اخر الاخبار

الصفحة الأولى

التيار الديمقراطي العراقي يعقد مؤتمره الثالث بنجاح

متابعة ـ طريق الشعب

كلل التيار الديمقراطي العراقي، أمس الاول السبت بالنجاح، اعمال مؤتمره الثالث، والذي عقد في بغداد، بحضور العديد من الشخصيات السياسية والاحزاب الاعضاء فيه. كما حضره عدد من نواب البرلمان. وطرح المؤتمر رؤية لتخليص البلد من أزمته السياسية والاقتصادية، مبيناً ان التغيير يبدأ من القضاء على نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية صوب العدالة الاجتماعية.

الافتتاح 

وافتتح المؤتمر بالسلام الوطني ثم الوقوف دقيقة صمت، تكريما لشهداء العراق والحركة الديمقراطية وشهداء انتفاضة تشرين، ونشطاء الحراك الاحتجاجي والمطلبي.

والمؤتمر الذي عقد تحت شعار: “تعزيز قوى التيار الديمقراطي الضمان لمسار الدولة المدنية الديمقراطية صوب العدالة الاجتماعية”، حضر جلسته الافتتاحية ما يقارب 550 شخصية، ومنهم ممثلو القوى والأحزاب الاعضاء في التيار وجمهرة من الشخصيات المدنية الديمقراطية، ومندوبو تنسيقيات التيار داخل الوطن وخارجه البالغ عددهم 243 مندوباً، وممثلو العديد من المجالس الإدارية للاتحادات والنقابات والمنظمات. وشارك في جلسة الافتتاح طيف واسع من القوى والشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية ونواب في البرلمان.

وألقيت في بداية الجلسة كلمة المنسق العام للتيار الديمقراطي الدكتور احمد إبراهيم، التي حيا فيها الحضور، والتي كشفت عن رؤية جديدة للتيار حول  التحديات التي تواجهه، ورؤية تقييمية لما دار في الفترة السابقة.

وتضمن المؤتمر كلمة للمرأة الديمقراطية، القتها السيدة سميرة عابد، من نينوى، وكلمة أخرى لشباب تشرين القاها الناشط من محافظة الديوانية محمد راجي. وبعد ذلك استمع الحضور الى كلمة لتنسيقيات الخارج القاها السيد حسين سميسم.

وتلقى المؤتمر العديد من الرسائل والتهاني التي حيت المؤتمر والمؤتمرين.

أعمال المؤتمر

وبدأت أعمال المؤتمر بعد المصادقة على تقرير الاعتماد وإقرار شرعيته وانتخاب لجانه، وتضمنت مناقشة وإقرار التقريرين السياسي والانجازي وكذلك النظام الداخلي للتيار.

واتخذ المؤتمرون مجموعة من القرارات والتوصيات بهدف تعزيز دور التيار الديمقراطي وتوسيع صفوفه وتعزيز دوره في الحياة السياسية.

وناقش الحاضرون وثائق المؤتمر الثلاثة، وهي: التقريران السياسي والانجازي ومسودة النظام الداخلي.

وشهد المؤتمر نقاشاً موسعاً حول تطورات الأوضاع السياسية في البلاد. وأجمع المؤتمرون على أن الظرف الراهن والتحديات الكبيرة التي توجه البلاد هي نتيجة للأزمة  البنيوية في منظومة الحكم المبني على أساس المحاصصة الطائفية والاثنية.

وفيما جرى التأكيد على أن الكيفية التي سيتم بها التعامل مع الازمة العامة الشاملة وتداعيتها، ستترك بصماتها على معالم عراق المستقبل، في وقت يتواصل الصراع فيه على تحديد وجهة البلد اللاحقة، وعلى منهج الحكم ونمط التفكير وآلية ادارة الدولة.

وفي إطار النقاش الذي فتحته الوثيقة السياسية، كان الرأي يتوجه نحو ان اوضاع البلد العامة، وحالة الانسداد والاحتقان الاجتماعي والاستعصاء السياسي، وانعدام الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات، وحالة الفساد المستشري في  مؤسسات الدولة وتفشيه في المجتمع ، والتفاوت والتمايز الطبقيين المتسعين، والفشل البيّن في إدارة شؤون البلد، والانتشار الواسع للسلاح خارج أطر الدولة، وتعاظم دور “الدولة العميقة” والمليشيات والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي وانتهاك السيادة الوطنية، والتطورات  في احداث المنطقة والعالم وتأثيرها على الاوضاع في بلدنا، والتظاهرات الاحتجاجية المتواصلة وحالة السخط  الشعبي، كل ذلك  يؤشر حقيقة ان إدامة الحال وفقا لما هو قائم، أو السعي الى اعادة انتاج النمط السيء ذاته في إدارة الدولة، سيكونان عنوانا للفشل المتواصل وللمزيد من الأزمات في نظام محاصصي مأزوم.

الاحتجاجات والتغيير

ورأى المؤتمرون أن هذه الازمات التي شهدتها البلاد، دفعت نحو انطلاقة حراك احتجاجي متعدد الأشكال، في العقد الاخير، شمل فئات وقطاعات اجتماعية واسعة، وتطور متصاعدا ليتكلل بتفجير انتفاضة تشرين، التي شكلت منعطفا فارقا في حياة البلاد السياسية، وليرفع التغيير والقطيعة مع نهج المحاصصة والطائفية السياسية الى رأس جدول المهمات الملحة أمام شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية الحية.

وأشارت النقاشات إلى أن التغيير حاجة موضوعية تفرض نفسها، وهو ما يتوجب ان يكون ماثلا امام جميع القوى السياسية، وبالأخص القوى المدنية الديمقراطية، التي لديها فرصة واقعية لخوض التحدي وبجدارة.

وأكدوا أن التغيير بات ضرورة ملحة لاخراج البلاد من ازمتها وإنقاذها من الاحتمالات الاسوأ، والتعويل في هذا أساسا على الجماهير وحركتها الاحتجاجية والمطلبية، التي تتعاظم يوما بعد اخر جراء تزايد السخط والتذمر، وعجز القوى المتنفذة عن تقديم الحلول وولوج طريق التغيير المطلوب، بسبب تعارضه مع مصالحها ومع استمرار تسلطها ونهبها للمال العام وتشجيعها حالة اللادولة ودوام انفلات السلاح.

وأكد المؤتمرون على أهمية الإسراع في انجاز المهمات والاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة الأغلبية السياسية، ذات البرنامج الملموس وتحديد سقوف زمنية للتنفيذ يستجيب لمطالب المواطنين والمنتفضين، ويفتح الأفق للسير الى امام لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الضامنة للتمتع بالحريات العامة والخاصة وتحقيق العدالة الاجتماعية، دولة المواطنة والقانون والمؤسسات.

وشدد المؤتمرون على مواصلة الجهد الهادف إلى استنهاض التيار الديمقراطي  لما له من وجود موضوعي، ودور منتظر في الحياة السياسية، سيما وان مكوناته تشمل أحزابا وشخصيات  ديمقراطية وحركات اجتماعية للشباب والطلاب والنساء والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، داخل الوطن وخارجه.

وفي هذا السياق جرت الإشارة الى أهمية الانفتاح على القوى والشخصيات التي تقاسم التيار اهدافه وتطلعاته وآليات عمله.

وجدد المؤتمرون العزم على  مواصلة الجهود لتحويل التيار الديمقراطي العراقي، مهما بلغت صعوبة  الظروف وتعقدها الى تيار مجتمعي واسع يتبنى الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية، وإقامة دولة المواطنة.

وختاما، تم تخويل اللجنة العليا للتيار الديمقراطي العراقي ـ بعد ان اضاف المؤتمر عدد من مندوبيه اليها ـ صلاحية انتخاب المكتب التنفيذي للتيار، الذي حدد المؤتمر عدده وهيكلية قوامه، حيث تكوّن من ممثلي الاحزاب والقوى والشخصيات الديمقراطية، وكذلك من ممثلين عن المرأة والشباب.

************

الحزب الشيوعي العراقي: استهداف مطار بغداد عمل إرهابي مدان

تكرار استهداف مطار بغداد  الدولي وغيره من المؤسسات الرسمية والحزبية، وفي هذا الوقت بالذات الذي يتطلب الاستعدادات الجدية للتصدي  للتهديدات الداعشية، وتعزيز قدرات البلد العسكرية والأمنية واللوجستية لهزيمة مخططات الإرهابيين الدنيئة، شاء من يقف وراءه ام أبى، يلتقي مع  مساعيهم الخبيثة  في  إشاعة الفوضى واستهداف أمن واستقرار البلد،  كما انه يتسبب في اضعاف هيبة الدولة وزعزعة ثقة المواطنين بقدراتها على تأمين حياة المواطنين وانسيابية النقل وحرية السفر ، ويلحق الضرر الفادح بمصالح الدولة والمواطنين والبنى التحتية للبلد.       

والغريب ان يجري الان استهداف مطار بغداد في وقت تبذل الجهود فيه لرفع اية قيود على حركة الطائرات العراقية وتامين دخولها الى أجواء دول العالم.

ان اعتماد هذا النهج واستهداف مؤسسات الدولة ومقرات الأحزاب ودور السكن وإدخال العنف الى الحياة السياسية واعتماده أداة في المنافسة السياسية، نهج خاطئ ومدمر من شأن الإصرار عليه ان يدخل البلد الى دهاليز مظلمة. 

ان مثل هذه الاعمال المدانة والمرفوضة، جملة وتفصيلا، تتطلب من الحكومة ان تقدم على إجراءات رادعة والقبض على المنفذين وتقديمهم الى العدالة وكشف الجهات التي تقف ورائهم، وفرض قوة القانون، واعادة ثقة المواطنين بالمؤسسة العسكرية والأمنية.

ان ما جرى ويجري يؤكد من جديد الحاجة الماسة لان يضع البرلمان الجديد والحكومة المرتقبة في أولوياتهما حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية، فبدون ذلك يبقى مستقبل البلد مرهونا بمغامرات السلاح المنفلت وعبث المالكين له.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٨-١-٢٠٢٢

************

راصد الطريق.. «الثلث المعطل» طريق مسدود !

بالتزامن مع حالة الانسداد السياسي، واشكاليات ترجمة نتائج انتخابات تشرين الأول 2021 الى الاستحقاقات الدستورية المطلوبة، ونظرا للشرخ الحاصل افقيا وعموديا في مواقف القوى السياسية المتنفذة، تصاعدت مؤخرا أصوات تتحدث عن “الثلث المعطل” لعمل البرلمان، في استنساخ آخر لتجربة لبنانية فاشلة.

واذ لا يعول الكثيرون على البرلمان الجديد لاسباب عدة، فان هناك من  له مصلحة في تعطيل عمل البرلمان. لكن هل في هذا نفع للمواطنين، أم هو يدخل في حسابات مصلحية ضيقة لهذا الطرف ام ذاك؟ 

وللتذكير فان هذا التعطيل الذي يروّج له عدد من القوى، يعني تعليق تشكيل الحكومة وإبقاء حكومة تصريف الاعمال ذات الصلاحيات المحدودة المعروفة.

اغلب الظن ان غالبية كبيرة من المواطنين تتطلع، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، الى انهاء حالة المراوحة السياسية الراهنة المهلكة، وتشكيل الحكومة التي يريدونها حكومة عمل جدي وذات برنامج يستجيب لمطالب انتفاضة تشرين وغالبية العراقيين.

“الثلث المعطل” جرّبه آخرون ونتائجه معروفة ، فلماذا تكراره؟!  

*************

رائد فهمي يستقبل وفد الحزب الشيوعي الكردستاني

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم امس، في مقر الحزب ببغداد وفد الحزب الشيوعي الكردستاني والذي ضم الرفيق هندرين احمد عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول العلاقات الخارجية والرفيق برفان آميدي عضو المكتب السياسي.

في اللقاء تم التأكيد على أهمية نجاح اعمال المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي وما يحمله من دلالات تؤشر الى الامكانيات لتعزيز دوره في الحياة السياسية، كما تمت الاشارة الى تعزيز وتطوير العلاقة بين الحزب الشيوعي الكردستاني والقوى المدنية والديمقراطية، وامكانية العمل المشترك بين القوى اليسارية الكردستانية والتيار الديمقراطي.

كان في استقبال وفد الحزب الشيوعي الكردستاني إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق د. علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب.

*********

الصفحة الثانية

الحبس لمحافظ ذي قار ورئيس هيئة استثمار بغداد الأسبقين

بغداد – طريق الشعب

أصدر القضاء، أخيرا، حكمين قضائيين بالحبس عن كل من محافظ ي قار، ورئيس هيئة استثمار بغداد الأسبقين، على خلفية ملفات فساد.

وكشفت هيئة النزاهة عن صدور حكم بالحبس على محافظ ذي قار الأسبق، مُبيِّنةً أنَّه جاء على خلفيَّة قبوله إيفاد بعض المُوظَّفين خلافاً للضوابط والتعليمات.

وذكرت الهيئة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “محكمة جنايات مُكافحة الفساد المركزيَّة أصدرت حكماً بالحبس سنةً واحدةً على مُحافظ ذي قار الأسبق”، مضيفة أن “التحقيقات توصَّلت إلى أنَّ المُوفدين المُتَّهمين تمَّ إيفادهم إلى اليابان للتدريب على كابسات النفايات إلا أنَّهم غير مُختصِّين، وأنَّ المُدان أوفدهم لتحقيق منفعتهم ومنفعته الشخصيَّة”.

من جانب آخر، أصدرت محكمة جنايات الفساد حكما بالسجن لمدة 4 سنوات بحق رئيس هيئة استثمار بغداد الأسبق. وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان له، إنه “اصدرت محكمة جنايات الفساد في الكرخ الحكم على المتهم شاكر عزيز شبيب الزاملي رئيس هيئة استثمار بغداد بالحبس الشديد اربع سنوات وغرامة قدرها عشرة ملايين دينار عراقي بسبب تقاضيه رشاوى عن مشروع نجمة بغداد السكني”.

************

اضاءة.. الإفلات من “ التوافقية” المكوناتية

محمد عبد الرحمن

التطورات الجارية في خصوص تنفيذ الاستحقاقات الدستورية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، وردّ الدعويين ذاتي العلاقة ، لا تثير الا المزيد من قلق المواطن على حاضر ومستقبل بلده .

فما يجري ليس هو المرتجى والمطلوب، ولا هو ما  كانت تنتظره الناس التي افترشت الشوارع والساحات منذ شباط ٢٠١١ ، مرورا بهبّة الشعب الكبرى في تشرين الأول ٢٠19 .

واذا كان الحديث عن التوافقية وتشكيل الحكومة وفقا لها، في تمسك واضح بالمحاصصة بقضّها وقضيها ، يستفز الكثير من العراقيين ، كون هذا المنهج جُرّب مدة تقرب من عشرين عاما وفشل بامتياز، وكلف شعبنا الكثير دماء واموالا وهدر فرص ثمينة للتنمية والرقي، فان الدعوات الى حكومة الأغلبية الوطنية هي الأخرى لا تلبي طموحات الناس وتطلعاتهم، خصوصا اذا ما بقيت تدور حول “ التوافقية “ والمحاصصة المكوناتية ، واذا ما جرى التركيز على اقتسام المناصب أيضا من دون وجود برنامج قابل للتنفيذ ، واذا لم تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة والقدرة الفعلية على العمل والأداء والاستعداد الكافي لتحمل المسؤولية كاملة .

وفي الحديث عن “ التوافقية “ يجري خلط متعمد للمفهوم، كما  لو انها من مرادفات الديمقراطية والانتخابات، في حين البعض الذي يتحدث بها ويصر عليها لا تشكل عنده اكثر من تقاسم للمناصب ولكراسي السلطة بين ممثلين عن المكونات، الذين من غير المفهوم لماذا يصرون على التحدث باسم المكون أيا كان عنوانه واسمه، وكيف حصلوا على هذا التخويل. فنتائج الانتخابات الأخيرة لا تشير الى إعطاء مثل هذا الكارت الأخضر ، حيث ان الغالبية العظمى من العراقيين كانت اما عازفة او مقاطعة .

هذا البعض يريد حصر المفهوم في هذا المعنى، خدمة لمصالحه ونفوذه وحصته في السلطة، فيما يمكن حصول توافق بين قوى وكتل سياسية على برنامج سياسي وليس توافق مكوناتي، أي انه توافق سياسي وليس مكوناتي . 

ان  الإصرار على هذا النهج يحمل  مخاطره الجسيمة على حاضر ومستقبل بلدنا وشعبه ، ويكرس حالة التشظي والاخاديد العازلة ، ويضعف روح المواطنة العراقية الجامعة ، وهو قنابل  قد تنفجر في أي وقت ، ولنا في تجربة لبنان شاهد حيث لم يستقر له حال ومعاناة غالبية اللبنانيين واضحة للمتابعين .

ويغدو الامر مقلقا على نحو كبير ارتباطا بنزوع متزايد نحو التسلح وامتلاك السلاح وتقوية فصائل مسلحة على حساب القوات العسكرية والأمنية العراقية ، ما يعني في النهاية تحكم السلاح في القرار والتوجه السياسي . واذا ساد هذا وتكرس كما يريد البعض ويعمل حثيثا من اجله، فلا يبقى من اثر وقيمة للحديث عن الديمقراطية واجراء الانتخابات والتداول السلمي للسلطة .

في مقابل هذا العناد من البعض وعدم قراءة الواقع كما هو ومعرفة الحراك الجاري فيه والاستحقاقات المطلوبة ، هناك من يريد الإفلات من هذا ( والمقصود في الحالتين طبعا القوى السياسية المتنفذة والمهيمنة ) ، ولكنه لا يزال مشدودا الى اعتبارات تخصه وليس الأغلبية الكبيرة المتطلعة الى شيء اخر مختلف ، وفضاء جديد يفتح افاقا ارحب للسير الى امام لملاقاة استحقاقات الحاضر والمستقبل ، ومتطلبات بناء دولة  معاصرة .

هذه المساعي للافلات من قبضة المحاصصة وقيودها هو ما يستحق الدعم والاسناد بمختلف الاشكال ، ومن ذلك طبعا وفي المقدمة الحراك الجماهيري المتبني والداعم لتغيير عميق، غدا ضرورة وليس شعارا او ترفا فكريا .

***************

العراق يحتل الموقع 157 على مؤشر مكافحة الفساد.. هيمنة الأقلية على الثروة، والمحاصصة والتخادم وغياب تكافؤ الفرص.. أبرز الأسباب

بغداد ـ طريق الشعب

تغير موقع العراق في التقرير السنوي الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية حول مؤشر مدركات الفساد في 180 دولة حول العالم، فتقدم بدرجتين، ليحصل على 21 في المائة، على المقياس الذي يحدد كفاءة الدولة في التصدي للفساد في القطاع العام والحكومي، إذ تعني درجة صفر على هذا المقياس، وجود نظام فاسد جدا، ودرجة مائة وجود نظام نظيف جداً.

وأظهر التقرير فشل 131 دولة من أصل 180 دولة في تحقيق أي تقدم يذكر في مجال مكافحة الفساد على مدى عشرة أعوام مضت، حيث حافظ الفساد على استقراره، مشكلاً تهديداً جدياً لحقوق الإنسان ولجهود مكافحة وباء كورونا وللتطور الاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح التقرير بأنه رغم تبوء الدول التي تتمتع بحريات مدنية محمية، المواقع الأعلى في المؤشر،  كالدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا وسنغافورة والسويد وسويسرا (حققت 85 – 88 في المائة)، قياساً بالدول التي تنتهك الحريات المدنية، فإن مكافحة الفساد قد تلكأت في جميع مناطق العالم تقريباً. وعزى ذلك إلى وباء كورونا، حيث جرى استخدامه فى العديد من الدول، كذريعة للحد من الحريات الاساسية واجتناب الضوابط، والتهاون في جهود مكافحة الفساد، وإهمال تدابير المساءلة والشفافية أو حتى التراجع عنها، وتبرير قمع الإنتقادات.

وفي الفصل المتعلق بالعالم العربي، اشار التقرير إلى بقاء مؤشر الفساد ثابتا عند 34 في المائة، وهو ما يؤكد على فشل هذه الأنظمة في تنفيذ القوانين التي تسّنها، واصرارها على تغييب الشفافية والتمسك بالمنظومات والثقافة السائدة، وذلك بسبب هيمنة أقلية قوية على المجالين السياسي والخاص، وفرضها لمجموعة من القيود على الحريات المدنية والسياسية، اضافة إلى النزاع الداخلي المسلح والتحولات العنيفة للسلطة وتزايد التهديدات الإرهابية.

وأوضحت المنظمة في تقريرها بأن ما يعيق تقدم الدول العربية ويزيد من انتهاكات حقوق الانسان فيها، ما تشهده من فساد سياسي ممنهج، يجعل من الوساطة والرشوة والتمييز بأشكاله المختلفة، أسباباً جدية لغياب العدالة في القطاع العام، سواء في فرص العمل أو الخدمات، حيث يضطر 20 في المائة من المواطنين إلى دفع رشى مقابل تلقي خدمات أساسية كالصحة والتعليم.

واكد التقرير على أن استمرار تدني موقع العراق في المؤشر يأتي في أحد جوانبه إلى غياب العدالة في التوظيف في القطاع العام، بسبب المحاصصة الطائفية، التي تعيق تنفيذ محاسبة جادة وحقيقية للفاسدين. وذكر بأن ذلك أدى إلى تكدس أعداد كبيرة من الموظفين في المؤسسات الحكومية رغم عدم تمتع بعضهم بأي مؤهل سوى انتمائهم الطائفي.

من جانبه أشار محمد الربيعي، عضو ائتلاف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد إلى التقدم الطفيف (من المرتبة 159 إلى المرتبة 157) الذي حققه العراق في مجال مكافحة الفساد، والتي تعد استجابة للخطوات التي اتخذتها الجهات الرقابية والحكومية الحالية في مكافحة الفساد، على حد تعبيره. وأوضح في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب” بأن “العراق قام بالمصادقة على إقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد للأعوام 2021-2024 وهو بحاجة أيضاً إلى تطبيق قانون الادارة المالية رقم 6 لسنة 2016 لاسيما الفصل العاشر المسمى الشفافية للمواد من 51 إلى 54 والتي تنص على ضرورة نشر البيانات المالية لكافة مؤسسات الدولة على مواقعها الالكترونية”.

ويعتقد الخبير الاقتصادي د. جاسم محمد حافظ، بأن هذا التقدم يبدو وهمياً، حيث تكمن أسباب الفساد في هيمنة الأقلية على الثروة، وتحكمها بالسلطة التي تصلها جراء المحاصصة والتخادم والنفاق الاجتماعي والقبلي، وغياب تكافؤ الفرص، وتداخل الاستثمارات في إعادة الأعمار مع القرار السياسي، وتغييب الكفاءات الحقيقية القادرة على تحقيق التطور. كما يرى بأن ما يعيشه العراق من فساد هو بعض نتائج مشروع الليبرالية الجديدة، الذي يسعى البعض لفرضه على البلد، وبالتالي تحطيم إنتاجها الزراعي والصناعي.

ودعا د. حافظ في حديث لـ “طريق الشعب” إلى تحصين السلكين القضائي والأمني من تأثيرات الفساد واتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد الفساد الإداري والمالي، واقامة دولة المؤسسات والتخلص من السلاح المنفلت وغير المُحتكر من قبل الدولة، والاستعانة بالإعلام ومنظمات المجتمع المدني والنخب المبدعة، في التثقيف المجتمعي ضد الفساد، والمساهمة في مكافحته، إلى جانب التطبيق المحايد والحاسم للقوانين وتنفيذ الحكومة الالكترونية. ويرى د. حافظ بأن تحقيق قدر مناسب من العدالة الاجتماعية وصيانة الحريات الأساسية مدخل مهم لهذه الجهود.

**************

خريجو الجامعات يواصلون احتجاجاتهم.. تظاهرة حاشدة لإصحاب العقود في بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن البلاد للمطالبة بتوفير فرص العمل وتطبيق قرار  315 الخاص بأصحاب العقود، فيما لوح عدد من المزارعين بالتظاهر في حال عدم صرف مستحقاتهم المتأخرة منذ اكثر من عام.

بغداد

وفي العاصمة بغداد، جدد عدد من اصحاب العقود في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تظاهراتهم امام مبنى الوزارة للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم  315. وذكر المتظاهر احمد فاضل لـ”طريق الشعب”، ان “اغلب اصحاب العقود يعملون منذ سنوات في الجامعات والمعاهد العراقية بأجور زهيدة لا تتجاوز 150 الف دينار”، مشيرا الى ان “اغلبهم يحملون شهادات عليا في اختصاصاتهم”. وطالب فاضل “الحكومة ومجلس النواب بتضمين حقوقهم في موازنة العام الحالي وتحويلهم الى عقود وزارية وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 315”.

