اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

حول مبادرة البنك المركزي الاقتراضية.. من أجل دعم حقيقي للمشاريع المتوسطة والصغيرة

بغداد ـ علي شغاتي

 

على طريق الاصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة التي تضمن قدراً مناسباً من العدالة الاجتماعية، تشتد الحاجة اليوم الى تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تستثمر المواد الأولية المتوفرة في البلاد وتستوعب الفائض من الأيدي العاملة، وذلك من خلال مساعدة الدولة لهؤلاء المنتجين في توفير مساحات الأراضي المناسبة لنشاطاتهم واعداد دراسات الجدوى الفنية والإقتصادية وتحويل جزء مهم من الواردات النفطية الى قروض ميسرة لهم وعبر تدرج يعتمد على مدى نجاح عملهم الإنتاجي.

 

ورغم إطلاق البنك المركزي مبادرة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في البلاد، عبر قروض ميسرة وبدون فوائد، فإن هذا القطاع الحيوي ما زال يعاني من ضعف واضح، ولا يحتل موقعه المرتجى في عملية التنمية. ويعزو خبراء اقتصاديون اسباب ذلك الى استمرار الفساد والبيروقراطية في دوائر الدولة، فضلا عن عدم توفير مستلزمات نجاح هذه المشاريع في ظل فوضى اقتصادية تعاني منها البلاد.

 

زيادة مبلغ القرض

وكان محافظ البنك المركزي العراقي مصطفى غالب مخيف، قد اعلن عن أنّ البنك المركزي زاد مبلغ مبادرته لإقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمبلغ تريليون دينار ليصبح إجمالي المبلغ المخصص لهذا الهدف تريليوني دينار”. وقال مخيف في بيان تلقته “طريق الشعب”، إنّ “مبادرات البنك المركزي الإقراضية، أسهمت في دعم قطاعات الصناعة والزراعة والإسكان والتجارة، وأصبحت تشكّل ما يقرب من 30 في المائة من إجمالي الائتمان الممنوح للقطاع الخاص، وأسهمت بنسبة مهمة في الناتج المحلي الإجمالي”، مشيرًا إلى أنّ هناك بعض القروض التي وفرها البنك المركزي تُمنَح من دون فائدة بل مقابل عمولة إدارية فقط، وأنّ مبادرة الواحد تريليون دينار قد أسهمت في خلق آلاف فرص العمل، وتمويل ما يقرب من ثلاثة آلاف وحدة سكنية في عموم العراق، وقد تجاوزت نسبة تنفيذها الـ 90 في المائة، مما دعانا لزيادة مبلغها بتريليون دينار إضافي”. وأضاف أنّ “أدوات السياسة النقدية أسهمت بصورة كبيرة في دعم الاقتصاد، وتجاوز الأزمات المالية التي حصلت في البلاد”.

عقبات حقيقية

من جانبه، بيّن الخبير الاقتصادي احمد خضير ان العقبة الحالية امام تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي عدم قدرتها على المنافسة في ظل اغراق الأسواق المحلية بالمنتجات المستوردة. وذكر خضير لـ”طريق الشعب”، ان “البنك المركزي قام بحل مشكلة التمويل للمشاريع المتوسطة والصغيرة، ولكنه لم يغلق الباب امام الفساد والبيروقراطية، التي لاتزال تعرقل أي خطوة للنهوض بواقع الاقتصاد المحلي”، مشيرا الى ان “تنفيذ المبادرة انيط الى المصارف الاهلية والحكومية التي تعاني من فساد وبيروقراطية مقيتة، عرقلت الكثير من عمليات التنمية”.

وأشار الى ان “توفير كفيل ضامن من اجل صرف المبالغ للمقترضين، عرّضهم الى ابتزاز بعض ضعاف النفوس، الذين اشترطوا الحصول على نسبة من أموال القروض مقابل الموافقة على كفالة المقترض”، مبينا ان “من حق المصارف ضمان استرجاع الأموال، لكن إجراءاتها معقدة، وكان يمكن تبسيطها من اجل تسهيل المهمة امام أصحاب المشاريع الحقيقية عبر قبول كفالة المشروع لنفسه”.

وتابع ان “العديد من القروض منحت الى جهات واشخاص لغرض تحقيق مصالح مادية انية، وليس من اجل تنفيذ مشاريع تسهم في تنمية الاقتصاد المحلي”، مشددا على “ضرورة القضاء على هذه الظاهرة التي تقوم على سرقة فرص أصحاب المشاريع الحقيقية، وتقديمها لأشخاص غير طموحين”.

ونوه الخبير الى ان “ارتفاع معدلات التضخم نتيجة ارتفاع سعر صرف الدينار امام الدولار، والقيام بضخ حوالي 30 ترليون دينار عراقي الى السوق وتبعات جائحة كورونا وعدم وجود خطط واضحة، شكلت أسباباً رئيسية في عدم تحقيق أهداف هذه المبادرة”، مؤكدا على ضرورة استمرار الدعم لهذه المشاريع لما لها من دور في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

هذا ويُذكَر أنّ البنك المركزي كان قد أطلق مبادرات إقراضية متعددة، منها مبادرة تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومبادرة المشاريع الكبيرة البالغة خمسة تريليونات دينار لتمويل المصارف المختصة، فضلاً عن ثلاثة تريليونات دينار لدعم القطاع العقاري، وأخيرًا مبادرة تمويل الطاقة النظيفة بمبلغ تريليون دينار، ليصبح إجمالي المبالغ المخصصة للمبادرات التنموية أكثر من خمسة عشر تريليون دينار عراقي.

غياب التخطيط

بدورها، اكدت الاكاديمية مي وليد على ضرورة وضع استراتيجية واضحة تعمل على تطوير وتنمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقالت وليد لـ”طريق الشعب”، ان “العراق قبل عام 2003 كان يمتلك حوالي 80 ألف مشروعاً صغيراً و160 مشروعاً متوسطاً، يعمل فيها مجتمعة حوالي 200 ألف عامل، فيما تراجعت هذه الأرقام الى مستويات قياسية، حيث تشير الاحصائيات حاليا الى ان عدد المشاريع الصغيرة في العراق لا يتجاوز 10 الاف مشروع، تستوعب حوالي 30 ألف عامل”.

وأضافت ان “هذه الأرقام تعكس الوضع المتدهور للاقتصاد المحلي من ناحية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس خللا حقيقيا في بنية الاقتصاد وتأثيراته على معدلات الفقر والبطالة وسط غياب الدعم الحكومي”. واشارت الى ان “البعض يتصور ان الحكومة عليها توفير الدعم المالي فقط، وهذا غير صحيح، فهناك قضايا ساندة أخرى يجب دعمها لتمكين هذه المشاريع من النهوض والمنافسة في السوق ومن ضمنها الوقود والكهرباء والايجار”. وتابعت الباحثة ذكر المشاكل التي يواجهها هذا القطاع كصعوبة انجاز معاملات المشاريع في الدوائر المعنية، والإجراءات الروتينية المتعلقة بتأسيس المشروع والحصول على تراخيص الإنتاج والتشغيل واجراءات الصحة والسلامة والاستيراد والتصدير، وعدم توفر الاحتياجات اللازمة من المهارات الفنية والأدارية. ونوهت الى ان “الفردية طاغية في هذه المشاريع ولا نلحظ دورا للعمل الجماعي في ظل فقدان دور المؤسسة، الضروري في إنجاح هكذا مشاريع”. ودعت الى توفير الحماية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على المنافسة عن طريق ضبط المواد المستوردة الى داخل البلاد، وتفعيل عمل الجهاز المركزي للقياس والسيطرة النوعية، واعفاء أصحاب المشاريع من الضرائب والرسوم، مع اعفاء مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية من الرسوم الكمركية”.

************

29 كانون الثاني موعدا للمؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي

 

بغداد ـ طريق الشعب

حدد التيار الديمقراطي العراقي يوم 29 كانون الثاني الحالي موعدا لعقد مؤتمره العام الثالث.

وأبلغ د. علي مهدي عضو المكتب التنفيذي للتيار “طريق الشعب”  ان المكتب اتخذ قرارا بهذ الشأن في اجتماع عقده يوم امس الاربعاء “وناقش فيه آخر التطورات السياسية”.

واضاف ان “الاجتماع ركز على اهمية تجاوز مبدأ المحاصصة والتوافقية والتشديد على تشكيل حكومة الاغلبية السياسية”.

وقال ان المجتمعين توقفوا امام مجريات المؤتمرات الخاصة بتنسيقيات التيار الديمقراطي في المحافظات وبغداد “حيث عقد في  اجواء ايجابية خلال الاسابيع الماضية اكثر من 15 مؤتمرا، تمخضت عن  انتخاب لجان تنسيق جديدة ومندوبين الى المؤتمر العام  الثالث للتيار الديمقراطي”.

واشار د. علي مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى ان “قوام المؤتمر وجدول عمله حسما وفقا للنظام الداخلي، كما تم تشكيل اللجنة التنظيمية للمؤتمر ولجان مراجعة وتدقيق وثائقه”.

*********

كورونا.. ثروات الأغنياء تضاعفت و163 مليون فقير اضيفوا الى قائمة الجياع

رشيد غويلب

 

أشرت منظمة أوكسفام البريطانية للتنمية، في تقرير جديد لها، كيف فاقم وباء كورونا حالة عدم المساواة الاجتماعية بشكل كبير للعام الثاني على التوالي، محددة أنه منذ انتشار الفيروس ضاعف أغنى 10 اثرياء ثرواتهم إلى ما مجموعه 1.5 تريليون دولار. وفي الوقت نفسه، أضيف 163 مليون شخص الى قائمة الفقر بسبب استمرار الوباء.  وحذرت المنظمة في تقريرها الذي عنون بـ”اللامساواة تقتل”، ونشرته قبيل الجلسات الإلكترونية لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، الذي بدأت اعماله يوم 17 كانون الثاني الجاري، حذرت من يؤدي هذا التفاوت الى قتل ملايين الأشخاص كل عام، لعدم حصولهم على رعاية طبية كافية. وقال التقرير انه في بداية العام 2019، كان ما يقرب من نصف البشرية، 3.2 مليار شخص، يعيشون تحت خط الفقر، الذي حدده البنك الدولي بـ 5.50 دولار في اليوم. ويوجد اليوم 163 مليون شخص أكثر مما كان متوقعا قبل الوباء. ونبه الى أن ما لا يقل عن 13 مليون امرأة فقدن وظائفهن في أعقاب الوباء. وبسبب اغلاق المدارس في العديد من البلدان، حرمت أكثر من 20 مليون فتاة من مواصلة تعليمهن. وذكرت المنظمة أن “اللامساواة تساهم في وفاة ما لا يقل عن 21 ألفاً كل يوم”.

**********

راصد الطريق.. بيع بطاقات لقاح كورونا.. جريمة مركبة

 

 

 

في الوقت الذي تُحذر فيه وزارة الصحة المواطنين من الزيادة المتسارعة في اعداد المصابين بكورونا، وتحث المواطنين على اخذ اللقاحات،أعلنت خلية الاعلام الامني قبل ايام عن القبض على 12 متهما ببيع بطاقات لقاح فيروس كورونا  في محافظة ديالى من دون اخذ اللقاح، واعداد أخرى من المتهمين  في محافظات أخرى.

لا شك انه استهتار بحياة المواطنين وإضرار بالوضع الصحي العام في البلد، ويصعب تصور حدوث ذلك لولا وجود فاسدين في المؤسسات الصحية، مع ان المسؤولية تقع كذلك على  من يشتري هذه البطاقات.

ان من واجب الأجهزة والمؤسسات الرقابية والصحية زيادة اليقظة والمتابعة والاشراف على التعامل مع بطاقات اللقاح ضد كورونا،  ووضع حد لجعلها مصدر ارتزاق لضعاف النفوس وفاقدي الضمير والحس الوطني. كما ان على المواطنين  الأدراك الواعي لخطورة تجاوزات كهذه والتهرب من اخذ اللقاح الذي يحقق السلامة لهم وللاخرين.

ولابد للقضاء ان يقول كلمته بحق الراشي والمرتشي على السواء في هذه الجريمة المركبة، التي تكرس الفساد والاضرار العمد بصحة المواطنين.

********

 

الصفحة الثانية

 

“الاتحادية العليا” تؤجل البت ستة أيام

 

بغداد ـ طريق الشعب

قررت المحكمة الاتحادية العليا تأجيل البت بالطعون المقدمة بشأن الجلسة الافتتاحية للبرلمان الى يوم 25 كانون الثاني الجاري.

وفي وقت سابق، حددت المحكمة الاتحادية العليا امس الاربعاء، موعداً للنظر بشأن دستورية جلسة مجلس النواب الاولى.

وفي 13 كانون الثاني الجاري، قررت المحكمة الاتحادية العليا إيقاف عمل هيئة رئاسة مجلس النواب بشكل مؤقت.

وجاء القرار بعد دعويين مقدمتين من قبل النائبين باسم خشان، ومحمود المشهداني، بشأن الجلسة الأولى وما شابها من مخالفات دستورية، وللنظام الداخلي للمجلس. وعليه صدر الأمر الولائي من المحكمة الاتحادية العليا بإيقاف كافة الإجراءات التي اتخذها ويتخذها مجلس النواب ورئيس المجلس ونائباه.

وفي 9 كانون الثاني الجاري عقد مجلس النواب بدورته الخامسة اولى جلساته البرلمانية، بحضور الكتل والاحزاب الفائزة بالانتخابات، حيث قام أعضاء المجلس بأداء اليمين الدستورية واختيار محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان.

ورفض أعضاء بعض الكتل السياسية الإجراءات التي دارت في الجلسة، مشككين في شرعيتها.

 

**************

كل خميس.. تحسين معيشة الناس هو المدخل الى الإصلاح

 

جاسم الحلفي

 

تهاوت كل ذرائع تلاميذ مدرسة الرأسمال المتوحش، الذين طرحوا ورقتهم البيضاء وما رافقها من حملة تبشير بعهد اقتصادي فعال، وقطاع خاص نشيط يدعم الصناعة الوطنية ويهتم بالقطاع الزراعي وتطويره، والذين ادعوا ان مفتاح انفراج الازمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية هو تخفيض قيمة الدينار العراقي امام الدولار. وهكذا جاء القرار الكارثي باضعاف الدينار في كانون الاول ٢٠٢٠، بدعوى انه يفتح للعراقيين أبواب التنمية والازدهار والرقي والتطور، وانهاء الفساد وتوفير فرص العمل وحصر البطالة، وتحريك الاقتصاد وإيقاف تهريب العملة الصعبة الى الخارج.

لكن حساب البيدر لم يطابق حساب الحقل. فمزاد العملة لم تتراجع مبيعاته، التي يصل معدلها اليوم الى أكثر من ٢٠٠ مليون دولار، ولا دليل على الفشل افصح من تصريح السيد عمار حمد خلف وكيل محافظ البنك المركزي قبل يومين، حين قال ان “منافذ بيع العملة اليومية وتغيّر سعر الصرف لم يؤثر في المبيعات اليومية، والسبب الأساسي هو أن الاقتصاد العراقي بطبيعته اقتصاد ريعي، أحادي الجانب، ويعتمد على الاستيراد”. وهكذا فلم تتراجع مبيعات مزاد العملة كما ادعوا، ولم تتغير الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي، بل بقى احاديا معتمدا على تصدير النفط، وقد كانت نسبة الواردات غير النفطية الاسوأ في عام  بالذات٢٠٢١!

    النتيجة هي انه لم يتوقف تهريب الدولار الى دول الجوار، ولم نشهد استثمارات صناعية وزراعية، ولا تعالج مشكلة البطالة، ولم يتم دعم المنتج الوطني.

لقد بان فشل السياسة المالية لتلاميذ التوحش الرأسمالي، الذين أذعنوا لوصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واشتراطاتهما، وزيّنوا الطريق الى اخطر هيمنة وتدخل امبرياليين. ولا بأس من الإشارة هنا الى التجارب المريرة للشعوب، التي انحنى حكامها امام هاتين المؤسستين الماليتين الرأسماليتين وخضعوا لشروطهما، التي انتجت الفجوة المعيشية وزادت من الفقر، وأدت الى الاضطراب الاجتماعي.

لقد غرر البنك الدولي، برسائله المداهنة التي حملها رسل الشؤم ونجحوا في تمريرها عبر طغمة الحكم المتنفذين فاقدي الرؤية والغيرة الاقتصاديتين، وادخلوها في ميزانية ٢٠٢٠ عبر أعضاء مجلس النواب ممن لا هم لهم سوى مصالحهم، والمعروفين بالتصويت على طريقة  (موافج) سيئة الصيت. ونتج عن ذلك تدهور معيشي ضرب في عمق الفئات المهمشة وأوجعها حتى وصل الى أصحاب الدخل المحدود، وتعداهم الى شرائح من الطبقة الوسطى.

اما صعود رصيد البنك المركزي فقد جاء بفضل ارتفاع أسعار النفط، ولا دور فيه لتلاميذ الرأسمال المتوحش، حيث تحدده السوق العالمية وبورصتها.علما ان لا فائدة لهذه الزيادة ان لم تنعكس في التنمية، بل ان هناك مفارقة تتمثل في كون ازدياد نسبة الفقر تترافق مع ازدياد رصيد البنك المركزي!، وهنا يبرز السؤال عن الفائدة من ازدياد رصيد البنك ان لم يسهم في وضع حد لاشتداد الفقر واتساع مساحته اجتماعيا.

ولم يستفد الصناعيون ادنى استفادة من خفض قيمة الدينار، بل أصبح بلاءً عليهم، حيث ان استيرادهم للمواد الأولية وقطع الغيار يتم بالدولار، وهم يبيعون منتجهم بالدينار، ما جعلهم في وضع لا يحسدون عليه.

فيما تضاعفت أسعار المواد الأساسية المعيشية، حيث وصل سعر قنينة زيت الطعام الى ثلاثة آلاف دينار بينما كان قبل هذ بدينار وربع الدينار. ولعل ربات البيوت اعلم من تلاميذ التوحش الرأسمالي بهول هذه الكارثة المعيشية. 

عديدة هي علامات الفشل، تبدأ بمؤشرات الفقر والتضخم وتنتهي بالكوارث الاجتماعية كالانتحار وتعاطي المخدرات وارتفاع نسبة البطالة، الى جانب الاتجار بالبشر، واتساع ظاهرة الطلاق وتفكك الاسر وضعف الخدمات، وكل هذا يعكس الخراب الذي وصل اليه الاقتصاد العراقي.

 أي ضمير انساني ياترى يمتلك واضعو هذه السياسة، وقد وصلت اعداد من يعيشون عندنا تحت خط الفقر حوالي خمسة ملايين عراقي، وبلغ التضخم حوالي ٨ في المائة حسب وزارة التخطيط. فيما تخطى الدين الداخلي حدود ٦٨ ترليون دينار، وتمت زيادة النقد المطبوع الى ٧٨ ترليون دينار. وهذا دليل إضافي على فشل السياسة النقدية التحوطية في مواجهة نتائج تضخم العملة المحلية وتأثيرها على المجتمع.

ان وعود تلاميذ توحش الرأسمال بإصلاح الاقتصاد العراقي والسياسة المالية العراقية عبر اضعاف قيمة الدينار العراقي، هي تضليل وخداع بانت حقيقتهما.

ويبقى تحسين المعيشية هو السبيل الى الاصلاح الحقيقي، ويظل مدخل ذلك يتمثل في تقوية قيمة الدينار العراقي امام الدولار، اما غير ذلك فهو مجرد بيع كلام.

 

*************

إغلاق لطرق احتجاجا على تردي الخدمات.. تظاهرات غاضبة في 5 محافظات

 

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد تظاهرات احتجاجية غاضبة تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات وصرف مستحقات اصحاب العقود. فيما نقل المئات من معتصمي شركة نفط ذي قار المطالبين بتوفير فرص العمل، احتجاجاتهم من أمام الشركة إلى مبنى إدارة المحافظة.

 

احتجاج متواصل في ذي قار

وقال مراسل “طريق الشعب”: ان “خريجي الكليات والمعاهد نقلوا اعتصامهم من امام بوابة الشركة الى مبنى المحافظة منذ يوم الاثنين الماضي”، مشيرا الى ان “احتجاجاتهم متواصلة منذ 3 ايام، للمطالبة بتوفير فرص العمل في القطاعين الخاص والعام، والكف عن تجاهل مطالبهم”.

واضاف ان “المحتجين صعدوا من احتجاجاتهم عبر قطع عدد من الطرق الرئيسية وسط مدينة الناصرية، تنديدا بالوعود الكاذبة من قبل الحكومتين المحلية والمركزية بتوفير فرص عمل لهم”، منوها الى ان “العشرات من اصحاب العقود في دائرة صحة محافظة ذي قار نظموا اعتصاما مفتوحا امام مبنى الدائرة، للمطالبة بصرف فروقات رواتبهم للعامين 2019 و2020”.

وتابع ان “العشرات من اصحاب العقود في دوائر البلدية، نظموا تظاهرة أمام مبنى المحافظة للمطالبة باحتساب مخصصات الزوجية والأطفال والخطورة، وتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315”، مضيفا ان “العشرات من المعلمين والمدرسين والإداريين اقدموا على قطع تقاطع بهو الإدارة المحلية، وسط مدينة الناصرية، للمطالبة بشمولهم ضمن وجبات توزيع قطع الأراضي السكنية”.

وفي قضاء الجبايش، اغلق العشرات من المحتجين مبنى القائمقامية للمطالبة بتوفير فرص العمل، واستنكارا لتعيين أيدي عاملة من خارج القضاء في المشاريع الخدمية”.

 

اغلاق للطرق في البصرة

وفي السياق، اقدم العشرات من المتظاهرين في قضاء الزبير التابع الى محافظة البصرة على قطع الجسر الرابط بين مركز المدينة والقضاء، والذي يعتبر ممرا للشركات العاملة في خور الزبير وميناءي أم قصر وخور الزبير ومنفذ سفوان الحدودي، احتجاجا على إهمال الحكومة لمطالبهم في إنهاء مشكلة مشروع مجاري الزبير للمرحلة الأولى وسوء تقديم الخدمات في القضاء.

واعلن المحتجون في وقت لاحق، في بيان لهم اعادة فتح الطريق، مشددين على ضرورة عدم تجاهل مطالبهم.

وهدد المحتجون بـ”نقل تظاهراتهم إلى المواقع النفطية وغلقها بشكل كامل”، داعين “الحكومة الى الاسراع في إنهاء مشكلة المجاري للمرحلة الأولى واستئناف العمل في المشاريع المتوقفة”.

 

تظاهرات في كربلاء والمثنى

وتظاهر العشرات من خريجي كليات التربية في محافظة كربلاء للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من خريجي كليات التربية نظموا تظاهرة، امام مبنى محافظة كربلاء للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “الخريجين يواصلون احتجاجهم منذ فترة طويلة من دون أية استجابة من قبل الحكومة”.

واشار الى أن “تظاهرة اخرى نظمها عدد من المهندسين في المؤسسات الصحية امام مبنى دائرة الصحة، مطالبين بإعادة المخصصات التي تم استقطاعها بطرق غير قانونية” بحسب قولهم.

الى ذلك، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية في محافظة المثنى للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب” عبدالحسين السماوي ان المتظاهرين أكدوا رفضهم للتسويف والمماطلة الذي تمارسة الحكومة اتجاههم.

 

تظاهرة حاشدة في بغداد

كما شهدت العاصمة بغداد تظاهرة حاشدة لأصحاب العقود في وزارة الكهرباء، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين اقدموا على قطع الشارع الرئيسي المؤدي الى مقر الوزارة خلف شارع المنصور ببغداد”، لافتاً الى “حدوث احتكاكات بين المتظاهرين والقوات الامنية”.

واضاف ان “محتجين غاضبين قطعوا طريق الشعلة السريع بالإطارات المحترقة، احتجاجا على سوء الخدمات في منطقتهم”.

