اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الوحش الأبيض يطمر الخيام والنازحون يستغيثون: الحكومة نسيتنا

بغداد ـ عبدالله لطيف

مشهد مأساوي يلخّص صورة مخيمات النازحين شمال العراق، كانت أبطاله الثلوج والأمطار التي ضربت البلاد ولا تزال متواصلة؛ حيث غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات التي تعرض معاناة النازحين في ظل أجواء بالغة القسوة، وسط انعدام مستلزمات التدفئة والعيش الكريم في خيامهم المتهالكة.

وما زاد الكارثة الإنسانية مأساةً، هو أن الحكومة أعلنت في وقت سابق، إغلاق مخيمات شمالي البلاد، وتحديدا مخيم سردشت في حضن جبل سنجار، في محافظة نينوى، بينما لا يزال قاطنوه قابعين في أماكنهم، التي لم يزرها أحد ولم تصلها إغاثة منذ الإعلان المضلل.

وتسببت الثلوج في قطع الطرقات ودفن العديد من الخيام تحت الثلوج التي وصل ارتفاعها إلى 40سم.

وتذكر مصادر مطلعة، أن 700 عائلة من الإيزيديين محاصرة بمحافظة نينوى بسبب الثلوج، وسط نقص بالمواد الغذائية.

ويقاسي النازحون في مخيم سردشت البرد القارس، ونقصا حادا في المؤن، خاصة الوقود والأغطية الشتوية.

وطيلة 3 أيام تعرضت مناطق في شمال العراق الى عاصفة ثلجية، تسببت بقطع الطرق وسجلت درجات الحرارة 17 تحت الصفر، بينما لا تقدر خيم النازحين على الصمود أمام درجة حرارة 4 تحت الصفر.

قبل أن يُعلن حلها في العام  الماضي 2021، وكانت مفوضية حقوق الانسان تسلط الضوء على هذه المعاناة، وتنظم مؤتمرات صحفية، وتنشر بيانات واستغاثات ونداءات، تدفع المنظمات الدولية الى تقديم المساعدات. لكن الاخيرة اوقفت تلك المساعدات، منذ ان اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، استعدادها لإغلاق ملف النزوح بالكامل نهاية العام المنصرم.

4 تحت الصفر

هناك في مخيم بيرسفي ـ الذي يقع على الحدود العراقية التركية ـ يبدو المشهد معقدا: الخيام كأنها كتل ثلجية كبيرة الحجم؛ ومن داخل إحداها، يقول النازح ذياب غانم لـ”طريق الشعب”: إن “الحكومة بدأت توزيع الوقود بعد أن وصلت درجة الحرارة الى 4 تحت الصفر. التوزيع حصل بعد فوات الاوان”.

وطبقا لغانم، تتسبب موجة البرد “بأمراض مختلفة لدى الاطفال وكبار السن. هنا في المخيم توجد خيمة طبابة لا تقدم سوى علاجات اولية”. بينما تحول المخيم الى “بؤرة للفايروسات والبكتيريا”، بحسب وصف غانم.

“سردشت” بلا مساعدات

ويقول الناشط في سنجار طلال عبدالله، ان “موجة الثلوج التي اجتاحت العراق كان نصيب النازحين من معاناتها الحصة الكبرى، بخاصة في مخيم سردشت”.

ويؤكد عبدالله أن “ساكني هذا المخيم لا تشملهم أية مساعدات، ولا تسلط اضواء الاعلام عليهم، لان وزارة الهجرة والمهجرين اعلنت اغلاقه في وقت سابق” بحسب قوله.

ويشير إلى أن “الأوضاع في المخيم مأساوية في ظل غياب المساعدات الحكومية”.

ويزعم عبدالله أن “الحكومة لا تهتم بالنازحين في مخيمات سنجار ودهوك، كما تفعل في مخيم الجدعة”، مبينا أن “النازحين في الجدعة، تسلموا حصصهم من مادة الكاز، فيما لم تصل تلك المساعدات الى نازحي دهوك وسنجار”.

وطالب عبدالله المنظمات والناشطين المعنيين بـ”مباشرة حملات عاجلة تشمل جمع تبرعات وتوزيع مدافئ واغطية ووقود”.

ويشير الى انهم وجهوا مناشدات عديدة الى الحكومة “لكنها لم تستجب لنا”.

مبادرات شبابية طيبة

وفي الاثناء، بادرت مجموعة شباب من العاصمة بغداد الى جمع التبرعات وشراء لوازم وحاجيات ليجري توزيعها على النازحين، لمواجهة موجة الصقيع الحالية. أحد العاملين في هذه الحملة قمندار عباس قال لـ”طريق الشعب”: ان “الشباب اتفقوا على تقديم المساعدات للنازحين بالتزامن مع موجة البرد القاسية التي عمت البلاد”.

وأضاف أن “العمل يجري الان على جمع التبرعات والحصول على موافقات من الحكومة لدخول المخيمات خصوصاً وان بعضها في اقليم كردستان، وقضاء سنجار”.

تجاوز الأزمة؟

من جهتها، تحدثت وزارة الهجرة والمهجرين، عن تجاوز أزمة الثلوج والبرد التي شهدتها مخيمات النازحين الموجودة ضمن حدود اقليم كردستان، وذلك عبر تحرك حكومي ودعم متبرعين لإيصال الاحتياجات الأساسية في مقدمتها الوقود.

وذكر وكيل الوزارة كريم النوري، إن كوادر فروع الوزارة في محافظات دهوك والسليمانية واربيل والموصل تعاطت مع الظروف الاخيرة المتمثلة بالبرد والثلوج التي هطلت على مناطق الاقليم، عبر تشكيل خلايا ازمة.

وشملت الحملة التي شارك فيها متبرعون، بحسب النوري، “توفير الاغطية (البطانيات) والوقود وايصال تلك المواد الى المخيمات”.

ووفقا لإحصائية أعلنتها الهجرة الدولية في تقرير نهاية العام الماضي، فإن أكثر من مليون و200 ألف نازح عراقي، ما زالوا يسكنون في المخيمات، ولم يعودوا إلى مناطقهم.

************

الحزب الشيوعي العراقي: أمن الوطن والمواطن في المقدمة

هجوم جديد لداعش الإرهابي فجر يوم 21 - 1 - 2022 على مقر السرية الأولى للجيش العراقي في ناحية العظيم / محافظة ديالى، أدى الى استشهاد  11 منتسبا.

حصل هذا الهجوم الغادر في المنطقة ذاتها التي تتكرر فيها اعتداءات عناصر التنظيم الإرهابي. وكما في كل مرة وبعد وقوع الضحايا تبادر الحكومة والمؤسسات المعنية الى اعلان حالة الاستنفار والحديث عن أهمية العمل الاستخباراتي وضرورة اليقظة والحذر، كما تصدر التصريحات المشتركة بشأن ضرورة التعاون والتنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة، لكن المواطن يبقى يتساءل بحرقة وألم: لماذا لا تبقى  هذه الجهوزية والتعبئة على نحو دائم ومتواصل؟ خصوصا أن الكل على يقين بأن داعش لم يهزم كاملا بعد، وهناك حواضن له، ويسعى باستمرار الى تجميع عناصره للقيام باعمال إرهابية إجرامية، تهدف ليس فقط الى ازهاق أرواح بريئة، بل يريد توجيه رسائل عدة منها تأكيد وجوده وعدم اقراره بالهزيمة.

ان هذه الهجمة الجبانة تأتي مع تواصل حدة الصراع وحالة التجاذب السياسي بين المتنافسين على السلطة وكراسيها، وحصول عدد من التفجيرات والاستخدام للصواريخ، وجاء مترافقا أيضا مع هروب اعداد من الدواعش من احد السجون في سوريا، ما يؤشر ان الإرهابيين يوظفون حالة عدم الاستقرار والتراخي والثغرات لتحقيق مآربهم  الدنيئة.

 من نافل القول إعادة التأكيد أن على الكتل السياسية وخاصة المتنفذة  ادراك حجم المخاطر المحيطة، وان لا تدفع الأوضاع الى حالة التفجر، وهي ملزمة بإبقاء حالة التنافس السياسي، بعيدا عن العنف والسلاح وقرقعته والتلويح به، لتحقيق اهداف سياسية. وان الإصرار على ذلك فيه تيه وضياع ودفع الأوضاع الى حافة الهاوية، واضعاف حالة التأهب لحماية المواطن والوطن. 

وإذ ندين هذه الجريمة النكراء، وندعو الى المزيد من الحذر واليقظة، والتنسيق والتعاون بين مختلف صنوف القوات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، نقدم التعازي الى ذوي الضحايا، وندعو الحكومة الى ان تقوم برعاية عوائلهم.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

21-1-2022

-***********

رائد فهمي: وحدة عمل قوى التغيير امكانية وضرورة واداة للتغيير

المشهد السياسي المثير للأسى، الذي تقدمه القوى المتنفذة في مساعيها المحمومة لاعادة انتاج  النهج التحاصصي ذاته، المتسبب في ازمات البلاد وفي مفاقمة معاناة اوسع القطاعات الشعبية،  يؤكد ضرورة مضاعفة الجهود والعمل على توحيد عمل ورؤى  قوى التغيير، السياسية والمجتمعية، التي تشمل الحراكات والاحزاب التشرينية والقوى والاحزاب المدنية الديمقراطية، التي  وقفت بوضوح مع انتفاضة تشرين وثوارها،  وساندتها وتبنت مطالبها المشروعة والعادلة،  مع  التنظيمات النقابية والمهنية والحركات والحملات الاحتجاجية والمطلبية، مثل حراك الخريجين والمحاضرين واصحاب العقود،  ومطالبات الفلاحين والمزارعين بتسديد الدولة لمستحقاتهم وبتقديم  الدعم لانتاجهم وللقطاع الزراعي ككل، كذلك تظاهرات عمال المصانع المعطلة او التي تجري اعادة هيكلتها على  حساب العاملين فيها وحساب اصول  قطاع الدولة، وفق عملية خصخصة ومشاركات تحوم حولها شبهات فساد،. الى  جانب الاحتجاجات المتنوعة  المحلية والقطاعية المتعلقة بتردي الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية.

وقد كشفت الانتخابات الاخيرة ان اغلبية الشعب لا تثق بالمنظومة الحاكمة واحزابها المتنفذة، التي تولت تسيير العملية السياسية وفق نهج المحاصصة الحاضن للفساد والمتسبب في  الفشل  في  بناء  الدولة وقدرتها على  خدمة المواطن وتعزيز  سيادتها واستقلالها. لكن   تشتت  قوى التغيير يحول دون تحويل هذه القوة الكامنة في المجتمع الساخط ، الى فعل  وتأثير سياسيين قادرين على تحويل المسارات نحو التغييرات المنشودة  في الشخوص والنهج .

ويمكن لتحقيق وحدة  العمل ان ينطلق وفق مسارات متعددة، وان تقوم به قوى تغيير مختلفة وضمن اطر ودوائر  مستقلة عن بعضها تنظيميا، لكنها تشترك في التوجهات والاهداف، ما يوفر ارضية  حقيقية للتعاون والتنسيق وصولا الى وحدة العمل.

ويتجلى هذا حاليا في مساعي النواب المستقلين  التشرينيين والداعمين لهم  للتوحد في كتلة.  وبموازاة ذلك نجد العديد من الحراكات تتجمع في تنسيقيات واطر تشاورية، تضمهم مع  قوى واحزاب وحركات وتنظيمات نقابية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها. كما نشهد  حراكا آخر للقوى والاحزاب والشخصيات المدنية الديمقراطية لتوسيع اطرها التحالفية وتنشيطها، مثل قوى التيار الديمقراطي، الى جانب جهود وعمل قوى مدنية متنوعة.

ان المشتركات الفكرية والسياسية  لهذا الطيف الواسع والمتنوع من القوى والحركات كبيرة جدا، وان امكانية تحقيق تقدم ونجاحات في تجميع روافد التغيير قائمة، وتتطلب الانفتاح والمرونة والتركيز على ما يجمع وعلى خوض الحوارات الهادفة.

ــــــــــــــــــــــ

بوست الرفيق رائد فهمي على صفحته في الفيسبوك

************

راصد الطريق.. من ينقذ النازحين ؟

المشاهد التي تناقلتها وسائل الاعلام عن مخيمات النازحين هذه الأيام .. تدمي القلوب. لكنها تثير أيضا الغضب والسخط على من يقصرون في واجباتهم إزاء النازحين، ويديمون عمدا المأساة المتواصلة منذ سنوات .

وزارة  الهجرة  تقول في تصريح لها انها  “وجهت  وزارة النفط بتوزيع مادة النفط في المخيمات، وتمت المباشرة  بعمليات التوزيع بهدف التخفيف عن النازحين برد الشتاء القارس”.ً واللافت قول الوزارة ايضا “ان هذه الإجراءات ضمن حدود إمكانات وزارة الهجرة وهذا ما نستطيع تقديمه للنازحين “!

من يتمعن في هذا التصريح يستنتج ان الوزارة تفتقد التخصيصات اللازمة للقيام بواجباتها،  وان امر النازحين في النهاية ليس بيدها!

 ولا شك ان الوضع المأساوي تتحمله الحكومة الاتحادية بالكامل، كذلك حكومة الإقليم الذي تكاد جميع المخيمات تقع في أراضيه. ولا يعقل ان تستمر هذه الكارثة بعد ست سنوات من هزيمة داعش الإرهابي .

فهل يتعلق الامر حقا بتأمين عودة سالمة للنازحين وتهيئة البنى التحتية لذلك، أم ان هناك دوافع سياسية وغيرها تعرقل اغلاق هذه المخيمات وعودة النازحين والمشردين الى محافظاتهم ومدنهم ؟!

*******

الصفحة الثانية

النزاهة تضبط استقطاعا في رواتب موظفي ومتقاعدي نينوى

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت هيئة النزاهة، أمس الأحد، عن ضبطها حالات استقطاع مبالغ من رواتب المُوظَّفين والمُتقاعدين في عددٍ من دوائر مُحافظة نينوى، مُبيّنةً أنَّ تلك الاستقطاعات تمَّت بصورةٍ مُخالفةٍ للقانون.

وقالت الهيئة في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، إن “دائرة التحقيقات التابعة لها أفادت بأنَّ فريق عمل مُديريَّة تحقيق نينوى تمكَّن، عبر ثلاث عمليَّاتٍ نوعيَّـةٍ نُفِّذَت بموجب مُذكَّراتٍ قضائيَّةٍ، من ضبط حالات استقطاعٍ لرواتب المُوظَّفين والمُتقاعدين وذوي المُتوفّين في مُديريَّـة الزراعة ودائرة الصحَّة وقطاع الرعاية الصحيَّة - الأيسر بالمُحافظة”.

وأضافت، أنَّ “الفريق قام بضبط أصل القوائم الخاصَّة بجمع مبالغ ماليَّةٍ من مُوظَّفي دائرة الزراعة في المُحافظة؛ لغرض إرسالها (مكافأة) للمُوظَّفينٍ العاملين في وزارة الماليَّة؛ لقاء قيامهم بتسهيل صرف المبالغ المُدَّخرة (المُخصَّصات غير الثابتة) لمُوظَّفي دائرة الزراعة”.

وأكَّدت الهيئة، “تنظيم محاضر ضبطٍ أصوليَّةٍ، وعرضها رفقة المُتَّهمين على قاضي محكمة تحقيق نينوى المُختصَّة بقضايا النزاهة؛ الذي قرَّر استقدام مُدير حسابات دائرة زراعة نينوى وفق أحكام المادَّة (329) من قانون العقوبات، إضافةً إلى توقيف المُتَّهمين المضبوطين في العمليَّـة الثانية والثالثة وفق أحكام المادَّة (316) من قانون العقوبات”.

***************

اضاءة.. شيزوفرينيا سياسية

محمد عبد الرحمن

الشيزوفرينيا في علم النفس اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تمييز الواقع. وتشمل أعراضه الشائعة الوهام واضطراب الفكر ، بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي، وانعدام الإرادة.

وفي السياسة لا يكاد يختلف الامر كثيرا. وتبرز اعراض الشيزوفرينيا السياسية اكثر ما تبرز، في فترات الاضطرابات وعدم الاستقراروالانكسارات والتحولات والانتقالات،  خصوصا لجهة الانفصام التام عن الواقع والادعاء بغيره وبعكسه.

اليوم نعيش تماما حالة هذا الابتعاد عن حياة الناس وواقعهم، وادعاء عدد من القوى غير حقيقتها وطبيعتها وما تخطط له وترمي اليه . وهذا له مقدماته واسبابه، ومنها ما يتعلق  بحالة الفشل المتكرر وعدم القدرة على  ادراك ما يتوجب القيام به، فنرى حالات التخبط التي هي اقرب الى الهلوسة. انها حالة العجز عن اتخاذ الموقف السليم بعد استخلاص الدروس من تجارب الفشل، والتوقف مليا عند الفرص والامكانيات والتحديات .

هذا الانفصام اليوم هو سيد موقف عدد من القوى السياسية، فصراعاتها وتجاذباتها وتدافعاتها بعيدة تماما عن هموم الناس وركض غالبيتهم  المتواصل لتأمين قوتهم اليومي، في وقت تعجز الدولة ووزارات الحكومة ومؤسساتها فيه عن تأمين ابسط متطلبات الحياة، والحد الأدنى من الخدمات خاصة في مجالي الصحة والتعليم وفي الكهرباء، حيث الانقطاعات الطويلة في هذه الأيام قارسة البرد ضاعف معاناة المواطنين .

نعم ان المتدافعين اليوم لأجل مصالحهم ونفوذهم وكراسي السلطة في وادٍ ، وغالبية العراقيين في واد اخر  .

وهذه الهوة بين الأغلبية الساحقة التي تطحنها تداعيات الازمات المتعددة، وبين الأقلية المتنفذة المرفهة آخذة في الاتساع. وان أجواء عدم الثقة  التي كانت مخيمة قبل انتخابات تشرين الأول  ٢٠٢١، باقية على حالها ان لم تكن قد تعاظمت  جراء  المشاهد السياسية المضحكة المبكية التي نتابعها اليوم.

والأخطر ان هذا البعض المحبط واليائس والعاجز عن الفعل الإيجابي، كما يقول مختصصون، قد يندفع الى ممارسات طائشة متهورة، لمجرد ان يقول انه موجود ولاثبات الذات المنطوية على نفسها والغارقة في الأوهام  .

ان مثل هذه الممارسات خطر ومؤذٍ، ويبتعد تماما عن الممارسة السياسية المتوازنة والرصينة، والتي  يفترض ان تضع في الاعتبار قبل كل شيء مصالح الوطن والشعب وحاجة البلد الى الاستقرار والتوظيف السليم لموارده المالية، لتحقيق ما ينتظره المواطنون وما يرتقي ببلدهم الى مصاف الدول المتحضرة والمستقرة، التي يأمن فيها المواطن على حياته وممتلكاته وتتاح له فرص العيش الكريم .

السؤال الملح  هنا : من يقطع الطريق على هؤلاء ويضع حدا للممارسات الضارة والمؤذية وفقا لكل الأعراف والمقاييس ؟ فالخطر قد يتسع للحد الذي يضع البلد على كف عفريت .

وان من يشعر بانه بعيد عن نيران طائشة غير منضبطة اليوم ،فلا يتوقع بانه في مأمن اذا ما استفحل الامر واذا ما ترك الحبل على الغارب . ومن هنا واجب الرفض الوطني الشامل لكل ممارسة تقضم هيبة الدولة وتصادر القانون وتلحق الاذى والضرر بحياة المواطنين وامنهم واستقرارهم.

***************

غضب احتجاجي يتواصل.. مواطنون يتظاهرون رفضا للفساد والمحاصصة

بغداد ـ طريق الشعب

تظاهر حشد من المواطنين في العاصمة بغداد، احتجاجا على استمرار منهج المحاصصة في ادارة الدولة، فيما شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات، وتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

رفض منهجية ادارة الدولة

وتجمع عدد من المحتجين قرب ساحة النسور وسط بغداد، احتجاجا على استفحال الفساد واصرار الكتل السياسية على منهج المحاصصة الطائفية والقومية كطريقة لإدارة البلاد.

واكد المتظاهرون في بيان طالعته “طريق الشعب”، “رفضهم لمنهج المحاصصة واعادة تدوير الفاسدين، واعادة سعر صرف الدينار امام الدولار، ومحاكمة قتلة المتظاهرين وإسقاط الدعاوى الكيدية، ومحاكمة رؤوس الفساد، وإقالة المحافظين الفاسدين، وتلبية مطالب الخريجين”.

في الاثناء، تظاهر العشرات من اصحاب العقود في وزارة التعليم العالي، امام مبنى الوزارة، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وقال مراسل “طريق الشعب”: ان “العشرات من اصحاب العقود في الوزارة انطلقوا في مسيرة احتجاجية من امام وزارة التعليم العالي صوب ساحة الطيران، للمطالبة بتطبيق القرار، والكف عن تجاهل مطالبهم”.

احتجاج واسع في ذي قار

من جانبهم، قطع المئات من خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار، جسر النصر وسط مدينة الناصرية، في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وذكر المتظاهر وسام احمد لـ”طريق الشعب”، ان “السنوات تمضي والحكومة عاجزة عن توفير فرص العمل سواء في القطاع العام ام الخاص”، مشيرا الى ان “هذا الفشل سوف يلقي بظلاله على الاوضاع العامة بشكل كبير في حال عدم ايجاد حلول جذرية للموضوع”.

وأقدم احد جرحى التظاهرات في مدينة الناصرية رحيم عبد الكريم على نصب خيمة اعتصام في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على إهمال الجهات الحكومية لحالته الصحية وعدم شموله في العلاج خارج العراق.

وقال عبد الكريم في حديث صحفي، إنه مصاب بثلاث إطلاقات نارية منذ 27 تموز عام 2020 ويعاني من رفع احدى كليتيه ونصف الكبد ورفع فقرتين من العمود الفقري وشلل نصفي على خلفية ذلك، مشيرا الى أنه يواجه تقرحات عديدة في أنحاء جسمه بسبب جلوسه المتواصل وتداعيات الإصابة، موضحا أن الوعود الحكومية المتكررة بعلاجه لم تفِ بها، الأمر الذي دعاه إلى نصب خيمته في ساحة الحبوبي، والاستمرار باعتصام مفتوح لحين إرساله للعلاج خارج العراق.

فيما قطع العشرات من ذوي شهداء حريق مركز عزل النقاء في المحافظة، الطريق العام القريب من مستشفى الحسين التعليمي، احتجاجا على تأخر كشف التحقيقات في الحادث وتقديم المتهمين الى القضاء.

تظاهرة للمصابين بأمراض الدم الوراثية

وفي محافظة البصرة، نظم عدد من ذوي المصابين بأمراض فقر الدم الوراثية “الثلاسيميا”، وقفة احتجاجية أمام قسم رعاية ذوي الإعاقة، مطالبين بصرف راتب المعين المتفرغ.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “عدد المصابين بهذا المرض يتجاوز 8 آلاف، وإن أعداد الذين تم شمولهم براتب المعيل تجاوز 3 آلاف شخص، في حين أن من تسلم البطاقة الذكية 2570 فيما تبقى 1570 لم تصدر لهم بطاقة ماستر كارد، ولم تصرف مستحقاتهم”.

ونظم عدد من شيوخ العشائر ووجهاء مدينة الزبير وقفة احتجاجية، أمام مبنى القائممقامية وسط القضاء، للضغط على الحكومة المركزية للإسراع في حسم مشكلة مشروع مجاري الزبير للمرحلة الأولى وإحالته للتنفيذ بمشروع متكامل، لإنهاء معاناة المواطنين جراء تدني الخدمات وإيقاف مشاريع البنى التحتية.

خريجو المعاهد يحتجون

في غضون ذلك، نظم عدد من خريجي معهد التدريب النفطي لعام 2019 - 2020 تظاهرة امام مقر شركة النفط موقع (الزقورة) وسط البصرة، للمطالبة بالإسراع في إصدار الامر الوزاري بتعيينهم على ملاك الشركة.

الى ذلك، نظم عدد من خريجي معهد النفط في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية امام مبنى الشركة بالمحافظة، مطالبين بالإسراع في إجراءات معاملات تعيينهم على الملاك الدائم، وفقا للتعليمات الوزارية.

وأغلق العشرات من المزارعين مدخل سايلو ميسان، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية مقابل تسويقهم محاصيلهم الزراعية للموسم الشتوي الماضي للسايلو منذ أكثر من 6 اشهر، ملوحين بخطوات تصعيدية اخرى في حال استمرار المماطلة بصرف مستحقاتهم، رغم تلقيهم وعودا من قبل ممثلي المحافظة في قبة البرلمان، واصفين تلك الوعود بالكاذبة.

