اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

«القرارات الجائرة لوزارة الصناعة لن تسكتنا».. أعيدوا تشغيل المعامل والغوا الاجراءات التعسفية

 

بغداد ـ محمد التميمي

 

تتنوع الأساليب التي تكمم بها الشركات التابعة لوزارة الصناعة، أفواه العمال والناشطين منهم بشكل خاص، ممن يطالبون بحقوقهم العادلة وتحسين وإصلاح القطاع الصناعي، حتى باتت عقوبة النقل والتسريح، بعد تشكيل “لجان تحقيقية”، حاضرة في ذهن من يفكر، مجرد التفكير، بكشف ملفات الفساد او أية خروقات قانونية تشوب عمل الشركات.

كما يمكن أن تصل الأمور الى التهديد بالتصفية الجسدية، بحسب ناشطين عماليين.

وقد دفع انتظار العمال، لعدة أشهر دون ان ينصفهم أحد، الى تنظيم وقفة احتجاجية امام وزارة الصناعة والمعادن الثلاثاء الماضي، بقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، وذلك للتضامن مع عمال شركات وزارة الصناعة الذين تم تسريحهم بشكل تعسفي، والتنديد بالقرارات الجائرة المتخذة بحق العمال، والمطالبة بالغائها.

وسلّمت مجموعة من العمال وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، ورقة بهذا الصدد، ضمّت عشرة مطالب الى مسؤولين في الوزارة.

إجراءات تعسفية

 وقال سكرتير الاتحاد العام لنقابات عمال العراق عدنان الصفار، ان “هذه الوقفة هي للتضامن مع العاملين في شركات وزارة الصناعة والمعادن، من اجل اعادة المنقولين الى اعمالهم الأساسية ومهنهم، واعادة تشغيل الشركات بشكل كامل من اجل دعم الصناعة الوطنية”، مؤكدا ان “الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصناعة تعسفية، ولا يمكن القبول بها”.

وأعلن الصفار عن التضامن الكامل مع العمال، واستمرار الاتحاد في هذه الحملات حتى اعادة العمال المنقولين الى وظائفهم الحقيقية.

وطالب في حديثه لـ “طريق الشعب”، “بتشغيل الشركات والمعامل والمصانع الوطنية، التي لها تاريخها في الصناعة العراقية”.

واشار الى ان “عدد العمال المنقولين يصل الى العشرات، اضافة الى انهاء عمل العاملين بصفة عقود واجور يومية، وتعطيل الشركات والمعامل والمنشآت، والاستثمار السيئ والخاطئ والفاسد، للعديد من الشركات، وهي أمور يجب الوقوف عليها ومعالجتها من اجل حماية اقتصادنا”.

وزاد الصفار ان “السياسة العامة للدولة، والسياسة الاقتصادية للبلد التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة خاطئة، ولا توجد رؤية اقتصادية حقيقية من اجل اعادة بناء الاقتصاد”، لافتا الى ان “السياسات الخاطئة تديم ريعية الاقتصاد، فيما تشكل اعادة الصناعات لعملها ونشاطها، ركيزة اساسية في بناء الاقتصاد الوطني”.

 

“لن نسكت”

وروى الناشط العمالي صباح حسن، وهو من العمال الذين تم نقلهم، تفاصيل قضيته قائلاً: “تظاهرنا العام المنصرم ومنذ 8 – 11 – 2021 على مخالفات مالية، وتوزيع قطع أراضي بشكل مخالف للقانون. وفوجئنا بإحالتنا الى لجان تحقيقية بدون اي ذنب اقترفناه، فالدستور كفل حرية التظاهر والتجمع السلمي، ولم يشترط موافقة المدير العام على التظاهر”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، ان “هناك قضية اختلاس ضد أحد الذين قاموا بنقلنا! وفي الوقت الذي كنا فيه ننتظر معاقبة السراق، تم اقصاؤنا ومعاقبتنا نحن، وتم نقلنا الى شركات بعيدة عن مناطق سكننا”.

وواصل العامل حديثه “لم ولن نسكت عن مطالبتنا بتشغيل المعامل المتوقفة، وايقاف الاستثمار غير المجدي، الذي بسببه تمت تصفية معامل النسيج والجلود”.

وشرح العامل حسن مطالب الشغيلة المتمثلة في “الغاء الوزارة للعقوبات الأخيرة التي صدرت بحق الناشطين العماليين، وإلغاء المجالس التحقيقية واعادتنا الى اعمالنا في شركاتنا، واقالة الفاسدين المحكومين أو المجّمدين لقضايا فساد حسب القانون الإداري للدولة العراقية الذي لا يسمح لهؤلاء بالادارة”.

ولفت في حديثه الى انه “لم تحصل أي قرارات او افادات في اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها، وتأخرت رواتبنا فتأثر وضعنا المعيشي خاصة ونحن من أصحاب الدخل المحدود، وتم نقلنا الى أماكن ليست من اختصاصنا، فلا عدالة في نقل عامل من شركة إنتاجية الى أخرى بغير اختصاصه، حيث تم تشتيتنا على الصناعات الكهربائية، ومعامل الزيوت المعطلة بسبب المنتج التركي والصيني المستورد والمنافس الشرس للمنتج العراقي”.

وشدد الناشط على ضرورة “تغيير التشريعات المتمثلة بالنظام الداخلي لمجالس إدارة الشركات، وانصاف العاملين بإقامة التنظيم النقابي لهم بأسرع وقت، فالنقابة هي الممثل الوحيد للعامل والمدافع عن الشغيلة، وان انتخابات مجلس الإدارة ماهي الا مسرحية صورية أكثر مما هي انتخابية”.

************

الحزب الشيوعي العراقي: ليتوقف هذا التلاعب بمصير الوطن والشعب !

 

أدت قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة، واستمرار التنافس على المقاعد والمصالح، ومقاطعة جلسة البرلمان يوم الاثنين( 7 - 2 - 2022)، بحجة عدم حصول التوافقات المطلوبة، أدت عمليا الى اخلال بالتوقيتات الدستورية، وهو ما يشكل تمسكا من معظم الكتل المتنفذة، رغم ما تعلن من تصريحات ومواقف، بالنهج الفاشل الذي اديرت وفقه البلاد منذ ٢٠٠٥ حتى الان، والذي يعرف القاصي والداني نتائجه. كما يعكس استمرار الطريقة الانتقائية التي تتعامل بها هذه القوى مع الدستور، واستعدادها لانتهاك مواده خدمة لمصالحها، رغم ما يمثله ذلك من تهديد للديمقراطية وتقويض لعملية البناء المؤسسي للدولة.

ويلفت الانتباه ان الحوارات والنقاشات التي تدور بين المتنفذين، لا تخرج عن سياق تفاهماتهم السابقة التي تعطي الأولوية للنفوذ والمواقع والحصص. حيث غابت عن مداولاتهم ومباحثاتهم مشاكل البلد الأساسية، والهموم المعيشية المتفاقمة لأغلب فئات وشرائح الشعب، ولم تقدم هذه القوى المتصارعة أية برامج ملموسة لمعالجتها.

والظاهر حتى الان ان هذه القوى التي تقدم مصالحها على المصلحة العامة، تتناسى واقع انتخابات تشرين الأول ٢٠٢١، وما اسفرت عنه من نتائج، والتي تميزت  بمقاطعة سياسية وشعبية واسعة تجاوزت كثيرا  نسبة الـ ٥٩ في المائة التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، وبالانخفاض الحاد في أعداد المصوتين لجميع الكتل والأحزاب المتنفذة من دون استثناء. وشكل هذا كله مضمون رسالة رفض واضحة للمنظومة الحاكمة ونهجها، وتطلع غالبية العراقيين إلى التغيير الشامل.

 و يبين هذا أيضا إن مجلس النواب الحالي لا يمثل في الواقع إلا ١٨ في المائة من العراقيين، الامر الذي يعكس عمق الهوة  بين الشعب والمنظومة الحاكمة، وانعدام ثقة الناس بقدرة هذه المنظومة  على اعتماد وتطبيق نهج سياسي جديد، قادر على تغيير الواقع الكارثي في جوانب متعددة.

ان ما يحصل هذه الأيام، وبضمنه اطلاق التهديدات والسعي الحثيث الى تحكم البندقية بالقرار السياسي، انما يعزز أجواء الشك والريبة بقدرة هذه المنظومة واقطابها الفاعلين، المتمسكين بنهجها والرافضين لاي مسعى جدي لاصلاح ما جرى تخريبه وما دفع بلدنا سنوات الى الوراء.

ان أوضاع بلدنا تتطلب احترام التوقيتات الدستورية والإسراع في تشكيل حكومة اغلبية سياسية، تتبنى برنامجا ملموسا ذا سقوف زمنية محددة للتنفيذ، ولا تقوم على أساس نهج المحاصصة المكوناتي، وإرضاء هذا الطرف او ذاك، ولا يتم اسناد المهام فيها لاعتبارات غير  الكفاءة والنزاهة والقدرة الفعلية على الإنجاز. ويتوجب ان يستجيب برنامج الحكومة لمطالب الشعب  ولانتفاضته تشرين المجيدة، ولحاجات الناس واولوياتهم ولمعالجة أوضاعهم المعيشية والخدمات العامة ومكافحة الفساد وإصلاح الدولة ومؤسساتها، وتفعيل  مبدأ المواطنة وحصر السلاح بيد الدولة، والتوظيف السليم لموارد البلد  بهدف تحقيق التنمية وتنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني.

وفي هذا الشأن ندعو كل الديمقراطيين والتشرينيين والوطنيين المخلصين لبلدهم واستقراره وأمنه وسيادته ورفاه شعبه، الى مواصلة الضغط السلمي السياسي والجماهيري، لوقف هذا التمادي والتسويف والمماطلة والتلاعب، ولفرض إرادة المواطنين. 

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٨-٢-٢٠٢٢

*-***************

تأجيل دعوى الطعن في «تأديب الزوجة والأطفال»

 

بغداد ـ طريق الشعب

أقدمت المحكمة الاتحادية العليا، امس الأربعاء، على تأجيل الدعوى التي رفعتها رابطة المرأة العراقية، ضد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى يوم 20 من هذا الشهر.

وقالت رئيسة رابطة المرأة العراقية شيمران مروكل لـ”طريق الشعب”، انها أقدمت في 12 كانون الأول من العام الماضي على رفع دعوى طعن بدستورية المادة (41/1) من قانون العقوبات النافذ (رقم 111 لسنة 1969 المعدل)، والتي بموجبها يخول الزوج حق تأديب الزوجة والأطفال”.

وتضيف مروكل ان “المحكمة الاتحادية قررت تأجيل الدعوى الى يوم 20 من هذا الشهر”.

وطالبت رئيسة رابطة المرأة العراقية بـ”دعم إعلامي والضغط من منظمات المجتمع المدني على القضاء لكسب الدعوى. وبالتالي الحد من حالات العنف الاسري الذي تتعرض له المرأة والأطفال تحت تبرير التأديب”.

***********

راصد الطريق.. ارقام مفزعة.. امام الحكومة والقضاء !

 

أعلنت “ مؤسسة بغداد للدفاع عن ضحايا الرأي في العراق “، في بيان اصدرته الثلاثاء الماضي، عن دفن ٤٩١ جثة مجهولة الهوية خلال عامي ٢٠٢٠-٢٠٢١. وأفادت ان ذلك تم على” تسع وجبات بفترات متقاربة .. في مقبرة محمد سكران ببغداد ومقبرة كربلاء ومقبرة وادي السلام بالنجف “.  واضافت ان هذا يعني “ انها دفنت في الفترة التي أعقبت الاحتجاجات الشعبية في العراق “، كاشفة تفاصيل عمليات الدفن بالأرقام والتواريخ والأماكن .

لا يمكن الا الاتفاق مع مطالبة المؤسسة بكشف عائدية الجثث المذكورة، وظروف وفاتها وأماكن العثور عليها. كما ان الحكومة والقضاء مطالبان بتوضيح الأسباب التي جعلت الجهات المعنية تسجل رفاة الضحايا ضمن الجثث مجهولة الهوية!

اخيرا نقول ان الأرقام التي اعلنتها المؤسسة، واستمرار التغييب القسري لاصحاب الرأي، يفرضان اجراء تحقيق عاجل وعادل على ايدي جهات محايدة، الى جانب اطلاق  حملة واسعة للتنديد بهذه الجرائم، ومواصلة الجهود للكشف عن القتلة وآثامهم، وفي المقدمة  ما ارتكبوا من جرائم بحق المنتفضين . 

***************

 

الصفحة الثانية

 

نتائج صادمة لامتحان المعهد القضائي الأعلى

 

بغداد – طريق الشعب

أظهرت نتائج امتحان الكفاءة للمعهد القضائي الأعلى، يوم أمس، نتائج مخيبة لغالبية المشاركين البالغ عددهم 756، والذين لم ينجح منهم سوى 27 فقط.

وذكر مجلس القضاء الأعلى في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “المعهد القضائي حدد خمسة ايام موعدا لإجراء الاختبار الخاص بالمرحلة الثانية من متطلبات القبول في المعهد. وأن الايام المخصصة للامتحان الشفهي ستكون في مقر مجلس القضاء الاعلى للمتقدمين الذين اجتازوا اختبار المرحلة الاولى (امتحان الكفاءة التحريري) للدورة (44) وحسب المواعيد”.

وأظهرت النتائج التي حصلت عليها “طريق الشعب”، للمتقدمين، أرقاما صادمة، حيث لم ينجح من أصل 756 مشاركا سوى 27 شخصا، بنسبة ٢,٨ في المائة. ان هذه النتائج تؤشر حقيقتين بحسب المنعيين، الأولى مفادها أن هناك ضعفا شديدا في مستوى التأهيل الأكاديمي في كليات القانون في الوقت الحاضر، الذي يتزايد فيه عدد الكليات الأهلية. أما الثانية فهي الخلل في إكساب هؤلاء الخريجين خبرة الممارسة الضرورية في الوظائف القانونية ومهنة المحاماة قبل الانتقال إلى مرحلة الإعداد القضائي.

 

***************

كل خميس.. هل نحن في الطريق نحو الفراغ الدستوري؟

 

جاسم الحلفي

 

يكشف الصراع الجاري بين القوى المتنفذة ان الديمقراطية وتبني آلياتها هما آخر ما يخطر على بال المتنفذين. فالسلطة وامتيازاتها هي ما يشغل بال طغمة الحكم، ولا أولوية سواها تحظى باهتمامهم. وشبح اخراجهم من السلطة هو الكابوس الذي يؤرقهم، لذلك لم يجدوا في المواد الدستورية ما يمنع أي انتهاك دستوري يقدمون عليه، ما دام يؤمن لهم البقاء في السلطة. وقد اتضح جليا ان لا توقيتات الدستورية يلتزمون بها، ولا شيء غير السلطة يفكرون به، ولسان حالهم يقول: السلطة السلطة وليأتِ بعدها الطوفان!

انهم لا يكترثون للركود السياسي الذي جروا النظام السياسي اليه، والذي هو نتاج فكرهم المأزوم. وان حالة الاستعصاء السياسي، وإيقاف الإجراءات الدستورية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، وتعطل تشكيل الحكومة المرتقبة، انما هي من منتجات ازمة نظام الحكم، التي عجز نهج المحاصصة عن حلها. وكيف يحلها وهو الذي سببها وتسبب في تفاقمها.

لا عجب في اصرارهم على التوافق والتحاصص، ولا غرابة في رفضهم أية صيغة للحكم غير ما درجت طغمة الحكم عليه. لهذا يفعلون المستحيل كي لا تمرر حكومة الأغلبية،  ولا الاغلبية الوطنية، ويعيقون تمرير حتى حكومة محاصصة تستثني طرفا واحدا منهم!

لقد كانت حكومة الأكثرية مجرد شعار صدعوا الرؤوس به في الحملات الانتخابية. وما ان انتهت الانتخابات حتى اتضح زيف ادعائهم، وبات الكذب والتدليس مكشوفا للجميع. فعادوا يزوّقون خطابهم الطائفي بمسميات مداهنة، مثل الاستحقاقات الانتخابية، والمشاركة، والحفاظ على السلم الأهلي. وكل هذا لاخفاء منهجهم الذي لن يغادروه، منهج المحاصصة المنتج للفساد، والذي سبق لزعمائهم ان اعترفوا بفشله وفشلهم في إدارة الدولة.

ويبدو ان من العبث فتح النقاش مع طغمة الحكم حول المواد الدستورية، المتعلقة بإجراءات انتخاب رئيس الجمهورية وتوقيتاتها الزمنية، وبنصاب جلسات مجلس النواب وقانون انتخابات رئيس الجمهورية وأحكام المحكمة الاتحادية وتفسيراتها، والطعون التي قدمت، والفراغ الدستوري، وان من العبث مناقشتهم في كل ذلك، فهم يطوّعون كل شيء لمصالحهم، ولا يتورعون من استخدام ما يملكون من إمكانيات وعلاقات دولية واقليمية في صراعهم من اجل السلطة والبقاء فيها.

ان علينا ألا ننتظر من طغمة الحكم غير المزيد من الإخفاقات، وسوى استيراد افشل تجارب أنظمة الحكم من مثل الطائفية، بدلا من اعتماد المواطنة واساسا لبناء النظام السياسي. وها هم اليوم يهددون بالثلث المعطل كما هو الحال في لبنان!

لقد سبق لنا القول ان نتائج الانتخابات ستكون كاشفا جديدا لأزمة النظام السياسي، في ما يخص صراع المتنفذين على السلطة، بغض النظر عما حصلت عليه هذه الكتلة او تلك من مقاعد برلمانية. فعدد المقاعد التي يحصلون عليها لا يعني لهم شيئا، زاد ام نقص، فمنهجهم في كل الاحول هو مسك السلطة وعدم مغادرتها.

لهذا لم يكترثوا بتراجع أصواتهم، ولم يهتموا بمغزى مقاطعة ٦٥ في المائة من الناخبين  للتصويت، ولم يتعظوا بدروس انتفاضة بحجم تشرين، وعزم شبابها الذين عرّوا الخطاب الطائفي، وفضحوا فساد المفسدين.

وان من المهم القول ان تشرين لم يكن هبّة وانتهت، فتشرين ثورة وإن لم تكتمل شروط انتصارها، ولعلها بكل صفحات مجدها عبارة عن تمرين لانتفاضة كاملة عاصفة قادمة، تقتلع الفساد من ارض السواد.

 

*************

 

من الجنوب الى الشمال.. احتجاجات مستمرة لأصحاب العقود والخريجين والمحاضرين

 

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن البلاد، خلال الايام الماضية، للتأكيد على المطالب السابقة المتمثلة بتوفير فرص العمل والخدمات وتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

 

 

ميسان

وفي محافظة ميسان، تظاهر العشرات من المواطنين امام مستشفى الزهراوي في شارع دجلة، مطالبين بإقالة المحافظ وقائد الشرطة على خلفية الخروقات الأمنية التي شهدتها المحافظة مؤخرا.

وقال المتظاهر علي قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “الاحزاب المتنفذة تهيمن على المؤسسات الامنية، ما يجعل الاخيرة عاجزة عن اداء مهامها في محاسبة الخارجين عن القوانين وحصر السلاح في يد الدولة”، مشيرا الى ان “مطالب اقالة المحافظ والقيادات الامنية هي نتيجة فشلهم في السيطرة على الاوضاع في المحافظة”.

 

ذي قار

من جانبهم، اقدم العشرات من أهالي قضاء كرمة بني سعيد جنوب محافظة ذي قار، على قطع الجسر الرئيس في القضاء، للمطالبة بتوسعة مشروع إنشاء مستشفى في القضاء من 20 الى 50 سريرا.

واشار المتظاهر عبد معيوف الى ان “القضاء يفتقد ابسط مقومات العيش الكريم، بسبب انعدام الخدمات”، مبينا ان “انشاء مستشفى بسعة 20 سريرا هو استهزاء بأرواح المواطنين، وهدر للمال العام”.

 

المثنى

فيما نظم عدد من المهندسين العاملين في دائرة صحة المثنى، وقفة أمام مبنى الدائرة، احتجاجا على قطع مخصصاتهم الإدارية الخاصة بهم والبالغة 40 في المائة.

وبيّن المتظاهر مرتضى احمد لـ”طريق الشعب”، ان “وزارة الصحة قامت بقطع مخصصاتنا بحجة اننا من الكوادر الساندة وليس الإدارية”، مشيرا الى ان “الإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة تعتبر مخالفة لطبيعة عملهم في دوائر الصحة ومنها الاشتراك في اللجان الإدارية وباقي المفاصل الأخرى”.

 

النجف

الى ذلك، نظم عدد من العمال في بلدية النجف وقفة احتجاجية، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “الوقفة نظمت امام مبنى المديرية للمطالبة بتطبيق القرار، واحتساب مخصصات الزوجية والاطفال”.

 

واسط

في غضون ذلك، اعلنت نقابة المعلمين فرع واسط، عن وقفة احتجاجية الاسبوع القادم لعدم شمولهم في توزيع قطع اراضي سكنية.

وذكرت النقابة في بيان طالعته “طريق الشعب”، انه “بعد اعلان بلدية الكوت توزيع قطع اراض سكنية لكل شرائح الموظفين، واستثناء الكوادر التربوية، وبعد حصول نقابة المعلمين على الموافقات الرسمية، والتي جهدت بها ليلا ونهارا، لم نرَ شمول المعلمين بهذا التوزيع، وهذا يدل على الاستهانة الواضحة”.

واضاف البيان “لذا سوف نقوم بوقفة احتجاجية، الثلاثاء القادم الموافق الخامس عشر من شهر شباط الحالي، واذا لم يتم شمول المعلمين، وحسب الاتفاق مع الحكومة المحلية في واسط، سوف نضطر الى اعتصام مفتوح لنيل حقوقنا”.

في الاثناء، طالب عدد من المتعاقدين في مفوضية الانتخابات بمحافظة واسط، الجهات المعنية بإنهاء تعليق عملهم، وإيجاد صورة حل مناسبة لهم بإعادتهم إلى العمل أو تحويلهم إلى عقود وزارية.