 

***************

لتتوقف انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا

 

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت منظمات دولية ذات مصداقية، مؤخراً، عن تواصل انتهاكات حقوق الانسان في العراق. فقد إتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي الصادر قبل أيام، الحكومة العراقية بعدم الوفاء بما قطعته من وعود تتعلق بالقصاص من مرتكبي الجرائم بحق منتفضي تشرين والنشطاء المدنيين والصحفيين. وأشارت الى أن حقوق 487 شهيداً، كانوا قد سقطوا خلال الإنتفاضة لما تزل غائبة، رغم الوعود الكثيرة، من الحكومة ورئيسها، فيما جرى الحكم بإعدام رجل أمن واحد فقط ومن أصحاب الرتب الدنيا، لمسؤوليته عن قتل الناشط والمحلل السياسي هشام الهاشمي في عام 2020. ونوه التقرير الى المخاوف الكبيرة التي يعيشها النشطاء ومنتفضي تشرين، بما فيهم الفائزون بعضوية مجلس النواب، من القتل والملاحقة على أيدي فرق الموت، المجهولة الهوية. كما إنتقد التقرير سلطات اقليم كردستان على ملاحقة الصحفيين، وعلى ما صدر ضدهم من أحكام قاسية، في محاكمات تعتقد المنظمة بأنها تفتقد للعدالة.

من جهتها كشفت جمعية “الدفاع عن حرية الصحافة” عن حدوث 233 حالة إعتداء على الصحفيين في العراق، مما يشير الى عدم وفاء الحكومة بتعهداتها في ضمان حرية الصحافة والاعلام. وأكدت في تقريرها السنوي الخاص بعام 2021، على إن هذه الإنتهاكات شملت 139 حالة اعتداء بالضرب و 34 حالة اعتقال و 15 حالة اغلاق قنوات وتسريح العاملين و13 اصابة اثناء العمل ومحاولة اغتيال واحدة واخرى محاولة اختطاف. وأشارت الجمعية الى أن أعلى عدد من هذه الإنتهاكات قد حصل في بغداد (66 حالة) تليها مدينة السليمانية (40 حالة) ثم كركوك (35 حالة).

وكانت منظمة “مراسلون بلا حدود” قد وضعت العراق في المرتبة 163 عالميا وفقا لمؤشر حرية الصحافة الذي أصدرته في عام 2021، وهو في المركز الخامس عشر عربيا، بعد الصومال والسودان وقبل الجزائر.

وعلى صعيد إنتهاكات حقوق المرأة العراقية، أكدت دراسة ميدانية أجرتها وزارة التخطيط وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، على تعرض 25 في المائة من نساء العراق للعنف والايذاء النفسي والجسدي والجنسي والاقتصادي. وجاء العنف النفسي، الذي تمثل بسلب حق المرأة في التحكم بحياتها وتعرضها لسوء المعاملة والإهانات اللفظية، في مقدمة أنواع العنف وبنسبة 58 في المائة، تلاه العنف الجسدي بنسبة 29 في المائة ثم العنف الجنسي بنسبة 15 في المائة. هذا وكانت دراسات أخرى قد ذكرت بأن أكثر من مليوني أمرأة عراقية تتعرض للعنف سنوياً، دون رقيب أو حسيب.

وعلى ضوء كل هذه المعطيات، تشتد كل يوم مسؤولية الجميع، من أحزاب وطنية وقوى اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني، عن النضال بثبات لأنهاء هذه الإنتهاكات والدفاع عن حريات وحقوق الإنسان الأساسية، وفي مقدمتها الحق في الحياة، وإعلاء قيم وثقافة هذا الأمر في مؤسسات الحكومة وفي المجتمع، كشرط لا غنى عنه لإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

 

***************

 

الصديق قيس العزاوي..وداعا

 

تلقيت اليوم  بأسى وحزن عميقين الخبر الصادم عن وفاة العزيز قيس.

كان أبلغني منذ  بضعة اسابيع باشتداد المرض عليه، وحاولت الاتصال به ولم افلح.

فقد نا برحيله شخصية سياسية وطنية وباحثا واعلاميا بارعا، وفي السنوات الاخيرة دبلوماسيا   مرموقا.

جمعنا النضال المشترك في معارضة النظام الدكتاتوري على مدى عقدين من السنين، ولاحقا بعد التغيير سعيُنا المشترك من اجل دولة المواطنة المدنية الديمقراطية ومن اجل عراق ديمقراطي مستقل كامل السيادة ، آمن ومزدهر.

كان  الصديق الراحل دمث الاخلاق متعدد الاهتمامات واسع الصلات عراقيا وعربيا، ومع الاوساط الثقافية والاعلامية والسياسية الاوروبية، والفرنسية بشكل خاص.  وكان ينشط بذات  الحماس وروح المبادرة في مجالات السياسة والثقافة والاعلام، ومؤخرا مجال الدبلوماسية حين اصبح سفيرا للعراق في مصر، ولاحقا في الجامعة العربية حيث انشأ منتدى او صالونا ثقافيا استقطب في نشاطاته وندواته ابرز القامات الثقافية والعلمية في مصر والعالم العربي.

 في هذه  المناسبة المؤلمة، اتوجه بأحرالتعازي وعميق المواساة الى زوجته داني وولديه وائل ووليد وابنته ياسمين، واشاركهم الألم والحزن، عسى ان يخفف ذلك عنهم وطأة المصاب الجلل.

لروح الراحل العزيز السلام والطمأنينة ودوام الذكر العطر، وستظل ذكراه حاضرة في وجدان كل محبيه.

 

رائد فهمي

 

*************

 

الصفحة الثالثة

 

وثائق المؤتمر الـ 11.. ملامح اجتماعية ـ طبقية

 

دور الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية

 

على خلفية تعاظم الريوع النفطية نتيجة لزيادة اسعار النفط الخام في السوق العالمية، تنامت سمات الطابع الريعي والخدماتي والتوزيعي للاقتصاد العراقي، التي وظّفتها “النخبة” في توسيع شبكة “الزبائنية” الاقتصادية - الاجتماعية - السياسية، وتطوير آليات الاستيعاب والسيطرة. واستفادت بعض الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية بدرجات متفاوتة من هذه الطبيعة المزدوجة للاقتصاد العراقي: الريعية – الخدماتية. ونمت في إطار ذلك فئة بيروقراطية مرسملة متموضعة في الشرائح البيروقراطية الحكومية والسياسية والعسكرية والأمنية العليا التي تنحدر في الأساس من الفئات الوسطى والفقيرة. إن نقطة تكوين هذه الفئة حدثت جرّاء “حيازتها” لجهاز الدولة. أي انها “تملك” الدولة من خلال “حيازة” أجهزتها.

ان تشابك انشطة وعلاقات هذه الفئات المستمر مع الأوليغارشية الحاكمة، على مدار السنوات الماضية، قوّى من اواصر تحالفها، وبلور عندها التزامات وتضامنات متبادلة، وولّد وعيا طبقيا بمصالحها المشتركة. فبغض النظر عن الصراعات المستمرة بين القوى السياسية المتنفذة، التي تمثل مصالح الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية، للحصول على حصة أكبر من المغانم والنفوذ والسلطة، فإن مصالحها السياسية والاقتصادية المشتركة أصبحت شديدة الوضوح اليوم، وهي تتخذ مواقفها اساسا بموجبها، فمشاربها وانتماءاتها المتنوعة قوميا ودينيا ومذهبيا، والتي كانت تمثل منطلقها في عملية التنافس والصراع، لم تقف عائقا امام استعدادها المتزايد للوصول إلى اتفاقات وتوافقات، تضمن مصلحتها المشتركة في استمرار نهج المحاصصة. والامثلة بخصوص ذلك كثيرة، اهمها موقفها من الحراك الاجتماعي والمطلبي المستمر، والذي تجلى اخيراً في موقفها من انتفاضة تشرين الباسلة او في كيفية التعامل مع ازمة وباء كورونا او الأزمة الاقتصادية الخانقة التي نجمت عن انخفاض موارد النفط. ففي النهاية، ان هذه التلاوين الكالحة من “برجوازية” البلدان الريعية، لا يجمعها رابط بالبرجوازية التقليدية، سوى وعيها الطبقي بمصالحها، يضاف له انعزاليتها النخبوية، ورفاهيتها الاستهلاكية الباهظة. 

من ناحية اخرى، ساهمت السياسة التي اتبعت في التصرف بإيرادات النفط، عندما كانت اسعاره مرتفعة نسبيا لسنوات عديدة، وطوال المدة التي سبقت انهيارها الذي صاحب تفشي وباء كورونا، في عملية ترسيخ الطابع الريعي للدولة العراقية. وقد استخدم التوسع غير المبرر في التوظيف الحكومي بغية بناء قاعدة اجتماعية وسياسية اوسع للقوى المتنفذة. فعدد موظفي الدولة تضاعف عدة مرات خلال الـ 18 عاماً المنصرمة، حيث أعلنت وزارة التخطيط ان عدد المسجلين في الجهاز المركزي للإحصاء بلغ اكثر من مليونين ونصف المليون موظف. (هناك تقديرات أخرى تقول بأن عددهم تجاوز 4 ملايين). وبحسب بعض المختصين، إذا أضفنا عدد المتعاقدين والعاملين بأجر يومي والعاملين في شركات التمويل الذاتي، ومعهم المتقاعدون والمشمولون بالرعاية الاجتماعية، فإن العدد يصل إلى حوالي 8 ملايين مواطن، يتسلمون رواتب من الدولة. ان هذا التضخم الهائل في جهاز الدولة الاداري يمثل أحد أبرز آثار تكريس ريعية الدولة.

ومن جانب اخر تتراكم في بلادنا ملامح أولية، غير واضحة، لإعادة تشكيل وتبلور طبقي. وبالتالي لا يمكن رصدها بدقة، خصوصا في ظل غياب المعطيات والاحصائيات الدقيقة والكافية. كما ان هذه العملية ما زالت غير واضحة المعالم، وهي بدائية الطابع أيضا، وذلك بسبب تدهور القطاعات الانتاجية، وتدني وتائر نموها، وإضعافها المتعمد، سواء في القطاع العام او الخاص. فما زال العائد النفطي، يمثل في المتوسط أكثر (90) في المائة من ايرادات الموازنة العامة، وما يقارب نصف الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي. في حين ساهمت السياسات المتبعة، والازمات الاقتصادية المتتالية، في انحسار الكثير من النشاطات الانتاجية في الصناعة والزراعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

***********

موقفنا داعم للتحول المعلن في طريقة تشكيل الحكومة

د. احمد إبراهيم: المؤتمر الثالث

سيطرح سياسة جديدة للتيار الديمقراطي العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

 

قال المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، يوم أمس، إن الأساس الذي سيعقد في ضوئه مؤتمر التيار يتمحور حول إعادة تشكيل التيار، وإقرار نظام داخلي، ودراسة الموقف من التحولات الجارية في طريقة تشكيل الحكومة، إلى جانب طرح سياسة جديدة للتيار.

واستعرض د. احمد إبراهيم في حديث خصّ به “طريق الشعب”، محطات عدة مرّ بها التيار الديمقراطي الذي نشأ في العام 2010، مبينا أن بعضها “لم تشهد نشاطات معينة لأسباب مختلفة اهمها اختلافات في رؤى الجهات المشكلة للتيار تجاه الموقف من المشاركة او مقاطعة الانتخابات”.

وتابع ابراهيم أن “التيار الديمقراطي ـ كمشروع جامع للقوى المدنية والديمقراطية ـ ظل يحتفظ بقيمته وحيويته في كل الفترات”، مؤكدا أن “الحاجة بدأت تكبر مع مرور الوقت لاستعادة نشاط التيار، خاصة في الفترة الاخيرة التي بدأت تشهد صراعات كبيرة جداً، على هوية الدولة العراقية، لذلك تقرر ان يُعقد المؤتمر الثالث”.

وعن آخر الاستعدادات لعقد المؤتمر الثالث للتيار نهاية الشهر الجاري، قال المنسق العام: إن “التحضيرات جارية لعقد المؤتمر بشكل جيد؛ حيث ان تنسيقيات التيار في المحافظات عقدت مؤتمراتها المحلية”، مبينا أن “الاساس الذي سينعقد في ضوئه مؤتمر التيار هو اعادة تشكيل التيار واقرار نظامه الداخلي، وطرح سياسة جديدة للتيار، وسيدرس في مؤتمره  الموقف من التحولات الجارية في طريقة تشكيل الحكومة”.

وأوضح أن “الموقف العام لقوى التيار الديمقراطي من عملية تشكيل الحكومة واضح جداً حيث ان ما يجري لا يمثل ذلك النموذج الذي يطمح اليه التيار”، مشيراً إلى أن “التيار في الوقت ذاته يجد ان هناك متغيرات فيها جانب ايجابي منها ان مبدأ المحاصصة لم يعد يلعب الدور الفعال كما كان يحصل في السابق، وذلك عبر طروحات عدم التوافقية في ادارة الدولة”.

وأشار إبراهيم الى أن “حديث قوى سياسية وتشرينية وقوى مستقلة عن توجهها لتشكيل معارضة قوية بحسب ما أعلنته، يشكل جانبا إيجابيا”، مؤكدا أن “التيار يسعى لدعم هذه القوى، رغم السوء الكبير”.

 

*************

مراقبون: الهجمات الأخيرة في بغداد تحمل طابعا سياسيا

بغداد – طريق الشعب

 

شهد أهالي بغداد خلال الأسابيع التي مضت، عددا من الهجمات التي طالت مقرّات حزبية ومصارف يقال أنها تعود لجهات متنفذة، اضافة الى استهداف منزل نائب في البرلمان العراقي. وبسبب تزامنها مع المناكفات السياسية بشأن تشكيل الحكومة القادمة، يجد المراقبون في تصاعد موجة العنف وما يحدث من إختراقات أمنية، مجموعة من “الرسائل السياسية” بغض النظر عن من يرتكبها، فالخطاب الحالي والتهديدات التي يطلقها البعض بمضاعفة المخاطر، إن لم تتم ترضيته سياسياً، يهدف الى استغلال ما يجري من أجل الوصول إلى شكل يرضي جميع الأطراف في السلطة!

 

هجمات متكررة

وكانت السلطات الأمنية، قد أعلنت ليلة الأحد الماضي، عن وقوع تفجيرين، استهدفا مصرفين وسط العاصمة، حيث أكدت خلية الإعلام الأمني في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “القوات الأمنية تفتح تحقيقاً في حادثتين متزامنتين وقعتا في منطقة الكرادة ببغداد”. وأضافت أن “الانفجار الأول هو عبوة صوتية على مصرف جيهان قرب المسرح الوطني، فيما كان الثاني انفجاراً لعبوة صوتية أيضاً، استهدفت مصرف كردستان بالقرب من ساحة الواثق. وقد أسفر الحادثان عن إصابة مواطنين اثنين بجروح طفيفة”.

وكانت العاصمة، قد شهدت مؤخراً عدة هجمات طالت مقرات حزبية بالإضافة إلى المنطقة الخضراء، حيث أُستهدف مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد بقنبلة صوتية ألقاها مجهولون على الباحة الأمامية للمقر، دون أن يسفر الحادث عن خسائر بشرية باستثناء أضرار مادية طفيفة. كما تعرض مقر تحالف تقدم في منطقة الأعظمية لهجوم بقنبلة يدوية من قبل مجهولين والى تفجير عبوة ناسفة عند السياج الخارجي للمقر. واستُهدف منزل نائب ينتمي الى تحالف “تقدم”، بقنبلة صوتية. وتعرض في الليلة نفسها مقر تحالف عزم هو الأخر الى تفجير عبوة ناسفة، فيما شرعت القوات الأمنية بالتحقيق في الحوادث لمعرفة ملابساتها.

على صعيد مشابه، تجددت الهجمات على المنطقة الخضراء، التي تعرضت قبل أيام إلى قصف صاروخي استهدف محيط السفارة الأميركية. و ذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان لها انه “في عمل إرهابي جبان، تعرض السكان الأبرياء في المنطقة الخضراء ببغداد ومقرات البعثات الدبلوماسية التي تتحمل القوات الأمنية العراقية مسؤولية حمايتها إلى هجوم بواسطة عدد من الصواريخ انطلقت من منطقة الدورة جنوبي العاصمة”.

 

رسائل واضحة

وفي الوقت الذي نقلت فيه وكالة فرانس برس عن مصدر أمني قوله أن “الهجمات التي حصلت مؤخرا، تحمل رسائلاً سياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة”، يرى المراقب للشأن السياسي، أحمد التميمي، في الخطاب الذي يصدر بعد كل هجوم، من بعض الجهات المتنفذة ، رسائلاً واضحة عن مدى الاستفادة من هذه الخروق الأمنية لمصالح نفعية وسياسية. ويقول التميمي لـ”طريق الشعب”، أن “ردود الفعل على الهجمات المتكررة تبين بأنها ضغوط سياسية قوية بشأن عملية تشكيل الحكومة المقبلة. وحتى وأن لم يتورط البعض بها، فأن الخطاب السياسي يوضح حجم الخراب ومدى استعداد البعض لأستغلال أي وضع حرج، من اجل ترسيخ المصالح والنفوذ في الحكومة القادمة، وهو خطاب يفترض أن تتم محاسبة أصحابه، لمخالفته القانون ولاعتدائه على هيبة الدولة”.

 

يونامي تدين ما يحصل

وفي السياق ذاته، أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق “ يونامي” التفجيرات التي وقعت في بغداد، داعية السلطات إلى محاسبة الجناة، حيث جاء في بيان أصدرته بهذا الصدد “ندين بشدة التفجيرات التي وقعت في الأيام الأخيرة في بغداد. وندعو السلطات إلى محاسبة الجناة، كما نحث الأطراف المعنية على مواجهة تلك المحاولات السافرة لزعزعة الاستقرار عن طريق التحلي بضبط النفس وتكثيف الحوار للتصدي لأزمات العراق”.

 

إجراءات حكومية

وفي أول رد فعل على الخروقات الأمنية، أصدر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، سلسلة من القرارات الأمنية الجديدة بعد اجتماع استثنائي عقده مع كبار قادة الأمن والجيش في بغداد. وبحسب مكتبه الإعلامي فقد ترأس الكاظمي “اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرت فيه مناقشة الأوضاع الأمنية التي شهدتها العاصمة، وأكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات مشددة ووضع خطط أمنية من شأنها أن تضع حدّاً لمثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدّد الأمن العام في البلاد، وستتم إعادة النظر بالقيادات الأمنية التي شهدت قطعاتها خروقات أمنية، وستكون هناك محاسبة لمن يثبت تقصيره في أداء مهامه الأمنية”. وأضاف المكتب الإعلامي أن “الكاظمي وجه القيادات الأمنية كافة بأن تكون خططهم الأمنية والإجراءات المتبعة ملائمة مع الوضع الذي يشهده البلد، وألا تقتصر مهامهم على ردّ الفعل للحدث بعد وقوعه، كما وجه بإعادة توزيع مساحات العمل للأجهزة الأمنية والاستخبارية، مع ضرورة تفعيل الجهد الاستخباري، وأن يكون دوره أساسياً في المواجهات الأمنية، وفي ملاحقة المجاميع الإرهابية وعصابات الجريمة، فضلا عن وضع مكافآت مالية للمواطنين للتبليغ عن أي عنصر مشبوه، وإلزام جميع أصحاب المحال التجارية بوضع كاميرات مراقبة في أماكن عملهم”.

 

ردود فعل لاحقة

من جانبه، أبلغ مصدر أمني مطلع، جريدتنا “طريق الشعب” بأن “الإجراءات الأمنية دائما ما تأتي كرّدة فعل على الجرائم التي تقع وذلك لوجود خلل حقيقي في بنية المنظومة الأمنية، وتمّكن جهات حزبية من السيطرة على مفاصل كثيرة فيها”. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “الخطوات التي أعلنت الحكومة عنها بعد هذه التفجيرات قد تبدو جيدة من حيث محاسبة المقصرين والدعوة لتكثيف الجهد الأمني، لكن الحقيقة تشير الى أن غالبية الهجمات التي وقعت كان لها بعد سياسي، وهذا بعلم الجميع، أي أن جهات فاسدة ومتنفذة راحت تتحاور بالسلاح فيما بينها، والدولة عاجزة عن القيام بشيء لأن نفوذ هذه الجهات وتغلغلها في الدولة، يحدد من قدرة أي رئيس وزراء على تنظيف المؤسسات الأمنية من المتنفذين الفاسدين”.

هذا وتجدر الاشارة الى تعرض منزل آمر لواء أنصار المرجعية حميد الياسري، في محافظة المثنى، إلى هجوم من قبل مسلحين مجهولين، قبل أيام قليلة. وقال مدير إعلام لواء أنصار المرجعية صلاح لفتة الموسوي، في تصريحات صحفية طالعتها “طريق الشعب”، انه “حصل استهداف لمنزل آمر لواء أنصار المرجعية حميد الياسري، في الساعة الواحدة ليلا واستمر حتى الفجر”. وأوضح الموسوي أن “مجموعة من المسلحين انتشروا في بستان قريب من منزل الياسري، الكائن في منطقة زراعية، حيث توزع المسلحون في البستان، ثم قام شخصان بالاقتراب من المنزل وشنوا هجوماً عليه”.

*********

 

الصفحة الرابعة

 

  عمال التوصيل المنزلي يحتجون:  الحكومة تحارب الفقراء ومحدودي الدخل

بغداد ـ طريق الشعب

ضمن مسلسل استهداف الكادحين ومحدودي الدخل من قبل أجهزة الحكومة، صدر قرار بتقييد حركة الدراجات النارية وفرض أموال باهضة عند تسجيلها في دوائر المرور، الأمر الذي دفع بعدد من سائقي الدراجات (عمال توصيل الطعام) الى العمل من أجل تنظيم احتجاج واسع، يلزم الحكومة بالغاء قرارها هذا والذي يهدد قوت الاف العاملين ويفقدهم مصدر رزقهم دون أن يوفر لهم بديلاً، فدعوا الى وقفة احتجاجية اليوم الخميس في ساحة الواثق وسط العاصمة، لرفض القرار الحكومي. وأوضح العامل ضياء وادي لـ”طريق الشعب” مطالب عمال التوصيل المتضمنة إستثنائهم من القرارات الصادرة عن الحكومة، ومعالجة الغرامات الطائلة التي فرضت عليهم، رغم تسجيل دراجاتهم رسمياً، لاسيما وإن غالبيتهم من خريجي الجامعة الذين فشلت الحكومة في توفير فرص عمل لهم.

إجراءات حكومية

وكانت الحكومة، قد إتخذت في اجتماع وزاري برئاسة مصطفى الكاظمي، قراراً يمنع إستخدام الدراجات النارية لأكثر من شخص واحد في ذات الوقت ويقييد حركتها في الشارع، وذلك تزامناً مع تصاعد محاولات استهداف مقرات الأحزاب السياسية في بغداد.

و سارعت مديرية المرور، وعلى عادتها في تحوير تنفيذ القرارات الصادرة بحيث تستهدف الطبقات الفقيرة والمعدمة، الى تحديد أوقات سير الدراجات النارية بلا تمييز وحددت عقوبات قاسية ضد غير الملتزمين بالقرار! وأعلنت المديرية في بيان طالعته “طريق الشعب” عن “منع سير الدراجات النارية بكافة أنواعها المسجلة وغير المسجلة منعاً باتاً من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً، من كل يوم”. وأشارت الى ان “المخالف يعاقب بحجز الدراجة النارية وفرض غرامة مقدارها مائة الف دينار عراقي استنادًا للمادة (25 ـ ثانيًا ـ أ) من قانون المرور”. 

استغراب من القرار

وقد لاقى هذا القرار استغراب عدد من المواطنين العاملين بخدمة توصيل الطلبات والطعام، الذين وجدوا فيه إستهدافاً مباشراً لذوي الدخل المحدود. فقال سائق الدراجة النارية خلدون خلف لـ”طريق الشعب”، ان “اعداداً كبيرة من المواطنين يستخدمون الدراجات النارية للوصول الى مواقع عملهم هربا من زحمة شوارع بغداد واختناقاتها المرورية”، مشيرا الى ان “الالاف من الشباب يستخدمون هذه الدرجات لكسب قوت يومهم من خلال العمل في خدمة التوصيل المنزلي”. وأضاف ان “الحكومة تحارب الفقراء في ارزاقهم من خلال فرض قرارات ارتجالية وغير مدروسة يذهب ضحيتها المواطن وحدة”، كما تساءل عما إذا كان بمقدور هذا القرار إيقاف استهداف مقرات الأحزاب!

وتابع المواطن خلدون قائلاً “ان الحكومة تترك بعض السياسيين الذين دأبوا على تهديد السلم الأهلي عبر الفضائيات، إذا ما أستبعدوا من المشاركة في الحكومة الجديدة، وتسارع لمعاقبة الفقراء بحجة معالجة الخروقات الأمنية”.

