اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

اتفاقات “اللحظة الاخيرة” قد تنقذ الموقف.. جلسة البرلمان اليوم.. هل يكتمل نصابها؟

 

بغداد ـ طريق الشعب

من المقرر أن ينتخب مجلس النواب، رئيساً للجمهورية، في الجلسة التي تقرر عقدها اليوم الاثنين، لكن الخلافات والجدل المثار حول بعض المرشحين للمنصب وقرار المحكمة الاتحادية بخصوص النصاب، ومن بعد ذلك مقاطعة الكتلة الصدرية الجلسة، كل هذا قد يلقي بظلاله على إمكان تأمين النصاب الدستوري لعقدها.

وفي مقابل ذلك، تستعد قوى الاطار التنسيقي الى تعزيز حظوظ عقد الجلسة لتمرير مرشحهم الى قصر السلام.

وهناك 25 شخصية رشحوا لمنصب رئيس الجمهورية، بانتظار عقد الجلسة اليوم الاثنين.

وخلصت المحكمة الاتحادية، بخصوص تفسير المادة 70 أولاً من دستور جمهورية العراق لعام 2005، إلى أن مجلس النواب ينتخب رئيساً للجمهورية من بين المرشحين لرئاسة الجمهورية بأغلبية ثلثي مجموع عدد أعضاء مجلس النواب، ويتحقق النصاب بحضور ثلثي مجموع عدد أعضاء مجلس النواب.

وبناء على ذلك، فإن عقد الجلسة يتطلب حضور ٢٢٠ نائباً من أصل عدد أعضاء البرلمان الكلي البالغ ٣٢٩. أما في حال عدم اكتمال النصاب فتؤجل الجلسة، ويستمر رئيس الجمهورية الحالي في عمله كتصريف أعمال، وفق المادة ٧٢/ ثانيا من الدستور العراقي.

وقررت المحكمة الاتحادية العليا، يوم امس، “ايقاف اجراءات انتخاب (هوشیار محمود محمد زيباري) لمنصب رئيس الجمهورية مؤقتاً لحين حسم الدعوى”، التي تقدم بها أربعة نواب هم: (علي تركي جسوم، وديلان غفور صالح، وكاروان علي يارويس، وكريم شكور محمد) أشاروا فيها إلى أن ترشيح زيباري مخالف لأحكام الدستور.

 

مقاطعة الجلسة

وأعلنت الكتلة الصدرية في مجلس النواب، مقاطعة جلسة اليوم الاثنين، الخاصة بالتصويت على اختيار رئيس للجمهورية.

وذكر رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري، في كلمة مقتضبة له يوم أمس الاول، انه “تقرر تجميد المفاوضات مع جميع الكتل السياسية بخصوص تشكيل الحكومة القادمة وحتى اشعار اخر، وفقاً لأوامر من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر”.

وأضاف العذاري ان “الكتلة الصدرية قررت مقاطعة الجلسة، وعدم حضور كافة أعضاء الكتلة الصدرية جلسة مجلس النواب الخاصة باختيار رئيس الجمهورية، ويستثنى من ذلك النائب الاول لرئيس مجلس النواب”.

وكانت الكتلة الصدرية اتفقت مع تحالف سيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني على اختيار محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب العراقي، فضلاً عن تفاهمات اولية بشأن ترشيح هوشيار زيباري لرئاسة الجمهورية، من أجل انتخابه في جلسة البرلمان المزمع عقدها اليوم، فيما يتمسك الاتحاد الوطني الكردستاني بمرشحه برهم صالح، علما ان الاتحاد الوطني الكردستاني احتفظ بهذا المنصب بعد عام 2003.

لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا نواب كتلته الى عدم التصويت لأي مرشح لرئاسة الجمهورية، إذا لم يكن “مستوفيا للشروط”. ونقلت وكالات الأنباء عن احد نواب الكتلة الصدرية الذي رفض الكشف عن هويته قوله: إن “قرار الانسحاب موجه للاكراد، وبشكل خاص للحزب الديمقراطي، من أجل الاتفاق على مرشح كردي واحد لمنصب رئيس الجمهورية”.

وأضاف أن زيباري “لم يحظ بالتوافق الوطني والشعبي في ظل الاعتراضات السياسية والشعبية عليه”.

 

الانسحاب فرصة جديدة

وفي السياق، قال رئيس مركز التفكير السياسي، احسان الشمري، أن “انسحاب الكتل السياسية من جلسة اليوم، يشكل محاولة لإيجاد وقت يمكن من خلاله ان تستكمل القوى السياسية مفاوضاتها”.

وأضاف الشمري لـ”طريق الشعب”، أن “انسحاب الكتلة الصدرية من جلسة اليوم، يعد فرصة جديدة للديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني للتوافق حول مرشح جديد لهم”.

وعدّ الشمري الانسحابات من جلسة اليوم “مؤشراً جديداً على تفجر الخلافات وعدم وصول القوى السياسية الى اتفاقات نهائية، ليس فقط على رئاسة الجمهورية، انما على رئاسة الحكومة والمناصب التنفيذية والية توزيعها”.

ويميل الشمري الى احتمالية تأجيل عقد الجلسة، في ظل عدم وجود اتفاقات بين الاطار التنسيقي والكتلة الصدرية.

 

احترام التوقيتات الدستورية

من جهة اخرى، قال مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، ان “قرار المحكمة الاتحادية الاخير، الذي يتعلق بآلية انتخاب المرشحين الى منصب رئيس الجمهورية، وأزمة الكتلة الأكبر وتداعيات ذلك، الى جانب الخلافات المتواصلة بين القوى السياسية، كل ذلك يقود الى عدم احترام التوقيتات الدستورية”.

ورجّح المصدر عدم عقد جلسة البرلمان اليوم الاثنين، ما لم يحصل توافق أو ما سمّاه “اتفاق اللحظة الاخيرة”، فيما عدّ ما يحصل “مؤشرا ـ الى درجة كبيرة ـ على مدى الاستهانة بالدستور وتأويل مواده لخدمة أغراض سياسية معينة”.

وزاد المصدر أن “ما يحصل من صراعات وتجاذبات، بعيدا عن مصالح المواطنين، يلقي بظلاله على سير العملية الديمقراطية واستحقاقاتها، وكذلك على حياة المواطنين، وما ينتظرونه من انجاز الاستحقاقات الدستورية المطلوبة”.

 

الجلسة.. معلقة

وعلّق الخبير القانوني، علي التميمي، في تصريح صحفي على قرار المحكمة الاتحادية قائلاً: إن “جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد باتت “معلقة” على اثر قرار المحكمة الخاص بترشيح زيباري.

وقال التميمي، إن الأمر الولائي للمحكمة الاتحادية الذي صدر أمس، لم “يوقف ترشيح هوشيار زيباري فقط، بل أوقف كل إجراءات جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد”.

 

ترجيحات بالانسحاب

وتشير بعض الترجيحات إلى أن مقاطعة الكتلة الصدرية، قد تتبعها مقاطعة قطبي التحالف الثلاثي “سيادة (الذي يضم عزم وتقدم)، والديمقراطي الكردستاني”.

ورجّح النائب عن تحالف سيادة، مشعان الجبوري، عدم مشاركة تحالفه والديمقراطي الكردستاني في جلسة البرلمان اليوم.

ويصل مجموع نواب “التحالف الثلاثي” إلى 172 مقعداً من إجمالي 329 نائباً، (الكتلة الصدرية 74 مقعداً، تحالف سيادة 67 مقعداً، والحزب الديمقراطي 31 مقعداً)..

 

****************

 

على طريق الشعب.. ٨ شباط الذكرى المشؤومة

 

تحل يوم غد الذكرى المشؤومة لانقلاب ٨  شباط  ١٩٦٣ الأسود،  الذي اغتال ثورة الرابع عشر من  تموز ١٩٥٨، وقطع الطريق على عملية التطور والبناء والعمران والتقدم التي اطلقتها الثورة في شتى الميادين، وادخل بلادنا من شمالها الى جنوبها في سجن رهيب،  مارس فيه الانقلابيون شتى أنواع القتل والتعذيب والاعدام، وهتك الاعراض وامتهان كرامة الانسان .

لقد فتح الانقلاب الفاشي الذي قامت به وخططت له القوى المتضررة من قيام الثورة المجيدة  واجراءاتها التقدمية، وبدعم عربي وإقليمي ودولي، فتح الطريق على مصراعيه لاوضاع عدم الاستقرار والاضطراب والحروب الداخلية والخارجية، ولمسلسل الانقلابات العسكرية، حتى اكتملت صورة الارتداد بقيام الدكتاتورية الشوفينية، وما جلبته من كوارث ومآسي لبلدنا وشعبنا، اللذين ما زالا يعانيان من تركتها الثقيلة، وما ارتكبت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، طالت العراقيين جميعا على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم .

في صبيحة ٨  شباط  والأيام التي تلته، وما رسمه البيان رقم ١٣ الذي لا مثيل له الا عند الفاشيين والنازيين وامثالهم ، امتدت يد القتلة المجرمين الى الآلاف من خيرة بنات وأبناء شعبنا، من الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين، وفي صدارتهم الرفيق الشهيد  سلام عادل، والصفوف الطويلة من قادة الحزب وكوادره واعضائه  وانصاره ، اضافة الى قادة الثورة المغدورة من العسكريين والمدنيين، وعلى رأسهم الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم.  

ونحن إذ نستعيد اليوم هذه الذكرى المؤلمة، ونتوقف عند تضحيات الشهداء، ونفتخر ونعتز بالمقاومين الابطال، وتفاني عوائل المناضلين ومعاناتهم، حريّ بنا ان نستعيد الدروس الغنية لما رافقها من احداث، وان يستلهمها  جميع من يريدون الخير للوطن والرقي والتقدم لشعبه.

وتؤكد تجربة بلادنا ان راية معاداة الشيوعية والمناضلين من اجل قيم الخير والسلام والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، لا تجلب الا الخزي والعار لحملتها ومن يقف وراءهم ويساندهم ويدعمهم. وانهم بفعلهم هذا، وشاؤوا ام أبوا، انما يلحقون الضرر الفادح  بمصالح البلد وشعبه، ويجعلونهما عرضة للهزات وللنكوص والتراجع ، ولضياع فرص البناء والنمو  وفرص تمتع الانسان العراقي  بخيرات بلاده وبالحياة الحرة الكريمة .

والتجربة تقول أيضا بأهمية وضرورة الديمقراطية، نهجا وحكما واسلوبا وممارسة، بلا انتقاص وتشويه وقضم ومصادرة، تحت أي عنوان، وان من شأن الاخلال بذلك ان يتسبب في انتهاك حريات الانسان وحقوقه، وضياع أسس البناء السليم للدولة المدنية المعاصرة، دولة المواطنة والقانون والمؤسسات .

كذلك تؤكد التجربة والدروس المستخلصة من مسيرة بلادنا، مجددا، أهمية وضرورة منع  أيّ مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح واللجوء الى القوة والاكراه، تحت أي مسمى كان، ورفض اي وجود ميليشياوي ومسلح خارج اطر الدولة ومؤسساتها الدستورية، وان يكون ذلك من ثوابت العمل السياسي العراقي، مثل تحريم الاستعانة بقوى خارجية وتنفيذ مشاريعها واجنداتها.   

اننا اذ نستذكر باستنكار جريمة 8 شباط 1963 النكراء ، ونحيي باعتزاز كبير تضحيات الشهداء ومآثر المقاومين، ونتضامن مع عوائلهم الكريمة ونطالب بانصافها، نجدد العزم على مواصلة العمل والعطاء، والسير على خطاهم نحو حرية الوطن وسعادة الشعب .

 

***************** 

راصد الطريق.. قرار قراقوشي!

 

قررت دائرة الصحة في النجف إيقاف مخصصات دعم الأطباء المقيمين البالغة  ٥٠ في المائة، كما أوقفت مخصصات الإداريين البالغة ٣٠ في المائة، وان يستمر ذلك حتى ورود موازنة ٢٠٢٢ والطلب من  وزارة المالية تسديد تلك المخصصات .

وبررت الدائرة قرارها بالاشارة الى ان “نسبة الصرف هي ١/١٢ من الانفاق الفعلي لعام ٢٠٢١، ونظرا لعدم ورود بعض المصروفات لعام ٢٠٢١ فقد حدث عجز نقدي”!

ان للكوادر الصحية  في النجف الحق الكامل في التساؤل عن السند القانوني لهذا الاجراء الغريب، فيما تتسابق دول العالم في تقديم الدعم “ للجيش الأبيض “ وهو يتصدى لجائحة كورونا .

من جانب آخر ليس صحيحا ولا منطقيا ان تلقى تبعات إخفاقات الوزارات والمؤسسات الحكومية على عاتق المواطنين، في وقت تضيق فيه دائرة الدعم الحكومي للعديد من المجالات، وتشح فرص العمل (باستثناء ما للمتنفذين ومريديهم) ، وتشتد معاناة الناس من سوء الخدمات العامة .

واذا كان هناك توجه جدي لضغط النفقات، فمجالات ذلك معروفة ومؤكد ان ليس من ضمنها رواتب المواطنين ومخصصاتهم.          

 

********************

 

الصفحة الثانية

 

مؤتمر الفاو: 30 دولة تناقش ملفات عدة ببغداد

 

بغداد ـ طريق الشعب

أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف، أمس الأحد، أن مؤتمر الفاو ستحضره 30 دولة.

وقال النايف في تصريحات صحفيّة، إن مؤتمر الفاو الذي يفتتح في بغداد اليوم الاثنين “ستحضره 30 دولة، ومنظمة الغذاء الزراعي الدولية، اضافة الى عشرين وزيرة”، مبينا أنه “سيكون بوابة مهمة لزيادة الدعم للقطاع الزراعي في العراق”.

وأوضح أن “انعقاد المؤتمر في بغداد يعد رسالة إلى العالم باستقرار الوضع الأمني في العراق”، مشيرا إلى أن “القطاع الزراعي في العراق يعاني من التردي ويحتاج إلى دعم دولي من منظمة الفاو العالمية للغذاء وأن هذا المؤتمر قد جاء بهذا الاتجاه”.

وأضاف النايف أن “المؤتمر سيناقش عدة ملفات، منها ملف الماء”، مشيرا إلى أنه “تمت دعوة وزيري الزراعة الإيراني والتركي على هامش المؤتمر لمناقشة ملف المياه لغرض تأمين حصة العراق المائية”.

 

****************

 

اضاءة.. الفساد .. تحد كبير امام الحكومة القادمة

 

محمد عبد الرحمن

 

 منذ مدة والمسؤولون المتنفذون يقولون ان العراق ورث تركة ثقيلة من سوء الإدارة والفساد ، لكنهم لم يقولوا من الذي سبّب ذلك وقاد بلادنا الى ما وصلت اليه من اوضاع متردية على كل المستويات . حتى صحّ تماما القول ان الفساد معضلة كبيرة، وقد غدا اخطبوطا متحديا  كبير امام المسؤولين والحكومة القادمة .

لنتذكر ان كل رؤساء الوزارات قالوا وصرحوا ان لديهم  ملفات فساد لو تم الكشف عنها لانقلب عاليها سافلها ولتدحرجت رؤوس كبيرة، حسب تصريحاتهم بالطبع. وهذا كله موثق ومحفوظ، على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التي اجرت مقابلات مع هؤلاء وغيرهم . 

فمن من هؤلاء سيُقدم اذا ما استلم منصبا جديدا في سوق تقاسم الحصص والمناصب وغدا  صاحب قرار، على فتح الملفات جميعا، ما ثقل منها وما خف وزنه؟ وهل التوافقات التي يجري الحديث عنها تتيح تحقيق هذا الاختراق؟ ام ستجري المفاضلة بين البقاء في المنصب وبين قول كلمة الحق التي ينتظرها  الشعب العراقي بفارغ الصبر؟!

من المؤكد ان السير على المنوال السابق والتوافقات (غير السياسية المبنية على برامج سياسية طبعا)  سيثقل التحرك نحو مكافحة جادة للفساد، مهما حسنت النوايا واطلق من وعود حماسية  بالقضاء عليه وتدشين طريق الإصلاح. وقد بات معروفا ان لا اصلاح  جديا ما دامت ملفات الفساد قديمها وحديثها مركونة تنتظر من ينفض عنها الغبار! 

ولقد بدأنا  منذ الان، والحكومة لما تتشكل بعد، نسمع عن مبررات ودوافع لعدم الخوض في هذا الملف الشائك “حفاظا على  السلم الأهلي” ، ومراعاةً لهذا المكون او ذاك الزعيم. وإن استمر الحال على هذا المنوال فان ارقام الفساد ستغدو خيالية، ولن ينال منها شيء حتى لو تجاوز سعر  النفط حاجز الـ ١٥٠ دولارا للبرميل، كما صرح خبراء.

والحديث هنا لا يتعلق بفساد معيّن كالرشى، والحصص في العقود، وتهريب النفط ، وتجارة المخدرات، والتعيينات، وتجارة السلاح، والاستيلاء على عقارات واراضي الدولة، وتهريب وغسيل الأموال، بل ويشمل كل ما يخص مفردة الفساد، بما في ذلك استغلال المنصب الحكومي العام وتوظيفه لأغراض ومنافع شخصية ضيقة، او تصل الى المقربين والمؤيدين.

ومن المؤكد ان هذا الملف الشائك يصعب وضع حلول ومعالجات شاملة له مع ضعف الدولة ومؤسساتها وعدم فاعلية القضاء، ومع تفاقم دور السلاح المنفلت. والأنكى ان تقوم القوى السياسية بحماية من له علاقة بها بمختلف الاشكال، بضمنها طبعا سن القوانين حمّالة الأوجه ، والحدّ من فرض قوة القانون على الجميع .

قد يستمر عمل هيئة النزاهة واعلانها عن هذا الملف او ذاك وحتى شمول هذا الوزير او من كان في منصب درجة  خاصة. ولكن هذا ليس محاربة للفساد ،او في الأقل الحد منه، والدليل تكشفه مراقبة وتتبع الإعلانات الصادرة عن هيئة النزاهة ذاتها، والتي لا تشير الا الى تصاعد مؤشرات الفساد والتفنن في ذلك.

ان المحاربة الجادة للفساد تشكل تحديا كبيرا امام اية حكومة قادمة، والامل في ان لا نسمع مرة ثانية ومن جديد العبارة الاثيرة على قلوب المتنفذين: “الموضوع  شائك ويحتاج الى وقت”!

فهو ملف شائك فعلا ومعقد وتتقاطع فيه مصالح، لكن توفرالإرادة السياسية  قادر على معالجته.

فهل لهذه الإرادة وجود؟          

 

****************

 

احتجاجات في خمس محافظات.. فرص العمل واعادة المخصصات.. أبرز المطالب

 

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت خمس محافظات عراقية في الايام الماضية تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير فرص العمل، واعادة صرف مخصصات الموظفين في قطاع الصحة، واقالة المسؤولين في مديريات الصحة.

 

 

 

حملة الشهادات

وجدد العشرات من حملة الشهادات العليا وخريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار تظاهراتهم أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال المتظاهر حسين احمد لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة وعدتنا في وقت سابق بالاستجابة لمطالبنا مقابل ايقاف التصعيد الاحتجاجي”، مشيرا الى ان “الاتفاق نص على رفع قوائم بالأسماء من اجل توفير فرص عمل لهم”.

واضاف ان “الحكومة تحاول التنصل من هذا الامر، في مشهد اعتادت على فعله مع جميع الخريجين”، مؤكدا ان “هذه التصرفات تزيد الفجوة بين المواطنين والحكومة، ما يعني فقدان الثقة مع صانع القرار السياسي”.

 

الكوادر التمريضية

في الاثناء، تظاهر العشرات من الكوادر التمريضية وذوي المهن الصحية أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بإقالة مدير عام الدائرة سعدي الماجد على خلفية تراجع الواقع الصحي وعدم وجود المستلزمات والعلاجات الطبية داخل المستشفيات وتأخير رواتب المنتسبين.

وذكر المتظاهر محمد قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “مستشفيات محافظة ذي قار تعاني من قلة تواجد الكوادر الطبية وإهمال المرضى الراقدين من دون اي تحرك من إدارة الدائرة”، مشيرا الى “ضرورة اقالة مدير عام الدائرة وتكليف مدير جديد يعمل على تحسين الواقع الصحي”.

واضاف ان “الموظفين المحتجين دعوا لتوفير الاحتياجات من الادوية وصرف الاعاشة للمنتسبين والادوية لمركز القلب”، معتبرا ان “الاهمال الذي يطال مستشفيات المحافظة هو استهانة بحقوق المواطنين”.

 

الكاظمي.. وعد

الى ذلك، تظاهر عدد كبير من خريجي محافظة المثنى، أمام مقر الحكومة المحلية، مطالبين بتحقيق الوعود السابقة بتوفير فرص عمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية بإكمال الإجراءات الخاصة بهم والتي صدرت من قبل رئيس الوزراء عند زيارته للمحافظة قبل عدة أشهر”، مبينا ان “رئيس الوزراء وعد خريجي المحافظة بتوفير فرص عمل لهم، لكننا للآن بلا عمل”.

المزارعون

من جانبهم، جدد عدد من أصحاب الأراضي الزراعية في منطقة الزريجي التابعة لقضاء شط العرب شرق البصرة، مطالبتهم بإلغاء قرار وزارة النفط الأخير الذي ينص على إيقاف لجان التعويض الرضائي لأصحاب تلك الأراضي.

وقال عدد منهم خلال وقفة احتجاجية نظموها امام دائرة نفط البصرة، ان وزارة النفط عوضت بعضا من اصحاب الاراضي الممتدة من التنومة الى شمال القرنة، وجزءا كبيرا منهم لم يتسلم مستحقاته الى الان.

واضافوا انهم سيلجأون الى قطع الطرق المؤدية الى الحقول النفطية قرب اراضيهم واسترجاع اراضيهم، في حال عدم تنفيذ مطالبهم من قبل الوزارة، على حد قولهم.

 

موظفو دائرة الصحة

وفي محافظة النجف، اغلق العشرات من موظفي دائرة الصحة مبنى دائرتهم، احتجاجا على قرار مدير عام الصحة بحجب مخصصاتهم.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من موظفي دائرة صحة النجف اغلقوا مبنى الدائرة، احتجاجا على قرار حجب مخصصاتهم ورواتبهم بسبب الضائقة المالية”، كما تقول دائرة الصحة.

من جهتهم، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية في محافظة واسط، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “التظاهرة اكدت ضرورة العمل على ايجاد حلول لمشكلة البطالة التي يعاني منها اغلب الخريجين”.

وفي قضاء الزبيدية، تظاهر المئات من شباب القضاء في محافظة واسط، مطالبين بتوفير الخدمات للقضاء.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، شاكر القريشي فإن “التظاهرين تجمعوا في ساحة الساعة وسط المدينة ثم انطلقت التظاهرة الى شارع المحكمة، باتجاه قائم مقامية قضاء الزبيدية مرددين شعارات، ضد الفساد وتسويف المطالب”، مضيفا ان “المحتجين طالبوا الحكومتين المحلية والمركزية، بمعالجة الوضع المزري في المدينة والنقص الحاد بالخدمات”.

 

*************

 

محلية المثقفين تندد بالقصف التركي

 

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت محلية المثقفين، صباح يوم الجمعة الماضي، وقفة احتجاجية في شارع المتنبي، استنكرت فيها العدوان التركي على الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق.

وتجمع رفاق الحزب واصدقاؤه، حاملين لافتات ورددوا شعارات نددت بالقصف على المناطق والقرى الآمنة.

من جهته، أكد الرفيق عبد الله غالب، عضو الأساسية الطلابية للمحلية، ضرورة وضع حد للقصف التركي المتكرر على الأراضي العراقية، وخرق السيادة الوطنية.

وشدّد غالب في حديث لـ”طريق الشعب” على ضرورة ان “تستخدم الحكومة العراقية كل ما تمتلك من وسائل سياسية واقتصادية ودبلوماسية، وتقديم شكوى الى الأمم المتحدة لوضع حد للانتهاكات التي تقوم بها تركيا وفق القانون الدولي”.

وقال غالب “اننا إذ نشجب ونستنكر خرق تركيا للسيادة الوطنية، نؤكد رفضنا لاي اعتداء يقوض من هيبة العراق ويخرق سيادته، من أي طرف كان”.