واكد اصحاب العقود خلال وقفة احتجاجية نظمت أمام مبنى المفوضية، أن استمرار إدراج أسمائهم في قوائم المتعاقدين مع المفوضية بالرغم من تعليق عملهم انعكس سلبا عليهم، بسبب منعهم من العمل في المؤسسات الحكومية الأخرى، مشيرين الى ان بقاء أسمائهم في قواعد البيانات كمتعاقدين معلق عملهم يمنعهم من الشمول برواتب الرعاية الاجتماعية، بالرغم من عدم استلامهم لرواتب منذ أشهر.

 

ديالى

وفي محافظة ديالى، نظم العشرات من المزارعين تظاهرة احتجاجية، تنديدا بدمج مصرف المقدادية الزراعي مع مصرف ديالى.

وقال قائممقام المقدادية وكالة، حاتم عبد جواد التميمي، في حديث صحفي، إن “عشرات المزارعين نظموا وقفة احتجاج وسط قضاء المقدادية، ضد قرار دمج مصرف المقدادية الزراعي مع مصرف ديالى ضمن خطة للمصرف الزراعي التعاوني العام بدمج الكثير من فروع المصارف التابعة له”.

وأضاف التميمي، أن “قرار الدمج أضر بـ 13 شعبة زراعية في المقدادية وتوابع قضاء خانقين، وسيخلف أعباء وتبعات سلبية ووخيمة على المزارعين وتعقيد إجراءات الحصول على القروض الزراعية وإنجاز المعاملات الأخرى إلى جانب الأعباء المالية، جراء التنقل من بعقوبة إلى مناطق المقدادية وخانقين وتوابعه الإدارية”.

وأوضح المسؤول المحلي، أن “المزارعين هددوا بالتصعيد والضغط على جميع الجهات المعنية، حتى يتم إلغاء قرار دمج مصرف المقدادية”.

وفي السياق، أغلق العشرات من الخريجين شارع المحافظة، وسط بعقوبة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال المتظاهر محمد الشمري في حديث صحفي، ان “العشرات من خريجي المعاهد التقنية خرجوا في تظاهرة سلمية امام مبنى المحافظة وسط بعقوبة، وقطعوا الشارع العام، مطالبين بحقوقهم المشروعة ورفض اي اعتداء ينال من المعتصمين السلميين”.

واضاف الشمري، ان “التظاهرة تاتي من اجل تاكيد موقفنا السلمي في المطالبة بالحقوق، ورفض اية محاولات ترمي لابعاد سرادقات الاعتصام عن شارع المحافظة، والتأكيد على ان رسالتنا واضحة في المطالبة بالتعيين باعتباره حقا دستوريا وقانونيا، وان التظاهرة تمثل استحقاقا لاكثر من 10 آلاف خريج”.

 

كركوك

وتظاهر العشرات من الخريجين في محافظة كركوك، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المهندسين وخريجي المعاهد تظاهروا لمطالبة شركة نفط الشمال بتعيينهم او التعاقد معهم”، مبيناً أن “المتظاهرين قطعوا طريق المحافظة الجديدة في مدخل كركوك الجنوبي بواسطة الاطارات المشتعلة”.

وأشار إلى أن “هؤلاء الخريجين المتظاهرين خاضوا دورات تدريبية بشركة نفط الشمال على امل تعيينهم او التعاقد معهم، إلا أن ذلك لم يحصل”، لافتاً إلى أنهم نظموا تظاهراتهم منذ العام 2019 بعد دخول نحو الف متدرب في دورات تدريبية تلك داخل الشركة.

 

السليمانية

وشهدت محافظة السليمانية، تظاهرتين احتجاجيتين لاصحاب العقود والمحاضرين في المجان، مطالبين بالالتفات الى معاناتهم والاستجابة لمطالبهم.

وقال ممثل عن المتظاهرين من المحاضرين بالمجان، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش التظاهرة: إن العشرات من المحاضرين المجانيين في السليمانية نظموا تظاهرة أمام مصرف الاقليم، مطالبين بتعيينهم وصرف مستحقاتهم، مبيناً أن المعلمين المجانيين قدموا الكثير للعملية التعليمية في كردستان، وعلى الجهات المعنية الاستماع والاستجابة لمطالبهم.

واضاف أن “مطالبنا هي التعيين على الملاك الحكومي وصرف رواتبنا للأشهر (نيسان، ايار، حزيران للعام الماضي)، والمساواة بين كل المعلمين في العملية التعليمية وكذلك صرف الراتب الشهري في وقته المحدد”، مشدداً على أنه “في حال عدم الاستجابة لمطالبنا سنقاطع قاعات الدراسة”.

كما تظاهر العشرات من موظفي العقود في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمام مكتبها في المحافظة، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال ممثل عن المتظاهرين في مؤتمر صحفي: إن “تظاهرتنا أمام مبنى المفوضية في السليمانية تأتي للمطالبة بحقوقنا”.

وطالب المتظاهرون “المفوضية والجهات المعنية بالتثبيت على الملاك الدائم، أو تحويلهم الى عقود تشغيلية، تنفيذا لقرار رئيس الوزراء الرقم 284 لسنة 2021”.

 

**************

 

 

الصفحة الثالثة

 

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد..  حال التربية والتعليم

 

مازال واقع التربية والتعليم يعاني من إشكاليات عميقة تحول دون تطوره. ولم تشكل التخصيصات المالية لها في موازنة 2021 سوى 7.5 في المائة، اي انها تراجعت حتى بالمقارنة مع عام 2009 عندما بلغت حصتها في الموازنة 8.34 في المائة. وهي نسبة بسيطة بالمقارنة مع ميزانية الدفاع والداخلية، وتكشف على نحو فاضح موقف طغمة المحاصصة والفساد من قطاع التعليم وإصرارها على دفعه إلى مرتبة متدنية في جدول أولوياتها. كما ان الجزء الاعظم من هذه التخصيصات تذهب كأجور ورواتب للكوادر التعليمية والإدارية، أي ما نسبته 92 في المائة. وهذا أثّر بشكل كبير على البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، فضلا عن استقطاب الكفاءات ورصانة المناهج التعليمية، وهذا أدى في مرات عديدة إلى أن يخرج العراق من تصنيفات عالمية معنية بالتعليم العالي.

ومن جانب آخر هناك منحى متسارع في خصخصة التعليم، عبر سلسلة من الإجراءات والتسهيلات التي قدمت للقطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال من أجل تشكيل جامعات وكليات أهلية، بلغ عددها 72 في 2019، فيما توجد 37 جامعة حكومية عدا المعاهد. وتتميز الجامعات الاهلية بارتفاع أجورها وتكاليف الدراسة فيها لتصل أحيانا إلى أكثر من 12 مليون دينار في السنة الواحدة للتخصصات الطبية. وتبنّت وزارة التعليم العالي نهجاً يُعد تمهيدا لخصخصة مؤسسات التعليم الحكومية، حيث أوجدت أشكالاً أخرى إضافة لقناة القبول العام والمسائي، وهي قناة القبول الموازي، ولكن بأجور تقول انها رمزية ولكنها لا تقل كثيرا عن أجور التعليم الأهلي. وبالتالي أصبح التعليم سلعة تخضع لقوانين السوق الحرة والتجارة. لذا يتعين على الدولة الارتقاء بالتعليم الحكومي، وإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية، وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة. 

كما أدت السياسات غير المدروسة، والتي لا ترتبط باحتياجات المجتمع من التخصصات العلمية والانسانية، وهدفها الأساسي هو الربح، إلى قبول طلاب بأعداد هائلة دون مراعاة كيف سيحصلون على وظيفة في سوق العمل، وما هو الاحتياج الفعلي لهم في المجتمع، حتى ان وزارة الصحة اعتذرت عن قبول كل مخرجات التعليم من بعض التخصصات الطبية في مؤسساتها في إحدى السنوات الماضية. 

وتزايدت على نحو واضح مظاهر عدم احترام استقلالية الحرم الجامعي حيث تسعى بعض الجهات السياسية إلى فرض ضوابطها ومعاييرها على حساب استقلالية الجامعة. ومع ان البرلمان قد شرّع قانون الخدمة الجامعية في 2012 الاّ أن الحكومة لم تلتزم بتطبيقه بعد مرور سنتين على تشريعه. وبخصوص اختيار رؤساء الجامعات وعمادات الكليات وكبار الموظفين فيها فإن وباء المحاصصة كان له الدور الحاسم في هذا الأمر.

اما التعليم الابتدائي والثانوي فانه ليس أفضل حالا، حيث اثّرت القرارات المتخبطة لوزارة التربية، المتسرعة وغير المدروسة في أحيان كثيرة، على استقرار المسيرة التعليمية. فمثلا لم تقُد دراسة تقسيم فروع الدراسة الثانوية إلى أدبي وعلمي (احيائي وتطبيقي)، وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، إلى تحسين مستوى مخرجات الثانوية العامة. بل بالعكس أدى ذلك في بعض الأحيان إلى فوضى في القبولات وعدم إنصاف آلاف الطلبة. ومازالت المدارس الابتدائية ذات الدوام الثلاثي والثنائي مستمرة، حيث يصل عدد الطلبة في الصف الواحد أحيانا إلى أكثر من 80 طالبا، خصوصا في المناطق الفقيرة وذات الكثافة السكانية العالية. في حين ما زال عدد ليس بالقليل من الطلبة متواجدين في صفوف من طين او كرفانات جاهزة بسبب عدم إكمال البنايات المدرسية، حيث تشير تصريحات رسمية نيابية الى أن العراق بحاجة إلى أكثر من 15 ألف بناية مدرسية، فضلا عن صيانة وإعادة إعمار المئات منها التي لم تعد صالحة للاستخدام.

وخلص مسح أجرته منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في 2020 إلى أن 75 في المائة فقط من الأطفال في المدارس الابتدائية وأقل من 50 في المائة في المدارس الثانوية، قد أتموا فعليا الدراسة.

لقد فرضت الجائحة عبئاً اضافياً على القطاع التعليمي، حيث أدى تعطيل الدوام في المؤسسات المختلفة والتحول إلى التعليم الالكتروني دون وجود بنية تحتية وكوادر تعليمية مؤهلة، إلى حرمان ملايين التلاميذ من تلقي تعليم بمستوى جيد. وتشير دراسة أجراها المجلس النرويجي للاجئين، الى أنه منذ تفشي جائحة كورونا في شباط 2020، تم إغلاق آلاف المدارس في العراق. وبيّنت أن ذلك أثّر على أكثر من 10 ملايين طفل في أنحاء العراق تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 17 عاما. فيما تشير دراسة لمؤسسة مجتمع مدني محلية إلى ان 83 في المائة من مجموع 6305 أطفال نازحين تركوا بدون تعليم خلال الفترة الماضية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

************

مدارس طينية وشهادات مزورة وتعليم عالٍ متخلف.. مستقبل الأجيال الجديدة في خطر

بغداد ـ طريق الشعب

 

تعاني العملية التعليمية بشقيها المدرسي والجامعي، من تخلف مركب ومتصاعد، قاد الى تبوّء العراق الموقع 123 في مؤشر التنمية البشرية العالمي، محققاً 0.674 نقطة، أي بنسبة 7 في المائة دون المتوسط الدولي. ويبدو ان اسباباً متعددة ومتداخلة، وفي مقدمتها سياسة المحاصصة والإحتكار الحزبي والفساد، تقف وراء هذه المشكلة، دون أن تهتم الحكومات المتعاقبة والطغمة المتنفذة، بالآثار الخطيرة المترتبة على ذلك، أو تسعى لمعالجتها والتخفيف من نتائجها الكارثية.  

 

 

 

نقص حاد في المدارس 

منذ سنوات، تعاني البلاد من نقص مريع في المدارس واكتظاظ الطلبة في الصف الواحد، حيث يصل الحد الأدنى للأبنية المدرسية الى اكثر من 10000 مدرسة.

واشارت مفوضية حقوق الإنسان، على لسان الناطق بإسمها علي البياتي، الى حاجة العراق لأربعة آلاف مدرسة ابتدائية، وثلاثة آلاف مدرسة ثانوية، لمعالجة مشكلة الدوام الثنائي والثلاثي، ما يعني أنّ الحاجة أكبر بكثير من هذا العدد في ظل تزاحم التلاميذ والطلبة في الصف الواحد.

وأشّر البياتي في تصريح سابق أطلعت عليه “طريق الشعب”، وجود 1500 مدرسة ابتدائية و275 مدرسة ثانوية قديمة وآيلة للسقوط، ونحو 820 مدرسة مبنية من الطين أو مقامة في مخيمات أو كرفانات، تفتقر لكل المواصفات المطلوبة لإنجاز العملية التربوية.

وفي محافظة ذي قار، التي استنكر الرأي العام، أخيرا، حادثة افتراش تلاميذ احدى مدارسها العراء لأداء الإمتحانات، يلقي المحافظ باللوم على المسؤولين السابقين، لأن ملف الخلاص من المدارس الطينية، يعتبر من الملفات العالقة؛ حيث احيل مشروع بناء 107 مدارس للتنفيذ عام 2012، ثم توقف التنفيذ عام 2014 بسبب التقشف، ثم احيل المشروع الى شركة منفذة جديدة، بعد فشل السابقة، وهكذا.

 

الأميّة والشهادات المزورة

وأدى الفشل الذي رافق العملیة السیاسیة بعد العام 2003 ، الى زيادة مريعة في اعداد الأميين لا سیما بین صفوف النساء، حيث يشير التربوي محمد علي سلمان في تصريح لـ”طريق الشعب” الى أن هناك تعددا في أشكال الأمية: أمية ابجدية شملت أكثر من 12 مليون عراقي، حسب تقارير الأمم المتحدة، أمية حضارية، تتمثل في الجهل بالمعارف المختلفة لاسيما الحديثة منها، وانتشار ظاهرة الشهادات المزورة. وكمثال عليها الإعلان عن منح جامعة لبنانية 27 ألف شهادة جامعيّة مزوّرة لطلاب عراقيين، بقيمة 5000 دولار للماجستير وضعفها لشهادة الدكتوراه. وهناك مسؤولون في مناصب حساسة كانوا قد تحصلوا عليها.

ويضيف سلمان ان “تسرب الطلبة من المدارس زاد بنسبة 34 في المائة، لأسباب عديدة: اجتماعية واقتصادية وتربوية”.

ويشير الى ان هناك “إهمالا متعمدا لقانون التعلیم الإلزامي، فلم يحاسب أحد حتى الآن على جرائم تزوير الشهادات، لا سيما بين النواب والوزراء”.

وحول اعلان وزارة التربية عن نجاحها في تعليم مليوني أميّ خلال عقد من الزمن، يشير تربويون الى ان التنفیذ الفعال لبرامج مكافحة الأمیة یستلزم تعبئة العاملین في المكافحة وتوفیر الإحتیاجات وتوزیع الإمكانیات بشكل عقلاني ومثمر، وإدارة الحملات بطریقة دیمقراطیة.

ويشدّد التربويون في أحاديثهم لـ”طريق الشعب” على ضرورة “إيجاد برامج وقائية من عودة الأمية، لأن الارتداد من صفوف المتعلمین الى صفوف الأمیین، أكبر الأخطار التي تواجه برامج مكافحة الأمیة. لھذا لا بد من تغییر نظرة المجتمع الى الأمیة، من كونھا حالة مقبولة ومتعایش معھا الى كونھا حالة تخلف حضاري وإجتماعي تضر بالوطن ومستقبله والفرد ودوره على الصعید الشخصي والعام”.

 

جامعيون ولكن..!

وفيما تُحسب العديد من الجامعات العراقية، خارج مؤشرات التطور ومقاييس تقييم المستويات العلمية، أو تحتل بعضها مواقعَ متأخرة في تلك المؤشرات، لافتقادها الشروط الأساسیة المعتمدة في الجامعات العالمیة، يواصل القائمون على التعليم العراقي، ذات السياسة المتخلفة التي تّركز على الكم المعرفي، ولا تشجع على الإبداع في التعليم والتعلم، والتي تحول المؤسسات الجامعية تدريجياً لمؤسسات تجارية للربح الفاحش.

ويشير الأستاذ الجامعي المتقاعد د. جاسم محمد حافظ في تصريح لـ”طريق الشعب” الى ان الطالب “يُدفع للحصول على شهادة علمية بغض النظر عما إذا كانت تناسبه أم لا، ويحمل الشهادة دون أن نعرف ما إذا كان قد تعلم شيئاً أم لا، لاسيما وان هناك وحسب إحصائيات الأمم المتحدة لسنة 2019 وحدها نحو 50 ألف خريج، حصل 2000 منهم فقط على عمل. فيما أكدت احصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لعام 2020 أن هناك 1.6 مليون عاطل جامعي منهم 10 آلاف، من حملة الشهادات العليا”.

ودعا د. حافظ الى “إخراج البلاد من مصيدة الاقتصاد الريعي، الذي لا يوفر عملاً لأكثر من 3 في المائة من عموم العاطلين، وتفعيل القطاعات الانتاجية”.

وأكد على “تشجيع الإبتكار والتفكير النقدي بين الطلبة الجامعيين، وتوسيع أفقهم وتحريرهم من التابوات، وتطوير وتحديث المناهج، والعودة للتعليم المجاني الجاد والمتطور، وانهاء التعليم الخاص، بإعتباره مخالفاً لحقوق المواطن التي نصّ عليها الدستور، وخلق سياسة متناغمة بين القبول في الجامعات وبين حاجة سوق العمل والبرامج التنموية للمهارات والشهادات”.

 

المعدلات والإمتحانات الوزارية

وفي لقاءات أجراها مراسل “طريق الشعب” مع عدد من طلبة السادس الإعدادي، الذين يتهيؤون للامتحانات الوزارية بعد أشهر قليلة، تبين أن نفقات الدروس الخصوصية، تثقل كاهل عوائلهم، لكنهم لا يجدون حلا آخر لاستيعاب المناهج.

ويبرر الطلبة لجوءهم إلى التدريس الخصوصي “بسبب الإهمال في المدارس وعدم توفر البيئة التربوية والتعليمية المناسبة”.

ويشير الطالب مصطفى اسماعيل في هذا السياق الى “غياب المنافسة العادلة عند القبول في الجامعات، لأن القبول لا يعتمد على معدل الدرجات في امتحان البكلوريا فقط، بل هناك اضافات أخرى من جهة، وطلبة يحققون درجات عالية جداً، بطرق لا علاقة لها بمثابرتهم من جهة أخرى”.

***********

المحكمة الاتحادية تؤجل النظر في دعواها الى 20 شباط

رابطة المرأة العراقية تحشّد لطعنها في «تأديب الزوجة والأطفال»

بغداد ـ طريق الشعب

 

أقدمت المحكمة الاتحادية العليا، امس الأربعاء، على تأجيل الدعوى التي رفعتها رابطة المرأة العراقية، ضد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى يوم 20 من هذا الشهر.

وقالت رئيسة رابطة المرأة العراقية شيمران مروكل لـ”طريق الشعب”، انها أقدمت في 12 كانون الأول من العام الماضي على رفع دعوى طعن بدستورية المادة (41/1) من قانون العقوبات النافذ (رقم 111 لسنة 1969 المعدل)، والتي بموجبها يخول الزوج حق تأديب الزوجة والأطفال”.

واضافت مروكل ان المحكمة الاتحادية قررت تأجيل الدعوى الى يوم 20 من هذا الشهر.

 

مطالبة بدعم اعلامي ومنظماتي

وطالبت رئيسة رابطة المرأة العراقية بـ”دعم إعلامي والضغط من منظمات المجتمع المدني على القضاء لكسب الدعوى. وبالتالي الحد من حالات العنف الاسري الذي تتعرض له المرأة والأطفال تحت تبرير التأديب”.

ونوّهت بان “الدستور ينص على عدم جواز تعارض اي قانون مع الحقوق والحريات المثبتة فيه، كما ينص على ان العراقيين متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس، وان لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية، وان تكافؤ الفرص مكفول لجميع العراقيين، وان الاسرة هي اساس المجتمع”.

وأضافت ان “الدستور يشدد أيضا من خلال نصوصه على حماية الدولة للامومة والطفولة، ويقضي في مادته (29/ رابعا) بمنع كل اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع، فضلا عن نصه على ان حرية الانسان وكرامته مصونتان”، منبها الى انه “في مقابل هذا يشكل نص المادة 41/1 من قانون العقوبات غطاء ومبررا قانونيين لتعنيف الزوجات والاطفال والتلاميذ”.

 

تتعارض مع نصوص الدستور

بدوره، افاد وكيل رابطة المرأة العراقية القانوني زهير ضياء الدين بان “دعوى الطعن التي قدمت من قبل الرابطة تستند الى نصوص دستورية منها المادة (2/ج) التي تنص على (لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور)، إضافة الى المادة 14 التي تنص على ان (العراقيين متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق)”.

وقال ضياء الدين لـ”طريق الشعب”، ان “المادة 41/ أولا تتعارض اليوم مع عدد غير قليل من المواد التي اكد عليها دستور جمهورية العراق، منها ما يتعلق بمنع كافة اشكال التعنيف داخل الاسرة والمجتمع والمدرسة”.

 

رسالة الى الحلبوسي

وأضاف ضياء الدين، موجها كلامه الى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قائلا: ان “المادة 130 من دستور جمهورية العراق تنص على ان (تبقى التشريعات النافذة معمولا بها ما لم تلغ او تعدل وفقا لاحكام هذا الدستور)، وهذا يعني ان جميع التشريعات التي صدرت في زمن النظام السابق نافذة ما لم يتم الغاؤها او تعديلها، وبالتالي هناك الكثير من القوانين معمول بها، كانت قد صدرت في زمن النظام السابق، بينما هي لا تنسجم مع المتغيرات، ولا مع النصوص الدستورية، وبالتالي نحن اليوم بحاجة الى موقف موضوعي وتوجيهي إزاء السادة القانونيين في مجلس النواب بالالغاء او تعديل النصوص القانونية التي تتعارض مع الدستور”.

***********

الصفحة الرابعة

 

بغداديون: الفساد والإهمال غيّبا الكورنيشات الترفيهية ضفاف دجلة.. كراجات ومكبات للنفايات!

