (الحجل والكَطا والحذاف)، لكنّ المدينة قلبت كل الاهتمامات ووضعتنا على سكة المغامرة!

عمه هادي عبد العال يثير الأسئلة والمواجع كلما زرته في بيته، فالتفاصيل غير واضحة منذ أن غادر قيس الناصرية إلى بيروت، وكل الذي نعرفه انّ قيس دخل الأراضي التركية للألتحاق بحركة الانصار، لكنه لم يصل، لقد ألقت قوات الجندرمة القبض عليه وسلمته إلى الأجهزة العراقية التي لا تجيد سوى القتل.

لم يكن قيس الوحيد الذي واجه هذا المصير، بل العشرات من الأنصار الذين ابتلعهم (الثقب الأسود) على الحدود، ولكل منهم قصة مع الرصاص أو الأقبية المظلمة.

في ملجأ واحد مع الشهيد ملازم شيرزاد

في صيف 1988، تعرض مزاجنا الثوري للإنكسار، كثير من الأحلام والأمتعة دفناها في (وادي خوا كورك) الذي كنّا نعتقد انه محروس بسور سليمان!

صمدنا لمدة 52 يوما فوق قمة (قبر زاهر) التي تقع تحت تأثير منخفض جوي لا يهدأ أبدا، قمة عجيبة، عالمها غريب، لياليها كابوسية مليئة بالجوع والوحشة والخوف، أرضٌ يباب، لا ينبت فيها شجر ولا يمر بها طير.

عندما شعرنا بعدم قدرتنا على البقاء في العراء وفوق رؤوسنا تحوم (الهوكر هنتر)، انسحبنا إلى الجهة الأخرى من الحدود، إلى الوادي الخالي من التأملات (دولى كوكه)، وفي هذا المكان الذي مكثنا فيه حتى سنة 1990، إلتقيت بالشهيد ملازم شيرزاد. سألته عن (كوب تبه)، عن قلاع كويسنجق وحصونها ومزاراتها، عدنا إلى اليمن السعيد نبحث عن اشياء كثيرة تركناها هناك، ثم أخذنا الواهس، فتسلقنا السفح إلى قمة (صادر) لنمنع تسلل الجحوش.

ولمّا هبط الليل، هبط معه الموت، وهبطت قنابل الراجمات وصواريخ الهاوتزر. تفجر الجبل وتطايرت الصخور واحترقت الذكريات. احتضنّا بعضنا في ملجأ ضيق لا يتسع لأثنين، ولم نصدق إنّنا نجونا، لكن شيرزاد حاول أن يعيد عقارب الساعة، فقاتل حتى الموت وببسالة نادرة دفاعا عن انتفاضة شعبه في 1991.

**********

عندما يحتضرُ الموتُ

محمد المنصور

إلى الرفيق الشاب.. الصيدلاني البصري.. الشهيد يونس شغيث (أبو كفاح).

القادمُ شيوعياً ونصيراً إلى ذرى كردستان.. هذه القصيدة.

لَيتَني.. يا خُبزَ يومي

كُنتُ قوتَ العائدينْ.

لَيتَني.. أهوى الصلاة

فأُصلي لأناسٍ راحلينَ.

راهبٌ يعشَقُ حُزنَهْ

قابعٌ في صَومعةْ.

يَعصرُ الآهَ

كبردِ الصبحِ في خدّ الورودْ.

مثلَ حَباتِ السَنابلْ

تلكَ حَباتُ الدُموعْ.

لَستُ أبكيكَ لوحدي

قد بَكتْ قَبلي السَماءْ.

ليتَ.. أحضانَ العذارى

تَحملُ الدفءَ إليكْ.

ليتَ.. أحلامي تُسافرْ

تَبعثُ الشَوقَ إليكْ.

لا أرى غيرَ حُطام

في متاهاتِ السبيلْ.

تلكَ آهاتُ السنين

وبِها يَخطو الأنينْ.

منْ هنا يَبدأُ حُزني

يسألُ الظمآنَ عن قَطرةِ ماءْ.

هَل تَخطىّ اللهُ عَطشَ الأرضِ

حَتى ارتقى عَرشَ السماءْ؟

عَفْوَكَ اللهُ.. لِمَ تَختارَ دَمعي

أما تَكفينا دُموعُ القانِطينْ

أما تًكفينا عَذاباتُ الثكالى

أما يَكفينا الأنينْ

أيها الراحلْ.. وداعاً

سَوفَ نَلقاكَ جُموعاً.

سَوفَ نَلقاكَ رَصاصَاً

سَوفَ نَلقاكَ رَبيعاً.

قُلْ لأَهلينا.. سَنأتي

بَينَ طَيفٍ ورؤى.

بَينَ آهاتِ المُسافرْ

وابتِساماتِ الدُجى.

**********

كي لا ننساهم.. الشهيد مطشر حواس.. 54 سنة على إعدامه

عادل حسين

تعودت  في النصف الثاني من عام 1968 وبعد انقلاب  البعث الثاني، أن ازور  سجن بغداد المركزي لمواجهة ثلة من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) والمحكومين بالإعدام  نتيجة مشاركتهم في الكفاح المسلح الذي تبنته القيادة المركزية انطلاقا من ((هور الغموكه)) في أطراف الناصرية ضد حكومة عبد الرحمن عارف الرجعية، وهؤلاء  المناضلون الأبطال هم عبد الله شهواز زنكنة (أبو سعيد)، عبد الجبار علي الجبر (والذي بترت  يده اليسرى  في أحدِ المعارك)، علي بويجي، عقيل حبش، ومحمد حسين الساعدي (ابو سلام) وهو أيضا من المساهمين في انتفاضة معسكر الرشيد 3 تموز عام 1963 ضد  البعث الفاشي والتي سميت هذه الانتفاضة المسلحة باسم قائدها العريف الشهيد حسن سريع  .

تكررت زياراتي للسجن وفي إحدى الزيارات وقعت عيناي على سجين آخر، سألت عنه وعرفت انه المناضل الشيوعي مطشر حواس كان شابا في أوائل العشرين من العمر، طالب جامعي في المرحلة الأخيرة، متوسط القامة لكنه شامخ كشموخ جبالنا الشماء، نحيف الجسم لكنه ممتلئ الارادة والكبرياء، أسمر اللون كتربة العراق، ذو عينين واسعتين يشع منها بريق الامل والتحدي.

كان مطشر حواس طالبا نشيطا وشجاعا لا يهاب من أعدائه، محبوبا من قبل زملائه الطلاب ومعروفا من قبل أزلام النظام البعثي لنشاطه وحيويته بين الطلاب.

ألقي القبض عليه في ذلك الصيف من عام 1968عندما كان يحمل منشورات (الجبهة الطلابية الموحدة) التي تشكلت آنذاك من مجموعة من التنظيمات الطلابية للتصدي ومواجهة هيمنة الاتحاد الوطني التابعة للسلطة، حيث كانت مفرزة من الاستخبارات تلاحقه وبعد ان دخل في مواجهة مسلحة معهم أستطاع ان يقتل أحد عناصر المفرزة قبل الامساك به، وبعد محاكمة صورية حكم بالإعدام.

كان مطشر حواس في سجنه هادئ الطبع، رابط الجأش، متماسكا، صلبا هذه الصفات التي عرف بها أغلب الشيوعيين في أيام المحن والصعاب .

ترك مطشر رسالتين (لا زلت ابحث عنهما) بخط يديه دونهما في دفتر للخواطر يعود للمناضل عبد الله شهواز زنكنة والذي ربطته علاقة حميمة مع الشهيد مطشر بالرغم من قصر الفترة التي عاشوها سوية في غرفة الإعدام، يقول مطشر في الرسالة الأولى هذه الكلمات التي بقت في الذاكرة، ((وهل غريب علينا نحن الشيوعيين ان تكون منابرنا أعواد المشانق وموسيقانا أزيز الرصاص ومأوانا السجون))، وفي الرسالة الثانية ترك رأيه وانطباعه حول آخر كتاب قرأه، وهو رواية ((شجرة اللبلاب))، للكاتب المصري محمد عبد الحليم عبد الله حيث كتب مطشر حواس  بشفافية عالية حول تلك الرواية وتقييمها لما فيها  من حس وعلاقة إنسانية بين حبيبين وتركت في نفسه مشاعر وأحاسيس جميلة.

آه يا مطشر من أية طينة جبلت، كيف يستطيع إنسان ان يعيش تلك اللحظات، بهذا الهدوء وتلك الصلابة ويعرف انه سوف يعدم في أية لحظة ويعطي من خلال ذلك أروع الدروس بالمثل الثورية بلا شك انه ملهم ونجم هاد للكثير من الناس.

وفي زيارتي الأخيرة للسجن وكانت بداية كانون الثاني 1969، فوجئنا بعدم وجود مطشر وعرفنا انه أعدم يوم 5 كانون الثاني 1969 ليكون مطشر حواس أول شهيد شيوعي يحكم بالإعدام وينفذ فيه من قبل النظام البعثي المجرم في انقلابه الثاني.

تسامي مطشر حواس شهيدا ليكون نجمة في سماء الوطن لينير ليل العراق الدامس، صعد الى المشنقة بكبرياء وشموخ الشيوعيين حيث كان يسير وهو يردد بصوت عال نشيد الأممية ويتضامن معه في الإنشاد رفاقه الآخرون من غرف الإعدام وفي لحظاته الأخيرة هتف مطشر حواس بحياة الحزب الشيوعي العراقي.

نم قرير العين ايها الشهيد البطل ونحن سنواصل المسير بذات الطريق الذي نذرت نفسك فيه من أجل وطن حر وشعب سعيد.

المجد والخلود لك ولكل شهداء حزبنا الشيوعي العراقي

*********

الشهيد لؤي عودة بطي الزهيري (أبو عوف)

الرفيق الشهيد لؤي من مواليد ميسان 1955، من عائلة شيوعية في العمارة كان والده معلماً تم نقله الى ضواحي العمارة، وفي عام ،١٩٦٣ اعتقل مع ولده الكبير زكي ومجموعة من الأقارب، وبعد إطلاق سراحهم اضطروا الى الانتقال الى بغداد.

 كان الشهيد الرفيق لؤي ناشطا مؤثرا في محيطه الاجتماعي وله علاقات واسعة، كما كانت له اهتمامات فنية. تخريج في إعدادية الصناعة قسم الكهرباء، ولكنه أحب التمثيل وعمل لفترة في فرقة المسرح الحديث ومسرح الستين كرسي. حمل هموم الفقراء وكان يتساءل عن سبب الجوع...؟ هل هو سبب إلهي أم اقتصادي...؟ بالتأكيد اقتصادي والمسؤول الأول هي الرأسمالية لذلك يجب محاربتها. 

عمل في سوق الصفافير في إنجاز المشغولات النحاسية، ومن خلال العمل كان يمارس نشاطه الحزبي، وكان يدافع عن الحزب ومبادئه ومواضباً على حضور الاجتماعات.

حصلت للشهيد عدة فرص للخروج من العراق إلا انه رفض مغادرة الوطن معتبر أن العراق هو الساحة الوحيدة للنضال، وكان يقول هيج علمنه الحزب نموت مرفوعين الراس وأحنه كلنه إحساس، لكن ترصدته قوى الأمن ولاحقته، وضايقته فاضطر لترك العمل وإغلاق المحل. واختفى في بيت خالته وزوجها الشيوعي قحطان اجويخر في منطقة الصالحية القريبة من الاذاعة والتلفزيون، وكانت المنطقة محصنة بشكل جيد، الا انه خفيف الدم ضحوك مبتسم دوماً، له أمل كبير بالتغيير نحو الأفضل، فكان يقف مع الحرس ويطلق النكات باستمرار، في أحد المرات طلب الخروج من البيت ورفض الجميع خروجه إلا انه أصر على الخروج فكان لديه موعد مهم وكان الموعد الأخير، حيث تم القاء القبض عليه قرب جسر الاحرار. حاولت عائلته الحصول على معلومات عن مكان اعتقاله من قبل أجهزة الامن والاستخبارات، ولكن دون رد.

حكم عليه بالإعدام بتاريخ 20\5\1984 حسب شهادة الوفاة الصادرة من معسكر الرشيد. صان الشهيد أسرار حزبه، متحديا عسف النظام ومطارداته. وقد بلغ من خسة النظام الساقط أنهم أخبروا والد الشهيد بإعدامه بطريقة مهينة ولم يسلموا رفاته لعائلته، ففي أحد الأيام جاء اتصال تليفوني من مديرية الأمن الى والده ليبلغوه (بقطع الإصبع الخايس واعدام ولدك الخائن لؤي عوده بطي)، وبسبب هذه الصدمة توفي والده بجلطة دماغيه بعد أيام من هذه المحادثة.

المجد والخلود والذكر العاطر للشهيد لؤي عوده بطي.

***********

الصفحة الحادية عشر

لقاء 10 ملايين شهريا !.. منطقة في ذي قار تستأجر مدرسة لطلبتها!

متابعة طريق الشعب

شكا أهالي “منطقة السبل” الواقعة على الطريق الرابط بين الناصرية وقضاء سيد دخيل، عدم توفر مدرسة متوسطة في المنطقة، الأمر الذي اضطرهم إلى استئجار منزل بـ 10 ملايين ونصف المليون شهريا، ليكون مدرسة لأبنائهم الطلبة بديلا عن “متوسطة دعاة الحق” للبنين.