 

مواطنون من الدرجة الثانية

بدوره، ذكر سائق التكتك احمد عزيز ان “القوات الأمنية تتعامل معنا كمواطنين من الدرجة الثانية من خلال اتخاذ إجراءات غير قانونية مثل منعنا من المرور في شوارع معينة دون سابق انذار”. وروى عزيز لـ”طريق الشعب”، حادثة غريبة قام بها احد الضباط في منطقة الشورجة وسط بغداد، باجبار سائقي التكتك على إطفاء مركباتهم، وسحب مفاتيح تشغيلها منهم، والزمهم بدفعها بأيديهم الى تقاطع الرصافي، قبل أن يعيد المفاتيح اليهم، مما عرضهم لسخرية سائقي السيارات والمارة. وتابع ان “دائرة المرور تفرض علينا دفع مئات الاف الدنانير من اجل تسجيل التكتك، وهذه المبالغ كبيرة وليس في مقدورنا دفعها، كون اغلب اصحاب التكاتك اقتنوها بالاقساط ويدفعون ثمنها شهريا”. وطالب عزيز الحكومة بتخفيض رسوم التسجيل الى مبالغ معقولة بحيث يمكنهم دفعها وتسجيلها رسميا.

 

مضايقات مستمرة

من جانبه، شكا عامل التوصيل المنزلي امير جبار من مضايقات مستمرة يتعرض لها من قبل القوات الأمنية رغم تسجيل دراجته النارية في دائرة المرور بشكل رسمي. وقال في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “القرارات التي تصدرها مديرية المرور العامة والحكومة قرارات ارتجالية، تفاقم الازمة بدل أن تجد الحلول لها”. وتساءل “هل من المعقول ان أقوم بدفع مبلغ 580 الف دينار للضريبة ودائرة المرور من اجل السماح لدراجتي في السير في الشوارع لأتمكن من العمل بها وإعالة عائلتي، ثم تقوم الحكومة بمنع الدراجات من العمل في الأوقات التي يكون فيها العمل في ذروته؟”. واكد جبار على ان “عمال التوصيل يستعدون لتنظيم احتجاج موحد ضد هذه القرارات، وللمطالبة بتخفيض أجور تسجيل الدراجات النارية، والكف عن مضايقتهم بدون سبب يذكر”. واشار الى ان “الكثير من عمال التوصيل المنزلي هم خريجون عاطلون عن العمل، بسبب الفساد وسوء الإدارة وغياب العدالة في توفير فرص العمل، والتي سببها المحسوبية وتوزيع الوظائف على المتنفذين واقاربهم وأتباعهم”.

 

 

معوقات غلق ملف النازحين.. منازل مهدمة وخلافات عشائرية

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

رغم مرور عدة سنوات على القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، لم يغلق حتى الأن ملف النازحين والمهجرين، الذين لايزالون يعيشون في المخيمات وسط أجواء إنسانية وصحية صعبة، حيث هناك ستة وعشرون مخيماً، حسب التصريحات الحكومية ، لم يتم إغلاقها وإعادة توطين ساكنيها، بسبب عدم حل الخلافات العشائرية أو بسبب خراب مساكنهم.

معوقات حقيقية

ويذكر علي عباس، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، لـ “طريق الشعب” عن وجود “تحديات كثيرة تواجه عودة النازحين، فبعض المناطق غير مؤهلة خدمياً والبعض الاخر يحتاج أهله النازحون لفرصة عمل عند العودة، اذ لا يمكنهم العودة والجلوس في منازلهم بلا عمل”.

ويضيف “أن “قسماً اخر من النازحين يواجه مشاكلاً عشائرية تمنع عودته. وجاءت هذه المشاكل نتيجة لانتماء احد افراد الاسرة الى تنظيم داعش الإرهابي، مما أدى الى ان تكون العائلة كلها مطلوبة عشائرياً، دون أن تتوفر حلول ما ولغاية الأن لهذه الازمة “.  وذكر المتحدث ان “عدد المخيمات المتبقية لدينا هي 26 مخيماً، تقع كلها في إقليم كوردستان”، مشيراً إلى أن “عائق التدقيق الأمني الذي يمنع عودة النازحين قد انتهى”.

 

تسهيل الإجراءات

وفي السياق ذاته ذكر رئيس منظمة الحق لحقوق الانسان، عمر فاضل، لـ”طريق الشعب”، أن “النازحين يحتاجون الى تسهيل امورهم القانونية، فهم لا يعرفون ما إذا كانت الحكومة تتعامل معهم كمواطنين ام كلاجئين، خاصة وإن تنقلاتهم ما زالت ممنوعة”. وأضاف أن “المخيمات الموجودة خارج الإقليم تتركز بشكل أساسي في مخيمات نينوى، الكبيرة جداً، ومخيمات عامرية الفلوجة في الانبار، والتي يرفض اهالي مناطقهم الاصلية، عودة النازحين اليها، لأنهم متهمون بمساندة التنظيمات الإرهابية. كما يوجد مخيمان في صلاح الدين واخر في ديالى”.

وأوضح أن “وزارة الهجرة والمهجرين أعلنت اغلاق المخيمات التي تقع خارج إقليم كوردستان، وبالتالي انتهى تواصل المنظمات الدولية مع المخيمات الموجودة في الانبار وديالى وصلاح الدين وانتهت المساعدات التي كانت تقدم من قبل المنظمات الدولية لها”. وأكد أن “الواقع يشير الى وجود مخيمات فيها اعداد كبيرة من النازحين، واوضاعهم الصحية سيئة ولا توجد مدارس لأطفالهم ولا أوراق قانونية لدى الكثير منهم، مما يجعل حركتهم خارج المخيم ممنوعة”. وذكر فاضل، أن “اغلب النازحين يعيشون على المساعدات ولم تبق الا منظمة واحدة تقدم لهم العون اليوم”. وأشار إلى أن “واحدة من الاسباب التي تمنع عودتهم هي القضايا الأمنية، واستيلاء بعض افراد الحشد العشائري على منازل، تعود ملكيتها  لعوائل نازحة، كان احد أبنائها منتمياً للتنظيمات الإرهابية”.

 

مليون و200 الف نازح

وكان المتحدث الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فراس الخطيب، قد أكد في وقت سابق، أن هناك نحو مليون و200 ألف نازح داخل العراق، 700 ألف منهم في إقليم كردستان، وهم يرغبون في العودة لمنازلهم، عبرعملية تتطلب شراكة بين الحكومة العراقية ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي أيضاً”. وأوضح أن “إعادة اللاجئين إلى مناطقهم تحتاج إلى إعادة تأهيل تلك المناطق وكذا النازحين، إلى جانب تأمين الخدمات وفرص العمل فيها”.

ولفت المتحدث في تصريحات صحافية، إلى أن “النازحين يعانون من نقص الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والماء والطرق أيضاً، كما أن الطقس الشتوي وجائحة كورونا، ساهما بشكل كبير في سوء الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل، مما أثر بشكل كبير على أوضاعهم”. وأشار الى أن بقاء النازحين في المخيمات وإعادتهم بشكل منظم أفضل من انتقالهم إلى أماكن عشوائية.

ورغم إغلاق السلطات العراقية لنحو خمسين مخيماً للنازحين،فإن هناك مايقارب من مليون نازح، غير قادر على العودة إلى دياره الأصلية، وخاصة أولئك اللذين ينحدرون من بلدات تسيطر عليها مليشيات مسلحة، تمنع ومنذ سنوات، أهلها من العودة إليها تحت ذرائع مختلفة، الأمر الذي يجعل مستقبلهم مجهولاً ويبقي مصيرهم خارج حسابات وزارة الهجرة والمهجرين. هذا واعتذرت مفوضية حقوق الانسان عن التعليق على الموضوع بحجة ان المفوضية حلت في وقت سابق، وفقا لقول أحد أعضائها لمراسل “طريق الشعب”.

 

 

الحدائق والمتنزهات بين فكّي الفساد والإهمال.. مواطنون: دور هزيل للجهات المعنية في المحافظة على حدائقنا العامة

بغدادـ محمد التميمي

 

تعّد الحدائق الوطنية والمتنزهات الترفيهية واجهة لأي بلد في العالم، ووسيلة لصيانة البيئة وتحسين المناخ، وقبلة للسواح الباحثين عن الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة، كما هو الحال في حديقة سنترال بارك بولاية نيويورك الامريكية و حديقة لوزيني القومية في روسيا و الهايد بارك في لندن.

غير إن المواطن العراقي يفتقد، كحال أغلب احتياجاته، ليس للمتنزهات الكبيرة فحسب، بل وأيضاً للحدائق الصغيرة، التي يمكن أن تكون مجالاً للترفيه عن ذوي الدخول المحدودة والشبيبة منهم بشكل خاص، فيما بات ما هو موجود منها، مكبات للقمامة أو حضائر للحيوانات أو مكاناً لتجمع الكلاب والقطط السائبة، أو صار من ممتلكات البعض من “الحواسم”.

للفساد دوره

يقول المواطن حيدر خلف (أبو كرار) الذي يسكن في منطقة البلديات حي 9 نيسان، في استطلاع أجرته جريدتنا “طريق الشعب” عن هذا الموضوع “ أن لا حدائق عامة او متنزهات ترفيهية في منطقة سكني. لاحظت عند انتقالي الى منزلي الجديد في البلديات، كيف استغل الناس الأرض التي كان سيتم تخصيصها كمتنزه، وقاموا ببناء بيوت عليها و بشكل يخالف القانون”. ويضيف ان “منطقتنا مفتوحة، لذلك يجب ان يتم انشاء متنزهات وحدائق تليق بها، و توفير وسائل الترفيه والراحة ولعب للأطفال والنافورات. ان هذه أمور بسيطة، وربما تحتاج لتعاون المواطنين مع الجهات الحكومية، صاحبة الامكانيات الكبيرة”. ويعتقد خلف ان “ للفساد دور كبير في عدم تمتع بغداد بالخضرة وعدم احتضانها لحدائق كبيرة، تكون متنفساً للعوائل. إن ما يخصص لهكذا مشاريع يسرق، كما هو حال باقي المشاريع التي يستفيد منها الفاسدون”، منوها الى ان “ عدد الحدائق الموجودة دون المستوى المطلوب، ولا يلبي الطموح، خاصة مع النمو السكاني السريع. العوائل بحاجة الى هذه المتنزهات للتخفيف عن نفسها فلا توجد لدى جميع المواطنين القدرة على الذهاب للأسواق وأماكن الترفيه، غالية الثمن”.

 

تقصير واضح

من جانبه يؤكد الطالب سامر احمد الذي يسكن في منطقة بغداد الجديدة على انه “لا يتم إيلاء اي اهتمام بالمتنزهات والحدائق في منطقتنا، فهي تعاني من الإهمال وتملؤها القاذورات والاوساخ، التي يتركها بعض المواطنين المهملين او العابثين، الذين يشوهون مناظر الحدائق، فيما تقصّر الاجهزة البلدية عن إداء واجبها”. ويتابع حديثة لـ “طريق الشعب” فيقول “نحن كشباب نلجأ الى هذه الحدائق عندما نريد أن ندرس أو نستجم أو قضاء أوقاتاً بصحبة أقربائنا. لكننا نهرب منها بسبب ما تحتويه من أكوام الازبال”. ويطالب أحمد البلدية “بتخصيص موظفين للاهتمام بالحدائق ورعايتها وادامتها، حتى تتحول الى قبلة للشباب بدل لجوئهم الى المقاهي والأماكن المشبوهة، ويمكن أيضا فتح مشاريع صغيرة فيها، تخدم الشباب العاطلين عن العمل”.

 

متنزهات للمواشي

ويبدو الحال في مدينة الثورة اسوء بكثير، وهي التي تفتقر الى ابسط الخدمات الأساسية، حيث تحولت أغلب متنزهاتها الى مكبات للنفايات ومرتعاً للحيوانات الاليفة، وذلك بحسب حديث الشاب سجاد الوائلي لـ “طريق الشعب” والذي يشير فيه الى ان “ الحدائق محدودة واغلبها تحولت الى مكب للنفايات او مرتع للمواشي، فقطاعات المدينة كبيرة جدا، ويفتقر سكانها الى المتنزهات الترفيهية وساحات لعب الأطفال، ويغيب تماماً دور الجهات المعنية، التي لا تظهر أية جدية لمعالجة هذه المشكلة”.

 

اين امانة بغداد ؟

وفي منطقة زيونة والتي تعد من مناطق العاصمة المتميزة، تعّبر الشابة لينا ضياء في حديثها لـ “طريق الشعب” عن امتعاضها الشديد بسبب قيام بعض العابثين، بتحويل الحدائق العامة في المنطقة، من ملتقى للعوائل والشباب الى تجمع من اجل تدخين الاراكيل، مؤكدة على ان “ العوائل قد هجرت هذه الأماكن، بسبب المشاكل التي تحدث في هذه الحدائق، وحالات التحرش و الخوف”. وتشدد ضياء على ضرورة محاسبة وطرد من اعتدى على الملكية العامة وشّوه منظر حدائق ساحة ميسلون ومقترباتها، لأنها تجد الإجراءات العقابية غير كافية، ولا تجدي نفعاً.

**************************************

 

الصفحة الخامسة

 

الأشد منذ 10 سنوات.. أزمة الكهرباء تخيّم على محافظة الأنبار

 

الرمادي – وكالات

بالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، لا تزال مدن محافظة الأنبار تعاني آثار تلك الفترة المظلمة وما خلفته من دمار واسع طال بناها التحتية، ولعل ابرزها شبكة الطاقة الكهربائية.

ونقلا عن وكالة أنباء “شفق نيوز”، فإن العديد من سكان مدن أعالي الفرات (القائم، الرطبة، هيت، عنة، راوة، آلوس، جبة، الرمانة، حصيبة، الحقلانية وحديثة)، يشكون ضعف الكهرباء الوطنية وقلة ساعات تجهيزها، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بـ “تأهيل الشبكة الكهربائية المدمرة، بدلاً من تنفيذ مشاريع بناء المولات والنافورات”!

 

الرمادي تعيش أسوأ فترة

قائم مقام قضاء الرمادي مركز المحافظة، ابراهيم العوسج، يقول أن “أزمة الكهرباء في القضاء اليوم، هي الأسوأ منذ عشرات سنوات. فالتجهيز سيء جداً ولا يتلاءم مع حاجة المدينة وسكانها اطلاقاً”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “ساعات تجهيز الكهرباء قليلة جدا، تضاف إلى ذلك رداءة الطاقة نتيجة قدم المحولات والاسلاك، فضلا عن عدم تأهيل العديد من المحطات المتوقفة منذ أيام الحرب على داعش”.

التجهيز ساعة واحدة!

من جانبه، يقول قائم مقام قضاء راوة، حسين الراوي، أن “القضاء يعاني ترديا كبيرا في تجهيز الطاقة الكهربائية، خاصة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. ففترة التجهيز باتت لا تزيد على ساعة واحدة في اليوم”، معللا سبب ذلك إلى “اعتماد راوة على محطة سد حديثة في تجهيز الطاقة الكهربائية، ونتيجة انخفاض مناسيب مياه نهر الفرات، تم إغلاق توربين توليد الكهرباء رقم (2) في المحطة، ولم يتبق قيد العمل سوى التوربين رقم (1)، الأمر الذي أدى إلى عدم كفاية الطاقة الكهربائية المتولدة”.

ويؤكد الراوي في حديث صحفي، أن “القضاء صار يعتمد كليا على المولدات الأهلية. لكن المحافظة قللت أخيرا، وبقرار مفاجئ، حصة الكاز المقدمة للمولدات من 35 الى 10 لترات للساعة الواحدة، وهذه الكمية غير كافية لتشغيل المولدة 10 أيام خلال الشهر”، لافتا إلى انهم طالبوا الحكومة المحلية ووزارة النفط بزيادة حصة المدن الغربية من الكاز “لكنهم لم يتلقوا ردا لغاية اللحظة”.

 

لا كهرباء في الرطبة

وفي السياق، يقول قائم مقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، أن “القضاء، منذ تحريره من إرهاب داعش حتى اليوم، يعاني انقطاعا تاما للتيار الكهربائي، كون خط الكهرباء الواقع بين القائم والرطبة، والبالغ طوله قرابة 300 كيلومتر، مدمر كلياً”، موضحا في حديث صحفي أن “هذا الخط يحتوي على نحو 700 برج، تعرض حوالي 550 منها للتدمير إثر الحرب”.

ويبين الدليمي، ان “تجهيز المدينة بالكهرباء يعتمد اليوم على محطة ديزلات مؤقتة، تقوم بتوليد الطاقة وإيصالها للأحياء السكنية بما يغطي 50 في المائة من حاجتها”، مشيراً إلى أن “السكان يعتمدون غالباً، على المولدات الاهلية التي اثقلت كواهلهم. فسعر الامبير الواحد يتراوح بين 10 و12الف دينار شهرياً، صيفا أو شتاء”.

وعن إمكانية تأهيل خط الكهرباء المدمر، يقول القائم مقام أنه “من المؤمل أن يتم ذلك في الايام القادمة بالاتفاق مع الأردن. إذ سيتم الربط من (محطة الريشة) في الاردن وصولاً إلى طريبيل ثم الرطبة حتى قضاء القائم”، مؤكداً أنه “تم اكمال الاستعدادات والمخططات اللازمة، ومن المتوقع وصول التيار الكهربائي إلى مناطقنا نهاية العام الجاري”.

إلى ذلك، يذكر مدير توزيع كهرباء مناطق الفرات الاعلى، خالد فخري، أن “سبب انخفاض تجهيز المناطق الغربية بالكهرباء الوطنية، هو تدمير خطي (حديثة - غرب بغداد) و(حديثة - بيجي) اثر الحرب ضد داعش، وقيام الاخير بتدمير الابراج الناقلة للطاقة، والتي لم تتم إعادتها إلى العمل حتى الآن، ما جعل تلك المناطق معزولة تماما عن البلاد”.

ويبيّن فخري في تصريح صحفي، أن “مناطق الفرات الاعلى تعتمد كلياً على محطات الانتاج المتوفرة فيها، وهي محطة سد حديثة الكهرومائية، ومحطة ديزلات مخلص كافي”، موضحاً ان “انخفاض الطاقة المنتجة في المحطة الكهرومائية، يعود لقلة التصريف المائي، إثر الأزمة المائية والجفاف”.

اما بخصوص محطة ديزلات مخلص كافي، فيذكر فخري أنها بحاجة للتأهيل “وقد ابرمت وزارة الكهرباء عقدا مع احدى الشركات لتأهيل المحطة، لكن الإنجاز يحتاج إلى وقت ومبالغ كبيرة”.

 

************

المثنى.. 100 منزل تشكو الإهمال الحكومي

 

السماوة – وكالات

كشف سكان “قرية العويليين” جنوبي مدينة السماوة، عن معاناتهم بسبب انعدام الخدمات في قريتهم.

وقال عدد من السكان في حديث صحفي، أن القرية تضم أكثر من 100 منزل تعاني عدم وصول المياه الصالحة للشرب، وتعتمد منذ سنوات على السيارات الحوضية.

وأكدوا أن قريتهم تعاني إهمالا حكوميا واضحا من ناحية الخدمات، وأنه سبق لهم أن طالبوا الجهات المعنية مرارا بالاهتمام بواقعهم الخدمي، لكنها لم تستجب لمطالبهم.

ودعا السكان، الحكومة المحلية إلى النظر لمعاناتهم بعين المسؤولية، وشمول قريتهم بالمشاريع الخدمية.

 

************

 

 

الكوت.. اهالي “حي الجوادين”: معاناتنا مستمرة!

 

الكوت – وكالات

طالب عدد من سكان “حي الجوادين” في مركز مدينة الكوت، الحكومتين المحلية والاتحادية بـ”ضرورة” شمول الحي بخطط إعمار المناطق السكنية، معربين عن معاناتهم جراء التدهور الخدمي، الذي تجلى أكثر مع حلول موسم الأمطار.

وأوضحوا، أنه بعد زخات مطر خفيفة خلال الأيام الماضية، تصاعدت المياه الآسنة والأوحال في شوارعهم، الأمر الذي عرقل حركتهم وأعاق وصول أبنائهم التلاميذ إلى مدارسهم.

وأشار السكان، إلى أنهم سبق وأن نظموا سلسلة وقفات احتجاجية طالبوا فيها الحكومة المحلية بتوفير الخدمات، لكن دون جدوى، الأمر الذي دعاهم هذه المرة إلى توجيه مطالبهم للحكومة الاتحادية، لافتين إلى انهم تلقوا قبيل الانتخابات، وعودا من بعض المسؤولين بتوفير الخدمات، إلا أن ذلك لم يتحقق.

 

***********

 

“مثلث حمرين” .. أكثر من ألف منزل تفتقر لمقومات المعيشة

 

بعقوبة – وكالات

شكا مواطنون من سكان “مثلث حمرين” بين حدود محافظتي ديالى وصلاح الدين، معاناتهم جراء “الانهيار الخدمي وانعدام مقومات المعيشة”، مشيرين في حديث صحفي إلى أنهم يعانون تحت وطأة مخلفات إرهاب داعش مقابل غياب الدعم الحكومي والإنساني.

وقالت الناشطة المدنية عدوية هادي حسين، أن أكثر من ألف منزل في المنطقة الواقعة بين شمالي ناحية العظيم في ديالى وأطراف ناحية سليمان بيك في صلاح الدين، تعاني انعدام مقومات المعيشة، مشيرة إلى أن هذه المنطقة تفتقر لوجود مركز صحي. فيما يعتمد السكان على صيدلية بسيطة تم تأسيسها بدعم شخصي من قبلهم.

وأضافت قائلة في حديث صحفي، أن المنطقة تخلو من مشاريع مياه الشرب، وتعاني شللا خدميا منذ سنوات، فضلا عن غياب فرص العمل، مؤكدة أن غالبية الدور في المنطقة متضررة ومدمرة منذ فترة احتلال داعش، والسكان لم يتلقوا أي تعويضات تذكر، ولم تزرهم أي جهة حكومية أو منظمة مدنية إنسانية، محلية أم دولية، بالرغم من أوضاعهم المعيشية القاسية.

ولفتت الناشطة، إلى أن الأهالي يضطرون إلى قطع أكثر من 25 كيلومترا لينقلوا مرضاهم إلى مركز صحي في ناحية العظيم، مبينة أن “التيار الكهربائي ضعيف في المنطقة، ولا جدوى منه سوى لاستخدامات قطعات الجيش في تشغيل الكاميرات الحرارية لرصد التحركات الإرهابية، كون المنطقة ساخنة تقع ضمن خطوط الصد بين حدود ديالى وصلاح الدين”.

ونوهت إلى أن “السكان لم يتلقوا أي اهتمام، بالرغم من مناشداتهم التي يوجهونها باستمرار للجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية”.

 

***********

 

سائقو أجرة يشكون “سرقة الركاب”!

 

بغداد – وكالات

شكا سائقو مركبات أجرة مسجلة رسميا في “كراج الشمال” ببغداد، مشكلة “سرقة الركاب” – على حد تعبيرهم. إذ تقوم مركبات أجرة غير مسجلة بالوقوف في الشارع قرب الكراج، والاستيلاء على الركاب قبل دخولهم إليه، الأمر الذي يقطع أرزاق أصحاب المركبات الرسمية.

ويوضح السائقون في حديث صحفي، وهم يعملون على خط الموصل – كركوك، ان معاناتهم تزداد يوما بعد آخر بسبب بعض العجلات الخصوصي التي تعمل في مكاتب النقل خارج الكراج، مشيرين إلى أن “تلك العجلات لا تدخل إلى الكراج ولا تدفع الرسوم التي تجبيها هيئة النقل من المركبات المسجلة، وبالتالي تزاحمنا على الرزق”.

ويضيفون قولهم: “نحن هنا مجبرون على الالتزام بقوانين الهيئة والانتظار في طوابير لأيام حتى نتمكن من نقل وجبة واحدة او اثنتين. بينما لايلتزم سائقو المركبات الخاصة بالقوانين، ولا احد يحاسبهم”.

 

“على الدولة حماية قوتنا”

من جانبه، يتحدث السائق أبو أحمد عن معاناته المعيشية التي تفاقمت بعد أن ضعف عمله، مشيرا إلى أن الوضع بدأ يزداد سوءا، وهو يفكر في البحث عن عمل آخر يوفر قوت عائلته المؤلفة من أربعة أفراد.