بغداد ـ طريق الشعب

كان ساحل دجلة الخير ذات يوم قبلة ترفيهية للعوائل التي تبحث عن المناظر الجميلة والاجواء الطيبة، خصوصا في فترة المساء. بينما يشكو المواطنون اليوم من تحول ضفاف النهر الجميلة الى مرتع للنفايات ومرائب للسيارات.

ويطالب مواطنون التقت بهم “طريق الشعب”، الجهات المعنية بـ”تنظيم ساحل النهر وتنظيفه وإزالة الكراجات ومخازن التجار ومحالهم”.

 

دور امني ضعيف

ويقول الشاب حسن علي ان “العوائل هجرت كورنيش الاعظمية، بسبب ظواهر كثيرة، اهمها ان المكان أصبح ملتقى للذين يتعاطون المخدرات، وبسبب انتشار ظاهرة التحرش فيه”.

ولم يعد الشاب حسن يتردد على هذا المكان “بسبب كثرة المشاجرات والنزاعات فيه”، بحسب قوله.

ويوضح علي لـ “طريق الشعب”، ان الكورنيش في الاساس لم يتم تطويره، فهو قد اقتصر على العاب بسيطة، وبعضها غير صالح للاستخدام، لافتا الى ان ارض الكورنيش قد احتضنت في السنوات السابقة الكثير من المهرجانات والفعاليات الترفيهية، وهي الاخرى غائبة اليوم بسبب الاهمال.

وآخر مهرجان شهده الكورنيش كان في العام 2017.

ويؤكد الشاب حسن علي، ان “عودة العوائل الى الكورنيش مرهونة بتنظيفه من المظاهر التي تسيء له، والقضاء على مظاهر التحرش، وتطوير الكورنيش بشكل يواكب الحداثة والبيئة”.

وابدى الشاب استعداده وزملاءه لاعادة تنظيم المهرجانات على الكورنيش في حال جرى تنظيم وضعه وضبطه وتطويره، ليكون قبلة للعوائل البغدادية كما في السابق.

 

متنفس للعوائل

من جانبه، ذكر المواطن سجاد حمزة ان “الكورنيشات والمرافق الترفيهية كانت قبلة للعوائل البغدادية في العقود الماضية، حيث تتوجه اليها الاسر والاهالي من اجل ان يستمتع الاطفال، وللترويح عن النفس”.

وقال المواطن في حديثه لـ”طريق الشعب”: ان “الاهتمام منصب على إنشاء المولات ومدن الألعاب الكبيرة، والمرافق الترفيهية التي يرتادها مواطنون تعد حالتهم المادية تعتبر ميسورة قياسا بذوي الدخل المحدود”.

والان يعتقد حمزة انه يصعب على عائلته أن تذهب الى تلك الاماكن، فيما طالب المعنيين بـ”انشاء أماكن ترفيهية جديدة بمظهر حضاري في جميع مناطق بغداد، لأنها تعد واجهة للبلد وتعكس تحضره، وفي ذات الوقت تكون متنفسا للعوائل”.

 

مسؤولية مشتركة

وفي سوق الصفافير يستذكر المواطن البغدادي محمد سعيد المنذري في حديثه لـ”طريق الشعب”، الكورنيشات التي كان يرتادها واصدقاءه في الاعظمية والكرادة قائلا: ان “ساحل نهر دجلة كان مليئا بالأماكن الترفيهية التي تتوافد عليها العوائل”.

ويتابع قائلا ان “ساحل دجلة على امتداده كان مصدرا للترفيه والراحة النفسية”، لافتا الى انه يتحسر كثيرا “على ما أصبحت عليه أحوال ساحل دجلة، حيث أمسى مكبا للنفايات.

ويوعز المنذري أسباب اهمال الكورنيشات الى “الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة، والقى بظلاله حتى على هذه الأماكن البسيطة، وحتى الموجودة اليوم هي مجرد مساحة صغيرة، يجب ان تتوسع، وتكون أكبر لتستوعب عددا أكبر من الناس”.

ويحمل المنذري الدولة مسؤولية عدم إعادة هذه المتنفسات الى سابق عهدها، مشددا على ضرورة “إلغاء التجاوزات على سواحل دجلة؛ فقرب المدرسة المستنصرية تحول الساحل الى كراج سيارات ومخازن للتجار. وفي الضفة الأخرى من النهر أيضا تحول الساحل الى كراج سيارات”.

 

 

صيدلانيون يكشفون مخاطره.. الكبتاغون.. خطر آخر يهدد الشباب

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

يفسّر تزايد تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب أمرا واحدا: سهولة الحصول عيلها، في ظل عجز المؤسسات الرسمية عن إيجاد حل للظاهرة التي تتفاقم بشكل خطر في العراق. وكي يبدو الأمر منصفا فإن ذلك يحتاج أيضا لتكاتف مجتمعي، ودعم متواصل من المنظمات المدنية المعنية بمكافحة المخدرات. وتنتشر حالياً في البلاد مادة الكبتاغون المخّدرة، الى جانب الحشيشة والكرستال.

ما هو الكبتاغون؟

تقول الصيدلانية أيناس موسى: أن “الكبتاغون هو دواء منشط للجسم والعقل، وهو يتفّعل في الكبد والامعاء، فيتحول الى مادتين، هما ام فيتامين وثيوفلين، وهذه المواد هي المسؤولة عن تنشيط الجسم، وتحفيز المشاعر”.

وأضافت موسى لـ”طريق الشعب”، أن “الاقبال زاد على هذا المخدر في المرحلة الحالية لان أسعاره انخفضت من 700 دولار للغرام الواحد الى 100 دولار، ثم الى 7 الاف دينار فقط”.

وعللت موسى انخفاض السعر: “من المعروف ان في المخدر، مادتين اساسيتين: المادة الفعالة والمادة الساندة غير الفعالة. وكلما زادت نسبة المادة الفعالة في الدواء كلما ارتفع السعر، والعكس صحيح”، في اشارة الى ان ما يروج في العراق هو المخدر الذي يحتوي على المادة غير الفعالة.

وزادت موسى ان “الكبتاغون الموجود في العراق، يحتوي على نسبة قليلة جداً من المادة الفعالة وكمية كبيرة من المواد الساندة، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على الصحة ويسبب الإصابة بالسرطانات السريعة”.

ولفتت إلى أن “المتعاطي يدمن على هذه المادة من ثالث جرعة يأخذها. وفي حال انقطاع المادة عنه، يعاني من الهلوسة والاضطراب في الحواس”، مردفة أن “الاضرار الجانبية للمتعاطي، على المستوى القريب، هي فقدان التركيز وعدم الرغبة بكل الأشياء، وعلى المستوى البعيد، حدوث نقص شديد في كريات الدم البيض، وتدني المناعة ضد الأمراض، والاصابة بفقر الدم”.

 

صفر واحد

وفي السياق ذاته، قال مصدر امني رفض الكشف عن اسمه لـ”طريق الشعب”، ان “التجار والمتعاطين يطلقون على مادة الكبتاغون عبارة صفر ـ واحد”.

وأضاف المصدر أن “ترويج هذا المخدر وتعاطيه يأتي بالمرتبة الثانية بعد الكرستال”، مشيرا الى أنها “مادة أساسية في صناعة الكرستال، وان تجار الكبتاغون هم انفسهم تجار الكرستال”.

وأكد المصدر أن “المواد التي يتم ضبطها عند المتاجرين، بالعادة تكون حبوباً في أكياس، وليست أشرطة”.

وطبقا للمصدر، “تم القاء القبض على 65 متاجرا بهذه المادة خلال الشهر الأول من العام 2022 في منطقة باب الشيخ” وسط العاصمة بغداد.

 

مصادر مختلفة للانتشار

وضمن السياق، قالت رئيسة منظمة (عراق خالِ من المخدرات)، ايناس كريم: ان “الكبتاغون منتشر منذ مدة طويلة، رغم تسليط الضوء عليه الان. فمنذ أيام تحرير الموصل، كانت العصابات الإرهابية تتعاطى هذه المادة بإفراط، لأنها تصنع طاقة عالية جداً”.

وأضافت كريم لـ”طريق الشعب”، أن “الفرق بين مادة الكبتاغون وباقي المواد التي تسبب الادمان، هو ان جزءا من مروجي هذه المادة هم بعض أصحاب المذاخر والصيدليات، وهذا سبب اخر لانتشاره”.

وأكدت أن “سعر الشريط في الصيدليات يتراوح بين 10 الى 30 الف دينار”، مشيرةً إلى أن “بعض الصيدليات والمذاخر التي تبيع المواد للمتعاطين ترفع سعره اكثر، بخاصة وان المتعاطي يحتاج الى حبة واحدة باليوم”.

وأشارت إلى أن “الكبتاغون يبقى في جسم المتعاطي مدة أطول من الكرستال، تتجاوز السنة الكاملة”، مؤكدةً أن “الشخص المتعاطي لها يحتاج شهرا واحدا، قبل ان يتحول الى مدمن”.

وذكرت كريم أن “علاج المتعاطين على الكبتاغون يختلف عن المتعاطين لمواد الحشيشة والكرستال، لأنهم يشفون بفترات علاج اطول”.

وأردفت أن “المدمن يحتاج سبعة أشهر للتعافي من حالة الإدمان، رغم توقف المسألة على مدى استعداده للخلاص من حالة الإدمان”.

 

 

عمال وزارة الصناعة يرفضون تكميم الأفواه .. سماسرة الفساد يعطلون تشغيل المصانع

بغداد - محمد التميمي

 

الى ذلك، لخّص غالب كاظم وهو معاون مدير فني وناشط عمالي أيضا لـ”طريق الشعب”، أسباب النقل قائلا: “تم نقلنا لأننا طالبنا بحقوق العمال، وعزل الإدارات الفاسدة التي دمرت مصانعنا وباعتها، باسم الاستثمار الفاشل والتعاقد مع شركات غير رصينة، وبسبب اعتراضنا على توزيع الأراضي لحاشيات المتنفذين في الشركة خارج الضوابط. ومن اهم الاسباب أننا طالبنا بتشغيل المصانع المتوقفة وتوفير فرص العمل للشباب العاطلين، ولأننا كشفنا الفاسدين وطالبنا بفتح ملفات الفساد”.

 

تهديد بالتصفية

ويسترسل في حديثه: “تم نقلي من الشركة العامة للنسيج والجلود، الى الشركة العامة للصناعات الغذائية، وتم تهديدنا حتى بالتصفية الجسدية، وهناك رسائل تصلنا باستمرار عبر الهاتف، والمسؤول عن ذلك هم سماسرة الفساد في شركاتنا، المسيطرين على قرار العامل وعلى تشغيل المصانع المتوقفة”.

وبحسب كاظم فان وزير الصناعة كان قد افتتح مصنعا بكلفة 14 مليارا في العام 2018، وكانت فيه عقود انتاجية غريبة، تعطي المصنع استثماراً للقطاع الخاص بنسبة 95 بالمائة للمستثمر، و5 بالمائة للشركة”.

وأكد ان “اغلب هؤلاء المستثمرين، تابعون لمكاتب اقتصادية خاصة بقوى سياسية متنفذة. وعندما تحدثنا عن تشغيل مصانعنا وخطوطنا الإنتاجية لدعم المنتج المحلي، قوبلنا بالتهميش والاقصاء وبالمجالس التحقيقية والعقوبات التي تطال كل من يتحدث بإصلاح الصناعة”.

وطالب العامل وزير الصناعة، بالتدخل وإيقاف الظلم الذي تتعرض له الطبقة العاملة والناشطين العماليين، وتشغيل المصانع المتوقفة منذ عشر سنوات، وفتح آلية جديدة لتسويق الإنتاج المتراكم في المخازن، ومفاتحة الجهات ذات العلاقة في الوزارة لاستلام ودعم المنتج العراقي.

 

عقوبة غير قانونية

وعلى صعيد ذي صلة، قال الناشط العمالي ماجد حمادي حسن، وهو عضو مجلس إدارة وممثل منتسبين منتخب لـ “طريق الشعب”، “تم نقلي منذ حوالي شهر ونصف بسبب رفضي لتوقيع قرارات مجلس الإدارة لبيع مصنع القطنية، حيث أرادوا إعطاء معمل أكياس بلاستيكية الى مستثمر إماراتي، فامتنعت عن التوقيع”.

ويعتبر حمادي إجراء نقل المعامل وسحبها من الوسط والجنوب الى الموصل “قراراً خاطئاً”، مشيرا الى انه “من غير المعقول حصر الصناعة بالمناطق الشمالية فقط”.

ويتساءل: “ما الغاية من هذا القرار؟”، مؤكدا انه كعضو مجلس إدارة “حاولت إيقاف افات الفساد بالمجلس ورئيسه، وهم بدورهم قاموا بنقلي مع ستة موظفين الى خارج الشركة، بصورة مخالفة للقانون، لان العضو المنتخب لا يجوز نقله لأنه يمثل الموظفين”.

 

ادانة للفساد

وأضاف “نتظاهر اليوم امام باب الوزارة من اجل إيصال صوتنا، كما اتجهنا للطرق القانونية وسلمنا الملفات التي تدين الفاسدين الى نواب بالبرلمان والوزارة نفسها قبل شهر ولم يتم اتخاذ أي اجراء او تحقيق”.

وأشار حمادي في حديثه الى انه لا يوجد مسوغ قانوني لمعاقبتهم” فلا خطأ اداري صدر منا او شبهات فساد تحوم حولنا، وما يجري هو تلفيق وظلم بحقنا، ونطالب بإرجاعنا الى دوائرنا”.

واكد الناشط ان هذه الإجراءات تحدث في شركات أخرى أيضاً: “ففي شركة  البان أبو غريب تم نقل ناشطين عماليين قبل ستة أشهر، بسبب كشفهم لملفات فساد، ولأننا خرجنا بتظاهرات في حينها للضغط، أعادوهم الى العمل”.

****************************************

 

الصفحة الخامسة

 

مطالبات بـ”قرارات حازمة” للحد منها.. النزاعات العشائرية تقلق السلم الأهلي في العراق

 

متابعة – طريق الشعب

حذّر مسؤولون عراقيون من خطورة تنامي النزاعات العشائرية في بعض المحافظات، والتي تتسبب بشكل مستمر في سقوط ضحايا. وفيما أكدوا أن تلك النزاعات باتت تقلق السلم الأهلي، طالبوا بـ “قرارات حازمة” للحد منها.  وشهد قضاء قلعة صالح في محافظة ميسان، نهاية الأسبوع الماضي، تجدد نزاع عشائري مسلح بين قبيلتين، كان متوقفا منذ نحو 15 عاما. وعلى إثر ذلك نفذت القوات الأمنية خطة انتشار في القضاء، وفرضت حظرا للتجوال، واعتقلت عددا من المشاركين في النزاع. وبحسب ما صرّح به قائم مقام القضاء علي المحمداوي لوكالات أنباء، فإن “الاجهزة الامنية تواجه صعوبة بفرض السيطرة على النزاعات العشائرية، نظرا لتلقيها أوامر عليا تقضي بأن من يقتل عنصرا عشائريا خارجا عن القانون، يتحمل مسؤوليته. لذا يتوجب فرض السيطرة دون استخدام السلاح”.  وفي محافظة ذي قار شهدت مدينة سوق الشيوخ قبل أسابيع نزاعاً مسلحاً بين قبيلتين، دام نحو 5 ساعات، وانتهى بمقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 30 آخرين. ونشب النزاع إثر طلاق زوجين ينتمي كل منهما إلى إحدى القبيلتين. وقد اعتقلت القوات الأمنية عددا من أفراد القبيلتين بعد انتهاء الاشتباكات المسلحة.

ونُقل عن مصادر أمنية في سوق الشيوخ أن “النزاعات العشائرية لم تنته رغم حملات اعتقال أفراد من العشائر، التي لا تزال تؤمن بأخذ الثأر والاعتداء على الآخرين. وقد بلغ عدد المعتقلين في ذي قار وحدها بتهم النزاعات المسلحة، نحو 280 شخصاً منذ مطلع عام 2020، لكن عادة ما يتم التدخل من قبل مسؤولين ووجهاء في المدينة للإفراج عنهم، بضمان عدم مشاركتهم في أي نزاع مستقبلا”.

وأضافت المصادر الأمنية، أن “نزاع سوق الشيوخ الأخير، تسبب في إرباك الوضع الأمني نحو 5 ساعات، ولم يتوقف رغم النداءات الأمنية والدعوات من المساجد إلى التهدئة”، موضحة أن “النزاعات العشائرية باتت تمثل إرهاباً مجتمعياً، ما يتطلب تقوية الأجهزة الأمنية وحماية أفرادها، ليتمكنوا من مواجهة تلك النزاعات”.

 

عودة بعد تراجع

وكانت النزاعات العشائرية قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال فترة الحظر الصحي، لكن ناشطين من مدن جنوبية أكدوا عودتها، مشيرين في أحاديث صحفية، إلى أن بعضها لا يتم نقله عبر الإعلام.

وقال الناشط المدني من ذي قار علي الحمداني، ان “الدكة العشائرية تراجعت كثيراً خلال فترة الحظر الوقائي، لكنها عادت حالياً وتحدث بشكلٍ أسبوعي في مناطق متفرقة من المحافظة، وبقية المحافظات”، مبيناً أن “ضعف القوات الأمنية وخشيتها من التدخل، إضافة إلى التدخلات السياسية للإفراج عن المتورطين، هما من أسباب استمرار النزاعات العشائرية”.

وكان العراق قد عدّ في وقتٍ سابق “الدكّات العشائرية” من الجرائم الإرهابية. وشدد على ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم - حسب ما جاء في بيان لمجلس القضاء الأعلى.

 

عناصر الأمن مهددة!

من جهته، يذكر المسؤول في قيادة عمليات ذي قار، شاهر الشمرتي، أن “القوات الأمنية تواصل ملاحقة المتسببين في أحداث الشغب وتهديد السلم الأهلي،واعتقالهم ومحاسبتهم وفق القانون، لكن هناك تجاوزات تحدث من قبل بعض المحسوبين على العشائر، تنال من عناصر الأمن الذين ينفذون القانون”.

ويلفت الشمرتي في تصريح صحفي، إلى أن “بعض المحسوبين على العشائر يحذرون القوات الأمنية من التدخل، وإلا فإنهم سيعتبرون أي عنصر أمني شريكا في النزاع وقد تتم تصفيته أو استهداف منزله”، مؤكداً أن “هناك عشائر في الجنوب تمتلك أسلحة ثقيلة، مثل مدافع الهاون، وقد حدث أن استخدمت هذا النوع من الأسلحة في صراعاتها”.

 

أسلحة مرخّصة وطائرات مسيّرة!

علي البدري، وهو من وجهاء وشيوخ مدن الجنوب، يشير إلى أن “ذي قار وميسان والبصرة من أكثر المحافظات التي تسجل نزاعات عشائرية”، مبينا في حديث صحفي، أن “هذه النزاعات يذهب ضحيتها العشرات، سواءً من المشتركين فيها أم من الأبرياء الذين لا ذنب لهم”. ويعتبر البدري أن “معظم الجهود التي قامت بها لجان المصالحة بين العشائر، لم تصل إلى نتيجة، بسبب وجود مستفيدين من هذه النزاعات”. فيما يؤكد أن “معظم السلاح المتوفر لدى العشائر مرخص من الدولة. وهو تابع لمنتسبين في الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي، وقليل منه خارج إطار الدولة”. وكان مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر، محمد الزيداوي، قد ذكر في حديث صحفي أنّ “نزاعاً عشائريا وقع في منطقة الكرمة، شهد تطورات جديدة تمثلت في استخدام الطائرات المسيَّرة لتصوير الأهداف وتحديدها، ومن ثم ضربها”، لافتا إلى أنّ “العشائر المتنازعة أطلقت صواريخ متعددة الأنواع ومختلفة المديات”.

 

****************

 

أگـول.. “العرس” ولا مراجعة دائرة المرور!

 

 

سلام القريني

 

وانأ اقلب مستمسكاتي الرسمية، وجدت أن رخصة قيادة السيارة منتهية الصلاحية. فسارعت في اليوم التالي إلى التوجه لأحد المكاتب التي توزع استمارة تجديد الرخصة.. حصلت على واحدة مع فايل، مقابل 3 آلاف دينار. ثم ذهبت إلى اللجنة الطبية المعنية الواقعة في مركز مدينة كربلاء، فأجريت الفحص حسب الأصول، ودفعت رسما قدره 25 ألف دينار.

 بعد يومين، توجهت إلى مديرية المرور في المحافظة، وهذه تقع على “طريق الحج” البري وسط الصحراء. وصلت، فأبلغوني بتأجيل المراجعة بسبب وجود خلل الكتروني في منظومة الدائرة. فعدت وانتظرت عشرة أيام لحين عودة “الاشارة الالكترونية”.

وصلت الدائرة هذه المرة عند الساعة التاسعة صباحا، وهنا انطلق ماراثون المراجعة!

طابور أمام قسم سحب أضابير اللجنة الطبية، طوابير أخرى أمام قسم البصمة، وقسم الحاسوب، وعند باب ضابط التدقيق وأمام قسم دفع الرسوم!

وبعد تجاوزي الطابور الأخير، طلبوا مني دفع مبلغ تجديد رخصة القيادة لفئة (الخصوصي)، وقدره 59 ألف دينار.

سألت الجابي: لماذا كل هذا المبلغ؟

أجابني موضحا: عليك دفع غرامة عن تأخر التجديد قدرها 14 ألف دينار، وأجر الطباعة البالغ 5 آلاف دينار، ورسم تجديد لمدة عشر سنوات قدره 40 ألف دينار. إذن المجموع يكون 59 ألفا! 

فعدت وقلت: هل من الانصاف أن أدفع غرامة عن تأخير تم بسبب توقف إشارتكم الالكترونية!؟

على العموم، تقبلت الأمر، فلم يبق أمامي سوى انتظار طباعة رخصة القيادة، وهذه تتطلب الوقوف في طابور يبدأ عند الساعة الواحدة ظهرا.

وفي ختام هذه الجولة المنهكة، رجعت إلى منزلي عند الساعة الرابعة عصرا، وهنا تذكرت مثلا يردده أهلنا في البصرة، يقول: “الموت ولا العرس”، وأنا أقول اليوم: “العرس ولا مراجعة دائرة المرور”!