وسبق أن نقل من محافظة ذي قار مشهد آخر من مشاهد تدهور القطاع التعليمي في البلد عامة. إذ أثارت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها طلبة يفترشون أرضا جرداء وهم يؤدون امتحانات نصف السنة في إحدى مدارس المحافظة، سخطا شعبيا وانتقادا واسعا للحكومات المتعاقبة. وجاء ذلك في ظل اتساع ظاهرة المدارس الطينية والكرفانية، وتنامي أزمة الدوام الثنائي والثلاثي، وغير ذلك من المشكلات التعليمية.

ويسكن “منطقة السبل”، وهي قريبة من سجن الإصلاح، أكثر من ألف نسمة، بينما لا توجد فيها مدرسة إعدادية أو متوسطة – وفقا للمواطن حسن الزيرجاوي، الذي أوضح في حديث صحفي، أن “المدرسة المستأجرة عبارة عن منزل سكني كبير يقع وسط المنطقة”.

وتابع قوله: “يوجد حاليا في المدرسة قرابة 300 طالب، يدفع كل واحد منهم نحو 100 ألف دينار شهريا لغرض سداد مبلغ الإيجار”، مشيرا إلى أن “المنزل لا يحتوي على ساحة ولا محطة استراحة، ما يؤثر على الوضع النفسي للطلبة”.

وناشد الزيرجاوي على لسان أهالي المنطقة الجهات الحكومية المعنية، بناء مدرستين متوسطة وإعدادية للعام الدراسي القادم، مؤكدا أنه “في حال عدم الاستجابة لمناشدتنا، سنضطر إلى بناء مدرسة من (الصرايف)”.

حال الطلبة يرثى له!

من جانبه، أكد الطالب أحمد ظاهر، أن “حال طلبة المدرسة يرثى له. فالمدرسون لا يعملون بحسب اختصاصاتهم، بسبب قلة عدد الكادر التدريسي. إذ يقوم أستاذ مادة الأحياء، مثلا، بتدريس مادة الكيمياء، ما يضعف من إمكانية نقل المعلومة للطالب”.

وأضاف قائلا، أن “الطلبة يحبسون داخل صفوفهم طيلة ساعات الدوام، نظرا لعدم وجود ساحة داخل المدرسة. بينما لا تسمح لهم الإدارة قضاء وقت الاستراحة خارج بناية المدرسة - المنزل”.

هل من حل عاجل!؟   

مختار المنطقة، حسن وتيت، طالب من جهته محافظ ذي قار بـ “إيجاد حل عاجل لمشكلة نقص المدارس في المنطقة، بالإضافة إلى بقية الخدمات العامة”، مبينا أن “الأهالي كانوا قد تبرعوا بأرض للحكومة، في سبيل بناء مدرسة عليها، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة في هذا الشأن حتى الآن”.

خلافات عشائرية

إلى ذلك، ذكر مدير عام تربية ذي قار، محمد لفتة، أن مديريته قامت في وقت سابق، بافتتاح مدرسة ابتدائية في المنطقة، وبعدها افتتحت بناية أخرى داخل هذه المدرسة، لتكون متوسطة “لكن خلافات عشائرية تسببت في فصل المدرستين”. 

وأوضح في حديث صحفي، أن “المدرسة الابتدائية بقيت في المنطقة، لكن المدرسة المتوسطة تم نقلها إلى منطقة أخرى بعيدة”، مشيرا إلى أن “إدارة التربية حاولت أكثر من مرة تحريك شكوى قضائية بسبب هذا الوضع، لكن الأهالي أصروا على إيجار المنزل تجنبا للمشكلات العشائرية، وكي يتمكن أبناؤهم بالمقابل من إكمال دراستهم، ولا تضيع عليهم السنة الدراسية”.

*************

ارتفاع جديد في سعر الطحين؟

بغداد – وكالات

توقعت الجمعيات الفلاحية العراقية، تسجيل المزيد من الارتفاع في سعر الطحين، مقارنة بالأسعار المرتفعة الحالية، وذلك بسبب تقليص المساحة المزرعة بمحصول القمح هذا الموسم إلى 3 ملايين دونم، بعد أن كانت تبلغ خلال المواسم السابقة 12 مليون دونم.

وقال رئيس الجمعيات حسن التميمي، في حديث صحفي، أن وزارة الموارد المائية تتحمل مسؤولية انخفاض كميات القمح في الأسواق، كونها هي التي قررت تقليل كميات المياه الواصلة إلى الأراضي الزراعية.

وأشار إلى أن لديه معلومات تفيد بقيام بعض التجار بشراء القمح الموجود في الأسواق، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر المحصول.

ولفت التميمي، إلى أن "وزارة التجارة لم تفي هي الأخرى بالتزاماتها تجاه الفلاحين. فهي لم تسلمهم مستحقاتهم المالية عن الموسم التسويقي الماضي"، مبينا أن "ارتفاع سعر القمح عالميا إلى أكثر من 720 دولارا للطن الواحد، بعد أن كان بـ 400 دولار، جعل من زراعة هذا المحصول غير مجدية، سيما بعد ارتفاع أسعار المبيدات والمستلزمات الأخرى المستخدمة في تهيئة الأرض".

*************

تحذير من تلوّث هواء ذي قار

الناصرية – وكالات

حذرت دائرة بيئة محافظة ذي قار من تداعيات بيئية وصحية وصفتها بـ "الخطيرة"، نتيجة الأنشطة الصناعية والخدمية وعوادم المركبات وورش الحدادة والصباغة، فضلا عن العواصف الغبارية، الأمر الذي يتطلب وضع حلول ومعالجات سريعة.

ودعا بيان صحفي صادر عن الدائرة، جميع المؤسسات الحكومية وبالتعاون مع المواطنين، إلى القيام بدورها تجاه ما تتعرض له المحافظة من ملوثات بيئية خطيرة، والعمل على تفعيل القرارات التي تحد من آثار هذه الأنشطة.

وشدد البيان على ضرورة إنشاء حزام اخضر للتخفيف من تلوث الهواء.

*************

حملة تطوعية لتنظيف كورنيش العمارة

العمارة – وكالات

شهد كورنيش “حي القاهرة” المحاذي لنهر دجلة وسط مدينة العمارة، أخيرا، حملة تطوعية لرفع النفايات.

شارك في الحملة أكثر من 30 شابة وشابا من الناشطين والفرق التطوعية المسجلة لدى مديرية شباب ورياضة ميسان.

وفي حديث صحفي، قال مدير شباب ورياضة المحافظة، شريف غياض، أن “هذه الحملة تعكس الجانب المشرق لمدينة العمارة، على عكس ما شهدته الأيام الماضية من خروقات أمنية واقتتال عشائري”.

وأكد العديد من المشاركين في الحملة، سعيهم لجعل مدينة العمارة أجمل، مشيرين إلى أن الكورنيش تعرض للإهمال طيلة الفترة السابقة، بالرغم من كونه من المناطق الترفيهية المهمة التي تقصدها العائلات.

*************

بصريون يشكون: الخبز 4 بألف وكيس الطحين بـ 40 ألفاً

البصرة - وكالات

شكا مواطنون في البصرة ارتفاع سعر الخبز في المخابز، مشيرين إلى أن كل 4 أرغفة تباع اليوم بألف دينار، بعد أن كان الزبون يحصل على 6 أرغفة مقابل المبلغ نفسه.

وأبدى المواطنون، في حديث صحفي، استغرابهم من هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار المخبوزات، مؤكدين أن الأمر بات يثقل كواهلهم ويحملهم أعباء مالية إضافية.

وفي الغضون، لفت عدد من أصحاب المخابز، إلى أنهم عمدوا إلى رفع سعر الخبز، تماشيا مع ارتفاع سعر الطحين، والذي وصل إلى 40 ألف دينار للكيس الواحد فئة 50 كيلوغراما، بعد أن كان يباع بحدود 35 ألفا.

وزارة التجارة تنفي

وعلى أعقاب شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار الطحين، قالت وزارة التجارة أن فرقها التجارية التي تجوب الأسواق لم تسجل ارتفاعا في سعر كيس الطحين إلى 40 ألف دينار، مشيرة في تصريح صحفي، إلى أن الحديث عن ارتفاع سعر الكيس إلى 50 ألف دينار، مبالغ فيه.

ونوّهت الوزارة إلى وجود أزمة عالمية في أسعار الطحين، لكن العراق لا يزال بعيدا عن هذه الأزمة بفعل السلة الغذائية التي توزعها الحكومة - حسب تصريحها.

*************

انهيار محتمل في زراعة المثنى والفلاحون بلا وقود

السماوة – وكالات

كشفت اللجنة الزراعية في محافظة المثنى، عن “تحديات كبيرة” تواجه الواقع الزراعي في المحافظة، تتمثل في تقليص الخطة الزراعية الشتوية، وعدم وصول حصة مائية كافية، فضلا عن ضعف الدعم المقدم لشريحة المزارعين.

وقال رئيس اللجنة، نائب المحافظ سامي الحساني، ان تلك المشكلات أثرت بشكل كبير على المحافظة لا سيما في الجانب الاقتصادي، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن الهوية الزراعية التي عرفت بها المثنى في السنوات الماضية، معرضة للانهيار، بسبب قلة الدعم وعدم وصول المياه وترك الكثير من المزارعين مهنتهم.

من جانب ذي صلة، حمّل اتحاد الجمعيات الفلاحية في المثنى، فرع المنتجات النفطية في المحافظة مسؤولية تأخر حصول المزارعين على حصتهم من الوقود، فيما دعا هيئة النزاهة والجهات الحكومية إلى التدخل لحل تلك الأزمة.

وقال رئيس الاتحاد عواد عطشان، في حديث صحفي، ان تأخر صرف الوقود للمزارعين، أثر على الموسم الزراعي الحالي بشكل كبير، موضحا أن “فرع المنتجات النفطية لم يفي بالتزاماته في توفير حصة الوقود حتى الآن”.

وناشد عطشان الحكومة المحلية “إيلاء القطاع الزراعي المزيد من الاهتمام والرعاية”.

***************

مواساة

*بمزيد من الحزن والاسى تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيقين صالح رشيد حميد وسالم الركابي بوفاة عمتهم.

 للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق علي عيسى بوفاة شقيقه محمد.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.

**************

الصفحة الثانية عشر

وقفة اقتصادية

نحو تحويل العوائد النفطية الى التنمية المستدامة

ابراهيم المشهداني

تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط في السوق العالمية تتجه للزيادة أكثر من المعدلات الحالية وتنصرف إلى زيادة الانتاج من قبل الدول النفطية الاعضاء في منظمة اوبك وتشمل الدول الأخرى غير الأعضاء، وبما أن العراق جزء من منظومة دول الاوبك المنتجة للنفط فإنه وفقا لخطط المنظمة سيتجه لزيادة حصته في الإنتاج، والسؤال المهم كيف سيتصرف العراق بالعوائد النفطية المتزايدة في قادم الايام.

إن البقاء على ريعية الاقتصاد كسمة من سمات النظام الاقتصادي في العراق والابقاء على النفط كمصدر اساسي في السياسة المالية الانفاقية وخاصة توفير الرواتب يعد الحلقة الاضعف في استراتيجية التنمية الاقتصادية مثلما حصل في عام 2013 حينما بلغت العوائد النفطية إلى أعلى مستوياتها ولم يخرج الاقتصاد من حالة الركود ولم تستطع الدولة الخروج من هذه الدائرة المغلقة بسبب سوء التخطيط وسوء توزيع الدخل وتوقف المشاريع عن حركة الإنتاج، فإن المعطل من هذه المشاريع زاد على ستة آلاف مشروع لحد الان. وليس من المنطقي التعويل على الايرادات النفطية في قادم السنين لكون الطاقة المتجددة ستقلل في المستقبل المنظور من الاعتماد على المصادر الاحفورية فمن المهم هنا التفكير بالطريقة الامثل لتوظيف الفوائض النقدية المتأتية من النفط في رسم سياسات اقتصادية جديدة تركز على قطاعات الانتاج الحقيقي وفي المقدمة الصناعة التحويلية والقطاع الزراعي الذي يؤمن ليس فقط الأمن الغذائي للسكان الآخذ بالزيادة وانما مصدر مالي مهم في تدعيم خزينة الدولة.

 وبينما كانت الدراسات تنصب على مشروع الورقة البيضاء والذي استغرق سنوات عدة بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة الدول السبع G7 ) ) وكان الهدف منه مراجعة وتقييم مستقبل الاقتصاد العراقي وإعادة التفكير بالاستدامة الاقتصادية والمالية فان المشاكل الاقتصادية والسياسية والازمة الصحية لعام 2019 قد كشفت عن هشاشة الاقتصاد العراقي والحاجة الماسة لإصلاحات قصيرة ومتوسطة المدى، لكن ما تحقق من هذا المشروع لا يزيد عن تغيير في سعر الصرف والتخطيط لتخفيض العجز في الناتج المحلي الاجمالي من 20 في المائة إلى 3 في المائة والعجز في الرواتب من 25 في المائة إلى 12،5 في المائة وزيادة العوائد من الضرائب والرسوم الكمركية بما يتعدى المجالات الخدمية والمالية وهذه جميعها غير قابلة للتصدير مما يعني الفشل في تنويع مصادر الدخل.

