اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الفلاحون على موعد احتجاجي أمام وزارة التجارة.. المحاضرون يهددون بتظاهرات كبرى اليوم

بغداد ـ طريق الشعب

يواصل المحاضرون في المجان احتجاجاتهم المطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، وصرف مستحقاتهم المالية بأثر رجعي، وتجديد عقودهم بشكل سنوي بدلا من المنحة السنوية المعمول بها حاليا. فيما دعا الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية كافة الفلاحين والمزارعين للتظاهر يوم الثلاثاء المقبل، احتجاجا على غبن الفلاحين ومصادرة حقوقهم.

تطويق مقر الوزارة

وطوّق عدد كبير من المحاضرين مبنى وزارة التربية في العاصمة بغداد، للمطالبة بتطبيق القرار.

وقال مراسل “طريق الشعب”: ان “اعدادا من المحاضرين طوقوا مبنى وزارة التربية للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315”، مشيرا الى ان “المتظاهرين هددوا بتنظيم احتجاج واسع اليوم الخميس في حال عدم تضمين حقوقهم في جلسة مجلس الوزراء امس الاربعاء”.

ولم تتطرق جلسة مجلس الوزراء التي عقدت، يوم أمس، الى مطالب المحاضرين، الامر الذي يضع الحكومة، لا سيما وزارة التربية ومديرياتها المعنية أمام ضغط المحاضرين المتواصل.

ويؤكد مختصون وقانونيون، أن تضمين تعاقد المحاضرين ضمن القرار 315 مرهون بموافقة مجلس الوزراء والتصويت عليه، واحالته الى البرلمان لغرض المصادقة والتصويت عليه.

وردت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، يوم امس، على كتاب رسمي لمحافظ ذي قار بتضمين تعاقد المحاضرين وفق القرار 315، مبينة: ان شمول المحاضرين بالقرار مرهون بمصادقة البرلمان، لتأمين التخصيصات المالية اللازمة ضمن موازنة العام الحالي.

اغلاق للمديريات

وفي الناصرية، أغلق المئات من المحاضرين المجانيين، مبنى المديرية العامة لتربية ذي قار، وقسم تربية الناصرية، احتجاجاً على قرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الذي يقضي بصرف رواتبهم وفق القرار 130.

الاضراب متواصل

الى ذلك، اعلن محاضرو واداريو تربية واسط، استمرارهم في الاعتصام أمام مبنى مديرية التربية، لحين إصدار قرار واضح من مجلس الوزراء بشمولهم في التعاقد وفق القرار 315 وتوفير التخصيص المالي لهم.

وفي ميسان، أكد المحاضرون المضربون عن الدوام في محافظة ميسان، استمرار اعتصامهم امام مديرية تربية المحافظة لحين تجديد عقودهم الوزارية وفق قرار 315، وصرف مستحقاتهم المالية بأثر رجعي.

علي قاسم، محاضر، قال لـ”طريق الشعب”: انهم “لن يتراجعوا عن إضرابهم الا بعد تطبيق القرار بكافة امتيازاته المالية والادارية وبيان ذلك وفق كتاب وزاري صريح ينص على تجديد عقودهم سنويا، بدل أن يتم التعامل مع عقودهم كمنح سنوية”.

وهدد قاسم بـ “تنظيم احتجاج واسع اليوم الخميس في حال تجاهل مطالبهم من قبل مجلس الوزراء”.

مسيرة كبيرة

وفي محافظة النجف، نظم المئات من المحاضرين مسيرة راجلة للمطالبة بتنفيذ القرار.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس بأن “المسيرة انطلقت من جهة مدينة الكوفة مرورا بمديرية تربية النجف وصولا الى ساحة الصدرين”، مشيرا الى ان “المتظاهرين رددوا شعارات تطالب بتثبيتهم، وعدم تهميشهم والتنكر لجهودهم”.

فيما أقدم محاضرو ديالى على اغلاق مبنى مديرية التربية في المحافظة، في خطوة تصعيدية من اجل الالتفات الى مطالبهم المشروعة.

وتظاهر المئات من المحاضرين في محافظة الديوانية للمطالبة بتنفيذ القرار الوزاري ذاته.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المحاضرين المضربين عن الدوام في مدارس المحافظة تظاهروا امام مديرية التربية للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315، وعدم التنكر لجهود المحاضرين المجانية طوال السنوات الماضية”.

تظاهرة مرتقبة للفلاحين

وضمن الحراك الاحتجاجي الشعبي، دعا رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق، حسن نصيف التميمي، يوم امس، كافة الفلاحين والمزارعين الى التظاهر، يوم الثلاثاء القادم.

واكد التميمي في بيان طالعته “طريق الشعب”، “اهمية الاستنفار العام للفلاحين والمزارعين والتعاون مع الاتحادات المحلية والفرعية، من أجل المطالبة بالحقوق والمستحقات ورفع الحيف عنهم”.

وتمنّى التميمي على كل مطالب بحقه، “الحضور امام مبنى وزارة التجارة في الموعد المحدد والهتاف بصوت واحد يمثل كل فلاح وكل مزارع يعاني من غياب رؤيا حكومية تحافظ على استمرارية القطاع الزراعي، ووضع حلول ناجعة وقطعية لكل مشاكله”.

*********

على طريق الشعب.. مجدا للجيش في ذكرى تأسيسه

تحل اليوم الذكرى السنوية لتاسيس الجيش العراقي الباسل، وفي هذه المناسبة نعرب عن الاعتزاز والتقدير لهذه المؤسسة الوطنية، ولتضحيات منتسبيها وجهدهم الكبير في أداء المهام الموكلة اليهم دستوريا .

ان الجميع مطالبون بالعمل على تقوية الجيش وتعزيز دوره ، كما ونوعا، وبما يمكنه من النهوض بواجباته بافضل صورة.