ذي قار

من جانبهم، اقدم المئات من الخريجين في محافظة ذي قار على قطع جسر النصر، وشارع الامام علي امام مبنى ديوان المحافظة في اطار التصعيد الاحتجاجي المطالب بتوفير فرص العمل. وبيّن المتظاهر فرقد جاسم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “التظاهرة شارك فيها المئات من خريجي الكليات والمعاهد في المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مبينا ان “اغلاق الطرق هو اجراء تصعيدي احتجاجا على تجاهل مطالبهم من قبل الحكومة”.

المثنى الى ذلك، واصل العشرات من الخريجين في محافظة المثنى تظاهراتهم أمام مبنى الحكومة المحلية وتربية المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الخريجين جددوا تظاهراتهم امام مبنى الحكومة المحلية وبوابة تربية المثنى وسط السماوة للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحقيق الوعود الحكومية التي اطلقها رئيس الوزراء اثناء زيارته للمحافظة في العام المنصرم”.

واضاف ان “عدد اخر من المواطنين نظموا مسيرة احتجاجية جابت شوارع مدينة السماوة للمطالبة بالإسراع في إنجاز ميناء الفاو الكبير وربط العراق بطريق الحرير.

النجف

من جهتهم، لوح مزارعو النجف بالتظاهر بسبب عدم دفع الحكومة الاتحادية لمستحقاتهم المتأخرة عن تسويقهم محاصيلهم للعام الماضي، والبالغة 90 مليار دينار. واشار رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف الأشرف أحمد سوادي العيساوي في بيان طالعته “طريق الشعب”، الى ان “مستحقات مسوقي المحافظة من محصولي الحنطة والشلب البالغة 80 إلى 90 مليار دينار للموسم الماضي، لم يتم صرفها لغاية الان”.

وهدد العيساوي بـ”تنظيم تظاهرات كبيرة واغلاق سايلوات وزارة التجارة في المحافظة”، مشيرا الى عدم رغبة المزارعين بالتصعيد بسبب الوضع المربك الذي تمر به البلاد، بيد أنهم لا يجدون حلاً آخر لمشكلتهم”.

ونوه العيساوي الى ان “عدم تسديد المستحقات المالية للمزارعين، تسبب في خفض تسويقهم لمحصول الشلب للموسم الحالي إلى سايلوات وزارة التجارة، إلى أقل من النصف، إذ لم يتجاوز الـ 70 ألف طن، مقابل 126 ألف طن سوقت في العام الماضي”، موضحا أن “المتبقي من المحصول، سوقه المزارعون إلى مطاحن القطاع الخاص بواقع ثلاثة آلاف طن لكل منها”.

واسط

وفي السياق، هدد عدد من أصحاب المولدات الاهلية في الكوت بإيقاف عملهم، وعدم تجهيز الطاقة الكهربائية الى المشتركين، في حال استمرار الجهات المعنية بإيقاف الدعم عن مادة زيت الكاز المستخدم في تشغيل المولدات.

واكد اصحاب المولدات خلال وقفة نظمت في مركز مدينة الكوت أن هذه الشريحة ساهمت في توفير الطاقة الكهربائية الى المواطنين، في الوقت الذي عجزت فيه الحكومات المتعاقبة عن حل هذه المشكلة، مشيرين الى ان زيادة ساعات القطع في التيار الكهربائي لم يقابل بزيادة كميات زيت الكاز، او توفير اي دعم لهم. في المقابل، نظم عدد من المواطنين في قضاء شهرزور جنوب شرق السليمانية، وقفة احتجاجية للمطالبة بتقديم الخدمات للقضاء، فيما  أقدم عدد اخر على قطع الطريق الرابط بين شهرزور وقضاء دربنديخان. وقال هاوري أحمد وهو أحد المحتجين  في تصريح صحفي إن “قضاء شهرزور يعاني من تهميش واضح من قبل سلطات السليمانية وهنالك فرق كبير في واقع الخدمات بين ما يقدم لقضاء شهرزور ومناطقه والخدمات التي تقدم في مركز المحافظة أو مناطق أخرى”.

وأضاف، أن “على السلطات المعنية الإنصاف في التعامل مع المناطق كافة بطريقة تضمن العدالة والمساواة على أساس المواطنة فقط”.

واشار هاوري، إلى أن “القضاء يفتقر إلى الكثير من الخدمات في مقدمتها الكهرباء والوقود اللذان يعدان ضروريين وأساسيين في فصل الشتاء بسبب قسوة الأجواء”.

************

تهنئة

الرفاق الأعزاء في اسرة جريدة " النداء" الغراء

اطيب التحايا من بغداد

يسعدنا وانتم تحتفلون بالعيد 63 لجريدة "النداء"، ان نبعث اليكم تهانينا القلبية ونشارككم احياء ذكرى تدشين مسيرتها النضالية الباسلة من اجل الشعب وجماهيره الكادحة، والاحتفاء بانجازها الثرّ والمضيء على هذا الطريق المجيد.

انها مناسبة عزيزة بالنسبة الينا ايضا، نحن الذين تابعنا "النداء" وبقية المنابر الاعلامية لحزبكم الشقيق، بحرص ودأب عبر السنين، وتعلمنا منها الكثير في عملنا الاعلامي المثابر والثامر. 

نشد على ايديكم بحرارة رفاقنا الاعزاء

 ومعا على طريق الكفاح المتضافر المتجدد في سبيل قضايا شعوبنا واوطاننا والبشرجميعا، قضايا السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

اسرة تحرير

"طريق الشعب"

بغداد

30 كانون الثاني 2022

************

الصفحة الثالثة

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد..   حال النساء والأطفال

يواصل حزبنا نضاله من أجل نيل المرأة العراقية جميع المكاسب التي تنادي بها. فعلى الرغم من كل ما تحقق على صعيد حقوق المرأة، مثلاً “قانون العمل” و”قانون الناجيات الإيزيديات”، إلاّ ان دور المرأة لا يزال مغيباً إلى وقتنا الحالي. فقد غابت التشريعات اللازمة لحفظ حقوقها وكرامتها، ولم تحصل على كامل حقوقها في المناصب التنفيذية المهمة، وبقي التهميش واضحاً للنساء مجتمعياً.

وتبقى الحركة النسوية في العراق تطالب بوضع استراتيجية لمناهضة العنف ضد المرأة والأطفال ومنحها الحق الكامل في ممارسة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبتشريع قانون مناهضة العنف الأسري. وعلى صعيد المرأة في الريف، التي تشكل نسبة ثلث النساء في العراق، لم تشهد السنوات الاربع الماضية تطوراً في الارتقاء بهذه الشريحة المهمة، فبقيت مهمشة بدون حقوق.

ولم تتساو الأجور في ميادين العمل بين النساء والرجال، فيما لم تكن الفرص متكافئة أمامهن للحصول على وظائف وأصبحت حكراً على الرجال. وتبين إحصائية حكومية ان نسبة النساء العاملات في المناصب الادارية في العراق لا تتعدى 22 في المائة. فيما تؤكد المسوحات الاحصائية لوزارة التخطيط لعام 2020 ان نسبة النساء تبلغ 49.5 في المائة من مجموع السكان، وتبلغ نسبة الشابات 22.3 في المائة.

وفيما يخص التشريعات والنصوص الدستورية، ومع ان المرأة أخذت حيزاً مناسباً فيها، لكنها بقيت حبراً على ورق. ومع ان العراق قد صادق بأوقات مختلفة على العديد من الاتفاقيات الدولية التي تضمن المساواة للمرأة في العمل والأجور وحماية حقوقها وحقوق الطفل، لكن هذه الاتفاقيات لم تطبق ولو جزئياً.

وبقي حال المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة بعيداً عن الهموم السياسية، لذلك لم تلعب ذلك الدور الحقيقي في تبني قضايا المرأة باستقلالية تامة. وجرت في السنوات الأخيرة محاولات كثيرة مشبوهة لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 لغرض الانقضاض على الحقوق المدنية التي حصلت عليها الحركة النسوية. فيما لم تُفعّل حتى الآن الاتفاقات والقرارات الدولية الخاصة بالنساء ومنها قرار مجلس الأمن المرقم 1325، حول المرأة والسلام والأمن، الذي صادقت عليه الحكومة العراقية وشكلت لجنة للعمل على تنفيذه.

وفيما يخص حقوق الطفولة، فان هناك الكثير من الشواهد التي تبين حجم المآسي. ويمكن القول بهذا الشأن ان “لا تعليم، لا صحة، لا رعاية للموهوبين، عمالة الأطفال مستمرة، لا قوانين تحمي الطفولة”.

وخلال الفترة منذ المؤتمر الوطني العاشر للحزب، تمكنت الحركة النسوية من رفع سقف المطالب عالياً، فيما يشير الواقع إلى ضعف الاستجابة من قبل القوى المتنفذة الفاسدة. ومن ضمن ذلك، إصرار هذه القوى في البرلمان على منع تمرير قانون العنف الاسري.

ولا يزال الزواج المبكر عنصر تحد للمجتمع المدني النسوي. فلم يجر الحد من هذه الظاهرة على الرغم من حالات الطلاق الكبيرة التي يعلن عنها مجلس القضاء الاعلى. وإلى جانب ذلك ارتفع مؤشر الاصابات الخطيرة بأمراض السرطان والوفيات أثناء الولادة والإجهاض وكذلك المعاملة غير الانسانية اثناء الفحوصات والتوليد، واستمرار حالات ختان الإناث، الذي اعتبرته الامم المتحدة انتهاكا صارخا لحقوق الانسان، وشكلا من العنف الشديد ضد الفتيات. فيما تستمر جرائم القتل بحجة غسل العار وحالات الزواج القسري “النهوة”.

وتظهر نتائج المسوحات الاحصائية أن نسبة عالية من النساء لا تحصل على تعليم كاف. وتبيّن آخر احصائية نشرت عام 2017 ان نسبة 33.2 في المائة فقط من الفئة العمرية 15 - 17 سنة، التحقن بالتعليم الإعدادي.

إن المرأة في العراق تعيش أوضاعاً مأساوية لا يمكن معالجتها ما لم تتكاتف الجهود الوطنية لجميع القوى والأحزاب المدنية والديمقراطية وكل القوى الساعية إلى التغيير. فمن دون المرأة لا يمكن بناء دولة المواطنة والمؤسسات والقانون وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

**************

الأمراض تفتك بهم.. عمال الطابوق بلا ضمان صحي أو اجتماعي

بغداد ـ محمد التميمي

زار عضوا المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، كوريا رياح وعلياء حسين، مجمع معامل طابوق النهروان للتعرف على أحوال العمال هناك وتسليط الضوء على معاناتهم وما يقاسونه في العمل، بغية تبني مطالبهم والدفاع عنها أمام السلطات المسؤولة. وقدم الوفد، الذي رافقه مراسل “طريق الشعب” الأغذية والملابس للعاملات وأطفالهن، فيما أجرى المراسل عدداً من اللقاءات مع العمال، الذين عبروا عن استيائهم من ظروف العمل القاسية، وشرحوا مطالبهم المشروعة، وطالبوا بالتعريف بها.

التعرف على أوضاع العمال

عن الهدف من الزيارة، تقول كوريا رياح، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق لـ “طريق الشعب”، “جاءت زيارتنا لأستطلاع أحوال العمال، فوجدنا غالبية نسوية تعمل مع الأطفال ومن مختلف الاعمار، وفي ساعات عمل طويلة جدا تصل حتى ليوم كامل، وأحيانا من الساعة السادسة عصرا وحتى السادسة صباحا وبشكل مستمر”. وتضيف ان “غالبية العمال يعانون من الربو والتدرن الرئوي، دون أن يعرفوا ذلك، وذلك بسبب الغازات والأدخنة السامة، التي جعلتنا نسعل بشدة، خلال ساعتين فقط من تعرضنا لها، فكيف حال من يتعرض لها باستمرار ولسنوات طوال”، مشيرة إلى “ الاستغلال البشع الذي يتعرض له العمال على يد أصحاب المعامل حيث لا يوجد مركز صحي تلجا اليه الناس، غير عيادة مضمد بسيطة”.

وتشدد رياح في ختام حديثها على ضرورة ان “تزور وزارة الصحة المجمع وترى حال العديد من الشغيلة والوضع البائس الذي يعيشون فيه، والأجور البخسة التي يتقاضوها، والتي لا تتجاوز 1000 دينار مقابل 500 طابوقة”.

تشكيل لجنة نقابية وتطبيق قانون العمل

من جهتها تصف الناشطة النقابية علياء حسين وضع العمال بالمأساوي جدا، وتطالب الحكومة بالإسراع في تخليص هؤلاء الناس من المعاناة، فالماء ملوث وغير صالح للشرب وكذلك الهواء، والناس شبه جياع، ويكدحون نساءً واطفالاً، لساعات متأخرة، بدون سكن أو خدمات أو طبابة. وتشير في حديثها الذي خصت به “طريق الشعب”، “اوصلنا للعمال المساعدات التي نستطيع توفيرها لهم، وسنحاول إيصال صوتهم إلى المسؤولين، الذين عليهم رعاية هذه الشريحة الكبيرة المظلومة، وفرض الألتزام بضوابط قانون العمل، كما سنشكل نحن بدورنا لجنة نقابية، للعمل على ضمان حقوقهم”.

مخالفة قانونية

وحول أوضاع الشركة والعمال، يقول العامل أبو طارق، بان شركة تركية كانت قد أسست هذا المعمل في الثمانينات، فإجتذب الفلاحين من بعض المحافظات بعد ان توقف الانتاج الزراعي فيها. وعن معاناتهم يؤكد العامل لـ “طريق الشعب”، على ان أبرز ما يعاني منه العاملون هو” التأخير المستمر للأجور وهو ما يجبر بعض العاملين على ترك العمل والبحث عن غيره، دون أن يحصلوا على أتعابهم” ويعّد ذلك حسب رأي أبي طارق مخالفة قانونية صريحة، “ فقانون العمل رقم 37 الذي اقره البرلمان في العام 2015 يقضي بان لا تتأخر الأجور أكثر من 5 أيام وبخلافه تعد مخالفة، ولهذا فما اتمناه واريده هو تطبيق قانون العمل”. 

ويذكر العامل أبو فاروق لـ “طريق الشعب” بأنه “لا توجد أي خدمات حيث تعطلت وحدة تصفية المياه، وتوقف الماء الخام من الوصول إلى المجمع، وأصبحت الناس تشتري الماء من اجل العمل والمعيشة”. ويوضح بان “البنى التحتية سيئة ومعدومة، ولا توجد مستشفى لتلقي العلاج فيها، هناك فقط المضمد الذي يعالج العمال وسط مخاطر العمل الكثيرة ولا توجد مدارس وأقرب مدرسة هي في النهروان البعيدة عنا”. وعن مطالبهم يشدد العامل على ضرورة “ توفير مدرسة ومركز صحي متكامل وإجراءات سلامة وصحة لضمان سلامة العمال”، وينّوه إلى انه لا يوجد حل “سوى بوجود لجنة نقابية تعرف العمال وتصنفهم وتطالب بحقوقهم”.

اما أبو جعفر السعيدي والذي يعمل حارساً في أحد المعامل، مهاجراً من الحلة، فقد شكا حاله لـ”طريق الشعب” قائلاً “ الأجور لا تكفي، فلدي 8 افراد في الاسرة، ووضعي صعب جداً، والامراض تفتك بنا! انا هنا منذ 4 سنوات ولم اذهب لزيارة اهلي او رؤيتهم بسبب مصاعب المعيشة، كما جاء معي للعمل ولدي صادق البالغ من العمر 15 عاما بعد أن ترك الدراسة”.

تهديد بالطرد

العامل أبو ستار، الذي يعمل من الساعة 11 صباحاً إلى الساعة 11 ليلاً، يقول عن معاناته “العمل شاق جدا، الرجال تعمل من الصباح وفي المساء يأتي دور النساء ويشاركهن الأطفال بالعمل، وجميعنا نعاني من الامراض بسبب طبيعة وظروف العمل الصعبة، وخاصة التلوث الذي سبب وفاة العديد منا”. وبالنسبة للأجور يقول أبو ستار لـ”طريق الشعب”، ان” الأجور قليلة جداً، ولا تكفينا الـ 100 ألف في الأسبوع، ويقسو رب العمل على العاملين ولا يهمه سوى ان ينتج العامل حتى لو كانت أحوال الطقس سيئة ولا تصلح للعمل” مطالباً بـ “زيادة الأجور بنسبة 30 في المائة وتحسين وضعنا المعيشي وتقليل ساعات العمل” مؤكداً ان مطالباتهم تجابه برد واحد هو التهديد بالتسريح من العمل. ولدى عاملنا (أبو ستار) أربعة أطفال، يعملون معه ويساعدونه من اجل تدبير أمور المعيشة، ويقول عنهم “ اطفالي تركوا الدراسة من اجل مساعدة العائلة، هم بأعمار صغيرة، الجوع فتك بنا ولهذا نفضل ان نعمل بدل أن نشحذ في الشارع”. وتقول المواطنة ام ستار التي كانت تتلقى العلاج عند المضمد، انها تعمل من منتصف الليل حتى الصباح الباكر مقابل 100 ألف دينار أسبوعياً!

الشابة بنين احمد، التي كانت تتلقى العلاج في عيادة المضمد بسبب تأثرها بدخان المعمل، قالت بأنها تتقاضى 15 ألف دينار لتعيل اسرتها المكونة من 12 فرداً، وإنها وأختها قد تركتا المدرسة بسبب ذلك. واعربت عن خوفها من فقدان العمل إذا ما طالبت صاحب العمل بتحسين الأجور أو تخفيف ساعات العمل، أو تقليل التلوث، أو توفير التطبيب المناسب.

أمنية بسيطة

اما الشاب صلاح حسن البالغ من العمر 21 عاما، فقد أفصح لمراسلنا عن أمنية بسيطة “ أتمنى ان ادرس فانا لم اتعلم في حياتي ابدا او اذهب إلى المدرسة، الحياة كانت قاسية جدا علي وحرمتني من تحقيق طموحي الذي لا زلت احلم به، فمذ كنت طفلا وانا في المعمل وازاول المهنة”.

ويشكو الشاب حسن لـ “طريق الشعب”، تدني الأجور ويقول “ لا نستلم اجورنا كاملة، ودائما ما تكون منقوصة وتتأخر لشهور عدة، ولا يوجد أي التزام بموعد محدد، أعاني من التعب والسهر في العمل الذي يستمر لساعات طويلة بدون استراحة، نحن عشرة أفراد في الأسرة، نعمل في ظروف شاقة، ذكوراً واناثاً، لنعيش”!

*************

العيون الكبيرة في المشهد العراقي

عبد جعفر

القوى اللاعبة في المشهد السياسي العراقي، هي مثل شخص يتطلع إلى نفسه في المرآة، وهو يضع تاجاً على رأسه وصولجانا في يديه، فيتوهم أن صورته كملك ستبقى إلى الأبد، فإذا عادت صورته مثل الأول حين ينزع إكسواره الجديد، يحمّل المرآة السبب، لأنها خدعته وخانت عهدها له، وعليه كسرها بما أوتي من القوة، دون أن يبالي إن ظهر مهشماً مشوها، فاغراً فمه كجرح كبير في وجهه.

هذه القوى، بسبب هذا التوهم، خسرت ليس شارعها فقط، بل الجمهورالعراقي كله، فنسبة المقاطعة للإنتخابات البرلمانية الأخيرة كانت أكبر بكثير مما كانت تتوقع، وخرجت بأرقام، جعلتها كمن يسير على حقل من الألغام، بل هي تسير فعلا عليه، رغم محاولاتها لترميم نفسها وبيوتها الطائفية والإثنية الكئيبة المتداعية.

وما أشبهها بزوج الرسامة مارجريت كين، في الفيلم الأمريكي الذي أنتج عام 2014.

 ذلك الفنان الفاشل الذي حاول تسويق نفسه من خلال ادعائه بأن أعمال زوجته المبتكرة تعود اليه، مستغلا توقيعها على الأعمال بإسم العائلة (كين)، وقد ظلت لفترة طويلة في الظل، وحين تمردت عليه لأسباب عديدة، وأوصلت المشكلة بينهما إلى المحكمة، طلب القاضي منه حسماً للنقاش أن يرسم أعمالها أمامه، لكنه فشل في رسم أية لوحة من لوحات العيون الكبيرة التي اشتهرت به زوجته.  وهكذا انقلب السحر على الساحر.

فهذه القوى مجتمعة تعرف حمل السلاح وفرض رؤيتها من خلاله، لكنها تفتقد لبرنامج واضح لإخراج الوطن من أزماته المتعددة، من بطالة وفساد وفقر وإنتشار للامراض، وغياب الدعم للمنتوج الصناعي والزراعي وقلة للخدمات، وضعف للأمن، وزيادة في التدخل الاقليمي والدولي في شؤون الوطن وغيرها. كما أن العديد منها لا يمتلك برامج أو أنظمة داخلية مكتوبة كأحزاب أو كتل متحالفة، ولا أحد يعرف ماهي، وهي بهذا تشبه كثبان الرمل المتحركة في الصحراء، ليس لها شكل ثابت أو قيادة واضحة سوى بعض الأسماء أو الرموزلا أكثر ولا أقل.

وليس لنا سوى إعادة كلمات (أنشتاين) التي تصح على هذه القوى التي أصبحت دولة داخل دولة “أعرف جيدا، أنه من أجل إقامة منظمة ما، لابد وجود واحد بعينه يخطط، ويأخذ على عاتقه المسؤولية كاملة، ولكن لا يجب أن يكون المحكومون هؤلاء تحت الضغط والإكراه عليهم، أن يختاروا بأنفسهم الرئيس”.

***********

الصفحة الرابعة

مختصون يعتبرونها مساهمة متواضعة في حل مشكلة معقدة لملايين الناس

نجاح حملة «داري» مرهون بتوزيع أراض مخدومة

بغداد – طريق الشعب

بعد إعلان مجلس الوزراء عن البدء بتسليم قطع أراض للمواطنين، ضمن أول وجبات حملة “داري”، التي أطلقها قبل ستة أشهر لحل أزمة السكن، عاد الحديث مجددا عن مدى قدرة هذه الحملة على حل أزمة السكن العميقة، خاصة وهي تتعلق بـ 186 ألف قطعة أرض مقابل الحاجة الى ملايين الوحدات السكنية، واستحقاق ملايين المواطنين الذين لم يشملوا بذلك.

وأثيرت تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت هذه الأراضي الموزعة مشمولة بالخدمات الأساسية، أو ان هناك خطة لشمولها بهذه الخدمات في القريب العاجل، وهل انها ستصبح مدناً تسكن أم مجمعات مهجورة خارج المناطق الحضرية.

توزيع أراض سكنية

ويشير بيان صدرعقب جلسة مجلس الوزراء، الى أن “حملة داري تتابع من قبل مكتب رئيس الوزراء ووزارة الإسكان والاعمار والبلديات وهيئة المستشارين”. ونقل البيان عن الكاظمي قوله “أنه تم تخصيص أكثر من نصف مليون قطعة أرض في عموم المحافظات، تقدم للأستفادة منها مايقارب ثلاثة ملايين مواطن، فتم فتح باب المنافسة عليها”. وأوضح البيان “ بعد ستة أشهر، جرى فرز الأراضي، ووضعت خطة لتقديم الخدمات لها، لتكون أرضاً مخدومة بالمجاري، وشبكة من الكهرباء، والإنترنت، والطرق المعبدة. وقبل أسبوعين، تم الإعلان عن تسليم مايقارب (85) ألف سند أولي للمواطنين، وبعدها بأسبوعين تم تسليم بحدود (101) ألف سند أولي للمواطنين، فصار المجموع بحدود (186) ألف قطعة أرض تم تسليمها للمواطنين”، مضيفاً “بقي أكثر من 300 ألف قطعة أرض، سيحصل جميع المتنافسين قريباً على سند لها، في تجربة مهمة حققت مبدأ العدالة والشفافية”.

الحاجة الفعلية 3.5 مليون وحدة سكنية!

من جهة مكملة، تشير الدراسات التي أعدّتها الأمم المتحدة، الى حاجة العراق الى 3.5 مليون وحدة سكنية، فيما يزداد هذا العدد سنويا نتيجة الارتفاع المستمر لعدد السكان في العراق والذي يصل نحو قرابة المليون في السنة الواحدة.

وفي هذا السياق، يقول المهندس المختص ببناء المدن، أحمد جبار، لـ”طريق الشعب”: “أن توزيع قطع الأراضي مهم جدًا لكنه لن يحل أزمة السكن بطريقة جوهرية. يجب أن تستمر المشاريع الوزارية الأخرى، حيث أن وزارة الاعمار لديها في كل محافظة مشروع سكني، بعضه من المشروعات المنخفضة الكلفة وبعضه من المشروعات الإستثمارية التي تستهدف أصحاب الدخول المتوسطة والعليا. أما الحملة الجديدة (داري) فتستهدف من هم تحت خط الفقر وذوي الدخول المنخفضة. لقد طالت أزمة السكن مختلف الشرائح وباتت تشكل أزمة حقيقية للمواطنين، لذا يجب أن تبقى كافة المشاريع مستمرة لشمول أكبر عدد ممكن من المواطنين، ناهيك عن ملاحظات جادة بشأن سياسة الدولة في هذا الجانب، حيث لم تكن هنالك دراسة شاملة تشكل منهاجاً تعتمده حكومة بعد أخرى، ولهذا فأن المخاوف كثيرة من مستقبل هذه الحملة التي يمكن أن تتوقف ببساطة مثل الكثير من المشاريع، خصوصا وأن الحكومة التي تبنت الحملة، باتت حكومة تصريف أعمال”.