إن الحقائق والقراءات المالية تكشف عن مؤشرات منخفضة في حصيلة الايرادات غير النفطية وإن اجمالي المتحصل من ضرائب الدخل والملكية والضرائب غير المباشرة (الكمركية) وأرباح الشركات العامة والايرادات التحويلية (امانات الضرائب المتراكمة من سنوات سابقة ) فضلا عن حصة العراق من سيولة صندوق النقد الدولي التي منحت لبلادنا في آب 2021 بنحو ما يقارب 3 تريليون دينار، وقد عدت جميع تلك التدفقات المالية إيرادا فعليا للخزينة العامة بلغت 8 تريليون دينار حتى نهاية تشرين الاول 2021، ومن المتوقع ان يبلغ رصيدها الاجمالي للسنة المالية 2021 بين 9-10 تريليون دينار موزعة كالآتي: 5 تريليونات ضرائب ورسوم مع تريليون دينار حصة الخزينة من أرباح الشركات العامة زائدا 4 تريليونات دينار ايرادات تحويلية .ويستنتج من ذلك أن الايرادات غير النفطية قد حققت 50 في المائة من تقديراتها وذلك بسبب التهرب الضريبي وضعف الجهاز الضريبي كما أن 70 في المائة مما يسمى بالسوق الرمادية متهربة عن دفع الضريبة فيما يكون المفروض بالسوق ان تكون القوة المولدة للناتج المحلي الاجمالي غير النفطي بنسبة 65 في المائة  الأمر الذي يتطلب التحري عن الاوعية المتهربة  من دفع الضريبة.

كل ذلك يتطلب ان تكون توجهات الحكومة الجديدة منصبة على آليات مؤسساتية ومنها انشاء صناديق تمويل سيادية تمكنها من الاستفادة من الموارد الطبيعية وإلى الجدية في محاربة الفساد خارج الاسلوب الشعاراتي الدوغمائي ووضع سياسات تضمن الأمن المائي والأمن الغذائي وصولا إلى سياسة تحصن العوائد النفطية وتحولها للتنمية المستدامة.

***************

أمننا الغذائي.. أليس في خطر؟!

بغداد ـ طريق الشعب

تواجه البلاد منذ عقود، بسبب حروب النظام السابق والحصار الدولي والحرب الطائفية والإدارة الفاشلة لنظام المحاصصة والفساد، مشاكل حادة تهدد أمنها الغذائي. وما زاد تلك المشكلات تعقيدا، هو نقص الإمدادات المائية والجفاف ومخلفات جائحة كورونا، والسياسات المالية التي ضمنتها الحكومة الحالية لورقتها البيضاء.

والأمن الغذائي، يعني توفر الطعام دون أي نقص لجميع مواطني الدولة، وغياب أي هاجس أو مخاوف من شحته أو نقصه لأي سبب كان. وهو من الناحية السياسية مؤشر على نجاح الدولة في ادارة مواردها، في ما يكاد أن يكون مقياساً لمدى توفر العدالة الاجتماعية ولمستوى التطور الاقتصادي.

مؤتمر إقليمي داعم

ولعل المخاوف من تطور هذه المشاكل، كانت واحدة من دوافع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لعقد المؤتمر الإقليمي السادس والثلاثين للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في بغداد الأسبوع الماضي، والذي حضرته ثلاثون دولة، وبحثت فيه بعمق سبل تطوير نظم غذائية وزراعية قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد حذر مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، شو دونيو، في جلسة افتتاح المؤتمر، من الواقع الغذائي الحرج في منطقة الشرق الأقصى وشمال أفريقيا، داعياً الى العمل من أجل “تقليص الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين المناطق الحضرية والريفية من خلال خلق فرص توظيف أفضل في المناطق الريفية، وضمان الأمن الغذائي وأنماط التغذية الصحية للجميع، واستعادة التوازنات البيئية، وبناء الصمود في وجه الصدمات المتعددة”.

الجوع في العراق

وفي الوقت الذي أكدت فيه منظمة فاو على أن الجوع في العالم قد زاد بواقع 18 في المئة خلال العام الماضي لوحده، بينما ارتفعت اسعار الغذاء بنسبة 28 في المائة، اعترفت الحكومة العراقية بوجود أكثر من 10 ملايين مواطن دون مستوى الفقر في البلاد أي ما يمثل ربع السكان، فيما أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن تدهور حصة الفرد العراقي من المياه من 2100 متر مكعب الى 1750 مترا مكعبا خلال الفترة 2015 - 2020. ويمكن أن نسوق ما حدث في محافظة نينوى كمثال، على النقص الهائل في الانتاج الزراعي جراء نقص المياه، حيث انخفض انتاج القمح هناك من مليون طن تقريباً عام 2020 الى 89 ألف طن عام 2021.

تدهور هائل في إنتاج الغذاء

من جهته، حذر د. إبراهيم الركابي في تعليق لـ”طريق الشعب” من التدهور الهائل في انتاج الغذاء، حيث نقص الانتاج الزراعي في المجموع العام بنسبة 27 – 35 في المائة، وانتاج اللحوم الحمراء بنسبة 87 في المائة وانتاج اللحوم البيضاء بنسبة 84 في المائة، فيما انخفض انتاج الحليب من 267100 طن الى 32170 طنا أي بنسبة 88 في المائة وانتاج البيض من 807.7 مليون بيضة الى 729.9 مليون بيضة، بنسبة 10 في المائة. كما نقصت أعداد الأغنام بنسبة 10 في المائة واعداد الماعز بنسبة 50 في المائة، وذلك خلال الفترة بين 2007 و2017 وذلك حسب المجموعة الإحصائية الصادرة عن وزارة التخطيط.

ويشير الركابي الى ما ذكره “تقرير GEO-6 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للبيئة، والذي وضع العراق في المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر ضعفاً في العالم من حيث توفر الماء والغذاء وارتفاع درجات الحرارة، وما يشكّله ذلك من خطر على توفر الطعام والماء وبالتالي الصحة المجتمعية والاستقرار الاجتماعي”.

مخاطر الجفاف

المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) عبد الحكيم رجب الوعر، أكد من جانبه في تصريح أطلعت عليه “طريق الشعب”، أن “دول المنطقة ومن بينها العراق تعاني من مشكلة ندرة المياه، لأن قطاع الزراعة يستهلك 80% من موارد الدول المائية، ونحن نشجع على استخدام التقنيات الحديثة للمساعدة على ترشيد استهلاك المياه في العراق والدول المتضررة”.

وكانت مشكلة الجفاف المتفاقم في العراق قد زادت من مخاطر انعدام الأمن الغذائي، لاسيما في الريف حيث يُعتقد بأن نصف الأسر، تفكر أو تخطط اليوم للهجرة الى المدينة بسبب نقص امدادات المياه والطعام، على حد تعبير المزارع فاضل أحمد، الذي اشار الى اضطراره لترك ارضه وقريته في محافظة واسط، والانتقال الى المدينة، بحثاً عما يسد رمق عائلته المكونة من خمسة أفراد.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، “نحن مجموعة غير قليلة من الفلاحين، كان لكل منا أرض صغيرة بحدود 40 دونما وبساتين صغيرة. اشجار النخيل تم حرقها بعد أن جفت واقفة، ولم نستطع استعادة البذور التي بذرناها، بسبب الجفاف ونقص الإمدادات المائية، فجاع اطفالنا، ولم تعد الفلاحة مجدية للعيش”.

فشل وتشاؤم

وفيما لا تتسم معظم التوقعات للعام الجاري 2022، بأي تفاؤل يذكر حول مستقبل الموسم الزراعي، بسبب نقص المياه والجفاف، اتهمت الكتلة الشعبية المستقلة في مجلس النواب، على لسان رئيسها محمد عنوز، وزارتي الموارد المائية والزراعة، بـ”الفشل المتعمد واتخاذ سلسلة من القرارات الخاطئة والتي أضّرت كثيراً بالفلاح العراقي”.

ويتفق المهندس الزراعي باسل محمد علي مع هذا الرأي، ويذكر لـ “طريق الشعب” بأن “اعدادا كبيرة من فلاحي الوسط والجنوب يعيشون فقراً مدقعاً، أجبرهم ويجبرهم على النزوح، وترك مهنة الفلاحة. ويشمل الأمر أيضا محافظة ديالى، التي تخلى خمس مزارعيها عن بساتين الحمضيات المشهورة”.

ويضيف “لا بد من الإسراع في إعادة تأهيل الري وتقديم البذور التي تتحمل الجفاف وحل مشكلة المياه مع ايران وتركيا، وتخصيص جزء مهم من ايرادات النفط لتطوير الزراعة، قبل أن يتحطم الأمن الغذائي في البلاد”.

****************

المواطنون اعتادوا على جشع بعض التجار: تخزين استباقي.. أسعار المواد الغذائية والخضار تلتهب في الأسواق

بغداد - نورس حسن

تشهد أسعار المواد الغذائية والسلع والاحتياجات اليومية ارتفاعا ملحوظا، تزامنا مع قبل حلول احدى المناسبات الدينية في بغداد، الأمر الذي أرهق المواطنين، لا سيما ذوي الدخل اليومي المحدود، في معيشتهم، وغيَّر حساباتهم الانفاقية، بالرغم من أن بعضهم صار يلجأ قبيل كل مناسبة الى تخزين بعض المواد، التي عادة ما تشهد أسعارها ارتفاعا الى الضعف بسبب زيادة الطلب عليها.

وبحسب مواطنين ومراقبين، فإن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، بل انها “ظاهرة مزمنة” تتكرر مع اقتراب حلول اي مناسبة، بسبب استغلال مافيات التغذية لغياب الرقابة الحكومية.

العوائل تتنبأ بالأزمات

في هذا الصدد، تفيد المواطنة (قبيلة ام علي)، وهي أحد المتبضعين في سوق الزعفرانية لـ”طريق الشعب”: “منذ ثلاثة ايام ارتفعت أسعار اغلب المواد الغذائية في السوق: الكيلو الواحد لمحصول الخيار يباع اليوم بـ 2000 دينار، مرتفعا ضعف سعره السابق. كذلك الباذنجان وصل لـ 1500 دينار، بعد ان كان بـ 1000 دينار للكيلو الواحد” وهكذا بقية أسعار الخضراوات.

وترهن أم علي، ارتفاع الأسعار هذه الايام بأنه مرتبط بقرب حلول زيارة الإمام الكاظم، مؤكدة ان “هناك الكثير من العوائل باتوا يتعاطون مع هذه الأزمات بشكل استباقي؛ حيث يلجئون إلى توسق احتياجاتهم من خضار ومواد غذائية، قبل حلول الأزمات، لتجاوز ارتفاع الأسعار.

غياب الرقابة الحكومية

وأجرت “طريق الشعب” جولةً في احد الأسواق الشعبية ببغداد، للوقوف على أسباب ارتفاع الأسعار.

رعد عبدالله، صاحب محل تجاري، قال لـ”طريق الشعب”، ان “غياب الرقابة ادى إلى تلاعب التجار في الأسعار ورفع اجور النقل خاصة المواد الغذائية الرئيسية”.

وأكد عبدالله، انه “قبل ثلاثة ايام كان سعر الدجاج يباع بسبعة آلاف و500 دينار، بينما اليوم يباع بـ10 آلاف دينار. اما البرتقال فكان يباع بـ 1000 دينار للكيلو الواحد، لكنه يباع اليوم بـ 2000 دينار”.

وقال ان “ارتفاع الأسعار قلص كثيرا من اقبال المواطنين على التسوق. والسبب من وراء ذلك هو عدم تناسب الدخل الشهري للمواطنين مع اسعار المواد في السوق”.

تقليص الخطة الزراعية

أما حسام محمد، وهو صاحب بسطية لبيع الخضار، فقد قال لـ”طريق الشعب”، ان أسباب الارتفاع مرتبطة بتقليص الخطة الزراعية هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة.

وقال محمد: ان لديه “ارضا في منطقة النهروان، كان يحرص في كل عام على زراعتها بمحاصيل الكرفس والرشاد والكراث، الا ان هذا العام قلص كثيرا من الزراعة، بسبب شح المياه، ما اثر سلبا على محصوله السنوي”.

واضطر محمد، بحسب قوله، لتقليص حزم الكرفس والرشاد المعروضة للبيع على المواطنين “بسبب عدم كفاية المحصول”.

الاتهامات تتوجه للحكومة

وأرجع مقتدى حسين، وهو صاحب اسواق للبيع بالجملة، اسباب ارتفاع الاسعار الى “وجود ايدي جشعة مهمتها استغلال حاجة المواطنين، فضلا عن التهاون الحكومي بتشديد الرقابة”، محملا في الوقت نفسه وزارتي التجارة والزراعة مسؤولية ارتفاع الاسعار التي يتضرر منها أصحاب الدخل المحدود قبل غيرهم. واتهم حسين الحكومة بأنها “شريك اساسي وداعم للمافيات التي تعمل على التلاعب باسعار المواد الغذائية”. وقال ان “الاسواق المحلية تعاني فوضى الاسعار، بسبب عدم تحديد مناشئ معينة للاستيراد، بل يجري ادخال عشوائي لمختلف البضائع حتى الرديئة منها ومنتهية الصلاحية، بسبب غياب السيطرة النوعية” بحسب قوله. ورأى حسين ان هناك امكانيات متاحة للنهوض بالمنتج المحلي، لكن مافيات الفساد مستفيدة من الابقاء على الحدود مفتوحة على مصراعيها امام جميع انواع البضائع.