وخلص الى ان “هذه الاعتداءات والترهيب للعوائل الامنة، سيستمر ويتكرر إذا لم يكن هناك موقف حازم وصارم من الحكومة العراقية تجاه الطرف المعتدي”.

 

***************

 

تعزية

 

عائلة الفقيدة الدكتورة عواطف جبو المحترمين

بألم وأسى تلقينا خبر وفاة الرفيقة العزيزة الدكتورة عواطف جبو ، التي اختطفها مرض خبيث الاسبوع الماضي في العاصمة التشيكية براغ.

لقد خسرنا بوفاتها المفاجئة مواطنة عراقية وفيّة ومخلصة لوطنها وشعبها، وبارّة بعائلتها التي قدمت التضحيات من اجل اقامة العراق المدني الديمقراطي. وهي شقيقة الشهيد الرفيق النصير الدكتور سلمان جبو، الذي افتدى الوطن بدمه اوائل ثمانينات القرن الماضي في كردستان العراق.

نشارككم الاحزان ونتوجه بالمواساة الحارة اليكم جميعا، والى رفيقات ورفاق الفقيدة واصدقائها ومحبيها.

وللرفيقة الغالية الراحلة عاطر الذكر في كل حين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

3 شباط 2022

 

*****************

 

عقدت اللجنة العليا للتيار الديمقراطي العراقي، المنتخبة في المؤتمر الثالث للتيار (29 /1 /2022)، اجتماعها يوم 5  شباط 2022، وناقشت فيه التقرير السياسي ومسودة النظام الداخلي.

وفي ظل أجواء من الشفافية، تمت إجراءات انتخاب المكتب التنفيذي، حيث فتح باب الترشيح للشخصيات الديمقراطية المستقلة والشباب والمرأة.

في الاجتماع تحدث عدد من قادة الأحزاب والشخصيات، مشيدين بالجهود التي بذلت، ومؤكدين على دور التيار الديمقراطي واهمية موقفه السياسي والاجتماعي.

 

***************

 

 

الصفحة الثالثة

 

القضاء يؤشر فشلا أمنيا متعمدا: سنحقق في اغتيال القاضي فيصل

ميسان.. الاغتيالات والخروق الأمنية تصل أعلى مستوياتها

بغداد ـ طريق الشعب

تشهد محافظة ميسان منذ قرابة شهرين تصاعدا ملحوظا في عمليات الاغتيال المنظمة والنزاعات العشائرية التي تستخدم اسلحة ثقيلة، وتسفر عن ضحايا أبرياء باستمرار. وخلال الأيام التي مضت، نفذ مجهولون عمليتين أسفرتا عن اغتيال رائد في وزارة الداخلية وقاض كبير مختص بمكافحة المخدرات. فيما وصف مجلس القضاء الأعلى هذا الخلل الأمني بـ”المقصود”، والذي يستدعي أن تكون هناك وقفة بخصوص الأجهزة الأمنية وقادتها، لأن المؤشرات توضح “التماهل المتعمد بفرض القانون ومحاسبة المجرمين”.

 

اغتيالات منظمة

وعلى صعيد الأحداث المتوترة التي تشهدها محافظة ميسان، نفذ مجهولون قبل أسبوعين أو أكثر، عملية اغتيال طالت مواطنا شابا في منطقة الشيشان من قبل مجهولين.

وبحسب مصادر داخل المحافظة، فإن الضحية قتلت بإطلاق 11 رصاصة نارية بطريقة وحشية جدا، حيث تزامنت عملية الاغتيال في حينها مع موعد عقد أولى جلسات مجلس النواب.

وتواصلت أحداث العنف داخل المحافظة دون انقطاع حتى تم الإعلان قبل أيام عن اغتيال الرائد في وزارة الداخلية، حسام العلياوي، أمام مبنى المحافظة.

ولم تمض أيام على حدوث نزاع عشائري كبير، أسفر عن مقتل وإصابة مواطنين نتيجة لاستخدام أسلحة ثقيلة أثارت الرعب لدى المواطنين، قابلها عجز للقوات الأمنية عن ردع الأطراف التي تتقاتل داخل المناطق السكنية.  وفي وقت لاحق، أعلنت مديرية شرطة المحافظة، سيطرتها على النزاع الذي تسبب بمقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين.

 

اغتيال قاض

وتواصلت أحداث الرعب بعد الكثير من الخروق الأمنية التي أفزعت المواطنين، فيما أثار نبأ استشهاد القاضي أحمد فيصل، ضجة كبيرة على مستوى المحافظة وعموم مناطق العراق، لأنه من المختصين بمجال مكافحة المخدرات.

وتعرض القاضي إلى عملية اغتيال وسط ميسان، بالقرب من قيادة الشرطة، فيما افادت الأنباء بإصدار محكمة التحقيق لقضايا النزاهة أوامر قبض بحق قادة أمنيين كبار، نتيجة لتردي الوضع الأمني وزيادة الاغتيالات، ومنهم قائد عمليات سومر الفريق سعد حربية ومدير الشرطة اللواء ناصر لطيف الأسدي، بحسب فضائية آي نيوز.

وعقب ذلك، أفاد رئيس محكمة استئناف ميسان في تصريح أثناء تشييع الشهيد، بأن “هناك تهاونا في تطبيق الأمن وإنفاذ القانون، فضلا عن وجود تقصد بعدم تطبيق القوانين التي توقف الجريمة، وهناك من يستحق العقاب من رجال الأمن ولكن لا تتم معاقبتهم”.

مضيفا ان “محافظة ميسان تفتقر لقيادة موحدة للأجهزة الأمنية وطالبنا بقيادة عمليات مستقلة، ولكن تم تعطيل ذلك وبالإمكان سؤال رئيس الوزراء عن ذلك فهو يعلم!”.

القضاء: فشل أمني متعمد

وعلى صعيد ذي صلة، دان مجلس القضاء الأعلى الجريمة، فيما حمّل القوات الأمنية مسؤولية ما يحصل.

وذكر المجلس في بيان طالعته “طريق الشعب”: “أننا نحمّل كافة الأجهزة الأمنية وقيادة العمليات العسكرية في ميسان المسؤولية الكاملة إزاء تقصيرها الواضح في القيام بواجباتها المناطة بها وسوف يكلف المجلس لجنة قضائية خاصة للتحقيق في هذا الحادث الإرهابي الجبان تتولى التحقيق في المعلومات الأولية التي تشير إلى تقصير متعمد في عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها للحفاظ على أمن المحافظة والمواطنين فيها”.

ودعا المجلس بحسب بيانه رئيس الوزراء إلى “إعادة النظر في القيادات والأشخاص المكلفين بمهام حفظ الأمن سواء في قيادة العمليات أم في الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها لإعادة فرض سلطة القانون”.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس الوزراء في بيان له، أن “سلطة الدولة وسيادة القانون لن تقف ساكنة إزاء هذه الجرائم النكراء التي تهدد السلم والاستقرار، ولن تدخر قواتنا الأمنية بكل صنوفها جهداً في سبيل فرض كلمة القانون وتقديم المجرمين إلى العدالة”، مضيفا “وجهنا بفتح تحقيق فوري في عمليات الاغتيال الأخيرة، ومحاسبة المقصرين ومن يثبت تماهلهم في أداء واجباتهم أو تقاعسهم عن تنفيذ أوامر القبض، ومراجعة الإجراءات الأمنية والسياقات التي تتابع حركة المجرمين والمشتبه بهم. وأرسلنا وفداً يضم السادة وزير الداخلية ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة لغرض المتابعة والإشراف المباشر على التحقيق، وتقديم تقرير عن الوضع الأمني في محافظة ميسان، وتقييم الإجراءات وأداء القيادات الأمنية بأسرع وقت”.

هذا ووصل برفقة وزير الداخلية عثمان الغانمي، وفد أمني رفيع إلى محافظة ميسان للوقوف على الاحداث الاخيرة. ووفقا لمصادر أمنية، فإن الوفد سيعقد اجتماعات امنية لمحاسبة المقصرين في الخروقات الاخيرة، فضلا عن إشراف وزير الداخلية شخصيا على التحقيق في الخروقات الاخيرة التي حصلت.

 

إجراءات أمنية في المحافظة

وعلى صعيد  ذي صلة، اتخذت اللجنة الأمنية في ميسان مجموعة إجراءات لتعزيز الأمن، بحسب قولها.

وقال محافظ ميسان علي دوّاي لوكالة الأنباء العراقية: إنَّ “اللجنة الأمنية العليا في ميسان اتخذت اجراءات مهمة بعد تراجع الوضع الأمني في المحافظة”، مبيناً، أنه “تمَّت مخاطبة الحكومة الاتحادية متمثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزارتي الداخلية والدفاع لاتخاذ اجراءات عاجلة ودعم ميسان في معالجة ملفات النزاعات العشائرية والمخدرات والجريمة المنظمة”.

ووصف ناشطون في المحافظة ما يجري بأنه نتيجة واضحة للصراع بين القوى المتنفذة للاستئثار بالسلطة والمناصب والانفلات الأمني الذي انتجته المحاصصة الطائفية.

وقال الناشط أحمد مؤيد لـ”طريق الشعب”، أن “أهالي المحافظة يعيشون منذ أسابيع برعب كبير، لأن الأمن بات شبه مفقود وعمليات الاغتيال في المحافظة كثيرة جدا وما أظهره الإعلام هو شيء بسيط”.

مضيفا “لم نعد نعرف ما هي طبيعة هذه الاغتيالات إن كانت تصفيات سياسية أو عشائرية، فالأمر اختلط على الجميع نتيجة غياب الأمن وعجز القوات الأمنية بشكل تام عن فرض الأمن”.

وتابع مؤيد ان “اغتيال قاضي مختص بالمخدرات وقبله ضابط في وزارة الداخلية وغيرهما هو أكبر دليل ورسالة واضحة مفادها أن لا أحد في مأمن داخل المحافظة”.

 

 

في ظل نظام المحاصصة والفساد

(5)

 

أوضاع الطلبة

 

لا يختلف حال الطلبة كثيراً عن وضع أقرانهم من الشباب، مع التراجع الخطر الذي شهده قطاعا التعليم والتربية بعد التغيير، اذ تراجع مستوى التعليم وزادت نسبة الأمية “القراءة والكتابة” حتى بالنسبة للدارسين في الصفوف الابتدائية والمتوسطة، وجاء تصنيف الجامعات العراقية في مستويات متدنية نسبة إلى الجامعات العالمية.

وواجه الطلبة صعوبات كثيرة بالتعلم نظراً لتراجع المناهج الدراسية العلمية والمختبرات والأقسام الداخلية وندرة الأنشطة اللاصفية وكبت واضح للحريات الطلابية ومنع منظماتهم المعبرة عنهم من العمل المهني مع غياب قانون الاتحادات الطلابية.

ويواجه الطلبة واقع تردي البنى التحتية وأزمة الطلبة النازحين وغياب الحلول والحريات الطلابية، وتزايد الانتهاكات التي يتعرضون إليها داخل المؤسسة التعليمية والتربوية. كما أن المناهج الدراسية لا تخلو من التمييز الطائفي. وتتفاقم ظاهرة التسرب من الدراسة وخطرها الذي يهدد التعليم ومستوى وعي الأجيال القادمة.

وتوجب الإشارة إلى انعدام وجود خطط مدروسة لإدارة العملية التربوية حيث تتخذ القرارات ارتجالاً في كل عام، إضافة إلى استمرار ارتفاع أجور الدراسة المسائية والأهلية والتعليم الموازي على الرغم من تدني الوضع المعيشي للطلبة وعوائلهم.

وحين شارك الطلبة في انتفاضة تشرين المجيدة لم تأت مشاركتهم الاّ عند ادراكهم أن أي اصلاح للعملية التربوية والتعليمية لن يتحقق إلاّ بإجراء إصلاح حقيقي شامل. وهذا ما دعاهم إلى تبني مطالب الانتفاضة بشكل تام دون الاكتفاء بالمطالب الخاصة بهم فقط. وعلى هذا الأساس كان حراكهم في قلب الانتفاضة وتقدموا صفوفها. وسجلوا مواقف بطولية سيخلدها التاريخ عندما نظموا الإضرابات والتظاهرات احتجاجا على التسويف والمماطلة وعمليات القتل والترهيب التي مورست بحق المتظاهرين من قبل قوى الفساد. وسُجّلت انتهاكات جسيمة بحق الطالبات والطلبة المشاركين في الانتفاضة وبأساليب عدة.

ورغم هذه المساهمة الكبيرة للطلبة في الانتفاضة، والتي كانت بحق مفخرة للشعب العراقي، فإن جزءاً كبيراً منها كان يخص المطالب السياسية العامة، فيما يبقى الواقع الطلابي مهمشاً اذ تنعدم المساواة وتكافؤ الفرص الدراسية. وهناك الآن الخشية من استمرار غض النظر عن مجانية التعليم مع انتشار التدريس الأهلي وتفوقه على التعليم الحكومي.

وينبغي في هذه الحال إجراء اصلاح شامل في المناهج الدراسية بما ينسجم مع روح العصر ومتطلبات التنمية الوطنية وإضفاء الطابع الانساني عليها، مع ضرورة إعادة تأهيل الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى بما يتلاءم وتعزيز مكانتها.

ويمكن حل المشاكل الطلابية من خلال عقد مؤتمر وطني عام برعاية الحكومة العراقية يجمع مختلف المتخصصين من أساتذة وأكاديميين وذوي الخبرة والتجربة، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحادات والمنظمات الطلابية ومنظمات المجتمع المدني واعضاء لجان التعليم والتربية في مجلس النواب، بهدف وضع حل استراتيجي للنهوض بالواقع التربوي والتعليمي والخروج بقرارات ملزمة التطبيق للحكومة ووزارتي التعليم العالي والتربية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 

 

 

المخلفات الحربية خلفت 147 ضحية في عام 2021

تحذير دولي: الألغام تهدد أطفال العراق

بغداد ـ طريق الشعب

حضّت منظمة اليونيسيف، الحكومة العراقية والمؤسسات الدولية المعنية على تسريع وتكثيف الجهود كافة لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مساعدة الضحايا، ودعم حق الأطفال في بيئة آمنة ومحمية.

 

وجاء ذلك في بيان أصدرته شيما سين غوبتا، ممثلة المنظمة في العراق، لمناسبة استشهاد اربعة اطفال عراقيين (بنت وثلاثة اولاد) في محافظتي بغداد وبابل، نتيجة لحدوث انفجارات في الذخائر.

وذكر البيان أن المنظمة كانت قد أعلنت عن مقتل 75 طفلاً وإعاقة 73 آخرين، نتيجة للمخلفات الحربية المتفجرة، والذخائر غير المنفجرة، خلال العام 2021. ودعت المسؤولة الأممية إلى المزيد من الجهود للحد من تأثير هذه المتفجرات، ولا سيما على الأطفال، حيث ارتفع عدد الضحايا منهم جراء ذلك بنسبة 67 في المائة مقارنة مع العام 2020.

وذكّرت اليونيسف جميع أصحاب المصلحة بضرورة وضع سلامة الأطفال في الإعتبار الأساسي وفي جميع الأحوال. وفي الوقت الذي وعدت فيه بأنها ستواصل العمل على مساعدة الضحايا، وتقديم خدمات العلاج الطبي والدعم النفسي والاجتماعي لهم عند الحاجة، دعت اليونيسيف الى تلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرين، التوعية اللازمة بمخاطر الذخائر المتفجرة في المدارس، والمجتمعات المحلية وفي جميع المناطق المتأثرة سابقا بالنزاع في العراق.

مؤشر حقوق الأطفال

وعلى صعيد مؤشر حقوق الأطفال العالمي لعام 2021، والذي تصدره منظمة حقوق الاطفال الدولية، والمعنية بمعرفة مدى تنفيذ الدول لإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، احتل العراق الموقع 163 من أصل 184 دولة، والموقع 14 من 16 عربياً وحصل على 0.438 درجة؛ ففي مجال الصحة حقق العراق 0.880 وفي التعليم 0.538 وفي الحماية 0.626 ، لكنه سجل موقعاً متدنياً في مجال البيئة التمكينية لحقوق الطفل، والذي بلغ 0.071 فقط.

ولعل من أبرز أسباب هذا التدني في مجالي الحماية والتمكين، تعرض الأطفال العراقيين الى العنف متعدد الأشكال قبل بلوغهم سن الرشد، حسب ما ذكرته الباحثة الاجتماعية سلمى كاظم لـ”طريق الشعب”.

وأشارت الى ان منظمة اليونيسيف الدولية كانت قد أفادت “وبالاستناد الى مسح شامل أجراه الجهاز المركزي للاحصاء في العراق عام 2018 بأن 88 في المائة من أطفال العراق تحت سن 15 سنة قد تعرضوا لتجربة العقاب الجسدي أو النفسي من آبائهم، من بينهم 31 في المائة ممن تعرض لعنف جسدي شديد”.

وتبين الاحصائيات ان 10.4 في المائة من القتلى المدنيين في العام الماضي كانوا من الأطفال.

 

للبنات حصة مضاعفة

ولفتت الباحثة الى أن العنف الجسدي ضد البنات يفوق في نسبته ما يواجهه الأولاد في ذات العائلة.

فيما تذكر أفضل التوقعات تفاؤلاً، بأن نسبة الأمية بين الإناث هي ضعف نسبتها بين الذكور. هذا وكانت احصائيات وزارة التخطيط لعام 2017 قد اشارت الى مشكلة أخرى للبنات تتمثل بتزويج القاصرات، التي تنامت ليصل عدد الأمھات القاصرات الى ملیون طفلة ولتبلغ نسبة المتزوجات دون 18 سنة 21 في المائة. كما ذكرت الإحصائيات أن 7.5 في المائة من الأطفال يعانون من سوء التغذیة و 16.6 في المائة من نمو غیر طبیعي، فيما بلغت معدلات وفاة الأطفال 2.3 في المائة.

أما الكاتبة وفاء التميمي، فتشير في مقال لها، اطلعت عليه “طريق الشعب” الى مجموعة من التحديات الحرجة التي تعيق تحقيق مناخ تعليمي مناسب للصغار من الإناث قياساً بأقرانهن من الذكور. وتحدد تلك التحديات بالفقر، وتراكم التحيز التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي يحط من مكانة المرأة، ونقص عدد المعلمات في المدارس وضعف المستلزمات التربوية وإساءة المعاملة، وهي عوامل إضافية لتلك التي سببت تدهوراً في التعليم العراقي بشكل عام.

 

*********************

الصفحة الرابعة

 

 

كريم وصفي يعزف في كربلاء

 

 

كربلاء – سلام القريني

 

احتضنت قاعة "متحف الفنان والكاتب صلاح الحيثاني" في مدينة كربلاء، أخيرا، حفلا موسيقيا للمايسترو كريم وصفي، عازف التشيلو وقائد الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية.

حضر الحفل الذي يعد الأول من نوعه في كربلاء، جمهور كبير من محبي الموسيقى.

مدير الحفل، وبعد أن رحب بالمايسترو الضيف، قدم سيرته الذاتية "الحافلة بالعطاء"، مشيرا إلى أنه لقب سفيرا للسلام، واستطاع أن يوظف الموسيقى، كتجربة أولى من نوعها في العراق، لعلاج المرضى في "مستشفى ابن رشد" للطب النفسي في بغداد.

وأضاف قائلا، أن وصفي أقام حفلات عديدة في العراق ومختلف بلدان العالم. كما أنه شارك في التظاهرات الجماهيرية في كربلاء عام 2015، وعزف في ساحة الاحتجاج، مشيرا إلى أن المايسترو كان يذهب إلى الأماكن التي تشهد تفجيرات إرهابية، ويعزف فيها كوسيلة لتحدي الإرهاب.

بعد ذلك تحدث وصفي عن موسيقاه، وقال عنها أنها "تشيع الانسجام والتآلف والخير من أجل بناء وطن معافى وسليم".

ثم ارتجل على التشيلو، قطعا موسيقية ألهبت مشاعر الجمهور.

وفي السياق، دار حوار بين الفنان صلاح الحيثاني والمايسترو، حول الموسيقى ودورها في الحياة. وقد ساهم العديد من الحاضرين في تقديم المداخلات.

وختاما، وعدّ وصفي الجمهور بتقديم عرض موسيقي للفرقة السيمفونية الوطنية، في كربلاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

“بصمة” في الناصرية

 

الناصرية – طريق الشعب

افتتح فرع نقابة الفنانين العراقيين في محافظة ذي قار، الجمعة الماضية، معرضه التشكيلي السنوي، تحت عنوان “بصمة”.

حضر المعرض الذي أقيم على قاعة النشاط المدرسي في مدينة الناصرية، الرفيق عبد الرضا الزهير، ممثلا عن الحزب الشيوعي العراقي، إلى جانب جمع من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن.

وازدانت قاعة العرض بأعمال رسم ونحت أنجزها أكثر من 40 فنانا تشكيليا، وجسدوا فيها صورا من الواقع بمختلف الأساليب والمدارس الفنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو المشخاب يستذكرون شهداء حزبهم

 

 

النجف - احمد عباس

 

عقدت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء المشخاب بمحافظة النجف، أول أمس السبت، جلسة حوارية استذكارا لشهداء الحزب، وذلك تزامنا مع قرب حلول يوم الشهيد الشيوعي، 12 شباط.

تحدث في الجلسة الرفيقان كريم بلال، سكرتير اللجنة المحلية في النجف، وعلي والي سكرتير أساسية المشخاب، عن تاريخ الحزب ومسيرته الوطنية، ودور الشهداء المناضلين في بناء الحزب وترسيخ مبادئه.

وشهدت الجلسة مداخلات في المناسبة، ساهم فيها العديد من الرفاق الحاضرين.

وعلى هامش الجلسة، تم تنسيب عدد من الرفاق إلى خلية حزبية حملت اسم الشهيد حسين ضافي. كما جرى منح بطاقات شرف عضوية الحزب لرفاق أكملوا فترة الترشيح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قدما نحو التغيير الشامل” في الوشاش

 

 

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

 

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أول أمس السبت، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع منطقة الوشاش وأسواقها سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي الشعبية، نسخا من وثيقة “قدما.. نحو التغيير الشامل”، الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

ودارت بين الفريق والمواطنين، نقاشات حول موقف الحزب من الأوضاع العامة الراهنة في البلد، ومساهمته في الحراك الشعبي، وسعيه إلى التغيير والخلاص من المحاصصة والفساد.

 

**************

 

تصرفات مخالفة للقانون.. وتربويون يتبرؤون.. ماذا يحصل في مدارس البنات؟

 

بغداد - سيف زهير

 

تعود بين آونة وأخرى قضية فرض الحجاب على الفتيات في المدارس الى الواجهة، لتشغل الرأي العام، برغم عدم وجود أي قانون ينص على ذلك.

ويشير ناشطون ومعنيون بالشأن التربوي الى أن هذه السلوكيات قد تكون فردية ونابعة من محاولة ترسيخ قيم التطرف لتحقيق مكاسب سياسية، منبهين الى تأثيرها السلبي برغم محدوديتها واستهجانها من قبل الكثيرين.

 

 

سلوك متطرف

وكان الشارع العراقي قد تفاعل، خلال الأسبوع الماضي، مع قضيتين تتعلقان بفرض الحجاب على الفتيات، تمثلت أخطرها فيما حصل لتلميذة في محافظة الموصل، وأدى الى وفاتها.

ورغم تعدد ملابسات القضية واسباب الوفاة، فقد أكد ناشطون من داخل المحافظة وجود هذه الظاهرة بشكل عام في المدارس ومعاناة الأهالي منها، ونبّهوا إلى ضرورة مواجهة هذه السلوكيات والقضاء على مفاهيم التطرف المختلفة.

ويعلّق المعلم في إحدى مدارس المحافظة، محمد عبد الله، على الأمر فيقول لـ"طريق الشعب": "أنا كمعلم خدمت في أكثر من سبع مدارس ابتدائية بين محافظتي بغداد ونينوى، وشاهدت لأكثر من مرة حالات عقوبة بدنية أو نفسية لتلميذات لا يرتدين الحجاب، وعندما كنت احاجج المعلمة أو مديرة المدرسة بشأن هذا التصرف الترهيبي، وطبيعته غير المعتمدة على اي نص قانوني، كنت أجابه بالصمت، بسبب افتقادهم حجة مقنعة".