لجيشنا العراقي ومنتسبيه كافة التحية والتهنئة في مناسبة هذا العيد الأغر. 

وفي هذه المناسبة الوطنية ايضا تنشر “طريق الشعب” فقرات ذات علاقة من التقرير السياسي الذي اقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي ( ٢٤-٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢١):

“.. تتوجب الإشادة بالتضحيات الجسام التي قدمها افراد الجيش العراقي ومختلف التشكيلات العسكرية والأمنية الوطنية الأخرى، والمتطوعون في الحشد والبيشمركة وابناء المناطق التي ابتليت بداعش، وبتصدي الجميع لمنظمات الإرهاب وتحقيقهم النصر عليها، والذي يعود الفضل في تحقيقه قبل كل شيء إلى ابناء الشعب عموما، بصمودهم وتحملهم الصعاب وتقديمهم الدعم المعنوي والمادي للمقاتلين على اختلاف عناوينهم.

لقد كان الثمن الذي دُفع لقاء تحقيق النصر العسكري الكبير غاليا، ولذا يتوجب الحفاظ عليه وتطويره باتجاه حسم فصول الإرهاب في بلدنا. ان لمكافحته وتجفيف منابعه وتخليص بلدنا من شروره، مقاربات متعددة متكاملة: سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية واعلامية.

وأصبح الآن واضحا ان الحاجة ماسة إلى المزيد من الجهد الاستخباري والأمني، وإلى تكامله مع مختلف الفعاليات والانشطة العسكرية في منازلة الإرهاب ومنعه من تجديد نشاطه وتجميع صفوفه ورفع معنويات عناصره. وهنا تأتي اهمية تحقيق الوحدة الوطنية، ومعالجة ما برز من ثغرات كبيرة في الفترات الماضية، وتوطيد السلم الاهلي. وان السعي إلى ذلك لا يستقيم ابدا مع أي خطاب او دعوات إلى الكراهية والتفرقة وإثارة الضغائن، وتأليب المواطنين العراقيين ضد بعضهم، وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية والشوفينية.

وفي هذا السياق لا بد من ردم الهوة بين المواطن ومؤسسات الدولة، خاصة العسكرية والامنية، وإعادة اجواء الثقة وتحقيق التواصل والتعاون. وهذا يتطلب، من بين أمور عدة، تعزيز الحريات وتجنب التضييق عليها تحت أي عنوان او مسمى، وتجنب اتخاذ قرارات او الإقدام على تشريعات من شأنها التضييق على ما نص عليه الدستور من حقوق وحريات.

ان على الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم والحكومات المحلية ان تُقدم على معالجة ما خلّفته الحرب ضد داعش ومنظمات الإرهاب الاخرى، وفترات انتعاش روح البغضاء والطائفية. ومن ذلك السعي الحثيث إلى إعمار المدن المخربة، واعادة الحياة الطبيعية اليها، وإرجاع النازحين من مخيمات البؤس والفاقة والجوع والمرض والبرد القارس والحر اللاهب إلى مدنهم وقراهم. كذلك الكشف عن مصير كافة المختفين قسرا والمخطوفين والمغيبين، وإطلاق سبيل من بقي منهم على قيد الحياة فورا.

كما نشدد على ان تهتم الدولة ومؤسساتها بتضحيات المقاتلين ومعاناتهم مع عوائلهم، وان تقدم لهم كل أشكال الدعم، وتسهيل حصولهم على حقوقهم بعيدا عن البيروقراطية والتمييز.

ان من شأن تحقيق مهنية المنظومة العسكرية – الأمنية وانضباط منتسبيها وتقيّدهم بمهامهم الدستورية وابعادها عن التدخلات الحزبية والسياسية في شؤونها، كذلك وحدة القرار في عملياتها ومركزيته، ان يؤدي إلى طمأنة المواطنين ويسهم في تحقيق الاستقرار، ويبعث إلى العالم رسائل تؤشر استعادة الدولة هيبتها وسلطتها وقوة القانون. 

ومن شأن هذا أيضا المساهمة في تهيئة الأجواء السياسية المناسبة وانهاء حالة الاستعصاء السياسي، وتعزيز إمكانات حفظ سيادة العراق وتأمين استقلالية القرار الوطني العراقي، وفي تحقيق النصر الكامل على داعش الإرهابي. كما ان ذلك سيسهم في تهيئة شروط ومستلزمات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي على ارضينا”. 

********

راصد الطريق.. عوائل تؤجر اطفالها للتسول !

كشفت وزارة الداخلية عن ظاهرة اجتماعية خطيرة، تتمثل في تأجير أطفال رضع  لنساء متسولات يستخدمنهم في استعطاف الناس والحصول على صدقاتهم. وتتولى العملية عصابات منظمة، تقوم بإيواء الأطفال ذكورا واناثا ومن مختلف الفئات العمرية في خانات مُعدة لهذا الغرض بمنطقتي الكاظمية والعلاوي. وتباشر العصابات  توزيع المتسولات والاطفال فجرا على أماكن محددة ومتفق بشأنها.

وحسب المعلومات المتداولة يتسلم ذوو الأطفال المؤجرون ما بين ٢٥ و٥٠ الف دينار لليوم الواحد، وقد يرتفع المبلغ تبعا لوسامة الطفل!

وفي شأن ذي صلة تحدثت وزارة التخطيط عن ظاهرة عزوف الأطفال عن الدراسة، فيما قدرت اليونيسيف حجم عمالة الأطفال بحوالي مليون طفل! لكن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تنفي توفر ارقام دقيقة تعكس حجم هذه الظاهرة، التي تتسع مع تزايد نسب الفقر والجوع وتدهور الخدمات والأوضاع المعيشية والاقتصادية.

هذه  الصور المؤلمة لمحنة الأطفال في بلادنا اليوم، انما تدمي القلب. فهل ان المتنفذين المتصارعين على كراس السلطة، يضعونها في حسابهم ويفكرون فيها وفي وضع حد لمعاناة الاطفال المستمرة؟!

************

الصفحة الثانية

حكومة البصرة متهمة برفع دعاوى كيدية ضد ناشطين

بغداد ـ طريق الشعب

اتهم مركز حقوقي في البصرة، يوم امس، الحكومة المحلية بالمحافظة برفع دعاوى كيدية ضد ناشطين.

وقال رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان في البصرة علي العبادي في تصريح صحفي، ان “الحكومة المحلية بالمحافظة رفعت دعاوى كيدية ضد ناشطين بينهم الناشط عمار الحلفي الذي رفعت ضده دعاوى سياسية من قبل محافظة البصرة بتهمة حرق مقرها السابق إبان تظاهرات 2018 إضافة لاتهامه بحرق بعض المقرات”.

واضاف ان “هناك وساطات لاطلاق سراح الحلفي وما رفع ضده هو أربع دعاوى بتهم كيدية وهو مسجون من اسبوعين، وهناك وفود تريد اقناع الجهات المعنية باسقاط الدعاوى ضده”، مبينا ان “هناك دعاوى كيدية في البصرة رفعت ضد ناشطين وهم الآن خارج المحافظة تبحث عنهم القوات الأمنية بتهم غير موجودة”، معتبرا ان “البصرة كانت الأسوأ بموضوع حقوق الإنسان، خلال العام الماضي”.

************

كل خميس.. خطوة نكوص ام وثبة تقدم؟

جاسم الحلفي

البيت الشيعي، البيت السني، البيت الكردي .. هذا ما تردده طغمة الحكم واتباعها دون حياء هذه الايام، بعكس شعارات المواطنة التي رفعتها الانتفاضة ونادت بها، واعتبرتها الأساس القويم لأعاده بناء العملية السياسية، والسير حثيثا بخطوات جادة نحو التغيير المنشود.

لقد رجع المتنفذون الى خطوة الشروع الأولى لبناء العملية السياسية، رجعوا الى حيث الخطأ الجسيم في بناء النظام السياسي باعتماد الطائفية السياسية. عادوا ماسكين بالسلطة الى نقطة البدء، الى حيث الخطاب الطائفي، الى إبراز شخصيات طائفية وكأنها حارسة للطوائف ومدافعة عنها وضامنة لحقوقها، في مسعى لإعادة إيهام الناس بانهم - هؤلاء المتنفذين – هم حماة البيوت الطائفية. هذا الوهم الذي حطمته الانتفاضة بمعول الوعي بالمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، والتي هي الأساس لبناء الوحدة الوطنية. في حين ان أدعياء حراسة المذهبين، الشيعي والسني، انما ينطلقون من مصالح شخصية وحزبوية ضيقة، حيث لا خلاف اليوم بين العراقيين حول أوقات الصلاة وعدد الركعات في كل منها، ولا جدال بينهم حول الأحق بخلافة المسلمين وامامتهم!

لم يتعلم المتنفذون من تجربتهم الفاشلة في الحكم، وها هم يعيدون الكرة باعتماد الطائفية السياسية أساسا للحكم ومعيارا للولاء. ويبدو انهم عازمون على دفع العراق  نحو سنوات أخرى من الاخطاء والكوارث والجرائم التي حصلت باسم الدفاع عن المذهب.

لقد تناسى من اسكرتهم مغانم السلطة الفشل الذريع الذي حصدوه طوال السنوات العجاف التي امسكوا خلالها بدفة الحكم، وعاثوا فسادا، ونهبوا المال العام وهربوه، واشتروا بما لم يستطيعوا تهريبه المصارف والقصور، او حولوه مالا سياسيا يمول اعادة انتاجهم في السلطة ويؤبد وجودهم على رأسها.

هؤلاء اللاهثون وراء مصالحهم الخاصة غاب عن بالهم زخم الانتفاضة وفعلها الثوري، وتوهموا بفكرهم المأزوم ان وهج الانتفاضة انطفأ وانتهى. وان شبيبة العراق لن تكرر هبتها التي هدّت وستهدّ مضاجع الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الشعب.

لا مجال هنا لتذكيرهم بأسباب انحسار الانتفاضة وانسحاب المحتجين من ساحات التظاهر، والعوامل التي دفعت المعتصمين الى رفع خيامهم التي مكثوا فيها طوال شهورالانتفاضة. لكن لا بد من الاشارة الى ان الأسباب التي جعلت المنتفضين يتصدون لنظام المحاصصة والفساد ما زالت قائمة، بل وزادت عليها أسباب أخرى مثل خفض قيمة الدينار امام الدولار، وما ألحقه ذلك من أذى بملايين العراقيين، حتى وصلت اعداد الفقراء منهم الى مستويات كارثية. حيث اعلن حتى البنك الدولي ان هناك ١٣ مليون عراقي لا يصل دخلهم اليومي الى دولارين!

ولم يقدم المنتفضون تضحياتهم الكبرى قربانا لإعادة اقتسام السلطة بين المتنفذين، ولم يبقوا في الشوارع مدة تجاوزت السنتين من اجل إعادة اصطفاف طغمة الحكم، بل ان كل تلك التضحيات كان هدفها الإطاحة بطغمة الحكم، والاتيان ببديل مدني ديمقراطي يحقق العدالة والانصاف.

والخلاصة في كل ما تخطط له طغمة الحكم وتأمل في تنفيذه، انه لن يشكل لها قارب نجاة من المأزق التي انتهت اليه، حيث يحاصرها خياران لتشكيل الحكومة احلاهما بطعم العلقم: اما حكومة توافقية تأتي استمرارا لحكومات المحاصصة الفاشلة، وتضعها في تحدٍ خاسر سلفا امام من قاطعوا الانتخابات لعدم ثقتهم بجدواها، والذين شاركوا فيها على امل تحقيق التغيير.

واما تشكيل حكومة  اغلبية، بمعنى اشراك القسم الأكبر منهم بالسلطة، واستبعاد طرف معين منها، وهذا ما لا يروق للمتنفذين الذين لن يحصلوا بذلك على شيء من “الحمص”، فتتعمق ازمتهم وانقساماتهم، وتشتد صراعاتهم، ويتعمق مأزق وجودهم في السلطة.

ولا يبقى والحال كذلك غير تشكيل حكومة ببرنامج تغييري، تكون فيه لمعيشة الناس الأولوية، ويتم تدعيمه بجدول زمني ووحدة لقياس الانجاز ولنوعيته. وهذا هو ما نطالب به. الا ان حكومة كهذه تنطلق في خطوة وثوب نحو الامام، لن ترَ النور على يد طغمة الحكم المستأثرة بالسلطة، والتي لا يهمها سوى تأمين مصالحها الخاصة بعيدا عن مصالح الناس والبلاد..

************

التظاهرات الشعبية المطلبية تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

من جديد، خرج المتظاهرون الغاضبون في تسع محافظات، حاملين مطالب كثيرة تتعلق بحقوق معطلة واستحقاقات مالية، فضلا عن توفير فرص العمل والخدمات وغيرها.

موظفو عقود الانتخابات

ونظم العشرات من أصحاب العقود الانتخابية، في ثلاث محافظات، تظاهرات غاضبة للمطالبة بتحويلهم إلى عقود تشغيلية، وفقا للقانون رقم 284 لسنة 2021.

واحتشد عدد من المحتجين في واسط خلال الاعتصام الذي نظموه امام مبنى مكتب المفوضية في المحافظة، مهددين باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر في حال لم تتم الاستجابة لهم من قبل مجلس المفوضية ورئاسة الوزراء وتحويلهم إلى عقود وزارية.

وقال المتظاهر بهاء حسين لـ”طريق الشعب”، أن “عدد المتعاقدين مع المفوضية أكثر من 3 آلاف شخص ساهموا في إتمام العملية الانتخابية النيابية وأنجحوها بفضل جهودهم، وكان هناك قرار ووعود كثيرة بتحويلهم إلى عقود، لكنه وبعد عبور الانتخابات والانتهاء منها تجاهلنا المعنيون، وكأن شيئا لم يكن”.

وأكد حسين “ضرورة الالتفات إلى مطالب هذه الشريحة وانصافهم وتحويلهم إلى عقود وزارية”.

وفي السياق، تظاهر ذوو العقود الانتخابية في البصرة أمام مبنى مكتب المفوضية للغرض ذاته الذي خرج من أجله المحتجون في الكوت.

وطالب محتجو البصرة بـ”تحويل عقودهم إلى عقود تشغيلية وتطبيق القانون رقم 284 لسنة 2021”، لافتين إلى أنه “تم إصدار قرار بتحويلهم من قبل المفوضية ووزارة التخطيط والمالية، إلا أنه لم يتم تنفيذ القرار”.

اما في ذي قار، فكان الأمر مشابها لذوي العقود الانتخابية، حيث خرج أصحاب العقود في تظاهرات أمام مكتب انتخابات المحافظة للمطالبة بإنصافهم بعد التراجع عن الوعود التي قدمت لهم قبل الانتخابات.

وقال المتظاهر أمير عودة لـ”طريق الشعب”، انهم ساهموا في “إنجاح الانتخابات. ولم يجر التعامل معنا بشكل لائق، وجرى تهميشنا في عموم المحافظات”، مضيفا “يبلغ عددنا في ذي قار كمتعاقدين حوالي 80 شخصا، ونحن بأمس الحاجة لشمولنا بالقرار الذي يقضي بتحويلنا إلى عقود تشغيلية”، داعيا الجهات المعنية إلى “تلبية مطالب المحتجين قبل أن تتزايد المطالبات، وتشهد تصعيدا اكبر من الحالي”.

حملة الشهادات العليا والخريجون

من جانب آخر، جدد المئات من خريجي الكليات والمعاهد تظاهراتهم أمام مبنى شركة نفط ذي قار للمطالبة بالتعيين.

وذكر المتظاهر سجاد عيسى لـ”طريق الشعب”، أن “الخريجين العاطلين يطالبون منذ شهور بتوفير فرص العمل وضمان الدرجات الوظيفية لهم في شركة النفط”.

وأوضح عيسى أن “الحراك متواصل وهناك العشرات من حملة الشهادات العليا قطعوا جسر الزيتون للمطالبة بتوفير فرص العمل أيضا في محافظة تشهد نسبة بطالة عالية جدا”، مبينا أن “الكثير من حملة الشهادات العليا ومن مختلف الاختصاصات المهمة ينتظرون فرص العمل منذ سنوات لكن دون جدوى، وهذا ما دعاهم إلى التصعيد الاحتجاجي مثلما قمنا نحن بذلك للضغط على الجهات المعنية من أجل الاستجابة لمطالبنا”.

إلى ذلك، احتشد المئات من خريجي الكليات التربوية في ميسان أمام مديرية تربية المحافظة للمطالبة بشمولهم بدرجات الحذف والاستحداث على ملاك وزارة التربية. ووفقا للصور والتعليقات التي نشرها ناشطون وتابعتها “طريق الشعب”، فإن الخريجين نظموا اعتصاما امام مديرية التربية منذ أكثر من أربعة أسابيع دون أي استجابة أو حراك ملموس من قبل مديرية التربية وإن أعدادهم تبلغ 7000 خريج ومن كلا الجنسين ولن يتراجعوا إلا بتحقيق مطالبهم”.

موظفو عقود “سمنت الموصل”

وفي الموصل، تجمعت اعداد من موظفي العقود المنتسبين لشركات سمنت الشمالية وكافة المعامل التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، ونددوا بعمليات التسويف والمماطلة التي يعانون منها بشأن مستحقاتهم المالية.

ووفقا للمحتجين، فأن “المستحقات المالية معطلة للموظفين وأغلبهم من أصحاب العقود ولم ترد مخصصاتهم ولم يتم توظيفهم اسوة ببقية العقود حيث ان عددا غير قليل منهم لديه خدمة اكثر من عشر سنوات”.

تظاهرات في واسط والبصرة

في الأثناء، نظم عدد من المواطنين في مدينة الكوت وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم في المشاريع الخدمية التي تنفذ.

ونقلت وكالات الأنباء عن بعض المحتجين قولهم إن “الوقفة نظمت أمام مبنى ديوان المحافظات وهناك لقاءات عقدت مع ممثلين عن الحكومة المحلية، وعدوا خلالها بتحقيق مطالب المحتجين، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق”.

أما في البصرة، فقد نظم عدد من الحراس الأمنيين في شركة آسيا سيل للاتصالات تظاهرة أمام مبنى الشركة في منطقة العباسية وسط المحافظة وطالبوا بتحويلهم إلى عقود أسوة بالموظفين.

وقال عدد منهم لوكالات الأنباء، إن عددهم “يتجاوز الـ 70، ومضى على عملهم أكثر من 13 عاما من دون أي عقد مع الشركة”.

كما طالبوا الشركة بـ”شمولهم في قانون الضمان الاجتماعي والصحي ومخصصات الخطورة وتحسين رواتبهم أسوة بزملائهم من الموظفين”، مناشدين الحكومتين الاتحادية والمحلية بـ”التدخل لضمان حقوقهم المشروعة والمساواة مع الموظفين التابعين لفروع الشركة”.

وفي المقابل، امتنعت إدارة فرع الشركة في البصرة عن الرد او التعليق على المطالب التي تضمنتها التظاهرة على اعتبار أن إدارة الشركة في إقليم كردستان هي المخولة بالتصريح فقط، وفقا لما ابلغوا به.

بابل والمثنى

من جهة أخرى، أقدم موظفو العقود، على إغلاق مبنى مديرية الزراعة في محافظة بابل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

وفي المثنى، طالب عدد من أهالي قرى منطقة “آل بو جراد” بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم وتحديدا في قطاعات الطرق والماء، فيما أشاروا إلى أن منطقتهم تعتبر مهملة من قبل الجهات الحكومية منذ سنوات، مؤكدين أن مطالبهم تتركز على تحسين الخدمات الأساسية وتحديدا في المناطق الريفية التي لا تعتبر ضمن أولويات الجهات الحكومية.

وفي غضون ذلك، جدد العشرات من العاملين بصفة عقود في مديرية بلدية السماوة، تظاهراتهم للمطالبة بصرف فروقات أجورهم بعد تحويلهم لنظام العقود وفق القرار 315.

وقال عدد منهم لوكالات الأنباء، إن “العامل الواحد منهم يستحق أكثر من 107 ملايين دينار عن عامي 2019 و 2020، كما ان مديرية البلدية لم تقم حتى الآن بتطبيق التعليمات الحكومية الخاصة بصرف المستحقات والتي وزعت على أقرانهم في باقي المحافظات”، مؤكدين أنهم “سيضربون عن العمل حتى تحقيق مطالبهم وحل مشكلتهم”.

وفي الأثناء، نظم موظفون في مصفى السماوة، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بتسريع إجراءات شراء قطع الأراضي (بالسعر الحقيقي) والتي شملوا بها قبل 5 سنوات، وذلك بعد تحديد مساحة 30 دونما من قبل البلدية وعدم توزيعها حتى الآن.

وقال عدد منهم عبر منصات التواصل الاجتماعي إن “الموافقات الخاصة بهم لم تصدر حتى الآن على الرغم من مراجعتهم المستمرة منذ 5 سنوات، واستكمال الموافقات القانونية والرسمية”، داعين إلى “عدم التسويف وابعاد هذا الملف عن اي تلاعب قد يؤدي إلى عدم شمولهم بالتوزيع أسوة بأقرانهم في المحافظات الأخرى”.

احتجاجات كركوك وديالى

وعلى صعيد منفصل، شهدت محافظتا كركوك وديالى تظاهرة لسائقي سيارات الاجرة وأخرى للمحاضرين.

ونظم سائقو سيارات الاجرة في كركوك، تظاهرة احتجاجاً على قرار لشركة المنتجات النفطية التابعة لوزارة النفط، والتي وجهت سيارات الاجرة الى محطات في محيط كركوك لتخفيف الزخم عن مركز المحافظة على ان تتواجد اللجان المشرفة على توزيع البطاقات هناك ما تسبب بازدحام الطرق الخارجية كطريق المطار واغلاق طريق اربيل- كركوك لفترة من الزمن.

وقال سائقو سيارات الاجرة إن هذا الإجراء أربك مفاصل الحياة مع تأخر وصول اللجان الى بعض المحطات، وإنهم “المتضرر الأكبر من هذا الإجراء”، معتبرين ذلك “محاربة لمصدر أرزاقهم فلا المنتجات تنصفهم ولا الروتين الحالي، فيما النقابة لا تتدخل والمواطن لا يقبل بزيادة الاجرة”.

وفي ديالى، قطع العشرات من المتظاهرين اهم جسور بعقوبة وسط المحافظة.

وقال عضو تنسيقية التظاهرة احمد الشمري في حديث تناقلته وكالات الأنباء، أن “العشرات من الخريجين قطعوا جسر الجهورية على نهر ديالى وسط بعقوبة اثناء تظاهرة سلمية في رسالة احتجاجية للضغط على الجهات ذات العلاقة من اجل الاستجابة لمطاليبنا المشروعة في التعيين”، مضيفا أن “خريجي المعاهد الفنية في اعتصام سلمي مستمر منذ 3 اسابيع امام مبنى محافظة ديالى دون اي حلول تلوح بالأفق”.

************

الصفحة الثالثة

عقود الطباعة في الخارج لم تحقق النتائج ومطابع الداخل تنتظر الإنصاف.. نقص الكتب المدرسية يهدد الدوام الحضوري  

بغداد – سيف زهير

مر أكثر من شهرين على بدء العام الدراسي، بينما لا تزال أعداد كبيرة من التلاميذ والطلبة بلا ب مدرسية.

وتأتي هذه المشكلة في وقت يعاني القطاع التعليمي من أزمة عميقة تشمل النقص الحاد في الأبنية المدرسية والكوادر التدريسية، ومشاكل أخرى لا حصر لها، لكن التأخر في توزيع الكتب أصبح أخطرها نظرا لعودة الدوام الحضوري وبقاء ذوي الطلبة حائرين بكيفية توفير الكتب التي تدور حول عمليات طبعها شبهات فساد كبيرة.

ويوجه أصحاب مطابع محلية أصابع الاتهام إلى متنفذين يحيلون عقود الطبع إلى الخارج لمصالح نفعية، برغم قدرتهم على طباعتها في الداخل بأحسن المواصفات وبأقل الأسعار.

تلاميذ وطلبة بلا كتب!

واستطلعت “طريق الشعب” آراء عدد من المواطنين بشأن أزمة الكتب المدرسية وكيفية التعامل معها لسد احتياجات التلاميذ والطلبة، فيما أكدوا أنها “مهزلة لا مثيل لها” كلفتهم الوقت والجهد والمال للقيام بدور الدولة التي تتفرج على ما يجري.

ويقول المواطن أركان هاشم، وهو أب لثلاثة أولاد في المرحلة المتوسطة ببغداد، انه سأم الانتظار للحصول على الكتب الدراسية من المدارس “فالكوادر التدريسية تعدنا وهي لا ذنب لها بما يجري، وأصبحت مجبرا على التوجه إلى شارع المتنبي لشراء ما يلزم لضمان عدم ضياع الفصل الدراسي الأول”، مستغربا “قرار وزارة التربية بإعادة الدوام الحضوري لأربعة أيام في الأسبوع وعدم استعدادها لهذا الأمر المهم”.

وحتى لحظة أعداد هذا التقرير، لم يصدر من وزارة التربية سوى بعض التبريرات والوعود بشأن هذه الأزمة الكبيرة، فيما ينتظر الأهالي حل المشكلة خصوصا وأن ثلث الموسم الدراسي شارف على الانتهاء، ولم يتبق الكثير ليكمل الطلبة والتلاميذ نصف الموسم بالكامل. فلم توفر الوزارة الكتب، بينما يتوجه أولياء الأمور إلى المكتبات لتعويض النقص.

من جانبها، تؤكد المواطنة أم مريم، التي تعيش في العاصمة أيضا، أنها لجأت إلى “الاقتراض من أجل شراء الكتب المدرسية لثلاث بنات وولد في المراحل الابتدائية والمتوسطة”، مبينة أن “الأسعار مكلفة وحتى التي تباع بعد استنساخها لا تقل كلفة الكتاب الواحد عن خمسة الاف وبدأت الأسعار تتصاعد خصوصا للمراحل الثانوية والإعدادية في الوقت الذي يعاني الكثير من الفقر والبطالة والتهميش وعدم قدرتهم على تسديد كلف هكذا متطلبات هي أصلا ضمن واجبات الدولة”، متهمة وزارة التربية بـ”التقصير والإهمال وتورط مسؤولين كبار بملف فساد طباعة المناهج خارج العراق خصوصا وأنه على لسان نواب وسياسيين جاءت هذه التأكيدات وباتت القضية بمثابة الفضيحة لكن دون جدوى من إيقافها”. وحاولت وزارة التربية تبرئة ساحتها من هذه التهم عبر المتحدث باسمها، حيدر فاروق، والذي قال، في تصريح للتلفزيون الرسمي: إن تأخر تسليم الكتب المدرسية يعود إلى عدة عوامل، من بينها “تأثير ظروف جائحة كورونا، والتحول بين الدوام الحضوري والتعليم عن بعد”، مضيفاً أن السبب المباشر هو “قلة المخصصات المالية لطباعة الكتب، كما اتهم بعض إدارات المدارس بتسريب الكتب المدرسية إلى الأسواق”. لكن المبررات التي تسوقها وزارة التربية لا تقنع غالبية المواطنين الذين يواصلون كيل التهم إلى مسؤولي الحكومة، ويتسق ذلك مع وجود اعترافات بالفعل متداولة لسياسيين ومسؤولين كبار في الحكومة حول وجود فساد كبير في جميع مرافق الدولة، وأن ضحيتها المواطن البسيط.

الفساد وراء القصة

وتحدث مشرف تربوي لـ”طريق الشعب”، عن أسباب جعلت القطاع التعليمي يصل إلى هذه المشكلة والحال المتردي والمؤسف.

ويقول المشرف الذي لم يكشف عن أسمه، أن “السبب الأول هو وزارة التربية التي تتحمل تبعات عدم تسليم الطلبة كتبهم في الوقت المحدد وما ينتج عن ذلك من خراب تعليمي جسيم. كما أن المعاناة لهذا القطاع تعود للمحاصصة الطائفية والفساد الذي استشرى في وزارة التربية وبقية وزارات الدولة، ولم تفسر الوزارة على سبيل المثال أسباب هذه المشكلة، وبررت بكلام غير منطقي. وهناك مؤشرات واضحة على وجود ملف فساد ضخم لمتنفذين يحتكرون طباعة الكتب المدرسية، فضلا عن إناطة مسؤولية الطبع لمطابع تابعة لهم ولأخرى خارج البلد، بينما هناك عشرات المطابع المحلية الرصينة التي تهمش ولا تستفد الوزارة من الطباعة فيها بالأسعار والمطالب المراد تحقيقها”.

ومؤخرا أصدرت محكمة تحقيق الرصافة أمر استقدام بحق مسؤولين سابقين للتحقيق بعقود طباعة المناهج في وزارة التربية.

وقالت هيئة النزاهة العامة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “قاضي تحقيق محكمة الرصافة المختصَّة بالنظر بقضايا النزاهة، أصدر أمر استقدامٍ لوزير التربية والمدير العام لشركة النهرين للطباعة وإنتاج المستلزمات التربوية السابقين، استناداً إلى أحكام المادة 340 من قانون العقوبات”.

وأضاف البيان أن “تفاصيل القضية تشير إلى اتهام أحد أعضاء مجلس النواب بالاستيلاء على عقود الوزارة لطباعة الكتب والدفاتر، وإحالة عقد طباعة الدفتر المدرسي من قبل قسم العقود إلى شركة النهرين التي قامت بدورها بإحالة العقد لإحدى الشركات الأهلية، لغرض طباعته خارج العراق”.

وزاد البيان أن “قاضي التحقيق ونتيجة المعطيات المتوفرة لتوصيات الفريق التحقيقي المؤلف في الهيئة، قرّر إصدار أمر الاستقدام بحق المشكو منهما، استناداً لمضامين المادة الحكمية”.

هذا وقد أعلنت النزاهة في وقت سابق عن صدور أحكامٍ قضائية مختلفة بحق الوزير ووكيل التربية ومدير قسم الرقابة الداخلية وسكرتير الوزير السابقين، فضلاً عن المدير المفوض للشركة المتعاقدة معها، على خلفية مخالفات شابت عقداً أبرمته الوزارة مع إحدى الشركات الأهلية”.

لماذا لا تحل المشكلة؟

تشكل المطابع العراقية قطاعا من قطاعات الصناعات الوطنية العراقية. ومنذ نشأته ساهم وبشكل كبير وفعال في إنتاج المطبوعات على اختلاف أنواعها، وفي مقدمتها المطبوعات المنهجية للمراحل الدراسية كافة. وبعد عام 2003 تعرض هذا القطاع إلى ضربة قوية كبقية القطاعات الصناعية من خلال عزوف معظم الوزارات وفي مقدمتها التربية عن طبع متعلقاتها الدراسية لدى هذه المطابع صاحبة الخبرة والكفاءة، وتفضيل مطابع في دول مجاورة تتعاقد بأرقام مثيرة للريب، ولا تحقق النتائج المرجوة في كل مرة. ويتحدث ماجد عبد الرحمن وهو صاحب مطبعة محلية عن تفاصيل عديدة بشأن مشكلة المطابع العراقية التي تعاني الإهمال والتهميش في ملف طباعة الكتب؛ إذ يقول لـ”طريق الشعب”: “أتذكر حادثة مهمة في هذا الجانب، فقبل بداية العام الدراسي 2011 - 2012 ومع موسم طباعة الكتب المدرسية أثيرت تلك المشكلة بشكل أعمق بعد تجاهل وزارة التربية مطالبات أصحاب المطابع بتحويل مطبوعات التربية اليهم، وتحويلها إلى جهات حكومية وعربية، فيما تبين لاحقا أن السبب الرئيسي هو الفساد والصفقات التي أحالت العقود إلى الخارج عن طريق جهات متنفذة، ما جعل أصحاب المطابع محبطين وفاتت فرص عمل على أعداد هائلة من الأيادي العاملة”، مضيفا “أن المطابع العراقية تمتلك مواصفات فنية وتقنية عالية وان ما يشاع عن ضعف مواصفاتها الفنية عار عن الصحة، بدليل أن تجربتها طويلة في طبع المناهج الدراسية ولكافة المراحل، وقامت بطبع كافة الوثائق واللوازم الحكومية بمواصفات عالية الجودة كصكوك المصارف/ جواز السفر/ هويات الأحوال المدنية/ شهادة الجنسية العراقية، ونماذج مختلفة من كافة الوثائق والوصولات، وكل ما تحتاجه وزارات الدولة العراقية”.

وتابع عبد الرحمن، أن إهمال المطابع من قبل الحكومة العراقية وعدم إحالة مطبوعاتها إليها والاستمرار حتى اللحظة بتهميش الجهود المحلية يعني “توقف عدد من هذه المطابع عن العمل أو تقليص دورها وتسريح آلاف المنتسبين من عمال وفنيين وحرفيين، مع العلم بأنه في فترة من الفترات نفذت مطابعنا المحلية طباعة الكتب، التي أقرت وزارة التربية بروعة النتائج وبفترات قياسية ونوعيات ممتازة. وهذا كان عمل أغلب المطابع ما عدا نسبة ضئيلة جدا لم تحقق المطلوب”.