ظاهرة مزمنة

من جهته، حمّل الخبير الاقتصادي حازم هادي وزارة التجارة مسؤولية رفع الاسعار.  وقال هادي لـ”طريق الشعب”، ان “ضعف الجهاز الرقابي ومحدودية فرق الرقابة لدى وزارة التجارة افسحت المجال للكثير من المافيات باستغلال حاجة المواطنين الى التسوق والتبضع”، منبها الى ان “ارتفاع الاسعار بات ظاهرة مزمنة يشكو منها المواطنون، وان وضع حد لها اضحى ضرورة ملحة”. وبخصوص الاجراءات، ذكر هادي ان “تعزيز مفردات البطاقة التموينية احد الاجراءات الرئيسية للسيطرة على اسعار السوق، فضلا عن دعم القطاع الزراعي المحلي عبر رفد الفلاح بكل ما هو بحاجة اليه من مواد اولية واطلاق الحصص المائية الكافية للزراعة”.

***************

الصفحة الثالثة عشر

الرئيس التونسي يعزز سلطته على القضاء

طريق الشعب ـ وكالات

عزز الرئيس التونسي قيس سعيد سلطته على القضاء، أمس الأحد، بإصدار مرسوم يسمح له بعزل القضاة أو الاعتراض على ترقيتهم بما يساعده في إحكام قبضته على الحكم بعد سيطرته على السلطة التنفيذية في الصيف الماضي، في خطوة يصفها خصومه بأنها انقلاب.

وكان الرئيس أثار غضب معارضيه وانزعاج حلفائه من القوى الديمقراطية في الخارج بإعلانه الأسبوع الماضي حل مجلس القضاء الأعلى، وهو الهيئة التي تضمن استقلال القضاء.

واتهم سعيد، المحامي الدستوري السابق والمتزوج من قاضية، المجلس بالعمل على تحقيق مصالح سياسية. وأعلن تشكيل مجلس بديل مؤقت للإشراف على عمل القضاة ريثما يُعد تغييرات أوسع نطاقا.

وكان يُنظر إلى القضاء على أنه المؤسسة الأخيرة التي تعترض على تصرفات سعيد بعد أن علق عمل البرلمان في العام الماضي. وقال إنه سيحكم بمراسيم.

وقال سعيد إن تصرفاته مؤقتة وإنها ضرورية لإنقاذ تونس من نخبة فاسدة تعمل لمصالحها الخاصة سمحت بركود الاقتصاد والحياة السياسية لسنوات ودفعت بالدولة إلى حافة الانهيار.

وفي الأسبوع الماضي، تظاهر بعض أعضاء مجلس القضاء الأعلى وقضاة آخرون وأغلقوا العديد من المحاكم بإضراب استمر يومين، احتجاجا على قرارات سعيد.

غير أن سعيد أصدر مرسوما جديدا صباح يوم الأحد شكل به مجلسا جديدا مؤقتا دون أجل محدد للإشراف على القضاء.

وقال إن القضاة ليس لهم الحق في الإضراب عن العمل.

كما جاء في المرسوم أن للرئيس الحق في الاعتراض على ترقية أي قاض أو تعيينه وأنه هو المسؤول عن اقتراح الإصلاحات القضائية بما يمنحه فعليا السلطة الوحيدة على النظام القضائي كله.

وكان سعيد قد أمسك بالفعل بزمام السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويتهمه معارضوه بالسعي لامتلاك سلطات دكتاتورية.

وقال سعيد إنه سيحمي الحقوق والحريات التي تحققت في ثورة 2011 وإنه سيطرح دستورا جديدا في استفتاء خلال الصيف على أن تجرى انتخابات برلمانية جديدة في ديسمبر كانون الأول.

إلا أنه في ظل أزمة تلوح بسرعة في أفق المالية العامة لتونس أبدى المانحون الغربيون، الذين سبق أن تدخلوا لإنقاذ تونس من أزماتها، قلقهم الشديد من تصرفات سعيد وقالوا إن أي عملية سياسية لابد أن تشارك فيها كل الأطراف.

ودعا حزب النهضة، وهو حزب المعارضة الرئيسي الذي لعب دورا رئيسيا في أغلب الحكومات منذ الثورة وأكبر الأحزاب في البرلمان المعلق، إلى احتجاج في وقت لاحق يوم الأحد في العاصمة التونسية.

************

مكالمة بايدن وبوتين.. نافذة الحوار لا تزال مفتوحة

متابعة – طريق الشعب

سلسلة الاتصالات الروسية الأمريكية بشان ازمة أوكرانيا لا تزال مستمرة، إذ وصفت وسائل الاعلام القريبة من واشطن مكالمة بايدن – بوتين التي جرت السبت الفائت بمثابة الفرصة الأخيرة، في محاولة منها لتصعيد الضغط على الرئيس الروسي.

واستغرقت المكالمة 62 دقيقة، وجاءت بناء على طلب الرئيس الأميركي وذلك عقب إعلان واشنطن إجلاء معظم الدبلوماسيين والجنود الأميركيين من أوكرانيا، لاعطاء التهويل بغزو روسي لأوكرانيا، ملموسية اكثر.

بيان البيت الأبيض وبيان الكرملين

وتماشيا مع الاستراتيجية الأمريكية، وكما كان متوقعا، أشار البيان الصادر عن البيت الأبيض عقب انتهاء القمة، إلى أن بايدن تحدث مع بوتين “بشأن تصعيد الحشد العسكري الروسي عند حدود أوكرانيا”.

وأضاف البيان أن واشنطن بالتعاون مع حلفائها “ستستجيب بشكل حاسم، وتفرض تكاليف سريعة وشديدة على موسكو إذا ما قامت روسيا بغزو إضافي لأوكرانيا”. كما كرر بايدن أن أي غزو روسي إضافي لأوكرانيا “سيتسبب بمعاناة إنسانية واسعة النطاق، ويقلل من مكانة روسيا”.

أما البيان الصادر عن الكرملين فأكد من جهته ما عدّه “هيستيريا أميركية بلغت ذروتها” بعد الاتصال الهاتفي بين بايدن وبوتين، لكنه وصف المكالمة بأنها “كانت متوازنة وعملية”.

وترى القيادة الروسية أنه لا ينبغي تحميل روسيا المسؤولية، لأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو الذي يتخذ خطوات خطيرة، ويحاول الانتشار على الأراضي الأوكرانية، ويعزز حشوده على تخوم روسيا.

وكررت موسكو مطالبتها بالحصول على ضمانات مكتوبة بعدم توسع الناتو شرقا، وعدم نشر أسلحة ضاربة في الدول المتاخمة لروسيا. وهو ما يرفضه المعسكر الغربي، لقناعته ان ذلك يحد من مشاريعه في التوسع شرقا، وسياسة الزحف لمحاصرة روسيا الاتحادية وتهديد امنها القومي. وكذلك معارضة روسيا بقوة التطلعات الأوكرانية للانضمام إلى الناتو، الذي تصفه موسكو بأنه “خط أحمر” من شأنه أن يؤدي إلى الحرب.

ويطالب بوتين باتفاق جديد يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وبوعد غربي بعدم نشر بنية عسكرية تحتية متطورة لحلف الناتو في أوكرانيا.مدة

أما بايدن فيؤكد أن وضع فيتو روسي على انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هو أمر غير مقبول. في حين يرى بوتين أن موسكو لا تقع إلا على بعد بضع مئات من الأميال من حدود أوكرانيا، ومن ثم لا يمكن لأوكرانيا أن تدعم علاقاتها العسكرية مع حلف الناتو.

الإصرار على الكذب

من جانبه، أوضح يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، في مؤتمر صحفي أن “الرئيسين توافقا على مواصلة الاتصالات على كل المستويات”.

وكانت واشنطن أعلنت الجمعة أن غزواً لأوكرانيا قد يكون وشيكاً، وهي اتهامات وصفها الكرملين بـ”الاستفزازية”.

واكد أوشاكوف للصحافيين “نحن لا نفهم لم تنقل معلومات كاذبة عن نياتنا إلى وسائل الإعلام”.

وتابع أن بوتين أعرب عن امتعاضه مجددا من قيام الغرب بتسليح أوكرانيا وأن السلطات في كييف “تخرب” اتفاقات السلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء الصراع الطويل في شرق أوكرانيا. وأضاف أوشاكوف أن موسكو ستأخذ في الاعتبار وجهة نظر بايدن فيما تستعد للرد على مقترحات واشنطن وحلف شمال الأطلسي.

وأضاف “سيحلل الجانب الروسي مخاوف بايدن بعناية”. وحفل يوم السبت بالجهود الدبلوماسية، فقبل مكالمته مع بايدن، أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث كذلك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن المسار الدبلوماسي ما زال “مفتوحاً” لتجنب صراع في أوكرانيا، لكنه يتطلب “وقف التصعيد” من موسكو وحوار بحسن نية.

*************

مجلة ألمانية: أمريكا هي المستفيد الرئيسي من «حرب» روسيا مع أوكرانيا

طريق الشعب ـ وكالات

نشرت مجلة “دير شبيجل” الالمانية مقالا مطولا أوضحت فيه أن نشر شائعات لا أساس لها عن “الغزو الروسي لأوكرانيا” في وسائل الإعلام الغربية هو وسيلة “لربط” أوروبا بتوريد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.

لاحظت كاتبة المقال، إيناس زيتل، أنه على خلفية الهستيريا المعادية لروسيا في وسائل الإعلام، فإن صناعة الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة “في مزاج جيد” لأنها تمكنت من تجاوز المنافسين المباشرين في إمدادات الغاز الطبيعي المسال.

وجاء في المقال: ان “أمريكا هي المستفيد الرئيسي من حشد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا. في ديسمبر، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، متجاوزة قطر وأستراليا. وتقدر ريستاد أن عمليات التسليم إلى أوروبا زادت بنسبة 75% من نوفمبر إلى ديسمبر”.

وقالت: “كتب ممثلو الاتحاد الأوروبي في صحيفة وول ستريت جورنال أنه وفقًا لحساباتهم، فإن الغاز الروسي أرخص بكثير، وأكدوا على أنه يبدو أن استراتيجية بايدن هي إجبارنا على شراء غاز أمريكي أغلى ثمناً “.

واستشهدت مؤلفة المادة كمثال تصريح رئيس نقابة الضغط لحلفاء الغاز الطبيعي المسال، فريد هوتشيسون، بأن واشنطن مهتمة بشكل مباشر بغياب موسكو في كل من عموم أوروبا وعلى وجه التحديد في سوق الطاقة الألمانية.

واعترف هوتشيسون بأن “القلق الروسي من غازبروم ينتقد أوروبا بشكل محق لاعتمادها المفرط على السوق الفورية قصيرة الأجل مع أسعارها المتقلبة”.

في وقت سابق، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جين بساكي، إن الإدارة الأمريكية تواصل معارضة مشروع خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 2”، ووعدت بمنع إطلاقه إذا تصاعد الوضع في أوكرانيا.

لطالما انتقدت واشنطن خط أنابيب الغاز الروسي، قائلة إنه سيزيد اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

من جانبه، صرح الكرملين بأن المشروع مفيد تجاريًا للاتحاد الأوروبي، وحث على التوقف عن ذكره في سياق أي تسييس، وأكدت موسكو أنها تعتزم مواصلة نقل الغاز عبر أوكرانيا.

**********

دراسة جديدة حول خطر التصعيد في المحيطين الهندي والهادي

رشيد غويلب

منذ قرابة عشر سنوات، عملت الولايات المتحدة الأمريكية، على تطوير قدراتها العسكرية بشكل متزايد لمواجهة الصين، بينما تقوم الصين، وعلى نحو متزايد بترسيخ قدراتها كقوة اقتصادية عظمى وقوة صاعدة بمشروعها الضخم “طريق الحرير الجديد”.

ويبدو أن كل ما تم تحقيقه حتى الآن يشير إلى تهديد متزايد بالحرب، والذي سيكون على أشده في ما يسمى بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويمكن أن نسمع اليوم، في كل مكان تقريبًا أن الغرب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وبما في ذلك ألمانيا، يجب ان يستعد لمنافسة جديدة بين مراكز الهيمنة الغربية والصين.

وفي إطار متابعة كتلة اليسار في البرلمان الأوربي بالملف، كلفت أوزليم ديميريل، المتحدثة لشؤون سياسة الأمن والسلام في كتلة اليسار، يورغن فاغنر، أستاذ علوم سياسية، وعضو المجلس تنفيذي لمركز “معلومات العسكرة” الألماني، بإجراء دراسة جديدة حملت عنوان: “الانتشار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ/ الغرب والحرب الباردة الجديدة مع الصين في منطقة المحيطين والهادئ”.