وشهدت المحافظة تظاهرة اخرى، نظمها اصحاب العقود في مجلس محافظة ميسان امام مبنى مجلس المحافظة، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم، سيما بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتثبيت المتعاقدين الذين لديهم خدمة 5 سنوات فما فوق.

كما تظاهر عدد من خريجي المعهد التقني بمحافظة المثنى، في ساحة الاحتفالات وسط السماوة للمطالبة بتوفير فرص العمل في الدوائر التي تتعلق باختصاصاتهم في القطاعين العام والخاص.

تظاهرات للمعلمين

من جهتهم، طالبت الكوادر التدريسية في المحافظة، خلال وقفة احتجاجية، نظموها في مقر نقابة المعلمين بشمولهم في توزيع قطع الأراضي، أسوة بباقي الشرائح، مشددين على ضرورة تطبيق قانون حماية المعلم.

في السياق، نظم عدد من الكوادر التعليمية في محافظة واسط تظاهرة أمام مبنى مديرية التربية، مطالبين بشمولهم في توزيع قطع الاراضي ورفع التسكين عن رواتبهم، مهددين باتخاذ اجراءات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

****************

“بحراك شبابي فاعل.. نؤسس للتغيير”.. البلاغ الختامي للمؤتمر الـ 15 لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

تحت شعار “بحراك شبابي فاعل.. نؤسس للتغيير”، عقد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، مؤتمره العام الخامس عشر في العاصمة بغداد، يوم الجمعة 21 كانون الثاني 2022، بحضور مندوبات ومندوبي فروع الاتحاد في المحافظات وممثلي اتحاد شبيبة كردستان وهولندا، والضيوف ممثلي منظمات المجتمع المدني والحركات السياسية وممثل اكاديمية بغداد للعلوم الانسانية، الذين شاركوا في حفل الافتتاح.

افتتِح المؤتمر اعماله بالنشيد الوطني العراقي، والوقوف دقيقة صمت، حداداً على أرواح شهيدات وشهداء العراق والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين، ليرحب الزميل وسام المالكي نائب السكرتير السابق بالضيوف عبر كلمة الاتحاد، ثم القى ممثل اكاديمية بغداد للعلوم الانسانية كلمة بالمناسبة، هذا والقى الزميل أمير علي كلمة اتحاد شبيبة كردستان، ثم كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، القاها الزميل وسام الخزعلي سكرتير الاتحاد الاسبق.

تلقى المؤتمر برقيات التهنئة والتحايا بمناسبة انعقاد المؤتمر من رابطة المرأة العراقية واتحاد نقابات العمال واتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق والتيار الديمقراطي ومنظمات عربية ودولية أخرى. كما تخلل حفل الافتتاح فقرات موسيقية وفنية وشعرية ابتدأت بقصيدة الشاعر عمر السراي ومساهمة فرقة كورال قيثارة السلام وفرقة أنغام الشبيبة.

بعد الانتهاء من حفل الافتتاح، اكمل مكتب سكرتارية الشبيبة السابق مهامه بإقرار تقرير الاعتماد وشرعية المؤتمر من حيث النصاب وانتخاب لجنة رئاسة المؤتمر والتي اخذت على عاتقها متابعة اعمال المؤتمر ومنها لجان المؤتمر( لجنة الاعتماد، لجنة التدقيق المالي، لجنة كتابة المحضر، ولجنة الترشيحات والطعون ).

وناقش المؤتمر التقارير والأوراق المقدمة، ومنها الورقة الشبابية وورقة التوصيات التي تضمنت التعديلات المقترحة على النظام الداخلي، التقرير الانجازي والتقرير المالي، والتي اغناها المؤتمر بالتوصيات والقرارات التي اقرِّت بالتصويت العلني، مع تكليف ممثلي الفروع بالتعاون مع اللجنة التنفيذية لاستكمال وثائق المؤتمر.

واختتم المؤتمر اعماله بانتخاب العدد التكميلي للجنة التنفيذية التي عقدت اجتماعها الاول وانتخبت الزميل سلام نوري سكرتيراً للاتحاد والزميل علي محسن نائباً له، وانتخاب المكتب التنفيذي  للاتحاد.

*************

الصفحة الثالثة

وثائق المؤتمر الـ 11.. في ظل نظام المحاصصة والفساد

تدهور القطاعين الزراعي والصناعي

يعاني قطاع الزراعة كثيرا من مشكلات جدية بسبب اغراق السوق بالمنتجات المستوردة، وضعف كبير في الدعم الحكومي، وشح المياه؛ فبحسب الاحصائيات الرسمية، فإن اسهامات هذا القطاع في الناتج المحلي الاجمالي ضئيلة، ولا تزيد على (4.8) في المائة خلال عام 2020 حسب الجهاز المركزي للإحصاء. وعلى الرغم من ان الزراعة تعد المصدر الرئيس لتوفير سبل عيش الفئات الفقيرة والمستضعفة وتوفير فرص العمل للسكان في المناطق الريفية، الذين يمثلون نسبة 30 في المائة من مجموع سكان العراق، فإن تردي واقع الانتاج الزراعي تسبب في انخفاض ملحوظ ـ وإن كان غير موثق بدقة رسميا ـ في أعداد الفلاحين والعاملين في الاعمال الزراعية عموما. ويبرز الاتجاه الواضح لتمايز الفلاحين وإفقار فئات واسعة منهم من الشرائح الوسطى والصغيرة. وتشير بعض التقديرات إلى ان نصف عدد فلاحي العراق دفعتهم الظروف الصعبة إلى ترك الزراعة في السنوات الماضية واللجوء الى مهن ونشاطات اخرى. وقسم كبير منهم هاجروا مع عوائلهم إلى مراكز المدن، خصوصا إلى العاصمة بغداد والبصرة، للعيش في أحياء عشوائية، حيث ظهرت مجددا نماذج من “مدن الصفيح” التي ستفضي أيضا الى إعادة إنتاج الفقر والتهميش بمديات جديدة بكل ما يحمله ذلك من مخاطر اجتماعية على السلم الأهلي. 

والمسألة تكاد تكون ذاتها بالنسبة لقطاع الصناعة التحويلية، حيث انه يعاني من اختلالات كبيرة؛ فمساهمته في الناتج المحلي الاجمالي لا تشكل الاّ نسبة متواضعة، بلغت 1.77 في المائة عام 2018. وبحسب احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن عدد العاملين في المنشآت الصناعية المصنفة كبيرة ومتوسطة وصغيرة، كان يمثل في عام 2018 ما نسبته اقل من (0.4) في المائة من عدد سكان العراق. علما ان قسماً غير قليل من هؤلاء يعمل في منشآت مملوكة للدولة، وجزء غير قليل من تلك المنشآت تكاد تكون شبه معطلة. فيما يشير بعض المختصين، إلى ان هناك، في الفترة التي تلت 2003، قرابة 500 ألف عامل صناعي حكومي من أصل 750 ألف عامل تقريبا، يعملون في القطاع المملوك للدولة، هم فعليا معطلون عن العمل، لكنهم يتقاضون اجورهم ورواتبهم من الموازنة العامة للدولة. بينما تتآكل مصانعهم بسبب الاهمال المتعمد. وبحسب مصدر حكومي فإن 72 في المائة من الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة تُعد خاسرة.

ومن جهة اخرى، فإن القطاع الصناعي الخاص الذي لم يتلق اي دعم حكومي ملموس طوال السنوات الماضية، وفي ظل اغراق السوق بالسلع المستوردة، فان عددا كبيرا، قد يصل الى 800 ألف عامل من العمال الصناعيين قد فقدوا وظائفهم في مصانع وورش هذا القطاع، فلا يعمل في هذه المصانع والورش الاّ اقل من 10 في المائة، وبطاقات انتاج متواضعة.

وارتفعت معدلات البطالة كثيرا في البلاد بعد الأزمة الاقتصادية التي رافقت تفشي وباء كورونا. فإذا كانت احصائيات وزارة التخطيط تشير إلى انها بلغت حوالي 14 في المائة عام 2018، فإن أكثر من ثلث الشباب (35.5 في المائة) لا يعملون (حسب تقرير لوزارة التخطيط بالشراكة مع البنك الدولي واليونيسيف في تموز 2020). وإذا اخذنا بعين الاعتبار ان مئات الالاف من الشباب يدخلون سنويا إلى سوق العمل، وان جزءً كبيرا من العمالة في القطاع الخاص هي عمالة مؤقتة وغير منتظمة، أدركنا ان الرقم الاخير ليس بعيدا عن الواقع.

ومن جهة اخرى، ما زالت معدلات الفقر والتهميش مرتفعة وتقدرها وزارة التخطيط بحدود 25 في المائة، بعد ان كانت 31 في المائة عام 2020 وترزح مجموعات كبيرة من فئات الشعب المهمشة والدنيا تحت هذا الفقر المدقع، إذ ما زالت تعتاش على فتات الريع النفطي، من خلال انسياقها للولوج في عدد من الانشطة الطفيلية وحتى اللاقانونية. وغالبا ما تقطن هذه الفئات في عشوائيات سكنية، تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم، وهي تكاد تخلو من كل أشكال البنى التحتية. وتشير آخر احصائيات وزارة التخطيط عام 2020، الى ان عدد هذه العشوائيات يصل إلى 4000 عشوائية ويقطنها حوالي 3.5 مليون مواطن عراقي. اي ما يقارب 10 في المائة من عدد سكان العراق. فيما اشارت بعض التصريحات الرسمية نهاية عام 2020 إلى ان عدد قاطني هذه العشوائيات يصل إلى حول 7 ملايين مواطن.

وبدل ان تعالج موازنة 2021 ما تراكم من أخطاء وخطايا في السياسة الاقتصادية والمالية، وان تُنصف عامة الناس المحرومين والمحتاجين وليس الأقلية الحاكمة المرفهة والمستحوذة على كل شيء، دُفعت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى ما هو أسوأ، بإجراءات غير مدروسة، منها فرض ضرائب جديدة مباشرة وغير مباشرة على المواطنين، وتخفيض سعر الدينار العراقي امام الدولار، وإلى ارتفاع محموم في الأسعار، خاصة الغذائية والأدوية والخدمات، اضافة إلى خفض القيمة الفعلية للمداخيل والرواتب بما يتراوح بين 25 و30 في المائة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

************

فريق هادي: نسعى لتأسيس قاعدة مدنية لمواجهة نهج المحاصصة

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو المكتب التنفيذي في التيار الديمقراطي العراقي، فريق هادي، إن التيار بات يُهيّئ نفسه لإعداد قاعدة مدنية فاعلة، لمواجهة نهج المحاصصة المتصاعد في البلاد، مؤكدا أن مساعي التيار ما بعد المؤتمر المركزي الثالث، المزمع عقده نهاية الشهر الحالي، يتمحور حول ذلك.

وأضاف هادي في حديثه لـ”طريق الشعب”، أمس الاحد، أن “التيار الديمقراطي عبارة عن اطار سياسي يضم مجموعة من الاحزاب والنقابات والاتحادات والشخصيات المستقلة، هدفها بناء قاعدة مدنية يكون لها تأثير في العملية السياسية”.

وزاد هادي، أن “نهج المحاصصة الطائفية والاثنية هو الذي يسيطر على الحياة السياسية. وفي مواجهة ذلك، علينا ان نهيئ انفسنا لتكوين قاعدة مدنية كبيرة وواسعة فاعلة في العملية السياسية. وهذا ما سيكون ضمن مخرجات المؤتمر الثالث للتيار الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي، وسنترجم هذه الرؤيا من خلال نشاطاتنا ما بعد المؤتمر”.

وأوضح أن “التيار الديمقراطي يرفض بشكل تام ان تقوم العملية السياسية على اساس التوافقية والمحاصصة”، مبيناً أن “النتائج كانت واضحة؛ فكل التجارب نتيجتها الفشل الذريع للحكومات المتعاقبة، وبالتالي انعكس ذلك سلباً على وضع البلد والمواطن”.

وأشار عضو المكتب التنفيذي إلى أن “التيار ينادي بأن تكون هناك اغلبية ضمن البرلمان الجديد خصوصاً في ظل بعض المتغيرات التي طرأت على الدورة البرلمانية الحالية، ونريد ان يأخذ البرلمان دوره الحقيقي، الذي يكمن في ان تكون هناك كتل داعمة ومشكلة للحكومة وكتل اخرى في طرف المعارضة تراقب أداء الحكومة”.

ونبه هادي الى ان “المفاوضات السياسية التي تجري الان بين الكتل السياسية تقترب من مبدأ التوافقية ولكن بغطاء اخر سمي “بالأغلبية الوطنية”، مردفا “نحن ندعو الى ان تكون الاغلبية حقيقية، وليست مسميات فحسب”.

**************

تنسيقية كركوك تعقد مؤتمرها الثالث

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت تنسيقية كركوك للتيار الديمقراطي العراقي مؤتمرها الثالث، يوم امس الاول السبت، على قاعة مطعم (ريكوس)، وبحضور طيف واسع يمثل مكونات المحافظة من أحزاب وحركات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات أكاديمية واجتماعية، وبإشراف عضوي المكتب التنفيذي الدكتور علي مهدي والأستاذ منير نيسان.

واستهل المؤتمر الذي حمل شعار (نمضي معا.. لبناء الدولة المدنية الديمقراطية لتحقيق الاستقرار والازدهار) بعزف النشيد الوطني، والوقوف دقيقة صمت، إجلالا لشهداء الحركة الوطنية والديمقراطية والتحررية، ولشهداء انتفاضة تشرين الباسلة ولسائر شهداء الوطن.

بعد ذلك، قدّم مدير الحفل الشاعر حيدر الحسوني، المنسق المؤقت للمؤتمر فهمي صبحي رشيد، الذي ألقى كلمة ترحيبية، ومن ثم جاءت كلمة المكتب التنفيذي التي استعرض فيها الدكتور علي مهدي الصعوبات والتحديات التي تحدق بالبلد من جراء نهج المحاصصة وانعكاس الصراع المحتدم ما بين الكتل التي خاضت الانتخابات، بعزوف شعبي واضح؛ كانت نسبة المصوتين الفعلية ١٨%.

وسلط د. مهدي ضوءا على ضنك العيش للعراقيين، والمطالب التشرينية وضحايا الانتفاضة من جرحى وشهداء، ودورها الكبير في تعرية الطبقة السياسية الحاكمة.

فيما القى الدكتور عبد الستار مصطفى كلمة التنسيقية (باللغة الكوردية)، مبينا التردي الحاصل في البلاد، والذي يفتقر لمقومات الحياة الكريمة، وهو يعوم على بحر من الخيرات، معللا تجلياته بعشوائية إدارة الدولة، وفقدان معيار الكفاءة والنزاهة والاختصاص في الوظائف الهامة وتغليب المحسوبية والمنسوبية والحزبية عليهما.

وما بين الكلمتين، كانت هناك قصيدة شعرية للدكتور محمد حسين، يتمجد فيها حب الوطن، ومن بعد ذلك طلب من المؤتمرين إضفاء الشرعية على هيئة الرئاسة لتسيير أعمال المؤتمر، والتي تكونت من: 1 - الأستاذ المناضل جمال شان. 2 - الدكتورة سوسن إبراهيم رجب. 3 - الأستاذ منير نيسان. 4 - المنسق المؤقت فهمي صبحي رشيد.

ثم فتح الباب أمام مداخلات الحضور والاستفسارات والمقترحات على الوثائق المطروحة والمعدة للمؤتمر العام. وقد تم وبالإجماع قبولها من المؤتمرين، وجرى التصويت بتفويض التنسيقية المنتخبة باختيار مندوبيها الى المؤتمر العام.

وعقدت التنسيقية اجتماعها بحضور عضوي المكتب التنفيذي، وتمت خلالها تسمية فهمي صبحي رشيد منسقا مؤقتا، وجمال أكرم نائبا أول، وبشرى طالب نائبا ثانيا.

***********

العراقيون ينعون شهداء الجيش المغدورين.. خلل أمني كبير وغياب الارادة لتجفيف منابع الإرهاب

بغداد – طريق الشعب

بعد الهجوم الإجرامي الذي شنته التنظيمات الإرهابية على مقر سرية من الفرقة الأولى في الجيش العراقي، تتواجد في ناحية العظيم - محافظة ديالى، والذي أدى إلى استشهاد 11 عنصرا أمنيا، انتقدت جهات واسعة من العراقيين، سوء الإداء الأمني وإهمال الإختراقات المتواصلة، وضعف التنسيق الذي يتزامن مع الصراع السياسي على المناصب والغنائم، والفساد المستشري في مؤسسات البلاد، ومنها الأمنية، فيما أكد مراقبون بأن ذلك يعكس صورة واضحة عن طبيعة نظام المحاصصة الطائفية، والخراب الذي يسببه للناس كل يوم.

هجوم غادر وجبان

وكان تنظيم داعش الإرهابي، قد تبنى هجوم “حاوي العظيم” ونشر مقطع فيديو، يظهر فيه عملية التعرض على قطعات الجيش العراقي في المنطقة. كما نقلت وكالة “اسوشيتدبرس” عن مسؤولين امنيين قولهما إن مسلحي داعش تمكنوا من اختراق الثكنة العسكرية، في الساعة الثالثة فجرا، بعدما قتلوا حارسها، ثم قتلوا الجنود وولوا هاربين. ويأتي التعرض الأرهابي متزامناً مع المعارك التي يشنها الإرهابيون ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسط) حول سجن غوبران في مدينة الحسكة السورية، وبقيادة مقاتلين “عراقيين”. ويعّد هذان الهجومان، حسب قناة “اي بي سي” الامريكية، “الاكبر” منذ القضاء على التنظيم الإرهابي قبل ثلاث سنوات.

من جانبه أصدر مجلس الوزراء عدداً من القرارات التي تخص الوضع الأمني. وبحسب بيان لمكتب الكاظمي والذي طالعته “طريق الشعب”، فأن الأخير “ترأس اجتماعا للقيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة العمليات المشتركة، لمناقشة الهجوم الإرهابي الذي نّفذته عصابات داعش الإرهابية في ناحية العظيم”. وأضاف البيان أن “الاجتماع استعرض النتائج الأولية للتحقيقات التي كان القائد العام للقوات المسلحة قد وّجه بإجرائها بعد الحادث مباشرة. وشّدد الكاظمي على ضرورة عدم تكرار مثل هذه الإختراقات الأمنية، ووجه الأجهزة الاستخبارية والأمن الوطني بمضاعفة الجهد الاستخباري، وتعزيز التنسيق الأمني بين هذه الأجهزة”. وتابع البيان بأن القائد العام للقوات المسلحة أكد “خلال الاجتماع على المباشرة بإعادة تقييم قيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة ديالى، وتشكيل لجان تفتيش لمتابعة تنفيذ التوجيهات الصادرة فيما يتعلق بالخطط العسكرية واستكمال المتطلبات الخاصة بها”، متوعدا بـ”محاسبة كل المقصرين مهما كانت مناصبهم ورتبهم، وذلك في ضوء النتائج النهائية للتحقيقات. كما شدد على مضاعفة الجهد الأمني على الحدود العراقية السورية، بعد الأحداث التي شهدها سجن الحسكة السوري”.

يونامي تعلق

وفي معرض ردود الفعل الدولية التي وردت بشأن الهجوم الإرهابي، ذكّرت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، من جانبها، “أن تنظيم داعش الإجرامي لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا على العراق والعراقيين”. وأكدت البعثة في تغريدة لها على منصة التواصل تويتر وطالعتها “طريق الشعب”: “إن الهجوم الإرهابي في ديالى، الذي أودى بحياة جنود عراقيين وجرح آخرين، هو تذكير مؤلم بأن داعش لا يزال يشكل تهديدًا”. وأضافت البعثة “من المؤكد أن اليقظة والوحدة ستهزم هذه المحاولات الجبانة لزعزعة الاستقرار”.

ضرورة إعادة تقييم الوضع

من جانبه، تحدث مصدر أمني في محافظة ديالى عن تكرار الإختراقات الأمنية في المحافظة، نتيجة سوء الإدارة وضعف المؤسسات الأمنية والعسكرية، بسبب الصراع السياسي الدائر في البلاد، والذي باتت ديالى جزءً أساسياً منه للأسف الشديد. وقال المصدر لـ”طريق الشعب”، “لسنا بحاجة إلى سماع هذه التعازي والاستنكارات والوعيد الذي تطلقه أطراف واسعة بحق الإرهابيين. أن القضية باتت واضحة في المحافظة، وهي تتمثل بوجود فراغات أمنية واسعة، يستغلها الإرهاب، وتقدر بثلاثين كيلومتراً، حيث لا تنسق القوات الأمنية الجهود لتغطيتها، بعد أن تحولت إلى منطقة للنفوذ السياسي. وبسبب ذلك شهدنا مجازر كثيرة جدا داخل المحافظة، دون وضع أية حلول حقيقية للمشكلة”. وأضاف المصدر “أن أرزاق المقاتلين رديئة جدا ولا تصلح لأن تكون طعاما للبشر في ظل الفساد العلني وقضم لقمة الجنود واحتياجاتهم. كما أن هنالك مواقعاً كثيرة ليست محصّنة بالمستوى المطلوب، وكثيرا ما استشهد جنود نتيجة هذا الفشل المتراكم. فضلا عن ذلك، توجد معدات وأسلحة وعجلات خارج الخدمة، لأنها استخدمت لفترات طويلة من الزمن، فيما يصرف الكثير من الجنود من مالهم الخاص لشراء احتياجات أساسية، حتى باتت أسواق بيع المواد العسكرية، سوقا رائجة، ودليلاً على ما يجري داخل المنظومة العسكرية”. وأضاف المصدر “ستتكرر هذه الجرائم، لأن البيانات والتصريحات لا تقدم حلولا جوهرية، فيما نرصد تحركات مريبة للإرهاب في سورية، وهنالك سيناريوهات عديدة يمكن حدوثها في ظل تردي الوضع الأمني وتراكم الاخفاقات”. هذا وأكد وزير الدفاع جمعة عناد من جانبه بأن الحادث الأليم جاء بسبب “تقصير في مستوى القيادات الأمنية الدنيا والمتوسطة وستكون هنالك وقفة جادة لمتابعة الموضوع”.

ضرورة تطهير الأراضي العراقية

وكانت نقابة المحامين العراقين، قد طالبت السبت الماضي، في بيان تلقته “أيرث نيوز” الى “ ضرورة العمل الجاد على تطهير الأراضي العراقية من أي وجود إرهابي، أو بقايا ما زالت تختبئ في جحور الإجرام، فضلاً عن الحواضن التي تتخفى في المناطق التي سيطر عليها التنظيم آنذاك، بالإضافة إلى تنفيذ الاحكام القضائية للذين صدرت بحقهم عقوبات من قبل القضاء العراقي، لينالوا جزاءهم العادل، وٱعتماد خطة أمنية متكاملة، تعبر عن وحدة الشعب العراقي”.

كما دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، في بيان أوردته “العهد نيوز”  القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وقيادة العمليات المشتركة الى “توجيه القوات الامنية بتنسيق جهودها وتفعيل الجانب الاستخباري عبر استخدام التقنيات المتقدمة وإعادة النظر بالخطط العسكرية الموضوعة والتأهيل البدني والمعنوي للمقاتلين، وبشكل يعطي رسالة اطمئنان للمواطن بقدرة القوات الامنية على مواجهة التحديات والازمات وكبح جماح التطرف والإرهاب الاعمى”.

وكانت جريدتنا “طريق الشعب”، قد حضرت مجلس عزاء أحد الشهداء المغدورين في بغداد، حيث أكد ذوي الشهيد على أن “أبنهم الجندي الذي استشهد في هذه الحادثة الأليمة، كان يبعث دائما فيدوهات، توثق عمليات التعرض التي ينفذها الارهابيون في هذه المنطقة، أي أن الأمر مستمر، وهو يعكس التماهل في تجفيف منابع الارهاب، حتى جاءت هذه الحادثة التي صدمتهم بفقدان ولدهم . وأكدوا بأن الأمر قد حدث بسبب غياب الدعم الكافي لتحقيق الظفر في المواجهة التي حصلت بين الجيش وبين الارهابيين”.

************

الصفحة الرابعة

البيئة والجفاف في العراق، اهمال غريب للمخاطر

بغداد – طريق الشعب

مع استمرار ظاهرة الجفاف، تزداد درجات الحرارة في العراق بسرعة تفوق سرعة ارتفاعها في العالم بحوالي 700 في المائة (او ما يعادل 2.5 درجة مئوية)، في استجابة قاسية للإحتباس الحراري وفي تحد صارخ للسكان والحكومة والقوى المهتمة بالبيئة.