وتابع المهندس قائلا لـ”طريق الشعب”: “نأمل أن تساعد الحملة على تخفيض أسعار العقارات التي تشهد غلاءً جنونيا. ففي البصرة التي تشهد فشلا خدميا كبيرا، تصل أسعار بعض العقارات في مركز المدينة إلى ربع او نصف مليون دولار، وكذلك الحال في محافظات عديدة، أما في بغداد فتصل أكثر بكثير وهي أغلى من عواصم دول مجاورة آمنة ومستقرة وفيها من الخدمات ما لا تمتلكه بغداد”، مستأنفاً حديثه بالقول “أفضّل أن يتم تحفيز وتنمية المدن الصغيرة في الأقضية والنواحي مما يساهم في التوجه نحو هذه المناطق والتخفيف من أزمة السكن وضمان بعض الخدمات الأساسية فيها التي لا تجعلها متفاوتة مع مراكز المدن التي تشهد ارتفاعا هائلا في الأسعار”.

حل أزمة صغيرة

أما الباحث في الشأن الاقتصادي، علي تويج، فأكد أن مبادرة داري تقلل هموم فئات معينة بحسب ما حددته الحكومة، لكن أزمة السكن باتت مشكلة حقيقية لمختلف شرائح وطبقات المجتمع باستثناء الفاسدين الذين يشترون ما طاب لهم بمبالغ خيالية، داعيا إلى أن تضع الحكومة خططاً وقوانين، تضمن الحد من ارتفاع أسعار المجمعات السكنية التي باتت مشاريع للربح الفاحش.

وأوضح تويج لـ”طريق الشعب”، أن “الجميع يتمنى انخفاض أسعار العقارات في بغداد وباقي المحافظات، ويدعمون أي إجراء حكومي يمكنه الحد من ارتفاع الأسعار، لذلك فالحاجة للسكن ليست خاصة بشريحة أو طبقة واحدة، بل باتت مشكلة عميقة للأغلبية. إضافة إلى ذلك، فأن توزيع الأراضي في حملة داري بمناطق بعيدة وغير مخدومة سيدفع المواطنين الى بيعها بأسعار بخسة، كما حصل مع موظفي النظام السابق، الذين تسلموا قطع أراض غير مخدومة، بقيت إلى اليوم منسية ولم تصبح بيوتا أو مجمعات سكنية. يجب أن توضع قضية الخدمات في أولوية التفاصيل، وبذلك سنضمن حل جزء من المشكلة وتخفيض أسعار مناطق سكنية في مراكز المدن”. ويضيف “أن الحكومات وعلى مدار 18 عاما لم تستطع رسم خطة تنموية للإسكان والتعمير سواء في المدن الرئيسة أو النائية ولم تستطع أيضا مناقشة ملفات الفساد بمجال الاستثمار في البناء أو في أي مجال آخر”.

 **************************************

تناقض كبير بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل

بغداد – طريق الشعب

أصبحت قضية التخصصات العلمية والإنسانية الجامعية خلال السنوات الأخيرة، تحدياً كبيراً سواء لطالب يدرس لمدة أربعة أعوام، أو للدولة التي تجد نفسها عاما بعد آخر أمام جموع كبيرة من الخريجين، الذين لا يحتاجهم سوق العمل، والذين باتت تخصصاتهم شبه منقرضة، باستثناء وجودها كدروس داخل الحرم الجامعي فقط، مما يشكل مصدراً مهماً للبطالة.

وفي الوقت الذي تشير فيه بيانات منظمة العمل العربية، إلى أن استمرار البطالة يعكس إما مشكلة عامة في النمو والتنمية، وإما مشكلة هيكلية تتعلق بعدم المساواة في سوق العمل، نفتقد نحن في البلاد إلى وجود اتفاق على أفضل السياسات التي توفر فرصاً أكثر للعمل. فهناك من يعتقد أن الأمر انما يتوقف على النمو، فيما يرى آخرون انه يتوقف على مرونة سوق العمل. وكما يعتقد البعض الأخر أن الحل يكمن في المهارات والقدرات البشرية، فهناك من يرى انه يكمن في سياسات توضع من اجل تقاسم العمل المتاح.

اختصاصات لا يحتاجها أحد

ويرى عضو مؤتمر عام نقابة الأكاديميين العراقيين، نائب رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين، إحسان عمر الحديثي، بأن الجامعات بدأت تفُّرغ من بعض الاختصاصات لعدم الحاجة إليها. وقال الحديثي في تصريح صحفي طالعته “طريق الشعب”، إن “معظم الاختصاصات التي تُّدرس في الجامعات أما لا حاجة لها أو تحتاجها البلاد في نطاق محدود”، مشيراً إلى أن “الجنبة المالية هي السبب في توجه الطلبة إلى بعض الجامعات في دول الجوار أو الدول العربية”. وانتقد الحديثي سياسة الحكومة في سنّ بعض القوانين التي “أفرغت من محتواها كقانون الخدمة الجامعية والذي تسبب في هجرة جماعية من وزارة التربية إلى التعليم نتيجة المخصصات التي يستحقها الحاصل على الشهادة العليا، والسماح له بالانتقال من وزارته إلى وزارة أخرى”.

التوجه الدراسي وآفاقه

ويعتبر اختيار التخصص الدراسي من قبل الطالب بعد تخرجه من المرحلة الإعدادية، أحد أهم خطوات حياته خلال مسيرته التعليمية ومستقبله بعد التخرج. ولهذا تراه يقف حائرا أمام استمارة التقديم للانتماء إلى الجامعة واختيار الكلية التي تناسب طموحاته، لاسيما في السنوات الحالية، حيث يتعرض لخيارات مرة حتى وأن كان بمعدل يؤهله لدخول كليات مرموقة، لأن سوق العمل لا يطلب كل تخصصات هذه الكلية مثلاً.

وفي هذا الصدد، يتحدث الطالب في الجامعة التكنولوجية، فضل أركان، عن معدله العالي جدا، الذي كان من المفترض أن يدخله لكلية الطلب أو الصيدلة على أقل تقدير، لكنه أجبر بسبب سياسة القبول إلى الاكتفاء بقسم هندسي لا تتوفر فيه مزايا العمل المضمون ما بعد التخرج، كما هو الحال مع خريجي تخصصصات المجموعة الطبية. ويتوقع أركان في حديثه إلى “طريق الشعب”، انقراض اقسام معينة خلال السنوات القادمة مثل “قسم هندسة المواد لعدم وجود أي طلب بشأنه في سوق العمل، رغم ان كليات الهندسة تخّرج سنويا دفعات من الطالبات والطلبة منه وتزجهم في مستنقع البطالة”، ودعا إلى “إعادة النظر بشكل شامل في قضية التخصصات الدراسية وملائمتها مع سوق العمل، حيث من غير المعقول أن تستمر القضية هكذا، ويجد البلد نفسه أمام جيوش هائلة من الخريجين الذين لا حاجة إلى تخصصاتهم العلمية”.

تخبط في إستراتيجية التعليم

من جانبها، تقول الأستاذة الجامعية، أفراح أمير، أن وزارتي التعليم العالي والتخطيط، وبقية الجهات ذات العلاقة لا تمتلك الرؤية الإستراتيجية لتحديد التخصصات الدراسية ولا تعرف الحاجة الحقيقية لها، مما سبب في حدوث تناقض كبير في مخرجات التعليم وسوق العمل.

وتضيف أمير لـ”طريق الشعب”، أن اللوم في اختيار التخصص “لا يقع على الطالب لأنه لم يعرف كيف يختار كليته، وإنما بسبب عدم معرفة الدولة لما تريده من الجانب التعليمي، وافتقارها إلى التخطيط السليم للتعليم. وأصبحت هذه المشكلة عميقة جدا وربما يصعب حلها مع هذه الأوضاع خلال سنوات قادمة”. وتلفت أمير الانتباه إلى أنه “لا توجد أرقام دقيقة للمهندسين أو الممرضين أو الأعداد الأخرى من بقية التخصصات التي ستحتاجها مؤسسات ومشاريع الدولة لاحقا”.

تناقض كبير

وفي السياق ذاته، يشير الباحث في الشأن التعليمي، الدكتور علي العكيلي، إلى أن التناقض الكبير في السياسة التعليمية يكمن في “تخرج اعداد كبيرة من المختصين في علوم الفيزياء والكيمياء مثلا، ليجدوا أنفسهم كمدرسين في أفضل الحالات، وهذا تناقض غير منطقي يسيء إلى كافة الأطراف”. ويتساءل د. العكيلي عن “الجدوى من زيادة عدد العاطلين، أو الخريجين الذين يفتقرون إلى التأهيل اللازم بسبب سوء التعليم نتيجة المحاصصة وتدمير هذا القطاع طيلة السنوات الماضية”.

ويضيف العكيلي قائلا لـ”طريق الشعب”: “يجب أن يتم إخضاع الجامعات لمتطلبات سوق العمل والتخطيط الجيد للاختصاصات المطلوبة ونوعية المناهج الدراسية. وهذا يتطلب إجراءات وتغيرات عميقة في هيكلية الجامعة، كما يتطلب أيضا دراسات شاملة عن سوق العمل الحاضر والمستقبلي، بما فيه حصر أسواق العمل الحقيقية، ومعرفة متطلبات كل وظيفة، وكيفية توفير الكفاءة اللازمة لها. إلا أن ذلك يعود ويصطدم بالسياسة الاقتصادية أيضا للبلاد وهي تعيش اكبر فترة من التخبط والفشل بسبب طبيعة النظام السياسي والشكل الاقتصادي الذي رسمه”.

 **************************************

عدد المسحات لا يغطي حاجة طوابير المواطنين.. المتحور الجديد يكشف تخبطا كبيرا في وزارة الصحة

بغداد ـ طريق الشعب

يعد الموقف الوبائي الذي تصدره وزارة الصحة عن نسب واعداد الإصابات بفايروس كورونا واعداد الوفيات، مصدرا يعتمد عليه الكثير من المراقبين والمتخصصين بالشأن الصحي.

ومع انتشار المتحور اوميكرون، وهو نسخة جديدة أخرى للفايروس، اشتكى الناس من قلة عدد مسحات الاختبار، وعدم حصولهم عليها، رغم انتظارهم لفترات طويلة ومرهقة داخل المراكز الصحية، ما أثار تساؤلات عديدة، حول صحة الموقف الوبائي واعداد المصابين وصحة الاختبارات ونتائجها، لا سيما أن عدد المسحات المخصصة قليل قياساً بأعداد المراجعين الراغبين في إجراء فحوصات الكشف.

وطالب المواطنون في أحاديثهم لمراسل “طريق الشعب”، الوزارة بالتدخل وفتح مراكز فحص جديدة والاستغناء عن الفحص حسب الرقعة الجغرافية وزيادة عدد الاختبارات.

شح في المسحات

وعند باب مركز الضباط للتلقيح والفحص في منطقة زيونة وسط بغداد، عبر المواطن حسين عماد عن استياء شديد غمره بسبب انتظاره طويلا منذ الصباح الباكر، من اجل اجراء فحص للكشف عن الفايروس.

وتساءل في حديثه لـ “طريق الشعب”، عن السبب في عدم زيادة عدد المسحات، وفي وجود كل هذا التعقيد من اجل اجراء الفحص، وعن إهمال وزارة الصحة للأمر وعدم قيامها بالتخفيف عن كاهل المواطن.

وطالب وزير الصحة “بالتدخل الفوري وزيارة المراكز الصحية والوقوف على الفوضى التي تحدث ووضع حد لها، وتعيين اشخاص مهمتهم متابعة احتياجات المواطن في ما يخص ملف الفايروس”.

أجواء موبوءة

من جانبها، أبدت المواطنة وسن محمد في حديثها لـ “طريق الشعب”، امتعاضها وعدم رضاها عن التخبط الحاصل في المراكز الصحية او المستشفيات.

وقالت “عند ذهابك الى المركز الصحي لا تجد موطئ قدم بسبب الاعداد الكثيرة والتدافع الذي يحصل، داخل جو موبوء بامتياز، حيث يصاب الشخص السليم بالعدوى في مجرد دخوله للفحص”.

فيما شددت المواطنة التي ثبتت سلامتها من الإصابة بالفايروس على ضرورة “تنظيم وضع المراكز الصحية التي تغص بالمراجعين وزيادة عدد المراكز الصحية التي تتوفر فيها فحوصات الكشف عن كوفيد 19، وزيادة عدد الأطباء داخل هذه المراكز”.

زخم على الفحوصات

وطبقا لمصدر يعمل في مختبر أحد المستشفيات، فان “المسحة يتم تحديدها للمستشفيات من قبل غرفة العمليات في وزارة الصحة، حيث لا يجوز تصفير المسحات بيوم واحد اذ يجب ان يكون هناك خزين للطوارئ”.

ويضيف المصدر في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “من الصعب الحصول على المسحات، لأن عددها قليل مقارنة بعدد الراغبين بإجراء الاختبار”، لافتا الى ان “اغلب الوافدين للفحص هم من غير المتلقين لجرعات اللقاح، رغم كل مناشداتنا ومطالباتنا بضرورة تلقي اللقاح، حيث أدى عدم التلقيح الى المساهمة في زيادة الإصابات، وبالتالي حدوث زخم على الفحوصات”.

ويبين ان هناك 250 مسحة فقط في المستشفى التي يعمل بها، أي لا يمكنهم استقبال اكثر من 250 مريضا فقط!

ويعتقد المصدر أن عدم زيادة عدد المسحات مقصود “فهذه عملية ممنهجة، لأنه مع اطلاق عدد المسحات، سيتم الكشف عن إصابات أكثر وستكون الإحصائية كبيرة جدا، في وقت تريد فيه الوزارة تجنيب نفسها هذا المأزق وعدم إعطاء اعداد حقيقية عن الإصابات، عبر تقليل عدد المسحات الممنوحة للمستشفيات والمراكز الصحية”.

ويضيف أيضا ان “عدم توفر المسحات في المستشفيات والمراكز الحكومية، يعني لجوء المريض الى المختبرات الاهلية التي تجري اختبارات الكشف عن الفايروس بأسعار مبالغ بها، ولا تتناسب مع دخول المرضى، والتي تجهزها شركات مدعومة من جهات متنفذة”.

تكدس  المراجعين

ويوضح المصدر ان “قلة عدد المسحات في المراكز الصحية تسبب تكدساً للمرضى الراغبين في إجراء فحص الكشف عن كورونا، ويصعب تنظيمهم بسبب تكدسهم، وبالتالي تزداد فرص العدوى عند وجود شخص حامل للفايروس”، مردفا ان “المراجعين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية مثل لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي داخل المركز”.

ويشدد المصدر في حديثه على ضرورة “زيادة عدد المسحات في جميع مراكز الفحص من اجل تقليل زخم المراجعين على المستشفيات والحفاظ على التوازن؛ فمن غير المعقول تخصيص 20 او 30 مسحة لمركز يراجعه 100 مريض او أكثر يومياً”.

************************************

الصفحة الخامسة

المشهد أثار سخط العراقيين.. تلاميذ يؤدون امتحاناتهم على أرض جرداء!

الناصرية – وكالات

أثارت صور تم تداولها أخيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها طلبة يفترشون أرضا جرداء وهم يؤدونامتحانات نصف السنة في إحدى مدارس محافظة ذي قار، سخطا شعبيا وانتقادا واسعا للحكومات المتعاقبة “التي فشلت في تحسين مستوى الخدمات والتعليم في البلد”.

وانتقد ناشطون وإعلاميون ومثقفون، هذه الظاهرة السلبية التي حصلت في “مدرسة أم النخيل” بقضاء الدواية شمالي الناصرية، معربين عن استيائهم من الحال المزري الذي وصل إليه التعليم في البلد.

وتأسست هذه المدرسة عام 2006، وهي عبارة عن صفوف كرفانية وطينية موزعة على أرض جرداء.

وكتب الناشط عمر المنصوري تعليقا ساخرا على تلك الصور، قال فيه أن “وزارة التربية توفر أوكسجيناً طبيعياً وتربة خصبة لإجراء امتحانات نصف السنة في إحدى مدارس محافظة ذي قار!”.

بينما تداول الباحث في الشأن العراقي شاهوالقرداغي، الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد في تغريدة له “استغلال أموال البلد في ما يتلاءم مع أجندات الأحزاب والميليشيات”، متسائلا: “لماذا لا تستغلون هذه الأموال في تخفيف معاناة العراقيين؟”.

لجنة تحقيقية

وزير التربية علي حميد الدليمي، وجه على إثر انتشار الصور، بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة مع مدير “مدرسة أم النخيل”، لمعرفة الإجراءات المتبعة خلال الامتحانات. وقال بيان صادر عن الوزارة، أن الدليمي أمر بإعلان نتائج التحقيق خلال ثلاثة ايام، مشدداً على “عدم التهاون في محاسبة من يعرض أبناءنا الطلبة للخطورة أو يجعلهم في مواقف لا تليق بمكانة الطالب العراقي المتميزة في نفوسنا وعملنا”.

ونقل البيان عن الدليمي قوله: “لن نسمح لأحد بالإساءة للعملية التربوية ولا لأبنائنا الكرام”، مؤكداً حرص الوزارة على بقاء سمعة العراق التعليمية “متميزة ورصينة كما يعرفها الجميع”.

واقع مزرٍ وتعليم قد ينهار!

من جهته، قال عضو نقابة المعلمين العراقيين، عدنان الفراجي، انّ “الصورة أكدت الواقع المزري الذي وصلت إليه المؤسسة التعليمية في البلاد، في ظل الصراع الحزبي على حصد المكاسب السياسية”، لافتافي حديث صحفي،إلى أن “المؤسسة التعليمية في البلاد على وشك الانهيار، وأن غالبية المدارس تعاني نقصا كبيرا في التجهيزات ومقاعد الجلوس والقاعات الدراسية، على الرغم من اعتماد الدوام الثنائي والثلاثي في المدرسة الواحدة”.

وأشار الفراجي إلى أن “هذه الصورة رسالة إلى أحزاب السلطة المتسابقة على الفوز بالحكم، والتي هدمت البلاد ولم تعمرها”، مؤكدا أن “مسؤولية هذا الانهيار في المؤسسة التعليمية لا تتحمله الحكومة الحالية فقط، إنما الحكومات المتعاقبة بعد 2003، التي اكتفت بالفساد، ولم تعمر او تطور او تستحدث مباني مدرسية جديدة، برغم الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد”.

نحتاج 8 آلاف مدرسة

وكانت وزارة التربية قد كشفت في تصريحات صحفية، عن حاجة العراق لآلاف المدارس من أجل سد النقص وحل مشكلة اكتظاظ التلاميذ والطلبة.

وقال مدير الأبنية المدرسية في الوزارة، محمد عبد الكريم، في تصريح لقناة “العراقية” الاخبارية الرسمية، ان “العراق يحتاج في الوقت الحالي إلى 8 آلاف مدرسة لسدّ النقص ومعالجة أزمة الاكتظاظ، وبمعدل ألف مدرسة سنوياً”، مبيناً أن “العراق سيحتاج إلى 15 ألف مدرسة بعد 5 سنوات”.

وأضاف قائلا، أنه “تم تقديم خطة لبناء 3 آلاف مدرسة، لكن بناء المدارس يحتاج إلى تخصيصات مالية وقطع أراض وتعاون من قبل بعض الوزارات”، لافتاً إلى أن “المدارس الكرفانية يبلغ عددها ألف مدرسة في عموم العراق”.

وأكد عبد الكريم، أنه “صدر تعميم بمنع استحداث أي مدرسة كرفانية في البلد”.

*************

أول مرة في العراق.. 5 آلاف دينار مقابل عبور جسر في بيجي!

بيجي – وكالات

انتشر الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يكشف فيه مواطنون من محافظة صلاح الدين، عن إرغام كل مركبة تعبر الجسر الرابط بين قضاء بيجي وناحية الفتحة شمالي المحافظة، بدفع مبلغ 5 آلاف دينار، سواء ذهابا أم إيابا.

وأثار المقطع سخط العديد من المدونين والناشطين، نظراً لعدم وجود مثل هذا النوع من الجباية في العراق، وهو ما من شأنه إلقاء المزيد من الأعباء المالية على المواطنين، خاصة شريحة ذوي الدخل المحدود، بمجرد استخدام الطرق العامة التي من المفروض أنها مملوكة للدولة.

ويضطر صاحب المركبة دفع مبلغ 10 آلاف دينار، مقابل عبور الجسر ذهابا وإيابا.

ووفق التعليق المرفق مع المقطع المصور، فإن الجسر الأساسي لا يزال مدمرا منذ أيام داعش. لذلك قام أحد المستثمرين بإنشاء جسر على حسابه الخاص، مقابل جباية مبالغ مالية من كل مركبة تعبره.

وتعليقاً على الموضوع، قال قائم مقام بيجي، محمد الجبوري، ان "الجسر أنجز قبل شهور من قبل أحد المستثمرين، وبعلم المحافظة والقائم مقامية، إلا إن المستثمر تجاوز القانون والتعليمات التي وضعت بعد انجاز الجسر وافتتاحه أمام المواطنين"، موضحا أن "الحكومة المحلية قررت إن تكون جباية عبور السيارة 1500 دينار، إلا إن المستثمر تجاوز التعليمات والقانون، وقام بجباية 5 آلاف دينار عن كل سيارة".

وأشار إلى أن "القائم مقامية كانت قد حذرت المستثمر والقائمين على الجسر، وقامت بإغلاق الجسر أكثر من مرة بسبب تجاوزهم على القانون والتسعيرة المحددة"، مؤكدا أنه "رفعنا أخيرا كتابا إلى المحافظة، نطالب فيه بإحالة المستثمر والقائمين على الجسر إلى القضاء لمحاسبتهم على مخالفة القانون".

************

في ظل التقصير الحكومي.. العراقيون يواصلون إغاثة أبناء شعبهم النازحين 

متابعة – طريق الشعب

تتواصل حملات الإغاثة التي أطلقها أخيرا ناشطون وحقوقيون عراقيون، لمساعدة عشرات آلاف الأسر النازحة في المخيمات شمالي وغربي البلاد، بعد أن غمرت الأمطار والثلوج الأخيرة خيماتهم، وتسببت في وفاة عدد منهم.

وتضمّنت الحملات جمع بطانيات وملابس شتائية ووقود ومدافئ وأدوية، للعائلات النازحة المنكوبة. فيما قامت ناشطات بتوفير احتياجات أساسية للأطفال والنساء.

وفي حديث صحفي، يذكر ناشطون إنّ “المساهمة في الحملات لم تقتصر على أبناء مناطق معيّنة، فحتى المحافظات الجنوبية كانت لها مساهمة واضحة، في صورة مبهجة تعبر عن التلاحم الاجتماعي بين العراقيين”.

وشاركت مدن مثل الناصرية والبصرة والحلة في الحملات التي نقلت أطناناعدة من مواد المساعدة، إلى مدن أخرى، أبرزها بغداد والأنبار وديالى وصلاح الدين. إذ تمّ إيصال المساعدات إلى مخيمات تقطن فيها آلاف العائلات، منها مخيمات بزيبز جنوب شرقي الفلوجة، ومخيمات آشتي والجدعة في السليمانية والموصل، ومخيمات دهوك شمالي البلاد.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر عملية جمع المساعدات في مدينة الناصرية، ومثلها في البصرة.

من جانبه، يقول الناشط المدني فراس عباس، من بغداد، إنهم تمكّنوا من جمع بطانيات جديدة وأخرى مستعملة وملابس جديدة ووقود ومدافئ، نُقلت إلى مخيمات غربي بغداد التي يتواجد فيها آلاف النازحين، مضيفا في حديث صحفي أن “الحملات لم تتبنّها أي جهة، بل انها انطلقت من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعلت معها فرق شبابية مختلفة وحققت نجاحاً كبيرا”.

ويوضح عباس أنّ “المساعدات التي وصلت إلى المخيمات كانت أسرع من تلك التي وعدت بها الحكومة!”.

إلى ذلك، يقول عضو “منظمة الموصل” الإغاثية، محمد الحمداني، ان “التكاتف الشعبي العراقي يظهر دوماً في أوقات الحاجة، والحملات التي شهدتها البلاد اليومين الماضيين، تعبّر عن رفض العراقيين استمرار أزمة النزوح الداخلي، وتؤكّد أنّ الأحزاب المتنفذة والقوى الفاعلة هي من تقف خلفها”، مبينا أنه “تم إيصال وجبات غذائية ضمن المساعدات الإنسانية، من قبل ناشطين ومتبرّعين، قبل أن يصل أي شيء وعدت به الحكومة ووزارة الهجرة!”.