ونشرت الدراسة في الثاني من شباط الحالي، وفي جلسة التعريف بالدراسة قالت النائبة اليسارية: “في المستقبل، سيكون التركيز الرئيسي بشأن النزاعات السياسية والاقتصادية والعسكرية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومن خلال متابعة الخطاب العام، بدأت بالفعل دوامة التسلح، والتي سيكون لها قوة تفجيرية لا تصدق في حال تصاعدها أكثر. وحتى لو كان الصراع بين روسيا وأوكرانيا يجذب انتباه الرأي العام حاليًا، فانه يرتبط بالصراعات المستقبلية في منطقة المحيطين الهندي والهادي. إن المفاوضات والمناورات الحالية المتعلقة بمسألة الهيكل الأمني الجديد، من أي نوع كان، في أوروبا تسير على قدم وساق، لأن الولايات المتحدة تركز استراتيجيًا على الصراع مع الصين وتريد تجنب اية ميادين صراع أخرى قدر الإمكان”.

واضافت أوزليم ديميريل: من الواضح أن ظروف التنافس مع الصين أصبحت الآن العامل الحاسم في السياسة الخارجية والعسكرية الأمريكية. وتتفق دول الاتحاد الأوروبي دون قيد أو شرط معها، وخصوصا في جهود وقف التوسع الأسرع لرأس المال الصيني. وفي هذه الأثناء، تم بدء حركة حلزونية للتسلح يمكن أن تخرج عن السيطرة في أي وقت. ولسوء الحظ، تساعد الاستراتيجية التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي أخيرا في منطقة المحيطين الهندي والهادي على تسارع هذه التطورات “.

وختمت اوزليم ديميريل تعليقها بالقول: “تعتمد هذه الدراسة على معطيات وحقائق لتبين طبيعة الدور العسكري والجيوسياسي للاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وتوفر الدراسة معلومات عن التطورات من أجل تحديد نقاط الانطلاق لبناء مقاومة قوية”.

من جانبه، أشار كاتب الدراسة يورغن فاغنر الى القول: “بجانب الولايات المتحدة، تعتمد القوى الاستعمارية السابقة، بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص، بشكل متزايد على الورقة العسكرية في سياستها في المحيطين الهندي والهادي. وتريد ألمانيا ان تظهر هنا كلاعب جديد. في ايلول 2020، لقد نشرت جمهورية المانيا الاتحادية، لأول مرة “مبادئ وتوجهات رسمية بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ” تهدف الى زيادة الوجود العسكري في المنطقة. وكان من أهم الإجراءات الأولى نشر الفرقاطة “بايرن”، التي تحركت في 2 آب باتجاه المحيطين الهندي والهادئ. وهذه الخطوة تنطوي ربما على أهمية رمزية أكثر من قيمتها العسكرية، أي ادعاء ألمانيا بأنها مستعدة للتنافس عسكريا مع القوى العظمى السابقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

**********

الصفحة الرابعة عشر

الاستبداد كما رآه عبدالرحمن الكواكبي

حسن مدن

لا أحد منْ روّاد فكر النهضة شخص العلة العربية الرئيسية بالدقة والتحديد التي شخصها بهما عبدالرحمن الكواكبي. حقا إن في أفكار مجايليه وسابقيه ولاحقيه من هؤلاء الرواد إشارات إلى علة الاستبداد، ولكن لم يبلغ أحد آخر سواه منهم ما بلغه هو من تحديد لها، وعناية بتقصيها وبحث جذورها وأسبابها ومظاهرها، لا بل وسبل مواجهتها، للدرجة التي جعلته يضع عنها كتابا، لن يكون بالإمكان الكتابة عن فكر الطغيان في التاريخ وفي الراهن العربيين دون العودة إليه.

والوقوف أمام فكرة الاستبداد بالذات أمر لا مناص منه، ليس بوصفِها الفكرةَ المحورية في ما خلفه الرجل، وإنما أيضا لأن الاستبداد علة العلل، وهو – أي الاستبداد – في حياتنا العربية الراهنة مسألة حيوية حاضرة كما كانت في زمن الكواكبيّ قبل أكثَ من قرن، بل لعلها أكثر حضورا من يومذاك. وهذا يحيلنا إلى التأكيد على صواب الفكرة المتداولة من أن أسئلة فكر النهضة العربية الأساسية مازالت معلقة دون إجابة أو حل، بل إن واقعَ حياتنا اليوم هو إلى ترد مضطرد إذا ما قيس الحال بالزمن الذي كان فيه فكر النهضة يقارع بحججه القوية وبراهينه عوامل الجمود والتحجرِ والتخلف.

يقول عبدالرحمن الكواكبي “إن الاستبداد – لغةً - هو غرور المرء برأيه والأنفة من قبل النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة”. وبهذا التعريف فإن الكواكبي لا يشخص الاستبداد بوصفه ظاهرة سياسية فحسب، وإنما بوصفه ظاهرة عامة واسعة تغطي مساحة بمساحة المجتمع كله، ناهيك عن الفكر نفسه بوصفه الفضاء الأوسع والأكثر تعقيدا في الآن ذاته لتجلي القناعات. لكن مركز الثقل في تصدي الكواكبي للاستبداد يبقى في دائرة السياسة، ليسَ جريا وراء تحديد جزئيّ قاصر وإنما لإدراك منه بأنّ الاستبداد السياسي هو الأشد ضررا، والأكثر تأثيرا على العامة.

“المستبد – يقول الكواكبي – يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم. ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته”. والمستبد أيضا “يتجاوز الحد لأنه لا يرى حاجزا، فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم”.

ولأن المستبد إنسان “والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب، فالمستبد يود أن تكون رعيته كالغنم ذرّا وطاعة، وكالكلاب تعاليا وتملقا”. لكنّ الاستبداد السياسي، أو استبداد الحكام كما يسميه، يرد في سياق تصنيف رباعيّ لأنواع الاستبدادِ تأتي عنده بالتوالي التالي: استبداد الأصلاء، استبداد المتعممين، استبداد الأثرياء، استبداد الحكام، ويفرّق الكواكبي بين هذا النوع الأخيرِ من الاستبداد الذي هو الأخطر في رأيه، وبين الأنواع الثلاثة الأخرى، فتلك الأنواع يعدها استبدادا مجازيا، أو أنها وصفت بالاستبداد مع الإضافة، أما إذا جاء لفظ الاستبداد بغير إضافة فإنه يُفهم على أنه استبداد سياسي، و”يراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات الخاصة، لأنها أعظم مظاهره أضرارا التي جعلت الإنسان أشقى ذوي الحياة.

ولا يقارب الكواكبي موضوعة الاستبداد السياسي بمعزل عن أزمة السِياسة، أو أزمة نظام الحكم عند المسلمين؛ لأن “سبب الفتور – كما يقول – هو تحول نوع السياسة الإسلامية” والتحول المقصود هنا هو اتجاه الاستبداد حيث تمخض عندي – والكلام له – أنّ أصل الداء هو الاستبداد السياسي”.

ومن أكثر الإشارات إشراقا عند الكواكبي هو ذلك التفريق النابه بين الاستبدادين الشرقي والغربيّ، حيث لاحظ أنّ المستبدين الغربيين لا يمنعون العلم إجمالا، وإنما يحرصون على عدم إدراكِ الناس أن الحرية أفضل من الحياة، فهم يحاربون تعليمَ الناس حقوقهم حتى لا ينقلبوا على ملوكهم مطالبين بها، لكن المستبدين الشرقيين يحاربون العلم جملة وتفصيلا “كأن العلم نار وأجسامهم بارود”. ويضيف إن “الاستبداد الغربي وإن كان طويل الأمد إلا أنه يتصف باللين، أما الشرقي فإنه سريع الزوال، لكنه أكثر إزعاجا وأشد وطأة على الرعية، وهو إذا زال يخلفه استبداد أشدّ وبالا وأقوى سطوةً وتعسفا”.

ولسنا هنا في مقام البرهنة على صواب ما يذهب إليه الكواكبي، تكفينا نظرة إلى فظاعة الاستبداد الذي جاءت به الثورات والانقلابات التي أُنشئت على أنقاض الملكيات جمهوريات مستبدة فاقت في استبدادها بما لا يقاس ما عرفه الناس من عسف الحكومات التي أطاحت بها، وجعلت الناس تترحم على الماضي - رغم مساوئه - بل إن هذه “الجمهوريات” خنقت وصادرت البرهة الليبرالية العربية التي كان يمكن لها في ملابسات تاريخية أخرى أن تتطور إلى نظام سياسي برلماني تعددي. والكواكبي الذي درس الاستبداد متخذا من سلوك الأتراك تجاه العرب قاعدة للبحث والمعاينة لم يقدر له أن يرى حجم الاستبداد الذي جلبَه العرب للعرب في عقود لاحقة.

وقبل أعوام كتبت في صحيفة (الأيام) مقالا على حلقتين ينطلُ من الفكرة أعلاه بعنوان: “هل نستبدل الاستبداد بآخر”، انطلقت فيه من الخشيةِ التي تتزايد في أوساط سياسية وفكرية في البلدان العربية من أن يؤدي سقوط الاستبداد في بعض البلدان العربية التي شملتها موجة التغييرات التي شهدناها إلى نشوء استبداد جديد تمثله مخرجات الانتخابات التي جرت وستجري في هذه البلدان، وهي خشية لا يصح الاستخفاف بها لأسباب عدة.

من بين هذه الأسباب هشاشة التقاليد الديمقراطية في البلدان العربية عامة، بما فيها تلك البلدان التي كانت أكثر قابلية وجاهزية للتغيير، بعد عقود طويلة من سطوة الاستبداد التي اقتلعت أيّ غرسة تكاد تنمو للديمقراطية، بل إن هذا الاستبداد نفسه قام على وأد بواكير التحولات نحوَ الديمقراطية بين مطالع ومنتصف القرن العشرين.

ومن هذه الأسبابِ غياب أو ضعف الحامل الاجتماعي والسياسيّ للديمقراطية، فالقوى التي حملتها وستحملها الانتخابات في البلدان العربية قادمة من منابت غير ديمقراطية، ولم يُعرف عنها - فيما سبق - انفتاحها على الأفكار الأخرى، بل إنها في بنيتها الفكرية والسياسية تحمل ميولًا إقصائية واستحواذية، رأينا تجليات كثيرةً لها.

لا بد هنا من استدراكين: الأول ينطلق من بعض المعطيات أو الإرهاصات التي يمكن القول إنها ما تزال جنينية عن توجهات بعض هذه القوى للتغلب على بنيتها المغلقة، والانفتاح على الممارسة الديمقراطية، من حيث هي في الجوهر قبول للآخر، ولكن لأنها إرهاصات جنينية فلا بدّ من الانتظار لاختبار مدى جديتها وقابليتها للنمو والبقاء، وهذا يتطلب وقتا قد يطول.

أما الاستدراك الثاني فيتلخص في أنه لا يجوز أن نوافقَ على استمرارِ الاستبداد القائمِ وتعطيل نمو الحياة السياسية بكسر حالة الجمود وتخثر الدماء في عروق النظام السياسي العربيّ بحجة الخوف من البديل المحتمل الذي قد لا يكون بالضرورة أفضل من القائمِ.

الثقافة الديمقراطية في أي مجتمع لا تنفصل عن الممارسة الديمقراطية، وإذا كانت الأفكار تمهّد للتحولات، فإنّ التحولات هي التي ترسّخ الأفكار وتوطد دعائمها وتجعل منها نمطا من الوعي والعيش، وبالتالي فإننا لا نتوقع أن تشيع الثقافة الديمقراطية في مجتمع يهاب الممارسة الديمقراطية ويخشى ما ينجم عنها من مفاعيل.

أنظمة الاستبداد في الشرق - وعالمنا العربي جزء من هذا الشرق – روّجت - وما تزال - أن شعوبنا غير جديرة بالديمقراطية، لأنها ليست ناضجة لها، فهي تتطلب وعيا وثقافة وتعليما، ولكن هذه حجة العاجز أو الخائف من ولوج الممارسة الديمقراطيةِ؛ لأنه يجد فيها تهديدا لمصالحه في الانفراد بالسلطة والثروة، فيما الديمقراطية تتطلب المشاركة والتقاسم في الأمرين.

الثقافة الديمقراطية تفترض الممارسة الديمقراطية التي من خلالها نختبر قابليات الناس لأن يحسنوا استخدام الديمقراطية التي تتطور تدريجيا. والمجتمعات كافة - من خلال التدريب الديمقراطيّ- تتدرب على إدراك أهمية الديمقراطية وأهمية ما يقترن بها من مكتسبات، وأهمية أن تصبح هذه الديمقراطية ثقافة وتعليما نتلقاهما في كل مفاصل الحياة، بما في ذلك في غرف البيوت وفي غرف الدراسة.

على أنّ مظاهر الاستبداد وأنواعه الرئيسيةَ على النحوِ الذي فصله الكواكبي تنبعث من جوهر واحد هو الاستبداد نفسه، بوصفه نظاما شاملا، يتجلى في مظاهر عدة، كل مظهر ينفتح على الآخر، ليصبح هذا الاستبداد أسلوبا للحكم وأسلوبا للعيشِ، وكان الكواكبي يعي ذلك ويدركه، وهو وإنْ قام بالتقسيم الذي عرضنا له فإنما برغبة الإحاطة المعرفية بأوجه الظاهرة لا برغبة التفريق بين مظاهرها، وإنما رؤية ذلك الترابطِ الذي يشدها إلى المصدر نفسه، إلى الظاهرة الأساس نفسِها.