 

 

****************

 

مواساة

 

 

 

*نعزي لجنة الرقابة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق إبراهيم فاضل الجبوري (أبو سجى) بوفاة ابن عمه عدي سلمان إبراهيم.

 للفقيد عاطر الذكر ولرفيقنا أبو سجى والعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، بمزيد من الحزن والاسى، الرفيقة ليلى عجه (ام احمد) بوفاة عمها الفقيد نعيم (ابو علي).

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

* بمزيد من الحزن والاسى، تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق ابراهيم الشفتاوي بوفاة عمته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.

*هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي تقدم التعازي والمواساة لصديقي الحزب الشاعرين رضا زكي وعبد الامير زكي،  وذلك بوفاة والدتهما.

 الذكر الطيب دوما للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة.

***************

 

الصفحة السادسة

 

نسب متدنية.. ودعوات متصاعدة لتمكينهن.. النساء يقتحمن قطاعات مختلفة

ويصارعن من أجل فرص عمل

 

بغداد ـ طريق الشعب

تصارع النساء للحصول على فرص عمل أصبحت شحيحة، في ظل حكومات توفر فرص عمل للذكور اكثر من الاناث. بينما تشكل الأعراف الاجتماعية والظروف غير الملائمة للعاملات عائقاً أول أمامهن في ممارسة المهن.

 

ووفقاً لإحصائيات وزارة التخطيط، تشكل الاناث نسبة 49 في المائة من عدد السكان الكلي، بينما تبلغ نسبة الذكور 51 في المائة.

غير أن بيانات الوزارة ذاتها، تؤكد أن عدد الموظفين الكلي في مؤسسات الدولة دائماً ما يشكل ضعف عدد النساء، حتى في الرئاسات الثلاث والهيئات المستقلة، والوزارات ذات الطابع المدني والخدمي، ومؤسسات المحافظات وامانة بغداد.

واللافت للانتباه أن عدد النساء العاملات في البنك المركزي سجل تفوقاً كبيراً على عدد الذكور، ويبلغ عدد الموظفين الكلي في البنك 2089، منهم 655 رجلا موظفا، فيما يبلغ عدد النساء 1434موظفة. فيما سجلت النساء تفوقاً طفيفا في وزارة المالية.

وزارة التخطيط، قالت قبل يومين، في بيان صادر عنها: ان نسبة مساهمة النساء في المؤسسات الصغيرة والصغرى والمتوسطة، لاتزال ضئيلة جداً ولا تزيد على 5 في المائة، مقارنة بنسبة مساهمة الرجال، الأمر الذي يستدعي، توجيه مسارات الدعم لشريحة النساء في هذا المجال.

الوزارة هنا تتحدث عن مؤسسات القطاع الخاص

 

قيود وعراقيل 

وقالت رئيس جمعية الآمل العراقية، هناء ادور لـ”طريق الشعب”: إن “مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية في زمن النظام السابق لم تتجاوز نسبة الـ 14 في المائة، من مجموع القوى العاملة، وهذه القضية محكومة بظروف متنوعة منها الوضع الاقتصادي العام للبلد والعادات والتقاليد، فضلاً عن استحواذ الرجال على فرص العمل الموجودة في البلاد”.

وأضافت أن “العمل توسع للمرأة في زمن الحرب العراقية الإيرانية، حيث استطاعت ان تكون في الواجهة، ما دفع النظام السابق للاعتماد على المرأة في بعض المواقع الوظيفية في القطاع العام”.

وأوضحت أدور أنه “رغم التماسنا وجود واضح للمرأة في عدد من المؤسسات الحكومية إلا أننا صدمنا في مرات كثيرة بإعلانات حكومية تحدد الوظائف بجنس الذكور فقط”.

وأشارت إلى أن “دور الحضانة في القطاع العام أصبحت متدنية المستوى، ما يعني ان أتاحت المجال للمرأة من أجل ممارسة عملها ما يزال مقيدا”.

وأكدت أن “غياب الدعم لوجود المرأة في ميادين العمل المختلفة، قلّل نسبة حضورها في المشاريع الصغيرة والمتوسطة”، لافتةً إلى أن “فرص الخريجات بالعمل خارج حدود العاصمة ما تزال شحيحة جداً، في القطاعين الخاص والعام”.

وأردفت بقولها أن “دائرة الرعاية الاجتماعية همها الوحيد توفير الرواتب رغم ان برنامجها يركز على ضرورة تأهيل المرأة واعطائها فرصا للعمل، غير ان المخصصات في ميزانية الدولة لا يوجد فيها إلا الشيء القليل لتمكين المرأة”.

وذكرت أدور أن “كل المشاريع الحكومية اتجهت الى تمكين المرأة في مهن الحلاقة والخياطة، في وقت نحن نرصد ان النساء بدأن يدخلن سوق العمل في مهن مختلفة”، داعية “الحكومة إلى تمكين النساء في مجالات أخرى غير تقليدية خصوصاً في الميادين الصناعة”.

 

الأعراف الاجتماعية

من جهتها، قالت الباحثة الناشطة النسوية، ريم غسان، أن “الاعراف الاجتماعية هي العامل الرئيسي وراء هذه النسب المتدنية والان بدأ يزداد رفض الاختلاط بين الذكور والاناث بالعمل من قبل فئات بالمجتمع، فهذه الأعراف تجبر النساء على العمل في قطاعات محدودة مثل التعليم والصحة”.

وأضافت غسان لـ”طريق الشعب”، أن “ضعف التعليم الجامعي للإناث قلل من حظوظها بالحصول على وظيفة حكومية او أهلية، فضلاً عن ذلك فإن الحكومة لا تراعي ظروف النساء العاملات في مختلف الميادين فهي لا توفر دور حضانة للأطفال، لذا فالنساء مضطرة الى وضع اطفالهن في دور حضانة أهلية مقابل أجور مالية تثقل كاهل النساء اقتصادياً”.

ورأت أن “هناك وظائف واعمالا لا تتطلب تحصيلا دراسيا، وانما تحتاج الى مهارات وخبرات، وبالوقت الذي تعاني فيه النساء من استقلالية القرار، اصبح من الصعب تطوير مهاراتهن، ورغم ذلك نجد ان الكثير من النساء طورن مهاراتهن من خلال استخدام الانترنيت”.

 

 

***************

 

 

مواطنون يعزفون عنه بعد تجارب سيئة.. من يحمي المواطن من غش التسوق الالكتروني؟

 

 

عامر عبود الشيخ علي

 

انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة قيام الشركات ببيع البضائع عبر مواقع شبكة التواصل الاجتماعي (التسوق الالكتروني)، حيث تباع من خلالها سلع مختلفة، كالاجهزة الكهربائية والملابس والمواد الغذائية والمواد الانشائية وحتى الحيوانات الاليفة.

وعلى الرغم من وجود شركات رصينة ومعروفة تتولى ترويج تلك المنتجات، وقع الكثير من المواطنين ضحية غش الشركات الوهمية وخداعها.

مراسل “طريق الشعب”، كان قد التقى عددا من المواطنين ممن مروا بتلك التجربة السيئة، فأغلب هؤلاء لم تكن لديهم اية مشكلة في الثقة بالآخرين، الامر الذي جعلهم يواجهون متاعب كثيرة.

 

بضاعة مختلفة

يقول المواطن أيسر عامر لـ”طريق الشعب”: “وانا اقلب صفحتي الشخصية على الانترنيت، ظهر إعلان ممول باسم شركة معينة، تبيع طرداً مغلقاً، يحوي سلعا من شركات إماراتية. كما يحتوي هذا المغلف على جهاز كهربائي وموبايل وعطور، وبسعر عشرين ألف دينار والتوصيل مجاني! فأرسلت لهم على الفور طلباً للشراء”.

ويضيف عامر “عندما وصل الطرد ودفعت المبلغ وجدت ان ما يحتويه مختلف تماماً عما تم عرضه، فقد احتوى الصندوق على معطر سيارة وسماعة وسلك شاحن موبايل وعلبة صغيرة لحفظ المواد الغذائية. كل هذه الأشياء لا تتجاوز قيمها عشرة آلاف دينار” حسب تقديره.

وهذه هي المرة الثانية التي يقع فيها أيسر ضحية لبيجات النصب والاحتيال: “طلبت في وقت سابق عبر الإنترنيت أيضا، شراء قميص بمواصفات معينة، الا انه وصل بشكل مختلف جدا ورديء، وقد رفضت حينها استلامه، لكني خسرت مبلغ التوصيل، خمسة آلاف دينار.”

 

شركات بلا عنوان

فيما تقول المواطنة سهى سالم، “لم تكن تستهويني فكرة التسوق الإلكتروني، الا ان الظروف الصحية السابقة وتفشي وباء كورونا وخوفي من التجمعات في الأسواق، دفعني للاعتماد على هذا الشكل من التسوق لتلبية حاجاتنا، بخاصة الملابس، الا اني وقعت ضحية بعض هذه المنشورات، لاعتقادي بان أسعارهم اقل من اسعار المحال ومن ماركات عالمية، لكن اتضح ان أسعارهم اغلى ونوعياتهم رديئة على الأغلب”.

وتؤكد المواطنة أنه “منذ ذلك الحين لم اعد اتعامل مع تلك البيجات الوهمية غير المعروفة، والتي لا تضع أي عنوان لمكانها، وصرتُ اتعامل فقط مع الشركات الرصينة والمعروفة، واقوم بطلب البضاعة من خلالهم، لتصلني الى المنزل دون عناء وتعب”.

 

متعة التسوق المباشر

وللمواطنة رسل علي رأي اخر فهي تقول “لا اتعامل مع ما يسمى بالتسوق الالكتروني، لانني احب ان ارتاد الاسواق، واجد متعتي في معاينة السلعة والبحث عنها في اكثر من محل، وكذلك في التعامل مع صاحب المحل لتخفيض سعرها، اضافة الى ذلك فان التسوق هو سبب ومبرر للخروج من المنزل”.

لكن رسل كانت قد اتخذت قرار الابتعاد عن التسوق الالكتروني إثر طلبها جهازا كهربائيا من احد البيجات في مواقع التواصل الاجتماعي: “عندما استلمت الجهاز، ظهر انه لا يعمل، وعند الاتصال بالشركة عبر الرسائل في الماسنجر لابلاغهم بعطل الجهاز، ارسلوا لي رسالة بانهم سوف يرسلون لي جهازاً اخر، ومر اكثر من عام، ولم يتم تغيير الجهاز”.

 

تجارة بلا قانون

وعن الحماية القانونية للمواطن من الوقوع في فخ التسوق الالكتروني، يشير المحامي مهند الكاظمي الى انه “ليس لدينا قانون ينظم التجارة عبر الانترنيت ويحمي المستهلك من الغش والتدليس؛ اذ جاء قانون التجارة العراقي رقم 30 لسنة 1984 خاليا من اي نص وكذلك قانون الشركات”.

ويستدرك الكاظمي ليقول “من الممكن اقامة شكوى لمن تعرض للغش والتدليس في البضاعة وفق قانون العقوبات العراقي رقم 11 لسنة 1969، حيث ان قانون العقوبات قد عالج الجرائم المتعلقة بالتجارة من المادة 465 الى 467، وأن المادة 467 تقضي بتجريم كل من غش متعاقدا معه في حقيقة بضاعة او طبيعتها او صفاتها الجوهرية، او العناصر الداخلة في تركيبها او نوع البضاعة او مصدرها في الاحوال التي يعتبر فيها ذلك سببا أساسيا في التعاقد، او كان الغش في عدد البضاعة او مقدارها او مقياسها او كيلها او وزنها او طاقتها او كان في ذاتية البضاعة إذا كان سالم منها غير ما تم التعاقد عليه”.

ويضيف “من ناحية كيفية الوصول لمن غش او دلس في البضاعة فإن السلطات التحقيقية لديها مهارتها بالايقاع والوصول الى المجرم. ولضمان حق المستهلك اذا تعرض للغش في البضاعة، يمكن اقامة دعوى امام المحاكم المدنية بالتعويض عن فوات المنفعة من البضاعة نتيجة للغش والتدليس بعد صدور حكم على المتهم بذلك”.

 

 

**************

 

 

رفعُها يكلف 500 الف دولار يوميا.. وفرزُها يوفر مليون دولار.. النفايات تملأ الفراغات في العاصمة  وعروض الاستثمار تنتظر الموافقة

 

بغداد – طريق الشعب

تشهد العاصمة مشاكل كبيرة على مستوى تقديم الخدمات، وتوفير مستلزمات العيش الكريم؛ ففي مقابل الزيادة المتسارعة في أعداد السكان، هناك بنى تحتية متهالكة لم يجر تأهليها منذ عقود، فيما وصل الأمر الى أن مناظر تلال النفايات يمكن مشاهدتها في كل مكان، وهذا واحد من أبرز مواطن الفشل والمظاهر المعيبة.

 

ملف مهمش

وقامت أمانة بغداد بين أعوام 2011 و 2014 بإنشاء عدد من محطات كبس النفايات في الكرخ والرصافة لغرض استقبال 4 آلاف طن بغية التهيئة لإنشاء معامل التدوير والاستفادة من مخرجات هذه العملية، وتخليص بغداد من أطنان النفايات المنتشرة، لكن الملف أهمل بعد احتلال داعش للموصل، وانخفاض أسعار النفط. لكن مختصين يقولون أن السبب الأبرز “هو عدم الجدية في تأسيس هذا المشروع”.

ويقول الخبير الاقتصادي، عماد تويج، إن الحكومة “تلقّت عروضاً استثمارية من شركات أجنبية عدة لمعالجة ملف النفايات، من خلال إنشاء محطات لتدويرها واستغلالها في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، لإنقاذ البلاد من النفايات وما تشكله من مخاطر على تلوث البيئة، وفي نفس الوقت تساهم في حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. وعلى الرغم من حاجة العراق الماسة لمعالجة ملف النفايات واستغلالها في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، فضلا عن حاجته الملحّة للطاقة الكهربائية التي استنزفت موازناته منذ عام 2003، إلا أن هذه المشاريع ما زالت تواجه عقبات كبيرة تعرقل تنفيذها”.

ويوضح تويج لـ”طريق الشعب”، إن “شركات عديدة قدمت مقترحات لإنشاء محطات لتدوير النفايات في بغداد من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أن هذه الشركات اقترحت بأن يكون فرز النفايات من قبل الأهالي، كما هو الحال في الدول المتقدمة لكن لا يمكن نجاح هذه الفكرة، كون أغلب الأهالي لا يتمتعون بثقافة لفرز النفايات”.

وأضاف أن “معظم الشركات قدمت أفكاراً لإنشاء محطات حضارية داخل بغداد، لتخليص العراق من النفايات المكدسة، إضافة إلى تشغيل الكثير من الأيدي العاملة”، لافتا إلى أن “مشروع استثمار النفايات سيذهب باتجاهين: إمام استثمار النفايات في مجال الطاقة لكهربائية ومن ثم بيعها إلى وزارة الكهرباء بأسعار أقل من تلك التي يتم استيرادها من دول الجوار، أو يذهب باتجاه تصنيف النفايات من قبل المستثمر وبيعها كمواد أولية تدخل في المجال الصناعي”.

وعلى الرغم من التأكيدات الكثيرة بشأن اقتراب العراق من انجاز هكذا مشاريع، لكن شيئا فعليا لم يحصل على أرض الواقع.

 

النفايات.. ثروة

وأفاد مصدر مطلع داخل أمانة العاصمة بأن معدل طرح النفايات قد ازداد بمعدل ضعفين ووصل إلى قرابة 10 ألاف طن يومياً خلال عام 2020.

وأكد المصدر لـ”طريق الشعب”، أن “الكميات المتوفرة من النفايات تعد ثروة كبيرة في مجال الاستفادة منها في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية إذا ما أحسن التخطيط والتعامل معها فنياً وبيئياً. ولهذه الأسباب راحت أمانة بغداد إلى اتخاذ خطوة مهمة وهي البدء في إحالة الملف إلى الاستثمار عبر شركات قد تكون عراقية أو أجنبية بهدف التخلص من النفايات وتحويلها إلى مورد اقتصادي مهم للدولة وقامت بتهيئة الأرض لتنفيذ المشروع في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، وستقع معامل التدوير التي ستُنشأ خارج التصميم الأساسي للعاصمة بغداد”.

وزاد أن “كمية النفايات في العراق ارتفعت بمختلف أنواعها لتصل إلى أكثر من 10 آلاف طن يوميا، ما يعادل أضعاف ما كانت ترفعه كوادر البلديات قبل 17 سنة، لتمثل معضلة كبيرة لم يتم إيجاد حلول لها بشكل جذري”، مضيفا أن “كلفة رفع هذه الكمية تصل إلى نحو 500 ألف دولار يومياً من أجور عمال وسواق واليات ووقود وصيانة”.

وواصل المصدر حديثه أن “هذه النفايات ذات قيمة عالية، إذ يبلغ معدل سعر الطن الواحد حوالي 200 دولار، وهذه يعني إمكانية تحقيق عائدات يومية تقارب 1 مليون دولار من خلال الفرز، وبيع المواد المفروزة خام بدون إعادة تدويرها. أما مع التدوير فان الرقم يتضاعف”.

 

شركات منافسة

وفي تصريح سابق، ذكر عضو لجنة الطاقة في الدورة النيابية السابقة، امجد العقابي، إن “هناك عروضا استثمارية من قبل عدد من الشركات التي جاءت تحمل تصاميم أساسية لشكل وطبيعة تلك المعامل المختصة بتدوير النفايات، والتي تمتاز بكونها صديقة للبيئة، ولكن هناك بعض المتعلقات التي لم تحسم بعد، حتى نشرع بذلك الأمر”.

وقال العقابي أن “هذه الشركات ارتأت أن يكون فرز النفايات من قبــــل الأهالي كما هو الحال في الــــدول المتقدمة، وحقيقة فإن هذا الامر لن ينجــــح، كون أغلب الأهالــــي يجهلون ذلك”.

 

 

***************

 

الصفحة السابعة

 

بين مؤيد ومعارض.. جدل حول قرار الرئيس التونسي حل المجلس الاعلى للقضاء

تونس ـ وكالات

 

أثار إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء، جدلاً واسعا، وجرت نقاشات حول تداعيات القرار على الأزمة السياسية في البلاد؛ فيما حذر معلقون من محاولات سعيد “السيطرة” على كافة المؤسسات، اعتبر آخرون القرار خطوة لـ”تصحيح” الأوضاع في البلاد والتخلص من “تسلط جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة”.

ودعت جمعية القضاة التونسيين، الثلاثاء/ 8 شباط، إلى تعليق العمل في المحاكم، يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، احتجاجا على قرار الرئيس بحل المجلس.

 

“نسف” مؤسسات الدولة

وتحت عنوان “معركة القضاء على القضاء” كتب محمود كريشان في القدس العربي اللندنية عن “آخر حصن من حصون الديمقراطية’.. هكذا يصف القضاء في تونس”الذي يُدكّ الآن بقوة أملا من الرئيس قيس سعيّد في اسقاطه لاستكمال السيطرة على مفاصل الدولة. لا أحد يدري إن كان هذا الحصن سيقاوم حتى الرمق الأخير أم لا، لكن الأكيد أن هذه ‘المعركة’ هي الفاصلة فإما أن تكون بداية الانتكاسة الحقيقية لسياسة سعيّد وتراجعه، وإما أن تكون تكريسا لها واستتبابا للأمور له بالكامل تقريبا”.

وحذر الكاتب من أنه “إذا سقط حصن القضاء في تونس بفعل غياب المقاومة الصادقة أو ‘تواطؤ’ أطراف هنا وهناك، داخليا وخارجيا، فسيدرك سعيّد، ومن يقف وراءه داخليا وخارجيا كذلك، أن الطريق باتت معبدة أمامه بالكامل ليفعل ما لم يتجرأ أبدا أن يفعله الراحل الحبيب بورقيبة، في أوج عنفوان زعامته، أو الراحل زين العابدين بن علي، في أوج قبضته الأمنية. عندها سينتقل سعيّد إلى ‘الهيئة المستقلة للانتخابات’ وكذلك الإعلام، خاصة أنه قد شرع منذ فترة في إطلاق بعض ‘صواريخه’ عليهما قبل الهجوم النهائي الذي يخطط له”.

وتوقعت صحيفة الصباح التونسية أيضاً أن يستهدف سعيد اللجنة العليا للانتخابات وتساءلت “هل ستلقى نفس مصير البرلمان والمجلس الأعلى للقضاء أو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، خاصة وأن قيس سعيد كان انتقدها أكثر من مرة مشككا في علويتها واستقلاليتها”.

وأضافت الصحيفة ان “مخاوف نسف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تكبر شيئا فشيئا في ظل غياب رؤية واضحة علما بأن سعيد لم يلتق رئيسها أو أعضاءها منذ 2019 أي بعد دخوله قصر قرطاج بعد فوزه في الدور الثاني للرئاسية، وهو ما يطرح اليوم أكثر من تساؤل، فماذا بعد تجميد أعمال مجلس النواب وغلق المقرات المركزية للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحل المجلس الأعلى للقضاء؟ هل سيأتي الدور على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات؟ وهل سيواصل سعيد نسفه لمؤسسات الدولة؟”.

وعلى النقيض، رحبت صحيفة الخليج الإماراتية بقرار سعيد الذي اعتبرته “إنقاذاً” للبلاد من قبضة “الإخوان”.

وقالت الصحيفة “منذ انتخابه رئيساً لتونس في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بأغلبية شعبية كاسحة بلغت أكثر من 72 في المئة، عانى الرئيس قيس سعيّد تسلط جماعة الإخوان على مفاصل الدولة التونسية، وتحكّمها بالسياسات العامة الداخلية والخارجية، وكان يرى ويتابع أمام ناظريه كيف أن بلاده تحولت إلى غابة من الفساد والمحسوبيات والسقوط في مهاوي الفقر والبطالة والعجز الاقتصادي وضعف بنية الدولة وانهيار الخدمات، ومحاولة ربط تونس بمحاور إقليمية مشبوهة، إضافة إلى الفلتان الأمني وتصاعد ظاهرة الإرهاب والتطرف”.