ويؤكد أبو أحمد، أن أصحاب السيارات المسجلة لم يتركوا بابا إلا وطرقوه من أجل وضع حل لمشكلة الاستيلاء على الركاب، سواء المحافظ أم مدير المرور أم مدير هيئة النقل، ورغم الوعود إلا أن المشكلة لا تزال قائمة.

وعن أبرز مطالبهم، يقول أبو أحمد أن “مطلبنا الوحيد هو تطبيق القانون ليس اكثر. فمن حقنا على الدولة أن تحمي قوت يومنا مثلما نحن ملتزمون بدفع رسوم الهيئة ورسوم الكراج وغيرها”.

 

اللجوء إلى الاحتجاج

أما عماد إسلام، وهو سائق آخر في الكراج، فيؤكد في حديث صحفي، أن “السائقين سيلجأون إلى الاحتجاج وقطع الطريق في حال بقي الوضع على حاله. فلا يمكننا الصمت ونحن نشاهد سائقي المركبات الخصوصي يعملون بحرية فيما نحن مقيدون داخل الكراج وأرزاقنا محدودة”.

ويتفق عماد مع أبو أحمد، على أن مطلبهم الوحيد هو “تطبيق القانون”، بالإضافة إلى نصب مفارز مشتركة من هيئة النقل والمرور والشرطة، لمحاسبة المركبات المتجاوزة “مثلما يحصل في كركوك”. إذ يبيّن أن “عمل هيئة النقل ومديرية المرور هناك نموذجي، والقانون يطبق بصورة صحيحة. أما هنا فلا أحد يكترث لأمرنا”.

 

*************

 

 

تراجع كبير في إنتاج عسل ديالى

بعقوبة – وكالات

كشفت الجمعية النموذجية للنحالين العراقيين في ديالى، عن انخفاض إنتاج العسل في المحافظة للموسم الحالي بنسبة 85 في المائة، عازية ذلك إلى اتساع الجفاف والتصحر وانتشار الأوبئة.

وقال رئيس الجمعية علوان عبد الرزاق المياحي، ان “إنتاج العسل للموسم الحالي انخفض من 700 طن خلال المواسم السابقة، الى 75 طنا او اقل، وذلك بسبب أزمة الجفاف وقلة الأمطار”، لافتا في حديث صحفي إلى أن “هذه الأزمة أدت إلى اتساع رقعة التصحر وبالتالي انحسار أجواء تربية النحل”.

واشار المياحي إلى أنه “بسبب الظروف الأمنية، هاجر العديد من نحالي ديالى إلى خانقين ومناطق إقليم كردستان، ما أدى إلى انخفاض أعدادهم بنسبة 15 في المائة”، مبينا ان “عدد النحالين في ديالى يتجاوز الـ 800 نحالا موزعين في عموم الوحدات الإدارية”.

وأضاف أن “الظروف المناخية والأوبئة، وابرزها (السيرونا) و(الفاروة)، دفعت الكثيرين من النحالين الى ترك المهنة، بعد أن تكبدوا خسائر مادية. لذلك رأوا أنه لا جدوى من مشاريع تربية النحل”.

 

**************

 

أهالي “الخالدية”.. يعيشون بين العبوات الناسفة!

 

الموصل – قاسم الريس

 

ما انفك أهالي “قرية الخالدية” التابعة إلى قضاء مخمور جنوبي الموصل، يتساءلون عن سبب إهمال الحكومة واقعهم الخدمي والمعيشي، الذي يعاني مشكلات كبيرة وخطيرة قد يبدو علاجها بديهيا في بلدان أخرى.

من بين التساؤلات الملحة، هو ما الذي يمنع الحكومة من رفع العبوات الناسفة التي زرعها إرهاب داعش في أراضي القرية الزراعية، سيما انها قطفت ارواح العديد من المزارعين والرعاة، ولا تزال تهدد حياة السكان؟

ولا تتوقف مشكلات القرية عند هذا الحد. فالواقع التعليمي متدهور هو الآخر. إذ ان المدارس مهملة، وتعاني قلة في الكوادر وضعفا في الخدمات. فيما الخدمات الصحية غائبة من الأساس، فلا وجود لمستوصف أو مركز صحي. 

ومن المشكلات الخدمية التي أرهقت أهالي القرية، هي مشكلة مياه الإسالة التي تنقطع معظم ساعات اليوم، ولا تصلهم سوى ساعتين على الأغلب.

تطول القائمة لو تم ذكر مجمل مشكلات “قرية الخالدية” التي تضم أكثر من 460 بيتا.. هذه القرية عرفت بطيبة سكانها وكرمهم، وبدورهم في الدفاع عن أرض الوطن. فهي قدمت أول الشهداء في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.

أهالي “الخالدية” ينتظرون من الجهات المعنية معالجة مشكلاتهم الخدمية، وإنقاذهم من الواقع الخطير الذين يعيشون فيه.

 

************

 

قرية في ميسان بلا ماء منذ 3 شهور

 

العمارة – وكالات

شكا سكان “قرية الشلفة” في قضاء الكحلاء شرقي ميسان، انقطاع ماء الإسالة عنهم منذ أكثر من 3 شهور، موضحين في حديث صحفي، أن هذه المشكلة اضطرتهم إلى إيصال المياه لمنازلهم بواسطة السيارات الحوضية والبراميل، ما حمّلهم نفقات إضافية.

وقال عدد من سكان القرية المحاذية لهور الحويزة، إن محطة الإسالة المخصصة لقريتهم توقفت قبل أكثر من 3 شهور، ومنذ ذلك الحين وهم يعانون انقطاع الماء، لافتين إلى أن دائرة ماء الكحلاء قامت بمد أنبوب مياه إلى القرية، لكن هذا الأمر لم يعالج المشكلة، كون الماء لا يصلهم سوى ساعات محدودة خلال اليوم، وبعدها يعود للانقطاع.

ودعوا الحكومة المحلية إلى معالجة هذه المشكلة عاجلا.

وكانت “قرية الشلفة” قد سجلت في وقت سابق، نزوح عدد من سكانها بسبب جفاف الأنهر والأهوار على إثر أزمة المياه.

 

***************

مواساة

 

* بأسى شديد تلقت هيئة الشهيد فاضل البياتي للحزب الشيوعي العراقي، خبر رحيل الرفيق عبد الرحمن محمد علي.

وودعت الهيئة بفقدانه، كادرا مناضلا باسلا من مناضليها.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته ورفاقه خالص المواساة.

* تعزي محلية الرصافة الأولى للحزب الشيوعي العراقي وإدارة المقرات الرفيق محمد خلف بوفاة عمه رحيم حنون (أبو أحمد).

للفقيد الذكر الطيب وللرفيق محمد وعائلته الصبر والسلوان.

 

************

 

الصفحة السادسة

 

163 مليون فقير اضيفوا الى قائمة الجياع في العالم.. في زمن كورونا.. تضاعفت ثروة أغنى عشرة أغنياء

 

رشيد غويلب

 

في تقرير جديد لها بعنوان “اللامساواة تقتل” نشرته منظمة أوكسفام  قبيل الجلسات الالكترونية “حالة العالم” للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأت اعماله الاثنين 17 كانون الثاني الجاري، بيّنت المنظمة كيف أدى وباء كورونا إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية بشكل كبير للعام الثاني على التوالي، وكيف يكمن سبب ذلك في منطق الربح للنظام الاقتصادي العالمي. وتطالب أوكسفام بتحديد المسار نحو نظام اقتصادي عادل وديمقراطي.

 

منذ انتشار وباء كورونا، ضاعف أغنى 10 اثرياء ثرواتهم إلى ما مجموعه 1.5 تريليون دولار. وفي الوقت نفسه، يعيش 163 مليون شخص في فقر بسبب استمرار الوباء. ويؤدي هذا التفاوت الى قتل ملايين الأشخاص كل عام، لعدم حصولهم على رعاية طبية كافية. وهو وضع لا يمكن القبول به بعد الآن.

وبالنسبة لأصحاب المليارات، فإن الوباء كان فترة نشوة مفرطة. لقد ضخت الحكومات المليارات في الاقتصاد، لكن الكثير منها ذهب الى جيوب الأشخاص الذين يستفيدون أكثر من ارتفاع أسعار الأسهم.

زاد المليارديرات البالغ عددهم حاليا 2755 مليارديراً من ثرواتهم منذ بداية وباء كورونا أكثر مما كانت عليه في السنوات الـ 14 السابقة. وهذه الزيادة غير مسبوقة تاريخيا. وبينما تنمو ثرواتهم بمعدل غير مسبوق ويقوم البعض منهم برحلات إلى الفضاء، ازداد الفقر العالمي بشكل كبير.

في وقت مبكر من عام 2019، كان ما يقرب من نصف البشرية، 3.2 مليار شخص، يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي بـ 5.50 دولار في اليوم. يوجد اليوم 163 مليون شخص أكثر مما كان متوقعا قبل الوباء.

فقدت ما لا يقل عن 13 مليون امرأة وظائفهن في أعقاب الوباء. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب اغلاق المدارس في العديد من البلدان، حرمت أكثر من 20 مليون فتاة من مواصلة تعليمهن.

وجاء في التقرير: إن “اللامساواة تساهم في وفاة ما لا يقل عن 21 ألفاً كل يوم، أي شخص واحد كل أربع ثوان”. وان “هذه نتيجة متحفظة تستند إلى الوفيات على مستوى العالم بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحيّة وبسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي والجوع وانهيار المناخ”.

وشهدت الثروات المتراكمة لمجموع أصحاب المليارات منذ انتشار الوباء زيادة بمقدار 5 تريليون دولار أمريكي، أي “أكبر ارتفاع في ثروة أصحاب المليارات منذ بدء تدوين الاحصاءات”، لتصل إلى أعلى مستوياتها أي 13.800 مليار دولار.

وأشارت أوكسفام إلى أن الفقر المُدقع يمكن محاربته من خلال نظام الضريبة التصاعدية أي “خلال فرض الضرائب على الثروة الدائمة ورأس المال” ومن خلال أنظمة الرعاية الصحية العامة والمجانية للجميع.

 وأوصت بإنهاء “القوانين التي تقوّض حقوق العمال في الانضمام إلى النقابات والإضراب، ووضع معايير قانونية أقوى لحمايتهم”، بالإضافة إلى “تنازل الحكومات الغنية فورا عن قواعد الملكية الفكرية الخاصّة بتكنولوجيات لقاح كورونا لكي تسمح لمزيد من البلدان بإنتاج لقاحات آمنة وفاعلة للبدء بإنهاء الجائحة”.

 وأنه “يمكن لضريبة تُفرَض لمرة واحدة بنسبة 99 في المئة على أغنى عشرة رجال أن تسدّد إنتاج ما يكفي من اللقاحات لسكان العالم وتوفير الرعاية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية، وتمويل التكيّف مع المناخ والحدّ من العنف القائم على النوع الاجتماعي في أكثر من 80 بلدا”. وحتى بعد هذه الإجراءات، ترى أوكسفاوم “سيبقى هؤلاء الرجال أغنى بثمانية مليار دولار أميركي ممّا كانوا عليه قبل انتشار الوباء”.

وحذّر التقرير، منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من أن اللامساواة الكبيرة في الحصول على اللقاحات المضادة لوباء كورونا قد تُضعف من قوة النضال في سبيل القضايا العالمية مثل قضية التغيّر المناخي.

 وأجلت اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إلى الصيف المقبل بسبب تفشي المتحور أوميكرون، غير أن نسخة افتراضية منه بدأت الاثنين الفائت وتستمرّ حتى 21 كانون الثاني.

 

**************

 

 

شهادة المنشأ في ضوء تعليمات تنفيذ العقود الحكومية

 

د. محمد صباح علي*

 

شهادة المنشأ هي وثيقة أو إقرار رسمي صادر من جهة مختصة لها سلطة وصلاحية الرقابة والتأييد على تصدير واستيراد السلع والبضائع بين البلدان العربية والأجنبية، وهي أيضا بمثابة شهادة ميلاد للبضاعة من حيث محتواها الفني والنوعي، يوثق معلومات الوثيقة الصادرة من قبل السلطة المختصة بإصدارها، تؤيد مطابقة صنع السلعة وسلامة المعلومات الواردة فيها.

ويخضع التعامل بشهادة المنشأ بين الدول العربية والأجنبية وفق سياقات دولية معتمدة بينها تترجم باتفاقيات اقتصادية وتجارية دولية، تنشئ موردا ماليا بين هذه الدول أو الإعفاء منها حسب مبدأ المعاملة بالمثل أو ما تراه هذه الدول مناسبا، ودرج التعامل بهذه الوثيقة على أثر قرار إصدار الكونغرس الأمريكي عام 1974 نظاماً يهدف إلى دعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية والفقيرة وبذلك ألغى الرسوم عن الكثير من البضائع المستوردة من حوالي 100 دولة، وتم انتقالها إلى القوانين الداخلية للدول، وأصبحت من ضمن الشروط المطلوب استيفاؤها من قبل المتعاقد الذي يقبل على إبرام مناقصة او توقيع عقد مع دوائر الدولة أو غيرها لتوريد سلع استيرادية مطلوبة من منشأ معين فيجب عليه تقديم هذه الوثيقة التي تؤيد مطابقة السلعة لمنشأ الصنع. كما تحدد هذه الشهادة لجهات الكشف الجمركي المبلغ المالي الواجب استحصاله كضريبة على هذه السلعة، خلال عملية الاستيراد والتصدير، والسماح بالدخول أو الحظر على حركة هذه السلع التي تؤشر من الجهات بموجب قوائم تسمح بالاستيراد أو المنع لدواعي المصلحة العامة.

بل أن لاعتماد هذه الشهادة أمورا غير مالية فهي توضح للدولة ما إذا كانت هذه الشهادة تحمل منشأ لسعلة دولة محظور دخولها أو عدم الترحيب بهذه الدولة بالتداول ودخول سلعتها في أراضيها، أو كانت الشركة المصنعة محظورة من التصنيع أو أنها قد أنهت نشاطها في مجال إنتاج نوع أو أنواع معينة من هذه السلع، ولا تخرج المطالبة بشهادة المنشأ عن أمرين احدهما مالي من خلال الرسوم التي تستحصل عليها الدولة من خلال سفاراتها وقنصلياتها المطلوب التصديق على صحة معلومات هذه الشهادة، والتي يمكن الإعفاء منها استنادا لمبدأ المعاملة بالمثل الذي التزم به العراق وفق التعديل الأول بالقانون رقم 16 لسنة 2015 لقانون رقم 52 لسنة 1970 بشأن تصديق التواقيع على المستندات والوثائق العراقية والأجنبية (فيتم تصديق الوثائق الصادرة من إحدى الدول الأعضاء في السوق العربية المشتركة (أصبحت فيما بعد منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى) والمصادق عليها من المرجع الرسمي في بلد المنشأ للسلع المنتجة في الدول العربية (دون استيفاء رسم التصديق) عملًا بقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية المرقم 1506 في 19/2/2004 وموافقة مجلس الوزراء/ لجنة الشؤون الاقتصادية بكتابها المرقم 1320 في 26/2/2007 والقاضي بإلغاء رسوم التصديق على شهادات المنشأ والقوائم التجارية المصاحبة لها مع احتفاظ حق العراق بالمعاملة بالمثل)، والأمر الثاني يكون بمثابة شرط شكلي يجب استيفاؤه وفقا للمتطلبات الشكلية الملزمة في القرارات الإدارية. فالثابت في الواقع العملي ليس كل شهادة منشأ تمثل جودة السلعة فباتت غالبية الشركات المصنعة هي في غير بلدان المنشأ أو أن تكون المواد الأولية في دولة والتصنيع في دولة أخرى أو أن تشترك دولتان أو أكثر بموجب عقود مستحدثة في صناعة سلعة واحدة. وهذا ما يجعل هذه الشهادة رمزية تنظيمية أكثر منها فنية وفعلية ونتاج تطور تجاري وصناعي، أساسه تجزؤ الشركات الكبرى وانشطارها ودخولها ضمن شركات غير معروفة والتجاوز على حقوق الملكية الصناعية وعدم محاربة ومواجهة التقليد والغش الصناعي بسبب خلق أكثر من قطب تجاري لضعف الشركات الرصينة، وما شهادة المنشأ إلا نتاج هذه الأفكار الاقتصادية الحديثة.

وفي العراق اشترطت تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (2) لسنة 2014 في الضوابط رقم (1) وفي الفقرتين (ي و ك) من البند ثالثا، وضمن (تعليمات لمقدمي العطاءات في وثائق المناقصة من وزارة التخطيط)، حيث نصت الفقرة (ي) على ( قيام جهة التعاقد بتحديد منشئ أو مناشئ السلع والمواد المراد تجهيزها مع إمكانية الإشارة إلى الدول المعروفة بتصنيعها). بينما نصت الفقرة (ك) على ( تقديم شهادة المنشأ للمواد المستوردة لصالح جهات التعاقد مصدقة من الجهات العراقية المختصة في بلد المنشأ). والسؤال الذي يطرح بناءً على الفقرتين آنفا: ما هو الأثر الملزم للتحديد ووقت قبول الشهادة على ضوء الفقرتين أعلاه؟ بإمعان النظر على ما ورد بالفقرتين يتبين من الفقرة الأولى شرط التحديد لبلد الصنع أي المنشأ دون المطالبة بتقديم وثيقة تؤيد بلد الصنع والذي يعرف بالمعنى الدارج بالمواصفة الفنية التي تضعها جهة التعاقد وتتلاءم مع طبيعة وظروف السلعة في العمل المناسب لها لغرض شرائها بحسب المشهور من الدول في هذه الصناعة كالبلد الأم المحتكر لها أو ما يسمى تجميع هذه السلعة وصناعتها في بلد آخر، فالمطلوب الإشارة للحد الأدنى من المواصفات الفنية التي يمتاز بها بلد الصناعة الرئيسي والمشهور بإنتاجها، ويعمل هنا بارتباط السلعة بالجودة وليس بالشهادة أو الوثيقة التي تكون عرضة للتلاعب والتغيير مع عدم الإشارة إلى تحديد مكان إنتاج السلعة محلية أم أجنبية، بعد ظهور المناطق الصناعية والتجارية والفروع المعتمدة للوكالات الحاملة لشعارات الصناعة الوهمية. إما الفقرة الأخيرة التي تشير صراحة إلى ربط السلعة بالشهادة فهي لا تنص على الجدوى وتحقيق المعيار الفني الرصين، بل تنص على الزام التصديق الذي يكون لقاء مبلغ مالي دون أن يشير إلى وقت التسليم والإجراء المتبع لتنظيمه. ونرى أنه يمكن تقديم هذه الشهادة أثناء فترة توقيع العقد أو بعدها مع أخذ تعهد على المتعاقد بتقديمها قبل الاستلام الأولي، لان الاعتماد الكلي سيكون على شهادة المنشأ وبياناتها والتي يتعذر على لجنة الاستلام الأولي مطابقة السلع المجهزة مع مواصفاتها دون ورود هذه الشهادة.

  ولدى الوقوف على الجانب العملي لجهات التعاقد، يلاحظ كثرة المشكلات العملية وتكرار الملاحظات الرقابية وتشكيل اللجان التحقيقية واستنزاف الوقت والجهد والتفرغ على حساب مصلحة العمل للتأكد من وقت استلام هذه الوثيقة، وليس لمعيار الوقت أي دور أو ارتباط بجودة السعلة والشهادة وفقا للفقرتين آنفا، لسبب أن معيار الوقت غير مرتبط بجودة السعلة ومدى تحقيقها وشرائها للغاية المطلوبة، والدليل على ذلك تعفى الشركات العامة المذكورة في الدليل السنوي من تقديم شهادة المنشأ، بالرغم من أنها ليست الجهة المصنعة، وتكون السعلة المشتراة قليلة الجدوى فنيا ومن خارج الحدود ولكن لدواع سياسية تم إعفاؤها من هذا الشرط، وكان الأوْلى بذلك تقييم السعلة على مدى كفاءتها في العمل من خلال (الضمان والعمل ما بعد انتهاء فترة الضمان) - لتحديد حقيقة منشأ الشركات الرصينة واعتمادها دون الاكتفاء بالوثيقة وحدها - وليس بوقت استلام الشهادة وتقديمها الذي يكون قابلا لتغيير بياناته، كونها شهادة تقدم باليد، ولم يتم اعتمادها وفق الإجراءات الحديثة في المنصة الالكترونية. وما لهذه الإجراءات إلا تفسير واحد وهو الاحتكار ومحاربة مبدأ المنافسة بالاقتصار على عدد معين من الشركات في الدخول فيها، من خلال تشديد هذه الشروط لصالح شركات معينة. ورأينا ليس ضد شهادة المنشأ بل يتفق مع خصوصية ونوعية السلعة المطلوبة وتقنيتها الفنية، وليس على أساس مبلغها المالي لتعارض ذلك مع مبدأ عدم قبول أوطأ العطاءات ومصداق ذلك ما ورد بضوابط رقم (13) الخاصة بتصديق شهادة المنشأ الصادرة عن وزارة التخطيط حيث بينت الآتي:  

أولا: يقصد بالمصطلحات الآتية المعاني المبينة إزاءها:

1- شهادة المنشأ: هي وثيقة تعد من قبل الشركة المنتجة أو المصنعة للبضاعة وتصدق من غرفة تجارة بلد المنشأ او اية جهة مخولة قانونا، لإثبات حقيقة منشأ السلعة التي تتضمنها الوثيقة، تكون السلعة من إنتاج او صنع بلد واحد او ان يكون قد اشترك في إنتاجها أكثر من بلد. وفي هذه الحالة يتم اعتماد البلد الذي جرت فيه آخر عملية تحويل جوهري على السلعة (التجميع) وتدرج في الشهادة المعلومات الضرورية عن البضاعة (نوع البضاعة، الشركة المنتجة، مكان الإنتاج، الشركة المصدرة، الجهة المستفيدة، واسطة الشحن) وتتضح فائدتها في حماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد. (فهذه البيانات بالإمكان تأييدها والحصول عليها من ميناء الوصول من خلال الكشف الكمركي العياني على البضاعة أو بشهادة فاحص ثالث أو أجهزة السيطرة المتواجدة في المنافذ الحدودية).

ثامنا: تسري الضوابط أعلاه على العقود التي يتجاوز مبلغها (۱۰۰,۰۰۰,۰۰۰) مائة مليون دينار أما المواد التي يتم شراؤها عن طريق لجان المشتريات والتي يكون مبلغها (۱۰۰ ,۰۰۰,۰۰۰) مائة مليون او أقل فلا تخضع لأحكام الضوابط أعلاه.

وبملاحظة الفقرات يصدق قولنا تجاه التداخل المالي والإداري لشهادة المنشأ على حساب المعيار الفني المهم للمصلحة العامة.

وختاما، نأمل من وزارة التخطيط إعادة النظر في ذلك وتقديم الاعتبارات والإشكالات العملية التي تواجه القطاع العام على الاعتبارات والاتفاقيات الدولية، أو ان تعمل بمبدأ التناسب مع أهمية السلعة ومبلغها لأن هذا التشابك في الضوابط وعدم الفهم في التطبيق القائم على حسن النية يدفع ثمنه الموظف العام والذي يتحمل عبء هذه الضوابط والتعليمات المعدة من الوزارة الأخيرة لغير متطلبات الواقع مما يستلزم التوحيد أو الإلغاء أو المركزية في الإجراء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية

 

************

 

الصفحة السبعة

 

«مؤتمر اصدقاء السودان» لا يدين قمع سلطة الانقلاب.. الشيوعي السوداني يدعو إلى أوسع تحالف لإسقاط حكم العسكر

الخرطوم ـ طريق الشعب

دان الحزب الشيوعي السوداني، أمس الاول، المجازر التي ارتكبتها قوات الانقلاب في مليونية 17 كانون الثاني، التي أدت إلى استشهاد ثمانية متظاهرين وإصابة العشرات. فيما دعا إلى تحالف واسع لإسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي، على أساس وثيقة دستورية جديدة. 

وفي الوقت الذي يرفض فيه الشيوعي السوداني التدخل الخارجي، عُقد مؤتمر اصدقاء السودان في الرياض، أخيراً. وبينما ركز المؤتمرون على ضرورة ايقاف العنف، لم يوجه أحد منهم أية إدانة لقوى الانقلاب العسكري، الذي ارتكبت مجازر بحق الشعب السوداني.