وبيّن المعلم، أنّ هذا السوك "نابع من عقد وتناقضات نفسية ممزوجة بالتشجيع على هذه الحالات من قبل جهات متطرفة نافذة، تعمل على فرض سلوكيات وقوالب اجتماعية ثابتة، لغرض الكسب السياسي وتثبيت نفسها في السلطة، عبر خلق بيئة اجتماعية تؤيد ما تقوم به".

ويدعو المعلم الجهات المعنية ووزارة التربية إلى "إحالة كل من يقوم بهذه التصرفات إلى التحقيق ليكون عبرة للآخرين، فهؤلاء الأنفار لا يفقهون سلوك التعليم الايجابي ولا يحترمون خصوصيات الآخرين، خاصة وان فرض الحجاب على الفتيات أمر غير مقبول قانونيا وشرعيا كونهن فتيات صغيرات".

ولا يتمنى المعلم عبد الله، أن يجري شمول جميع الكوادر التعليمية بهذا النفس الثيوقراطي "انما هذه تصرفات شاذة، ولا علاقة لها بمهنتنا المقدسة".

 

اجراءات غير تربوية

أما القضية الثانية، فتمثلت في دعوة إدارة إعدادية النصر في بغداد لعوائل الطالبات للحضور إلى المدرسة، لإبلاغهم بعدم ارتداء بناتهم الحجاب.

وخاطبت إدارة المدرسة في تبليغها، الذي طالعته "طريق الشعب"، أولياء أمور الفتيات، بالقول ان "بعض طالبات المدرسة خلعن الحجاب ويحضرن إلى الدوام بدونه ضمن صفوف الرابع والخامس والسادس الإعدادي، وتخلي المدرسة مسؤوليتها من هذا الأمر اذا ما تم تصوير الفتيات وهن في الخارج"، مضيفة "نطلب من حضراتكم الحضور للمدرسة وإعلامنا بأن بناتكم غير محجبات وكتابة تعهد حول ذلك". لكنها أردفت كلامها بأن "مدينة الشعلة، مدينة الشهداء والمواكب، لا ترضى بهذه الظاهرة غير المقبولة، والمدرسة لا ترضى أن تحضر الطالبات بدون حجاب".

ودان ناشطون ومعنيون بالشأن التربوي هذا السلوك، معتبرين اياه سلوكاً منافياً للقيم التربوية، ومخالفاً لأخلاق المهنة والقوانين العراقية.

ووصفت الطالبة هدى ياسين القضية بأنها من "الأمور المسكوت عنها"، معتبرة ما حصل خلال الأيام الماضية، "أمراً جيداً لأنه سلّط الضوء على الانتهاكات الذي تتعرض له الفتيات في المدارس".

وأوضحت ياسين لـ"طريق الشعب": "كنت قبل سنوات طالبة في مدرسة تل الزعتر في ديالى، وتعرضت مراراً للترهيب بسبب هذا الموضوع، حيث كانت تفرض المدرسة علينا الحجاب، رغم أني لا ارتديه كبقية أخواتي وارتديته لاحقا لقناعتي الشخصية، وليس بسبب التخويف والإجبار الذي يمارس بكثرة داخل المدارس للأسف الشديد".

وزادت ياسين "كانت بعض المّدرسات ينتمين لجهات متنفذة، ويعملن على فرض الحجاب كأمر حزبي أو توجيه يجب تنفيذه، وهذا ما نسمعه بين الحين والآخر، وهو أمر له صبغة سياسية، حيث أن الحجاب في المدارس يجب أن يكون جزءا من الحرية الشخصية والخيار الشخصي الذي لا علاقة للآخرين به".

من جهته، أكد التدريسي في إحدى مدارس بغداد، عقيل علي، أن الكوادر التدريسية "تحرص دائما على ايصال المعلومة إلى الطالب وتوجيهه اذا ما مارس سلوكاً غير مقبول، ولا تتدخل بخصوصيات الطلبة وعائلاتهم. إن ما يحصل بشأن الحجاب هو ممارسات فردية من بعض المتطرفين، يدينه أغلب المدرسين والمعلمين".

وأكد أن "وزارة التربية لطالما حذرت من هذا الأمر وتوعدت الذين يقومون بهذه الممارسات بالعقوبات والتحقيق لكن أحيانا تحصل في مدارس بعيدة ولا يمكن منعها بشكل قاطع والأسباب معلومة جيدا".

 

تسييس القضية

وفي هذا الصدد، تقول الباحثة الاجتماعية زينب خلف إن "هناك تدريسيين لديهم انتماءات سياسية أو اجتماعية متطرفة، وينعكس الأمر داخل المدارس ليشوه الجهد الجبار الذي تبذله إدارات المدارس لتعليم الطلبة والتلاميذ وتربيتهم".

وتشير خلف أثناء حديثها لـ"طريق الشعب"، إلى أن "وزارة التربية مطالبة بتكثيف جهودها واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء الذين يعتدون على الحريات الشخصية، خصوصا وأن الدستور العراقي والقوانين تكفل هذه الحرية وتصونها".

وتبين الباحثة أن "الحكومة والبرلمان في مرات عدة، وعلى لسان اعضائها، أكدوا أن فرض الحجاب أو أية قضايا شخصية هو أمر ممنوع ويخالف الدستور، لذلك أرى أن الكثير من هذه السلوكيات تقف وراءها رغبات سياسية".

 

***************

 

حول انتهاء مدة ولاية رئيس الجمهورية

 

د. علي مهدي

 

تنتهي اليوم المدة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، ولهذا يدور الآن نقاش بين الباحثين والمهتمين بالفقه الدستوري، مع حالة الانسداد حول انتخاب رئيس الجمهورية، وقرب انتهاء المدة الزمنية التي حددها الدستور لبقائه في منصبه التي تنتهي في السابع من شباط 2022 ، واقتران انتخابه بتكليفه لمرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء.

 

إن الرئيس العراقي في ظل الدستور النافذ يتمتع بسلطات حقيقية في الكثير من المهام إلى جانب بعض السلطات ذات الطابع الرمزي. وقد حدد الدستور مدة ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات، ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية، لكن هذه المدة غير مطلقة، فقد تم ربطها بمدة بقاء مجلس النواب الذي له السلطة بانتخابه. وبما ان المجلس قد حل نفسه ولم يستكمل مدته البالغة، 4 سنوات تقويمية، بفعل الدعوة للانتخابات المبكرة، فرئيس الجمهورية أصبح بمثابة مُسير للأعمال، لأنه يعمل دون رقابة من المجلس الذي انتخبه والذي لم يستكمل مدته الدستورية.

وقد حدد الدستور العراقي النافذ عدد من المواد لانتخاب رئيس الجمهورية وهي:

1 -  تنتهي ولايته بانتهاء دورة مجلس النواب.

2 -  ان يستمر رئيس الجمهورية بممارسة مهامه الى ما بعد انتهاء انتخابات مجلس النواب واجتماعه.

3 -  ان يتم انتخاب رئيس الجمهورية خلال ثلاثين يوماً  من تاريخ أول انعقاد للمجلس ( المادة 72).

ومن هذه النصوص يتضح ان رئيس الجمهورية يبقى في منصبه حتى انتخاب مجلس النواب رئيس جديد للجمهورية، وان المعني بذلك هو مجلس النواب الذي يعجز عن أداء مهامه في المدة الدستورية المحددة، وان بقاء رئيس الجمهورية الى ما بعد المدة المحددة يتحملها مجلس النواب تحديدا. ويعتبر ذلك وفق الفقه الدستوري تجاوزا للمدة الدستورية، وهذه لها سوابق عديدة في ظل فترة نفاذ دستورنا الحالي.

 

خلو المنصب

تطرق عدد من المهتمين الى التجاوز على المدة الدستورية باعتبارها خلوا للمنصب.

فقد تناول الدستور العراقي حالة خلو منصب رئيس الجمهورية، في ثلاث مواد منفصلة وهي ( 61، 72 و 75) ففي المادة 61 في البند السادس تطرق إلى مساءلة رئيس الجمهورية وإعفائه من منصبه، وفي المادة 72 في البند ثانياً تناول مدة ولاية رئيس الجمهورية، وحدوث حالة خلو المنصب خلالها، وكذلك في المادة 75، التي اختصت بحال الاستقالة والغياب، وكذلك عند خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب كان.

وهناك نوعان من الموانع، اللذان يحولان دون ان يمارس رئيس الجمهورية مهام منصبه، وهما: الموانع المؤقتة، وتخص حالة الغياب والعوائق الدائمة وتتعلق بالعجز والموت والإقالة.

ومن خلال الاستعراض السريع لحالات الخلو، انه ليس لهذه الحالات علاقة مع تجاوز المدة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، لإعلان حالة الخلو.

 ومن الجدير بالذكر ان البند رابعاً المادة من نص على 75: في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية، يحل رئيس مجلس النواب، محل رئيس الجمهورية في حالة عدم وجود نائب له، على أن يتم انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوماً من تاريخ الخلو...

 إي أن الذي يحل محل رئيس الجمهورية عند إعلان خلو المنصب هو رئيس مجلس النواب، وأن المجلس الذي هو سبب التعطيل لانتخاب الرئيس الجديد، تتم مكافأته بإعلان رئيسه أن يكون رئيس الجمهورية، وهذا ما لا يستجيب للمنطق وروح الدستور.

مع العلم يطلب الدستور من نفس المجلس ان ينتخب رئيس جمهورية خلال نفس المدة عند إعلان خلو منصب رئيس الجمهورية.

ومن كل ذلك، ان رئيس الجمهورية يبقى يمارس مهامه المنصوص عليها في الدستور، حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويعتبر بقاؤه هو تجاوزا للمدة الدستورية، وأن من يتحمل مسؤولية ذلك هو مجلس النواب تحديدا وليس رئيس الجمهورية.

 

****************

 

 

الصفحة الخامسة

 

اصحاب المولدات: ننفذ تعليمات المحافظة.. بغداديون يشكون قلة ساعات “التجهيز” وارتفاع سعر الأمبير

 

بغداد - نورس حسن

 

بالرغم من المبالغ غير القليلة التي يفرضها أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية على مشتركيهم لقاء حصولهم على بعض الأمبيرات بشكل مستقر طوال اليوم، يشكو الكثيرون من البغداديين، سيما من سكان المناطق الشعبية، قلة ساعات تشغيل المولدات إلى جانب ارتفاع تسعيرة الاشتراك خلافا للتعليمات الصادرة عن محافظة بغداد.

ووفق ما تحدده المحافظة سنويا مطلع فصل الشتاء، فإن سعر الأمبير الواحد للتشغيل الاعتيادي (12 ساعة خلال اليوم) يتراوح بين 6 و8 آلاف دينار، بينما يتراوح سعر الأمبير للتشغيل الذهبي (على مدى ساعات اليوم)، بين 10 و12 ألف دينار.

 

السعر يرتفع

المواطنة تهاني (أم علي) من سكان منطقة الزعفرانية/ المحلة 958، تقول أن صاحب المولدة في منطقتهم رفع سعر الامبير للخط الاعتيادي، هذا الشهر، الى 10 آلاف دينار، بالرغم من تعطل مولدته أكثر من أسبوع”، مضيفة في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “عطل المولدة تزامن مع الانقطاع شبه المستمر للتيار الكهربائي الوطني، ما أرهق العائلات، وأبناءها التلاميذ والطلبة الذين يذاكرون لأداء امتحانات نصف السنة”.

وتلفت أم علي، إلى أن فترة تشغيل المولدة لا تتعدى الـ 8 ساعات خلال اليوم، بالرغم من تثبيت صاحب المولدة لافتة مكتوب عليها “التجهيز 12 ساعة يوميا خلال فصل الشتاء”.

 

صعوبة الحصول على الماء

من جهته، يفيد المواطن ارشد المالكي، وهو من أبناء المحلة ذاتها التي تسكنها أم علي، بأن أزمة الكهرباء خلفت أزمة أخرى، تتمثل في صعوبة الحصول على ماء الإسالة. فبغياب الكهرباء الوطنية لا يمكن تشغيل المضخات المنزلية التي يعتمد عليها جميع المواطنين، في ظل ضعف ماء الإسالة وكثرة انقطاعه.

ويؤكد لـ “طريق الشعب”، أن “معظمنا صار يعتمد على مولدة الكهرباء المنزلية، بسبب تعطل مولدة الشارع فضلا عن الغياب المزمن للكهرباء الوطنية، الأمر الذي فرض علينا مصاريف إضافية، وأدخلنا في دوامة البحث عن الوقود!”.

 

تلف الغذاء

المواطنة إيمان محمد، وهي أيضا من سكان الزعفرانية، تشير إلى أن غالبية المواد الغذائية الموسمية التي يحفظونها في البرادات، صارت تتلف بسبب طول فترات انقطاع الكهرباء وتعطل المولدة الأهلية، مشيرة في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن “المواطنين يجبرون على دفع مبلغ الاشتراك الشهري كاملا لأصحاب المولدات، مهما كانت طبيعة التجهيز، والتي هي في الغالب رديئة ودون المستوى المطلوب”.

وتتابع أن “غياب الرقابة وضعف الرادع القانوني، كل ذلك فسح المجال أمام أصحاب المولدات ليمارسوا جشعهم، ويستغلوا حاجة المواطنين”.

وتلفت المواطنة إيمان إلى معاناة أخرى جراء كثرة انقطاع الكهرباء. فهم يضطرون إلى الاعتماد على الغاز السائل في تسخين ماء الاستحمام، وهذا الأمر بات يكبدهم مصاريف إضافية.

 

المحافظة رفعت سعر الأمبير!

والتقت “طريق الشعب” بأحد أصحاب المولدات في بغداد، ويدعى حسين عبد الله، وسألته عن سبب زيادة سعر الأمبير وقلة ساعات التجهيز.

يقول عبد الله: “اننا عمدنا إلى رفع سعر الأمبير هذا الشهر تنفيذا لتعليمات صدرت أخيرا عن محافظة بغداد، إثر تدهور الكهرباء الوطنية”.

وفي ما يتعلق بقلة ساعات التجهيز، خلافا للتعليمات الحكومية، يبرر عبد الله ذلك بأن “حصة الوقود المخصصة للمولدات الأهلية، باتت لا تكفي في ظل كثرة ساعات انقطاع الكهرباء، وبالتالي صرنا نضطر إلى تقليص فترات التشغيل”.

ولم ترم أزمة الكهرباء الوطنية أضرارها على المواطنين وحسب، فأصحاب المولدات هم أيضا يجدون أنفسهم متضررين.

يقول باسم إبراهيم، وهو صاحب مولدة في منطقة الزعفرانية/ المحلة 964، أن “المواطنين يحملوننا مسؤولية رفع سعر الأمبير وتقليل ساعات التجهيز، وكأنهم لا يعلمون بأننا نخضع إلى تعليمات محافظة بغداد، في ما يتعلق بالتسعيرة وفترة التجهيز”.

ويتابع قوله لـ “طريق الشعب”، أنه “في نهاية كل شهر تستحدث محافظة بغداد تعليمات جديدة في شأن عمل المولدات، بما يتلاءم والوضع العام للتيار الكهربائي الوطني”، موضحا أنه “في حال انقطاع الكهرباء فترات طويلة، تلزمنا المحافظة برفع سعر الأمبير، كي نتمكن من تجهيز كميات كافية من الوقود”.

وعن التسعيرة، يفيد إبراهيم بأن “سعر أمبير الخط الذهبي لهذا الشهر – بحسب تعليمات محافظة بغداد – 20 ألف دينار، وللخط العادي 10 آلاف دينار”. 

ويعطي صاحب المولدة المواطنين الحق في سخطهم على وزارة الكهرباء وأصحاب المولدات “فالمبالغ التي يدفعونها شهريا لقاء الحصول على التيار الكهربائي، سواء من المولدات الأهلية أم من المنظومة الحكومية، كبيرة ولا تنسجم مع التجهيز البائس!”.

 

****************

 

أگـول.. حتى الفراشات والنحلات غاضبات!

 

 

فالح العنبكي

 

عندما أستذكر تجوالي في عراق الخير وانا في عنفوان الشباب، أيام كان هناك نشاط لفلاحي ديالى ضمن مهرجان الحمضيات بين عامي 1975 و1978، لا يفوتني ذكر كيف كنا نتسابق ونتفاخر بارتدائنا أزهى الملابس، لنصبح طلائع المهرجان. وكان ابي يهدي المارة سلات تضم حمضيات منوعة كانت تعرض على ضفاف نهر خريسان الذي يقسم مدينة بعقوبة إلى نصفين.

كنا ننتظر هذا المحفل بشوق، يوما بعد آخر.. نستعد له كموعد للقاء الأحبة يليق بزهو ديالى. وكانت الفراشات والنحلات يتطايرن فرحات فوق رؤوسنا ونحن نحمل سلات الحمضيات، وكأنهن يتفاخرن بهذا النتاج نظرا للجهود التي يبذلنها في إيصال حبوب اللقاح إلى أزهار أشجار الحمضيات!

أما اليوم، فقد غضبت علينا الفراشات والنحلات، وصرن يعاتبننا: ماذا فعلتم في بساتينكم..؟ عطشتموها وجدبتم غصن القداح.. جرفتم أشجاركم فقتلتم الحب! لن تنجحوا أبدا، لن تفيدكم بيوتكم وعماراتكم وأنتم الذين جرفتم البساتين وصادرتم جمال الطبيعة.. من خلّف هذا الخراب، حكوماتكم؟ أو أطماع أنفسكم؟ أيا كان فنحن غاضبات!

 

 

***************

 

السماوة.. شكاوى من تأخر تنفيذ مشروع لماء الإسالة

 

 

السماوة – وكالات

شكا مواطنون في قريتي "النخيلة" و"آل بو ناصر" التابعتين لمدينة السماوة، تأخر تنفيذ مشروع لإيصال ماء الإسالة إلى القريتين.

 وقال المواطنون في حديث صحفي، أن المشروع الذي يتضمن مد أنابيب لنقل المياه، بدأ العمل به العام الماضي، لكنه شهد تأخيرا، ما تجاوز المدة المقررة.

وأوضحوا، أن القريتين بحاجة ماسة إلى هذا المشروع، نظرا لافتقارهما للمصادر المائية، داعين الجهات الحكومية والرقابية إلى التدخل، وإعادة تنظيم عمل المشروع بما يضمن إنجازه في أسرع وقت ممكن.

 

****************

 

متنفذون يعيقون إنقاذ بعقوبة من التلوث

 

بعقوبة – وكالات

انتقد مسؤولان حكوميان في محافظة ديالى، عدم تطبيق قرار حكومي يقضي بحماية مدينة بعقوبة من التلوث البيئي.

وقال قائم مقام بعقوبة، عبد الله الحيالي، ان “مدينة بعقوبة التي يقطنها اكثر من 500 ألف نسمة تعاني التلوث والضوضاء بسبب وجود أكثر من 200 ورشة صناعية داخلها”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “هذه المشكلة أثرت سلبا على الواقع العمراني والمدني لبعقوبة، وجعلتها مهددة بتلوث صحي مستمر”.

واكد الحيالي ان “قرارا حكوميا صدر قبل سنوات بنقل الورش الصناعية الى خارج المدينة، ضمن مناطق الحي الصناعي، الا ان القرار لم ينفذ بسبب تأثيرات وتدخلات متنفذين”.

من جانبه، عزا مدير بيئة ديالى عبد الله هادي الشمري، أسباب تجميد قرار نقل الورش إلى “تأثيرات جهات متنفذة، وعدم توفر الخدمات والمقومات اللازمة لنقل الورش الى الاحياء الصناعية خارج بعقوبة، الى جانب عزوف أصحاب الورش عن ذلك، وضعف اقبال المواطنين على الورش في الأماكن البعيدة عن سكنهم”.

ورهن الشمري، في حديث صحفي، تطبيق القرار المذكور بـ”تنفيذ مشروع حي صناعي نموذجي متكامل الخدمات، لتفادي التأثيرات السلبية للورش والمحال الصناعية على الواقع الصحي والمدني”.

 

*****************

 

مرضى سرطان الدم يناشدون

 

يحتاج مرضى سرطان الدم، باستمرار، إلى تزويدهم بالدم أو الصفائح الدموية أو البلازما بين فترات قصيرة. وحينما يتوجه المصاب بالمرض إلى المؤسسات الصحية لهذا الغرض، يُشترط عليه بالمقابل أن يجلب شخصا يتبرع بالدم إلى المؤسسة.

هذا الشرط يضيف على المريض عبئا فوق أعبائه الصحية. فليس من السهل عليه الحصول على متبرع باستمرار وعلى وجه السرعة، خاصة أن بعض الحالات الطارئة لا تتحمل تأخيرا، ما يؤدي إلى وفاة المريض.

يناشد لفيف من مرضى سرطان الدم، المسؤولين في القطاع الصحي إعفاءهم من شرط المتبرع، والنظر إليهم بعين الإنسانية.

 

عنهم

د. حيدر عبد الأمير الغريباوي

كاتب وصحفي

 

******************

 

قضاء المجر. . دعوات للحماية من السرقات

 

العمارة – وكالات

دعا عدد من أصحاب المحال التجارية في قضاء المجر بمحافظة ميسان، المؤسسات الامنية الى نصب كاميرات مراقبة عند مدخلي السوق الشعبي، وعلى الطرق الرئيسة في مركز القضاء، وذلك على إثر تعرض بعض المحال للسرقة بشكل متكرر.

وقال أصحاب المحال في حديث صحفي، أن قائم مقامية القضاء، كانت قد نصبت كاميرات مراقبة في أماكن عدة، بعد إطلاق حملة لجمع تبرعات من مواطنين ميسورين وأصحاب محال تجارية لهذا الغرض، مستدركين "لكن تلك الكاميرات غير كافية لتوفير غطاء أمني جيد، سيما ان عددها لا يتناسب مع مساحة القضاء".

إلى ذلك، ذكر القائم مقام، أحمد عباس، أن الكاميرات التي نصبتها إدارته، ساهمت في تقليل حالات السرقة، وساعدت القوات الأمنية في القبض على السارقين خلال فترات قياسية.

 

******************

 

مواساة

 

* ببالغ الحزن والأسى، تعزي أسرة “طريق الشعب” الزميل عماد شريف بوفاة والده إثر مرض عضال ألم به.

وفي هذا المصاب الأليم، تتقدم أسرة الجريدة بأحر المواساة للزميل عماد، متمنية له ولعائلته الصبر الجميل والسلوان، ولوالده الفقيد الذكر الطيب دوما.

* بمزيد من الأسى والحزن، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، المربي الفاضل الاستاذ علي هادي خوجه نعمة، الشخصية الوطنية والشيوعي السابق الذي عمل سنوات مناضلا من اجل القيم والمبادئ التي آمن بها.

وكان الفقيد قد أبعد عن وطنه بسبب النظام الدكتاتوري المباد، وبعد 2003 عاد للعراق، وظل وثيق الصلة بحزبه مشاركا في فعالياته ونشاطاته.

أحر التعازي لأسرته وابنائه حيدر وايسر، وله الذكر الطيب.

كما تعزي اللجنة المحلية، الرفيق علي طارق بوفاة شقيقته اثر حادث موسف.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الصبر والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق كريم فرحان بوفاة شقيقه.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.

*بمزيد من الحزن والاسى تعزي محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي عائلة صديق الحزب عامر العزاوي.  للفقيد الذكر الطيب وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

وتعزي اللجنة المحلية بمزيد من الحزن والاسى الرفيق ظاهر الطائي بوفاة زوجة شقيقه. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.