وأثنت الصحيفة على “عملية تطهير أجهزة الدولة من الفساد وأدوات الإرهاب” و قرار الرئيس سعيّد بحل المجلس الأعلى للقضاء “لدوره في بيع المناصب، ووضع القضاء في خدمة الولاءات الحزبية الإخوانية، والتستر على الإرهاب، وذلك حماية لسير القضاء واستقلالية السلطة القضائية، باعتبار أن العدل هو أساس الحكم، وأن تقدم المجتمعات لا يتحقق إلا بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وصيانة القانون والحقوق”.

وتبنى فهد ديباجي في موقع “العين الإخبارية” الإماراتي رأياً مشابهاً وانتقد حركة النهضة بمواصلة “أكاذيبها المعتادة لتأليب الرأي العام وعرقلة الإصلاحات، التي قام بها الرئيس قيس سعيد”.

واستطرد الكاتب: “يأتي ذلك بعدما جرّد الشعب التونسي ورئيسه الحركة الإخوانية من كل أسلحتها التشريعية والقضائية والمالية والإعلامية، التي هيمنت بها على المشهد السياسي التونسي طوال عقد كامل، أدى بتونس إلى الوقوف على حافة الهاوية، قبل أن يتدخل الرئيس بمؤازرة ودعم شعبي لوقف فوضى الإخوان في تونس”.

وفي المقابل، قال المحامي والخبير بالشؤون السياسية التونسية، حازم القصوري إن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء، جاء نتيجة “البطء والتراخي بالتعاطي مع الملفات السياسية والملفات ذات الصبغة الإرهابية وملفات الفساد”.

واعتبر القصوري أن هناك “فشلا ذريعا” بالمجلس، “كونه مجلسا في قبضة جماعة الإخوان المسلمين أكثر منه تمثيلا للشعب التونسي”، على حد قوله.

ورأي القصوري أنه كان لزاما على الرئيس أن يضع حدا “لكل الأيدي المرتعشة التي لا يمكن لها الانحياز إلى مؤسسات الدولة أو الخضوع لمبدأ سيادة القانون”، والتي تعمل تحت مظلة مجلس أفرزه دستور وضعته حركة النهضة الإخوانية بما يخدم مصالحهم ولكي تضع يدها على مفاصل الدولة.

 

 

«أسوشيتد برس»: السلطات الأمريكية باتت أقل موثوقية

 

واشنطن ـ وكالات

قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن الوثوق بالسلطات الأمريكية تراجع وبات أقل بسبب الأكاذيب التي تم الكشف عنها في تصريحاتها خلال العقود الأخيرة. وأشارت الوكالة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، هذا الأسبوع، عندما طُلب منها تقديم أدلة لدعم تصريحات تتعلق بالأمن القومي، ردت ببساطة: “عليك أن تصدقنا”.

وتطرقت الوكالة إلى التصريحات الدائرة حول مزاعم نية “الغزو الروسي لأوكرانيا” معربة (الوكالة) عن أسفها، قائلة: “لا، لن يكشفوا ما الذي جعلهم يقولون إنهم يعرفون أن روسيا تخطط لعملية.. كذريعة لغزو أوكرانيا”. ولفتت الوكالة إلى أن “الافتقار إلى الشفافية أدى إلى توتر احتياطيات الثقة المستنفدة بالفعل في واشنطن، وتراجعت الثقة بسبب حالات الأكاذيب والخداع والأخطاء”.

وتابعت الوكالة: “فقد تراجعت الثقة على مدى العقود الماضية بسبب حالات الكذب والخداع والأخطاء في كل شيء، من الشؤون خارج نطاق الزواج، إلى غياب أسلحة الدمار الشامل في العراق”.

وفي سياق منفصل، أشارت الوكالة إلى “شكوك متزايدة” تجاه الإدارة الأمريكية في الأمور المتعلقة بالمخابرات والشؤون العسكرية، خاصة بعد أن فشلت السلطات الأمريكية في توقع مدى سرعة انتقال السلطة في أفغانستان إلى طالبان. بالإضافة إلى ذلك، تذكر الوكالة أن واشنطن خرجت في البداية بالموافقة على الضربة الصاروخية الأمريكية في كابل، والتي لم تقتل إرهابيين، بل قتلت مدنيين، كما اعترف البنتاغون لاحقا.

من جهتها قالت كاثلين هول جاميسون، مديرة مركز أنينبيرج للسياسة العامة في جامعة ولاية بنسلفانيا: “لقد أصدرت هذه الإدارة تصريحات في الماضي تبين أنها خاطئة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساعٍ فرنسية لتلافي الحرب بين روسيا وأوكرانيا

 

متابعة ـ طريق الشعب

بذل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اليومين الماضيين، مساعي لخفض التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، حول توسع الأخير شرقًا واحتمال انضمام أوكرانيا إليه.

وتوجه ماكرون الاثنين الماضي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في قمة وصفها المراقبون بالفاترة، اعتمادًا على إشارات بروتوكولية لا تخطئها العين.

وفي اليوم التالي، توجه ماكرون إلى أوكرانيا للقاء رئيسها فولوديمير زيلينسكي ونقل الصورة التي خرج بها من لقائه مع بوتين.

وقال ماكرون في تصريح لصحفيين، أدلى به قبيل اجتماعه بالرئيس الأوكراني “حصلت على تأكيد من الرئيس بوتين بألا يحصل تدهور أو تصعيد في الأزمة”.

وقال أيضًا إن “الفرصة مواتية الآن لتقدم المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وإنه يستطيع رؤية حلول ملموسة لتخفيف حدة التوتر”.

وأضاف ماكرون أن هناك “إصرارا مشتركا” على تنفيذ اتفاقية مينسك، وقال إن حل الأزمة قد يستغرق شهورا، لكنه كرر أن الرئيس بوتين أخبره أنه لن يدفع باتجاه التصعيد.

ومن أوكرانيا، توجه ماكرون إلى ألمانيا، حيث التقى مستشارها أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا، داعيًا إلى خوض “حوار ملزم ومهم” مع روسيا لحل التوتر حول أوكرانيا.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني والرئيس البولندي في برلين: “علينا استغلال كل الوسائل للانخراط في حوار ملزم ومهم مع روسيا ضمن أطر مختلفة”.

وشدد ماكرون على أن خوض هذا الحوار “يمثل المسار الوحيد لتحقيق السلام في أوكرانيا”.

 

 

طبول الحرب في القرم.. تهدد السلم العالمي

نجاح يوسف

 

منذ أن تسنم الرئيس جو بايدن السلطة من الرئيس السابق ترامپ وهو يحاول عبر مجموعة من الإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يتخذها، ومن بينها استخدام عصا العقوبات، أن يُظهر نفسه للشعب الأمريكي والعالم بأنه أكثر تشددا وصرامة نحو روسيا والصين.

وفجأة وجد العالم نفسه أمام خطر إندلاع الحرب المدمرة عندما شنت الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي حملة إعلامية شرسة ضد روسيا، متهمة إياها بتحشيد قواتها على الحدود المشتركة مع أوكرانيا بهدف التخطيط لغزوها، متوعدين روسيا بأشد العواقب إن تجرأت وعبرت حدودها الدولية مع أوكرانيا، والذي نفته موسكو جملة وتفصيلا، مطمئنين العالم بأنه ليس لموسكو النية أو المخطط للقيام بهذه المغامرة.. فقد صرح وزير خارجية روسيا مؤكدا نفي بلاده صحة هذه الأنباء، متهما الولايات المتحدة وحلف الناتو بتأجيج الأوضاع ونشر الأكاذيب محاولين إظهار روسيا كخطر يهدد السلم العالمي، وللتغطية على مخططات حلف الناتو للتمدد شرقا ووضع المزيد من المعدات العسكرية الهجومية على حدود روسيا، إضافة لذلك التنصل من المواثيق الدولية الموقعة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وهذه المواثيق هي (ميثاق إسطنبول عام ١٩٩٩) و (اعلان استانا عام ٢٠١٠) اللذان يوضحان العلاقة بين روسيا وحلف الناتو، إذ تمنع هاتان الوثيقتان تمدد حلف الناتو شرقا بهدف تهديد أمن روسيا حيث أعرب وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف “من ان الغرب يحاول تجاهل المبدأ الأساسي للأمن الجماعي في عدم قابليته للتجزئة في اوربا. كما ان تلك الوثائق لا تسمح بتعزيز أمن الغرب على حساب أمن الدول الأخرى.

ويبدو أن هناك نهجين رئيسيين ومترابطين: الأول، يحق لكل دولةً اختيار التحالفات العسكرية بحرية معترف بها. ثانيا، التزام كل دولة بعدم تعزيز أمنها على حساب أمن الآخرين، بمعنى أنه تستطيع الدول مثل اوكرانيا، وجورجيا وغيرهما الانضمام الى الناتو، ولكن على ألا تكون خصما وتهديدا أمنيًا لأي دولة اخرى من دول منظمة الأمن والتعاون في اوربا، بما في ذلك روسيا، وهذا هو منبع قلق روسيا وجوهر القضية من تصاعد حدة العداء لها والتهديدات غير المبررة تجاهها من قبل الناتو والولايات المتحدة. وما يزيد الطين بلة كما يقولون فإن وسائل الاعلام الغربية بدفع من إدارة الرئيس بايدن تضخ أخبار “الهجوم الوشيك” لروسيا ضمن حملة واسعة وضجيج اعلامي مرعب وخطير، محاولين من خلاله حرمان روسيا من حقها في الدفاع عن أمنها القومي حيث رفضت روسيا مرارا اتهامات الغرب وأوكرانيا بارتكاب “أعمال عدوانية”، قائلة إنها لا تهدد أحدا، ولن تهاجم أحدا، وأن التصريحات بشأن “العدوان الروسي” تستخدم كذريعة لوضع المزيد من المعدات العسكرية للناتو بالقرب من الحدود الروسية.

من الملاحظ ان هناك فجوة كبيرة بين الموقف الأمريكي والغربي من جهة والذي يصر بأن روسيا حشدت قواتها الكبيرة على حدود أوكرانيا، الهدف منه غزوها واحتلالها، وبين موقف روسيا الاتحادية من جهة أخرى والذي ينفي تماما نية روسيا لغزو أوكرانيا. وبالمقابل يتهم الغرب بتهويل القضية وبث الرعب في المنطقة من أجل صرف الأنظار عن تحشيد الناتو للأسلحة والمعدات العسكرية الهجومية في الدول الأوربية المحيطة بروسيا والتي تهدد أمنها وسلامتها خاصة وأن روسيا قد كشفت عبر وسائلها الاستخباراتية والصور التي حصلت عليها من أقمارها الصناعية بأن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي قد زرعوا في أوربا رؤوسا نووية في عدد من البلدان الأوربية غير النووية من أجل استخدامها ضد المرافق الحيوية في روسيا أو التهديد بها وحرمان روسيا من وسيلة الردع، وهذا هو جوهر غضب وهيجان حلف الناتو، ولربما هو السبب أيضا في طلب أميركا من روسيا عدم الكشف عن فحوى الرد الأمريكي على مذكرة الروس.

إن الجانب الروسي ليس فقط يستبعد نشوء نزاع عسكري بينه وبين أوكرانيا، لكنه أيضا يحذر الغرب من مغبة ارتكاب خطأ تهديد أمن روسيا، لأنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك. وهذه الرسالة وصلت إلى الرئيس بايدن ودول حلف شمال الأطلسي، وإذا قرأنا جيدا البيان المشترك الذي نشر عن اجتماع ماكرون وبوتين اليوم فنستطيع التأكيد على ان شبح الحرب في البلقان لن تحدث وهناك فسحة كبيرة للحوار العقلاني الذي يزيل مخاوف الطرفين. كما ان تلويح الغرب بعصا العقوبات الاقتصادية وتهديد مشروع السيل الشمالي ٢ لن تجدي نفعا لأنه ليس روسيا فقط ستتأثر بها ولكن العديد من الدول الغربية ستخسر الرهان عليها. ورغم أن الحوار بشأن الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا لم ينته بعد، إلا أن روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف قال “لن تسمح لأحد تجاهل مصالحها”.

إذن، فالحرب وضمن المعطيات الحالية والحوار وتبادل الزيارات بين الفرقاء تكاد تكون بالون اختبار لمدى جدية رفض الروس لتمدد حلف الناتو شرقا، وإن كان التهديد بالعقوبات سيليّن موقفهم منه. لذلك أجد أن لا مفر من العودة إلى طاولة المفاوضات سواء بشأن اتفاقيات مينسك، ام بشأن الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا. فالجميع يعلم أن اندلاع حرب ثانية في القرم وضمن الأسلحة الحالية، يعني بالتأكيد توسعها، ويحل الدمار العالم كله.

إن شعوب أوربا وروسيا قد اصطلت بمآسي الحروب، وبالتالي فانها تعي جيدا مخاطرها ومعانيها.

**********************************

 

الصفحة الثامنة

 

انقلاب فاشي

غانم  الجاسور

 

بعد انبثاق ثورة الرابع من تموز وتحقيق الاستقلال الناجز شعر العراقيون ولأول مرة في تأريخهم المعاصر أن العراق للعراقيين جميعا بعد ما كان نهبا وتسلطا من قبل الاحتلال و الاقطاع وأن السلطة منهم واليهم في بلد موفور الخيرات وتحقيق الانجازات الاسطورية .الخروج من حلف بغداد وقانون الاصلاح الزراعي وتأميم النفط  والانجازات التي لا تزال شاخصة إلى يومنا هذا ..كل ذلك لم يرق لأولئك العملاء وللاحتلال وبعض دول الجوار فباتوا يحيكون المؤامرات والاصطفاف المشبوه لاغتصاب ثورة الشعب ..وكان لهم... وتحققت مآربهم في ذلك اليوم المشؤوم والايام الدامية التي عاشها شعبنا بمرارة وحرقة والم ومعاناة. وقد عانى الحزب شأن غيره من القوى الوطنية الكثير من الاضطهاد والملاحقات المريرة التي بلغت حد اعدام قادته وتصفية رموزه والالاف من كوادره واعضائه سواء كان ذلك في عهد الاحتلال والحكم الملكي او في ظل الدكتاتوريات المتسلطة على رقاب الشعب بلا هوادة وخاصة على أيدي جلاوزة النظام العفلقي،  وأفلح بفعل ما استخدمه من اساليب الارهاب الدموي الفظيع واساليب الدعاية المظللة .ولكن بفضل وحدته التنظيمية وصلابة رفاقه وصمودهم اللامتناهي ودعم الجماهير الشعبية والتضامن الاممي له ..استطاع ان يجتاز كل المحن بشجاعة وفداحة.. . مقدما أغلى التضحيات والتفاني والصمود والاصرار على صوَن المبادئ والدفاع عنها بضراوة.. عبر تقديم رتل كبير وعظيم من الشيوعيين البواسل الذين مجدوا شعبهم وحزبهم (حزب الطبقة العاملة) بتضحياتهم الجسام بأعز ما لديهم هو الشهادة وأثبتوا للعالم ولجلاديهم بان (الشيوعية اقوى من الموت.. واعلى من اعواد المشانق) وبإصرارهم على ثبات مبادئهم التي صاغها المعلم الاول (فهد) لن تنال قوى الظلام والارهاب منهم لآن تضحياتهم تجسد ارادة الجماهير وضمير الشعب الكادح....... في مثل هذه الأيام قام نفر ضال من الظلاميين وبمساعدة الاجنبي ومجيئهم بالقطار الامريكي حسب اعتراف قادته ومباركة ودعم حكام العرب الاقزام استطاعوا ان يسرقوا الثورة وانجازاتها العظيمة من الشعب الذي تنفس الصعداء. واحالوا البلاد إلى ظلام دامس وركام وجحيم المعاناة حيث كان شعارهم الهمجي ابادة الشيوعيين والمناضلين الوطنيين، وانصارهم، ومن يأويهم فامتلأت السجون والمعتقلات بالمناضلين من الرجال والنساء والاطفال ومن كافة الاعمار وأعدم الكثير من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي، والابرياء من كافة فئات الشعب ومورست بحق المعتقلين كافة اصناف التعذيب والتهديد، والترهيب، والابتزاز، والاغتصاب. 

ان انقلاب شباط الاسود لا يعدو كونه انقلابا تقليديا امريكيا بالتعاون مع دول الجوار والجهات البريطانية ذات العلاقة وخاصة مصر التي قابلت هذا الانقلاب بعين الرضا والارتياح للإجراءات القمعية للإعدامات والتصفيات الجسدية.. كان هدفها الخسيس اغتصاب الثورة ومكاسبها العظيمة. ونجحت بالإطاحة بالثورة الفتية وتصفية رموزها الوطنية وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم والنخب العسكرية التي آزرته وضرب الشيوعيين بضربة ماحقة  ..وتجسدت ضربات الانقلابيين بتعذيب الشعب واذلاله وتجريد العديد منهم من كيانهم وهويتهم الوطنية ..وتحويلهم في مراكز السجون والمعتقلات إلى حيوانات طيعة ..وصفيت قياداته جسديا الذين قادتهم الظروف الاستثنائية إلى اقبية قصر النهاية واقبية الحرس القومي  ومنفى نقرة السلمان ليمروا بتجارب رهيبة ومعاناة قاسية ربما هي الاصعب والاقسى ما يمكن ان يواجهها الانسان العراقي ..وممارسة التعذيب بالتعليق من اليدين من جهة خلف الظهر بأبشع صوره ..ولم يستطع الخروج من تلك الزنازين والاقبية المظلمة الحالكة الا من ينال الشهادة وقتله .. أو دفنهم في قبور جماعية في أماكن مجهولة، وكان منهم من يتمنى الموت تحت سياط التعذيب حتى لا يقع في بئر الخيانة قدر المستطاع امام تلك الاساليب الفظيعة ..بعد ان صار الموت هو المرتجى الوحيد للخلاص من هذه المواقف المشينة للتعذيب ..وكأن المتنبي كان حاضرا (كفى بك ان ترى الموت شافيا...وحسب المنايا ان تكون أمانيا) بحث صار الموت حلم كل المناضلين الذين اوقعتهم الظروف تحت منال ايدي هؤلاء العديمي الانسانية ، وما قام به الانقلابيون فاشيو العصر نموذجا جديدا لوجه الفاشية ..تحولوا إلى حيوانات كاسرة مفترسة تحركهم شهوة القتل والدم والانتقام وتسيطر عليهم الرغبة الشيطانية في التلذذ بالتعذيب والتنكيل والاغتصاب واراقة الدماء..(عمل حزب البعث العفلقي ومشيل عفلق بالذات الذي قدم إلى بغداد في الايام الاولى للثورة على تحطيم جبهة الاتحاد الوطني واثارة الصراعات بين القوى السياسية باسم العمل مع الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة وشرع في العمل لتدبير المؤامرات ضد الثورة وحكومتها بتأييد من حكام القاهرة بالمال والسلاح ..ووجدت الدوائر الاستعمارية فرصتها للتحرك ولدس عملائها في صفوف الحزب العفلقي وبعض القوى القومية الاخرى ودفعهم إلى تكثيف الهجوم على الشيوعية والشيوعيين )

وعندما وقع الانقلاب الاسود وقف الحزب الشيوعي ضد الانقلاب الرجعي المشبوه وخاض مع الجماهير معارك مسلحة في بغداد وباقي المحافظات وسيطر الفاشيون على الوضع من خلال اجراءاتهم التعسفية وشعاراتهم الزائفة.. وأصدر البعث العفلقي البيان رقم (13) الذي يخول الحرس القومي والبعثيين وأيا من مؤيدي الانقلاب من العناصر الرجعية الموتورة والاقطاع.. حرية ابادة الشيوعيين وأيا من خصومهم بعد ان يتهمونهم بالشيوعية حيث ما كانوا ..وعلى اثر ذلك انطلق الحزب العفلقي في حملة اعتقالات هائلة وشرع بعمليات التعذيب في المعتقلات والمواقف واتخذ من قصر الرحاب (قصر النهاية ) وفي اماكن عديدة من العاصمة اماكن لتعذيب وقتل اعداد كبيرة من كوادر واعضاء الحزب وفي مقدمتهم سكرتير الحزب الشهيد (سلام عادل ) ورفاقه وقادة رموز الثورة ..ومع تلك الاجواء القاسية  صمد الحزب الشيوعي ببطولة وخاض مع الجماهير المنتفضة معارك مسلحة ضد الانقلابيين .والدعوة إلى مقاومته وتنبأ الحزب بان عمر الانقلاب لن يطول كثيرا....وصمد الحزب في تلك الظروف المأساوية   وزاول نشاطه واحتفل الحزب بذكرى تأسيسه (29) في الظروف القاهرة .. في الناصرية مما اثار فضول العفالقة وجن جنونهم وثارت ثائرتهم في ذلك الوقت وكيف وهم قد ظنوا أنهم أبادوا الشيوعيين وارسلوهم إلى السجون والمعتقلات حسب اعتقادهم ....

سيتشرف التاريخ العراقي النضالي ببطولة وبسالة أولئك العظام ووسام شرف للذين تجرعوا مرارة التعذيب والبطش الشنيع وهم يقدمون اروع الشهادة والتضحية تحت سياط جلاديهم من أجل النضال والرفض والخنوع للقتلة المارقين او مساومتهم وستبقى اسماؤهم اللامعة مصابيح تنير دروب السائرين نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الرغيد في وطن معافى ينعم بالسلام والامان في دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع وفي نضالهم المستمر والتضحيات الغالية قدمها ويقدمها اعضاؤه في شتى المعارك الطبقية والوطنية  ضد الظلم والفساد والطائفية على مر السنين وستظل سلوكيات أولئك القتلة المارقين  وصمة عار تعلو جبين الجلادين عملاء الامبريالية والصهيونية.       

 

 

في ذكرى شباط الأسود

 

 

جواد وادي

 

في ذكرى شباط الأسود والمجازر الدموية التي حدثت على يد الانقلابيين القتلة

نستذكر الشهداء الخالدين، الزعيم الوطني المغدور عبد الكريم قاسم ورفاقه الابطال وضحايا الحزب الشيوعي العراقي الميامين، والمجازر الرهيبة التي ارتكبها المجرمون، أوباش الحرس القومي بحق ضحايا المد الفاشي المجرم لميلشيات حزب البعث الشوفيني ومجازره الدموية الرهيبة. ننحني اجلالا لكافة شهداء الوطن والحرية والكرامة في ذلك اليوم المشؤوم الثامن من شباط الأسود وما تبعه من أيام دموية سوداء.