*************

لتر البنزين بـ 900 دينار.. أزمة وقود حادة في السليمانية

السليمانية – بسمة لطيف

تشهد محافظة السليمانية حاليا ارتفاعا ملحوظا في اسعار وقود السيارات والنفط الابيض والغاز السائل، في ظل انخفاض حاد في درجات الحرارة وموجة البرد القارس التي تضرب البلاد، ما اضطر المواطنين إلى الوقوف في طوابير طويلة امام محطات الوقود.

وبحسب مراسلة "طريق الشعب" في السليمانية، فإن "المحافظة تشهد أزمة خانقة تتمثل في شح الوقود وارتفاع أسعاره. إذ بلغ سعر اللتر الواحد من البنزين العادي 900 دينار. بينما وصل سعر لتر النفط الأبيض الى ٧٥٠ دينارا".

وأضافت ان "الاهالي يعانون قلة توفر الغاز السائل. وصاروا يقفون طوابير طويلة امام محطات التعبئة لعلهم يحصلون على أسطوانة واحدة"، مشيرة إلى أن "سعر قنينة الغاز في أسواق السليمانية وصل إلى 25 ألف دينار".

وفي السياق، اكد الخبير الاقتصادي كريم الحلو، ان ازمة الوقود في مدن إقليم كردستان أثرت على أوضاع المواطنين الاقتصادية، مستغربا في تصريح لـ "طريق الشعب"، من "وجود هذه الأزمة رغم القرب الجغرافي بين مدن الإقليم ومحافظة كركوك التي تتوفر فيها مصاف متخصصة في تصفية الوقود ومشتقاته".

وأضاف قائلا، أن "هناك اسبابا عديدة لتلكؤ المنظومة النفطية في المناطق الشمالية، منها المقصد السياسي المصطنع من قبل احزاب متنفذة تحاول فرض ازمات لتمرير اجنداتها"، مؤكدا أن "هناك استبيانا قريبا عن اسباب الازمات في الاقليم عند تشكيل الحكومة، لمعرفة فيما إذا كانت تلك الأزمات مفروضة فعلا أم مفتعلة من قبل جهات معينة".

والحديث يطول عن الحال المزري الذي يعيشه اليوم مواطنون كرد وعرب من سكان السليمانية.

وبهذا الصدد تقول النازحة نورا الهيتي: "اننا نعيش وسط أزمة وقود أثرت على الكثير من جوانب الحياة. ويبدو أن هذه المعاناة هي استكمال وتتمة لمعاناتنا كلاجئين إلى السليمانية منذ سنوات"، مضيفة في حديث لـ "طريق الشعب": "مضى عليّ يومان وأنا أقف في هذا البرد القارس للحصول على أسطوانة غاز، والمفاجئة أن سعر الأسطوانة الواحدة بات ضعف التسعيرة الرسمية. إذ تجاوز الـ 20 الف دينار".

**************

طوز خورماتو.. مطالبات بإنشاء جسر يربط بين 5 وحدات إدارية

طوز خورماتو – وكالات

طالب قضاء طوز خورماتو شرقي محافظة صلاح الدين، وزارة الاعمار والبلديات بإنشاء جسر حيوي جديد يربط بين خمس وحدات إدارية تابعة للمحافظة ومحافظة كركوك، بعد أن تعرض الجسر السابق إلى التدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي.

وقال قائم مقام القضاء، حسن زين العابدين، ان ادارته طالبت محافظ صلاح الدين بالضغط على وزارة الاعمار والبلديات من أجل إعادة نصب جسر جديدي بديل عن “جسر الزركة”، الذي يربط تكريت بأربع وحدات إدارية، هي: الطوز وآمرلي وسليمان بيك في صلاح الدين، وداقوق في كركوك، مشيرا في حديث صحفي إلى أن هذا الجسر يعتبر طريقا بديلا لطريق تكريت – كركوك.

وأضاف قائلا، ان “جسر الزركة” تعرض للتدمير على يد عناصر داعش واثناء معارك التحرير، وتم اجراء كشوفات هندسية متعددة لإعادة اعماره “إلا أن الإعمار سيتسبب في هدر المال العام، كون الجسر يحتوي على مشكلات فنية وهندسية، وفقا لتقارير لجان الكشف المتخصصة”.

واوضح زين العابدين، ان “سد العظيم قريب من الجسر، ويرتفع عنه بمقدار 5 أمتار. لذلك حينما ترتفع مياه السد يغمر الجسر بالمياه ويخرج عن العمل”، مؤكدا أن “الحل الوحيد هو نصب جسر جديد بمواصفات فنية صحيحة، يلبي الحاجة ويخدم الوحدات الإدارية”.

وفجر تنظيم داعش الإرهابي عام 2015، جزء من “جسر الزركة”، بعد تفخيخه بعبوات ناسفة تزامنا مع انطلاق عملية عسكرية كبرى لتطهير محافظة صلاح الدين من عناصره.

**************

مواساة

* بمزيد من الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عائلة الفقيد موسى النجار بوفاة نجله الشخصية الوطنية جعفر موسى جعفر النجار، الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض.

والراحل ولد في اسرة شيوعية مناضلة. إذ إن والده كان ضمن النواة الاولى للحزب في الحلة، وسجن وطورد منذ العهد الملكي حتى رحيله، فيما انغمر أبناؤه في العمل النضالي في صفوف الحزب، واعتقلوا وتغربوا في المنافي.

للفقيد الذكر الطيب ولأشقائه وعائلته خالص العزاء.

* تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ابو الخصيب، الرفيق المناضل حبيب العيداني (ابو نبيل). كان الفقيد لصيقا بحزبه حتى آخر لحظة من حياته. له الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الصبر والسلوان.

* بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الرفيق داخل ناصر العبادي، الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض.

وكان الفقيد صحفيا رياضيا، وعمل في صحافة الحزب.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

 كما تنعى اللجنة المحلية الشخصية الوطنية، وأحد كوادرها القدامى، طالب مدلول الوائلي (ابو مشتاق).

 له الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

وتنعى أيضا الشخصية الوطنية محمد لايذ صفر العموري، الذي توفي بعد صراع مع المرض.

 للفقيد الذكر العطر ولعائلته خالص العزاء.

 * تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الاولى، الرفيق احمد كاظم خليل (ابو رند)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

 الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

*************

الصفحة السادسة

هل يعتبر الربط الكهربائي مع الخليج حلا للمشكلة؟.. حلول ترقيعية وتدوير للسياسات الخاطئة يفاقم الازمة

بغداد ــ علي شغاتي

يعاني العراقيون منذ أكثر من ثلاثة عقود من تردي خدمة تجهيز الكهرباء، التي تفاقمت أزمتها منذ الاحتلال الأمريكي للبلاد، حيث تراجعت ساعات التجهيز في أحسن الأحوال إلى 12 ساعة يوميا، مع انهيار مستمر لمنظومة الكهرباء في أوقات الذروة الصيفية والشتوية.

تراجع مريع

وينتج العراق قرابة 19 الف ميكا واط، فيما تبلغ الحاجة الفعلية لتزويد المنازل والمؤسسات الحكومية بالطاقة الكهربائية حوالي 32 الف ميكا واط. وتعتمد المحطات العراقية على الغاز المستورد من إيران، والذي تراجعت امداداته خلال الفترة الماضية، مما سبّب تراجعاً كبيراً في ساعات تجهيز الكهرباء، إلى الحد الذي باتت معه المنظومة على شفا الانهيار نتيجة لنقص الوقود، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى البحث عن حلول، قد توفر بديلاً مناسباً للغاز الإيراني المستورد.

الربط الكهربائي مع الخليج

ويبدو ان الحكومة عازمة على الإنتهاء من موضوع الربط الكهربائي مع دول الخليج، حيث بحث الأمين العام لمجلس الوزراء، المنسق الوطني للمجلس التنسيقي (العراقي – السعودي) حميد نعيم الغزي، يوم الأربعاء الماضي، مع وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، في العاصمة السعودية الرياض، ملف الطاقة والكهرباء المشترك بين جمهورية العراق والمملكة العربية السعودية. وذكر بيان للأمانة العامة لمجلس الوزراء، طالعته “طريق الشعب”، أنه “جرت قبل هذا اللقاء، مراسيم توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بالربط الكهربائي مع السعودية، وآلية تفعيلها وتقديم كافة التسهيلات من قبل وزارة الكهرباء العراقية”.

وأكد الأمين العام لمجلس الوزراء على “اهتمام رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بهذا الملف الحيوي، ووجّه بتقديم كافة التسهيلات للجانب السعودي، والتشديد على أهمية الإسراع بملف الربط الكهربائي، الذي سيسهم في زيادة الطاقة في العراق، وضرورة أخذ الموضوع بعين الاهتمام من قبل الجانب السعودي”، داعياً إلى “إيجاد حلول سريعة لتحسين مستوى إنتاج الطاقة في العراق خلال موسم الصيف المقبل”.

ودعا الغزي، وزارة الطاقة السعودية، لـ “إرسال وفد فني إلى بغداد الأسبوع الحالي، من أجل وضع اللمسات النهائية لآليات الشروع بمشروع الربط الكهربائي، وعقد ورش عمل مع الجانب العراقي، إضافة إلى الوقوف على تفاصيل التوقيتات الزمنية ومناقشة بنود المذكرة الموقعة بين الطرفين”.

هذا وكان الجانبان قد ناقشا أيضاً، “مشاريع تطوير حقل عكاز لإنتاج الغاز الطبيعي ونبراس الشرق للبتروكيمياويات وإنشاء محطة للطاقة الشمسية، إضافة إلى مشاريع المدن الصناعية”. وعبر وزير الطاقة السعودي، عن “رغبة الحكومة السعودية وجديتها في تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، والسعي لزيادة حجم التبادلات التجارية والاقتصادية”، مبدياً “استعداد وزارة الطاقة، للوقوف على حل جزء من أزمة الكهرباء في العراق خلال فصل الصيف المقبل”.

محاولة يائسة

ويعتبر خبراء في مجال الطاقة ان موضوع ربط منظومة العراق الكهربائية مع دول الجوار محاولة يائسة لمعالجة الموضوع، داعين إلى إيجاد سبل كفيلة لتوفير الغاز الطبيعي بدل حرقه يوميا في حقول النفط العراقية، وتوفير الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، ومكافحة الفساد الذي لعب دور رئيسيا في هدر الأموال المصروفة على هذا القطاع الحيوي منذ عام 2003.

وأشار المهندس الاستشاري ضياء لعيبي في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى ان “ربط العراق مع دول الجوار لن يحل الازمة القائمة لأن المشروع بحاجة إلى حوالي 18 شهرا للانتهاء منه ولن يضيف على المنظومة الوطنية سوى 500 ميكا واط في حين ان الحاجة الفعلية للطاقة في العراق تقترب من 32 ألف ميكا واط”، مبينا ان “الحكومة تحاول التخلص من مشكلة احتكار توريد الغاز والكهرباء من قبل إيران، عبر تنويع مصادر الاستيراد، وهذا الامر جيد في حال عدم إمكانية توفير الكهرباء محليا”.

وبيّن لعيبي ان “العراق يستطيع معالجة الأمر في حال توفر الإرادة السياسية لمعالجة المشكلة”، معتبرا ان “أساس المشكلة هي رغبة الفاعل السياسي المتنفذ في بقاء العراق رهينة للمواقف السياسية الإقليمية وصراع المحاور الذي دفع ثمنه العراقيون غاليا منذ احتلال البلاد”.

ودعا المهندس، “وزارتي الكهرباء والنفط إلى الاستفادة من الغاز المصاحب واستخراجه بدل حرقه يوميا، بغية الكف عن استيراد الغاز”، مشددا على “ضرورة التعاقد مع شركات عالمية لبناء محطات توليد للكهرباء في البلاد، تعمل بالوقود المتوفر محليا لتجاوز الازمة”.

ازمة الفساد

بدوره، نوه الباحث في مجال الطاقة فؤاد جاسم إلى ان مشكلة توفير الكهرباء في البلاد مرتبطة بشكل أساسي بملف الفساد، مؤكدا عدم إمكانية توفير ساعات تجهيز مرضية للمواطنين في ظل انتشار الفساد والاعتماد على نفس السياسات الفاشلة طيلة السنوات الماضية.

وذكر جاسم لـ”طريق الشعب”، ان “العراق أهدر حوالي 60 مليار دولار على هذا الملف منذ عام 2004 دون تحقيق نتيجة تذكر”، مشيرا إلى ان “الفساد لعب دورا كبيراً في تفاقم المشكلة نتيجة لعدم محاسبة المسؤولين الفاسدين على استيراد محطات تعمل بالغاز في ظل عدم توفره محليا، في الوقت الذي كان بإمكانه استيراد محطات تعمل بالوقود المتوفر”.

وأضاف جاسم ان “الحكومة الحالية تحاول معالجة المشكلة عبر اللجوء إلى نفس الأساليب السابقة وهذا الامر لا يقدم حلولا جذرية بل هو محاولة لتدويرها”، مبينا ان “هناك ارادات تعمل على بقاء البلد اسيرا للطاقة من اجل تمرير اجندات سياسية يذهب ضحيتها المواطن البسيط”.

وتابع ان “القائمين على ملف الطاقة في البلاد عليهم الالتفات إلى مصادر الطاقة البديلة والاستفادة من الطفرة التكنولوجية في هذا المجال واستخدام طرق بديلة مثل الطاقة النظيفة والالواح الشمسية”، متسائلا “اين وصلت مباحثات الحكومة لبناء 8 مفاعلات نووية لإنتاج 11 ألف ميغا واط من الطاقة الكهربائية؟”.

وأشار إلى ان “معالجة ملف الكهرباء في البلاد بحاجة إلى صانع قرار وطني يعمل على تنفيذ مشاريع استراتيجية دون الرضوخ إلى ارادات محلية وإقليمية، مع انتاج سياسة توزيع عادلة وأتمتت جباية الكهرباء، مع شيوع ظاهرة ترشيد الكهرباء من اجل حل الازمة”، مؤكدا ان “كل الحلول المطروحة حاليا هي حلول ترقيعية لا ترتقي إلى مستوى الازمة”.

**************

وقفة اقتصادية.. حريق الأسعار يقوض آمال العراقيين

ابراهيم المشهداني

يتابع العراقيون باهتمام بالغ مشوب بالحذر الارتفاع المتنامي في أسعار البترول الذي يكاد يكون المصدر الوحيد في ايرادات الموازنات السنوية والذي يشكل أكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي على أن يكون بوابة أمل في رفع المستوى المعيشي للمواطنين العراقيين الآخذ في الانحدار سنة بعد أخرى بما يحقق لهم الأمن الغذائي وتغطية كافة متطلبات الحياة الاساسية.

إن الإشكالية التي يواجهها العراقيون في حياتهم اليومية صعوبة الحصول على شروط الحياة المعيشية وفي مقدمتها بضائع الاستهلاك اليومي الكفيلة بإدامة حياتهم وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت بشل خطير وبنسب تزيد عن نسبة انخفاض قيمة الدينار العراقي وهو الخطوة الأبلغ ضررا اقدمت عليها الحكومة العراقية وبررت ذلك في حينه بتوفير الكتلة النقدية الضامنة لتسديد رواتب الموظفين ودعم النمو الاقتصادي عبر تنشيط حوافز المنافسة في قطاع الانتاج.

ومهما كانت التطمينات الحكومية بشأن تداعيات خفض قيمة العملة بذريعة عدم تأثيرها السلبي على الطبقات التي تعتمد على استهلاك السلع المحلية إلا أن أحدا لم يقتنع بهذه الحجج لأن الطبقات المعدمة وحتى متوسطة الدخل كانت غارقة في أسوأ ازمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.

إن ارتفاع  الاسعار غطى في شموليته ليس فقط قطاع الاستهلاك اليومي وانما شمل  قطاع الخدمات وقطاع السكن وقطاع الادوية وقطاع الاستيراد، فعلى سبيل المثال أن وزارة التخطيط قد اشارت  إلى ارتفاع التضخم بنسبة 8،5 في المائة،  كما ذكرت مصادر أخرى أن هذه النسبة قد ارتفعت في العديد من المحافظات، فعلى سبيل المثال ان{مؤسسة عراق المستقبل} وهي منظمة اقتصادية غير ربحية قد اوضحت في بيانات إحصائية أن مدينة بغداد احتلت النسبة الأكبر في ارتفاع التضخم اذ بلغت نسبة تضخم الأسعار فيها  25 بالمائة مقارنة مع أسعار سنة القياس وهي سنة 2012 تليها محافظة المثنى التي بلغ نسبة التضخم فيها 16        بالمائة ثم محافظتا كركوك والانبار بنسبة تضخم بلغت  15.3 بالمائة”. وأشارت إلى “ارتفاع أسعار خدمات الماء والكهرباء في العاصمة بغداد بنسبة 80 بالمائة بينما ارتفعت اسعار الخدمات الطبية والصحية بمقدار 65 بالمائة أما خدمات التعليم فارتفعت بمقدار 72 بالمائة وارتفعت أسعار الإيجارات في محافظة بغداد بنسبة       26.5 بالمائة.

ومن جهة ثانية فعلى صعيد الخدمات الطبية فإنها اخذت تتضاءل بشكل حاد في المستشفيات الحكومية التي اعتاد المواطن العراقي ولعقود من الزمن وفي مختلف المراحل على نيل هذه الخدمات بالمجان لكنه صدم منذ سنوات بضآلة هذه الخدمات وتحولها من خدمة إلى سلعة مما اضطر وهو يكابد اوجاعه لمراجعة المستشفيات الخاصة التي على الرغم من توفر الاجهزة فيها إلا أن أجور خدماتها تضطره إلى بيع ممتلكاته رضوخا لسلطانها.

ولمنع المزيد من التداعيات الاجتماعية الخطيرة فان الحكومة مطالبة بمراجعة السياسات السعرية المتبعة، من منطلق تحقيق العدالة الاجتماعية، واتخاذ التدابير الضرورية للحد من مخاطرها ونرى في هذه المجال اتباع اجراءات عاجلة ونذكر منها:

  1. اتخاذ اجراءات حاسمة وتقديم الدعم لتمكين قطاعات الانتاج الحقيقي في تنشيط حركتها عبر الموازنات السنوية وما يطمئن المستثمرين المحليين والأجانب لتنشيط دور هذه القطاعات بهدف توفير السلع الاساسية التي يحتاجها المواطنون وتقليل استيراد البضائع المماثلة.
  2. استخدام الادوات الضرورية لغرض السيطرة على الأسعار عبر تدخل الدولة لضبط حركة الاسعار والحد من غلوائها وتحسين الخدمات الحكومية خاصة في مجال الصحة والتعليم سيما التعليم الاهلي بكل مراحله الذي قطع اللجام وانطلق على هواه.
  3. وضع استراتيجية مركزية للرقابة التجارية وتفعيل دور وزارة التجارة في هذا المجال، يتسم بالشمولية والوضوح والعمل الجاد على بناء جهاز رقابي كفوء يمتلك كافة ادوات الرقابة من أجل توفير التقارير الضرورية الشهرية والسنوية التي توفر البيانات الدقيقة عن هيكلية الاسعار ومستوياتها، للدوائر المعنية بوضع السياسات السعرية وحركة الاسعار في السوق لتحقيق الاستقرار.

*************

سببها الورقة البيضاء.. خبراء: اجراءات الحكومة فاقمت نسبة التضخم

بغداد ـ عبدالله لطيف

اعلنت وزارة التخطيط، أخيرا، عن ارتفاع معدل التضخم الشهري والسنوي في العراق، بنسبة بلغت 5.3 في المائة، على أثر متابعة 333 سلعة وخدمة، غير ان مستشارا حكوميا عدّ هذا الارتفاع “معقولا” بالمقارنة مع انخفاض قيمة الدينار العراقي امام الدولا،ر والتي بلغت 23 في المائة.

وذكرت الوزارة في بيان تابعته “طريق الشعب”، ان “معدل التضخم لشهر كانون الاول الماضي ارتفع بنسبة 0.3 في المائة، مقارنة بشهر تشرين الثاني الذي سبقه”، مبينا ان “معدل التضخم السنوي لشهر كانون الاول لسنة 2021 بالمقارنة بالفترة نفسها، من العام الماضي 2020، شهد ارتفاعا بنسبة بلغت 5.3 في المائة”.

واضافت ان “الجهاز المركزي للإحصاء، ومن خلال قسم الأرقام القياسية، يقوم بإعداد تقرير لأسعار المستهلك شهريا، بحيث يتم الرصد الميداني لمتغيرات الأسعار، لأكثر من 333 سلعة وخدمة في جميع المحافظات، تمثل 88 في المائة من حجم الإنفاق الكلي للأسرة العراقية على السلع والخدمات”.

واشارت الى ان “المجاميع السلعية التي كانت الأكثر ارتفاعا في الاسعار الشهرية لشهر كانون الاول عن تشرين الثاني من العام 2021 تمثلت في قسم السكن الذي سجل ارتفاعا قدره 0.6 في المائة، واسعار إمدادات المياه والكهرباء بنسبة 3.4 في المائة، ومجموعة الوقود بنسبة     0.5 في المائة ومجموعة الايجارات بنسبة 0.2 في المائة. كما سجل قسم التعليم ارتفاعا بنسبة 4.3 في المائة جراء بدء التسجيل في الجامعات الأهلية ودفع رسومها ورسوم الدراسة الاعدادية”.

ولفتت الى ان “قسم السلع والخدمات المتنوعة سجل ارتفاعا بلغ 0.4 في المائة، في معدل التغيير الشهري”.

ارتفاع معقول

من جهته، قال المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، أن “التضخم الحالي لا يشكل ارتفاعاً كبيراً، برغم انه ملموس، وتأثيره على القطاع العام يعتبر قليلاً”.

وأضاف صالح في تصريح خصّ به “طريق الشعب”، أن “هناك ارتفاعات سعرية جاءت لتعزيز النظام السعري لكنها ما تزال معقولة، رغم انها تؤثر على محدودي الدخل، وهذا يفترض ان يعالج من قبل البطاقة التموينية والرعاية الاجتماعية”.

ويرى المستشار، أن “التضخم بنسبة 5.3 في المائة ـ في ظل تراجع العملة المحلية امام الدولار بنسبة 23 في المائة ـ يعّد معقولاً جداً”، مشيراً إلى أن “هناك سيطرة سعرية جيدة”.

وأوضح أن “الخدمات الحكومية لم ترتفع أسعارها، وهذا التضخم لم يؤثر على ايجارات العقارات لأنها بالأساس مرتفعة، ولا تتحمل ارتفاعاً اكبر، بالإضافة إلى أن العقود الوزارية لم تتغير، وهي شبه ثابتة”.

وأشار إلى أن “تخفيض سعر الدينار امام الدولار بنسبة 23 في المائة، لم يترجم الى تضخم، لأن العراق ما زال يستورد 50 في المائة من مستلزماته الاستهلاكية الضرورية من دول تعاني عملاتها التدهور وهي تركيا وايران وسوريا”، موضحاً أن “انخفاض عملات هذه البلدان كان اكثر من انخفاض العملة العراقية امام الدولار، وبالتالي بقيت سلعهم ارخص وبقي الدينار العراقي متفوقاً على عملاتهم”. ولا يستبعد صالح “تدخل البنك المركزي من خلال سياسات تسمى المثبت الاسمي للأسعار في حال استمر هذا التضخم في الارتفاع ووصل الى 10 في المائة”.

اسباب التضخم

ورهن  الخبير الاقتصادي احمد خضير، في تصريح خاص لـ”طريق الشعب”، ارتفاع مستوى التضخم بسببين، هما “مبادرة البنك المركزي التي ضخت 30 ترليون دينار للسوق المحلي، بالإضافة الى رفع سعر صرف الدولار”.

واشار الى أن “ارتفاع مستوى التضخم أثبت فشل الإجراءات الحكومية التي اتخذت في العامين الأخيرين لمواجهة الازمة الاقتصادية، ومنها الورقة البيضاء ومبادرة البنك المركزي لضخ الأموال في السوق المحلية”.

وأكد أن “ارتفاع معدلات التضخم يعطي مؤشراً حقيقياً على ان معدلات الفقر والبطالة هي الأخرى في ارتفاع منذ قرار الحكومة برفع سعر الصرف”.

وأضاف الخبير أن “الخطط الحكومية والورقة البيضاء التي قالت عنها الحكومة بأنها ستنقذ العراق من الازمة الاقتصادية، ظهر فشلها الكبير لأنها جاءت بوصفات دولية جاهزة  من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهذه الوصفات غير خاضعة لدراسة محلية لتحديد احتياجات الاقتصاد العراقي”.

وتابع خضير أن “الحكومة تعتقد ان حل ازمة الاقتصاد في البلاد يكمن في  تأمين رواتب الموظفين واستمراريتها في مواعيدها. أما عن الخطط التنموية - الاقتصادية والتجارية والزراعية والصناعية فلا وجود لها”.

وأشار إلى أن “معدل النقد المالي الموجود في السوق المحلي قارب 96 ترليون دينار، بعد ان ضخ البنك المركزي أموالاً للسوق المحلية، في حين أن ما موجود منه في المصارف لا يشكل سوى 17 في المائة، وأن اغلب هذه الأموال هي في حوزة المواطنين والنتيجة هذا التضخم الموجود حالياَ”.