 

***************

 

 

الصفحة السادسة

 

وقفة اقتصادية.. عدد السكان والسياسات الاقتصادية في الميزان

 

ابراهيم المشهداني

 

يوصف عدد السكان في العراق عند بعض المحللين الاقتصاديين كمشكلة كأداء في اتساع ظاهرة الفقر التي تقترب من 13 مليون نسمة وبنسبة 30 في المائة من عدد السكان الكلي حسب تقديرات وزارة التخطيط التي تزيد وتنقص بين فترة واخرى وحسب المصادر التي تردها من الدوائر العراقية ذات الاختصاص دون مراعاة للعلة الاكبر المتمثلة بعدم اجراء التعداد السكان منذ ما يزيد على اربعة وعشرين عاما فاين الخلل اذن؟

وأيا كانت الشعارات التي ينعقد تحتها الاحصاء السكاني العام وهو حاجة لم تعد قابلة للتأجيل مهما كانت المبررات، فان الأصل فيه يتمثل بطابعه المدني من حيث الاهداف والمعطيات لاسيما وانه يمثل حجر الزاوية في قياس المتغيرات في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية مع مرور الزمن ارتباطا بعمليات التنمية المستدامة وقياس نتائجها إذا ما تم استبعاد المصالح الذاتية التي تشوه اهدافه. وكل ذي عقل رشيد يدرك أن الاهمية الكبرى في هذا الاحصاء تتجسد بوضوح بمبادئ الاحصاء ومدوناته بما تنسجم مع أهمية بناء دولة عراقية مدنية تكون محل رضا وارتياح جميع مكوناته السكانية على طريق الانسجام المجتمعي بعيدا عن الهويات الفرعية التي ساقت البلد إلى المجهول.

إن الحكومة اذ كشفت عن جديتها في اجراء عملية التعداد السكاني في العام 2020 واعربت وزارة التخطيط حينها عن استعداداتها لأجراء هذه العملية فإن التحضير الجاد والمتكامل لها تتطلب منظومة من الاجراءات التشريعية فما الذي اعاق اجراء هذه العملية الحضارية لتضع امام الحكومة الارقام الحقيقية للمعطيات التي تدخل في كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعي والديمغرافية.

وازاء كل ما تقدم فان العلة ليس في الزيادة السكانية التي تحققت في العقد الاخير حسب آراء المستشارين الرسميين، بل في السياسات الاقتصادية المضطربة التي رسمتها الحكومات انطلاقا من مصالح ذاتية فلو اتسمت تلك السياسات بالحكمة والرشاد لتم استغلال الثروة المالية التي دخلت إلى العراق ومقدارها أكثر من 1250 مليار دولار في عمليات تنمية شاملة واقتصاد متنوع خال من الظواهر الضارة التي تمظهرت بالآتي:

1.الاعتماد على الريع النفطي كمصدر اساس لتمويل الانفاق العام وضعف الاهتمام بالمصادر الاخرى وخصوصا القطاع الانتاجي الحقيقي في الزراعة والصناعة وفي هذا المجال فان الايرادات النفطية تشكل أكثر من 94 في المئة من تمويل الموازنات السنوية منذ عام 2003 وأكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي.

  1. وبموجب المنهجية الحكومية فان الريع النفطي يحول إلى الاستهلاك ويحول المجتمع بسببه إلى مجتمع استهلاكي ضعيف الانتاجية وهذا ما أدى إلى ابتلاع مئات المليارات من الدولارات دون اي تطور ملموس في اعمار البنية التحتية.
  2. انتشار ظاهرة الفساد في كل مفاصل الدولة وتحوله إلى منظومة مدعومة من قبل القوى المتنفذة والتي مارست تأثيرها في التوجهات الحكومية وانشبت مخالبها في كل اجنحة الدولة. وتسببت وما تزال في خلق بيئة طاردة للاستثمار عبر الابتزاز والتشدد غير المبرر في الاجراءات.

 إن التعامل المنصف مع أطراف هذه المعادلة يتطلب اتخاذ تدابير قانونية واجرائية صارمة ومنها:

  1. قيام الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط بوضع تصميم علمي للاستمارة الاحصائية ان لم تكن قد وضعتها بالفعل على ان تكون مدنية الطابع وشاملة لكافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاحوال الشخصية للمواطن.
  2. الاستغلال الأمثل للزيادات في أسعار النفط عبر التعجيل بتوفير المقدمات السياسية لتشكيل حكومة كفاءات غير متهمة بالفساد بغية اعداد خطط تنموية واقعية وعلمية وموازنة لعام 2022 تركز على تنويع الاقتصاد وتخليصه من ظاهرة الانكماش عل أن لا تقل نسبة الانفاق الرأسمالي عن 40 في المائة من الانفاق الكلي.
  3. قيام البنك المركزي ووزارة المالية بكشف الاحصاءات المالية للراي العام من ناحيتي الايرادات والنفقات اولا بأول واتاحة المعلومات للباحثين في الشأن الاقتصادي من الأكاديميين والدارسين ومراكز البحث العلمي.

 

 

******************

 

أسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية .. نمو سكاني حرج.. والحكومات تتفرج

 

بغداد ـ علي شغاتي

 

يشهد العراق ومنذ عقود، نمواً سكانياً غير اعتيادي، حيث وصل عدد سكان البلاد الى واحد وأربعين مليونا في نهاية العام الماضي وفقًا لوزارة التخطيط، الامر الذي اعتبره عدد من المختصين، مؤشرا يتطلب من مؤسسات الدولة، وضع معالجات اجتماعية عاجلة، لضمان عدم تجاوز نسب النمو مستوياتها الطبيعية، ووضع معالجات اقتصادية لإخراج البلاد من الريعية، والتفكير بشكل جدي في الاستفادة من الطاقات البشرية الهائلة وعدم تركها ضحية للفساد والحروب.

 

 

مرحلة الانفجار

تقول الباحثة الاجتماعية هديل عودة لـ”طريق الشعب”: ان “النمو السكاني في العراق يقترب من مرحلة الانفجار، في ظل ارتفاع سنوي يقدر بأكثر من مليون نسمة”، مشيرة الى ان “النمو السكاني يعتبر حالة جيدة اذا ما كان طبيعيا، لكن ما يحدث في البلاد هو ارتفاع غير طبيعي يترافق معه فشل الحكومات والأنظمة المتعاقبة في توفير متطلبات هذا النمو”.

وتضيف الباحثة ان “العادات والتقاليد تلعب دوراً مؤثراً في زيادة معدلات النمو، كما دفع الخوف من آثار الحروب والاقتتال الداخلي بالعوائل العراقية الى التفكير في زيادة اعداد افرادها خشية من أي مكروه تتعرض له”.

وتؤكد عودة أن “غياب القانون وظهور سطوة العشائر والجماعات المسلحة قد دفع العديد من العوائل الى الاعتقاد ان كثرة افرادها تضمن لها القوة والوجاهة الاجتماعية وتجنبها الضرر”.

وتابعت أن “الأنظمة المتعاقبة اهملت التعامل مع هذا الامر، بل وتدخلت في بعض الأحيان لتشجيع العوائل على الانجاب مثل منع النظام السابق تداول حبوب منع الحمل في المستشفيات والصيدليات إبان الحرب العراقية الإيرانية، ومثل اسقاط القروض المترتبة على المواطنين مع ولادة كل طفل جديد في العائلة”.

ونوّهت الى ان “ظهور الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية بعد احتلال العراق في 2003، كان عاملا مهما لكثرة الولادات”.

 

تداعيات عديدة

من جهة مكملة، أكد تقرير أعده موقع the arab gulf state institute in Washington” “، وطالعته “طريق الشعب”، ان “للزيادة السكانية تداعيات على العديد من جوانب الحياة في معظم البلدان. لكن هذه الأمور شديدة التأثير بشكل خاص بالنسبة للدول الهشّة مثل العراق، حيث يكون سوء الإدارة كبيراً، مما يؤدي إلى محاصرة المجتمعات الضعيفة والفقيرة ويزيد الضغوط على البيئة والبنية التحتية”.

وشدد التقرير على ان “الحكومة العراقية ستحتاج إلى الاستعداد للزيادة الهائلة في عدد السكان من خلال توفير الأمن الغذائي، وإنشاء البنى التحتية، وتحسين الاقتصاد، وهي مهام لا تبدو الحكومات العراقية الضعيفة، مستعدة للقيام بها”.

وتابع “يعتبر انعدام الأمن الغذائي بالفعل قضية رئيسية في العراق، وسوف تتدهور الأوضاع مع زيادة عدد السكان. حيث انخفضت مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي للعراق من 9 في المائة في عام 2002 إلى 3.6 في المائة في عام 2009، كما انخفض الإنتاج الزراعي للعراق من حوالي 15 مليار دولار إلى حوالي 7.6 مليار دولار من عام 2014 إلى عام 2017. ويرجع كل ذلك الى الصراع الداخلي وزيادة تدفق السكان من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، واستيلاء تنظيم داعش في العراق والشام على مناطق واسعة. كما حدث انخفاض في الأراضي الخصبة، لا سيما في جنوب العراق. فعلى سبيل المثال، تقلصت الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة المحيطة بمدينة الفاو الساحلية بمقدار النصف، ما ساهم في انخفاض عدد السكان من 400 ألف إلى 50 ألفاً على مدى أربعة عقود وانتقالهم إلى مدن أكبر”.

 

4 ملايين في عوز

وبين التقرير انه “وفقًا لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، هناك 4.1 مليون عراقي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 920.000 يعانون من انعدام الأمن الغذائي. هذه الأرقام سوف تتصاعد بالتأكيد مع زيادة عدد السكان، وعدم قدرة الحكومة العراقية على حل المشاكل الحالية، خاصة مع تراجع الإنتاجية الزراعية وتدهور الاقتصاد العراقي بشكل كبير”.

واوضح التقرير ان “النمو السكاني يضغط على الاقتصاد العراقي المتوتر بالفعل، بسبب الاعتماد على الريع النفطي، حيث أصبح التوظيف في القطاع العام جزءا من العقد الاجتماعي بين الحكومة والمجتمع، كما قامت الحكومة بتضخيم البيروقراطية على حساب دعم القطاع الخاص، فهناك ثمانية ملايين عراقي يتقاضون رواتب ومعاشات ومزايا اجتماعية أخرى من الدولة، ولهذا فإنه ومع ارتفاع معدل النمو السكاني، لا يستطيع العراق الحفاظ على هذا النموذج الاقتصادي”.

وتابع التقرير ان “ما يقرب من 60 في المائة من سكان العراق هم دون سن 25 سنة، وهذا يعني أن المزيد من الشباب سيدخلون إلى سوق العمل المتخم الان بالفعل، مع وجود قطاع عام متضخم وقطاع خاص هش. بالإضافة إلى ذلك، تبلغ نسبة بطالة الشباب في العراق 36 في المائة”.

وحذر التقرير من “تميز سوق العمل في العراق بانخفاض مستويات العمالة الماهرة، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر بسبب عدم كفاية نظام التعليم”.

 

ضغوط على البنية التحتية

وبيّن التقرير ان “النمو السكاني سيضيف المزيد من الضغط على البنية التحتية العراقية المتداعية. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تسببت الحرب والصراع الداخلي الوحشي والعقوبات الاقتصادية الدولية في خسائر فادحة في البنية التحتية للعراق. وعلى سبيل المثال، عانى قطاع الصحة بشكل كبير ليس فقط أثناء الصراع ولكن من خلال نقص التمويل خلال فترات الاستقرار النسبي”. وذكر التقرير ان بغداد وحدها تحتاج الى “ما يقدر بنحو 70 مستشفى جديدا لمواجهة الزيادة السكانية، ومن المؤكد أن عدد المستشفيات المطلوبة سيكون أعلى بكثير في المناطق الأخرى، في الوقت الذي خصصت الحكومة فيه 2.5 في المائة فقط من ميزانيتها لعام 2019 لوزارة الصحة”.

وتابع التقرير “ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، أنفق العراق في المتوسط على الرعاية الصحية للفرد أقل بكثير من جيرانه الأفقر. فبسبب نقص التمويل الحكومي المخصص لقطاع الصحة، انخفض عدد أسرة المستشفيات للفرد من 1.9 سرير لكل 1000 عراقي في عام 1980 إلى 1.3 فقط في عام 2017. كما كان هناك أيضا نقص في الاستثمار في نظام التعليم، فنصف المدارس في العراق متضررة، والعديد منها يعمل في نوبات متعددة، وعدد المعلمين المؤهلين آخذ في الانخفاض. علاوة على ذلك، هناك ملايين الأطفال في سن الدراسة غير مسجلين في المدارس، والبنية التحتية للطاقة في العراق بحاجة ماسة إلى الاستثمار، حيث يعاني قطاع الكهرباء ومنذ عقود من الضرر وسوء الإدارة بسبب إخفاقات الحكومات المتعاقبة”.

وختم التقرير بالقول إن “فشل الحكومة العراقية في الاستثمار في رأس المال البشري وإعادة الإعمار، قد ترك البلاد غير مستعدة للمعدل الحالي للنمو السكاني”.

 

معدلات مرتفعة

من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي فراس احمد الى ان معدلات النمو في العراق مرتفعة بشكل كبير.

وذكر احمد لـ”طريق الشعب”، ان “معدل النمو السكاني في البلاد للعام السابق بلغ أكثر من 2.5 في المائة، وهو معدل مرتفع بشكل كبير وفقًا للمعايير العالمية”.

وأشار الى ان “معدلات النمو السكاني عالميا ارتفعت نتيجة للقضاء على الأوبئة وتوفير رعاية صحية أفضل من السابق، وارتفاع معدلات الخصوبة، لكن المؤشرات في بعض البلدان ومنها العراق مقلقة في ظل عجز حكومي عن الاستفادة من هذا النمو”.

وأضاف ان “الثروة البشرية الهائلة الموجودة في العراق لا بد من الاستفادة منها وتوظيفها بالشكل الصحيح، قبل تحولها الى مشكلة تعصف بمستقبل النظام السياسي”، متابعا ان “الحكومات المتعاقبة تعاملت بشكل غير علمي مع الموضوع وتركت القضية على عاتق المجتمع، ما تسبب في زيادة غير طبيعية في معدلات النمو”.

واكد احمد انه بالإمكان السيطرة على النمو من خلال زيادة مستوى وعي الاسرة، والعمل على إطلاق مبادرات مجتمعية وبرامج تثقيفية في المدارس والجامعات واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لخلق رأي عام يحث على تحديد النسل بإعداد معقولة.

وأكد أيضا أن “حل الموضوع يتطلب جهودا حكومية لوضع استراتيجيات لاستيعاب هذه الزيادة، مع مبادرات مجتمعية تنطلق من المجتمع نفسه، وفقا لحاجاته واحساسه بالمسؤولية”.

 

 

****************

 

 

مفاهيم اقتصادية مبسطة

 

تراكم الرأسمال

 

هو تحويل فائض القيمة الى رأسمال. ان مصدر التراكم الرأسمالي هو فائض القيمة الذي يخلقه عمل العمال المأجورين، المجاني، ويخصص قسم منه لتوسيع الانتاج. وبمقدار التراكم يزداد بإضطراد معدل فائض القيمة، وكمياته. ويتم تراكم الرأسمال اثناء عماية تجديد الانتاج الرأسمالي الموسع، كما ترتبط عملية تراكم رأس المال بنمو التركيب العضوي لرأس المال. ولا بد ان تؤدي عملية التراكم الى تشكيل الجيش الاحتياطي للعمل، والى البطالة والى خراب وافقار الكادحين من جهة، والى ثراء الرأسماليين، من جهة اخرى ( انظر القانون العام للتراكم الراسمالي). وفي ظروف الامبريالية، وبالإضافة الى فائض القيمة الذي يجنيه الرأسماليون بإستغلال العمال، تستولي الاحتكارات على جزء من اجور العمال والمستخدمين ومداخيل الفلاحين التي تجنيها الدولة البرجوازية عن طريق مختلف الضرائب والرسوم، كما تستولي على بعض مداخيل واموال صغار المالكين ومتوسطيهم، وعلى بعض رساميل ارباب العمل الذين انهاروا تحت ضغط المنافسة الشديدة، وعلى بعض ارباح الاحتكارات الناجمة عن نهب شعوب البلدان النامية. وتعتبر إشاعة العسكرة في الاقتصاد، وسباق التسلح المحموم، والتحضير للحروب، أهم وسيلة لتراكم رأس المال في ايدي الاحتكارات في الظروف الراهنة.

 

*************

 

الصفحة السابعة

 

حزب الشعب الفلسطيني يحدد شروطه لحضور اجتماع المجلس المركزي

القدس ـ طريق الشعب

حدد حزب الشعب الفلسطيني، اخيراً، الشروط الوجب توفرها من اجل مشاركته في اجتماع المجلس التشاوري المركزي، معتبراً أن عدم تنفيذ القرارات التي اتخذت في وقت سابق من قبل المجلس، يشكل اضعافا متواصلا لمنظمة التحرير وهيئاتها.

وجاء ذلك في اجتماع اللجنة المركزية للحزب شارك فيه اعضاء الحزب من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتطرق الى مسألة موقف الحزب من اجتماع المجلس المركزي.

وقال الحزب في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن لجنته المركزية “بحثت في اجتماع مطول شارك فيه اعضاء الحزب من الضفة الغربية وقطاع غزة، مسألة موقف الحزب من اجتماع المجلس المركزي”.  وعدّت اللجنة المركزية عدم تنفيذ القرارات التي اتخذت في المجالس السابقة إضافة إلى قضايا أخرى، يمثل “مصدر اضعاف متواصل لمنظمة التحرير وهيئاتها، الأمر الذي يخلق هذا الجدل والاحتجاج غير المسبوق في الشارع ولدى الرأي العام وحتى في أوساط القوى والفصائل ذاتها تجاه التعامل مع هذه الجلسة للمجلس المركزي”.

وقررت اللجنة المركزية لحزب الشعب “استئناف الحوار المكثف مع حركة فتح ومع كافة القوى للاتفاق على المخرجات المحددة لهذا الاجتماع والتي على ضوئها سيقرر الحزب موقفه النهائي منها”.

وأعلنت اللجنة المركزية الأسس التي تحدد موقف حزب الشعب من المشاركة في اجتماع المجلس المركزي، بأن “يقرر المجلس استئناف تنفيذ قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية في 19/5/2020 والمجلسين الوطني والمركزي بإنهاء العمل بالاتفاقات وتحديد العلاقات مع الاحتلال”، مضيفاً أن “يقرر استئناف العمل بالقرارات التي اتخذها اجتماع الامناء العامين والتنفيذية في 3/9/2020 بهذا الاتجاه، ويدعو اللجنة التنفيذية الى التقيد بتنفيذ ذلك بصورة فورية”.

ووضع الحزب مجموعة شروط اخرى للمشاركة في الاجتماع تخص “تشكيل لجنة تحضيرية من اعضاء التنفيذية لعقد المجلس الوطني التوحيدي خلال مدة اقصاها ستة اشهر، ودعم مبادرة الجزائر الشقيقة بهذا الخصوص بالإضافة الى الرعاية المصرية القائمة بهذا الصدد”.

وطالب الحزب بأن “يقرر المجلس التصويب الواضح للعلاقة مع السلطة الفلسطينية، بتأكيد مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية للسلطة الفلسطينية، وبإعادة تعريف السلطة الفلسطينية استنادا الى قرار الامم المتحدة 19/76/ لعام 2012، وليس بوصفها نتيجة التزامات واتفاقات اوسلو”.

ودعا الحزب، المجلس المركزي إلى “تشكيل لجنة رقابية برلمانية على عمل الحكومة، ولجنة اخرى تشريعية على كل التشريعات والقرارات التي يتم اصدارها، وذلك إلى حين إجراء الانتخابات العامة”.

وطالب الحزب بـ”توسيع واطلاق المقاومة الشعبية للاحتلال نحو الانتفاضة الشعبية الشاملة والعصيان الوطني الشامل وتشكيل القيادة الموحدة فورا لتحقيق ذلك”.

 

الشيوعي السوداني: الطغمة الانقلابية تخرب الاقتصاد وتفقر الجماهير

الخرطوم ـ طريق الشعب

اصدر الحزب الشيوعي السوداني، اخيراً، بيانا شخّص فيه السياسات الاقتصادية الخاطئة التي انتهجتها سلطة الانقلاب العسكري، وذلك بعد مرور مائة يوم على مسكها بزمام الامور في البلاد منذ 25 تشرين الاول الماضي، عندما انقلبت على الشركاء المدنيين في السلطة.

وقال الحزب في بيان تحصلت «طريق الشعب»، على نسخة منه، أن «سلطة الانقلاب مستمرة في اهمال وتخريب الإنتاج، حيث أن الموسم الزراعي الصيفي الذي ورثته السلطة الانقلابية، لم يجد الدعم في الحصاد ولقيط القطن وتحديد الأسعار التشجيعية بل ترك المزارعين يواجهون تجاراً أجانب جشعين يستولون على اقطانهم بأبخس الأسعار في وقت ترتفع فيه أسعار القطن العالمية».

وأشار الحزب إلى «استمرار سياسة تهريب الذهب والتعاون مع الشركات الأجنبية وغيرها من العصابات المحلية، ورفضها لقيام بورصة الذهب أو السماح لبنك السودان بشراء الذهب بأسعار مجزية».

ونبه الحزب إلى «اهمال التحذيرات التي تبثها منظمة الزراعة والأغذية الدولية (الفاو) ويثبتها الواقع المرير في ولاية وسط دارفور والذي سيمتد خلال العام الى مناطق أخرى».

ورأى الحزب أن «الانقلاب أدى من جديد لعزلة السودان الدولية اقتصادياً، مما يعني أنه دفع ثمنها معاناة اقتصادية دون أن ينال أي دعم من المؤسسات الدولية والدول المانحة، ورغم ذلك استمرت السلطة الانقلابية في تنفيذ تعليمات صندوق النقد الدولي فرفعت أسعار الكهرباء وحولت الخبز كله لخبز تجاري وزادت رسوم خدمات الدولة».

وذكر أن «سلطة الانقلاب أصدرت ميزانية دون سند قانوني أو دستوري تبعت فيها برنامج مراقبة الاداء الموقع بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، وبالتالي فهي مقيدة بالشروط التي التزمت بها الحكومة السابقة»، مؤكداً أن ذلك «انعكس بشكل أساسي على التخصيص الفعلي لموارد الموازنة العامة والذي يتجه لتقليل الانفاق ويختصر هذه الموازنة على صرف الاجور والمرتبات».

وأكد الحزب أن «الاسس التي وضعت على ضوئها الموازنة العامة لهذا العام كانت حرفية وواضحة وصريحة لانسحاب الدولة تماما من تقديم الخدمات العامة بعد انهاء دورها في عملية التنمية الاقتصادية».

وأشار الحزب الى أن «الميزانية تواجه عجزاً ضخماً يبلغ حوالي 323 مليون  جنيه، وذلك أن السياسة الاقتصادية تعتمد على المنح والمعونات، وعندما حجبت هذه المنح والمعونات كرد فعل دولي للانقلاب، ظهر خطل سياسة التبعية واهدار الموارد والتفريط في السيادة الوطنية».

ولفت إلى أن «الخيارات التي اتخذتها السلطة الانقلابية جميعها تودي إلى افقار المواطنين والعمال والمهنيين والموظفين الذين يعتمدون على الاجور والمرتبات عبر زيادة تكلفة الإنتاج والخدمات الحكومية والزيادة المباشرة لأسعار الكهرباء والخبز مع ارتباط أسعار الوقود بالأسعار العالمية».

 

 

تنديد بقرارات حكومية كويتية تضيق على حريات المواطنين

الكويت ـ طريق الشعب

انتقدت الحركة التقدمية الكويتية القرارات الحكومية الاخيرة التي ضيقت حريات المواطنين، وتمثلت في مواقف نيابية ودعاوى قضائية، فيما اعتبرت ذلك أقرب ما يكون إلى النهج المتبع في الدول الشمولية الدينية، وهي على عكس طبيعة المجتمع الكويتي المنفتح.

وقالت الحركة التقدمية في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، “نتابع يوماً بعد يوم قرارات حكومية تصدر ومواقف نيابية تُعلن ودعاوى قضائية يرفعها البعض ذات محتوى رجعي متشدد تسعى لفرض المزيد من القيود على الحريات الشخصية، والتدخل الفجّ في تفاصيل الحياة الخاصة للأفراد”، معتبرةً ذلك “تكريس نمط محدد من السلوك بمعايير متزمتة والتضييق على الخيارات الخاصة للناس، والإيغال في تهميش المرأة، ومنع احتفالات وفعاليات فنية أو اجتماعية أو رياضية او ترفيهية، وحظر قنوات تلفزيونية، واعتماد الفتاوى أساساً للقرارات الحكومية، وتصفية ما تبقى من الطابع المدني للدولة”.