إن سوء تقدير الزعيم الخالد للأسف والفهم الخاطئ للواقع وسعة صدره وانسانيته وعدم ارتكانه على القوى الوطنية التقدمية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وعدم سن دستور دائم والنزوع الفردي بالسلطة وعدم اجراء انتخابات في الوقت المناسب وعدم إبعاد المشكوك بولائهم وخصوصا من دعاة المد القومي الشوفيني وغيرها من العوامل، وبتأليب ومساندة داعمة ومؤيدة للانقلابين من لدن القوى الامبريالية الاستعمارية والتي تضررت مصالحها جراء نجاح ثورة تموز المباركة وما حدث من تغيير جذري وازاحة طغمة الحكم الخائنة للوطن والشعب، كلها مكّنت الانقلابيين القتلة لاستلام السلطة وتصفية الزعيم ورفاقه الخالدين بحصول خيانات داخل وخارج العراق.

وما تلا ذلك من مجازر رهيبة ارتكبها الحرس القومي الفاشي وتوالت سلسلة الانهيارات لبلد كان مقدرا له ان يصبح يابان الشرق لقدراته المادية والبشرية الهائلة،

ولكنها الاخطاء الفردية وغياب الحكمة في قراءة الواقع الملتبس، وهكذا حدثت الكوارث منذ سقوط الحكم الوطني بقيادة الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم وحتى يومنا الأسود هذا.

المجد والخلود للشهداء الذين عمّدوا بدمائهم الطاهرة دروب الحرية والانتماء الحقيقي للوطن وفي مقدمتهم شهداء الحزب الشيوعي الميامين، والخزي والعار للقتلة والمتآمرين البعثيين الفاشست الذين أصبح مآلهم مزبلة التاريخ،  والشنار لخونة الوطن والشعب في كل وقت وحين.

عاش العراق العظيم

مجدا لشهداء العراق الأبرار

لا بد للعراق أن يعود لسكة البناء من جديد.

 

 

  انقلاب 8 شباط عار في جبين مرتكبيه

حاكم الربيعي

 

لقد كان انقلاب 8 شباط الاسود الذ ي  وأد ثورة الرابع عشر من تموز  عارا في جبين مرتكبيه من مجرمي  البعث  البائس ، اذ لم تمض على الثورة سوى اربع سنوات ونصف، ورغم قصر المدة إلا أن الثورة بنت ما لم يستطع النظام الملكي تحقيقه عبر 38 ثمانية وثلاثين عاما، فكانت هناك مشروعات صناعية وزراعية مازالت قائمة لغاية اليوم، وصدرت تشريعات كان لها وقع كبير في نفوس أوسع شرائح المجتمع العراقي كقانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة  1958 وقانون الاحوال الشخصية الذي مازال يعد أفضل قانون للأحوال الشخصية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، وقانون رقم 80 الذي أعاد الاراضي من السيطرة الأجنبية، إلى شركة النفط الوطنية  وهو القانون الذي قال الزعيم الراحل لمجموعة من  القادة مرافقيه تعالوا كي نوقع على اعدامنا، أي أنه يعرف أن إصدار هذا القانون لن يرضي المستعمر لأنه سحب الاراضي من الشركات العائدة للمستعمر، وأن التآمر حاصل على الثورة، وهو ما حصل فعلا إذ قال على صالح السعدي أمين سر البعث جئنا بقطار امريكي وقد تم تأكيد هذا الكلام في مصادر متعددة، وكانت المأساة قد حلت على البلد لمدة تسعة اشهر كانت بمثابة تسع سنوات إن لم تكن  اضعاف ذلك كما يقول البعض الذي بقوا احياء بقدرة قادر بعد المعاناة والسجن والتعذيب الممنهج، حيث بدأت المأساة في قتل وتعذيب العراقيين بشكل ممنهج، وقد استهان الحرس اللا قومي كما اطلق علية في كتاب أعد زمن حكم عبد السلام عارف بهذا الخصوص يحكي جرائم البعث خلال تسعة اشهر بعد أن انقلب عليهم في 18 تشرين الثاني من عام الانقلاب في ،1963 والله كل من لديه غيرة وشرف يتبرأ من هذا الانقلاب الفاشي الذي لولاه لكان العراق في افضل حال، لكن  الدول الاستعمارية والرجعية العربية والمحلية ودعاة القومية  أضروا بمصلحة العراق دون ان يعرفوا حقيقة الامور مع ان الجميع يعتز بقوميته ولا خلاف على ذلك، ولكن  بعض الدعاة في القومية من اصحاب النظرة الضيقة وقليلي الخبرة في السياسة يتبعون أساليب مدمرة توقع الضرر على بلدانهم وهو ما حصل،  وما حصل عام 1963 خلال الأشهر التسعة يندى له جبين الانسانية لأنه مخز وعار بامتياز في تاريخ البعث ويشهد على ذلك قصر النهاية والاحياء الذين استطاعوا الخلاص  من ويلات ومحن قصر النهاية، وعاد القطار عام 1968 وبهذه العودة كانت المأساة التي يعيشها العراقيون حاليا بسبب السياسات الهمجية لقيادات البعث الفاشلة التي أعادت العراق إلى عشرات السنين ونتجت عنها حروب وحصار انتهى  باحتلال ومن ثم ادخال نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية والقومية بدد الثروة الوطنية وهدر المال العام  وأهمل كل القطاعات الاقتصادية، نعم هي افرازات نظام البعث المقبور بانقلابه الاسود 8-شباط  عام 1963.

 

بمناسبة ٨ شباط الاسود

دم الشهيد .. من شباط الى تشرين

حسين جهيد الحافظ

 

گمر دم الشهيد

انرسم فوگ الگاع

طگ وي الثريه إشعاع

خضر دم فهد فرحه

طگ نجمه ابسمه الوادم

 او محنه او حب نزف صارم

رسم گاع العراق اشموع

فوگ المشنقه حازم

دمهم طيب حلو اطباع

لاوه الموت ساع ابساع

مزنة خير

من صدر السمه الگاع

دم اشباط

خفگت رايته ابتشرين

هيل او رازقي او نعناع

 عزف ترنيمه للثوار

أسمهم للمسيره اشراع

ساحة التحرير

صارت للفخر ميدان

من عادل سلام

 الحيدر القبطان

 والحبوبي لوحة عز

عرين  اسباع

شباب أبعمر ٠٠ عمر الشوگ

اهلهه او تشهد الأيام

والتاريخ صله ابحب

لاسمهم طاع

نشامه او لوو خشم الموت

والموت ابكرامه انصاع

كرامه المونليزا

او دم خالد رسم

للعابرين اشعاع

رسمو للاملاكه اچفوف

ما رسموا چفوف اوداع

عثمان او حسن وازاد

عدهم خوش ٠٠

 خوش أطباع

دمهم جسر فوگ الموت

شوگ او للنصر صناع

على أركانه ٠٠٠

كتبوا بالوفه تاريخ

غالي الوطن ما ينباع

غالي  الثمن چان أرواح

تسامت الشهاده

او للوطن فديه

أشحلاة الموت عدهم؟

سوالف والوطن بس كون تزهي أيامه حريه

شدوا على أزمور المنايه

اگلوب حربيه

تساموا بالرمادي

 او لبت البصره

نده صوت الكرامه

ابنگرة السلمان

ثوره اتفجرت ثوره

من ابو چون الرميثه

اوغيرته او قدره

من هور الچبايش

غرد المشحوف

للموصل تعده أو طاف

 نرجس رددت عقره

عتابه او شوگ ينگل شوگ

أبوذيه ابلحن داخل

غنت الشطره

وي دم الحسين٠٠٠

 ابكربله الثوره

فزع حس الوطن

 مهيوب من بدره

صار الوطن شعلة شوگ

ثوره أو ثائر او ثوره

دم اشباط وي تشرين

روه الگاع

طگ بيهه زئير اسباع

ابصده هلهولة علاهن

خضر النعناع

عمر سعدون٠٠٠٠٠

 بيه يتباهه بأبن ثنوه

دمهم طبع فوگ الگأع

تسيورة وفه او نشوه

غنه الجبل دبكه

أو جاوبت ذي قار 

هيوه وأصبحت سلوه

ابنده الشلال غنه الهور

چوبي او صفگ الناعور

طلقه ورقة البلوط

والبردي فزع شاجور

من اقصه الأقاصي

او فوگ

هتف كل العراق

 او صافيه النيه

احنه السيف احنه

و الخايف طبع برديه

طوعنه الخوف او غنبنه

الخايف ما يصنع حريه

**********************************

الصفحة التاسعة

 

قوى التغيير وصراعات المتنفذين

رشيد غويلب

 

حكمت القوى المتنفذة عراق ما بعد الدكتاتورية، بالعرف السياسي الذي أنتج نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ووضع الكثير من مواد الدستور على الرف مستعيضا عنها بمبدأ “شيلني وشيلك”، والتهديد بالملفات المتبادلة، وتوظيف ثالوث المحاصصة للحرب الوطنية ضد الإرهاب، كل حسب مبتغاه. وصنع المتنفذون قواعد لعبتهم للحفاظ على نظام المحاصصة باعتبارها خيمتهم المشتركة، مع استمرار صراعهم داخلها على الحصص وتحقيق الممكن، ارتباطا بالمتغيرات التي يعلمنا التاريخ استحالة ايقافها، سواء كانت داخلية، إقليمية، او دولية.

وشكلت انتفاضة تشرين 2019 المجيدة أبرزها داخليا، اذ هزت اركان نظام الدولة الفاشلة، وجاءت بسلسلة من الحقائق المعروفة. وفرضت على المتنفذين عددا من الاجراءات، استقالة حكومة عبد المهدي، وقانون جديد للانتخابات المبكرة، وظف عبرها المتنفذون، توق المنتفضين للتغيير واخطائهم التي سهلت على اقطاب النظام توظيف هيمنتهم على البرلمان والخروج بقانون انتخابات، وفق مقاساتهم وبالضد من مصلحة الأكثرية وشبيبة الانتفاضة.

لقد نجح بعضهم في توظيف القانون الجديد وأخفق الآخر، لأسباب كثيرة أبرزها طبيعة قواعدهم الجماهيرية، وافتقار قوى عديدة منهم للعمل المؤسساتي، فضلا عن امتلاكهم ذهنية سلطوية، تفتقر الى مشاريع سياسة – اجتماعية.

لقد قاطعت أكثرية مجتمعية، وقوى سياسية متنوعة الانتخابات المبكرة، كانت نسبة المشاركة الحقيقية فيها لا تصل الى 20 في المائة، ولكن هذا لم يلغ شرعيتها القانونية. وقبل اعلان النتائج الانتخابية، عشنا ثانية مارثون الطعن بشرعية الانتخابات والاحتجاج على نتائجها، وسلسلة من جولات الذهاب الى المحكمة الاتحادية، والتي لم تغير في النهاية من الواقع الذي افرزته نتائج الانتخابات، والذي نتج عنه حراك سياسي وان كان محدودا، بوصول مجموعة من النواب المستقلين من المدنيين واليسارين، الى جانب وصول مجاميع أخرى سواء المحسوبين منهم على الانتفاضة، او كتل تمثل قوى سياسية ليبرالية جديدة، كما هو الحال مع كتلة الجيل الجديد الكردستانية.

لقد تزامن كل هذا بمتغيرات دولية وإقليمية، دخول الرئيس الديمقراطي بايدن البيت الأبيض، وإمكانية العودة إلى الاتفاق على الملف النووي الإيراني، ولكن بثوب جديد، واشتراطات أمريكية جديدة.

وقبل هذا وذاك شهدنا حراكا اوليا لاتفاقات وتفاهمات بين قوى مثلث المحاصصة، سبق الحملات الانتخابية، ولم يكن جزءا منها، ولكنه أشر خوف القوى المتنفذة وحذرها الشديد مما سيحدث في قادم الأيام، ارتباطا بالمتغيرات التي أشرنا اليها.

حتى قبل الإعلان النهائي للنتائج، كان واضحا أن حضورا أقوى لاصطفافات جديدة داخل خيمة قوى المحاصصة قد تبلور ومن الصعب تجاوزه.  وبعد إعلان النتائج كان على العراقي المكتوي بنار المحاصصة والفساد، والتدخلات الخارجية، بما في ذلك العسكرية المباشرة منه، وبالتالي تأكيد لحقيقة سيئة تقول إننا نعيش في بلد منقوص السيادة، كان عليه أن يتابع سلسلة من الحوارات التلفزيونية، التي يمكن القول إن بعضها كان ساذجا، وان معظمها اهتم بتكتيكات المتنافسين، وحروبهم الالكترونية، ومارثون اجتماعاتهم ولقاءاتهم وتصريحاته وتغريد اتهم، التي لم  تخرج عن خطاب سياسي مغلف بالحرص والروح الوطنية، ولكن يبقى هدفه منع اقصاء هذا الطرف أو ذاك،  والسعي الجاد على  استمرار لعبة التوافق التي تمثل حماية للكثير من المسؤولين من فتح ملفات سياسية وأخرى متعلقة بالفساد قد تطيح بعدد كبير منهم. وبالمقابل مشروع التغيير الشكلي او الجزئي، مع الحفاظ على طبيعة النظام وآلياته، الذي يسعى له معسكر “الأقوياء”.

إن الخراب الذي تعيشه البلاد يدفع الكثيرين، إلى المراهنة على ما يمكن أن يحسب على التغيير أملا في كسر الجمود الذي يلف اعناق الناس، يدفق الكثيرين إلى المراهنة على ما يحدث عملا بمبدأ أضعف الإيمان. ومن الضروري ان لا ننسى وجود جمهرة من المنتفعين، بعضهم يحسب نفسه زورا على قوى معسكر التغيير، يرى فيما يحدث فرصة تعفيه من خوض الصراع، وكذلك الحصول على شيء من الفتات.

 أجد من الضروري تحذير قوى التغيير الحقيقية من الانجرار وراء هذه الفخ الذي يحاول ابطال المحاصصة جر قوى التغيير اليه.

لا شك ان البلاد تعيش الكثير من المتغيرات التي على قوى التغيير متابعتها ودراستها والخروج بالاستنتاجات الضرورية، وتوظيفها لطرح البدائل التي تعزز تعبئة قوى التغيير عبر أشكال تعبويه ومشاريع، سيكون بعضها جديدا، دون أية مبالغة في تقييم ما يحدث، وبالتالي الانكفاء عن مشروع التغيير، والعودة إلى مربعات أكدت الحياة على عدم صلاحيتها، فما نعيشه ببساطة صراع مشاريع، ولحد الآن لم تفرز حقائق الصراع مساحة مشتركة بين صقور منظومة المحاصصة والفساد وقوى التغيير الساعية لغد أفضل.

*************

سيناريو (أزمة أوكرانيا)

كاظم الحجاج

 

* بالعودة الى شرك فيديو قديم:

(جو بايدن) نائب الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في زيارة رسمية الى موسكو. يبدو (بايدن) منزعجاً عابساً وهو واقف ينتظر الرئيس الروسي (بوتن)، الذي تأخر عليه – عامداً – ربما.. بوتين الذي يسعى الى استعادة هيبة الاتحاد السوفييتي، أمام اعدائه الأمريكيين بشكل خاصص، يطل بوتين بابتسامته المعروفة.. لكن بايدن يبقى في مكانه؛ ولا يتقدم الى مصافحة مضيّفه.. عنجهية الكاوبوي.. أمام فخامة الدب الروسي.. ولقد اختزنها بايدن، حتى صار رئيساً لامريكا.

(شريط الفيديو ذاك، حقيقي، ويمكن استعادته)

* في آخر انتخابات أمريكية؛ يحصل الرئيس الاشكالي (دونالد ترامب) على ستة وتسعين مليون صوت – كما صرح هو.. لكن بايدن هو الذي فاز!

* يحمل الامريكيون الى الآن (عقدة التأسيس) الوحشي، (لبلدهم)، الذي تأسس، في غير أرضه، وعلى حساب أمة أخرى، كانت آمنة وغير مسلحة إلا من أدوات الصيد: الرمح والسهم.. فلقد أبيد السكان الأصليون ببشاعة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً..

ومن هنا يأتي اهتمام الأمريكيين (بحقوق الانسان)!! التي هي غطاء للشعور بالذنب، او بالخزي، مما فعله (الآباء المؤسسون) من بشاعة بالسكان الأصليين الآمنين وذلك بعدما تحضّر أحفاد أولئك الآباء، بعد خمسة قرون تقريباً من ذلك التأسيس البشع، على الرغم من (عيد الشكر!) – الذي ما زالوا يذبحون كل عام (الديك الرومي). شاكرين (إلههم) الذي أوصل المؤسسين سالمين الى (أرضهم!).

* (والديمقراطية وحقوق الانسان) كذلك هي عند الآوربيين المستعمرين السابقين: بريطانيا، فرنسا، المانيا، هولندا، بلجيكا.. الى آخره. هي نفس الغطاء الأمريكي للشعور بالذنب والخزي.. لأن هذه الدول كذلك مارست البشاعة الامريكية نفسها وبنت حضارتها وعمرانها التي نهبتها وأفقرتها.

* لكن هذه الدول لم تسلم من بشاعة سيدتها أمريكا: فهي مهانة بتسمية (القارة العجوز!) مقارنة بامريكا (القارة الفتاة!). كما لم تسلم من إجبارها على الانضمام الى حلف أمريكا العدواني (الناتو)، حماية لها من (عدوانية) الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو.. وحتى بعد زوال الاثنين؛ فالقارة العجوز ما زالت مجبرة على الارتباط بذلك الحلف الذي لا مبرر له..

* دول اوربا الغربية (العجوز) فزعت باساطيلها صوب أوكرانيا لأن القارة الفتاة قالت لهم: إن (بوتين) يحشد قواته لاحتلال أوكرانيا! وحتى لو كان الامر كذلك فهناك مجلس أمن دولي، وهناك أمم متحدة، لحل النزاعات بين الدول.. أم أن بايدن يريد أن يثأر من إهانة بوتين له، بحرب عالمية ثالثة؛ وهو مقتنع أن نارها لن تصل ابداً الى أمريكا البعييدة.. مع أنه واهم جداً هذه المرة!

 

* معلومة طريفة:

القرصان الإيطالي كولومبس.تاهت سفينته، فوصلت الى ارض ظنها الهند! غير أنه رأى بشرها لا يشبهون الهنود السمر.. ومع ذلك أطلق عليهم بعناد: (الهنود الحمر!)؛ حتى جاء قرصان آخر اسمه (أمريكو)، فصحح لسابقه أنها ليست الهند!.. فسميت أمريكا، على اسم القرصان (امريكو)!!

***************

ازدواجية الرواتب وتغريبة الموظف العراقي

د. حيدر عبد الامير الغريباوي*

 

يرمي هذا المقال إلى إحاطة النخبة المنتخبة حالياً بالقرارات التي اعتمدها النظام المالي الجديد منذ عام 2003 والتي مضت بالاتجاه الذي رسمه لها الحاكم الامريكي بريمر نحو تثبيت سياق جديد بالرواتب وقد أُخذت الآثار المالية والإدارية المترتبة على هذه التدابير في الحسبان، و أُدرجت فعلاً نظم ولوائح الموظفين لاحقاً في القوانين المنظمة لرواتب موظفي الدولة والقطاع العام كقانون 22 لسنة 2008 الذي خلق تفاوتا مهولا فيما يخص رواتب وعلاوات وبَدَلات وسائر استحقاقات الموظفين الذين يشغلون وظائف مماثلة، وهذا مخالف للنظم الالهية والانسانية معاً، قال تعالى (إن الله يأمر بالعدل) و”العدل” هو “القسط والموازنة”  فتجد موظفين بنفس الدرجة أحدهم يستلم مقدارا معينا من الراتب والآخر يستلم أضعاف ذلك، فضلاً عن تخصيص قطع أراض وحوافز متعددة وإيفادات مستمرة وحرمان غالبية عظمى منها في وزرات اخرى، مما أثار استياءً كبيرا بين موظفي وزارات الدولة، جعل سبل العيش والرفاهية تميل لأطراف دون غيرها ضمن نطاق البلد الواحد والسمة الوظيفية المشتركة بينهم، مما شكل تغريبة وظيفية داخل الوطن الواحد، حتى بات موظف الوزارات التي تم اقصاؤها عن العدالة والمساواة في الرواتب كأنّه غريب عن مجتمعه، الأمر الذي ساهم في وضع الكثير من الموظفين تحت أعباء وضغوطات مادية متعددة، دون أقرانهم العاملين في مؤسسات ووزرات وهيئات مهدت القوانين النافذة بحقها عيشاً رغيداً مفعما بالرفاهية، وهذا الأمر يمكن ان يتجلى بوضوح لدى موظفي الرئاسات الثلاث ابتداءً من موظفي البرلمان وأمانة الوزراء وانتهاءً بموظفي رئاسة الجمهورية وموظفي وزارات كالنفط والمالية والكهرباء وبعض الهيئات المستقلة، وبقاء الأمور على حالها لا يضع اعتبارا لقيم الانصاف والعدالة أو للأبعاد الاجتماعية .

إن التفاقم السريع لظاهرة التفاوت في الرواتب كدخل شهري يستحصله الموظف يقود إلى تهديد الاستقرار الاجتماعي داخل البلد، ويزيد التوترات بين صنوف الموظفين مما يقوّض تحقيق المساواة، الأمر الذي ساهم في جعل مؤشرات قياس اللامساواة، ومنها معامل جني (Gini coefficient)، في كشف تزايد فجوة الدخل، حين أن ارتفاع هذا المؤشر يقود إلى ارتفاع مؤشر اللامساواة.

كل هذه الأسباب أدت إلى زيادة درجة التفاوت في توزيع الانفاق الفردي وفي ظل غياب التشريعات القانونية، مؤشر جيني بدوره يوضح لنا عمق التفاوت في الدخل وما له انعكاس على الانفاق.