ودعا خضير الحكومة والبرلمان إلى “مراجعة الورقة البيضاء وما افرزته من سياسات تجاه الفقراء والكادحين”.

***********

الصفحة السابعة

 

في انتخابات الأقاليم الفنلندية.. تراجع كبير لليمين المتطرف وقوى الوسط تتصدر المشهد

هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز

 

صوّت الفنلنديون الاحد الماضي23/ 1/ 2022، على اختيار مندوبيهم، في اول انتخابات إقليمية تجرى في البلاد، ارتباطا بسياسة الدولة في إصلاح الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية في فنلندا، المعروفة في وسائل الاعلام بالاسم المختصر Sote.

قسمت عملية الإصلاح البلاد الى 21 اقليما، يتولى تطوير مسؤولية الرفاهية للسكان، في تنظيم الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والطوارئ، والتي تغطي الدولة بأكملها إضافة إلى جانب العاصمة هلسنكي وجزر أولاند المتمتعة بالحكم الذاتي، حيث يتولى برلمان أولاند هذه الصلاحيات، وكذلك يفعل مجلس مدينة هلسنكي الشيء نفسه بالنسبة للعاصمة. وحظي نظام الإصلاح الإداري الجديد، بنسخته الحالية، بدعم من قوى اليسار والوسط بينما عرقلته وعارضته طويلا أحزاب اليمين التقليدي والمتطرف، التي ارادت دورا أكبر للقطاع الخاص في قطاع الخدمات الصحية، ولطالما طرح للنقاش والتصويت في ظل عدة وزارات ومجالس برلمانية سابقة ولم يكتب له النجاح بنسخته السابقة، بل وتسبب في سقوط واستقالة حكومة اليمين عام 2019، حتى مجيء حكومة اليسار ـ الوسط على أثرها فنجحت بإقراره وتمريره في حزيران 2021. ووفقا لبرنامج الإصلاح الحالي بدلا من ان تكون الصلاحيات موزعة سابقا على 310 من مجالس البلديات، اختصرت الى 21 من مجالس الأقاليم على أمل تحقيق توفير في الانفاق العام والتسريع في تبسيط الإجراءات. يذكر ان هيئة الإحصاء الفنلندية قدرت أنه بحلول عام 2030، سيكون حوالي 26 في المائة من السكان أكبر من 65 عامًا، مقارنة بأقل من 20 في المائة وفقا لإحصاءات 2017، ومع حاجة استخدام كبار السن لمزيد من خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، ستصبح الحاجة للإصلاح ضرورية. وحيث سيتم نقل مسؤولية تنظيم الخدمات الصحية والاجتماعية والطوارئ من البلديات إلى مقاطعات خدمات الرفاهية، فأن البلديات ستظل مسؤولة عن تعزيز صحة ورفاهية سكانها، والاهم في هذا كله ان القطاع العام سيظل هو المنظم والموفر الأساسي للخدمات. وايضا ستكمل الجهات الفاعلة في القطاع الخاص والقطاع الثالث (المختلط) خدمات الصحة العامة والخدمات الاجتماعية. وسيتم إنشاء خمسة مجالات تعاونية للرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لتأمين الخدمات المتخصصة، أيضا سيستمر السماح للناس باستخدام الخدمات الصحية والاجتماعية عبر الحدود الإقليمية.

وخاضت مختلف الاحزاب طيلة الشهور الماضية، حملات انتخابية حيوية، ورغم إجراءات المتعلقة بوباء كورونا، تجول قادة مختلف الاحزاب ومرشحي احزابهم في غالبية المدن الفنلندية، بينما شهدت وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حضورا كبيرا للمرشحين ومناصريهم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 47.5 في المائة، واعتبرت ضعيفة مقارنة بالانتخابات البلدية التي أقيمت في العام الماضي، حيث ان هذه اول انتخابات إقليمية، فلا يوجد رقم انتخابي سابق للمقارنة، وبهذا تكون قد سجلت انخفاضا بنسبة 55.1 في المائة.

 والمتابع لنتائج الانتخابات والحياة السياسية الفنلندية، ومقارنتها بنتائج الانتخابات البرلمانية، وانتخابات المجالس البلدية، سيرى بأن أكبر الخاسرين، كان حزب الفنلنديين الحقيقيين، اليميني المتطرف، حيث تراجع الى المرتبة الرابعة بنسبة 11,1 في المائة، على عكس استطلاعات الراي التي منحته المركز الثاني. وعزا قادة الحزب اليميني المتطرف نتائجهم المريعة الى الاقبال الضعيف للناخبين بسبب جائحة الكورونا. ورغم تصدر حزب الائتلاف الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) قائمة الفائزين بنسبة 21,5 في المائة من أصوات الناخبين. ويأتي بعده الحزب الديمقراطي الاجتماعي (وسط)، حزب رئيسة الوزراء الشابة سانا مارين (35 سنة)، بنسبة 19,3 في المائة،  الا أن نتائج أحزاب اليسار مجتمعة دفعت بأحد المراقبين لوصفها وكأنها عودة بآلة الزمن الى تلك السنوات التي كان الفاصل فيها كبيرا بين قوى اليسار واليمين، حيث تصدرت من جديد قوى ما يعرف بالأحمر ـ الاخضر الصدارة، ورغم ان محللين سياسيين يرون ان هذا لن يؤثر على السياسة الفنلندية على المستويات البعيدة، الا انه وفقا لمحللين اجتماعيين يعتقدون ان الامر هنا، لا يتعلق بالموقف من سياسة توزيع الدخل، بل تتعلق بالقيم الاجتماعية والثقافية.

وفي أول تعليق لها عن نتائج الانتخابات الإقليمية، قالت رئيسة الوزراء سانا مارين، ومعروف انها تقف على يسار حزبها في مواقفها، ان النتيجة تمثل (العودة الى تقدم الثلاثة الكبار، والعودة الى السياسة التقليدية الفنلندية، بعد عقد من هيمنة اليمين المتطرف على الشارع الفنلندي)، وهي تقصد تقدم حزبها وحزب الوسط واليمين التقليدي. ويذكر ان بعض التوقعات كانت تأمل ان يحظى حزب الوسط، بموقع متقدم في بعض الأقاليم، حيث يتمركز جمهوره وانصاره من المزارعين، الا نتائجه وضعته في المرتبة الثالثة بعد الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

واعربت زعيمة تحالف اليسار، لي أندرسون، عن سرورها بالنتائج، بالنظر إلى أن هلسنكي لم تشارك في الانتخابات، وفقا للإصلاحات الإدارية. ويذكر ان سكان فنلندا يبلغون 5,5 مليون نسمة، يقيم أكثر من مليون ونصف المليون منهم في العاصمة هلسنكي.

 

 

السودانيون يجددون احتجاجاتهم على سلطة العسكر

الخرطوم ـ وكالات

أطلقت قوات الأمن السودانية، أمس، الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين في الخرطوم المنددين بانقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول والمطالبين بإنهاء سيطرة العسكر الانقلابيين على السلطة. 

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على انقلاب قائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، لا تهدأ التعبئة في السودان على الرغم من القمع الذي أوقع 78 قتيلا بين المتظاهرين، وفق ما اعلنته لجنة أطباء السودان.

ولكن في وقت لاحق من يوم أمس، أكدت لجنة السودان المركزية، في بيان لها “استشهاد المتظاهر، محمد يوسف إسماعيل، 27 سنة إثر إصابته في الصدر إصابة لم يتم تحديد طبيعتها بعد من قبل قوات السلطة الانقلابية أثناء مليونية 30 يناير بمواكب الخرطوم”.

وذكرت مصادر صحفية، أن آلاف السودانيين خرجوا في مسيرات توجهت نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، للمطالبة بتنحية العسكريين عن السلطة وبحكم مدني ديمقراطي في البلاد.

وانتشر الجنود المسلحون بعد غلق الشوارع والجسور بالكتل الاسمنتية التي تسد مداخل القصر الرئاسي: مقر الجيش والسلطة في الخرطوم.

وفي ولاية الغضارف كما في ولايتي دنقلة وعطبرة هتف المتظاهرون: “العين بالعين” و”العسكر الى الثكنات”. 

وقالت السلطات، من جهتها، أنها تحقق وأنها “صادرت أسلحة” الجنود الذين يظهرون في مقاطع فيديو وهم يطلقون الرصاص من بنادقهم على المتظاهرين. ولكنها تؤكد عبر وسائل الاعلام الرسمية أنها لاتزال بحاجة الى شهادات من المتظاهرين.

وأكدت قوى الحرية والتغيير التي تقوم بدور رئيسي في التعبئة الراهنة، كما لعبت دورا مركزيا أثناء الانتفاضة على البشير قائلة: “لن نترك الشوارع قبل سقوط نظام الانقلابيين واقامة دولة ديمقراطية ومحاكمة المجرمين الذين هاجموا الشعب”.

 

 

عودة الوفود لاجراء مشاورات بعد تعليق المفاوضات النووية في فيينا

فيينا ـ وكالات

أعلن مفاوضو الثلاثي الأوروبي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في شأن المحادثات النووية الإيرانية أن الأمر أصبح يتطلب الآن إسهامات سياسية.

وجاء في بيان صادر عن الدول الثلاث، أن “كانون الثاني كان المدة الأكثر كثافة في هذه المحادثات حتى الآن”.

وقال البيان “الجميع يعلمون أننا في طريقنا للمرحلة النهائية، التي تتطلب قرارات سياسية. بالتالي فإن المفاوضين عائدون إلى العواصم للتشاور”.

وكتب الدبلوماسي إنريكي مورا على “تويتر”، “يعود المشاركون إلى عواصمهم لإجراء مشاورات وتلقي تعليمات تمهيداً للعودة الأسبوع المقبل. لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن.”

من جهتها، اعتبرت الرئاسة الفرنسية، أن مفاوضات فيينا صعبة لكن هناك بعض المؤشرات على أنها قد تفضي إلى نتيجة.

وأوضح قصر الإليزيه أن “المفاوضات تبقى صعبة لأنه يجب توضيح مسألة الضمانات (الأمريكية برفع العقوبات)، وتوضيح كذلك سبل إعادة فرض الرقابة على البرنامج النووي الإيراني”، مشيراً إلى أنه “تم بحث المسألة خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين”.

واردف الإليزيه “على الرغم من ذلك فإن بعض المؤشرات تشير الى أن المفاوضات يمكن أن تفضي إلى نتيجة”، مضيفا أنه “ما زال ينبغي توضيح كل هذه النقاط والحصول على التزامات من الطرفين.”

وكانت المفاوضات بدأت في نيسان الفائت، في فيينا واستؤنفت نهاية تشرين الثاني الماضي، بعد توقف استمر خمسة أشهر.

ونصّ الاتفاق النووي الذي وقع في عام 2015 بين إيران من جهة وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى على تخفيف كبير للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، مقابل الحد من برنامجها النووي.

لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق في عام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران، التي ردت بتخل تدريجي عن التزاماتها التي نص عليها الاتفاق.

وأعلنت إيران الاثنين الماضي، للمرة الأولى استعدادها للتفاوض مباشرةً مع واشنطن التي أبدت استعداداً مماثلاً.

 

 

على طريق منع حرب باردة جديدة.. الحوار بديلا عن التصعيد

متابعة – طريق الشعب

تتابع قوى السلام والتقدم في العالم مخاطر التصعيد في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان الناتو من جهة، وروسيا الاتحادية والصين وحلفائهم من جهة أخرى. وفي هذا السياق رفضت قوى اليسار العالمي التصعيد والتهديد بعسكرة الصراع وسيناريوهات حرب محتملة. وأكدت هذه القوى على ان تجربة العالم المعاصر تعلمنا ان الحرب لا يمكن ان تكون وسيلة لادارة الصراع السياسي. ودعت العديد من هذه القوى الى تفهم المخاوف الروسية المرتبطة بمحاولات بلدان الناتو تشديد الخناق على روسيا الاتحادية في مناطق «امنها القومي» بهدف فرض حقائق على الأرض، ترجح كفة الغرب في صراعات الهيمنة الجارية في العالم.

ومن جانب آخر، دعت هذه القوى كلا من روسيا والصين الى الابتعاد عن ردود الفعل ذات الطبيعة العسكرية، والتي يعكسها الانتشار العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا.

وبدلاً من التهديدات المتبادلة، فان العالم يحتاج إلى سياسة انفراج ذكية. وتنفيذ الاتفاقات المشتركة بين أطراف الصراع الرئيسية. وإذا كان الانفراج ممكناً خلال عقود الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق، والولايات المتحدة، فيفترض ان يكون اليوم أكثر إمكانية، لتحجيم البعد الأيديولوجي في الصراع الراهن. وبالتالي فان إعادة تنشيط الحوار والممارسات السياسية واقعي وممكن.

من الجيد التواصل المباشر الجاري بين الولايات المتحدة وروسيا. ومن الضروري ان يشمل هذا التواصل ممثلي البلدان المعنية في الأزمات كما هو الحال في أوكرانيا، فضلا عن دور نشط ومستقل للبلدان الأوربية، يقوم على عدم جعل السياسات الأمنية الأوربية أسيرة لحلف الناتو، لان التركيز على التحالف العسكري يعيق المسارات السياسية. وفي هذا السياق يمكن الإشارة الى إعادة جولات سباق التسلح، والمناورات الحربية، ورفع القدرة القتالية، وتوسيع حلف الناتو شرقاً.

ولوقف التصعيد الجاري حاليا في القارة العجوز، يمكن تفعيل الالتزام بأهداف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالإضافة الى انهاء أحلام الهيمنة، لطالما شكل سعي حلف الناتو لفرض هيمنته على البلدان الأخرى محور أساس في الصراع.

ان الاستجابة الى المطالبات الروسية بضمانات امنية فعلا لا قولا، كما يفعل الرئيس الأمريكي بايدن يمثل مدخلا للاتفاق على ممر أمني خالٍ من التواجد العسكري بين دول حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية وروسيا الاتحادية. وهذا من شأنه أن يأخذ بنظر الاعتبار المصالح الأمنية لأطراف الصراع.

 

 

رؤساء بلديات أمريكيون يدعون الى التعاون الطبي مع كوبا

رشيد غويلب

 

مع استمرار وباء كورونا، وتعدد اشكاله المتحورة، انبثقت في الولايات المتحدة شبكة عمل تدعو للتعاون الطبي مع كوبا، وخصوصا الاستفادة من كتائب ي هنري ريف (عسكري كوبي لعب دورا في الحركة التحررية في القرن التاسع عشر) الطبية وتجربتها في مكافحة الوباء.

 

وتدعو الشبكة إدارة الرئيس جو بايدن إلى رفع الحصار الاقتصادي والتجاري المستمر على كوبا، منذ 60 عامًا والذي منع، من بين أمور أخرى، الاستفادة من هذه الكتائب الطبية في مساعدة أطباء الولايات المتحدة. وقال جوني فورد، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤتمر رؤساء البلديات العالمي، وهو هيئة يقوم فيها قادة المجتمع في الداخل والخارج ببناء الثقة المتبادلة وخلق فرص تجارية واستثمارية: “التحدي الذي نواجهه هو أن الكثير من الناس يصابون ويموتون”.

وذكرت جريدة “الواشنطن انفورمر”، أن الشبكة عقدت اجتماعا افتراضيا في 20 كانون الأول 2021، لمناقشة هذا الملف، ارتباطا بالزيادة الحادة جدًا في الإصابات في جميع انحاء الولايات المتحدة، وارتفاع معدلات الراقدين في المستشفيات. وشارك في الاجتماع فورد، العمدة السابق لتوسكيجي / ألاباما، وزملاء آخرون، والسفير الكوبي لدى الولايات المتحدة، ليانيس توريس ريفيرا، نائب رئيس البعثة، أليخاندرو غارسيا، وسفير كوبا لدى الأمم المتحدة، يوري جالا لوبيز. وجرى استعراض ومناقشة تقارير حول جهود كوبا لاحتواء انتشار فايروس كورونا في كوبا المجاورة، على الرغم من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة. كما أشير إلى أن كوبا كانت قادرة على تطوير اللقاحات وتوزيعها في آن واحد على إيران ونيكاراغوا والمكسيك وفنزويلا.

وقال فورد بثقة: “يمكن لكوبا أن تقدم مساعدة هائلة لنا، ونريد أن نجد طريقة لتوظيف خبراتها وسنعمل على إقناع حكومتنا بالسماح لنا بذلك”.

لم يرد المتحدثون باسم البيت الأبيض بعد على استفسار “الواشنطن إنفورمر” عن مدى امكانية تفكير إدارة بايدن في الامتثال لطلب الشبكة.

وارتباطا بالمؤتمر العالمي القادم لرؤساء البلديات في إيتونفيل بولاية فلوريدا، وجهود عمدة نيوارك رأس بركة لإشراك رابطة رؤساء البلديات الأمريكيين من أصل أفريقي والمؤتمر الوطني لرؤساء البلديات السود، يتوقع فورد المزيد من الفرص للضغط على الحكومة بهذا الشأن.

************************************

الصفحة الثامنة

 

لم يعد الاصلاح ممكنا فلابد من التغيير الشامل!

 

ماجد لفته العبيدي

 

تعتبر وثيقة (قدما نحو التغيير الشامل) إحدى أهم الوثائق التي تناولها مندوبو المؤتمر الحادي عشر في نقاشاتهم وحواراتهم، وتكتسب الوثيقة أهميتها باعتبارها تكثيفا لوثيقتين أساسيتين وهما التقرير السياسي والبرنامج وتنسجم مع ملاحظات العديد من الرفاق والأصدقاء الذين طالبوا بتكثيف الوثائق لتكون سهلة التداول والانتشار، وكما تعتبر الوثيقة برنامجا متكاملا لحل الازمة الشاملة التي تعصف ببلادنا، وقد رسمت خارطة طريق عبر حلول سياسية اقتصادية واجتماعية مختلفة.

ويمكن اعتبار الوثيقة ايضا برنامجا انتخابيا يمكن ان يكون اساسا وناصية لبناء التحالفات الانتخابية والتنسيق مع القوى المدنية الديمقراطية الداعية إلى دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية. وتشكل الوثيقة أيضا برنامجا آنيا يمكن تفكيكه على شكل مطالب قطاعية وتحويله إلى شعارات مطلبيه يومية تسهم في تجسير العلاقة مع جماهير الكادحين والشغيلة والفئات والطبقات المسحوقة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير.

لقد تناولت الوثيقة عملية التغيير انطلاقا من المفهوم الماركسي الجدلي ، ابتداء من الاشارة  إلى الازمة العامة واعتبارها أزمة مستعصية ومركبة ل يمكن حلها بواسطة الاصلاح السياسي فلابد من التغير، كما عرضت الوثيقة طبيعة الصراع الطبقي الاجتماعي القائم في ظل الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب، حيث يجري الصراع  بين فئات متخمة من البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية وحلفائهم من البرجوازية التجارية الكبيرة  من جانب، ومن الجانب الآخر الطبقات والفئات الكادحة والمسحوقة التي تعاني من شظف العيش والبطالة والهجرة والتشرد.

وأشارت الوثيقة أيضا إلى أن النظام المحصصاتي الطائفي الاثني القائم  قد وصل إلى حالة الافلاس والاستعصاء ولم يعد اصلاحه ممكنا فلابد من التغيير الشامل، وان التغيير عملية ديناميكية وليست عملية ميكانيكية ولا تمثل رغبات إرادوية تتجاوز الواقع الموضوعي ولا يمكن صناعة التغيير خارج محددات الواقع، أي فرض الذاتي على الموضوعي حيث يشكل التباسا للفهم الجدلي الماركسي، ومن هنا  فإن التغيير مرهون بعوامل موضوعية وذاتية، ففي الجانب الموضوعي يتطلب تغيير موازين القوى والتحول من حالة التوافق إلى الأغلبية التي تشكل العامل الاساس في انهاء المحاصصة الطائفية وتمهد الطريق  لبناء دولة المواطنة والقيام بجملة من الاصلاحات الجذرية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني.

أما الجانب الذاتي فالتغيير يتطلب توفير الحامل الاجتماعي الذاتي، ويمثل الحزب الثوري الماركسي القوة السياسية الرئيسية المكونة له، ومنا هنا يرى الحزب أن عملية التغيير تتطلب إعادة بناء الحزب ومنظماته بما يتناسب ودوره في عملية التغيير التي تمثل تقاطعا مع النظام القائم ومع نهج الليبرالية الجديدة بمختلف ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. كما يتطلب التغيير الشامل كما جاءت في الوثيقة بناء تحالف للقوى المدنية والديمقراطية والتي تعاني من ضعف في التأثير على الوسط الجماهيري، ويتطلب تثوير الجماهير الصامتة ومد الجسور معها واستعادة دور الحزب الريادي عبر تفعيل المنظمات الجماهيرية والديمقراطية.

 اكدت الوثيقة على ان انتفاضة تشرين السلمية افرزت العديد من المعطيات الأساسية، ألا وهي زج قوى اجتماعية جديدة في سوح الاحتجاجات اليومية وانتشار الوعي الاحتجاجي واتساعه ليشمل قطاعات مختلفة، وعلى الرغم من احتواء الانتفاضة عبر الوسائل المختلفة، ولكن جذوتها لازالت متقدة، كما تناولت الوثيقة دور قوى الدولة العميقة وتأثيرهما في الصراع السياسي الاجتماعي وحمايتها للفساد والجريمة المنظمة والمليشيات وسلاحها المنفلت.

كما تطرح الوثيقة تقاطعها مع الأبعاد الاقتصادية للنهج الليبرالي الجديد الداعي لإطلاق العنان لسياسة اقتصاد السوق الحر واستمرارية الخصخصة والقضاء على رأسمالية الدولة وبقاء الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب، ولمواجهة هذه السياسة التي اوصلت بلادنا إلى الهاوية يطرح الحزب سياسة اقتصاد السوق المشترك التي تلعب فيها رأسمالية الدولة الدور الرئيسي بالمشاركة مع القطاع الخاص والمختلط من خلال العمل على رسم الخطط المرحلية والطويلة للتنمية المستدامة وإنهاء  الاقتصاد الوحيد الجانب وإعادة دوران عجلة الاقتصاد العراقي والاستثمار الأمثل للإمكانيات المادية والبشرية .

اما على الصعيد الاجتماعي فالقضية الاساسية التي تطرحها الوثيقة هي قضية القضاء على البطالة وتوفير الخدمات البلدية والصحية والاهتمام في التعليم وسن قوانين تحمي الطفل والمرأة والأسرة وغيرها من القوانين.

كما اشارات الوثيقة إلى العامل الخارجي والذي يلعب دورا سلبيا بتحالفه مع المليشيات وقوى الدولة العميقة وتأثيرها المعيق للتغيير الشامل، بالإضافة إلى دور الاحتكارات المتعددة الجنسية والمتحالفة مع تحالف البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية والبرجوازية التجارية الكبيرة، والتي تعمل على استمرارية الاقتصاد العراقي الريعي الوحيد الجانب ورهن الاقتصاد العرقي لسياسية الهيكلة والخصخصة وفق سياسة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

ومن هنا نرى أن الوثيقة ترى في عملية التغيير عملية بنيوية تتعلق في التغيير السلمي للبناء الفوقي عبر الوسائل السلمية، وأصبح التغيير مطلبا جماهيريا، وان النظام القائم قد وصل إلى مرحلة لا يمكنه الاستمرار بالحكم بذات الوسائل القديمة.

***********

من أجل حزب شيوعي ماركسي

 

فلاح أمين الرهيمي

 

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار النظام الاشتراكي في دول المنظومة الاشتراكية بدا السؤال عن معنى الماركسية بشكل جاد ورغبة شديدة.. إلا أن هذه الجدية وهذه الرغبة للبحث عن معنى الماركسية لن يقود إلى تحديد رؤيا صحيحة وواقعية للماركسية وانما على العكس من ذلك فقد قاد إلى ضياع كبير للمتأثرين پالماركسية السوفيتية، فعوضا عن قيام هؤلاء بمعرفة أساس وأسباب ضلالة الماركسية السوفيتية وإبدالها بالماركسية الصحيحة التي تعتبر كمنهجية وطريقة في التفكير الذي يعني وعي الواقع وتغييره بالاعتماد على الجدل المادي الذي هو التناقض والتراكم الكمي الذي يؤدي إلى تغيير نوعي ونفي النفي وكذلك جدل الفكر المنسجم مع قوانين حركة المجتمع وإنما جرى إبدالها إلى فلسفة أقرب إلى اللاهوت مصاغة في العديد من أوجهها بما يناقض الماركسية الصحيحة وبالتالي سعيهم إلى إعادة الماركسية بصفتها في الجوهر منهجية / طريقة وجرى تكريس هذه الضلالة والتجاوز والتخلي عما هو صحيح في تلك الماركسية الذي هو النزوع الاشتراكي ليسقط حتى اللفظ بالشكل (الاشتراكي) من تلك الفلسفة التي أصبحت لاهوتية لتعود أيضا إلى فلسفة لاهوتية غير معروفة حتى بمنطق الفلسفات الرأسمالية الحديثة .