سوء الادارة والفساد

وتشتد الظاهرة صعوبة، حين تقترن بسوء ادارة المياه، وفساد المؤسسات ذات الصلة، والفشل في التوصل الى اتفاقيات تعاون مائي مع دول الجوار، والإختراقات المتكررة للأمن المحلي وما يهدد السلم الأهلي، والتصحر الواسع النطاق، حيث يفقد العراق 100 الف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة كل عام، وحيث تقل المياة الصالحة للأستهلاك البشري بشدة، وحيث لا يتم الإعتراف بهذه الظاهرة كتهديد أمني للبلاد ومستقبلها، رغم مصادقة الحكومة العراقية على اتفاقية باريس للمناخ.

والى جانب التأثيرات السلبية للظاهرة على الاقتصاد الزراعي، فإنها تسبب كل يوم في هجرة مئات الالاف من الفلاحين من الريف الى المراكز الحضرية، وهو أمر يترك اثاراً شديدة التعقيد على المجتمع، منها زيادة التوترات الاجتماعية والاقتصادية بين المهاجرين وسكان المدن، واشتداد البطالة واتساع قاعدة الفئات المهمشة، وتفشي الجريمة بانواعها المختلفة، وتمزيق وحدة الشغيلة. كما تترك هذه الهجرة السريعة والمفاجئة، أثارها السلبية على توفر الخدمات كالتعليم والصحة والطرق والسكن وغيرها، تلك الخدمات التي يعاني العراقيون أصلاً من ترديها.

حرق الغاز

مراسلة محطة PBSO ، سيمونا فولتين، أشارت من جانبها، في تقرير لها ضمن سلسلة تقاريرها حول تحديات التغيير المناخي، الى وقوع العراق، البلاد المنتجة للنفط وثاني أكبر مسبب لحرق الغاز في العالم، على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ. وذكرت فولتين بان حرق الغاز في العراق يشكل 15 في المائة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم. وقد تعهدت الحكومة بالقضاء على حرق الغاز بحلول عام ، 2027، حيث أعلن وزير النفط العراقي بإن البلاد خصصت أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي لمشاريع الغاز، قائلاً “ سنؤمن التمويل اللازم لتنظيم إدارة الغاز في كل العراق، وسنؤمن التمويل لتحسين المصفاة، وكذلك لتغيير الوقود السائل في جميع محطات توليد الطاقة ليكون وقوداً بالغاز”. ويعتقد بعض المختصين من ان العراق، كبلد متوسط الدخل، سيعاني كثيراً قبل أن يفي بوعوده هذه.

تهديد حقيقي

وعلى صعيد مكمل، أكدت فولتين على أن أهوار بلاد ما بين النهرين، حيث ظهرت الحضارة الإنسانية قبل 7000 عام، مهددة اليوم، بشراً وموطناً، بسبب الجفاف. فبعد إن نقص متوسط هطول الأمطار السنوي خلال العشرين سنة الماضية بنسبة 10 في المائة مما كان عليه في العقود الثلاثة السابقة، إنخفضت مناسيب المياه وزادت الملوحة، وصارت المنطقة اقل ملائمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، فيما اشتد الفقر، وصار دخل الفرد اليومي لايزيد عن 7.5 دولار في اليوم!

ونقلت فولتين عن سكان المنطقة قولهم بأنهم يعتمدون على الأنشطة الاقتصادية المائية وتربية الجاموس وحصاد القصب والأعشاب، وكلها ستختفي مع اختفاء الماء، حيث لم يبق من مساحات الأهوار اليوم سوى 2000 ميل مربع، وهو ما يشير الى خسارة 75 في المائة من حجمها الأصلي. كما خسرت العوائل هناك  80 في المائة من أعداد الجاموس الذي كانت معتادة على تربيها سابقاً حسب المجلس النرويجي للاجئين.

خسائر مستمرة

ويبدو، حسب المراسلة الصحفية، ان الوقت ينفذ بالنسبة للمزارعين العراقيين، الذين خسروا الكثير من محاصيلهم خلال العامين الماضيين و على نطاق واسع في جميع أنحاء العراق. وتنقل عن عدد من الخبراء بأن العراق بحاجة ماسة إلى استثمارات لتحديث الري. لكن الفساد وسوء الإدارة متجذران بعمق، فتهدر أموال النفط التي يمكن استخدامها في برامج التكيف مع المناخ.

ولمواجهة هذه المشاكل المعقدة، يدعو المدافعون عن البيئة من العراقيين، الحكومة للإيفاء بإلتزاماتها تجاه تخفيف حجم الكارثة، عبر العناية بالريف وتزويد سكانه بالخدمات الاساسية، وتوفير مياه الري والمياه الصالحة للشرب ومكافحة التصحر والتوسع في زراعة الغابات ومعالجة مشاكل النفايات والمخلفات الكيمياوية، ودعم حماة البيئة ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة، وتعزيز أفاق الأستثمار الأجنبي في الطاقة المتجددة، وضمان سلامة النشطاء، ورفع مستوى الوعي لدى العراقيين بضرورة صيانة البيئة، لأنها بيت الجميع. كما لابد أن يتسع التعاون مع دول العالم الصديقة ومع المنظمات الدولية في دعم بناء القدرات في مجال النشاط المناخي، لاسيما بعد النتائج المخيبة للآمال التي أثمرت عنها قمة غلاسكو للمناخ عام 2021.

**********

مواطنون يطالبون بزيادة الكميات الموزعة يوميا.. الحصول على النفط الابيض

 من المحطات الحكومية مهمة صعبة

بغداد ـ نورس حسن

مع الإنخفاض الشديد بدرجات الحرارة والإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي، يتجمع المواطنون في ساعات الصباح الباردة، أمام محطات الوقود، من اجل الحصول على مستحقاتهم من مادة النفط الابيض، وفق البطاقة الوقودية، عسى أن يضمنوا التدفئة في بيوتهم.

طوابير طويلة

وفي ظل فوضى عمليات التوزيع ومحدودية كميات النفط المتوفرة، يمتد منذ ايام، طابور طويل من المواطنين، امام محطة تعبئة وقود الزعفرانية، منتظرين دورهم للحصول على مادة النفط، لاسيما بعد أن اوقفت المحطة توزيعه، لأسباب تتعلق بتأخير قدوم اللجنة المعينة من وزارة النفط للأشراف على ذلك.  

ويؤكد المواطن فالح عبد الله من سكنة المنطقة، لـ “طريق الشعب” على انه يقف مع العديد من المواطنين منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى غروب الشمس، من اجل الحصول على مادة النفط دون جدوى”. ويشير الى ان “القائمين على ادارة المحطة تذرعوا بضرورة قدوم لجنة معينة من الوزارة للبدأ بعملية التوزيع على المواطنين وان اللجنة المعنية تأخرت لاسباب مبهمة”. ويرى مواطنون أخرون، ان كميات النفط الابيض الممنوحة الى المواطنين وفق البطاقة الوقودية غير كافية.

وبهذا الصدد تقول المواطنة هناء ناصر ان “الحكومة تمنح لكل عائلة خمسين لتراً من النفط الابيض، وهي كمية غير كافية، خاصة للعوائل الكبيرة، والتي تحتاج لتشغيل اكثر من مدفئة خلال اليوم، بسبب الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة، والذي تزامن كالعادة مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي”. وتشير الى ان استخدامها للنفط لا يقتصر على تشغيل المدافئ المنزلية وانما تعدى ذلك الى تسخين الماء المستخدم في الاستحمام.

من جهتها، أبدت المواطنة زهرة فاروق عن استغرابها من عدم تزويد الناس بمادة النفط الابيض وفق البطاقة الوقودية رقم 3 ، وقالت لـ “طريق الشعب” ان “محطة توزيع الزعفرانية أبلغت المواطنين ان البطاقة الوقودية رقم 3 انتهى مفعولها وبالتالي يمنح النفط الى المواطنين وفق البطاقة الوقودية رقم 2”، منبهة الى ان “بطاقة رقم 3 بقى على انتهاء مدتها ستة ايام، وتم الغائها قبل انقضاء المدة المحددة لأسباب غامضة”.

استغلال للازمة

هذا ويشتكي المواطنون من ارتفاع اسعار النفط الابيض المباع خارج محطات التوزيع الحكومية، ويطالبون بضرورة تشديد الرقابة، وذلك لتجنيب المواطنين عمليات الإستغلال التي يعانون منها جراء عدم انسيابية عمليات التوزيع. ويذكر المواطن ابراهيم حسين انه أُجبر مؤخراً، وبسبب البرد الشديد على شراء النفط الابيض من خارج محطة التوزيع. ويقول لـ”طريق الشعب”  “ ان كل 100  لتر من النفط الابيض يباع بـ 50 الف دينار خارج المحطات، فيما يحصل عليه المواطنون بما فيهم اصحاب عربات النفط الجوالة بـ 7500 دينار من محطات التوزيع”! ويشير الى ان “اصحاب العربات يستغلون حاجة المواطنين الى النفط الابيض في هذه الظروف التي تتزامن فيها امتحانات الطلبة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي فضلا عن الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة  وبالتالي يعملون على رفع الاسعار”.

وطالب المواطن “بضرورة تشديد الرقابة على منافذ بيع النفط الابيض فضلا عن تسهيل عمليات التوزيع من قبل محطات الوقود الحكومية الى المواطنين”.

ويشير المواطن فهد عادل الى ان “هناك الكثير من المواطنين لم يتسن لهم الحصول على البطاقة الوقودية من وكالة الحصة التموينية، وانا واحد منهم، وبالتالي يسبب حصر الحصول على النفط عبر البطاقة الوقودية معاناة اخرى للناس”. واوضح المواطن لـ”طريق الشعب” ان البطاقة الوقودية التي منحت له، عبر وكالة الحصة التموينية قد فقدت مند فترة غير قليلة، وعند مطالبته بواحدة اخرى امتنعت الوكالة عن تلبية طلبه. ولفت الى ان “هناك الكثير من العوائل عملت على بيع بطاقة الوقود الخاصة بهم مقابل 15 الف دينار لكل رقم وذلك بسبب صعوبة الحصول على النفط من محطات التوزيع نظرا لمحدودية التوزيع خلال اليوم الواحد فضلا عن الانتظار لساعات غير قليلة في محطات التوزيع”.

*************

الوزارة تحدد أسباب تراجع التجهيز.. لا اكثر ! الكهرباء تزور منازل المواطنين ساعة واحدة

بغداد ـ محمد التميمي

حددت وزارة الكهرباء 3 أسباب تقف وراء تراجع تجهيز الطاقة المزودة للمواطنين، تشمل تخفيض إمدادات الغاز الإيراني واطفاء خطوط النقل الإيرانية ايضا الى العراق، الى جانب تقليص معدلات الغاز الوطني المغذي لمحطات التوليد بنسبة 50 بالمئة، نتيجة لسوء الأحوال الجوية، بحسب تبريرات الوزارة.

ويحتضن ليلَ العراقيين ظلامٌ دامس، من جراء الانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، إذ باتت أغلب المدن تعيش لحظات قاسية مع انخفاض درجات الحرارة، وتصاعد موجة البرد القارس وتساقط الثلوج، التي ضربت مناطق واسعة من البلاد، وكان النازحون ضحيتها الكبرى.

الوزارة تبرر..

وتعلل الوزارة تراجع تجهيز الطاقة الكهربائية الى “انحسار اطلاقات الغاز المورد وتخفيض معدلاته الى 8.5 مليون متر مكعب يومياً من اصل 50 مليونا، وكذلك إطفاء الخطوط الإيرانية الناقلة للطاقة الى العراق، ما ادى الى خسارة 7600 ميغاواطا.

وسبب سوء الأحوال الجوية، أشارت الوزارة أيضا الى “تخفيض معدلات الغاز الوطني يوم السبت بنسبة 50 في المائة من طاقة حقول الزبير، غرب القرنة/1 ، الشمالية والجنوبية”.

وكانت محافظات بغداد وديالى وكركوك ومحافظات الفرات الأوسط هي الأكثر تأثراً بالأزمة؛ إذ أثرت قلة تدفقات الغاز على محطات بسماية والمنصورية والصدر الغازية والقدس والحيدرية والخيرات.

وتجادل الوزارة بأن “الغاز لو كان متاحاً ـ وفق ما جرى التعاقد عليه ـ لكان بالإمكان تجهيز المواطنين في تلك المدن بعشرين ساعة”.

خطط قد لا تنفذ!

وتذكر وزارة الكهرباء بأن النفط أعدت “خطة وقودية لتجهيز محطات التوليد، وتم العمل على تأهيل حقول غازية”، تقول الوزارة إنها ستدخل الخدمة في أعوام 2024 – 2025. والى جانب ذلك، يجري العراق مباحثات مع دول خليجية، وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج، بينما يعتمد الان على إيران لوحدها عبر استيراد 1200 ميغاواط، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.

كما يعتزم العراق استيراد الكهرباء من الأردن وتركيا، في مسعى لسد النقص لحين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي. ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 مئوية.

مطالبة بسداد الديون

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، فان “سبب توقف خطوط الإمداد الإيرانية بررته طهران بتأخر سداد مستحقات مالية واجبة الدفع، وأيضاً تمر إيران بفصل ذروة، وتحتاج لمزيد من الطاقة، وللأسف لا توجد بدائل” بحسب قول موسى، الذي دعا وزارة المالية لى سداد الديون المترتبة على العراق “لأن الأمر أثر كثيراً وقلل ساعات التجهيز على المواطنين”.

وقال موسى في تصريح صحفي: إن “المشاكل والاخفاقات تتطلب سقوفا زمنية لحلها جميعاً”.

وأجرت “طريق الشعب” اتصالات متكررة بالمتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، لكن الأخير لم يرد، ووعد بمعاودة الاتصال بالجريدة، لكنه لم يفعل حتى ساعة إعداد هذا التقرير في ساعة متقدمة من مساء يوم أمس.

عجز متواصل

يقول الطالب الجامعي كرار عبيد، ان “خدمة الكهرباء سيئة في منطقته (جسر ديالى) فالتجهيز لا يتجاوز ساعة واحدة فقط لليوم”، وبالتالي فان ذلك أثر على دراسة كرار بخاصة في فترة المساء.

ويضيف عبيد، ان “الدولة عاجزة عن توفير ابسط الخدمات وهي الكهرباء، إذ لم تتمكن الحكومة من تحسينها منذ العام 2003 وحتى الان”.

خدمة سيّئة

اما المواطن عبد الله فاضل، من سكنة منطقة البياع، فيؤكد في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “خدمة الكهرباء خلال الشهرين الأخيرين كانت سيئة جدا، إذ ان ساعات التجهيز، لا تتجاوز ساعتين”.

ويقول ان البديل هو “السحب” (المولد الأهلي) الذي يجده فاضل “مكلفا وغير مناسب، لكنه الحل الوحيد المتوفر حاليا”.

ويعتقد فاضل، أن معالجة ظاهرة التجاوزات على المنظومة الوطنية يمكن ان تسهم في “تحسين واقع الكهرباء الوطني”.

أزمة سياسية بامتياز

وبالنسبة للمواطن سعد احمد ـ يسكن منقطة الكمالية ـ فان التيار الوطني لا يزور منطقته أكثر من ساعة ونص الساعة على مدار اليوم. “نعتمد بالكامل على المولدات الاهلية، وهناك بعض أصحاب المولدات بدأوا استغلال الازمة، ورفعوا من سعر الامبير من 10 آلاف الى 12 الف دينار، بينما المواطن مجبر على الدفع”.

ويضيف احمد في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “المواطن وحده من يدفع فواتير فشل الحكومات المتعاقبة في مختلف القطاعات”.

ويعتقد المواطن أنّ أزمة الكهرباء “سياسية بامتياز”، بسبب الصراع الدائر بين قوى السلطة، فهم لا يتذكرون تحسين الخدمات وتبليط الشوارع ونصب المحولات الكهربائية، الا في أيام الانتخابات”.

أما محسن حيدرـ مواطن من سكنة منطقة الأمين ـ فان حال منطقته لا يختلف كثيرا عن حال بقية المناطق؛ إذ أن ساعات التجهيز لا تتجاوز “ساعة واحدة” في النهار، ومثلها في الليل.

ويشكو حيدر حالته المادية التي لا تساعده على تحمل تكاليف أجور المولد الأهلي.

***********

الصفحة الخامسة

أدخلهم سوق العمل مبكرا.. الفقر يهدد مستقبل أطفال العراق ويدفعهم نحو الجريمة

متابعة - طريق الشعب

يعد الفقر واحدا من أبرز الأسباب التي تضطر العائلات إلى زج أطفالها في سوق العمل. وهي ظاهرة يرى اختصاصيون ان اتساعها بهذا الشكل “المخيف” خلال الآونة الأخيرة في العراق، يهدد البنية المجتمعية، خاصة في ظل تأثيراتها السلبية على الصغار الذين يجري استغلالهم بأسلوب لا إنساني، للعمل قسراً في بيئات غير آمنة.

وتبلغ نسبة عمالة الأطفال في العراق 2 في المائة - حسب تقديرات مفوضية حقوق الإنسان، ما يعني أن 800 ألف طفل دخلوا فعلياً إلى سوق العمل. لكن منظمة “اليونيسيف” قدرت العدد في بيانات صادرة عنها، بنحو مليون طفل.

وكانت المفوضية قد حذرت من مخاطر مزاولة الأطفال العمل. إذ من الممكن أن يتعرضوا للتحرش والاستغلال بكل أنواعه، وقد يقعون ضحية عصابات الإتجار بالبشر والتسول والمخدرات.

مخالفة قانونية

تشغيل الأطفال بحد ذاته مخالف لقانون العمل. فبحسب الخبير القانوني علي التميمي، فإن “قانون العمل العراقي رقم 37 لعام 2015، منع تشغيل الأطفال دون سن 15 عاماً، وسمح بتشغيل من هم بين 15 و18 عاما وفق شروط ورقابة، وفي مهن محددة”.

ويرى اختصاصيون أن هذا القانون لم يطبق بشكل صحيح، وان “ما تسجله التقارير الرسمية وغير الرسمية عن عمالة الأطفال، لا يتناسب مع حجم الكارثة التي تتعرض لها هذه الشريحة”.

ووفقا للباحثة في علم النفسي، سلمى النعيمي، فإن “تدني المستوى المعيشي لغالبية السكان، والفقر المدقع الذي تعانيه شريحة كبيرة من هؤلاء، كل ذلك يدفع عائلات كثيرة إلى تشغيل الصغار في بيئات ليسوا مستعدين لدخولها”.

وتضيف في حديث صحفي، ان “هناك أمثلة كثيرة على حالات خطرة تفقد فيها العائلات السيطرة على صغارها بعد زجهم في سوق العمل. وذلك حينما يتحولون لاحقا إلى مدمنين على المخدرات والكحول، أو يتعرضون للاغتصاب”.

سياسات مدمرة

وبحكم نشاطها في مجال حقوق الطفل والمرأة، تورد النعيمي أمثلة من الواقع وجدت فيها أن “بعض هؤلاء الصغار أصبحوا مشردين ولا همّ لهم إلا الإدمان. والأكثر خطورة هو استغلالهم من قبل العصابات المسلحة والإرهابيين في تنفيذ الجرائم مقابل جرعة مخدرات. وهذا كله يعود بالأساس إلى البيئة غير الآمنة التي زجوا فيها وهم صغار”.

وتقدم الباحثة صورة قاتمة عن أوضاع هؤلاء الأطفال، مؤكدة أنهم يعانون حالات نفسية صعبة ترتبط بشعورهم بأنهم أدنى مستوى من أقرانهم.

وتتابع، أنه من خلال لقاءاتها مع العديد من الأطفال العاملين، اكتشفت انهم يحملون حقدا تجاه المجتمع، لافتة إلى أنه “في حال عدم احتضان هؤلاء الصغار، سيدفعهم الصراع النفسي إلى الانتقام من المجتمع مستقبلا”.

وترى الباحثة، أن “السبب في هذه النهاية المأساوية لجيل كامل من الأطفال، هو السياسات المدمرة التي تنتهجها الجهات الحكومية منذ سنوات، بإضعاف الصناعة والزراعة المحلية والاستثمار إلى أدنى مستوى، ما ساهم في زيادة البطالة وانتشار الفقر”.

من جانبه، يحذّر الاختصاصي في الشأن المجتمعي مازن العلي، من ارتفاع نسب عمالة الأطفال في العراق، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن “هذا الارتفاع أمر طبيعي في ظلّ الظروف الحالية، من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وأزمة النزوح، فضلاً عن الإهمال الحكومي لشريحة الأطفال”.

النسبة ترتفع

ولا تتوفر لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أرقام دقيقة عن حجم هذه الظاهرة. أما وزارة التخطيط فقد أقرت على لسان المتحدث باسمها، عبد الزهرة الهنداوي، بارتفاع نسبة عمالة الأطفال دون الـ15 عاما. إذ يتوجه الكثير من المتسربين من المدارس إلى سوق العمل، بسبب الفقر وانعدام الدعم الحكومي.

وذكر الهنداوي في تصريح لقناة “العراقية”، انّ “هناك نحو نصف مليون طفل عامل في العراق”، مضيفا أنّ “نسبة الفقر بين الأطفال ارتفعت إلى 38 في المائة، فيما بلغت نسبة الفقر في عموم البلاد 25 المائة”.

لكن الأرقام التي كشفتها وزارة التخطيط لم تقنع الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، سعاد الشيخلي، التي أكدت في حديث صحفي، أنّ “نسبة عمالة الأطفال أكبر من الأرقام التي أعلنتها وزارة التخطيط، وأنّ هناك إحصائيات غير رسمية تؤكد أنّ الأرقام تزيد على 900 ألف طفل”.

*************

أگـول.. لا كهرباء ولا نفط!

محمد قاسم عناد

في هذه الأجواء قاسية البرودة، يتزاحم المواطنون على محطات الوقود لغرض التزود بمادة النفط الأبيض المستخدمة في تشغيل المدفئات النفطية، خاصة بعد حرمانهم من تشغيل المدفئات الكهربائية إثر انقطاع الكهرباء ساعات طويلة.

ويتزود البغداديون شأن أبناء بقية المحافظات، بالنفط عبر بطاقة خاصة تصدر عن وزارة النفط وتوزع على العائلات، وآخرها البطاقة الوقودية رقم (3)، التي أطلقتها الوزارة في بغداد نهاية كانون الأول الماضي، للتزود بـ 50 لترا من النفط.  

المفاجئة أنه بعد الإقبال الكبير للمواطنين على محطات الوقود لغرض استلام حصتهم النفطية، تبين أن العمل بهذه البطاقة انتهى، فيما خلت محطات كثيرة، أساسا من مادة النفط الأبيض! ما يضطر المواطنين إلى الانتظار لحين الحصول على بطاقات جديدة.

ترى كيف سيواجه الفقير موجة البرد القاسية في ظل غياب الكهرباء والنفط؟ أين يولي وجهه والأزمات تلاحقه في سلسلة غير متناهية!؟

**************

بلدية الكوت: جسور “شارع النسيج” اندثرت!

الكوت – وكالات

أفادت مديرية بلدية الكوت بأن ترك مشروع جسور المشاة الكهربائية في “شارع النسيج” وسط المدينة، فترة طويلة دون إكمال، عرضه للاندثار، موضحة ان عدم دفع مستحقات الجهة المنفذة للمشروع أعاق استئناف العمل.

وقال مدير البلدية علي عبد، في حديث صحفي، انه ينبغي الحصول على قطع غيار معينة لغرض استئناف العمل في المشروع، وهذه القطع غير متوفرة حاليا في العراق، ما يتطلب استيرادها من الخارج.

وكان عدد من أهالي الكوت قد طالبوا في وقت سابق بإكمال مشروع جسور المشاة، للحد من حوادث السير التي تتكرر في “شارع النسيج”، خاصة أن العديد من الدوائر الحكومية تقع على هذا الشارع الحيوي. فيما رجحت لجنة الإعمار في واسط، ابان حزيران العام الماضي، إكمال المشروع في أيلول من العام ذاته، لكن ذلك لم يحصل.

***************

الكيلو بـ 100 ألف دينار.. الأنبار من موطن للكمأ إلى مستورد له!

الرمادي – وكالات

يعرض هذه الأيام في أسواق مدن محافظة الانبار، محصول “الكمأ”، أحد أنواع الفطر البري، بأسعار تتراوح بين 50 و100 ألف دينار للكيلوغرام الواحد، وذلك حسب حجمه ونوعيته.

ويؤكد اختصاصيون في جني الكمأ ومسؤولون محليون في المحافظة، أن ارتفاع سعر المحصول يأتي بسبب استيراده وتراجع إنتاجه محليا خلال الموسم الحالي.

ومن المتعارف عليه، أن موسم جني الكمأ يحل في مثل هذه الأيام من كل عام، في مناطق صحراء غربي الأنبار على وجه التحديد – وفقا للاختصاصي في هذا الشأن عمر الجميلي، من ناحية النخيب التابعة لقضاء الرطبة.

