اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الحزب الشيوعي العراقي يهنئ بمئوية الشرطة العراقية

 

يتقدم الحزب الشيوعي العراقي باجمل التهاني والتبريكات الى قادة وضباط ومنتسبي وموظفي وزارة الداخلية، والى صنوفها وتشكيلاتها كافة، في مناسبة الذكرى المائة لتأسيس الشرطة العراقية، متمنين للجميع دوام التقدم والنجاح في تأمين راحة المواطنين وسلامتهم والمساهمة الفاعلة في دحر الإرهاب  وعصابات الجريمة المنظمة وفرض قوة القانون وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع وطننا.

***********

على طريق الشعب.. الشيوعيون يدعمون مطالب الفلاحين العادلة

 

 

دعا الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية الى تحشدات جماهيرية واسعة وتظاهرات يوم غد في بغداد والمحافظات، للمطالبة بدفع مستحقات الفلاحين والمزارعين وتوفير مستلزمات الانتاج والدعم الحكومي لهم، والاهتمام بالقطاع الزراعي عامة وتخصيص الأموال الكافية للنهوض به.

ولا شك ان هذه مطالب عادلة تستحق الدعم والاسناد من القطاعات الجماهيرية والأحزاب والمنظمات، التي يعنيها  المنتج الوطني وتطويره وانصاف العاملين فيه والمنتجين.  

ويؤشر خروج جماهير الفلاحين والمزارعين من جديد الى الشوارع محتجين ومطالبين، عدم الاهتمام الحكومي بهذا القطاع الحيوي وبدوره الهام في الإنتاج الوطني العام وفي تحقيق الامن الغذائي.

وقد تجسد عدم الاهتمام هذا راهنا في جوانب عدة، منها ضآلة  او انعدام الدعم للاسمدة والبذور ومستلزمات الإنتاج الأخرى، وعدم توفير الأدوية والرعاية البيطريتين الكافيتين  ، والمشاكل والصعوبات المرافقة لعمليات التسويق، والمماطلة والتسويف في دفع المستحقات، وعدم التنسيق بين الوزارات المعنية وانعكاس ذلك على الزراعة والفلاحين، كما في تقليص المساحات المسموح بزراعتها. كل هذا وغيره انعكس سلبا على حياة الفلاحين والمزارعين واضطر الكثير منهم الى ترك الريف والهجرة الى المدينة، بحثا عن فرص عمل تؤمن لهم لقمة الخبز.

ان النهوض بالقطاع الزراعي  يوجب على  الحكومة ومجلس النواب ومختلف مؤسسات الدولة، ان تعيد النظر في  الرؤى والتوجهات الاقتصادية بمجملها، وبضمنها الزراعية وبما يضمن تنويع الاقتصاد العراقي والحد من طابعه الريعي، وزيادة مساهمة القطاع الزراعي  بشقيه النباتي والحيواني في الناتج المحلي الإجمالي، وان ينهض بدور مهم في توفير المنتج الوطني، سواء للاستهلاك البشري او لتوفير المواد الأولية للصناعة الوطنية، كذلك في تامين سلة المواطن الغذائية.

ان الوصول الى هذه الغاية يتطلب العديد من الخطوات والإجراءات، منها  زيادة حصة القطاع الزراعي في الموازنة العامة، وتوفير الحماية للمنتج الزراعي الوطني، ومنع الاستيراد العشوائي، وتوفير البنى التحتية، والاستمرار في استصلاح الأراضي الزراعية  وتوسيع المساحات المشمولة بذلك وإدامتها، وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد للفلاحين، اضافة الى تفعيل دور المصرف الزراعي، وإعادة النظر في المبادرة الزراعية بما يضمن وصول الأموال المخصصة لها الى مستحقيها، وتسهيل حصول الفلاحين على القروض، والعمل بكل الوسائل والطرق التي تتفق مع القانون الدولي لتأمين حصة عادلة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات.  

كما ان الحاجة ماسة الى استمرار الدولة  في استلام المحاصيل الاستراتيجية من الفلاحين والمزارعين، خاصة منها الحنطة والشعير والرز والتمور، ودفع مبالغ مجزية لقاءها، عدا عن صرف مستحقات الفلاحين في  المحافظات والإقليم في أوقاتها.

ان منتجي الخيرات في ريفنا العراقي، الفلاحين والمزارعين، يستحقون كل الدعم والرعاية والاسناد، وكل الاستجابة لمطالبهم العادلة.

************

بعد خلافات حول رئاسة السن وترشيحات هيئة الرئاسة وتحديد الكتلة الاكبر

البرلمان الجديد ينتخب رئيسه

بغداد ـ طريق الشعب

واصل مجلس النواب، في وقت متأخر من مساء امس جلسته الاولى، لانتخاب نائبي رئيس مجلس النواب، بعد اعلان الدائرة البرلمانية فوز المرشح محمد الحلبوسي بولاية ثانية، بفارق كبير عن منافسه محمود المشهداني، وفيما الجريدة ماثلة للطبع، طلب رئيس السن الثالث خالد الدراجي تقديم اسماء المرشحين للنائب الاول لرئيس مجلس النواب، وترشح لهذا المنصب كلا من النائب حاكم الزاملي عن الكتلة الصدرية وحميد الشبلاوي عن حركة امتداد.

وتعثر المجلس في أولى اجتماعاته مع بداية الدورة الخامسة اذ نشبت المشاكل قبل وخلال انعقاده، ما ادى الى تأجيل الجلسة من قبل رئيس السن ونقل بعدها الى المستشفى لتلقي العلاج اثر وعكة صحية.

ونقلت وسائل اعلام، تصريحات متفرقة عن امكانية الطعن في الجلسة الاولى، فيما قال المشهداني بأنه لايزال رئيس السن.

وخلال الجلسة، قدم تحالف الفتح طلباً لرئيس السن لاعتماد الاطار كأكبر كتلة برلمانية، وحينها حدثت كلامية وتدافع، بحسب الاعلاميين المتواجدين في الدائرة الاعلامية.

وعلى أثر الاحتدام السياسي بين الكتل، اضطرت الامانة العامة لمجلس النواب الى تشكيل لجنة خاصة لتدقيق معلومات الكتلة الأكبر.

ومن ثم عاد مجلس النواب واستأنف جلسته الافتتاحية، برئاسة خالد الدراجي، بناء على دعوة أمين عام المجلس كبير السن الاحتياطي الثاني، لتولي إدارة الجلسة.

وعن الخطوة التي تلي انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه، ينص الدستور العراقي الدائم على أن ينتخب البرلمان خلال مدة 30 يوماً رئيسا جديدا للجمهورية والذي بدوره سيكلف رئيسا للحكومة الاتحادية على أن يكون مرشح الكتلة الأكبر نيابياً.

وسيكون أمام المكلف برئاسة الحكومة 30 يوميا لتقديم تشكيلته الحكومية أمام البرلمان لنيل الثقة.

ووفقا للدستور فإن المرشح لنيل منصب رئيس الجمهورية يحتاج إلى أغلبية الثلثين أي أصوات 210 نواب.

من جهته، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ترشيح النائب عن محافظة كركوك، شاخوان عبدالله لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب.

ولاتزال الخلافات السياسية، بحسب المراقبين، بشأن مرشحي منصب رئيس الجمهورية، وكذلك تحديد الكتلة الاكبر التي يتعين عليها ترشيح رئيساً للوزراء.

********

عيدان: الفلاحون يواجهون تحديات ومشاكل كثيرة

بغداد – طريق الشعب

أكدت الجمعيات الفلاحية، يوم أمس، أن المزارعين يواجهون تحديات ومشاكل كثيرة، لم تعمل الحكومات المتعاقبة على حلها، والتي تتمثل في توزيع المستحقات وتوفير الأسمدة والبذور، وتطوير آليات السقي.

وقال عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية ضياء عيدان: إن “الفلاحين سلموا الحنطة منذ الشهر السادس (حزيران) وحتى الان لم يتسلموا مستحقاتهم”.

وعن أزمة الاسمدة، بيّن عيدان لـ”طريق الشعب”، قائلاً ان “الاسمدة التي وزعت على المزارعين لم تكن كافية، حيث تم تخصيص 5 كيلوغرام منها للدونم الواحد، وفي الحقيقة ان حاجة الدونم تتجاوز 50 كيلوغراما، وبالتالي ادى ذلك الى ارتفاع اسعار الاسمدة في السوق”، مضيفا ان “سعر الطن الواحد يبلغ الان مليون دينار، فيما كان الفلاح يحصل عليه مدعوماً من وزارة الزراعة بـ200 الف”.

وأوضح أن “تقليص الخطة الزراعية الى 50 في المائة، أضرت كثيراً بالفلاحين. وبالتالي فان هذا القرار يدفع الحكومة لاستيراد المحاصيل من الخارج”.

وعلى مستوى الري، قال عيدان: “لا توجد خطة حكومية لترشيد المياه وضمان حصص القطاع الزراعي منها. فلم توفر وزارتا الزراعة والتجارة التقنيات الحديثة للري، مثل المرشات المحورية ومرشات التقطير”.

وأشار إلى أن “الانهر الموجودة للسقي هي طينية، وتستهلك مياها كثيرة. المطلوب هو العمل على توفير أنابيب للسقي”، مؤكدا ان “كل الحكومات التي تعاقبت على وزارتي الزراعة والموارد المائية لم تضع الاستراتيجية التي نطالب بها منذ سنوات”.

واختتم عيدان حديثه بأن “العاملين في قطاع الثروة الحيوانية لديهم معاناتهم؛ حيث ان هناك مافيات كبيرة في وزارة التجارة تمنع توزيع الاعلاف على المزارعين. في حين ان الاعلاف من حق مربي الحيوانات”.

 

*************

 

راصد الطريق.. أزمة السكن في تفاقم والحلول غائبة!

 

 

 

كشفت دراسات مؤخرا ان ازمة السكن في بلادنا تتفاقم سريعا، فيما معدل النمو السكاني يبلغ 3 في المائة، وعدد السكان حسب وزارة التخطيط تجاوز 41 مليونا.

والحديث هنا ليس عن مجرد نقص في الوحدات السكنية والخدمات، بل وعن الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات، خاصة في بغداد التي قيل انها قد تتجاوز مثيلاتها في دبي ولندن.

واللافت ان الدراسات المذكورة تقيم علاقة طردية بين ارتفاع أسعار العقار وإجراءات الدولة للتضييق على التحويل المالي الخارجي ، أي انها تربطه صراحة بغسيل الأموال، وهذا ما يتوجب على الدولة ومؤسساتها الانتباه له جيدا ومكافحته بفعالية.

والدراسات تقول أيضا ان العراق بحاجة الى خمسة ملايين وحدة سكنية (وحسب تقديرات اخرى الى 7 ملايين) وبمعدل سنوي لا يقل عن 300 الف وحدة. فهل هذا وارد في خطط الدولة ومشاريعها؟ وكم من الأموال خصصت له؟  

وعندما تترافق ازمة السكن مع ازمة اقتصادية وتدهور في الخدمات العامة، تصبح حياة المواطنين اقرب الى جحيم.

 أفما من حلول ياترى واستفادة من خبرات بلدان العالم الاخرى؟

***********

منتسبو شركات الصناعة: النزول الى الشارع قريبا

 

بغداد ـ طريق الشعب

اقام الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، أمس الاول السبت، ندوة موسعة لممثلي شركات وزارة الصناعة والمعادن، الذين تعرضوا لعقوبات من قبل ادارات شركاتهم، كونهم يطالبون بحقوق العاملين في تلك الشركات التابعة للوزارة. وشدد المجتمعون على رفضهم المطلق لهذه الاجراءات التعسفية بحق العاملين والاصرار على موقفهم بحماية الاقتصاد والصناعة الوطنية. وأكدوا خلال الندوة على ضرورة التوجه من أجل ثورة عمالية تطيح بمافيات الفساد، وتواجه العقوبات التي تطال الناشطين في هذه الشركات، الذين يدافعون عن الصناعة المحلية.

>ص3

*************************

الصفحة الثانية

 

 

كورونا.. ارتفاع في حصيلة الإصابات والوفيات

 

بغداد ـ طريق الشعب

ارتفعت أعداد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا في العراق، خلال الـ24 ساعة الماضية؛ حيث سجلت السلطات الصحية 734 إصابة جديدة، و7 وفيات بالفيروس.

وذكرت وزارة الصحة في تقرير الموقف الوبائي ليوم أمس، والذي طالعته “طريق الشعب”، أن إجمالي عدد الإصابات الناجمة عن الفيروس في البلاد منذ انتشار الوباء “ارتفع إلى 2097540 والوفيات إلى 24207 بينما ارتفع عدد المتعافين إلى 2067382 شخصا”.

وتأتي هذه الأرقام في الوقت الذي تستنفر الكوادر الصحية جهودها لمواجهة المتحور الجديد الذي دخل إلى بلدان عديدة، من أجل احتوائه قبل أن ينتشر في العراق، ليشكل مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل الواقع الصحي.

 

*************

اضاءة.. هل للشعب مصلحة في ما يجري؟

محمد عبد الرحمن

المتابع لتطورات الاحداث بعد انتخابات تشرين الاول ٢٠٢١ يتوصل في الحال الى استنتاج مفاده، ان القوى المتنفذة رغم اللقاءات المكوكية والتصريحات والتغريدات والبيانات واغداق الوعود، لم تتعلم من التجارب المريرة ولم تستخلص وتستوعب العبر والدروس من الحراك الشعبي  منذ ٢٠١١ ، مرورا بانتفاضة تشرين ووصولا الى الوقت الراهن التي لا يمر فيه يوم من دون ان نشهد حراكا تتنوع أهدافه ومطالبه.

ويكاد المراقب يصاب بالغثيان وهو يتابع مواقف القوى الفائزة، وتلك التي لم تحقق ما كانت تريد وانحسرت مقاعدها، ويبدأ في الحال يردد ما تلهج به ألسنة الناس: (الله يساعد الشعب على هؤلاء)، او المثل المعروف: (عرب وين طنبورة وين) في اشارة  الى الهوة السحيقة التي تفصل حال المواطن وهمومه اليومية عن حال القوى المتصارعة على المقاعد وكراسي السلطة، فيما تتصاعد المشاكل والاشكاليات الجدية والازمات المعيشية والحياتية التي تكاد تخنق غالبية العراقيين.

وماذا يمكن ان يجمع الصراع الدائر على الكتلة الأكبر وتفسير المحكمة الاتحادية للآمر وتسمية الرئاسات الثلاث وتوزيع مغانم السلطة وتشكيل الحكومة، مع معاناة الناس ومشاكلهم اليومية؟

ولا نزال نسمع الوعود المعسولة التي يطلقها الأشخاص والكتل ذاتهم، وبقيت حبرا على ورق. وفي مجالات  عدة يتلمس المواطن حتى تراجعا مقلقا، مثل السعي المتواصل الى تضييق هامش الديمقراطية والحرية تحت مسميات مختلفة، منها ما له علاقة بالاعراف والتقاليد، وهي  كما لا يجهل أحد من دون نهايات ولا اتفاق عاما بشأنها، وتخضع لاجتهادات وتفسيرات تختلف باختلاف من يقول بها ويمارسها.

وسيتوصل  المتنفذون، حفاظا على مصالحهم اولا، وتحت ضغط عامل الزمن والتوقيتات الدستورية والتدخلات والضغوط  الداخلية والخارجية، الى توافقات معينة. لكنهم في كل الأحوال ليس على جدول عملهم أي مسعى جاد بل ولا مجرد تفكير في معالجة الأسباب والعوامل الذي ساهمت وتساهم في تشكيل واقع الحال الماساوي، والذي يبقى يتدهورعلى مختلف الصعد.

ان ما يجري حاليا هو بحث عن معالجات لمشاكل الكتل السياسية المتصارعة، ولا علاقة  له البتة بما يعلن انه دفاع عن مذهب او طائفة او قومية. وماذا فعل المتنفذون الحاكمون لمناطقهم التي يدعون انهم يمثلون مواطنيها، والتي احتفظوا سنوات متتالية بالسلطة في محافظاتها؟ واية إنجازات ملموسة حققوها لها؟! بل وأين مليارات الدولارات التي توفرت للإقليم والمحافظات، اين ذهبت وكيف أنفقت، واية مشاريع أنجزت للتخفيف من واقع الفقرالمدقع والبطالة والجوع، ولانشاء بنى تحتية تسمح بتحقيق تقدم وتنمية اقتصادية – اجتماعية؟!

ان المتنفذين الذين تحكموا بكل شيء منذ ٢٠٠٣ حتى الآن، ارتكبوا الكثير من فاحش الاخطاء، وما زالوا يصرون على تكرارها وعلى التمسك بما ثبت انه فاشل وعقيم وولّاد للازمات والمشاكل. وليس في نيتهم، رغم الادعاءات المستمرة، التوجه جديا  نحو المراجعة. وهم على وهم كبير ان ظنوا، كما ظن آخرون سبقوهم ، بانهم في مأمن  من غضب الشعب. وكم قيل ان دوام الحال من المحال! .

 

************

 

تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات.. الاحتجاجات الجماهيرية تتواصل

 

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومكافحة الفساد في عدد من المحافظات. فيما تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية في محافظة ديالى، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

 

تظاهرة للخريجين

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من خريجي كليات التربية من غير المحاضرين  نظموا تظاهرة وسط مدينة بعقوبة، للمطالبة باطلاق درجات الحذف والاستحداث والتقاطع الوظيفي، من اجل توفير درجات وظيفية لشمول الخريجين وفق قرار 315 مثل اقرانهم المحاضرين”.

واضاف ان “الخريجين مستمرون في اعتصامهم منذ اسبوعين امام مبنى تربية المحافظة من اجل الضغط على الحكومتين المحلية والمركزية لايجاد حل لمشكلتهم”.

 

الخدمات

وفي البصرة، تظاهر عدد من أهالي قضاء الدير شمال المحافظة، أمام مبنى مديرية المجاري في القضاء، للمطالبة بخدمات البنى التحتية، وإطلاق سراح الناشطين.

وطالب المتظاهرون بسرعة تنفيذ مشروع البنية التحتية الذي يعاني من تلكؤ في التنفيذ بسبب نقص الاليات. كما طالبوا بإطلاق سراح الناشطين الذين تم إيداعهم التوقيف بسبب توثيقهم حالات تردي الخدمات من خلال نشر فيديوهات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي.

وامهل المتظاهرون مدير مجاري القضاء 10 أيام لتحسين واقع الخدمات أو تقديم استقالته.

وفي منطقة الاصمعي الجديدة تظاهر عدد من الأهالي، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في المنطقة.

وبيّن الاهالي، ان الشركة المنفذة لمشروع المنطقة لم تقم بإكمال الشوارع باستثناء 3 شوارع فقط، بحجة عدم صرف الاموال الكافية لها، مشيرين إلى صعوبة ذهابهم إلى العمل وذهاب أبنائهم إلى المدارس.

وهدد الاهالي بتصعيد احتجاجي اخر، في حال جرى تجاهل مطالبهم.

 

اغلاق مبنى المحافظة

الى ذلك، أغلق المئات من الخريجين مبنى محافظة ذي قار في تصعيد احتجاجي للمطالبة بتوفير درجات فرص العمل.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين اغلقوا جميع بوابات مبنى المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “المتظاهرين يهددون باستمرار اغلاق المبنى لحين الاستجابة لمطالبهم”.

في الاثناء، أغلق العشرات من المتظاهرين في قضاء الفهود التابع إلى محافظة ذي قار مبنى إدارة القضاء، للمطالبة بإقالة القائم مقام على خلفية تردي الواقع الخدمي.

ونصب المتظاهرون خيمة امام مبنى القائمقامية في تصعيد احتجاجي رافض لبقاء القائم مقام الحالي في منصبه، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم.

 

رفض الرسوم على الستوتات

في غضون ذلك، طالب عدد من أصحاب الدراجات النارية و”الستوتات” في محافظة واسط الحكومة المركزية بإعادة النظر في قرار الترقيم وفق الرسوم التي أعلنتها مديرية المرور العامة.

وذكر المتظاهر خالد حسين لـ”طريق الشعب”، ان “اجور التسجيل تتجاوز 600 ألف دينار، وهذا يشكل عبئا إضافيا يثقل كاهل اصحاب الستوتات، سيما وأن أغلبنا يعتمدون عليها كمصدر رزق لهم”.

وتابع ان “الاجور غير منطقية حيث ان هناك دراجات نارية سعرها لا تتجاوز 200 ألف دينار، بينما تطالب مديرية المرور برسوم اعلى من سعرها بثلاثة اضعاف”.

ودعا حسين الى وضع آلية للتسجيل وفق رسوم رمزية لا تتجاوز 100 ألف دينار، ليتمكن أصحاب هذه الدراجات من تسجيلها أصوليا.

واغلق العشرات من خريجي كليات التربية مبنى تربية واسط للمطالبة بتوفير فرص العمل، والتعاقد معهم وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315 اسوة باقرانهم المحاضرين.

 

*************

 

استقبلوا ممثلة حكومة اقليم كردستان.. شيوعيو النجف يعرّفون بنتائج المؤتمر الـ 11

 

النجف - أحمد عباس

 

عقدت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء المناذرة بمحافظة النجف، أخيرا، ندوتين حول المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

وجرى عقد الندوتين في منزل الرفيق مهدي هادي حسون العبادي بناحية الحيرة، وفي مضيف الرفيق الراحل عبد الله عبد نور في قرية الهارمية، بحضور عدد من الشيوعيين وأصدقائهم.

وتحدث سكرتير اللجنة المحلية للحزب في النجف، الرفيق كريم بلال، عن المؤتمر وظروف انعقاده ومجريات أعماله، فضلا عن نتائجه التي تضمنت تغييرات هيكلية في قيادة الحزب وبرنامجه ونظامه الداخلي.

كما ألقى الضوء على وثيقة "قدما نحو التغيير الشامل"، الصادرة عن المؤتمر، مشيرا إلى أنها تحدد المسارات التي صاغها الحزب لتطوير البلاد على كل الصعد، في المراحل المقبلة.

وكان الرفيقان رزاق الحكيم ونائب سكرتير اللجنة المحلية أحمد عباس، قد ساهما في ندوة الهارمية؛ إذ تحدثا عن دور الشباب والعمال في المجتمع، والمستلزمات الأساسية لدعم هاتين الشريحتين. 

كذلك عقدت لجنة ريف الكوفة الاساسية للحزب، ندوة حول المؤتمر في "قرية المجاتيم" بناحية الحرية.

الندوة التي التأمت في مضيف الرفيق ستار الميالي، تحدث فيها عضو مكتب اللجنة المحلية للحزب في النجف، الرفيق صالح العميدي، عن وقائع المؤتمر وأبرز النتائج التي أفضى إليها.  وفي سياق ذي صلة، شكلت مختصة الحراك الجماهيري التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب في النجف، فرقة جوالة جابت "شارع الروان" في مركز المحافظة، سيرا على الأقدام.  ووزعت الفرقة التي رافقتها عضو اللجنة المركزية الرفيقة سهاد الخطيب، على المواطنين نسخا من وثيقتي الحزب "قدما نحو التغيير الشامل" و"يجب أن يتصدر ملف المياه أولويات السلطات العراقية".  وفي السياق، زار عضو الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني وممثل حكومة الاقليم في محافظة النجف السيد فخر الدين محمد امين علي، مقر محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي.  وكان في استقباله سكرتير المحلية كريم بلال وعضو المكتب صالح العميدي اللذان رحبا بالضيف، وجرى الحديث عن الاوضاع السياسية والعلاقات التاريخية بين الحزبين وضرورة تمتين هذه العلاقة، بما يخدم قضايا الشعب والوطن في عموم العراق، وفي اقليم كردستان.

 

 

*************

«الشبيبة الديمقراطي» في واسط يعقد مؤتمره الثامن

 

الكوت ـ طريق الشعب

عقد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في واسط يوم الجمعة الماضي، مؤتمره الثامن تحت شعار من أجل حياة حرة كريمة ومستقبل أفضل.

وافتتح المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على شهداء الحركة الشبابية وشهداء انتفاضة تشرين الخالدة وشهداء العراق مصحوبة بعزف النشيد الوطني، تلتها كلمات للجنة التنفيذية للاتحاد والفرع.

وبعد مناقشة التقريرين الانجازي والمالي والتصويت عليهما، تم انتخاب مكتب جديد للفرع مكون من سبعة زملاء. وانتخب حيدر كريم سكرتيرا للفرع، واحمد حسن نائبا له.

وعلى هامش اعمال المؤتمر، كرّم الزميل تيسي حذر العتابي بدرع الابداع من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد، تثمينا لجهوده وعمله في الاتحاد.

 

**************

 

الرفيق ريسان حسين  .. وداعا

 

بالم وحزن عميقين تلقينا هذا اليوم نبأ رحيل الرفيق المناضل ريسان حسين ( أبو لقاء ) ،سكرتير محلية حزبنا الشيوعي العراقي في كركوك .

عمل الرفيق أبو لقاء في صفوف الحزب منذ الستينات ، ونشط في الناصرية وكركوك في السبعينيات ، ومارس مهنة التعليم لسنوات طويلة . وجراء سفره النضالي المفعم بالتضحيات تعرض للمضايقات والاعتقال .

وبعد ٢٠٠٣ ساهم   على نحو فاعل ومتميز في إعادة  بناء تنظيمات الحزب في محافظة  كركوك واقضيتها ونواحيها . وكان الرفيق مع رفاقه الاخرين في مؤتمر حزبنا الوطني الحادي عشر .

يتمتع الفقيد الكبير بخصال شخصية وخلق رفيع ويحظى باحترام وتقدير كبيرين . واجه الصعوبات بشجاعة ، وبصبر وحكمة وعزم لا يلين ، وكان مثالا للشيوعي الغيور المتفاني ، ومدافعا امينا عن الحزب وقيمه ومبادئه وتطلعات وآمال شعبنا ، وعن روح التآخي والوئام بين أطياف الشعب المتاخية .

رحيل الرفيق أبو لقاء خسارة كبيرة ، وفي هذه المناسبة الحزينة والمؤلمة نتقدم بالتعازي والمواساة الى عائلته ورفاقه وأصدقائه ، راجين لهم الصبر والسلوان . ولرفيقنا الراحل دوام الذكر الطيب .

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

8 كانون الثاني 2022

 

**************************

 

مواساة

الاخ العزيز الدكتور فؤاد معصوم المحترم

تلقيت بأسى عميق نبأ رحيل شقيقكم الاستاذ محمد معصوم.

تقبلوا مشاعر المواساة والعزاء لكم وللعائلة الكريمة.

لروح فقيدكم السلام وله الذكر الطيب، ولكم الصبر الجميل على هذا المصاب الأليم.

 

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

5 كانون الثاني 2022

 

***************************

 

الصفحة الثالثة

التيار الديمقراطي.. يواصل استعداداته لعقد مؤتمره الثالث

بغداد ـ طريق الشعب

 

تتواصل استعدادات التيار الديمقراطي في مختلف المحافظات لعقد مؤتمره الثالث نهاية الشهر الحالي، من خلال الاستمرار في عقد مؤتمرات التنسيقيات المختلفة.

 

النجف

ففي محافظة النجف، عقد يوم الجمعة الماضي، المؤتمر الثالث لتنسيقية التيار الديمقراطي تحت شعار “بتوحيد جهود القوى والمنظمات والشخصيات الديمقراطية نحقق التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية”، وسط حضور واسع لممثلي الأحزاب والمنظمات والشخصيات الديمقراطية، وبإشراف عضو اللجنة التنفيذية للتيار الديمقراطي في العراق الدكتور علي الرفيعي.

وافتتح المؤتمر بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت، حدادا على ارواح شهداء انتفاضة تشرين الباسلة. ثم تم الاستماع لكلمتي تنسيقية التيار في المحافظة القاها الاستاذ علي الدرويش، وكلمة المكتب التنفيذي للتيار. وجرى استعراض التقرير الانجازي والنظام الداخلي وبرنامج التيار الديمقراطي، وسط مداخلات وتصويبات قيّمة من قبل الحاضرين.

وتخللت المؤتمر فقرات شعرية ساهم فيها الشاعر هيثم الخالدي بقصيدة بعنوان (محتار) تغنى بها بالوطن. وجرى انتخاب 18 عضوا جديدا لعضوية التنسيقية في المحافظة.

 

كربلاء

وفي السياق ذاته، عُقد في كربلاء يوم الجمعة الماضي، المؤتمر الثالث لتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، تحت شعار “معا من اجل التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية”، وسط حضور واسع للشخصيات المدنية وعدد من ناشطي انتفاضة تشرين، وبإشراف الأستاذ محمود العكيلي عضو اللجنة التنفيذية للتيار الديمقراطي في العراق.

وافتتح المؤتمر بعزف النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت، حدادا على ارواح شهداء انتفاضة تشرين المجيدة. تبعتها كلمات لتنسيقية التيار في المحافظة، القاها الاستاذ علي كريم العرداوي ثم كلمة للأستاذ محمود العكيلي باسم المكتب التنفيذي للتيار وكلمة لرابطة المرأة القاها كوثر ناصر ثم كلمة موجزة للأستاذ جبار علي، تلاها استعراض للتقرير الانجازي والنظام الداخلي وبرنامج التيار الديمقراطي، ثم فتح باب المداخلات للمؤتمرين.

وتضمن الحفل أيضاً مشاركة للشاعر محمد حويساوي.

وفي الختام، صادق المؤتمرون على انتخاب 13 مندوباً للمشاركة في المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي، وهم كل من (علي كريم العرداوي، اخلاص الخفاجي، شهد عباس، فاضل مناتي، جبار العلي، عبد الامير سلمان، كامل عبد علي المسعودي، كوثر كاظم الناصر، نعمة هادي الفتلاوي، اكرم ناظم، عماد النبهاني، فاضل الصفار، عثمان فاخر عباس).

 

نينوى

وفي محافظة الموصل، عقد يوم الخميس الماضي، المؤتمر الثالث لتنسيقية التيار الديمقراطي في نينوى، وسط حضور لممثلي الأحزاب والشخصيات الديمقراطية، وبإشراف عضوي اللجنة التنفيذية للتيار الديمقراطي في العراق، الدكتور علي مهدي والأستاذ فريق هادي. واستهل المؤتمر بعزف النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت، حدادا على ارواح شهداء العراق وشهداء انتفاضة تشرين المجيدة.

وقدّم المؤتمرون تهنئة للجيش العراقي بمناسبة ذكرى تأسيسه، ثم استمعوا الى كلمات تنسيقية التيار في المحافظة والمكتب التنفيذي، تلاها استعراض للتقرير الانجازي والنظام الداخلي وبرنامج التيار الديمقراطي، والاستماع الى تصويبات المؤتمرين.

وفي الختام، صادق المؤتمرون على 10 مندوبين للمشاركة في المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي، وهم كل من (ضياء ممدوح، مقداد عبد الأمير، هاني محمد خضر، طالب زكي، سميرة عابد، حازم صديق، فادي عبد المسيح، محمد صالح خضر، كاميران شنگالي، الدكتور حسام اسماعيل رشيد).

 

الديوانية

وتحت شعار “وحدة عمل القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية رافعة للإصلاح والتغيير” عقد مساء يوم السبت 1/1، المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي في الديوانية، بإشراف الدكتور علي مهدي عضو المكتب التنفيذي، وذلك على قاعة قصر الثقافة والفنون، وسط حضور واسع لممثلي الاحزاب والتجمعات التشرينية ومنظمات واتحادات ونقابات وشخصيات مدنية ديمقراطية مستقلة وشخصيات اجتماعية بارزة.

وبدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت، حدادا على ارواح شهداء العراق وشهداء انتفاضة تشرين. ثم استمع الحاضرون لكلمات تنسيقية التيار في المحافظة، ألقاها السيد يونس جابر، وكلمة المكتب التنفيذي للتيار القاها الدكتور علي مهدي.

وجرى خلال المؤتمر مناقشة التقرير الانجازي والنظام الداخلي وبرنامج التيار الديمقراطي. وعلى هامش المؤتمر تم انتخاب تنسيقية جديدة تألفت من 16 عضوا. وكلف المؤتمرون اللجنة المنتخبة باختيار مندوبي المؤتمر العام.

صلاح الدين

وفي محافظة صلاح الدين، عُقد يوم السبت الماضي المؤتمر الثالث لتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، بإشراف عضوي اللجنة التنفيذية للتيار الديمقراطي في العراق الدكتور شاكر كتاب والاستاذ حسن الشبيب. وبحضور ممثلين عن تحالف العمل الوطني وعدد من الشخصيات المدنية والديمقراطية.

وناقش المؤتمرون الاوضاع السياسية المستجدة في البلاد والتغييرات الجارية في المشهد السياسي ومشروع النظام الداخلي وبرنامج التيار بشكل مستفيض.

 

ميسان

وعلى صالة مقهى النجماوي في العمارة، عُقد المؤتمر الرابع للتيار في محافظة ميسان، بحضور عدد من الشخصيات المدنية والديمقراطية في المحافظة وممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي والتيار القاسمي، وباشراف عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي د. علي مهدي. وبدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت لاستذكار شهداء الحركة الوطنية وانتفاضة تشرين البواسل. تبعتها كلمة لتنسيقية التيار في المحافظة القاها الاستاذ رعد صالح، وكلمة اخرى لمحلية الحزب الشيوعي في المحافظة، واستعراض عن وضع التيار الديمقراطي والسبل الكفيلة بتطوير عمله من قبل عضو المكتب التنفيذي.

كما تمت مناقشة التقرير الانجازي لعمل التنسيقية خلال الفترة السابقة.

وفي الختام جرى انتخاب هيئة تنسيقية جديدة للمحافظة، ضمت عددا من الشخصيات الوطنية والديمقراطية.

 

الرصافة

وتحت شعار “وحدة القوى المدنية الديمقراطية الضمانة الأكيدة لتحقيق أماني شعبنا” عقدت تنسيقية الرصافة في بغداد للتيار الديمقراطي يوم السبت الماضي، مؤتمرها وسط حضور مميز لعدد من الشخصيات المدنية والديمقراطية، وباشراف المنسق العام للتيار الديمقراطي احمد ابراهيم.

وبدأ المؤتمر اعماله بالوقوف دقيقة صمت، حدادا على أرواح شهداء العراق وانتفاضة تشرين وشهداء الحركة الوطنية العراقية، تلاها عزف النشيد الوطني وكلمة لمسؤول تنسيقية الرصافة عبد الستار ربيع. فيما استعرضت عضو التنسيقية كريمة الساعدي التقرير الإنجازي. وتم الاستماع الى شهادة حية لتجربة عضو التنسيقية ناطق عبد الله في انتفاضة تشرين. فيما القى الدكتور احمد علي إبراهيم كلمة المكتب التنفيذي للتيار. وجرى خلال المؤتمر انتخاب تنسيقية جديدة للتيار الديمقراطي في الرصافة، مكونة من 21 عضوا.

************

وثائق المؤتمر الـ 11.. من دلالات انتخابات تشرين الأول  2021

 

 

في أجواء خلت من تأمين مستلزماتها ومتطلباتها، جرت الانتخابات في (10) تشرين الثاني بعد سنتين من المطالبة بها. وكما كان متوقعا فقد تميزت بمقاطعة واسعة، رغم التحشيد الواسع لها، داخليا وخارجيا، واللجوء الى اثارة العواطف والتجييش الطائفي والمناطقي والعشائري، ودغدغة مشاعر المواطنين الدينية، فيما كان هناك استخدام واسع للمال السياسي ولموارد الدولة ومؤسساتها وشراء الأصوات وبطاقات الانتخابات.

واظهرت النتائج ان نسبة المشاركة، التي اعتبرتها جهات ومؤسسات دولية يركن اليها، الأدنى منذ عام 2005، وهي في كل الاحوال أدنى من النسبة الرسمية المعلنة، وجاءت لتؤكد صحة التوقعات بشأن عمق الهوة الفاصلة بين الشعب ومنظومة الحكم، وانعدام ثقة الناس بقدرة هذه المنظومة على رسم وتطبيق نهج سياسي، يستطيع تغيير الواقع المأساوي القائم.

 ومن جانب آخر، وعلى الرغم من بعض الاجراءات الايجابية التي اتخذتها مفوضية الانتخابات، مترافقة مع دور القوات الأمنية في تأمين أجواء انتخابية أكثر أمنا، بما سد بعض منافذ التزوير، فان حقائق ووقائع كشفت عن خروقات في العملية الانتخابية وثغرات جدية في عمل المفوضية.

وكان أبرز ما أفرزته الانتخابات بنتائجها المعلنة، أنها سحبت التأييد من بعض القوى المتنفذة، ومنحت حصة لمستقلين وتشرينيين، وان هذا جاء مصداقا لحقيقة أن الانتفاضة مازالت فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي.

كما انه عكس بوضوح الرسالة البليغة التي وجهها الملايين من أبناء الشعب الى القوى المتنفذة الحاكمة، من خلال المقاطعة التي بقيت واسعة، رغم كل ما بُذل من جهود وضغوط ومناشدات من طرف قوى مختلفة. ومما له دلالة عميقة أن القوى المقاطعة شملت فئات اجتماعية مختلفة، أي أنها كانت عابرة للحدود الطائفية والاثنية.

وفي خضم الأوضاع القائمة المتحركة والتفاعلات والتدخلات الخارجية المحتملة، يتوجب تأكيد حقيقة أن تغليب التفاهمات والتوافقات في سياق منهج المحاصصة ذاته، لا بد أن يؤدي الى تخادمات متقابلة لن تعني سوى تكريس الأزمة العامة المستعصية، وتعظيم حالة السخط الشعبي جراء ذلك.

وبشأن تشكيل الحكومة الجديدة فقبل كل شيء تتوجب الإجابة  على الأسئلة الملحة حول ماهية هذه الحكومة، وتركيبتها، ومشروعها، وبرنامجها، وقدرتها على  إجراء أية إصلاحات جدية. علما ان تشكيل هذه الحكومة بات ضروريا أن ينطلق من مبدأ الأغلبية السياسية، وان يجسد حقيقة الرسالة البليغة التي وجهها ملايين العراقيين الى القوى المتنفذة الحاكمة بمقاطعتهم وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات. 

وقد بيّن سير عملية الانتخابات أن الحاجة مازالت قائمة وملحة لإصلاح المنظومة الانتخابية، بما يبعدها عن المحاصصة ويجعلها أكثر استقرارا ومهنية وكفاءة، وأقدر على حفظ أصوات الناخبين وخياراتهم، وتأمين انتخابات حرة ونزيهة.   

من ناحية أخرى فان وجود كتلة في البرلمان متمسكة بخيار التغيير، وساعية الى تحقيق أهداف الانتفاضة، يمثل نجاحا يأتي كثمرة لانتفاضة تشرين الباسلة وللضغط الشعبي المتعاظم الذي تمثل المقاطعة أحد أبرز تجلياته، فضلا عن دور عدد من المرشحين الفائزين وجهودهم التي أكسبتهم ثقة الناس. ومن المؤكد أن تأثير كتلة كهذه يكون أكبر اذا ما نسقت عملها مع الحراك الاحتجاجي خارج البرلمان، وهو ما يتعين على دعاة التغيير القيام به، وتوحيد جهودهم على أرضية المطالب الشعبية لاحداث التغيير المنشود.

لقد بات جليا أنه ما من اصلاح وتغيير من دون إنهاء نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، ومحاربة الفساد، وتلبية حاجات الناس الأساسية، ومن دون الكشف عن قتلة المتظاهرين ومن يقف وراءهم وانزال القصاص العادل بهم، الى جانب انهاء السلاح المنفلت وضمان السيادة الوطنية. فهذا وحده هو السبيل الى تحقيق التغيير الشامل، واقامة البديل المتمثل بدولة المواطنة والقانون والمؤسسات والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

*******

ممثلو الشركات يجتمعون في اتحاد نقابات العمال ويتفقون: النزول للشارع قريباً

بغداد ـ طريق الشعب

اقام الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، أمس الاول السبت، ندوة موسعة لممثلي شركات وزارة الصناعة والمعادن الذين تعرضوا لعقوبات من قبل الادارات، كونهم يطالبون بحقوق العاملين في الشركات التابعة للوزارة. وشدد المجتمعون على رفضهم المطلق لهذه الاجراءات التعسفية بحق العاملين والاصرار على موقفهم بحماية الاقتصاد والصناعة الوطنية، وما يترتب على الصفة الريعية للاقتصاد العراقي وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي، وانتشار الفقر والبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل والموارد.

امين عام اتحاد نقابات العمال السيد عدنان الصفار، قال لـ”طريق الشعب” ان “الاتحاد يؤكد على اهمية الصناعة الوطنية وضرورة دعم العاملين في هذه القطاعات، وموقفه المطلق مع العاملين من اجل الدفاع عن حقوقهم وعن الصناعة الوطنية والاقتصاد الوطني”، مبينا انه “نعمل على تحشيد كافة قوانا لحماية بلدنا واقتصادنا وصناعتنا الوطنية والعاملين فيها”. من جانبه، قال السيد مضر الموسوي عن شركة النصر: “نتعرض الى هجمة قوية، حيث يتم ايقاف شركاتنا بصورة تدريجية. بالمقابل اقمنا تظاهرات لمقاومة هذه الهجمة، لكن هذه الهجمة بدأت تشتد خاصة بعد اطلاق الورقة البيضاء الحكومية لتصفية الصناعة وتسريح المنتسبين”.

واضاف ان “الحكومة مصرة على تنفيذ الورقة البيضاء والتي هي املاءات البنكك المركزي وصندوق النقد الدوليين، والان يتعرض المنتسبون الناشطون للعقوبات، وهذا بحاجة الى ان نتصدى له، كونه محاولة لتفريغ الصناعة من المنتسبين، كما انه يستدعي اتخاذ اجراءات من بينها مفاتحة وزير العمل والشؤون الاجتماعية والذي عليه واجب ان يضغط في مجلس الوزراء لايقاف هذه الهجمة”. السيد غالب التميمي من شركة الصناعات الجلدية، وهو واحد من الذين يتعرضون لعقوبات وزارة الصناعة كونه ينشط في الدفاع عن شركته وعن زملائه العاملين في قطاع الجلود، قال لـ”طريق الشعب”: ان “اصحاب القرار يعملون في الوقت الحالي على تكميم افواه القادة النقابيين والناشطين في قطاع الصناعة، من خلال احالتهم على التقاعد او النقل التعسفي والعقوبات وصولا الى التصفية الجسدية”.

واضاف انه “نحن بحاجة الى التضامن والوقفة الجادة والدعم من اجل ثورة عمالية تطيح بمافيات الفساد، والعقوبات التي نتعرض لها لا يمكنها ان توقف نشاطنا في الدفاع عن صناعتنا، وهي بحاجة الى دعم حكومي وشعبي من اجل النهوض بها”.

*******************

الصفحة الرابعة

 

ندوة للشيوعيين في بابل وزيارة لعوائل شهداء الحزب

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي جلسة حوارية صباح يوم الجمعة السابع من كانون الثاني الحالي، وعلى قاعة آذار في مقر اللجنة المحلية حضرها حشد من الرفيقات والرفاق والاصدقاء وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

 

نداءات المؤتمر

وقدّم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب، خلال الجلسة، مداخلة تناول خلالها مخرجات المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والذي عقد أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، ووثيقة “قدما.. نحو التغيير الشامل” التي اقرها المؤتمر، والتي اكدت أن التغيير الشامل غدا مطلبا جماهيريا واسعا، وضرورة يفرضها تطور الأوضاع في البلاد.

كما تطرق إلى النداءات التي وجهها المؤتمر ومنها النداء إلى الرفاق الذين يقفون خارج التنظيم، مؤكدا أهمية مشاركتهم مع رفاقهم داخل صفوف الحزب في النضال من أجل إحداث التغيير المنشود وتعزيز نشاط الحزب بين أوساط الجماهير الشعبية.

عوائل الشهداء

وخلال رحلة الرفيق رائد فهمي الى المحافظة، زار الرفيق عائلة الشهيد خضير عباس ابو عطا من قرية البوشناوة وبناته الرفيقة ام حيدر وشقيقتها سليمة.

يذُكر ان الشهيد قتل علي يد جلاوزة قطعان الحرس القومي عام ١٩٦٣، بعد مقاومته انقلاب ٨ شباط الاسود.

وسارت ابنة الشهيد الرفيقة ام حيدر على درب والدها من خلال عملها في صفوف حزبنا، من خلال زيارة العوائل الشيوعية المطاردة ونقل البريد، واخفاء الرفاق في منزلها، رغم رقابة اجهزة الامن.

وزار الرفيق فهمي ايضا عائلة الحاج سعود مشهد الجبوري “الفلاح الشجاع الذي تصدّى لأزلام النظام والمعروف بثقافته العالية، ونقده اللاذع للنظام وأزلامه، والذي قدم شهيدين من أولاده”.

وعرج الرفيق خلال زيارته على منزل الشيخ منفي الجبوري، للقاء مع ابناء العشيرة.

 

 

رائد فهمي يستقبل مجموعة من الخريجين غير المعينين

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم السبت 8/1/2022، مجموعة من الخريجين التربويين غير المعينين من تنسيقيات متنوعة في مختلف محافظات العراق.

وجرى الحديث خلال اللقاء عن المشاكل التي تواجه الخريجين، وأبرز مطالبهم المتمثلة بشمولهم بالعقود أسوة بالمحاضرين، باعتبارهم خريجي كليات تربوية، والمطالبة بإطلاق درجات الحذف والاستحداث دون حصرها بفئة معينة، والعمل بالتقاطع الوظيفي، وتعديل القرار 130 لمجلس الوزراء.

وتم طرح بعض المعالجات ومقترحات الحلول وخطوات التحرك اللاحقة.

وكان في استقبال الضيوف إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق كريم بلال سكرتير محلية النجف والرفاق حسنين العميدي ومؤيد عليوي أعضاء محلية النجف، والرفيق أحمد جسام عضو مختصة المعلمين المركزية.

 

 

مرحى للجالسين المتوقدين للنضال كالوافقين

جاسم المطير

 

حازني، خلال الأسبوع الماضي، رؤية الرفيق رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي، بين صفوف مجموعة كبيرة من رفاق شيوعيين، ليسوا منسيين، ليسوا متروكين، ليسوا تاركين العمل الحزبي، ليس حالهم في قلق او في حال من الفزع، في مدينتنا العراقية الصغيرة والحبيبة  (الحلة) الغراء التي هامت منذ حوالي 3 الاف سنة بطوفان من القوانين والتربع فوق العمران الاخضر الجميل والارض المبلطة بالقير, يلتحم فيها كل فرد شيوعي مع الكل الشيوعي يقوي كل واحد منهم الاخر وتتصاعد القوة الشيوعية الى السماء العراقية ثم تنزل على ارضها وجبالها ووديانها تظل اجنحتها معطرة بالاباريق الذهبية المتدافعة من السماء الى الارض حين تمتلئ جميع صدور المناضلين بينابيع الحياة، حينئذ يتطلع جميع الشيوعيين الى التطلع نحو السباق النضالي الطويل.

كان الرفيق (الواقف) رويداً بين الرفاق (القاعدين) من اجمل الصور الناتجة عن احد قرارات او مناقشات المؤتمر١١، الحزبي الوطني.

فريق واحد، موحد، (كبير) بأشخاصه ومناضليه. يستحق ان نقول لجامعيه انهم، جميعاً، لا يغيب عنهم لقب المهتدي نحو الطريق السريع للسكن في مواقع المجد النضالي.

يا ليت جميع أعضاء الحزب الشيوعي العراقي يسرعون أو يتسرعون (كلهم) أي الرفيق الواقف المكتفي بزيارة كريمة وبحديث شيوعي مكثف غايته المرهفة جعل الابصار الحزبية، مبصرة كروح القديسين جيفارا وسلام عادل وجميع الافراد في قيادة الحزب الشيوعي (نحوهم) لجمعهم في خلايا ولجان داخل الحزب الشيوعي وليس في خارجه او في الجانب غير الفعّال داخله.

هؤلاء الرفاق، الذين زارهم الرفيق النشيط (رائد فهمي) كما لو كان الرفيق فهد ما زال على قيد الحياة، يوزع لهم عطيته الفكرية، والتنظيمية، لأنهم وهبوا حياتهم وأموالهم وآمالهم وعائلاتهم لنضال حزبهم، من اجل ان يسدوا هذا النقص او ذاك في العمل الحزبي، الذي يجري الجهد الجهيد في قاعاتهم الكبرى، شيئاً فشيئاً، داخل ابوابها، من اجل تطهيرها بروح العنب الديمقراطي.

ها هي المؤتمرات الحزبية العمومية تبدأ منذ (التاسع)

و(العاشر) وصولاً الى (الحادي عشر) تتجه نحو الديمقراطية - الشيوعية، التي ستقدم مثالاً ديمقراطياً، بهياً، لا مثيل له في الجمع والتجميع والحكمة واللمعان، حين يكون عدد الرفاق الجالسين كبيراً.

لو عاد هذا العدد الى القاعات الحزبية، بعد تصفية معاناتهم الحزبية، السابقة، التي تحولت الى (معضلة) حزبية، في الوقت الحاضر، حين يلين احد سيوف هذا الرفيق او ذاك حول حل هذه المعضلة او تلك، على وفق طريقة الرفيق فهد بمعالجة القضايا الحزبية بأسلوب الحوار الديمقراطي. كان الرفيق فهد يردد أن (لكل مشكلة حل) بالحوار الحزبي الشفًاف. لا بد من القول هنا: ضرورة تخلص الحزب الشيوعي من أي نوع من الشر الفكري، سواء كان يسارياً أم يمينياً، حتى في اقل نسبة، وضرورة ثانية بان يعمل كل رفيق بادرة رفاقية لائقة لحل كل مشكلة بيومها ان لم تكن بساعتها.

نفس الشيء .. نفس الأسلوب اعتمده الرفيق فهد بجميع مواجهاته في  التحديات المختلفة، منذ  تأسيس الحزب عام 34 حتى قيام وثبة كانون الثاني عام ٤٨، التي أخذت ثقلها وعظمتها من نجيع الأفكار الجلجامشية القديمة ببلاد ما بين النهرين وليس فقط من شجاعة جميع اباء الشيوعيين  العراقيين وأجدادهم، بل انها جاءت، حتماً، من شمس الشيوعية في العراق وقد لبست العُلى و ستظل فيه، لبست ثياب القصيدة العصماء ولن تتخلف الأشعار عن حدّها المعروف في تواصل الكلام الشيوعي الذي يهب لاعضاء الحزب، كلهم، موهبة ممتازة في النضال الموحد...

سيكون كلام الحرية بين الرفيق رائد فهمي والرفاق (الجالسين) في هذا المؤتمر الحزبي الصغير، قادراً وقديراً على ان يعيد رفاق الحزب هؤلاء الى تقسيم المسؤولية الحزبية، جميعها، بين جميع الرفاق الحزبيين، حسب المحزنة الحزبية، المصبوبة على رأسهم، سابقاً، ليعاد صبها، حالياً، وفقاً للقلب، والقصد، والرشد، على مر الزمان الحزبي، الجمعي، منذ تأسيس الحزب وعلى حساب صناعة المجد الشيوعي الجديد بالنضال الفذ، القادر على إنهاض (الجالسين) وجعلهم وقوفا، بالكل. كل عضو من أعضاء الحزب الشيوعي، واقفاً كان او جالساً يعتبر نفسه جزءا مكملا مع كل عضو آخر كيان الحزب، كله. لا يعتبر العضو الواحد المنفرد، الا جزءا لا ينسب نفسه الى أب، غير الحزب الشيوعي، الذي هو اكثر عطفاً من سائر الآباء بكل الاتجاهات. الشيوعي لا ينسب نفسه الى انسان طيب جداً، الى انسان يمارس الفعاليات الانسانية بكل فخر وحرية. هذا ليس متوفراً بغير النشاط الشيوعي، حد التضحية بالنفس الى حد الانتصار وتحقيق العيش بالدولة المدنية بكل مرحلة من مراحل نشوئها منذ العمل على نشوئها، في هذه اللحظة، وتطورها بمر الزمن.

الرفاق (الجالسون) يلتمسون عند الحزب، نفسه، في الزمان، نفسه، في المكان نفسه، ان ينهضوا، كما نهضوا سابقاً، عندما كانوا اولاداً واحفاداً في الحزب. عندما كانوا في وسط العمل الحزبي - القيادي في الحركة السياسية، يقودهم الرفيق فهد ورفاقه الآخرون في ملحمة البطولة والكبرياء في ايام كانون الاول وكانون الثاني عام ١٩٤٨ وفي إضراب كاور باغي والإضرابات العمالية في البصرة والفاو والانتفاضات الفلاحية في العمارة وفي الريف السليماني والمدينة الاربيلية. كان عددنا، حينذاك، بضع مئات من الرفاق، منتسبين في خلايا ولجان قليلة بمختلف أنحاء العراق.

اليوم صار عددنا بالآلاف. ربما بعشرات الآلاف أو مئاتها، هناك انتخابات جديدة، متواصلة. لا بد من الانتصار الشيوعي فيها. 

هناك من يتخذ من أبوة الحزب الشيوعي ومن كونهم احفاداً لأجدادٍ كثيرين. من هؤلاء (الجالسين) رفاقنا الآباء والاجداد، لا تتركوا اي واحد منهم لا يواصل انتسابه، حتى اللحظة الاخيرة، الى حزبنا الشيوعي، سواء كان من مصنفات الكادر الشيوعي الاول بقيادة الرفيق فهد ام الكادر الشيوعي الثاني بقيادة الرفيق سلام عادل، او بقيادات عديدة اخرى مناضلة الى الحد النموذج والمضحي بالحد الاعلى. كل الشيوعيين العراقيين (الجالسين) منهم و(الواقفين) هم جميعاً، في حالة نهوض فكري، شديد.

هم في حالة بأس قوي،

هم في حالة مروءة ونجدة،

هم في حالة ارتفاع الهمة والمعرفة، في حالة الامل الكبير وحسن الأداء، بعد ان تعلمنا وما زلنا نتعلم من اخطائنا الكثيرة.  ليس عيباً ان يخطئ المناضل الشيوعي لسبب واحد هو (من لا يخطئ لا يعمل).  نحن نعمل في كل لحظة من لحظات حياتنا، لذا فنحن عرضة لأخطاء من نوع قديم. ربما تمر علينا، من دون شعور ومن دون احساس، رماح وسيوف اخطاء سابقة، تطعننا في الصميم. لا نبالي في آلامنا لكننا نكون فيها ضد انحرافها وضد مسعاها بالتأثير على مسيرتنا.

هذه هي الشيوعية، تكبر وتتسع.

استوعبوها، جيداً، يا رفاق القرن الحادي والعشرين،

استوعبوها أيها الرفاق الواقفون والجالسون،

كلكم، معاً، تحققون النصر الاكيد، حين يمنع كل من يجلس فوق مقعد السلطة من جنون ارتكاب الخطايا بحق الشعب العراقي.. 

الشمس واحدة تضيء بالعالم، كله، حين تظل الحياة تجلجل بوجه العبثيين، لكي تصلصل جموع اعضاء واصدقاء الحزب الشيوعي للشعب العراقي، كله، براية بيضاء ساجية مكتوب فيها: وطن حر وشعب سعيد..

 

********************************

الصفحة الخامسة

 

ضرورة تشديد العقوبات والتوعية بمخاطر السكوت عنه.. ناشطون: القانون ضعيف والعنف «ضد المرأة» متزايد

بغداد ـ محمد التميمي

 

مع ازدياد حالات العنف ضد المرأة، يواصل جميع المعنيين بحقوقها، والناشطون في الدفاع عنها، تأكيداتهم ودعواتهم للإسراع في تشريع قوانين تحمي النساء من التعنيف وتوفر إجراءات عقابية رادعة ضد منتهكي هذه الحقوق ومرتكبي الاعتداءات الصارخة على النساء، لاسيما مع إزدياد هذه الجرائم والمواجهة الخجولة وغير المجدية من قبل السلطات المعنية لها.

ويبدو إن العنف ضد المرأة في مجتمعنا، لم يعّد مقتصراً على الايذاء الجسدي، كما هو شائع، بل راح يشمل التحرش والابتزاز والازدراء والتمييز على أساس الجندر والإساءات اللفظية وإرغام القاصرات على الزواج وإرتكاب جرائم الاغتصاب وغسل العار وغيرها من مصائب إجتماعية تزداد صعوبة وتستفحل كل يوم، في وقت يقف القانون وأصحابة في موقف ضعيف أمامها، مما جعلها تصل الى مستويات خطيرة، تؤكدها الأرقام المرعبة، سواء المعلنة منها أو المستترة.

 

ارقام صادمة

فبحسب تصريح رسمي لعضو مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي فان العنف ضد المرأة كان قد تصدر قوائم العنف الأسري في العراق يليه العنف ضد كبار السن ثم ضد الأطفال، في مجموعة حوادث جاوزت الـ 15 ألف حالة خلال عام 2021.

فرع جمعية الامل في كركوك أحصى هو الأخر أكثر من 1800 حالة عنف أسرى ضمن مراكزه الستة خلال العام الماضي. 

من جهته كشف المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق في وقت سابق، عن تسجيل 1449 قضية عنف ضدّ النساء من مجموع 1543 قضية عنف أسري سُجّلت في أشهر (حزيران، وتموز، وآب) لعام 2021 في المحاكم التابعة لرئاسة استئناف بغداد - الرصافة.

ووفقا لتصريح رسمي لمدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن، ادلى به لوكالة فرانس برس، فإن وحدة حماية الاسرة في الوزارة كانت قد أحصت 17 ألف دعوى اعتداء زوج على زوجته خلال العام 2021.

وكانت نسب تزويج القاصرات قد إرتفعت خلال العام 2021، حيث أشارت إحصاءات وزارة التخطيط الى أن  25.5 بالمائة من النساء تزوّجن قبل بلوغهن سن الـ 18 عام و10.5 بالمائة منهن تزوجّن قبل بلوغهن 15 عاما من العمر.

تأنيب الضحية وتبرير الجريمة 

الشابة زهراء وليد، التي تابعت الكثير من حالات تعنيف المرأة، وقامت بأرشاد المعّنفات على التصرف بالشكل الصحيح، تقول لـ “طريق الشعب” “رأيت وسمعت عن الكثير من الحالات بعضها طال صديقاتي حيث تعرضن للتعنيف من قبل ازواجهن، وأيضا مع جارتي يتيمة الاب التي جري تعنيفها من قبل اعمامها، وقد شجعتُ الضحايا على الشكوى وعدم السكوت”.

وتؤكد الشابة وليد على انها إذا ما تعرضت للتعنيف، فأنها ستتوجه الى مركز الشرطة لتقديم شكوى “بالرغم من ضعف القانون والاجراءات في تطبيق العقوبات الا انه ليست هنالك حلول أخرى، رغم إن مستوى الوعي عند المرأة ضعيف ومتباين، فالكثير من المعنّفات غالباً ما يلتزمن الصمت”. و عن أسباب صمت الضحية تقول وليد “ إن الاسباب التي تجعل الضحية تلتزم الصمت متعددة وأبرزها العرف المجتمعي الذي يؤنب الضحية ويبرر ويدافع عن الجاني، فتكون المرأة هي الملامة بالدرجة الأساس، ويشعروها بالخزي بسبب تعرضها للتحرش ويعزون أسباب التحرش الى الملابس والغريزة وغير ذلك. كما تلعب التربية والبيئة الاسرية والعشائرية، وضعف القانون الرادع وعدم الجدية في التعامل مع قضايا التعنيف من قبل الدولة، دوراً في إلتزام المعّنفات الصمت”.

وتعتقد الشابة زهراء انه من الضروري تشريع القوانين التي تحمي المرأة “ وفرض عقوبات شديدة على المغتصبين والمتحرشين والمبتزين للنساء، والتوعية بشأن مخاطر السكوت عند التعرض للتعنيف او التحرش، والتشجيع على اهمية وضرورة الابلاغ عن هذه الحوادث حتى نحّد من انتشارها في المجتمع”.

 

للعنف اشكال عديدة

من جهتها تجد الشابة بسمة رياض في حالات العنف ضد المرأة في العراق، والتي تشهد تزايداً مضطرداً، تحدياً خطيراً يتطلب حلولاً عاجلة. وتشير في حديثها لـ “طريق الشعب” الى أن “التعنيف لا يقتصر على الضرب فقط، لأن له اشكالاً كثيرة منها الإساءة الجسدية والاضطهاد النفسي والاغتصاب والابتزاز وقتل الفتيات بداعي غسل العار، إضافة الى المضايقة في الشارع والتحرش الذي نلاحظ إنتشاره، خاصة في المناسبات العامة والتجمعات العديدة، كما حدث ليلة الاحتفال براس السنة الميلادية، حيث كانت هنالك الكثير من حالات التحرش بعضها كان في مرأى ومسمع القوات الأمنية التي لم تحرك ساكناً”.

دور ضعيف

وتعزو الشابة رياض أسباب ازدياد حالات العنف ضد المرأة الى “الاعراف والتقاليد السائدة التي جعلت المرأة ضعيفة، وخائفة من الابلاغ عن حالات العنف او حالات الاعتداء او التحرش، خشية من أن يصبح العار لصيقاً بها او خوفاً من الرد عليها بالعنف من قبل ذويها”.

وعن دور الشرطة المجتمعية تقول ان “ مهمة الشرطة المجتمعية كبيرة جدا، الا ان دورها العملي في الحفاظ على التماسك الاسري ضعيف للأسف، اذ إن اغلب مشاكل العنف الاسري يتم حلها بالتراضي على حساب الضحية او بتدخل العشيرة”. وتؤكد على ضرورة العمل على تنشيط هذا الدور خاصة مع تزايد حالات العنف في الأونة الأخيرة.

 

القانون عاجز

وعلى صعيد ذي صلة اكدت الشابة فجر محمد في حديثها لـ “طريق الشعب”، على وجود زيادة كبيرة في حالات العنف ضد المرأة في الآونة الأخيرة خاصة في فترة الحظر الوقائي، وذلك بحسب متابعتها لما ينشره الاعلام. ونوهّت الى ان العنف المستشري ذو صور متعددة وأشكال مختلفة، منها ما هو لفظي وما هو جسدي، فضلاً عن محاولة تغييب دور المرأة بشكل كامل في بعض العوائل.

وترى محمد ان “القانون اليوم أمسى عاجزا عن حماية النساء، ومن المتعارف عليه ان القوانين وضعت لتنظم حياة المجتمعات في سبيل الوصول إلى العدالة”، مبينة ان دور الشرطة المجتمعية اليوم وفي ظل الانتهاكات الحاصلة بحق الأسرة العراقية، لا النساء فقط، خجول ولا يتناسب مع مهامها.

 

 

المواطن هو المتضرر الوحيد

أزمة الكهرباء تخلق مشكلة

بين حكومة الديوانية وأصحاب المولدات

 

 

التلوث البيئي..  أسباب متعددة ومعالجات غائبة

بغداد_طريق الشعب

 

يعد التلوث البيئي في العراق من الملفات المهمة التي لا تعيرها المنظومة السياسية أية اهمية تذكر، فكثيرة هي العوامل التي يتم حصرها في مسمى «التلوث البيئي»، وبعضها خطر على حياة الانسان والبيئة ومياه الشرب مثل المخلفات البيولوجية «الطبية» التي يجري حرقها، وملوثات دخان المصافي التي تتسبب بالامراض السرطانية ومكبات النفايات التي تهدد عمال النظافة الذين يعتاشون على جمعها.

وقد استطلعت «طريق الشعب»، اراء عدد من المواطنين بهذا الخصوص، فوجدت فيها من الأهمية ما يتوجب معه الإصغاء إليها والالتفات إلى هذا الملف ومخاطره وتداعياته.

 

معاناة دجلة

تقول المواطنة شيماء حسن التي تقف على ضفاف دجلة في حديث خصت به «طريق الشعب»، «أشعر بالأسى ازاء ما يحصل لنهر دجلة، فبينما كان سابقا قبلة البغداديين من أجل الاستجمام، باتت تملؤه اليوم النفايات والقاذورات التي يلقيها فيه الناس بلا رادع». وتشدد المواطنة شيماء على ضرورة ان « تكون هنالك رقابة ومحاسبة  للمخالفين وردع لكل من يتجاوز على حرمة النهر من خلال فرض الغرامات والعقوبات الاخرى» وتوجه دعوة لكل المهتمين بحماية نهر دجلة وتنظيفه.

 

حدائق على عدد الاصابع

ويشكو الشاب يوسف محمد من عدم الاهتمام بالتشجير والمساحات الخضراء فيقول « عند التجول في بغداد لا نلاحظ الشوارع التي تكسوها الخضرة أو تظللها الإشجار، فالموجود منها يعد على عدد الاصابع وأبرزها في شارع ابي نؤاس الذي يعد قبلة للمواطنين من أجل استنشاق الهواء النقي والاستمتاع بنسيم نهر دجلة».

ويلفت في حديثه لـ»طريق الشعب» الانتباه إلى عدم ملاحظة أية محاولات حقيقية من أجل الاهتمام بالتشجير من قبل المسؤولين الذين أهملوا زراعة الأشجار وإقامة الحدائق العامة والمنتزهات التي تجّمل المدينة وتريح أبناءها».

ويعتقد يوسف أن الفساد هو المسؤول عن ذلك فيقول « دائما ما نسمع عن مشاريع لتجميل العاصمة بالحدائق والخضرة، إلا أن هذه المشاريع سرعان ما تتوقف فجأة مثل مشروعي حزام بغداد الاخضرو قناة الجيش، فلو كانت لدينا بيئة خضراء لكان الجو نقياً بدرجة كبيرة ولأمكننا السيطرة على التلوث وحتى تقليل العواصف الترابية التي تؤذي مرضى الربو والرئة».

 

الدخان المسرطن!

اما المواطن دلشاد جميل فانه يعتقد ان أبرز الملوثات التي تحتاج إلى معالجة هي « التلوثات الناجمة عن فوهات المصافي في بغداد خصوصا والمحافظات بشكل عام، فهي مسبب رئيسي لامراض السرطان وبالأخص في البصرة».

ويضيف دلشاد لـ»طريق الشعب» ان « مصفى الدورة تصدر عنه الكثير من المخلفات المضرة للبيئة ومنذ سنوات ولكن إلى اليوم لم تتم معالجة هذا الامر، والملوث الاخر يكمن في مكبات النفايات القريبة من المناطق السكنية والتي تحرق فيها النفايات».

من الجدير بالذكر ان انبعاثات النفط في البصرة سبب في معاناة الكثير من سكان المحافظة من مرض السرطان و قد اطلق  صحفيون ومدونون  في بداية هذا العام حملة على منصات التواصل الاجتماعي، حملت وسم #السرطان_يفتك_بالبصرة، لجذب الأنظار نحو خطورة الانتشار الكبير للمرض في المحافظة، في ظل عدم إهتمام السلطات العراقية بالمرضى وعدم توفر مراكز علاج متطورة وأدوية ناجعة.

 

نفايات تفترس الشوارع

إلى ذلك يتحدث الشاب رضا حيدر لـ»طريق الشعب» عن ابرز ملوثات منطقته فيقول « منطقة الفضيلية تعاني من التلوث منذ سنوات وليس الأمر جديداً عليها، فوضعها يرثى له، والنفايات تتطاير في كل مكان ولا توجد اية جهود للبلدية من اجل الحد من انتشارها. إنها خطر حقيقي على اطفالنا الذين يلعبون في الشارع».

وبحسب رضا فان الكثير من سكان المنطقة يضطرون لجمع النفايات بأنفسهم « بسبب عدم جدية البلدية، ويقومون بحرقها فيما بعد من اجل التخلص منها، وهذا يشكل بحد ذاته مصدراً أخر للتلوث، كما يشكل مرتعاً للمواشي ومكاناً لمخلفاتها «. وناشد حيدر من خلال «طريق الشعب»، المعنيين والمسؤولين التدخل من اجل إعادة  رونق هذه المنطقة ومعالجة خراب ما تبقى فيها من بنى تحتية.

************************************

الصفحة السادسة

 

في ظل التقصير الحكومي.. الأعمال التطوعية تتسع في العراق بشكل غير مسبوق

 

بغداد – وكالات

باتت الأعمال التطوعية في العراق واحدة من أبرز الإيجابيات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة في مختلف محافظاتها ومدنها. وقد تجاوزت هذه الأعمال مساعدة الفقراء والأيتام إلى ما هو أبعد من ذلك، خاصة في المدن التي تعرّضت لدمار كبير على يد تنظيم داعش الإرهابي.

ووفقا للعديد من المتابعين، فإن من أبرز العوامل التي مهدت لاتساع الأعمال التطوعية، هو ضعف اهتمام الحكومة بمتطلبات المواطنين، خاصة من النواحي الخدمية والمعيشية، الأمر الذي دفع منظمات مدنية ومجموعات شبابية تطوعية، إلى إطلاق تلك الحملات الإنسانية، حتى اتسعت وتنوعت. 

الجديد في ظاهرة الأعمال التطوعية، أنها لم تعد حكراً على الرجال فقط، فهناك فرق نسائية أطلقت حملاتمن هذا النوع كبيرة ومؤثّرة في المجتمع، ساهمت في تغيير حال الكثير من الأسر وفي الضغط على السلطات من أجل تصحيح وتصويب حالات سلبية كثيرة.

 

10 آلاف حملة خلال العام الفائت

عضو شبكة منظمات المجتمع المدني في العراق (NGO)، محمد الموسوي، يقول أن “الحملات التطوعية تجاوزت خلال العام الفائت في عموم العراق، عتبة الـ10 آلاف حملة، وأخذت أشكالاً وأحجاماً مختلفة ومتنوعة. بعضها استمر أسابيع عدّة وتجاوز إطار العمل تحت إشراف المنظمات المدنية”، مبينا أن “مسألة إطلاق حملة باتت لا تتطلب سوى التنسيق على موقع فيسبوك، أو بين أبناء الحي أو الشارع الواحد”.

ويضيف الموسوي في حديث صحفي، أنّ “حملات التطوّع في العراق تعدّت جمع الملابس والأدوية وعلاج العائلات الفقيرة إلى ما هو أبعد. فقد صرنا نرى حملات ضخمة من شباب بسيط، منها رفع أنقاض أحياء مدمّرة، والكشف عن الألغام والمخلّفات الحربية، وتأهيل المدارس والحث على التطعيم ضد وباء كورونا، وجمع الأموال لبناء بيوت لأرامل ومحتاجين، والتحرّك لمنع حالات زواج قاصرات أو جرائم تعنيف نساء”، متابعا قوله أنه “كانت هناك حملات كبيرة على مستوى مدن مختلفة، تتعدى جانبها المادي، مثل نبذ الطائفية والعنصرية وإشاعة روح المواطنة والتمدّن ورفض ما يعرف بـ(الفصليّة العشائرية) التي تبيح تزويج النساء بالإكراه، وهذه كلها تجعل من الحملات التطوعية عاملا رئيسا ومهما في استقرار المجتمعات”.

ويؤكد أنّ “الحملات لم تعد حكراً على الرجال، بل صارت مليئة بالعنصر النسائي الذي أثبت نجاحاً كبيراً، خاصة في المناطق الفقيرة والمنكوبة التي تكون فيها النساء والأطفال هم الحلقة الأضعف والأكثر حاجة للمساعدة”.

 

منصة للعمل التطوعي

 في الثامن من كانون الأول الفائت، أطلقت الحكومة العراقية منصّة للعمل التطوعي بالتعاون مع منظمة “يونيسف”، بعد اتساع ظاهرة الأعمال التطوعية الخيرية بين الشباب. وتتضمن المنصة،التي أُطلق عليها اختصاراً (NYVP)، عرض أبرز الأعمال التطوعية وتقديمها للشباب للتسجيل والانخراط فيها.

وعن هذه المنصة تقول الناشطة فاطمة محمد، انها”روتينية ولا تتناسب مع الوضع في العراق”، مضيفة في حديث صحفي، أنّ “حملاتنا التطوعية في بغداد عادة ما تكون ارتجالية وغير مخطّط لها. أما هذه المنصة فهي مهمة جدا، لكن لا تتناسب مع كثير من الحالات الاجتماعية العراقية، وتكاد تكون روتينية”.

وتتابع قولها، أنه “قبل أيام وجدنا سيدة مع ستة أطفال بلا معيل، تسكن في منزل مهجور وثلاثة من أطفالها مرضى وهي تعاني مرضا شديدا. والسيدة مللت من مراجعة وزارة العمل دون جدوى، فأطلقنا مبادرة على فيسبوك وجمعنا لها أكثر من 4 آلاف دولار في غضون يوم واحد، ونقلناها إلى غرفة نظيفة ودافئة ودفعنا ثمن إيجارها لعام كامل، ووفّرنا العلاج لها ولأطفالها. ونحن بصدد إطلاق حملة أخرى لتمكين أطفالها من العودة إلى المدارس”.

وتلفت فاطمة، إلى أن مثل هذه الحالات لا تتحمل تأخيرا.

 

سهولة إطلاق الحملات التطوعية

إلى ذلك، يقول الناشط المدني عمر العبيدي، انّ الحملات التطوعية لم تعد بحاجة إلى منظمة تحتضنها كما في السابق، بل يكفي التنسيق بين الشبان وقوات الأمن لإطلاقها.

ويضيف في حديث صحفي، أنّ “فئات الأيتام والأرامل وذوي المختطفين والمغيّبين والنازحين والمدمّرة منازلهم، هي الأكثر حاجة للمساعدة في الوقت الحالي، مع تراجع الدعم الحكومي لها”، مشيرا إلى أن “هناك حملات ذات بعد جمعي تشاركي، مثل حملات التنظيف والتوعية وتأهيل مراكز صحية ومدارس وغيرها. وهذه كلها مهمة للمجتمع”.

ويؤكد العبيدي أن “أهم ما في الحملات التطوعية، هو الطابع الإنساني الذي يغلب عليها. إذ يتبرّع الجميع لأشخاص لا يعرفونهم، وهذا ما يؤكّد ويدلّل على أصالة المجتمع العراقي وطيبته”.

****************

المطر يمنع وصول 125 تلميذا  إلى مدرستهم !

الناصرية – وكالات

ناشد احد كوادر الهيئة التعليمية في "مدرسة الابتسام الابتدائية" المختلطة شمالي ذي قار، الجهات الحكومية تأهيل الطريق الواصل الى المدرسة وفرشه بمادة "السبيس"، نظرا لعدم تمكن نحو 125 تلميذا من الدوام حال هطول الأمطار.

وقال المعلم ضياء حسين، ان المدرسة تقع في محيط قريتي "البو شهاب" و"الطلاحبة" الواقعتين بين قضاء الغراف ومدينة الناصرية، وان "التلاميذ كانوا يضطرون إلى عبور قنطرة على احد الأنهار للوصول إلى مدرستهم، لكن تلك القنطرة انهارت أخيرا بسبب الأمطار، ما دعانا إلى مساعدتهم بشكل يومي في عبورها خوفا عليهم من السقوط في النهر".

ولفت إلى أن العلاج الوحيد لهذه المعاناة، هو أكساء الشارع الواصل الى المدرسة، من اجل تسهيل سير التلاميذ وتجنيبهم خطورة عبور الأنهار، مؤكدا أن الشارع لم تمتد له يد الاعمار بالرغم من المناشدات والمخاطبات الرسمية في هذا الجانب.

ودعا حسين الجهات الحكومية إلى "النظر بعين الرحمة الى معاناة التلاميذ والكادر التربوي والاسراع بالاستجابة إلى هذه المناشدة".

 

 

****************

 

المثنى: نتعرض لإرهاب بيئي!

 

السماوة – وكالات

كشف الخبير البيئي في محافظة المثنى، احمد حمدان، عن تعرض بادية المحافظة إلى ما أطلق عليه “إرهاب بيئي”، وذلك بعد أن أقدمت مجموعات بشرية على قطع شجيرات “الرمث” البرية.

ويعتبر نبات “الرمث” من أفضل نباتات المراعي في المنطقة الصحراوية، ومن أهم النباتات التي تصلح لمكافحة التصحر، كما انه يدخل في صناعات طبية.

ولفت حمدان في حديث صحفي، إلى ان “عصابات تمثل متاجرين ونفعيين من جنوب البلاد، كانت قد قضت على آلاف الهكتارات من شجيرات الغضا في بادية السماوة واحتطبت مئات الآلاف من اشجار السدر البري والشنان والارطة، واليوم عادت لتنقضّ على شجيرة الرمث باستئصالها من جذورها، لبيعها في اسواق الزبير والناصرية والبطحاء”.

وأشار إلى أن “هذا الأمر يعتبر هدماً ممنهجاً للقضاء على التنوع البيولوجي في هذه البادية التي امست متجردة تماما من مكنوناتها. اذ تفد إليها عشرات السيارات رباعية الدفع لاقتلاع ما تبقى من اشجارها بطريقة همجية شرسة يندى لها جبين كل ذي مروءة، يقابل ذلك ضعف الإجراءات من قبل السيطرات الأمنية الموزعة على تخوم المدن الجنوبية”.

وانتقد الخبير البيئي “ضعف الدور الرقابي من الدوائر المتخصصة، وخجل الامكانيات القانونية امام هذا المد الخبيث، خوفا من المشكلات العشائرية”، داعيا إلى “التصدي لهذا الارهاب البيئي الذي اهلك الحرث والنسل، وغيّر معالم الطبيعة بإزالته الغطاء النباتي الذي يثبت التربة ويعزز وجود الكائنات الحية”.

 

****************

مخلفات محطة واسط الحرارية تفتك بالمزروعات

 

 

واسط - شاكر القريشي

 

شكا العديد من المزارعين وأصحاب البساتين في قضاء الزبيدية شمالي واسط، تضرر محاصيلهم الزراعية وأشجارهم بسبب العوادم المنبعثة من “محطة واسط الحرارية” لتوليد الكهرباء، التي تطل على نهر دجلة في القضاء.

وقال عطا رحيم ناهي، أحد أصحاب البساتين، أن الغازات السامة المنبعثة من المحطة، تؤثر كثيرا على أشجار النخيل والحمضيات والمحاصيل الزراعية الأخرى، مبينا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “المشكلة لا تقتصر على الغازات السامة، فهناك بقع زيت من مخلفات المحطة، تظهر بين فترة وأخرى على سطح النهر، ما يتسبب في اختلاط هذه المواد السامة مع مياه السقي، وبالتالي يضر بالمحاصيل الزراعية”.

وأوضح، أن “نسبة كبيرة من الثمار باتت تتساقط قبيل نموها بسبب التلوث البيئي. كما تمت ملاحظة بقع زيتية سوداء على قشور بعض الثمار”. 

 من جانبه، ذكر المزارع مرزة كريم نصار، أن الغازات السامة المنبعثة من المحطة، تلحق بالسكان أضرارا صحية خطيرة، مشيرا إلى أن “هناك إصابات بأمراض السرطان والربو، بين العديد من سكان القرى والأرياف المحيطة بالقضاء”. 

وعبر “طريق الشعب”، طالب العديد من المزارعين وزارة الزراعة وبقية الجهات المعنية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة مشكلة الانبعاثات الغازية، خدمة للواقع الزراعي وحماية للصحة العامة.

ويعد قضاء الزبيدية من أهم أقضية محافظة واسط في مجال الزراعة، نظرا لموقعه الجغرافي البارز، وما يضمه من بساتين واسعة ومشاريع زراعية اروائية تعمل بالطرق العلمية الحديثة.

 

 

**************

مواساة

 

 

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر) الفقيدة ام سعد، زوجة الرفيق الراحل قاسم عناد (ابو سعد) ووالدة الرفيق محمد قاسم عضو اللجنة المحلية.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للرفيق محمد وعائلته الكريمة.

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي للرفيق هادي عبد الحسين الجنة (أبو رياض) بوفاة زوجة أخيه.

للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها الصبر والسلوان.

* تنعى هيئة المقرات للحزب الشيوعي العراقي الرفيق يحيى حسين الساعدي (حياوي) الذي توفي اثر حادث مؤسف.

للفقيد الذكر العطر ولعائلته الكريمة ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

* بأسى بالغ وحزن عميق تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، المحامي محمد الزهيري، الشخصية الوطنية وأحد الشيوعيين القدامى، وذلك بوفاة نجله سلام، الذي فارق الحياة إثر سكتة قلبية وهو في ريعان شبابه.

للفقيد الذكر الطيب، ولعائلته ووالده وأشقائه علي وحسام ووسام، أصدق مشاعر المواساة.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، الرفيق اياد علي بوفاة شقيقته الكبرى المربية التربوية أم غيث.

للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

وتعزي أيضا الرفيق مفيد مدحت بوفاة شقيقه اثر مرض عضال الم به.

للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا وعائلته الصبر والسلوان.

***************

الصفحة السابعة

 

البطالة تعصف بالعراقيين.. خبراء: مستقبل النظام السياسي

مرهون بتوفير فرص العمل

 

بغداد ـ علي شغاتي

 

تتفاقم يوما بعد آخر ازمة البطالة في البلاد، بسبب الاستمرار في الاعتماد على إقتصاد أحادي الجانب، وعدم جدوى الخطط الحكومية لإصلاح الاقتصاد، وفشلها في تحقيق أية تنمية اقتصادية تذكر، رغم ارتفاع أسعار النفط وتجاوز ازمة تمويل رواتب الموظفين.

 

ورغم اعلان وزارة التخطيط أن نسبة البطالة في البلاد بلغت 13.8 في المائة، يعتبر عدد من المختصين أن هذه النسبة غير حقيقية ولا تعتمد على احصائيات واقعية، مشيرين إلى أن الازمة أكبر وربما تعصف بمستقبل البلاد في حال عدم معالجتها بصورة علمية وعدم مغادرة سياسة الهروب من مواجهة الازمات.

 

ارتفاع مع الجائحة

وكانت وكالة التصنيف الائتماني فيتش، قد أفادت بأرتفاع البطالة في ثلاث دول عربية بينها العراق، مع دخول جائحة كوفيد19. وقالت فيتش ( إن بطالة الشباب ونقص الفرص الاقتصادية لهم مع تزايد عدد السكان يُمثل تحدياً رئيسياً للسياسات وخطراً على الاستقرار السياسي والاجتماعي في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا). وأشارت إلى نمو التحديات الديموغرافية منذ اندلاع أحداث الربيع العربي (2010-2011)، ما يعكس جزئياً مظالم الشباب المحرومين من حقوقهم.

وأضافت فيتش في تقريرها (أن نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي كان ضعيفاً في جميع دول المنطقة باستثناء مصر والمغرب، كما تراجعت معدلات المشاركة في القوى العاملة، في اتجاه سبق انتشار كورونا في مصر والمغرب والأردن). وبينت (أن للتركيبة السكانية تأثيراً متعدد الأوجه على التصنيفات السيادية، إذ تُعزّز معدلات النمو السكاني المرتفعة وبالتالي تمارس قوة هبوطية على ديناميكيات الدَين الحكومي، كما هو الحال في مصر، ومع ذلك، فإن فشل النمو الاقتصادي في تجاوز معدل نمو القوى العاملة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وركود مستويات المعيشة، ما يزيد من مخاطر عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي).

وأوضحت الوكالة أنه غالباً ما تؤدي الحاجة لاحتواء مخاطر الاستقرار الاجتماعي إلى زيادة الإنفاق الحكومي على التوظيف في القطاع العام وتوفير الدعوم، مما يسبب عجزاً أوسع وهيكلة إنفاق أكثر صرامة. ولفتت الانتباه إلى أن هذا النهج نجح في احتواء بطالة الشباب في تونس إلى حد ما على مدى العقد الماضي، لكنه بلغ ذروته في القدرة على تحمل الديون وتحديات التمويل المستعصية على الحل سياسياً.

 

عجز للمنظومة الاقتصادية

من جانبه، بيّن الخبير الاقتصادي حسين مجبل أن معدلات البطالة في ارتفاع مستمر نتيجة لعجز المنظومة الاقتصادية في البلاد عن توفير فرص العمل، والاكتفاء بتوفير بعض التعينات التي لا تتناسب مع أعداد العاطلين عن العمل.

وقال مجبل لـ”طريق الشعب”، إن “حوالي 400 ألف شاب يدخل إلى سوق العمل سنويا من بينهم حوالي 180 ألف خريج جامعي”، مشيرا إلى ان “اغلب هؤلاء يعانون من البطالة بسبب عدم وجود رؤية اقتصادية للاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية للبلاد”.

وأضاف ان “الدولة تحاول النأي بنفسها عن المشكلة من خلال القول بان دوائر الدولة لا يمكنها استيعاب هذا العدد الهائل من الشباب، وهذا الأمر صحيح لكنه لا يعني تطبيق سياسات اقتصادية تسهم في زيادة معدلات الفقر والبطالة، واعفاء نفسها من مسؤولية توفير فرص عمل في باقي القطاعات الإنتاجية من خلال إعادة تشغيل المعامل والمصانع وتوفير البيئة المناسبة للاستثمار الحقيقي ودعم القطاع الخاص من أجل خلق فرص عمل تسهم في معالجة المشكلة المتفاقمة في البلاد”.

وأكد أن “الحكومة ومن خلال تطبيقها لفقرات الورقة البيضاء فاقمت الأزمة ولم تقدم أي حلول حقيقية لمعالجة الأوضاع، رغم توفر الإمكانيات الحقيقية لاحداث نقلة نوعية في البلاد من خلال اعتماد سياسات اقتصادية تنقذ القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية من حالة الشلل المستمر منذ 2003”.

 

تحذيرات من تفاقم الاوضاع

من جهته، عدّ الخبير الاقتصادي أحمد خضير النسب المعلنة للبطالة في البلاد نسباً غير واقعية، معتقدا ان النسب الحقيقية تفوق ما هو معلن. وذكر خضير لـ”طريق الشعب”، ان “وزارة التخطيط لا تمتلك معلومات حقيقية عن اعداد العاطلين عن العمل، وان نسبة البطالة أكبر من المعلنة”، مشيرا إلى ان “تغير سعر الصرف ساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات البطالة على اعتبار انه ساهم في ارتفاع معدلات التضخم، مما تسبب في توقف الكثير من النشاطات الاقتصادية، فضلا عن عدم قدرة النشاطات الأخرى على النهوض على عكس وعود الحكومة”.

وأضاف ان “القائمين على الدولة العراقية يعتقدون أن أموال بيع النفط هي ملك للحكومات وبوسعها صرفها كيفما تشاء، حيث بذرت الأموال عشوائيا، ومن غير المنطقي ان لا تتجاوز معدلات إنتاجية الموظفين في دوائر الدولة 18 دقيقة في اليوم”، مبينا ان “أموال النفط هي ملك للعراقيين جميعا ومن الواجب العمل بهذه الأموال على انشاء مشاريع تنموية حقيقية تسهم في توفير فرص العمل بدل الاستمرار في تبديدها على البطالة المقنعة”.

وحذر خضير ان “الاستمرار في هذا المنهج الفاشل في إدارة البلاد وعدم إيجاد الحلول المناسبة لتشغيل العاطلين عن العمل، ربما يعصف بمستقبل النظام السياسي بشكل كامل”، داعيا إلى “إيجاد حلول سريعة والعمل على مشاريع استراتيجية تضمن حلا دائمياً للموضوع”.

 

 

 

مخاطر التمادي في الاقتراض الخارجي

 

 

ابراهيم المشهداني

 

قد تضطر الدول للجوء إلى الاقتراض الخارجي في ظروف معينة كخروجها من الحروب والازمات الناتجة عنها أو ضعف الموارد المالية أو قلتها وربما أخيرها وليس آخرها سوء الإدارات الاقتصادية والسياسات المرتبطة سواء كانت المالية أو النقدية او الإدارية ولكن لا يمكن فهم لجوئها إلى الاقتراض رغم ما لديها من وفرة من الموارد الاقتصادية والمالية، ومع ذلك تلجا إلى مثل هذه القروض لسد العجوزات الافتراضية في الموازنات السنوية كما يحصل في بلادنا مع ادراكها لحجم تكاليف مثل هذه القروض وتداعياتها.

واذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات د. مظهر محمد صالح المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة فإن إجمالي الدين الداخلي والخارجي يبلغ 79 مليار دولار ما يشكل 45 في المائة من حجم الانتاج المحلي الاجمالي البالغ 178 مليار دولار في عام 2021 مقسما على 29 مليار دولار دين خارجي و50 مليار دين داخلي، وكان  متفائلا في عرضه لهذه البيانات مقاسة بمعايير النطاق الآمن لمعايير الاتحاد الاوربي في الاستقرار والنمو في ظل تزايد عائدات النفط، لكن هذا التفاؤل يصدم بتدابير غير مفهومة في السياسات المالية التي تعكسها الموازنات السنوية التي تقدمها الحكومة بشان اللجوء إلى الاقتراض الخارجي لتغطية  النفقات العامة المبالغ فيه بشكل مقصود بسبب عدم القدرة على إدارة الموارد المادية من مصادر متاحة وطنيا .

إن مخاطر هذه الديون على خزينة الدولة وامتدادها على الاقتصاد الوطني تتجلى في العديد من الجوانب،  لعل اخطرها اقترابها من الخطوط الحمر لبلوغها 55 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي  هذا أولا، وثانيا خطر توظيفها في تغطية النفقات  في الموازنات السنوية  وتوجيهها  للأغراض الاستهلاكية التي ترتفع عاما بعد عام  وكل هذه النفقات لا تؤدي إلى توسع في الطاقات الانتاجية وبالتالي لا تؤدي إلى  خلق فائض في الميزان التجاري عن طريق زيادة في الصادرات وتوفير العملة الصعبة التي تدخل في التنمية الاقتصادية وخدمة أعباء الدين الخارجي  مما يترتب عليها تقليص النفقات المتعلقة بحاجة المواطنين الضرورية في العيش  والتعليم والصحة والعمل والخدمات اليومية الاخرى.

وتتجلى مخاطر الديون أيضا على زيادة معدلات التضخم بسبب الضغوط على الدولة من قبل الأطراف الدائنة مما تضعف من قدرتها التنافسية لصادراتها واضعاف الانتاج المحلي الاجمالي وبالتالي الأموال الموجهة إلى الادخار وانعكاسها على حجم الاستثمارات وفي ذات الوقت تؤدي إلى غلق العديد من مؤسسات القطاع العام الانتاجية الأمر الذي يرتب عليها إعادة جدولة الديون ومضاعفة خدماتها واللجوء إلى ما أسمته بالإصلاحات الاقتصادية التي تنعكس سلبا على الاوضاع المعيشية للطبقة الفقيرة.

إن كافة التسويات مع المؤسسات الملية الدولية بإجابياتها وتسهيلاتها لم تأت لوجه الله بل انها جاءت مقرونة باشتراطات والتزامات قاسية ومن ضمنها قروض صندوق النقد الدولي التي تعبر عن فرض وصاية على السياسة الاقتصادية والمالية العراقية في إلزام العراق بالسير على نهج اقتصاد السوق الحر وإلغاء الدعم الحكومي للأسعار وتخفيض النفقات على الخدمات والالتزام بنظام التجارة الحرة   وتخفيض تخصيصات البطاقة التموينية من 6 تريليون دينار إلى 3 تريليون مع الاستمرار في التخفيض.

 مما تقدم نرى ما يلي:

1.التركيز على اساليب التخطيط العلمي واعتماد الاستراتيجيات التنموية في قطاع الانتاج الحقيقي والاتجاه إلى مصادر تمويل أخرى وشن الحرب على الفساد ومعالجة نتائجه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال عقد اجتماعي جديد مع القوى الشعبية المنتجة وتدشين مرحلة جديدة تستعاد فيها الأصول والأموال العراقية المنهوبة في الداخل والخارج.

  1. ربط مستويات الديون من خلال تحليل المؤشرات الاقتصادية إلى نسبة التصدير والاستيراد والناتج المحلي الاجمالي وربطها ببرنامج التدبير الاحتياطي عن طريق تخفيض الديون لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي

3.العمل على رفع كفاءة القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية من خلال معالجة مشاكلها وزيادة مساهمتها في المؤشرات الكلية للاقتصاد

  1. توجيه القروض التي جرى الاتفاق عليها سابقا إلى الاستثمار المباشر في تنفيذ المشاريع المتوقفة.

 

 

غيابه يعد من اسباب الفشل الاقتصادي.. التعداد السكاني.. ينتظر «الإرادة السياسية»

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

تواصل وزارة التخطيط استعداداتها لإجراء التعداد السكاني المتوقع ان يكون في نهاية العام الحالي، لكن إجراءات كثيرة وضرورية يتطلب انجازها قبل اجراء التعداد، منها توفير ميزانية مالية للمشروع تقدر بـ 120 مليار دينار.

ويؤثر التعداد السكاني بشكل مباشر في مسألة رسم السياسات والخطط التنموية بعيدة المدى، فضلاً عن انه يعد عاملا مؤثرا في نجاح الوضع الاقتصادي او فشله.

وزارة التخطيط أكدت في وقت سابق استعدادها لتنفيذ التعداد لما يمثله من ضرورة وطنية مهمة جدا، لدعم خطط التنمية والسياسات الاقتصادية السليمة، المبنية على شواهد ومؤشرات إحصائية رصينة. 

وكان من المفترض أن يجري في عام 2020 لكن تم تأجيله بسبب الجائحة وعدم إقرار قانون الموازنة. وفي عام 2021 تم تأجيله أيضا بسبب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية.

 

إجراءات كثيرة

وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن “استعدادات الوزارة مستمرة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لاستكمال متطلبات تنفيذ التعداد السكاني خلال هذه السنة وفق خطة زمنية تتضمن مراحل تنفيذ التعداد”.

وأضاف أن “انجاز التعداد تسبقه مجموعة خطوات وهي أساسية لا يمكن انجاز المشروع من دونها”، موضحاً أن من هذه الخطوات تشمل “اكمال التجارب القبلية التي بدأت الوزارة في تنفيذها في مجموعة محافظات، منها تجربتان في العاصمة وتجربة في كل من البصرة وكربلاء واربيل ودهوك”.

وأعلنت الوزارة، مؤخراً، التجربة القبلية الميدانية السابعة، التي يُنفذها  الجهاز المركزي للإحصاء، استعدادا لأجراء التعداد العام للسكان والمساكن، المزمع تنفيذه قبل نهاية العام 2022، والتي أجريت في احد المجمعات السكنية العمودية، بجانب الكرخ. وشملت التجربة عمليات الحزم والحصر والترقيم، وستتبعها تجارب أخرى لحين الوصول إلى يوم تنفيذ التعداد.

وواصل المتحدث قائلاً إن “المراحل الأساسية التي تسبق عملية التعداد تتضمن اجراء تعداد تجريبي في كل المحافظات لاختبار قدرات الوزارة الفنية والتقنية”، مضيفاً أن “مرحلة أخرى تتضمن تدريب العدادين الذين سيقومون في تنفيذ التعداد، وعددهم يصل الى 150 الف عداد، وهم بحاجة الى تأهيل وتدريب مكثف، وهناك 25 دورة تدريبية مخصصة لهم”.

وتابع الهنداوي، أن “هناك مطلبا أساسيا وهو انشاء مركز لمعالجة البيانات، وتوفير الأجهزة اللوحية (التابلت) الذي سيستخدم في التعداد الالكتروني، بعدها نصل الى مرحلة الحصر والترقيم التي تمثل العمود الفقري للتعداد، وتعني هذه الفقرة اعطاء رقم خاص بالتعداد لكل بيت او منشأة او مبنى، وهذه العملية تستغرق قرابة الشهرين”.

وقال إن “هناك إجراءات أخرى كثيرة ترتبط بحدود الوحدات الإدارية، ضمنت كلها في خطة متكاملة”، لافتا إلى أن “تنفيذ التعداد مرهون بظروف أخرى منها توفير ميزانية مالية لتغطية نفقات التعداد التي تقدر بـ 120 مليار دينار”.

ووفقاً لهذه الإجراءات ـ بحسب الهنداوي ـ لا يمكن انجاز التعداد قبل نهاية العام الحالي او مطلع العام المقبل.

وختم بالقول أن من فوائد التعداد هو بناء قاعدة بيانات متكاملة، وهذا ما يفيد في رسم السياسات والخطط التنموية بعيدة المدى.

 

سبب فشل الاقتصاد

وقال الخبير الاقتصادي، مصطفى حنتوش، أن “غياب التخطيط السكاني واحد من أسباب فشل الوضع الاقتصادي في العراق، لان البيانات الموجودة لدى الحكومة كلها قديمة”.

وأضاف حنتوش لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة عندما تخطط للقضايا التي تتعلق بالاقتصاد، خصوصا في مجالات الاستيراد والزراعة وكل ما يتعلق في الاستهلاك، بالإضافة إلى حجم الوحدات السكنية المطلوب تنفيذها، فذلك يجري وفقاً لعدد السكان في البلاد، والحكومة تعتمد على بيانات عام 2009، والتي كان يبلغ عدد السكان في ذلك العام 29 مليونا”.

وأوضح أن “هذه البيانات الموجودة لدى الحكومة غير حقيقية، بالتالي الإحصاء السكاني ينعكس على تخطيط الدولة”. وأكد أن “الحكومة قادرة في أي وقت على اجراء الاحصاء السكاني، لكن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية غير المتوفرة لإتمام ذلك”، مبيناً أن “وجود بيانات حقيقية عن عدد السكان في العراق يضع الحكومات امام التزامات اقتصادية لا تريد تنفيذها منها ملف الإسكان وتوفير فرص العمل”.

 

مدخلاً لصناعة سياسة تنموية

وعدّ أستاذ الاقتصاد نوار السعدي، التعداد العام للسكان “الدالة الأساسية للحصول على بيانات حقيقية في كل القطاعات البشرية والسكانية والصناعية والزراعية والمرافق التجارية وحتى الأمنية”.

وقال السعدي، “هذه البيانات هي مُدخلات لصناعة سياسات واستراتيجيات تنموية، وخلق بيئة آمنة ومستقرة للمواطن من ناحية تأمين الخدمات الأساسية والتربوية والصحية، وإنتاج وحدات خالقة للسوق وموفرة لفرص عمل حقيقية لا صورية”.

وأضاف، “إلا أنه واقعياً يفتقد العراق إلى هذه البيانات في كل القطاعات، لذا فإن تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية في المجتمع ينطلق من مرتكزين أساسيين: الصحة والتعليم، بالتالي خلق فرص عمل، وهذا المبدأ أي (العدالة) لا يمكن تحقيقه من دون توافر بيانات التعداد السكاني التي تُبنى على هيكليتها تلك السياسيات. فالعراق أجرى آخر تعداد سكاني رسمي عام 1997، وعلى مدى السنوات الماضية لم تتوافق القوى السياسية على إجراء التعداد”.

وعبر السعدي عن اعتقاده بأن “من أبرز المشكلات التي تعيق إجراء هذا التعداد الخلاف القائم بين حكومتي بغداد وأربيل في شأن السيطرة على المناطق الخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي، أو ما تعرف بالمناطق المتنازع عليها، ولعل أبرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط”.

ولم تستطع جميع الحكومات المتعاقبة إجراء تعداد عام للسكان، فهو مرتبط بقضايا سياسية خلافية معقدة كالمادة 140 من الدستور، التي جرى تأجيل بتها منذ إقرار الدستور العراقي حتى الآن، وكذلك الظروف الأمنية الصعبة في بعض الفترات حالت دون إجراء تعداد عام للسكان.

إلى ذلك، أعلنت وزارة التخطيط تقديراتها لعدد السكان في العراق لعام 2021، مشيرة الى أن العدد الكلي للسكان بلغ 41,190,658 نسمة، و51 في المائة منهم من الذكور.

وذكرت الوزارة في بيان انه “وفقا للاسقاطات السكانية المبنية على التقديرات السنوية التي يعدها الجهاز المركزي للاحصاء، ووفقاً للمعادلات والمعايير الاحصائية المستندة الى نسبة النمو السنوية، ومعدلات الخصوبة، ونسب البقاء على قيد الحياة، فإن عدد السكان في العراق بلغ (41,190,658) نسمة خلال العام 2021”. مشيرة ان “التقديرات اظهرت ان العاصمة بغداد شكلت أعلى المحافظات في عدد السكان لسنة 2021”.

********************************************

الصفحة الثامنة

 

مواقف منقسمة حول مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة.. السلطات السودانية تواصل قمع المتظاهرين

 

متابعة ـ طريق الشعب

جدد السودانيون، مساء أمس الاحد، احتجاجاتهم المطالبة بالحكم المدني تحت شعار “مليونية التاسع من يناير”، وفيما كان المتظاهرون يتجهون نحو القصر الرئاسي مثل كل مرة واجهت قوات الامن المحتجين بإطلاق قنابل غاز مسيلة للدموع وأخرى صوتية محاولة تفريقهم.

يحدث هذا في وقت طرحت فيه الامم المتحدث مبادرة حوار بين قوى الاحتجاج والمجلس العسكري، بيد أن المواقف السياسية منقسمة حيال تلك المبادرة بين القبول والرفض.

 

احتجاجات قوبلت بالعنف

ورد المتظاهرون على إطلاق الغازات المدمعة تجاههم برشق قوات الأمن بالحجارة، وإرجاع عبوات الغاز المسيل إليهم، ما أدى إلى حالات كرّ وفرّ بين الجانبين في الشوارع الرئيسية والفرعية، وفق مراسل الأناضول.

وخرج المتظاهرون الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية في مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم وبحري وأم درمان، إضافة إلى: بورتسودان (شرق) وشندي (شمال)، ورددوا شعارات مناوئة “للحكم العسكري”، وطالبوا بعودة الحكم المدني الديمقراطي.

كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها: دولة مدنية كاملة، والثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات، والشعب أقوى والردة مستحيلة، وحرية، وسلام، وعدالة، ولا تفاوض، ولا شراكة، ولا مساومة، ونعم للحكم المدني الديمقراطي.

كما خرج أطباء وكوادر صحية في تظاهرة بشوارع الخرطوم، وسلموا مذكرة احتجاج إلى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالسودان، تندد باقتحام القوات الأمنية المستشفيات واعتقال الكوادر الطبية.

وكانت قوات الأمن قد استبقت التظاهرات بفرض إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت 4 جسور تربط مدخل العاصمة السودانية بكل من مدن الخرطوم بحري وأم درمان.

كما أغلقت محيط مقرّ القيادة العامة للجيش ومداخل المطار.  وتتزامن هذه التطورات مع جدل داخلي بشأن مبادرة مبعوث الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في السودان.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم من إعلان بعثة الأمم المتحدة بالسودان إطلاق مشاورات أولية لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد.

 

مبادرة مرفوضة

من جهته، رفض تجمع المهنيين السودانيين مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، الذي دعا الى حوار بين قوى الاحتجاج والشعب والمجلس العسكري، داعيا الى إسقاط سلطة المجلس وانتزاع سلطة الشعب المدنية الكاملة.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان تابعته “طريق الشعب”: “اطلعنا على بيان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس السيد بريتس فولكر، الذي يعلن فيه عن ما سماه مشاورات لحوار وعملية سياسية بين أصحاب المصلحة السودانيين، ونؤكد رفضنا التام لهذه الدعوة التي تسعى للدفع تجاه التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية، فشعبنا الأبي أعلن بوضوح أن الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط المجلس العسكري الانقلابي بشكل تام، وتقديم عضويته للعدالة الناجزة، على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب السوداني المسالم الأعزل، في محاكم خاصة”.

وانتقد تجمع المهنيين تحركات فولكر، وقال إنها “منذ فترة مثيرة للجدل ومفارقة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها”، واعتبر أنه سعى “لتثبيت وحشد الدعم لاتفاق الخنوع مع رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان”.

وأضاف أن “ممارسات فولكر تخالف أسس ورسالة المنظمة الدولية في دعم تطلعات الشعوب في الحرية والسلم والعيش الكريم”.

وأكد التجمع تمسكه الصميم بـ”اللاءات المعلنة من قبل القوى الثورية الحية، (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية)، وتبنيه القاطع للأدوات المتنوعة التي أشهرها شعبنا في المقاومة السلمية حتى انتزاع سلطة الشعب المدنية الخالصة وتأسيسها على الشرعية الثورية”.

 

ترحيب دولي بالمبادرة

وفي سياق ردود الفعل الدولية على إعلان بعثة الأمم المتحدة في السودان مبادرة لتسهيل النقاشات لحل الأزمة السياسية في البلاد، رحبت المجموعة الرباعية - التي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة - بمبادرة الأمم المتحدة، ودعت جميع الأطراف السياسية السودانية لاغتنام الفرصة لاستعادة الانتقال الديمقراطي، بما يتماشى مع الإعلان الدستوري.

وأعربت الرباعية عن أملها في أن تفضيَ العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة إلى انتخابات ديمقراطية، تتماشى مع تطلعات الشعب السوداني.

كما رحّبت دولة قطر كذلك بإعلان الأمم المتحدة إطلاقَ مشاورات أولية لعملية سياسية شاملة في السودان، تمهد الطريق للوصول إلى صيغة توافقية تمثل الأطياف السودانية كافة.

 

*************

احتجاجات في فرنسا ضد تصريحات ماكرون

 

باريس ـ وكالات

تظاهر مواطنون فرنسيون، في باريس وعدد من المدن الاخرى، أمس الاول، ضد قول الرئيس إيمانويل ماكرون إنه "سينغص حياة" من يرفضون لقاحات كوفيد-19 بأن يشدد القيود على حرياتهم المدنية.

وقال ماكرون قبل ايام، إنه يريد أن "يضيق على من لم يتلقوا اللقاحات وذلك بأن ينغص عليهم حياتهم إلى أن ينتهي بهم الأمر بالتطعيم"، واصفاً من لم يحصنوا أنفسهم باللقاحات بـ"أنهم غير مسؤولين ولا يستحقون أن يُعتبروا مواطنين".

ورد المحتجون في باريس على ماكرون بالمثل، مستخدمين ذات الكلمات المبتذلة التي سبق له أن استخدمها وهتفوا ضده: "سننغص عليك حياتك".

ورفع آخرون لافتات كُتب عليها "لا لتصريح المرور الخاص باللقاحات" في إشارة إلى مسعى ماكرون لاستصدار تشريع يلزم السكان بإبراز ما يثبت تلقيهم التطعيم للسماح لهم بدخول أماكن مثل المقاهي والحانات والمتاحف.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مناوشات بين المحتجين والشرطة في إحدى الساحات. وتجمع المحتجون أيضا في مارسيليا ونانت ولو مان من بين مدن أخرى.

 

**************

روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية: لن نقدم تنازلات

 

موسكو ـ وكالات

تواصل روسيا تمسكها بعدم تقديم تنازلات تحت ضغط من الولايات المتحدة خلال محادثات هذا الأسبوع بشأن الأزمة الأوكرانية ومطالبها بضمانات أمنية غربية، فيما اشارت إلى أن هناك احتمالية ان تنتهي المحادثات سريعا.

ومن المقرر إجراء المحادثات في جنيف وبروكسل وفيينا اليوم الاثنين، لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن من الممكن تماما أن تنتهي الدبلوماسية فجأة بعد اجتماع واحد.

وأضاف أن "لا يمكنني استبعاد أي شيء، وان هذا سيناريو محتمل تماما ويجب ألا تساور الأمريكيين أوهام حيال هذا".

وتابع  ريابكوف: "بالطبع لن نقدم أية تنازلات مهما كانت التهديدات والضغوط التي يمارسها باستمرار المشاركون الغربيون في المحادثات المقبلة".

وكانت وكالتا (إنترفاكس) و(الإعلام الروسية) للأنباء افادتا أن روسيا قالت يوم الأحد إنها "محبطة من الإشارات التي صدرت عن واشنطن وبروكسل عشية محادثات في جنيف بشأن أوكرانيا، وأن الولايات المتحدة تصر على تقديم روسيا تنازلات أحادية الجانب".

ونقلت إنترفاكس عن ريابكوف قوله إن موسكو ليست متفائلة إزاء المحادثات. وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قال يوم السبت الماضي، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لأن يناقشوا مع روسيا في محادثات جنيف إمكانية وضع الجانبين قيودا على المناورات العسكرية ونشر الصواريخ في المنطقة.

 

*************

مدينة صينية تجري اختبارات كوفيد-19 وتوصي السكان بالحجر المنزلي 

 

شنغهاي ـ وكالات

أوصت مدينة تيناجين في شمال الصين، أمس، سكّانها الذين يصل عددهم تقريبًا إلى 14 مليون شخص، بالبقاء في منازلهم فيما تُجري فحوصات كوفيد-19 واسعة النطاق عقب تسجيل عدة حالات في المدينة أخيرا، بما فيها الكثير من الإصابات بالمتحورة أوميكرون. حسبما نقلت وسائل إعلام رسمية.

وأصبحت مدينة تيانجين الساحلية الكبيرة الواقعة على بعد حوالى 150 كيلومترا جنوب شرق بكين، تثير القلق بعد الإبلاغ عن أكثر من 20 إصابة بكوفيد-19 فيها في الأيام الأخيرة، معظمها لدى وافدين من الخارج، بحسب لجنة الصحة الوطنية.

وأفادت عدة وسائل إعلام رسمية عن إصابتين على الأقلّ بالمتحورة أوميكرون بالإضافة إلى 15 إصابة بكوفيد-19 في المدارس.

وأطلقت تيانجين حملة واسعة من اختبارات الكشف عن كوفيد-19 في الساعات الباكرة الأحد، موصية السكّان بالبقاء في منازلهم أو في جوار المدينة ليخضعوا للفحوصات.

ولم تصدر أوامر بفرض حجر صحي أكبر حتى الآن.

واضطرّت السلطات الصينية لأن تتعامل مع تفشّي أوسع للجائحة في مدينة شيآن في شمال غرب البلاد، الأمر الذي أثار التساؤل عن سياسة عدم التسامح المطلق في البلاد والتي تتضمن تدابير حجر صحي صارم واختبارات كوفيد-19 جماعية فورية لوقف تفشي الوباء.

**************

محاولة لفهم ما يحدث.. كازاخستان بين فساد النظام والصراعات الدولية

 

رشيد غويلب

 

منذ الثاني من كانون الثاني الجاري تشهد كازاخستان اضطرابات اجتماعية واعمال عنف واسعة، نجم عنها سقوط العشرات من القتلى. وقد سارعت روسيا الاتحادية وحلفاؤها في منظمة الأمن الجماعي، للحفاظ على استمرار النظام السياسي القائم، في إطار مواجهة الولايات المتحدة وبلدان الناتو الساعين للزحف شرقا في أوربا، وتشديد الضغط على موسكو عبر العديد من البلدان التي تعتبرها روسيا سياجا وخطا احمر للدفاع عن امنها القومي.

وحتى ساعة اعداد هذا التقرير تتحدث وسائل اعلام المعسكرين المتصارعين عن معطيات متباينة، فروسيا تعلن عن بدء قواتها حماية المنشآت الجوية والحيوية في كازاخستان، وعن عودة الحياة الطبيعية تدريجيا الى المدن الرئيسية، في حين يبرز الإعلام الغربي صورة لاستمرار الاحتجاجات والمواجهات في البلاد.

وبعيدا عن ملاحقة الأحداث اليومية الجارية، تحاول هذه المساهمة تسليط الضوء على جوانب من خلفيات الصرع الاجتماعي والسياسي الداخلي وتأثير الصراع الروسي – الغربي على مجرياته.

 

ثروات طبيعية

 كازخستان احدى الجمهوريات السوفيتية التي نالت استقلالها، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، واستمر نور سلطان نزارباييف الزعيم السابق للحزب الشيوعي، البالغ من العمر 81 عاما، في حكم الجمهورية الجديدة، وقاد حتى عام 2019 نظاما استبداديا، ليسلم مقاليد السلطة إلى خلفه قاسم جومارت توكاييف بعد انتخابات أثير حولها الكثير من الشكوك. ويرى مراقبون أن الرئيس السابق نزارباييف ما زال يقود البلاد من وراء الكواليس، فيما طالب المتظاهرون باستقالة الحكومة والرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، الذي يواصل رغم استقالته شد الخيوط وراء الكواليس كرئيس لمجلس الأمن القومي. بالإضافة الى ذلك تريد الأجيال الشابة المزيد من المشاركة.

تعد كازاخستان البلد التاسع في العالم، تزيد مساحتها عن 2,7 مليون كيلومتر مربع. وتضم مركز قاعدة “بايكونور” الفضائية التي استأجرتها روسيا، والتي لا تزال أكبر قاعدة فضائية في العالم.

وكازاخستان صاحبة أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى. وشهدت في الماضي نموا كبيرا، لكنها تضررت عام 2014 جراء هبوط أسعار النفط الذي تعتمد عليه كثيرا. كما تضررت أيضا عام 2008 بسبب الأزمة الاقتصادية في روسيا، ما أدى إلى انخفاض قيمة عملتها الوطنية “تينغ”.

في عام 2020 شكل النفط 21 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، ووفق معطيات البنك الدولي الذي توقع نمو الاقتصاد بنسبة 3,7 في المائة هذا العام. يعتبر حقل “تنغيز” النفطي أكبر حقول البلاد، ويقدم ثلث الناتج السنوي، وتسيطر على 50 في المائة منه شركة “شيفرون” الأمريكية. بالإضافة الى ذلك تعتبر كازاخستان أكبر منتج لليورانيوم في العالم. وتمتلك أيضا كميات كبيرة من المنغنيز والحديد والكروم والفحم.

يشعر العديد من الكازاخ بالإحباط بسبب التوزيع غير العادل للثروة الهائلة الناتجة عن بيع النفط والغاز من غرب كازاخستان. لقد استفادت نخبة صغيرة فقط من هذه الموارد، في مقدمتها عائلة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف. وفي المقابل يعاني المواطن العادي من ركود الدخل، بينما ارتفع الإنفاق على الطعام والإيجار. بالإضافة إلى تداعيات وباء كورونا، التي تسببت في انكماش اقتصاد السوق في العام الفائت بنسب 3 في المائة. 

 

طبيعة الاحتجاجات

بدأت الاضطرابات في مدينة شانغاوس الصحراوية غرب كازاخستان، حيث قُتل العشرات من عمال النفط في حملة قمع إضراب عام 2011. تظاهر المئات ضد مضاعفة سعر الغاز السائل المستخدم في السيارات. ردت السلطات بسرعة على الاحتجاجات وخفضت الأسعار مرة أخرى. ولكن بعد فوات الأوان، لأن أسباب الاحتجاجات أعمق. إنه استياء عميق من الظروف الاقتصادية. يطرح الناس مطالب سياسية لأنهم، بشكل عام، يعتقدون أن البلد بحاجة إلى التغيير.

على عكس الاحتجاجات في بيلاروسيا التي اتسمت بمشاركة واسعة، بما في ذلك الطبقات المتوسطة والمتعلمة، اما في كازاخستان، فيبدو ان الطبقات الدنيا والمهمشين هم الذين يعبرون عن غضبهم. ويمكن القول انه إذا لم يتعلم الناس ولم تتح لهم الفرصة أبدا للتعبير عن رغباتهم عبر انتخابات ديمقراطية، فلا ينبغي لأحد أن يتفاجأ إذا فعلوا ذلك بهذه الطريقة.

تشترك احتجاجات كازاخستان مع موجة الاحتجاجات التي عمت العديد من بلدان العالم في عام 2019، بانها افقية وتفتقر للهرمية وكارزمات قيادية. ويرجع خبراء بشؤون البلاد هذه المشكلة الأساسية الى طبيعة النظام الاستبدادي الذي لا يسمح لمن له خبرة في المعارضة بالنمو، فضلا عن التهم الجاهزة بالارتباط بالخارج، او وصم المتظاهرين بالإرهاب.

 

***************

 

الصفحة التاسعة

 

ملكة بريطانيا تتورط بتكريم مجرم حرب

د. كاظم المقدادي

 

بعد 15 عاماً من تركه لمنصبه كرئيس لمجلس الوزراء، قامت ملكة بريطانيا بتكريم توني بلير- رئيس الوزراء الأسبق بوسام الفروسية ضمن قائمة الشرف التي اصدرتها في عيد راس السنة للعام الجديد 2022، تقديرا لنشاطه خلال عمله كرئيس للوزراء للفترة 1997- 2007، وهذا الوسام هو أرفع وأقدم وسام بريطاني يمنح لمستحقه لقاء خدمات مميزة قدمها للمملكة أو للعالم. وينال صاحبه أيضاً لقب (سير) رسمياً.

يبدو ان ثمة من ورط الملكة العجوز بالإقدام على هذا القرار، وإن قيل أنه “قرار شخصي” من قبل الملكة، ولم تشرك رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون في اتخاذه.

نعم، ورطة للملكة بهذا القرار الخاطئ، لأن بلير الوحيد من رؤوساء الوزراء البريطانيين  قد إستحق إهمال تكريمه عقب أنتهاء خدمته، والدليل ان لا أحد إنتقد عدم تكريمه طيلة عقد ونصف عقد من الزمن، لا بل  أُعتبر الكثيرون عدم تكريمه موقفا صريحا يعكس عدم الرضا على أدائه الحكومي، وأعتبرها اَخرون بمثابة نوع من العقوبة  له، خاصة عقب صدور تقرير الجنة البريطانية للتحقيق في الحرب على العراق الذي ادان بصورة واضحة، وأخرى غير مباشرة، سياساته ومواقفه التي ورطت المملكة المتحدة بصراعات دولية، مثل الحرب على أفغانستان عام 2001 وغزو العراق وإحتلاله في عام 2003، وغيرها، فأساءت لسمعة بريطانيا وهدمت جسور الثقة مها، وراح ضحيتها اَلاف الأبرياء من مدنيين وعسكريين، وكان يُفترض ان يُعامل كمجرم حرب  ويقدم مع شريكه الرئيس الأمريكي  الأسبق جورج بوش الأبن  إلى محكمة الجنايات الدولية لينالا القصاص العادل.

والجدير بالذكر أنه لم يتأخر تكريم ولا رئيس وزراء بريطاني واحد قبل بلير. ولم ينتقد أحد عدم تكريم بلير، ولم يجرأ أحد حتى من قادة حزبه المطالبة بذلك... بيد أن المفارقة هنا، هي عدم تكريم أي رئيس وزراء بعد بلير عقب إنتهاء مهامه، وقيل ان المبرر لذلك هو “ لكي لا يجرحوا شعور” بلير الذي لم يكرم.

وتطرح نفسها التساؤولات التالية: لماذا أقدمت الملكة على تكريم بلير في هذا الوقت بالذات وتجاهلت إتهامه بجرائم حرب والإساءة لمكانة المملكة المتحدة دولياً بسياساته الرعناء؟

وهل ستكرم رؤساء الوزراء الذين جاءوا من بعده وهم أحق وأكثر إستحقاقاً منه؟

لقد أثار هذا “التكريم” المتاخر جدا ضجة كبيرة وردود افعال غاضبة من البريطانيين انفسهم قبل غيرهم من الشعوب التي تضررت من سياسات رئيس الوزراء الاسبق بلير..وقد تجسد الغضب شعبي الواسع في العديد من الفعاليات التي جرت لحد الآن، وأبرزها:

* وقع على العريضة خلال 4 أيام أكثر من مليون و100 ألف مواطن بريطاني على عريضة طالبت بسحب الوسام من بلير بسبب دوره في حرب العراق، والذي يجعله مسؤولاً شخصياً عن ضحايا الحرب من العراقيين والبريطانيين، وإتهمته بـارتكاب جرائم حرب.

 وجاء في العريضة، التي نشرها أنغوس سكوت على موقع change.org إن بلير “ تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة “ أثناء توليه منصبه.وأضافت: “ لقد كان بلير مسؤول شخصياً عن التسبب في مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود في نزاعات مختلفة. ولهذا وحده يجب أن يحاسب على جرائم الحرب”.

وشددت العريضة على ان “ بلير بالذات هو الشخص الأقل استحقاقا لأي تكريم عام ولا سيما أي شيء تمنحه جلالة الملك”. ودعت العريضة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التدخل لمناشدة الملكة إليزابيث الثانية لتجريد بلير من هذا الوسام الذي لا يستحقه.

*ولعل من بين أبرز المعترضين هن امهات الجنود الضحايا الذين قتلوا في حربي العراق وافغانستان. وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنّ العديد من النساء من ذوي الضحايا هدّدن بإعادة نياشين” إليزابيت كروسز” التي أعطيت لأسر العسكريين الثكلى، احتجاجًا على تكريم بلير، الذي كان السبب في مقتل ابنائهن.

وأنتقد الناشطون المناهضون للحرب خطوة التكريم واصفين بلير بأنه مجرم حرب. 

فغرد الصحفي جون بيلجر على صفحته في “تويتر” قائلًا: “إن الازدراء الذي تحمله النخبة البريطانية للجمهور لم يتم التعبير عنه ببلاغة أكبر مما كان عليه في قرار منح توني بلير أعلى وسام فارس”.

وكتب أحد مؤيدي العريضة: “تجب محاكمة توني بلير، وليس منحه وسام فروسية. إن تكريم شخص كهذا يُبرز مدى فساد وانحطاط النظام السائد”.

وكتب المعلق السياسي ليام يونغ على صفحته الشخصية في تويتر إن ” توني بلير حصل على لقب فارس لخدماته الإمبريالية. هذا الرجل يجب ان يوضع في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بدلا من تكريمه ..حقا يا له من يوم مخجل” ،   

وقالت مقدمة برامج “جي بي نيوز” تونيا بوكستون إنها “شعرت بالغثيان” من قرار “الفارس بلير”، الذي “تسبب في وفاة الكثيرمن الابرياء “.

 وغرد جون سميث – ابن المحارب القديم الشهير في الحرب العالمية الثانية والكاتب هاري ليزلي سميث – على صفحته في تويتر بالقول ” يبدو لدى الملكة إنه من المقبول قتل الأشخاص ذوي البشرة السمراء بمئات الآلاف دون عقاب “

وهذه الاراء والمواقف جميعها لم تأتِ اعتباطا وانما اعتمدت على ما ظهر من حقائق خلال العقدين السابقين. كما اكتسبت الحملة ضد بلير زخما أكبر بعد تصريح وزير الدفاع الاسبق (جيف هون) الذي خدم مع بلير، الذي أكد فيه ان “ بلير امره بحرق وثيقة سرية مهمة تقول ان غزو العراق عام 2003 قد يكون غير قانوني)، مع حقائق اخرى جرى التلاعب بها او تغييرها من اجل تبرير الحرب، وانه (اي بلير) عمد إلى اقالته من منصبه لمعارضته لخيار الحرب ليتفادى الاحراج. كما اتهم رئيس رئيس الوزراء الاسبق بانه (ضلل الوزراء والبرلمان والجمهور لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة).

وكانت قد تشكلت في عام 2009 اللجنة البريطانية للتحقيق في الحرب على العراق، التي سميت ( لجنة تشيلكوت) واستغرق تحقيقها 7 سنوات، ونشرت نتائجه في عام 2016، وخلص تقريرها، رغم المؤاَخذات الجدية على عملها، إلى أن تبرير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وتخطيطه لحرب العراق وتعامله معها ينطوي على العديد من الإخفاقات فيما يمثل حكما قاسيا على دور بريطانيا في الصراع.ووجد التحقيق أن بلير قال للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قبل ثمانية أشهر من غزو العراق عام 2003 إنه سيدعمه “أيا كان الأمر” وفي نهاية المطاف أرسل 45 ألف جندي بريطاني إلى المعركة بينما لم تكن الخيارات السلمية استنفدت.

ووصفت لجنة التحقيق التورط البريطاني في الحملة على العراق عام 2003 بغزو دولة شرق أوسطية غير مبرر، كما قاد بلير بلاده للحرب في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة عام 2001.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد لخصت محصلة التقرير بـ “ دولة دمرت (إشارة إلى العراق) و”ثقة تهدمت”(إشارة إلى بريطانيا) و”سمعة تحطمت”(إشارة إلى بلير) نتيجة غزو العراق في عام 2003

وعقب نشر تقرير لجنة تشيلكوت طالب الألاف من البريطانيين أن يواجه بلير محاكمة جنائية لقراره القيام بعمل عسكري تسبب في وفاة 179 جنديا بريطانيا وأكثر من 150 ألف مدني عراقي في السنوات الست التالية.

 

 

يا (أم عمر) عجيبات ليالينا

 

عبد جعفر

 

يقال انتهى موسم الانتخابات للأحزاب المتنفذة، بعد أن شهد عروضا مختلفة، بأزياء الحاضر والماضي برفقة شعارات وأسلحة واغتيالات وتسقيط وشراء ذمم، ولكنها رفعت مطلبا واحدا جعلها متساوية كأسنان المشط، لا تنازل عن الحصة في الكعكة الحكومية. ولهذا واجهت مقاطعة شعبية واسعة زادت عن 80%، وخرجت أكثريتها خاسرة، متألمة، ومتمردة على النتائج، أما الفائزة، فأن فوزها جاء بطعم الخسارة، وهي تبحث عن حل يحفظ ماء وجهها، وعليها أن ترجع إلى سياسة التوافقات والتنازلات، كي تشكل الحكومة وتخرج من حالة الاستعصاء، وليرضى عنها العرابون الإقليميون والدوليون، أي رجوع حليمة إلى عادتها القديمة في إتباع نهج سياسة حصة لك وحصة لي، وليضرس الشعب، مادامت القوى المتنفذة تأكل الحصرم، وكأنك (يا زيد ما غزيت).

فالمواطنون العراقيون من شماله إلى جنوبه، لا يرون أفقا مبشرا بالخير يرفع عنهم معاناتهم، وهم مثل حالة (أم عمر) من محافظة الأنبار، التي تعمل (حمالة) في أحد أسواق مدينة الرمادي، مقابل أجر يومي قدره ألفان و500 دينار، رغم أنها تعيل خمسة أطفال، وهذا المبلغ بالكاد يكفي لشراء الخبز لثلاث وجبات فقط لهم، ويكون من باب الترف أو الاستحالة شراء اللحم او الخضار أو الفواكه وغيرها. ولا نعرف كيف يتدبرون أمر الإيجار أو شراء الملابس أو الأدوية.

ويذكر أن عائلة (أم عمر) حصلت على مساعدة من المنظمة الخيرية أسمها (سحب الغيث)، ووعد بتخصيص مبلغ شهري قدره 150 ألف دينار لها، في الوقت أن السلطات غافلة عما يجري لها ولبقية الفقراء، وكما يقول شاعرنا الكبير الجواهري في قصيدته (يا أم عوف):

يا أُمَّ عوف سِئمنا عيشَ حاضرةٍ

تَرُبُّ سِقْطَينِ شِرِّيراً ومِسكينا

وحشٌ وإنْ روَّضَ الإِنسيُّ جامحَها

قفرٌ وإنْ مُلئتْ ورداً ونِسرينا

ضحَّاكةُ الثَّغرِ بُهتاناً وحاملةٌ

في الصدرِ للشرِّ أو للبؤس تنِّينا

وخانقاً من قراميدِ يحوّطنا

حوطَ السجون مناكيداً مساجين

 وحالة (أم عمر) ليست الوحيدة، فنسبة الفقراء في إزدياد بقدر إزياد حيتان الفساد وكثرة ما يسرقون، وهم غير معنيين بموسم الإنتخابات ومعارك (فرسانه)  فلا ناقة لهم ولاجمل بهذه الحرب، ربما يتغير لون السارق أو الفاسد الجديد الذي يحكم، وربما (يلطف) من الضرب أن واجه مظاهراتهم، ولا يكثر من إستخدام السلاح الحي في فك إعتصاماتهم، ولا يسمح المليشيات خارج القانون بزيادة إغتيالاتها أو إختطافاتها، وربما يقدم فاسدا أو أكثر من الصغار إلى المحاكمة في مهرجانات صاخبة، وكأن اللصوص اختفوا إلى الأبد، إلى أن تفوح فضيحة أخرى،  لا تقوى كل المرشات المعطرة من إبعاد رائحتها الكريهة. 

استدراك: 

بشر الحمار بولد، فقال ما الفائدة سيظل الحمل على ظهري!

 

 

الديانات في بلاد الرافدين

 

 

نبراس عبد نور الياسري

 

جغرافية العراق في حقيقتها أوسع بكثير، حيث كان للقوى الكبرى قبل ظهور الإسلام ولغاية اليوم التأثير الكبير في اقتطاع مساحات شاسعة منه، تحولت مع الزمن إلى دول تحيط بالعراق «الأم» لكن العراق الحديث يبقى من أكثر الدول تنوعاً اثنياً وعرقياً وثقافيا ودينيا ولغوياً بعد الهند والولايات المتحدة، وهذا التنوع قوة للبلد كصلابة الاسمنت الذي لا تتحول خرسانته إلى الصلابة بغير الخليط من الحصى والرمل الخ.

ما يعني تنوع البلد الاجتماعي من مسيحيين ويهود وايزيديين ومسلمين، كنز ثمين للعراقيين يخلق جوا من التنافس تعود بخيرات على البلد، ومن بين اهم ثقافات المجتمع هي الثقافة الايزيدية، وهو مكون اجتماعي وثقافي عريق في المنطقة ومحيطها منذ القدم والدلائل كثيرة لا مجال هنا لذكرها على ما قدمه الايزيديون لأرض ما بين النهرين من استقرار وتجانس بين المكونات الاجتماعية الأخرى وكفاحهم المرير في الدفاع عن العراق بإخلاص وتفان.

قيل الكثير عن منشأ الايزيديين ومنها ان دينهم مشتق من الديانة الإسلامية او انهم امتداد ثقافي لديانات سبقت الإسلام. وهذه كلها منافع معنوية لكافة العراقيين وانا عن نفسي أرجح الديانة أن «المانوية» هي من انتجت الايزيدية، ولا مجال هنا لذكر الأسباب وربما اذكرها في بحث مستقل، والايزيدية قد تكون امتدادا لمن سبقها كما وضح ذلك القرآن الكريم في فترة زمنية معينة من التاريخ البشري، وقد تلونت وصايا الايزيدية وتعاليمها بألوان وصايا وتعاليم ديانات تاريخية قديمة نتيجة التشاطئ الجغرافي لهم مع ثقافات انطلقت أصولها من العراق ومنها ما نستطيع ان نلقبها بمجتمعات هي بنت بيئتها.

الايزيدية اتخذت الطاووس رمزاً لها للفصل بين الخير والشر، وهو رمز من رموز الطقوس (المانوية) التي انتشرت قبل الإسلام في المنطقة، وامتدت لغاية حدود الصين ويمارس معتنقوها ومنهم الفرس الحج والصيام واضحية العيد بطرق غير طريقة الإسلام ولهم قائد منتظر أيضا كان قد غاب.

وقد نستنتج من كل هذا ان أصل الديانات عراقية نشأة وتكوينا، اذ ليس في الأمر صدفة ان يكون العراق مركزا لأهم ديانات العالم ومنها الايزيدية بل على العكس اثبت التواجد الايزيدي في الدول المجاورة انتماءً عقائدي للمركز الايزيدي الأم في العراق كما غيرها من ديانات وعقائد.. فهم جوهرة ضمن جواهر سبحة عراقية شاملة ان انفرطت جوهرته الازيدية انفرط العراق كله.

 

 

الطبقة الوسطى وجدلية الصراع مع أصحاب الرأسمال السياسي

 

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم تعد الطبقة الوسطى في العراق تمتلك تلك الحدود الهلامية مع الطبقة العاملة، بفعل عمليات الاهمال والتهميش الحكومي لها، أذ أخذت هذه الطبقة تذوب في ثنايا الطبقة العاملة وهي تحمل في أفكارها هموم الفقر وهموم المجتمع واخذت تعمل كما يرى ماركس عملها التنويري لهذه الطبقة المسحوقة بفعل سلطة رأس المال، ولكن هذه المرة وفي العراق بالذات، سلطة رأس المال السياسي لا سلطة رأس المال الإنتاجي، التي تقام على أساس الملكية لوسائل هذا الإنتاج.

وما يتلوها من علاقات متناقضة في المصالح والأهداف. بل الموقف اليوم يتركز حول فئة قليلة ممن ابتلت بها السياسة، استولت على السلطة بعد العام ٢٠٠٣ ، وأخرى جاءت مع المحتل أو في أثر دبابته، وقيام ذلك المحتل بتسليمها زمام الأمور ليشكلا معا الزعامة الجديدة التي لا تمتلك أبجدية او مبادئ الإدارة أو حتى امتلاكها أبسط مستلزمات أو كاريزما القيادة ، وفد زاد الطين بلة هو العملية المبرمجة لإيقاف الكفاءات والتقليل من شأنها دفعا لها للتخلي عن دورها الوطني لصالح فئات استلت الشهادة العلمية من أسواق التزوير لتتبوأ بها أعلى المناصب الحكومية، ولتملأ الدرجات العلمية حتى في أعرق الجامعات العراقية، وهكذا تشوهت صورة العراق بعد زوال سلطة البعث، وانفلتت الأوضاع جراء الاحتلال وانطلاق الكثير من المتربصين والنهابين صوب الأموال العامة والأملاك العائدة للقطاع العام، مشكلين بذلك نواة شريحة جديدة تنعمت بغنى فاحش غريب عنها تماما، وساعدت هذه الشريحة طموح الزعامات العائدة من الخارج وهي تحمل في جعبها خرائط جديدة لم تزل قيد الغموض. أو قيد التنفيذ.

إن مكونات الشريحة الجديدة متألفة بفعل عوامل السيطرة على الدولة وكافة مرافقها وهي متباينة في الأصول والتوجهات، لا بل حتى في نهم السيطرة والاستحواذ،  وأن أغلب العناصر المكونة لهذه الشريحة هم من بعض القادة السياسيين أو من زعامات دينية كانت مهمشة أو كانت تتحين الفرص للإيقاع بالنظام السابق، او من العناصر الكردية الارستقراطية التي تناقضت مصالحها مع البعث، تضاف إليها ثلة من الوصوليين والانتهازيين من أولئك الذين جمعهم بالسياسة حب الزعامة والمال، وبعد مضي مدة قليلة تجلت هذه الشريحة عن عناصر متباينة في التوجهات والنزعات والآمال، ودب الخلاف بينها للتتشرنق وتفرخ أحزابا أو مكونات سياسية أو مجاميع عسكرية بفعل عوامل عاطفية ناتجة عن الولاءات الطائفية أو الميول العنصرية ، ولم تعد هذه الشريحة تنتمي إلى أصولها الاجتماعية بل غادرت حاراتها القديمة والفقيرة إلى رحاب القصور الرئاسية أو الأحياء السكنية المترفة، وامتلأت بها الجادرية والحارثية والمنصور تاركة جذورها أكثر فاقة وفقرا، وبفعل عوامل السيطرة على الأموال العامة ابتعدت في درجة تنكرها لجذورها إلى حد القطيعة متجاوزة إلى حد كبير قواعد السلوك في المجتمع العراقي، والغريب انها لم تستثمر الأموال المسروقة في إنتاج الخيرات لبلدها،  بل توجهت بها إلى مكامن جديدة خارج العراق، أما في البنوك الغربية أو العربية أو الإيرانية أو حتى التركية ، فكانت النتيجة خسارة مضاعفة خسارة في أموال الدولة وخسارة في الاستثمار، وفتحت الأبواب على كافة مصاريعها لغسيل الأموال عن طريق الاستيراد غير المنضبط وعلى كافة المناسئ ولكافة أنواع السلع الضارة والمفيدة، منافسة بشكل خسيس الرأسمال الوطني العام المتمثل بمصانع الدولة أو مصانع القطاع الخاص، وهكذا تخلت هذه الشريحة عن انتمائها الوطني بكل سهوله، لتبدأ مرحلة غريبة وجديدة من الفرز الاجتماعي تجلت في تأكل الطبقة الوسطى وتوسع نطاق الطبقة العاملة، وقد لخص هذا التحول بكل دقة تقرير  اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اجتماعها الاعتيادي المنعقد في كانون الثاني عام ٢٠٢١ ،حيث جاء فيه، أن حالة من الفرز الاجتماعي والطبقي تجري في المجتمع على نحو أوضح من السابق وان شرائح وفئات واسعة تنضم إلى المهمشين والعاطلين عن العمل الباحثين عن لقمة العيش، تاركة بذلك الاستغلال المبرمج للمال العام لتشكل وتوسع طبقة الفقراء، وأنها بالمقابل لا تتمكن من تشكيل طبقة لذاتها لأنها لا تمتلك العوامل والدوافع الإنتاجية اللازمة لتشكيل الطبقات الاجتماعية، وبالتالي ستظل هذه الفئة أو الشريحة صغيرة همشها التناقض الاجتماعي وستظل متحسبة خائفة لذا قام البعض منها بوضع سياج أمني يحميه من غضب الناس، وأخذ هذا البعض يتنقل في مواكب مبهرة معبأة بعناصر أمنية قوامها عجلات كان ملوك العراق لا يحلمون بها ولزيادة أموالها تبنى الكثير من عناصرها عصابات الجريمة المنظمة أو مافيات تهريب السلاح وتجارة المخدرات أو الاتجار بالبشر أو حماية النوادي والبارات أو دور اللهو الليلية اضافة إلى عمليات الاستحواذ المستمر على المال العام ( اللجان الاقتصادية) وبلغت خسائر الدولة جراء ذلك ما يقارب النصف تريليون دولار .

إن الانتقال الآلي والمبرمج للمال العام إلى أيادي وصناديق هذه الشريحة قابله ابعاد الي ومبرمج للعقول والكفاءات التي تمتلكها الطبقة الوسطى أما خوفا منها ومن كفاءة عناصرها في كشف المستور أو تحاشيا لحقدها الطبقي المشروع، وفي الحالتين كانت الطبقة الوسطى في مقدمة متظاهري تشرين تعمل على تنوير قواعد تلك المظاهرات التي مثلت في كل مراحلها اعتبارا من تظاهرات عام ٢٠١٢ القوى المضطهدة من العمال والعاطلين عن العمل وحشود الفقراء والمثقفين المهمشين والطلبة المستقلين وانضمت إليهم مؤخرا حشود  الفلاحين التي جفت أراضيهم بفعل الاهمال الحكومي إضافة إلى حشود من جبهة الديمقراطيين والتقدمين ليشكل هذا الجمع الغفير  أحسن أشكال الاصطفاف الطبقي القاتم على ديمومة الصراع السلمي مع أصحاب الرأسمال الحكومي المنهوب ومع فئات اجتماعية طفيلية استطاعت بمعونة المحتل اغتصاب سلطة الدولة ومالها العام ..

**************************************

 

 

الصفحة العاشرة

 

الماركسية .. وسرير بروكوست.. أسئلة حول حقيقة الماركسية ومصيرها

محمود أمين العالم*

 

لنعترف ان معرفتنا الحقيقية بالماركسية هي معرفة محدودة مسطحة هشة، ولا شك انها امتداد لمعرفتنا النظرية العامة التي تتسم بالمحدودية والتسطيح والهشاشة. فما اشد ضعف وتخلف الفكر النظري عامة في ثقافتنا العامة.

نلتقي لنتناقش حول ازمة الماركسية فكرا وتطبيقا، ونحن جميعا، وبغير استثناء وبدرجات متفاوتة نسبيا، لا نملك المعرفة الحقيقية العميقة بالماركسية. ليس الامر مجرد عيب ذاتي فينا، في مثقفينا. فقد يكون بينهم من عرف الماركسية معرفة نظرية طيبة، واستوعب مراجعها الاساسية، انما هو عيب موضوعي كذلك.

فماركس لم يترجم ترجمة كاملة شاملة في لغتنا العربية، أي انه حتى اليوم لم يدخل في ثقافتنا العامة فضلا عن انه لم يجد طريقه بشكل موضوعي في اعلامنا، وتعليمنا ومدارسنا وجامعاتنا وحتى مجلاتنا وكتاباتنا العلمية الا في صورة عكسية او ضدية في اغلب الاحيان . لقد حوربت كتبه وصودر في اغلب الاوقات المترجم منها طوال السنوات السبعين الماضين. ولهذا لم يتم حوار فكري حقيقي علني مجتمعي حول الماركسية مما كان من الممكن ان يغني ثقافتنا وينمي معرفتنا الموضوعية والنقدية بها، ولعل اغلبنا قد اكتفى او لم يجد امامه الا بعض ما ترجم من كتب ماركسية اغلبها ترجمة ركيكة، او تبسيطات وملخصات مرت على المصفاة السوفييتية الايديولوجية.

ولهذا، فلنعترف ان معرفتنا الحقيقية بالماركسية معرفة محدودة مسطحة هشة، ولا شك ان هذه المعرفة المحدودة المسطحة الهشة بالماركسية هي امتداد لمعرفتنا النظرية العامة التي تتسم بالمحدودية والتسطيح والهشاشة. فما اشد ضعف وتخلف الفكر النظري عامة في ثقافتنا العامة.

لست اتحدث عن المعرفة النظرية في حدودها الفردية، وانما في افقها المجتمعي عامة، افق الثقافة السائدة، ان الفكر النظري لم يتح له التطور والتعمق في مجتمعنا وثقافتنا سواء في ظل الاحتلال البريطاني منذ 1882 حتى 1952. او منذ 1952 حتى الآن، لقد غلب الفكر العملي البرغماتي، او الفكر النظري الانتقائي او التوفيقي.

والغريب ان يكون هذا هو مصير الفكر النظري الماركسي في مصر رغم نشأة الحركة المصرية منذ بدايات القرن العشرين وهي قضية جديرة بالدراسة في بعديها الذاتي والموضوعي.

واليوم نحن نلتقي لنتساءل عن حقيقة الماركسية وعن مصيرها وعن ازمتها، وعن دلالتها في مجتمعنا وفي عصرنا.

وتساؤلاتنا واجاباتنا ستكون بالضرورة محدودة بحدود معرفتنا بالفكر الماركسي كما ذكرت من قبل.

ولهذا قد يكون من المفيد ان نحدد اولا بعض المعالم الاساسية للماركسية حتى يستند حوارنا ونقاشنا على اسس واضحة، مهما كانت هذه الاسس محدودة ومجزأة.

ولهذا قد احرص على ان اقول منذ البداية وقبل دخولنا في الموضوع، اننا احوج ما نكون الى توافر ترجمة عربية صحيحة كاملة لمؤلفات ماركس، فضلا عن العناية بدراستها دراسة معمقة في ضوء خبراتنا الخاصة فضلا عن مختلف الخبرات العلمية العالمية حولها التي توافرات طوال السنوات الماضية.

الماركسية ليست كل ما قاله ماركس، فلقد عالج ماركس قضايا متعددة وبمستويات مختلفة وعبر مراحل زمنية ومتنوعة.

ولم تتشكل ما نسميه بالماركسية دفعة واحدة، بل تمت وتحددت عبر خبرة طويلة من المعرفة الفلسفية والعلمية والممارسات النضالية والعملية. وقد نتبين في بعض مفاهيمها اختلافات في التركيز على بعض الجوانب او في بعض الدلالات.

ولهذا فقد تكون النظرة التاريخية والموضوعية لماركسية ماركس، هي متابعة تطوره الفكر لا من حيث ما جاء في كتاباته ومواقفه فحسب، بل من حيث علاقة هذه الكتابات والمواقف بالسياق الاجتماعي والتاريخي والثقافي الذي نشأ وعاش فيه وتأثر به.

فبهذا تكون دراستنا ماركسية حقا للماركسية، فماركسية ماركس هي ثمرة اوضاع تاريخية واجتماعية وفكرية محددة الا ان ما يسبغ عليها صفة النظرية، أي اعتبارها ماركسية لا مجرد كتابات ماركس، بل هو ارتفاعها من مستوى القراءة الوصفية للواقع الآني في عصره، الى التحديد العلمي والفلسفي والتوجيه العملي المستخلص من هذا الواقع والذي يصلح ان يكون رؤية شاملة، وفاعلية مؤثرة في حركة الواقع في عصره، وفي تغييره تغييرا جذريا ذا طابع انساني مستقبلي شامل.

هذا معنى انها نظرية أي انها نسق متجانس مترابط موحد من الافكار التي تسعى لتفسير المشاكل الاساسية التي تواجهها الانسانية وتتضمن منهجا لحلها او لحل جانب منها.

وفي تقديري ان الذي يميز هذه النظرية عن غيرها من الانساق النظرية والفلسفية السابقة امور ثلاثة:

الاول: انها تستمد عناصرها ومعطياتها وبالتالي قوانينها من الدراسة العلمية العينية الملموسة للواقع الاقتصادي والاجتماعي الفكري والصراعي فضلا عن حركة التاريخ عامة فهي ليست مستخلصة من افكار ونظريات او عقائد او مرجعيات او خبرات سابقة، وان تكن تتمثلها وتستلهمها بغير شك، وانما تستمد افكارها من الوقائع كما ذكرنا فضلا عن الخبرة العملية والممارسة النضالية.

الامر الثاني: هو انها ليست مجرد نظرية معرفية علمية تستمد صدقها من الدراسة العلمية الموضوعية وانما تتضمن كذلك موقفا موضوعيا كنظرية، لتغيير الواقع تغييرا جذريا لاقامة واقع مغاير يتخلص فيه الانسان من الفقر والقهر والاستغلال وتتفجر فيه انسانيته الابداعية وتتوافر له الحرية الحقيقية.

الامر الثالث: انه ليس بين الامر الاول والامر الثاني فواصل او مسافات، بل هما متداخلان متفاعلان فالمعرفة لا تهتم بالفكر المجرد التأملي وانما بالبحث العلمي من ناحية، والفاعلية والممارسة العملية الانسانية من ناحية اخرى، ان الممارسة العملية تتم وفق هذه المعرفة، وان تكن الممارسة مصدرا اساسيا في الوقت نفسه لهذه المعرفة. ولعلنا نجد هذه العلاقة بين المعرفة والممارسة منذ وقت مبكر في اطروحات ماركس عن فيورباخ التي كتبها عام 1845.

وتأسيسا على هذا فالماركسية تقف من حيث جوهرها ضد امرين: ضد التجريد المطلق من ناحية وضد التجريب البرغماتي الجزئي من ناحية اخرى، وبالتالي ضد أي فكر عقائدي دوغماطيقي غير نقدي وغير علمي وضد أي ممارسة تقوم على هذا الفكر.

ولو تتبعنا تطور فكر ماركس لوجدناه ينتقل من الايديولوجيا الهيغلية الى الاقتصاد السياسي عبر المشاركة النضالية السياسية.

ولهذا، في تقديري المتواضع، ومع احترامي لقول لينين بالمصادر الثلاثة لفكر ماركس هي الفلسفة الالمانية عامة والهيغلية خاصة، والاشتراكية الفرنسية الطوباوية والاقتصاد السياسي الانجليزي، وانها اكتمال لهذه المصادر، فانني ارى ان الماركسية ليست مواصلة واكتمالا لهذه المصادر على حد تعبير لينين، بل هي نقد لها وقطيعة معها وخروج عليها. وبهذا المعنى، وليس بمعنى الاكتمال، تكون هذه التيارات الفلسفية والسياسية والاقتصادية في مصادر الفلسفة الماركسية. الا ان هناك مصادر موضوعية اخرى قد تكون هي الركائز المرجعية للماركسية، هي في تقديري التطورات العلمية في مجال الفيزياء وفي مجال علمي التاريخ والاجتماع، فضلا عن التغيرات القومية والاجتماعية والاقتصادية وما صاحبها من صراعات منذ بداية عصر النهضة واندلاع الثورة الفرنسية وبخاصة الصراعات الطبقية وبروز الطبقة العاملة في مواجهة السلطات البرجوازية الجديدة.

اما من الناحية الفلسفية فلا شك في تأثر ماركس تأثيرا نقديا بهذه المصادر الثلاثة وبخاصة فلسفة هيغل وتجاوزه لها، الى جانب ثقافته الانسانية الواسعة لمختلف المجالات والتيارات الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية. بل لعل بعض الدراسات الجديدة للماركسية تكشف تأثرا كبيرا لماركس بفلسفة ارسطو وخاصة فيما يتعلق بمفهوم الوجود بالقوة والوجود بالفعل الذي يكاد ماركس يفسر بها المراحل الانتقالية في التحولات الاجتماعية، الى جانب تأثير فلسفة ابيقور في تطوير مفهوم الحرية.

اردت ان اؤكد تعدد مصادر الفلسفة الماركسية في جوانبها الثلاثة الفلسفية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ولست اقصد بهذا رصدا تقريريا لمصادر الماركسية، بقدر ما احرص على تأكيد مصادرها المتعددة، وبيان اين تقف الماركسية من التراث البشري عامة، ليكون هذا درسا لنا عندما نتحدث عن الماركسية في العصر الراهن. ان انتقال ماركس من المثالية الالمانية الى الاقتصاد السياسي هو دلالة رمزية موضوعية في آن واحد على انتقال من المجرد للعيني الملموس، او بتعبير آخر من المثالية الى المادية.

على ان مفهوم المادية عند ماركس مفهوم خاص مختلف تماما عن مفهوم المادية عند الفلاسفة السابقين عليه، وبخاصة الفلاسفة التجريبيين الحسيين في الفلسفة الانجليزية (مثل هوبز ولوك وهيوم) او فلسفة الانوار الفرنسية عند هيرلباخ وغيرها.

فمادية ماركس ليست تعبر عن قوانين مسبقة تقول بان المادة هي الجوهر النهائي لكل شيء، وليست ذات رؤية جزئية حسية خالصة، وانما تعني معرفة الاشياء والوقائع كما هي في تحققها الفعلي لا في تصوراتها الوهمية ولا في جزئياتها المنعزلة، وانما في علاقاتها وتشابكاتها التي تتخذ اشكالا مختلفة وفي تفاعلاتها وحركاتها وتغيراتها وبهذا المعنى كذلك فهي جدلية، وليس في فكر ماركس، هذا الفصل – كما يكتب كثيرا بين المادية والجدلية.

بل ان المادية عنده غير مفصولة عن الجدلية، والجدلية هي جوهر المادية وحقيقتها. فلا مادية بالمعنى العملي الحقيقي في المصادر النظرية الماركسية ان لم تكن جدلية حقا، هناك فكر مادي غير جدلي نجده في الفلسفة الطبيعية القديمة او بعض جوانب الفلسفة الوضعية، وهناك جدلية غير مادية نجدها في الفلسفة المثالية، ولكن المصادر النظرية الماركسية تقول بالطابع الجدلي للوقائع المادية. ولعلنا نجد في كتابات ماركس ما يجعل الجدلية هي اساس المادية وجوهرها، ولهذا قد نجد في كتاباته تعبير الجدلية المادية لا المادية الجدلية.

المهم في هذا كله هو ان المادية الجدلية والجدلية المادية التاريخية وهما ثيمتان نظريتان اساسيتان في الفلسفة الماركسية، لا تمثلان مقدمات مجردة نفرضها على الوقائع فرضا. او نستخلص منها القوانين المتحكمة في هذه الوقائع، وانما نتبينها ونستخلصها بالبحث والدراسة في الطبيعة والتاريخ.

وفي ضوء هذا نحاول ان نحدد العلاقة بين النظرية والمنهج في الماركسية. الماركسية في تقديري نظرية كما هي منهج في الوقت نفسه. وتكاد كل فلسفة وكل نظرية ان يكون لها منهجها المستمد منها. الفلسفة الوضعية مثلا تقول انه لا يوجد في الواقع غير الوقائع الحسية الجزئية، ولهذا ترفض القول بموضوعية الاحكام العامة. ولهذا فان منهجها هو تفكيك التعابير والاحكام العامة تفكيكا الى وحدات لغوية جزئية لاختبار مدى مطابقتها او عدم مطابقتها مع معطيات الواقع الجزئية الحسية.

ولهذا نرى ان الماركسية بمصادرها المادية الجدلية بالنسبة للطبيعة والتاريخ، ترفض التجريدات المطلقة، كما ترفض القول بالجزئيات المنعزلة، وتقول بالوقائع المادية في علاقتها المتشابكة المتفاعلة المتحركة المتغيرة المتصارعة. ولهذا فمنهجها يتسلح بهذه الرؤية نفسها. او بهذه المصادرة النظرية نفسها، ويسعى لكشف هذه العلاقات وتحديد قوانين حركتها، التي قد تختلف باختلاف الوقائع والملابسات الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية.

ولهذا، اسمحوا لي ان أقف لأتحفظ قليلا ازاء تعريف لينين للجدلية بانها علم القوانين العامة للحركة في العالم الخارجي والفكر الانساني، ان مثل هذا التعميم قد يوحي بأن الحركة في العام الخارجي المادي والاجتماعي والفكر الانساني قوانين عامة. وهذا قول يقيني قاطع يكاد يعيد – وان يكن بشكل مختلف – في الواقع الطبيعي والانساني. حقا، ان لينين في العديد من دراساته يختلف مع تعبيره التعميمي السابق هذا، فهو يلجأ دائما الى التحليل العيني للظواهر كشفا عن قوانينها الخاصة، بل لعلنا نذكر تعريفه للماركسية بانها التحليل العيني الملموس للظواهر العينية الملموسة.

ان مفهوم المادية الجدلية عند ماركس رغم انه يستند الى مصادر نظرية مادية جدلية فانه منهج لاكتشاف القوانين النوعية المختلفة باختلاف الاوضاع والملابسات والظروف، ولا يقول بشكل قبلي انه سابق على التجربة بالقوانين العامة في العالم الخارجي المادي والاجتماعي والفكر الانساني، ولعل هذه الرؤية الاطلاقية القبلية للجدل هي التي كانت – بعد ذلك – وراء ما يسمى بالـ Dia Mat (المادية الديالكتيكية) في الاتحاد السوفييتي الذي صيغ باعتباره الفلسفة الرسمية للحزب والدولة والذي تم تقنينه عام 1934. وسوف نشير الى ذلك فيما بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المفكر الماركسي المصري الذي تمر ذكرى رحيله الـ 13 هذا اليوم

عن “الحوار المتمدن” – 12 حزيران 2005

**************

نقد المركز من الهامش

د. حسن مدن

 

«ليس بمقدور شعب أو عرق أن يحتكر القوة والجمال والذكاء، فثمة موعد للجميع في عيد النصر»، عبارة قالها إيمي سيزار (1913 – 2008)، وأكثر إدوارد سعيد من الاستشهاد بها، على ما يشير الباحث والمترجم المغربي محمد الجرطي في تقديمه لترجمته لكتاب «إيف كلفارون» (إدوارد سعيد – الانتفاضة الثقافية).

ولا يبدو باعثاً على الاستغراب أن يستشهد سعيد بعبارة لإيمي سيزار، ففي سيرته الشخصية والثقافية أوجه تشابه مع سيرة سعيد، فسيزار شاعر وكاتب ولد في المارتينيك، وكما هاجر سعيد إلى الولايات المتحدة انتقل سيزار للعيش في فرنسا، ويعد سيزار أحد أبرز وجوه تيار«الزنجية» في الشعر الفرنكوفوني، ورمزاً للحركة المناهضة للاستعمار، حيث أدرك باكراً ما يتعرض له سكان الجزر الفرنسية والأفارقة من تهميش، فكرس حياته وفكره للدفاع عنهم، ساعياً لتبديد الفكرة النمطية عن المواطن الأسود غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه، وبناء مستقبله.

لكن من تأثر إدوارد سعيد بفكره أكثر، هو ابن المارتينيك أيضاً، فرانز فانون مؤلف «بشرة سوداء أقنعة بيضاء»، وهو في الأصل طبيب نفساني عمل طبيباً عسكرياً في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، ثم انخرط في صفوف الثورة الجزائرية. ورغم أن فانون لم يعش طويلاً، على خلاف مواطنه إيمي سيزار، حيث توفي عن 36 عاماً، إلا أنه ترك منجزاً فكرياً مهماً، ويمكن القول إن لإدوارد سعيد فضلاً كبيراً في بعث الاهتمام بأعمال فانون، وإعادتها للواجهة ثانية هي التي راجت في منتصف القرن العشرين، كأعمال ملهمة لدعاة التحرر من الهيمنة الغربية، ومن النظرة الدونية لشعوب القارة الإفريقية.

القيمة المعرفية لمساهمات إدوارد سعيد وفرانز فانون، وكذلك إيمي سيزار، لا تنحصر في ما هي عليه من عمق فكري وفلسفي ونقدي، وإنما أيضاً في كون هذه المساهمات آتية من أفراد ينتمون لما كان يعد هامشاً، وفق رؤية من هم في المركز الغربي، حيث صار بوسع مثقفين، ليسوا غربيين أو أوروبيين، أن يعاكسوا الثقافة الغربية المتعالية في نظرتها لمن لا ينتمون إليها، حتى لو كانوا مفكرين ومبدعين، فأتى هؤلاء، ومن هم نظراء لهم، ليقولوا إن الثقافة والفكر ليسا نتاجين غربيين فقط، وإن بوسع الشعوب الأخرى تقديم نتاجات لا تقل ثراء.

قد يقول قائل إن هؤلاء قدموا ما قدموه لأنهم انتقلوا للعيش في الغرب، ولو بقوا في بلدانهم الأم ما كانوا أعطوا ما أعطوه من فكر، وربما جاز الاتفاق جزئياً مع هذا القول، لكن من دون إغفال حقيقة أن الغرب الذي انتقدوه، فكراً وممارسة، هو المسؤول عما هي عليه أحوال بلدانهم الأم من سوء وتخلف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الحوار المتمدن” – 3 كانون الثاني 2022

 

********

الصفحة الحادية عشر

 

جوائز للمبدعين العراقيين

 

يؤكد الابداع العراقي حضوره في المحافل والمسابقات العراقية والعربية فقد فاز بجائزة الابداع الكبرى لأدب الأطفال التي تطلقها سنوياً وزارة الثقافة لعام 2021 وكانت من نصيب الأستاذ طلال حسن. كذلك حصد الدكتور كاظم نوير بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، فيما فازت مجموعة قصص “لغة الأرض” للأستاذ علي حسين عبيد جائزة الطيب صالح العالمية، وفازت قصص “صانع الاكواز” للأستاذ هيثم هاشم طاهر بجائزة راشد بن حمد الشرقي للابداع.

**********

القراءة الافتراضية للنص الادبي و الثقافي

عبد الغفار العطوي

 

ما المراد بالقراءة؟ قبل معرفة ما هي القراءة، يجب ان نفهم الرابط او العلاقة التي بينها وبين ما يطلق عليه بالنص، فلا قراءة دون نص، وإن كانت الاسبقية في استخدام النص في النظرية النقدية الادبية، عن طريق توظيفه عبر تطوراته اللغوية والمصطلحية والدلالية والاستعمالية، حيث لمسنا تكويناته ومقابلاته في التراث الفكري والثقافي والادبي القديم في جميع الكتابات الإنسانية، إلا إن اقترانه بالقراءة كشرط من شروط فهم وشرح وتأويل الكتابة التي يعالج بها الكاتب النص، جاء ما بعد منتصف القرن العشرين، عندما احتل ما يدعى بالقارئ سلطة تحديد العلاقات التي يفرضها النص، وتذويب الكاتب وإغراقه في غياهب النص الكتابي، وظهور الحاجة الى كشف تلك العلاقات من قبل ما تدعى بالقراءة فالقراءة فعل يقام على النص بغية تحليله إلى عناصر يمكنها الخضوع لأدوات القارئ الذي يأتي من خارج نظام النص، وبما إن القارئ يحمل تلك الأدوات المشابهة في نظام النص، فإن المشتركات اللغوية تتحول إلى مبان ألسنية تداولية، كي تتم عملية القراءة التي هي الفعل المساوي للكتابة، بشرط إن القراءة وهي تتظاهر على النص فإنها تهدد مغاليقه بالفتك الجينالوجي، وهو يحاول التعتيم على اقتراحات القارئ بالفرضيات المحتملة التي تتعمد القراءة بفتحها أمام سلطة القارئ، فإن كان القارئ يمتلك توجهاً نحو تفعيل عملية القراءة، أي نقل عملية تأمل النص إلى فعل القراءة، لا بد أن يضع أفقاً محتملاً من التوقعات، بسبب إن النص يحتوى على عدة مستويات من البناء المتعارضة التي تشكل بنيته الظاهرية، وتتغور إلى باطن النص، كلما أوغل القارئ في تهديم تلك المستويات اللغوية والدلالية والبنائية، ومادام النص يتناهى في عمقه، فإن الإندماج الذي يقوم به مع المؤلف يشكل نصاً مفتوحاً لعملية الحفر الأولية التي يمارسها القارئ، في أولى بوادر فعل القراءة، حينما تتحول حمولات النص مشحونة بفاعلية المؤلف إلى إرسالية ألسنية وسيميولوجية، وينشئ القارئ حينذاك أفقاً للتوقعات، لبروز عوامل معرقلة في قراءة النص خارجية افتراضية، أي إننا نفترض القراءة، ونتوقع من كونها قادمة من الخارج، أي من خارج نظام النص، فهي أكيد لا تحمل النية الحسنة، لأن الذي يقرأ هو الشخص الغريب عن معالم النص، ويشكل تهديداً صريحاً مبيتاً له، وهو أي النص القار على منظومة معينة لا يفتح سوى بفكرة إقامة علاقات افتراضية، فإذا أردنا أن نبدأ بفعل القراءة يجب أن نتعلم إن هذا النص مغلق بوجهنا، وهو عبارة عن عالم مصغر، يحمل في طياته كل الذي نتوقعه، والذي لا نتوقعه، والنص والقراءة في حالة ترقب لبعضهما، والفارق الزمني بينهما يحسب لصالح النص، فإن حدث الاشتباك فالنص يمتلك الأسبقية الزمنية، وتأتي القراءة بالتعاقب، وهذا يدل على إن فعل القراءة في النص زمنياً، بما هو من رتبة تعاقبية، فالنص يحظى بالأولوية في انفتاحه على العالم، لكن القراءة لها القدرة، وهي تعالج النص في أن تقحم مفهوم الاستبدال بدل التعاقب، بإضفاء سلطة الافتراض في القراءة الافتراضية، فنحن نعتقد إن القارئ لا يمكن تحديد هويته ولا مكانته، ولا أسلوبه ولا خلفيته الإيديولوجية، كل الذي نعرفه عنه، إنه الشخص الغريب، العابر الذي وجد صدفة أمام النص، الذي لا يظهر منه سوى صمته، وفعله القادم في مراقبة النص هو فعل لاشعوري حفزه حب الفضول، في تقليب شيء ملقى على قارعة الطريق، فالصدفة هي التي تقوج القارئ إلى النص، وإنشاء القراءة الافتراضية من بديهيات عالم الامكان، وتحقق الافتراض إلى حقيقة قائمة على التعبير والفهم، وإن البصيرة في القراءة أمام العمى في النص تتوضح على فعلي النية الحسنة وأفق التوقع، فإن جاءت القراءة الافتراضية عكس ما توقعنا ساخت النية الحسنة نحو السيئة، وهي فعل ارتدادي في استعادة سلطة قراءة النص بفعل استبدالي بعد أن فقد الحافز التعاقبي أثره الزمني، لأن ما يمتلكه النص من ولادة قبلية تسبق فعل القراءة تمثل وهم التعاقب التاريخي للنص، فالنص لا يمكن قياسه مع فاعلية القراءة الآنية، ثم الحكم إن التعاقب في القراءة ما كان له أن يجد سبيله لوعي القارئ لولا ظهور القراءة بعده، فعالم النص عالم مستقل عن فعل القراءة الذي يولد تواً، أي في حالة قيام القارئ بفعل افتراضي لقراءة النص، فتبدو فكرة التعاقب على إنها عملية تحشيد تطوري في إنية الوجود الامكاني في تنافس النص والقراءة، فالقول إن القراءة تحتال على التعاقبية بمكر الاستبدال، فهذا يعني إننا نفترض إن زمن النص يساوي صفراً محايداً، وإن دخول القراءة على مباني النص تحتم النهوض بفكرة حقانية الاستبدال على إنه جزاء الشرط الذي يقره القارئ في إن زمن بداية القراءة للنص هو الزمن اللازمني للنص، وهذا التصور يرسخ تصورين هما، في إن القراءة افتراضية في الخطاب، وفي المعنى أولاً، وإن فكرة الإساءة المحتملة في القراءة التي تتجاوز الزمنية النصية تضاف إلى فكرة عملية ترجيح الاستبدال على التعاقب، أي إطفاء الزمنية وإعلاء من شأن الاستبدال، كان شلايرماخر يرى إن التفاوت الزمني بين النص وقراءته، يجعل من حضور إساءته أمراً وارداً، لهذا اقترن الوجود بالزمن عند هايدجر الذي تأثر بهذا بفلسفة شلايرماخر التأويلية، وأدرك في كتابه (الكينونة والزمان) إن فكرة التعاقب فكرة حضورية في وعي الزمن الخالي من حضور الكينونة، لأن القراءة دوماً حضور في الزمن، بينما النص غياب في الزمن، لأن النص يحتوي على الزمن الكتابي الذي سجله المؤلف في تعاقب كفه عن الاستمرار بالكتابة، في حين يعوض زمن القراءة، في تماس زمن قراءة القارئ مع أول عتبة النهوض بالتحليل، أو التأويل، والقراءة الافتراضية تعمد على دمج الزمنين، الكتابي الذي هو بعهدة المؤلف في الماضي، والقرائي الذي هو من جهد القارئ في الحاضر، وإنتاج فكرة الاختلاف من خلال قلب التعاقب إلى استبدال، وفي الحقيقة، إن هذه الفكرة تقعدها القراءة الافتراضية على وفق سلسلة من العمليات البنائية المعقدة.

*********

وطن القلب

 

طالب حسن

 

 

1 - بين قصيدة وأخرى

يشهق بحزن لا يكاد

يبين

2 - ماذا يفعل

وفي كل تجل لها

تتفجر في روحه

ينابيع الغياب 

3 - في زحام الوجوه

يشم رائحة الرحيل

وقلق صرخة تفتك

ببقايا الروح

 4 - كم يخشى

على القصيدة التي تسكن

رأسك من الذبول

حتى لا يعود ويرثيها

كأي عابر سبيل

5 - كل النهايات كتبت سهوا

من يملأ فراغ الروح

والمسافة مابيننا

نزف حنين ؟

6 - هو القطرة

وأنت البحر الذي أطلق

في روحه

شهقة أمواجك

7 - من غير الممكن

عدم رؤية هذا الخراب

لذا.....

سأرمي نهاية الشوط

بحجر من سجيل الوقت

ربما يستيقظ  هذا

الكون الأعمى

*********

تشكيل

الأورفلي وعوالمها الإلهامية .. بفلسفتها للمنمنمات

آلاء الخيرو*

 

لا يخفى على أحد أن وداد الأورفلي في رسوماتها للمنمنمات خلقت في ثناياها نصوصا تضمنها شئ من روحها حيث قدمت نوعا من فن التعبيرية المقترنة بفن التصوير لتطرق عدة مواضيع لعكس صورة المجتمعات الإسلامية من جهة وبما يوحي للكثير من القراءات ومن ضمنها طرز   لوحاتها  بطرق مواضيع قدمت أكثرها على أسس المدرسة الواسطية، لتأتي مقدمة فنها وفق ما تحمله من الظاهرة الإلهامية لفن المنمنمات الذي نعتقد ممارسته كتفريغ فني جبل عليه البشر في كل الأزمنة ثم تصاعد لاحقا في ربط العقائد الروحانية بالفنون.

فيما حمل اللون في لوحات الأورفلي دورانا ملا لوحاتها بتعابير فوق ماتعنيه أو ما تود الحصول عليه، فقدمت لوحاتها بين الخطوط واللون في تمازج إحداهما تشكيلي والأخر جمالي وتعبيري بغض النظر عن الرمزية والوجدانية لعلاقات الألوان بعضها ببعض، والتي عادة ما تثير رد فعل فطري مرتبط بالتقاليد والأعراف الاجتماعية الراسخة لكل مكان وزمان والتي تأخذ منحى فلسفي في العادة، وكثيرا ما كانت وداد الأورفلي تبتعد عن استعمال اللون المفرد فتبدو اللوحة التي تقدمها زاخرة بعدد كبير من الألوان على الرغم من محدوديتها في المكان واقتصارها اللوني.

ولخطوط وداد الأورفلي فلسفة معمارية مرتبطة بالزمان والمكان معاً فهي مستقيمة في السقيفة لمباشرتها أو منحنية كما حال العقود والقباب وكما الحنين الراقص كما في خطوط الكتابة والمعالجات الزخرفية.

واعتادت وداد الأورفلي أن تقدم أغلب لوحاتها بدون وجوه فهي تجسد شخوص بلا ملامح فيكون تقديمها بلباقة ويعطي للمتلقي حالة انطباعية أكثر مما هي واقعية من حيث الأبعاد والمسافات كما تهبنا صورة عن الأبعاد الثنائية للوحتها أكثر مما للثلاثية في مفهوم يكاد يكون منطقياً من خلال فلسفتها وخلقها لمدينتها أو عوالمها التي تعبر عنها، بإشراك الواجهات والأجناب والأسقف في الصورة نفسها لعرض مدن كثيرة داخل المدن، فتقدم الأشكال فيها بالطريقة التي تشعر الرائي بوجود الأبعاد الثلاثة عن طريق الخطوط ومساحاتها المجردة وكذلك الألوان ودرجاتها بحيث لا يخضع دائماً للمنظور الحسي المألوف بقدر ما يعتمد على الإحساس النسبي الموحي بالعمق الذي يبين الرسم واستجلائه.

فإعطاء الروح لفن المنمنمات، قد تحتاج إلى روح فنان ذو عبقرية فذة وجهد جبار ومعجزة حتى تتمكن من تلمس خطوط المنمنمات من بين ثنايا شخوصها، فقد اهتمت بتقديم شخوصها القليلة في نقل إيقاعات الحياة الشرقية المحلية بما يتعلق بالحس والحركات ولاسيما لنساء ذوات الوجه المستدير وإذا وجدت ملامح قدمت فيها العيون اللوزية الكحلاء الناطقة، والفم المكتنز والشعر الكثيف المزين بالزينة، وتستطيع أن تقدم من خلال الأبستراك مدينة مزخرفة مقاربة في فنها إلى المنمنمات والفنون الإسلامية، لتصنع شكلاً مبتكراً لمدينة تخيلية من دون بشر، فتحمل أغصان ونباتات وأزاهير ولكن لا يوجد بشر، فتحمل رسوماتها من شعورها بالاغتراب أو العزلة، فتتقدم وتصنع مملكتها لتعيش بها.

لدى الأورفلي شكل مؤسس على قواعد الضبط في فن التصميم كميزان الذهب ليكون ما يحمله من خطأ ضئيل جدا، لان الذهب مادة ثمينة، فيقاس به وحدة الضبط عند الاورفلي.

الشكل لديها منظم جدا، فمدينتها المليئة بالقباب الإسلامية والتي تستخدم كطراز بناء بيوت من الماضي أو مباني مقدسة، فعندما تمسك أدواتها تحصر أولا الشكل الذي تود رسمه كأنه نص من الشعر كانت قد كتبته مسبقاً وحملته ذاكرتها فتعطيه (كلوز) كأنها مصورة في مخيلتها، وتضع بعدها أفكارها التي هي خلاصة تجربتها المتأثرة بفن التصوير، لتكون مدينة قلما يعيش فيها بشر، لأنها قليلا ما ترسم بشر، فرسمها يشبه الحاشية في التأليف العربي لتفسر ما يكتب في المتن هذا جانب والجانب الأخر الحاشية تكون مؤلفاً ثانياً في بعض الأحيان لتحافظ على سياق العمل من تأليف الكتب، هكذا كانت الموازنة لدى وداد الأورفلي في رسوماتها الموازنة غير المتناظرة حيث لا يوجد تطابق بل يوجد تناظر حتى في الوجه الواحد إذا قسم بالنصف فكل شئ متناظر ولكن ليس متطابق وهي قاعدة خلقية، فتاتي وداد الاورفلي وتحطم هذه القاعدة لتصنع موضوع المناصفة المتطابقة في لوحتها فمثلا فوضعت المآذنة من جهة كعلامة فارقة ومقابل المئذنة أخذت الخط القاطع وفي جهة ثانية أشياء ضئيلة وهنا كبير وبعدها بدأت تمشي بنظام هندسي من النظرة الأولى لرسوماتها فنراه عمل ممتع وكأنها جنة مبتكرة وتعيد تصنيع الجنة من وجهة نظرها الخاصة فهي تتوخى الدقة بالرسم وتحتاج إلى فترات زمنية طويلة وكما تعمل بالجهة الأسفل مدن مقلوبة وهذا نمط أخر من الاشتغال، ومرات تستدعي في رسوماتها نصاً مفتوحاً فتحمل لوحاتها الكثير من المدن والبيوت وعلامات وكنائس، فتاتي لتحلق بعالم التيه فتخلق مدينة من المدن المتكاملة ولتنظر من عدة جهات وقد تحمل مرات شخوصاً من دون ملامح ولا تمييز بين الذكر والأنثى وهي ترسم شخوصها منتصبة كالمباني من خلال ملابسهم وأطوالهم وتشكيلاتهم، فتأتي بفرشاتها كساحرة.. ذلك السحر الذي يثير مفاتن الجمال فالجمال أنواع فكل كائن ينظر إلى الجمال بمعياريته فالنحلة تتغنى بالوردة ، وهي تفتش بالجمال مابين الألوان مابين الخطوط ومابين الأشكال التي تؤسس لها، فهي تود صناعة مدينة فتأتي بفرشاتها وتؤسس تلك المدينة الفاضلة، فتخرج من لوحة البشر وتجعلهم بداخل إطار وتضع لهم ملامح وعيون، وبتركيز كبير على الأزياء لأنها تسمح بإضافة عنصر زخرفي، فهي ذات خيال متقد وحرية وتأمل كبيرين ، وعادة ما تكون الاورفلي أثناء آلية العمل في عالم هادئ بشكل مطلق ولا يتدخل احد بعملها فتحبس نفسها متجلية لتخلق أبداعا، فتكون بحالة تماس، أي تتلبس بشخصية وروح ما تفعل وذلك ضرب من الروحية أي تلك الطاقة الروحية القوية جدا وعندئذ تكون كما اللوحة التي تنجزها، كما تعمل بلا انقطاع ويكون فنها بمثابة علاج فتاتي متحدية سنوات عمرها وما قد تعانيه من أوجاع أو أمراض خلال أدائها للرسم وذلك ما يدعى المسكوت عنه لتقدم فن غاية في الدقة ومستوى عال من الروعة، كأن تقدم أي كائن ممكن قسمه نصفين لتأتي نصفيه غير متناظر مع القسم الأخر، وذلك للحفاظ على سياق العمل.

حيث كان ديدن وداد الأورفلي في رسوماتها للمنمنمات خلق في ثناياها نصوصا تضمنها شيئاً من روحها حيث قدمت نوعا من فن التعبيرية المقترنة بفن التصوير فتطرق عدة مواضيع لتعكس صورة المجتمعات الإسلامية من جهة، وبما يوحي للكثير من القراءات ومن ضمنها طرز العمارة والمعالجات الفنية السائدة، كما وقد دأبت الاورفلي إلى تصوير غالب لوحاتها لمواضيع

قدمت أكثرها على أسس المدرسة الواسطية، مقدمة فنها على وفق ما تحمله من الظاهرة الإلهامية لفن المنمنمات الذي نعتقد ممارسته كتفريغ فني جبل عليه البشر في كل الأزمنة ثم تصاعد لاحقا في ربط العقائد الروحانية بالفنون.

وحمل اللون في لوحات الأورفلي الملئ بالتعابير فوق ما تعنيه أو ما تود الحصول عليه، فقدمت لوحاتها بين الخطوط واللون في تمازج إحداهما تشكيلي والأخر جمالي وتعبيري بغض النظر عن الرمزية والوجدانية لعلاقات الألوان بعضها ببعض، والتي عادة ما تثير رد فعل فطري مرتبط بالتقاليد والأعراف الاجتماعية الراسخة لكل مكان وزمان والتي تأخذ منحى فلسفي في العادة، فكثيراً ما كانت الفنانة تبتعد عن استعمال اللون المفرد فتبدو اللوحة التي تقدمها زاخرة بعدد كبير من الألوان بالرغم من محدوديتها في المكان واقتصارها اللوني، ولخطوطها فلسفة معمارية مرتبطة بالزمان والمكان معاً فهي مستقيمة في مباشرتها أو منحنية كما حال العقود والقباب وحنيناً راقصاً كما في خطوط الكتابة والمعالجات الزخرفية.

فقدمت وداد أغلب لوحاتها من دون وجوه وقد تكون مجسدة لشخوص بلا ملامح فيكون تقديمها بلباقة ويعطي للمتلقي حالة انطباعية أكثر مما هي واقعية من حيث الأبعاد والمسافات وتهبنا صورة عن الأبعاد الثنائية للوحتها أكثر مما للثلاثية في مفهوم يكاد يكون منطقياً من خلال فلسفتها وخلقها لمدينتها أو عوالمها التي تعبر عنها، بإشراك الواجهات والأجناب والأسقف في الصورة نفسها لعرض مدن كثيرة داخل المدن ، فتقدم الأشكال فيها بالطريقة التي تشعر الرائي بوجود الأبعاد الثلاثة بالخطوط ومساحاتها المجردة وكذلك الألوان ودرجاتها بحيث لا يخضع دائماً للمنظور الحسي المألوف بقدر ما هو يعتمد على الإحساس النسبي الموحي بالعمق الذي يبين الرسم واستجلائه.

فإعطاء الروح لفن المنمنمات، قد تحتاج إلى روح فنان ذو عبقرية فذة وجهد جبار ومعجزة حتى تمكن تلمس خطوط الدقيقة والحرفية المتميزة لصنع لوحة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*قاصة وناقدة تشكيلية ومترجمة في وزارة الثقافة- بغداد.

***********

 

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

 

معجم العلوم الاجتماعية

 

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا مجلد “معجم العلوم الاجتماعية”، تحرير كريغ كالهون وترجمة معين رومية.  يعد هذا المعجم عملا مرجعيا يتضمن أكثر من 1700 مدخل، يبلغ عدد كلمات كل منها بين 50 و500 كلمة. ويقدم المعجم تعريفات موجزة وشاملة لمصطلحات تعود إلى تخصّصات محدّدة في مختلف حقول المعرفة الاجتماعية، وتعرّف بالقضايا الفكرية المطروحة. وتتناول المداخل الثقافة والحقول المعرفية المعاصرة، وتشمل مصطلحات ومفاهيم ونظريات ومدارس الفكرية والمنهجيات والتقنيات والموضوعات الأساسية، إضافة إلى القضايا الرئيسة المثيرة للجدل. كما يتضمّن المعجم نحو 275 سيرة ذاتية موجزة لشخصيات معروفة تركت أثرا بارزا في العلوم الاجتماعية.

 

***************

ليس مجرد كلام.. المتسولون حكاية لا تنتهي!

 

عبد السادة البصري

 

كلّما شاهدت متسوّلاً في الشارع، وما أكثرهم ؟! تذكّرت أحداث الفيلم العربي (المتسوّل ــ لعادل إمام) وكذلك فيلم (مولد يا دنيا ــ لعفاف راضي وتوفيق الدقن ) وما شاهدناه في أفلام أخرى من اختطاف وتأجير أطفال وصبايا وفتيان وعمل عاهات تمويهية أو دائمية لبعض كبار السن وتوزيعهم في الشوارع والتقاطعات والأسواق لكسب المال عن طريق التسوّل ، وينتابني التساؤل: هل أن جميع هؤلاء نصّابون ؟ وأجيب بنفسي : لا طبعاً ،هناك عوائل تنام الليل على الطوى بلا عشاء، أو تأكل وجبة فقيرة واحدة فقط في اليوم، لهذا تضطرّ إلى التسوّل . والسبب هو لامبالاة الحكومات والمسؤولين بمعيشة المواطن بشكل عام !

أعيد التفكير بما حدث ويحدث من فساد دفع نسبة عالية من الناس الى ما تحت خط الفقر ، ومن يعيش تحت خط الفقر لا بدّ أن يجد وسيلة لتوفير لقمة عيشه مهما كانت الأساليب والنتائج. وأكرر ألف مرة أن السبب هو الفساد وما نرى من تفكير وتنظير وعمل للمصالح الخاصة سواء الطائفية أو الحزبية أو الشخصية ، والناس تأكل الحصرم وتشرب الماء الآسن وتنام في العراء !

لو كانت هناك رعاية حقيقية وجادّة للفقراء والمعوزين والأرامل والمطلّقات والأيتام لما شاهدنا هذا الكم من المتسولين ؟! وبجلسة إحصائية قصيرة لمن هم تحت خط الفقر نجد أن نسبتهم  تتجاوز الخمسين، مع تكاثر أعداد الأرامل والأيتام والمطلّقات كل يوم لأسباب نعرفها جميعاً. لكن هل الرعاية الاجتماعية تستطيع استيعاب هذا العدد المتزايد وتحلّ مشاكلهم ؟! نعم، تستطيع إذا كان هناك تنظيم إداري ومالي مستمر وبصورة دقيقة ومتواصلة. لكن كيف يتحقق ذلك وما زالت الاستحقاقات المالية للكثير من الذين أكملت معاملاتهم منذ أشهر، متوقفة بحجة توقف صرف التخصيصات المالية !

وهناك ايضا العديد من النازحين الذين لم تُحَل مشاكلهم حتى هذه اللحظة ، ومع هذا وذاك هناك مَنْ استغل هذه الظاهرة وبات متفنناً في إيجاد أساليب كثيرة ومتنوعة للحصول على المال بطريقة سهلة وغير متعبة كما في الأفلام !

حكاية المتسولين وأطفال الشوارع لن تنتهي إذا لم تكن هناك دراسة جادة لإيجاد حل ناجع وحازم لها ، كفتح دور رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة من المعوزين ، وبث الوعي بين الناس حول هذه الظاهرة غير الحضارية ، بعد أن نجد حلاً لتوقّف التخصيصات المالية للرعاية أولاً ، والقضاء على الفساد بكل أشكاله ثانيا ، وإعطاء المواطن حقوقه الشرعية والدستورية المعمول بها في كل دول العالم ثالثا، ليشعر المواطن أنه في بلد يحترمه كإنسان ، لا كرقم انتخابي عند الحاجة فقط !

وعلينا كذلك التوجه الجاد لحل الأزمات المتفاقمة كالخدمات والبطالة والتعليم والسكن ، وفتح قنوات محبة وتآخٍ بين الناس جميعا ليعرفوا أنهم أبناء وطن واحد بلا أحقاد وضغائن وثارات !

عندها ستنتهي حكاية المتسولين ويشعر كل فرد بانتمائه الحقيقي لهذا الوطن !

 

************

 

احتفالاً بعيدي الجيش والشرطة .. الشيوعيون يوزعون الحلوى والورود

 

طريق الشعب – خاص

ابتهاجا بحلول عيدي الجيش والشرطة العراقيين، 6 و9 كانون الثاني، نظم الشيوعيون العراقيون في بغداد ومدن أخرى، فعاليات ونشاطات مختلفة، تضمنت تقديم التهاني إلى الجنود المرابطين في نقاط التفتيش، وتوزيع الورد والحلوى عليهم، إلى جانب زيارة مقرات القوات الأمنية واللقاء بالقيادات وتهنئتها في المناسبة.

 

بغداد

منظمة الحزب في المنصور شكلت في المناسبة فريقا إعلاميا تجول راجلا في مناطق حي الجامعة واليرموك والمنصور وحي السلام.

وقدم الفريق التهاني إلى أفراد الجيش المرابطين في السيطرات والثكنات العسكرية في تلك المناطق، ووزع عليهم الحلوى والورد.

وفي مدينة الكاظمية، زار وفد من منظمة الحزب، تتقدمه عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين، وسكرتير اللجنة المحلية في الكرخ الأولى الرفيق أبو علي المشهداني، مقر فوج حماية المدينة.

واستقبل آمر الفوج الوفد بالترحاب، وتلقى منه التهاني في المناسبة.

ووفقا للرفيق عدنان جاسم، من منظمة الحزب، فإن الوفد توجه بعد ذلك إلى العديد من نقاط التفتيش في المدينة، وقدم التهاني لأفراد الجيش ووزع عليهم الورد، مضيفا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن القوات الأمنية عبرت عن شكرها للشيوعيين على تهانيهم، وأشادت بمواقف الحزب الوطنية.

وحيّا شيوعيو مدينة الثورة (الصدر) الجيش العراقي في عيده. وتوجهوا إلى العديد من نقاط التفتيش المرابطة في المدينة، وقدموا التهاني والورد لأفراد الجيش.

وفي مناسبة عيد الشرطة العراقية، 9 كانون الثاني، توجه فريق من منظمة الحزب في الصالحية إلى العديد من نقاط التفتيش ضمن الرقعة الجغرافية للمنطقة.

وقدم الفريق التهاني إلى منتسبي الشرطة، ووزع عليهم الحلوى والورد. 

إلى ذلك، زار وفد من اللجنة المحلية العمالية للحزب، المقر العام لآمرية الانضباط العسكري في بغداد.

وبحسب الرفيق عامر عبود الشيخ علي، من اللجنة المحلية العمالية، فإن الوفد قدم باسم الحزب وقيادته، التهاني في المناسبة إلى الضباط والمنتسبين.

كذلك نظمت اللجنة المحلية جولات ميدانية بين ثكنات الجيش ونقاط التفتيش في مناطق مختلفة من بغداد. وهنأت الجنود بعيدهم ووزعت عليهم الحلوى والورد.

المحاويل

زار وفد من منظمة الحزب في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، معسكر المحاويل والثكنات العسكرية التابعة إلى قيادة عمليات بابل.

والتقى الوفد بالعديد من الضباط والمنتسبين، وقدم لهم التهاني في المناسبة، وأهداهم أعلاما عراقية وحلوى وورد.

وجرت بين الوفد والعديد من المراتب العسكرية، حوارات حول تاريخ الجيش العراقي وبطولاته، فضلا عن الأزمات الراهنة وانعكاساتها على أبناء الشعب.

وعبرت القوات الأمنية عن اعتزازها بالشيوعيين، وبمواقف حزبهم السياسية وتضحياته في سبيل الوطن والشعب.

 

ألقوش

منظمة الحزب في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، حيّت برفقة رابطة الأنصار الشيوعيين في الناحية، الشرطة العراقية في عيدها.

وفي هذه المناسبة، زار وفد من المنظمة والرابطة مركز الشرطة ودائرتي الأحوال المدنية والمرور في الناحية. وهنأ الضباط والمنتسبين. 

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث حول دور القوات الأمنية في حفظ أمن المواطنين وسلامتهم، وتضحياتها التي قدمتها في الدفاع عن الوطن والشعب.

 

**************

المتاجرة بالآثار العراقية مشروعة في لندن!

متابعة "طريق الشعب"

في تقرير نشره قبل أيام، حذّر موقع "ماركت بليس" الالكتروني من تحوّل المملكة المتّحدة إلى مركز للاتجار بالقطع الأثرية، على إثر إلغائها - بعد خروجها من الاتحاد الأوربي – تشريعات تكافح هذه التجارة مع البلدان التي مزّقتها الحرب مثل سورية والعراق. إذ تتيح القوانين البريطانية استيراد الآثار من دون الحصول على إذن رسمي. كذلك لا يدان أيّ شخص يتمّ القبض عليه بارتكاب جريمة سرقة الآثار إذا كان لا يعلم بتجريم ذلك قانونياً، وهو أمر يعد مخالفاً لجميع اللوائح والأنظمة الدولية – بحسب التقرير الذي نشرته وكالة أنباء "العربي الجديد".

وكانت الحكومة البريطانية قد ردّت على حملات أطلقها ناشطون لتغليظ العقوبة على المتاجرين بالآثار المسروقة، بالادعاء أنها ملتزمة بمكافحة هذه التجارة غير المشروعة، وأن قوانينها كافية للتعامل مع هذه المشكلة. إلّا أن الناشطين أعادوا تذكيرها بأن جزءاً غير بسيط ممّا استردّه العراق من الولايات المتحدة، يتمثل في قطع أثرية تمّ تهريبها عبر لندن دون أن تطاولها رقابة صارمة.

وبحسب التقرير، فإن استعادة العراق آثاره المنهوبة لا تعني الكثير بالنظر إلى عدم توفّر حماية تضمن عدم تعرّض تلك الآثار للتخريب أو السرقة مرة أخرى، مضيفا أن تقريرا صحفيا نشر في آب العام الماضي، أشار إلى دفْع عدة مئات من الدولارات فقط، لشراء لوح طيني سومري يعود لـ 3 آلاف سنة قبل الميلاد، ليصل إلى بيوت في أوربا والولايات المتحدة عبر مواقع إلكترونية متخصّصة تنشر إعلانات بشكل صريح بلا خوف من رادع قانوني.

وذكر التقرير، أن أحدث بيانات للحكومة العراقية تقر بأنه لا يوجد سوى 4 آلاف رجل أمن عليهم حماية أكثر من 12 ألف موقع أثريّ، لافتا إلى أنه "رغم ثبوت العديد من السرقات على يد عدد من العصابات، إلّا أنه لا يتمّ تجريمها بسبب امتلاكها نفوذاً واسعاً على مستوى جماعات مسلحة وقوى سياسية".

وتحوم أيضاً شكوك حول التقديرات الحكومية بوجود 150 ألف قطعة أثرية منهوبة في ضوء التقصير المزمن بأرشفة المواقع الأثرية ومقتنياتها طوال العقدين الماضيين، وبذلك فإن مصير العديد منها لا يزال مجهولاً بسبب غياب وثائق تثبت وجودها أساساً.

وانتهى التقرير إلى أنه "بين تهرّب الدولة العراقية مِن تحمّل مسؤولياتها في حماية آثارها، وبين التلاعب القانوني والسياسي للغرب، فإن تراث أقدم حضارات العالم سيبقى رهيناً لدى المتاحف الغربية وبيوت كبار الأثرياء من المقتنين وشبكات المافيا الدولية، ناهيك عن ضياع جزء كبير بسبب انعدام الخبرة والإهمال في التعامل مع الرُّقم والألواح المسمارية".

 

***************

“وتريات قصيدة النثر” في مقر شيوعيي البصرة

 

البصرة – باسم محمد حسين

احتضنت “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الجمعة الماضية، أمسية شعرية أقامها “ملتقى جيكور” الثقافي، وضيّف فيها مجموعة “وتريات قصيدة النثر”، التي تضم شعراء من مختلف المحافظات.

حضر الأمسية التي أدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، جمهور من المثقفين والأدباء ومحبي الشعر. وبعد الترحيب بهم، تناوب الشعراء الضيوف على المنصة لقراءة قصائدهم، التي عبروا فيها عن حب الوطن، وجسدوا مآثر انتفاضة تشرين، وتغنوا بالحب والجمال. وهم كل من الحسين بين خليل، أحمد رافع، حسام السراي، كوكب عيسى، سيف أحمد، أسعد مفتي، أحمد العاشور، علي السالم، رافع بندر خضير وسهاد البندر.   وفي الختام، وزع نائب رئيس “ملتقى جيكور” الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين ومعه نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر حبيب السامر، شهادات تقدير على الشعراء المشاركين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“مكتبة الطفل” تحتفل برأس السنة وعيد الجيش

 

بغداد – مروة فاضل

 

أقامت “مكتبة الطفل” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، الأربعاء الماضي، حفلا في مناسبة أعياد رأس السنة وعيد الجيش العراقي 6 كانون الثاني.

حضر الحفل جمع من الأطفال المنتسبين إلى المكتبة، الذين عبروا عن سعادتهم بما قدم من فقرات فنية.

وبعد أن وزع كادر المكتبة الكيك والمرطبات على الأطفال، تمنى لهم أن يحظوا بطفولة سعيدة في وطن ينعم بالسلام والأمان. كما عبر الكادر عن تهانيه للجيش العراقي في عيده.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شبيبة ألقوش تهنئ الجيش في عيده

 

ألقوش – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى السنوية الـ 101 لتأسيس الجيش العراقي، 6 كانون الثاني، نظم فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، نشاطات ميدانية شملت زيارة العديد من نقاط التفتيش المتواجدة في الناحية ومحيطها.

وقدم المشاركون في الجولات، التهاني إلى المنتسبين ووزعوا عليهم الورد.

وفي سياق متصل، زار وفد من فرع الاتحاد، مقر اللواء الثالث في قضاء تلكيف.  وكان في استقبال الوفد المقدمان عصام جاسم عودة ومهند فلاح رشيد وعدد من المراتب العسكرية، الذين تلقوا التهاني منه في المناسبة.  كما زار الوفد مقر الفوج الثالث في قرية باطنايا، وهنأ معاون القائد، نبيل عبود عبد الإمام، والعديد من الضباط.

وخلال لقاءاته بالقوات الأمنية، قدم الوفد نبذة مختصرة عن تاريخ اتحاد الشبيبة ونشاطاته. فيما ثمّن البطولات التي سطرها الجنود العراقيون في الحرب ضد الإرهاب.  إلى ذلك، شاركت لجنة اتحاد الشبيبة في الموصل، في عدد من الاحتفالات المركزية التي أقيمت في المناسبة. وقدمت الشبيبة تهاني ووردا للضباط والمنتسبين.