ووصفت الحركة ما يحدث، بانه “يشكّل واقعاً اجتماعياً بائساً ونهجاً سائداً أقرب ما يكون إلى واقع الحال والنهج المتبع في الدول الشمولية الدينية”، مبينةً أن “ذلك يتناقض مع الطبيعة المنفتحة للمجتمع الكويتي والأسس المدنية التي يقوم عليها دستور البلاد، حيث اتخذت السلطات من المادة الثانية من الدستور التي قالت أن الشريعة الإسلامية مصدراً رئيسياً للتشريع، فيما تجاهلت وهمشت مصادر التشريع الأخرى، ما يمثّل انقلاباً على الأسس الدستورية المدنية التي بنيت عليها الدولة الكويتية الحديثة”.

 

كوبا: الحصار الأميركي المفروض منذ 60 عاما «عدوان ينتهك القانون الدولي»

 

هافانا ـ وكالات

أكدت الحكومة الكوبية أن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض عليها منذ ستين عاماً ينتهك القانون الدولي ويضفي طابعاً رسمياً للأعمال العدوانية وأحادية الجانب التي كان يجري القيام بها ضد كوبا منذ عشرات السنين.   

وشددت الحكومة الكوبية، على أن سياسة الحصار والخنق الاقتصادي تأتي ضمن الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى تقييد حق الكوبيين المشروع بالدفاع عن سيادتهم وبلورة مشروع تحرري، بعيداً عن الهيمنة الإمبريالية، وان الهدف الأمريكي عزل كوبا ومعاقبة من يقيمون أي نوع من العلاقة الاقتصادية والتجارية والمالية معها. وأكدت في الوقت نفسه أنه يشكل انتهاكاً واسعاً وصارخاً ومنتظماً للحقوق الإنسانية لجميع الكوبيين ويُصنف بأنه “عمل إبادة” وفقاً لمعاهدة منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها الموقعة عام 1948.

وأكدت الحكومة الكوبية أن الولايات المتحدة لا تملك أدنى حد من الشرعية ولا مبررا أخلاقيا لفرض هذا الحصار، منددة بشدة بإجراءات تشديد الحصار التي قامت بها واشنطن خلال جائحة فيروس كورونا.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسبب «عنف أسري».. رئيس وزراء بيرو يستقيل من منصبه

 

ليما ـ وكالات

قال رئيس وزراء بيرو، إيكتور فالير بينتو، إنه سيقدم استقالته، وذلك بعد عدة أيام من تعيينه، على اثر ورود أنباء عن وجود شكاوى ضده تزعم أنه مارس العنف ضد أسرته، بحسب صحيفة “الغارديان”.

وبحسب الصحيفة، أكد رئيس وزراء بيرو، هيكتور فالير أنه سيتنحى عن منصبه بعد أربعة أيام فقط من تسميته في المنصب، إثر ظهور مزاعم بأنه ضرب ابنته وزوجته الراحلة.

وقال رئيس جمهورية بيرو، بيدرو كاستيلو، إنه سيجري تعديلا وزاريا مرة أخرى، بعد ثلاثة أيام فقط من تشكيل الحكومة.

وشكك رئيس الوزراء في الحق السياسي بإجباره على الاستقالة بناء على اتهامات كاذبة بالعنف الأسري. وقال وهو غاضب بشكل واضح، “الشكاوى ضدي مبنية على الأكاذيب”.

وبعد ساعات من تعيين إيكتور فالير بينتو يوم الثلاثاء، ظهرت تقارير للشرطة تعود لعام 2016 تتهمه فيها ابنته وزوجته الراحلة باستخدامه العنف ضدهما.

إحدى الشكاوى التي قدمتها ابنته البالغة من العمر 29 عامًا والتي شاهدتها صحيفة الغارديان، مفصّلة أنه “صفعها ولكمها وركلها في وجهها، وكذلك شد شعرها”.

 

 

نحو سياسة امنية تخدم السلام.. صراع مراكز الهيمنة والبدائل الممكنة

متابعة – طريق الشعب

في 14 كانون الثاني الفائت، نشر عدد من “الخبراء” في شؤون أوروبا الشرقية والسياسات الأمنية رسالة يطالبون فيها ألمانيا باتباع سياسة أكثر عدوانية تجاه روسيا، تتجاوز العقوبات الاقتصادية السابقة التي فرضها الاتحاد الأوروبي. ويدعو الموقعون إلى حرب باردة جديدة، وابتزاز اقتصادي، وسياسة مواجهة قوية ضد روسيا، وإشعال الصراع في أوكرانيا، والتوسع المستمر لحلف الناتو شرقا. لقد تم استنكار الوسائل الدبلوماسية لتسوية النزاعات سلمياً وبناء الثقة المتبادلة على أنها “مجرد ردود فعل لفظية أو رمزية من جانب برلين” والتي “تغري الكرملين بالمزيد من المغامرات”. وبالمقابل أصدر المعهد العالمي للسياسات الدولية Welttrend نداء أكد فيه الحرص على السلام والتعايش السلمي. واكد جملة من الحقائق نشير هنا باختصار الى الخلاصات المهمة الواردة فيه.

لغة الأرقام

وفقًا لدراسة حديثة لقسم العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، فأن تعهد الناتو في عام 1990 بعدم التوسع كان جزءًا من الصفقة الشاملة التي أنهت الحرب الباردة.  لقد تدهور الوضع الأمني بعد نهاية الحرب الباردة. ويعود ذلك إلى الاختلالات العسكرية، وثانيًا إلى توسع الناتو المستمر نحو الحدود الروسية، وثالثًا إلى إنهاء العمل بالاتفاقيات الأمنية الدولية.

وتقول معطيات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام: بلغ الإنفاق العالمي على التسلح في عام 2020، 1830 مليار دولار: حصة الولايات المتحدة الأمريكية منها 738 مليار دولار أمريكي، بما يعدل أربعة أضعاف حصة الصين 193.3 مليار دولار، وأكثر من 12 ضعفا لحصة روسيا البالغة 60.6 مليار دولار. وإذا أضفنا نفقات حلفاء الناتو الرئيسيين مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى ذلك، فإن نفقات “الغرب” تبلغ ثلثي الإنفاق العسكري العالمي. وتنفق بريطانيا وفرنسا وألمانيا قرابة ثلاثة أضعاف حصة روسيا. ويشير معهد السلام السويدي أيضا الى وجود 13400 رأس نووي في العالم في عام 2020، منها 6375 في روسيا و5800 في والولايات المتحدة، وتمتلك الصين 320، وفرنسا 290، وبريطانيا 215.

وأصدرت القوى النووية الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إعلانًا مشتركًا في 3 كانون الثاني 2022، اعتبرت فيه تجنب الحرب النووية مهمتها الرئيسية: “نؤكد مجددًا لا يمكن الانتصار في حرب نووية ويجب لا تندلع أبدا”. وعليه فان من غير الممكن نشر التكهنات بشأن الأسلحة النووية الروسية، وتجنب الحديث عن الناتو.

ولا تختلف الصورة بشأن المعطيات وبيانات الأفراد والأسلحة التقليدية، والتي لا يسع هذا التقرير تناولها. وعليه فان السؤال الموضوعي من يحق له الخوف على وضعه الأمني: التحالف الغربي الواسع ام روسيا الاتحادية؟

سلوك مدان

ومن الضروري الإشارة الى سلسلة إنجازات الناتو: الحرب غير الشرعية على صربيا، واقتطاع كوسوفو، وتوسع الناتو شرقا، ورفض دول الناتو التصديق على معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا المعدلة، ولم يتم انهاء نشاط الناتو الاستفزازي حتى بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007. وفي عام 2008 طلب من أوكرانيا وجورجيا الانضمام للناتو رسميًا، وجرى تشجيع جورجيا لخوض الحرب في عام 2008.

لقد انهت الولايات المتحدة العمل بمعاهدة الحد من أنظمة الدفاع الصاروخية الاستراتيجية، في عام 2002. ومعاهدة إزالة الأنظمة النووية متوسطة المدى في عام 1987، ومعاهدة “السماء المفتوحة” لمراقبة الأجواء الموقعة عام 1992. وقامت بنصب أنظمة الدفاع الصاروخي القادرة على عمليات هجومية في أوروبا الشرقية.

لقد ادى الانقلاب الموالي للغرب في اوكرانيا عام 2014، والذي حظي بدعم كبير من الولايات المتحدة وبعض حلفائها، الى تخلي روسيا عن ترددها. وأدى التهديد المباشر لروسيا الى تدمير الثقة الهشة بين المركزين المتصارعين.

 

البدائل ممكنة

وتصاعد التوترات بين الناتو وروسيا، الذي يتركز حاليًا على أوكرانيا، لا يمكن انهاؤه، إلا بتعزيز الضمانات الأمنية لجميع الدول المعنية وبناء الثقة بين الناتو وشركائه، أوكرانيا وروسيا، وجميع الدول الأوروبية الأخرى. وفي هذا السياق، يجب إعادة تنشيط الحوارات الدولية وأشكال الاتفاقات وتدابير بناء الثقة بين الدول.

وعلى عكس التوقعات السوفيتية، ولاحقا الروسية، استمرت الولايات المتحدة في سياسة الاحتواء القديمة، ناشرة القوات المسلحة والأسلحة النووية في أوروبا. لقد عززوا نظام السيادة المحدودة داخل دول أوربا الغربية، وضموا عددًا من دول أوروبا الشرقية الى حلفهم الهجومي واستخدموا هذا التوسع لنقل التواجد العسكري إلى الحدود الروسية. ويؤكد هذه الحقيقة بناء القواعد العسكرية، في بولندا وجورجيا وأوكرانيا وقريبًا في سلوفاكيا.

ان ما يجري ليس صراعا اوربيا جانبيا، بل يقف في مركز الصراع الأمريكي الروسي، ولا يمكن تجاوزه، الا بإنهاء الضغط العسكري على روسيا، والا سيكون الرد اقتراب الصواريخ الروسية من مناطق الأمن القومي الأمريكي، وهذا ما دعا إدارة الرئيس بايدن لفتح قنوات الحوار المباشر مع روسيا. ولهذا تطالب قوى اليسار والاعتدال بمشاريع الأمن الأوربي المشترك والكف عن استبعاد روسيا او محاصرتها. وان استمرار التوتر بين مراكز الهيمنة يخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل مباشر، ويعمق تبعية أوربا الغربية لها.

 

 

الصفحة الثامنة

 

من جرائم الانقلاب الدموي.. إسقاط الجنسية العراقية عن 12 شخصية وطنية

محمد حسين النجفي

 

بموجب الكتاب السري والمستعجل الصادر من وزارة الداخلية بتاريخ 26/10/1963، المرقم ق. س. 11660، تم سحب (إسقاط) الجنسية العراقية عن إثني عشر مثقفاً عراقياً. صدر هذا الأمر الجائر غير القانوني في تلك الفترة التي تعتبر الأكثر ظلاماً ودمويةً في تاريخ العراق الحديث. إنها الفترة التي ابتدأت في 8 شباط 1963 وإنتهت في 18 تشرين الثاني لنفس السنة. القرار يقول سحب الجنسية العراقية، بموجب قانون الجنسية العراقية المرقم (43) لسنة 1963. أي أن القانون عُدل في تلك السنة، كي تستطيع السلطة السلطة الغاشمة من أعطاء الجنسية لكائن من كان، ومن القدرة على سحبها من أعرق العراقيين انتماءً. الجنسية العراقية او اي جنسية على وجه الأرض حق وليس إكتساب، لمن يولد من أحد الأبوين في أي وطن. وبالتالي لا يوجد من يحق له سحب الجنسية.

نرجع الى السؤآل الأصلي من هم هؤلاء الأثنا عشر شخصاً، ولماذا أسقطت عنهم الجنسية؟ إنهم مجموعة من المثقفين المناضلين النشطين الذين ينتمون للأفكار اليسارية وقسم منهم قياديون في الحزب الشيوعي العراقي، لم تستطع سلطة البعث أعتقالهم كي تعذبهم وتسجنهم أو تقتلهم، لأنهم كانوا وقت الأنقلاب خارج الوطن، أو إستطاعوا الهروب خارج الوطن. إذن كيف تقتلهم هذه السلطة دون ان تعتقلهم؟ وجدوا الحل: بأسقاط جنسياتهم العراقية، وظنوا بذلك أن هؤلاء المناضلين سوف يتخلون عن نشاطهم السياسي وولائهم للوطن.

هذه الكوكبة تضم اول أمرأة تصبح وزيرة في العراق والوطن العربي، وتضم شاعر العرب الأكبر، شاعر دجلة الخير، وتضم كاتب أجمل مسرحية عراقية “النخلة والجيران” والذي ترجم 80 كتاباً من اللغة الأنكليزية والروسية للعربية. تضم من عرفنا على ثورة الزنج والدولة الحمدانية. وتشمل شاعراً من رواد الشعر الحر والذي ترجم أعمال الشاعر التركي الخالد ناظم حكمت. وتتضمن خيرة الأدباء ورواد الصحافة والفن التشكيلي. أكثر من كل هذا وذاك تتضمن إثني عشر مناضلاً محباً مخلصاً لوطنه، مهما كانت توجهاتهم السياسية سواء اتفقنا معها أم لا. أضع بين أيديكم نسخة الأمر الإداري الجائر، وموجز عن هؤلاء المناضلين الذين شملهم القرار:

 

  • محمد مهدي الجواهري:

وُلد عام 1899 في مدينة النجف الأشرف، شاعر العرب الأكبر، شاعر اللغة الفصيحة والشعر المقفى، شاعر الأنتفاضات والثورات الشعبية، شاعر دجلة والفرات وأم عوف، الشاعر الذي كتبت أبيات من قصيدته العصماء “آمنت بالحسين” بالذهب في الحضرة الحسينية. أديب وشاعر وصحفي ونقيب للأدباء والصحفيين في آن واحد. كان فكره تقدمياً حراً ولم ينتسب للحزب الشيوعي. توفى عام 1997 في دمشق ودفن في الزينبية.

                                                                                                                     

  • فيصل السامر:

وُلد عام 1924 في مدينة “المدَيْنة” في محافظة البصرة، ومن عشيرة “السامر”. خريج كلية الملك فيصل للموهوبين والمتفوقين، وخريج جامعة القاهرة في تحصيل البكالوريوس، والماجستير عام 1950 بأطروحته “حركة الزنج”، والدكتوراه بعنوان “الدولة الحمدانية في الموصل وحلب”. خدم في مهنة التعليم وتقلد مناصب عديدة، حتى أصبح وزيراً للأرشاد عام 1959. ومن منجزاته تأسيس وكالة الأنباء العراقية، والفرقة السمفونية ودار الأوبرا. ألف العديد من الكتب ونشر العديد من البحوث. كان فكره تقدمياً ولم ينتم للحزب الشيوعي. توفى في بريطانيا عام 1982.

 

  • الدكتورة نزيهة الدليمي:

وُلدت في بغداد عام 1923، وتخرجت من كلية الطب، جامعة بغداد. ناشطة سياسية من أجل حقوق المرأة، وإحدى أهم رائدات الحركة النسوية في العراق. أول امرأة تستلم منصباً وزارياً في العراق وفي العالم العربي عام 1959، لتصبح وزيرة للبلديات. ساهمت في إعداد قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959، و في تأسيس وأنشاء مدينة الثورة (الصدر حالياً)، ووزعت قطع الأراضي على سكان الصرائف في منطقة الشعلة. قيادية في الحزب الشيوعي العراقي، وتعرضت للفصل والأعتقال، وصدر بحقها حكم غيابي بالأعدام. توفيت في المانيا ودفنت في بغداد عام 2007.

 

 

  • الدكتور صلاح خالص:

وُلد في البصرة عام 1925 وتوفي في بغداد عام 1987، حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية المرموقة في الأدب الأندلسي عام 1952. كاتب وأديب ومؤسس لأتحاد الأدباء العراقيين مع رفاقه من المثقفين ومنهم الجواهري الكبير. ألف ثلاثة كتب عن الأدب الأندلسي في أشبيلية. وهو من جيل القامات الأدبية مصطفى جواد وحسين أمين وعلي الوردي وفيصل السامر وعلي جواد الطاهر. كان محررا لمجلة الأديب، ولعب دوراً بارزاً في إصدار مجلة “الثقافة الجديدة” منذ عام 1953. وكغيره من المثقفين أمضى حياته في تقديم المآثر النضالية وإشاعة الفكر العلمي التقدمي. عمل مدرساً في قسم اللغة العربية بكلية الآداب وتخرج على يديه جيل من المثقفين الملتزمين. تعرض للسجن والأعتقال في العهد الملكي عدة مرات لمهاجمته الأستعمار والرجعية. تميز بالجرأة والشجاعة والصراحة في المواجهة. نشر العديد من الكتب والبحوث والمقالات. عضو مؤسس في نقابة الصحفيين العراقيين، وعضو مؤسس في نقابة المعلمين وأتحاد الصحفيين العرب.

 

  • الزعيم هاشم عبد الجبار:

أخ الزعيم عبد الكريم قاسم بالرضاعة. آمر اللواء العشرين مُشاة. رئيس هيئة التحقيق الخاصة في محكمة الشعب. أثناء محاولة إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959، بادر دون أوامر من الزعيم للنزول الى بغداد والأنتشار فيها تحسباً، لصد مؤآمرة إسقاط السلطة. لم يستزغ الزعيم ذلك، وأبعده كما ابعد الكثيريين ممن كانوا مخلصين له ولثورة تموز. ألتحق بوزارة الدفاع يوم 8 شباط 1963 للدفاع عن ثورة تموز، مثله مثل وصفي طاهر وفاضل عباس المهداوي. في مساء يوم 8 شباط وبعد ان تبين ان الموآمرة قد نجحت، طلب الزعيم من العديد من الضباط ومنهم هاشم عبد الجبار التسلل في جنح الليل عبر ضفاف نهر دجلة. توفى عام 1975 في المانيا ودفن فيها.

 

  • نوري عبد الرزاق حسين:

أرسله والده للدراسة في إنكلترا في العهد الملكي، إلا انه فُصل لنشاطه السياسي ضد حلف بغداد. ذهب الى القاهرة للدراسة. عاد الى العراق بعد ثورة تموز عام 1958 وأصبح السكرتير العام لمنظمة الشبيبة الديمقراطية، ثُم أصبح سكرتير أتحاد الطلاب العالمي عام 1960. ناشط سياسي عالمي، السكرتير العام لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية. صديق لياسر عرفات وجيفارا وجورج حبش وخالد محي الدين وعبد الفتاح إسماعيل والكثير من الثوريين اليساريين في العالم.

 

 

  • عبد الوهاب البياتي:

وُلد عام 1926 في بغداد. وهو من جيل رواد الشعر الحديث (الحر)، مُعاصراً بدر شاكر السياب ونازك الملائكة. خريج الأدب العربي. عمل صحفياً، وكتب في مجلة “الثقافة” وأعتقل في خمسينات القرن الماضي لمواقفه السياسية. ترجم الكثير من أعمال الشاعر التركي التقدمي “ناظم حكمت”، وعانى ما عاناه حكمت من تشرد وسجون وأضطهاد. وبسبب أفكاره عاش جزءاً كبيراً من حياته في المهجر، ما بين القاهرة ودمشق وبيروت. عمل ملحقاً ثقافياً في أسبانيا في الثمانينيات، وتأثر كثيراً بالأدب الأسباني. توفى ودفن في دمشق عام 1999.

 

  • ذو النون أيوب:

وُلد في الموصل عام 1908. صحفي وروائي ومحرر وكاتب قصص قصيرة. كاتب لسير ذاتية ومدرس وناقد أدبي. إنتسب للحزب الشيوعي لفترة وجيزة لا تتعدى العام الواحد. عمل في الحزب الوطني الديمقراطي، وجمعية الدفاع عن الشعب العراقي في براغ عام 1963. توفى في بغداد عام 1996.

 

  • غائب طعمة فرمان:

وُلد عام 1927. تخرج من كلية الآداب بمصر. له الكثير من الأعمال الأدبية القصصية والمسرحية، من بينها القربان، المخاض، ظلال على النافذة، وأشهرها مسرحية “النخلة والجيران” التي مازالت خالدة في ذاكرة من شاهدوها، كما قدمتها فرقة المسرح الحديث. ترجم ثمانين كتاباً من اللغة الأنكليزية والروسية الى اللغة العربية. مجموعاته القصصية، حصاد الرحى، ومولود آخر. يقول عنه الناقد جبرا إبراهيم جبرا: (يكاد يكون الكاتب العراقي الوحيد الذي يُركب أشخاصه وأحداثه في رواياته تركيباً حقيقياً). توفى ودُفن في موسكو عام 1990.

 

  • محمود صبري:

وُلد يوم 14 تموز عام 1927 في بغداد. درس العلوم الأجتماعية في إنكلترا، وتطور إهتمامه الى فن الرسم، ليصبح فناناً تشكيلياً، وأحد رواد الفن العراقي الحديث. كان رائداً في القضايا الأجتماعية والسياسية في خمسينات القرن الماضي. درس الفن في أكاديمية موسكو للرسم والنحت والعمارة. عضو مؤسس في “جماعة الرواد” في عام 1950 مع فائق حسن. لديه عدة مطبوعات عن الفن والفلسفة والسياسة باللغتين العربية والأنكليزية. يقول عنه الناقد جبرا إبراهيم جبرا: (كان لمحمود صبري تخطيط قوي جعله الأساس في ما يرسم من مشاهد الفقر والشظف والتمرد، مؤكداً على الطريقة العراقية في الحياة، جاعلاً منها صرخة عنيفة في وجه الظالم، إجتماعياً كان أم سياسياً.

 

  • الدكتور رحيم عجينة:

وُلد في مدينة النجف الأشرف عام 1925. ترعرع في محلة “البراك” في شارع موسكو، وهي محلة حاضنة للناشطين اليساريين. من العوائل التي سكنت تلك المحلة عائلة الوجيه “محسن عجينة” والد الدكتور رحيم، وعائلة السيد أحمد الرضي الموسوي والد الشهيد حسين أحمد الرضي “سلام عادل” سكرتير الحزب الشيوعي العراقي أبان ردة 8 شباط 1963.  تخرج دكتور عجينة طبيباً وتخصص بالأمراض المستوطنة وتزوج المناضلة الدكتورة بشرى برتو، من عائلة برتو المعروفة بمواقفها الوطنية. رئيس جمعية الطلبة العراقيين في لندن، ومن قادة الحزب الشيوعي العراقي. يقول عنه عديله الدكتور فاروق برتو في نعيه له بعد وفاته ودفنه في لندن عام 1996: يمتاز بـ (الخلق الرفيع وعفة اللسان والأدب الجم حد الخجل، يحمر وجهه خجلاً ويهرب من المجلس الذي يلفظ فيه قبيح الكلام. الصدق والأمانة خصلتان متميزتان من خصاله. ذا فكر واسع جوال، عاكفاً باستمرار على القراءة والبحث والمتابعة اللصيقة بالأحداث والتيارات الفكرية الهامة).

 

  • عزيز الحاج علي حيدر:

وُلد في مدينة الكاظمية عام 1926. تخرج من دار المعلمين العالية عام 1947. إنتسب للحزب الشيوعي العراقي عام 1946، وحُكم عليه بالمؤبد عام 1948 التي قضى معظمها في نقرة السلمان، لحين إطلاق سراحه بعد ثورة 14 تموز 1958. درس في موسكو وبراغ، وأصبح قياديا في الحزب الشيوعي، ليقود بعد ذلك أكبر إنشقاق في الحزب عام 1967، تحت تسمية “ القيادة المركزية”، التي سرعان ما أنتهت بعد اعتقاله من قبل سلطة البعث عام 1969، وإعترافات عزيز وبقية القادة تحت وطأة التعذيب. عُين سفيراً للعراق لدى اليونسكو لمدة ثلاثين عاماً. أستطاع في تلك الفترة من ان ينشر ثلاثين كتاباً عن سيرته وتجاربه السياسية التي كان من أهمها “ شهادة للتاريخ: أوراق في السيرة الذاتية”. يقول عنه الكاتب والناشط السياسي، الدكتور عبد الخالق حسين: (كان في منتهى الوطنية والأنسانية والطيبة والأخلاق الرفيعة). توفى ودُفن في باريس عام 2020. 