يقول سقراط (العدالة منبع كل حق)

وفي حال إحساس الموظفين بعدم المساواة يظهر نوع من السلوكيات السلبية مثل ترك العمل أو تقليل مدخلات أو مخرجات الغير، فضلاً عن عدم التعاون مع الزملاء، وزيادة حدة الصراع، فضلاً عن انخفاض الأداء الوظيفي بصفة عامة.

ونحن اذ نحيط علما بأهمية قيام اللجنة المالية النيابية في الدورة البرلمانية الحالية، بناءً على مبادرة منها أو عن طريق ممارستها للصلاحيات الممنوحة لها بموجب المادة 60 من الدستور، باعتماد واتخاذ تدابير تؤثر في رواتب الموظفين وعلاواﺗﻬم وسائر استحقاقاﺗﻬم وفق المادة أعلاه والتي تتيح تشريع قانون جديد من خلال وضع سلم رواتب جديدة لتقليل الفوارق ولتقليل طلبات النقل من وزارة إلى أخرى إضافة إلى تنظيم قانون جديد يراعي التغيرات الوظيفية” نظرا لكون إصلاح نظام الخدمة المدنية يُعد واحدا من أهم عناصر إصلاحات المالية العامة، مع الإشارة أن تشريع قانون جديد للخدمة المدنية تمت قراءته قراءة أولى، وطرح في الدورات البرلمانية السابقة لكنه لم يمرر لوجود اعتراضات، وكان من المفترض ان يكون هذا القانون بديلاً عن قانون الخدمة المدنية رقم 24 لسنة 1960.

ولا بد أن نشير في هذا المجال أن إعداد سلم الرواتب هو من صلاحية مجلس الوزراء الذي يقدر ذلك ويرصد التخصيصات لذلك في الموازنة (حيث إن صرف الرواتب والعلاوات يعتمد على إقرار قانون الموازنة) اذ يمكن لمجلس الوزراء تعديل سلم الرواتب الحالي أو اضافة تغييرات جديدة وفق قانون رقم 22 لسنة 2008، وذلك لزيادة مستويات تنافسية أدائهم، والارتقاء بنوعية الموارد البشرية العاملة في هذا القطاع بما يساعد على تحقيق نقلة نوعية في مستوى تقديم الخدمات الحكومية.

إلا أن مسألة إعداد سلم جديد للرواتب حكومية ابتداءً تحتاج إلى موافقة مجلس النواب، ونؤكد بهذا الخصوص أنه منذ مدة يجري الحديث عن هكذا مشروع لكنه يتأخر لعدة أسباب” تتلخص بسبب تغيير الحكومات وتحديات الوضع الاقتصادي والتضخم الموجود، فضلاً عن آثار ارتفاع سعر صرف الدولار نهاية العام الماضي وهذه كلها أثرت باتجاه عدم إعداد سلم جديد للرواتب”. فتغيير سلم الرواتب مرهون بتشريع قانون جديد للخدمة المدنية يقلل الفوارق بين الوزارات، وهذا يدعونا إلى دعم مدركات الموظفين للعدالة التوزيعية من خلال عدالة الرواتب والأجور والحوافز، وموضوعية نظام الرواتب والأجور والحوافز والمكافآت التي يحصل عليها الموظفون، وربطها بحجم خبراتهم السابقة، ومؤهلاتهم العلمية، وتوزيع الأعباء والواجبات والمسؤوليات الوظيفية بشكل عادل ومناسب، ووضع نظام لتصنيف الوظائف يحدد مهام وواجبات كل وظيفة، فقد أصبح موضوع العدالة التنظيمية لرواتب الموظفين مثار اهتمام العديد من الباحثين في مجال الدراسات الإدارية.

ـــــــــــــــــ

*كاتب عراقي

****************

مأساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول عنها؟

عصام الياسري 

 

تشير الوقائع والاحداث إلى أن العراق هو حلقة الصراع الأكثر شهرة في العالم والأزمات الإنسانية والتعليمية المستفحلة الأقل شهرة او إثارة لاهتمام العالم الرسمي والاعلامي والمدني. وكما يبدو ان المجتمع الدولي لازال متأخراً او غير مكترث لاتخاذ موقف من المصائب التي يعاني منها المجتمع العراقي وتسببت في أكبر نزوح في تاريخ الشرق الأوسط، بحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اذ يوجد الآن وفقا لدراسات نشرت مؤخرا، أكثر من مليون ونصف مليون نازح عراقي في الداخل و2.5 مليون لاجئ موزعين في معظم دول العالم. وان أكثر من ثمانية ملايين عراقي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وحالة الوفيات بامراض السرطان بسبب التلوث الكيمياوي الذي خلفته الحروب زاد في السنوات الاربع الاخيرة بنسبة تقدر بعشرات الآلاف من الاصابات اغلبها بين الاطفال. 

وتتعرض الطبقة الفكرية وذوو الكفاءات التقنية في العراق لحملة ممنهجة ومستمرة من التخويف والاختطاف والابتزاز والقتل العشوائي والاغتيالات المستهدفة على ايدي مسؤولين امنيين ومنتسبي احزاب السلطة. وان جانبا غير معروف من المأساة هو التصفية المنهجية للأكاديميين العراقيين والكوادر العلمية، بالتوازي مع تدمير البنية التحتية التعليمية في العراق. وان القمع أدى إلى هجرة قسرية جماعية للطبقة الوسطى المتعلمة في العراق - المحرك الرئيسي للتقدم والتنمية في الدول الحديثة والنامية على حد سواء. مما أدى إلى انهيار الخدمات العامة بسبب طابعها الانتقائي، الامر الذي انعكس على جميع قطاعات وطبقات المجتمع العراقي. والمثير للاستغراب ان غالبية حالات استهداف الضحايا من الطبقة الوسطى يتم لاسباب سياسية او عقائدية على يد قتلة محترفين تلقوا الاوامر من جهات سياسية مجهولة. ويعتقد أن ما يقرب من 40 في المائة من الطبقة الوسطى في العراق قد فروا ما بين 2006 وعام 2020 إلى خارج البلاد، بسبب الاضطهاد الممنهج وليس لديهم رغبة في العودة. ولم يتم حتى الآن إجراء اي تحقيق لهذه الظاهرة من قبل السلطات العراقية. 

وتشير التقارير إلى ان عدد المعلمين في بغداد والمحافظات العراقية قد انخفض بنسبة كبيرة وأنه تم إحراق أو نهب أو تدمير العديد من مؤسسات التعليم العالي، وتم الإبلاغ عن أكثر من 32 ألف هجمة عنيفة ضد المؤسسات التعليمية في العراق. وغادر العراق العديد من الكوادر الطبية والمتخصصة العاملة في مجال الصحة والتعليم. 

لقد انهار نظام التعليم العراقي، الذي كان يوما ما واجهة للشرق الأوسط، وأصبح واحد من كل خمسة عراقيين تتراوح أعمارهم بين 10 و49 غير قادر على قراءة أو كتابة عبارة بسيطة تتعلق بالحياة اليومية. بينما يتفاخر اصحاب القرار بارتفاع الأمية إلى 40٪ على اقل تقدير وهي من بين أعلى المعدلات في المنطقة. فيما اعترفت وزارة التعليم العالي من ان أكثر من 10 آلاف موظف حكومي، من بينهم من هم على مستوى رفيع، يعملون في دوائر مهمة وحساسة مثل مكتب رئيس الوزراء، ورئاسة الجمهورية والبرلمان قدموا شهادات “دكتوراه” جامعية مزورة. وأن 27 ألف شهادة “دكتوراه” مزورة منحت لمدرسين وموظفين وضباط عراقيين من “معاهد” لبنانية غير معترف بها تم ضبطها مؤخرا.  

إلى جانب كل هذه التداعيات الخطيرة في اهم مناحي الحياة المجتمعية والحضارية والتي سينعكس أثرها السلبي على مستقبل العراق وتقدمه باعتبار “العلم” يصنع المستقبل. لم تتوقف الازمات الأمنية وجرائم القتل السياسي المنظم للكوادر العلمية والاكاديمية والثقافية والاعلامية. مثل هذه الظاهر المريعة سوف لن تتوقف ما لم تتخذ اجراءات دولية بفتح تحقيق دولي مستقل على الفور خارج نطاق القضاء العراقي، للتحقيق في عمليات القتل وتخريب المنظومة العلمية المتخصصة في مجالي الصناعة والتكنولوجيا. ويجب أن يفحص هذا التحقيق أيضا مسألة تحديد من هو المسؤول عن هذا الوضع ونتائجه المدمرة بوضوح.

ان دوامة الصمت العالمي، الشعبي والإعلامي، لما يحل بالأكاديميين والبنية التحتية التعليمية في العراق، وانتهاك حقوق الطلاب العراقيين وتطلعاتهم للعيش في عراق مستقل، ديمقراطي خالٍ من الهيمنة الأجنبية. وعدم النظربجدية في طلبات اللجوء للعراقيين والتعامل معهم بما يتعارض مع إرشادات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ورفض منح حق اللجوء للباحثين والطلبة العراقيين وترحيلهم. أصبح، اي الصمت، عاملا مشجعا للسلطات العراقية للتخلي عن التزاماتها وتشديد حملات عدم تسليط الضوء على محنة الأكاديميين والطلاب وهيئات التدريس العراقية وعدم توفير ضمانات لأمنهم حتى يتمكنوا من القيام بعملهم دون خوف أو تدخل حكومي، بل أنتج ظواهر لوأد النتاج الفكري والعلمي والثقافي وتأصيل الجهل والتخلف.

***********

الصفحة العاشرة

 

حين يصبح «الموت» استثماراً رأسمالياً عابراً للقارات

أمين الزاوي 

 

تفتح “فيسبوك” صباحاً فتلقاك أخبار الموت. الإعلان عن موت القريب والجار والصديق والغريب والبعيد، الصغير والكبير، موت بالوباء وموت في حوادث المرور وموت في حوادث العمل وموت بالأمراض المزمنة وموت الشيخوخة وموت بالانتحار. موت بكل الألوان!

تقلب المنشورات، تقرؤها، منشورات الكتاب والجامعيين والفنانين والسياسيين والناس العاديين، الشباب والشيوخ والنساء والرجال، جميعهم يعلنون من خلال منشوراتهم، عن وعي أو غير وعي، أننا ندخل مرحلة إنسانية جديدة بقيم جديدة حيال ثقافة الموت.

أعتقد أن الثقافة التي تربط الإنسان بالموت هي التي تحدد القيم السائدة والقيم الجديدة والقيم المنتهية الصلاحية على المستويات كلها، على مستوى الحب والثقافة والكراهية والحرب والآخر والسياسة والدين والثروة والخوف والمغامرة واللغة.

المتأمل لما يجري وبسرعة فائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ما يتصل بعلاقة المستعمل بالموت، يتأكد أننا ندخل منطقة حضارية جديدة تتميز بتوحش جديد ومعاصر، منطقة تدفن فيها قيم سادت خلال القرن الـ 20 في باب الأخلاق والمعاملات والدين والأسرة والثقافة والسياسة.

لقد أضحت مراسيم الجنائز عبارة عن فضاء لصفقات سياسية واقتصادية مكشوفة، وفرصة لتوزيع المناصب والغنائم في المقابر ساعة الدفن، حين يجتمع السياسيون سلطة ومعارضة، لا فرق، لا لذكر محاسن الميت، ولا لطلب الغفران له، ولا لمؤازرة أهله، بل لغرض تحقيق مصالح معينة، فالانتهازيون يتسابقون لحضور مراسيم جنازات الشخصيات السياسية أو أقاربهم، أو جنازات تلك الأسماء النافدة في المجتمع اقتصادياً وتجارياً، رجال المال والأعمال.

الانتهازيون يتسابقون إلى هذه “الوليمة السياسية الجنائزية” لتمرير رسالة ولاء لشخصية أو رسالة موقف سياسي معين، ففي مثل هذه اللحظات ينصب الفخ السياسي والاجتماعي، وكثير من الصفقات السياسية والمالية تم نسجها على قبر ميت.

والملاحظ أنه في مثل هذه الجنازات تكثر الكاميرات التي لا تنام لها عين، والهواتف الذكية التي لا تهدأ، للالتقاط صور المعزين والتركيز على درجة “التأثر” بشكل مسرحي، ثم تنشر مثل هذه الفيديوهات والصور على وسائل التواصل الاجتماعي لتعميم الرسالة التي يسعى إلى إيصالها “المعزي”، وفي مثل هذه الحال يُنسى الميت ويكثر الحديث عمن حضر وعمن غاب، ولماذا حضر ولماذا غاب؟

وأمام هذا يفقد الموت هالته الروحية الخشوعية ليدخل في باب التجارة والبورصة السياسية وتبادل المصالح.

قد نستغرب إقدام أحدهم على نشر صورة أمه أو أبيه أو أخيه أو أخته على فراش الموت معلقاً ببرود، “هذه صورة والدي بعد بضع ثوان من موته”. مثل هذه الصور كانت تصدمنا، ولكن تكرار نشرها من جانب كثيرين وبمستويات ثقافية واجتماعية مختلفة وأعمار متفاوتة أيضاً، يجعلنا أمام ظاهرة “ترذيل” و”تهوين” مظهر الميت، وبالتالي تغيير قيم مفهوم الموت.

مثل هذه المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت انقلاباً في سيكولوجية الإنسان وعواطفه تجاه الموت والميت، فأخرجت هذه الصور وهذه التسجيلات الموت من حال “التأمل” المرتبط بالخلود والفناء إلى مربع الفرجة والإخبار الحيادي.

وأمام نشر مثل هذه الصور والتسجيلات الحية ينتظر الناشر على أحر من الجمر عدد المتفاعلين مع المنشور.

من يرسم “علامة الجيم أي الأصبع الأزرق”، ومن يضع “علامة القلب الأحمر”، ومن يضع “علامة متضامن”، ومن يضع “علامة حزين”، فالناشر صاحب “الميت” كما هو حال المتتبع، يفسر قدر “الميت” من خلال حساب عدد ردود الأفعال بالعلامات أو التعليقات.

لقد كنا إلى عهد غير بعيد، حين نقرأ “شاهدة” قبر ما عندما نزور مقبرة، نشعر بنوع من الصلاة الداخلية تسكننا وإحساس غريب يتحرك فينا، أما ونحن نقرأ هذه “الشاهدة الإلكترونية” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا أصبحنا نصنفها في خانة “خبر” من أخبار المتفرقات السياسية أو الاجتماعية أو الرياضية.

حين نشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي بعض تسجيلات تنظيم “داعش”، ويتم عرض واستعراض ذبح سجين أو خصم سياسي أو أيديولوجي أو ديني، فإن الموت بهذه الطريقة البشعة وتحت الشعارات الدينية والتهليل والتكبير ورفع عبارة “الله أكبر” يأخذ مفهوماً آخر، ويجعل المتفرج في حيرة من أمره، وتبهم لديه علاقة الدين بالموت، فالدين الذي كان ملجأ يحتمي به الإنسان أمام غموض الموت، يصبح سبباً مباشراً في الموت.

حين نمر أمام مقر شركة متخصصة في “حفلات الجنائز” ونشاهد نماذج معروضة لرخام القبور بأسعار متفاوتة، وأنواعاً للشواهد بكتابات جاهزة، منها غالي الثمن ومنها البخس، وحين نشاهد أنواع التوابيت المصنوعة من اللوح الفاخرة أو العادية، وحين نشاهد لقطات إشهار عدة على القنوات التلفزيونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي عن “خفض” أسعار التوابيت أو أسعار مراسيم الجنازة، وكأنما الحديث عن عرس، فإننا من دون شك ندخل مربعاً جديداً من القيم التي تحويها تلك الثقافة التي تحدد كيفية العلاقة التي تربط بين الإنسان والموت، وبين الحي والميت.

حينما نقرأ عن تجارة الأعضاء البشرية، تجارة أصبحت من الرأسمالات العابرة للقارات، ونقرأ عن التبرع بالأعضاء، منح قرنية أو يد أو قلب أو كلية أو كبد أو رئة من ميت إلى حي، فإن صورة الموت تتداخل مع “الحياة” في خيط رفيع وتداخل غريب.

حين نقرأ عن عملية زرع رأس إنسان كامل على جسد إنسان آخر، نتساءل: أين حدود الميت وأين حدود الحي؟

حين نقرأ عن زرع قلب خنزير في جسد إنسان نتساءل أين حدود الحيوان وحدود الإنسان؟ وكيف يكون قلب خنزير في جسم إنسان ونحن الذين تعلمنا بأن القلب هو مصدر الإحساس والعاطفة؟

إن العلم الحديث والإعلام التكنولوجي في جيليهما الجديدين يحدثان قيماً ثقافية جديدة للموت، وهما في ذلك يعلنان نهاية قيم القرن الـ 20 وبداية قيم جديدة أخرى، تقدم الموت في مجاله النفعي السياسي والفرجوي والاستثماري أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 3 شباط 2022

 

 

الفلسفة الماديّة .. بنت الشرق العظيم

 

ظهرت المادية في الفلسفة اليونانية، ولكنها لم تظهر في اليونان الحالية. بل ظهرت في مدينة ملاطية على حدود الممالك الأرمنية والفارسية والسورية في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.

لم تنشأ الفلسفة اليونانية عموماً في اليونان، بل ظهرت في المدن التي شيدها اليونانيون في أيونيا على الساحل الغربي لآسيا الصغرى. والتي كانت قد سبقت اليونان بتطورها الاقتصادي والتجاري والازدهار الفكري والثقافي.

وتبلورت أولى التعاليم المادية في مدينة ملاطية كبرى مدن آسيا الصغرى حيث عاش الفلاسفة الثلاثة: طاليس وأناكسمندر وأناكسيمنس الذين أمعنوا النظر في الموجودات وتغيرها واجتهدوا للبحث في العلة الأولى للأشياء. وكانوا أول من صاغ وطور المفاهيم الفلكية والرياضية والفيزيائية والبيولوجية في اليونان. وينتمي هؤلاء الفلاسفة إلى المدرسة الملاطية في الفلسفة والتي عرفت أيضاً باسم المدرسة الطبيعية الأيونية.

طاليس هو أول الفلاسفة الملاطيين. واقترح على مواطنيه تأسيس اتحاد سياسي يضم الدول اليونانية في آسيا الصغرى لتستطيع الوقوف في وجه الخطر الخارجي. ذاع صيته بعد أن تنبأ للمرة الأولى بكسوف الشمس عام 585 ق.م. تعلم من العلوم المصرية والبابلية والفينيقية وصاغ معلوماته الجغرافية والفلكية والفيزيولوجية في إطار تصور فلسفي شامل. وكان تصوراً مادياً في الأساس رغم ما نلمحه فيه من بقايا أسطورية قديمة.

يرى طاليس أن جميع الموجودات صدرت عن مادة رطبة أولية «الماء». أما تلميذه أناكسمندر، فيرى أن جميع الموجودات من المادة اللا محدودة. بينما يرى أناكسيمينس أصل الموجودات من الهواء. وكل التبدلات في نظر هؤلاء الفلاسفة هي حركة أزلية للبدايات المادية وتحولاتها اللا نهائية.

تطورت الفلسفة المادية في الفلسفة اليونانية لاحقاً على يد هيراقليط وديموقريتس وغيرهم في المرحلة العبودية. أما في المرحلة الإقطاعية، فالجذور المادية في الفلسفة العربية والإسلامية واحد من الأمثلة على تطور المادية اللاحق. وفي القرن الثامن عشر تطورت المادية على يد الفلاسفة الفرنسيين عشية الثورة الفرنسية. ومن ثم وصلت إلى فيورباخ في ألمانيا «الفلسفة الكلاسيكية الألمانية». وتطورت على يد ماركس وأنجلس في القرن التاسع عشر أثناء تصاعد نضال الطبقة العاملة وصولاً إلى القرن العشرين. حيث ثورة أكتوبر ودور لينين في تطور المادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«قاسيون» – 6 شباط 2022

 

 

العنف الأسري في مصر.. قضية «ضرب الزوجة» تعود إلى الواجهة من جديد

وائل حسین

 

احتدم الجدل في الآونة الأخيرة في مصر حول مشروع قانون تقدمت به نائبة بالبرلمان تطالب فيه بتغليظ عقوبة ضرب الزوج لزوجته لتصل إلى السجن مدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات.

وعلى شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي استجد الجدل حول موضوع ما يراه بعضهم “أحقية للزوج في تهذيب زوجته وتأديبها” في حالات مختلفة، ووفقا لتعليمات الدين الإسلامي.

واستضاف الإعلامي المصري عمرو أديب- مقدم برنامج “الحكاية” على قناة MBC مصر- النائبة أمل سلامة مقدمة مشروع القانون لمناقشتها فيه، كما تلقى مداخلة هاتفية من الكاتب والباحث، إسلام البحيري، تعرض فيها لتصريحات قديمة لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، تعود لعام 2019 في أحد البرامج التلفزيونية ذكر فيها أن الإسلام “أباح ضرب الزوج لزوجته الناشز إن تأكد أنه العلاج الوحيد”.

وقد أثار هجوم البحيري على شيخ الأزهر وتصريحاته ردود فعل مختلفة في الأوساط الدينية والنسوية في مصر ما بين مؤيد ومعارض لها، وسط إحصاءات من جهات حكومية تؤكد تعرض ملايين الزوجات في مصر للضرب على يد أزواجهن كل عام.

 

ماذا قال شيخ الأزهر فعلا؟

كان الطيب قد ذكر في حلقة تلفزيونية منذ ثلاث سنوات أن “ضرب الزوج للزوجة الناشز مذكور في القرآن وأمر مباح”، غير أنه قال إنه “من حق ولي الأمر- وهي الدولة - أن تعدل عن هذا المباح”.

“الضرب ليس واجبا وليس فرضا وليس سنة وليس مندوبا، لكنه أمر مباح”، هذا ما قاله الطيب في الحلقة التي اختتمها بالدعوة لحوار مجتمعي لمنع ضرب المرأة “بشكل مطلق” وطرح القضية على البرلمان لسن القوانين اللازمة لذلك.

لكن بحيري، الذي تثير آراؤه حول التراث الإسلامي جدلا ألقى به في السجن لنحو عام بتهمة ازدراء الإسلام قبل أن يخرج في عفو رئاسي، شن خلال تلك الحلقة التلفزيونية هجوما على الإمام الطيب، مشيرا إلى أن رأيه مخالف للدستور والقانون، وأن “كلامه خطأ وضد الدستور، ولا يوجد ما يسمى الضرب بشروط”.