يقول الجميلي في حديث صحفي، ان “ناحية النخيب معروفة بظهور الكمأ في أراضيها، لكن عدم سقوط الامطار هذا الموسم تسبب في انعدام ظهور المحصول، وحتى أن وجد في مناطق معينة من الصحراء، لا تسمح لنا القوات الأمنية بالوصول إليه، حفاظا على سلامتنا”.

ويشير إلى أن “للكمأ أنواعا مختلفة في اللون والحجم، ولكل منها سعره، وفي كل عام كنا نتوجه إلى الصحراء والبوادي القريبة منا، للبحث عنه واستخراجه”.

من جانبه، يقول قائم مقام الرطبة، عماد الدليمي، أن “الكمأ  الموجود حاليا في الأسواق، أما من بادية السماوة أو مستورد”، لافتا إلى أنه “لا وجود للكمأ في صحراء الرطبة، وحتى إن وجد فمن المؤكد ان الوصول إليه ممنوع لدواع أمنية”.

**************

4 شهداء وساق مبتورة.. “أُم عراق” حصلت على أرض وحرمت منها!

الموصل – وكالات

يبدو أن أربعة شهداء وساق مبتورة فواجع غير كافية لتحصل سيدة موصلية على قطعة أرض داخل مدينتها.

أحلام جاسم محمد، فقدت منزلها وأولادها الأربعة في الحرب ضد إرهاب داعش، بالإضافة إلى خسرانها إحدى ساقيها، وإصابة الأخرى بشظايا.

في لقاء مع وكالة أنباء "شفق نيوز"، ذكرت هذه السيدة التي تلقب بـ "أم عراق"، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، منحها بـ "كتاب رسمي"، قطعة أرض داخل مدينة الموصل. لكنها بعد أن أكملت الإجراءات لتسلم الأرض، تحفظت اللجنة المعنية في دائرة التسجيل العقاري على الأرض، فبقيت (أم عراق) تحاول معها، لكن من دون فائدة – بحسب ما أكدته.

وأضافت قائلة، أنها قدمت كل الكتب الرسمية والأوراق التي تثبت حقها في قطعة الأرض هذه، التي تقع في أحد الأحياء الراقية، لكنها – ووفق ما ذكرته – تشك في أن هناك من طمع بأرضها من المتنفذين، ويريد الاستحواذ عليها "وإلا ما مبرر امتناع الحكومة المحلية واللجنة الموجودة في دائرة التسجيل العقاري عن تنفيذ أمر رئيس الوزراء؟!".

وبكلمات تملؤها الحسرة والحنين لأولادها الشهداء، تقول أم عراق: "كنت اعتقد أنني سأحصل على ارض وابني فيها بيتا وأعيش حياة هادئة بعد خسارة أولادي، لكن على ما يبدو أن الطمع وصل إلى دماء الشهداء وحقوقهم وساقي المبتورة".

ووجهت هذه السيدة رسالة إلى رئيس الوزراء وإدارة مكتبه، قالت فيها: "الكاظمي، انك أنصفتني بمنحي موافقة على قطعة الأرض، لكنهم في الموصل يحاولون سلبها مني، وعملت معي خيراً فأتمنى أن تكمله ولا تتركني بهذا الحال دون أولاد ولا حقوق".

**************

مواساة

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق سهام الماضي، الذي توفي بعد صراع مرير مع المرض.

لروحه الخلود والسلام ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

كما تعزي اللجنة المحلية بوفاة الشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة، الكاتب والمؤرخ جهاد هادي ابو صيبع (ابو ثائر).

له الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية احد رفاقها القدامى والمربي الفاضل كاظم ظاهر حبيب الكروي بعد صراع مع المرض.

 له الذكر الطيب دوما ولعائلته الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السادسة

منافذ حدودية غير شرعية واجازات وهمية.. مليارا دولار خسائر سنوية جراء تهريب النفط الأسود

بغداد ـ طريق الشعب

يعد ملف تهريب النفط الأسود الى خارج البلاد، أحد أبرز ملفات الفساد، التي تسبب خسائر مالية كبيرة للدولة العراقية، نتيجة لفرق سعر البيع بين السوق المحلية والسوق العالمية، تلك الخسائر التي يقدرها خبراء الاقتصاد بحوالي مليار و700 مليون دولار سنوياً، تذهب لجيوب المتنفذين الفاسدين.

خسائر سنوية

ويعلق الخبير النفطي نبيل المرسومي على هذا الموضوع فيقول “ ينتج العراق 40 ألف طن يوميًا من النفط الاسود اي ما يعادل 280 ألف برميل، فيما يُّصدر منه 14 ألف طن او نحو 100 ألف برميل يوميًا، ويرسل الباقي وهو بحدود 26 ألف طن أو 180 ألف برميل للبيع الى معامل ومصانع مختلفة من أجل الاستهلاك المحلي”. ويشير الى ان “صادرات العراق من النفط الأسود بلغت مليار و911 مليون دولار للسنة الماضية”.

وأضاف الخبير في تدوينه له ان “سعر بيع النفط في الأسواق العالمية هو 466 دولاراً، فيما تُزود معامل الجص والطابوق بسعر 68 دولاراً للطن الواحد، وتزود معامل اخرى بسعر 170 دولاراً، أي ان معدل سعر البيع المحلي 119 دولاراً للطن الواحد”، منوها الى ان “الاستهلاك المحلي يبلغ 26 ألف طن يوميًا وهو رقم مبالغ به”.

وتابع ان “واقع الاستهلاك المحلي اقل بكثير من 26 ألف طن، وهذا يعني ان جزءً كبيراً من النفط الأسود يجري تهريبه حاليا من خلال الصهاريج، وبالذات الى محافظة كركوك وخاصة منطقة كفري، فيما يتم تهريب جزء من انتاج أحد المصافي المتخصصة بإنتاج النفط الأسود للإنتاج المحلي، الى بندر عباس من خلال السليمانية”.

وأشار الى ان “الجهات المعنية منحت اجازات مصانع الاسفلت المؤكسد، والتي وصل عددها الى 14 مصنع، لتجهيزها ما بين 500 الى 1000 طن من النفط الأسود. ويبدو ان هناك مصانعاً وهمية تستلم حصصها أيضاً، اذ بلغ عدد مصانع الجص في احدى المحافظات 50 مصنعا، يستلم كل منها الف طن شهريا. وهذا يعني ان هناك مصانع تستخدم النفط الأسود فعلا في انتاجها المحلي، في حين ان هناك مصانع أخرى، تبيع جزءً من حصتها من النفط الأسود لجهات أخرى، لتقوم بتهريبه الى الخارج، وهناك مصانع وهمية تستلم حصتها من النفط الأسود ثم يجري تهريبه كاملاً، ويؤدي كل ذلك بالطبع الى خسارة مالية كبيرة للعراق لا تقل عن 1.7 مليار دولار سنويا”.

اعتقال المهربين

ورغم اعلان مديرية شرطة الطاقة، أخيرا، عن اعتقال متهمين بتهريب النفط ومشتقاته، فإن الجهود الحكومية في متابعة هذا الملف تبدو ضعيفة. وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت في بيان لها أنه “بعمليات نوعية في مختلف محافظات العراق، قامت مديرية شرطة الطاقة بضرب عصابات تهريب النفط ومشتقاته، حيث تمكنت المديرية من إلقاء القبض على 12 متهماً”. وأضافت انه “تم إلقاء القبض على ثمانية متهمين في سيطرة شرطة النفط البطحاء في محافظة الناصرية، محملين بمنتوج نفطي داخل براميل حديدية، دون إية موافقات رسمية. كما تم وخلال عملية أمنية آخرى، ضبط محطة وقود غير رسمية ووكر يستخدم لتهريب النفط ومشتقاته في محافظة كركوك. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على ثلاثة متهمين إضافة إلى ضبط محتويات المحطة والوكر”. وأشارت الوزارة الى انه “في واجب آخر تمكنت مفارز مركز شرطة نفط الديوانية من إلقاء القبض على متهم وضبط عجلته التي تحمل براميل حديدية عددها 128 محملة بمنتوج نفطي، دون أي موافقات رسمية”.

جهات متنفذة

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي حسين ثجيل، ان ملف التهريب مرتبط بمجاميع مسلحة وشخصيات متنفذة تعمل على تهريب أي شيء يدر عليها الأموال. وقال ثجيل لـ”طريق الشعب”، ان “ملف التهريب يبدأ من اصدار البطاقات الوقودية للمعامل الوهمية، وتزويدها بحصص من النفط الأسود”، مشيرا الى ان “الدعم ضروري للمعامل الفاعلة، ولكن هناك معامل وهمية مهمتها استلام النفط الأسود ومن ثم بيعه”. وتابع ان “جهات متنفذة تمتلك مئات الاجازات، التي تستخدمها في استلام النفط وتهريبه الى خارج العراق”، مؤكدا على “وجود منافذ حدودية خارج سيطرة الدولة تسّهل عملية التهريب”. وأشار الى ان “على وزارة النفط التدقيق في الاجازات للمعامل ومعرفة المعامل الفاعلة من الوهمية”، مستبعدا “السيطرة على الملف لكونه باباً من أبواب تمويل الفاسدين والعصابات والعناصر المسلحة في البلاد”.

******************

خريجون: نحن خارج حسابات قوى السلطة، والوظائف الحكومية حلم.. هل من حلول لأزمة العاطلين عن العمل؟

بغداد ـ طريق الشعب

ينتظر الشباب العراقي، خصوصا شريحة الخريجين العاطلين عن العمل، في كل عام، أقرار الموازنة العامة، عسى أن تشتمل على تخصيصات مالية، توفر لهم وظائفاً وفرص عمل مناسبة. وغالباً ما لا يؤدي هذا الإنتظار عن شيء، حيث لا وظائف حكومية، وإن وجدت، خضع توزيعها للتأثيرات الحزبية وتدخلات المتنفذين والمحسوبية، دون ان يكون للكفاءة والإنتاجية في العمل دور ما، مما أفقد الشباب الأمل بالحصول على الدعم الحكومي، وأبقاهم أسرى التساؤل عن حدود الاقصاء والإهمال التي يعيشوها، وما إذا كانت الحكومة الجديدة جادة في وضع حلول لقضيتهم ام انها ستسير على نهج سابقاتها!

بطالة مفزعة

وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، قد كشفت في أواخر العام الماضي، عن اعداد العاطلين المسجلين ضمن قاعدة بياناتها، والتي بلغت مليون و700 ألف عاطل مسجل واعداد أخرى من غير المسجلين. واطلقت الوزارة برنامجا لتدريب العاطلين خلال الربع الاخير من العام 2021.

من جهتها كشفت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجرين النيابية، في وقت سابق من العام 2021، عن بلوغ عدد العاطلين في البلاد نحو 15 مليون عاطل، اغلبهم من الشباب. وبحسب آخر إحصائية لوزارة التخطيط العراقية عام 2020، فإن عدد العراقيين بلغ 40 مليون نسمة، تشكل الفئة العمرية “النشطة”، والتي تتراوح أعمارها بين 15 و 64 عاماً، النسبة العليا بينهم، حيث تبلغ 56.5 بالمائة من مجموع السكان، تليها فئة صغار السن، اي أصغر من 14 عاما، والتي تشكل 40.4 بالمائة.

هل هناك عجز؟

من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي، باسل العبيدي، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، أنه “لا يوجد عجز مالي حقيقي في الموازنة العراقية، بل هو عجز وهمي وضعته الحكومة، في الموازنة التخطيطية، أما في الموازنة الفعلية فلا يوجد عجز، وذلك لسببين الأول ان الإنفاق لم يتم بشكل صحيح بسبب تأخير إقرار موازنة عام 2021، والثاني ارتفاع أسعار النفط أكثر من التوقعات بصورة كبيرة، فسعر البرميل المتوقع في الموازنة السابقة كان 49 دولاراً ووصل في الفترة الأخيرة لأكثر من 89 دولاراً، أي أصبح لدينا فائضا كبيرا نستطيع من خلاله زيادة احتياط البنك المركزي العراقي بـ 16 مليار دولار”. وأوضح الخبير العبيدي في تصريحه ان” هذه الأموال الفائضة لو استثمرت بشكل صحيح في موازنة عام 2022 سيصبح الوضع الاقتصادي للبلد جيد جدا، وألان لدينا القدرة على ارجاع الديون وتسديد الفوائد وإطفاء القروض”.

شركات محتالة

ويصف الشاب قيس جميل وهو خريج كلية هندسة منذ العام 2017 حاله بـ المأساوي، حيث يقول “ أنهيت تعليمي بتفوق وجدارة، لكن لم أجد عملاً يستقبلني، فبقيت في الشارع، أبيع فيه الشاي على المارة”. وطبقا لحديثه الذي خص به “طريق الشعب”، فان الشاب لا يترك مكانا الّا وذهب اليه بحثا عن فرصة عمل بدون فائدة، وغالبا ما تكون شروط القبول تعجيزية، مشيرا الى ان” هنالك شركات توظف الشباب بحجة انها تبحث لهم عن عمل، وتقبض مبلغاً من المال لقاء الوظيفة التي ستجدها له، والكثير من هذه الشركات هي شركات نصب واحتيال”.

 ويروي جميل حادثة لصديقه الذي وقع ضحية لأحدى الشركات المعنية بالتوظيف فيقول “ شاهد صديقي اعلاناً لشركة، تدّعي وجود فرص عمل في الكثير من الاماكن وعلى تطبيق فيسبوك. وبعد ذهابه الى الشركة طلبوا منه مبلغ 200 ألف دينار مقابل وظيفة معروضة لديهم”. ويكمل “ وافق صديقي وسلمهم المبلغ المطلوب مع اكمال الإجراءات، وذهب الى مقابلة العمل، لكن تم رفضه. وتنصلت الشركة من وعودها، وأدعّت بأن دورها يقتصر على تدبير المقابلة فقط وليس التوظيف، وهو مخالف لما جاء في اعلاناتها”.

ويدعو الشاب قيس جميل في حديثه “ من خلال جريدتكم نناشد الحكومة القادمة ورئيس وزرائها، بضرورة إيلاء قضيتنا نحن الخريجين العاطلين عن العمل أهمية كبيرة، وان تكون ضمن الأولويات من اجل انصاف شريحتنا التي تعرضت لأقصاء واهمال كبيرين”.

الاعتماد على الذات

 من جانبها اكدت الشابة  سارة حسين، وهي خريجة منذ ثلاث سنوات، لـ”طريق الشعب”، انها لا تزال تبحث عن عمل سواء في وظيفة حكومية او لدى القطاع الخاص، لكن بدون نتيجة تذكر. وتقول “ لاحظت ان الكثير من الوظائف تخضع لعامل المحسوبية حتى في بعض الأماكن بالقطاع الخاص أيضا، وليس على مستوى الوظائف الحكومية فحسب، ولا يتم اعتماد معيار الكفاءة والإنتاجية أساسا في التوظيف”. وتلفت الشابة العشرينية سارة الإنتباه الى انها في صدد ان تجمع “ المال وحتى الاقتراض المصرفي، من اجل انشاء مشروع عمل بسيط خاص بي، على امل ان ينجح ويحقق لي مردوداً مادياً جيداً يسد الحاجة وذو نفع. وأنصح الشباب بعدم انتظار التوظيف الحكومي او القطاع الخاص والمضي بعمل مشاريع صغيرة وتوسعتها مستقبلاً”.

وعود وخداع

 وعلى صعيد ذي صلة بالموازنة، يقول الشاب حسين علي لـ “طريق الشعب”، انهم “خارج دائرة حسابات السلطة وأصبحنا مجرد أصوات انتخابية تُستغل مرة كل 4 سنوات، بكيل الوعود الكاذبة والخداع الانتخابي”.

ويشدد الشاب في حديثه على انه “ من الضروري ان يتم الاستعانة بالشباب في كافة المجالات كونهم أكثر انتاجية خصوصا الخريجين منهم، فهنالك الالاف يبحثون عن فرصة عمل واحدة . وقد أصيبوا بالإحباط نتيجة لسياسات التوظيف الخاطئة”.

إبداعية وإنتاجية

ويعتقد الشاب مازن لطيف بان حل مشكلة استيعاب مئات الالاف من الشباب العاطلين عن العمل هو فتح المصانع التي ستكون متنوعة وترفد اقتصاد البلد وتوظف الشباب وتسخر طاقاتهم الإبداعية والإنتاجية بالشكل الصحيح. ويبين ان “ الوظائف الحكومية أصبحت حلماً صعب التحقق، وعليه لابد من دعم الشباب لإقامة مشاريعهم الخاصة عبر تقديم التسهيلات المختلفة لهم”.

************

وقفة اقتصادية.. الاقتصاد العراقي بين فكي كماشة

ابراهيم المشهداني

انطلاقا من تطبيق سياسات اقتصادية فاشلة في مجال التنمية تتبدد الآمال في تحسن النمو الاقتصادي العراقي  وتطور قطاعاته الانتاجية المختلفة في المستقبل القريب  بالرغم من التدفقات النقدية الكبيرة التي تزيد على 1250 مليار دولار معظمها من تصدير النفط بعد عام 2003  التي تعرضت الى عمليات استحواذ منظمة عبر ما سميت باللجان الاقتصادية للأحزاب المهيمنة على السلطة ومصادر المال الحكومي والخاص .

 فاستنادا الى توقعات صندوق النقد والبنك الدوليين فان الاقتصاد العراقي سيتعافى في عام 2021 فقد توقع الاول على ان الاقتصاد العراقي سيحقق نموا بمعدل  في المائة  3.6 فيما توقع البنك ان المعدل سيكون 2.6 في المائة ويعزو الاثنان  وخاصة الصندوق هذا النمو الى الاصلاحات الجوهرية في الورقة البيضاء على افتراض تحسن اسعار النفط غير ان البنك الدولي كان اقل تفاؤلا في مخرجات  الورقة البيضاء في انجاز بعض الاصلاحات لكن للاقتصاديين العراقيين رايا اخر معتبرين توقعات المؤسستين الدوليتين متفائلة اكثر من اللازم حيث لم يروا تنفيذا حقيقيا في الاصلاحات للورقة البيضاء سوى سعر الصرف الذي جاء في وقت وحجم غير مناسبين كما ان اسعار النفط من الصعوبة المراهنة عليها بحكم ظاهرة التذبذب التي تحصل احيانا بفعل عوامل دولية غير مسيطر عليها .

ومن جهة اخرى  فان الاقتصاد العراقي يعتمد بنسبة 92 في المائة على تصدير النفط الخام  وقطاع النفط كما هو معروف يسيطر على 3 في المائة من القوى العاملة على وضع العراق  حسب ( د. باقر محمد شبر ) على سبيل المثال كما ان باقي القطاعات تنتج سلعا لا تدخل في التجارة الدولية فهي تركز على انتاج الخدمات التي لا تدخل في السوق الدولي وبالتالي فان العراق يعتمد فقط على تصدير النفط الخام للحصول على العملة الصعبة التي يتسرب جزء كبير منها  الى الخارج عن طريق التهريب وعن طريق المقاولين وهجرة العراقيين وخاصة المتقاعدين  الذين تحول مرتباتهم بالعملة الصعبة .

  ومن جانب اخر يبدو ان  الفشل المتراكم في مسار عملية الاستثمار الذي تتحدث عنه الحكومة في معظم الخطط الخمسية الاربعة الماضية  واستمرار اسبابه لم يوفر الدرس والعبرة  للجهات الحكومية المتشبثة بدعوة الشركات العالمية للاستثمار فعلى سبيل المثال  فان وزارة التجارة دعت الشركات الهندية الى المساهمة في حملة الاعمار والمشاركة مع القطاع الخاص  كما ان المحافظات تنحى ذات النهج في دعوة الشركات كل ذلك يجري في ظل نفس البيئة الطاردة للاستثمار .

ان مبعث ضعف التفاؤل  في تحقق نمو اقتصادي واعد  هو ان المعطيات لا تدل على قيام الحكومة بإجراءات حازمة للتنمية الاقتصادية وتسريع وتيرة النمو نتيجة للصراع بين القوى السياسية الطامحة للاستحواذ على السلطة وانعكاس ذلك على تشكيل الحكومة الجديدة  وتأخر المصادقة على موازنة 2022 التي ربما تأخذ شهورا طويلة . مما تقدم بيرز الاستنتاج  ان  الاقتصاد العراقي يؤسر بين فكي كماشة  التمسك بالريع النفطي  واهمال قطاع الانتاج والاستثمار من طرف والتعرض لجائحة (اوميكرون) المتحور وانعكاساته في البعدين الاقتصادي والاجتماعي . لكل ذلك نرى ضرورة :

  • تنويع الفروع الصناعية المختلفة وتنميتها لتحقيق التغيرات الهيكلية المرغوبة ضمن القطاع الصناعي وتحقيق التوازن بين فروع الصناعات الاستهلاكية والوسيطة والانتاجية وتعظيم الترابط بينها والاعتماد المتبادل بين هذه الفروع الصناعية الثلاثة .
  • اعادة النظر بالسياسة النقدية من خلال اعطاء دور اكبر للجهاز المصرفي للإسهام في عملية التنمية الاقتصادية عبر التسهيلات الائتمانية والدخول بشكل واسع في عمليات الاستثمار عبر التشجيع على جذب رؤوس الاموال المكتنزة والتي يقدرها الاقتصاديون ب 30 تريليون دينار وهذا يتطلب وضع سياسية ادخارية واضحة تتوافر فيها اجراءات درء المخاطر .
  • اعادة النظر في هيكلية الموازنات الاتحادية للسنوات القادمة بما تحقق توسيع حجم النفقات الرأسمالية بما لا يقل عن 40 بالمئة من مجموع تخصيصات هذه الموازنات كل ذلك من اجل زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الانتاج المحلي الاجمالي .

****************

الصفحة السابعة

بعد ان نفى التحالف العربي المعلومات بشأنها.. «أطباء بلا حدود»: لا سبيل لإنكار الغارة الجوية على سجن صعدة

صنعاء ـ وكالات

قالت منظمة أطباء بلا حدود أنه لا توجد أي طريقة لإنكار الغارة الجوية التي استهدفت سجن صعدة شمال اليمن، بعد ان نفى التحالف العسكري العربي  المعلومات عن هذه الغارة، معتبرا أنها “ادعاءات عارية عن الصحة” بشأن الضربة.

وأدت الغارة إلى مقتل سبعين شخصا على الأقل، بينما تتواصل عمليات الإنقاذ حتى صباح الامس، للبحث عن ناجين أو مفقودين.

ويواصل عمال الإغاثة البحث بين الركام عن ناجين أو مفقودين في موقع السجن في صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن.

وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشير عمر لـ”فرانس برس”، أن “عمليات الانقاذ ما زالت مستمرة والبحث عن مفقودين وقتلى”.

ونفى التحالف الذي تقوده السعوديّة في اليمن يوم السبت المعلومات عن هذه الغارة، معتبرا أنها “ادعاءات عارية عن الصحة” بشأن الضربة.

لكن منظمة “أطباء بلا حدود” أكدت أنه لا توجد “أي طريقة لإنكار” ما وصفته بأنه “غارة جوية غير مبررة” أدت إلى مقتل سبعين شخصا على الأقل وجرح نحو مئة آخرين.

وقالت المنظمة في بيان نقلا عن أحد موظفيها في صعدة “لا توجد أي طريقة لإنكار أن هذه كانت غارة جوية. الجميع في مدينة صعدة سمع ذلك”.

وأضاف “أعيش على بعد كيلومتر واحد من السجن واهتز منزلي من الانفجارات”.

وتفيد أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين، بأن 82 شخصا قتلوا واصيب 266 آخرون بجروح. ولكن تعذّر التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.

وأكد رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في اليمن، أحمد مهات، في البيان أن هذه الغارة هي “الأحدث في سلسلة طويلة من الضربات الجوية غير المبررة التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على أماكن مثل المدارس والمستشفيات والأسواق وحفلات الأعراس والسجون”.

وأضاف “منذ بداية الحرب، شهدنا مرارا الآثار الرهيبة لقصف التحالف العشوائي في اليمن، بما في ذلك عندما تعرضت مستشفيات تابعة لنا للهجوم”.

وقالت “أطباء بلا حدود” إن موظفيها أكدوا أن السجن في صعدة دمر وبأن المستشفى القريب لا يملك أسرة كافية.

وأشار البيان إلى أن “المستشفى يواجه وضعا صعبا للغاية (...) مع وجود جرحى على الأرض”.

*********

استمرار الاشتباكات بين قسد وداعش في الحسكة

دمشق ـ وكالات

انتقلت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعناصر تنظيم داعش الارهابي في الحسكة إلى حي غويران السكني، فيما كشفت قسد عن سقوط 27 قتيلاً من عناصرها و175 من تنظيم داعش الارهابي.  وأعلنت قيادة قسد، أمس، أن “الهجوم على سجن غويران نفذه 200 عنصر من داعش وتم القبض على بعضهم”. وكشفت “قسد” أن “الهجوم على السجن أوقع 27 قتيلا” في صفوف قواتها. وأضافت: “قتلنا 175 عنصرا من داعش خلال 3 أيام إثر الاشتباكات في محيط سجن غويران”.