 

الخلاصة:

كيف يمكن لأي سلطة مهما كانت غاشمة ان تُبعد رواداً للثقافة في بلدها. إنها مجموعة تتودد الدول الأخرى لأحتضانهم والأستفادة من نتاجهم الفكري والتعليمي. هؤلاء عينة لما حدث في عام 1963 بعد ردة 8 شباط الدموية. حيث تمّ اعتقال الآلاف من الطلبة والمعلمين والأساتذة الجامعيين والعمال الناشطين، ورميهم بالسجون وتعذيبهم وقتل العديد منهم. ردة شباط عام 1963 مسؤولة بشكل مباشر عن تردي المستوى الثقافي والعلمي في العراق لأنها حاربت المثقفين المخلصين بشتى الوسائل ومنها إسقاط الجنسية عن الذين لم تستطع ان تضع ايديها على أعناقهم. جرائم لا زالت بلا عقاب.

ـــــــــــــــ

شباط 2022

 

 

بعد انقلاب الثامن من شباط لم يستعد العراق عافيته

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم يكد الوضع يستقر لصالح ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، حتى بادرت جهات متعددة للتصدي لمبادئ هذه الثورة أو تضع بشتى السبل العراقيل أمام تحقيق أهدافها وفي المقدمة رفع مستوى الفقراء والمعدمين ، وفي البداية تصدت الثورة لظلم الإقطاع بإصدارها قانون الإصلاح الزراعي الذي فتت الملكية الزراعية،  وأعاد الحق للفلاح الأجير بأجر الكفاف، وقد كان الاقطاعيون في ظل دولة العشيرة الممتدة من التأسيس حتى يوم الثورة يستحوذون على ٨٠ ٪ من الأراضي الزراعية ، وقد تبنت الثورة قوانين رفع المستوى المعيشي لعموم الناس بدءا من الموظف الصغير وصولا إلى إقامة المدن والضواحي السكنية لأصحاب الصرائف أو المدن العمالية، مما أثار حفيظة الإقطاع، او أصحاب الرأسمال الاقطاعي الفاعل في المدن  أو اتباع البعث أو عملاء مصر الناصرية آنذاك ، ليشكل هذا الخليط تجانسا تدعمه أقلية البرجوازية العسكرية، والكل دعمته قوى غربية تفاجأت بثورة ١٤ تموز ومنجزاتها أو قياداتها التي حققت ما هو غريب على المألوف آنذاك مثل قانون رقم ٨٠ لسنة ١٩٦١ الذي عدته قوى الغرب الاستعماري تجاوزا على ثوابت استغلال الشركات لخيرات الشعوب في الدول النفطية، أو قيام الثورة بخرق قواعد واصول تسويق النفط واحتكار مناشئه أو أسواقه، وذلك بالدعوة لعقد مؤتمر تأسيسي في بغداد لإقامة منظمة تضم الدول المنتجة للنفط وتوحد سياساتها التسويقية والتصديرية، وقد تمخض مؤتمر بغداد هذا عن ولادة منظمة أوبك، منظمة الاقطار المصدرة للنفط، وكانت هذه الخطوة بمثابة السهم الذي أصاب الكارتل النفطي العالمي بمقتل، وظلت هذه المنظمة ولا زالت حتى هذه اللحظة توجه السياسات النفطية وفق مصالح الدول المصدرة، وكانت هذه الخطوة قد قصرت من عمر الثورة وعملت على توحيد إعدائها، للإطاحة بها سيما وأنها ثورة فتحت الأبواب المغلقة مع الشرق الاشتراكي والصين الشعبية، وتعاونت مع السوفييت في كسر احتكار السلاح وبناء المصانع أو مد السكك الحديدية أو قيام النقابات العمالية والمهنية الأخرى، أو معاداة الثورة للأمية وجعل الصحة والتعليم مجانا ، او أن الثورة أوجدت للصحافة منبرا حرا وتشكلت في عهدها أول نقابة الصحفيين العراقيين، وأول منظمة نسوية تدافع عن حقوق المرأة بتشكيل رابطة المرأة العراقية، وفي الميدان العربي تسابقت الثورة مع الزمن للدفع بالقضية الفلسطينية إلى الواجهة وكانت أول من وضع فكرة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وساعدت أحمد الشقيري والقادة الفلسطينيين من خلال العراق للدخول بالقضية الفلسطينية إلى عالم الحوار والدبلوماسية، ووقفت موقف الثوار الحقيقيين وراء ثورة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي ومدت ثورته بالمال والسلاح، وكانت وراء دفع فرنسا لتوقيع معاهدة ايفيان التي نالت بموجبها الجزائر استقلالها الناجز. وكان للثورة دورها في تأجيج حركة التحرر في العالم، وبفضل الاتحاد السوفيتي السابق ومنظومة الدول الاشتراكية، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها التاريخي إلا وهو حق تقرير المصير للشعوب والدول المستعمرة.

ان ما ذكرناه من منجزات كان جزءا من الكثير من المنجزات التي قامت بها الثورة والتي وحدت صفوف أعدائها ونظمت أمور الخليط المتضرر ليقوم بفعل الأقلية العسكرية ذات الولاء العشائري أو المنظور العنصري للانقلاب على الثورة في الثامن من شباط الاسود عام ١٩٦٣ بتأييد مباشر ومفضوح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية (حسب تصريحات امين سر القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك) علي صالح السعدي، حين قال جئنا بقطار امريكي ، ويقال عن حميد خلخال قوله وبعجلات بريطانية.

إن هذا الانقلاب والبيان رقم ١٣ الصادر عن اللواء رشيد مصلح التكريتي الحاكم العسكري العام، تحت عنوان إبادة الشيوعيين، كان بمثابة ردة فعل الغرب والكارتل النفطي تجاه الثورة وقادتها، وكان بمثابة عملية قتل لشعب تاق إلى الحرية، ولبلد غني أعاد حقوقه من يد الشركات المستغلة، وساعد الغير المظلوم على إعلان مظلوميته أمام الملأ.

ان الانقلاب كان بداية لدولة العسكر التي ظلت تتداول الحكم بالانقلابات العسكرية، وصولا إلى دولة المنظمة السرية التي قادها البعث بانقلابه الثاني عام ١٩٦٨، ليبدأ حكم الديكتاتور الاوحد ومنظمة حنين وحروبه مع شعب كردستان أو اغتيالاته المستمرة للقوى الوطنية التقدمية،  أو حروبه مع الجار الإيراني او العرب في الكويت ، وما تلا هذه الحروب من احتلال امريكي بغيض للعراق وتدمير مرتكزاته الاقتصادية وبناه التحتية، أو ما تلا الاحتلال من دور للاستلام والتسليم للسلطة لصالح احزاب أو فئات أو زعامات جاءت مع المحتل لتقيم هذه المرة الدولة العميقة، فإذا كانت دولة المنظمة السرية قد عملت جهدها لتقوية الدولة الرسمية لتحتمي بها ، فإن الدولة العميقة تعمل الان على إضعاف الدولة الرسمية لتكون اقوى منها ممهدة السبيل للانقضاض عليها حيث ما تشاء ووقتما تشاء ، كل ذلك جاء بفعل انقلاب شباط الاسود وتوابعه والحكومات الفاشلة التي قامت في أثره والتي تركت العراق مسلوب الإرادة ضعيفا تتقاسم مصيره كثيرا من الدول، وجعلت منه دولة مريضة تئن من وطأة أمراضها المستعصية والمزمنة،  والتي لا يمكن معها ان يستعيد العراق عافيته في المستقبل المنظور..

 

 

الصفحة التاسعة

 

الاشتراكيون حصلوا على الأغلبية المطلقة.. الانتخابات البرلمانية في البرتغال.. الخلفيات والمسار والنتائج

رشيد غويلب

 

مراهنة رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا على الذهاب إلى انتخابات مبكرة أتت ثمارها. وحصل حزبه الاشتراكي على الأغلبية المطلقة في الانتخابات النيابية العامة التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني الفائت، في حين تلقت الأحزاب التي دعمت حكومة الأقلية التي تزعمها (حزب كتلة اليسار، الخضر، والحزب الشيوعي خسائر كبيرة.

بعد انتخابات عام 2015 البرلمانية العامة، دعمت قوى اليسار الماركسي، الحزب الشيوعي البرتغالي وحزب كتلة اليسار، وحلفاؤهما قيادة الحزب الاشتراكي لحكومة أقلية، دون الدخول في ائتلاف حكومي معه، لمنع إعادة انتخاب رئيس الوزراء السابق بيدرو باسوس كويلو من الحزب الديمقراطي الاجتماعي المحافظ.

حصيلة عهد حكومة الأقلية

شكلت السنوات الأربع لحكومة الأقلية للحزب الاشتراكي بدعم برلماني من الحزب الشيوعي البرتغالي، وحزب كتلة اليسار الماركسي خروجًا عن سياسات التقشف، الموروث من السنوات السوداء لمذكرة التفاهم بين الترويكا (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوربي، والمفوضية الأوربية) وحكومات الحزب الديمقراطي المحافظ، وحزب الشعب اليميني. لقد كانت تجربة دعم قوى اليسار لحكومة الأقلية بقيادة الاشتراكية، تتسم بالتوتر والصراع أيضا. وهناك من اعتبرها تجربة ناجحة.

وترى الكتل البرلمانية لقوى اليسار أن الإجراءات المتفق عليها لم تنفذ بالكامل. وكانت هناك توترات سنوية مرتبطة بإقرار الموازنة العامة، لكن هذه التوترات صاحبها تقدم الأجندة التقدمية والحماية الاجتماعية (في مجالات التعليم العالي، والصحة، ورفع الحد الأدنى للأجور)، وما إلى ذلك.

لقد كانت المعاهدات الأوروبية من الأسباب الرئيسية للخلافات. وأظهرت دراسة أجريت عام 2020 بقيادة فرانسيسكو لوكا، الاقتصادي والرئيس السابق لحزب كتلة اليسار وعضو مجلس الدولة البرتغالي، محدودية السياسات الاقتصادية التقدمية في إطار وهيكلية الاتحاد الأوروبي.

بالإضافة إلى عدم التفاوض على تدابير إصلاح ما يسميه اليسار “الاقتصاد الريعي الطفيلي”، وكلك عدم تعامل الاشتراكيين مع قوانين العمل التي فرضتها الترويكا، مما منع إجراء أي تغيير هيكلي في البرتغال.

 

انتخابات 2019

في انتخابات تشرين الأول 2019، حقق الحزب الحاكم نجاحا طفيفا على حساب داعميه، موظفا النجاحات التي حققها البرنامج الحكومي، باعتباره حزبا حاكما، في حين ان جانبا كبيرا من هذه النجاحات جاءت نتيجة لضغط قوى اليسار في تحديد السياسات التي مرروها بأصوات نوابهم في البرلمان، والتي بدونها، ما كان لحكومة الأقلية أن تستمر. لقد اختار الحزب الاشتراكي الاستمرار بنموذج حكومة الأقلية المدعومة من قوى اليسار، في حين أكد الحزب الشيوعي البرتغالي: “لدينا وضع متناقض، فمن ناحية هناك تقدم اجتماعي، وتوقفت الخصخصة والهجوم على المكتسبات الاجتماعية، لكن الحزب الاشتراكي، لم يتخل عن السياسة اليمينية، فهو يواصل الدفاع عن مصالح الشركات والمؤسسات المالية الكبرى ويسمح بالمضاربة”.

وفي عام 2018، وعشية الانتخابات العامة، كانت هناك مؤشرات ملموسة على تبني الحزب الاشتراكي نهج المواجهة مع شركائه، ساعيا للحصول على الاغلبية المطلقة. لقد اختار الاشتراكيون * خطابًا ابتزازًيا مبنيا على التخويف بعودة اليمين الوشيكة إلى السلطة، وخرجوا من انتخابات 2019 أقوى.

وبعد انتخابات 2019، أراد حزب كتلة اليسار التفاوض المسبق على اتفاق جديد للفترة التشريعية على غرار الدورة البرلمانية السابقة. وقدمت الكتلة برنامج الحد الأدنى بشأن قضايا العمل، أي إلغاء القيود التي فرضتها الترويكا: تخفيض قيمة العمل الإضافي، وتقليل عدد أيام الإجازة، وتقليص أساس حساب تعويض إنهاء الخدمة من 30 إلى 12 يومًا لكل سنة عمل. من جانبه، رفض الحزب الشيوعي الاتفاق المسبق، وفضل التفاوض السنوي على الموازنة فاختار الحزب الاشتراكي هذا المسار، مما مكنه من عدم الاضطرار إلى قبول أي شروط مسبقة والالتزام بها خطيا، لأن “حالة الضرورة” التي كانت قائمة بالنسبة للحزب الاشتراكي في عام 2015 لم تعد موجودة.

هكذا بدأت حكومة الأقلية الاشتراكية عملها السياسي الجديد في عام 2019 واضطرت إلى إعادة التفاوض بشأن الموازنة سنويا. ومارس الاشتراكيون الابتزاز بشكل متزايد، ملوحين بحدوث أزمة سياسية وأظهروا أشكالًا مختلفة من الروح العدائية ضد أحزاب اليسار.

وحسب قراءة كتلة اليسار، هناك ثلاثة عوامل تساعد في فهم رفض الحزب الاشتراكي للدخول في اتفاقية جديدة. أولاً، تبني أنطونيو كوستا تكتيكات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القائم على مركزية يمينية تبعد اليسار من مواقع السلطة في الاقتصاد وعلاقات العمل. ثانيًا، الامتثال لضغط ارباب العمل للحفاظ على قواعد عقوبات الترويكا في قانون العمل. وثالثا: السعي لتحقيق الأغلبية المطلقة، كخطوة ضرورية لإعادة تموضع الحزب الاشتراكي في المستقبل ضد اليسار، والعامل الأخير حدد استراتيجية أنطونيو كوستا منذ عام 2015.

 

الذهاب إلى الانتخابات المبكرة

لقد كشف الوباء عن نقاط ضعف دولة الرفاه في البرتغال: انتشار الاعمال المؤقتة، وارتفاع معدلات الاعمال غير المسجلة، واقتصاد يعتمد بشكل كبير على السياحة، ونقص في السكن اللائق، وغيرها من المشاكل الهيكلية.

سرعان ما انهار نظام الصحة العامة بسبب نقص العمال المهرة. تم تسريح آلاف الأشخاص لأن قوانين التسريح التي فرضتها الترويكا لا تزال سارية المفعول.  لقد أنفقت البرتغال 5.6 في المائة فقط من الناتج الإجمالي المحلي على تدابير استثنائية منذ انتشار الوباء، وهي أقل بكثير من المتوسط الأوروبي.

رفض زعيم الحزب الاشتراكي أنطونيو كوستا، معتمدا على استراتيجية ماكرون، ومعادلة اما نحن أو اليمين، مقترحات قوى اليسار في مجالات الصحة أو المعاشات التقاعدية أو قانون العمل، وزيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة الرواتب وزيادة عدد دور الحضانة العامة.

ومنذ طرح مشروع الموازنة، هدد رئيس الجمهورية البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، الأحزاب علنًا بحل البرلمان إذا لم يتم اعتماد الموازنة، على الرغم من عدم ربط الدستور بين استمرار عمل البرلمان بإقرار مشروع الموازنة. وبهذه الطريقة، تمكن كوستا من توسيع استراتيجياته لمناشدة الناخبين، على أساس ابتزازهم ووضعهم بين خيارين لا ثالث لهما.

وبعد رفض مشروع الموازنة الذي لم يحصل الا على أصوات كتلة الحزب الاشتراكي، تم حل البرلمان وجرت الانتخابات العامة في 30 كانون الثاني 2022، وهي المرة الأولى التي يتم بها عدم تمرير الموازنة، منذ عام 1974.

تميزت الحملة الانتخابية باستقطاب قوي بين حزب رئيس الوزراء الاشتراكي والحزب الديمقراطي الاجتماعي المحافظ. وألقى أنطونيو كوستا باللوم على الشيوعيين وحزب كتلة اليسار في فشل الحكومة، وراهن على فكرة دعم “الظروف المستقرة”، بحصوله على أغلبية مطلقة. لكنه أبقى أيضًا جميع خيارات التحالف مفتوحة. في بعض الأحيان كان ينظر بنصف عين على الحزب البيئي الصغير، وأحيانًا على الشيوعيين والكتلة اليسارية؛ وترك خيار التعاون مفتوحا مع منافسه الديمقراطي الاجتماعي المحافظ.

الحصول على الأكثرية المطلقة

وعلى عكس استطلاعات الراي قيل يوم الاقتراع، والتي اكدت احتمال تقارب الحزب الاشتراكي الحاكم، ومنافسه الديمقراطي الاجتماعي المحافظ، وحاجة الاشتراكيين للعودة إلى طلب دعم أحزاب اليسار، شكلت نتائج الانتخابات مفاجأة للجميع: حقق الحزب الاشتراكي الأغلبية المطلقة في البرلمان، بحصوله على 41,68 في المائة، منحته 117 مقعدًا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 230 مقعدا، متقدمًا على اقوى منافسيه الحزب الديمقراطي الاجتماعي المحافظ، الذي حصل على 27,80 في المائة، منحته 76 مقعدًا.

 وانظمت البرتغال إلى بلدان صعود اليمين المتطرف، فلقد استطاع حزب “شيغو” اليميني المتطرف، إزاحة حزب كتلة اليسار من الموقع الثالث، وحصل على 7,15 في المائة، منحته 12 مقعدا في البرلمان الجديد، مقابل مقعد واحد في سابقه.

وتمكن حزب “المبادرة الليبرالية”، يميني ليبرالي يدعو إلى دور متطرف للسوق من تحقيق نجاح، بحصوله على قرابة 5 في المائة، منحته 8 مقاعد بدلا من مقعد واحد في الانتخابات السابقة.

ويعد حزب “الكتلة اليسارية” الماركسي من أكبر الخاسرين، بحصوله على 4,46 في المائة، منحته 5 مقاعد فقط، مقابل 19 مقعدا في انتخابات 2019.

وتعرض التحالف الديمقراطي الموحد الذي يضم الحزب الشيوعي والحزب البيئي هو الآخر إلى خسارة كبيرة، حيث حصل على 4,39 في المائة فقط، يملك الآن 6 مقاعد، بدلا من 10 في الانتخابات الأخيرة، لم يحصل منها الحزب البيئي على اية مقعد. إلى جانب ذلك حصل حزب اليسار على مقعد، وحزب الدفاع عن حقوق الحيوان على مقعد أيضا، بعد ان كان له في الانتخابات الأخيرة 4 مقاعد.

ويعد حزب المركز الديمقراطي والاجتماعي - الحزب الشعبي اليميني المحافظ أكبر الخاسرين، اذ حصل على1,61 في المائة فقط، وأصبح لأول مرة منذ اول انتخابات ديمقراطية في عام 1975، بعد انتصار ثورة القرنفل في عام 1974 خارج البرلمان، بعد ان شغل 4 مقاعد في البرلمان السابق.

بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 58 في المائة، أكثر بقرابة 10 في المائة مقارنة بانتخابات 2019، وتثمل نسبة رفض المشاركة في التصويت 42 في المائة، مؤشرا على خيبة الأمل من الانتخابات البرلمانية، في بلد كانت نسبة المشاركة فيه، في اول انتخابات ديمقراطية بعد انتصار الثورة أكثر من 91 في المائة.

الحزب الاشتراكي

قال أنطونيو كوستا في خطاب انتصاره، إن البرتغاليين “رفعوا البطاقة الحمراء بوجه الأزمة السياسية” و” أعربوا عن “رغبتهم في الاستقرار والأمن”. واضاف “البرتغاليون أكدوا بشكل لا لبس فيه ما فعلوه قبل عامين: إنهم يريدون حكومة الحزب الاشتراكي للسنوات الأربع المقبلة”. وشدد على أنه “أدرك أن هذه الأغلبية كانت ممكنة فقط، نتيجة لانضمام آلاف البرتغاليين من مختلف الأوساط السياسية إلى الاشتراكيين”، ووعد “بأغلبية الحوار” وتعزيز “الإجماع الضروري في مجلس الجمهورية وفي الحوار الاجتماعي “. وإنه يريد تشكيل حكومة “أكثر رشاقة” من شأنها أن “تصالح البرتغاليين مع فكرة الأغلبية المطلقة”. وأكد أنه “في الدولة الديمقراطية، لا أحد يحكم بمفرده”. وان: “البرتغاليون اعتبروا برنامج الحزب الاشتراكي برنامجا للحكومة”. وأعلن كوستا أنه سيلتقي جميع الأطراف في الأيام القليلة المقبلة، باستثناء حزب اليمين المتطرف، لأنه “لا يستحق إضاعة الوقت”.

 

الحزب الشيوعي

أكد السكرتير العام للحزب الشيوعي البرتغالي، جيرونيمو دي سوزا، أن رفض الموازنة كان القرار الصحيح. “إن تطور الوضع في البلاد جعل من الضروري إيجاد حلول للمشاكل الوطنية ولحياة العمال والشعب البرتغالي، لكن الحزب الاشتراكي، الساعي إلى الأغلبية المطلقة، تفاهم مع رئيس الجمهورية وذهب لخيار الانتخابات”. وان “الظرف السياسي وتوازن القوى حددا نتيجة انتخابات اتصفت بالاستقطاب الشديد، الأمر الذي أفاد الحزب الاشتراكي على الرغم من تهربه من طرح الإجابات الضرورية للبلاد”.

وقال السكرتير العام للحزب الشيوعي إن النتيجة السيئة لتحالفنا تمثل “عنصرا سلبيا في الحياة الوطنية”. ولكن حتى في هذا “الظرف الصعب” فإن التحالف “سيلتزم” بمصالح وتطلعات العمال والشعب، لحل المشاكل الوطنية والنضال من أجل سياسة بديلة على اساس قيم ثورة نيسان، ومن أجل مستقبل البرتغال”.

وتابع جيرونيمو دي سوزا: “يؤكد تحالفنا من جديد التزامه تجاه العمال والشعب البرتغالي وتصميمه على تعزيز التعاون لحل المشاكل الوطنية، والتي تشمل دون تأخير الأهداف التالية: تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة؛ الزيادة العامة في الأجور كضرورة ملحة. الحاجة الوطنية لارتفاع كبير لمتوسط الأجور والحد الأدنى للأجور ؛ إلغاء المعايير المرهقة لقانون العمل ؛ ضمان حقوق الأطفال والآباء ، توفير دور الحضانة ؛ حماية وتعزيز الخدمة الصحية الوطنية ، وفرص عمل لحملة التأهيل المهني، ؛ الدفاع عن الضمان الاجتماعي والتعليم والعلم والثقافة والرياضة وتعزيزها ؛ تعزيز الخدمات العامة؛ ضمان الحق في السكن اللائق وتطوير النقل العام المحلي ؛ ضمان سياسة العدالة الضريبية ؛ ضمان الحق في بيئة صحية وتوازن بيئي من خلال مكافحة الاستغلال التجاري للطبيعة والحد من،  وتخفيف عواقب تغيير المناخ. ان كل ناخب وكل نائب لتحالفنا سيعتمد هذا المسار، الذي يتطلب مشاركة وتعبئة واسعة للعمال والشعب”.

 

حزب كتلة اليسار

في أول رد فعل على نتائج الانتخابات، رأى بيدرو فيليبي سواريس، عضو اللجنة السياسية لحزب كتلة اليسار،” يبدو أن ابتزاز الحزب الاشتراكي قد حقق بعض النجاح”، لكنه أكد أن حزبه، وبالنظر إلى أكبر التحديات الراهنة “لا يستكين”.

 وقالت كاتارينا مارتينز، المنسقة الوطنية لحزب كتلة اليسار، إن نتيجة الانتخابات سيئة أيضًا لأن اليمين المتطرف آخذ في الازدياد و “كل نائب عنصري في البرلمان هو كثير جدًا”. وتوعدت قائلة: “سنكون هنا لمكافحتهم”.

وأكدت صحة موقف حزبها في عدم إقرار الموازنة الأخيرة، مع العلم بتداعياته الانتخابية، لأن الموازنة كانت تعني تفاقم مشكلات النظام الصحي في البلاد، فضلا عن تجميد أجور العاملين لفترة طويلة، وفقدان المعاشات التقاعدية المزيد والمزيد من قدرتها الشرائية. وعندما يكون هناك مليون انسان ليس لديهم طبيب عائلة، او خدمات الإسعاف التي لا تستطيع التفاعل كما يجب، وازدياد عدد السكان الذين يعيشون يشكل سيء، لان اجورهم تقترب باستمرار من الحد الأدنى للأجور، كان لابد من رفض الموازنة.