وقال الحزب الشيوعي السوداني، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “قوات الانقلاب الفاشية ارتكبت مجزرة جديدة في مليونية 17 كانون الثاني ضد المتظاهرين السلميين أدت لاستشهاد ثمانية متظاهرين وإصابة واعتقال العشرات، ليصل عدد الشهداء إلى اثنين وسبعين شهيداً منذ الانقلاب الدموي في 25 تشرين الاول، وإصابة أكثر من 1000 من الثوار”.

ودان الحزب في بيانه “المجزرة الوحشية”، مطالباً بـ”تقديم الجناة للمحاكمة، وإيقاف إطلاق الرصاص، والقنابل الصوتية، ومدافع الدوشكا على التجمعات والتظاهرات السلمية باعتبار ذلك انتهاكا لحق الحياة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”.

ودعا الحزب الى تحالف واسع “لإسقاط الانقلاب الدموي وقيام الحكم المدني الديمقراطي وقيام المركز الموحد على أساس وثيقة دستورية جديدة تؤكد الدولة المدنية الديمقراطية”، مشدداً على ضرورة “توسيع قاعدة المعارضة بدخول الجماهير من مناطق مختلفة في اعتصام جماهير مدينتي الشمالية والفاشر، ودخول المهنيين والموظفين والعاملين وتجمعاتهم النقابية ولجان تسييرهم النقابية في الإضراب السياسي العام والعصيان المدني، لمدة يومين، استنكاراً للمجزرة الوحشية”.  ورفض الحزب “التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد”، في إشارة الى تهديد وزير الدفاع المصري للمعتصمين السودانيين في الشمالية.

وشدد بيان الشيوعي السوداني على “ضرورة مواصلة المقاومة بمختلف الأشكال: اعتصامات، إضرابات، وقفات احتجاجية، تظاهرات ليلية بالأحياء، مذكرات وعرائض، وتتريس الشوارع ومداخل المدن”.  ورفض ايضاً “أكاذيب جهاز الأمن الكيزاني في شيطنة لجان المقاومة والحزب الشيوعي وتجمع المهنيين وجموع الثوار”.

مؤتمر اصدقاء السودان

وفي الوقت الذي يرفض فيه الشيوعي السوداني ولجان المقاومة الاخرى، التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، عقد ممثلو ما يسمى دول أصدقاء السودان في مقر وزارة الخارجية بالرياض، أمس الاول، اجتماعاً لمناقشة الجهود المشتركة لدعم استقرار السودان.

وحضر الاجتماع ممثلون من كل من الإمارات، وأميركا، وبريطانيا، وألمانيا، وجمهورية فرنسا، والسويد، والنرويج، بالإضافة إلى المسؤولين المعنيين من منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.

وناقش الاجتماع سبل تعزيز التنسيق المشترك لدعم كل الجهود التي تضمن الانتقال السلمي السياسي في السودان، بالإضافة إلى دعم جهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في جمهورية السودان.

ومعروف ان مؤتمرات كهذه تنطلق من مصالح منظميها الاقتصادية والسياسية، ولا تلبي مصالح وتطلعات الشعب السوداني.

وكل ما جاء في المؤتمر هو أنهم اكدوا على ايقاف العنف، ولم تدن أية جهة مشاركة في المؤتمر العنف المستخدم من قبل سلطة الانقلاب بحق المحتجين السلميين.

وفي وقت سابق، قال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد في تصريحات تلفزيونية، إن الخطوات الأميركية مرتبطة بوقف العنف في السودان، مضيفا “ضرورة دعم جهود البعثة الأممية للسودان لتسهيل الحوار بين الفرقاء في السودان”.

وأضاف ساترفيلد: “شددنا بمؤتمر أصدقاء السودان على أهمية وقف العنف”، مشيرا إلى أن “هذا العنف يمنع التوصل لحل سياسي للأزمة”.

الا انه لم يشر الى حقيقة ان الجنرالات الانقلابيين هم من يمارس العنف ضد الجماهير السودانية.

 

 

«مراسلون بلا حدود» تحذر من تدهور الحريات الصحفية.. منظمات تطالب سعيّد باعتذار عن العنف المفرط ضد المتظاهرين التونسيين

متابعة ـ طريق الشعب

منذ فرض الرئيس التونسي قيس سعيّد، اجراءاته الاستثنائية التي جمدت اختصاصات البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة، وتعيين بديل عنه، لم تشهد الحياة السياسية استقراراً. وانعكس ذلك على مجمل الحياة بما فيها الحريات التي باتت تفرض عليها قيوداً كثيرة. 

 

ضمان حريّة الصحافة

وفي تقرير عن واقع الصحافة في تونس تحت عنوان «ساعة الحقيقة»، جرى عرضه، أمس الأربعاء، خلال ندوة مشتركة مع نقابة الصحفيين التونسيين والاتحاد العام التونسي للشغل، قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إن الرئيس قيس سعّيد قطع الصلة مع وسائل الإعلام التقليدية، بعد انتخابه.

وأضافت المنظمة أنه «بعد احداث  25 تموز الماضي تم تقويض التعددية، وأن عمليات ترهيب الصحفيين أصبحت أمرا عاديا»، معتبرة أن «حرية الصحافة لم تعد ضمن أولويات الرئيس سعيّد».

ودعت المنظمة السلطات التونسية إلى «ضمان حرية حقيقية للصحافة والحفاظ على الضمانات الدستورية لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة التي وضعت بعد الثورة».

كما دعت إلى احترام حق الصحفيين في الحصول بكل حرية على المعلومات، وفي تغطية أي حدث محلي أو وطني يهم المصلحة العامة.

 

مقتل متظاهر

وفي السياق، أعلن حراك «مواطنون ضد الانقلاب»، أمس، عن وفاة متظاهر شارك في احتجاجات ذكرى الثورة الجمعة الماضية، في أحد المستشفيات بالعاصمة التونسية بعد تعرضه لإصابات خطرة من جراء ما وصفه بالعنف المفرط ضد المتظاهرين.

وكانت جمعيات ومنظمات حقوقية ونقابية تونسية دعت أمس الاول، الرئيس سعيّد إلى الاعتذار عن العنف الذي مورس بحق المواطنين خلال تظاهرات إحياء ذكرى الثورة يوم الجمعة الماضي.

وطالبت المنظمات بإطلاق سراح الموقوفين على هامش التظاهرات التي تزامنت مع ذكرى هروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي يوم 14 كانون الثاني 2011، حيث نظمت يوم الجمعة الماضي، أحزاب سياسية ومبادرة «مواطنون ضد الانقلاب» احتجاجات رفضا لإجراءات الرئيس قيس سعيد.

وفرض سعيّد حينئذ إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.

 

تمديد الطوارئ

وفي سياق متصل، نشرت الجريدة الرسمية التونسية (الرائد الرسمي)، في عددها الصادر، أمس الاول، قرارا رئاسيا تم بموجبه تمديد حالة الطوارئ بدءا من 20 كانون الثاني الجاري حتى 18 شباط المقبل.

وكان الرئيس سعيّد قد مدد الطوارئ في بلاده أول مرة 6 أشهر، بدءا من 26 كانون الأول 2020 حتى 23 حزيران 2021.

وفي 24 حزيران الماضي مدّد الرئيس الطوارئ شهرا واحدا حتى 23 تموز من العام نفسه. وفي 24 من الشهر ذاته مدد سعيّد حالة الطوارئ في البلاد 6 أشهر حتى 19 من الشهر الجاري.

 

 

استدعاء رودي جولياني وثلاثة من مساعدي ترامب للتحقيق في واقعة أحداث الكابيتول

واشنطن ـ وكالات

 

وجهت لجنة الكونغرس التي تحقق بواقعة الاعتداء على الكابيتول، أمس الاول، مذكرات استدعاء شملت رودي جولياني، وهو شخصية محورية في محاولة دونالد ترامب إلغاء نتيجة انتخابات عام 2020، وثلاثة آخرين من مساعدي الرئيس السابق.

وتأتي هذه الاستدعاءات ضمن سلسلة من الطلبات التي أرسلتها لجنة مجلس النواب إلى أشخاص ضمن الدائرة المقربة من ترامب للإدلاء بشهادتهم، بعد أن حولت اللجنة تركيزها إلى مسؤولين في قلب حملة ترامب للتمسك بالسلطة بوسائل غير ديمقراطية.

وقاد جولياني الجهود لنشر نظريات مؤامرة مضللة بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية في محاولة للطعن بنتائجها بعد أن أظهرت فوز جو بايدن.

جولياني الذي كان رئيس بلدية نيويورك السابق، يحظى باحترام واسع قبل أن يلطخ سمعته بمواصلته الظهور في وسائل إعلام وقاعات محاكم للترويج لمزاعم غير مدعمة بإثباتات حول حصول تزوير في الانتخابات.

وساعدته في حملة التضليل التي زعمت أن الديمقراطيين زوروا الانتخابات المحامية جينا إليس التي استُدعيت بدورها.

كما استدعت اللجنة سيدني باول الذي ساهم أيضا بنشر أضاليل، وبوريس ابشتاين أحد المقربين من ترامب.

وقال رئيس اللجنة بيني طومسون في بيان “إن الأشخاص الأربعة الذين جرى استدعاؤهم قدموا نظريات بلا أدلة حول تزوير الانتخابات، أو بذلوا جهودا لإلغاء نتائجها، أو كانوا على اتصال مباشر مع الرئيس السابق بشأن محاولات وقف فرز الأصوات”.

وأضاف “نتوقع أن ينضم هؤلاء الأشخاص إلى نحو 400 شاهد مثلوا أمام اللجنة التي تعمل للحصول على إجابات للشعب الأميركي بشأن الهجوم العنيف الذي استهدف ديمقراطيتنا”.

ويحقق الكونغرس في الهجوم العنيف قبل عام على مبنى الكابيتول من قبل أنصار الرئيس ترامب لمنع إعلان فوز جو بايدن. وتبحث اللجنة المختارة للتحقيق في كيفية حصول الهجوم الذي أدى إلى إغلاق مبنى الكابيتول، وما إذا كان لترامب ودائرته المقربة أي دور في التشجيع عليه.

وسبق أن استدعت اللجنة العديد من الشخصيات القريبة من ترامب مثل مستشار الأمن القومي السابق ستيف بانون وكبير موظفي البيت الابيض السابق مارك ميدوز.

 

 

في زيارتها الأولى الى موسكو..وزيرة الخارجية الألمانية تدعو الى محادثات سلام لحلحلة الأزمات

متابعة – طريق الشعب

يبدو ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الألمانية أنالينا باربوك متفقان بشكل مفاجئ: لا يوجد بديل عن العلاقات الجيدة (لافروف)، أو على الأقل المستقرة (باربوك)، بين موسكو وبرلين. هذا ما قاله كلاهما، الثلاثاء الفائت، بعد اجتماعهما الأول في العاصمة الروسية موسكو. ولذلك يجب تجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين الغرب وروسيا.

 

بالنسبة للحكومة الألمانية، كان الاجتماع محاولة لاستعادة مكانة ثابتة لها في المفاوضات مع موسكو. منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن رسميا قيادة المحادثات بين الغرب وروسيا خلال اجتماعه الالكتروني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 كانون الأول،  وألغت الحكومة الروسية، اشكال الاجتماعات الأخرى، مثل اجتماع نورماندي بمشاركة اوربية غربية، اصبح دور المانيا وفرنسا ثانويا فقط. ان حصر المفاوضات بشأن النزاع الأوكراني بحلف الناتو وروسيا يعد نكسة كبيرة لبرلين، التي تعتبر نفسها تاريخيا القوة المهيمنة في أوروبا الشرقية. ووفقًا لما تمخض عن الاجتماع، نجحت باربوك في مناقشة خطوات مع لافروف حول كيفية استئناف المحادثات في صيغة اجتماع نورماندي على جميع المستويات.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت  وزيرة الخارجية الألمانية أن برلين “مستعدة لحوار جاد حول الاتفاقات والخطوات المتبادلة التي من شأنها تحقيق المزيد من الأمن للجميع في أوروبا”. وهذا يعني إجراء مزيد من المحادثات حول مطالبة روسيا بضمانات أمنية. وكانت المفاوضات في إطار مجلس الناتو وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا “خطوة أولى” في هذا الاتجاه. وكان لافروف قد صرح قبل الاجتماع أن موسكو تريد “علاقات بناءة أكثر مع ألمانيا” في المستقبل، “على قدم المساواة مع مراعاة مصالح كل منهما”. واشتكى وزير الخارجية من “الخطوط المعادية لروسيا” في بروكسل التي نسفت مرارا العلاقات الطيبة بين الجانبين. كما أصر على أن استئناف المحادثات على شكل نورماندي الذي طالبت به برلين يفترض مسبقا تنفيذ كييف للقرارات التي تم اتخاذها بالفعل.

وقبل الاجتماع، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، وسياسيون المان معنيون بالعلاقات الخارجية في برلين، مرة أخرى على التهديد الألماني المحتمل لموسكو. وخلال زيارة إلى مدريد يوم الاثنين الفائت، أعلن شولز أنه إذا اتخذت روسيا “خطوات عسكرية” في الأزمة الحالية، “فسيكون لذلك عواقب سياسية واقتصادية خطيرة”. وأشارته الأخيرة تعني عقوبات صارمة قد تؤثر على القطاع المالي الروسي.

وقال وزير الخارجية الألماني الاسبق سيغمار غابرييل في مقابلة مع جريدة تاكسشبيغل، الإثنين، إنه إذا هاجمت روسيا أوكرانيا فعليا، فإنها ستدمر “المتطلبات الأساسية لموافقة ألمانيا بشأن خط غاز نورد ستريم 2”. لقد كان واضحا خلال المفاوضات بشأن خط أنابيب الغاز الطبيعي، أن “استخدام خط الأنابيب عبر أوكرانيا” لن يكون موضع تساؤل “من الجانب الروسي”.

وأدلى المتحدث عن شؤون السياسة الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض، نوربرت روتغن، بتصريح مماثل يوم الإثنين، نبه فيه الى انه يجب تجنب أي انطباع بوجود اختلافات بين المانيا والولايات المتحدة.

وقال روتغن: “يجب على ألمانيا أن ترى نفسها جزءا من قوة أوروبية جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وبشان خلفيات الصراع، قال ستيفان مايستر من الجمعية الألمانية للعلاقات الخارجية الأسبوع الماضي، والذي غالبا ما أدلى بتصريحات مناهضة لروسيا، في ما يتعلق بالتصعيد الأخير للنزاع حول أوكرانيا: ان “هيمنة التصعيد” تتحمل مسؤوليتها روسيا، التي نجحت “بنشرها المكثف لقواتها” في فرض محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. ومن خلال “الخطاب القاسي باستمرار” ومع مسودة الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، “وضعت القيادة الأمريكية أخيرا تحت الضغط”. وأوضح مايستر أنه كخطوة أولى، يجب على المرء الآن العمل على “أخذ هيمنة موسكو التصعيدية بجدية، والانتقال من دور رد الفعل إلى دور نشط”.  وفي هذا السياق، يجب على المرء “وضع جميع الخيارات على الطاولة”، بما في ذلك “إيقاف خط الغاز نورد ستريم2 “.

ولكن، لم يعد كافياً “الإصرار على الوثائق المتفق عليها من أوائل التسعينيات”، مثل ميثاق باريس، في النزاعات مع روسيا، اعترف مايستر: من غير المرجح أن تحدث المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية التي تطالب بها موسكو، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن على المدى القصير. لذلك يبدو من المناسب “تحويل قضايا الأمن الأوروبي إلى إطار تفاوضي متعدد الأطراف”، إلى “تنسيق فاعل متعدد الأطراف تتفاوض فيه الولايات المتحدة الأمريكية، جنبا إلى جنب مع الحلفاء الأوروبيين، على أفكارهم بشأن الأمن الأوروبي مع القيادة الروسية”.

***********************************

 

الصفحة الثامنة

 

معضلة الزمان ومحنة الإنسان - مقاربة علمية

تساءل المؤلف في مقدمة كتابه: هل الزمن موجود في حد ذاته؟ للوهلة الأولى، يمكننا القول إن الزمن، بمعناه المطلق والتجريدي وليس البشري، غير موجود لأنه مجرد مفهوم بشري، وهو مفيد لنا من أجل جعل تطور بيئتنا بأكملها أمراً مفهومًا. ولكن هل هذا حقا هو واقع الحال وحقيقة الأمر؟ مأساة الإنسان هي أن الزمن من ناحية ضروري لحياتنا وله مكان كبير فيها، لكنه لا يزال بعيد المنال. الماضي ليس أكثر من ذكرى عندما نريد الاحتفاظ به، فإن الحاضر ليس كذلك؛ لأنه برهة عابرة سرعان ما يتحول إلى ماضٍ، والمستقبل لم يقع بعد. لذلك من المستحيل تمثل الزمن من دون تغييره، لأنه، كما يؤكد برغسون، “لا يمكن التفكير في الزمن إلا من خلال المكاني الذي يجعله مرئيًا”. فأن يكن قصيراً أو طويلاً، أو الانطباع بأنه يتم تمريره بسرعة أو ببطء يعتمد فقط على تصوراتنا الذاتية. باختصار، نظرًا لأننا كائنات زمنية منقوشة في الزمن، فلا يمكننا تجسيده بشكل موضوعي، أي خارج أنفسنا، ولكن فقط من خلال الإدراك الذي نمتلكه عبر تجاربنا الشخصية. لماذا يبدو الزمن يسير باتجاه واحد من “ الماضي “ إلى “ المستقبل “ مروراً بــ “ الحاضر”؟ وفي الفصل الأول تتطرق الكاتب إلى الزمن المتخيل والضوء الأحفوري ولغز الفرادة الكونية؟ وفي الفصل الثاني استعرض الزمن المتخيل هل نحن على مشارف الأفق الكوني؟ وفي الفصل الثالث يناقض علمياً لماذا يكون الزمان اللغز الأهم في الكون المرئي. وفي الفصل الرابع يعطي إجابة غير مباشرة على التساؤل السابق لأن الزمن لغز أبدي.

وفي الفصل الخامس يخوض الباحث في موضوع شائك لا يقل غرابة وصعوبة ويتمركز حول مفهوم اللانهاية وهي مفهوم جوهري في الزمن، الذي يبقى معضلة تحتاج إلى حل كما ورد في الفصل السادس، وفي الفصل السابع يستعرض الكاتب استكشافات في التجربة الإنسانية للزمن، ويختتم بحثه في موضوع له علاقة بعنوان الكتاب لكنه يخوض في مجال آخر وهو مفهوم الزمن في السينما. إذن الزمن هو نظام كوني لا نعرف ماهيته ولا أصله ومنبعه ولا طبيعته ولا حقيقته لكنه مرتبط بالإنسان والكون. فهناك وقت للولادة وآخر للموت، ووقت للبكاء وآخر للفرح والرقص، ووقت للقتل وآخر للحياة، ووقت للمرض وآخر للشفاء، ووقت للتدمير والهدم وآخر للبناء، ويبدو أن الإنسان على الأرض يعيش اليوم وقت تدمير الزمن، فهل سينجح في المستقبل، وحتى وإن كان بعيداً، في إعادة بناء وترميم الزمن؟ في كل الحقب نعود ونسأل: ماهو الزمن؟ ماهي طبيعته؟ هل له ماهية؟ هل هو موجود بذاته؟ هل هو ذلك الذي وصفه لنا الفلاسفة الإغريق؟ أم هو زمن نيوتن المطلق الثابت؟ أم زمن آينشتاين القابل للتمدد والتقلص والاستطالة والانحناء والتسارع والتباطؤ؟ هل هو زمن اللامتناهي في الكبر الماكروسكوبي، أم زمن اللامتناهي في الصغر مادون الذري أو الكمومي ــ الكوانتي الميكروسكوبي؟ مما لاجدال فيه أن “ الزمن” يحتل قلب لغز غامض وغريب لا يستطيع أحد فك طلاسمه. لكن العلم لم يستسلم وبقي يتحدى الزمن ويحاول أن يسبر أغواره. واثبت العلم أن الزمن لا يسير بسرعة واحدة ثابتة بل بسرعات مختلفة حسب المكان والحركة والسرعة ودرجة الحرارة والكتلة والثقالة. هل هناك نظرية للزمن يمكنها وصفه؟ نعم هناك نظرية متداولة لكنها صعبة ومعقدة سأحاول أن ألخصها هنا. منطلقين من مسلمة “ تباطؤ الزمن مع السرعة” التي صاغتها النظرية النسبية لآينشتاين فكلما أسرع جسم ما تباطأ الزمن بالنسبة لهذا الجسم بينما يبقى يسير في إيقاع ثابت مع الأجسام الأخرى من هنا نشأت مفارقة “ التؤأم” وإمكانية السفر عبر الزمن وبالأخص الذهاب نحو المستقبل.

تطورت الفيزياء وعلم الفلك حسب توجيه الفيلسوف والعالم الإغريقي آناكسيماندرAnaximandre لفهم كيف يجري الزمن وماهو نظامه وكيف تحدث الظواهر وفق النظام الزمني فعلم الفلك القديم وصف حركات النجوم والكواكب في إطار الزمن وداخله. المعادلات الفيزيائية تصف كيف تتغير الأشياء داخل الزمن. من معادلات نيوتن التي أسست لديناميكية، مروراً بمعادلات ماكسويل التي وصفت الظواهر الكهرومغناطيسية، ومعادلة شرودينغر التي أوضحت كيف تتطور الظواهر الكمومية أو الكوانتية إلى نظرية الحقول الكمومية التي تصف ديناميكية الجسيمات الأولية مادون الذرية وبالطبع معادلات آينشتاين ومفهومه الثوري للزمان واندماجه بالمكان في وحدة منسوجة سماها “ الزمكان”، ما يعني أن جميع الأشياء تجري وتتطور وتتغير ضمن ووفق نظام الزمن. فهناك زمن مختلف في كل نقطة في الفضاء الكوني فلا يوجد زمن واحد بل عدد لامتناهي من الأزمان. وإن الزمن الذي تشير إليه ساعتك أو ساعة الحائط في بيتك يسميه الفيزيائيون بالزمن الذاتي أو الزمن الخاص temps propre، ولقد اكتشف آينشتاين ذلك وعلمنا كيف نكتب معادلات تصف تطور هذا الزمن الخاص أو الذاتي بالنسبة لزمن الآخرين وعلمنا كيف نحسب الاختلاف والفرق بين زمنين. تهشمت الخاصية التفردية للكون وتركت المجال لتعددية زمنية شبكة العنكبوت الكونية. فنحن في الحقيقة لا نصف تطور الأشياء داخل الزمن بل نصف تطور الأشياء داخل أزمان محلية ذاتية خاصة وعلاقة بعضها بالبعض الآخر كعلاقة وتشابك خيوط العنكبوت. فنسبية آينشتاين العامة لاتحثنا عن زمن واحد مطلق ثابت الاتجاه بل عن أزمان لا تعد ولاتحصى فبين حدثين لا توجد مدة زمنية وحيدة بل مديات متباينة حسب السرعة والاتجاه والحركة والمسافة، وتتمايز أشياء العالم وفق إيقاعات مختلفة للأزمان الخاصة المحلية أو الذاتية المتفاعلة مع بعضها البعض. ماذا يترتب على ذلك؟ أهم حصيلة إستنتاجية نخرج بها هو أن “ الحاضر” غير موجود، وسنرى بعد قليل أن الماضي والمستقبل لا معنى لهما هما أيضاً. لقد أدرك آينشتاين أن الكتل تعمل على تباطؤ الزمن وكذلك السرعة وهذا ما حطم إدراكنا وفهمنا واستيعابنا المألوف والكلاسيكي للزمن. فالزمن “ الحاضر” بالنسبة لشخص واقف على سطح الأرض ليس هو نفس الزمن “ الحاضر “ لشقيقه التؤأم الذي غادره قبل ثواني على متن مركبة تسير بسرعة تقرب من سرعة الضوء. فحاضر الشقيق المسافر يغدو بالنسبة للشقيق الواقف على الأرض مستقبلاً فلو أمضى الشقيق المسافر ساعة في رحلته بسرعة 290000 كلم في الثانية وعاد لشقيقه الذي ينتظره على الأرض يكون حاضر الشقيق الأرضي قد تحول إلى ماضي ومر عليه أكثر من عشر سنوات وهو ينتظر عودة شقيقه المسافر الذي لم يمر عليه سوى ساعة واحدة فقط. فالمدة الزمنية للشقيقين تختلف من واحد لآخر بسبب السرعة فالذي يتحرك يشيخ على نحو أبطأ بكثير من الذي يقف منتظراً، وكذلك المدة الزمنية لرجل يعيش فوق قمة جبل تقل عن المدة الزمنية لشخص يعيش في سفح الجبل.