وعبد الرحمن الكواكبي الذي مات منذ أكثر من مئة سنة هو معاصرنا، كأنّه لم يمت. إنّ أطروحاته طازجة، حيَّة، متجدّدة فيها كلّ وهج الحاضر وحرارة أسئلته. إنّ هذه الأطروحاتِ تمسّ عصب كلّ ما نفكر فيه اليوم، ونحن نعيش زمنا تبدو فيه المسألة الديمقراطية أمَّ المسائلِ، وهي ذاتها المسألة التي كانَ الكواكبيّ يقاربها بحرقة حين كان يدرس الاستبداد ويشخّصه من موقع الانحياز العميق لمصالح الجمهرة الواسعة للناس. لذا ليس غريبا - والحال كذلك - أن أحد الألقاب التي كان الكواكبي يخلعها على نفسه باعتزاز لقب: “أبو الضعفاء”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الحوار المتمدن” – 31 كانون الثاني 2022

 *********************************

 

الفقر مجدداً

فريدة النقاش

فتح العلم أمام البشرية أبوابا جديدة للتقدم ولانتاج المزيد من الثروة, وأخذ عالميا يزداد ثراء، ومع ذلك فإنه يزداد أيضا هشاشة. سعى الفكر الاشتراكي في كل مراحله وممارساته الي الإمساك بالأسباب الجذرية للتفاوت المتزايد في ثروات البشر رغم الوفرة التي تزداد كل يوم، والتي تواكب، ويا للمفارقة، زيادة الفقر.

وتابعنا على امتداد تاريخ الانسانية ذلك الصراع الذي لم يكن نادرا أن يؤدي لاندلاع الحروب، وكانت جذوره غالبا ما تضرب في أرض الانقسام الطبقي، وهو الانقسام الذي أدى الي استحواذ فئات قليلة علي غالبية الثروات. وبطبيعة الحال استماتت هذه الفئات في الدفاع عن امتيازاتها، وتراكمت عبر تاريخ الانسانية الادبيات التي سعت لتبرير هذا الانقسام، وبرعت في تبريرها حين نسبته الي الله سبحانه وتعالي باعتباره هو الذي قسم الأرزاق، وجعل الاغنياء اغنياء والفقراء فقراء.

ولهذا كله اصيب ملاك الثروات بالذعر حين اخذ الفكر الاشتراكي العلمي يكشف عن اصول التوزيع الجائر للثروات داخل البلدان، وبين هذه البلدان وبعضها البعض. وتسبب التراكم الهائل للثروات في ايدي الاقلية في تنشيط وتغذية الماكينة الايديولوجية التي تبرر وتؤكد وجهة نظر اصحاب المصالح والحائرين علي الثروات.

وكما يدلنا تاريخ البشرية فإن الشعوب لم تتقبل هذه التبريرات ونشأت الحركات النضالية والفكرية التي وضعت نصب عينيها تغيير الواقع كاشفة عما فيه من ظلم وتمييز.

ولا تكف القوى المتنفذة علي الصعيدين العالمي والمحلي عن مراكمة المبررات، وبخاصة توظيف الدين لتبرير الأوضاع القائمة باعتبارها هي الأوضاع الطبيعية. وكافحت القوي المدافعة عن حقوق الناس، أو بالأحرى حقوق الأغلبية من أجل كشف تزييف الحقائق رافضة الاقرار بأن هذا هو الامر الطبيعي، لأنه من السهل جدا تقبل الامر الطبيعي وهو ما اعتاد عليه الناس.

لا أتذكر الآن من الذي قال: لا تقولوا إن هذا امر طبيعي لأن الأمر الطبيعي هو تحديدا ما يستعصي علي التغيير، إذ أن سؤالا بديهيا سوف يقول: لماذا نغيره اذن اذا كان طبيعيا؟

ثبت علي مدار التاريخ- الحديث فيه علي الاقل- ان تغيير الافكار هو اصعب الاهداف وأكثرها تعقيدا في مشروع أي تغيير. كما ثبت ايضا أن تغيير الافكار ليس عملا عشوائيا أو انبثاقا قدريا، بل هو حصيلة تراكمات واسعة النطاق، جرى التفاعل فيما بين مكوناتها وبين الظروف التي نشأت فيها.

ولا يتم التغيير في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي استجابة لأمزجة فردية أو قراءات عشوائية، ولكنه يأتي حصيلة تفاعلات وعوامل كثيرة منها الموضوعي والذاتي وعلى رأسها التقدم المتواصل للانتاج، والقدرة المتزايدة للعلم على مواجهة معضلات لم يكن من السهل مواجهتها في سياقات أخرى في الماضي.

وطالما راهن ملاك الثروات علي تأييد الوضع القائم، وفي كل مرة يتكشف لهم ان خسارة الرهان هي النتيجة المحتومة، لأن كل شيء يتغير وما من ثابت إلا قانون التغير ذاته.

ويبقي سؤالنا قائما لماذا يتزايد الفقر في العالم، وبالذات في عالمنا الذي يسمي ناميا بينما تتزايد الثروات ويفتح العلم آفاقا بلا حدود لمزيد من زياداتها.

وهنا سوف نجد المبرر الاعمق والاصدق لصمود الفكر الاشتراكي بكل مدارسه ومكوناته في مواجهة ما يبذله أصحاب المصالح من جهود وبالذات توظيفهم للدين دفاعا عن الأوضاع القائمة.

ومهما اتخذ دفاعهم من صور ومبررات وحتى قدرة على الامتاع فهم لا يستيطعون الرد علي السؤل الأولي والبسيط الذي يسأله الناس: لماذا يتزايد الفقر بينما تتراكم الثروات؟

لن يتوقف العاملون والكادحون في كل أرجاء العالم عن النضال من اجل الاطاحة بكل انواع المظالم، بينما يسعى المفكرون والباحثون الذين يتحدثون باسمهم ويدافعون عنهم الى كشف الاغوار العميقة – بل والراسخة- لأسس الظلم الاجتماعي الذي هو احد اهم مصادر الشرور والنزاعات في هذا العالم، وكان هو أحد اسباب بروز الظاهرة الاستعمارية القائمة علي الاستغلال المركب للشعوب.

ومع ذلك فإن العالم يتغير إلى الافضل- رغم كل شيء- إذ لم يكن نضال الشعوب عبر العصور هباء ولا عبثا بل كان دائما الاساس الصلب للمسعي الشريف للاطاحة بالأوضاع البائسة ومن اجل عالم ترفرف عليه رايات الحرية والسعادة لكل الشعوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأهالي» – 5 كانون الثاني 2022

 *******************************

فلاسفة ومفكرون.. إميل دوركهايم (1858 – 1917)

اعداد: د. صالح ياسر

عالم اجتماع وفيلسوف وضعي فرنسي تلميذ لكونت، كان أستاذاً في جامعة السوربون. كان دوركهايم يعتقد انه يتعين على علم الاجتماع أن يدرس المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي، تختلف قوانينه عن قوانين علم النفس الفردي. وعند دوركهايم ان كل مجتمع يقوم على الافكار الجماعية المتفق عليها اتفاقا مشتركا. ويعني العلم بالوقائع الاجتماعية والافكار الجماعية (القانون والاخلاقيات، الدين والعاطفة، والعادة، الخ) التي تفرضها البيئة الاجتماعية على الوعي الانساني. وكان دوركهايم يعزو التطور الاجتماعي الى ثلاثة عوامل: كثافة السكان، وتطور وسائل المواصلات، والوعي الاجتماعي. ويتميز كل مجتمع بالتضامن الاجتماعي. وقد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامناً “آليا” اذ كان يقوم على روابط الدم. أما في العالم الحديث فالتضامن “عضوي”، اذ يقوم على تقسيم العمل، اي على التعاون الطبقي لكسب ضرورات الحياة. مؤلفاته الرئيسية: حول تقسيم العمل الاجتماعي (1893)، قواعد المنهج في علم الاجتماع (1895)، الاشكال الأولية للحياة الدينية (1912).

***************************************

الصفحة الخامسة عشر

اتحاد الادباء.. ثمار الكتب

يواصل اتحاد الادباء والكتاب في العراق اصدار منشوراته، وآخر ما صدر عنه:

- لا تأت متأخراً/ شعر: جلال حسن.

- بلاد تخاف المطر/ شعر: ماجد الحيدر.

- يأتي ولا يأتي/ قصص: سلام حربة.

- قناديل باب الدروازة/ رواية: هدى الطائي.

- التين الأسمر/ شعر: ناهدة جابر جاسم.

- العاشرة بتوقيت واشنطن/ رواية: باسم القطراني.

- قراءة تأويلية في روايات احمد خلف/ نقد: صباح هرمز.

 

*************

فلسفة

الحدس والمكان

علي محمد اليوسف

يشير المفكرصادق جلال العظم على لسان احد الفلاسفة المختصين بدراسة كانط الى ما يلي:

  1. لا نستطيع ان نحدس الاشياء من غير مكان. اي ان جميع الاشياء التي نحدسها موجودة في المكان.1
  2. نستطيع حدس المكان من غير الاشياء.2

امعان التفكير في العبارتين تجعلنا نحصل على نتيجة تداخلية بينهما تقوم على تعبيرين متناقضتين. الفقرة الاولى لا نستطيع ان نحدس الاشياء من غير مكان صحيحة كون الاشياء امتلاء مكاني. ونستطيع حدس المكان من غير الاشياء في الفقرة الثانية خاطئة تناقض ما قبلها.

الخطأ هنا يعد المكان شكلا او اطارا لفراغ لا يحتوي مادة. حتى ادراك الشكل مجردا عن محتواه لا يمكن تمريره بسهولة الا في معايير منطقية ميتافيزيقية صرف. المكان الادراكي هو مادة حسية وليس تجريدا تصوريا لفظيا في التعبير عنه فقط. والحدس قابلية عقلية تتعامل مع حقائق منطقية يستلهمها، تسبقها ذخيرة معرفية مخزنة بالذاكرة.

كيف نستطيع التعبير عن التناقض في العبارتين في موائمة لا تعتمد المنطق التجريدي تماما منفردا كما لا تعتمد الحس المادي من غير تجريد تعبير اللغة؟ لو نحن نحاول تحديد معنى المكان في العبارتين نجده تعبيرا عن (الفراغ) المكاني وليس المقصود بالمكان الوعاء الاحتوائي الممتليء(صورة ومحتوى) بل الفراغ (شكل) مجرد من محتواه المادي. المكان هو وحدة من امتلاء  قابل للحدس او الادراك في ثنائية تلازم صورة (شكل) ومحتوى (مادة). الفراغ بلا مادة هو خلاء مكاني وليس مكانا يدرك بدلالتي المادة المحتواة فيه وملازمة الزمان له ايضا.

لا مجال ان نحدس وجود الاشياء من غير ملازمة مكانية إحتوائية لها. اي لا مجال امامنا حدس الفراغ مجردا عن خاصيته المكانية في الاحتواء المادي. ان تقول مكان يعني انه تقصد امتلاء شيئي محدود. وعندما تقول فراغ انما تكون تقصد شيئا غير موجود ماديا لكنك يمكنك تحديده بابعاد ثلاثية هي الشكل بلا محتوى. علما ان الابعاد الثلاثية للفراغ ممكن ان تكون محددات لمحتوى مادي. مثال ذلك ادراك غرفة خالية من اي شيء تحتويه. هنا تكون ابعاد الفراغ بالغرفة حددت لنا ادراك مادة هي الغرفة وليس الابعاد مجردة عن دلالة احتوائية لا تشغلها مادة..

حدس الاشياء يلزم عنه نوع من الادراك الذي يجمع توفر صورة ومحتوى لكل مدرك ذهني. والحدس الذي يتخطى معيار المنطق والحس انما يكون ملزما بثنائية الادراك (الزمان – المكان) التي هي ثنائية تجريدية تقود الحدس الى محاكمة صوابه العقلي. بمعنى العقل هو الذي يحدد معنى الادراك لشيء حقيقي من عدمه لمدرك زائف.

الحدس والادراك

في البدء علينا التسليم ان كلا من الحدس والادراك هما عمليتين تتمان داخل المنظومة العقلية اي داخل سلسلة عضوية مترابطة تبدأ بالحواس ومن ثم مرورا بالجملة العصبية لتنتهي بالدماغ . بمعنى لا حدس بدون العقل ولا ادراك من دون العقل ايضا. كما لا يمكننا القول ان تفسير الانطباعات الحسية عن الواقع الخارجي لا تعتمد الخبرات المخزنة في الذاكرة. قبلية الخبرة هي التي تعطي الادراك حقيقته التصورية. وعملية الادراك الحسي عملية مركبة موثوقة في صدقيتها اكثر من الحدس, حيث تتداخل عملية الادراك مع الشعور النفسي وعمليات التذكر وتداعيات الافكار المخزنة وكذلك الوعي واللغة. وكل هذه المفردات لا تتوفر ولا ملزمة للحدس بمقدار الزاميتها المشروطية الادراك الحسي المادي المباشر. فالادراك هو عملية عقلية- نفسية تساعد الانسان معرفة عالمه الخارجي,والوصول الى معان ودلالات الاشياء وذلك عن طريق تنظيم المثيرات الحسية لتفسيرها وصياغتها في كليّات ذات معنى. (موقع موضوع الالكتروني). اما الحدس فهي قدرة عقلية تخييلية تصل حقائق الاشياء من دون المرور في آلية الإدراك الحسي الطبيعي البايولوجي لها, بل تحصل على المعلومة بضرب من القوى العقلية خارج المالوف في الادراك الحسي بخطفة من الحدس في مباشرته  العقل ومباغتته ادراكيا.