وذكرت أن التحقيقات تؤشر إلى “أن الهجوم على السجن خطط له منذ 6 أشهر”. ويوم أمس داخل القتال يومه الرابع على التوالي في شمال شرقي سوريا حول سجن غويران الذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف من الدواعش وسط محاولات متجددة لـ”قسد” بالتقدم داخل السجن. وذكرت مصادر ان طائرات F 16 الأميركية دخلت على خط الاشتباكات في محيط السجن.

وتسببت المعارك بنزوح آلاف المدنيين من الأحياء المحيطة بمناطق الاشتباكات. ويعد الهجوم الذي شنه عناصر من تنظيم داعش الارهابي على سجن غويران في محافظة الحسكة الخميس الماضي، من أكبر الهجمات التي تنفذها منذ دحرها عن مناطق سيطرتها في سوريا عام 2019.

ودفعت التطورات الميدانية رتلا عسكريا تابعا لقوات التحالف الدولي للتوجه إلى محيط سجن غويران ضمن مدينة الحسكة، وسط تحليق لمروحيات تابعة للتحالف في الأجواء.

وجرى إلقاء القبض على 6 عناصر من التنظيم، ليبلغ عدد الفارين الذين ألقي القبض عليهم حتى اللحظة 136 سجينا من داعش، بينما لايزال العشرات منهم فارين ولا يعلم العدد الحقيقي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب من سجن غويران.

********************

موسكو: مزاعم تنصيب زعيم أوكراني موالٍ لروسيا تضليل بريطاني

موسكو ـ وكالات

علقت وزارة الخارجية الروسية، على بيان صدر من الخارجية البريطانية، ادعت فيه أن موسكو تريد تنصيب زعيم أوكراني موالٍ لروسيا في كييف، قائلةً إنّها “معلومات مضللة”.

وقالت الخارجية الروسية، أن “المعلومات المضللة التي نشرتها وزارة الخارجية البريطانية هي دليل آخر على أن دول الناتو وعلى رأسها الأنجلو ساكسون، هي التي تصعد التوترات حول أوكرانيا”.

ودعت الخارجية الروسية نظيرتها البريطانية إلى “وقف الأنشطة الاستفزازية والتوقف عن نشر الهراء”. وقالت وزارة الخارجية البريطانية الليلة الماضية، في بيان، إنّ لديها معلومات تفيد بأن موسكو “تتطلع إلى تنصيب زعيم موال لروسيا في كييف لأنها تدرس غزو أوكرانيا واحتلالها”.

وأشارت إلى أن ضباط المخابرات الروسية كانوا على اتصال بعدد من السياسيين الأوكرانيين السابقين في إطار خطط للغزو.

وأضافت الخارجية البريطانية في زعمها أنه “يُنظر إلى النائب الأوكراني السابق يفغيني موراييف على أنه مرشح موسكو المحتمل”.

**************

مساعٍ دبلوماسية لتخفيف التوتر بين دول الخليج وبيروت

متابعة ـ طريق الشعب

قدّم وزير الخارجية الكويتي، أمس الاول، اثناء زيارته إلى لبنان قائمة مقترحات من شأنها تخفيف حدّة التوتر الدبلوماسي بين بيروت ودول  الخليج العربية، بعد الازمة الاخيرة التي جاءت على خلفية تصريحات سياسية ادلى بها وزير الاعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي. وتأتي الزيارة التي جرى تنسيقها مع دول الخليج في إطار جهود إعادة الثقة بين البلد والدول الخليجية، بينما يواجه هذا البلد أزمة مالية غير مسبوقة.

مقترحات كويتية

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، أمس الاحد، أنه قدّم إلى السلطات اللبنانية قائمة بإجراءات مقترحة يتعيّن اتخاذها لتخفيف حدّة التوتر الدبلوماسي مع دول الخليج العربية. وقد سلّم المقترحات إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون، خلال زيارة هي الأولى لمسؤول خليجي كبير إلى لبنان منذ نشوب التوتر الدبلوماسي في العام الماضي.

وقال الشيخ أحمد في مؤتمر صحفي، إن “قائمة أفكار ومقترحات قُدّمت بالأمس، وذكرتها اليوم إلى فخامة الرئيس”.

وأضاف “ننتظر منهم الرد عليها” رافضاً الخوض في مزيد من تفاصيل المقترحات.

ولفت الشيخ أحمد إلى أن “وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب سيزور الكويت نهاية الشهر الجاري”، مشيراً إلى أن “الرئيس ميقاتي دُعي أيضاً لزيارة الكويت من دون أن يُحدّد موعد لهذه الزيارة”. وقال الشيخ أحمد بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي “مجيئي إلى لبنان هو لدعم لبنان وانتشال لبنان من كل الذي يمر به ولمساعدته لتجاوز هذه المصاعب ولإعادة إجراءات بناء الثقة مع لبنان”.

وأضاف أن “كافة دول مجلس التعاون متعاطفة ومتضامنة مع الشعب اللبناني”، مشيرا إلى أن “التحرك الكويتي هو تحرك خليجي وهناك تنسيق مع كافة الدول الخليجية بهذا الموضوع”.

واستدرك وزير الخارجية الكويتي قائلاً “لم يكن هناك قطع للعلاقات، كان فيه سحب للسفراء، لأجل التشاور ولم تقطع العلاقات مع لبنان”.

ومضى بالقول إن هناك عدة رسائل من زيارته لبيروت “الرسالة الأولى هي رسالة تعاون وتضامن وتآزر مع شعب لبنان الشقيق. الرسالة الثانية أن هناك رغبة مشتركة لاستعادة لبنان رونقه وتألقه”.

من جهته، قال  الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن أفكار مبادرة “لإعادة بناء الثقة” التي نقلها وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها.

وأكد عون في تغريدة على موقع (تويتر) أن “هناك حرصا لبنانيا ثابتا على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية”.

اسباب الخلاف

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان على خلفية تصريحات لوزير الإعلام حينها جورج قرداحي، سُجلت قبل توليه مهامه وتم بثّها بعد ذلك، قال فيها إنّ “الحوثيين في اليمن دافعوا عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي من السعودية والإمارات”. واستدعت السعودية بشكل مفاجئ سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها.

وتضامناً مع الرياض، اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقررت السلطات الكويتية لاحقاً “التشدد” في منح تأشيرات للبنانيين.

وقدّم قرداحي استقالته الشهر الماضي في مسعى لاحتواء الأزمة. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس والرياض اتفقتا على الانخراط بشكل كامل في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.

وفاقمت الأزمة الانهيار الاقتصادي في لبنان الذي يواجه أزمة مالية، قال البنك الدولي إنها من الأسوأ في العالم في التاريخ الحديث.

وتفيد تقديرات بأن أكثر من 300 ألف لبناني يعيشون في دول الخليج ويشكّلون شريانا حيويا لبلادهم.

***********

فرنسا: يسار منقسم على نفسه ومبادرات شعبية لتوحيد قواه

د. ماهر الشريف

قبل نحو ثلاثة أشهر من انتخابات الرئاسة الفرنسية، تبدو القوى اليسارية منقسمة على نفسها أكثر من أي وقت مضى، وهي تواجه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي يرجح جميع المراقبين أنه سيتقدم بترشحيه إلى الانتخابات قريباً بصفته ممثلاً لـ “يمين الوسط”، واليمين التقليدي “الديغولي” الذي تمثّله هذه المرة سيدة هي فاليري بكريس، وأقصى اليمين ممثلاً برئيسة “التجمع الوطني” مارين لوبين وبالوجه السياسي الجديد والصحافي السابق إيريك زيمور الذي يقف حتى على يمين لوبين. وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن ممثلَي أقصى اليمين الاثنين قد يحصلان على أكثر من 30 % من أصوات المقترعين، لا يبدو أن ممثلي اليسار سيتجاوزون عتبة الـ 25 %، في ظل خلافات عديدة بينهم حول الموقف من الاتحاد الأوروبي ومستقبله، وحول علمانية الدولة، وحول الهجرة، وحول مسألة البيئة ومسائل أخرى عديدة.

أما أبرز ممثلي هذا اليسار فهم جان-لوك ميلانشون مرشح حزب “فرنسا الأبية” الذي تشكّل في شباط/فبراير 2016 وتمنحه الاستطلاعات ما بين %11-10 من الأصوات، ويانيك جادو ممثل “حزب الخضر” وتمنحه الاستطلاعات نحو %7 من الأصوات، وفابيان روسيل ممثل الحزب الشيوعي الفرنسي وتمنحه الاستطلاعات نحو %2 من الأصوات، وآن هيدالغو عمدة باريس وممثلة الحزب الاشتراكي الفرنسي وتمنحها الاستطلاعات نحو %4 من الأصوات، بينما يتقاسم مرشحون آخرون، ينتمون إلى أحزاب تروتسكية، مثل حزب “كفاح عمالي”، وأحزاب من “يسار الوسط”، بقية الأصوات.

وكانت ممثلة الحزب الاشتراكي قد اقترحت قبل أسابيع إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح واحد لليسار يخوض الانتخابات الرئاسية، إلا أن اقتراحها هذا رفضه معظم منافسيها في معسكر اليسار. وفي المقابل، بادر عدد من اليساريين المستقلين، أو المنتمين إلى أحزاب يسارية مختلفة، إلى اقتراح إجراء انتخابات تمهيدية شعبية، بغض النظر عن مواقف مرشحي أحزاب اليسار، وأعلنوا أنهم سيشاركون في الحملة الانتخابية للمرشح اليساري الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في هذه الانتخابات. وقد حظي هذا الاقتراح حتى اليوم بتأييد نحو 311000 من الفرنسيين والفرنسيات، سجّلوا أسماءهم/هن للمشاركة في هذه الانتخابات التي ستجري عبر التصويت الإلكتروني ما بين 27 و30 كانون الثاني/يناير الجاري. كما دعا 1543 من الأعضاء اليساريين في المجالس البلدية والمناطقية المنتخبة، في بيان نشروه في الصحافة، إلى إجراء “انتخابات تمهيدية مفتوحة، مواطنية وشعبية” لاختيار مرشح واحد لليسار.

فهل يستمع مرشحو أحزاب اليسار لصوت قاعدتهم الانتخابية، أم سيوفرون، بامتناعهم عن توحيد قواهم واختيار مرشح رئاسي واحد منهم، الفرصة لكي تدور انتخابات الدورة الثانية الرئاسية ما بين مرشح “يمين الوسط” ومرشح اليمين التقليدي أو مرشح أقصى اليمين؟.

**********

الصفحة الثامنة

من أجل توفير فرص عمل للعاطلين

اد . حاكم محسن محمد الربيعي

نشر خبر في جريدة الزمان الغراء الصادرة يوم السبت الموافق 15 – 1 – 2022 مفاده ان السيد محافظ ذي قار فاتح الحكومة المركزية حول توفير فرص عمل للخريجين ، والسؤال الذي يطرح نفسه من اين  تأتي فرص العمل وكيف توفرها الحكومة المركزية يا جناب السيد المحافظ وانت تعرف ان حكومتك المركزية وعلى مسار الحكومات المتعددة التي جاءت بعد الاحتلال عام 2003  ولغاية اليوم  وهي تصم الآذان لدعوات اصلاح  وتأهيل القطاعات الاقتصادية المعطلة منذ عشرين عاما، بل أحد وزراء الصناعة وبعد تركه الوزارة قال أثناء احدى المقابلات في واحدة من القنوات  الفضائية التي أصبحت لا تعد فقال بصريح العبارة، إنه يملى على الوزير شتريد ننطيك لكن اذا  شغلت الصناعة ( نلعن والديك )، وهذا  القول سمعته الملايين، وكما تعلم يا سياده المحافظ ويعلم الشعب العراقي أن العراق أُعد كسوق لتصريف منتوجات وسلع وبضائع الدول الاخرى منها مجاورة ولها نفوذ في الداخل، وبالتالي أهملت الزراعة والصناعة والخدمات والسياحة والقطاع النفطي فقط  للإنتاج والتصدير من اجل ايرادات النفط،  ولم يلاحظ اهتمام الوزارات المعنية على مسار عشرين عاما باي قطاع من القطاعات الاقتصادية،  بدءا من وزارة النفط التي تستمر في شراء المشتقات من دول الجوار بدلا من القيام بتصنيعها في العراق من خلال استثمار  مليارات الدولارات ايام كانت اسعار النفط مرتفعة خلال الفترة التي اعقبت عام الاحتلال ولا أحد يعرف اين ذهبت، والتي يمكن ان تبنى مصافي جديدة للتكرير او تحديث القائمة منها، وليس هناك لا حسابات ختامية ولا رقابة ولا حساب بل هناك ثراء فاحش للبعض الذي كان لا يملك قوت يومه، ولا عجب لأن الجميع متورط في فساد مالي ممنهج يشير إليه أغلب المسؤولين الذين اعترفوا جميعا أنهم فشلوا في أدائهم مع الشعب. والمعروف أن من يعترف بالفشل يتنحى جانبا، ويترك العمل لمن هو أكثر منه كفاءة ووطنية وولاء لوطنه، في مصر مثلا 14 مصفاة وهي دولة غير نفطية بينما العراق مصافيه محدودة وما بناه أو قيد الانشاء تحت سيطرة جهات لا علاقة لها بالموضوع وليس من اختصاصها، ولكنها نافذة وتقرر وكان الأمر تقاسم ضيعات وليس دولة اسمها العراق ولها مكانة دولية، اما الغاز فمنذ سنوات يحرق والخسائر بالمليارات ولا أحد يهتم او يسال. اما الصناعة فتصريح أحد الوزراء الذي شغل هذا المنصب واضح ولا لبس فيه، اما الزراعة فأصبح المستهلك يسمع من بائع الفواكه والخضر عن جنسيات متعددة للفواكه والخضر المستوردة حتى للمتوفر منها بكميات تسد الحاجة ويمكن تصدير الفائض ولكن؟؟؟؟ واغلبها من دول الجوار وكأنها هي من تضع خطة الاستيراد، و ان التضييق من هذه  الدول على العراق  مستمر وذلك بتغيير مسار الانهار فهو جار على قدم وساق ومنها أنهار تصنف انهارا دولية ولا حراك من الدوائر المعنية أو من  الحكومة لا سياسيا ولا اقتصاديا وجميع دول العالم تفاوض و تلوح بما لديها من امكانيات اقتصادية  ووسائل ضغط تكسب منها الدول التي تضر بالعراق حاليا المليارات يمكن الضغط بإيقاف التعامل التجاري معها  مقابل عدم الاضرار بمصالح البلد،  ويمكن ان كان البلد في حاجة ان يستبدل مصادر الاستيراد أو ـن يبحث عن مصادر أقل كلفة كما هو الحال بالنسبة  للغاز المستورد وهناك عروض من دول شقيقة وبأقل كلفة فلم الاصرار على الاستيراد بكلف عالية من دول لا تعير اي اهتمام لمصالح العراق وحقوقه المائية، ويفترض بل  يجب ان تصنع الطاقة في العراق بدلا من استيرادها ووضع خطط جدية مع المتابعة لتأمين احتياجات البلد وفي العراق كوادر علمية وفنية وادارية كفؤة.  والسعي بجد واخلاص إلى اعادة تنظيم  شبكة الري وأساليبه في كل العراق من خلال  النواظم والسدود والبحيرات للسيول الناتجة عن الامطار وهذه يعرفها مختصون في  وزارة الموارد المائية وهي وزارة فيها الكثير من الكفاءات  المعروفة، اما الصناعة فليس من المعقول ان يبقى العراق متأخرا عن الآخرين وهو الذي كان يصنع أفضل المنتوجات الصناعية التي كانت تصدر إلى دول عدة ، وليس من المقبول ان  يبقى يتغنى بماضيه، بينما الدول الاخرى تتقدم اشواطا بعيدة،  اما وزارة المالية لم يسمع منها الشعب العراقي الا  التشاؤم  والتوقعات السوداوية  وهذا واضح في كلمة وزير المالية الذي أعطى صورة ظلامية عن المشهد العراقي للسنوات القادمة دون أن يشير إلى الاسباب، او يقدم  الحلول، اذ شهد البلد خلال  استيزاره ازدياد معدل الفقر وارتفاع عدد المتسولين ومعدل البطال وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية وتقديم ورقة بائسة سميت الورقة البيضاء، لم يتحقق منها شيء وما ازدياد الاحتياطي الا من فرق أسعار النفط ومن خفض  قيمة العملة الوطنية على حساب ذوي الدخل المحدود وقد فشلت وزارة المالية في  السيطرة على الايرادات الداخلية والخارجية معا، اذ هناك منافذ حدودية رسمية واضعاف اضعافها غير رسمية في المحافظات الشمالية والجنوبية معا، كما هناك إيرادات نفطية داخلية ورسوم وضرائب وايرادات  المطارات وشركات النقل  والخطوط الجوية و مصادر مختلفة، ولو تمت السيطرة عليها لكان الامر مختلفا تماما فاذا كان هذا هو الحال، فكيف تتوفر فرص عمل، بالتأكيد  والحال هكذا لا فرص عمل، والبطالة في ازدياد فكيف السبيل إلى توفير فرص عمل، نعم هناك افكار لكنها تريد من يسمع فاذا كان  المسئول لا يريد ان يسمع الا ما برغب او ما يريد سماعه، هنا تكمن المشكلة  ’ ومن الافكار او الطروحات التي يمكن دراستها والاخذ بها ان توفر فرص العمل وهناك ملاحظة هامة لابد من الاشارة اليها، ان جيل  أواخر الاربعينات والخمسينات والستينات  الاكثر بؤسا في حياتهم لانهم عاشوا مأساة الحروب والحصار وفترة ما بعد الاحتلال بما فيها  من احتلال وحروب اهلية وفقدان للآمن وعوز مالي وضغط نفسي واجتماعي وبالتالي لا اعتقد سيستفيدون من اي اصلاح ولكن همهم الاجيال التي تلي بعدهم ، اذ يموت الانسان ويفكر بمصير عائلته واولاده لأن دور الدولة غائب، على اية حال من المقترحات التي اشك ان احدا يأخذ بها او حتى يقرئ المقال  هي :

1 – اختيار اعضاء الحكومة من خيرة الكفاءات والذين لديهم ولاء وطني وان يسمح لهم بتبني خطط تطوير وتنمية قطاعات وزاراتهم. الموارد المائية مع خبراء الوزارة لتنظيم حال الارواء وادارة المياه بعدالة والتفاوض الجاد مع دول المنبع حول حقوق العراق المائية. او القيام بمشات ري حديثة ان تطلب الامر.

2- اما القطاع الزراعي فهذا القطاع هو مصدر من المصار الاساسية للآمن الغذائي وعليه يجب مساعدة المزارعين واجراء لقاءات او ندوات معهم لمعرفة احتياجاتهم وتلبيتها من البذور والاسمدة وتسديد المستحقات في وقتها لأنهم يحتاجون للأنفاق على المواسم الزراعية تتابعا.

3 – ايقاف الاستيراد تماما لكل الانواع التي تنتج في العراق وبكميات تسد الحاجة وبزيادة عن حاجة البلد، بل يمكن تصديرها فأرض العراق معطاء ومنتوجها متميز عربيا واجنبيا.

4- محاربة الامراض الزراعية ومنها امراض النخيل في المواسم التي يتطلب فيها اجراء المكافحة حيث ان الاضرار كبيرة على المحصول.

5- دعم القطاع الصناعي بكل انواعه العام والخاص والمختلط، حتى لو استوجب الشراكة التي تضمن مصلحة الوطن اولا واعادة افتتاح المصانع المتوقفة في كل المحافظات واختيار ادارت غير متحزبة.

6- استثمار الفوائض المالية في بناء مشاريع بديلة للإيرادات النفطية او مساندة لها كان يتم بناء مشاريع سياحية في مناطق الاهوار او اثار الناصرية التي يقصدها السياح الاجانب واجراء اصلاح وادامة وتطوير لآثار بابل وتوفير الخدمات اللازمة والجاذبة للسياح.

7- معالجة الفساد المالي والاداري في كافة مرافق الدولة واحالة الفاسدين إلى القضاء، ولكن المحنة عندما يكون الفاسد هو المسؤول فمن يحيل من إلى المحاكم، ونتمنى ان لا فاسد في الدولة. ولكن يأتيك صوت الشعب إذن اين ذهب المال العام.

 8 – ضغط النفقات المفرطة التي تنفق على المسؤولين في مختلف المؤسسات سواء كانوا في الرئاسات الثلاث او المحافظات والدواوين المستقلة والتفليل من الحمايات والسيارات والغائها ان كان ذلك ممكنا لأنها تشكل ثقلا ماليا كبيرا على الميزانية. ونقول الغاؤها لان المنتخب يفترض ان لا يخشى احدا هو منتخب اليس كذلك وهذا ما تراه في دول كثيرة.

9- تحصيل الإيرادات العامة من مصادرها المختلفة وحصرها بوزارة المالية وعلى وفق الموازنة يتم التوزيع بعدالة.

10 – اعادة النظر في الرواتب التقاعدية الممنوحة خلاف للقانون، ولأكثر من ستة عشر عاما والشعب يطالب بإلغائها، ولكن هناك اصرار على الخطأ اذ ليس هناك تقاعد مثلا للنواب في كل العالم إلا في العراق فقط، فما هو الاساس القانوني او الشرعي لهذا المكسب الباطل. 

نأمل ان تكون هناك آذان صاغية وايادي مخلصة للبلد وفاعلة.                                                

********** 

البطالة.. أسبابها وعلاجها

جبار الكعبي

إنّ مفهوم البطالة هو ظاهرة تعرف من قبل الاختصاصيين: «عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن له القدرة على العمل والرغبة فيه»، لذا فأنها تعني العجز عن إيجاد فرص عمل مناسبة، للحصول على دخل ذي مستوى معيشي لائق؛ فالعمل حق لكل إنسان قادر عليه فقط، بل هو حق من حقوق الإنسان، وهو تلبية لحاجة من حاجاته الأساسية. والشخص العاطل عن العمل بحسب تعريف منظمة العمل الدولية هو «كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه ويقبله وفق مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى».

إنّ علماء الاقتصاد يلقون الضوء على أشكال البطالة وأنواعها وأسبابها ضمن أنظمة اقتصادية تعوق التشغيل الكامل، وتعثر النظام الاقتصادي نحو توفير فرص للعمل. أما علماء الاجتماع «السوسولوجيا» فيعتبرون الظاهرة من الظواهر السلبية، التي يترتب عليها الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع، منها الجرائم والانحراف. وهذه يقترن ظهورها وانتشارها بالبطالة، إلى جانب الكثير من المخاطر السياسية والاجتماعية. وبالتالي فان الاستقرار السياسي للدولة مرهون بقدرة الدولة على خلق فرص العمل «فهناك عدة عوامل للبطالة منها: الاحتكاكية، الهيكلية، الإجبارية، الاختيارية، المقنعة».

البطالة اليوم من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات المعاصرة، فعلى الصعيد الاجتماعي تتسبب في تفكك العلاقات الاجتماعية والأميّة، وتؤدي إلى الانحراف والجريمة والعنف؛ فظاهرة البطالة بعد الاحتلال الامريكي في عام 2003 تعد من الأسباب المحفزة للحراك الجماهيري المستمر في بلادنا. فانتفاضة اكتوبر عام 2019 كانت قد غذتها تلك التراكمات، وعجز الحكومات المتعاقبة عن معالجة القطاعات الانتاجية، بينما جرى الاهتمام بقطاع الجيش والشرطة فقط.

************

التربية تصنع الرجال

فالح العنبكي

التربية والتعليم عنصران جدليان أحدهما يُكمل الآخر. إنّ فترة التربية الممتدة بين يناعة الطفل وفهمه للأشياء تُعزى الى الوقوف على فكره الخاص وممارسة الحياة عاكسا الفترة التربوية الأم وهي عائلته وهما الوالدان بالتحديد أو احدى المؤسسات التربوية. ان تربية الطفل هي تعليمه الصواب وتجنب الخطأ ودفعه باتجاه الحياة النبيلة. وفي مجتمعنا الشرقي لا يتجاوز المعني اكثر من تعليمه المفردات والعادات المستنبطة من الأديان، ولكن يحتاج الطفل الى أكثر من ذلك كي يشق حياته ويبني مستقبله في الحياة. وهناك عوائل تجعل من التربية هدفا ودافعا لخدمة البشرية حيث يكون الفرد فعالا وتجعل من اليانع ان يظهر ابداعه ومؤهلاته مما يدل على تربية مميزة. ولنأخذ مثالا من الواقع والتأريخ حول ظهور شخصية قائد الثورة البلشفية حيث أصبح معلما وموجها لكادحي العالم، لما حظي به من رعاية داخل اسرته حيث ولد في مدينة مينسك على ضفاف نهر الفولغا الرحبة الواسعة، وكان جده من أهالي روسيا الأصليين وأبوه معلما في المدارس الشعبية، وكان طليعيا في زمانه في تعليم الشعب وانشاء للمدارس في القرى ومساعدة المعلمين، ووالدته ماريا حصلت على التعليم المنزلي، وابوها كان طبيبا ويجيد عدة لغات وتحب الموسيقى، وهي امرأة ذكية وهادئة حيث تاثر الشاب لينين بالعائلة والتربية الصحيحة والادب الروسي الطليعي وواقع الحياة المحيطة.