 

 

الصفحة العاشرة

 

فرنسا تحتفي بمرور 400 سنة على ميلاده.. كيف نجا موليير من براثن الأصولية والأصوليين؟

هاشم صالح

 

يعدّ موليير مفخرة الفرنسيين مثلما أن شكسبير هو مفخرة الإنجليز. كلاهما أبدع من المسرحيات العبقرية، ما أدى إلى تخليده على مدار العصور والأجيال. بل أصبحت أسماء مسرحياتهما معروفة كونياً ورائجة على كل شفة ولسان. فمن لم يسمع باسم «روميو وجولييت» مثلاً، أو «تاجر البندقية»، أو «هاملت»، أو «ماكبث»، لشكسبير؟ من لم يسمع بمسرحية «دون جوان»، أو «البخيل»، أو «المريض الوهمي الوسواسي»، أو «البورجوازي النبيل»... إلخ، لموليير؟ وكلها تكاد تميتك من الضحك لأن موليير على عكس شكسبير كان كوميدياً هزلياً لا تراجيدياً. ثم بالأخص من لم يسمع بمسرحية «طرطوف أو المنافق» التي سوف تحظى بكل اهتمامنا بعد قليل.

مناسبة هذا الحديث هو أن فرنسا تحتفل هذا العام بمرور 400 سنة على ولادة هذا العبقري العملاق (1622 - 2022). وقد كرست له معارض فنية واحتفالات كبرى في مدينة فرساي على وجه الخصوص. وذلك لأن فرساي كانت هي عاصمة فرنسا آنذاك إبان العهد الملكي. كانت عاصمة العالم. وفيها يوجد إحدى عجائب الدنيا السبع؛ قصر فرساي العظيم.

لماذا تحظى مسرحية طرطوف بكل هذه الأهمية؟ لأنها رائعته الكبرى أولاً. ثم لأنها طرحت موضوعاً حساساً جداً يتعلق بالدين أو بالأحرى برجال الدين المتزمتين المتقعرين، وليس برجال الدين الأتقياء الصادقين المؤمنين. وشتان ما بينهما. انظروا بعض الدعاة المتملقين المتاجرين بالدين؛ لقد أصبحوا مليونيرين! على العموم كان الكهنة من رجال الدين ذوي أهمية كبرى في عهد موليير. كانوا يصولون ويجولون ويرعبون الناس. أما اليوم فما عادوا يخيفون أحداً في فرنسا، بل هم الخائفون المتوارون عن الأنظار. ينبغي أن نعود 400 سنة إلى الوراء لكي نعرف أين كانت فرنسا وكيف أصبحت. في ذلك الوقت كان الملك لويس الرابع عشر يخاف هو ذاته من الكهنة المتشددين. فما بالك بالآخرين؟ هذا الملك الجبار الذي أرعب أوروبا كلها وأصبح أشهر ملك في تاريخ فرنسا إلى درجة أنهم لقبوه «بالملك - الشمس» كان يخاف فقط من فئة واحدة في الشعب الفرنسي هي فئة رجال الدين. وكان زعيم الأصولية الكاثوليكية آنذاك خطيباً مفوهاً لا يشق له غبار ويدعى بوسويه. وهو الذي كان الملك يخشاه أكثر من سواه. فهو وحده الذي كان يستطيع أن يوبخ ملك فرنسا أو يؤنبه ويزجره إذا شاء. في الواقع، رجال الدين كانوا يعيبون على لويس الرابع عشر عدم تقيده بالأخلاق المسيحية الصارمة في حياته الشخصية. وفي عام 1664 عندما صدرت مسرحية «طرطوف» كان عمر الملك 25 سنة فقط. وهذا يعني أنه كان في عز شبابه ولا يستطيع أن يتقيد كلياً بنصائح رجال الدين ومواعظهم. وكان يشعر أنه محاصر أو مراقب تماماً من قبل الكهنة الذين يملأون ردهات القصر الملكي. وهؤلاء وظيفتهم إرشاد الناس إلى التقى والورع والتقيد بالقيم الأخلاقية للدين المسيحي. في مثل هذه الظروف ظهرت مسرحية «طرطوف أو المنافق». لقد ظهرت بإيعاز سري من الملك شخصياً. كان يريد أن يصفي حساباته مع الكهنة والأصوليين المتزمتين المتحجرين الذين لا همّ لهم إلا مراقبة الناس في حياتهم الشخصية وتقريعهم وزجرهم. فأوعز إلى موليير بأن يكتبها. بمعنى آخر، كان الملك يريد أن يستخدم هذه المسرحية كسلاح ضد المتزمتين والمتقعرين الذين يراقبونه باستمرار ويحدون من حريته الشخصية ويلومونه بشدة على مغامراته الغرامية. بمعنى آخر أيضاً، ما كان موليير ليتجرأ على تأليفها لولا الضوء الأخضر الذي صدر عن الملك شخصياً. ولكن بعد أن مثلوها على خشبة المسرح لأول مرة جنّ جنون رجال الدين داخل القصر وخارجه وهاجت على موليير الهوائج. وأدانها فوراً مطران باريس الكبير وكفّرها واعتبرها معادية للعقيدة المقدسة. وعندئذ خاف لويس الرابع عشر من ردة فعل الشارع الأصولي وتراجع فوراً وأمر بمنع تمثيلها بعد اليوم. وبما أن فرنسا كانت كلها متدينة آنذاك فإن الملك عرف معنى خطورة الأمر. على أي حال، لقد اندلعت معركة كبرى حولها بين المجددين والمحافظين. واستمرت هذه المعركة مدة 5 سنوات متواصلة حتى عادت إلى خشبة المسرح من جديد. ولكنها لم تعد قبل أن يقدم موليير بعض التنازلات، حتى فيما يخص الاسم. فبدلاً من أن كانت «طرطوف أو المنافق» أصبحت «طرطوف أو المنافق المزيف». بمعنى أنه لا يقصد عموم رجال الدين، وإنما يقصد فقط فئة معينة مرائية لا علاقة لها بالدين إلا بشكل سطحي ظاهري.

يقول أحد المثقفين المعاصرين؛ لقد كانت تلك معركة كبرى من أجل حرية التعبير والتفكير في وقت كانت فيه هذه الحرية ضيقة ومحصورة جداً في فرنسا. كانت معركة من أجل الإبداع الفني والمسرحي. فهي تروي لنا قصة الضغوط القمعية التي كان الكهنة يمارسونها على المبدعين والفنانين. وهي ضغوط كان يمارسها الأصوليون المسيحيون على عموم الكتاب والمثقفين. ومعلوم أن الكنيسة الكاثوليكية كانت قوية جداً آنذاك، بل في أوج قوتها وجبروتها. نحن في القرن السابع عشر. وكانت هي التي تخلع المشروعية الإلهية على الملوك. فإذا بشخص صعلوك يدعى جان باتيست بوكلان الملقب بموليير يجيء لكي يستهزئ بها ويتحداها بواسطة هذه المسرحية الهزلية التي تسخر من الكهنة ورجال الدين. ومعلوم أن موليير كان شخصاً متحرراً من التزمت الديني كلياً. كان مسيحياً بطبيعة الحال كبقية الفرنسيين، ولكن ما كان ملتزماً بالطقوس والشعائر بحذافيرها وبشكل حرفي. ولهذا السبب فإن الأصوليين المتشددين كانوا يعتبرونه «فاسقاً داعراً»، أو «زنديقاً ملحداً». وقد احمرت أعينهم عليه وهموا بتصفيته لولا أن الملك تصدى لهم.

بعد أن شاهدوها على مضض، اعتبرها رجال الدين من أدبيات التجديف والكفر. وهددوا صاحبها مباشرة. بل هددوا كل من يذهب إلى المسرح لمشاهدتها بفتوى التكفير والفصل من الكنيسة. وكان مطران باريس هاردوان دو بيريفكس على رأس المناهضين لهذه المسرحية. وأصبح العدو اللدود لموليير. ويمكن القول إن موليير نجا من المحرقة بأعجوبة. ومعلوم أن محاكم التفتيش كانت لا يزال أوارها مشتعلاً آنذاك. وما كانوا يحرقون كتبك أو مؤلفاتك فقط وإنما كانوا يحرقونك أنت شخصياً معها أيضاً. كان يكفي أن يشعلوا النار في الساحة العامة بباريس ويلقوك فيها أنت وكتبك طعمة للنيران. لم تكن السلطات الدينية تمزح في مثل هذه الشؤون الحساسة جداً. وهذا ما فعلوه قبل صدور مسرحية موليير بسنتين عام 1662 عندما حرقوا في الساحة العامة أمام أنظار المارة والمشاهدين شاعراً شاباً بتهمة التجديف والكفر والاستهزاء بالمقدسات. هذا الشاعر المسكين الذي التهمته النيران كان يصرخ ويزعق أمام أنظار المشاهدين الباريسيين وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره فقط. وكان يدعى كلود لو بتي. وبالتالي فليحسد موليير نفسه؛ لقد نجا من المحرقة بأعجوبة وفي آخر لحظة.

قلنا سابقاً إن لويس الرابع عشر استخدم موليير كرأس حربة ضد الأصولية والأصوليين، ضد التزمت والمتزمتين. فبعد أن لاموه كثيراً على تصرفاته الشخصية وعدم تقيده بالتقاليد المسيحية أراد توجيه رسالة معينة لهم من خلال موليير. وهي رسالة تقول لهم ضمنياً ما معناه؛ خففوا من تزمتكم وغلوكم في الدين. الدين يسر لا عسر. على هذا النحو أصبح الفن سلاحاً فعالاً في معركة الفكر والحريات، وأصبح الملك ذاته بحاجة إلى موليير.

على أي حال، عندما منعوا المسرحية أو أوقفوا عرضها انزعج موليير جداً وشعر بأنهم قمعوه وأهانوه، ولذلك صرخ قائلاً؛ أنا فنان، أنا حر! نقول ذلك وبخاصة أن موليير لم يهاجم الدين ولا رجال الدين عموماً وإنما هاجم فقط فئة معينة منافقة تتظاهر بالدين أو بالتدين الكاذب، وهي أبعد ما تكون عن التقى والورع الحقيقي. لهذا السبب احتلت هذه المسرحية مكانة هامة جداً، ليس فقط في حياة موليير ذاته، وإنما في تاريخ فرنسا كلها.

أخيراً فالسؤال المطروح هو التالي؛ ماذا سيفعل موليير لو خرج من قبره الآن وعاش في القرن الحادي والعشرين بدلاً من القرن السابع عشر؟ أولاً لن يصدق ما يراه بأم عينيه في باريس. لن يصدق أن فرنسا تخلصت كلياً من الرقابة القمعية الأصولية المتزمتة إلى مثل هذه الدرجة. لن يصدق أنه لم يعد أحد يخاف من رجال الدين في فرنسا إذا ما كتب أو نشر أو أبدع أو عبّر عن رأيه. بل ربما شعر بأن الآية أصبحت معكوسة؛ بمعنى أن رجال الدين أصبحوا هم الخائفون، المقموعون، المرعوبون. وسوف يفرك عينيه تعجباً ولن يصدق ما يشاهده على شاشات التلفزيون عندما يراهم يستهزئون ليس فقط برجال الدين وإنما بالبابا ذاته، حتى بقدس الأقداس المسيحية! ولا أحد يعاقبهم أو يحاسبهم حتى يسائلهم. وربما قال؛ لقد زادوها «شوية» في الاتجاه المعاكس...

أخيراً ينبغي العلم أن الفن كان مكروهاً جداً في عصر موليير. كانوا ينظرون إلى الممثلة وكأنها مومس أو داعرة. ولذلك كانوا يرفضون تقديم المباركة الكنسية لها عند الموت إلا بعد أن تتنكر لمهنة التمثيل أمام الصليب وتتبرأ منها. وهذا ما حصل لموليير ذاته أيضاً. فعندما جاءته لحظة الموت طلبوا له كاهناً لكي يعطيه البراءة الكنسية الضرورية لكي يحظى بمرضاة الله ويدخل الجنة ويرحل مطمئناً سعيداً عن هذا العالم. ولكن الكاهن الأول الذي طلبوه رفض المجيء قائلاً إن هذا الشخص كافر، نجس، لا يستحق. وكذلك فعل الكاهن الثاني. ثم عثروا على كاهن ثالث قبل على مضض بأن يعطيه «مسحة المرضى» أو الشعائر النهائية، ولكن المشكلة هي أنه وصل متأخراً بعد أن كان موليير قد مات «وطلعت روحه».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 25 كانون الثاني 2022

 

 

نقد المركز من الهامش

د. حسن مدن

 

«ليس بمقدور شعب أو عرق أن يحتكر القوة والجمال والذكاء، فثمة موعد للجميع في عيد النصر»، عبارة قالها إيمي سيزار (1913 – 2008)، وأكثر إدوارد سعيد من الاستشهاد بها، على ما يشير الباحث والمترجم المغربي محمد الجرطي في تقديمه لترجمته لكتاب «إيف كلفارون»

(إدوارد سعيد – الانتفاضة الثقافية).

ولا يبدو باعثاً على الاستغراب أن يستشهد سعيد بعبارة لإيمي سيزار، ففي سيرته الشخصية والثقافية أوجه تشابه مع سيرة سعيد، فسيزار شاعر وكاتب ولد في المارتينيك، وكما هاجر سعيد إلى الولايات المتحدة انتقل سيزار للعيش في فرنسا، ويعد سيزار أحد أبرز وجوه تيار«الزنجية» في الشعر الفرنكوفوني، ورمزاً للحركة المناهضة للاستعمار، حيث أدرك باكراً ما يتعرض له سكان الجزر الفرنسية والأفارقة من تهميش، فكرس حياته وفكره للدفاع عنهم، ساعياً لتبديد الفكرة النمطية عن المواطن الأسود غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه، وبناء مستقبله.

لكن من تأثر إدوارد سعيد بفكره أكثر، هو ابن المارتينيك أيضاً، فرانز فانون مؤلف «بشرة سوداء أقنعة بيضاء»، وهو في الأصل طبيب نفساني عمل طبيباً عسكرياً في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، ثم انخرط في صفوف الثورة الجزائرية. ورغم أن فانون لم يعش طويلاً، على خلاف مواطنه إيمي سيزار، حيث توفي عن 36 عاماً، إلا أنه ترك منجزاً فكرياً مهماً، ويمكن القول إن لإدوارد سعيد فضلاً كبيراً في بعث الاهتمام بأعمال فانون، وإعادتها للواجهة ثانية هي التي راجت في منتصف القرن العشرين، كأعمال ملهمة لدعاة التحرر من الهيمنة الغربية، ومن النظرة الدونية لشعوب القارة الإفريقية.

القيمة المعرفية لمساهمات إدوارد سعيد وفرانز فانون، وكذلك إيمي سيزار، لا تنحصر في ما هي عليه من عمق فكري وفلسفي ونقدي، وإنما أيضاً في كون هذه المساهمات آتية من أفراد ينتمون لما كان يعد هامشاً، وفق رؤية من هم في المركز الغربي، حيث صار بوسع مثقفين، ليسوا غربيين أو أوروبيين، أن يعاكسوا الثقافة الغربية المتعالية في نظرتها لمن لا ينتمون إليها، حتى لو كانوا مفكرين ومبدعين، فأتى هؤلاء، ومن هم نظراء لهم، ليقولوا إن الثقافة والفكر ليسا نتاجين غربيين فقط، وإن بوسع الشعوب الأخرى تقديم نتاجات لا تقل ثراء.

قد يقول قائل إن هؤلاء قدموا ما قدموه لأنهم انتقلوا للعيش في الغرب، ولو بقوا في بلدانهم الأم ما كانوا أعطوا ما أعطوه من فكر، وربما جاز الاتفاق جزئياً مع هذا القول، لكن من دون إغفال حقيقة أن الغرب الذي انتقدوه، فكراً وممارسة، هو المسؤول عما هي عليه أحوال بلدانهم الأم من سوء وتخلف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الحوار المتمدن” – 3 كانون الثاني 2022

 

 

فلاسفة ومفكرون.. ابن رشد (1126 – 1198)

اعداد: د. صالح ياسر

 

فيلسوف وعالم عربي عاش في اسبانيا إبان الخلافة الاسلامية في قرطبة. وقد استطاع – من غير ان يتخلى عن الديانة الاسلامية – ان يطور العناصر المادية في فلسفة ارسطو. وقد حاول ان يبرهن على خلود وقدم المادة والحركة.

اسس مذهب الحقيقة المزدوجة ووجه نقداً حاداً لتصوف الغزالي اللاهوتي. ولعبت تعليقاته على اعمال ارسطو دورا كبيرا في تعريف الاوربيين بالفلسفة القديمة. ولقيت تعاليمه اضطهادا من السلطة المعاصرة له.

 

 

الصفحة الحادية عشر

 

جديد ياسين النصير و د. بشرى موسى صالح

 

* اصدر الناقد الأستاذ ياسين النصير ثلاثة كتب جديدة هي:

- مملكة الضلال، دراسة في تجربة الشاعر الراحل سلمان داود سلمان.

- استذكار الحجر/ دراسة في شعر جواد الحطاب.

- محفة النار/ دراسة فضائية في شعرية رعد فاضل.

هذه الكتب صدرت عن دار نينوى – دمشق.

* وعن دار اهوار – بغداد صدر كتاب جديد للناقدة د. بشرى موسى صالح بعنوان (عمود ما بعد الحداثة/ النص الكاشف عن شعر التسعينيات  العراقي) تناولت فيه قصائد: عارف الساعدي، عبدالامير جرص، محمد البغدادي، حسين القاصد.

 

 

قراءة

«امبراطورية الابداع» .. دفاعات معرفية عن الحضارة العراقية

د.جواد الزيدي

 

يجترح د. زهير صاحب اتجاها مختلفا في قراءة الأثر الفني والجمالي في بحثه عن المرتكزات الابداعية المتجاوزة لأثر الآخر في الحضارة الرافدينية بمقارباته الحداثية مع ذلك الأثر الذي يكشف عبره اسبقية المنجزالعراقي القديم أو الرافديني في تبني المدارس الفنية والالتماعات الجمالية قبل غيره .

وبهذا يسجل دفاعه عن ابداعية الأثر وأسبقيته في ما مجمل ما انتجته مخيلة هذا الفنان والاركيولوجي في حفرياته التي تتعامل مع الأثر بوصفها واقعة حسية حقيقية لها مساندها الفكرية وتماساتها مع البناء الاجتماعي ويقينياتها وقناعاتها العابرة لليومي والمعيش باتجاه الخالد والسرمدي الأبدي ، لتضحو قانونا للحياة وليس للممارسة اليومية . ولعل ما ترجم من تلك الملاحم والأفكاروالرؤى يعضد هذه المقولات . ولأن العراق يعد دائما منطقة صراع حضاري لأسباب متعددة ، يشكل اطماعا لأقوام أخرى لها مغانمها على أرضه أصبح منطقة رخوة لما فيها من متغيرات سياسية تؤدي الى متغيرات اجتماعية وثقافية افقدت ثقة المواطن بتاريخه مقارنة بثقة الآخر ، مما أحدث انزياحا على صعيد الانتماء الشعبي والنخبوي لهذه الحضارة وتاريخها المشرق وتحتاج الى جهد أكبر للدفاع عن صدارتها وتقديمها للعالم على انها رائدة .

وفي اصداره الجديد (امبراطورية الابداع) يحاول المؤلف ان يقدم حججه العلمية وبراهينه المقرونة بالوثيقة التأريخية عبر مدونات نصوصية ويلاحق المنجز الفني الرافديني بما يقع ضمن مواقع الامبراطوريات الكبرى ومراكزها المنتجة بدءا من السياق التاريخي الذي يحكم حركية الآثر وصعوده الجمالي المؤثر باللاحق وسطوة الرمز السياسي وفاعليته في المنجز الفني منذ تلك الفترة حتى الوقت الحاضر ، اذ يبدأ من سطوة الملوك الأكديون في العصر الأكدي مرورا بعصر الانبعاث السومري – الأكدي وتتويج هذا العصر بالنشاط الاقتصادي وفعاليات الاعمار والبناء وتقييم تلك المقاربة على صعيد التفكير السياسي الذي ينحو الى قضية الاعمار بما يقترن بفكرة الفن وخطابه الجمالي ، ليذهب الى العصر البابلي القديم وعرض مفهومات سلطة السياسة المتمظهرة في القانون الذي صاغته مخيلة العراقي القديم في بابل ومستويات الاداء الفني بما يخدم المنحوتات الحجرية التي احتوت تلك القوانين وظهور (القصر والمعبد) كثنائية معمارية لها روابطها العميقة في تشييد القانون وتطبيقه في الحياة اليومية وتنظيمها اقترانا بالبنية التحتية (الاقتصاد) المحركة للبنيات الفوقية مرورا بفواعل الثقافة ومميزاتها المرحلية المتمثلة في اختراع الكتابة وتشييد المكتبة .

     متخذا من صورة (كلكامش) ملك اوروك الباحث عن الخلود منهجا تواصليا لتأطير النتاج الفني بمختلف انساقه الجمالية ، الملك الذي سطر رؤية العراقيين انذاك لقوانين الحياة والموت في ملحمة أضحت دستورا يمكن العودة اليه في البحث المقارن مع حضارات أخرى ، بوصف ما تحقق هو جزءا من اجتهاد الذات العراقية على صعيد الفن الفخاري وتطوره وقوس النصر البابلي وبوابة عشتار ومماثلاتها اللاحقة في برلين وباريس وقبلها العواصم الفرعونية والاغريقية في اشارة الى هيمنة السياسي والثقافي على الحياة العراقية بما له الدور الكبير في انجاز كل ما توصلنا اليه من حفريات الأثر ، وبهذا يسوق (صاحب) عنواناته عبر تطور الفن في سياقه الزمني التصاقا بصورة (كلكامش) بوصفه مثالا للذات العراقية العارفة وليس توصيفا فرديا عن المسمى نفسه . فالصورة الممثلة في نحت التماثيل والأفاريز البارزة هي خلاصة فن النحت على مستوى التقانة ، ولكنه مختلف الأساليب طبقا للتباين الحاصل في ظهور السلالات والممالك على الأرض العراقية بذلك الانموذج الابداعي التأملي ومحمولاته الدلالية القائمة على الترميز والتجريد .

ويسعى بشكل قصدي الى تمظهرات الأنساق النحتية التي كانت تروي الوقائع التأريخية في ضوء المزاوجة بين الكتابة ومعادلها الصوري ، بوصف هذه الأفاريز مدونات تأريخية تروي لنا ما حدث عل هذه الأرض مشيرا الى القلق الوجودي الذي يسكن أرواح ملوك سومر وبابل وتدوين نشاطاتهم الكبرى كخطابات فكرية لمشروع انساني كبير ومتجدد انبنى على مجموعة قوانين نظمت الحياة العراقية . ويعتقد أيضا أن بعض ذاكرة (كلكامش) اختصت ايضا بما تم حفره على الأختام الاسطوانية وخاماتها الحجرية الثمينة ، لتتعالق قيمة الخامة مع قيمة المادة المحفورة من مشاهد مصورة ترتبط بشكل جدلي بنظم الحياة والمهيمنات الفكرية الضاغطة على ذات الفنان قبل غيره . ويعتقد (المؤلف) في هذا الكتاب الذي انجز قبله (35) كتابا بذات التوجه ، أن الاشكالات المتحركة في الفكر الحضاري الامبراطوري فرضت سلطتها على الرسامين وكان التعبير عن هذه الموضوعات تؤكد فاعلية الذات الخلاقة في تشييد منجزها الفني عبر تخلق النص المتجاوز ، الأمر الذي يراه منهلا اصيلا لحركة التشكيل العراقي المعاصر بشقيه (الرسم والنحت) وأثر القديم على الجديد على الرغم من الصياغات الحداثية التي تبناها الفنان العراقي المعاصر والخروج بنمط آخر للابداع سبق الآخرون فيه أيضا ، انطلاقا من انبعاث بذور الابداع وتخصيبها بفعل المواصلة والحفر المستمر لكي تحقق معادلة الوجود الفني المعاصر والوصول الى مثابات جديدة حاولت هضم جميع الأنماط الجمالية السابقة من اجل طروحة جديدة على صعيد الخطاب البصري .