وعلى الرغم من الاختلاف الواضح بين الحدس والادراك ليس من حيث الآلية فقط بل من حيث التصور التمثلي للاشياء تصورا حقيقيا صحيحا فلا بد من ان يتوفر العقل على معرفة قبلية مخزنة يكون مصدرها الذاكرة كما اشرنا له سابقا.

كانط والمكان المحض

كانط في فرضيته الادراكية الحسية او الحدسية ذهب اننا يمكننا نزع صورة الشيىء عن محتواه وندركهما كلا منهما على انفراد مجردين من تعالقهما شكلا ومحتوى, نجده ذهب ابعد من ذلك قائلا:” المكان ليس تصورا حسيا مشتقا من الخبرات الخارجية. والمكان تمّثل قبلي وضروري يكمن وراء جميع الحدوس الخارجية. ونحن لا نستطيع تمثل غياب المكان ولكن باستطاعتنا ان نفكر به خاليا من الاشياء “ 3

ملاحظات تعقيبية:

- المكان وجود مادي لا تخلقه تصورات وتمثلات العقل الادراكية. وتجريد تصوراتنا الحسية عن المكان هي تصورات التفكير نفسها في اي موضوع عقلي. والضرورة الموجودية للمكان تستبق فكرة المكان حدسيا مقطوعة الاوصال بعوامل انبثاقها المنطقي الحي الطبيعي كمادة. المكان تجريد مادي وليس تصورا يبتدعه الحدس او الحس ويخلعه على الاشياء.

- كل تصور حسي للمكان حدسيا كان او تجريبيا هو تمّثل لخبرات اولية مكتسبة سابقة عنه. وبذلك عندها يصح قولنا المكان تمثل قبلي وضروري يكمن وراء جميع الحدوسات الخارجية.

وعندما يكون المكان قبليا على الحدس الادراكي فهذا يلزم بالضرورة خبرة مخزنة بالذاكرة عنه لاتمام عملية ادراكه بصورة صحيحة سليمة. الحدس استثارة معرفية يتم خارج توقعات الادراكات الحسية يأتي على شكل ومضة.

- قول كانط “ لا  نستطيع تمثل غياب المكان لكن باستطاعتنا ان نفكر به خاليا من الاشياء” غياب وحضور المكان تصوريا لا يتم بمعيارية الفراغ, بل بمعيارية الاحتواء الامتلائي بالمادة, تصورنا الفراغ وتمثله لا ينسحب على غياب وحضور المكان كمحتوى. الفراغ هو صفة مادية لمكان غير متعيّن ولا محدود لكن لا ينوب عنه في الدلالة والمعنى. فالمكان غير الفراغ رغم تعالقهما الثنائي.

- يبقى المكان في جميع تجلياته وتحولاته مقرونا بمادة يحتويها, اما ان نقصر ميتافيزيقا التمثلات العقلية المجردة ان تخلق حقائق مكانية نعطيها صفة الادراك الواقعي الحقيقي ولم تكن موجودة سابقا فهذه استحالة يعجز التفكير العقلي القيام بها لانعدام آلية الادراك السليم..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

  1. صادق جلال العظم /دراسات في الفلسفة الغربية المعاصرة. ص61
  2. نفسه نفس الصفحة
  3. نفسه ص56 – ص 58

**************

آخرُ رِجال الموهيكانز *

طه الزرباطي

الى روح ستار علي ماهود...

تلك الحمامَةُ المُتعَبَةُ ،

ذلِك المَنْسيُّ

على غصنٍ يابسٍ ؛

في شتاءِ الثلجِ ...

قلْبِي ...

ضحيَّةٌ لِحُلُمٍ باردٍ جداً

******

رَكِبْتُ صَهوةَ الخيالِ ،

أنا رجُلُ (( الماهوكاينز ))

العاشِقُ ،

البريءُ ،

الشُجاعُ ،

الوحيدُ ،

الطيّبُ ،

المُتآمِرُ مع الطبيعةِ ضِدَ كُنوزِالرَّبِ ،

المخذولُ من الباحثين عن الذَهَبِ ؛

في وطنِ الآخرَين ....!

وَطَنٌ يُغَيّرُ مُلكِيَتَهُ كبائعاتِ الهَوى !

يَفتَحُ للبَنادِقِ فَخِذَي جُرحِهِ !

فَيَنتَشون..

******

يُبكيني خريرُ الماءِ ،

يُسْحِرونِي رقصُ السَنابُلِ ،

يُطربُنِي الصَمْتُ ،

الذي يُغني...!

يُغَنِّي لِمَنْ يُجيدُ السَمَاعَ ،

أنا أنينُ الكَوْنِ

أحياناً أسْمَعُ قَلْبِي ،

لمْ يَعُدْ يُغنيِكِ ...

أسمعُهُ جَيِّدا ..

غالِبَاً يَنْبِضُ النَشِيدُ الوَطَنِيّ ،

حين يَشْتَدُ مَرَضُ الوَطَنِ ..

أبكي نَشيْدَاً..

********

ذلك الغريبُ ،

الجائعُ ،

الجالسُ وَحِيدَاً ،

في مَطعَمٍ في عاصِمَةِ قلبِهِ ،

غالِبَاً كانَ يَتْرِكُ الطَعامَ جائعَاً ،

كانَ غَريْبَا ‘

غَرِيْبَاً جِداً...

في وطنِهِ ؛

ذلك الغَرِيبُ كانَ وَطَني ..!

***********

لمْ يَعُدْ يُهِمُني الطَعْنُ ،

البشرُ هكذا ،

يَطْعَنونَ عِنْدَمَا يَعْشَقونَ ،

وَيَطْعَنونَ حِيَنَمَا يَكْرَهونَ ؛

وَيَطْعَنوُنَ بَحْثاً عن مشاعِرَ لمْ تَنْم،

يَطْعَنوُن ...

**********

أتذكُرُ حينَ عانَقْتَنِي ؟

تَمَنينا المَوتَ عِناقاً...

ليتِ أمْنِيَتِي كانَتْ أشجَعَ ؛

من أمْنِيَةٍ ...!

*********

لَيْتَنِي لم اعْرِفْكَ،

ايُّها المَمنوُعُ ...

كمْ تَمَنَتْ روُحِيَّ أن تنسَخَ روحَ حَيَوانٍ ،

بَرِيٍّ ...

(متوحشٍ) كما تَزْعُموُن !

كمْ تمنيتُ !

أُصطادَ طائرَاً ؛

لَحظَةَ نَشوَةٍ ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* آخر رجال الماهوكينز: فلم أمريكي جريء عن سكان أمريكا الأصليين

**************

قصة قصيرة

أنا أكره قاطع التذاكر

سامي البدري

كان أبي آخر من مات من عائلتي، وبموته وجدتني وحيدة بطريقة خانقة وأعاني من وقت فراغ لا أعرف كيف أملأه، رغم أني واصلت ذات الحياة في مزرعة أبي، (بموته آلت ملكيتها إليّ)، مع قطيع الماعز وقبيلة الدجاج (لم أحسن إحصاء دجاجاتي بسبب حركتهن الدائبة) التي كنا نعتاش من بيع حليبها وسلال البيض الكثيرة في سوق المدينة القريبة من مزرعتنا.

هل كان أبي يملأ حياتي بشيء لأشعر بالفراغ من بعد موته؟ أبداً، فقد كان يملأ وقته بزراعة ورعاية بعض الخضار في الصباح، أما وقت ما بعد الغداء وحتى منتصف الليل، فكان يمضيه في صحبة أصدقائه في السمر والشراب، كما أظن (كنت اشم رائحة الشراب تملأ البيت عند عودته كل ليلة) وحتى الصباح الذي وجدته فيه ميتاً في سريره، قبل ما يقرب من عام.

لم أفهم كيف كان يفكر أبي ولم أعرف ماذا كان يريد من حياته، فهو كان قليل الكلام ويتعامل مع الجميع بحيادية، وخاصة بعد موت أمي. أذكر كيف تلقى قرار أخي الوحيد، عندما أخبره بعزمه على السفر، فكل ما فعله هو إنه قال له ببرود: خذ ما تحتاج من مال من الصندوق كي لا تذلك الحاجة للآخرين وخرج لموعده مع أصدقائه، ولم يذكره بعد ذلك اليوم أبداً وكأنه نسيه فجأة أو لم يعد له وجود في الحياة بعد تلك اللحظة.

الصندوق الذي ذكرته هو صندوق خشبي قديم بارتفاع ساق الإنسان المتوسط الطول، وبعرض وطول ساعده، كان يدخر أبي فيه المال.. لحظة، فالأصح أن أقول الذي كان أبي يضع فيه المال، لأن الصندوق لم يكن له قفل، بل لم أر أبي يعد ما فيه من مال يوماً، فمع كل عودة له من المدينة كان يعطيني ثمن ما باع من حليب وبيض ويقول: ضعيها في الصندوق ويخرج.

لم يكن أبي بخيلاً، فبعد وفاة أمي (كانت تشتري لي كل احتياجاتي) داوم على أخذي معه للمدينة، كل بضعة أشهر، وهناك كان يعطيني رزمة كبيرة من المال ويقول لي برتابته المعهودة: خذي كل ما تحتاجين إليه ويتركني لثلاث أو أربع ساعات في السوق، قبل أن يعود ليساعدني بحمل مشترياتي، من دون أن يسألني عما اشتريت أو ينظر إليه.

بعد وفاته ببضعة أشهر، ومن أجل أن أقتل وقت إحدى الأمسيات فقط، نثرت ما في الصندوق من أموال على الأرض فوجدتها كثيرة جداً، بل وأكثر مما سمح مزاجي بعدها أصلاً. ولأني لم أجد ما أفعله بها، أعدتها إلى الصندوق وأغلقته وفكرت في أني سأحتاج لصندوق جديد أضعه إلى جانبه، لأنه كان قد شارف على الامتلاء برزم المال ولأني واصلت بعده بيع الحليب والبيض بذات الوتيرة.

لم يطلبني رجل للزواج أبداً، رغم أني الآن في الثانية والثلاثين. صحيح أني لا أتمتع بذلك الجمال الذي يلفت نظر الرجال، لكني أيضاً لست دميمة تلك الدمامة التي تنفر الرجال. حولي، في بيوت المزارع التي تجاور مزرعتي، بل وحتى في أسواق المدينة التي أبيع فيها الحليب والبيض، أرى الكثير من النساء غير الجميلات متزوجات ولديهن أطفال، فلم أهملني الرجال يا ترى؟ هل سعيت أنا للفت انتباه الرجال إليّ أو تحرشت ببعضهم؟ نعم، ولكن ابتساماتي لم تقابل بغير التواءات سخرية شفاه الرجال. لماذا؟ هل أبدو لهم قروية ساذجة وبلهاء؟ كيف وأنا لا أرتدي غير سراويل الديجينز وأحدث الكنزات؟ لماذا تسلل اليأس إلى نفسي سريعاً ولم أعد أبتسم لرجل إذاً؟

في إحدى الظهيرات الدافئة اشتقت لأخي وتخيلت أنه سيعود في قطار ذلك المساء، فذهبت إلى محطة القطار لأستقبله. رصيف المحطة كان مزدحماً، بالمسافرين والمستقبلين، إلى حد أني لم أجد مقعداً أجلس عليه سوى المقعد المقابل لشباك مكتب قاطع تذاكر المحطة الزجاجي. كان المكتب ناتئاً عن بناء المحطة بنصف دائرة واسع، الأمر الذي كان يسمح لقاطع التذاكر بمراقبة رصيف المحطة بكامله، بل وبإحصاء كامل رواده لو شاء. أبهجني دفء شمس الشتاء وضجيج المسافرين فاسترخيت مستمتعة بسماع أصوات الناس وما كان يصلني من نتف أحاديثهم، ربما لساعة وأكثر، قبل أن أتنبه إلى أن عينيّ قاطع التذاكر كانت تنغرز بي وتراقبني نظراته بعدائية لم أفهم لها سبباً.

تجاهلت نظرات قاطع التذاكر وشغلت نفسي بمراقبة رواد المحطة وحتى ساعة وصول القطار، الذي تحول إلى عازل يحميني من سوط نظراته لأكثر من نصف ساعة، ولكن بعد نزول من وصل وصعود من سافر من أهل المدينة ومضي القطار في طريقه باتجاه العاصمة، عدت لمواجهة نظرات قاطع التذاكر، بطريقة أكثر حدة وأعمق أثراً، بسبب فراغ رصيف المحطة وهدوئها الموحش، بعد ذهاب الجميع. ولأن شعوري بتلك النظرات قد تعمق مع فراغ المحطة ولم يعد فيها ما ترصده غيري، تركت المحطة وعدت إلى البيت، من دون أن أنبه قاطع التذاكر إلى أني قد تنبهت لنظراته.