ماذا يحدث “ الآن” في مكان قاصي بعيد؟ فلو كان الشقيق المسافر في لحظة “ الآن الأرضية متواجد على كوكب ب بروكسيما تابع لنجم بروكسيما الذي يبعد عن شمسنا أربع سنوات ضوئية ونصف، السؤال في هذه الحالة لا معنى له. فلو كان الشقيق متواجد آنياً في لحظة “ الحاضر” بجانب شقيقه على الأرض لكان الحاضر مشتركاً بينهما وله معنى فهو ينظر له أو يهاتفه لو تواجد في مكان قريب جداً منه ، ولكن لو نظر الشقيق الواقف على الأرض إلى شقيقه على كوكب بروكسيما ب في اللحظة الراهنة “ الحاضر الأرضي” فإنه يتلقى ضوءاً قادماً من شقيقه على الكوكب البعيد استغرق أربع سنوات ونصف السنة لكي يصل إليه فالضوء رغم سرعته الهائلة، 300000 كلم/ثانية، إلا أنه يحتاج للوقت لكي يسافر وينتقل من نقطة إلى أخرى في المكان أو الفضاء الكوني لذلك الشقيق الأرضي لايرى “ حاضر” شقيقه على الكوكب بروكسيما ب بل ما كان عليه قبل أربع سنوات ونصف السنة عندما انطلق الضوء منه راحلاً إلى شقيقه على الأرض وهكذا.

ماذا يحدث عندما لا يحدث شيء؟ كم من الوقت لازم لــ “ دائماً” تسأل آليس في بلاد العجائب ويجيبها الأرنب: ربما ثانية أو اقل وربما الدهر كله” فهناك أحلام تستغرق بضعة لحظات وأخرى تبدو متجمدة في الأبدية “ الزمن مطاطي قابل للتمدد ففي بعض الأحيان تجري الساعات الطويلة كأنها ثواني معدودات والعكس صحيح تبدو الثواني والدقائق كأنها قرون. ومع ذلك نعتقد أن الزمن يجري حسب إيقاع ثابت وبسرعة ثابتة، بعد أن قسمناه إلى قرون وسنوات وأشهر وأسابيع وأيام وساعات ودقائق وثواني. فكلمة زمن حسب أصلها الهندو – أوروبي تعني “ التقسيم “ لكن الساعات بين الشروق والغروب تختلف حسب الموسم والمكان والموقع على سطح الكرة الأرضية. هناك في الماضي تفسيرين لــ “ متى” حسب الأحداث المقصودة كما قال آرسطو أو نيوتن الذي اعتبر الزمن بمثابة كينونة تجري بمعزل عن الأشياء حتى عندما لايحدث شيء، وهذا ينطبق على المكان أيضاً حسب رؤيتهما المتباينتين. فنيوتن يصف المكان الآرسطي بأنه نسبي ظاهر وعادي مبتذل وهو تحديد لما يوجد حول شيء ما. بينما يصف نيوتن المكان بذاته بأنه مطلق وحقيقي ورياضياتي بمعزل عن الأشياء التي فيه فهو موجود حتى عندما لا يوجد شيء. فنيوتن يعتقد أن هناك فضاء فارغ بين شيئين، في حين يعتقد آرسطو أن المكان الفارغ أمر عبثي لأن المكان ليس سوى نظام للأشياء يوجد بفضلها وبالنسبة لها أي وفق نظام الأشياء فلو لم توجد اشياء تتحرك وتتمدد وتنتقل وتتفاعل فيما بينها وتتصاب وتتفاعل مع بعضها البعض، لما وجد المكان بينما يرى نيوتن أن الأشياء تتموضع داخل حيز أو فضاء أو مكان مستمر في وجوده حتى لو كان خالياً من الأشياء أي فارغ. ومن ثم جاء آينشتاين ونسف هاتين الرؤيتين بمفهومه للـ “ الزمكان، وهذا ما ناقشه مؤلف الكتاب باستفاضة“.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*تأليف د. جواد بشارة/ اصدار دار اهوار- بغداد.

**********

تاريخ الصحافة في الديوانية 1920-2010م *

صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل كتابي الموسوم (تاريخ الصحافة في محافظة الديوانية -1920 2010م) والذي يقع في (132) صفحة من الحجم الوسط، وقد زود الكتاب بملحق من صور الصحف الصادرة في مدينة الديوانية.

 

تُعرَف الصحافة بأنها صناعة الصحف، والصحف جمع صحيفة وهي قرطاس مكتوب، والصحافيون أولئك القوم الذين ينتسبون إليها ويشتغلون فيها. والمراد اليوم بالصحف أوراق مطبوعة تنشر الأخبار والمعرفة والعلوم على اختلاف مواضيعها بين الناس في أوقاتٍ معينة. وأول من استعمل لفظة (الصحافة) بمعناها الحالي كان الشيخ نجيب سليمان الحداد (1868-1899م)، منشئ (لسان العرب) في الاسكندرية وحفيد الشيخ ناصيف اليازجي، وإليه يرجع الفضل في اختيارها، فقلد سائر الصحافيين وكانت الصحف في أول عهدها تسمى “الوقائع”، أما لفظة أو مصطلح (الصحيفة) فأول من أطلقها كان الكونت رُشيْد الدحداح (1813 - 1889م)، وجرى مجراه أكثر الصحافيين.

ويقول الراحل سلامة موسى في كتابه (الصحافة حرفة ورسالة): “الصحيفة هي مرآة الأمة. وانها اليوم ترينا كما هي الآن، ثم هي مرآتها في الغد ترينا نفسها كما يجب أن تكون في المستقبل”. وهنا تنبت فكرة أوضحها سلامة موسى تصح أن نعتبرها المبدأ الأول في جميع دساتير الصحافة العالمية.

لم يتفق اثنان لحد الآن بصدد تحديد تاريخ ومكان صدور أول صحيفة عراقية أبان العهد العثماني. غير أن السيد رزوق عيسى المؤرخ العراقي المعروف ورئيس تحرير مجلة (المؤرخ) يذكر بوضوح ما يلي: “إن المعلومات التي جاء بها الرحالة الاجانب ومنهم من البريطانيين، أيدو حقيقة أن أول صحيفة ظهرت باللغة العربية كانت (جريدة العراق) التي صدرت في بغداد عام 1816م، وذلك عندما عين الوالي معروف داود باشا الكورجي والياً”. فإذا كان بهذه الرواية نصيب من الصواب، يكون العراق إذن أول قطر عربي يطرق باب الصحافة في الأمة العربية.

أما في ميدان الصحافة فنجد أن الصحافة اليهودية ظهرت في العراق في مرحلة مبكرة، فقد أصدر اليهود في عام 1863م صحيفة يهودية باللغة العبرية تدعى (هادوبير)، وفي مطلع القرن العشرين أصدروا صحيفة أخرى عبرية هي (هامجي)، ثم صحيفة أخرى في عام 1900م تدعى Jeshurum وكانت تصدر باللغتين العبرية والعربية وتعنى بشؤون الطائفة المحلية.

وقد صدرت صحيفة رسمية في بغداد في عهد الوالي مدحت باشا (1868 - 1872م) هي (الزوراء)، وقد صدر العدد الأول منها باللغتين العربية والتركية يوم الثلاثاء 16 /6 /1869، وجاء العدد موشحاً بالعبارة: (هذه القزة تطبع في الأسبوع مرة يوم الثلاثاء)، وجاء في العدد في العدد 1281 لسنة 1911م إنها جريدة رسمية اسبوعية مختصة بولاية بغداد، وقد استمرت بالصدور مدة (49) عاماً، وإن آخر عدد صدر منها برقم 2606 توقفت عن الصدور أواخر الحرب العالمية الأولى عند احتلال الجيش البريطاني بغداد بقيادة الجنرال ستانلي مود في 11 /3 /1917.

أما الجريدة فإن أول من أطلق مصطلحها على الصحيفة المكتوبة في العصر الحديث كان المرحوم أحمد فارس الشدياق (1804 - 1887م) اللبناني صاحب (الجوائب)، التي اصدرتها في القسطنطينية نيفاً وعشرين سنة من 1861-1883م.

وكلمة (الجريدة) قديمة العهد، جاء ذكرها في معجم (شفاء الغليل) تأليف شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري (977هـ/1069هـ)، قال: (الجريدة هي دفتر أرزاق الجيش في الديوان، وهو اسم مولد، وهي صحيفة جُرّدت لبعض الأمور. أخذت من جريدة الخيل وهي التي جردت لوجه)، وقال ابن الانباري: الجريدة، الخيل التي يخالطها راجل واشتقاقه من تجريد إذا انكشف.

والجريدة من المصطلحات التي استخدمت قديماً في علم الوثائق والأرشيف، والمراد بها ما يسمى في عصرنا الحالي بـ(الإضبارة) أو (الملف) أو الملفّة المشتملة على مجموعة الوثائق اللازمة. والمجلة: معناها (الصحيفة التي فيها الحكمة، والكلمة قديمة العهد، ويُعرّفها الجرجاني بالصحيفة التي يكون فيها الحكم، أو كانوا يكتبون فيها الحكمة. أما من الناحية التاريخية فإن اليهود كانوا يكتبون التوراة وبقية أسفار العهد القديم على جلود مدبوغة أو على الرق –أي الطومار- وكانت الجلود تربط مع بعضها فيحصل في ذلك نوع من الطومار يبلغ طوله أحياناً نحو (20) متراً أو أكثر، وكان هذا الطومار يُلَّف على عصا، وحين القراءة كان القارئ يفض بيده الواحدة على الدرج وينشره تدريجياً، وفي أثناء القراءة كان يلف الجزء الملتوي من الجهة الأخرى، ولهذا الشكل دعي الملفوف باسم (مجلة Megilleh) باللغة العبرية، أي ملفوف ودرج أو درج.

أن الصحافة والإعلام في كل مكان، لا يمكن لها أن تزدهر وتتطور وتنتظم، إلا إذا كانت هناك بنى تحتية لهذه الصناعة الفائقة الأهمية والدور في حياة المجتمعات البشرية المتمدنة. وكانت الصحافة العراقية منذ نشوئها قد عملت على جلب مستلزمات صناعتها، وكانت المطابع من أهم عوامل وجود الصحافة. لذا فإن دراسة الصحافة العراقية بالذات له أهمية كبرى في تفهم الدور التاريخي الذي لعبته كجزء من التأريخ السياسي للبلاد.

إن الغاية من هذا الكتاب هي تبيان المراحل المختلفة التي مرت بها الصحافة في مدينة الديوانية ضمن واقعها السياسي والفكري والفني. وتبيان التقدم الذي احرزته إلى حد ما في أطارها وفق الفترات الزمنية مع بعض المآخذ عليها والحلول لتلك المآخذ على النطاق الفني والفكري، بدءاً من عام 1941 ثم تطورها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كتاب من تأليف نبيل عبد الأمير الربيعي.

-***********

الصفحة التاسعة

 

تهديدات.. وطالبان تبحث عن نساء هربن من منازلهن.. الأفغانيات ضحايا العنف الأسري أمام مصير مجهول

بعد تزويجها وهي في السابعة برجل يكاد يكون بعمر جدها في أفغانستان تعرضت فاطمة للاغتصاب والضرب والتجويع إلى حد لم تتحمله وحاولت إنهاء حياتها.

وبعيون دامعة تتذكر الضرب الذي تلقته بعمر عشر سنوات وكيف دُفعت إلى حائط “وطُرق رأسي بمسمار... كدت أن أموت”.

حاليا تقيم الشابة البالغة الآن 22 عاما في أحد مراكز الإيواء القليلة للنساء المعنفات التي لا تزال مفتوحة في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى الحكم، لكنها تخشى أن تفقد ملجأها في أي وقت.

ففي حال أُغلق المركز لن يبقى أمام فاطمة أي مكان تلجأ إليه بينما انقطع الاتصال بعائلتها فيما عائلة زوجها هددت بقتلها لأنها جلبت لهم العار.

ومحنة فاطمة تعاني منها ملايين النساء في أفغانستان، حيث التقاليد الذكورية والفقر وانعدام التعليم حرمت النساء من حقوقهن منذ عقود.

وتقول الأمم المتحدة إن 87 بالمئة من الأفغانيات تعرضن لنوع من العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي.

ورغم ذلك لم يكن في البلد الذي يضم 38 مليون نسمة سوى 24 مركز إيواء للنساء قبل عودة طالبان، جميعها تقريبا يموّلها المجتمع الدولي ويعارضها العديد من المحليين.

 

إخراج النساء من الملاجِئ

كثفت بعض الملاجئ التي تديرها منظمات غير حكومية جهودها قبل وقت طويل من عودة طالبان.

وقالت مديرة إحدى تلك المنظمات لوكالة فرانس برس إنها بدأت في إخراج النساء من ملاجئ في ولايات غير مستقرة قبل انسحاب القوات الأميركية.

وأُرسل البعض منهن إلى أقارب الدم أملا في أن تقدم لهن الحماية من عائلات الأزواج. وأرسلت أخريات إلى ملاجئ في عواصم ولايات أكبر.

وفيما واصلت طالبان تقدمها بات الوضع ميؤوسا أكثر ونقلت قرابة 100 امرأة إلى كابول لكن العاصمة سقطت.

وقالت المديرة طالبة عدم الكشف عن اسمها أو اسم منظمتها “علينا أن نبدأ من الصفر”. وتسعى المنظمة لمعرفة سبل العمل في ظل النظام الجديد.

تؤكد طالبان أن تفسيرها المتشدد للقرآن يؤمن الحقوق والحماية للنساء، لكن الواقع مختلف جدا إذ تواجه النساء ضغوطا ويتم إخراجهن ببطء من الحياة العامة.

ومعظم المدارس الثانوية للبنات أغلقت، ومُنعت النساء من تولي الوظائف الحكومية باستثناء مجالات معينة. وهذا الأسبوع صدرت تعليمات جديدة تمنعهن من القيام برحلات طويلة من دون مرافق ذكر.

 

بصيص أمل

مع ذلك برز بصيص أمل، ففي وقت سابق الشهر الماضي ندد القائد الأعلى لحركة طالبان هبة الله أخوند زاده بالتزويج القسري فيما أعلن سهيل شاهين، مرشح طالبان لمنصب ممثل كابول في الأمم المتحدة، لمنظمة العفو الدولية أن بإمكان النساء اللجوء إلى المحاكم إذا تعرضن للعنف.

ولم يصدر عن النظام أي إعلان رسمي حول مستقبل مراكز الإيواء، رغم معرفته بوجود اللاجئات.

أجرى عناصر من طالبان ومسؤولون عدة زيارات للمركز الذي يستقبل فاطمة ونحو 20 امرأة أخرى، وفق موظفين.

وقالت موظفة “دخلوا ونظروا إلى الغرف وتحققوا من عدم وجود رجال”. وأضافت أخرى “قالوا إن المكان ليس آمنا للنساء وبأن مكانهن هو المنزل”.

مع ذلك فإن الزيارة أعطت إحداهن أملا. وقالت الموظفة الأولى لوكالة فرانس برس “كان الأمر أفضل بكثير مما توقعنا”.

حتى قبل عودة طالبان إلى الحكم لم يكن للعديد من النساء المعنفات في منازلهن، مراكز إيواء تُذكر.

 

تهديدات

اتصلت زكية بوزارة شؤون المرأة التي باتت مغلقة بعد سيطرة طالبان، طلبا للنصيحة بشأن النجاة من والد زوجها الذي هدد بقتلها. وقالت “لم يستمعوا لي” وقالوا لها إن وضعها ليس سيئا جدا.

ومنى (17 عاما) التي هربت من عمّ يسيء معاملتها قبل سبع سنوات مع اختها الأصغر سنا، قوبلت برد مماثل. وقالت لفرانس برس “اتهمتني الوزارة بالكذب”.

وليست النساء اللاجئات في المراكز وحدهن من يواجهن الخطر. فقد ذكرت منظمة العفو الدولية أن العاملات والموظفات في المركز أيضا “يواجهن العنف والقتل”.

قالت العديد من الموظفات إنهن تلقين تهديدات عبر الهاتف من أشخاص قالوا إنهم من طالبان، يسألون عن أماكن وجود نساء هربن من منازلهن.

ومن المرجح أن ترتفع حالات الانتهاكات بحق النساء مع انهيار الاقتصاد وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة إضافة إلى ازمة نقدية وتفاقم الجوع.

وقالت عاملة في مركز “عندما يتراجع الوضع الاقتصادي، يصبح الرجال من دون عمل وترتفع حالات العنف”.

من جهتها، صرحت مساعدة ممثلة الأمم المتحدة لشؤون النساء في أفغانستان أليسون دافيديان إن “الوضع ساء على الأرجح (...) الخدمات تضاءلت عموما”.

وأحد الملاجئ القليلة التي لا تزال مفتوحة، وإن بتكتم، تديره محبوبة سراج المناضلة من أجل حقوق النساء في هذا البلد.

بعد زيارة التفتيش التي قامت بها طالبان للمركز “تُرك وشأنه نوعا ما” كما تقول، لكنها تخشى الآن على النساء العالقات في منازل تتعرضن فيها للإساءة وليس لديهن مكان يلجأن إليه.

وزكية لديها في الوقت الحالي ملجأ ولكن إلى متى. تقول “حتى والدي قال إنه لا يكترث لأمري”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 2 كانون الثاني 2022

 

 

ثلاث نساء كن في قلب حرب فيتنام يعدن كتابة قصتها

لورنس دي فريدمان

 

إليزابيث بيكر التي اشتهرت بفضل تغطيتها الحرب في كمبوديا وبروز قوة حزب الخمير الحمر خلال السبعينيات، تقدم سيرة ذاتية رائعة لثلاث مراسلات حرب عملن قبلها في جنوب شرقي آسيا، وكتبن عن حرب فيتنام.

قدمت المصورة كاثرين ليروي أكثر صور الحرب إيلاماً، بما فيها الصورة المشهورة التي يظهر فيها أحد مشاة البحرية الأميركية مذهولاً وهو يحتضن رفيقاً ميتاً، أما بالنسبة إلى الصحافية فرانسيس فيتزغيرالد فقد أدى إصرارها على فهم الحرب من المنظور الفيتنامي إلى إصدار أحد أوائل الكتب الأكثر إدراكاً للحرب، كتاب (نار في البحيرة) Fire in the Lake، بينما أدى تصميم المراسلة الحربية كيت ويب على أن تكون قريبة من الحدث إلى إلقاء القبض عليها في نهاية المطاف من قبل القوات الفيتنامية الشمالية في كمبوديا.

تمزج بيكر قصصهن الفردية في الإطار التاريخي الأشمل، واضعة المأساة المتكشّفة في فيتنام كخلفية لعملها، بينما يتولد الشك لدى بطلاتها حول منطق الحرب ومشروعيتها. إنها تقدم شهادات حية عن مآثرهن الصحافية وحكاياتهن عن المعاناة التي صادفتهن أثناء العمل وإصاباتهن وصدماتهن والعلاقات العاطفية المعقدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«اندبندنت عربية» – 25 كانون الأول 2021

 

 

مكتبة ماركس التذكارية

تأسست مكتبة ماركس التذكارية ومدرسة العمال عام 1933 بهدف النهوض بالتعليم والمعرفة في جميع جوانب علم الماركسية وتاريخ الاشتراكية وحركة الطبقة العاملة.

وتحتوي هذه المكتبة اليوم على مجموعة فريدة من أرشيف النقابات العمالية وحركات السلم والحرب الأهلية الإسبانية. وعشرات الآلاف من الكتب الاشتراكية والكتب المنوعة «أكثر من 60 ألف كتاب». بالإضافة إلى إطلاق المكتبة لبرنامج تعليمي عبر الإنترنت لتدريس الاقتصاد السياسي الماركسي والفن الاشتراكي.

وكان البناء الواقع في كليركينويل غرين مدرسة خيرية لأطفال ويلز الفقراء منذ عام 1738 «أطفال الحرفيين في كليركينويل». وانتقلت المدرسة إلى مبنى جديد في عام 1772. بعد ذلك تم تقسيم المبنى إلى ورش عمل منفصلة أصبحت إحداها موطناً لجمعية لندن الوطنية من عام 1872 حتى عام 1892.

في بداية القرن أصبح البناء مقراً لمطبعة القرن العشرين التي توسعت منذ عام 1909 لتوحد أجزاء البناء مرة أخرى. وقد تأسست المطبعة على يد الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي كمطبعة لمجلة العدالة وكانت أول مطبعة اشتراكية في كليركينويل.

كان ويليام موريس من أوائل المتبرعين لمطبعة القرن العشرين. وخلال فترة وجود مطبعة القرن العشرين في كليركينويل جرين، طبعت العديد من الإصدارات الإنجليزية المبكرة لأعمال ماركس وإنجلز. وبقيت مطبعة القرن العشرين في المبنى حتى عام 1922.

وعندما نفي لينين في لندن وعمل في المبنى من نيسان 1902 إلى أيار 1903. في مكتب هاري كويلش مدير المطبعة القرن العشرين، حرر من هناك جريدة الشرارة «الإيسكرا» التي كانت تهرب إلى روسيا. وهو البناء المعروف باسم منزل كارل ماركس.

وتعمل مكتبة ماركس التذكارية هذه والمدرسة العمالية في لندن من أجل هدف وحيد وحصري وهو النهوض بالتعليم والتعلم الخيري والمعرفة من خلال توفير ونشر وصيانة الكتب والدوريات والمخطوطات والمنشورات والمواد الإلكترونية والوسائط الأخرى المتعلقة بجميع جوانب علم الماركسية وتاريخ الاشتراكية وحركات النقابات العمالية والطبقة العاملة. من منشورات المكتبة، كتاب يوثق الحركة الشعبية التي حدثت في بريطانيا تحت شعار «ارفعوا أيديكم عن روسيا السوفييتة» سنوات 1918-1919. وكتاب نشر عام 2021 كمدخل إلى المادية التاريخية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 27 كانون الأول 2021

 

 

العالم يتضور جوعا رغم وجود فائض من الطعام

نيكلاس ألبين سفينسون

 

يوجد، في الوقت الحالي، 800 مليون انسان لا يحصلون على كمية كافية من الطعام، و45 مليونا على شفا المجاعة. يعتبر هذا الواقع إدانة مطلقة لمجتمع تمكن فيه الناس الأكثر ثراء من كسب أربعة تريليونات دولار خلال السنة الأولى من تفشي جائحة عالمية.

على مدى الأشهر القليلة الماضية كانت الحقيقة الصارخة هي أن 23 مليون شخص في أفغانستان واجهوا نقصا حادا في الأمن الغذائي، ووصل 9 ملايين شخص إلى “مستويات الطوارئ”، وفقا لتقرير إدارة تصنيف حالات الأمن الغذائي في جزيرة مدغشقر الصغيرة وحدها يواجه 300.000 شخص مجاعة من الدرجة القصوى. وهناك 16 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، والقائمة تطول.

عانى البشر طيلة قرون من الجوع بسبب نقص الغذاء. كان نقص المحاصيل يؤدي إلى إغراق الملايين في المجاعة، لأنه لم يكن هناك طعام يمكن تناوله. كان البشر عرضة لأهواء الطبيعة: الجفاف والفيضانات وموجات الصقيع وجميع أنواع الكوارث. ومع وجود اقتصاد محلي وتجارة محدودة، كان من المستحيل تعويض النقص في منطقة ما بإنتاج منطقة أخرى. لكن هذا لم يعد هو الحال الآن.

نحن ننتج حاليا أكثر مما يكفي لإطعام الكوكب بأسره. وكمية إنتاج الحبوب كافية لإطعام كل شخص في العالم مرتين، بما مقداره 2.8 مليار طن (أي ما يعادل 1 كيلوغرام للفرد في اليوم). كما أنه لدينا شبكة تجارة عالمية لا مثيل لها في التاريخ، حيث يتم نقل 11 مليار طن من البضائع في البحار كل عام.

في الآونة الأخيرة دخل المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، في خلاف على تويتر مع الملياردير إيلون ماسك. طلب بيسلي من أصحاب المليارات التبرع بستة مليارات دولار لإنقاذ حياة 42 مليون شخص. بينما حاول ماسك زرع الشكوك حول هذا الادعاء، وطلب من بيسلي أن يقدم “محاسبة مفتوحة المصدر” (؟) لإظهار كيفية إنفاق الأموال.

يمكننا أن نطلب من ماسك أن يفعل الشيء نفسه مع شركاته، التي تستمر واقفة بفضل الامدادات الهائلة التي تتلقاها من المال العام، لكنه قد يشعر بالإهانة جراء ذلك.

إذا تنازل  أصحاب المليلرات في العالم عن 0.15 في المائة من تلك الأربعة تريليونات دولار التي كسبوها العام الماضي، سيكون من الممكن إنقاذ الناس من الموت جوعا هذا العام. ومن المفترض أنهم إذا تنازلوا عن نسبة 03 في المائة من تلك الثروة سيمكننا حينئذ ضمان حصول 800 مليون شخص جائع على ما يكفيهم من الطعام.

لكن وكما اكتشف بيسلي فإنه من الصعب للغاية إقناع الرأسماليين في العالم بالتخلي عن أموالهم. كما أن ماسك يعارض بشدة فكرة أن يدفع هو أو أمثاله المزيد من الضرائب.

وليست أغنى بلدان العالم أفضل حالا. ففي حين أن الحاجة إلى المساعدات قد ازدادت بشكل كبير، نجد أن البلدان الأغنى قد قلصت مساعداتها. تم تخفيض الدعم الموجه للاجئين السوريين واللاجئين في شرق إفريقيا، وتخفيض الحصص الغذائية إلى النصف.

الحقيقة هي أن النظام الرأسمالي ليست لديه أية مصلحة في توفير الغذاء لمئات الملايين من الجياع. والمشكلة ليست في أن الطعام غير موجود، بل في أن الفقراء لا يستطيعون شراءه. لو تم استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، بما في ذلك المكننة، بشكل مناسب وعلى أساس خطة عقلانية، لكان في إمكاننا زيادة إمداداتنا الغذائية بشكل أكبر. لكنه لا يوجد ربح يمكن تحقيقه من وراء ذلك.

تقوم الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بإصدار الملصقات التي تدعوا إلى التخفيف من حدة المجاعة، لكنها غير قادرة إطلاقا على حل مشكلة الجوع. إنها تستمر أساسا من خلال تسول المال من الأثرياء، ولا تحصل إلا على القليل جدا في المقابل. يفرض النظام الرأسمالي البؤس على فقراء العالم، ولا يقدم سوى القليل من العون.

لدينا بالفعل كل الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم. ومن خلال إنهاء هدر الطعام، والاستثمار في تكنولوجيات أفضل، سيصير في إمكاننا ليس فقط تلبية تلك الاحتياجات الأساسية، بل وضمان مستوى معيشي لائق للجميع وبطريقة مستدامة.

لكن هذا لن يكون ممكنا إلا في ظل نظام اقتصادي يقوم على التخطيط العقلاني لتلبية الاحتياجات البشرية، وتنظيم موارد العالم لصالح العمال والفلاحين وفقراء العالم، وليس لصالح ربح مجموعة صغيرة من أصحاب المليارات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “الثورة الاشتراكية” – 8 كانون الأول 2021

 

 

الصفحة العاشرة

 

قراءة.. الاستطراد والاستهلال في قصص «منديل الماركسي»

محمود خيون

 

لست أدري لماذا أشعر وانا اقرأ أي منجز إبداعي من منجزات صديقي الرائع الروائي والقاص خضير فليح الزيدي، بشعور غريب يعود بي إلى أيام الشباب وكيف كنت اتسابق مع بعض الاصدقاء على قراءة رواية أو مجموعة قصصية حتى نبدأ الحوارات الخرساء أو المعلنة بشأن أحداثها وصور ابطالها والهفوات التي وقع في فخها المؤلف..وكنت اواصل تلك النقاشات مع زملاء اعزاء ومنهم الراحلون فؤاد التكرلي ونزار عباس وموفق خضر وصديقي الدائم موسى كريدي والناقد عباس عبد جاسم، حتى ينتهي بنا المطاف على تخت عتيق في مقهى البرلمان بشارع الرشيد.

اسوق ذلك وأنا أعيد مع ما تبقى في ذاكرتي من نصوص ظلت إلى يومنا هذا شاخصة من بين عشرات النصوص الغائبات الحاضرات ومن أبرزها ماكتبه الروائي الروسي فلاديمير نابوكوف من قصص وحكايا كان لدور ابطالها الأثر الكبير في ترسيخ بناء الفكرة التي يتناولها الكاتب وتكون هي المحور الأساس في البناء الفني القصصي الذي يحدث عند القاريء ضجة متناهية ومن أبرز ما كتب فلاديمير نابوكوف رواية( لوليتا ) والتي أثارت جدلا واسعا بين الأوساط الثقافية آنذاك فبطل الرواية( همبرت همبرت ) هو إنسان شبق ومراهق ويعشق العلاقات الجنسية مع الصغيرات في العمر وتميزت قصتها أيضا( بسبب أسلوب الكتابة فالسرد كان ذاتيا بحتا، حيث يروي همبرت همبرت مقاطع مجزأة من ذكريات موظفا في ذلك أسلوبا نثريا متطورا، في الوقت الذي يحاول فيه كسب تعاطف القاريء من خلال صدقه واحزانه  على الرغم من أنه قبل نهاية القصة بقليل وصف نفسه بأنه مهووس حرم( دولاريس ) من طفولتها ثم أشار بقليل إلى أكثر الأمور بؤسا في الحياة الأسرية أفضل المحاكاة الساخرة لزنا المحارم الذي يشاركه مع دولاريس )..

وهكذا إذن حقق القاص خضير فليح الزيدي مراده في إيصال أفكار ابطال قصصه الواحد تلو الآخر بدءا من موظف حديقة الحيوان والنساء وهن يقتلن( أبا بريص ) المتسلق الشبق على حائط الحمام بعينيه الحاحظتين، فهو يستمتع بعريهن فأستوجب التهامه أو افتراسه قبل التمتع بأجسادهن...أو الناس الذين يموتون ثم يسجلون كضحايا في سجلات الطب العدلي أو ربما يقال عنهم في الأخبار “اصيبوا بنيران صديقة “بينما السؤال يبقى محيرا كيف تكون النيران القاتلة صديقه؟!!

ومن هنا نرى الكاتب خضير فليح الزيدي يذهب بنا بعيدا في بعض محاور قصصه ضمن مجموعته) منديل الماركسي) الذي يقول عنها (..كان بودي أن اسمي هذه القصص ومنها قصة(الشيوعي الحزين) لكن مجيئه إلي في الحلم ليخبرني بأنزعاجه الحاد من العنوان، يقترح تسمية جديدة (منديل الماركسي) حتى أنه راح يشرح بطريقته المعتادة والسيجاره بفمه ينفخ دخانها بوجهي )...ويكمل الزيدي حديثه بأنه استجاب في الحال على فكرته وغير العنوان....

لقد كتب معظم العباقرة في الأدب وتحديدا في مجال القصة والرواية الكثير من الأعمال الكبيرة والتي امتازت بقدرة فائقة على المناورة واستخدام عامل الرمز والوصف والاسطورة في بناء الفكرة الأساسية التي تقوم عليها أحداث الرواية أو القص القصير..فكانت روائع كثيرة سطر خلالها من الأفكار والمحاور ما يشبع الذات الغريزية عند القاريء أو الدارس وهو يغور في اعماق تلك الملاحم الغرائبية والعجيبة...والذي يتمعن في قصص( منديل الماركسي)   للقاص خضير فليح الزيدي يرى أنه عالج فيها قضايا مصيرية وإنسانية مهمة تحدث فيها بلغة الغائب أو الحاضر المنسي، عن مشكلات مرت البلاد وعصفت بها وراح بين طيات تلك العواصف والاهوال العشرات من الضحايا الذين سجلوا في سجلات مجهولة ليس لها أي دليل واضح....ناهيك عما شهدته البلاد من حروب دامية وتقاتل على الهوية اسفرت مجتمعة عن خلق حالة من الفوضى والهلع والقلق الدائم للجميع...فلم يعد بأستطاعة أحد أن يرسم صورة واضحة لماتشهده البلاد من حالة عدم توازن واستقرار، بعد أن سحلت الروح البشرية سحلا بين اروقة الشوارع الخلفية للموت والتشرد بحجج واهية لا تنطلي اهدافها الخبيثة على انسان يمتلك حواس العقل السليم...

وخضير الزيدي الذي استجاب لصديقه بأن يفرق بين فكرة الشيوعية كتنظيم والماركسية كمنهج، كان أدرى بهذه القضية المهمة، لكنه أراد في هذا ان ينصف ذلك الصديق الذي أمضى عمره في الغربة فلم يحتف به كقديس لغربة ساخرة، غربة أضاعت معظم سني عمره في تفاصيل التفاهة...

اقول ان القاص خضير فليح الزيدي قد حقق في منجزه  (منديل الماركسي) الكثير في أسلوب السرد وبناء القصة القصيرة واستطراد واستهلال محاورها الأساسية التي تنبع من تشابك أحداثها ومجريات شخوصها الذين يتنقلون بين فضاءاتها بحرية مطلقة في سبيل تجسيد الحدث وسبك الحوارات والسرد على مستوى كبير من الحبكة والدراية والمهنية والحرفية التي فاقت كل تصور في الكتابة فبعد أن كنا مبهورين بما كتبه عبد الرحمن مجيد الربيعي في «الوشم» و»الأنهار» وعلي خيون في «بلقيس والهدهد» و محمد خضير في «المملكة السوداء» وحسب الله يحيى في «اصابع الأوجاع العراقية» وغيرها من الروائع التي تقف بكل جلالة مع مثيلاتها في الغرب والمكتبة العربية، بعد ذلك صرنا اليوم نحتفي بمبدع اخر على طريق تحقيق الهدف في الكتابة والوصف والتعبير..

 

 

تمرين هائل للذاكرة .. مسرحية «منظر طبيعي» لهارولد بنتر واخراج دلال فياض

د. محمد سيف/باريس- خاص

 

تتحدثُ المسرحية عن زوجين، في الخمسينيات من عمرهما؛ لا قدرة لهماعلى التواصل وقد تم أدائها من قبل الممثلين بشكل ملحوظ. نشاهد من الوهلة الأولى للعرض زوجة تتحدث دون أن تنظر ناحية زوجها، وزوج يتكلم معها دون أن تستمع لما يقوله لها، ومع ذلك فهما يحبان بعضهما البعض! المرأة والرجل يتقاطعان في الكلام وفي الحركة، وكل منهما يتطور في مكانه من خلال سرد تاريخه الشخصي وذكريات الماضي المتشظية. نلاحظ أن الزوجة منغمسة في حلم شمسي، والزوج غارقٌ في واقعية مفرطة، بسيطة، وفظة في غالب الاحيان. ذكرياتهما التي تسترسل امامنا كشريط سينمائي متقطع تبدو متباعدة، مختلفة مثل الليل والنهار، ولا تلتقي ابداً. كل منهما محبوس في ماضيه، يحاولان اختراع مشاهد ينقلون من خلالها إلى الشاطئ، الحانة، الفندق والمنزل. إنهما نوعا ما يبحثان عن الماضي في المعناة، وغياب الطفل أو الأطفال. فعزلة الزوجان، حياة متوازية، حيث نجد كلاً منهما يعيش في عالمه الخاص. وهكذا نجد أنفسنا امام جرارات من الذاكرة التي تستمر دون تواصل حتى الانفجار، والصراخ، والمعاناة. فالرجل يعيش بالحاضر تماما، في حين أن الزوجة، تعيش في الشعر، وفي عالم داخلي من الماضي، ومن الذاكرة. ونستخلص من كل هذا لاغتراب، إن صح التعبير، أن علاقتهما يبعضهما لا تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى تعزيز الشعور بالوحدة والعنف. لهذا السبب، نلاحظ أن الشخصيات تتحدث دائما مع بعضها البعض بحذر، كما لو انها لا تريد أن تنغمس تماما بالحديث أو أنها تحذر مما قد يحدث في حالة استغراقها فيه، إنها شخصيات غير متوقعة وخيالية حد الغرابة.

في النص وضع هارولد بنتر شخصيته في المطبخ مع طاولة طويلة يجلسان عليها متخذين من كل طرف منها مكان لجلوسهما، ولكن في نص العرض وضعتهما المخرجة في فضاء مجردة، يكاد أن يكون فارغاً، لا تملأه سوى المشاعر الإنسانية الموجعة، وبعض الإكسسوارات التي تشير ضمنيا إلى المطبخ، الحانة، الفندق، وشاطئ البحر، التي رسمت حدوده سينوغرافيا العرض من خلال إضاءة عازلة، جعلت من الفوهة المقابلة للجمهور تبدو وكأنها بحراً، وشاطئا، ورمل تتغير خرائطه بسبب حركة الأمواج المتلاطمة في داخلهما، خاصة عندما يتحدثان عن البحر أو عن انتقالاتهما من مكان لآخر عبر شريط ذكرياتهما. في عمق المسرح كانت هناك نافذة مغلقة رسمتها الإضاءة أيضا، لم تفتح طيلة العرض، لأن الغرض منها أن تكون مغلقة بشكل غامض، لكي تشير ربما وبشكل مجازي لحالة الحبس الذي تعيشه الشخصيتان، وفي وسط المسرح مربع ضوئي فارغ من الداخل وضعت داخله وخارج حدوده بشكل خط مائل (استولات)، تشير من خلالها السينوغرافيا إلى الفضاءات التي اثثتها بكل اقتضاب وكثافة واقتصاد، بمفردات عملية جعلت من مكان اللعب يكون حرا، وانيقاً، سمح للخيال بأن يأتي ليملا الثغرات، التي تغلفها أو بالأحرى تغذيها الأحاسيس، لأن فكاهة هارولد بنتر غالبا ما تكون ساخرة، منحرفة وتتركنا أحيانا نتعلق بما قد يبدو متماسكا بالنسبة لنا، وهذا في الحقيقة مجرد ممر خفي إلى العبث.

إن بناء العرض بمجمله كان سلساً، منسجما مع نفسه ومع النص الذي عملت المخرجة دلال فياض على حمايته من أي دعم غير ضروري. بحيث بدت الصور التي أحالتها المواقف وكأنها خارجة من حمام هزلي غامض، فهي لم تخن النص، بل لونته بنغمات وإيقاع مناسبين. ننتقل من خلالها (وأقصد من خلال الصور والمواقف) من مكان إلى آخر باستمرار، ومن لحظة والى أخرى ولكننا مع ذلك نبقى في نفس عالم هارولد بنتر، الساخر والمضحك. لقد سلط الإخراج بشكل مثير للأعجاب على هاتين الشخصيتين اللتين خنقهما الاحتفاظ بحواسهما، مما جعلهما يميلان نحو البحث عن الماضي، في تمرين هائل للذاكرة، ولعبة من التهرب والمراوغة الغامضة. ففي بداية العرض نشاهدهما وهما يجلسان بالقرب من بعضهما تقريباً، ولكن شيئا فشيئا صارا يبتعدان وتتسع الهوة أو المسافة بينهما، بل أن مشيهما أو تقاطعهما في الحركة على خشبة المسرح، صار يسير بطريقة أو يتحقق فوق سطح مساحتين متوازيتين، لا يمكن أن يلتقيا عليها. وهذا التأسيس الإخراجي للحركة في الحقيقة ما هو إلا ترجمة وفية لما يدور في ذهنيهما من عزلة واغتراب. وهذا ما عززته الموسيقى أيضا من خلال إيحائها ربما إلى أمكنة ذكرياتهما بشكل قاتم، ومن خلال ترجمتها لحالة عدم قدرتهما على التواصل، خاصة عندما كانت تتعالى في اللحظات التي يسكتا فيها عن الكلام، ويبقيان في حالة عزلة من أسلحتهما ودروعهما الكلامية التي يختبئان خلفها دائما، تتعالى الموسيقى لكي ترافق صمتهما، حركاتهما المرتبكة، والمترددة، التي شكلها العرض مثل لوازم أدائية صامتة، والتي نراهما وهما ينهضان عن مقعديهما وكأنهما قد قررا أخير أن يكسرا الجدار الوهمي الذي وضعاه أمامهما وسوف يتحدثان لبعضهما بشكل مباشر، ولكن سرعان ما يخيب سعي العشاق، وفقا لعنوان احد نصوص شكسبير، ونصاب بنفس الخيبة، التي  تصاب بها الشخصيتان، عندما نراهما يرجعان لانطوائهما على نفسهما بعد استعراض سلسلة من الحركات، مثل إدارة ظهريهما لبعضهما، والتردد، والالتفات ناحية بعضهما من جديد مرة أخرى، ولكن بلا جدوى دائما. وكأنهما قد قررا أن يواصلا الحياة والعيش معا بهذه الطريقة من العبث واللامعقول. فحتى المونولوجات المتشابكة لهما كانت دون رد، لا تستجيب لبعضها البعض، ولكنها مع ذلك جعلت من لغة الشعر تقف ضد الواقعية، والوداعة ضد الوحشية، والشهوانية ضد الحيوانية، فهي تتحدث عن البحر، والزهور والعصافير، وهو يتحدث عن براز الطيور، وعن الكلب والبيرة التي تشبه الادرار.  وتبقى هناك فجوة بين الزوجين، كان كل منهما يعيش في فقاعته، بشكل هش، وشفاف، وهو يحمي نفسه ليعبر بحساسية أو وحشية عن معاناة حبسه. مثل جزئين موسيقيين في نفس السيمفونية. إن الأداء كان رائعا ومنصفا، حيث العاطفة الواضحة، والصمت أو الثورة والغنائية والمأساة. وقد اتحدت في أداء الممثلين الكرامة، والسخرية والنقد اللاذع لتمنح الشخصيات مصداقية لا تصدق ووثيقة. كان كلامهما وحركاتهما صحيحة وتخدم بدقة روح الدعابة القاتمة والقاسية بلا هوادة. نعم كان الممثلان رائعين، كلاهما يتمتع بقوة داخلية استثنائية.

لقد وجدنا أنفسنا كمتفرجين محاصرين، بين انجرافنا إلى الجانب الهش للمرأة وخارج زمن تيهها، وبين اعادتنا بوحشية إلى الواقع من قبل الجانب البدائي للرجل الذي يتحول شيئا فشيئا إلى وحشية وعنف، مثل نوع من الصرخة، كرمز عن معاناته.

 

 

الموجز

 

الشاعر.. روائياً

 

* اصدر الشاعر والإعلامي عارف الساعدي روايته الأولى بعنوان «زينب» / اصدار دار الرافدين- بغداد. تناقش الرواية التحولات الاجتماعية التي مرت بالعراق عن طريق عرض نماذج روائية تتجاوز الطائفية والعنصرية وتعانق الحياة الإنسانية بكامل وعيها ونقائها.

 

 

* جائزة

جائزة الملك فيصل لهذا العام 2022 تم منحها للناقد العراقي البارز د. محسن جاسم الموسوي الذي يعمل حالياً استاذاً في جامعة كولومبيا- نيويورك. وذلك عن دراساته الخاصة بالادب العربي المكتوب باللغة الإنكليزية.

 

 

* كتب جديدة

- وأجري خلف خولة/ قصص قصيرة جداً/ لحسن علي البطران/ اصدار ابجد للترجمة والنشر/ بابل.

- بوجي/ قصص/ لسامي المطيري اصدار دار الورشة/ بغداد.

 

 

* غياب الكتاب العراقي

تتوفر في شارع المتنبي آلاف العنوانات من الكتب القديمة والحديثة ومن مختلف دور النشر العربية والأجنبية/ في حين تغيب كتب وزارة الثقافة من الحضور في هذا الشارع الثقافي الاثير.

ترى الا توجد وسيلة لحضور كتب وزارة الثقافة مع هذا الجمع من الكتب؟

***************************

 

الصفحة الحادية عشر

 

هيت: مدينة ورجال

 

مدينة هيت الزاخرة بالعطاء والانفتاح وعبق التاريخ؛ صدر عنها كتاب جديد بعنوان “هيت: مدينة ورجال” من تأليف المؤرخ الدكتور قحطان محمد صالح الذي سبق وان قدم “التدوين القانوني في الشرائع القديمة في وادي الرافدين” و “نظم الحكم والإدارة في عصر المماليك في مصر”.

الكتاب يعد مرجعاً اساسياً في ميدانه من حيث افقه وتناوله ابرز الشخصيات المؤثرة في حياة هذه المدينة العراقية العريقة..

************

أمطارُ أصابعي

 

 

حميد حسن جعفر

 

 

(اولاً)

 

إنْ شئتِ أقول :أحبكِ،

ها إني أقولها من غير أن تتركَ على لساني طعمَ الشوكولاتا

كما كان يحدثُ من قبل ، أسماؤكِ التي تجاوزت اسماءَ قبيلتكِ

مجرد شظايا تملأ الحقول بالفزّاعات ،بإمكاني أن أُشيرَ للنسوة

الشركسيات أن يجمعن كلّ الشظايا ،وكل ما يشبه الشظايا، وكل

ما  يقال من إني بعض اسمائها، فإذا بها مجرد ما يشبه الهشيمَ،

هذا كثيرٌ ما يؤسفني،

كنتُ اتمنى أن اضعكِ الى جانب اللات ،حين اذهبُ الى اسلافي ،

فأسكن الكعبة، كأي قرشيٍ جاهلٍ يتمسح بأسوارها٠

 

 

(ثانياً)

 

لن أبحثَ عمّن ورطكِ،بأن تدخلي حقول البرسيم ،على انها

الشركة العامة لإنتاج الغاز السائل،

الأسئلة المبيتةُ لا أحبذها ، ما إن يطلقها شخصٌ ما حتى

تتكشف ُ ما تشبه محاولات اسقاط المقابل،

أن يكسبَ أحدنا الآخرَ هو جلّ ما أتمناه ،كلٌ يذهبُ الى

ما يشاءُ ،يعاشرُ من يشاءُ،يرمي بجسده وسط إعصار،أو

عند بوابة الشركة العامة للتأمين على الحياة، من التغييب ،

و الإختطاف و الحرائق والغرق و الموت بالسكتة القلبية،

لم يعد ما يشغلني أن أقتفي خطوات إمرأةٍ تشكو القولون

العصبي ،و إنزلاق الفقرات القطنية،و عدم إهتمام الآبناء

بأبيهم،

لن أتابع إمرأةً وهي تسعى لأن تتدلى من حبلِ الغسيل٠

 

 

(ثالثاً)

 

داخل مساحة هكتار من حقل الحنطة، كنا نقف غير ميّالين

للهزيمة،بعضنا دخل الحقل مستأنساًبالفراشات،آخرون مبهورون

بالبقرة الحلوب التي يحسبها من يقف بعيداًعنها كائناً شبه

منقرضٍ،

المارةُ يتابعون صبيةًلا حول ولا قوة لها

الجميعُ يشيرُ لصبيٍ كأنه مالكَ الحقل ،سواه لا أحد يبدو مطمئناً

لما يجري ،قد يكونُ أبلهاً،كثور في حقل الذرة البيضاء عند

الجانب الآخر من النهر، الجميعُ يحاولُ أن يكذب ما يحدث الّا

الفتى كان مصدقاً لما يشبه الإنسحاب ،

ليبدو العالمُ من غير انثى٠

 

 

(رابعاً)

 

لِمَ تعجلتِ العبورَ منفردةً؟

و البركةُ التي امامكِ مأهولة -كما لم يخبركِ من إتخذَ

من حوافها مساكنهم على أمل إكتشاف الذهب -،

أُ ناس خرجوا مضطرين ،من ظلماتٍ ليدخلوا أجسادهم

في ظلماتٍ،

التماسيحُ تأكل من قدورهم،و ترتدي عجول البحر معاطفهم ،

فإذا بعريهم وردةٌ سوداءُ ،طالما كانت أسرةًلأمراض تشبه

أعضاءً مسموطةً،

يبدو ان الوقتَ شتاءٌ والعالم في سبات ،فكان عبوركِ سليماً

سوى جرحٍ عميق تحت السرةِ يشبه عملية ولادة قيصريةٍ،

سوى ثديٍ مجتثٍ،و أصابع مبتروةٍ ،و صلع يصيب فروة مقدمة

الجمجمة،

الثمن كان عربة نقلٍ عموميةٍ٠

 

 

(خامساً)

 

إقبضي اليَّ كما على فرخ طائرٍ لم يفتح عينيه بعدُ

على شاهقٍ من الفضاء ،وعلى كائنٍ يتمنى أن يرى أمه

التي تحدث عنها الصيادون ،و مربو الطيور النادرة،

أخاف على نفسي من صحبةِ سواكِ،

لحظة يشتدُ عودي أجد جناحيّّ وسط قفص تديره إمرأةٌ

لا شأن لي بها،

ما كانت تسقيني نبيذ حقولها كما ساد بين القبائل،

وما كانت تطعمُ اخوةً لي كما سرني البعضُ الّا القليل

من لحوم طيورٍ اخرى الّا لتجعل منهم عبرةً لمن

يطيرُ بعيداً عن قبابها٠

**********

مفهوم العلمانية بين الدولة والمجتمع

 

ثامر عباس

 

ليس ثمة مفهوم اجتماعي أسال من مداد الكتاب والباحثين وسوّد من صفحات بحوثهم ودراساتهم مثلما حظي به مفهوم العلمانية هذا، ليس فقط على سبيل التحليل والتأويل والتأصيل فحسب، وإنما كذلك لجهة التقريع والتشنيع والتبديع، ومع كل ذلك استمر يطرح من التساؤلات والإشكاليات أكثر مما يقترح من الخيارات والمعالجات، فلماذا ؟. الواقع حين نطلق صفة (الإشكالية) على هذا المفهوم – أو أي مفهوم يوازيه في الاستشكال - لا نروم له (التعميم) و(التمديد)، بقدر ما نقصد به (التخصيص) و(التحديد)، أي بمعنى انه مفهوم واضح المعنى وجليّ الدلالة في البيئة الحضارية التي تبلور فيها وصدر عنها، ولكنه لا يلبث أن يدخل منطقة (الاستشكال) حالما يجري تلقفه وتبنيه - بدون مقدمات ولا تمهيدات - من قبل بيئات حضارية أخرى مغايرة، غالبا”ما تفتقر إلى مظاهر الانفتاح الثقافي على الآخر، والتلاقح الحضاري مع الغير، والمرونة الفكرية مع المختلف.