وعودة الى مفهوم التربية، نستنتج بأن مفردات الحياة الصحيحة تبدأ من العائلة السوية حيث تنشأ الأفكار السديدة والضمير الحي الواعي، وهنا يقوم اليانع بالبحث في خطوط المعادلة في تعاملاته مع افراد مجتمعه؛ اذ تظهر الحياة الحرة الكريمة والتقدم والازدهار حيث تربى على أسس صحيحة، لذلك حوّل لينين مسار تربيته الى نضال من اجل تفعيل التربية الجماهيرية الشعبية لبث الفكر الاشتراكي الإنساني، كونه تربى على المثل الإنسانية النبيلة. وهنا نكتشف ان تربية اليانع في بيئة صالحة تؤدي الى خلق قادة يقودون الإنسانية الى الخير والصلاح.

نقول: ان على مؤسساتنا التربوية ان تهتم باليانعين وتغذيهم على المبادئ الإنسانية لقيادة المجتمع الى بر الأمان.

****************

الصفحة التاسعة

في الذكرى 103 لاستشهادها.. روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *

ترجمة واعداد: رشيد غويلب

قبل مئة عام بالضبط، صدرت انتقادات روزا لوكسمبورغ للبلاشفة. فدفعت بها الأحزاب الشيوعية الى الهامش.

“الحرية لأنصار الحكومة وحدهم، لأعضاء الحزب فقط - مهما كان عددهم -ليست حرية. الحرية دائما هي فقط حرية أصحاب الفكر المختلف”. الجملة الثانية من هذا الاقتباس معروفة عموما. ومع ذلك، فإن الكتاب الذي احتواها أقل شهرة. وهذا أمر مؤسف، وعلى عكس ما يدعيه الليبراليون والديمقراطيون الاجتماعيون، فإن هذه المقولة لا تعني اطلاقا رفضا عاما للثورة. كما أنها ليست سوء فهم تم تصحيحه فيما بعد، كما هو الموقف الرسمي للأحزاب الشيوعية طيلة عقود، بل أكثر من هذا، أشار نقد لوكسمبورغ إلى “الأخطاء الجوهرية في نظرية لينين-تروتسكي”.

كتبت روزا لوكسمبورغ مخطوطتها عن الثورة الروسية خلال شهري أيلول وتشرين الأول عام 1918، في زنزانتها في سجن بريسلاو، حيث كانت محتجزة فيما يسمى بالحجز الاحترازي. واعتمدت روزا الصحف الألمانية، وما يصلها من الصحف الروسية كمصدر لمعلوماتها. ونُشرت المخطوطة بعد وفاتها، بعنوان “روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية” الذي اختاره المحرر. وتتكون المخطوطة من 114 صحفة مكتوبة بخط اليد وتحتوي على ثروة من التعليقات والأفكار التحليلية العميقة.  وهذه الطبعة لم تكن كاملة، وفي عام 1928 صدرت طبعة جديدة على اعتبار أنها مخطوطة تم العثور عليها حديثا.

كانت روزا لوكسمبورغ من أكثر المتحمسين لثورة أكتوبر وللحزب البلشفي، وأوضحت ذلك في مخطوطتها: “كل ما يمكن لحزب أن يقدمه من شجاعة وبعد نظر ثوري واتساق في لحظة تاريخية مفصلية، لينين وتروتسكي وبقية الرفاق استطاعوا أن يقدموه على أحسن وجه. ان كل الشرف والقدرة الثورية التي تفتقر إليهما الاشتراكية الديمقراطية الغربية تمثلا في البلاشفة. ان انتفاضة أكتوبر لم تكن فقط الخلاص الفعلي للثورة الروسية، لكنها كانت أيضا الخلاص الأممي للاشتراكية “. و”ليس مهما هذا السؤال التكتيكي الثانوي أو ذاك، ولكن قدرة البروليتاريا على الفعل، وقوة العمل، وإرادة الاشتراكية على القيام بشيء مماثل. من هنا، مضى لينين وتروتسكي ورفاقهما قدماً كمثال للبروليتاريا في العالم”. وأضافت “هذا الأمر أساسي ودائم في السياسة البلشفية. لقد قدموا بهذا المعنى خدمة تاريخية خالدة لسيرهم على رأس البروليتاريا العالمية واستيلائهم على السلطة السياسية والعمل على حل المشاكل في سبيل تحقيق الاشتراكية، ولأنهم فرضوا حلا نموذجيا يحتذى به في كل العالم للنزاع بين رأس المال والعمال… بهذا المعنى، إن المستقبل في كل مكان يرتبط بالبلشفية”.

وبالنسبة للديمقراطيين الاجتماعيين في الحكومة الألمانية حينها، الذين نأوا بأنفسهم عن الثورة الروسية، لا تملك روزا سوى الازدراء والسخرية. وتضع روزا جوهر القضية في السياق الصحيح “في روسيا يمكن طرح المشكلة، ولكن لا يمكن حلها، لان حلها لا يمكن ان يكون الا أمميا”.

وعلى الرغم من إشادتها الكبيرة بثورة أكتوبر، اكدت روزا لوكسمبورغ ان خدمة الثورة تستدعي تدقيق كل ما قام به البلاشفة. وان النهج الماركسي، وفق رؤيتها، يعني عدم القبول بما يحدث دون إخضاعه لنقد علمي. وقد شمل نقد روزا لوكسمبورغ، ضمن أمور أخرى، عدة قضايا سياسية وتنظيمية في الممارسة البلشفية، بعد انتصار الثورة: مسألة الأراضي، مسألة القوميات، حل الجمعية التأسيسية، الحقوق الديمقراطية للعمال، والمركزية الشديدة في بناء الحزب والممارسات البيروقراطية.

قضية الفلاحين

بتمعن شديد، تحلل لوكسمبورغ “الظروف الخطيرة” والتناقضات التي ميزت الثورة الروسية منذ البداية. كان البلاشفة مدفوعين بالأحداث. وكان استيلاؤهم الناجح على السلطة في نهاية عام 1917 مشروطًا بتخليهم عن برنامجهم الزراعي والامتثال بدلاً من ذلك لمطالب الفلاحين بتقسيم المزارع الكبيرة: كان برنامج لينين الزراعي قبل الثورة مختلفا. لقد نص برنامج البلاشفة على تأميم الأراضي. وأن لينين جادل بقوة ضد الاشتراكيين الثوريين الذين كانوا يؤيدون فكرة توزيع الأراضي على الفلاحين. وعاد ليتبنى توزيع الأراضي على الفلاحين، الذي طالبت به الحركة العفوية للفلاحين”. هؤلاء الفلاحون، كانوا يؤدون” اعمالا صغيرة بدائية” و”يعملون تقنيا بوسائل عصر الفراعنة”، وكانوا يشكلون الغالبية العظمى من السكان حينها (80 في المائة). لم يكن ممكنا تجاوز أفكار غالبية السكان من الفلاحين. لكن على المدى الطويل، كان من المحتم أن يكون لشعار الاستيلاء الفوري على الأرض وتوزيعها على الفلاحين عواقب وخيمة، ولاحظت لوكسمبورغ: “الجانب السلبي هو أن استيلاء الفلاحين  المباشر على الأرض لم يكن له أي شيء مشترك على الإطلاق مع الاقتصاد الاشتراكي”. لقد بين تاريخ الاتحاد السوفيتي بوضوح إلى أي مدى كانت لوكسمبورغ على حق في قولها إن توزيع الاقطاعيات الكبيرة على الفلاحين أدى في النهاية إلى تعزيز اشكال الملكية البرجوازية وجعل الطريق وعرا امام “إصلاح اشتراكي مستقبلي للعلاقات الزراعية”. لقد كانت المجاعة في نهاية الحرب الأهلية، والأشكال القسرية للزراعة التعاونية، وعدم رغبة الفلاحين بالاقتصاد التعاوني، ما ميز تطور الاقتصاد السوفييتي بأكمله.

تقرأ تحذيرات لوكسمبورغ وكأنها نبوءة شريرة: “لقد خلق الإصلاح الزراعي اللينيني طبقة جديدة قوية من أعداء الاشتراكية في الريف، ستكون مقاومتهم أكثر خطورة وإصرارا من مقاومة ملاك الأراضي الأرستقراطيين”. وفي موقع آخر: “الآن، بعد “ملكية الارض”، تقف كتلة قوية ومتنامية بشكل هائل من الفلاحين المالكين كعدو لأي شكل مجتمعي اشتراكي للزراعة وسوف يدافعون عن ممتلكاتهم المكتسبة حديثًا ضد كل الهجمات الاشتراكية”.

من دكتاتورية البروليتاريا إلى الاشتراكية الديمقراطية

لا تنحصر تحذيرات روزا لوكسمبورغ في السياسة الزراعية للبلاشفة. ومنحتها في هذه المرحلة المبكرة الأشكال السياسية للثورة مادة للتفكير. إن الشيء الرائد في ملاحظاتها هو أنها لم تُعامل “الديمقراطية الاشتراكية” و”الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا” على أنهما نقيضان، بل وضعتهما في ترابط واضح. وتأتي في هذا السياق ملاحظتها الشهيرة حول “حرية أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف”

تتحدث لوكسمبورغ هنا، وانطلاقا من أرضية الثورة، ضد دكتاتورية حزب ما ومع الحرية. ان الثورة تحتاج الحرية لذاتها. وهذه الحاجة لا يمكن تأجيلها حتى اللحظة الأخيرة، لأن الحرية تبدأ بالثورة، إنها إكسير الحياة: “ان الديمقراطية الاشتراكية لا تبدأ فقط في أرض الميعاد، عندما يتم إنجاز البنية التحتية للاقتصاد الاشتراكي، كهدية عيد الميلاد الجاهزة للشعب الطيب، الذي أصبح في هذه الاثناء مخلصا لحفنة من الديكتاتوريين الاشتراكيين. تبدأ الديمقراطية الاشتراكية في نفس وقت تفكيك الحكم الطبقي وبناء الاشتراكية. تبدأ عندما يستولي الحزب الاشتراكي على السلطة. إنها ليست سوى دكتاتورية البروليتاريا”.

لا تشك لوكسمبورغ في أن الثورة سوف تكون مصحوبة بإجراءات صارمة ضد الملكية البرجوازية. ومع ذلك، فإنها توضح أنه لا يمكن بناء المجتمع الجديد إلا على أساس طوعي وديمقراطي: من الواضح “ان الاشتراكية، ارتباطا بطبيعتها، لا يمكن فرضها بمرسوم فوقي. انها تشترط سلسلة من إجراءات عنيفة ضد الملكية.. الخ. ان ما هو سلبي، والهدم يمكن فرضه، لكن البناء وما هو إيجابي لا يمكن فرضه. ان هناك آلاف المشاكل. والتجربة لوحدها قادرة على تصحيح وفتح طرق جديدة. فقط الحياة غير المقيدة والتي تفور بآلاف الأشكال والمبادرات الجديدة، يمكنها أن تُخرج إلى النور قوة جديدة خلاقة تصحح بنفسها كل المحاولات الخاطئة”.

بالنسبة إلى لوكسمبورغ، فإن الثورة الاجتماعية والتحرر و”التحول الروحي” ليست مهمة المثقفين أو الحزب، ولكن يمكن أن تكون فقط من عمل “الجماهير المهانة” نفسها: “يجب أن يشارك فيها مجموع كتلة الشعب. وإلا فإن الاشتراكية سيجري فرضها من وراء بعض المكاتب الرسمية من قبل حفنة من المثقفين”. في السنوات الاولى من القرن العشرين، انتقدت لوكسمبورغ بشدة مفهوم لينين لبناء الحزب من طراز جديد، كطليعة موحدة منظمة، على أساس مركزية صارمة. ولم يكن واضحا لها، حتى ذلك الوقت، أن كادرا من الثوار المحترفين سيخرج روسيا من المصيدة.

تحديدا في هذا التقليد، يجب قراءة نقدها الحاد لممارسات في السنة الأولى من عمر الثورة: “المراسيم، وعنف مشرفي المصانع الديكتاتوري، والعقوبات الصارمة، وسلطة الرعب، كل هذه الوسائل تمنع هذا الانبعاث. والسبيل الوحيد لهذا الانبعاث هو مدرسة الحياة العامة نفسها، أوسع ديمقراطية غير مقيدة، ورأي عام. ان مجرد انتشار الرعب يحبط الروح المعنوية. وبدون انتخابات عامة، وحرية غير مقيدة للصحافة وللتجمع، والنضال الحر للرأي، تموت الحياة في كل مؤسسة عامة، وتصبح حياة زائفة تظل فيها البيروقراطية العنصر النشط وحدها “.

لقد أكدت لوكسمبورغ بشكل واضح أن الإجراءات التي اتخذها البلاشفة ولدت بدافع الضرورة وبالتالي كانت في كثير من الأحيان بسبب “أصعب ظروف يمكن تخيلها”: “يجب على أي حزب اشتراكي يصل إلى السلطة في روسيا اليوم أن يتبع تكتيكات خاطئة طالما أنه جزء من الجيش البروليتاري العالمي، وسيترك بمفرده من الجزء الأكبر من هذا الجيش”. ان هذا الوضع الموضوعي في روسيا يمثل جانبا واحدا فقط من المشكلة. وما قام به البلاشفة يمثل جانبا آخر منها، وخصوصا تعميم ممارسات العنف التي فرضتها الضرورة، وتقديمها على أنها تمثل ممارسة إبداعية ماركسية، كان شيئا مختلفا تماما: ان “الخطر يبدأ هناك، حيث يصنعون مما حدث بدافع الضرورة فضيلة، وترسيخهم التكتيكات المفروضة من الظروف القاهرة، نظريا وفي جميع الاتجاهات، ورغبتهم بنصح البروليتاريا العالمية، اعتماده كنموذج ومحاكاته”.

 وتحذر روزا من الأخذ به “بلا نقد وتقليد شغوف، بل مراجعة نقدية للأساليب السابقة”. لكن هذا التعامل النقدي مع ثورة أكتوبر ونتائجها هو بالضبط ما لم تمارسه الحركة الشيوعية. وأكثر من هذا، اعتمدت تكتيكات البلاشفة التي فرضتها “الظروف الخطيرة” باعتبارها “ماركسية-لينينية” وأعلنت عالمية صلاحيتها

ماذا بقي من روزا لوكسمبورغ ؟

كان التعامل مع إرث روزا لوكسمبورغ في الحركة الشيوعية في القرن العشرين متناقضا. من ناحية احتفي بها كشهيدة للثورة الألمانية 1918، ومن ناحية أخرى جرى العمل على إخفاء ارثها النظري، بسبب طبيعة أفكارها عن الديمقراطية الاشتراكية والحرية، التي لم تكن متوافقة مع النظرية اللينينية ولا مع الحياة اليومية في ظل اشتراكية الدولة. لقد سلط الضوء بإيجابية كبيرة على رفضها الحاد للحرب العالمية الأولى. اما بخصوص القضايا الأخرى فقد تم مبدئيا تأكيد صحة نقد لينين لها. وقد انتشرت هذه الرؤية في أحزاب الأممية الشيوعية. ووصف منهجها بـ “شبه انساني”، وعومل على انه انحراف خطير عن الخط العام. وعد هذا أيضا صحيحا بالنسبة للحزب الشيوعي في المانيا، الذي كانت روزا أبرز مؤسسيه. وعندما كان ينبغي، وضع الحزب الاشتراكي الألماني الموحد، الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية على المسار الصحيح، نشر إيديولوجي   الحزب فريد أويلسنر “سيرة ذاتية نقدية سطحية” لروزا لوكسمبورغ في عام 1951. وصفها في البداية بأنها “منظرة وكاتبة ماركسية ذكية”. وما عدا ذلك، لم يترك مجالا للشك في ماهية كتابه: “التجاوز النقدي لأخطاء روزا لوكسمبورغ”. لأن “اوهامها واخطاءها كانت كبيرة أيضا، مما قاد الطبقة العاملة الألمانية إلى المسار الخطأ”. ووصف أويلسنر “اللكسمبورغية” بأنها “نظام كامل من المفاهيم الخاطئة”.

إن مصير مخطوطة لوكسمبورغ حول الثورة الروسية، في هذا السياق، مثير للاهتمام بشكل استثنائي. بعد مقتلها المروع على يد الفيلق اليميني الحر، بقيت الملاحظات المكتوبة بخط اليد مع صديقها السياسي ورفيقها باول ليفي، أول رئيس رسمي للحزب الشيوعي في المانيا. ولم تنشر المخطوطة إلا بعد طرده من الحزب عام 1921. وفي مقدمة كتبها في نهاية عام 1921، برر توقيت النشر، من بين أمور أخرى، كما يلي: “أن السياسة البلشفية الحالية سوف تكون مصحوبة بأخطر العواقب للحركة العمالية في أوروبا وأنه يجب تعزيز النقد المستقل لما يجري في روسيا”. لم يرغب الحزب الشيوعي في ألمانيا ترك الامر بدون تعليق. نشرت كلارا زيتكن في وقت لاحق من العام نفسه كتابًا بعنوان” حول موقف روزا لوكسمبورغ من الثورة الروسية”، مدعية بأن لوكسمبورغ غيرت رأيها في تكتيكات البلاشفة في الفترة القصيرة بين إطلاق سراحها من السجن واغتيالها. بينما كان ليفي، خلال هذه الفترة، على اتصال يومي بلوكسمبورغ، كانت آخر مرة تحدثت فيها زيتكن معها في عام 1916. وفي وقت متأخر من عام 1918، كتبت لوكسمبورغ: “إن الثورة البروليتارية لا تحتاج إلى الإرهاب للوصول الى أهدافها؛ إنها تكره وتمقت قتل البشر”. ليس هناك ما يدعم تأكيد كلارا زيتكن.

مهما كانت فكرة روزا لوكسمبورغ في أيامها الأخيرة عن الثورة الروسية، فان تعامل الأحزاب الشيوعية مع مخطوطتها غير مقبول. في حين كانت النسخة غير الكاملة التي حررها بأول ليفي، ونشرها لأول مرة، تصل بالكاد الى 50 صفحة، بلغت صفحات توضيح كلارا زيتكن 220 صفحة. وعلى الرغم من صدور كتابات لوكسمبورغ في ترجمات مختلفة وعدة طبعات ألمانية، كان على أول اصدار باللغة الروسية الانتظار حتى عام 1990. وعلى الرغم من طباعة النسخة البولندية في عام 1957، لكنها اتلفت ولم توزع في المكتبات. وقبل عثور الحركة الطلابية في عام 1968 على المطبوع وتوزيعه في عدة نسخ مسروقة، صدرت عدة طبعات في ألمانيا الغربية (هامبورغ 1948، هاميلن 1957 وفرانكفورت أم ماين 1963).  وشهد عام 1974 اصدار المجلد الرابع من اعمال روزا لوكسمبورغ لأول مرة في المانيا الديمقراطية. وبالطبع تم تضخيمه بواسطة عدد كبير من هوامش المؤيدين للرؤية اللينينية. ولم تجر مناقشة جدية لانتقاداتهم.

من المؤكد أن روزا لوكسمبورغ كانت ستبغض فكرة تقديسها، ولن تكون عادلة إزاء نتاجها الفكري. ان كتاباتها النظرية لا تثير الإعجاب بسبب بلاغة لغتها فقط، بل أولا لحدة تحليلها وسعة وبعد نظرها، وهذه هي الصفات والمهارات التي يحتاجها اليسار السياسي بشدة اليوم، إذا أراد مواجهة الأزمات المنتشرة في عصرنا. إن أزمة المناخ، والاضطرابات الاجتماعية المتزايدة، وأخيراً وليس آخراً، الوباء، الذي هو نتيجة مباشرة للاستغلال الرأسمالي لسبل عيش الناس، توضح بجلاء ضرورة التغييرات الثورية الكبيرة في الهيكلية السياسية والاقتصادية لمجتمعنا.  لا يمكن الاستغناء عن البناء النظري الماركسي في مثل هذه الممارسة الثورية. يبين كتاب روزا لوكسمبورغ عن الثورة الروسية إلى أي مدى كانت الماركسية في الأصل، نظرية وممارسة اجتماعية حية، وليس عقيدة مقدسة. إن التعامل مع الأصل ومحتواه النظري ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى. وليس هناك سبيل لتجاوز كتابات روزا لوكسمبورغ. ان هذه المقالة وغيرها الكثير تؤشر موضوعات نقدية مهمة مما كتبته روزا تعضيدا لثورة أكتوبر، ولكنها ليس بديلا عن قراءة نصوص روزا لوكسمبورغ مباشرة، مما يساعد على فهم جوهر منهجها في مواكبة ما حدث في روسيا، وتدقيقه لدفع العملية الثورية بالاتجاه الصحيح، ولم تكن لغة روزا رغم جذريتها عدائية تجاه لينين ورفاقه، بل كانت موضوعية، ومباشرة، واضحة، وصريحة، لأنها تعاملت مع ثورة أكتوبر على انها ثورتها، وسجلت اعجابها بالملحمة الثورية التي سطرها البلاشفة بأكثر من موقع ومناسبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عن مقالة بعنوان “لوكسمبورغ حول الثورة الروسية” بقلم كرستيان هوفمان نشرت في الموقع الألماني لمجلة “جاكوبين” اليسارية الأمريكية

************

الصفحة العاشرة

في ذكرى رحيله.. لينين، الفكرة التي لا تُحنّط

د. ابراهيم اسماعيل

“بالإضافة إلى المصانع والثكنات والقرى والجبهة والسوفيتات، كان للثورة مختبر آخر هو دماغ لينين”.

تروتسكي

تعد الماركسية، في أية دراسة موضوعية، منهجاً للتفكير السياسي والمعرفي، ولد على يد كارل ماركس، الرجل الذي أذهل الناس بقدرته على الإبداع الأيديولوجي المتميز عبر تمكنه من الإبحار، وبشكل متتال، بمجاذيف أربعة هي الفلسفة والفعل الثوري والاقتصاد والروح الأممية، حيث إشتغل على فلسفة هيغل خلال 1837 – 1846، ثم أسس عصبة الشيوعيين وساهم  في الثورة الألمانية أعوام 1846-1850، ليضع بعدها نظريته الإقتصادية أعوام 1850-1867 وليختتم مشواره بـتأسيس وقيادة الأممية العمالية الأولى الأعوام 1864-1872.

لقد فهم الناس إشتغالات ماركس الأولى بإنها تفسير للتاريخ، يشير الى أن الإشتراكية هي نتيجة حتمية للتطور التاريخي للبشرية، ثم وجدوه مفكراً رأى في البروليتاريا الصناعية حفارة قبر الرأسمالية، وبعدها كان ماركس سياسياً حدد سبل إستبدال الرأسمالية بالإشتراكية، قبل أن يروه قائداً عملياً رسم معالم التنظيم العمالي القادر على التغيير، هذا التنظيم الذي إجتمعت فيه فيما بعد، أغلب الحركات الاجتماعية بأطيافها المختلفة كالتيارين الاقتصادي والبلشفي في روسيا والتيارين الثوري والاصلاحي في المانيا.

وبعد قيام الثورة الروسية عام 1917 والثورة الألمانية عام 1918-1919، انقسمت الحركات العمالية، فظهرت طبعة “اصلاحية” شكلت أساساً للإتجاه الديمقراطي الإجتماعي المعاصر، وأخرى روسية، صارت إيديولوجية الدولة السوفيتية الحديثة. وكان جلياً أن كلا المفهومين للماركسية لهما مؤسس واحد هو كارل ماركس، رغم ما سببته الظروف التاريخية من انقسامهما إلى “ماركسيتين” معاديتين لبعضهما البعض.

وإذا كانت للطبعة الأولى مسارات متعددة، فقد تميزت الطبعة الثانية بدور قائدها ومفكرها الاستراتيجي الأبرز فلاديمير لينين، الذي عرف بمقدرته الفذة على التطبيق الخلاق للماركسية عبر صياغته لنظرية الثورة بكل مفرداتها المتعلقة بالطبقة والحزب والأممية والسلام وغيرها، ولنظرية الدولة التي رسمت خطط التعامل مع السلطة والديمقراطية والصراع الطبقي المحلي والعالمي. كما سجلت له اضافاته الفلسفية وتحليله للتطور الرأسمالي، لاسيما ما يتعلق بتشخيصه للأمبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية.