ولكن وبسبب الوحدة وتراكماتها عليّ، داومت على التردد على رصيف المحطة عصر كل يوم، حتى ألفتني عينا قاطع التذاكر أو نسيتني ربما، أو هكذا بدا لي. بل ومع توالي الأيام، وربما بسبب تزايد عدد المسافرين، في فصليّ الربيع والصيف، اقتنعت فعلاً أني انتظر عودة أخي المسافر وأنه لابد سينزل، ذات يوم، مع من ينزل من الواصلين في القطار المسائي، وإلى أن نزل شخص له هيئة وملامح أخي فعلاً، ذات مساء ساخن، فهببت دون تفكير لاحتضانه وتقبيله في أكثر من مكان من وجهه وجبينه، دون أن أنتبه إلى إنه كان يقف أمامي مذهولاً وعلامات الدهشة والاستغراب تملأ وجهه، إلى اللحظة التي تقدم فيها قاطع التذاكر، من وراء ظهري، ليرفع كفي عن خد ذلك الشاب ويبعدني عنه وليقول، وهو يومئ برأسه له بما يشبه الاعتذار: عندما تفكرين باصطياد رجل فأذهبي بعيداً عن محطتي، فالمحطة مؤسسة حكومية ورصيفها يجب ان يبقى نظيفاً وبكامل هيبته.

لهول ما سمعت من قاطع التذاكر والطريقة التي فكر بها في نواياي، لم أستطع الرد عليه بأي كلمة، بل أسرعت للهروب من أمامه وأنا أتعثر بخطواتي من الخجل الممزوج بالغضب.

في الجهة الثانية من بناية محطة القطار، وهي الجهة التي تطل على المدينة، كان الشاب الذي عانقت يصطف بين العشرات ممن وصلوا في قطار ذلك المساء، في انتظار الحصول على سيارة أجرة تقله إلى بيته أو المكان الذي يقصده.. كان وجهه خالياً من أي تعبير ونظرته لا تدلل على إنه كان يفكر بشيء فتساءلت: هل أنا قبيحة ومنفرة إلى حد أنه لم يتعاطف معي، كما يفعل معظم الرجال في مثل هذه المواقف عادة؟ أما كان بمقدوره أن يختلق عذراً لي ويصرف عني قسوة قاطع التذاكر؟ هل كانت مصادفة أن يتفق الاثنان على النظر إليّ بازدراء وشك في نواياي؟ هل يعقل أن تفعل الوحدة كل هذا بالإنسان؟

بعد عودتي إلى البيت، وفي مطبخي الواسع فتحت الثلاجة عدت مرات وأعدت اغلاقها. حاولت غسل الزجاجات التي أوزع بها حليب الماعز في السوق، دون أن أتمكن من التقدم من حوض الغسيل خطوة واحدة. كانت بي حاجة لفعل شيء.. ما هو؟ أخذت مصباحي اليدوي وخرجت باتجاه حظيرة دجاجاتي، هل سأتمكن من عدهن وهن تحت سلطان العتمة؟ هل يساعد عد الدجاج في شيء، كالركض حد الانهاك مثلاً؟

***********************

الصفحة السادسة عشر

إصدار

صرخة الغضب

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “صرخة الغضب: دراسات بلاغية في خطابات الانتفاضة اللبنانية”، من تأليف نادر سراج.

يتحدث الكتاب عن “البلاغة الجديدة” بوصفها مفهومًا ووظيفةً وصيرورةً “فهي الحاملة مشاعر الاعتراض والاحتجاج المشوبة بأمارات الغضب”.

وتقصيا للصيغ الخطابية المبتكرة في الحراك الاحتجاجي العربي الجديد، استند المؤلف إلى شواهد كثيرة توزعت في ساحات احتجاج بيروت وغيرها ابان انتفاضة 2019، دارسا ومحللا ومبينا كيف أن “الجَدّة البلاغية”، بما فيها الاستعمالات الاستعارية والتمثيلات الذهنية، أفلحت على أيدي شباب غير متخصصين بعلوم البلاغة، في استقطاب جمهور سلمي عريض.

 

******************

فتاة الشهادة

الى الشهيدة الشيوعية

هدى شاهين

حسينة بنيان

كنا سويةً.. خطوة بخطوة.. نسري

مثل طيور هائمة بربيع اخضر

نخرج من كلية الهندسة الى باب المعظم فالوزيرية

وشارع النهر.. والباب الشرقي

نلفها بأيدينا المرتعشة من شبح الرقيب

جريدتنا الفاتنة

نتوقف حيث الموعد

لنحظى بعبارات موجهةٍ

هدى فتاة الفجر.. اقترب الغروب

والحذر يملأ عينيك الساهمتين

ستقلق تلك الصابئية.. امي

هكذا ترددين والمزحة في شفتيك

كنا سوية.. لم نأبه بأي عرقٍ نرتدي

نمد الخُطى لعراق جميل

ونهر سعيد.. هكذا نريد

هدى فتاة الربيع.. وغصن الزيتون المارق

لطريق الحزب سنعدو اليه

نلفُ الجريدة.. نوزعها

بين صفوف الطلبة الاحرار

كان الخوف بعيدا عنك

تحملين الرسائل

بين طيات القلب المفتون.. بعشق الشعب

وعند اللقاء تنثرين ورداً وثورة واغنيات

ونهتف سوه عاش الحزب

وللموت نمشيله سوه.. بس الحزب .. باقي الحزب

وهاي النقاط مسجله جوه الگلب.. عاش الحزب

هدى فتاة الفجر.. طوتك عيون الغدر بيوم اخضر

ورحت بعين الشهادة

قيدتك الايادي العفنة.. لتلقي بك الى الدرب الباكي

باسمك هتف الفجر.. سلام عليك

يوم شهادتك المثلى

ويوم رحيل الجمال

واسمچ يظل ابكل گلب يبنيّه يا بنت الحزب.. واسمچ يظل جوه الضلع يبنيّه يا حلوة طبع.. شلتي الأمانه ويه الربع.. وحسنج وصف.. وانت كتبتيلي عهد.. ما اعترف والله وعيون الحزب .. ما اعترف لو نبت شوك اعله الجتف.. ما اعترف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القيت في احتفال يوم الشهيد الشيوعي المقام اول من امس السبت في بغداد

****************

لا تخاف

كتله باچر راح تصعد لا تخاف

هذا حبل المشنقة محضرينه

كال باچر صاعد انطيكم دروس

وراح يصعد بعدي وينه وينه

وشعبالك هاي هيّه  و منتهين

 ما تكظنه طيور لو  طشينه

وشعبالك هاي هيه ومنتهين

مثل نار على الحطب شبّينه

وشعبالك هاي هيه و منتهين

ماي جاري ورايد تلاوينه

باچر اكبر درس ينطيكم سلام

وشوفه شمحضرلك بچفينه عف

بچف يشيل الخوف من گلب الرفاق

وچف الاخر بيه  شايل عينه

يسلام والروحه كد كثر السلام

الموت يخجل لو يمر طارينه

ويا سلام عله الوطن گد حب سلام

هدة عيونه ورايد يربينه

المهم وصلت الفكره وماكو خوف

الخوف من نگول لا معلينه

يكون من نسمع يتيمه تموت جوع

مثل كابوس وعليه فزّينه

نشوف ثكلا تصيح وينك  يبني وين

نشب نار وجيب اللي طفينه

نشوف محبوبه رجلهه الظل شهيد

نگلها عد عينچ لون تنخينه

الرادها متعه ودنت نفسه الرخيص

يكون بعيونه نحط سچينه

حايط السلطه اذا  ما بيه اساس

نهدّه لازم لان ميتچينه

وصلت الفكره وطلعنه وحاضرين

بساحة التحرير من حجينه

شباط  بالفين ودعش لا ماكو خوف

مالت الله عله الظلم هدينه

البعده والبعد طلعنه وماكو خوف

ونتو شفتو چم عزيز نطينه

انتفاضه نكتبت بدم الشباب

چان عشگ الوطن يم تشرينه

النايم بسد مرته حقه وخل ينام

والطلع للوطن گرة عينه

هو تمرين وعلينه نجيده حيل

وحنا  كل واحد حفظ تمرينه

هيّه سفره وعيب نرجع منها عيب

وهم ملّو وحنا ما ملّينه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القيت في احتفال يوم الشهيد الشيوعي المقام اول من امس السبت في بغداد

****************

ليس مجرد كلام.. يا لثمن عشقنا للوطن ..!

عبدالسادة البصري

قال الحلّاج (ركعتان في العشق، لا يصحّ وضوؤهما إلاّ بالدم) وكان له ما أراد، حيث قدّم دمه قرباناً لمعشوقه!

علاء مشذوب الروائي والأكاديمي الذي قدّم دمه قرباناً لمعشوقته كربلاء، له حكاية أخرى ...

لم أقرأ له سوى ثلاث روايات (آدم ..سامي مور، حمّام اليهودي، جمهورية باب الخان )كان قد أهدى لي الأخيرتين في ملتقى الرواية الثالث في البصرة ، بعد أن قرأ مقالتي عن روايته ( آدم .. سامي مور) التي تتحدث عن مكتبة أثرية تحوي رُقُماً طينية تحكي قصة مدينة، مع منقبين ومهربين وغير ذلك، قال لي حينما أعطاني الروايتين: اقرأ الجمهورية أرجوك، أجبته: حتماً سأقرأها، وبالفعل قرأت (حمّام اليهودي) فوجدته يؤرخ لمدينته شارعاً شارعاً وزقاقاً زقاقاً ومحلةً محلة، كتبت عنها مقالة أعجبته في حينها فقال: انتظرُ ما ستكتبه عن الجمهورية!

في جمهوريته هذه يؤكد على عشقه لمدينته بشكل لا يضاهى، انه يحفر تأريخها على رُقُمٍ طينية يتركها إرثاً للزمن، حيث رسم لوحة عشقٍ لكربلاء لا مثيل لها بنشيد من الكلمات وترنيمة لن تنتهي أبدا، واصلاً بين ماضيها وحاضرها، بين رمال امتزجت بالدماء ثم تكوّرت لتصير طابوقاً وحيطاناً وبيوت وحاراتٍ وعوائلَ وحكاياتٍ وطقوساً لا مثيل لها مؤكدة على ارتباطها الصميمي بالأرض، فهي المدينة التي نهضت مع سمو وشموخ الدماء المسفوكة غدراً وظلماً على أرضها ذات يوم قائظ، لتؤكد انتماءها للدماء أيضاً!

علاء مشذوب روائي وباحث ذاب في هوى معشوقته، راح ينبش كل حجرٍ وشجرٍ وصفحةٍ وكتابٍ وحكاية، يستلّ المعلومة من بين الشفاه ليدوّنها وينفخ فيها الروح كي تكون علامةً لتأريخ مدينته كربلاء، كتب وكتب، وأرّخ وحكا ودوّن، لكنّه ظلّ يشعر بتقصيرٍ تجاه معشوقته المدينة، فكل ما أعطاه لها قليل جداً، لهذا كان عليه أن يُقْتَلَ بدمٍ باردٍ ليرسم دمه لوحة انتماء وعشق حقيقي لكربلاء من خلال معانقته رصيفها البارد ذات مساء حزين!

الرصاصات التي مزّقت صدره، مزّقت تاريخ مدينةٍ مغمساً بالعشق اللامتناهي، لأن القاتل لم يدر بخلده أن ضحيته سيعيش رغم رصاصاته اللعينة وهو الذي سيموت حتماً!

لهذا انطلق علاء بدمه يرسم على إسفلت الشارع نشيده الأزلي لوحات عشق لكربلاء أولاً وللعراق ثانياً وللحرية المغمّسة بالدم ثالثاً!

ولأجل أن يظل حياً بيننا علينا أن نساهم في نشر كل ما كتبه، والتشجيع على قراءة كتبه ومؤلفاته، ومناقشتها في رسائل واطاريح جامعية، وجعله وساما للعشق الأبدي لمدينة تخضّبت بالدماء منذ الأزل وما زالت!

إنها الضريبة التي دفعها الأحرار الأولون، كما دفعها علاء كي يؤكد كل ما كتبه في حق مدينة عشقه، وسجل كل دقائقها قصصا وروايات!

علاء مشذوب أيقونة عشق تخضبت بالدم لتظل حيّة تنبض بالمحبة إلى الأبد!

***************

في المناذرة.. محمد عنوز متحدثا عن مطالب الشعب

النجف – علي الجبوري

ضيّف الملتقى الثقافي في قضاء المناذرة بمحافظة النجف، أخيرا، النائب والمستشار القانوني محمد عنوز، في ندوة حوارية.

وخلال الندوة، تحدث عنوز عن المطالب المشروعة التي ينادي بها أبناء الشعب. فيما ألقى الضوء على المهام الملقاة على عاتق نواب البرلمان في المرحلة الحالية.

وتخللت الندوة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، وعقب عليها النائب عنوز بصورة ضافية.

**************

معرض تشكيلي في يوم الشهيد الشيوعي

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، تفتتح اللجنة الثقافية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية في الحزب، هذا اليوم الاثنين، معرضا تشكيليا للفنان مؤيد راشد.

يفتتح المعرض الذي يحمل عنوان “بورتريت لشهيدات وشهداء الحزب الشيوعي العراقي”، في الساحة الحادية عشرة ضحى على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس.