اخر الاخبار

الصفحة الأولى

كتب المحرر السياسي.. ممارسات مرفوضة ومستنكرة

الأوضاع السياسية في بلادنا وتطوراتها وتقلباتها منذ تأسيس الدولة العراقية قبل مائة عام، تؤشر مجموعة كبيرة من المعطيات والحقائق التي يتوجب اليوم، بعد كل هذه السنين العجاف التي مرت على العراق، ان تُستخلص منها العبر والدروس لتجاوز أخطاء وخطايا الفترات السابقة، خاصة فترة الحكم الدكتاتوري المباد، وللعمل الجاد باخلاص على بناء عراق جديد مختلف، يستحقه العراقيون جميعا ويرفع فيه الظلم والحيف عنهم، وتتاح لهم فيه إمكانية بناء حياة سعيدة آمنة ومرفهة في ظل العدل وحكم القانون، ويتمتع افراده بفرص متكافئة بلا تمييز او تفرقة بينهم لاي سبب كان .

وفي ضوء خلاصة التجارب السابقة علينا التوقف مليا امام اقحام أساليب القتل والعنف الدموي والتهديد في السياسة، حيث ثبت على وجه اليقين ومرات بعد مرات ان هذه الاساليب لا تحل اية مشكلة بل تزيد الأمور تعقيدا، وتتسبب في ازهاق أرواح الناس وتعطيل الحياة العامة وضياع فرص النمو والتقدم، كما تلغي القانون ودور مؤسسات الدولة وتمنعها من القيام بواجباتها وإداء مهامها، وتأمين حياة المواطنين وحقهم في الحياة والتمتع بالحريات المكفولة دستوريا، وبضمنها الحق في الاختلاف في الرأي والعقيدة والفكر.

وان ما يحصل هذه الأيام في بلدنا، خاصة بعد انعقاد جلسة البرلمان الأولى، من اطلاق التهديدات ليس لافراد او جماعات سياسية وحسب بل ولمكونات مجتمعية، كذلك استهداف مقرات أحزاب، واستخدام الصواريخ والمسيّرات .. ان هذه جميعا ممارسات لا تنسجم اطلاقا مع ما يرفع من شعارات تقول بالحرص على أمن واستقرار البلد وسلامة مواطنيه وفرض قوة القانون ، كما انها تصادر دور الهيئات والمؤسسات المخولة دستوريا صلاحية البت بقضايا الحرب والسلام، وإقامة وادامة العلاقات مع دول العالم.

ان مثل هذه الممارسات المرفوضة والمستنكرة لن تقود الا الى الفوضى، وهي تدفع المواطن الى المزيد من عدم اليقين في شأن إمكانية تغيير الأوضاع او حتى إصلاحها، كما انها تتقاطع على طول الخط مع حكم القانون، ومع المنهج الديمقراطي واحترام الرأي والرأي الاخر .

ان سياسة فرض الامر الواقع بقوة السلاح وقرقعته، سبق ان جربت مرات لا تحصى ولا تخفى نتائجها على القاصي والداني.

فلمصلحة من هذا العناد والإصرار على ممارسة نهج خاطئ وعقيم، لا ولن يفضي الا الى طريق مسدود؟!

************

في ندوة عن واقع الصناعة العراقية: لا لقمع العمال والنقابيين نعم لتطوير صناعتنا الوطنية

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

عدّ الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار ان “العقوبات التي وجهت للعاملين والناشطين النقابيين، هي اجراءات إجراءات قمعية منافية للدستور وللحريات العامة”، معرباً عن استغرابه من التوجهات “غير المسؤولة بحق الشعب والوطن، والتي يتسم بها أداء بعض الإدارات، بحيث تصبح معها الوزارة أسيرة للسياسات الخاطئة والفساد”.

جاء ذلك في ندوة حوارية عقدها المنتدى العمالي الثقافي التابع إلى اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، وبالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال العراق تحت شعار “لا للفساد والفاسدين، سارقي خيراتنا الاقتصادية والصناعية”، صباح الجمعة الماضية، حول واقع الصناعة الوطنية والعقوبات التي لحقت بالعمال والناشطين النقابيين المشاركين في الاحتجاجات.

وأدارت الندوة الرفيقة منال جبار، بحضور جمع من العمال والنقابيين والشيوعيين وأصدقائهم.

واستهل الصفار الندوة بالحديث عن واقع الصناعة والشركات التابعة لوزارة الصناعة والمعادن بعد 2003، وما يعانيه هذا القطاع من ظروف صعبة معقدة، نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة، فضلا عن عدم وجود رؤية اقتصادية تخدم الوطن والشعب.

وأكد أن دور الاتحاد والقوى العاملة لا يقتصر على الدفاع عن الحقوق العادلة للطبقة العاملة فحسب، بل وأيضاً في الدفاع عن الشركات الصناعية والمطالبة بإعادة إحياء الصناعة، لمعالجة مشكلة البطالة المستفحلة ودعم الاقتصاد الوطني.

وتناول الصفار “الخطأ الكبير” الذي ارتكبته الوزارة بدمج المعامل والشركات وإحالة بعضها للاستثمار، منددا بـ”حالات الفساد غير القليلة في هذه الشركات، والتي ادت الى احتجاج العاملين فيها، وهو ما أستغله البعض لتوجيه عقوبات إدارية لهم”.

من جانبه، تطرق عضو المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال العراق، صباح حسن الموسوي، وهو أحد العاملين في الشركة العامة للصناعات الجلدية والنسيجية، إلى واقع الصناعة قبل 2003، ومجموعة القرارات التي كانت تحمي المنتج الوطني، وتمنحه القدرة على المنافسة والتطور. فيما لفت إلى أن دعم الصناعة الوطنية توقف بعد التغيير، الأمر الذي أدى إلى تدهور الصناعة بقطاعيها العام والخاص والى إيقاف عجلة الانتاج. 

وتابع يقول “لقد دفعنا هذا الأمر، كطبقة عاملة، الى الاحتجاج ضد السياسة التي تريد افقارنا وتشديد تبعيتنا لصندوق النقد الدولي، وجعل العراق سوقا مفتوحة للسلع والبضائع الاجنبية”، مذكرا باحتجاجات الطبقة العاملة عام 2015، ضد توقف رواتب العاملين في شركات القطاع العام - التمويل الذاتي “ما أجبر الحكومة على الرضوخ لمطالب المحتجين ومنحهم مستحقاتهم”.

وعرج الموسوي على الفساد و”العقود الفاسدة”، ومنها استيراد كمامات ملوثة بفيروس كورونا، والتي تم ضبطها من قبل الأمن الوطني، اضافة الى مساوئ ما يسمى بـ”قانون النافذة الواحدة” وعقود المشاركة التي حولت الشركات الى مصانع صغيرة غير رابحة، بحيث يسهل الترويج لمشاريع خصخصتها وبيعها بأبخس الاثمان، فضلا عن محاولة السيطرة على بناية الشركة العامة للصناعات الجلدية والنسيجية في منطقة الكرادة وتحويلها الى مول، حيث وقف عمال الشركة ومناصروهم ضد هذا القرار وأجبروا الحكومة على التراجع عنه.

وأكد على “مواصلة الطبقة العاملة نضالها وكفاحها من اجل اعادة القطاع الصناعي العام وتدوير عجلة الانتاج، بالرغم مما يتعرض له العمال والناشطون النقابيون من عقوبات ادارية تشمل النقل والتهديد بالفصل”، داعيا الإعلام إلى الوقوف بجانب قضية الطبقة العاملة، وفضح الفاسدين.

وأخيراً، شدد السيد الموسوي على أهمية تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام وزارة الصناعة “من أجل إعادة صناعتنا الوطنية ومناصرة عمالنا الذين صدرت بحقهم عقوبات إدارية”.

********

خلال زيارته الناصرية.. رائد فهمي يتفقد مناضلي الحزب

الناصرية ـ طريق الشعب

تفقد الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، خلال زيارته يوم امس، الى مدينة الناصرية، عددا من الرفاق الشيوعيين المناضلين في المحافظة.

وزار فهمي، الرفيق عبدالله ناصر مايع وهو من الرفاق الذين مضى على نضالهم اكثر من 70 عاما، وما زال ملتصقا بصفوف الحزب برغم تعرضه للاعتقال والتعذيب.

وعايش مايع الرفيق الخالد فهد، وشقيقه داوود وأسرته، مدة من الزمن.

وعرج فهمي خلال زيارته على الرفيق عقيل حبش، الذي شارك في الكفاح المسلح في هور الغموكة مع الشهيد خالد احمد زكي ورفاقه، كما كان له دور اساسي في تخطيط وتنفيذ عملية الهروب الشهيرة من سجن الحلة.

وقدّم الرفيق حبش للرفيق السكرتير عملا فنيا من صنعه، هدية الى الحزب.

كما زار فهمي الرفيق ابو ماجد في صيدليته، وهو من الرفاق المناضلين البارزين والثابتين في صفوف حزبنا الشيوعي في الناصرية على مدى 5 عقود من الزمن. وله شعبية واحترام بين صفوف الشيوعيين والديمقراطيين واصدقائهم في المحافظة.

***********

راصد الطريق.. الانتحار .. من يعالج أسبابه ؟!

أعلنت وزارة الداخلية ان حالات الانتحار في العراق خلال عام ٢٠٢١ وصلت الى ٧٧٢ حالة، فيما  كانت في عام ٢٠٢٠ قد بلغت ٦٦٣ حالة .

وكانت اعمار  ٣٦٫٦ في المائة من المنتحرين تقل عن ٢٠ عاما، فيما شكلت نسبة الذكور منهم  ٥٥٫٩ في المائة والاناث ٤٤٫١ في المائة. الا ان تقارير أخرى اوردت أرقاما اعلى بكثير، وعزت ذلك الى كون العديد من الحالات لا يعلن عنها لاعتبارات مختلفة منها العائلي ومنها العشائرية.

الوزارة قالت  ان أسباب  الانتحار تعود الى “ الضغوط النفسية والعنف الاسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد “. ولا شك انه تشخيص سليم لاسباب الظاهرة الآخذة في التنامي، نضيف اليها التضييق على الحريات العامة والخاصة، والشعور بالقلق وبعدم توفر الامن الشخصي، وقلة او انعدام المؤسسات الثقافية والترفيهية، ومحاولات تنميط حياة المواطنين، وتوسيع دائرة الممنوعات وغيرها.

انها ظاهرة مقلقة حقا، وان تشخيص أسبابها مهم وضروري ومفيد، الا ان لأهم هو: كيف بالمعالجة والسبيل اليها؟!

**********

الصفحة الثانية

الأربعاء .. “الاتحادية” تنظر في دستورية جلسة البرلمان الأولى

بغداد ـ طريق الشعب

حددت المحكمة الاتحادية العليا، يوم الأربعاء القادم موعداً للنظر بشأن دستورية جلسة مجلس النواب الاولى.

وجاء في بيان صادر عن المحكمة، اطلعت عليه “طريق الشعب”، يوم امس، أن المحكمة الاتحادية العليا “تحدد يوم الاربعاء القادم موعداً للنظر في الدعويين الخاصتين بعدم دستورية جلسة مجلس النواب الاولى”.

وفي 13 كانون الثاني الجاري، قررت المحكمة الاتحادية العليا إيقاف عمل هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي بشكل مؤقت.

وجاء القرار بعد دعويين مقدمتين من قبل النائبين باسم خشان، ومحمود داود ياسين، بشأن الجلسة الأولى وما شابها من مخالفات دستورية، وللنظام الداخلي للمجلس، وعليه صدر الأمر الولائي من المحكمة الاتحادية العليا بإيقاف كافة الإجراءات التي اتخذها ويتخذها مجلس النواب ورئيس المجلس ونائبيه.

وسيستمر قرار إيقاف عمل هيئة رئاسة مجلس النواب لحين حسم الدعويين بخصوص الطعن في دستورية الجلسة الأولى، وكل الاجراءات القانونية التي صدرت فيها، بما في ذلك اجراءات انتخاب الرئيس ونائبيه.

**************

اضاءة.. تقدير خاطيء وممارسات مرفوضة

محمد عبد الرحمن

 بغض النظر عن كيفية وآلية تشكيل الحكومة المقبلة وإمكانية التفاهم من عدمها بين التيار الصدري والاطار التنسيقي بشان الكتلة الأكبر وترشيح رئيس مجلس الوزراء ، ومن سيكون في موقع رئيس الجمهورية  الذي لحد الان ، وكما تنقل وسائل الاعلام ، يدور جدل وصراع خفي ومكشوف بشأنه بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، فان التطورات الأخيرة قبل جلسة  البرلمان في التاسع من كانون الثاني وبعدها ، أظهرت أمور عدة  منها :

- ان ازمة البلد لا يمكن حصرها في  تغيير هذه الشخصية او تلك ، فهي ليست فقط ازمة حكومة او تنافس على الرئاسات الثلاث ، انها ازمة شاملة ترتبط بالمنهج الفاشل الذي اعتمد في إدارة البلاد وتجسيده في اعتماد المحاصصة المكوناتية ، لذا فان أي توجه جدي للمعالجة يتوجب ان لا يقتصر على تغيير أسماء من يسند له هذا الموقع فقط . ، بل ان يطال المنهج المتبع ولاد الازمات .

- الصراع الدائر هو سياسي بامتياز وتنافس على المواقع والمراكز والقرار والتي غدت للكثير مصدر للارتزاق، وهذا ما شجع ويشجع على بيع وشراء المناصب وحتى عضوية  مجلس النواب ، ولكن هناك قوى تسعى الى التمويه على هذه الحقيقة المعاشة يوميا باثارة قضية تمثيل المذهب او الطائفة او القومية ،فيما هي اختبرت في مواقع السلطة جميعها ولم يكن همهمها وشغلها الشاغل الا المزيد من قضم المواقع وتنمية ثرواتها هي والمقربون والمناصرون لها .

-  فهم الديمقراطية ومعانيها وكونها منهج حكم واليات تداول سلمي للسلطة عبر انتخابات عادلة ونزيهة  وحقوق وواجبات وحريات عامة وخاصة وسلطة قانون نافذة وقدر معقول من العدالة الاجتماعية . فالبعض قد اختزلها الى ممارسة انتخابية، وحتى هذه لم يعد يطيقها هذا البعض ولا يقر بنتائجها الا اذا جاءت بما يريد ويشتهي ، والانكى ان يتم استخدام العنف لفرض امر واقع معين او تحقيق مكاسب معينة على حساب امن واستقرار البلد ، وفي اضعاف عمد للدولة ومؤسساتها ومنها  الأمنية والعسكرية، وانتهاك فظ لهيبتها .وهذا لا علاقة له لا  من بعيد او قريب بالديمقراطية والادعاء بالحرص عليها وعلى البلد والسلم المجتمعي فيه ، وهو انتهاك فض للقوانين النافذة ومنها قانون الأحزاب السياسية الذي حرم إجازة أي حزب يمتلك السلاح . ان هذه الأمور تثير شكوك كبيرة بشان مدى قناعة هذا الأطراف ، وخاصة التي تمتلك اذرعا مسلحة منها ، بالديمقراطية ، واي فهم لها؟!

- وتؤشر التطورات أيضا بان التدخل الخارجي  مازال سافرا وكبيرا في الشأن  الداخلي العراقي ، وهو يمارس تاثيره  ، كما اصبح واضحا ، بالضغط السياسي وبالسلاح ، وكذلك باغداق الأموال . هذا العامل لم يكن ليتوسع هكذا لولا استمراء ذلك من قوى عراقية حولته الى عنصر من عناصر قوتها ونفوذها وصراعها مع الاخرين .

-  والتطورات تقول أيضا ان لا امن ولا استقرار ولا تنمية ولا استثمار ، ولا هيبة للدولة ، ولا سلم اهلي وحفظ حياة المواطنين وممتلكاتهم  ،مع استمرار السلاح المنفلت  خارج الأطر المقرة قانونا ودستوريا  ، بما  ذلك سلاح العشائر الذي تذهب  جراء استخدامه لدوافع مختلفة ومنها تجارية ، ضحايا كثيرة. وهنا يتوجب ان تعلن القوى ، المتنفذة منها خاصة ، تخليها عن السلاح وان تطالب بذلك ، وعدم امتلاكه او دعم امتلاكه  تحت أي عنوان او ذريعة .

وأخيرا ان من الخطأ الجسيم تكرار التقدير القاصر والعبثي  للقوى المتنفذة من انها حرة في رسم حاضر ومستقبل البلد .

************

اليوم تظاهرة مرتقبة في الزبير.. احتجاج مستمر لخريجي كليات التربية

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد احتجاجات مستمرة تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما يواصل المئات من خريجي الكليات والمعاهد اعتصامهم المفتوح امام شركة نفط ذي قار، مطالبين بتوفير فرص العمل.

ذي قار والبصرة

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “اعتصام الخريجين مستمر منذ 5 اشهر امام ابواب شركة نفط ذي قار، وسط تجاهل مستمر من قبل المسؤولين لمطالب المحتجين”، مشيرا الى ان “الخريجين مستعدون الى العمل بآلية الاجور اليومية لحين توفير درجات وظيفية لهم ضمن الموازنة العامة”.

واضاف ان “العشرات من أهالي منطقة الحمَّام جنوب مدينة الناصرية، قطعوا طريق المرور السريع وسط المدينة بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في مناطقهم والمطالبة بتحسينها”، مبينا ان “المنطقة تعاني من غياب التبليط ومشاريع المجاري وسط غياب تام للجهود الحكومية في معالجة اوضاع المنطقة المتردية”.

وفي محافظة البصرة، واصل العشرات من العاملين ضمن الـ 30 ألف درجة وظيفية في دائرة صحة البصرة، اعتصامهم أمام باب الدائرة لليوم الرابع، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “اصحاب العقود اغلقوا احد الشوارع المحاذية لمبنى الصحة، احتجاجا على المماطلة والوعود الكاذبة من قبل دائرة الصحة التي وعدت في وقت سابق بصرف مستحقاتهم المتأخرة”.

واشار الى ان “العشرات من أهالي منطقة دور النفط نظموا وقفة احتجاجية ضد تحويل المتنزه الواقع في منطقتهم إلى قطع أراض سكنية، وللمطالبة بشمول منطقتهم في مشاريع البنى التحتية”، منوها الى ان “الاهالي استنكروا قيام وزارة النفط بتحويل المتنزه الى 12 قطعة ارض سكنية، كونه المتنفس الوحيد للعوائل في المنطقة”.

واضاف ان “الاهالي طالبوا الحكومة المحلية في البصرة بالالتفات إلى المنطقة وانقاذها من سوء الخدمات والاهمال عبر شمولهم بالخدمات ووقف إزالة المتنزه الوحيد في منطقتهم”.

في غضون ذلك، اعلن الحراك الشعبي في قضاء الزبير غربي البصرة عن موعد انطلاق تظاهرة كبرى وقطع جسر الزبير الرابط بين مركز محافظة البصرة والقضاء صباح اليوم، من اجل الضغط على الحكومتين المحلية والمركزية، لحل مشكلة مشروع المجاري وتقديم افضل الخدمات للقضاء.

ميسان والمثنى

الى ذلك، جدد عدد من خريجي كليات التربية في محافظة ميسان، تظاهراتهم امام مديرية تربية المحافظة للمطالبة بتوفير وظائف لهم في وزارة التربية عن طريق تفعيل درجات الحذف والاستحداث، او شمولهم بالتعاقد اسوة بالمحاضرين المتعاقدين مع التربية وفقا للقرار 315.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، ان “اعداد خريجي كليات التربية  العاطلين عن العمل في المحافظة، لا تتجاوز 5 الاف خريج من كلا الجنسين”، مشيرا الى ان “تظاهراتهم تجددت بعد اقل من شهر واحد على تنظيمهم اعتصاما امام مديرية التربية”.

في الاثناء، قطع العشرات من اصحاب العقود في شركة اشور في محافظة المثنى، الطريق السريع الرابط بين 3 محافظات، مطالبين بتعديل رواتبهم وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 315.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من اصحاب العقود في الشركة، قطعوا الطريق السريع الرابط بين محافظات (القادسية وذي قار والبصرة)، للمطالبة بتحسين رواتبهم وفق القرار 315، وتثبيت المستحقين منهم على الملاك الدائم”.

بابل وديالى

وفي محافظة بابل، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان “عددا من خريجي كليات التربية نظموا تظاهرة أمام مبنى تربية بابل، للمطالبة بتعيينهم بصفة عقد او ملاك دائم وفتح درجات الحذف والاستحداث”.

في المقابل، اغلق العشرات من الخريجين في محافظة ديالى، بوابة تربية المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، فإن “العشرات من خريجي كليات التربية من غير المحاضرين نظموا تظاهرة امام بوابة تربية ديالى، وسط بعقوبة، للمطالبة بتوفير وظائف لهم من خلال الاسراع بإجراءات الحذف والاستحداث والتقاطع الوظيفي”.

واضاف ان “المحتجين اغلقوا بوابة تربية ديالى، كرسالة احتجاجية بضرورة الانتباه لأوضاع شريحة تعاني منذ سنوات بسبب البطالة والفقر”.

**************

القوانين التمييزية تعرض النساء الى العنف.. رايتس ووتش:  الحكومة العراقية تقاعست عن الوفاء بعهودها للمتظاهرين

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أخيرا، تقريرا مفصلا بشأن الأوضاع في العراق، تضمن اخفاقات وانتهاكات ومؤشرات سلبية خصوصا في ما يتعلق بحق التظاهر والتقدم الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.

تقاعس حكومي كبير

وذكر التقرير الذي طالعته “طريق الشعب”، أن “الحكومة العراقية في عام 2021 تقاعست عن الوفاء بوعودها بمحاسبة المسؤولين عن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء للمتظاهرين والناشطين والصحفيين وغيرهم”.

عدم إنصاف ضحايا الانتفاضة

وذكّر التقرير بضحايا انتفاضة تشرين “وعدم إعلان أية نتائج عن التحقيق بالجرائم من قبل اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء. فيما بقيت عائلات من ذوي شهداء الانتفاضة دون أي تعويضات تذكر حتى سبتمبر/ أيلول 2021 بعد التواصل مع بعضها وتأكيدها على ذلك”، لافتا إلى أن “بعثة يونامي أصدرت تقريرا في آب، خلص إلى أن السلطات تسمح باستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات وتتغاضى عنه”.

النازحون وذوو الإعاقة

وتابع تقرير المنظمة الدولية “في 2020، أقرت الحكومة خطة وطنية لمعالجة النزوح في العراق، مع ذلك، أغلقت الحكومة 16 مخيما بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 ويناير/ كانون الثاني 2021، تاركة ما لا يقل عن 34,801 نازحا دون تأكيدات بأنهم يستطيعون العودة إلى ديارهم بأمان، أو الحصول على مأوى آمن آخر، أو الحصول على خدمات ميسورة التكلفة ولا تزال ثلاثة مخيمات فقط مفتوحة في الأراضي الخاضعة لسيطرة بغداد، اثنان في نينوى والآخر في الأنبار. وفي يوليو/ تموز، أخلى الجيش العراقي بشكل غير قانوني 91 أسرة من قرية في صلاح الدين إلى أحد مخيمات نينوى فيما يبدو أنه خلاف عائلي تورط فيه وزير في الحكومة. واستمرت السلطات في منع آلاف الأطفال الذين ليس لديهم وثائق مدنية من الالتحاق بالمدارس الحكومية، بما فيها المدارس الحكومية داخل مخيمات النازحين.

وفي ما يتعلق بذوي الإعاقة، أكد التقرير أن “العراق لم يؤمن الحقوق السياسية لهم، لا سيما الحق في التصويت، غالبا ما يُحرم الأشخاص ذوو الإعاقة فعليا من حقهم في التصويت بسبب التشريعات التمييزية التي تجرد الأشخاص الذين يعتبرون غير “مؤهلين” بموجب القانون، من حقهم في التصويت أو الترشح للمناصب، إضافة إلى أماكن الاقتراع التي يتعذر الوصول إليها، والعقبات التشريعية والسياسية، مثل متطلبات مستوى معين من التعليم لا يستطيع تحقيقه العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة. وبحسب لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن العراق يضم أكبر عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم”. 

محاكمات لصحفيين في الإقليم

ومضى التقرير بالقول: “في 2021، حكمت محكمة جنايات أربيل على ثلاثة صحفيين وناشطَيْنِ بالسجن ستة أعوام، بناء على إجراءات شابتها انتهاكات خطرة للمحاكمة العادلة، فضلا عن تدخل سياسي على مستوى عال. رفضت المحكمة مزاعم المتهمين بالتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، مشيرة إلى نقص الأدلة. حُكم على صحفي آخر بالسجن لمدة عام لإساءة استخدام هاتفه الخلوي واتهامات التشهير في يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول. حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2021 كان أربعة نشطاء وصحفيون آخرون اعتقلوا في 2020 ينتظرون توجيه التهم إليهم”. 

حقوق المرأة

ووفقا للتقرير، فأنه “بينما يُجرم قانون العقوبات الاعتداء البدني، تمنح المادة 41 (1) الزوج حقا قانونيا في (تأديب) الزوجة، وللأهالي بتأديب أطفالهم (في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا). وجدت استطلاعات اليونيسف أن أكثر من 80 في المائة من الأطفال يتعرضون لتأديب عنيف. وتعرض القوانين التمييزية النساء للعنف، فقد تم الإبلاغ عن حالات عنف أسري طوال 2021، بما في ذلك قتل النساء والفتيات على أيدي أزواجهن أو أفراد أسرهن، وتوقفت الجهود المبذولة في البرلمان لإقرار مشروع قانون مناهضة العنف الأسري منذ 2019”.

***************

الصفحة الثالثة

علي مهدي: نعمل على خلق إطار سياسي يجمع كل القوى الوطنية

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو المكتب التنفيذي في التيار الديمقراطي العراقي د. علي مهدي، ان المؤتمر الثالث للتيار سيكون خطوة نحو انطلاقة جديدة له.

وأكد أن التيار سيذهب باتجاه خلق اطار سياسي يجمع كل القوى الوطنية، وسيجد عوامل مشتركة بين القوى الوطنية التي ربما تختلف في المتبنيات السياسية.

وعد الدكتور مهدي، أن “المؤتمر الثالث هو لإعادة التأسيس لان الفترة الماضية شهدت تجميد نشاط التيار الديمقراطي تقريباً، فتعطلت الكثير من هياكله التنظيمية، وحلت الكثير من تنسيقياته نفسها او جمدت نشاطها”.

وأضاف مهدي لـ”طريق الشعب”، أن “المؤتمر سوف يطرح مجموعة من الوثائق التي تحاول ان تستثمر الأخطاء السابقة، وتضع التيار في مسار جديد يتجاوز كل العقبات”.

وأردف أن “العقبات والتناقضات التي حصلت في السابق اعطتنا درساً في كيفية احترام خياراتنا، خصوصاً تجربة خوض الانتخابات البرلمانية السابقة، حيث ان العديد من أحزاب التيار وشخوصه خاضوا تجربة الانتخابات، بينما قاطعت قوى أخرى داخل التيار الانتخابات”، مؤكداً أن “التباين داخل التيار لم يمنعه من استمرار نشاطاته”.

وأكد مهدي أن “هناك قناعة بان المؤتمر المقبل سيشكل خطوة نوعية لمسار التيار. ونتطلع لان يكون ظهيراً أساسياً للقوى التشرينية والمستقلة التي دخلت البرلمان، ونسعى لمساندتهم في مواجهة الطغم السياسية المتنفذة”.

ويعتقد عضو المكتب التنفيذي بأن التيار الديمقراطي سيتجاوز الأطر المذهبية والطائفية باتجاه خلق اطار سياسي، يضم كل القوى الوطنية، وسيجد عوامل مشتركة بين القوى الوطنية التي تختلف في المتبنيات السياسية.

وأشار إلى أن “أول المرتكزات التي سينطلق منها التيار في المؤتمر القادم هو المشاركة الواسعة، التي حصلت في مؤتمرات تنسيقيات التيار وخصوصاً في تنسيقيتي نينوى واربيل”.

ولفت الانتباه إلى أن “حضور الشباب والنساء ونشطاء الحركة الاحتجاجية في مؤتمرات التنسيقيات سيشكل أساساً فاعلاً ومؤثراً على تركيبة الهيئة القيادية للتيار كي يقوم بدوره المرتجى”.

*********

وثائق المؤتمر الـ 11.. ملامح اجتماعية ـ طبقية تعاظم مكانة النخب الأوليغارشية

وبسبب هذا الطابع الريعي للدولة، فإن الآليات التي تتم من خلالها عملية توزيع واعادة توزيع الريع النفطي، تعد السبب الرئيسي للحراك  في المجتمع العراقي، وللتفاوتات والتوترات التي يشهدها. أي ان عمليات الفرز الطبقي، واللامساواة الاجتماعية بعد 2003، تقوم اساسا على الفروقات في مستوى الثروة والدخل، المتأتيين في نهاية المطاف من تقاسم الريع النفطي. وآليات التوزيع التي يتم من خلالها التصرف بالريع وتوزيعه هي بيد من يسيطر على الدولة واجهزتها، ويرسم سياسات إنفاق الريع وتوجهات السلطة التي تتحكم به. وكان هذا هو جوهر الصراع السياسي، والمُعبّر عنه بنهج المحاصصة، بتجلياته المختلفة.

وسعت القوى السياسية التي تسلمت السلطة جاهدة، من خلال التصرف بموارد ومقدرات الدولة خصوصا الريع النفطي، إلى توليد مرتكزاتها الاجتماعية وتوسيعها من جهة، وفي تكريس شرعيتها السياسية وتعزيز هيمنتها من جهة اخرى. أي ان الدولة والقوى السياسية المتنفذة المسيطرة عليها لعبت دورا كبيرا في عملية تحديد البنية الاجتماعية، وذلك عموما عبر اتباع نفس السياسة التي كانت سائدة قبل 2003، في زمن النظام البائد، والمتمثلة بمقايضة حصص الريع بالولاء. فالعلاقة بين الدولة والمجتمع بقيت معكوسة. وبدلا من ان تتحول الدولة إلى تعبير عن موازين قوى اجتماعية وسياسية، بقيت هي  من يتحكم بعملية هندسة المجتمع وتحديد الاتجاهات الرئيسية لحركة قواه وصراعاتها.

وبسبب هذه السياسات، شهد المجتمع العراقي وما زال يشهد، حراكا اجتماعيا مستمرا، تمثلت أبرز معالمه بترسخ مكانة النخب الأوليغارشية (الأقلية الحاكمة الفاسدة)، خصوصا تلك الحفنة القليلة من القيادات السياسية والزعامات الاجتماعية التي تحتكر السلطة الفعلية. وإذا كان الانفاق الحكومي بشقيه التشغيلي والاستثماري، على مدار السنوات الماضية يعتبر أهم آلية للتصرف وتقاسم الريع، بالنسبة للقوى المتنفذة بالدولة، فإن حصيلة اقترانه بنهج محاصصي في تقاسم السلطة والمناصب والنفوذ، وهو نهج يستند إلى إضعاف مستمر لمرتكزات الدولة، كانت تتمثل بنشوء واستبداد شبكات متعددة من علاقات التوزيع والتداول، نُسجت بين شرائح وفئات اجتماعية معينة. وقامت على اساس المصالح المتبادلة، التي ارتبطت بالفساد المالي والاداري الذي ضرب أطنابه في كل مفاصل الدولة.

ان سياسات الأوليغارشية هذه، مهدت الأرضية الرحبة لنشوء شبكات واسعة من العلاقات السياسية والاجتماعية، قائمة على أساس الولاءات  والمحسوبية، مع انزلاق مستمر نحو زبائنية صريحة. حيث عززت ادوار الفئات والشرائح البيروقراطية والطفيلية والكومبرادور التجاري، على حساب الطبقات والفئات والشرائح الكادحة.

ففي السنوات الاخيرة بقيت الدولة الضعيفة أصلا، ميداناً للصراع المستمر ما بين قوى المحاصصة المختلفة، وذلك بغية زيادة الحصص في مواقع السلطة ومغانمها. وفي مجرى هذه العملية تنامى استئثار بعض القوى والشخصيات المفترض تمثيلها للمكونات، بالحصة الأكبر من المغانم، وتراكمت لديها ثروات ضخمة. فما عادت العملية السياسية متمحورة حول ديمقراطية توافقية تضمن تمثيلا للمكونات، بل انحسرت إلى احزاب وتيارات وجماعات  تدعي تمثيل المكونات، فيما تتصارع على السلطة والنفوذ والمال. ثم اختزلت الاخيرة إلى عدد من العائلات والرموز التي استحوذت على السلطة والمكانة والنفوذ. وبغض النظر عن هذا الصراع بين قوى ورموز المحاصصة وفي داخلها، فإنها تتفق على ان توافقها الجوهري هو ديمومة هيمنتها وسلطتها.

وخلال الفترة ذاتها استمر دور الشرائح البيروقراطية، وعلى الاخص تلك المتموضعة بين الشرائح العليا لموظفي الدولة المدنية والعسكرية. حيث تتمثل قوة هذه الفئات بتمركزها في مفاصل الدولة المهمة، والتي تحصلت عليها في الغالب عن طريق علاقات القرابة والمحاباة والمحسوبية. وبفعل مواقع القوة هذه تحصل هذه الفئات على مصادر دخل عال بفعل الرشاوى وأشكال الفساد المختلفة، إضافة الى رواتبها المتضخمة. كما تنامى دور الفئات الطفيلية وازداد تنوعا، وإن بقي قائما على الانشطة الاقتصادية غير المنتجة، مثل المقاولات الثانوية وعمليات الوساطة والسمسرة والمضاربة. وتعزز أيضا دور الكومبرادور التجاري، وراكم ثروات كبيرة، ارتباطا بخراب الصناعة الوطنية المتزايد، وعدم قدرة المنتجات الوطنية على المنافسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

*******

عقد مؤتمرات محلية بمشاركة القوى المدنية وناشطي انتفاضة تشرين.. تنسيقيات التيار الديمقراطي.. تحضيرات متواصلة لعقد مؤتمره العام

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت تنسيقيّات التيار الديمقراطي في عدد من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، مؤتمراتها المحلية، بمشاركة واسعة للقوى المدنية وشخصيات  مستقلة، وبحضور بارز لناشطي انتفاضة تشرين.

تنسيقية الناصرية: نحو كتلة وطنية ترفض المغانم والإمتيازات

بحضور جمع غفير من أبناء المحافظة، عقدت تنسيقية الناصرية للتيار الديمقراطي مؤتمرها الثاني، يوم السبت 2022/1/15، على قاعة غرفة تجارة الناصرية، بدأها عريف الحفل ناجح ناجي باستعراض تاريخي للتحالفات الوطنية، منذ نشأة الأحزاب في العراق وما آلت إليه من مردودات ومنجزات ثورية. ثم ألقى عبد الرضا الزهيري كلمة التنسيقية في المحافظة، والتي أكد فيها على تشكيل كتلة وطنية ذات صبغة مدنية ترفض سياسة المغانم والإمتيازات التي يتمتع بها الفاسدون. بعدها ألقى الرفيق رائد فهمي كلمة المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي؛ حيث أشار فيها إلى الرغبة الحقيقية لنجاح اجتماعات المحافظات للتهيؤ للمؤتمر القادم لقوى التيار، على اعتباره مشروعاً بطبيعة وطنية، وكذلك ديمقراطية بشقيها (السياسي والإجتماعي)، يؤدي إلى الالتفات إلى مصالح الفئات المختلفة للمجتمع، ومعالجة مشاكل الناس وتنفيذ الخدمات الأساسية لهم.

ونوّه فهمي بأن مكونات التيار غير متماهية بل متعددة، لكنها تلعب دوراً موحداً في العمل، وأن الباب مفتوح للقوى الأخرى للإنضمام.

بعد ذلك، ألقت (أم أنور) كلمة رابطة المرأة؛ حيث أشارت فيها إلى أن المحاصصة أدت إلى الشحن الطائفي والإقتتال وحثت على النضال للتخلص منها كأسلوب للحكم. ثم ألقى الشاعر رياض العلوان قصيدة بالمناسبة. تم بعد ذلك ترشيح أربعة من الحاضرين لرئاسة المؤتمر حيث حددت المهام بتلاوة التقرير الإنجازي وإقراره، وانتخاب الهيأة الجديدة ثم انتخاب المندوبين للمؤتمر الثالث.

التيار الديمقراطي في بابل: من أجل عراق آمن مستقر

وبمشاركة واسعة للقوى المدنية، وبحضور الدكتور علي مهدي وحسين الجبوري عن المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، عقد المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي في بابل، والذي افتتح بكلمة للتيار الديمقراطي من قبل الدكتور علي مهدي، ومن ثم كلمة التيار الديمقراطي في بابل، القاها السيد اسعد علي جبر الشمري. أما الناشطة كوثر الشمري فتلت كلمة النساء المدنيات، قبل أن يلقي الشاعر حامد كعيد قصيدة بالمناسبة، فيما القت الشاعرة حسينة بنيان قصيدة تغنت فيها بمآثر المرأة العراقية.

وطرحت خلال المؤتمر مداخلات عديدة، اكدت على ضرورة تنشيط الحركة الديمقراطية ووحدة صفوفها للنهوض بالواقع العراقي، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتغيير الشامل نحو الدولة المدنية الديمقراطية.

التيار الديمقراطي في البصرة: وحدة القوى المدنية الديمقراطية ضرورة تاريخية

وتحت شعار “وحدة القوى المدنية الديمقراطية ضرورة تاريخية للمرحلة”،  عقدت تنسيقية التيار الديمقراطي في محافظة البصرة مؤتمرها العام بحضور اعضاء  المكتب التنفيذي للتيار الاستاذين محمود العكيلي وفريق هادي. ابتدأ المؤتمر بالوقوف استماعاً للنشيد الوطني، بعدها دعا الدكتور  حسين فالح الى الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء العراق والحركة الوطنية. بعدها جاءت كلمة المكتب التنفيذي للتيار، القاها عضو المكتب العام الاستاذ محمود العكيلي، والتي استعرض  فيها “أهم محطات نجاح وإخفاق التيار منذ تأسيسه حتى اليوم”، مشيرا إلى “أهمية العمل على تنفيذ خطين أساسيين لعمل التيار، متمثلين بالجانب السياسي والانتخابي، وترتيب البيت المدني للفوز في الانتخابات المقبلة والتحضير لها منذ الآن”.

ومن بعد ذلك، جاءت كلمة تنسيقية البصرة للتيار، القاها الاستاذ كاظم الاسدي، بعدها جاءت كلمة المرأة التي قرأتها جيهان الزبيدي، عضو التنسيقية، وكلمة الشباب، التي القاها عضو التنسيقية الاستاذ أحمد ستار العكيلي.

ثم فتح باب النقاش لوثائق التيار ودوره السياسي، وتعاطت مع كل المداخلات بروح الحرص والاستفادة منها، تمهيدا وتحضيرا للمؤتمر الثالث للتيار.

ووصلت من المشاركين في المؤتمر برقيات وتهاني كل من الدكتور ساجد الشرقي (تدريسي في جامعة البصرة ومستشار الاكاديمية الدولية لبناء القدرات)، وعباس الفياض (رئيس نادي الصحافة في البصرة، واتحاد عمال البصرة والجمعيات الفلاحية)، والشيخ عباس مسير الشحماني (رئيس رابطة شيوخ عشائر الجنوب والفرات الأوسط، واتحاد الشبيبة الديمقراطي في البصرة، واتحاد الحقوقيين العراقيين/ المقر العام وتجمع إقليمنا في البصرة).

مؤتمر واسط: التيار الديمقراطي يشكل إطارا مجتمعيا متعدد الرؤى والافكار

عقد التيار الديمقراطي في واسط، مؤتمره المحلي، صباح يوم السبت 2022/1/15، في منتجع الروشة السياحي، وسط مدينة الكوت، استعدادا للمؤتمر المركزي الثالث في 2022/1/28 ببغداد.

وحضر المؤتمر الدكتور احمد ابراهيم، عضو المكتب التنفيذي للتيار والأستاذ رياض فرحان عبد الكريم، الى جانب جمهور واسع شمل شخصيات سياسية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات واتحاد الأدباء وشبابا متميزا ونساء، ونخبة من المحامين.

وبعد أن اعتلت عريفة الحفل السيدة أماني جاسم المنصة، أعلنت افتتاح المؤتمر مرحبة بالضيوف، وأكدت ان التيار الديمقراطي هو من شخصيات مدنية ديمقراطية، يشكل إطارا مجتمعيا واسعا، متعدد الرؤى والافكار، ومن شرائح وفئات تريد بناء الدولة المدنية الديمقراطية على أساس احترام الدستور، ومبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

ثم بدأ عزف النشيد الوطني، ومن ثم وقفة حداد على ارواح شهداء العراق والحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين، ثم جاءت كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في واسط، القاها المنسق المحامي مشرق علي، تالتها كلمة ممثل المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي الدكتور احمد ابراهيم، متناولا اهمية التيار الديمقراطي كتيار مجتمعي، في ظروف العراق وأزمته العامة، وماهي البدائل التي يطرحها التيار كحلول واقعية وموضوعية.

بعد ذلك، قدّم سكرتير تنسيقية واسط الدكتور سفاح بدر، التقرير الانجازي للتنسيقية، المقدم الى المؤتمر التيار الثالث. ثم جرى توزيع مسودة التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الثالث، قبل ان تتلى كلمتان للمرأة القتها المحامية ريام التميمي، والشباب للسيد حسن سالم.

وجاء دور الشاعر الشاب المبدع مصطفى جميل، حيث انشد للشهيد صفاء السراى في انتفاضة تشرين.

وأخيرا، فتح باب المناقشة والمقترحات، التي أكدت ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة الواعدة.

تنسيقية الانبار: من اجل بديل وطني عن طغمة الفساد والمحاصصة

ويوم الجمعة، عقدت تنسيقية الانبار للتيار الديمقراطي مؤتمرها المحلي، في قضاء هيت، بحضور الدكتور شاكر كتاب مشرفا من المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، الى جانب تواجد حوالي ٣٠ شخصية من مختلف مناطق المحافظة، يمثلون فئات جماهير الانبار من شبيبة ونساء وعمال وفلاحين ومعلمين وكسبة. 

بدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية ثم النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة وقوفا على ارواح شهداء العراق. ثم كلمة التنسيقية القاها السيد معتصم صعب. بعدها قدم الاستاذ فهد صفيان موجزا وملاحظات عن وثائق المؤتمر (النظام الداخلي). ثم تحدث الدكتور شاكر كتاب عن المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي، متعرضا لآفاق العمل وضرورة ان يأخذ التيار دوره في المرحلة المقبلة والاشتراك في جميع الاستحقاقات الوطنية القادمة، بغية الوصول الى مركز القرار، ان كان في المحافظات او على مستوى المركز، لاصلاح الاوضاع التي اثقلت كاهل المواطنين. 

وتلى ذلك فترة استراحة، بعدها تم انتخاب تنسيقية المحافظة، وتكونت من  ستة أعضاء، ثم اوجز الاستاذ صالح بشير التقرير الانجازي، قبل ان ينتخب المؤتمرون مندوبي تنسيقية الانبار الى المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي نهاية الشهر الحالي،  وعددهم (12) مندوبا.

تنسيقية الثورة: من اجل التغيير الشامل

وتحت شعار “معا من اجل التغيير الشامل وبناء الدولة المدينة الديمقراطية”، عقد مؤتمر التيار الديمقراطي في مدينة الثورة ببغداد، وبحضور الدكتور علي مهدي والاستاذ منير، ممثلي المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي.

وبعد عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت استذكاراً لشهداء الوطن وانتفاضة تشرين، ألقى الاستاذ محسن جاسم كلمة التنسيقية للتيار في مدينة الثورة، بعدها تحدث الدكتور علي مهدي، عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، عن قوى التيار وآليات عمله ومسودات البرنامج والنظام الداخلي.

وقد تم إقرار مسودات المؤتمر، وانتخاب اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي في الثورة، ومندوبي المؤتمر الثالث لتيار الديمقراطي.

وقد تخللت المؤتمر فعاليات شعرية وعزف للفنان حمزة جعفر، قبل أن يختتم بكتابة البيان الختامي للمؤتمر.

********

الصفحة الرابعة

في قلب العاصمة وفي حزامها.. اللاخدمات تحاصر البغداديين صيفا وشتاءً

بغداد ـ محمد التميمي

يعاني العديد من مناطق العاصمة نقصا في الكثير من الخدمات، وطيلة الأعوام الماضية تعاطى المواطنون مع انعدام الخدمات، فلم يكن امامهم من خيار سوى تنظيم الاحتجاجات للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

وحتى الآن يترقب البغداديون أحوال الطقس، إذ أنهم اعتادوا في مواسم سابقة على مشاهد غرق الشوارع والوحل مع أول زخة مطر.

الخدمات مناطقية!

في بعض الاحياء، نلاحظ ان الشوارع تشهد اهتماما بلديا كبيرا، بينما تكاد مناطق أخرى تتصالح مع اللامسؤولية، إذ أن قاطنيها يؤكدون أنهم لم يشاهدوا مسؤولا قد زارهم في غير مواسم الانتخابات.

وبالنسبة للكهرباء والماء فهما مشكلة ازلية، وعلى ما يبدو هناك عجز لدى المنظومة السياسية عن إيجاد حلول ناجعة لهما؛ فالكهرباء التي لا يزال المواطنون يشكون لا استقرارها، ويثار دائما سؤال حول استيراد الطاقة والوقود من دول الجوار، نتيجة عدم كفاية المنتج المحلي. كما أن المياه في طريقها لأن تكون المشكلة الأعقد في البلاد، وقد تقتصر في وقت لاحق على الاستخدام البشري.

خدمة مقابل بقشيش

يقول الشاب زين العابدين علي، في حديث خص به “طريق الشعب”، ان مدينة الثورة تعاني من نقص الخدمات بشكل كبير، وانتشار الازبال في جميع قطاعات المدينة، مردفا “هناك جهود للبلدية الا انها غير كافية، ولا تحد من انتشار النفايات” التي يوعز سبب انتشارها الى “عدم وجود أماكن مخصصة لرميها وعدم الجدية في عمل البلدية”.

من جهته، علق الشاب يحيى فاخر، على تراجع عمل اليات امانة بغداد لرفع النفايات في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً: “اعتقد ان السبب في ذلك هو الشركات الاهلية التي تقدم خدمات مقابل الأموال باشتراك شهري، حتى ان آليات البلدية لا تدخل الى الاحياء في القطاعات، وتقدم الخدمة للمواطنين الا بعد اعطائهم بقاشيش”.

امانة بغداد

وفي وقت سابق، دعت امانة بغداد المواطنين الى عدم دفع اي مبالغ مالية لآليات وعمال جمع النفايات، الا بموجب وصولات رسمية صادرة من قبلها، مؤكدةً عدم وجود آليات أهلية تابعة لها، واهابت المواطنين بالإبلاغ عن اي مخالفة، عبر توثيق رقم الآلية او اسم الشخص والاتصال بالخط الساخن الرباعي ٥٦٢٨، لاتخاذ الاجراءات القانونية الصارمة بحق المخالفين على وفق التعليمات والضوابط النافذة.  وجاء في بيان للأمانة ان “جميع الآليات التابعة للدوائر البلدية التي تشمل كابسات النفايات وشافطات مياه المجاري والسيارات الحوضية وغيرها تقوم بتقديم الخدمات لأهالي مدينة بغداد مقابل اجور، يتم استيفاؤها على وفق ضوابط وتعليمات قانونية”.

وذكر البيان ان “الآليات الخدمية الاهلية غير تابعة للأمانة، ولا يسمح لها بالعمل او استيفاء اي اجور وبطرق غير قانونية”.

افتقار للخدمات

ويقول المواطن حسن مازن، الذي يسكن في منطقة النعيرية: “منطقتنا تفتقر الى الكثير من الخدمات الأساسية، فعلى سبيل المثال نحن لا نمتلك حدائق عامة ومتنزهات للترويح على النفس، فما بالك بالخدمات الضرورية الأخرى التي يجب توفيرها”.

ويسترسل مازن في حديثه لـ”طريق الشعب”: “ما زلنا نعاني من مشكلة الكهرباء التي لا تستقر طيلة أيام السنة، ونادرا ما نشهد تحسنا في وضعها”، متسائلاً: “لماذا نستورد الطاقة الكهربائية بينما نحن قادرون على انتاجها محليا في البلد، خصوصا وان الأموال التي تخصص لهذا القطاع كبيرة جدا”.

مساكن معرضة للانهيار!

وعن الحق في السكن يشكو المواطن ذو الفقار علي، ضعف حاله لـ”طريق الشعب” قائلا: “لا امتلك منزلا اضمن فيه حياة كريمة لأولادي مستقبلا. العشوائيات غير صالحة للسكن لكنها الحائل الوحيد بين ان نسكن بها او في الشارع، ولا بد من ان توفر الحكومة سكنا لنا، فمساكننا في الشتاء معرضة للانهيار، وهي غير آمنة، ودائما ما تغرق”.

“نحلم برؤية الماء”

اما الشاب علي صالح ـ يسكن في قضاء أبو غريب (الشيحة) ـ فيقول: ان منطقته تعاني من اهمال كبير جدا، والخدمات الموجودة لا تلبي التطلعات، وبالأخص مشكلة انقطاع المياه وعدم توفر الماء الصالح للشرب.

ويضيف صالح، ان مياه الشرب كانت قد انقطعت في وقت سابق فاضطر لمراجعة المديرية المسؤولة لمدة ثلاثة أسابيع “لكنني لم القَ اذانا صاغية. وفي فصل الصيف نحلم برؤية الماء”.

ويزيد صالح في حديثه لـ”طريق الشعب” عن احتياجات منطقته: “تعاني المنطقة أيضا من الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، والكثير من الاعمدة التي توصل التيار أصبحت غير صالحة وقديمة وانتهى عمرها، وانارة الشارع لا توفرها الجهات المعنية بل بجهود المواطنين”.

ويخلص الشاب علي الى ان “شوارع المنطقة تمتلئ بالمطبات غير القانونية، التي تتسبب بالكثير من الحوادث، وتفتقر مناطقنا الى الكثير من المشاريع الخدمية والتي يمكن ان تساهم بخلق الكثير من فرص العمل التي يحتاجها قاطنو منطقة أبو غريب”.

 ***************************************************

المؤسسات الصحية بؤر لانتشار فيروس كورونا.. مواطنون يشكون ضعف الإجراءات الوقائية .. ووزارة الصحة تعلن جاهزيتها للموجة الرابعة

بغداد - طريق الشعب

على الرغم من تأكيدات وزارة الصحة ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، يعاني الكثير من المواطنين من فوضى إجراء المسحات، أو من الحصول على نتائجها، فضلا عن غياب التنظيم في اجراءات تلقي اللقاح، مشددين على أن «المراكز الصحية هي المصدر الأبرز لانتشار فيروس كورونا بين المواطنين».

إجراءات وقائية ضعيفة

ففي هذا الصدد يقول المواطن علي عبد الله لـ «طريق الشعب» إن «الإجراءات الوقائية داخل المؤسسات الصحية ضعيفة وليست بالمستوى المطلوب، وان التشديد يقتصر على الكوادر الصحية والموظفين العاملين فيها». وذكر السيد عبد الله بأنه « يتم في مستشفى مدينة الطب إجبار المواطنين على الانتظار لساعات غير قليلة يوميا للحصول على نتائج التحاليل التي تُسلم جميعها بعد الساعة 12 ظهرا من كل يوم، من نافدة واحدة، يتجمهر عليها الكثير من المرضى» ويتابع « وتفتقر مستشفى مدينة الطب إلى الإجراءات الوقائية، فنافدة أخذ المسحات من مصابي كورونا هي ذاتها النافذة التي يتم منها تسليم نتائج التحاليل إلى المرضى الآخرين، مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس إلى المواطنين غير المصابين». 

لا خشية من إصابة المواطنين!

من جهته يذكر المواطن حيدر عباس لـ «طريق الشعب» أنه «لا توجد في المؤسسات الصحية أية خشية من إصابة المواطنين بفيروس كورونا، حيث يقتصر الخوف بين العاملين على أنفسهم فقط» وأشار إلى أن « هناك شحة في أخذ المسحات الوبائية ومختبرات التحاليل داخل المستشفيات الحكومية جميعها، مما يساهم بشكل كبير في تفشي الوباء، خاصة وان هناك الكثير من المواطنين أصيبوا بالفيروس جراء مراجعاتهم إلى المؤسسات الصحية التي باتت موبوءة بشكل كبير». وبخصوص عدم اعتمادهم على المختبرات الخارجية علق المواطن عباس قائلاً «رغم أن أغلب المواطنين هم من محدودي الدخل، الذين ترهق كواهلهم تكاليف العلاج واجراءات التحاليل الباهضة خارج المستشفيات الحكومية، فإن هناك من يجبرون على مراجعة المراكز الخاصة بسبب عدم توفر المستلزمات في المستشفيات الحكومية أو التعطل المتواصل في اغلب أجهزتها».

سوء الإدارة والتنظيم

وحول ما تعانيه مستشفى مدينة الطب من سوء الإدارة والتنظيم، يشير د. مازن حسين أحد الاطباء الاختصاص في المستشفى لـ»طريق الشعب» إلى أن «غياب التنظيم واقع حال في أغلب المؤسسات الصحية وذلك بسبب شحة الكوادر التنظيمية»، وأوضح «أن هناك الكثير من المرضى يتجمهرون بأعداد غير قليلة في ذات المكان، غير ملتزمين بالتباعد وبارتداء الكمامات، وبشكل مناف للإجراءات الوقائية».

ويشير الدكتور حسين إلى أن «احتمالية انتقال فيروس كورونا وانتشاره داخل المؤسسات الصحية كبيرة جدا، خاصة مع دخول المتحور الرابع (اوميكرون) إلى البلاد، وهو السلالة التي تتميز بسرعة انتشارها قياساً بالأنواع الأخرى التي سبقتها».

وبخصوص الإجراءات يقول الدكتور حسين «نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تعزيز الكوادر الطبية والفرق التنظيمية داخل المستشفيات والمراكز الصحية، وجعل أعدادها تتناسب مع أعداد المراجعين، فضلا عن ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية إزاء المواطنين وفرض العقوبات والغرامات بحق المخالفين».

ويشدد المتحدث باسم وزارة الصحة د. سيف بدر في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» على ضرورة إجراء التباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن متر ونصف، فضلا عن ارتداء الكمامات وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان. وقال «إن منافذ التلقيح ضد فيروس كورونا اليوم قد تجاوزت 1400 منفذ في عموم محافظات العراق وبثلاثة انواع من اللقاحات ومن مناشئ عالمية معتمدة». ونبه الدكتور بدر إلى أن من أهداف الوزارة هذا العام الوصول إلى تطعيم 29 مليون مواطن خاصة وأن عدد الملقحين حتى الأن قد بلغ ستة ملايين مواطن، رغم أن أعداد المواطنين ممن تلقى الجرعة الثالثة دون المستوى المطلوب». وشدد الدكتور البدر على أن «وزارة الصحة قد وفرت جميع اشكال البنى التحتية من المختبرات والاسّرة لاحتواء مرضى الإصابات الشديدة بفيروس كورونا».

 ***************************************

مواقع التواصل الاجتماعي أحد السبيل إيصال شكاوى النساء المعنّفات

بغداد - نورس حسن

تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بين فترة واخرى، مناشدات وحكايات صادمة كثيرة، من قبل نساء بمختلف الأعمار، تكشف عن قضايا التحرش والاغتصاب والعنف الأسري. وتبدو لهجة النساء المعنّفات على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أكثر جرأة من ذي قبل، خاصة بعد أن شعر الناس بإستجابة السلطات المختصة لتلك الشكاوى لدرجة اعتبر معها بعض المختصين مواقع التواصل الاجتماعي، ملاذا آمنا للكثير من المعنّفات خاصة في ظل ضعف الرادع القانوني.

ملاذ للمعنفات

تقول الناشطة نسرين علي في سياق حديث لها مع جريدتنا “طريق الشعب” “ ان هناك الكثير من المجاميع والصفحات على الفيس بوك تم إنشاؤها لنشر الهموم والمشاكل الاسرية التي تتعرض لها المرأة بشكل يومي”، وتؤكد على ان “ العديد من النساء يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ما يتعرضن له من ممارسات التعنيف بكل ثقة وأريحية”.

وتذكر السيدة نسرين ان الكثير من المناشدات التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي تأتي من قبل النساء اللواتي يمتلكن هواتف ذكية ولديهن خبرة في التعامل مع المواقع الالكترونية، فيما لا تمتلك أكثرية النساء المعنفّات هواتف ذكية وليس لديهن الخبرة الكافية في التعامل الإلكتروني وبالتالي هن ضحية ضعف الرادع القانوني.

من جهتها تذكر الناشطة النسوية بنين الياس لـ”طريق الشعب” أن “لجوء النساء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لها أسباب عديدة منها الروتين والتعقيدات الإدارية الكثيرة، فضلا عن حسم أغلب مشاكل المعنّفات عشائرياً حيث تصبح الاستجابة الرسمية للمطالب بطيئة”. وأضافت “أما في حال نشر المعنّفة لمعاناتها على مواقع التواصل الاجتماعي فإن المشكلة تتحول إلى قضية رأي عام وبالتالي يتم الاستجابة اليها بشكل أسرع”. وترى الناشطة الياس “إن لمواقع التواصل الاجتماعي دور غير قليل للضغط على السلطات لتفعيل قانون مناهضة العنف الاسري الذي بات تشريعه ضرورة ملحة”.

وجوابا على سؤال عما إذا كان بالإمكان اعتبار النشر في مواقع التواصل الاجتماعي آمناً للنساء المعنّفات، تقول الناشطة ألياس “هناك الكثير من النساء تعرضن إلى التعنّيف وعبّرن عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي فتم للأسف اغتيالهن أو وقعن فرائس تعنيف أشد”. وأشارت إلى أن “الإجراءات التنفيذية الرادعة إزاء جرائم التعنيف غير كافية”. وإستطردت الناشطة فقالت “ وعلى الرغم من الدور المهم نسبياً لعناصر الشرطة المجتمعة في رصد حالات تعنيف غير قليلة، الاّ أن دورها وللأسف الشديد يبقى مقيّدا لكونها تتدخل كجهات محايدة لحل المشكلة وليس كجهات ردع قانوني”.

بدوره يرى القاضي هادي عزيز ان مواقع التواصل الاجتماعي “سلاح ذو حدين”، ويقول لـ “طريق الشعب” ان “هناك الكثير من النساء يتعرضن إلى التعنيف اللفظي على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التعنيف الأسري”، ويشير إلى أن “مواقع التواصل الاجتماعي عالم خالٍ من أي نوع من أنواع المراقبة القانونية، ولهذا فتفعيل قانون مناهضة العنف الاسري ضرورة ملحة للحد من هذه المشكلة بكافة اشكالها”.

تعنيف بشع

واليوم، حيث إنتشرت أنباء جريمة تشويه وجه طالبة الفنون الجميلة مريم الركابي منذ سبعة اشهر بمادة التيزاب الحارقة، تضّج مواقع التواصل الاجتماعي  بالمطالبة بإنصاف هذه الفتاة قانونيا وتقديم ما يلزم من الدعم المادي لها. وفي هذا الصدد، تذكر رئيس مركز ايسين لحقوق الانسان والتنمية المستدامة إنسام سلمان في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” “أن العنصر النسوي هو الأكثر ضعفا في المجتمع دائما، والذكور سلطتهم قوية بوجود عشائرهم، فضلا عن ضعف قانون العقوبات وغياب المساواة التي أكد عليها الدستور”. وتشير السيدة أنسام إلى ان “قضية الأميرة مريم لم يتم الإلتفات اليها الا بعد ان اصبحت قضية رأي عام عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من مضي سبعة أشهر على ارتكاب الجريمة”. وتستكمل حديثها بالقول “ هناك الكثير من النساء يتعرضن إلى أبشع انواع التعذيب التي تصل بهن إلى الموت أحياناً، حيث يتم في العادة غلق القضية وإعتبارها إنتحاراً أو غسلا للعار”.

**************************

الصفحة الخامسة

مآسيهم كبيرة.. أيتام العراق مهمشون ويدفعون ثمن الحروب والإرهاب

بغداد – وكالات

خلّفت الحروب والصراعات المستمرة في العراق شريحة واسعة من أيتام يعيشون في فقر مدقع، بعدما فقدوا المعيل. يأتي ذلك بالتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة والفقر في البلاد.

وبينما تحيي دول كثيرة في 6 كانون الثاني من كل عام، اليوم العالمي ليتامى الحروب، بهدف التذكير بمحنة هذه الشريحة وضرورة حمايتها وصون حقوقها، ما زال أيتام العراق يعانون مأساة كبيرة، تضاف إلى مآسي البلد الكثيرة.

أرقام كبيرة

يفتقر العراق إلى أرقام رسمية مبنية على دراسة حقيقية لأعداد الأيتام، لكن توجد بيانات تصدر وفق مسح بدائي. وهناك إحصائيات صادرة عن وزارة التخطيط تتحدث عما يقارب الـ 700 ألف إلى مليون يتيم في البلاد - بحسب عضو مفوضية حقوق الإنسان د. علي البياتي.

وينوّه البياتي في حديث صحفي، إلى تصريحات سابقة لرئيس هيئة النزاهة الأسبق موسى فرج، تفيد بوجود 5 ملايين يتيم في البلد. كذلك بيانات منظمة “اليونيسيف” التي تتحدث عن العدد ذاته، لافتا إلى أنه وفق المعطيات الموجودة لا يقل العدد عن مليون يتيم.

ويعزو سبب ارتفاع أعداد الأيتام إلى “ما شهده ويشهده العراق من حروب وأزمات وإرهاب وكوارث أدّت إلى فقدان أركان الأسرة وهما الأب أو الأم أو الاثنان معا، ومن ثمّ بات الأيتام حصيلة ما حدث وما يحدث”.

ويعدّ البياتي غياب الأرقام الدقيقة عن عدد الأيتام “دليلا على عدم وجود اهتمام بهذه الشريحة، وعدم إعطائها أولوية من المؤسسات الحكومية”، لافتا إلى أنه “بالرغم من وجود ما يقارب 22 دار أيتام في البلاد تابعة لوزارة العمل، إلا أن الموجودين فيها لا يتجاوزون 100 يتيم. أما بقية جهود رعاية الايتام فهي تحسب لمنظمات المجتمع المدني”.

مأساة إنسانية

من جانبها، تشير الناشطة تقى عبد الرحيم، إلى أن “الأطفال الأيتام هم أبرز ضحايا الحروب. وهم الفئة المهمشة في المجتمع التي تعاني ويلات الفقر والعوز الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والتعليمي”.

وتبيّن في حديث صحفي، أن “أيتام العراق لديهم احتياجات نفسية وتربوية وتعليمية وحتى سلوكية. فالطعام والملابس ليس كل ما يحتاج إليه هؤلاء، إنما يحتاجون إلى إمكانات تقويمية، لأن تبعات ما يعيشونه سيعاني منها المجتمع في ما بعد”.

وتحذر الناشطة من “قيام بعض الجهات باستخدام الأيتام لمصلحة وسائل إعلامية أو في عروض دعائية لأغراض شخصية، من أجل استدرار تعاطف الناس وكسب مبالغ طائلة باسمهم بذريعة مساعدتهم”.

وعن الأطفال النازحين، تقول الناشطة “أنهم يتعرضون للتهميش بشكل أكبر، وتتم المتاجرة بمعاناتهم ويفقدون أجمل سنوات عمرهم داخل المخيمات”، لافتة إلى أن “بعض هؤلاء الأيتام بلا وثائق ثبوتية، بسبب تعرضها للحرق أو الضياع وقت الحرب، أو عدم الإبلاغ عن تلك الحالات الولادية وتسجيلها وقتها”.

وتعرب تقى عن أسفها لرؤية الأطفال وهم يبحثون عن لقمة العيش وسط القمامة “في مشهد يتكرر على أرض الواقع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي”. وتقول أن “أصعب شيء هو أن يسلب الطفل حقه بالعيش الطبيعي والحصول على متطلبات الحياة البسيطة.. فهذه مأساة حقيقية تهتز لها الضمائر الإنسانية”.

أطفال بلا مأوى

سفير الاتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل في العراق، حيدر آل دهش، يذكر في حديث صحفي أن “نسبة أيتام العراق قد تبلغ 5 في المائة من نسبة الأيتام على مستوى العالم - وفقا لإحصائيات خاصة باليونيسيف”، مضيفا أن “عدد دور الأيتام وتجهيزاتها في البلاد، لا يتناسب مع أعداد الأيتام والمشردين”.

ويتابع أن “تلك الدور تعمل وفق الممكن، بسبب غياب دعم الحكومة والمؤسسات التي تدعي الإنسانية وتبني تاريخها إعلاميا فقط وليس إنسانيا واقعيا!”.

ويصف آل دهش وضع الأيتام والمشردين في العراق بأنه “أشبه بزلزال بشري”، مؤكدا أنه “إذا لم نجد حلا عاجلا لهذا الوضع، ستحل كارثة لا يحمد عقباها”.

تداعيات خطيرة

إلى ذلك، يتحدث الباحث النفسي والاجتماعي د. أحمد مهودر، عن تداعيات خطيرة اجتماعية ونفسية تترتب على اليتيم.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “مسارات خطيرة ومهلكة تنتظر اليتيم إذا لم يحظ بالاهتمام المناسب، سواء على المستوى الاجتماعي أم الصحي أم الاقتصادي أم التربوي”، مشددا على “أهمية تقديم الدعم النفسي والمساندة الاجتماعية لليتيم، ومتابعته حتى لا يتجه نحو أصدقاء السوء وينحرف إلى سلوكيات سلبية وضارّة”.

****************

جفاف “العظيم” يتسبب في نزوح مربي الماشية

بعقوبة – وكالات

حذر مدير ناحية العظيم شمالي ديالى عبد الجبار أحمد العبيدي، من نزوح الآلاف من مربي الماشية في الناحية بسبب الجفاف وشح المياه.

وقال في حديث صحفي، أن "جفاف نهر العظيم وانعدام مصادر المياه بسبب شح الأمطار، أدى إلى شبه انهيار الثروة الحيوانية، وسط تهديدات بنزوح مربي المواشي أو تركهم المهنة لعدم قدرتهم على تحمل تبعاتها المعيشية الوخيمة".

وأشار العبيدي الى أنه "بعد جفاف نهر العظيم، وهو شريان المياه الرئيس لقرى الناحية ولأطراف من محافظة صلاح الدين، بدأ مربو الماشية باللجوء إلى السيارات الحوضية لتأمين مياه الشرب لحيواناتهم، متكبدين تكاليف باهظة. وهذا خيار اضطراري عقيم ولا يجدي نفعا".

وطالب مدير الناحية بـ "زيادة الاطلاقات المائية في نهر العظيم" بما يؤمن ماء الشرب للمواطنين ولإرواء الحيوانات، مؤكدا أهمية ذلك "للحفاظ على ما تبقى من الموارد المعيشة لسكان الناحية، وإنقاذهم من كوارث لا يمكن معالجتها أو تجاوزها".

ويعد نهر العظيم من أهم روافد نهر دجلة، وهو النهر الوحيد الذي ينبع من داخل الأراضي العراقية. إذ يقع منبعه في محافظة السليمانية ويصب في دجلة جنوبي مدينة بلد بمحافظة صلاح الدين.

**************

في النجف.. عن الواقع الزراعي ومشكلاته

النجف – طريق الشعب

عقدت اللجان المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف وكربلاء والديوانية، أخيرا، ندوة حول الواقع الزراعي ومشكلاته في العراق.

حضر الندوة التي عقدت في مقر شيوعيي النجف، عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيق ميعاد القصير، إلى جانب جمع من الرفاق ووفد من الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في النجف.

وخلال الندوة التي أدارها سكرتير اللجنة المحلية للحزب في النجف، الرفيق كريم بلال، جرى الحديث عن واقع العملية الزراعية الجارية في البلد، وتراجعها على مختلف الصعد. كما تم التطرق إلى دور اتحاد الجمعيات الفلاحية في تبني مطالب الفلاحين والدفاع عنها.

وجرت أيضا مناقشة البرنامج الزراعي الصادر عن المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والحديث عن التظاهرة الفلاحية المركزية المرتقبة، وسبل دعمها وإنجاحها من أجل تحقيق مطالبها.

*************

مواساة

* بمزيد من الحزن والاسى تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق احمد غايب بوفاة شقيقه ثامر.

للفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وأهله الصبر والسلوان.

* تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية، بالتعزية والمواساة لعشيرة آل شبانه/ عائلة آل حولي بوفاة الفقيد ابراهيم حولي سلمان.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*الرفيقان العزيزان هاشم الموسوي وجعفر الساعاتي وكل عائلة الفقيد

بألم واسً كبيرين وصلنا خبر وفاة الصديق العزيز د. مهدي الموسوي في المستشفى بعد ان رقد فيها إثر وعكة صحية المت به.

كان الفقيد د. مهدي (أبو عدنان) انساناً هادئاً دمث الاخلاق محباً للخير، وهو من الرفاق القدماء الذين شاركوا بمظاهرات 1956 في النجف وبقي صديقا مخلصا ووفيا لحزبنا. عمل لسنوات طويلة طبيبا في الجزائر بعد تغربه عن وطنه الذي احبه، وقد اكتسب شهرةً كبيرة في مكان عمله حيث احبه اهل المدينة جميعا لإخلاصه في عمله ولدماثة اخلاقه.

ستبقى ذكرى أبي عدنان خالدةً في قلوب كل من عرفه وتعامل معه.

نقدم باسم جميع رفاقنا التعازي القلبية للرفيقين هاشم الموسوي (أبو نزار) وجعفر الساعاتي (أبو عبير) وكل عائلة الفقيد راجين لهم ان تكون هذه خاتمةً للأحزان ومتمنين لهم جميل الصبر والسلوان.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا.

************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية.. معدلات التضخم في الاقتصاد ومخاطرها الاجتماعية

ابراهيم المشهداني

يشهد الاقتصاد العراقي في الفترة الاخيرة تزايدا في معدلات التضخم التي تقود بالضرورة إلى ضغط عسير ومستمر على الشرائح الاجتماعية المهمشة الأكثر فقرا وانحازت اليها شرائح الموظفين والأجراء ذوي الدخول الواطئة، وتعمقت أكثر بسبب السياسات المالية والنقدية التي انتهجتها الحكومة لمواجهة بما أسمتها بالأزمة المالية التي لم تكن إلا حصيلة خطل سياساتها الاقتصادية التي انتجت تشوهات خطيرة في بنية الاقتصاد العراقي.

فحسب احصاءات الجهاز المركزي للإحصاء فإن معدل التضخم وصل إلى 8،4   وهو أعلى معدل يحصل في السنوات الاخيرة انعكست آثاره على الشرائح الاجتماعية المسحوقة أصلا، وتتجلى في مجموعات المواد الغذائية والإيجارات والمجاميع السلعية كما تتجسد في الانشطة الاقتصادية المكونة للإنتاج المحلي الاجمالي كقطاع التعدين والمقالع والزراعة والصناعة التحويلية وملكية دور السكن والخدمات الحكومية، ويعزو الاقتصاديون أسباب هذه الزيادة إلى التضخم المستورد والتضخم المتسبب عن زيادة الطلب والمعروض النقدي وزيادة الاستهلاك الحكومي.

   غير أن التحليلات الموضوعية لظاهرة التضخم في الفترة الأخيرة لا يمكن فصلها عن التدابير الحكومية لخفض سعر صرف الدينار العراقي الذي خفض بنسبة 23 في المائة في نهاية عام 2020 فأصبح 1450 دينار للدولار بعد ان كان 1182 دينار للدولار مما يعني حسب (الدكتور مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الحكومة) أن الموازنة العامة قد حققت ريعا مشتقا بلغ 20 تريليون دينار عراقي عبر سياسة التكييف النقدي.  وكانت الحكومة قد راهنت على تخفيض سعر صرف الدينار العراقي لتعظيم ايرادات الموازنة العامة بمبلغ صافي مقداره 14 تريليون دينار اسهاما في معالجة ازمة مالية تعرض لها العراق نتيجة انخفاض اسعار النفط  ناهيك عن انها بالأصل كانت حصيلة لسياسات اقتصادية فاشلة طيلة السنوات الماضية، وقد استندت في هذه المراهنة على الزيادة في ضرائب الدخل والملكية والرسوم الكمركية وأرباح الشركات والضرائب المتراكمة  من سنوات سابقة،  غير ان حساب الحقل غير حساب البيدر كما قيل فإن المتحقق من هذه المصادر لا يزيد على 50 في المائة .كما لم تتحقق الحوافز المنتظرة في المنافسات التي سيشهدها قطاع الانتاج حسب الورقة البيضاء  .

   إن مظاهر التضخم الحالي والتي نجمت بصورة رئيسية عن التغيير في سعر صرف الدينار العراقي قد انتجت إشكالية أخرى في توزيع الدخل بين الشرائح الاجتماعية، فخلقت فجوة كبيرة بين طبقات حاكمة ثرية تكونت من سرقة المال العام وطبقة فقيرة ممعنة في الإدقاع. وبالنظر لاتساع هذه الفجوة فقد لجأت الدولة إلى التحويلات الاجتماعية لحل اشكالية الفقر وان بشكل غير جذري من خلال بطاقة تموينية مصابة بفقر الدم فاقتصرت على مواد لا تسمن ولا تغني من جوع، وفي نفس الوقت ابقاء الرواتب الممنوحة لموظفي الدولة متفاوتة بشكل صارخ بين الدرجات الدنيا وبين الدرجات العليا فالأولى قليلة جدا ولا تتناسب مع نسب التضخم ومستوى الأسعار، لهذا الاسباب مجتمعة فان المستوى المعيشي لعموم الشرائح الاجتماعية يتعارض مع مبدأ العدالة في توزيع الدخل.

   إن التوجه الجاد في معالجة الاقتصاد من أمراض التضخم وتبعاته الاجتماعية القاسية يتطلب اتخاذ تدابير جذرية بعيدة عن الأسلوب الشعبوي وكما يلي:

  1. مراجعة جذرية للنظام الضريبي بما يؤدي إلى السيطرة الحازمة على الإنفاق الحكومي خارج نطاق قطاع الانتاج مع ما يصاحبها من إعادة النظر في سعر صرف الدينار العراقي إلى سابق عهده وفي ذات الوقت رفع سعر الفائدة على القروض والودائع بهدف التقليل من حجم الكتلة النقدية المتداولة.
  2. مراجعة السياسة المالية والسياسة النقدية المؤدية إلى رفع معدلات التضخم واتباع سياسات استثمارية رشيدة في قطاعي الصناعة والزراعة لأهميتها في توفير العملة الصعبة من خلال تقليل معدلات الاستيراد والزيادة في حجم العمالة وإنعاش سوق العمل.
  3. تقليل الانفاق الحكومي على الرواتب والامتيازات الأخرى ليشمل بالدرجة الأساس العاملين في أجهزة الرئاسات الثلاث الممنوحة بموجب قوانين وأنظمة خاصة ومتحيزة خارج مبادئ العدالة الاجتماعية المتعارف عليها.

**************

وزير الزراعة : حرب تواجه المزارعين والمنتج المحلي الجمعيات الفلاحية:الإجراءات الحكومية انتهكت الفلاح والأرض

بغداد ـ عبدالله لطيف

نظمت الجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق، الخميس الماضي، مؤتمرا حضره وزير الزراعة وعدد من النواب في البرلمان، الى جانب رئيس الجمعيات الفلاحية حسن نصيف التميمي، حيث ناقش المؤتمر الأزمة الكبيرة التي ضربت قطاع الزراعة والفلاحين، تمثلت في تقليص المساحة الزراعية الى 50 في المائة، وعدم صرف مستحقات الفلاحين، ورفع الدعم عن الأسمدة والبذور والمبيدات.

وفي بداية المؤتمر، طالب رئيس الجمعيات الفلاحية التعاونية، حسن نصيف التميمي، في كلمته بـ”رفع أسعار الحنطة والرز، ودفع المبالغ المخصصة للفلاحين والتي اقرت في مجلس النواب، والبالغة 50 الف دينار للطن الواحد من الحنطة”، مشدداً على “زيادة الأسمدة وفتح باب الاستيراد من قبل كبار المزارعين والجمعيات الفلاحية”.

كما طالب وزارة التجارة بدفع مستحقات الفلاحين كاملة، وحذرها من تسويف مطالبهم.

ورفض التميمي، أن “يكون الاستيراد حكراً على جهة معينة والتي تحكمت كثيراً بأسعار الأسمدة والحقت الضرر بالمزارعين”، ودعا وزارة الموارد المائية الى زيادة تخصيصات المياه للخطة الزراعية، بعد أن ألحقت الوزارة الضرر بالفلاحين عندما قللت الخطة الزراعية الى 50 في المائة، بسبب نقص التخصيصات المائية.

وذكر التميمي ان “محافظة واسط التي تمكنت من إنتاج اكثر من 700 الف طن من المحاصيل الاستراتيجية، عانت من ظروف غاية في التعقيد لان السقية الأولى من المياه لم تكتمل في المحافظة حتى الان”.

وطالب التميمي وزير التجارة بتوضيح الأسباب، معتقداً أن “ما يحصل مع محافظة واسط هو حرب بسبب تمكنها من تحقيق غزارة في الإنتاج في الموسم الماضي”.

وقال أن “الامر نفسه حصل مع محافظات الفرات الأوسط التي تزرع الرز، وتحديداً محافظتي الديوانية والنجف”، مشيراً إلى أن “هناك تعويضات للمزارعين أقرها مجلس النواب: البعض منها لم يدفع، رغم مرور اربع سنوات على إقرارها”.

الزراعة تواجه حرباً

وفي سياق المؤتمر، قال وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، “أن هناك حرباً على المزارعين وعلى عدم دعم المنتج المحلي؛ ففي هذا العام نحن منعنا الاستيراد، رغم الحملة التي نظمها التجار علينا”.

وأضاف أن “الازمة التي تواجه القطاع الزراعي الان دفعتنا لخوض حرب مع مجلس الوزراء ووزارتي الموارد المائية والتجارة، بالإضافة الى المستشارين”.

وأوضح الوزير، أن “ما يحصل الان سببه أحكام قانون الموازنة التي لا تدفع مستحقات المزارعين. كما ان رفع الدعم عن محصول الشعير مثلاً يسبب ارتفاعا في أسعار الثروة الحيوانية”، مؤكداً أن “رفع الدفع عن الأسمدة الكيمياوية سببه أن المبالغ التي خصصت لوزارة الزراعة من أجل شراء الأسمدة اعطيت الى وزارة الصناعة، كي يتمكنوا من انتاج الأسمدة والبالغة 240 مليار دينار”.

وأكد خلو موازنة العام 2021 من مخصصات لدعم الأسمدة، وأن الكيلوات الخمسة من الأسمدة التي وزعت على الفلاحين جاءت من خزين العام الماضي. وأشار إلى أنه “بسبب غياب التخصيصات المائية استبعدت ستة ملايين دونم من الخطة الزراعية، بينما كان وزير الموارد المائية السابق قد وفر لنا مياهاً جوفية تغطي 3 مليون دونم”.

وقال الوزير، ان “وزارة التجارة تريد استيراد مليون ونصف المليون طن من محصول الحنطة بقيمة 650 دولار للطن الواحد. بينما يبلغ سعر الحنطة المحلية 560 الف دينار. ورغم هذا الفارق الكبير إلا ان الفساد في وزارة التجارة يمنع التسويق للمحصول المحلي، وبالتالي فإن الزراعة في خطر”.

وذكر أنه بالرغم من ان “الورقة البيضاء رفعت الدعم عن الأسمدة، إلا اننا نطالب بدعم البذور والاسمدة، فقد انخفض دعم البذور من 70 الى 35 في المائة في العام الحالي، وكذلك الامر بالنسبة للمبيدات والأدوية البيطرية”.

ودعا إلى “توفير منظومات الري المحورية والثابتة التي توفر اكثر من 40 في المائة من واردات المياه”، مؤكداً الحاجة إلى “اكثر من 60 الف منظومة ري محورية”.

اتهامات لوزارة المالية

إلى ذلك، اتهم عضو اللجنة الزراعية البرلمانية السابقة والنائب الحالي سلام الشمري وزير المالية بتسببه في اضرار للقطاع الزراعي، موضحاً أن “مجلس النواب حدد موعد استلام المزارعين لأموالهم خلال سبعة أيام من تاريخ تسويق منتجاتهم، لكن اشهراً عديدة مرت على تسويق المزارعين لمنتجاتهم من دون ان يتسلموا اموالاً”.

وأضاف الشمري، أن “مستحقات المزارعين وضعت في الموازنة ضمن النفقات الحاكمة، لكن وزير المالية يبرر عدم صرف المستحقات بقلة السيولة لدى الوزارة”.

وأكد أن “اتفاقاً حدث مع وزارة المالية يؤكد ان المستحقات يجب ان تدفع بشكل جزئي على مدار شهرين، حيث يكون يوم 1/11/2021 هو الموعد الأخير لدفع جميع المستحقات، لكن هذا لم يحصل”.

وتابع النائب، أن موازنة عام 2021 ضمنت إعطاء مبلغ 50 الف دينار لكل طن من المحاصيل الاستراتيجية، بدلاً للسماد الذي رفع الدعم عنه، لكن هذا لم يحدث ايضاً، والخلل لدى وزارة المالية.

*************

تجاهل متعمد للصناعات المحلية.. عقود فاسدة وعمولات مشبوهة وتهريب للدولار

بغداد ـ علي شغاتي

يعاني العراق من سوء إدارة وضعف التنسيق والتعاون فيما بين دوائر الدولة، الأمر الذي يترك أثاراً سلبية كبيرة على عملها جميعاً. وقد إشتكت وزارة الصناعة مراراً من عدم شراء منتجاتها من قبل الوزارات الأخرى، في مسعى وصفه عدد من المهتمين بالشأن الاقتصادي والصناعي بـالأمر “المقصود”، وذلك بغية استمرار المتنفذين في تحقيق مكاسبهم سواء من عمليات تهريب العملة الصعبة إلى خارج البلاد أو من صفقات الفساد والتسهيلات المدفوعة لأبرام العقود، فيما انتقد الخبراء إفتقاد وزارة الصناعة لرؤية علمية عن تطوير الصناعة وعدم معرفتها لاحتياجات السوق.

الصناعة تشكو

مدير عام الدائرة الفنية في وزارة الصناعة السيد ناصر إدريس، تحدث عن المشكلة في تصريح صحفي فقال “إن لدى الوزارة مصانع قديمة بُّنيت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وتمت قبل سنوات عملية إعادة تأهيلها لتقترب من القدرة التصميمية لها وبمشاركة القطاع الخاص عن طريق الاستثمار”. وأضاف “ أن الوزارة نجحت بتنفيذ الجزء الأكبر من هذا العمل، وحققت إيرادات جيدة ومشجعة في السنوات الأربع الأخيرة، وبزيادة في الواردات بلغت 15-16بالمائة سنويا”. ولفت السيد إدريس الانتباه إلى أن “المصانع التي أعيد تأهيلها تضم مصانع للمواد الإنشائية والإسمنت والأدوية”. وبيّن ان “بعض المعامل تتمكن من الإنتاج نسبة 30 في المائة من طاقتها، لأنها أنشئت لتزويد الوزارات ومنها الدفاع والداخلية والزراعة والصحة والتربية بما تحتاجه. غير إن المشكلة تكمن في رفض تلك الوزارات شراء منتجاتنا، وعدم التزام وزارات أخرى بتوصيات شراء منتجات وزارة الصناعة”.

وأشار السيد إدريس إلى أن “هناك مصانع يعاد تأهيلها من قبل مستثمرين، وتقوم الوزارة بمنحهم تعهدا بشراء منتجاتهم بهدف تعويضهم عن كلف إعادة التأهيل، لكن للأسف تصر الوزارات على شراء حاجاتها من مستوردين وبتكاليف أعلى ونوعيات أقل جودة ولا توازي ما تنتجه وزارة الصناعة”. وأكد على توفر الخطط الاستراتيجية والعقول العراقية والإمكانيات، “والمطلوب دعم وزارة الصناعة من خلال شراء منتجاتها”، لافتاً إلى أن “واحدة من قصص النجاح هي صناعة السمنت إذ أنه قبل 5-6 أعوام كان أغلب الإسمنت المتوفر في اسواق المحافظات مستورداً، الا أنه الآن، وبعد إيقاف الاستيراد وتعزز الثقة بالمنتج المحلي ذي النوعية الجيدة والأسعار المستقرة، صار الإسمنت المحلي الأكثر وجوداً واستخداما”.

فوضى في إدارة البلاد

وعلق الخبير الاقتصادي احمد خضير على هذا الموضوع بالقول “ إن هذا الأمر يعكس الفوضى في طريقة إدارة البلاد، فمن غير المعقول عدم التزام الوزارات والدوائر الحكومية بتوجيهات الحكومة، وكيف يمكن للعراق احياء صناعته وهو يدار من قبل عقليات لا تهمها سوى مصالحها الفئوية والحزبية الضيقة”. وأضاف السيد خضير لـ “طريق الشعب” أن “موضوع إحياء الصناعة الوطنية يسبب اضراراً كبيرة لمافيات الفساد والمتنفذين، منها تقليص تهريب العملة الصعبة إلى خارج البلاد، وانهاء ظاهرة الفساد والكومنشنات في العقود الموقعة من قبل دوائر الدولة”، مبينا أن “الهدف من عدم شراء منتجات وزارة الصناعة هو عرقلة إحياء الصناعات المحلية من أجل الحفاظ على مكاسب المتنفذين”.

وتابع الخبير الاقتصادي القول “إن وزارة الصناعة مسؤولة أيضا عن هذا الفشل كونها لا تقوم بتسويق منتجاتها بالشكل الصحيح، وهي غير قادرة على إيصال ما تنتجه معاملها إلى السوق المحلية، على الرغم من وجود تجارب ناجحة كخط انتاج البطاريات ومعامل الاسمنت”، مؤكدا أن “الفساد في مؤسسات الدولة، وعدم تطبيق قوانين حماية المنتج المحلي، هو المعرقل الحقيقي أمام عملية نهوض المعامل والمصانع العراقية”.

غياب الرؤية

ويرى الباحث في الشأن الصناعي خلدون علي أن وزارة الصناعة لا تمتلك رؤية استراتيجية حول حاجة السوق المحلية للمنتجات، ولا تزال تتعامل بنفس الطرق التقليدية القديمة. ورغم صرف مليارات الدولارات من قبل الدولة على المصانع والمعامل، فإنها فشلت بتطوير وانشاء المصانع وتأهيل الكوادر لمواكبة التطور المتسارع في القطاع الصناعي العالمي.

وأضاف السيد علي لـ “طريق الشعب” “ أن اللاعب السياسي المحلي والإقليمي لا يرغب في تنشيط القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية من أجل ضمان بقاء البلاد سوقاً للمنتجات الأجنبية، التي تضمن مصالح المتنفذين في الدولة ومن يدعمهم من الدول الإقليمية والدولية”. وأشار إلى ان “الفساد المالي والإداري الموجود في دوائر الدولة هو معرقل دائم أمام تمكين الصناعات الوطنية”.

وبيّن الباحث ان “الشركات العامة التابعة إلى الدولة تدار بعقليات تهدف إلى تخريبها وإنهاء عملها وتسريح العاملين فيها، فمن غير المعقول مواصلة العمل بدون وجود خطة تنموية لإعادة إحياء الصناعة، والاعتماد بشكل دائم على الريع النفطي”. وأكد على ان “الصناعة الوطنية غير قادرة على النهوض في ظل استمرار الفساد وغياب الإرادة في إعادة العراق إلى مكانته الطبيعية بين دول العالم والمنطقة”.

*************

الصفحة السابعة

انتهاكات إسرائيلية متواصلة .. فلسطين تبعث رسائل إلى الأمم المتحدة

متابعة «طريق الشعب»

بعثت فلسطين رسائل إلى الأمم المتحدة، استعرضت فيها تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، التي شملت أعمال قتل أناس عزل في الضفة الغربية المحتلة، وانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين.

وتواصل السلطات الإسرائيلية ممارسة انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، حيث اعتلقت اخيراً 5 فلسطينيين بينهم أسرى محررون. وفيما اعتقلت متظاهراً خلال قمع تظاهرة في مدينة تل السبع، نددت بأعمال تجريف أراضي السكان.

اعتقال 5 فلسطينيين

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن «القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 فلسطينيين، بينهم أسرى محررون في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة».

وأوضحت الوكالة، أن «قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر إياد سامي طقاطقة، واستدعت شقيقه عماد لمراجعة مخابراتها»، مضيفةً أن «عملية الاعتقال جاءت بعد مداهمة منزل ذويهما في بلدة بيت فجار وتفتيشه».

ولفتت إلى أن «القوات اعتقلت 4 فلسطينيين من مخيم الدهيشة بعد مداهمة منازلهم»، مؤكدةً أن «المعتقلين هم الأسيران المحرران حسن محمد الزغاري (26 عاما)، وأشرف محمد سجدية، وراني أبو عكر (20 عاما)، ورنيم محمد الجعفري (17 عاما)».

قمع احتجاجات تل السبع

وفي السياق، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة الماضية، متظاهرا من فلسطينيي الداخل خلال قمع تظاهرة في مدينة تل السبع بمنطقة النقب، خرجت للتنديد بأعمال تجريف أراضي السكان.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود قولهم أن «الشرطة الإسرائيلية أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المدمع باتجاه المتظاهرين».

وكانت شرطة الاحتلال اعتقلت يومي الأربعاء والخميس الماضيين 132 متظاهرا من فلسطينيي الداخل خلال الاحتجاجات التي نظمت في النقب ضد تجريف الأراضي، وفقا لموقع عرب 48.

وعلى جانب اخر، هددت الشرطة الإسرائيلية باعتقال وملاحقة 8 حراس للمسجد الأقصى من أصل 27 تم تعيينهم «كدفعة أولى».

وأكد نائب مدير عام أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات، أن مستوى التدخل الإسرائيلي في المسجد الأقصى، يتصاعد تدريجيا وتزداد معه حدة المواجهة بين دائرة الأوقاف الإسلامية وبين قوات الشرطة وأذرعها الأمنية المختلفة».

وأضاف «لعل أخطر التدخلات ومضايقات سلطات الاحتلال كانت التدخل بتعيينات الحراس وعرقلة عملهم داخل المسجد الأقصى، فقبل حوالي عامين، عينت دائرة الأوقاف 50 حارسا في المسجد الأقصى، فتدخلت سلطات الاحتلال في محاولة لفرض التدخل بالشؤون الإدارية في الأقصى».

وبحسب إحصاء مركز معلومات وادي حلوة ـ القدس، فهناك أكثر من 30 موظفا من دائرة الأوقاف الإسلامية، تعرضوا عام 2021 الماضي للاعتقال، وأفرج عنهم، فيما فرض على معظمهم الإبعاد عن المسجد لفترات متفاوتة.

رسائل الى الأمم المتحدة

ورداً على ذلك، بعثت فلسطين رسائل إلى الأمم المتحدة استعرضت فيها تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، التي شملت أعمال قتل عزل في الضفة الغربية المحتلة، وانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين.

وقالت الخارجية الفلسطينية، إن «مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور بعث هذه الرسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئاسة النرويجية لمجلس الأمن الدولي، ورئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية عبد الله شاهد».

وأشار منصور في رسائله، إلى «استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصغار والكبار من أبناء الشعب الفلسطيني بشكل غير قانوني وقاس، الأمر الذي يجعل حياتهم جحيما لا يطاق، ويتسبب في معاناة يومية هائلة لهم».

وشدد المندوب الفلسطيني على «عدم مصداقية التحقيقات الإسرائيلية في أعمال القتل والاعتداء التي تستهدف الفلسطينيين»، مشيرا إلى أنها «لا تؤدي أبدا إلى توجيه لوائح اتهام وملاحقات قضائية ضد مرتكبيها من الإسرائيليين».

ودعا منصور إلى «دعم استمرار ولاية المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين للعمل على وقف ومواجهة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين».

ووصف وضع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال «بالحرج»، في ظل استمرار «انتهاك حقوقهم الأساسية» المنصوص عليها في القانون الدولي، ومعاناتهم من الإهمال الطبي.

وحث المندوب الفلسطيني المجتمع الدولي على التحرك لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك العقاب الجماعي، والإهمال الطبي، والممارسة الواسعة وغير القانونية للاعتقال الإداري.

وتأتي الرسائل الفلسطينية الموجهة للأمم المتحدة في اعقاب اعتداءات إسرائيلية استهدفت، أخيرا، فلسطينيين عزلا، بينهم المسن عمر أسعد (80 عاما) من قرية جلجيا في رام الله الذي استشهد يوم الأربعاء الماضي أثناء احتجازه جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه.

 *******************************************

قوى «الحرية والتغيير» السودانية ترحب بالمبادرة الأممية

الخرطوم ـ وكالات

دعت قوى الحرية والتغيير، أمس الأحد، إلى توسيع مبادرة الأمم المتحدة الساعية إلى إنهاء الأزمة السياسية في السودان، من خلال ضم “الترويكا” والاتحاد الاوربي وقوى مناهضة الانقلاب، مطالبةً بسن دستور جديد وإبعاد الجيش عن السياسة.

وبعد يوم من إعلان موافقتها على المبادرة الأممية، أكد المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير تلقيه دعوة من بعثة الأمم المتحدة بالسودان للتشاور بشأن الأزمة السياسية.

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير، وجدي صالح، إن “التحالف سلم أمس الأحد البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان “يونيتامز” رؤيته حول العملية السياسية التي أطلقتها البعثة لحل الأزمة السياسية بالسودان”.

وأضاف صالح، أن “المجلس المركزي يقترح توسيع المبادرة الأممية من خلال ضم الترويكا (أميركا وبريطانيا والنرويج) والاتحاد الأوروبي”، مؤكدا أن “المشاورات يجب أن تضم القوى التي قاومت الانقلاب”، في إشارة إلى قرارات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التي أطاحت بحكومة عبد الله حمدوك أواخر تشرين الثاني الماضي.

وتابع أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير “لم يتلق أي دعوة ولا مبادرة من الاتحاد الأفريقي بشأن الأزمة السودانية”.

وعرض القيادي رؤية قوى الحرية والتغيير للخروج من الأزمة الراهنة، قائلاً أنها “تتضمن تأسيس دستور جديد ينهي الانقلاب”.

وأوضح إن حل الأزمة المستمر منذ أشهر يكمن في “إنهاء الانقلاب وإقامة سلطة مدنية، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن السياسة”.

وأكد أن الخروج من الأزمة “يتطلب تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات والسماح بالتظاهرات”، موضحاً  أنه “لا يوجد تواصل مع المؤسسة العسكرية والانقلابيين”، مؤكداً أن قوى الحرية والتغيير “ترفض التفاوض معهم”.

 ****************************************

في ذكرى الثورة التونسية.. تحذير من عودة الدولة البوليسية

متابعة “طريق الشعب”

دانت منظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية ما وصفوه بالاعتداءات السافرة التي مست قيادات سياسية ومدنية ومواطنين شاركوا في مظاهرات إحياء الذكرى الـ 11 لثورة الـ14 كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي، رغم حظر السلطات المظاهرات بدعوى تفشي فيروس كورونا.

وطالبت البيانات بإطلاق سراح المختطفين والموقوفين والمسجونين. وأكدت أن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق يكفله الدستور والقانون والمواثيق الدولية، وأن الشعب قادر على الدفاع عنه، ومستعد للتضحية بالمزيد لاستكمال الانتقال الديمقراطي.

من جانب آخر، قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، إن التاريخ لا يمحى بجرّة قلم، وذلك في إشارة إلى إلغاء سعيّد يوم 14 كانون الثاني، تاريخ إحياء الذكرى السنوية للثورة بمقتضى مرسوم رئاسي، وتعويضه بيوم 17 كانون الأول وهو تاريخ اندلاع الاحتجاجات من سيدي بوزيد قبل 11 عاما.

وأضاف الطاهري في منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، أن “يوم 14 كانون الثاني ملك للتوانسة لا يمكن محوه ويمكن أن يسترجع”.

كما اعتبر الأمين العام لحزب العمال حمّة الهمامي أن قمع المحتجين المعارضين للرئيس سعيد عودةٌ للدولة البوليسية بقيادة الرئيس.

وأكد الهمامي أن إغلاق شارع الحبيب بورقيبة قرار سياسي بالأساس هدفه قمع الحركات الاحتجاجية حسب تعبيره، وتوقع في تصريح إذاعي أن تشهد تونس تصعيدا للقمع وحربا ضد التحركات الاحتجاجية والإعلام، بعد الحرب ضد القضاء.8

وفي السياق، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن مراسلها في تونس ماتيو غالتييه تعرّض لعنف شديد من رجال شرطة حين كان يصور اعتداء عنيفا على محتج وإنه تمت مصادرة هاتفه وبطاقته الصحفية.

ونقلت الصحيفة، التي أدانت الاعتداء بشدة، عن مراسلها قوله “بدأوا في ضربي، كنت ملقيا على الأرض. كنت أصرخ أنا صحفي. أحدهم صدمني بالغاز. ركلوني وأخذوا هاتفي وبطاقتي الصحفية”.

وكانت قوات الأمن التونسية فرقت الجمعة بخراطيم المياه وقنابل الغاز المدمع متظاهرين حاولوا الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة.

ويبدو ان نهج الرئيس التونسي يجنح لممارسة العنف تجاه منتقديه، مما دفع بأوساط ديمقراطية معتدلة، كاتحاد الشغل الى تصعيد تنديدها بممارسات الرئيس، الى جانب استمرار نقد اقصى اليمين (حركة النهضة)، وكذلك اقصى اليسار (حزب العمال التونسي).

 ****************************************************

الرئيس الفنزويلي يرحّب بخلاص البلاد من فترة تضخم جامح

كاراكاس ـ وكالات

رحّب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السبت الماضي، في «رسالته السنوية» إلى الأمة، بانتهاء فترة امتدّت الى أربع سنوات، وشهدت خلالها البلاد معدّلات تضخم جامح، وتوقّع أن تبلغ نسبة النمو 4 في المائة للعام 2021.

وسجّلت فنزويلا في العام 2021 تضخمًا تراكميًا بنسبة 686,4 في المائة بحسب المصرف المركزي، ما يعني خروج البلاد من مرحلة تضخم جامح بدأت في 2017. وقال مادورو في خطاب استغرق ثلاث ساعات أمام الجمعية الوطنية «هذا الأمر يجعلنا متفائلين. لقد تجاوزنا عبء التضخم الجامح. بفضل الكثير من الانضباط والعمل والجهود. بفضل الكثير من الذكاء والجرأة والحكمة، خلال العام 2022 سنسلك طريقًا من أجل تسوية التضخم». وبعد أربع سنوات سُجّلت خلالها مستويات تضخم جامح، أكد الرئيس أن 2021 كان العام الأول الذي شهدت فيه البلاد انتعاشا و»نموّا». وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد في فنزويلا، بعد سبعة أعوام من الركود، تراجع ليصل إلى مستوى أدنى من إجمالي الناتج المحلي في هايتي.

وأكد الرئيس أن «النمو السنوي المتوقع للعام 2021» يبلغ «أكثر من 4 في المائة»، متحدثاً أيضاً عن نسبة نمو بلغت 7 في المائة في الربع الثالث من العام.

إلاّ أن صندوق النقد الدولي لم يؤكد هذه الأرقام ويتوقع تسجيل أرقام سلبية للعام الثامن على التوالي.

وأضاف الرئيس أن «2022 ستكون سنة الانبعاث، سنشهد توسعًا للاستثمار» رغم «الحرب الاقتصادية» التي تشنّها الولايات المتحدة.

ولطالما اعتبر مادورو أن العقوبات الأميركية تهدف إلى تنحيته وأنها سبب الوضع الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد.

 **********************************************

غيوم الناتو تعكر سماء فنلندا وروسيا

يوسف أبو الفوز

في الأسابيع الأخيرة، تصدرت أخبار العلاقة ما بين حلف الناتو وفنلندا، عناوين وسائل الاعلام، إثر ردود الأفعال التي برزت من قبل قادة حلف الناتو وفنلندا وأيضا روسيا على زيارة السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ وسفراء مجلس شمال الأطلسي هلسنكي في تشرين الأول، العام المنصرم، أعقبتها فورا، زيارة من الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين في خطوة قيل انها جاءت لطمأنة القادة الروس بشأن عدم امتثال فلندا للضغوط الغربية للالتحاق بالناتو. وكانت هذه المرة الأولى التي يقوم فيها وفد من الحلف الناتو بهذا الحجم بزيارة رسمية لأقناع فنلندا بالانضمام الى صفوفه.

وفي خطاب موجه للشعب الفنلندي بمناسبة العام الجديد، قال الرئيس الفنلندي، بان قرار الانضمام لحلف الناتو امر متروك لمقدم الطلب والدول الثلاثين الأعضاء في حلف الناتو و(ان مساحة فنلندا للمناورة وحرية الاختيار تشمل أيضًا إمكانية الاصطفاف العسكري والتقدم لعضوية الناتو، إذا قررنا ذلك بأنفسنا). وعاد ليؤكد سياسة (الباب المفتوح) التي تعتمدها فنلندا منذ عقود في علاقتها مع حلف الناتو، التي تقضي بأن لا تكون فنلندا عضوا في حلف الناتو، فتغيظ بذلك جارها الاكبر روسيا، وفي نفس الوقت لا تغلق الباب امام التعاون والمساهمة في العديد من برامج الشراكة مع حلف الناتو لتسهيل التعاون مع البلدان الغربية في مجال التدريبات والمناورات وشراء الأسلحة.

 وفي السياق نفسه، جاءت كلمة رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين (الديمقراطي الاجتماعي)، بالمناسبة ذاتها، وكذلك تصريحات وزير الخارجية، بيكا هافيستو (حزب الخضر). لم ينس القادة الفنلنديون في أحاديثهم التذكير بان فنلندا كانت ولا تزال مستعدة للتوسط في النزاعات في المنطقة، خاصة في القضايا الرئيسة مثل الازمة في بيلاروسيا، احتلال شبه جزيرة القرم والأوضاع في أوكرانيا، والتي قادت الى توترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك العقوبات والعقوبات المضادة. واعتبرت دولا اوربية عديدة، أعضاء في حلف الناتو، ان الحشود العسكرية الروسية في إقليم القرم على الحدود مع أوكرانيا تهديد للسلام في المنطقة، مثيرين المخاوف من غزو عسكري روسي لأوكرانيا.

في خطابها السياسي تبنت الحكومات الفنلندية سياسة (الباب المفتوح)، وتبعا لهذه السياسة شاركت فنلندا في قوة حفظ السلام في أفغانستان، وعدد من المناورات العسكرية للحلف. وقد أغضبت هذه المشاركات روسيا. ومع التطورات الأخيرة في المنطقة، وسياسة التلويح بالغزو التي تتبعها الحكومة الروسية، بدأت بعض الأحزاب الفنلندية، من اليمين، الدعوة للتعجيل في الانضمام لحلف الناتو. ان الاستطلاعات الشعبية لا تزال ترى ان الدخول في أي تحالف عسكري لا يضمن السلام، بل أن من شأنه ان يرفع الميزانية العسكرية للبلاد ويشكل عبئا اضافيا على الاقتصاد. وتدرك قوى اليسار هذا الامر جيدا وترسم خطابها السياسي وفقا له، وترى ان المحافظة على المنجزات الديمقراطية للشعب الفنلندي لا يمكن ان تتم الا في ظروف سلمية. والمعروف ان قوى اليسار الفنلندية تعارض باستمرار أي تطور نوعي في العلاقات مع حلف الناتو. اما القوى اليمينية التقليدية فتنظر بإيجابية الى الانضمام إلى الحلف. 

 من جانبه يصف جون هربست، السفير الأمريكي السابق لدى كييف، الحشود الروسية في شبه جزيرة القرم بأنها عبارة عن (خدعة كبيرة) يستخدمها الرئيس الروسي من أجل التوصل إلى اتفاقات تلبي المصالح الروسية.

لقد مرت العلاقة التاريخية بين فنلندا وروسيا بمنعطفات كثيرة. في سنوات 1809 -1917 كانت فنلندا جزءا من الإمبراطورية الروسية، وخاضت القوات الفنلندية معركتين ضد الاتحاد السوفييتي: في شتاء (1939-1940)، وما عرف بحرب الاستمرار (1941-1944). وبعد الحرب العالمية الثانية اعتبرت فنلندا نفسها دولة محايدة وخلال الحرب الباردة حاولت فلندا اتخاذ موقف وسط بين الكتلتين الغربية والشرقية. وكانت العلاقة مع الجارة الكبيرة تتقلب مع مرور السنين. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انضمت فنلندا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1995، والذي وضعها بشكل فعال كجزء من المعسكر الغربي. ولكن العلاقات الاقتصادية المتشابكة، تمنح علاقتها مع روسيا خصوصية، فما تزال فنلندا تستورد كميات كبيرة من السلع والضروريات الأساسية منها، مثل الطاقة والوقود، وبالمقابل تستورد روسيا كمية كبيرة من البضائع الفنلندية، مثل منتجات الاخشاب، وخدمات تكنولوجيا الاتصالات.

***********************

الصفحة الثامنة

الوجه الانساني لكارل ماركس

د. حيدر عبد الامير الغريباوي

ولد كارل ماركس يوم 5 مايو/أيار 1818، في مدينة ترير التابعة يومئذ لمملكة بروسيا، الواقعة شرق المانيا حاليا، وهو الابن الثاني في أسرة ميسورة الحال تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وتتكون من تسعة أبناء.

بعد تخرجه من المدرسة، ذهب ماركس إلى الجامعة، حيث درس القانون، ثم التاريخ والفلسفة فيما بعد. وأثناء دراسته في برلين وقع تحت تأثير الفيلسوف العظيم هيغل. لقد رأى أن لديالكتيك هيغل، تحت قشرته المثالية السطحية، مضامين ثورية عميقة جدا. وقد شكلت هذه الفلسفة الديالكتيكية الأساس لكل تطوره الأيديولوجي اللاحق.

كانت عائلة ماركس مكونة من سبعة أطفال، توفي أربعة منهم في سن الرضاعة أو أثناء الولادة. لكنهم وعلى الرغم من كل المصاعب كانوا عائلة سعيدة. أحب ماركس بناته بشدة وكن يعشقنه بدورهن. كان يخصص لحظات فراغه في المساء للعب معهن وكان يقرأ لهن من الكلاسيكيات. كانت رواية دون كيشوت هي المفضلة بشكل خاص، لكنهم قرأوا أيضا مسرحيات شكسبير، حيث كان ماركس وأطفاله يتناوبون على قراءة أجزاء مختلفة. قالت عنه ابنته إليانور: “لقد كان حكواتيا فريدا من نوعه”.

بعد نيله درجة الدكتوراه في الفلسفة بدأ اهتمام ماركس بدراسة الاقتصاد السياسي أثناء إقامته في باريس، أنتج ماركس عدة أدوات نظرية وتحليلية، وصاغ جملة من المفاهيم في إطار نقده للمجتمع الرأسمالي ودعوته إلى ضرورة الثورة البروليتارية بُغية التحول إلى الاشتراكية، وسعيه في التأكيد على أن هذا التحول حتمية تاريخية بالإضافة إلى كونه ضرورة.

ماركس يرفض أن الإنسان له طبيعة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بمرور الأزمان والتواريخ، فالإنسان يتغير عبر التاريخ وهذه طبيعته وهو في ذات الوقت يقوم بتغيير التاريخ.. وهنا يميز ماركس بين نوعين من الدوافع والميول الإنسانية..

الميول الثابتة: كالجوع والجنس، والعطش وهي لا تتغير إلا في أشكالها وبحسب الثقافات المختلفة..

الميول النسبية: والتي تعود إلى البنى الاجتماعية والإنتاج وشروطه كجمع النقود، أو السلطة، أو المجد الفردي، أو الأنانية الخ..

إن مفهوم الإنسان لدي ماركس هو الإنسان الفعال – المنتج لا المتلقي – الذي يدرك ويعانق العالم الموضوعي بواسطة قواه الذاتية الفاعلة – ليس الفرد المنتمي لجماعة تتحرك بـ “روح القطيع”.

لقد انطلق ماركس في دراسة الإنسان من الإنسان الواقعي والشروط الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش في ظلها، وتوصل إلى استنتاجات متعلقة بالدوافع البشرية، مُعتبرًا أن بعضها كالجوع والجنس ثابتة بالطبع، بينما تنشأ بعض الدوافع الأخرى أو تزداد أهميتها فوق العادة في ظل شروط اجتماعية مُعينة بنى اجتماعية مُحددة، وأوضاع إنتاج مُعينة، وشروط للإنتاج والتواصل الاجتماعي.

يعني أن ماركس يهتم بدراسة الكائن الواقعي، فقد حرص ماركس على تحليل الظروف المادية المشكلة للدولة، وإعادة بناء رؤية جديدة حول إنسان طبيعي عاش في حالة أصلية اصطلح عليها بالحالة الطبيعية مع فلاسفة الأنوار، وإنما هو حديث سياسي واقعي ومادي عن إنسان تجريبي متفاعل مع حركية الواقع.

إن التطور الصناعي في حلته الرأسمالية، أفضى إلى بروز نظام رأسمالي مميز للدولة الرأسمالية المطبوعة بالقهر والاستغلال والاستعباد واغتراب العامل عن عمله؛ لأن النظام الرأسمالي أفرز نوعا معينا من العمال وحدد وظيفتهم، التي تتجلى في كونهم مجرد آلات وقوة للإنتاج الرأسمالي لصالح طبقة مهيمنة ومحتكرة، إلى درجة أن العمال صاروا عبارة عن قوى وأدوات وآلات للإنتاج الرأسمالي، ومن ثمة عدم إحساس الناس بحياة إنسانية كريمة وكاملة؛ لأن تحقق ذلك يتطلب التحرر التام من جميع القيود وأشكال القهر والاستلاب والاغتراب.

يعني البديل للرأسمالية إنهاء الإنتاج مقابل القيمة، وخلق نمط إنتاج إنساني، وإنشاء شكل حكم جديد غير قائم على أساس حكومي، وبناء علاقات إنسانية حرة. إن الخروج عن قانون القيمة هو الأساس الجوهري لإمكانية تكوين مجتمع جديد حقًا، حيث أن إنتاج القيمة يجعل الانسان خاضعاً للأشياء ويشوه العلاقات الإنسانية. يستوجب علينا الآن وضع هذا البديل حيز التنفيذ.

وجهة نظر ماركس كانت أن النشاط الإنتاجي هو نشاط بشري أساسي، ويمكن أن يكون مجزيًا عند ممارسته بحرية. قد يكون استخدام ماركس لكلمة “عمل” سلبيًا بشكل لا لبس فيه؛ لكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا، ومع ذلك، كان ماركس واضحًا دائمًا أنه في ظل الرأسمالية، كان العمل شيئًا غير إنساني أي أنه لا ينتمي إلى كيانه الأساسي؛ أنه، بالتالي، لا يثبت نفسه في عمله، بل ينكر نفسه، ويشعر بالتعاسة وعدم السعادة، ولا يطور طاقة عقلية وجسدية حرة، بل يميت جسده ويدمر عقله.

ليست الأولوية لدى ماركس هي توزيع ثمار الإنتاج، بقدر ما هي تغيير أسلوب الإنتاج جذريًا بشكل يتيح للإنسان الحرية في توظيف طاقاته الإنتاجية وإبداعه كما يُريد دون تقيّد بالشروط الربحية للرأسمالية، وبطريقة تُوجّه الثروة المادية «لتلبية حاجات التطور لدى العامل» بصفته إنسانًا يُمارس فعاليته الذاتية الممثلة في العمل على أكمل وجه وفق إرادته. فإنسانية الإنسان ممثلة في فعالية عمله.

إن نقد ماركس للرأسمالية ليس فقط لانعدام العدالة في توزيع الدخل، ولكنها جعلت عمل الإنسان مغرباً مستقلاً عنه، وحولته إلى شيء شاذ مشلول وملحق بالآلة. ولذلك فالهدف الرئيسي لماركس هو انعتاق الإنسان من كل قيوده الحتمية والاقتصادية، واغترابه عن ذاته وعن حياته الإنسانية.

وبحسب كتاب “رأس المال” الذي أصدره ماركس عام 1867، فإن المعاناة، لا تنجم فقط عن الطبيعة الفانية أو المؤقتة للواقع، فهناك نظام اجتماعي اقتصادي ما، يعزز آلية التنافس بين الأفراد في مهمة البحث عن تكديس (مراكمة) الثروة التي لا يحظى الأشخاص الذين ينتجونها إلّا بقدر محدود من إمكانية الحصول على أجزاء منها، أو يُحرمون من ذلك. وعبر هذه العملية، تُنتهك حقوق معظم الناس، وتتم السيطرة عليهم ومعاملتهم بطريقة سيئة، وتغريبهم عن جوهرهم الإنساني، وبالتالي، فإن انعدام المساواة الاجتماعية ومأساوية الظروف المعيشية، تؤديان إلى انتشار الجريمة والعنف والكراهية، وهذا ليس أمرا مفاجئا، وتسبب الفقر والاغتراب والاستغلال، والمعاناة.

وترتكز جدوى المشروع الماركسي على الطبيعة المجتمعية الخيّرة للإنسان. قد يجادل البعض بأن الفكرة القائلة إنه بمجرد إدراك الإنسانية لترابطها، فسوف تحيد عن القسوة متجهة إلى التعاطف، هي طوباوية متمناة. لقد أدرك الفيلسوف الألماني، إمانويل كانت، في القرن الثامن عشر، أن القسوة والكراهية هما الخطأ الذي يرتكبه كل فرد، إذ تترسخان بعمق في طبيعة الوجود الإنساني.

ومن الملحوظ أن المادية الماركسية ختمت رسالتها في القرن التاسع عشر، دون أن تتعرض بالمساس للحرية الفردية أو تمس مطالب الفرد ـ إلاَّ حيث تستطيع أن تمشي في جدار فكرة من أفكار العصر المقبولة أو مبدأ من مبادئه المحدودة، كالحملة على احتكار الثروة، أو الرجوع إلى حقوق الأمة في المسائل الاقتصادية، أو الحتمية التاريخية التي لم تكن غريبة عن الأحاديث الشائعة حول نواميس الكون وقوانين الطبيعة.

 يفصل “ماركس” بين العلوم الطبيعية من جانب والعلوم الإنسـانية، وبـاقي أشـكال المعرفة من جانب آخر. ويرى أن العلوم الطبيعية تتميز بدقتها وموضوعيتها وقدرتها على كشف حقيقة العالم الخارجي، ويعتبر أن الأيديولوجيا أو التشويه الإيديولوجي للحقيقة لا يمتـد إلى العلوم الطبيعية. أما العلوم الإنسانية فتخضع في فكر” ماركس” للتشويه الإيـديولوجي بـل هي الشكل المعرفي الذي تتخفى فيه الإيديولوجيا في النظام الرأسمالي علـى وجـه التحديـد. ويرى “ماركس” أن دور العلم ولا شك أنه يعني العلوم الإنسـانية هـو كشـف التناقضـات وبالتالي كشف الإيديولوجيا بمعنى كشف التشويه الحادث في الواقع والمنعكس في الفكر، أمـا القضاء على الإيديولوجيا فلا يتم إلا بالقضاء على أسبابها، أي القضاء على المجتمع الطبقـي إذن في فكر “ماركس”، الإيديولوجيا هي نقيض العلم. ويعتقد “مـاركس أنه باكتشـافه الماديـة التاريخية ونظريتي القيمة وفائض القيمة فقد قدم العلم الذي كشف الإيديولوجيا من حيـث أن نظريته في القيمة كشفت حقيقة الاستغلال في المجتمع الرأسمالي، ونظريته في التاريخ كشفت أن المجتمع الرأسمالي ليس أبديا وسيتم تجاوزه.

مفهوم ماركس للعلاقة بين الرجل والمرأة، يرى انها علاقة احتياج إنساني، ذو طابع إنساني، وبالتالي، الحد الذي أصبح فيه الشخص الآخر، كشخص واحد من حاجاته، فالإنسان في وجوده الفردي كائن اجتماعي. وينتقد ماركس الشيوعية الفظة التي تدعو إلى مشاعية العلاقات “الجنسية “ في العلاقة مع المرأة كفريسة وخادمة للشهوة المشاعية، يتم التعبير عن الانحطاط اللامتناهي الذي يوجد فيه الرجل من أجل ذاته.

يرفض ماركس الأخلاق الزائفة لأنها تُستخدم لصالح المصالح القذرة للطبقة الحاكمة وكذلك الدولة لأنها تقمع المجتمع من خلال مكوناته، وخاصة القوى القضائية. كما يدين الدين لأنه يهدئ ويخدع الناس بكونه شريكًا للدولة في اتباع مصالحهم الخاصة في الوقت الحاضر يمكننا أن نرى أن بعض هذه المبادئ لا تزال سارية: هناك أخلاق خاطئة تتكون من “معايير وقيم” تطيع مصالح من هم في السلطة ورجال الأعمال النيوليبراليين الكبار، وتقمع الدولة للمجتمع مع ضباط الشرطة عندما يتجلى ذلك من خلال المسيرات والإضرابات بسبب بعض الخلاف.

إنّ جوهر الإنسان يكمن في مشاعره (Feelings)، كالحب مثلاً، لكنّ استخراج هذا الجوهر ليس ضروريًا لمعرفة العالم الخارجيّ الحِسّيّ كما بالنسبة لهيغل. إنّ التأمل بالأشياء الحِسّيّة لا يستدعي استخراج جوهر الإنسان، لهذا السبب يستخرج الإنسان جوهره ويُشَيِّؤهُ، أي يجعله شيئًا موضوعيًا، في الفلسفة والدين، وليس في الطبيعة.

وفي هذا الإطار تعد علاقة ماركس الإنسان مع زوجته جيني من الزيجات القليلة التي حافظت على اتقادها واشتعالها وشغفها ولم تكن علاقته بأولاده أقل شغفاً وتميزاً فهي بعيدة عن الهيمنة ومليئة بالحب المنتج ولا سيما طريقه سرده الممتعة للحكايات عن دون كيشوت وألف ليلة وليلة وهوميروس وشكسبير.

 ***************************************

  تعقيب على مقال «زلزال على مقياس جيو سياسي»                                                                    

مؤيد عليو

 جميل جدا ان نستلهم الدروس والعبر من التجارب الاممية في سعي الشعوب لنيلها تحقيق الاشتراكية في مجتمعاتها، إن مقال الـ”صفحة وجهات في النظر “ ضمن - عدد 41 ليوم الاثنين 3 / كانون الثاني/ 2022 – الغراء،  كان دقيقا في تناوله الحدث التاريخي وتسلسله، كما كان دقيقا في تحديد الصراع الدولي بين القوى الرأسمالية العالمية والاتحاد السوفيتي، للمدة التي كان فيها الاتحاد السوفيتي دولة تتخذ من الاشتراكية منهاجا ومفاهيما تسعى  من خلالها إلى بناء مجتمع اشتراكي في الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي، فلم يتحقق ذاك السعي حيث انتهت السعبين سنة بانهيار الدولة، وظل الشعب يتمنى أن تكون تلك الدولة موجودة اليوم لتحقق فرص العمل الحكومية والتعليم المجاني و..، و..، و..، و......

إلا أن الإشارة الموضوعية والضرورية إلى بعض الامور الفلسفية الماركسية، مهمة لا تحتمل السكوت عنها كثيرا، حيث لم تكن هناك عبارة “ تجربة اشتراكية غير مكتملة أو غير كاملة” وكأن تجربة الاتحاد السوفيتي كانت تجربة اشتراكية كاملة بكل المقاييس العلمية الفلسفية للماركسية! أو انها كانت تطبيقا كامل الأوصاف لما كتبه ماركس وانجلز!، ومن هذه الامور الفلسفية ما يأتي:

1- ذكر لينين في أكثر من موقف وخطاب ألقاها وكتابٍ ألّفه : أن دولة الاتحاد السوفيتي -الحديثة حينها - تسعى إلى بناء مجتمع اشتراكي على الرغم من وجود دولة تحمل مفاهيم الاشتراكية العلمية، لأن السبب الحقيقي والجوهري في هذه المقولة الخالدة فلسفيا، أن مجتمع روسيا القيصرية والمجتمعات التي صارت تابعة للاتحاد السوفيتي بعد ثورة اكتوبر1917، جميعها كانت مجتمعات زراعية خاضعة للإقطاعيات القيصرية ونظام حكمها الامبراطوري، وهي السمة الاقتصادية الغالبة للاقتصاد الروسي القيصري، مع صناعة متخلفة اذا ما قُورنت بمجتمع المانيا المتطور صناعيا وبريطانيا كذلك، وحتى فرنسا كانت اكثر تطورا صناعيا من روسيا القيصرية،

لينين كان يدرك تماما أن الاشتراكية يجب أن تنبع من المجتمع الصناعي بالضرورة والحتمية الاقتصادية السياسية كما كتب ماركس وانجلز، لكن  الذي حدث أن السبب السياسي في انتفاضة اكتوبر 1917 وتحويلها إلى ثورة اكتوبر 1917 اطاحت بالحكم الامبراطوري القيصري والمجتمع بهذه السمة الاقتصادية أنفة الذكر المتخلفة عن المفاهيم الاشتراكية، بمعنى أن  نسبة الفلاحين كانت أكثر من العمال في بداية تأسيس الاتحاد السوفيتي سنة 1917 إذ كانت نسبة الفلاحين في المجتمع بحدود 75 بالمائة من المجتمع والعمال بحدود 15بالمائة، أما نسبة10بالمائة تقريبا المتبقية فكانت موظفين مدنيين وعسكريين واقطاعيين وملاك أراضي وهم من مخلفات النظام القيصري، كما لم تكن نسبة المتعلمين في ذاك الوقت كبيرة والأمية منتشرة بكثافة والجهل أكثر، في حين ماركس يشير إلى المجتمع المتطور اقتصاديا وعلميا وتعليمه متطور في مرحلة الرأسمالية لكي يحقق هذا المجتمع اشتراكيته .

نلحظ هنا معاناة لينين والقادة البلاشفة في دولة السوفييت وهم يحاولون بناء مجتمع اشتراكي من خلال تدخل الدولة، وهي كانت محاولة أولى لبناء مجتمع اشتراكي من خلال الدولة وسطوة مؤسساتها دامت سبعين سنة ثم لم تحقق ذاك المجتمع الاشتراكي الذي كان القادة السوفييت يطمحون في تحقيقيه وهي تجربة تخص دولة ومجتمع الاتحاد السوفيتي وظروفه الخاصة اقتصاديا وسياسيا وتأثيرهما على سلوك وثقافة الأفراد في مجتمعهم ذاك ووقتهم ذاك، بينما نلحظ تجربة الصين الشعبية اليوم وهي لم تحقق بعد مجتمعا اشتراكيا أيضا، وكذلك كوبا لم تحقق مجتمعا اشتراكيا، وهي مازالت تجارب مثلهما مثل غيرهما تسعى لتحقيق المجتمع الاشتراكي. أما ظروف الاتحاد السوفيتي الصعبة فكانت حروبا شنتها الرأسمالية على الاتحاد السوفيتي منذ اول لحظة لتأسيسه سنة 1917 حتى الانهيار سنة 1991، حروب رأسمالية من اجل فصل اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي ومحاولات احتلال جزيرة القرم في سنوات 1918 – 1922، وكذلك محاولات تدخل قوى الرأسمال العالمي بتحريك الداخل السوفيتي وبمساعدة من الخارج قبل الحرب العالمية الثانية، ثم صارت الحرب العالمية الثانية، وثم الحرب الباردة المعلنة، هذا عدا حرب الجواسيس في محاولة تخريب بناء الاقتصاد الاتحاد السوفيتي. في هذه الظروف وغيرها كيف يتم نقل المجتمع من الزراعي الاقطاعي إلى الصناعي المتطور لكي يكون المجتمع عماليا ويحقق المجتمع الاشتراكي؟؟؟!! كانت من العجائب ان يستمر الاتحاد السوفيتي سبعين سنة، بل من الانبهار ان الاتحاد السوفيتي حقق قفزة علمية في مستوى التحصيل العلمي وهي منشغل في البناء الكامل للدولة والمجتمع، علما ان الاتحاد السوفيتي لم يسعَ لحرب دولة ما.

ثم نعود إلى لينين ورأيه من خلال سؤال أحد الصحفيين له حيث يقول السؤال: لو قدر لك ان تنقل دولة الاتحاد السوفيتي إلى بلد آخر؟ فأي بلد تختار لها؟؟ فأجابه لينين: أنقلها إلى المانيا لأنها متطورة صناعيا.

 وهنا نلحظ عمق مقولة لينين عن نباء مجتمع اشتراكي: (سنسعى إلى بناء مجتمع اشتراكي ولو حفرنا في الصخر بأظفارنا وأسنانا).

2- أن الإعلام الرأسمالي يحاول جاهدا في كل مرة أن يوصل معلومة زائفة إلى المتلقي، وهي ان مفهوم الاشتراكية خطأ كبيرا وهذا من خلال تصويره أن تجربة الاتحاد السوفيتي كانت تجربة اشتراكية كاملة فانهارت الدولة بسببها وأنها نهاية المطاف للاشتراكية !!، وهذ زيف وكذب فلم تكن تجربة الاتحاد السوفيتي إلا تجربة أولى في هذه الطريق الطويلة من حياة البشرية، بل وكانت تجربة اشتراكية غير مكتملة، ثم لماذا لا يذكر ذلك الإعلام الرأسمالي حروب الرأسمالية على دول لم تحاربه ولم تجاوره ولم تأخذ منه شئيا؟!! لماذا لا تذكر قيادة الرأسمالية العالمية اليوم فشلها العسكري في محاولة غزوها فيتنام مثلا من القرن الماضي، ومثلا لماذا حصارها مستمر على كوبا منذ عقود إلى اليوم؟؟!! ولماذا تحاول مرارا قلب نظام الحكم في فنزويلا اليوم من خلال التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية عبر الجواسيس والعملاء؟؟!!!، نعم، كذلك كانت الحال في حروب الرأسمالية على الاتحاد السوفيتي من اول لحظة.

لذا تذكر هذه السطور هنا بموضوعية ومودة أن “تجربة الاشتراكية هي في الاتحاد السوفيتي تجربة غير متكاملة “، وليست الانموذج الكامل للاشتراكية للأسباب التي ذكرها لينين فيما تقدم وفي كتبه.

 **************************************************

الصفحة التاسعة

توحيد قوى اليسار الفلسطيني: حاجة موضوعية ومهمة ملحة

د. ماهر الشريف

لم تعرف قوى اليسار الفلسطيني، عبر تاريخها، سوى تجربة توحيدية واحدة ناجحة، تمثّلت في تجربة التحالف الديمقراطي في ثمانينيات القرن العشرين، الذي اضطلع بدور بارز في تصويب مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، التي انقسمت على نفسها بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وفي استعادة وحدة هذه المنظمة، ما ساهم في توفير شروط اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى في أواخر سنة 1987، التي ساهمت القوى اليسارية الفلسطينية فيها بفاعلية وجمعها، إلى جانب حركة فتح، إطار القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.

ولكن بعد التباين الذي برز بينها حول الموقف من اتفاق أوسلو، توزعت قوى اليسار الفلسطيني على تيارين: أراد أصحاب الأول منهما أن يعطوا فرصة لهذا الاتفاق ضمن شروط معينة، بينما عارضه بحزم ودعا إلى إسقاطه أصحاب التيار الثاني. بيد أنه لم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى خاب الرهان على اتفاق أوسلو، واستؤنفت المساعي لتوحيد القوى اليسارية في الساحة الفلسطينية، وكان من أبز المتحمسين لهذه الوحدة والمبادرين إليها الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى والرفيق الراحل تيسير عاروري، حتى وصل عدد التجارب التوحيدية التي جرت إلى سبع، كان آخرها تجربة التجمع الديمقراطي الفلسطيني الذي أُعلن عن قيامه في كانون الأول/ديسمبر 2018 وضم إلى جانب الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية؛ وهي تجربة لم تصمد سوى أشهر قليلة وأخفقت جراء الخلاف الذي نشأ بين أطراف التجمع حول مبدأ المشاركة في حكومة السلطة الفلسطينية التي ترأسها الدكتور محمد اشتية.

فما هي العوامل التي حالت وتحول دون تحقيق هذه الوحدة، وتتسبب في فشل المحاولات التوحيدية العديدة التي شهدناها؟

أعتقد بداية، لدى الرد عن هذا السؤال، أنه لا يمكن فصل العجز عن تحقيق شكل من أشكال الوحدة عن أزمة الهوية التي تواجهها قوى اليسار، وتراجع دورها ونفوذها في إطار الحركة الوطنية وبين صفوف الشعب الفلسطيني. فإذا عدنا إلى تجربة التحالف الديمقراطي في الثمانينيات، نرى أن نجاح تلك التجربة كان يرجع ربما في جزء كبير منه إلى أن قوى اليسار الفلسطيني كانت آنذاك في حالة مد وليس في حالة جزر، واثقة من نفسها ومن مكانتها في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية، ومن علاقاتها التحالفية على الصعيدين العربي والدولي؛ ولذلك استطاعت من دون عناء شديد أن تتجاوز خلافاتها الثانوية ولم تدع مصالحها الفئوية الخاصة تطغى على مصلحة اليسار العامة. بينما جرت جميع محاولات توحيد اليسار اللاحقة في ظل الأزمة التي صارت تواجهها قواه، والتي قد يتوجب عليها من أجل ضمان شروط نجاح أي مشروع  مستقبلي لتوحيد اليسار أن تطرح على بساط البحث عوامل أزمتها وسبل تجاوزها، وهي أزمة تعود، في تقديري، إلى عوامل عديدة، من أهمها أن القوى اليسارية الفلسطينية، والعربية عموماً، تأثرت بانهيار الاتحاد السوفييتي وفشل تجارب ما عُرف بـ «الاشتراكية الواقعية» تأثّراً كبيراً، وصارت تعاني من تشوش فكري لم تتجاوزه إلى الآن، كما لم تلتقط هذه القوى اليسارية التغيّرات التي طرأت على بنية المجتمع الفلسطيني عقب قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في سنة 1994، والتي تمثّلت في تطبع الاقتصاد الفلسطيني بطابع ريعي، وتراجع القطاعين الإنتاجيين الصناعي والزراعي في إطاره لصالح تزايد دور القطاعين المصرفي والعقاري، وتعاظم حجم العاملين والمستخدمين في أجهزة السلطة الأمنية والإدارية، كما لم ترصد، في الوقت المناسب، ظاهرة تراجع أطر العمل الجماهيري، مثل نقابات العمال واتحادات الطلبة ومنظمات المرأة، التي بناها اليسار في سياق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز صمود المواطنين على الارض الفلسطينية المحتلة، وذلك في مقابل تنامي دور منظمات العمل الأهلي والمنظمات غير الحكومية، التي تكاثرت بعد قيام السلطة الفلسطينية وصارت تحصل على تمويل كبير من المانحين، واستقطبت عدداً كبيراً من كوادر القوى  اليسارية، ما ساهم في إضعاف هذه القوى. وبينما كان التيار الإسلامي يشهد تصاعداً لا سابق له لنشاطه، في إطار «الصحوة الإسلامية» العامة التي شملت المنطقة، عجزت القوى اليسارية الفلسطينية عن مواجهة تحدي التجديد على الأصعدة كافة، وعن تجسيد شعار الترابط بين مهمات النضال الوطني ومهمات النضال الاجتماعي في برامج ومهمات ملموسة.

وفي ظل تراجع دورها ونفوذها في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية، لم تستوعب قوى اليسار، في ممارساتها العملية، مبدأ وحدة-صراع-وحدة الذي يحكم عادة تحالفات اليسار مع القوى الأخرى في مرحلة التحرر الوطني. وعليه، فقد بقيت علاقة بعض قوى اليسار بحركة فتح تتأرجح ما بين مراعاة متطلبات مرحلة التحرر الوطني، من جانب، والبحث عن مصالح حزبية مباشرة، من جانب آخر. وبعد قيام السلطة الوطنية، تماهت هذه القوى مع السياسات الرسمية وأصبحت، في نظر الناس، جزءاً من النظام السياسي الرسمي الذي تمثّله هذه السلطة، حتى وإن لم تستفد كثيراً من مغانمها. وفي المقابل، تماهت قوى يسارية أخرى مع مواقف حركة حماس، ولم تبرز تمايزها عن بعض ممارسات هذه الحركة، كما لم تقف بحزم في وجه برنامجها الاجتماعي والثقافي بعد استيلائها على السلطة في قطاع غزة.

وعليه، يبدو لي أن الخطوة الأولى التي يجب على قوى اليسار أن تخطوها، على طريق تجاوز أزمتها، هي أن تسعى إلى ضمان وجهها السياسي والفكري المستقل إزاء القطبين الكبيرين في الساحة الفلسطينية، علماً أن اليسار، من حيث الدلالات، هو تلك القوى التي تلتزم بالتغيير وتنحاز إلى الفئات الاجتماعية المستغلَة والمهمشة، وتناضل من أجل الحد من أشكال اللامساواة بين الأمم والشعوب، ومن أشكال اللامساواة بين الطبقات، ومن أشكال اللامساواة بين المرأة والرجل، والتي تطمح إلى قيام مجتمع حديث يقوم على العلمانية التي لا تعني اللادينية، وعلى الديمقراطية متعددة الأبعاد، التي تشمل إلى جانب بعدها السياسي، المتمثل في الفصل بين السلطات الثلاث والانتخابات الحرة الدورية والحريات العامة والفردية والتداول السلمي للسلطة، بعديها الاقتصادي والاجتماعي كذلك؛ ولن يكون في وسع قوى اليسار الفلسطيني أن تضمن وجهها السياسي والفكري المستقل هذا إلا من خلال الالتزام الدقيق بمبدأ وحدة-صراع-وحدة في تعاملها مع القوى الأخرى المختلفة عنها في الساحة الفلسطينية؛ فضرورات التحالف مع حركة فتح من أجل حماية وحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني ، وفي النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، لا تنطبق على السلطة الفلسطينية التي تبنت وتتبنى، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وفي مجال احترام الحريات، سياسات لا تنسجم مع برامج قوى اليسار التي يتوجب عليها أن تناضل ضد هذه السياسات وأن تبلور وتطرح بدائل لها تستجيب لمصالح الفئات الاجتماعية التي تدّعي تمثيلها. ومن ناحية أخرى، يتوجب على قوى اليسار، مع تعاونها مع حركة حماس في النضال ضد الاحتلال وفي مواجهة عدوانه وحصاره، أن تقف موقفاً حازماً من برنامج هذه الحركة الاجتماعي والثقافي، وأن تبرز طابعها العلماني الواضح، الذي بقوم على قاعدة الفصل بين الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية وعلى ضمان حرية المعتقد والابتعاد عن التكفير، كما تبرز تمسكها الحازم بالتعددية السياسية وبالحريات الفردية والعامة.

إن هذه المواقف، ستفتح بكل تأكيد أمام قوى اليسار طريقاً يمكّنها من أن تعبئ حولها قطاعات واسعة من الفلسطينيين التي لا تجد نفسها متماهية لا مع برنامج حركة فتح وسلطتها  ولا مع برنامج حركة حماس وسلطتها، وصولاً إلى تشكيل قطب ثالث وازن وقادر على كسر الاستقطاب الثنائي بين هاتين الحركتين واستعادة وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية؛ فالقاعدة الاجتماعية لليسار لا تزال واسعة بين صفوف الفلسطينيين، ولا ينقص من أجل استقطابها وتعبئتها سوى أن تتحلى قوى اليسار بروح المسؤولية، وتضمن وجهها السياسي والفكري المستقل؛ ولعل هذا بدوره سيوفر شروطاً أفضل لتحقيق وحدة قوى اليسار، بغض النظر عن الأشكال التي قد تتخذها هذه الوحدة.

لقد لعب اليسار دوراً تاريخياً مهماً في مسيرة الكفاح الوطني والديموقراطي الفلسطيني، وهذا الدور لا يزال مطلوباً بإلحاح، من أجل إنجاز أهداف التحرر الوطني من جهة، عبر توسيع التعبئة الشعبية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز المقاومة الشعبية له، ومن أجل تحقيق التغيير الاجتماعي الديموقراطي المطلوب من الجهة الأخرى، عبر ضمان الانتخابات الدورية الحرة وتحقيق تنمية متوازنة تضمن تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للأعباء والثروات. فهل يحق لي، أنا المعتقد بأن وحدة قوى اليسار الفلسطيني هي حاجة موضوعية ومهمة ملحة، أن أدعو في ختام هذه المساهمة كل الذين يشاركونني هذا الرأي إلى أن يبرزوا في مواقفهم وممارساتهم أن انتماءاتهم الحزبية المختلفة لا تتعارض مع سعيهم لتحقيق هذه المهمة، ولا مع حرصهم على تعظيم شأن مصلحة اليسار العامة، ليس على مستوى قيادات فصائلهم فحسب بل على مستوى كوادرها وأعضائها كذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن «الهدف» االفلسطينية – 5 كانون الثاني 2022

 **********************************************

364 ألف مدني ضحايا حرب أمريكا على الإرهاب

ترجمة: د. هاشم نعمة

تعترف الولايات المتحدة بأن غارتها بطائرة بدون طيار في كابول قد انحرفت عن هدفها. قرأت كارولين رويلانتس* في تقارير جديدة عن عدد القتلى المدنيين في حروب أمريكا.

العودة إلى الموت والدمار. كما لاحظت، اعترفت الإدارة الأمريكية يوم الجمعة بأن الضربة الأخيرة بطائرة بدون طيار في أفغانستان لم تقتل أي من المتطرفين على الإطلاق، ناهيك عن منع هجوم جديد “وشيك”. وبدلاً من ذلك، لقي عشرة مدنيين، بينهم سبعة أطفال، مصرعهم في 29 أغسطس / آب 2021، وتولى الجنرال ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الإقرار بـ “المسؤولية الكاملة”.

عادة، تحتاج واشنطن إلى وقت لا نهاية له للاعتراف بمثل هذا “الخطأ” – قتل موكب زفاف في اليمن بدلاً من طابور من المتطرفين- إذا أقر الاعتراف به على الإطلاق. الأمريكيون ليسوا وحدهم بأي حال من الأحوال في هذا الأمر، خذوا قتل المدنيين في هجوم شنته القوات الجوية الهولندية على الحويجة (العراق) في عام 2015**، والذي تمت مناقشته في هذه الصحيفة في تشرين الأول| أكتوبر 2019، وقد اعترفت الحكومة بالتورط به في وقت لاحق فقط. لكن بعد عشرة أيام من هجوم  الطائرة بدون طيار، قدمت صحيفة نيويورك تايمز صورة لما حدث بالفعل - لم يكن متطرفًا يحمل القنابل، ولكن قتل عامل طوارئ بالماء وغاز الطهي - ولم يكن لدى واشنطن من مخرج.

قُتل الكثير من المدنيين في “الحرب على الإرهاب”، الحرب التي شنها الرئيس بوش الابن على الإرهاب الإسلامي رداً على هجمات القاعدة في 11 أيلول| سبتمبر. أكثر بكثير مما كنت أعتقد، وربما أنت أيضًا. في تقرير جديد (1 أيلول| سبتمبر)، يُحصي مشروع “تكاليف الحرب” بجامعة براون ما مجموعه 363،939 إلى 387،072 حالة وفاة لمدنيين نتيجة الحرب المباشرة (ليس بسبب المرض أو الجوع) منذ 11 سبتمبر في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وغيرها من مناطق الحرب ما بعد 11 سبتمبر. هذا هو على الفور أكبر عدد من قتلى الحرب؛ أكثر ممن قتلوا من مقاتلي المعارضة الذين جاؤوا في المركز الثاني (296،858 - 301،933) أو قتلى الشرطة والجيش الوطنيين أي حلفاء الولايات المتحدة الذين احتلوا المركز الثالث (204،645 - 207،845).

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُنسب جميع الوفيات وسط المدنيين إلى الطائرات الأمريكية بدون طيار. أيضًا هناك أعمال عنف أخرى مرتبطة بالحرب - فكر في القصف الجوي الذي طال الدولة الإسلامية - والمعارضين أو الحلفاء (انظر الحويجة). إذ في وقت سابق من هذا الشهر، قدرت مجموعة أبحاث “الحروب الجوية” Airwars عدد القتلى المدنيين الناتج من الهجمات الأمريكية بنحو 22000، وربما ضعف ذلك.

تمنح السلطات الأمريكية العليا الإذن على نحو متزايد لما تعتبر في الواقع عمليات قتل خارج نطاق القضاء. في ولايته الثانية، ضيق الرئيس أوباما من معايير استخدام القوة المميتة ضد الإرهابيين المشتبه بهم في أماكن أخرى. ثم جاء ترامب، الذي وسّع هذه المعايير على الفور مرة أخرى. وقد أدى ذلك إلى جعل عمليات الإعدام هذه طبيعية وزيادة في عدد القتلى المدنيين. ووفقًا لمكتب الصحافة الاستقصائية في لندن، سمح أوباما بـ 1878 هجوم بطائرات بدون طيار خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة. بينما كان ترامب مسؤولاً عن 2243 هجوم بطائرات بدون طيار في العامين الأولين من رئاسته.

كان بايدن يدرس المعايير لفترة من الوقت - هل يجب أن تكون أكثر صرامة أو حتى أكثر مرونة مما هي عليه الآن؟ يتم الآن تنفيذ الهجمات في حوالي عشر دول - هل ينبغي أن يكون هناك المزيد من الهجمات، ربما في إفريقيا حيث أصبح أيضًا تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة أكثر نشاطًا؟ وقد دعا عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأخرى بايدن إلى إنهاء هذه الهجمات والتي لا تحل في نهاية المطاف أي شيء كما ثبت في أفغانستان. 

  ومنذ ذلك الحين، اتبعت المزيد من الدول خطى أمريكا: إسرائيل وتركيا وإيران على سبيل المثال لا الحصر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كارولين رويلانتس، هي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط.

** بحسب التقديرات الأمريكية قُتل 70 مدنيا في الحويجة، وكان القصف قد استهدف مخزن قنابل تابع لداعش كما ذكر، لذلك قررت هولندا إجراء تحقيق مستقل عام 2020، لكنه مازال بطيئا ويتعرض إلى معوقات.( المترجم)

الترجمة عن: NRC Handelsblad 20 September 2021

*************************

صفحة عشرة

الماركسية .. وسرير بروكوست.. الحتمية تتأسس بالوعي والممارسة

محمود أمين العالم*

ان مقولة الضرورة والحتمية عند ماركس ليست احادية الجانب، وليست لاهوتية، او ميكانيكية او اقتصادية، بل إنها تتضمن القول بالعوامل المتعددة المتفاعلة والتي يلعب الوعي الانساني والممارسة الانسانية دورا اساسيا بينها، وان كان للعملية الانتاجية الدور الحاسم في نهاية المطاف. أما من يصفون نظرية ماركس بتلك الحتمية الميكانيكية أو اللاهوتية، فهم من خصوم الماركسية (وبعضهم من اشياعها كذلك!)

ليس معنى هذا انتقاء القوانين العامة، ولكن القوانين العامة هي ثمرة الدراسة العينية للوقائع العينية، التي يمكن ان نرتفع بها بالبحث والدراسة الى التعميم الى قوانين عامة التي بدورها قد تختلف في دلالتها باختلاف الملابسات والاوضاع الاجتماعية والتاريخية، أي بتعبير آخر انها لا تُفرض مسبقا ولا تكون لها صفة الاطلاقية والابدية، وانما تكون موضوع دراسة وبحث باختلاف الملابسات والاوضاع.

والواقع ان هذا الفهم الاطلاقي للمادية الجدلية يكمن وراء فهم اطلاقي لمفهوم آخر هو مفهوم الضرورة والحتمية عند ماركس. يقول ماركس في النص المعروف في مقدمة كتابه “مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي” ان الناس في انتاجهم الاجتماعي لوجودهم يدخلون في علاقات محددة ضرورية مستقلة عن ارادتهم، علاقات انتاج تتفق مع درجة التطور المحدد لقواهم المادية الانتاجية. ان مجموع علاقات الانتاج هذه تكون البنية الاقتصادية للمجتمع والاساس المادي الملموس الذي يقوم عليه الاساس الفوقي القانوني والسياسي والذي ترتبط به اشكال الوعي الاجتماعي المحددة، ان نمط الانتاج المادي هو الذي يحدد ويشرط سيرورة الحياة الاجتماعية والعقلية عامة. ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم وانما العكس، ان وجودهم هو الذي يحدد وعيهم”.

ان بعض القراءات الجامدة الاطلاقية الشكلية لهذا النص تسارع الى القول بان الوجود الانساني محكوم ومشروط بشكل حتمي بالواقع المادي. وهذا الواقع المادي هو الذي يحدد المسار التاريخي الانساني كله.

على ان القراءة الموضوعية لهذا النص، تكشف منذ بدايته ان انتاج الناس لوجودهم الاجتماعي هو الذي يفضي الى تحقيق علاقات مستقلة عن ارادتهم الفردية. وهذا لا ينفي اولا مشاركتهم في شكل هذه العلاقات وانما يكون بشكل غير ارادي، أي بشكل موضوعي. وهنا تلتقي الممارسة الذاتية بالتشكل الموضوعي، الذي سوف يعود بدوره الى التأثير في الوعي الذاتي، والممارسة الذاتية، بما يفضي بدوره الى اشكال اخرى متطورة من العلاقات.

أي هناك تفاعل بين الذاتي والموضوعي، هناك ضرورة موضوعية تتحقق بالممارسة الاجتماعية، على ان هذه الضرورة الموضوعية يمكن ان تتغير بالوعي الذاتي بها. ولهذا يقول ماركس بوضوح ساطع “ان الناس هم الذين يصنعون التاريخ” ولقد فسر ذلك قائلا “حتى الآن فعلوا ذلك بغير وعي خاضعين لقوى اقتصادية واجتماعية لا يفهمونها ولكنهم قادرون الآن على الوعي”، بها هذه – في تقديري – القيمة الثورية التاريخية الاساسية للماركسية.

ان مقولة الضرورة والحتمية عند ماركس ليست احادية الجانب، وليست لاهوتية، او ميكانيكية او اقتصادية. ان المثل الذي يضربه ماركس للتعبير عن تغير نمط الانتاج بين مرحلة واخرى، بالطاحونة اليدوية، وبطاحونة الهواء، لا تدل على ان العامل الميكانيكي او الاقتصادي هو العامل الوحيد المحرك للتاريخ. ولم يقل ماركس – كما اوضح انجلز – في دراسة خاصة، ان الاقتصاد هو العامل المحدد الوحيد للسيرورة التاريخية.

ان مقولة الضرورة والحتمية تتضمن القول بالعوامل المتعددة المتفاعلة والتي يلعب الوعي الانساني والممارسة الانسانية دورا اساسيا بينها، وان كان للعملية الانتاجية – لا الاقتصاد بالمعنى الميكانيكي الآلي – الدور الحاسم في نهاية المطاف، وهذا ما يجعل مفهوم الضرورة والحتمية في الفكر الماركسي تكاد تكون، ان لم تكن، هي بالفعل مرادفة لمفهوم الامكانية. فالعالم في الماركسية لا يحكمه قانون من التطور الكلي الذي يتوجه نحو غاية معينة، فليس هناك شيء كامن في الطبيعة والتاريخ، أي نوع من العقلانية المحايدة التي تحكم الموجودات والاحداث الفردية وتوجهها توجيها احادي الاتجاه. ان ماركس يرفض بشكل قطعي هذه الرؤية القدرية للتاريخ. يرفض القول بتاريخ يتبع غاية خاصة مستقلة عن غايات يريدها الناس، فهذه الغاية لن تتحقق الا بمشاركة واعية وارادية للناس الذين يستطيعون في الوقت نفسه تحقيق غاياتهم الفردية في ضوء ادراكهم للظروف الموضوعية القائمة. ان سيرورة التاريخ عند ماركس يتحرر فيها الناس بانفسهم من الضغوط والقيود الطبيعية والاجتماعية، انه تحقيق للذات وتفتح متطور لا نهاية له، وليس مغلقا على غاية محددة.

حقا، ان كل شيء يتحقق وفق قوانين محددة، وفق علل محددة، وهذا ما يمكن تسميته بالحتمية العلمية، التي تستبعد كل ضرورة مفارقة من خارج التجربة الانسانية، وكل علية غائية نهائية. ان ما يميز هذه الحتمية هي انها لا تستدعي الا الاسباب والعلل الفاعلة والشروط المحددة في التجربة، والعلل والشروط المحددة لها، وهي علل وشروط انسانية واجتماعية وتاريخية وموضوعية اساسا.

وليست القوانين العامة الا تعميمات لهذه القوانين المحددة المؤسسة على هذه العلل والشروط. ولهذا فهي تختلف وتتنوع باختلاف الاوضاع والملابسات. وهذا ما ينفي عنها جمودها ونمطيتها المطلقة، ويعطي لها دلالات خاصة. على ان هذه القوانين العامة نتكشفها خلال دراسة تجلياتها العينية المختلفة. ولعل من ابرز هذه القوانين العامة المعبرة عن العلل والاسباب الفاعلة، هو الصراع الطبقي، والعلاقة بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج، الدور المحرر للطبقة العاملة والمنتجة عامة.

ان الوعي بهذه القوانين وهذه العوامل والعلل الموضوعية في التاريخ وتأسيس الفاعلية الانسانية عليها هو الذي ينتج تحقيق الحرية الحقيقية.

لهذا لا سبيل الى القول بحتمية قدرية في الماركسية.

والواقع ان الذين يصفون نظرية ماركس بهذه الحتمية هم من خصوم الماركسية ومن اشياعها كذلك. فالخصوم يتخذون من هذا الفهم ذريعة لاتهام الماركسية بالمادية الجامدة الميكانيكية غير الانسانية.

اما الاشياع فيتخذون هذا الفهم لتبرير ممارساتهم الارادية السياسية التي يفرضونها فرضا على المجتمع والناس والواقع، في تعارض مع ضرورات الواقع وارادات الناس.

ان جوهر نظرية ماركس هو أبعادها العلمية والفلسفية والسياسية العملية التي تتضافر لتحقيق ثورة جذرية في التاريخ بفضل ظهور الطبقة الاجتماعية المؤهلة لتحقيقها وهي الطبقة العاملة. وهي ثورة ضرورية وممكنة في وقت واحد، بل لعل امكانها مرتبط بأساسها الضروري، وهي ثورة تسعى لالغاء استغلال الانسان للانسان والقضاء على كل قهر سياسي، وذلك بالغاء الملكية الفردية لوسائل الانتاج والانتقال بالتاريخ من ملكوت الضرورة الى ملكوت الحرية.

ولا يتم هذا بشكل ميكانيكي قدري، وانما بالممارسة النضالية الثورية التي تعي وتسيطر على الشروط الموضوعية للواقع الموضوعي.

ومع الثورة السوفييتية عام 1917 انتقلت هذه النظرية الماركسية من افقها النظري الى الممارسة الواقعية التأسيسية. وتحولت من ممارسة ثورية لانتصار ثورة الى سلطة ثورية منتصرة في سياق اوضاع سياسية واجتماعية اقتصادية وعسكرية وعالمية مختلفة، واصبحت الماركسية هي مصدر المشروعية لهذه الثورة ومرجعيتها الفكرية والعملية الاساسية.

لا اريد ان ادخل في تفاصيل هذه الاوضاع التي قامت السلطة الجديدة في سياقها. على ان هذه السلطة الجديدة كان من الطبيعي ان تسعى الى تكييف النظرية بحسب هذه الاوضاع تحقيقا لاهدافها العامة.

فماركس لم يقدم برنامجا عمليا للتحول الاشتراكي وانما قدم خطوطا عامة. ولقد استطاع لينين بان يقود عملية الثورة وان يحققها باقتدار عبقري في مواجهة الضرورات العملية والفكرية والتنظيمية التي فرضتها الاوضاع الخاصة والدولية، وكانت هناك ابداعات فكرية وعملية عديدة مثل نظرية قيام الاشتراكية في بلد واحد، ومثل نظرية اضعف الحلقات، ومثل الربط بين السلطة والكهرباء، أي التصنيع، ومثل الثورة الثقافية، ومثل نظرية حق تقرير المصير ومثل الدعوة للسلام العالمي، ومواجهة الحرب الاهلية والتدخل الامبريالي، ولكن لعل من ابرز الابداعات العملية في تقديري هو مشروع الـ Nep الذي سعى به لينين ان يردم الهوة بين الطبيعة الثورية للسلطة الجديدة وبين الواقع الاجتماعي البالغ التخلف، ربما اقترابا من رؤية ماركس الخاصة بقيام الاشتراكية في البلاد الرأسمالية المتقدمة، باعتبار ان الاشتراكية هي تتويج لاكتمال المرحلة الرأسمالية.

وبرغم الطابع المحلي لهذه المنجزات تدعيما للثورة، فان الثورة السوفييتية كانت ثورة ذات دلالة تاريخية انسانية شاملة، غيرت موازين القوى في العالم، لمصلحة الطبقات العاملة في العالم ولحركات التحرر الوطني في البلاد النامية.

ولكن مع تقديرنا للدور العبقري المبدع لقيادة لينين لهذه الثورة منذ مراحلها الاولى حتى قيام سلطتها، سواء في كتاباته النظرية او سياساته وممارساته العملية، فما اجدرنا ان نتساءل عن مدى الاضافة النظرية التي اضافها لينين الى الماركسية، بحيث يصح القول بالماركسية – اللينينية. لعلنا نذكر مقولة ماركس الشهيرة “لست ماركسيا” في مواجهة محاولات تحويل افكاره الى اكليشيهات جامدة، ونظرية نهائية. وما اذكر ان لينين جعل في حياته من منجزاته النظرية والعلمية رغم اهميتها اضافة نظرية كاملة الى الماركسية. وأتساءل:

هل حاول ستالين وهو الذي صاغ مفهوم اللينينية كاضافة نظرية الى الماركسية، ان يعطي لهذا المفهوم مشروعية وطنية للسلطة السوفييتية، وبالتالي لسلطته هو نفسه، فضلا عن اعطاء هذه السلطة السوفييتية مشروعية اممية؟!

اننا نستطيع ان نحدد المعالم النظرية التي صاغها ستالين لتأكيد هذه الاضافة النظرية للينينية الى الماركسية في الامور التالية: مسألة انتصار الثورة في بلد واحد، مسألة اضعف الحلقات، والنمو غير المتكافئ، وبناء الاقتصاد الاشتراكي، ودكتاتورية البروليتاريا، وحزب الطبقة العاملة، والمسألة الوطنية، ومسألة المستعمرات، ودراسته للامبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية، الى غير ذلك، وهي بغير شك اضافات غنية فكرية وعملية الى رصيد النضال الثوري، وهي بغير شك عناصر نظرية واجرائية تعبر عن نظرية التجربة السوفييتية الثورية، وخاصة في بدايتها. وعندما اضافها ستالين الى الماركسية كمرجعية للثورة الاشتراكية عامة كاد يجعلها في الحقيقة المرجعية الاساسية لهذه الثورة، بل كاد يخفت الى جانبها الصوت الحقيقي للماركسية، لقد تحولت الماركسية في ثوبها اللينيني بمفهوم ستالين الى مذهب رسمي للحزب الشيوعي السوفييتي وللسلطة السوفييتية.

وهكذا تحولت (الماركسية) الى مؤسسة حاكمة هي المرجعية الاساسية والوحيدة في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية في الاتحاد السوفييتي، وتحولت المادية الجدلية، كما سبق ان اشرنا الى Dia Mat/E+ أي الى قواعد قانونية سلوكية فكرية للدولة والحزب، ابتداء من 1934 باعتبارها الفلسفة العامة التي تعبر عن القوانين الشاملة للمادية الجدلية ولسيرورة الطبيعة والتاريخ والفكر والحكم والمعيار الوحيد على صحة وصدق كل فكر فلسفي او علمي او اقتصادي او عملي عامة.

واصبحت مهمة العلماء استخلاص قواعد هذه الفلسفة القبْلية من الطبيعة والتاريخ باعتبارها المبادئ النهائية لحركة الواقع، ولمنهج المعرفة، واصبحت الـ Dia Mat بمثابة بوليس سياسي للحقيقة، بل تحولت المادية التاريخية الى رؤية تطورية اقتصادية نهائية للحركة التاريخية الاجتماعية ذات الاتجاه الواحد.

واصبحت هذه الـ Dia Mat وسيلة لتمرير وتبرير كل سياسات السلطة البيروقراطية التي اصبحت دكتاتورية على الحزب وعلى الطبقة العاملة نفسها. والاخطر من هذا ان اصبحت هذه السلطة السوفييتية بسلاحها النظري هذا هي المرجعية الوحيدة للحركة الشيوعية في العالم اجمع. وهكذا جُمدت الماركسية وانتهت كعلم وكممارسة وكفلسفة، واصبحت ادبياتها تلقينية تبسيطية مطلقة الصحة واليقين، بل تفرض نفسها فرضا اجباريا.

ولهذا نرى ستالين يقول في كتابه حول مسائل اللينينية: “اليست اللينينية تعميما لتجربة الحركة الثورية في كل مكان. اليست اسس نظرية وتكتيك اللينينية صالحة واجبارية لجميع الاحزاب البروليتارية في كل البلاد؟”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المفكر الماركسي المصري الذي مرت ذكرى رحيله الـ 13 يوم االعاشر من الشهر الحالي

عن “الحوار المتمدن” – 19 حزيران 2005

***********

فلاسفة ومفكرون.. محمد اركون (1928 - 2010)

اعداد: د. صالح ياسر

ولد محمد اركون في الجزائر العام 1928 ونشأ وترعرع فيها ايام العهد الفرنسي ودرس في جامعة الجزائر، ومن ثم رحل الي فرنسا واكمل فيها دراساته واستقر بها ودرّس في السوربون وقد نشر عشرات الاعمال والبحوث والكتب بالفرنسية في الفكر العربي الاسلامي.

يعد محمد أركون صاحب واحد من المشروعات الفكرية استهدف فيه فتح أفق من نوع جديد في الفكر الاسلامي في ما اسماه بـتطبيق للمنجز، واعتبره منهجا عقلانيا حديثا في دراسة الإسلام. وقد بقي يسعي جاهدا إلي ترسيخ ذلك كونه يري بأنه السبيل الوحيد لتحقيق الفهم العلمي للواقع التاريخي المتنوع للمجتمعات الإسلامية. وينتمي محمد أركون إلي جيل فرنسي عالي المستوي في ثقافته وابداعاته ومناهجه وفلسفاته، فلقد استفاد حتما من تجارب ومنجزات ميشيل فوكو وبيير بورديو وفرانسوا فوريه وغيرهم من الذين أحدثوا ثورة ابستمولوجية ومنهجية في الفكر الحديث، فاراد ان ينحى مثلهم في دراساته وكتاباته ولكن عن الفكر الاسلامي، وقد جعله منهجه ينفصل عن مناهج الاستشراق الكلاسيكي الذي بقي مسجونا في الدوامات الفيلولوجية، فهاجمها بشراسة متناهية وكل عناصرها ومن يدور في فلكها من المستشرقين الفرنسيين. وقام ايضا بدراسات ألسنية وتاريخية وأنثروبولوجية متنوعة وحاول تطبيق ما طبقه بعض العلماء الفرنسيين على تراثهم اللاتيني المسيحي الأوروبي، محاولا ذلك على تراث الاسلام وتاريخية تنوعاته.

يهدف المشروع الفكري لأركون إلي بناء (إسلاميات تطبيقية) وذلك بمحاولة تطبيق المنهجيات العلمية وقد أخضع النص لمحك النقد التاريخي المقارن والتحليل الألسني التفكيكي وللتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعنى وتوسعاته وتحولاته. وفي هذا الصدد ركز على ضرورة فهم المأساة التاريخية التي تتخبط فيها الشعوب الإسلامية منذ أن اصطدمت بشكل مفاجئ وعنيف بالحضارة المادية والحداثة العقلية. فلا الثورة الاشتراكية ولا الثورة الإسلامية أتيح لهما أن تحضيا بمرحلة تحضير واستعداد كاف كما حصل للثورة الفرنسية في القرن 18. إذ لم يمهد لهما عن طريق حركة ضخمة من النقد الفلسفي والعلمي للتراث، ثم لنقد الممارسة السياسية لأنظمة الثقافة الموروثة. وبذلك تراكم اللامفكر فيه في الفكر الإسلامي والعربي. في حين أن الغرب كان قد انخرط منذ زمن طويل في عملية البحث عن أشكال جديدة للحداثة وقد فعل العالم الإسلامي العكس، اذ أدار ظهره للحداثة، وانه استفاق من نومه التاريخي على الأمجاد الغابرة وراح يعاين تخلفه عن الركب بعد اكتشافه أو إعادة اكتشافه لحجم الهوة التي تفصله عن الغرب على صعيد التقدم المادي والصناعي والتكنولوجي وعلى صعيد الفكر والعلم وقيم المجتمع والحريات وحقوق الإنسان. لقد دعا أركون إلى التفكير في اللامفكر فيه لدراسة ما تم ويتم إغفاله أو تغييبه لأسباب سياسية بالأساس، ويلح هنا على استخدام الأنثروبولوجيا كعلم يعطي المفاتيح اللازمة والمناسبة لاكتشاف الثقافات الأخرى والمذاهب المختلفة. إلا أن هذا العلم لا يطبق عند المسلمين. وما دام الأمر كذلك سيبقي التفكير يصاحبه دوما ما لا يمكن التفكير فيه ويتم تجاهله وعزله والانقطاع عن الاهتمام به.

********

الصفحة الحادية عشر

جديد دار اهوار

تواصل دار اهوار للطباعة والنشر والتي يشرف على اصداراتها الناقد المعروف ياسين النصير إصدار العديد من الكتب المعرفية والابداعية واحدث ما وردنا من الدار:

  • مقبرة عظماء صغيرة جوالة/ ألن باديو/ ترجمة حسين عجة.
  • عمود ما بعد الحداثة/ دراسات نقدية/ د. بشرى موسى صالح.
  • المعرفة الخبيئة حوارات مع محمود جنداري، محمد خضير، ياسين النصير، رعد فاضل، اعدها وراجعها رعد فاضل وقدم لها: د. قيس عمر.
  • الأضواء/ رواية عارف علوان.
  • المزلاج الصدئ/ قصتان وعشر مقالات في ذكرى غضبان عيسى/ اعداد وتحرير حيدر الكعبي.
  • انوبيس قرب النهر/ رواية: طالب المحسن
  • تناهيد النوارس/ شعر محمد توفيق.

*********

قصة قصيرة

خيبة

مرت من هنا دبابات أمريكية.. وأكملت توجهها الى بغداد تاركة المخازن للنهب!

جودت جالي

توقف القصف لكن التيار الكهربائي ظل مقطوعا، فلم يكن أمام صبر وأفراد عائلته إلا أن يناموا في فِناء الدار ليلا، برغم برودة الجو في آخر الليل، فتمد زوجته دعاء الأفرشة المتهرئة على الطابوق المرصوف على الأرض والذي جمعه من بقايا بناء البيوت في الحي على أمل أن يحصل على إسمنت ورمل ليكمل صب الفناء. يظل صبر في تلك الليالي يدور حول عائلته النائمة ممضيا الوقت في ذكريات حلوة ومرة وتأملات في حياته وآمال يرجو أن يحققها له الله. يدور حولهم، قدر ما يستطيع البقاء صاحيا، خشية أن تلدغ أحدهم أفعى من التي رآها تجول في البيت، تخرج من ثقب في حائط الدار الذي بناه بالبلوك العتيق المثلم لتدخل من فتحة في مكان آخر.

*

مرت ذات يوم دبابات أمريكية من هنا، توقفت ليومين وأكملت توجهها الى داخل بغداد تاركة المخازن القريبة وثكنات المعسكر نهبا للناس. أحزنه ذلك، أحزنه أن يرى الجميع، جميع جيرانه، يتركون بيوتهم ويذهبون الى حيث تقودهم رائحة السلب ويعود كل منهم بما طالتهما يداه، بعضهم انطلق مبكرا وحصل على أشياء ثمينة أتى بها الى بيته أو توجه بها الى مكان يأمن فيه عليها، وبعضهم لم يدرك إلا ما عافه الآخرون، سرير صدئ أو دولاب مخلع أو مرتبة إسفنجية ليس معها حتى شرشف. كان قبل ذلك، خلال ليالي القصف، وسط الظلام في ركن من أركان غرفة بيته الوحيدة، يحدّث دعاء بأن الأمريكيين يختلفون عن صدام وأتباعه وسوف يبنون العراق من جديد... مثل اليابان وكوريا.  

حين أفلت ربيع، أكبر أطفاله، من رقابته مرة ومضى مع الأطفال الآخرين عاد بعد ساعة فرحاً يحمل في يده مضخة مبردة سقطت في الشارع من جملة ما كان يحمله أحدهم فأخذها صبر من يده وصفعه ثم قام بتكسير المضخة بمطرقة وهو يفكر بأنه كان يتمنى نهاية ذلك العهد وبداية عهد مختلف ولن يكون من بين الذين يبدأون حياتهم فيه بالسرقة. لكن زوجته قالت له مستاءة “لو مخلينه نبيعها على هليل أبو الكهربائيات ونشتري لجهالنا بالفلوس بيض ومخضر من أم ليلى”. لم يجبها بل جلس على البساط الممدود في ظل الغرفة وبقي مصوبا نظره الى الأرض أمامه بعض الوقت ثم تمدد مغطيا عينيه بذراعه.

*

سمع في هدأة الليل شخصين يتحدثان في الشارع بصوت خفيض فلم يفهم ما يقولاه. بعد أن أرهف السمع تبين له أن أحدهم هو شغاتي صاحب الدار المقابلة لداره والثاني حذيفة الذي يسكن في الحي المجاور. سمع أيضا صوتا كأنه صوت ترباس بندقية يُسحب، فحبس أنفاسه متوجسا. كان شغاتي حاله حال صبر وكثير من أهل الحي قد انتقل بعائلته من داخل بغداد ليبني بيته على أرض سبخة لا تنفع للزرع قسمها صاحبها الى قطع للسكن بأسعار مناسبة. سرعان ما ربطت شغاتي علاقة صداقة بحذيفة السكير لحبهما المشترك لتربية الحيوانات الصغيرة الأليفة والإتجار بها في السوق حيث تعارفا، ولم تكن لتنجح غزوته للمعسكر لولا حذيفة العارف بمداخل المعسكر ومخارجه وأماكن وحداته، ولَمَا حصل على شيء ذي قيمة. صحيح أنهما لم يدركا غنيمة من النوع الذي أمِلاه إلا أن عشر ثلاجات وثلاث مبردات وأشياء أخرى نقلاها تباعا بسيارة حذيفة البيكاب أكثر من كافية ليتباهى شغاتي بغنيمته، غير أن ما نغص عليه إحساسه بالتميز ليس ترفع جاره صبر عن أن يخرج مع الناس ويفعل كما فعلوا، فهو حر في أن يبقى كما هو لا يقوى على توفير اللقمة لعياله، بل تلك النظرة المليئة بالإدانة التي كان ينظر بها الى الناس، وهو واقف في بابه مع أطفاله وخلفه زوجته، فيراهم يعودون حاملين أشياء بعضها لا يستحق حتى عناء حملها ناهيك عما يعبر عنه جلبها من دناءة، تلك النظرة نفسها التي وجهها اليه والتي حاول جاهدا أن يتجاهلها وهو يفرغ حمولة السيارة مع إبنه وحذيفة، بأن يبقى قدر الإمكان موليا ظهره اليه، ولكن عبثا يحاول، فإحساسه الممض بها لم يكن أهون بل إنها لتخترق كيانه كله، مهينة، مستصغرة، وكان يردد في نفسه “يسوي نفسه شريف...ما يمد إيده على حرام...شريف روما..”، وأخيرا صرخ في وجه إبنه الذي كان يتردد خجلا من نظرات صبر “دنزِّلْ نزِّلْ! يستحي!!” وحدج عندها صبر بنظرة هي الحقد مجسدا ينطق سئمت منك ومن نظراتك، “لا تتعيقل براسنه!”

*

فكر... من الذي يحمل منهما البندقية؟ حذيفة على الأرجح، وسكران بلا شك. لم لا؟.. كل شيء ممكن. الظلام، والوقت الذي جاوز منتصف الليل، والدولة لا وجود لها، والناس في منازلهم يخشون الخروج والمجازفة بحياتهم حتى لو سمعوا في الشارع إطلاقات... ظروف مناسبة جدا لقتل سهل أو إيذاء لا يُخشى عقابه، لمجرد التنفيس عن ضغينة، أو حتى لمجرد التسلي بترهيب آخرين.

ولم تمض دقيقة حتى تحقق هاجسه، ولطالما تحققت هواجسه، رأى رأس حذيفة يطل عليه من فوق الحائط. لم يكن بينه وبين حذيفة أكثر من مترين وكان بإمكانه أن يرى الإبتسامة العريضة والعيون الواسعة التي تعكس سخرية الإبتسامة واليشماغ الذي لُف على الرأس على شكل عصفورية منكسة على الحاجبين، وشيئا فشيئا برزت ماسورة بندقية كلاشنكوف وارتفعت لتبرز يد حذيفة الممسكة بها، وبعد أن نظر الى صبر خفض بصره الى المرأة والأطفال النائمين وتأملهم قليلا ثم إستدار ليعطي جانبه الى الجدار وبدأ بإطلاق النار الى الأعلى، إطلاقا متواصلا، مطارق حديد تسقط على رأس صبر بقوة وسرعة. نكس رأسه وهو يرى الخراطيش تسقط في داخل داره ويصل بعضها الى حيث ينام أطفاله، غير عارف ما يفعل ليجنبهم هذا الرعب، فلم يكن يجرؤ على الخروج والطلب من حذيفة الكف عن إطلاق النار والإنصراف لأن هذا معناه المواجهة التي لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبها. نظر الى الأجساد الصغيرة، شاهدهم يفتحون عيونهم مجفلين ثم يغلقونها متظاهرين بالنوم خوفا، لكن دعاء، وإن كانت كأطفالها جامدة في مكانها، إلا أنها كانت فاتحة عينيها، تنظر اليه بثبات، وكان ما تريد قوله يتلألأ في تلكما العينين ويصل اليه واضحا، ساطع الصراحة، ما تريد قوله عن عجزه، وعن أوهامه المستقبلية، وعن الأمور التي لم تسر كما كان يقول ويعيد القول في ليالي الخوف الطويلة.

صمت الرشاش بعد أن أطلق جميع ما في مخزنه من رصاص. شعر صبر بالخزي وهو يسمع شغاتي يقول من عند باب بيته ساخرا “كافي، كافي.. خطيه، خطيه”، ولم يجرؤ حتى على النظر الى حذيفة الذي صوب اليه نظرة متسائلة عما يمكنه أن يفعل ردا عليه، ثم غادر.

ـــــــــــــ

20آب 2021

*********

عباس بيضون: الهروب إلى آفاق أخرى للشعر

جبار النجدي

تحتاج قراءة مجموعة الشاعر عباس بيضون (الجسد بلا معلم) إلى معرفة اخرى بالشعر، تسعفنا على الإحاطة بفاعلية التحليق الذهني لدى (بيضون) بوصفه لغة الشعر الناطقة، التي بوسعها ان تدفعنا للتحري عن أصل آخر للشعر يتمثل في القدرة على إيجاد تركيبة شعرية تحمل نفياً مستمراً لوجودها.

للحد الذي يجعل من الشعر سلطة تحمي وجودها بالتحري عن شيء يهدد ابنيتها، وعلى وفق ما يتمتع به الشاعر عباس بيضون من قدرة على إقامة عنصر مضاد للشعر داخل الشعر نفسه، فانه يتقن بذلك إرتياد ما تتركه علائق الزمن من بصمات تتحدى قدر الشاعر نفسه وإرادته، ومن هذا المنطلق يجنح شعر الشاعر (بيضون) إلى التصريح الخافت المتغذي على الافتراض، في سعي لاعطائنا بعداً آخر إلى الشيء المنظور عبر تحريك اللقطة الشعرية وليس عرضها، أن هذا الاشتغال الشعري من شأنه ان يحظى باشتراطات أخرى للشعر، من بينها ان المعنى لا يستطيع شيئاً أمام طوفان المعاني وحراكها، الذي يجري في إطار الارتقاء بالشعر من ثقل معاني الكلمات إلى خفة معاني المرئيات لتجسيد دلالة الشعر بلمح المرئي وخفته، فاينما يدور الجسد يكون بمواجهة هذه الخفة في المرئي لدرجة ان مهمة الشعر تتعلق بحدوث معنى آخر، بعبارة أخرى ان الشاعر يكف عن أن يكون هو نفسه، فالمعنى على الدوام أقل مما يعلنه الشعر، وهذا بحد ذاته إيذاناً بوقوف الشعر بعيداً عن الموروث وبالتالي فأن الشاعر عباس بيضون يعتمد خفة المرئي الذي يلامس سرية المخفي الموزون بأكثر الأشياء خفة، الأمر الذي يجعل المعنى والدلالة في تركيبته الشعرية، تمران وكأنهما طيف بخفتهما فلا ندركهما إلا بعد مضيهما، ولعل في ذلك الكثير من سمات الدهشة الشعرية الناجمة عن معنى يبتعد عن مستقراته ليواصل اللحاق بمتحركاته، لذا فانه يغادر حال مجيئه الأمر الذي يقودنا إلى تحري وجوده مرة بعد أخرى، والسبب يعود إلى ذلك الافتنان بالخفة والهروب إلى آفاق أخرى للشعر، ونجد ذلك مبكراً في عبارة الأهداء التي استهل بها الشاعر بيضون كتابه الشعري والتي تقول:

لن أبقى طويلاً هنا

لكن جميل أن تأتي

إن قيمة التركيبة الشعرية هنا بما تنطوي عليه من معنى تُظهر أهميتها بعدم وجوب الالتفات إليها، كونها محمولة على متن الخفة المتمثل في الذهاب سريعاً وعدم الانتظار بل ان غاية ما ينتظره المعنى هو استحالة الاستجابة له، انه لا يحفل بالمكوث والرسوخ طويلاً وان حضر فأنه يحضر ليغيب، محولاً الزمن إلى حليف لخفته وغيابه، فالجملة الشعرية لا تكف من إبعاد ما تنتجه بمعنى انها لا تكف عن نفي نفسها باعتبارها قرينة اللحظة الهاربة التي يصعب تبينها بعجالة، لكن بوسعها إخفاء شيء من حضورها الغرائبي الذي ليس بمقدور المتلقي التآلف معه في الحال، ولذلك فأن الشاعر بيضون لا يستطيع شد انتباهنا إلا باللجوء لهذا الحضور الغرائبي الذي تتركه الجملة الشعرية خلفها ويتضح ذلك في هذا المقطع الشعري الذي يشكل جزء من نص (عاريات صالة الشتاء):

أوراق كبيرة يظنونها ميتة

لم تسقط من السماء

الأشجار العالية لا تلد نجوماً

بهذا الحجم

إن نصوص بيضون بمثابة توقيع بالأحرف الأولى على أنماط شعرية لا تترك معنى خلفها، وجل ما تتركه هو نوع من الحلم، تعقبه حركة اخرى هي بمثابة نافذة مفتوحة على حراك مفاصل الزمن ومحاولة الوصول إلى الحد البالغ الخطورة فيه، ذلك الحد الزمني الذي يحمل تهديداً بالانتقال إلى غيره:

هكذا يفعلون بورقة جميلة

يظنونها ميتة

لقد جعلوا اجساداً خالية من الرغبة

غير قادرة على أن تؤذي نفسها

إن عدم المقدرة على الإيذاء هذه ناجمة عن التفكيك الزمني للمعنى الذي يمارس فعله بامتياز، وبالتالي فان ما يثير الانتباه في هذه النصوص ان المعنى يفصح عن نفسه بغيابه وهروبة المستمر، واستناداً إلى ذلك يكون من شأن الذوقية السائدة في الشعر أن تتبدد، بمجرد ان الشعر لا يعمل بشروطها، إن المعنى في أحسن تقريب يماثل الأزهار التي لا يكتمل عرضها أبداً إذا كان أساس العرض قائما على فكرة البحث عن الوردة الغائبة، ان الشاعر عباس بيضون حينما يظهر جزءاً مما يخلفه المعنى أنما يقصد ان لا يظهر منه شيئاً، انه يتحدث بلسان اللاشيء:

لا ترمي نواة مرة بين قلبين

ولا تلقي قشوراً في الفراغ

فما يطلع من خطأ صغير ليس شعرة

الحذر ولكن لسان اللاشيء

فلابد ان شراً يحصل

عندما ترمي حماقة كبيرة في خطأ مجهول

وبقدر ما يكون المعنى ضمنياً في الزمن، أي انه سري ومخفي وبالخفة التي تجعله يحدث في لحظة ويتغير في لحظة تحتفظ الجملة الشعرية لدى (بيضون) بسرها المتخفي وراء زمانها، وبهذا تحيل معرفتنا بها إلى أمد مجهول وبالأخص عندما يكتمل حضورها الغرائبي خروجاً عما هو سائد:

ليس هذا بالطبع أثر أفعى

إذ نحدس أن خفقة قلب

يمكن أن تترك أثراً سيئاً

وقشر برتقالة دائري يلتف على معنى اليم

بالوسع تقشير الكذب نفسه بطريقة أخرى

الخيانة قد تكون في تركيب آخر للسطور

هكذا يتحدث الشاعر عن التركيب الآخر للسطور، وما يعنيه هو أن اكتمال جملته الشعرية لا يجري من منظور ثبات حضور المعنى وانما يجري من منظور غيابه، فمن دون شك أن المعنى كائن ينقصه الكثير، إلى الحد الذي يضعف قدرتنا على تعيين معنى ما، وقد يذهب الأمر إلى أكثر من ذلك، عندما يسود المعنى من دون معنى لتكون سيادته هذه متأتية من شدة الاستعمال. غير أن الشاعر عباس بيضون لا تعترضه أية مخاوف تعيق حريته في كتابة الشعر فتراه يحيد عن أي شكل ملازم لمعنى ما، ولا تحضر نصوصه نيابة عن أي معنى يمتهن الثبات، وما يشغله ليس المعنى نفسه بقدر ما يشغله ذلك الإيعاز المتصل بالخفة والغياب والهروب المستمر الذي يشعرنا بأنه ينتهي من حيث هو يبدأ ونتيجة لذلك فأن الفاصلة الزمنية تزداد قصرا بين حضور المعنى وغيابه، ولهذا السبب لا يمكننا الوصول لمعاني عباس بيضون إلا في قارب نجاة واحد، وهو النظر إليها بخلاف أية نظرة سائدة، أن الأمر يتعلق بطبيعة اشتغاليته الشعرية التي تعتمد اللعبة التي تعود إلى نفسها على الدوام في مجرى المغامرة الشعرية، التي من شأنها صناعة جمل شعرية في منتهى الغرابة:

دون وعي يتنفس المطر في ضمير الجو

أوراق كأخمص القدم أو الراحة المكتوفة

لكنها أيضاً وجوه كاملة

القطرات كاملة في ضمير الجو ولا تسمع

أنها اللحظة التي تتم فيها قصص وذكريات

إن طروحات عباس بيضون الشعرية تستدعي تصادماً بين شعر يتقبل تهمة ان يذهب بعيداً عن نفسه ويتحمل التسليم لنقل فكرة الشعر إلى فكرة أخرى وبين الشعر القادم من تداعيات الذاكرة الشعرية الراسخة، وتدور هذه الإشكالية في إطار تعديل فهمنا للشعر، الذي يجري بين مسارين لا يحتملان إيجاد قاعدة للتعايش المشترك بينهما، فليس هناك أي فهم وسيط في ان يتملكنا الشعر أو نملكه، ان هذين الفهمين ناجمين عن الفارق بين طريقة استعمال اللغة في الشعر او اعتبار الشعر لغة قائمة بحد ذاتها، ويبدو من المناسب هنا الإشارة إلى أن الشعر يمتلك رصيداً واسعاً من القدرة على ان يكون خارج الاستقامة التي تسمح له بالخروج عن نفسه ذاتها، في حين يعمل بعض الشعراء على ترويض الشعر في سياقات بعينها قد لا تبقيه حياً لدرجة تتيح للميت منه في ان يكون أكثر قدرة من الحي، ومن هنا كان على الشاعر (بيضون) ان يستأذن من نفسه الابتعاد عن الشعر بمعناه القائم على سياقات متداولة، ان هذا الاستئذان يعد فعلاً جريئاً يوثق صلاته ببلاغة الاختلاف انطلاقاً من أن الشعر يخرق كل أمر ويشغله، فهو على الدوام قراءة جديدة للأشياء واستنطاق لمخلوقات لا تجيب، وتبعاً لذلك فأن الشاعر عباس بيضون لا يقدم البيت الشعري استناداً إلى رغبة نتوقع حدوثها:

كما يفعلون بورقة جميلة

ظنوها ميتة، كذلك انقطع

هاتفك في المحيط وامتلأ

صوتك باللباب والمحار

أو: أوراق جميلة يظنونها ميتة

لم يكن هاتفاً باسمك

لكن هكذا كلمك قدرك الصغير

إذ وصل ساعي حياتك متأخراً

إن معاني عباس بيضون هي ما تعجز المعاني عن فعله، انها شيء يحدث بين السرية والعلن، فالشعر لا يظهر موضعها على أية خارطة، لكنها تنتج أثراً مكانياً غرائبياً، هذا الأثر يأخذ دور المكمل الذي يتصل بشيء ناقص ليكمله، أن المعنى في المجموعة شيء يشبه منديلاً تلوح به يد خفية، فالشاعر لا يفتح طريق المعنى لنهايته، بل يضعنا في حالة الانتظار، تمهيداً لفهم أنماط من الإدراك المتغير لمعاني الأشياء، فالمعنى في شعر (بيضون) إنما هو بنية اشتغالية تلتحم بما هو مقصى عنها، الأمر الذي يجعل من هذه البنية طرفاً منتجاً، بمعنى أنها تتحول إلى مفهوم عمل يذهب على الدوام باتجاه التفكيك، انه كائن من غير أن يكون يجيد المراهنة على تلك المديات الماثلة بين التطابق والاختلاف:

أيها الحب لماذا لا تحضر إلاّ أسيراً

لماذا قلت للخوف أحملني

لماذا جسورك قصيرة

أو:

لا يكفي أن نزيح الستارة. الحياة

كلها تحت النافذة. نتأمل

أن يكون ذلك في متناولنا: المملحة

والبهار والورد وكواهل

الخادمات، الذكريات

التي لم تعد ملائمة لسحننا

وبتحول المعنى من فضاء دلالي إلى فضاء اشتغالي يكون بوسع الشاعر أن يستبدل المعنى بلمح غير مؤكد يضاعف قدراته على الإثارة التي تعني حيوية العبارة الشعرية وتدفع بها إلى مزيد من الرغبة في الانفلات:

أيها المساء الجميل لتكن خفيفاً

علينا، إذ النوم القرير قرب

فكرة عظيمة هو وحدة تسلية

الشتاء

إن من بين معطيات الفضاء الشعري للشاعر عباس بيضون أن يدار الشاغل الشعري بآليات اشتغال صالحة لإشاعة النص الذي (يحتوي بداخله على مبدأ تغيره) وهو العامل الأكثر أهمية في ديناميكية الإنتاج الشعري وإذكاء سيرورته.

*********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

علم النفس التطوري

عن “المركز الثقافي العربي للنشر” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “علم النفس التطوري”، من تأليف دافيد باس. وهو صادر ضمن “مشروع كلمة” للترجمة في أبو ظبي.

وجاء في مقدمة الكتاب انه يتجاوز في محتواه الطروحات المعروفة في مختلف فروع علم النفس ونظرياته الراسخة والشائعة، مقدما منظوراً جديداً لتفسير ظواهر الحياة الإنسانية على الصعد العقلية والمعرفية والانفعالية والعلائقية والسلوكية، الفردية منها والجماعية.

**************

ليس مجرد كلام.. الفقراء وحدهم عشاق الوطن ..!

عبد السادة البصري

قبل أيام قرأت تقريراً عن نسبة الفقر في العالم، وآخر عنها في العراق، فهالني ما قرأته رغم أنني أعرف ان أكثر من نصف العراقيين يعانون الفقر في بلد هو من الأغنى في العالم بثرواته النفطية وغير النفطية، بسبب الفساد المستشري في كل مفاصله، وثراء الفاسدين على حساب هؤلاء الفقراء!

في هذه المناطق الفقيرة، بل الأكثر بؤسا في وطننا، تعيش عائلات تحت خط الفقر وأخرى متوسطة الحال ومن ذوي الدخل المحدود التي أرهقتها تكاليف الإيجار وقلّة الراتب بسبب الاستقطاعات والقرارات التي ما انزل الله بها من سلطان كما يقال!

في كل محافظاتنا الوسطى والجنوبية تحديدا ومنها العاصمة انتشرت هذه التجمعات السكانية وأخذت بالانتشار يوما بعد آخر بسبب اللامبالاة والفساد المستشري في كل مفاصل البلاد، اللامبالاة بحياة الناس ومعيشتهم سواء عاشوا أو ماتوا، أكلوا أم جاعوا، سكنوا أم باتوا في العراء. المهم ان السيد المسؤول يتنعّم بما لذّ وطاب وليذهب الآخرون إلى الجحيم! والفساد يعرف الكل تفاصيله جيدا، حيث شرعنت المحاصصة المقيتة وما زالت تشرعن له القرارات والتعليمات لتضيف كل يوم فقرات جديدة ومنافذ فساد أخرى!

ساكنو العشوائيات هم الأكثر تضرراً في هذا الوطن، فيما هم الأكثر اانغماساً بحبّه وتقديم الغالي لأجله. فحينما تدلهمّ الخطوب ويصيح الوطن: ها أولادي ، ينتفض الشباب من أبناء هذه الأحياء مشمّرين عن سواعدهم وملبّين نداءه وباذلين مهجهم في سبيل الدفاع عنه ، والدليل هو الأعداد الكبيرة من الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة ارض محافظاتنا العزيزة حينما دنّستها وحوش داعش، كذلك من هبّوا في انتفاضة تشرين مطالبين بأبسط حقوق المواطنة التي تقرّها دساتير الأرض والسماء!

الفقراء في وطننا هم عاشقوه الحقيقيون، لهذا يحتاجون الى وقفة حقٍّ وبضمير حيٍّ نابضٍ بحب الوطن والناس، لننصفهم ونمسح عنهم عرق التعب والانتظار ونمنحهم سكناً وعيشاً يليق بهم وبتضحياتهم وإخلاصهم. وهذا ليس بمنّة من أحد  بل هو حقٌّ مشروع، لكن مَنْ يعي الحقَّ في زمن ساد فيه الفساد للاسف؟!

على المسؤولين أن يلتفتوا للفقراء دائما، للتخفيف من معاناتهم، وإعطائهم ما يليق بوطنيتهم الحقيقية، وان لا يكون هذا مجرد دعاية انتخابية وشعارات وخطابات نارية! فهؤلاء المعدمون  يميزون بين الكاذب المزيّف والصادق المخلص، وعلينا أن نعرف جيدا أن الوطن لناسه الفقراء لا للفاسدين الذين ينهبون خيراته ويهربون بها الى بلدان أخرى!

***************

في ماراثون “مملكة ميسان”.. الدراجات الهوائية توحد العراقيين

بغداد ـ طريق الشعب

ازدانت شوارع مدينة العمارة  يوم الجمعة الماضي، لاول مرة بماراثون “مملكة ميسان للدراجات الهوائية”، بمشاركة أكثر من 150 متسابقا من مختلف محافظات العراق، جمعتهم فكرة ترسيخ روح المحبة والتآخي بين المحافظات.

ميسان تحتضن هواة الرياضة

وشارك في الماراثون فريق «بايك داد»، الذي يعد من أكبر فرق الدراجات الهوائية في الشرق الأوسط، كذلك فريق «دراجو البصرة» و«دراجو بابل» وفريق «دراجو ميسان»، الى جانب عدد من هواة رياضة الدراجات الهوائية في محافظة ميسان.

وانطلق الماراثون من سيطرة الزيوت مروراً بمجسرين رئيسيين في مركز المحافظة باتجاه مديرية الشرطة، وانتهاء بمنصة الاحتفال أمام مديرية بلديات ميسان.

ويقول المشرف على المارثون، حازم رزاق المحمدواي: انه “شهد تنافساً كبيراً بين المتسابقين”.

دعوات لتعميم التجربة

وعبّر عدد من المشاركين في الماراثون عن سعادتهم بزيارة محافظة ميسان، والمشاركة في هذه الفعالية الرياضية، مؤكدين “ضرورة تنظيم مثل هذه النشاطات الرياضية والفعاليات المتنوعة في جميع محافظات العراق، لكونها تهدف إلى توطيد أواصر المحبة بين العراقيين، فضلا عما تحدثه من زيادة في اعداد ممارسي هذه الرياضة”.

رسالة سلام ومحبة

ويقول الناشط المدني فراس المحمداوي ـ رئيس فريق «تطوعيون» ـ إن الماراثون هو الأول من نوعه، مؤكدا أنه يمثل “رسالة سلام ومحبة من محافظة ميسان لكل العراق، وأن الغاية منه المشاركة والتفاعل وليس الفوز أو الخسارة”.

وسباق الماراثون هو فعالية رياضية محببة لدى الكثيرين، بمن فيهم غير المحترفين أو غير المتخصصين بهذا النوع من الرياضة، فهو يحظى باهتمام كبير من العراقيين، لدواع كثيرة: اجتماعية، نفسية، ورياضية وغيرها. كما أنه يشكل فرصة مناسبة لاستعادة روح المحبة والتآخي في مختلف أنحاء العراق، وإزالة ما خلفه الغزو الامريكي للعراق من اضطرابات وتداعيات على مختلف الصعد.

***************

مؤسسة “أنا عراقي.. انا اقرأ” تعقد مؤتمرها الانتخابي الرابع

بغداد - انتصار الميالي

عقدت “مؤسسة أنا عراقي .. أنا أقرأ” الثقافية، الجمعة الماضية في بغداد، مؤتمرها الانتخابي الرابع بحضور جمهرة أعضائها وبضمنهم اعضاء الهيئة الإدارية.

المؤتمر الذي احتضنته قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، استهلته الهيئة الإدارية بكلمة ترحيب، أعلنت بعدها عن حل نفسها تمهيدا لانتخاب هيئة جديدة. وتم بعد ذلك إقرار شرعية المؤتمر واختيار لجانه الخاصة ولجنة الرئاسة المعنية بإدارة أعماله.

ودارت في الجلسة الاولى للمؤتمر حوارات ونقاشات حول النظام الداخلي للمؤسسة والتقريرين الانجازي والمالي، ثم تمت المصادقة على وثائق المؤتمر.

وفي الجلسة الثانية تم فتح باب الترشيح لعضوية الهيئة الادارية الجديدة، وجرت بعد ذلك الانتخابات بالتصويت السري.

وبعد فرز الأصوات أعلن عن الفائزين بعضوية الهيئة وهم كل من عامر مؤيد، بسام عبد الرزاق، د. ستار عواد، د. اثير الجاسور، علي شاكر، محمد عباس، ونرجس عباس، فضلا عن العضوين الاحتياط حارث الهيتي وجعفر رعد.

وفي الختام، عقدت الهيئة الإدارية الجديدة اجتماعها الأول وانتخبت عامر مؤيد رئيسا لها وبسام عبد الرزاق نائبا للرئيس.

*****************

تضامنا مع الفلاحين ومطالبهم

بغداد – طريق الشعب

أبدت لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي تضامنها مع الفلاحين والمزارعين ومطالبهم العادلة، وأبرزها مطلب دعم المنتج الزراعي الوطني وصرف المستحقات المالية لقاء المنتجات المسوّقة.

ورفعت لجنة الإبداع الأساسية التابعة إلى اللجنة المحلية في اليومين الماضيين في “شارع فلسطين” وعدد من الأماكن العامة في منطقة الزعفرانية، لافتات تدعم مطالب الفلاحين.

من جانب آخر، شكلت لجنة الطلبة الأساسية التابعة إلى محلية المثقفين، الخميس الماضي، فريقا جوالا وزع على الكثيرين من طلبة “مجمع كليات باب المعظم”، نسخا من وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل” الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ11 للحزب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيوعيون يدعمون الرياضة في المدحتية

الحلة - مائدة جميل

بادرت مختصة العمل الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل إلى دعم النشاط الرياضي في “قرية البو فارس” بناحية المدحتية.

وهيأت المختصة خلال زيارة نظمتها أخيرا إلى القرية ملعبا نظاميا لكرة القدم، وأسست فريقين من الفتيان (الأشبال)، وزودتهما بالملابس والمستلزمات الرياضية.

وجاءت المبادرة دعما للنشاط الرياضي، وللمساهمة في رفع المستوى البدني لهواة كرة القدم.

وخلال لقاء وفد المختصة مع أهالي القرية، تحدث الناشط والوجه الاجتماعي تركي الهاشم،عن أهمية تنمية قدرات الشباب ومواهبهم، خصوصا في المجال الرياضي. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سعد الرفاعي يفتتح “الموصل ضوء ولون”

الموصل – طريق الشعب

احتضنت قاعة المركز الطلابي في جامعة الموصل معرض صور للفنان الفوتوغرافي الرائد سعد عبد الهادي الرفاعي، حمل عنوان “الموصل ضوء ولون”.

ونقلت المعروضات مشاهد يومية من مدينة الموصل، تمثل معالمها الطبيعية وشواخصها ومناطقها، فضلا عن الدمار الذي خلفته عصابات داعش الإرهابية، والحرب في أحيائها السكنية وأسواقها وأزقتها وبناها التحتية.