إن المفروض من أجل بناء حزب شيوعي ماركسي يعتمد التنظيم اللينيني إعادة حوار (ما الماركسية) حول معنى ماهية الماركسية ويسترشد بها؟ مع ملاحظة أن مصدر الشرعية السابقة (الماركسية السوفيتية) قد انتهى وبالتالي قد انتهت معه كل قوانين (التحريم النسبي) و (الهيبة المعنوية) السياسية ليكون ممكنا تحقيق الحوار. لأن قوانين الحوار الماضية كانت تقوم على اساس رفض الحوار وتقسيم المتحاورين إلى ملحق (مؤيد مكرر) أو عدو. من اجل ان يصبح السؤال (ما الماركسية ) وقيمته الحية وموقعه الصحيح بعدما كان لدينا ماركسية سابقة لابد من التأكيد على أن الماركسية طريقة في التفكير منهجية قبل أن تكون تصورا عن التاريخ والواقع والعالم والاقتصاد والسياسة والمجتمع يجب أن يكون وعي الواقع وتغييره إضافة إلى أن تكون الطريقة هي التي تنظم كل ذلك، ودون هذا الناظم لا يعود لكل الرؤى حول هذه القضايا أي معني سوى المعنى النظري، أي لا يعود لها معنى عملية وعي الواقع وتغييره، لأن الماركسية التي صاغها ستالين حولها من صيغة البحث إلى صيغة لاهوتية شمولية استنادا إلى أفكار مارکس وأنجلز ولينين واعتبر كل ما قاله هؤلاء صحيحاً ومطلقاً معتمداً على دكتاتورية وبيروقراطية وعبادة الشخصية واستغفال الخصوصية الوطنية للأحزاب الشيوعية في العالم مما سهل عليه تحويل الافتراض إلى قانون والنسبي إلى مطلق والخاص إلى عام والخطـ إلى حقيقة واعتبر النظرية الماركسية مكتملة التي انتفت من خلالها الماركسية الأصلية وتحولت إلى ماركسية خالية وفضفاضة.

***********

مراجعة قرارات حكومة تصريف الأعمال

د. محمد صباح علي*

 

أقرت حكومة تصريف الأعمال لعام 2021 قرارات خارج اختصاصاتها، فلم تشابه أي حكومة تصريف أعمال سابقة؛ لقيامها بترتيب التزامات مالية وإدارية تجاه الحكومة القادمة والشعب خارج اختصاصاتها والمهام المكلفة بها، وحيث لا يخفى على الجميع ماذا يعني بحكومة تصريف الأعمال؟ ومدى الشرعية التي تمتلكها هذه الحكومة؟؛ فحكومة تصريف الأعمال هي حكومة مؤقتة لا اختصاصات أصلية لها من حيث الأصل مثل الحكومة الأصلية ولا يمكن لوزرائها الدخول بالتزامات مالية تعاقدية مثلما يمتلكون قبل تحول الحكومة إلى تصريفية من حيث العمل والصلاحيات، وذلك يرجع إلى افتقادها الشرعية التي أضفاها عليها مجلس النواب الذي أنهى أعماله من أجل انتخابات جديدة شرعية لتمنح الثقة بالانتخاب للوزارة الجديدة، لذلك تكون حكومة تصريف الأعمال حكومة تنفيذ مهام وواجبات يومية تدخل في مجال الأمور الإدارية الاعتيادية وليس الاستثنائية كالتي تتطلب بعض الأحيان الصلاحيات التي تمنح استثناءً من الضوابط والتعليمات المطلوب الالتزام بها وعدم الخروج عن أحكامها، وأيضا ما يخول الوزراء به المدراء العامين من صلاحيات التفاوض المالي في حالات محددة. ففي حكومة تصريف الأعمال ومن حيث الأصل تتوقف جميع هذه الصلاحيات التي تصبح استثنائية ويمارسها رئيس ووزراء الحكومة الأصلية المنتخبة وليس حكومة تصريف الأعمال، فالواجبات اليومية المهمة والمعتادة لا تخرج عن أعمال البريد اليومي ومتابعة عمل الوزارات العامة من حيث استقرار نمط العمل والمتابعة والأشراف لاستمرار انسيابية العمل المعتاد ولا يعني ذلك أبدا تقرير حقوق والتزامات جديدة تقع على كاهل الشعب والأجيال القادمة وترهق المواطنين، لأن ذلك ليس من اختصاصاتها ولن يدخل ضمن أعمال الأشراف والمتابعة وإدارة الأعمال اليومية للحكومة، بل تكون من واجبات الحكومة المنتخبة. فيمكن لها متابعة أعمالها المنجزة قبل تحولها لحكومة تصريف أعمال واستكمالها من خلال وزرائها الذين يحتفظون بهذا الاختصاص (الإشراف والمتابعة) وتسيير حقوق الموظفين المعنوية وفقا لما تتطلبه القوانين الإدارية في مجال الوظيفة العامة، لأن الأمور المالية كمرتبات وغيرها تعد نافذة من حيث الأصل استنادا لقانون الموازنة العامة المقرة من قبل مجلس النواب والذي تخول الحكومة إجراءات الصرف ضمن المبالغ المخصصة لها في أبوابها وبنودها وما عداها يعد خارجا عن اختصاصاتها. ولا يحق للوزراء طلب نفقات مالية أضافية وجديدة لأي مشروع أو اتفاقية جديدة من قبل رئيس مجلس الوزراء لأن الرئيس لا يملك الاختصاص من الأصل والمجلس أيضا لا يملك نفاذ هذه القرارات من حيث الأصل لكون مجلس النواب قد سحب الثقة منه عند الحل مراعاةً للمتطلبات الدستورية والانتخابات الجديدة، فلا يمكن من حيث الأصل بقاء الحكومة بصلاحيات كاملة لأن ذلك سيغير من طبيعة النظام السياسي في الدستور. فسحب صلاحية الحكومة تحت تسمية حكومة تصريف الأعمال يجردها من كل اختصاص مالي وإداري استثنائي منشئ لالتزامات جديدة مما يجعل قراراتها أن تكون تصريفية خدمية إدارية ولا وزنا سياسيا للأغلبية بتمرير قرار أو الموافقة على مشروع أو اتفاق لعدم وجود تأثير أو ترجيح للأصوات، بل الجميع متساوون ولهم صفة إدارية واحدة وثابتة.

  ولدى إمعان النظر على قرارات حكومة تصريف الأعمال الحالية، نراها ليس بذلك، بل تتصرف كحكومة أصلية شرعية منتخبة، بل اختصت بإقرار كل الاختصاصات غير المعنية بها في هذه المرحلة ونفذته رغم افتقارها للشرعية وحياتها القصيرة المؤقتة ونتيجة هذه القرارات غير المشروعة لا يكون إلا العدم.

فابتداءً من منحها الامتيازات كقطع الأراضي والأموال، وتأسيس الشركات الوطنية، والدخول باتفاقات دولية لمشاريع استراتيجية طويلة في ظل غياب ممثلي الشعب وتثبيت المدراء العاميين أصالة وتوزيع منح مالية ومشاريع استثمارية إلى غير ذلك من القرارات الخطيرة التي أُسست بفترة غياب مجلس النواب الممثلين عن الشعب وحامين حقوقه، فهذه القرارات إن لم تكن معدومة فمعلقة على موافقة المجلس المنتخب. فالذي يجب على المجلس الجديد عمله هو مراجعة هذه القرارات خلال هذه المرحلة لهذه الحكومة محدودة الاختصاصات. وذلك استنادا لما جرى عليه العمل في المجالس التشريعية في حالة الحرب والطوارئ والأزمات أو خلال أجازة المجلس خلال فترات الانعقاد، فيجب عرض قرارات الحكومة على المجلس لإجازاتها من عدمه إن كانت موافقة للقانون وإلغائها في حال عدمه لتقع ضمن اختصاصات المجلس المحددة في الدستور بالرقابة على أداء السلطة التنفيذية لقناعة الشعب بأسباب اتخاذ هذه القرارات المنقوصة الشرعية.

فطلبنا هو رسالة للمجلس المنتخب بمراجعة ما اتخذ من الرئيس والوزراء المؤقتين في ظل غيابكم كممثلين شرعيين عن الشعب، لغرض إعادة رسم المسار الصحيح  لها انسجاما مع دولة القانون وللحفاظ على المال العام والمصلحة العامة وحماية حقوق الشعب المنتهكة وعندها ستبرئون أنفسكم أمام الشعب، وبخلافة ستكونون مسؤولين وشركاء بالاتفاق والاشتراك مع هذه الحكومة على دعمها في اتخاذ وتنفيذ هذه القرارات خلال هذه الفترة المظلمة التي لا قمر فيها يضيء على أعمالهم ليوقفهم عن هذه القرارات غير الشرعية، وكلنا ثقة بأن المجلس سيفعل ذلك لان ما اتخذ من قرارات ستكلف الشعب والخزينة العامة كثيرا ولا يمكن تمريرها دون مراجعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية

***********

 

الصفحة التاسعة

 

آسيا توفيق وهبي

د. خيال الجواهري

 

في سن مبكرة بادرت لتأسيس مكتبة منزلية تضم العشرات من الكتب المتنوعة، فقد عرف عنها ولعها بالمطالعة وكانت تقرأ ما يتوفر لها من الكتب وما يقع بين يديها من مطبوعات محلية ومترجمة.

اطلعت على أشعار الشعراء جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي عن تحرير المرأة وتأثرت بها كونها تنادي بتعليم المرأة وتحررها، وبالأخص ما كان ينشر من أشعار للزهاوي بهذا الخصوص:

 

علما المرأة بالمرأة عنوان الحضارة  

    انما المرأة والمرء سواء في الحضارة

او:

مزقي يا ابنة العراق الحجابا         

     وأسفري فالحياة تبقى انقلابا

وكما قال في قصيدته “اسفري”

اسفري فالحجاب يا ابنة فهر               

  هو داء في الاجتماع وخيمُ

كل شيء إلى التجدد ماض               

فلماذا يُقرُ هذا القديم

 

واعجبت بأشعار الشاعر الرصافي عندما يتحدث عن رفع الحجاب:

 

ولقومنا في الشرق حال، كلما 

   زدت افتكارا فيه زدت تعجبا

تركوا النساء بحالة يرثى لها    

 وقضوا عليها بالحجاب تعصبا

 

كما تأثرت بمقولات احمد عرابي وسعد زغلول في مصر في دفاعهم عن قضية المرأة العربية والدعوة إلى السفور، بالإضافة إلى قراءة الكتب عن الثورات الكردية في كردستان العراق واطلعت على ما كتب عن القائد التركي كمال مصطفى اتاتورك وافكاره التنويرية.

ولدت الرائدة آسيا عام 1901 من عائلة متنورة، يذكر ان والدها كان تاجراً معروفاً في السليمانية وان عائلته قد استقرت منذ قرون في كردستان العراق. والدتها سيدة عربية تنتمي إلى اسرة بغدادية. درست في مدرسة الرشيدية العثمانية للبنات وتفوقت على زميلاتها في الدراسة.  كانت تناقش في مرحلة متقدمة من الدراسة مع مدرساتها حول الموضوعات الثقافية والسياسية بما يخص تقدم المرأة.. مما اثار اعجاب من حولها.

عملت مبكراً في صفوف المنظمات والجمعيات النسوية منذ عام 1923 حيث انتمت إلى جمعية النهضة النسائية، وسعت بكل جهدها للعمل بين صفوف النساء وتوعيتهن ونشر المفاهيم التحررية من أجل النهوض بواقع المرأة. كذلك عملت في جمعية “مكافحة العلل الاجتماعية” مع مجموعة من النساء المناصرات لقضية المرأة في المجتمع وضمت الهيئة الادارية: آسيا توفيق وهبي وعائشة خوندة وسارة الجمالي وأسماء الزهاوي شقيقة الشاعر جميل صدقي الزهاوي وفتوح الدبوني ومرضية الباجه جي وأخريات.

كانت تحلم بأن ترتقي بمستوى المرأة العراقية، كما هو الحال في مصر ورموزها النسوية مثل هدى شعراوي ونور حمادة من سوريا بما يخدم توثيق الروابط العربية النسوية والعالمية. تزوجت من المفكر والمؤرخ الكردي المعروف توفيق وهبي والذي انتسبت له عائلياً وحملت اسمه عام 1927، واشترك معها في وضع أهدافها ومنهاجها في مجال تقوية الروابط بين النساء وتفعيل دورهن في المجتمع. أسست عام 1945 جمعية سميت “الاتحاد النسائي العراقي” وفقاً للمقررات التي اتخذها مؤتمر الاتحاد النسائي العربي في القاهرة للعمل على رفع مستوى العائلة، وخدمة المجتمع وفق الأهداف التالية:

* توثيق الروابط التعاونية بين الجمعيات النسوية في العراق.

* توثيق العلاقات الثقافية والاجتماعية والقومية مع الجمعيات النسائية في الأقطار العربية.

* توثيق العلاقات بين الجمعيات النسوية في العراق والمؤسسات العالمية التي تعمل من أجل رفع مستوى المرأة.

* توثيق جهود نساء العراق لرفع مستوى المرأة صحياً واجتماعياً وشرعياً واقتصادياً.

* يجب ان تعتبر الجمعية المنظمة للاتحاد فوق الاعتبارات الطائفية والعنصرية والدينية.

* تسعى الجمعية للوصول إلى أهدافها بكل الوسائل ومن بينها الدستور والقانون.

عملت على توحيد الجمعيات النسوية في الداخل من خلال انتخاب ثلاث عضوات من كل جمعية أو منظمة لتمثيلهن في الاتحاد.

مثلت آسيا وهبي العراق في المؤتمر النسائي الشرقي الأول في دمشق عام 1930 وهو أول تجمع نسوي عام عندما كانت طالبة بدار المعلمات مع السيدة جميلة الجبوري. كما شاركت في افتتاح الجمعية العلمية النسائية في السليمانية عام 1930.

نشطت في تأسيس “جمعية حماية الأطفال” لنشر الوعي الصحي ورعاية الطفولة وحقوقهم في العيش بكرامة وضمان التعليم الالزامي، كما طالبت بإعطاء الطفل للأصلح من الأبوين في حالة الطلاق.

أسست مجلة خاصة لنشر المقالات التوجيهية بطابع ثوري عام 1949 وطالبت من خلالها بتحسين وضع المرأة قانونياً، إذ طالبت بحق المرأة بالتملك وحقها في المشاركة بالحياة السياسية والمشاركة في الانتخابات العامة، كما أثارت قضية الطلاق والمهر وما يتبعها من مشاكل اجتماعية بين الزوجين، مع ضرورة اجراء الفحص الطبي للراغبين بالزواج واعطائهم شهادة طبية تؤيد سلامتهم من الامراض.

في ايار عام 1950 صدر العدد الأول من المجلة وهي شهرية واجتماعية وكانت آسيا توفيق وهبي هي صاحبة الامتياز والمدير المسؤول هو امين زكي. وقد اهتمت المجلة بما تعانيه المرأة في الاسرة والمجتمع. كتبت مقالة جاء فيها: اننا نؤمن ايماناً تاماً بأن من واجبات المرأة العراقية ان تسير جنبا إلى جنب الرجل وتشاركه في السراء والضراء ولذلك وضعنا نصب اعيننا نيل حقوقها كاملة وغير منقوصة ليتسنى لها ممارسة حقوقها السياسية. ولها مقالة اخرى بعنوان “النهضة النسائية في العراق” ومقالة ثالثة بعنوان “باسم المرأة العراقية” ومقالة رابعة “كيف تأسس الاتحاد النسائي” ووضع النظام الداخلي له. ومن اهم نشاطاتها هو انها وثقت اعمال المرأة العراقية في حقل الخدمة العامة بستة اجزاء عام 1950. وبعد نيل المرأة اللبنانية حق الترشح للانتخابات عام 1952 والسورية في حق الاقتراع وتمثيل المرأة المصرية في مجلس الأمة المصري، رفع الاتحاد النسائي مذكرة إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان جاء فيها: اننا نطالب بإلحاح بأن تعترف الحكومة العراقية بمساواة المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بالرجل.. ولها الحق بالمطالبة بالمساواة في الحقوق وان تسرع بسن التشريعات

شاركت في المؤتمر العالمي للمرأة في لاهور عام 1952، وفي مؤتمرات نسائية عالمية عقدت في الشرق واوربا. اهتمت بشريحة الشباب واجراء مسابقات لهم ومنها بعنوان (أحسن مقالة عن الأم) وفاز فيها الطالب عباس. وفي لقاء معه اجرته المجلة ذكر انه حصل على ساعة يدوية عندما كان طالباً في كلية الصيدلة كونه كتب أحسن مقالة عن الأم.

توقفت مجلة الاتحاد عدة سنوات لأسباب سياسية وعادت بلجنة جديدة ضمت: آسيا توفيق وهبي وهي الرئيسة وعضوية كل من: بتول عبد الله حافظ/ امينة السر، وعفيفة البستاني وحسيبة امين خالص وعزة الاستربادي وعائشة خوندة وظفيرة جعفر ورضية الباجه جي، وفتوح الدبوني. كما كان لها المساهمة بإغاثة منكوبي الفيضان عام 1954، وكان للجنة دور ايجابي عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وذلك بإرسال المساعدات الطبية للجرحى والمعاقين.

شاركت في مؤتمرات نسوية ما بين اعوام 1955 ودمشق عام 1957 وسافرت إلى لندن بعد عام 1958، وتوقف قلبها عن الخفقان عام 1980 ونقل جثمانها من لندن إلى بغداد حسب وصيتها، ووري الثرى في مقبرة الشيخ عبد القادر الكيلاني، وبذلك فقدت الحركة النسائية واحدة من أبرز رموزها ممن دافعوا عن حقوق المرأة وحريتها.

 

 

قصي البصري  وانقلاب شباط الأسود

 

 

ناصر حسين

منتصف الشهر الخامس من العام 1963 أصدر المجلس العرفي العسكري الأول قراره القاضي بالحكم علي بالسجن لمدة ثلاث سنوات عن قضية اعتقلت بموجبها صباح يوم 26/9/1962 واودعت مركز شرطة الشامية حتى موعد المحاكمة، اودعت سجن نقرة السلمان حتى اوائل تموز 1963 حيث نقلت ضمن مجموعة من السجناء إلى سجن بعقوبة لتوفير مكان لاستقبال من نقلوا من سجن رقم واحد في معسكر الرشيد إلى سجن السلمان في قطار الموت كما معروف.

خلال الفترة التي أمضيتها في سجن نقرة السلمان والتي قاربت الشهرين كان معي في نفس القاعة شاب بصري عرفت حينها أن اسمه قصي وانه لحد اعتقاله إثر انقلاب الثامن من شباط الاسود كان طالبا في معد الفنون الجميلة في بغداد، وباعتقاله انقطعت أخباره عن عائلته حاله حال باقي المعتقلين.

كان قصي مرحا، مسرورا دائما. يمازح هذا، ويتحدث مع ذاك، كثير الحركة، والتنقل بين القاعات وهي كثيرة وتغص بالمعتقلين والمحتجزين والسجناء ما شاهدته مهموما ولا لثانية واحدة.

سألت أحد الرفاق المعتقلين في نفس القاعة عن موضوع قصي فأجابني بانه ينفذ توصية شقيقته.

شقيقة قصي وهي تبحث عنه في معتقلات بغداد قيل لها الأفضل ان تتردد على محطة قطار الجنوب في علاوي الحلة اذ أن التسفيرات تنقل عبر هذا القطار السجناء والمعتقلين الذين ينقلون إلى سجن نقرة السلمان لعلها تراه ذات يوم وقد شاهدته فعلا عصر يوم من ايام شهر اذار اذ جيء به مع مجموعة من السجناء لينقلوا بالقطار إلى مدينة السماوة ومنها إلى سجن السلمان.

جلس قصي على كرسي في احدى العربات ووقفت شقيقته على الرصيف واخذت تحادثه من خلال الشباك حتى بدا القطار بالحركة، الحركة بطيئة بحيث استطاعت شقيقته ان تسير إلى جانب القطار وتوصيه بالقول:

((قصي يا قصي، لا تبكي، لا تبتئس، لا تذرف دمعة، افرح، اطرب، ارقص، غني، امرح، شدة وتزول)) ولوحت له بيديها وغادرت المحطة مثلما غادرها القطار، متوجها إلى البصرة.

وبالفعل ((شدة اوزالت)) وبقيت الناس تتناقل المعلومات عما ارتكب الحرس القومي وقادة الانقلاب من جرائم، في حين غادر قصي السجن ليواصل الدراسة ويمتهن الاخراج المسرحي، ولا يمكن ان أنسي مطلقا اوبريت بيادر الخير الذي كان من إخراج قصي البصري سبعينات القرن الماضي.

وللتعرف أكثر أنصح بالعودة إلى ما كتبه العزيز جاسم المطير عن قصي وعن حياته والبيئة التي نشأ فيها على صفحات مجلة الغد – العدد 20 الصادر عام 2017.

 

 

كتب الراحل الشاعر والاعلامي جمعة الحلفي في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي

تلك الصبية في شارع الكفاح

انتميت للحزب الشيوعي العراقي في ربيع العام 1969 وكنت لا ازال في الخدمة العسكري، جندياً في القاعدة الجوية بالحبانية. بعد انتمائي رحلت الى خلية حزبية في شارع الكفاح وتسلمني رفيق بالقرب من مدرسة في منطقة صبابيغ الآل مقابل كراج النهضة الحالي.

كانت العلامة للتعارف أن امسك بيدي اليسري صحيفة الجمهورية وفي اليسرى مسبحة صفراء، بذلت جهداً كبيرة حتى استعرتها من والدي، الذي استغرب هذا الطلب، فأنا لم أكن استخدم مسبحة في حياتي اليومية.

اخذني الرفيق مباشرة لاجتماع الخلية في منزل يقع في بداية شارع الكفاح بالقرب من سينما غرناطة. كانت  العائلة التي استقبلتنا بترحاب واحترام كبيرين ميسورة الحال والمنزل أنيق مرتب. وقد تفاجأنا بإن من قدم لنا الشاي والكليجة قبل الاجتماع، صبية رائعة الجمال هي شقيقة رفيقنا في الخلية. وكان مصدر المفاجأة هي أننا كنا من عائلات محافظة من غير الممكن أن يرى زائر أو ضيف،  شقيقاتنا أو زوجاتنا في أي حال من الأحوال، فكيف بصبية بهذا الجمال. بعد حين علمت من خالد أن شقيقته هي أيضاً شيوعية مثلها مثل والدتها التي استقبلتنا بابتسامة رائعة وهي تفتح لنا باب المنزل.

في تلك  اللحظة بالذات عرفت أن هناك عائلات أو مجتمع غير عائلاتنا ومجتمعنا. كنا خمسة رفاق عدا مضيفنا خالد، ثلاثة من مدينة الثورة وإثنان من الكفاح نفسها وكانا على علاقة صداقة مع خالد كما تبين لي فيما بعد.

رحب بي الرفاق أولا، باعتباري جديداً على الخلية، ثم بدأنا اجتماعنا وكنت أشبه الأطرش بالزفة، فهذه هي المرة الأولى التي احضر فيها اجتماعاً حزبياً، بعد بضعة اشهر قضيتها كصديق للحزب.

كنت تعرفت على الحزب من أجواء عائلتي، فقد كان أخي الكبير (عبد الواحد) شيوعياً اعتقل في زمن عبد الكريم قاسم إثر مشاركته في تظاهرات تطالب بالسلم في كردستان، وكنت ارافق والدتي عندما تحين زيارته وهو في معتقل الفضيلية. ولطالما سألته في تلك الزيارات، التي كنا نحمل له خلالها أنواعاً من الطعام في صفرطاس، عن سبب سجنه، وكان يبتسم ويقول لي من “تكبر تعرف”.

وكان ابن عمي (داخل محمد) شيوعي هو أيضاً، وقد زرع (داخل) في محيطنا نحن أبناء العم بذرة قوية للميل الى الفكر الشيوعي، وكان نموذجاً رائعاً لأخلاقيات هذا الفكر وثقافته ومشاعره الانسانية.

في خضم الخلاف داخل الحزب، الذي حدث في تلك الفترة، ومن ثم حدوث انشقاق ما سمي بالقيادة المركزية، تفككت بعض الخلايا الحزبية ومنها خليتنا إذ ذهب البعض مع الإنشقاق. ولم تكن لدي فكرة واضحة عن حيثيات هذا الموضوع أذ كنت لاأزال في الثامنة عشرة من العمر، لهذا فرط العقد ووجدت نفسي لا في الحزب ولا في القيادة، لكني سرعان ما عدت بعد نحو سنة ونصف السنة، لأنتمي مجدداً عن طريق أحد اقربائي واسمه عبد الزهرة، وكان مكان ترحيلي الى الخلية الجديدة في (ساحة الطابوق) بمدينة الثورة (مستشفى الأطفال حالياً) جاء الرفيق الجديد وهو ينتعل شحاطة سوداء ويسحب دراجة هوائية، وأخذني مشياً على الأقدام حتى نهاية المدينة، لأجد نفسي في منزل متواضع ليس فيه غير غرفتين صغيرتين حشر الرفيق المضيف أمه وزوجته وأولاده الثلاثة في واحدة واجتمعنا في الثانية، وذهب الرفيق قبل الاجتماع ثم عاد يحمل صينية الشاي والكعك فتذكرت حينها تلك الصبية في شارع الكفاح.

في عيد تأسيس الحزب 31 آذار عام 1972 كلفت بتصميم بطاقات للمعايدة بالمناسبة، وكنت اتمتع بموهبة خطاط، فصنعنا عشرات من هذه البطاقات الملونة ووزعناها على الأصدقاء والمعارف في مدينة الثورة. من يومها تأكد البعثيون في المنطقة من هويتي السياسية (كشيوعي رسمي) ومن ثم بدأت الاعتقالات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزء من مادة طويلة عنوانها “تحولات شارع مريدي”.

 

 

 

الصفحة العاشرة

 

أفكار فرح أنطون التنويرية تزداد حضوراً في ذكراه المئوية

كرم الحلو

 

ذات صباح من العام 1962 أعيد الرائد النهضوي فرح أنطون من جريدة “الأهالي “ في القاهرة محمولاً إلى منزله إثر إغماء أصابه بسبب الإجهاد المتواصل وشدة ضعفه ومعاناته من المرض في قلبه ومعدته، ولم يلبث بعد 50 يوماً أمضاها طريح الفراش أن رحل وهو في الـ 48 من عمره ودفن في القاهرة.

لم يشأ المفكر النهضوي الانقطاع من العمل واللجوء إلى الراحة رافضاً أوامر الأطباء وتوسلات شقيقته روزا وصهره نقولا الحداد، وكان يقول “لا أرتاح وفيّ عرق ينبض، ولا أطمح إلا لأرى هذا الوطن العزيز حراً”. وعندما توفي لم يكن يملك شيئاً، فلم يجن من الصحافة سوى التعب والشقاء، وقد عبر عن ذلك بقوله “إن صناعتنا شقية في بلادنا ولغتنا لاضطرارنا إلى مسالمة الفساد والإغضاء عن أهل الأوهام والخرافات وتسمية الانحطاط ورؤية الجهل سائداً والسكوت عنه، والحق ضائعاً والابتعاد منه”.

سافر فرح أنطون 1874-1922 من طرابلس لبنان إلى الإسكندرية في 1897 وصرف بقية حياته بين مصر ونيويورك رئيساً لتحرير مجلات عربية عدة. أصدر في الإسكندرية مجلة “ الجامعة “ في أيار مايو 1899 ثم هاجر إلى نيويورك العام 1906 واستأنف إصدارها هناك، لكنه لم يلبث أن عاد إلى القاهرة وأعاد إصدارها من جديد، إلا أنه لم يصدر منها سوى عددين فقط. توقف عن الكتابة خلال الحرب العالمية الأولى وعمل في المسرح ثم دخل في حزب الوفد بعد ثورة 1919 في مصر وعاد إلى العمل في الصحافة من جديد.

 

طليعة النهضة

 أثار فرح أنطون بين معاصريه من العرب والمستشرقين تأويلات متعددة ومتناقضة، ففي رأي سلامة موسى أنطون هو الفاتح لدرس النهضة الأوروبية الحديثة وناشر الأفكار الديمقراطية الحرة، وهو عند عباس محمود العقاد” طليعة مبكرة من طلائع النهضة “، أما مارون عبود فقد اعتبره “رائد النهضة الفكرية الحرة في الشرق العربي”، وأول من أذاع فلسفة تولستوي في العالم العربي وأول من نشر تعاليم روسو وترجم مكسيم غوركي، وأول من اكتشف تعاليم كارل ماركس وعرف العرب بأوغست كونت، وأطلعهم على شرائع حمورابي وبوذا وكونفوشيوس، وقد تصدى لترجمة أخطر كتب أرنست رينان “حياة يسوع” حين كان اسم رينان في الشرق مرادفاً للكفر والإلحاد، الأمر الذي أغضب المتدينين المسيحيين والمسلمين على السواء، فاتهمه لويس شيخو بالماسونية والإلحاد، وأثارت دعوته إلى فصل السياسي عن الديني وقوله بدولة عثمانية وطنية علمانية نقاشات حادة بينه وبين الإمام محمد عبده.

أما المستشرق الروسي ز.ل. ليفين فقد رأى أنه بفضل المنورين العرب، بخاصة فرح أنطون، كون العرب تصوراً عن الاتجاهات المختلفة للفكر الفلسفي والسوسيولوجي في أوروبا، فيما اعتبر المستشرق كراتشكوتسكي أنطون “نموذجاً للفيلسوف العربي المعاصر والمفكر الحر وداعية الإصلاح الذي انشغل بتنوير الفكر لدى سكان الشرق”.

  مجتمع واحد

تجلى المبدأ المركزي الذي أطر فكر أنطون السياسي والاجتماعي في مقالاته في مجلة “الجامعة” وفي كتابه “ابن رشد” وكتبه اللاحقة “الدين والعلم والمال” و”الوحش الوحش الوحش” و “أورشليم الجديدة” وقوام هذا الفكر وضع أسس دولة علمانية في الشرق يشترك فيها المسلمون والمسيحيون على قدم المساواة التامة في تشكيل مجتمع موحد يجد فيه كل مكانه الاجتماعي، قادر على رد غائلة

الاستعمار الغربي.

علمانية فرح أنطون تختلف عن العلموية الملحدة، فبينما تصدى للظرف التاريخي بالحدة ذاتها التي تصدى بها معاصره النهضوي شبلي الشميل، لم يشأ أنطون الاصطدام بالدين ومسلماته الإيمانية الميتافيزيقية، بل أعلن تمسكه بهذه المسلمات محدداً هدفه بتنقية العقائد من الخزعبلات والأوهام، وانتزاعها من أيدي رجال دين مستبدين يدعون احتكار الحقيقة لكنهم لا يبغون سوى أهوائهم ومصالحهم بالسيطرة على قلوب الناس وضمائرهم.

لا يجد أنطون تناقضاً بين العلم والدين، فإذا اختلفا في الطرق يتفقان في الغرض لأن غرضهما واحد وهو تحسين حال الإنسانية وترقية شؤون البشر، إلا أنه لكل من العلم والإيمان قواعد عمله وطرق إثبات حقائقه، الأمر الذي يستدعي الفصل بين السلطتين الدينية والزمنية، فغرض الدين الاشتراع للآخرة وغرض الحكومات الاشتراع لهذا العالم، وهذا يتطلب احترام الأديان تأكيداً للمساواة المطلقة بين أبناء الأمة بقطع النظر عن معتقداتهم ليكونوا أمة واحدة، وصوناً للوطن من النزاع والشقاق المفضيين إلى الضعف والانحطاط.

استحضار ابن رشد

من هذا المنظور كان استحضار فرح أنطون لابن رشد، فما جذبه إلى هذا الفيلسوف هو ما جذب رينان، أي تأكيده أن الحقيقة واحدة يختلف تفهمها بين الخاصة والعامة، إلا أن أنطون كان يتوخى أمراً آخر هو التأسيس لدولة علمانية، دولة حرية ومساواة تامة، لأنه كما يقول “لا مدنية ولا عدل ولا ألفة ولا حرية ولا تقدم ولا علم ولا سلامة للدول ولا عز إلا بفصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية”.

وعلى الرغم من أن الشروط الموضوعية للأفكار الاشتراكية لم تكن قد تكونت بعد في البلدان العربية، حيث ظل ماركس غريباً عن أفكار النهضويين العرب وتطلعاتهم حتى مطلع القرن العشرين، فقد وجدت أفكار الاشتراكية الطوباوية المستمدة من فورييه أول تعبير عنها في الشرق العربي عند فرح أنطون الذي تطرق إلى الأسس السياسية والاقتصادية للفقر والظلم الاجتماعي، متجاوزاً الطرح النهضوي الإنسانوي الذي رأى إلى التفاوت الاجتماعي من منظور إنساني اقتصر على الرأفة بالفقراء والإحسان إليهم، ليقارب الماركسية في طرحه للمسألة الاجتماعية وحقوق الفقراء، واعتباره المصانع والمعامل والمزارع وقفاً للجمهور وملكاً للجميع مثل الأنهار والبحار والهواء، حتى إنه تجاوز ذلك إلى طرح مقولة “القيمة الزائدة” الماركسية في حديثه عن مصدر الثروة ودور العمال في تراكمها وحقهم في الانتفاع منها.

من هذا المنظور دعا أنطون إلى اشتراكية معقولة غير متطرفة تشكل حلاً لأزمة المجتمعات الإنسانية، إن في الشرق حيث يسود الاستبداد أو في الغرب حيث العبودية لرأس المال، وقد أعرب عن خيبته بديمقراطية الغرب لما شهده من معاناة الشعب الأميركي من الفقر والظلم بقوله، “تركنا الشعوب في الشرق خرافاً يجز صوفها ويستدر لبنها ويستبد بها حاكمها وغنيها، فوجدنا الشعب في أميركا تحت نير عبودية لأصحاب الأموال،  والنتيجة واحدة أنين الشعب تحت نيره الثقيل”.

بعد كل ذلك الجهاد المضني وبعد كل ما أنفقه من المال والوقت والتعب، رحل فرح أنطون سقيماً فقيراً كئيباً خائباً، ولعل ما قالته فيه مي زيادة خير تعبير عن معاناته، “أثر كئيب عميق كان ينطق من صوته ونظره وسكونه حتى، ومن ابتسامه حتى ومن تحمسه، وهو اقتناعه الصميم أنه لن يتدوزن ومحيطه وأن محيطه لن يتدوزن وإياه”.

لكن مآلات التاريخ أنصفته بعد أكثر من قرن على طروحه العلمانية، إذ أثبتت أن الدولة الوطنية العلمانية القائمة على الحرية والتي تساوي بين المواطنين وتفصل بين الدين والسياسة هي الدولة التي تتفق ووجهة التطور الإنساني وتحقق سعادة الأمم والمجتمعات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 19 كانون الثاني 2022

 

 

لنقرأ ماركس وانجلز معا.. الاقتصاد والمنهج عند برودون

ثامر الصفار

 

لقد رأينا في «الأيديولوجيا الألمانية» كيف بذل ماركس جهدا كبيرا لوصف تاريخ التنمية الاقتصادية في التقسيم المتزايد التعقيد للعمل الذي أدى في النهاية إلى ظهور الرأسمالية الصناعية. يبدأ ماركس نقده بالقول إن برودون لا يعطي أي معنى لكيفية تغير العمل والتكنولوجيا بمرور الوقت، وينتقده بسبب وجهة النظر الخاطئة القائلة:

«كل يوم عمل يعادل يوم عمل آخر؛ أي، إذا كانت الكميات متساوية، فإن عمل إنسان يعادل عمل إنسان آخر؛ إذ لا يوجد فرق نوعي بينهما. وبنفس كمية العمل، يمكن مبادلة منتوج إنسان بمنتوج إنسان آخر. جميع الناس هم عمال بأجر يحصلون على أجر متساوٍ عن وقت عمل متساو. ويجري التبادل وفقا لقواعد المساواة التامة».

في ظاهر الأمر، يبدو أن تحليل برودون يشير إلى نوع من المساواة الطبيعية القائمة بين جميع العمال، وإن بالإمكان اعتبار ذلك مقبولا من الناحية الأخلاقية، لكن ماركس يشير ببساطة الى بطلان هذا القول في ظل الإنتاج الرأسمالي من الناحية الاقتصادية. بدلاً من ذلك، يشير ماركس الى انه:

«من المهم جدا ان لا يغيب عن البال واقع أن ما يحدد قيمة الشيء ليس الوقت المستغرق لإنتاجه، بل بالحد الأدنى من الوقت الذي يمكن إنتاجه فيه، وهذا الحد الأدنى تقرره المنافسة. لنفترض للحظة أنه لم تعد هناك منافسة، وبالتالي لم تعد هناك أية وسيلة للتأكد من الحد الأدنى من العمل الضروري لإنتاج سلعة معينة؛ ماذا سيحدث؟ سيكفي أن نقضي ست ساعات من العمل لإنتاج شيء ما، حتى يكون من حقنا، بحسب نظرية السيد برودون، أن نطالب مقابله ستة أضعاف ما يطالب به ذاك الذي لم يبذل سوى ساعة واحدة فقط لإنتاج الشيء نفسه».

بمعنى آخر، إذا استغرقت ست ساعات كاملة في اليوم لصنع قميص واحد، وخياطته يدويا، بينما يمكنك، باستخدام ماكينة الخياطة، صنع ستة قمصان متشابهة جدا في نفس الوقت، وعرضنا كلا القميصين السوق، هل سأجد عاقلا واحدا يدفع لي ستة أضعاف ما سيدفعه مقابل قميصك؟ أي أن ظروف الإنتاج وكيف تتغير حسب الزمان والمكان تحكمها المنافسة والتكنولوجيا، مما يجعل العمل غير متكافئ على المستوى الفردي.

وطالما أن برودون لا يرى هذا، فهو يعتقد أنه يمكن بناء مجتمع قائم على المساواة على أساس التبادلات المتساوية بين المنتجين المستقلين: كل ما أصنعه في ست ساعات (يدويا) يمكنني أن أبادله مع كل ما تصنعه في ست ساعات (مستخدما ماكينة الخياطة). ولو طبقنا ذلك عمليا، لكنا الآن نتقاتل داخل السوق! لأنه في الواقع، سيكون مجرد شكل جديد من أشكال عدم المساواة.

لهذا، وبدلاً من ذلك، يقترح ماركس معاينة هذا السؤال من وجهة نظر اجتماعية، لا فردية:

«في الصناعة الكبيرة، لا يستطيع بطرس [أو أحمد - ث.ص.] ان يحدد وقت عمله لنفسه، لأن عمل بطرس ليس شيئا بدون تعاون جميع أضراب بطرس الباقين الذين يشكلون الورشة ... وما هو اليوم نتيجة لفعل الرأسمال ولفعل المنافسة بين العمال سيتم التوصل اليه غدا، إذا قطعت العلاقة بين العمل ورأس المال [أي، إذا ألغينا حكم الطبقة البرجوازية -ث.ص.]، عبر اتفاق فعلي يقوم على العلاقة بين مجموع القوى المنتجة ومجموع الاحتياجات الحالية».

هنا، يجادل ماركس بأن تركيز برودون على التبادل المتكافئ بين المنتجين المستقلين هو يوتوبيا، خيال، وأن الاقتصاد الاشتراكي لا يمكن أن يعمل إلا على أساس مجموع الإنتاج الكلي – وهذا يعني ضمنيا، ممارسة النقاش الديمقراطي للوصول الى اتفاق بين جميع العمال، بغض النظر عن مقدار مشاركتهم في تقسيم العمل، حول كيفية توجيه الناتج الاجتماعي الإجمالي. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للعمال في وظائف مختلفة إلى حد كبير (المدرسين، المشرفين، عمال المصانع، سائقي الشاحنات، الممرضات، إلخ) أن يبدأوا في التخطيط الديمقراطي للاقتصاد.

لننتبه هنا إلى أن ماركس لا يزال يحاول أن يعرف كيف تستخرج الرأسمالية فائض القيمة، وبالتالي الأرباح من عملية العمل. لم يكن يمتلك في هذه المرحلة، المفاهيم المتطورة التي سيستخدمها لاحقا في كتاباته الاقتصادية، وكان لا يزال مهتما، بشكل أساسي، بالإشارة إلى عيوب المنظرين الآخرين.

تكرار أخطاء هيغل.

يجادل ماركس بأن برودون تبنى بعض أسوأ العادات في التقليد الهيغلي. وطالما ان ماركس يقدم هنا أحد أوضح انتقاداته لمنهج هيغل، فإن الأمر يستحق التوقف عنده قليلا.

يوضح ماركس أن المخطط المنطقي الأساسي لمنهج هيغل يمكن وصفه بأنه الطريحة – النقيضة – الجميعة، ولمن لا يعرف لغة هيغل، إنها التأكيد – النفي – نفي النفي. وتكمن قوة هذا المنهج في التأكيد على التحول والصراع بدلاً من الهياكل الثابتة وغير المتغيرة. ولكن، من أجل إقامة هذه التحولات، أنشأ هيغل مقولات مجردة تصف شيئا ما أو جوهر المجتمع، منفصلة تماما عن الوجود الملموس لهذا الشيء – وهي خدعة فلسفية قديمة جدا تعود إلى أفلاطون. فيكتب:

«تماما كما فعلنا بواسطة التجريد، قمنا بتحويل كل شيء إلى مقولة منطقية، لذلك يتعين علينا فقط أن نصنع تجريدا لكل خاصية مميزة للحركات المختلفة لتحقيق الحركة في حالتها المجردة - حركة شكلية بحتة، صيغة منطقية بحتة للحركة. وإذا وجدنا في المقولات المنطقية جوهر كل الأشياء، فيمكننا ان نتخيل أننا وجدنا في الصيغة المنطقية للحركة المنهج المطلق، الذي لا يفسر كل الأشياء فحسب، بل يتضمن أيضا حركة الأشياء. ومن هذا المنهج المطلق يتحدث هيغل قائلا: «المنهج هو القوة المطلقة، الفريدة، العليا، اللانهائية، التي لا يمكن لأي موضوع أن يقاومها؛ إنه ميل العقل ليجد نفسه مرة أخرى، ليدرك نفسه في كل موضوع»».

وبالتالي أين يكمن الخطأ المنهجي لبرودون؟

 

 

فلاسفة ومفكرون.. ابن سينا (ابو علي) (980 – 1037)

اعداد: د. صالح ياسر

                

فيلسوف وطبيب وعالم طبيعي وشاعر بآسيا الوسطى، عاش في بخاري وايران.

لعب ابن سينا دورا كبيرا بين العرب وفي اوربا من خلالهم بنشر التراث الفلسفي والعلمي العام القديم وخاصة تعاليم ارسطو.

وقد قام ابن سينا بالكثير لتدعيم التفكير العقلي ونشر العلم الطبيعي والرياضيات. واحتفظ في فلسفته بكل من الاتجاهات المادية والمثالية عند ارسطو، وانحرف في بعض المشاكل عن الارسطية نحو الافلاطونية الجديدة. وقد طور المنطق والفيزياء والميتافيزيقيا عن ارسطو. وادرك خلود المادة واعتبرها علّة تنوع الاشياء الجزئية وعارض التنجيم والخرافات الاخرى. وكتابه الرئيسي “ كتاب المعرفة “ يقدم عرضاً موجزاً لآرائه في المنطق والفيزياء.

***************************************

 

 

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب

 

  • الاسطورة في السرد العربي الحديث عن دار المدى صدر مؤخراً كتاب جديد للاستاذ ناجح المعموري بعنوان (الاسطورة في السرد العربي الحديث) ضمن مشروعه الثقافي المعروف ودرس فيه رواية عبده خال/ الذاكره وصحوة الحكاية./ مع رواية. الطيون وتداخل الازمنة. وصعود الهوامش/ رواية عزازيل اسطورة الخصاء وصحوة الجسد/ البلاغه الاسطورية في رواية جسر بنات يعقوب/ اسطورة البطل الغائب في صخرة طاليوس.
  • “غواية النص الشعبي/ دراسات في نقد الشعر الشعبي” عنوان كتاب للأستاذ مزاحم الجزائري/ اصدار دار الصراف- بابل.
  • “الفرات المغرد/ من ذاكرة الادب الشعبي العراقي” كتاب للأستاذ كاظم السيد علي/ اصدار دار الضياء- العراق. تناول فيه شعر عدد من الشعراء الشعبيين.

*************

التهكم والسخرية عند موفق محمد وأحمد مطر

د. علي إبراهيم

 

السخرية أو التهكم في الشعر الحديث هي وسيلة لتوصيل المعنى الجاد والمؤثر في المتلقي توفر له القناعة بالنص الشعري وفي كثير منه يكون أكثر تأثيرا من الشعر الاعتيادي وربما كان أحد الأسباب التي مكنته من اجتياح الساحة الثقافية وخاصة السياسي منه وينطبق هذا القول على الشعر الشعبي العراقي الذي نهج ذات الأسلوب وارتبط هذا اللون بالشعر المباشر بعيدا عن الغموض...

توقفت عند تجربة شاعرين معروفين هما أحمد مطر وموفق محمد في عناوين محددة، تناولت سماتهما.

 

1 - توظيف المقدس:

ونبدأ بالشاعر أحمد مطر وقصيدته (قلة أدب) وهو شاعر ساخر فذ غني عن التعريف:

“ قرأت في القرآن

تبت يدا أبي لهب

فأعلنت وسائل الإذعان

أن السكوت من ذهب

أحببت فقري... لم أزل أتلو

وتب

ما أغنى عنه ماله وما كسب

فصودرت حنجرتي

بجرم قلة الأدب

وصودر القرآن

لأنه حرضني على الشغب.”

هذه القصيدة تعفي الناس من بيانات كثيرة وربما تكون هي الأقوى على تحريض الناس ضد المتذرعين بالدين وجعلوا أنفسهم حماة له، من دون الإساءة للنص القرآني بل جرى تجريم المدعين بمصادرتهم للقرآن، بعد أن فشلت وسائل إعلامهم من اسكاته بالتهديد وبمصادرة حنجرته المحرضة على الشغب والتي تقابلها الثورة أو الانتفاضة ضد الظالمين. بعد رفضه الرشوة المعلنة بـعبارة “ السكوت من ذهب” بمعنى أسكت تكسب المال فجاءت إجابته رفضا بجملة: “أحببت فقري”  وأكدها بكلمة: “ وتب.  

 ومسألة توظيف الآيات القرآنية في الشعر لم تقتصر: على الشاعر أحمد مطر بل نجدها في شعر موفق محمد إذ يقول في قصيدته (فتاوى للإجار)

 “ في الدنيا قبل الآخرة

قال القرضاوي

فمن يقتل عراقياً خيراً يرَ

ومن لا يقتل عراقياً شراً يرَ

ونصبرُ

إنَّ الرقاب رقابنا

أوصيكم بالجار السابع ورفقا

بالديكة وما يجري

 عليها في ليلة القدر”.

وهنا السخرية واضحة من المتطرف الإسلامي المصري الذي يفتي بما شاء له ويواصل التهكم منه:

“ذبحُ رقبة

أو اطعام في يوم ذي مسغبة

سكيناً ذا مقربة

أو سيفا ذا متربة

وأضرب العود و غنِّ

إذا أنت لم تذبح ولم تدرِ ما الدما

تبرأ منك الله إن كنت مسلما”

هنا قد يعتقد بعض السامعين أو القراء أن الشاعر قد خرج عن نطاق النقد اللاذع لمن يوظف النصوص الدينية في تعرية التطرف لكنه واضح في موقفه ومؤمن به إيمانا قاطعا وله عقل وعين يفرقان بين النصوص الأصلية وبين توظيفها للقتل بلا رحمة وتجاوزا على ما هو سائد في المقدس برمته، ولكن هناك من لا يفهم هذا التوجه لا بالوعظ ولا بالدرس بل بالإثارة الساخرة التي تستفز المتلقي وتجعله يفكر إن كان يريد أن يفهم حقيقة ما يجري. لذلك تناول موفق محمد النصوص وبتغييرات مثيرة، مولدة قناعات جديدة لدى القارئ أو السامع الواعيين، مسخرا التراث الإسلامي في بعض قصائده متهكما بأدعياء الإسلام المتطرفين:

“من رأى منكم عراقياً فليذبحه بيده

فإن لم يستطع

فبمدفع هاون وإن لم يستطع

 فبسيارة مفخخة

 وذلك أضعف الإيمان

رواه القرضاوي

وهو يكرع دماء العراقيين.”

وقد استخدم لفظة قديمة عامية وسائدة حتى الآن وهي” يكرع” أي يحتسي حتى الثمالة.

 

2 - الصورة الساخرة:

يحاول موفق محمد أن يجعل من صورة أشبه بكاريكاتير ساخر يضحك ويؤثر في المتلقي:

“فلم تعد الأرض أنثى

بل هي الذكر الوحيد الذي يلقح السماء

بناطحات السحاب

لتلد لنا المقابر” 

نراها سخرية مريرة عبرت عن مفارقة التطور الذي يجري على الأرض بدون دوافع انسانية حضارية، حيث تكون نتيجة هذا التطور هي الموت بدلا من الحياة، إذن هو موقف ضد مسار التطور الخالي من الغايات النبيلة التي لا تترك إلا “ وقع خطى الغائبين

ببيوت تردم أبوابها

وغرفٍ تقايض شبابيكها بالثقوب

 رؤوسٍ تسمل عيونها

 قرابين للظلام الذي يحنطنا

 في اهراماته التي لا تحصى”

الظلام هنا هم الطغاة والقصيدة كتبت في زمن الدكتاتورية البائدة. ورمز هذه القصيدة يتعدى محليته ليشمل كل النصابين والقتلة في الأرض التي تلقح ناطحاتها. ويبدو أن الشاعر يرى هؤلاء الطغاة توابيت على الرغم من جبروتهم. ويرسم صورة أخرى ساخرة تعبر عن فظاعة القتل والدمار الذي لحق الجسد والروح حيث الرؤوس لا تعرف أجسادها وأطرافها بلا أصابع وعظام منخورة:

“ولكي نخفف من سمنة المقابر

 صار لازما أيضا

أن نحرق موتانا

لنعيدَ إليها رشاقتها

بأطباق الرماد”

ولو قرأنا شعر أحمد مطر لوجدناه يعج بالصور الكاريكاتيرية وبصوره الساخرة والتي تستخدم الحيوانات رموزا موحية لها، ويمكن للمتلقي أن يفهمها ويطبقها على واقعه فيجدها مطابقة جدا ونذكر هنا مثلا واحدا يجسد هذا المعنى بعنوان (إهانة):

“رأت الدول الكبرى تبديل الأدوارْ

فأقرت إعفاء الوالي

واقترحت تعيين حمارْ!

ولدى توقيع القرارْ

نهقت كل حمير الدنيا باستنكارْ:

نحن حميرَ الدنيا

لا  نرفض أن نُتْعَبْ

أو أن نُرْكَبْ

أو أن نُضْرَبْ

أو حتى أنْ نُصْلَبْ

لكن نَرفضُ في إصرارْ

أن نغدو خدماً للاستعمارْ

إن حُموريتنا تأبى

أن يلحقنا هذا العارْ!” 

 

3 - المفردة الساخرة:

وعلى المستوى الثاني يلجأ موفق محمد إلى المفردة الساخرة موظفا إياها لتبشيع

ما يجري في الواقع واظهار الزيف في استخدام المفردات التهكمية إلى جانب المفردات السامية والنبيلة:

“هبيط الشهداء

ثريد العقيلة المنقوع بسرطان الثدي”

فهبيط كلمة عامية وظفها الشاعر ليسخر من الشهداء الذين لا تنطبق عليهم الصفة المشرفة. لا نصاً ولا مجازاً، و(ثريد) كلمة عربية فصيحة لكنها متداولة بين العامة، وربط هذه اللفظة بـ(العقيلة) وبمرض عضال (سرطان الثدي) ليس اعتباطا انما هو ربط موضوعي يتعلق بطبيعة التفكير وتفعيل العقل الذي لا يفعل لأنه مصاب بمرض عضال وغيبيات تبتعد عن الواقع الديني والعلمي مما يخلق عيوباً جدية ببناء جيل جديد، أو طبقة سياسية وكانت وراء تخلف المجتمع والتطور العلمي في البلد.

4 - الشعر الشعبي:

برع موفق محمد بتضمين قصائده بالشعر الشعبي وغالبيتها من تأليفه فهو شاعر شعبي ويحفظ منه الكثير ويجيد كتابته لكنه غير متخصص به ووردت كلمة نابية أيضا وهي (شعرتي):

“ قلت للموتى خذوني

لم أعد أحتمل الرأس الذي

يكبر في رأسي ويبكي الشجرة

لم أعد أعرف ألوان العتابة

(يروحي ابحر شوكج ملحيتي

جم ماصخ ابماصخ ملحيتي

بعد مندل شعرتي مليحتي

إشما يزهن وطابكهن سويه)

لم أعدْ أحتمل العيشَ

 بتهجين الكتابة”

 

5 - الأغنية:

ويلجأ الشاعر موفق محمد إلى الاستعانة بالأغنية الشعبية عربية كانت أو عراقية لاستكمال صورته الشعرية لأن الأغنية تعد جزءاً مهماً من ثقافة الفرد في المجتمع وتدخل في تركيبته النفسية فتكون أحيانا خير تعبير عن حالته الشعورية، وتجسد قمة إحساسه بالحزن أو الفرح ارتباطه بالحالة التي يعيشها: 

“ويقبل دكة هذا ألحان

كان فريد الأطرش يقصده حين يغني

(يبو ضحكة جنان   مليانه حنان   اضحكه كمان وكمان )”.

ومن هذه الصورة إلى أخرى حزينة ضمن حوار داخلي نازف من أعماق قلب الشاعر وكأنه يهذي وهو واقع تحت تأثير الواقع المرير الذي لا مجال للراحة والاستقرار سوى التدحرج نحو الخمرة ملاذاً وقتياً:

“ تعوي ذئاب الفلى

في رأسي هذا الصبْ

ما ذاق ذرعا ولا سبَ الزمان الكلبْ

وأصعد أسرع

لا تكشف أبداً

ساعينك بالربع الثالث بعد قليل

لا تختصما

(وأرجوك

لو يسألك في القير عن حالي

احجيلو على اللي جرى

واللي حيجرالي)”.

ووجدت أن الشاعر أحمد مطر استعاض عن كلمات الأغاني بالترنيمة وهو الصوت الموسيقي الذي يضيف للقصيدة حيوية أكثر:

“صوتُ مُجنْزرِ

تمْ ترمْ الله أكبَرْ

تمْ ترمْ الله أكبَرْ

انقلابْ

تمَ ترمْ تمْ

وانْتهى عهْدُ الكلابْ”

 

6 - الكلمات النابية:

وموفق محمد لا يتردد في استخدام الكلمات النابية لتوصيل غضبه ومعاناته حيث يحس أن اللغة الجميلة عاجزة عن توصيف تلك النماذج الشريرة التي سامت الناس خسفاً وتقتيلاً حينها يكون “ القبر أهون ألف مرة وهو طريق للمسرة” يصرخ الشاعر لا على لسانه بل على لسان عزرائيل:

“ ما هذي الرحى؟

من ذا الذي أصبركم أمثلكم

 أقصكم

صمم من أجسادكم  قبوركم

أطلق عزرائيل فيما يشبه الزلزال

صرخته المحتدمة

من يا ترى كدس أكوام الخرة

في هذه الضمائر المؤقلمة

حولها زرائباً مهدمة

مقابراً مرقمة

والموت ليس مهنتي فيما أرى

من جثث مسلوبة مهشمة”

وحين يصبح الارتزاق ظاهرة جزارين والناس قطيع كلاب يتخاصمون على سقط المتاع التافه يرسم لنا شاعرنا موفق صورة غاية في التهكم:

“ في عنقي

 حكمت الحبل

وألقيت الطرف السائب للكلب

يا كلبُ يا ابن الكلب

أبعدني عن أسواق القصابين

ولا تنبح قبلي

يبكي الكلبُ

يرمي طرفَ الحبلِ

ويركض مجنونا مثلي.”

 وقلَّت الكلمات النابية عند الشاعر أحمد مطر لكنه أيضا وظف صورة أسنان الكلاب في قصيدته (سواسية) الذي يجعل من الكلب رمزاً للمهانة التي يعيشها المواطن العراقي في بلده المستباح من قبل طارئين على الوطن والوطنية:

“ نَحنُ كأسنانِ كِلابِ الباديهْ

يصْفَعُنا النِباحُ في الذهابِ والإيابْ

يصْفعُنا التُرابْ

رؤوسُنا في كل حربٍ باديةْ

والزَّهوُ للأذْنابْ

وبعضُنا يَسْحقُ رأسَ بعْضِنا

كي تَسْمَنَ الكِلابْ”.

وفي قصيدة أخرى يتعفف أحمد مطر من ذكر كلمة نابية ومع ذلك استخدم منها الكثير بالفصحى للتقريع مثل (الخنزير، البغل، والحمار...) ومنها كلمة(القحبة) فلم يذكر حرفها الأخير في القصيدة:

“كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ

(أنت يا خِنزيرُ، قِفْ بالدُّورِ، إخرَسْ.

يا ابنةَ القَحَّ.. عُودى للوراءْ)” 

هذه بعض سمات شعر التهكم الساخر في الشعر العراقي (موفق محمد وأحمد مطر) أنموذجا، حاولت التوقف عند أبرز سماته فيما كتب الشاعران على  أمل استكمال الدراسة لتتسع على شعراء آخرين لهم خصائصهم الفنية في هذا المجال ولهم تجاربهم الشعرية المميزة، ويشكلون ظاهرة فنية وفكرية في الثقافة العراقية تستحق الدراسة بعمق وعلى وفق منهج علمي ومعرفي.

**************

قصص قصيرة جدا

 

كامل-الدلفي

1 - العمى المبطن

ملأوا الغرفة عن آخرها وهم يصطفون حول سريري، ربما فات وقت على وقفتهم دون ان انتبه لهم فنمت اطول مما ينبغي.. لست معتادا على ان يقف احد فوق رأسي وأنا نائم. كيف لي ان انتبه ولم يصدر عنهم أي صوت او حركة ؟ تبينوا لي انهم من دون اقدام حين نظرت إليهم.. كيف جاءوا؟ ربما طووا اجنحتهم حين دخلوا من باب الغرفة..

من هؤلاء وما الذي يريدون مني؟ هل حقا ان معالمهم التي تبينتها هي لنفس الاشخاص الذين ظننت بمجيئهم إليّ: ابو ذر، بهلول، جحا، قرة العين، روزبه ..؟ لا ينبغي ان أظل ممدا على السرير وهم واقفون.. فنهضتُ ووقفت الى جانبهم فلم ينتبهوا لي وظلوا مستمرين في صمتهم حول سريري من دون ان يعيروا بالا لوقفتي بينهم ..

ما تفسيري لمثل هذا؟

اكاد احصر التفسير في واحد من احتمالين فأما انهم يرون ما لا ارى، أو انا لم اكن في دائرة تفكيرهم ولم يروني أصلا..

هنا تعقد الموقف بيني وبين نفسي، وهل ان ما حدث حدث فعلا أم انه تخييل لا واقعي من عقل خرج عن سوية؟ عندئذ كيف ارمم العلاقة بين عقلي وظني؟

الحل اما ان ابدأ من الصفر من جديد، أو اعلن عن عدم تصديقي لكل ما اراه فهو الوهم الذي يملأنا عن آخرنا.

 

2 - مات مختنقاً في كابوس

ماكنت افكر بأن قلبك ينخلع في أول كابوس اواجهك فيه..أنت الذي تنصب لي فخاخ  التحرش يومياً على طول طريقي الى العمل..

لو لم تمت لأحتقرت نفسي من عدم الوصول الى احلامك.

 

3 - حورية القصب

امراة لا عمر لها تمرق بين صباحات الأرض كعطر قرنفلة زاهرة بالحب. وفي ذات مرور في أفياء الشجر الوارف وأنا امضغ ابهامي المغموس بعسل التمر  تنز مواويل دافئة تفلي قلبي بحسّ أمومتها و رضاها الملكي المتألق.. طرحتني بقماطي المنفوش من الصوف الى الأرض.  لتلقى ضيفتها  بحبور وهاج. نهضت بسمو سجيتها وفراسة فطرتها لتُقبّل كفّ المراة بخشوع ومهابة.

أخذتني المرأة من بين يدي أمي، وضعت سبابتها اليمنى فوق شفاهي.. وفطنتُ الى كلمات تتلوى في سبابتها ترقيني مما هو آت.. همست في أذني:

سأراكَ غداً ساعة يزدحم الخلق على الجسر هلعين من الهول الصاعد فيهم من بين ثنايا الجرف. همست ولو ان الزمن بعيد لكن الهمسات طازجة في قلبي كخبز حار. والان وقد ناهزت الشيخوخة قابلني على جسر الصرافية وجه المراة، ذات المراة بشباب مفرط وبشاشة روح تتلو الحب بتراتيل غَنّاء . غمزتني بالحبّ التاريخي المألوف لها، وعرفت باني قابلت الوجه مراراً من قبل وجودي في الاصلاب، وفي التكوين حتى لحظة حين اخذتني من بين يدي أمي.

وحين كبرتُ بأروقة الحلم وفي الاسفار رافقني ظل مابين الرحلة للحرب وبين الرحلة للمنفى.. وجه ذو نور  يتتبع خطوي بضياء الوجدان القاه على حائطنا الملبوخ مرسوما كوصايا الهة  كونية.

وحين أُهيئ امتعتي ينام بها وجه المراة ذات الوجه  ويظل معي في طيات العمر. تضئ في ذاكرتي كل محطات الرحلة واحدة واحدة.. فألقاه على باب المدرسة المقفول مثل نشيد اخرس لا ينتبه الطلاب له. أتسمر بين يديه فيمضي عني لحن  يملأني فرصة تكوين اخرى في قصبات الاهوار المنسية في احضان الخوف المتيبس في وجهي..

فتمرر طرف عباءتها المملوءة بالروح الكوني على وجهي لأفيق من النوم.

**************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

نساء عراقيات

 

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا كتاب بعنوان “نساء عراقيات”، من تأليف الكاتب الراحل سهيل ناصر فاضل (ئاشتي). يتضمن الكتاب موضوعات كان قد نشرها الراحل على صفحة المرأة في جريدة “طريق الشعب”، بأسماء مستعارة.  ونشر الراحل في البداية حلقات تحت عنوان “هموم امرأة في العقد الرابع”، باسم نجمة عبد الحسين. ثم نشر حلقات أخرى عنوانها “تداعيات ربة بيت” باسم هدى عبد الباقي. أعقبها بحلقات معنونة بـ “من أوراق معلمة متقاعدة”، تحت اسم نبيه أحمد النعيمي، وبعدها “يوميات طالبة جامعية” باسم حنان عبد الحسن. وآخر الكتابات حمل عنوان “ربع احجاية” تحت اسم أم جاسم.

 

*************

 

ليس مجرّد كلام.. الراتب كلُّ شيء لذوي الدخل المحدود..!

 

 

عبدالسادة البصري

 

الغريب في الأمر، دائما ما يتأخر صرف رواتب الموظفين، لهذا تراهم (دايخين ) بحالهم آخر الشهر، وانا اعيش حيرتهم.

عدت بذاكرتي، حينما كنت طالباً في الاعدادية في سبعينات القرن المنصرم، كنت أعمل خلال العطلة الصيفية أجيراً يومياً (عمّالة) في شعبة الهندسة المدنية لشركة النفط، كانت اجرتنا (500 فلساً) نستلمها مجتمعةً كل خميس بعد انتهاء الدوام، لهذا تجدنا فرحين مستبشرين لحظتها، نبدأ العمل بهمّة ونشاط لأننا سنستلم الراتب كما كان يحلو لنا أن نسميه وقتها.

كنت اشتري كتباً ومجلاتٍ من احدى المكتبات الاهلية ــ كان في قضاء الفاو ثماني مكتبات ــ كنت اشتري منها بالدَيْن، حيث اسدد ما مطلوب كل خميس بعد انتهاء الدوام عند عودتي للبيت.

ذات اسبوع أصيب مسؤول الشعبة بوعكة صحية ألزمته الفراش مجازاً، فبقينا ننتظر المحاسب لكنه لم يحظ بتوقيعه كي يصرف لنا، ثارت ثائرتنا وتجمعنا في باب الشعبة نطالب بصوتٍ عالٍ بأجرتنا للأسبوع المنتهي، ونشرح للمحاسب التزاماتنا وما مطلوب منّا، طلب المحاسب منّا الانتظار عصراً لحين ذهابه الى بيت مسؤول الشعبة والحصول على توقيعه بإذن الصرف، انتظرنا حتى أطلّ علينا المغرب حاملاً حقيبته ليسلّمنا اجورنا كي نعود بعدها الى أهلنا حاملين ما استطعنا شراءه من كتب وملابس وفاكهة!

اليوم وقد بدأ الشهر الثاني أفكّر براتبنا الذي تأخر كثيراً، مما جعل زملائي يتذمرون ويلعنون كل شيء، وبالتأكيد من حقهم هذا، لأنهم أصحاب عوائل وعليهم التزامات ومسؤوليات كثيرة لابدّ أن تُحل، الراتب مفتاح حلها طبعاً، عدت الى نفسي لأجدني مثقلا بعبء اكبر مما أحتمل، حيث مصاريف البيت اليومية والأولاد ومدارسهم والإيجار والمولدة والانترنت وغيرها !!

كيف سأحلّها ودقد خلنا في شهر جديد دون راتب وكأننا نعمل بالسخرة ؟!

تساءلتُ: هل فكّر مسؤولٌ ما بالموظفين والعمال ؟! ماذا سيقول البرلماني إذا تأخر راتبه مثلي ؟! وماذا سيقول أيّ مسؤول ؟!

أعتقد انهم لم يهتموا ابدا، لأن ما موجود تحت ايديهم اكبر وأكثر من الراتب حتما، لهذا أظلّ أنا الموظف المسكين بين مدٍّ وجزر، بين موافقة المالية وتأخير اقرار الموازنة، وهكذا كل شهر، وكأنني لم أنتمِ لهذا البلد، جيء بي من أقاصي الارض كالرقيق لأعمل بالسخرة، لا يحقُّ لي أن أفكّر بالراتب وتحسين المعيشة وكيفيتها؟!

أقول وبملء الفم نصيحة لمن يريدها: لا تؤخروا رواتب الموظفين والعمال والأجراء اليوميين لأن صبرهم، ألم تقرأوا: اعطِ الأجير حقّه قبل أن يجف عَرَقُه؟

الانتماء الحقيقي للوطن والناس هو الشعور بهم وبمعيشتهم وأحوالهم الصحية وسكنهم في كل لحظة، لا الكلام والشعارات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، والاحتراب والصراع على المناصب!

 

 

**************

 

 

في مدينة الحلة.. افتتاح شارع الشهيد حيدر القبطان

 

 

بابل - محمد علي محيي الدين

 

في حفل جماهيري الجمعة الماضية بمدينة الحلة، جرى افتتاح شارع شهيد انتفاضة تشرين الباسلة حيدر القبطان، بمشاركة الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والرفاق صبحي الجميلي وياسر السالم وبهجت الجنابي وظافر مردان وميعاد القصير والرفيقة انتصار الميالي اعضاء قيادة الحزب، وبحضور شقيق الشهيد علي القبطان ووفود من محافظات النجف والديوانية.  

وشارك في الاحتفال ايضا جمهور واسع من الحلة مثّل الطيف الديمقراطي وشباب تشرين وممثلي الاحزاب الوطنية وشخصيات مدنية وديمقراطية.

في بداية الحفل تحدث الرفيق ظافر مردان عن مسيرة الشهيد ودوره في اسعاف جرحى الانتفاضة ومساهمته الفاعلة في الحراك الجماهيري مشددا على ضرورة الكشف عن قتلة المتظاهرين ورعاية اسرهم، بعده تحدث السيد علي القبطان شقيق الشهيد عن شكر عائلته الى الساعين لافتتاح الشارع والعاملين على إنجازه.

وتوقف الرفيق رائد فهمي في حديثه عند مزايا الشهيد، مستذكرا شهداء الانتفاضة ومبينا أن هذا الاحتفال يخص جميع الشهداء الذين ارخصوا ارواحهم في سبيل وطنهم وضرورة العناية باسرهم وتعويض الجرحى والمصابين جراء الاعمال الارهابية التي طالت المنتفضين. وأكد سعي الحزب والقوى الخيرة الى المشاركة الفاعلة والدعم للحراك الشعبي والمطلبي، واستمرار الضغط الشعبي لانتزاع الحقوق وفرض السير على طريق التغيير وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب والمنتفضين.   

بعدها القت الشاعرة حسينة بنيّان قصيدة مجدت فيها شهداء الانتفاضة تلاها الشاعر بهجت الجنابي الذي القى شعرا موثرا في رثاء الشهيد مشيدا بدور الشباب في المساهمة بالانتفاضة ومحييا البسالة التي تحلى بها شبابنا الثائر. تلاه الشاعر طارق حسين بمقطع شعري.

 وردد الحاضرون الاناشيد الوطنية والهتافات المطالبة بمحاربة الفساد والجريمة المنظمة والكشف عن قتلة المنتفضين، مستذكرين هتافات وشعارات الانتفاضة المجيدة.

 

********

 

 

في افتتاح شارع الشهيد حيدر القبطان

 

 

بهجت الجنابي

...............

هذوله اولاد يوسف للوطن قربان

كل الغيرة بيهم يشهد الميدان

من عادل تعلم حيدر القبطان

مسجون وعذب سجانة

 

قليلة بحقك انسميلك الشارع

برعم مو غريبة من الحزب طالع

لاجل هاي اليتامى بروحك ادافع

جيناتك من عادل بيها

 

رفاقك والشعب نفس الطريق وياك

ما نسكت كلتها ويا وطن نفداك

احنه النه الشعب والهم الكرسي هناك

ونشوف اليغلب تاليها

 

************

 

 

على قاعة شيوعيي البصرة.. “الصابئة المندائية.. أصالة التوحيد والإرث السومري”

 

البصرة - فالح ياسين الربيعي

 

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، السيد نعيم الرضوي الحصونة، ليتحدث عن كتابه الجديد الموسوم “الصابئة المندائية.. اصالة التوحيد والإرث السومري”، بحضور جمع من المثقفين والناشطين والإعلاميين.

أدار الجلسة التي عقدت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري. فيما استهلها الضيف مقدما نبذة عن كتابه الذي يبحث في أصل الديانة المندائية ومعنى اسمها وموقعها الجغرافي، فضلا عما كُتب عنها من بحوث ودراسات.

وأضاف قائلا أن كتابه يشتمل على ثلاثة فصول، كل فصل يتضمن مباحث عدة، منها “اسم الطائفة ودلالاتها”، “معنى المندائية”، “لمحة عن التاريخ والوطن”، “أصول الديانة المندائية”، “قدم الطائفة الصابئية” وغيرها.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم الشيخ محمد المندائي، الذي تحدث عن كتاب الطائفة المندائية “الكنزا ربّا”. 

وفي الختام قدم الشيخ المندائي إلى السيد الحصونة، سجادة منقوشة عليها صورته، مهداة من الشاعر زكي الديراوي.

ثم وقع الضيف نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

 

***************

 

انقذوا “جسر حربي” من الاندثار!

بغداد – طريق الشعب

وجّه المهندس والأكاديمي موفق الطائي، نداء إلى وزير الثقافة والمهتمين في التاريخ، لإنقاذ “جسر حربي” أو ما يطلق عليه “جسر المستنصر” الأثري الذي يعود الى الحقبة العباسية، من الاندثار.

وقدم الطائي في ندائه الذي نشره على صفحته الشخصية في فيسبوك، توصيفا لهذا الجسر في وضعه الحالي، والذي يقع على بعد 90 كيلومترا شمالي بغداد، على “نهر الدجيل” عند الطريق المؤدي إلى سامراء فتكريت، بالقرب من مدينة بلد.

وتحدث الطائي عن التكوين الإنشائي للجسر، مشيرا إلى ان طول الجسر بكامله يبلغ 54 مترا وعرضه 11 مترا و80 سنتيمترا. 

وعن الأضرار الحالية في الجسر، قال الطائي أن 3 من قناطره مردومة بالأتربة، حتى أصول أقواسها. فيما بقيت القنطرة الأخيرة محافظة على قسم من عمقهامؤلفة المجرى الوحيد الذي تمر عبره سيول “نهر الدجيل” بين حين وآخر.

وأشار الطائي، إلى أن أهم مميزات الجسر، هي الكتابة بالعربية التي تمتد على جبهتيه، ويبلغ طولها بالمجمل مائة متر، موضحا أن الكتابة منجزة بالآجر، وهي غير منقوشة بطريقة الحفر، إنما عن طريق غرز ورصف عدد كبير من الآجر بمهارة فائقة. 

ولفت إلى أن أرضية الكتابة ليست ملساء، إنما مؤلفة من قطع مزخرفة بشكل هندسي، ما يزيد من بروز الكتابة، متابعا أن الإطار الذي يحيط بالكتابة مؤلف من قطع آجر منقوشة، ما يشبه النقوش الموجودة في “المدرسة المستنصرية” وفي سقف إحدى الحجرات المتصلة بـ “السفينة” في “مسجد الكوفة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيوعي العراقي يستقبل وفدا من وجهاء مدينة الشعلة

 

بغداد – طريق الشعب

استقبل مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الشعلة ببغداد، الأربعاء الماضي، وفدا من وجهاء المدينة، وذلك في سياق التواصل بين الشيوعيين ومختلف فئات المجتمع.

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث حول الوضع السياسي الراهن في البلد، وما يتعلق بمجريات تشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح الشيوعيون للوفد موقف حزبهم من الظروف السياسية والأزمات التي يشهدها البلد اليوم، وتشديده على أهمية التغيير الشامل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو الكاظمية يزورون مصنع السجاد اليدوي

بغداد – عدنان جاسم

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، مصنع السجاد اليدوي في المدينة.

ورحبت إدارة المصنع بالوفد، وتبادلت معه الحديث حول ظروف العمل والإنتاج. فيما أشادت بتاريخ الحزب ومسيرته النضالية الوطنية.

وفي ختام الزيارة، سلم الوفد إدارة المصنع نسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

وتقدمت الوفد عضو اللجنة المركزية وسكرتيرة منظمة الكاظمية الرفيقة نسرين حسين، وسكرتير اللجنة المحلية في الكرخ الأولى الرفيق عبد الرزاق المشهداني.