ورغم سعة وتعدد الصراعات الفكرية والسياسية التي خاضها لينين في حياته، فقد شُنت عليه، ولا تزال، حرب ضروس، يتجدد أوارها عند دراسة التجربة الاشتراكية العالمية وأسباب إخفاقها ودوره فيها، سواء في الثناء على صواباته، وهنّ كثر، أو في إنتقاد أخطائه، وكذلك عند محاولة التجاوب مع الحاجة الموضوعية لتطوير الماركسية، والتخلي عن فكرة “المسلمات” بعيداً عن الانقسام التاريخي، دون تجاهل مخاطر خلط التجديد بالتفريط .

حوار ساخن

ولعل من أبرز ما يعتبره البعض عثرة للينين، إهماله للعامل الذاتي والظروف الموضوعية للثورة، والتي اعتنى بها ماركس كثيراً بعد فشل ثورات 1848 الأوربية، مؤكداً على الحاجة لحزب عمالي يستولي على السلطة، وكاشفاً عن ارتباط ذلك جذرياً بظروف المعيشة وبالتطور الثقافي والمعرفي والتنظيمي اليومي للبروليتاريا.

غير أن أية مراجعة لمجريات التاريخ، تكشف بوضوح عن لا موضوعية هذا الإنتقاد، فقد رأى لينين في الإستيلاء على السلطة والقضاء على الرأسمالية، السبيل الأنجع لتنمية قدرات البروليتاريا. ولم يكن هناك تناقض ما بين هذا الأمر وبين إدراك تخلف العامل الذاتي، لاسيما وقد تبنى الرجل برنامجاً شبه متكامل للعمل بعد الإنتصار، وشخّص الصعاب المتوقعة بعد تحقيقه، وما تحذيراته الشديدة من مخاطر البيروقراطية في الإتحاد السوفيتي، في أواخر حياته، سوى مثال على قناعاته تلك.

لقد كان لينين، الشخصية الوحيدة في تاريخ الحركة الاشتراكية الروسية، التي جسدت العلاقة بين التطبيق الواعي للمادية الجدلية وبين رسم الاستراتيجية الثورية، فبذل مجهوداً نظرياً متميزاً لتنمية الوعي الطبقي لدى البروليتاريا، وخاض الى جانب بليخانوف وروزا لوكسمبورغ، نضالاً لا هوادة فيه ضد الإنتهازيين، وبرهن على الترابط الهام بين هذا النضال وبين بناء حزب ثوري مستقل للطبقة العاملة، كما فضح التوجه الليبرالي للاتجاهات الانتهازية.

السلطة أولاً

وتبنى لينين فكرة ماركس عن تقدمية الرأسمالية مقارنة مع الإقطاع، ومن أنها ستخلق حفاري قبورها من البروليتارين في مجرى تطورها، وأكد على أن المهمة الرئيسية للماركسيين هي إسقاط القيصر وتنظيم وقيادة النضال الطبقي للبروليتاريا الروسية الصاعدة والمتحالفة مع الفلاحين، من أجل البدء بخلاص الشعب من المأساة وتحقيق الديمقراطية. وطالما سخر من أولئك الذين راحوا يناقشون كيفية إنشاء اشتراكية حقيقية، ولهذا كانت كتاباته تتعلق بالثورة وبالتنظيم وليس بكيفية بناء الاشتراكية.

ولم يكن غيره من بين قادة البلاشفة، قادراً على أن يرسم خطة لإسقاط الحكومة المؤقتة، ورؤية السبيل للمضي قدماً في الثورة. وإنهمك في صراع حاد مع الماركسيين الإصلاحيين وفي مقدمتهم بليخانوف، الذين تمسكوا بالتطور المتوازي للبلدان الرأسمالية ولم ينتظروا في روسيا سوى ثورة برجوازية لا تثمر عن أي شيء غير الرأسمالية، فتوصل الى وجود الحلقة الأضعف في السلسلة الرأسمالية والتي يمكن كسرها بيسر. أي أن لينين كان الممثل الحقيقي لإطروحات ماركس الأولى قبل 1848 وهو من أبدع في تبنيها، مجسداً مقولته حول لا قدسية الماركسية، حين قال “نحن لا نعد مذهب ماركس شيئا كاملا ومقدسا لا يمس على الاطلاق، فلم يقم ماركس الا بإرساء حجر الأساس للعلم الذي ينبغي ان يطوره الإشتراكيون”.

ولأن استراتيجية لينين قد اعتمدت على قيام الثورة البروليتارية في أوربا ثم في العالم بأسره، فقد اشتدت مخاوفه من الوقوع في الأخطاء، وربما انهيار كل شئ، إذا ما لم يتحقق هذا الهدف، تلك المخاوف التي  عبرت عنها روزا لوكسمبورغ حين قالت “لأن الاشتراكية الديمقراطية في الغرب المتطور تضم بؤساءً وجبناءً ينظرون بطريقة هادئة، فسيترك الروس ينزفون حتى الموت”.

لينين والحرية

وإذا كانت الإشتراكية تعني الحرية لدى ماركس، فإن الحرية كانت تتلخص في رأي لينين في تدمير القيصرية والشوفينية الروسية المقيتة، ثم في الخلاص من ثقافتها وبيروقراطيتها، التي قد تلوث القيادات البلشفية. ورغم اهماله الكارثي لأراء ماركس وانجلس المتأخرة، بشأن أمكانية استغلال المؤسسات البرلمانية والاقتراع العام كوسائل ساندة لنضال الطبقة العاملة، خاصة إذا ما رُبطت بالحياة المادية للناس، فإنه لم يخوّن يوماً معارضيه أوالمختلفين معه في الأراء والتكتيكات أو يكفرهم، رغم وقوفه ضد التكتل والشللية في الحزب، بل أصر دوماً على حق أعضاء الحزب في عرض إختلافاتهم حول القضايا الأساسية، وفي الدفاع عنها. كما شهدت الأممية الشيوعية في أيامه مناقشات ديمقراطية واسعة للاستراتيجيات المختلفة، وجهازاً ثوريا قيادياً لشيوعيي العالم، قبل أن تتحول الى تابع لا حول له لسلطة ستالين. ورغم أن مجريات الأحداث قد أعطت لفكرة بليخانوف، وبعده روزا لوكسمبورغ، شيئاً من المصداقية، في ما يتعلق بتحول دكتاتورية البروليتاريا الى دكتاتورية الكوادر الحزبية والبيروقراطية الحكومية، بسبب تخلف الطبقة العاملة، فإن ذلك ربما لم يكن ليحدث لولا الهيمنة الستالينية على السلطة السوفيتية.

كما برهن لينين، خلال الأعوام القليلة التي عاشها بعد انتصار اكتوبر على تمكنه من إجراء مراجعات فكرية. فبعد شيء من الرومانسية الثورية، التي لم تراع الواقع وما يتطلبه من إدارة اقتصادية توفر انتاجاً يفوق الحاجة، ومن تعامل عقلاني مع نزعة التملك، أكد على أن فترة الانتقال الى الاشتراكية هي عملية تاريخية طويلة ومعقدة، وتبنى سياسة النيب إثر فشل شيوعية الحرب. وبعد أن كان يرفض بشدة المخاوف من تحول المركزية الى بيروقراطية والديمقراطية الى ممارسات شكلية، جاء النقد اللاذع للمركزية الشديدة والدعوة لمنح لجنة الرقابة المركزية سلطة أكبر، خاصة إثر بروز الفردية. كما سجلت إستجابته لإطروحات روزا لوكسمبورغ حول الربط الجدلي بين المسألة االقومية وبين المسألة الاجتماعية – الطبقية، مثالاً أخر على ذلك. وأخيراً، لا يمكن أن ندّعي بأنه كان سيتجاوز عثراته لو طال به العمر، أبعد من الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1924، لأن هذا ما ينبغي أن يهتم به ورثته، إن أيقنوا بأن لينين فكرة لا تحنّط.

**********

الماركسية .. وسرير بروكوست

التجربة السوفييتية ليست معيار الحكم على الفكر الماركسي

(3)

محمود أمين العالم*

هكذا باسم اللينينية فرضت الدولة السوفييتية سلطاتها على الحركة الشيوعية العالمية. واصبحت الماركسية ترقد جثة هامدة فوق سرير بروكوست او سرير الدولة السوفييتية البيروقراطية او تزيد بحسب طول هذا السرير – سياسيا ومصلحيا – أي بحسب المصلحة السياسية البرغماتية الخاصة لهذه السلطة.

ولا يمكن تفسير هذا بالعامل الذاتي وحده او الفهم المتخلف الخاص بالماركسية مع اهمية هذا العامل، وانما هناك بعض اسباب موضوعية تتعلق بالطابع المتخلف للمجتمع السوفييتي، وبروز النازية التي كادت تشكل تحديا مباشرا للتجربة السوفييتية والرغبة في اللحاق بالنظام الرأسمالي، الى غير ذلك.

ولست انكر مع ذلك ما حققه الاتحاد السوفييتي من انجاز عظيم في هزيمة النازية، وفي دعم حركات التحرر الوطني ومختلف حركات الطبقة العاملة في العالم. ولكنها حققت هذا في تقديري كدولة عظمى لا كدولة اشتراكية ماركسية.

وليس ما تشهده هذه السنوات الاخيرة من انهيار النموذج السوفييتي وتفكك المنظومة الاشتراكية الا النتيجة الطبيعية لهذا الانهيار الفكر والايديولوجي والدمقراطي والثوري عامة، وغلبة الطابع الارادوي والبيروقراطي على السلطة السوفييتية.

لم تعد الطبقة العاملة في السلطة، ولم يعد الناس يصنعون تاريخهم، واصبحت سياساتها رغم ما تتضمنه من مساندة كبرى لبلدان العالم الثالث ولقضية السلام العالمي تسعى لتحقيق ذاتها كدولة عظمى تسعى لنشر نفوذها واللحاق بالرأسمالية العالمية والتفوق عليها.

ان هذا لا يعني انه في داخل الاتحاد السوفييتي وداخل وخارج مختلف الاحزاب الشيوعية والاشتراكية في العالم ما كانت هناك تيارات ماركسية حقيقية تناضل فكريا وعمليا ضد هذا الاتجاه السلطوي البيوقراطي المناقض للماركسية وباسمها بالاضافة الى اسم لينين.

على انه برغم ما حدث خلال السنوات الماضية، ما تزال اعلام الماركسية والشيوعية، بمستويات مختلفة مرفوعة في اكثر من بلد وفي اكثر من حزب. وما يزال الصراع الطبقي محتدما بل يزداد احتداما على مستوى كل بلد، وعلى المستوى العالمي اجمع.

وبرغم البلبلة الفكرية التي تغذيها ترسانة البلاد الرأسمالية ضد الفكر الاشتراكي عامة، والماركسي خاصة، فلم تبرز الحاجة الى الاشتراكية والى الفكر الماركسي كما تبرز الحاجة اليه هذه الايام. ان الحكم على الاشتراكية والفكر الماركسي لا يكون بما اصاب التجربة السوفييتية الاشتراكية من انهيار، وانما الحكم الصحيح على الاشتراكية والماركسية يكون بما تعانيه الرأسمالية العالمية اليوم من عجز عن تقديم حلول للمشكلات الاساسية للواقع الانساني، بل وبشراستها العدوانية والاستغلالية ازاء شعوب العالم الثالث بوجه عام، فضلا عن تفاقم ازماتها الاقتصادية والاجتماعية والقيمية.

وهكذا تبرز الاشتراكية والماركسية كضرورة، ما تزال تتطلع اليها هذه الاوضاع التي تزداد ترديا في حياة شعوب العالم وخاصة شعوب البلاد المتخلفة والنامية.

وهكذا نعود الى البداية متسائلين: هل ما تزال الماركسية، كما قال بها ماركس، هي نفسها لم تتغير، وعلينا ان نرفع اعلامه واعلامها؟ وهل ما تزال الماركسية – اللينينية التي ناضلت وضمت آلاف الناس تحت رايتها، كما هي بذات الصيغة القديمة؟

ثم اخيرا، ما السبيل للخروج من هذه الازمة التي تعانيها الماركسية فكرا وواقعا..؟!

ان الماركسية في تقديري ما تزال تحمل من المصادرات النظرية والتوجهات المنهجية ما يجعلها مرجعية اساسية من مرجعيات الفكر الاشتراكي والنضال الاشتراكي، وخاصة فيما يتعلق باستنادها الى البحث العلمي، اختبارا لمصادراتها وكشفا متصلا لقوانين الواقع، فضلا عن الممارسة الثورية المنظمة المستندة الى هذه الممارسة العملية، الى جانب رؤيتها النظرية الفلسفية المادية الجدلية في دلالتها التي اشرنا اليها سابقا، وفي ماديتها التاريخية في صورتها، المتطورة بتطور الخبرات والمعارف، لا في رؤيتها التخطيطية الميكانيكية الاحادية الاتجاه، فضلا عن الطابع النضالي للماركسية من اجل الانتقال بالمجتمع البشري من مرحلة الرأسمالية الى المرحلة الاشتراكية كمرحلة انتقالية نحو الهدف الشيوعي – الذي وان يكن ذا طابع يوتوبي لا يمكن ان تتحدد معالمه الآن – الا انه على الاقل وبشكل عام لن يكون نهاية للتاريخ، بل سيكون مرحلة تاريخية يتحقق بها التحرر الكامل للانسان من عوامل القهر والاغتراب والاستغلال والتي تتفتح بها آفاق انسانية حقيقية جديدة للحرية والابداع.

وكما ارتكزت الماركسية على مرجعيات علمية وفكرية سابقة، فضلا عن انها كانت ثمرة للواقع الموضوعي وللمرحلة التاريخية التي نشأت فيها ومنها، فلا شك ان الماركسية في عصرنا الراهن، لا بد ان تجدد مصادرها التي تستند اليها في تجددها الفكري والنضالي.

فلا شك انها سوف تستند في مرجعيتها الى الماركسية والى ما استندت اليه الماركسية من مرجعيات علمية وفكرية وموضوعية كما سبق وان اشرنا، ولكنها ينبغي ان تضيف الى ذلك ما استجد منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم من تطورات علمية وتكنولوجية، وبخاصة ما يتحقق اليوم من ثورة كاملة في مجالي علوم الاتصال والمعلوماتية، فضلا عن الخبرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، السلبية والايجابية، وخاصة خبرة انهيار النموذج السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، وانهيار حركات التحرر الوطني واحتدام الصراعات العرقية والقومية والدينية في العالم، والازمات التي يعانيها اليوم النظام العالمي ومحاولات الهيمنة على العالم، الى جانب بروز حركات اجتماعية جديدة في العالم كحركات السلام، والدفاع عن البيئة، والجماعات المدنية والاهلية، والمنظمات الدولية والصورة العامة للعولمة بدلالتيها الايجابية والسلبية فضلا عن تطور مفهوم قوى الانتاج نتيجة للثورة العلمية الجديدة ومفهوم القيمة وما يفرضه هذان المفهومان من تطوير ضروري لمفهوم الطبقة العاملة، ومفهوم دكتاتورية البروليتاريا، فلم تعد الطبقة العاملة هي ذاتها في صورتها التقليدية بل اضيفت اليها قوى جديدة، كما ان مقولة دكتاتورية البروليتاريا اصبحت اضيق من ان تتسع للقوى الانتاجية والابداعية الجديدة التي يمكن اليوم ان تشارك في التحولات الثورية.

وهكذا تتسع مرجعية الحركة الاشتراكية وتتعدد مصادر قوتها وفاعليتها عن الحدود الماركسية القديمة، وان تكن امتدادا ابداعيا لها. وهنا يثار سؤال مشروع قابل للمناقشة لانه يطوف في اذهان كثيرة: الا تعد مقولة “الاشتراكية العلمية” والاكتفاء بها اكثر ملاءمة تعبيرا عن الاوضاع الجديدة بدلا من الانتساب النظري الى اسم ماركس دون اغفال اسمه كمصدر اساسي من مصادر الفكر الاشتراكي العلمي؟ هذا فيما يتعلق بالماركسية، اما فيما يتعلق باضافة اللينينية الى الماركسية، فقد يكون من الملائم الاشارة الى منجزات لينين الفكرية والعملية باعتبارها مصدرا من مصادر الاستلهام، شأنها في ذلك شأن العديد من الخبرات الفكرية والنضالية في التاريخ البشري عامة، بل والتاريخ الوطني والقومي، سواء في التراث الفكري او الممارسات والانجازات العملية، وذلك دون الالتزام بها التزاما نظريا كاملا؟

وقد تكون قضية البنية التنظيمية الخاصة للحزب اللينيني بالضرورة موضع اجتهاد جديد خاصة في ضوء التوسع في نطاق القوى الاجتماعية المؤهلة للمشاركة في التغيير الثوري، فضلا عن ضرورة تنمية روح الديمقراطية واحترام الاختلاف وتصفية الاتجاهات البيروقراطية والتسلطية في البنية الحزبية خاصة، وفي التحالفات بين الاحزاب عامة.

وهنا يثار السؤال مرة اخرى، اعتقد انه يدور في كثير من الاذهان وخاصة بالنسبة للينين حول الاكتفاء بمقولة الاشتراكية العلمية والاكتفاء بها كمرجع اساسي عام باعتبارها اكثر ملاءمة من الانتساب الى اسم من الاسماء مهما كان التقدير العميق لابداعهم الفكري والنضالي. فلعل الانتساب الى اسم من الاسماء مما يحد من امكانية تطوير الفكر النظري، بل قد يثير نوعا من الاحساس بالاغتراب عن خصوصية الواقع الوطني لدى الجماهير الشعبية وهذه قضية مطروحة للحوار.

ان التركز على عملية التجربة الثورية – التغييرية، وتنمية الثقافة الديمقراطية والعقلانية والنقدية والابداعية، والتخلص من كل التعميمات الايديولوجية المجردة، والحرص على الدراسة العينية للواقع العيني.. سواء في خصوصيته الوطنية المحلية او خصوصيته القومية العربية في تجربتنا العامة، او في خصوصيته العالمية.

والسعي الى قيام اوسع التحالفات السياسية والنضالية بين مختلف القوى الانتاجية والابداعية والاجتماعية على المستوى الوطني والعربي والعالمي، بل والسعي الى المشاركة في انشاء اممية جديدة لا يلغي الخصوصيات الوطنية والقومية والثقافية المختلفة، بل يجعل منها قوة تخصيب واغناء لهذه الاممية الجديدة، فضلا عن الحرص على الطابع الديمقراطي لهذه الاممية بحيث تحترم الاختلافات والتمايزات، والخبرات المتنوعة، وتزول عنها المركزية البيروقراطية لقطب من اقطابها.

هذه في تقديري هي بعض العناصر التي قد تصلح نقطة انطلاق لمرحلة جديدة تطويرا للفكر الماركسي، وتنمية النضال الثوري، وتوسيعا، وتعميقا له، للخروج بالحركة الاشتراكية خاصة، وحركة النشاط الثوري الانساني عامة. من ازمتها للتصدي لمحاولة الرأسمالية العالمية فرض هيمنتها وسياساتها ومصالحها الاستغلالية وثقافتها على عالمنا المعاصر.

على ان هذه العناصر العامة لا تغني عن معالجة خبرة فكرنا الماركسي في التطبيق الحي، معالجة نقدية محددة في اطار واقعنا المصري المحدد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المفكر الماركسي المصري الذي مرت ذكرى رحيله الـ 13 يوم االعاشر من الشهر الحالي

عن “الحوار المتمدن” – 26 حزيران 2005

*************

الصفحة الحادية عشر

بخشي والحربي: كتابان

  • (السمفونيّة المكوّرة) لسالم بخشي المندلاوي

هي مجموعة قصصية للكاتب سالم بخشي المندلاوي صدرت ضمن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. تعتمد على تنوع الاتجاهات السردية.

* نهضة عباس الحربي

عباس الحربي الكاتب والمخرج المسرحي الذي عرف بمسرحيته الاثيرة “النهضة” التي شكلت حضوراً لافتاً عند عرضها عام 1998، اصدر مؤخراً مجموعة نصوص مسرحية ضمت مسرحيات: (الرحى، كؤوس فارغة، بعد الطوفان، اللعبة، الأرض اللزجة، النهضة). الكتاب حمل عنوان “النهضة ومسرحيات أخرى”.

*************

نصوص

زهير بردى

جرار

أسمعُ موسيقى توابيت

تنهضُ في الليل

وترمي الصلصال على زجاج متحف

يدندن بذكريات نسيتها

تقلقني إبتسامة جثّة

حين أصادف ليلا مكدّسا

فوق قلادة صدرك

وانت تنهضين من أنقاص

جرن عماد

في زيارتي الاخيرة

لمعبد

كسر شفتيك

بأصابع اله صغير

كان يسير اليك بجمل قصيرة

واقدام كانها جاءت من حربٍ قديمة

ورائحة سيرة طلسم

نام باثارة طريفة

كي لا يحدث لقلبك الطري شيء

٠٠٠٠٠٠

حين أكون ألبطُ مثل جنّي

تحت أصابعك الثلج

الوّحُ في ردهة مصحّ عقلي

ويرتفع صوتي بأغنية لا أفهمها

وبيدي شمع كراريس

تسردُ على عجل ملفّاتي الشخصية

٠٠٠٠٠٠

دائما أسقطُ من يديك على قيد حفنة شفتيك

أمرّ اليك

وكأنّي خرم أبرة

أتكسر كجرار

لا يمكن العثورَ عليَّ

 ********************************

رعد كريم عزيز

 1- المحو

انتظر حتى تموت...

ولو انك لن ترى ما سيحدث...

سيقولون كان غني النفس...ويمسحون لحظات الضعف من ذاكرتهم

سيقولون كان هادئا ..ويتناسون فورات غضبك

انتظر حتى تموت

حينها سيتحملون حضورك ولكن تحت التراب

 

2- وحدة

خفق اجنحة

بزوغ الالم

الوحدة تتجول في الغرف

 *****************************************

امير الحلاج

غيمة زائرة

لا حرس في الباب

ذات الخشب الصلد

يمتص صوت الطرق

لا عتب اذن على اذنيّ

إن ام اكسر العتمة

بشمعتي الوجهة الأخرى

فادحلي

متزودة بالحدسِ

من أي منفذٍ

يرسل مفتاح الاغراء

وسلّم الدرجات الحمرِ

ان الباحة تشكو الوحشة

فاعزفي اللحن الراغب

ان يزور علبة الحال المتفحمِ

ثمة رغبة تتولد للرقص

دعي نبض العزفِ

لا يرى غير ما لا نراه

فالبذور التي اودعت تحت اقدامنا

تنتظرُ بعض الفيءِ

لتعلن الزحام

*********

الفلسفة البنيوية ومجاوزة الحداثة 

علي محمد اليوسف

هل يحق لنا التساؤل كيف تموت الأفكار بالحياة؟ هل تموت الافكار كما يحكم الموت الانسان بالفناء؟ هل الأفكار القديمة تموت بالتجديد المضاف عليها؟ هل الأفكار تفنى وتموت بلا رجعة كما يفنى ويموت الانسان؟ هل الابداع الادبي والفني والمعرفي هو تراكم كمي ونوعي واقعي - خيالي لا يندثر ولا يموت؟ هل أفكار الايديولوجيا والفلسفة والسرديات الكبرى قد أفل بريقها وزال تاثيرها القيادي بالحياة في تطبيقها على أرض الواقع بعيدا عما تحمله من رؤى منهجية نظرية أصلاحية في محاولة نقل المجتمعات من مرحلة تاريخية الى أخرى افضل منها وتخفق بمسعاها نتيجة التطبيق الفاشل للافكار الصائبة؟ وهل أفول الافكار الفلسفية مرحليا على طريق أستحداث ما يتجاوزها بنفس المنهج والاسلوب الذي يطال الايديولوجيا السياسية بالافول المتلاشي، كون جميع مناحي الحياة هي حركة دائبة من التطور الذي لا تحده حدودا ولا يتوقف في مرحلة منها زوال تأثير الأفكار اللاحق على السابق؟ ...هل نستطيع القول أن للافكار الفلسفية والمعرفية العامة دورة حياة انبعاثية تستحدث نفسها تاريخيا لاحقا باستمرار بمعنى مقارب ما صحة مقولة التاريخ يعيد نفسه وكيف ينطبق هذا على الافكار؟، وهل أن الافكار طاقة مادية لا تفنى ولا تستحدث من عدم.؟ هل يمكننا تكرار توصيف هذا الانبعاث الارتدادي في العودة التاريخية مجددا لافكار غادرناها بالتجديد المضاف عليها؟ بمعنى أكثر وضوحا هل يبقى للافكار من تاثير علينا في اندثارها الحاضر بماهي تجديد طاريء عليها طارد لها  متجاوز عليها زمانيا؟

هنا بهذا المقال ليس المقصود العود الوجودي هو النسخ الكاربوني للصيغة الميتافيزيقية نفسها التي نادى بها نيتشة بالعود الابدي في عودة كل شيء حدث كما كان قبل تواريه الاندثاري الزماني المؤقت في دورة حياتية دائرية لا تنتهي من الاعادة والتكرار.؟

ماهي الاسباب التي تجعلنا نحكم على أفكار أندثرت من حياتنا، لكنّا نجدها في مراحل متقدمة من مسيرتنا التاريخية الحياتية ماثلة أمامنا وخطأ أرتكبناه بحماقة توجب علينا العودة لاحيائها من جديد في معالجتها الصحيحة لقضايا تهمنا في حاضرحياتنا...وهل كل الافكار والنظريات التي غادرتنا وأصبحت ماضيا لم تعد لها حاجة في حياتنا الراهنة والمستقبلية؟

الفيلسوف الذي عالج هذا الاشكال الاستعصائي بجدارة وأقتدار ادبي - فلسفي هو سارتر الذي ضّمنه اربعا من مسرحياته ورواياته الفلسفية. اما ما أنجزته البنيوية من ثورة فلسفية أصبحت ايقونة العودة المستمرة لها ضرورية. بمعنى تراكم الفكر الفلسفي كميّا على صعيد الشمول الخطّي الافقي كتاريخ متطور دوما، هو في حقيقته تراكم شاقولي نوعي من العسير والصعوبة أندثاره من حياتنا. ربما نقرأ بعض الافكار في أبعاد زمنية ثلاث الماضي، الحاضر، المستقبل، هي تحقيب لحقيقة وجودنا الارضي متناسين أن الافكار الحيّة لها دورة حياة تجعلنا نحن نعيش زمن الماضي الاندثاري بيولوجيا لتكون هي الحضور الزماني الدائمي المتحكم فكريا بالحياة.