وقال: “فكرة فتح الضرب لأن الزوجة ردت على زوجها يخلق دولة في الغابة وضد الدستور، والدستور أقوى من أي مؤسسة في مصر”.

أشارت إحصاءات شبه حكومية صدرت مؤخرا إلى تزايد ظاهرة العنف الأسرى التي تستهدف النساء بسبب التداعيات الخطيرة الناتجة عن فيروس كورونا ومكوث الأزواج لفترة طويلة داخل المنزل، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الإصلاحات التي تقوم بها حكومة السيسي.

ندى نشأت- محامية بمؤسسة قضايا المرأة المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة- أشارت في حديثها مع بي بي سي إلى أن جميع أنواع العنف الموجه للزوجة في تزايد في المجتمع المصري بما في ذلك العنف الجسدي.

“طالما أن الناس تشعر بقصر ذات اليد، وعدم وجود فرص اقتصادية حقيقية أو رادع حقيقي لوقف هذا العنف فإن تلك الظاهرة إلى ازدياد”. ونفت نشأت الحاجة إلى سن قوانين جديدة في هذا السياق، مشيرة إلى أن المشرع المصري في حاجة لوضع “فلسفة” جديدة للتعامل مع تلك القضية وليس لسن مزيد من التشريعات.

وأشارت نشأت إلى إشكالية قانونية متمثلة في المادة 60 من قانون العقوبات المصري التي قالت إنها تستخدم في إفلات كثير من الأزواج من العقاب على ضرب زوجاتهم، حيث تنص المادة أنه “لا تسري أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملاً بحق مقرر بمقتضى الشريعة”.

تضمن مشروع القانون الجديد تعديلات على نص المادة 242، من قانون العقوبات، وتنص التعديلات على إنه: “إذا حصل الضرب أو الجرح من الزوج للزوجة كانت العقوبة الحبس الوجوبي لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات”.

وإذا حصل الضرب أو الجرح باستعمال أي سلاح أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى، أو حصل الضرب أو الجرح من الزوج لزوجته كانت العقوبة الحبس الوجوبي مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات، وتكون العقوبة السجن الذي لا تزيد مدته على خمس سنوات في الجرائم المنصوص عليها في المادة 242 إذا ارتكبت أي منها لتنفيذ غرض إرهابي.

‘لا تأديب في الشريعة الإسلامية’

أما الدكتورة مايا مرسي - رئيسة المجلس القومي للمرأة التابع للدولة - فقالت إن قبول تعرض المرأة للعنف غير متوافق مع الشرع والقانون، مؤكدة أن إهانة المرأة وضربها “لا يوجد به رأي ورأي آخر”.

وأصدر المجلس - وسط احتدام النقاش حول تلك القضية - بيانا مكملا لتلك التصريحات جاء فيه أن “المجلس يعلن رفضه جملة وتفصيلا لأي آراء تتخذ أي ستار لتبرير استخدام العنف ضد المرأة، وتستند إلى حجج قانونية مضللة ولا أساس لها يتم عن عمد إساءة تفسيرها لتبرير استخدام العنف ضد المرأة والترويج له، في الوقت الذي تكفل فيه الدولة المصرية حماية المرأة من جميع أشكال العنف”.

وكانت مرسي قد حملت على شيخ الأزهر في تصريحات تلفزيونية قالت فيها أن “حقّ سيدات مصر في رقبة شيخ الأزهر، إذا تمّ فهم تصريحه بحق الزوج في تأديب زوجته بطريقة خاطئة”.

ولم يتأخر رد الأزهر على تصريحات مايا طويلا، حيث نشر أحمد الصاوي- رئيس تحرير جريدة “صوت الأزهر”- مقالاً أكد فيه على عدم وجود “اختصاص تشريعي” لمؤسسة الأزهر يخول لها إصدار القوانين أو عرقلة صدورها عن البرلمان.

وتابع: “ولا نعرف كذلك إن كان لدى السيدة -التي تحظى باحترام كبير داخل الأزهر- معلومات محددة حول تأييد الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، للعنف الأسري، خاصّة الذي يستهدف النساء، وتحريضه عليه”.

وبين من هاجم شيخ الأزهر لتصريحاته، ومن اتخذها ذريعة لتبرير العنف الأسري دينيا، يبقى انتشار العنف الأسري الواسع داخل المجتمع المصري أمرا ينتظر الحلول السريعة والرادعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 3 شباط 2022

*************************************

 

الصفحة الحاددية عشر

 

جوائز الابداع .. للعراقيين

 

 

أعلنت مؤخراً نتائج جائزة الشارقة للابداع العربي، وقد فاز فيها عدد من المبدعين العراقيين، وكالآتي:

- سجاد عبدالنبي السلمي/ جائزة الشعر عن مجموعته (لا إسم للاشياء الأولى).

- ميثم هاشم طاهر/ جائزة المسرح عن مسرحيته (العاقر والمهد).

ونوهت لجنة الجائزة برواية (شيطان الرماد) لعلي عواد عبدالله وبمسرحية (من يشتري جنائزي) لقاسم محمد صالح الشمري.

صفحة (الطريق الثقافي) تهنؤ الزملاء بفوزهم وتبارك لهم نجاحهم وتفوقهم، وترحب بما يرد اليها من كتاباتهم.

***************

جوّال ليلي

 

.. أما أنهار العسل فهي لهم

عبدالرزاق الربيعي/ مسقط/ خاص

 

إلى أخي عبدالستار

 

 

“همت  على وجهي كصياد في أعماق الفلاة

يثقل علي خطب أخي

فما لي من راحة وما لي من سكون”

جلجامش

حين زارني أخي

في المنام

كان  التعب

محفورا على حذائه

لم أسأله عن ذبول صبغته بالطبع

 فالطريق من العالم الآخر

طويل

والمطبات كثيرة

لكنه  رغم كل ذلك زارني

أنا المضطجع على ظهر انتظاره

في الظلام المكيّف

*   *   *

قال لي:يبدو انك كبرت

وصرت تكبرني بعقود

بينما كنت أكبرك بسنتين

من المرارات

*   *   *

قلت له:

تعال نقتسم العقود

مثلما كنا نقتسم الخبز والتمر

والأغطية

والليالي الباردة

*   *   * 

فتقاسمناها معا

هو قاسمني منامي 

وأنا قاسمته جنته

*     *    *

شيء من هواء مكيف غرفتي لك

وفاكهة ورمان لي

أما أنهار العسل فهي لهم

*    *   *  

حين أفقت من الجنة

عصر الألم ذاكرة جوالي

لأنني لم أدون رقم  جواله الليلي

والأفدح من هذا 

لم يترك عنوان إقامته الأبدية

**************

نصوص

 

 

 

إبادة جماعيّة

 

 

فوزي السعد

 

أبانا على الأرض

ليس الذي في السماء

بذورُك نحنُ

ومن دفْق صلبك جئنا

نفتّشُ عن منبت دافئ وأمين

لماذا أبانا الرحيم

بلا رحمةٍ منك

ألقيتنا في غياهب

سجنٍ من الواقيات اللصاق ؟

أمنّا تقيك أبانا ؟

لتتركنا مثل غرقى

وفي سائل معتم

نتخبّط في التيه

ليس لنا قشّة

من بقايا الأماني

بها نتعلّق

نمنحُ ما قد تبقّى

لدى بعضنا من بصيص بقاء

ألم يعطك الربُّ هذي الحياة ؟

لماذا أبانا

تخليت عنّا

وأعطيتنا

للفناء ؟!

 

مسقط رأسي

 

 

عبدالحسين بريسم

 

ازيح عن مشهد الليل 

  القمر بعيدا

 ليستقر بديلا  وجهك القمر

مسقط رأسي يلهث خلفي

ورأس قلبي

لايرى الاعشق

الصبايا مسقط0

عطش امر على نبع

تدفق

ولايبلل شفتي منك

بعض ماء

الوذ بشجر نماء

على راحتيك

فتطيرمن تحت اقدامي

العصافير

غيوم امطاري

تحط على غابات شعرك

مشيرة

الي بالضياع 

 انبئني بتاويل قلبي

  على ايما ضفة اطبع قبلاتي

وهذا  الماء قبلات

انبئني بتاؤيل قلبي

 

 

الوزير

 

 

عبد الرزاق الرشيد

كتب الفارس :

( 1 )

أيتها الكثبان ُ كوني سلاما

أيتها الكلمات ُ كوني سترا

لعوراتنا

فابتسم الوزير.

 

سيدي الوزير..

 ( 2 )

أسعدنا حضورك َ البهيُّ

لم تضجر أقدامنا من الانتظار

لكنَّ ثمة َ من يقول :

لن يأتي النهارُ.

 

 

 

قيلَ للذي يؤتى ولا يأتي :

 ( 3 )

علمنا ما يحدثُ عندَ الليل ،

ولكن أية قيلولةٍ يبحث عنها...

معالي الوزير ،

عند انتصاف النهار .

 استيقظَ (حارثٌ) من نومهِ العميق

 ( 4 )

أتعسنا القلقُ ،

لَمْ يكن هنالك وزيرٌ..

بل فارسٌ مستضعفٌ

يحملُ بكلتا  يديهِ

طلباً

للتعيين.

**********

د. سيد القمني .. وداعاً

 

ودعنا مؤخراً المفكر العربي البارز د. سيد القمني (1947 – 2022) الذي عرف بمواقفه الفكرية التقدمية وانتصاره للدولة العلمانية ودراسة التراث العربي الإسلامي، دراسة علمية تنويرية عن طريق تخصصه الاكاديمي في فلسفة الأديان وعلم الاجتماع الديني.

من ابرز مؤلفاته:

- الاسلاميات/ 3 أجزاء (الحزب الهامشي، حروب دولة الرسول، النسخ في الوحي).

- النبي موسى/ 4 أجزاء، - الأسطورة والتراث، - اهل الدين والديمقراطية، - قصة الخلق، - رب الثورة، رب الزمان، السؤال الأخير.

- الفاشيون والوطن، النبي إبراهيم (التاريخ المجهول).

**********

(مرسى ادب) و(كربائيلو): اهلاً

 

التقى الزملاء د. عمران الخياط، د. جاسم محمد جسام، د. نصير لازم، لطيف عبد سالم، رائد القريشي، حسن النجار وشكلوا طاقم مجلة جديدة صدرت بإسم (مرسى ادب) ساهم في عددها الأول (39) كاتبة وكاتب.

فيما أصدر اتحاد ادباء وكتاب كربلاء مجلتهم (كربائيلو) التي ترأس تحريرها الزميل سلام البناء وتكونت هيئة تحريرها من: صباح السيلاوي و د. عمار الياسري. ساهم في العدد البكر (13) كاتبة وكاتباً.

اهلاً بالزميلتين.. اهلاً بالكلمات النيرة التي تغني المشهد الثقافي العراقي الجديد.

**************

يوسف أبو الفوز يوقع في بغداد روايته الجديدة (مواسم الانتظار)

بغداد ــ طريق الشعب

 

صدرت مؤخرا، للكاتب الروائي يوسف أبو الفوز، وعن دار المدى، رواية بعنوان (مواسم الانتظار)، وحضرت (طريق الشعب) مراسيم توقيع الرواية، وسط حضور جمهور مميز، ضمن فعاليات معرض العراق الدولي في بغداد في كانون الاول/ ديسمبر العام الماضي. ادار حفل التوقيع الصحفي حسين رشيد، الذي رحب بالكاتب وأشاد بمسيرته الأدبية، وفي ختام المراسيم وقع أبو الفوز للقراء نسخا من روايته، التي جاءت بـ 524 صفحة من القطع المتوسط، بطباعة أنيقة وغلاف من تصميم ماجد الماجدي. 

تتناول الرواية واقع وهموم المجتمع العراقي في ظل حقب حكم حزب البعث الشوفيني، من فترة الاربعينات حتى نهاية سبعينات القرن الماضي بما في ذلك فترة تجربة (الجبهة الوطنية والتقدمية) وما تبعها من حملة إرهابية بوليسية عانى منها أبناء الشعب العراقي. وبين الكاتب أبو الفوز بحكم كون الرواية شكل من البحث الأنثروبولوجي فأنه معني بالإنسان العراقي وما يعانيه بسبب من انعكاس الأوضاع السياسية عليه وهكذا سنتعرف في صفحات الرواية على مختلف الشخصيات وبمختلف المواقف والرؤى، لتعكس قصة جيل الكاتب وهمومه ومعاناته خلال تلك الفترة العصيبة.

وأشار أبو الفوز الى ان الرواية ذهبت أيضا الى صحراء السماوة لتغطي حياة مجموعة من الصعاليك وقطاع الطرق، واجتهدت من خلال ذلك لعكس علاقة بدو الصحراء بسجن نقرة السلمان الرهيب الذي غيب خيرة أبناء الشعب العراقي من المناضلين، وتفترض الرواية أيضا زيارة للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي لأثار الوركاء ومدينة السماوة، وتتابع الزيارة وتورد تفاصيل مثيرة عنها وانطباعاتها عن الشعب العراقي.

وذكر الكاتب لـ (طريق الشعب) بأنه وفاء لمدينته السماوة وتاريخها النضالي، حاول عكس تاريخ المدينة واهم الاحداث التي حصلت فيها وأبرز مناضليها وشهدائها، فخصص صفحات لانتفاضة السماوة حين استقبلت قطار الموت عام 1963، وفي هذا عمد الى الاستناد الى روايات سمعها من عائلته وسكان المدينة.

وأكد الكاتب بأنه عمد الى بناء شخصياته معتمدا مخيلته الروائية، التي تستند الى واقع عاشه وجيله، والاجيال التي سبقته، لذا فهو لبناء شخصياته معني بهذا الواقع كثيرا، فحرص على ان تحمل شخصياته ملامح من ناس عرفهم وعايشهم من أبناء جيله، يحملون هموم وتطلعات ومعاناة أبناء العراق، وإذ تعيش هذه الشخصيات في مدن عراقية مختلفة، حرص على استعادت وبعث أجواء وحياة هذه المدن، كما حصل مع مدينته السماوة، التي حاول ان يرسم لها صورة باهرة حيوية كما عاشها في  سنوات شبابه الأول، فلجأ من اجل ذلك الى مراجعة المئات من الصور والعديد من الخرائط والوثائق واجراء العشرات من اللقاءات مع أبناء المدينة، منقبا عن التفاصيل والحكايات والأشخاص، ليبثها في ثنايا الكتاب، بما يخدم الفعل الدرامي وتطور الاحداث ومصائر الشخصيات.

 

*************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

الفرات المغرّد

 

عن “دار الضياء للطباعة” صدر حديثا الجزء الأول من كتاب “الفرات المغرد/ من ذاكرة الأدب الشعبي العراقي”، لمؤلفه كاظم السيد علي.

يتناول الكتاب نخبة من أعلام الشعر الشعبي العراقي، موثقا بشكل مختصر، أبرز محطاتهم الحياتية والإبداعية، ومقتطفات من نتاجاتهم الشعرية.

من بين الأسماء التي وردت في هذا الجزء: إبراهيم الخليل أبو شبع، باقر كامل، جياد الأعمى، حمادة الصفار، رسول محيي الدين، زاير الدويج، زامل سعيد فتاح، صاحب الضويري، ضياء محمد حنتوش وطاهر الحسني.

 

*************

 

 

احتفال مركزي في يوم الشهيد الشيوعي

 

 

بغداد – طريق الشعب

تقيم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السبت القادم 12 شباط 2022، احتفالا استذكاريا مركزيا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي.

يبدأ الاحتفال عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بارك السعدون.

والدعوة عامة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو النجف يستذكرون الانقلاب الدموي

 

النجف - احمد عباس

 

عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أول أمس الثلاثاء، جلسة حوارية في مناسبة الذكرى 59 لانقلاب شباط 1963 الدموي.

تحدث في الجلسة التي حضرها جمع من الشيوعيين، عضو اللجنة المحلية الرفيق صالح العميدي، متناولا الظروف التي سبقت الانقلاب، وأيام الانقلاب وما شهدته من مجازر دموية بحق الشيوعيين وسائر الوطنيين من أبناء الشعب.

كما تطرق إلى دور أبناء مدينة النجف في مواجهة الانقلابيين.

وساهم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال، في الحديث عن ثورة 14 تموز 1958، ومنجزاتها التي أغاضت القوى الامبريالية والرجعية المحلية والإقليمية، حتى تآمرت على الثورة وأجهضتها عبر انقلاب شباط الدموي.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الرفاق الحاضرين، وتطرقوا فيها إلى النتائج المأساوية التي خلفها الانقلاب.

من جانب ذي صلة، عقدت اللجنة الأساسية للحزب في قضاء المناذرة، جلسة استذكار في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 12 شباط.

واستذكر المشاركون في الجلسة، شهداء حزبهم وبطولاتهم وتضحياتهم في سبيل وطنهم وشعبهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

400 بطانية من شبيبة ألقوش للنازحين

 

ألقوش – طريق الشعب

وزع فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، مساعدات عينية على العائلات النازحة في “مخيم شاريا” بمحافظة دهوك.

وتضمنت المساعدات التي جاءت بدعم من الجمعية العراقية الكندية ورابطة الطلبة العراقيين في أوتاوا، 400 بطانية.

وتأتي هذه المبادرة الإنسانية، للتخفيف من معاناة العائلات النازحة، التي عاشت ولا تزال تعيش، أياما صعبة في ظل انخفاض درجات الحرارة والأمطار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العراق يسترد مئات القطع الأثرية من لبنان

 

بغداد – وكالات

أعلنت وزارة الثقافة، الاثنين الماضي، عن استرداد العراق مئات القطع الأثرية من لبنان.

وقالت الوزارة في بيان لها، ان “الجهود المبذولة من وزارات الثقافة والخارجية والعدل، وجهاز الأمن الوطني، وبحسب إجراءات لجنة الأمر الديواني رقم 1 لسنة 2021، تكللت باستعادة 337‪   قطعة أثرية عراقية من متحف نابو في لبنان”، مشيرة إلى ان استلام القطع

تم خلال احتفالية رسمية أقيمت الأحد الماضي في العاصمة بيروت.

 

**************

 

تحت “نصب الشهيد”.. متحف يوثق ذاكرة السجناء السياسيين العراقيين

 

بغداد – عبد القادر أحمد العيداني

 

افتتحت مؤسسة السجناء السياسيين، يوم الاثنين 31 كانون الثاني الفائت في بغداد، “متحف السجناء السياسيين”.

يضم المتحف الذي احتضنته القاعة المتحفية الكبيرة تحت “نصب الشهيد”، صورا ومقتنيات تعود لسجناء سياسيين قضوا فترات من حياتهم في معتقلات وأقبية الأنظمة الدكتاتورية، مثل نكرة السلمان وأبو غريب وسجني الحلة وبعقوبة ومعتقلات الحرس القومي والأجهزة الأمنية والاستخبارية.

واحتل قسم سجن نكرة السلمان، مساحة بارزة من المتحف. إذ عرضت فيه قرابة 400 صورة للسجن، أحجامها بين (A3)و (A4). كما عرضت كتب ومؤلفات عنه، فضلا عن وثائق تدين الحكام الطغاة، منها مقتبسات أحكام عرفية بحق مناضلين، وقوائم بأسماء الكثيرين من السجناء الذين قضوا سنوات من عمرهم في هذا المعتقل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموصل تشهد إعادة افتتاح اول مسرح منذ تحريرها

 

 

الموصل – وكالات

أعادت جامعة الموصل، الاثنين الماضي، افتتاح مسرحها الكبير، ليكون بذلك أول مسرح يفتتح في المدينة منذ تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو 5 أعوام.

وكان هذا المسرح، الذي يسع قرابة 1500مقعد، قد تعرض للخراب منذ احتلال عصابات داعش المدينة، إلا انه تمت إعادة إعماره بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يو ان دي بي”.

وبحسب ما نقلته وكالات أنباء، فإن المسرح أعيد افتتاحه في حفل رسمي حضرته شخصيات أكاديمية وثقافية بالإضافة إلى طلبة الجامعة.

وتخللت مراسيم الافتتاح، فقرات خطابية وفنية منوعة. إذ قدمت كلية الفنون الجميلة عرضا مسرحيا بعنوان “بانوراما العودة”، يحاكي ما تم عرضه على خشبة مسرح الجامعة من اعمال فنية، قبل احتلال داعش المدينة.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في كركوك.. انتكاسة لـ“سوق القيصرية”

 

كركوك – وكالات

يعد “سوق القيصرية” واحداً من أبرز معالم مدينة كركوك. فهو بالإضافة إلى كونه مقصدا مهما للمتبضعين من أهالي المدينة، قبلة للسائحين الأجانب وأبناء المحافظات الأخرى.

وبحسب ما وثقته وكالات أنباء، فإن هذا السوق يعاني اليوم تراجعا واضحا في أعداد مرتاديه، بسبب أعمال ترميم طرأت عليه واستمرت عامين كاملين، ما اضطر المتبضعين إلى تغيير وجهتهم نحو أسواق أخرى.

وتأسس “سوق القيصرية” عام 1855، ومنذ ذلك الحين لم يشهد أي أعمال ترميم، حتى العام 2019 بعد تعرضه لحريق التهم كل محاله التجارية. وقد جرت أعمال الترميم على أيدي خبراء متخصصين في المباني التراثية، وبإشراف “مؤسسة تيكا” التي تعنى بالآثار والمعالم الحضارية.

أصحاب المحال التجارية شكوا في حديث صحفي تراجع الإقبال على السوق، منذ انطلاق أعمال الترميم، مؤكدين أن هذا التراجع لا يزال مستمرا بالرغم من إعادة افتتاح السوق، كون المتبضعون غيروا وجهاتهم.

وقال خليل جوهر امين، احد اشهر الصاغة في السوق، ان “ازدياد المحال التجارية في مختلف أرجاء مدينة كركوك، بالإضافة إلى إغلاق السوق اثناء الترميم وبعدها بسبب تفشي جائحة كورونا، كل ذلك أفقد السوق صفة المركز التجاري”.