لقد استثمر د. زهير صاحب في هذا المؤلف التوصلات الفنية القديمة كافة وتحليلها على أساس المنحى المعرفي العراقي القديم وصدق تلك التوصلات عالية الشأن مع مقارباتها الحداثية ليعلن دفاعه مع آخرين عن موروث الأسلاف وتقديمه بهذه الطريقة الفنية ويعلن أن حكمة العراقيين آلاف السنين (على الرغم المخفي والمندرس منها) جاءت بهذا الكم الهائل من الأصول الفنية والجمالية متعددة الحقول والأتجاهات والأساليب  ، بيد أنها  تصب في المرجع الفكري ذاته عبر مشروع ابتكاري وتأملي لتستوطن الواقع المعيش والحياة الاجتماعية العراقية وتشكل ملاذات الذاكرة الجمعية العراقية قديما وحديثا .

 

 

من قال كذا؟

 

جبار ياسين

 

من قال اني لا أفكر بالبلاد؟

قرنفلة  في داري اراها كل صباح ، حمراء داكنة

وفي المساء تغيب الشمس خلف حديقتي

امضي اليوم بينهما

مثلما كنت امضي نهاري بين الرصافة والكرخ .

لاشيء يبعدني عن نهاري

لا زرقة البحر ولا زرق العيون

ولا ندف الجليد في كانون

يمضي النهار برمته

تحت اشجار دردار ودلب او كستناء

لكن النخيل في قلبي

يظلل سعفه جسدي

 وعطر العشيقات من حولي وذكرياتي.

طفل تغذى من نثار الطلع

  ومن النسيم في ليالي الصيف

وفي الظهيرة يرافق فراشة بلون القطن

حطت على غصن بليل

لتمر قيلولتها في سلام

«حمامة السيد» تنتظر المساء لكي تطير

لتنجو من مناقير البلابل

والطفل، انا، ينتظر القمر

كي يرى ارنبة انثى، مقلوبة

تلتهم البراكين  يوما اثر يوم

حتى يصير كوكبنا هلالا .

لا بأس في اغنية قديمة

تقول بعض سطورها :

«حزن اليموت اسبوع ، حزن العدل دوم «

لكن هل تموت البلاد ان بعدنا ويبقى الشجن ؟

ام ام كل ذكرى قيامة ؟

وكل عطر طريق طويل

للأمهات ، لعشق الشباب

 ، للنهيرات بين البساتين

للعابرات من البنات امام الدار

للمساء العذب حين تميل الشمس

شعلة من نار

خلف حديقتنا القديمة

وفي الصباح كان القرنفل، احمرا داكنا ،

في طرف الحديقة.

من قال اني لا افكر بالبلاد؟

 

قصة قصيرة.. العشاء الأخير

فوز حمزة الكلابي *

 

ذات ليلة ممطرة .. عدت إلى المنزل متأخرًا قليلًا عن موعد حضوري  وكانت زوجتي كعادتها تنتظرني  لتناول العشاء سوية.. وهي العادة التي حافظت عليها منذ أول يوم زواجنا حتى اللحظة  لا يثنيها عن ذلك وأن كنا متخاصمين  .. لكنني في تلك الليلة كنت قد عزمت على أخبارها بأمر أخذ مني التفكير فيه لأسابيع طويلة .. كنت أريد الإنفصال عنها بعد أن أحببت امرأة أخرى وعزمت الارتباط بها.

وأنا أنظر لزوجتي محاولًا استجماع شجاعتي لمحت ثمة ألم في عينيها وحزنًا اعتلى ملامحها جعلتا الكلمات تقف على لساني ترفض الخروج لكنني رميت بها  كمن يرمي حملًا ثقيلًا من على كتفه قائلًا لها:

- أريد الطلاق.

وبعد عدة لحظات من الصمت واصلت حديثي:

-  سأترك لك المنزل تعيشين فيه مع ابننا ومبلغًا من المال سيصلك كل شهر.

الغريب أنها لم تتأثر بكلامي لكنها سألتني بهدوء عجيب:

- لماذا ؟

نظرت إليها طويلًا متجاهلًا سؤالها فما كان منها إلا أن ترمي ملعقة الطعام وتغادر الصالة.

تلك الليلة مرت دون أن نتبادل كلمة واحدة إذ أنها فضلت النوم في غرفة الضيوف .. ثقب الباب الذي نظرت منه كان كافيًا ليخبرني أنها كانت منهمكة في كتابة شيء ما  و بين الحين والآخر تمسح الدموع من عينيها.

لم استطع النوم ليلتها .. كأن غيومًا سوداء تجمعت فوق قلبي كتلك التي تلبدت بها سماء المدينة.

فكرت في اقتحام الغرفة و أخبارها بأنها لم تعد تملك قلبي منذ أن بدأ الملل يتسرب إلى حياتي ..  سأقول لها بكل وضوح أن إحساسي تجاهها هو الشفقة فقط لكنني تراجعت مع شعور بالذنب  لا أعرف له سببا.

في اليوم التالي حرصت كعادتها على أن نتناول فطورنا نحن الثلاثة معًا وأن لا نظهر أي شيء أمام الصبي .. لكنها وبعد مغادرة ابننا فاجأتني بطلب غريب حينما قالت: 

- أنا موافقة على الطلاق ولكن أريد منك أن تؤجله شهرًا واحدًا فقط.

ثم طلبت مني طلبًا غريبًا حتى ظننت بأنها قد فقدت عقلها من هول الصدمة.

قالت:

- أريد منك خلال هذا الشهر أن تحملني كل صباح  من باب غرفة نومنا إلى باب المنزل كما كنت تفعل سنوات زواجنا الأولى.

وأنا أحدق فيها غير مصدق ما سمعت منها .. لكن لم يبد عليها أي اهتمام بما اعتراني من دهشة  لتكمل حديثها:

- أريد في هذا الشهر أن نعيش بشكل طبيعي كأي زوجين سعيدين لأن ولدنا سيخضع لامتحانات في المدرسة ولا أريد لخبر طلاقنا أن يتأثر به.

شعرت أمام حديثها بأنني وغد حقير ولكن تجاهلت  هذا الشعور بسرعة واعتبرت أن وصول الأمر إلى ما وصل إليه يعد انتصارًا لي .. وقبل أن تترك مائدة الفطور قالت بنبرة فيها من الحب الشيء الكثير وكأنما تحدث نفسها :

- حين تحملني أريد منك أن تشعر بذات المشاعر التي كانت تعتريك أيام الزواج الأولى .. أريد لقلبك أن يسمع نبض قلبي ويحس به ..أريد للنور أن يعود لابتسامتك حينما كنت  تنظر إلي سابقًا.

أنها حيلة رخيصة وشيء سخيف ما أطلبه منك ومهما حاولت أن تبتكر حيل لتحول دون الطلاق، فإن ذلك لن يحدث .. فالطلاق واقع لا محالة .. كانت هذه كلمات عشيقتي حينما أخبرتها بطلب زوجتي الغريب.

حين حملتها بين ذراعي أول يوم أحسسنا أنا وهي بارتباك كأننا أغراب قد تعرفنا على بعضنا في التو.. صوت ابننا وهو يفاجأ من حملي لأمه شتت ارتباكنا وابتسمت هي حين بدأ يصفق ويقول بفرح: أبي يحمل أمي بين ذراعيه.

وأنا أقود سيارتي متجهًا إلى العمل تمكن مني إحساس بالألم وقد كرهت هذا الإحساس بشدة محاولًا تبرير الانفصال عنها كونه ليس نهاية العالم.

في اليوم التالي .. حين حملتها  تصرفنا بشكل طبيعي أكثر من اليوم السابق .. وضعت ذراعيها حول رقبتي ومالت برأسها على صدري فتمكنت من شم عبقها الذي عاد بيّ سنوات إلى الوراء .. لكن التجاعيد الناعمة التي ظهرت حول عينيها والتي لم أرها سابقًا بينت لي كم هي متعبة .. فسألت نفسي: كيف لم انتبه لذلك من قبل؟

في اليوم الرابع بينما التصق جسدي بجسدها شعرت بالألفة والمودة تجاهها .. بنشوة طارئة .. أنها المرأة التي أعطتني عشر سنوات من عمرها. لقد كانت متفانية  في واجباتها .. حريصة على إسعادي طيلة تلك الأعوام. والأهم من ذلك لقد قدمت لي أجمل هدية .. ابني .

في اليوم السادس والسابع بدأ شعوري تجاهها ينمو من جديد وإحساس كان غائبًا يعود .. ومع كل يوم يمر تصحو بداخلي أشياء لها في قلبي كانت نائمة.

شفاهنا صامتة بينما أعيننا تتبادلان القبل.

في الأيام التالية بدأت أشعر بأن حملها صار أسهل  و عللت ذلك بأن حملها كل يوم قد اكسبني لياقة عالية لكنني لاحظت أنها فقدت الكثير من وزنها حيث قالت لي وهي تحاول أن تجد شيئًا تلبسه بأن ثيابها القديمة قد أصبحت لا تناسبها .. في تلك اللحظة دخل ابننا قائلًا لي:

- بابا .. حان موعد حملك لأمي.

نظرنا إلى بعضنا بصمت .. الحزن في نظرة عينيها و شحوب بشرتها كافيان ليخبراني بشعورها هذه اللحظة ..  كان اليوم هو آخر يوم للاتفاق الذي بيننا .. حملتها وطفت بها أرجاء المنزل ويداها الناعمتان تطوقان رقبتي .. لم أكن أريد لتلك الدقائق أن تنتهي  كما مر الشهر سريعًا .. طفت بها في كل أرجاء المنزل بينما ابننا يسير وراءنا يغني ..  شعرت بالحب يتدفق من قلبي تجاه المرأة التي نسيت وجودها منذ زمن.

وأنا أودعها عند الباب .. نظرت إلي بحنان وحزن قائلة:

- لا تنسى أن تأتي مبكرًا الليلة .. أنه عشاؤنا الأخير ..

علي اليوم أن أقرر.

لم استطع إطالة الحدث مع عشيقتي التي تنتظر العودة إليها بفارغ الصبر.. فقط أخبرتها بأنني قد تراجعت عن أمر الطلاق لأنني لن أترك زوجتي وابني.

غادرت مكتبي مبكرًا ذلك النهار و ذهبت لشراء باقة ورد ملونة و كتبت على البطاقة: سأحملك كل يوم وأضمك بين ذراعي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت .

وصلت المنزل وكانت هذه هي المرة الأولى التي لم أجد زوجتي في استقبالي .. التفت نحو طاولة الطعام .. لا يزينها شيء سوى شموع يكاد يذوي لهبها ..  توجهت لغرفة النوم التي كانت مضاءة لأجد زوجتي ممدة  على فراشها وصفرة الموت تعلو وجهها .. لقد فارقت الحياة  وفي يدها حزمة أوراق مكتوبة بخط يدها.

كانت زوجتي تصارع مرض السرطان لأشهر طويلة من دون أن تعلمني وأنا لم ألاحظ ذلك لانشغالي مع عشيقتي .. لقد خشيت أن تعرضني وابني للحزن والقلق جراء المرض.

 لقد حرصت  وهي على هذا الحال أن تحافظ على صورتي في ذاكرة ابننا كزوج محب وأب حريص.

قلت لها وأنا أمسك يدها: عودي لنكون عائلة مرة ثانية. 

شعرت وأنا أطوي رسائلها بأن الكلمات أصبحت خاوية كما هو قلبي الآن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قاصة عراقية تقيم في صوفيا/ بلغاريا.

 

 

من قال كذا؟

 

جبار ياسين

 

من قال اني لا أفكر بالبلاد؟

قرنفلة  في داري اراها كل صباح ، حمراء داكنة

وفي المساء تغيب الشمس خلف حديقتي

امضي اليوم بينهما

مثلما كنت امضي نهاري بين الرصافة والكرخ .

لاشيء يبعدني عن نهاري

لا زرقة البحر ولا زرق العيون

ولا ندف الجليد في كانون

يمضي النهار برمته

تحت اشجار دردار ودلب او كستناء

لكن النخيل في قلبي

يظلل سعفه جسدي

 وعطر العشيقات من حولي وذكرياتي.

طفل تغذى من نثار الطلع

  ومن النسيم في ليالي الصيف

وفي الظهيرة يرافق فراشة بلون القطن

حطت على غصن بليل

لتمر قيلولتها في سلام

«حمامة السيد» تنتظر المساء لكي تطير

لتنجو من مناقير البلابل

والطفل، انا، ينتظر القمر

كي يرى ارنبة انثى، مقلوبة

تلتهم البراكين  يوما اثر يوم

حتى يصير كوكبنا هلالا .

لا بأس في اغنية قديمة

تقول بعض سطورها :

«حزن اليموت اسبوع ، حزن العدل دوم «

لكن هل تموت البلاد ان بعدنا ويبقى الشجن ؟

ام ام كل ذكرى قيامة ؟

وكل عطر طريق طويل

للأمهات ، لعشق الشباب

 ، للنهيرات بين البساتين

للعابرات من البنات امام الدار

للمساء العذب حين تميل الشمس

شعلة من نار

خلف حديقتنا القديمة

وفي الصباح كان القرنفل، احمرا داكنا ،

في طرف الحديقة.

من قال اني لا افكر بالبلاد؟

********************************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

تطور الفكر السياسي الشيعي

 

عن “دار فكرة للطباعة والنشر” في مصر، صدر حديثا كتاب بعنوان “لمحات تاريخية من تطور الفكر السياسي الشيعي (جدلية الثورة والسلطة)”، للباحث د. فاخر جاسم.

يهتم الكتاب بالتعريف بمسارات تطور الفكر السياسي الشيعي، والعوامل التي تحكّمت بنشوئه وتبلوره، ومسار تأثيره على تطور البلدان التي نشأ أو تفاعل أو ساد فيها، وتأثير ظروف تلك المجتمعات على المتغيرات في هذا الفكر. كما يسعى للإجابة عن الأسئلة المرتبطة بذلك، ومنها: لماذ لم تندثر هذه الحركة كغيرها من الفرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي، على الرغم من تعرضها للإضطهاد القاسي؟ وهل أفرزت مسيرة تطور هذا الفكر نظريات أخرى غير نظرية “ولاية الفقيه”؟ وهل كانت المعارضة السمة الرئيسة لها؟

 

***************

 

ليس مجرّد كلام.. ما بعد العطلة الربيعية ..!

 

 

عبدالسادة البصري

 

تنتهي بعد ايام امتحانات أبنائنا التلاميذ لنصف السنة الدراسية الحالي، وتبدأ العطلة الربيعية ، وسينسى الممتحنون ما مر عليهم من قلق ونكدٍ وعقباتٍ وسوءِ تصرفٍ بكل شيء في التعليم، والخوف من الوباء ، وتحضير الدروس، وتعامل المدرسين معهم ، ومؤهلات المدارس من مرافق وحمّامات، وانعدام وسائل الإيضاح، وعدم استيعاب الصفوف،  وقلّة عدد الرحلات وما شابه ذلك .. كل هذا نتركه جانباً ، ونبدأ فصلاً جديداً علّه يكون أفضل من سابقيه !

سيأتي أحدهم ويقول: وكيف نجعل منه جديداً، وهو الجديد طبعاً ؟!

أجيبه :ــ أنا لا أقصد جديدا بأيامه المقبلات ومواده ومناهجه ( كورس ثانٍ ) ، بل جديد بالتفكير الصحيح والعمل على جعل مدارسنا مشاعلَ نورٍ ومنابرَ فكرٍ وأخلاقٍ ومحبةٍ وعلمٍ حقيقيةٍ في كل مجال لتنير الدرب للمستقبل حتما بكلّ ما له وما عليه ، والتفكير الصحيح هو وضع آلية عمل جديدة تبدأ من مراجعة المناهج ما لها وما عليها ، وتشكيل لجنة متخصصة تدرسها بشكل جدّي وخلال أيام قلائل  لتضع ملاحظاتها وتقويمها عليها ، كي يبدأ العمل بها وعلى وفق  تعليمات توزع على التربيات والمدارس ثم العمل على طبع مناهج جديدة حسب التعليمات هذه على أن تواكب تطوّر العصر والعمران والحضارة والعلم في كل مكان ، لا أن تبقى على حالها وكأننا ما زلنا في أواخر القرن العشرين لم نتحرك قيد أنملة !

كذلك جرد احتياجات المدارس من كتب وقرطاسية ورحلات ووسائل إيضاح، إضافة إلى الكشف عن المدارس القديمة والآيلة إلى السقوط والتي تحتاج إلى ترميم، والبدء بترميمها وتهيئتها للفصل المقبل، كما نقوم بفتح دورات تطويرية سريعة للمعلمين والمدرسين والعمل وفق تعليمات التدريس الحضاري المعمول به في كل دول العالم، أو المدارس الأهلية عندنا، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا التدريس والتعليم في المدارس الأهلية أفضل من الحكومية ؟! والجواب معروف للجميع، لكنني أتمنى أن تكون الحكومية قدوةً ونبراساً للأهلية لا العكس طبعا!

إذا استطعنا أن نجعل من مدارسنا الحكومية ومناهجنا الدراسية نبراساً ومناراً حقيقياً للمستقبل بكلّ ما فيه سنكون قد خدمنا ناسنا ووطننا وأجيالنا القادمة بشكل صحيح جداً، وسوف يذكرنا التاريخ بفخر واعتزاز، وبصفحات الشرف الأولى، لا أن تُسجَل أسماؤنا في الصفحات السود ويُكتب تحتها هؤلاء دمّروا التربية والتعليم وأخّروا مستقبل الأجيال القادمة عشرات السنين وستلاحقنا اللعنات إلى ما لانهاية!

كل ما أتمناه أن تكون أول صباحيات الفصل الدراسي المقبل مفعمة بالمحبة والتفاؤل والبدء بحياة دراسية تليق بتاريخ العراقيين حتما، وأن نضع أبناءنا التلاميذ في القلوب وحدقات العيون لأنهم مستقبلنا ومستقبل الوطن، وان يكون انتماؤنا للوطن حقيقيا وعشقاً صادقاً حتى النفس الأخير!

 

 

**************

 

من شعارات يوم الشهيد الشيوعي

 

  • المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي
  • حكومة الأغلبية السياسية خطوة نحو تفكيك منظومة المحاصصة والفساد
  • تردي الخدمات والكهرباء.. نتاج الفساد والمحاصصة المقيتة
  • المجد لانتفاضة تشرين الباسلة 2019 ولشهدائها الاماجد
  • توفير فرص العمل وتمكين الشباب المهمشين مسؤولية الدولة
  • حصر السلاح المنفلت بيد الدولة ومؤسساتها مطلب وطني ملح
  • التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية
  • الدفاع عن حقوق المرأة ومكتسباتها، ضمان لأسرة سليمة

 

*****************

 

في “ملتقى روّاد شارع المتنبي” عن “الدور الاقتصادي للصناعة الوطنية”

 

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

ضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، صباح الجمعة الماضية، الكاتب والباحث ثامر الهيمص، في ندوة عنوانها “الدور الاقتصادي للصناعة في العراق”.

حضر الندوة التي عقدت على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، حشد من المثقفين والإعلاميين والاختصاصيين في الشأن الاقتصادي.

مديرة الندوة عفيفة سليمان قدمت سيرة الضيف، الذي شرح من جانبه بعض المفاهيم الاقتصادية والسياسية، ثم عرّج على أركان الاقتصاد: الصناعة والزراعة بجانب الخدمات التي تشمل البنوك والسياحة وغيرها.

واوضح الهيمص ان الاقتصاد العراقي اقتصاد ريعي يعتمد على النفط المستخرج، والذي هو مادة ناضبة لا يحدد العرض والطلب سعرها، مثلما هو الحال مع محصول القمح وغيره من السلع المختلفة.

وأضاف أن تصدير النفط افضى الى تشكيل منظمات دولية معنية بهذا الشأن، مثل “أوبك” و”أوبك بلس”، مضيفا: “عند ذلك أصبح النفط سلعة تكاد تكون سياسية، وصار يسمى (الثروة السيادية)”.

وأكد المتحدث ان “الصناعة هي اساس تقدم الكثير من الدول، وليس الزراعة والسياحة. وقد تكون هناك دول تعتمد على السياحة من الناحية الاقتصادية، إلا أن اقتصادها يبدو هشا أحادي الجانب ومن الممكن أن يتدهور، مثلما يحصل اليوم في لبنان”.

ولفت إلى أنه “من دون الصناعة لا يمكن ان تكون هناك تنمية مستدامة او زراعة حديثة، ولا يمكن ان يتطور اي قطاع آخر، بما في ذلك التعليم والصحة.

وألقى الهيمص الضوء على تاريخ الصناعة العراقية والصناعات النفطية في العراق، معرجا على شركات القطاع العام والخاص ودورها المهم في استقرار الاقتصاد ورفد الموازنةالمالية.

كما تطرق إلى “مساوئ الاستيراد العشوائي من دول الجوار والعالم، في الوقت الذي نستطيع فيه إنتاج تلك البضائع المستوردة، في معاملنا ومصانعنا”، مشيرا الى ان “تعطيل القطاع الصناعي العام والخاص في العراق، سببه عدم وجود رؤية وطنية خالصة تعبر عن ارادة الشعب”.

واختتم الضيف حديثه مقدما أمثلة عن دول استطاعت أن تتطور اقتصاديا من خلال الصناعة، وتصبح في مقدمة الدول الاقتصادية.  

وتخللت الندوة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام، قدم د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الكاتب والباحث ثامر الهيمص.

 

**************

 

احتفال مركزي في يوم الشهيد الشيوعي

 

بغداد – طريق الشعب

تقيم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السبت القادم، احتفالا استذكاريا مركزيا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 12 شباط.

يبدأ الاحتفال عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بارك السعدون.

والدعوة عامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استذكار العلّامة الأب انستانس الكرملي

 

بغداد – ستار الناصر

 

أقامت “مؤسسة إيشان” للثقافة الشعبية في بغداد، اخيرا، حفل استذكار للعلامة الأب انستانس ماري الكرملي، في مناسبة مرور 75 عاما على رحيله.

الحفل الذي حضره جمهور من المثقفين والأدباء والأكاديميين، قدم فيه عدد من المتخصصين في الثقافة الشعبية، أوراقا بحثية حول مسيرة الراحل العلمية ومنجزاته ومؤلفاته الصادرة والمخطوطة.

أول المساهمين كان الأب ألبير هشام نعومي، الذي قدم بحثا بعنوان “المعتقدات الشعبية في الموروث العراقي – كتاب (مزارات بغداد) للكرملي نموذجا”. وذكر فيه أن الكرملي كان أول من أصدر كتابا يتناول الأضرحة والمزارات في بغداد.

بعدها قدم د. حسين محمد عجيل، ورقة تحدث فيها عن ريادة الكرملي في توثيق المأثور الشعبي، سواء في مجلته التي كانت تصدر باسم “لغة العرب”، أم في مؤلفاته.

فيما قدمت د. نادية هناوي، بحثا حول كتاب الكرملي “ديوان التفتاف”، الذي يضم 54 حكاية على لسان نسوة عراقيات. أعقبها الباحث د. باسم عبود الياسري، بالحديث عن موسوعية الكرملي من الناحية العلمية، ومعرفته وتبحره في اللهجة الشعبية.

آخر المتحدثين كانت الباحثة د. وسن حسين، التي قدمت ورقة تناولت فيها سيرة حياة الكرملي، ومجلسه الثقافي الذي مُنع فيه الحديث عن القضايا السياسية.

وفي ختام الحفل الذي أدارته د. لقاء الشريفي، قدم رئيس المؤسسة د. علي حداد شهادات تقدير للباحثين المساهمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هيت.. “مخربون” يتسببون في إغلاق معلم تاريخي

 

 

هيت – وكالات

بهدف الحفاظ على ما تبقى من آثار “منارة الفاروق” التاريخية الواقعة في قضاء هيت غربي الانبار، قامت إدارة الموقع بإغلاقه ومنع الوصول إليه، بعد أن طالته أعمال تخريبية من قبل بعض الزائرين – بحسب ما صرّح به مراقب آثار هيت، نبيل موسى.

ويعود تاريخ مبنى هذه المنارة إلى ما قبل الإسلام. وهو أحد المعالم الأثرية البارزة في العراق. إذ استخدمت في حينها لأغراض عسكرية مثل مراقبة جيوش العدو التي كانت تهاجم المدينة.