التاريخ والذاكرة

نجد مهما التفريق بين تجزئة الوقائع والاحداث كتاريخ يحتويها الماضي، عن تجزئة الافكار التي هي استذكار الحاضر المتعالق مع الذاكرة في قراءة الماضي واستذكاره. هل تستتبع وحدة وقائع التاريخ الماضي في نسق زماني منتظم ثابت في اركيولوجيته الماضية ، أن تلازمه وحدة الافكار الاستذكارية التجريدية عنه.؟

تختلف تجزئة الوقائع والاحداث كتاريخ عن تجزئة الافكار المعّبرة عنها، التاريخ هو الماضي بوقائعه وأحداثه، أكتسب صفة النظام النسقي الذي لا يسبق المابعد الماقبله فيه، لذا يكون التاريخ كوقائع محدودا بمحددات زمانية تحقيبية لا يمكن القفز عليها أو العبور من فوقها في مجاوزتها.

فوقائع التاريخ محكومة باركيولوجيا الحفرالاثاري التدويني التوثيقي المتجدد دوما الذي لا يتقبل  التجزئة ولا التقسيم في طمس تسلسله النظامي كزمن يحده التاريخ الذي هو في المحصلة فكر سابق على أستذكار الذاكرة والخيال له. الوقائع التاريخية أكتسبت الماضي الثابت الذي لا يمكن تغييره اركيولوجيا بالنسبة للمؤرخ، بينما الافكار التي تعّبر عنه يمكننا تجزئتها والاجتهاد التقسيمي لها، بمعنى كل فكر يستحضر التاريخ كماض هو فكر متغيرفي بنية من السيرورة الدائمية ولا يشمل هذا التغيير زمانية التاريخ كوقائع وأحداث بل يشتمل الرؤى الجديدة في البحث والتنقيب عنه وتوثيق حقائقه الجديدة..

الفلسفة البنيوية والعود الفلسفي

بعد أفول نجم الفلسفة الوجودية نهاية عقد السبعينات من القرن العشرين، ظهرت الفلسفة البنيوية في هيمنة غير مسبوقة على مجمل الفلسفات القارة عالميا. تشعبت تلك الهيمنة بما طرقته البنيوية من مباحث فلسفية متنوعة وعديدة، مثل الانثروبولوجيا، فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات، علم النفس، السرديات الكبرى مثل الماركسية وميتافيزيقا الاديان والادب. كل هذه المباحث وغيرها العديد أنضوى تحت لوائها عمالقة الفلسفة البنيوية التي أستهوتهم طروحات ما بعد الحداثة في وجوب مجاوزة كل الثوابت الفلسفية التي قامت عليها سابقا فلسفات الحداثة التي أهتمت بتمجيد الانسان كذات وقيمة عليا بالحياة ، وتبجيل العقل كمرجعية انقاذ، وأدانة الميتافيزيقا كمهيمن أعاقة تحررية، وهيمنة التكنولوجيا وتسارعها العلمي، وغير ذلك من ثوابت كانت مهيمنة على قضايا الفلسفة وتاريخها قرونا طويلة بأسم ما عرف بالحداثة الاوربية...هنا ليس مهما معرفة قيمة المنجز المتحقق في مباحث الفلسفة البنيوية وهو كثير بمقدار أن أهمية الفلسفة البنيوية القيمية هي بما فتحته من آفاق معرفية فلسفية جديدة لم تكن سابقا تشغل ولا حتى أهتمام الهامش الفلسفي بالقياس الى قضايا الفلسفة الكبرى التي توارثت هيمنتها عبر العصور الطويلة من تاريخ الفلسفة وركنت خارج هيمنتها المركزية ما أصبح جديرا بالعناية الفلسفية أكثر من مباحث المركز.

البنيوية خلخلت البنى الاجتزائية المحدودة وطرحت وجوب أعتماد انساق بنيوية كلية شاملة لا تضيّع قيمة شيء جزئي جديرا بالاهتمام الفلسفي في توخي عدم تشتيت التوجه نحو معالجة القضايا الفلسفية الكبرى المهمة والتي لم تمت ولكن جرت محاولة نسيانها الاندثاري في بطون التاريخ..

من المهم التنبيه الى أن البنيوية لم تستنفد طاقتها الفلسفية بمراجعة تاريخ الفلسفة كما هو سائد لدى معظم الفلاسفة ولعصور طويلة. ما نعنيه أن التراكم الفلسفي البنيوي عموديا وأفقيا لم ينبثق جديدا في لاعلاقة نقدية جسورة تحكمه قامت بتعرية الزيف الفلسفي المتداول على مر العصور في عملية نقد مستمر لما سبق في تاريخ الفلسفة وقراءته قراءة جديدة غير مسبوقة، ومن هذا النقد الفلسفي المستمر لتاريخ الفلسفة نشأت المفاهيم الجديدة التي هي ايضا بدورها لم تخلص نفسها من تناول النقد الفلسفي لها. وبقيت أرهاصات الفكر الفلسفي القديم حيّة لم تمت رافقت وزامنت الكثير من التجديد الذي بني عليها.

*************

قصتان قصيرتان جداً

سلام حربه

1_ ملهى..

من يوم تفتحت ذكورتي في سن الثامنة عشر وأنا أحب إرتياد الملاهي، أعشق الموسيقى والراقصات حيث تتكسر أجسادهن المرمرية على أنغام الموسيقى، لم أترك هذه العادة حتى حين تزوجت وأصبح لدي أبناء وبنات، كنت أشعر بالسعادة المفرطة وأنا أنهي يومي المتعب بملاحقة الراقصات ليلا وهن يتبارزن في إظهار مفاتن أجسادهن أو يختمن ليل السهر بمشاركتي شرابي على مائدتي التي يركنها صاحب الحانة لي في زاوية دامسة. لم تعترض عائلتي على ولعي بالملاهي فقد كنت أبذل لها إهتماما مضاعفا والبي ما يطلبونه وأكثر فكانوا في دواخل أنفسهم يقولون دعه يتسلى مادام البيت قائما وعامرا. لكن ومن مساوىء الصدف أن تعرفت ، منذ سنين، على راقصة في الملهى متبرجة، جمالها صناعي عملته من كل مساحيق التجميل في العالم، سلبت لبي ووقعت أسيرا في شباك هواها..سألتها في أول لقاء لنا ..

_ ما أسمك..؟

_ أمريكا..

قلت متعجبا..

_ امريكا..! يا لمحاسن الصدف..

من أطلق عليها هذا التسمية هل أبواها..؟ أنا على يقين بأنها بلا أصل، أو منحها إياه صاحب الملهى مكتشفها. لكن كل ما جرى لي، وأنا لم يهتز عرشي منذ قرون أنها افلستني، أبنائي وبناتي يتسلون في الشوارع، زوجتي تبيع الهوى مقابل ما يسد جوعها الصارخ..وقفت أمامها باكيا..

_ لِمَ عملت بي هكذا..؟

أجابت وقد لحنت كلامها بضحكة داعرة..

_ ألم تسمع عني..؟ من يضع يده بيدي يبقى عاريا وأن تستر بأستار الدنيا كلها..

المشكلة أني وحيد ومنهار الآن، المصيبة أنها سدت منافذ تفكيري وما زلت حد اللحظة أعتقد أنها حريتي وخلاصي..

2_ بوح..

كان يراقبها كل يوم، منذ قرابة السنة، حين تخرج من المصرف الحكومي دائرتها. يقف في موقف المصلحة القريب، ترافقها نظراته من لحظة خروجها من باب المصرف تتصلب لها قامتها الطويلة، تشعر بسهام لحظه وهي تنغرس في جسدها البض، يتأملها وهي تنقر بكعبها العالي درجات المصرف المرمرية الى أن تستقر بالقرب منه، على بعد نفحة من أنفاسه، عيناه تغفوان في النهاية على خطوط وجهها الحنطي الجميل. ما أحزنها هو تردده في الحديث معها وسفح أشجانه على مسامعها، عيناها إعتادتا أناقته المتغيرة كل يوم، كانت ذائقته ملفتة للنظر وهو يجانس بدلاته مع قمصانه الملونة وأربطة العنق الجذابة. تحمل كل يوم خيبتها وهي تصعد باص المصلحة وتجلس قرب النافذة ليتبادلا طيفي إبتسامتين يأخذها كل منهما متاعا ليوم جديد قادم مع تأشيرة يد منه تتوسدها في أحلامها الوردية التي اكتظت بها مناماتها طيلة العام. قررت في يوم، بعد أن يأست من مبادرته، أن تكلمه وتفتح طريقا جديدا في واحة الحب التي إخضرت بهما. وقفت أمامه وأمطرته بوابل من الكلام الندي المعسول والمغسول بماء الوجد والشوق. لم ينفذ كلامها من طبلتي أذنيه ولم يتمرن لسانه النطق، إتسعت عيناه وكادتا أن تخرجا من محجريهما، همهم بلغة الخرس المبهمة، تلون وجهه بشحوب الألم والفضيحة والهزيمة، هرب من أمامها وهو يجعر كنمر جريح..

*************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

مذكرات شيوعي

عن “دار الكتب العلمية” و”دار معنى للنشر”، صدر أخيرا كتاب بعنوان “مذكرات شيوعي وأخرى عن كوفيد والحب والفكاهة”، من تأليف د. قاسم حسين صالح.

يوثق الكتاب أحداثا في ذاكرة السياسة العراقية وأخرى تخص أشخاصا رحلوا.

****************

ليس مجرد كلام.. هل نحترمُ الثقافةَ والمثقّفين حقاً..؟!

عبد السادة البصري

وأنا أشاهدُ توزيع المنحة التشجيعية ــ كما تسمى ــ على الأدباء والفنانين والصحفيين والشعراء الشعبيين، وما جرى فيها من مواقف تجعلك تلعن كل ما يسمى ثقافة في هذا البلد، تذكّرت محاكمة السائق المغربي الذي دهس الكاتب الفرنسي رولان بارت، حينما صرخ بوجه القاضي: مَنْ هو رولان بارت الذي قامت الدنيا ولم تقعد لموته ؟! فما كان من القاضي إلاّ أن يؤجل محاكمته لحين يقرأ كل كتابات بارت، وبعد قراءته لبارت قال: على الحكومة الفرنسية أن تنصب في كل شارع إشارة تقول: من هنا يمرّ رولان بارت، هذا يعني انه عرف ماذا يعني بارت لفرنسا! كذلك حين يتوقف السير في بوينس ايرس يعرف الجميع أن الكاتب الأرجنتيني بورخيس يعبر الشارع في هذه اللحظة ، وعندما رحل ماركيز عن عالمنا نكّست كولومبيا علمها لمدة ثلاثة أيام معلنة الحداد العام ، و الكثير من الحكايات التي تعطينا دروساً في احترام الشعوب لمثقفيها، لكننا لم نتعلّم للأسف ، لأننا أمّة توارثت الأحقاد والبغضاء والعصبية القبلية جيلا بعد آخر، كم من عالمٍ أو مفكّر أو شاعر أو كاتب قُتِلَ أو عُذِّبَ أو شُرِّد على أيدي الحكّام  وبذرائع شتى والأمثلة كثيرة منذ الدولة الأموية وليوم الناس هذا، رغم أننا نتبجّح بالإرث التاريخي الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة، وإننا أصل الحضارة والمعرفة والعمران لكننا لم نأخذ منها شيئاً سوى الكلام  والفذلكة اللغوية في خطبنا النارية فقط !

المنحة التشجيعية كما الإجازة أو التفرّغ الإبداعي سياقٌ معمول به في أكثر بلدان العالم لدعم الثقافة والمثقفين كونهم مرآة البلد ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لكننا للأسف لم نخرج من عباءة العصبية القبلية وصرنا بمنأى عن المثقفين وكأنهم مصابون بمرضٍ معدٍ نخاف انتشاره، وتناسينا أنهم عماد بناء أي مجتمع بالمعرفة والعلم والأدب وسمو الأخلاق كونهم رسل سلام ومحبّة في كل زمان ومكان إلاّ ما ندر من الشواذ منهم الذين امتلأت نفوسهم غلّاً أسود وقذارة حقدٍ لن تمحوها مياه كل المحيطات!

لهذا كان المفروض أن تُدرس جيداً من ناحية قيمتها المادّية أولاً لأنها لا تساوي تكاليف وجبة غداء لمسؤول ما حين يسافر للراحة والاستجمام، وأن عدداً كبيراً من مثقفينا يعيشون تحت خط الفقر، وبحاجة لها، لكن بالحفاظ على كرامتهم وكبريائهم!  وبآلية توزيعها ثانياً بإيجاد أكثر من منفذ وطريقة سهلة في التوزيع تمنح المثقف قيمة وقدراً كبيرين أمام الناس، لا أن نجعل منهم اهزوءة وحالة تندّر عند بعض الطارئين بالصدفة على الكراسي! ما حصل خلال التوزيع بشكل إجمالي يؤكد عدم احترامنا للثقافة بشكل عام، وأن البلد الذي لا يحترم مثقفيه من خراب إلى خراب للأسف!

إذا أردنا أن نؤكد عراقيتنا بكل ما تعنيه كلمة الانتماء إلى هذا الإرث التاريخي الكبير، علينا أن نفكّر جديّا بدعم المثقفين من خلال بناء مجمّعات سكنية تليق بهم، ونهيئ بنى تحتية للثقافة بشكل حقيقي وكامل ثم نمنحهم المنحة التي تليق بسمعة الثقافة العراقية، الثقافة والمثقفون باقون وأنتم راحلون فتفكّروا جيدا واتركوا ذكرى جميلة لكم!

**************

سأستمر بالتظاهر

عمر السراي *

لستُ مؤمناً بما يكفي،

لذلك سأُلدَغ من كل جُحرٍ مرّتين..

وسأنسابُ مع الطرقات لأرى عينيكِ لؤلؤتين خلف خمار أبيض..

وسأهتف معكِ في ساحة التحرير:

نريد وطن..

- وطنٌ يفتحُ قلبَه كما يفتح الجنديُّ القضبانَ في جدارية جواد سليم ليزرعنا وردتين وأغنية..

- وطنٌ يشبهكِ وأنتِ تسهينَ عن دروسكِ لترسمي صورتي فوق الملزمة..

- وطنٌ يُجابهُ المتظاهرين بقوس قزح..

- وطنٌ يطلقُ القنّاصةُ فيه من فوّهات بنادقهم الحامض حلو..

- وطنٌ قنابلُهُ الغازيةُ تذوب كالآيس كريم..

- وطنٌ نرفع له القبّعةَ حين لا نخافُ فيه من ألوان القُبّعات..

- وطنٌ لا أضطر أن أكون فيه مؤمناً بما يكفي، لأني أحبُّ أن أُلدغَ فيه من ضوء حُبّكِ مرّتين.

........

أحبك..

لذلك سأستمر بالتظاهر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القاها في المؤتمر الـ 15 لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي الذي انعقد في بغداد يوم الجمعة الماضي.

*************

في”ملتقى روّاد المتنبي”.. د. سيف عدنان يستعرض تاريخ يهود العراق

بغداد – عامر عبود الشيخ علي

ضيّف”ملتقى روّاد شارع المتنبي”الثقافي، صباح الجمعة الماضية، الباحث د. سيف عدنان،الذي استعرض كتابه “يهود العراق من احضان الشيوعية الىمشانق البعث”، بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين.

الجلسة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي،ادارها الاعلامي عامر عبود الشيخ علي، واستهلها مقدما سيرة الضيف.

بعدها استعرض د. عدنان موضوعات كتابه، متحدثا عن تاريخ اليهود العراقيين، وعن مساهماتهم في الميدان السياسي بعد تأسيس الدولة العراقية 1921، وفي ظل الانفتاح الذي لمسوه ابان عهد الملك فيصل الأول.

وأشار إلى أن العديد من أبناء الطائفة اليهودية أصبحوا حينذاك أعضاء في مجلس النواب وموظفين حكوميين، فيما ساهم بعضهم في تعزيز الاقتصاد وإدارة البنوك والحسابات المالية.

وأضاف قائلا أن “اليهود لم ينتموا في تلك الفترة إلى أي تيار سياسي أو حزب، على اعتبار أن الأحزاب كانت معارضة للسلطة، بينما هم كانوا يفضلون البقاء بعيدا عن المعارضة تقديرا للملك الذي احتضنهم، ما أدى إلى تذمر العديد من أبناء الشعب العراقي، الذين بدأت أصواتهم تنادي بالقومية العربية وتدعو إلى إعادة الخلافة الإسلامية”.

وتابع د. عدنان قوله، أنه “بعد رحيل الملك فيصل، تراجعت مكانة اليهود، سيما أن من خلفه لم يحافظ على التوازن الطائفي، ما قاد العراق إلى هاوية التطرف واضطهاد الأقليات، فضلا عن ظهور أحزاب قومية وتيارات نازية”، لافتا إلى أن “اليهود في تلك المرحلة وجدوا ضالتهم في الحزب الشيوعي العراقي، باعتباره عابرا للطائفية والقومية والعرقية، ومدافعا عن حقوق الجميع”.

وبيّن أن العديد من اليهود المثقفين والمنتمين إلى الحزب الشيوعي والحركة الوطنية، وقفوا بالضد من الاستعمار ومن كل ما يسيء الى العراق.

وأوضح د. عدنان، انتزايدالنشاطالصهيونيفيالعراقكانلهتأثيرعلى أوضاع اليهود، خاصة بعد دخول الحزب الشيوعي في صراع مع الصهيونية نظرا لتأثيره في أوساط اليهود الشباب، فضلا عن موقفه من قضية فلسطين، القائم على أساس الفصل بين الصهيونية واليهودية.

ولفت د. عدنان، إلى أن الاعتقالات التي طالت اليهود والمنتمين منهم إلى الحزب الشيوعي، فضلا عن المخاوف التي أثيرت في نفوس هذه الطائفة بعد قيام دولة إسرائيل، كل ذلك دفعهم للهرب إلى إيران، ثم إلى فلسطين.

بعدها عرّج على فترة استيلاء حزب البعث على السلطة، مشيرا إلى أن البعث بدأ يبحث عن سياسة داخلية تكرس لغة حماية العراق من شبكات التجسس الأجنبية، ومنها اتهم مجموعة من الوزراء والضباط بالانتماء إلى تلك الشبكات، وزج معهم أسماء بعض اليهود كأعضاء في تلك الشبكات.

وتابع قوله، أن البعث، ومن خلال استهدافه اليهود، كان يسعى إلى هدف اقتصادي، على اعتبار ان بعضا من اليهود المتبقين في العراق، كانوا يسيطرون على جزء واسع من الاقتصاد العراقي.

وأشار الضيف إلى أن العراق أصدر عام 1975 قرارا يسمح لليهود الذين أسقطت عنهم الجنسية العراقية بالعودة للعراق “لكن ذلك لم يكن سوى قرار سياسي وإعلامي لإسكات الأصوات العالمية التي نددت بموجة الاعتقالات التي طالت اليهود”.

وفي الختام، قدم د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم الملتقى، إلى د. سيف عدنان.

**************

في البصرة.. جمعية التشكيليين تضع خطتها السنوية

البصرة – وكالات

أعلنت جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة، أخيرا، عن خطتها السنوية الشاملة لهذا العام.

وقال رئيس الجمعية أحمد السعد، ان الجمعية في انتظار تحديد السيولة المالية الكافية لتنفيذ خطتها الفنية والثقافية لهذا العام، والتي تتضمن تنظيم النشاطات الفنية وإقامة المعارض التشكيلية على مدار السنة، بالإضافة إلى استضافة فنانين تشكيليين سواء من داخل العراق أم خارجه.وأوضح في حديث صحفي، أن “الخطة تتضمن أيضا إقامة مهرجان تشكيلي فني وثقافي سنوي، على غرار مهرجان المربد الشعري، تتم فيه استضافة 3 فنانين تشكيليين من داخل العراق و10 آخرين من الخارج”، مبيناً أن “المهرجان يتضمن معارض شخصية ومشتركة وغيرها من النشاطات التشكيلية”. وأشار السعد الى أن “الخطة تهدف الى إقامة معارض لمختلف الفنون التشكيلية، بما فيها الرسم، الكرافيك، الخزف والنحت كذلك عقد جلسات مباشرة وورش عن الرسم”.

*************

ناهدة القزمري ضيفة على التيار الديمقراطي في الشامية

الشامية – طريق الشعب

ضيّفت لجنة التيار الديمقراطي العراقي في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية، أخيرا، الناشطة والشاعرة المغتربة ناهدة القرمزي (بهار)، التي تحدثت عن سيرتيها الذاتية والسياسية، ومسيرتها النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي.

حضر الجلسة التي التأمت في مقهى شعبي بمركز القضاء، جمع من شيوعيي الشامية، فضلا عن جمهور من الناشطين والمثقفين والمواطنين الآخرين. وقد أدار الجلسة الرفيق فلاح إسماعيل حاجم.

وألقت الضيفة في معرض حديثها، الضوء على نشاطها الجماهيري والسياسي، بدءا من انتمائها إلى اتحاد الطلبة العام، ثم انخراطها في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، معرجة على تجربتها في العمل السري والكفاح المسلح ضد الدكتاتورية. 

واشارت الضيفة في حديثها إلى أهمية العمل السياسي والجماهيري، وضرورة رفع الوعي الجماهيري وفسح المجال للمرأة كي تأخذ دورها في المجتمع بصورة منسجمة مع واجباتها الحياتية الأخرى.

وعلى هامش الندوة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات شددوا فيها على أهمية توحيد رؤى كل من تهمه مصلحة البلد، من أجل إحداث تغيير شامل، والخلاص من منظومة المحاصصة وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

وفي الختام، صدحت حنجرة الرفيق منعم أبو البيان، بباقة من الأهازيج الحماسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو الكاظمية يكسون الطلبة الفقراء

بغداد – عدنان جاسم

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، أخيرا، “إعدادية الإمام الرضا” للبنين في المدينة.

ووزع الوفد الذي تقدمته سكرتيرة المنظمة، وعضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين، ملابس على الطلبة الفقراء، مساهمة للتخفيف من الأعباء المالية عن كواهل عائلاتهم.

كذلك وزع الوفد على مدير الإعدادية والمدرسين، نسخا من وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل”، الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«مكتبة الطفل» .. تحتفل بنجاح أطفالها

بغداد – مروة فاضل

احتفلت “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، بنجاح أطفالها وتفوقهم في اختبارات الفصل الأول، ضمن منهاجها التعليمي.

ويقدم كادر المكتبة دروسا علمية وتوعوية للأطفال، ويجري لهم اختبارات دورية لمعرفة مدى استيعابهم الدروس.

ووزعت المكتبة الشهادات على الأطفال الناجحين، ما رسم الفرحة على وجوههم ووجوه ذويهم، الذين أعربوا من جانبهم عن شكرهم إلى كادر المكتبة على جهوده التي يبذلها في تعليم الأطفال وتوعيتهم.