ولهذا نجد إن المجتمعات الغربية التي نحت مفهوم العلمانية من قبلها وأشيع في بيئتها، تعاملت معه من منطلق كونه يحمل معاني خاصة ويوحي بدلالات معينة، غير تلك المعاني والدلالات التي سيتم تضمينها إياه لاحقا”حين جرى استقدامه وتداوله في حاضرة المجتمعات الشرقية على سبيل المثال لا الحصر. ففيما أضفت عليه المجتمعات الأولى طابع (الدنيوية) و(العالمية)، بوصفه يصف ظواهر شائعة تتصل بالشؤون الإنسانية؛ السياسية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، التي يمكن رصد أنماطها وتشخيص مؤثراتها في أكثر من مكان وزمان. نجد أن المجتمعات الثانية سارعت – بوحي من ذهنياتها المشبعة بالروحانيات - إلى تضمينه إيحاءات (دينية) و(لاهوتية) ذهبت به مذاهب شتى، على وفق ما في الدين من مذاهب متنوعة وطوائف متعددة، وبحسب ما في اللاهوت من فلسفات إيمانية ونظريات هرطوقية.

وآية ذلك إن الدين في الحالة الأولى تم – في خضم التجارب والممارسات - تأطيره في سياقات حضارية معينة وأنساق ثقافية خاصة، بحيث لم يعد له من سلطة يدعيها إلاّ في إطار الشؤون الروحية للفرد أو الجماعة، بعد ما كان – إبان العصور الوسطى - يتمتع بسلطان مطلق يسري تأثيره على كافة الأنشطة والفعاليات التي يمارسها الإنسان والمجتمع على حدّ سواء. هذا في حين جعل الدين في الحالة الثانية بمثابة (المعيار) و(المقياس) الذي من خلاله تلتمس تلك الأنشطة والفعاليات قيمتها الاجتماعية وشرعيتها السياسية، من منطلق إن الأحكام الدينية والضوابط الشرعية لا تسري فقط على شعائر العبادة الروحية وطقوس الفروض التأملية فحسب، بل وتطال كذلك شؤون الممارسة الدنيوية بكل ما تشتمل عليه من تعاملات وعلاقات وتصورات وسلوكيات. وهو ما يؤكد وجود حقيقة تاريخية راسخة ضمن تقاليد المجتمعات الشرقية، كان أحد أعلام الاستشراق الغربي (ساباتينو موسكاتي) قد لاحظها وكتب عنها الآتي ((في المقام الأول هناك الدين الذي يسود خلال كل وجه من الحياة. وما هو أكثر، هو أن كل وجه من وجوه الحياة تتم صياغته وحركته متوائما” مع الدين. إنها وحدة الإيمان الديني، هي التي تبرز أيضا” وأيضا” كمحرك يسود حضارات الشرق)).

ولأن (البنية التحتية) لمجتمعات بلدان العالم النامي / الثالث في معظمها ذات طابع بطريركي / زراعي، الأمر الذي يجعل من العامل الديني الممزوج بالتصورات الأسطورية والثقافات الفلولكورية، بمثابة (بنية فوقية) تحتكم إليها تلك المجتمعات في تعاطيها مع النظريات والفلسفات التي تفسر قوانين صيرورات الكون والمجتمع والفكر، ناهيك عن اضطرارها – بسبب تخلفها العلمي وقصورها المعرفي - لاستخدام المفاهيم المقتبسة والمصطلحات المنتحلة المعنية بتلك الفلسفات والنظريات. بحيث لا تلبث أن (تروحنها) و(تأمثلها) حتى وان كانت من طبيعة اجتماعية وتاريخية صرفة، اعتقادا” منها بان هذه الطريقة الملتوية كفيلة بإضفاء قدر لا بأس به  من غطاء المشروعية الحضارية والمقبولية المعرفية، ومن ثم منحها وهم الإحساس بالمشاركة في الخلق الذاتي والإبداع المحلي. وهكذا فقد حصل انزياح دلالي لمفهوم العلمانية من كونه يعني (العالم) المناهض لكل ما يوحي بالسرديات الاصطفائية والإيديولوجيات الواحدية، التي غالبا”ما تفضي إلى الكراهيات والصراعات ليس فقط بين المجتمعات المختلفة الثقافات والحضارات والمتباينة السياسات والإيديولوجيات فحسب، بل وحتى بين أفراد وجماعات المجتمع الواحد أيضا”.

إلى معنى (العلم) المناهض للعقائد اللاهوتية والفلسفات الميتافيزيقية، بعد أن يكون قد أجهز على حرية الرأي وقضى على خصوصية المعتقد. وإذا ما أردنا له أن يلج حقل الاجتماع ظن انه سيكون بمثابة معول يقوض الأخلاق ويهدم القيم، بعد أن يكون قد زج الإنسان في متاهة من الشك والعدمية. وإذا ما سعينا إلى مقاربته للتاريخ اعتقد بأنه سيمحو هالة الهيبة إلى تحيط بقصصه وسيروراته، وينزع من ثم غطاء الاعتبار الذي يجلل هامات رموزه، بعد أن يكون قد أمعن بتشويه الماضي وأسرف في مسخ التراث. وإذا ما توخينا اعتماده في ميدان الثقافة، أشيع انه سيفسد الفكر ويحرف الوعي، بعد أن يكون قد قمع التنوع  الثقافي وفرض الواحدية  الإيديولوجية !

*************

قصة قصيرة.. الكتاب السري

 

عباس عبد جاسم*

 

عندما دخلتُ المكتبة، لم أر السيدة أميمة أمينة المكتبة ذلك اليوم، وأنا أبحث عن ( كتاب قديم للرهبان البوذيين في التبت )، كنت أتملّى عناوين الكتب المصفوفة على الأرفف برغبة آسرة، يقيناً دخلت المكتبة مبكِّرا، حيث وجدتني وحدي تائها بين أروقة المكتبة، توقفت عند أحد الرفوف في غرفة مربعة ملحقة بآخر الأروقة، يقوم فيها ورّاقون وكُتبيون بترميم الكتب القديمة التالفة، ثم يعرضونها في نسق من الزينة قبل نقلها الى مصفوفات الكتب الأخرى.

كانت الغرفة شبه معتمة، وأنا أبحث في الزوايا عن زر الاضاءة، أسندت مرفقي الى أقرب حافة من المكتبة عند الباب، عند ذلك انداحت بي الحافة فجأة الى الداخل، حتى وجدتني في مخبأ مخفي، حيث إنكشف لي ممر مظلم يفضي الى ضوء باهر في أعماق الظلام، وبدافع رغبة غير مؤكدة في البحث عن متعة الاكتشاف، دلفت الى الداخل، وقد قادني الممر الى مصعد مخفي، مصمّم على النزول الى أسفل.

ولأنني من رواد المكتبة، كنت أعلم بأنها بناية من طابق واحد، لها إمتداد أفقي واسع  ينطوي على متاهة من الأروقة، تذكّرت بأنني دخلت مصعدا مشابها في بناية للتخطيط تابعة للامم المتحدة في دولة عربية، ولكن المصعد النازل الى الأسفل لم يكن مخفيّا أو محجوبا عن الأنظار، وقد خُصِّص المصعد للنزول الى طابق أسفل البناية، ولكنه غير مزوّد بسلّم أو دَرْج محايث للطوارئ.

خالطني شعور غامض بالتشابه بين المصعدين، غير أنني لم أكن متيقنا ما إذا كان المهندس الذي صمّم المصعد المخفي في المكتبة، قد أخذ فكرة تصميم المصعد من المهندس الذي صمّم المصعد النازل الى أسفل في بناية التخطيط.

وقبل أن يفضي بي الممر الى عتبة المصعد المخفي، إنغلقت الحافة من المكتبة، حتى إلتحمت بالجدار، في تلك اللحظة إنتابني قلق مفاجئ، حيث ألقت بي الصدفة في مطبق معزول عن المكتبة، فالمصعد المخفي غير نافذ الى أعلى، كما لم أر أية لوحة للتحكم فيه من الداخل، توجسّت خيفة أكثر، فقد تبدّدت رغبتي الأكيدة في الاكتشاف، إذ قد يطبق المصعد عليّ في الداخل، ولا أحد يعلم بوجودي في هذا المكان المجهول.

وأنا داخل المصعد، إنهمر عليّ شلال ضوئي أحمر، مرّت لحظات قبل أن ينقطع شلال الضوء، حيث نزل بي المصعد مصحوبا بصرير متواصل لم ينقطع، إلا بعد أن توقف فجأة، كدت أختنق، فقد كانت رائحة الهواء آسنة، وكأن المصعد متروك منذ زمن غير معلوم.

إنفتح الباب على ممر نصف مضاء ( فكّرت بحواس مشوشة : قد أكون معزولاً عن العالم كله، دهمني خوف مرعب من العزلة،  وقد إنزلقت بي متعة الاكتشاف نحو حافة خطرة.

ألقى بي الممر الى قبة دائرية تحت الأرض، كأنها قبة حديدية مصمّمة لإمتصاص الصدمات والأمواج الصوتية، وفي الوسط مائدة مرمرية مستطيلة، تحيط بها ستة مقاعد حجرية، يتصدّرها مقعد حجري يستند الى طائر أسطوري مفرد الجناحين شبيه بالتنين، وعند مقدّمة المائدة كتاب ضخم بجلد أحمر سميك، مذّهب الحواشي، وقد صُمِّم غلافه على هيئة دائرة تبدأ من نقطة فسفورية لامعة لاصفة، داخل مثلث متوازي الاضلاع.

قبل أن أتربع فراغ المقعد الحجري الذي يتصدّر المقاعد الأخرى، سرى في داخلي إحساس غريب، كأنني أسير قوة خفيّة، وكأن مَنْ يتربع فراغ المقعد الحجري يتمتع بقوة فريدة من السلطة، يسنده تنين مفرد الجناحين، وكأنه وحده مَن يمتلك القدرة على التحكّم بالعالم.

قلت في نفسي، لعله وهم شبيه بالوسن، إستدرجني الى هذا المكان، ولكن ثمة رغبة جامحة تميل بي نحو الشطح، والإنزلاق نحو تحقيق ما يتمناه المرء من رغبات مستحيلة.

أيقنت بحدس لا يخطئ، أنه كتاب سري غير عادي، لم أستطع أن أتمعّن صفحات الكتاب تحت وطأة الشك والارتباب والفراغ، فقد مرّت بي صور مذهلة : دول وممالك وأمم، وثائق ورموز وخرائط، فتن وملاحم  ومكائد، كائنات وقوى تحتدم في قيعان مجهولة.

أشعرني الكتاب، وكأن الهواء في قبضتي ( حاولت أن أتحرّر من وهم الطائر الاسطوري، إنتابني شك عميق، وكأني واقع في أساره ) وثمة قوة عجيبة غريبة تشع في داخلي.

وبدافع التملّك، آثرت أن أستحوذ على الكتاب، أيقنت انها مغامرة محفوفة بالمخاطرة، وفي اللحظة التي تأبطت فيها الكتاب، شعرت بخدر لذيذ، خلت القبة تدور بي من كل الجهات، وكأنني خرجت توّا من مركز سرّة الأرض، وقد مرّت برهة قبل أن أتحسّس وجودي في المصعد، كنت أصعد من القاع الى سطح  المكتبة.

وفي اللحظة التي توقف فيها المصعد، انفتح الباب، قادني الممر عبر عتمة باهرة، وفجأة  إنداحت حافة المكتبة الى الخارج (عبرتُ العتبة وأصابعي تتحسّس الكتاب، وكأنني أتلمّس الدليل الى إكتشاف قوى غير منظورة ) لم أجد أحدا في المكتبة، لعل السيدة أميمة أمينة المكتبة لا تزال مشغولة باعادة ترتيب مصفوفة الكتب في أحد الأروقة، حتى لم يرني أحد، وكأن العالم في متطوى الكتاب الذي صار  بحوزتي.

إنفردت بالكتاب وحدي، وكأنني في مكان سائل تجمّد فيه الزمان، لم أغادر مكتبي، وثمة شعاع يتنافذ من حولي، حتى خيّل إليَّ بأن الطائر يلازمني أو يتقدمني في صفحات الكتاب.

أحسب أنني تنبّهت بعد أن استيقظت في الصباح، بأنني مررت بليلة طويلة، فقد وجدتني على السرير وليس على مكتبي، دهشت أكثر حين لم أجد الكتاب بحوزتي !!

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ناقد وقاص/ رئيس تحرير جريدة “الاديب الثقافية”

 

***************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

الحركة الأنصارية.. حياة وشهداء

 

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان “الحركة الأنصارية.. حياة وشهداء”، من تأليف النصير الكاتب الراحل سهيل ناصر فاضل (ئاشتي).

يقول المؤلف في مطلع كتابه، أن “موضوعات هذا الكتاب تشكل مساهمة بسيطة في تاريخ حركة قدمت الكثير من التضحيات، مثلما هي حركة أثبتت مصداقيتها في كفاحها السياسي المسلح ضد أعتى دكتاتورية عرفها تاريخ بلادنا المعاصر. وبالتأكيد في هذه الموضوعات ليس هناك كل الحقيقة، لكنها مساهمة أولية متواضعة في رصد وتذكر قسم من الذين ساهموا بدمائهم في صنع تاريخ حركتنا الأنصارية”.

 

****************

 

في كربلاء.. “لمحات مضيئة عن وثبة كانون”

 

كربلاء – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى 74 لوثبة كانون المجيدة 1948، عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، جلسة بعنوان “لمحات مضيئة عن وثبة كانون”، ضيّفت فيها د. عبد الحميد الفرج، كشاهد عيان على وقائع الوثبة.

الجلسة التي حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، أدارها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، مقدما في كلمة قصيرة نبذة عن وثبة كانون التي أسقطت حكومة رئيس الوزراء صالح جبر و”معاهدة بورتسموث” الاستعمارية.

وقال أن “ما يجري اليوم في العراق من تأزم في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصاديةوالسياسية، واستشراء الفساد وزيادة في معدلات الفقر والبطالة، كل ذلكيجعلنا نردد العبارة الشهيرة (ما أشبه اليوم بالأمس). فمثل هذه الأزمات كانت قد دفعت العراقيين عام 1948، إلى الوقوف بحزم ضد السلطة الجائرة”.

بعد ذلك، ألقى د. الفرج الضوء على الوثبة، مشيرا إلى أنها بدأت بتظاهرات سلمية، وسرعان ما تحولت إلى معارك بين الشعب والحكومة، مشيرا إلى أن التظاهرات بدأها طلبة الكلية الطبية، ثم التحق بهم طلبة كلية الهندسة وبقية فئات المجتمع.

وأوضح، أن الأمر تطور إلى عصيان عام أغلقت خلاله جميع المرافق العامة والخاصة.

ولفت المتحدث، إلى أن “من الأمور البارزة في وثبة كانون، هي أن المسألة الطائفية لم تكون مطروحة أصلا مثلما تتجلى الآن بأسوأ صورها. ويمكن أن نشير إلى تلك الدلالات في قصيدة الجواهري الكبير التحريضية، التي ألقاها بعد استشهاد شقيقه جعفر، ما أثار حماس الجماهير”.

وقرأ د. الفرج مطلع القصيدة على مسامع الحاضرين. ثم سرد بعض الأحداث التي رافقت الوثبة في مدينة الناصرية، وكيف انه اعتقل وسفّر إلى “سجن بادوش” في الموصل، ثم إلى سجن الكوت، وهناك التقى بالشهيد الخالد فهد.

 

*****************

 

70 لوحة في معرض جمعية التشكيليين السنوي

 

بغداد – طريق الشعب

تواصل جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين/ المركز العام، استقبال زائري معرضها السنوي للرسم، الذي افتتحته السبت الماضي 15 من الشهر الجاري، على قاعتها الكبرى في مقرها بالمنصور.

ويضم المعرض الذي شهد حضورا رسميا ودبلوماسيا وفنيا وإعلاميا، قرابة 70 لوحة فنية لأكثر من 60 فنانا من مختلف أنحاء العراق.

وامتازت الأعمال بتنوع خاماتها وأساليبها الفنية، فضلا عن موضوعاتها، ما تركت انطباعا إيجابيا لدى العديد من الزائرين، الذين أشادوا بها وبالمستوى الكبير الذي وصل إليه الفنان العراقي في فضاء الفن التشكيلي – وفقا لما أكدته الجمعية على صفحتها الرسمية في فيسبوك.

ويأتي هذا المعرض، الذي يستمر لغاية شباط المقبل، في باكورة المعارض التي تقيمها جمعية الفنانين التشكيليين سنويا.

 

****************

 

 

شيوعيو الموصل يقدمون دروسا مجانية للطلبة

الموصل – طريق الشعب

يواصل “مركز يحيى قاف” للتدريس المجاني، الذي افتتحه الحزب الشيوعي العراقي في الموصل قبل أكثر من سنتين، تقديم دروس التقوية المجانية لطلبة الصف الثالث المتوسط.

وباشر المركز الذي يحمل اسم الرفيق التربوي الراحل يحيى قاف، أخيرا، دورته الدراسية للعام 2021 – 2022، في مواد اللغة الانكليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء.

وفي تصريح لـ “طريق الشعب”، ذكر القائمون على المركز، أن مبادرتهم هذه تأتي للتخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تثقل كواهل أولياء أمور الطلبة، في ظل انتشار ظاهرة التدريس الخصوصي مقابل تراجع مستوى التعليم في المدارس، مشيرين إلى أنه بسبب الأزمات التي يمر بها البلد، صار من الصعب على المدارس إكمال مناهجها الدراسية، الأمر الذي يضطر الطلبة إلى التوجه للدروس الخصوصية، ودفع مبالغ طائلة تصل أحيانا إلى أكثر من 500 ألف دينار للمادة الدراسية الواحدة.

وأكد أصحاب المركز مواصلتهم تقديم الدروس المجانية للطلبة، معربين عن شكرهم لكل من ساهم في دعم المركز ماديا، وفي مقدمتهم رابطة الأنصار الشيوعيين والعديد من أصدقاء الحزب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهندية تستذكر فقيدها السيد مضر القزويني

الهندية – غانم الجاسور

 

تحت شعار “للراحلين منا السلام”، عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، عصر الاثنين الماضي، جلسة تأبين للشخصية الوطنية والاجتماعية، السيد مضر جواد القزويني  في مناسبة أربعينيته.

الجلسة التي احتضنتها “قاعة الروان” على كورنيش الهندية، حضرتها عائلة الفقيد، وقائممقام القضاء المهندس منتظر الشافعي، وسكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء الرفيق سلام القريني، إلى جانب جمع من الوجوه الاجتماعية والثقافية والشيوعيين واصدقائهم. 

أدار الجلسة الاعلامي فاضل المعموري، وتحدث فيها سكرتير منظمة الحزب الرفيق هادي عودة الكفري عن الفقيد الراحل. كما القيت في ذكراه قصائد وكلمات ساهم فيها الشاعر جمال مخيف، والباحث د. حسن عبيد عيسى، والشاعر علي محمد النصراوي، والأستاذ علي عبد الحسين، والشاعر مهدي أسد والكاتب أبو فائز.

كما تحدث القائممقام شاكرا منظمة الحزب على مبادرتها إلى استذكار الفقيد، وعلى مساهماتها في مختلف المناسبات.

وباسم عائلة الفقيد تحدث شاكرا د. يعرب القزويني. وفي الختام، سلم القائممقام نجل الفقيد شهادة تقدير من منظمة الحزب.

 

*****************

سعيد الروضان يوقع كتابه الجديد

 

بغداد – طريق الشعب

تقيم “رابطة بغداد العراق” الثقافية، غدا الجمعة، حفل توقيع لكتاب “انطولوجيا سرديات مملكة القصب ميسان”، جديد القاص والمترجم والباحث سعيد الروضان.

الحفل الذي من المقرر أن يديره المسؤول الثقافي للرابطة، الناقد أمين الموسوي، يبدأ عند الساعة العاشرة صباحا، على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

والدعوة عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يهود العراق.. من أحضان الشيوعية إلى مشانق البعث

 

بغداد – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، غدا الجمعة، د. سيف القيسي، ليستعرض كتابه الأخير “يهود العراق من أحضان الشيوعية إلى مشانق البعث”.

تبدأ الجلسة في الساعة الحادية عشرة صباحا على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي.

والدعوة عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسبب غياب الدعم الحكومي.. انحسار النشاطات

الفنية في واسط

 

الكوت – وكالات

أرجع عدد من الفنانين والمهتمين في الشأن الفني في محافظة واسط، انحسار النشاطات الفنية والتشكيلية على وجه الخصوص في المحافظة، إلى غياب الدعم الحكومي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد بشكل عام.

وأشاروا في حديث صحفي، إلى أن العديد من فناني واسط صاروا يعزفون عن تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية أو المشاركة في ما يقام من تلك الفعاليات في المناطق الأخرى، معللين ذلك بغياب الدعم وتدهور الظروف المعيشية والاقتصادية، فضلا عن دخول عناصر “من غير ذوي الاختصاص” إلى الوسط الفني – بحسب ما صرّح به الأكاديمي رحيم جودي، في لقاء متلفز مع إذاعة “المربد”.

ولفت عدد من الفنانين ومتابعي الفن، إلى أن واسط تفتقر إلى وجود قاعات مخصصة لإقامة الفعاليات الفنية وورش تدريب الهواة.

 وفي السياق، أعرب عدد من فناني واسط عن أملهم في أن يساهم فرع “جمعية بغداد للثقافة والمسرح” الذي تم افتتاحه أخيرا في المحافظة، في إعادة تنشيط الحركة الفنية الواسطية.

يشار إلى أن “جمعية بغداد للثقافة والمسرح”، عبارة عن رابطة فنية غير حكومية كان قد أسسها فنانون عراقيون مقيمون في السويد. وقد فتحت أخيرا فرعا لها في محافظة واسط، عبر تواصل عدد من الفنانين المقيمين في المهجر مع فنانين من واسط.

وبحسب ما كتبته على صفحتها الخاصة في “فيسبوك”، فإن هذه الجمعية تهتم في مختلف الفنون، التشكيل والمسرح والموسيقى بالإضافة إلى الشعر، وتقيم مهرجانات فنية في المنطقة العربية وأوربا.