 ********************************************

الحزب.. تحديات وآفاق

(2)

تدرك القوى السياسية المتنفذة ان الانتخابات تعد احد أهم رافعات وآليات التغيير المنشود، ولهذا تسعى دوما إلى تزويرها والتلاعب بنتائجها خشية من فقدان مواقعها، او تأجيلها بما يخدم مصالحها. ان عدم توفير الاستحقاقات والمستلزمات الأمنية والقانونية لانتخابات حرة نزيهة وذات صدقية من شأنه ان يقود إلى تفاقم السخط والتذمر الشعبي وتزايد أعداد المواطنين العازفين عن المشاركة في الانتخابات وعدم ثقتهم بها. وهو ما ينزع الشرعية السياسية والتمثيلية والأخلاقية عن المؤسسات الناتجة عنها. ولا يمكن تحقيق هذه المستلزمات لضمان نزاهة الانتخابات وعدالتها من دون مواصلة الاحتجاجات وتصعيد الضغط الجماهيري المتنوع، لإجبار المتنفذين على الخضوع للإرادة الشعبية. وحذر حزبنا من ان إغلاق الباب أمام إمكان التغيير السلمي الديمقراطي من شأنه أن يعرّض البلاد إلى مخاطر جسيمة، وهو ما ستتحمل مسؤوليته القوى المتنفذة.

وتلقي كل هذه التحديات الجسيمة على عاتق حزبنا الشيوعي مسؤولية خاصة باعتباره حامل لواء التغيير الحقيقي والقوة الوطنية الجامعة المعوّل عليها لإنقاذ الشعب والوطن من الكارثة المحدقة بهما إذا استمرت هيمنة قوى الطائفية السياسية على السلطة واستهتارها بمصائر البلاد.

ويتطلب ذلك من الشيوعيين الارتقاء إلى مستوى هذه التحديات عبر تعزيز دورهم ومبادراتهم في الحراك الشعبي، والمساهمة النشيطة في صياغة مطالبه وتطوير صيغ فاعلة لتوحيد قواه وتوفير قيادة سياسية لنضالاته، وإفشال مساعي القوى المتنفذة لضربه واحتوائه، كي تتحول هذه الحركة الشعبية إلى القوة الدافعة الأساسية للتغيير وتحقيق انعطاف جذري ينهي منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والدولة الفاشلة التي انتجتها، ليدشّن مرحلة جديدة ببناء دولة المواطنة، دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية.

وفي ظروف النضال الوطني والمجتمعي الديمقراطي الذي يخوضه شعبنا بمختلف قطاعاته وطبقاته وفئاته وشرائحه الاجتماعية في هذه المرحلة الحاسمة من نضاله، تبرز الأهمية المحورية للعمل الجماهيري والحراك الاحتجاجي وضرورات المشاركة الواسعة في إطاره والتأثير على اتجاهاته الرئيسية، باعتباره أحد روافع النضال الأساسية.

فالعمل الجماهيري والفعل الاحتجاجي يبقى في صدارة أولويات حزبنا الشيوعي. لذا لابد من تنشيط منظماته والارتقاء بدورها وأدائها الفكري والسياسي والتنظيمي، وتعزيز صلاتها بالجماهير وتبني مطالبها والدفاع عنها، والمشاركة الفاعلة في الفعاليات والتجمعات الجماهيرية، وأن تكون مبادرة إليها.

وفي هذا السياق، يتعين مواصلة إعادة بناء التيار الديمقراطي واستنهاضه، وإطلاق مبادرات لتحقيق اوسع اصطفاف للقوى المدنية الديمقراطية الطامحة إلى التغيير، عبر تطوير العمل الميداني المشترك معها في سوح الحراك الشعبي والنضالات المطلبية وفي الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية.

ومن أجل قطع الطريق على مخاطر صعود فاشية طائفية، ودحر النزعات الأكثر عداءً للديمقراطية في قوى الطائفية السياسية، التي تمثل خطراً داهماً على مصائر الشعب والوطن، يتوجب على القوى المدنية الديمقراطية، وفي مقدمتها حزبنا، أن تتفاعل مع القوى الوطنية التي لها مصلحة في التغيير وإنهاء نهج المحاصصة والفساد، وان تقيم علاقات معها لتشكيل أوسع اصطفاف وطني مناهض للطائفية السياسية وكافة أشكال التطرف والتعصب والإرهاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 *******************************

التيار الديمقراطي يواصل عقد ؤتمراته

أربيل - منى سعيد

دشنت الهيئة التنسيقية للتيار الديمقراطي في أربيل العام الجديد بعقد مؤتمرها الأول تحت شعار (من أجل عراق آمن مستقر) في يوم الرابع من كانون الثاني على قاعة الشهداء/ كلدو آشور، بحضور محمود العكيلي عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي وعدد من ممثلي تنسيقيات نينوى وكركوك وممثلي الحزب الشيوعي الكردستاني- مركز أربيل ، ومنظمة كلدو آشور للحزب الشيوعي الكردستاني وعدد من الشخصيات الوطنية المدنية.

استهل المؤتمر بوقفة حداد على أرواح الشهداء الأبرار، تلتها كلمة العكيلي التي أثار فيها مجموعة من النقاط الأساسية التي تخص هدف تأسيس التيار ومهامه المستقبلية، مركزا على سمة التيار لكونه اجتماعيا سياسيا، لا يتعلق بالانتماءات السياسية المباشرة، إنما جامع لأغلب الأحزاب المدنية الجماهيرية البعيدة عن التزمت الإثني أو الديني أو الطائفي.

من جانبها، اكدت تنسيقية محافظة نينوى في كلمة لها، أن المؤتمر يعد خطوة جادة لمساعي التيار في الداخل والخارج باتجاه إعادة بناء التيار الديمقراطي وإعادة الوحدة إلى القوى الديمقراطية والتقدمية لعموم القوى المدنية.

واضافت ان التحولات الاجتماعية الجذرية التي أنتجتها الانتفاضة الشجاعة التي وضعت الشباب وتطلعاتهم في طليعة قوى التغيير نحو تحقيق بناء الدولة المدنية القائمة على أسس العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وحددت في الوقت نفسه مسؤولية الاضطلاع بالمهام الوطنية في استيعاب هذه المتغيرات والتفاعل مع نتائجها، خاصة بعد تجربة الانتخابات النيابية وما أفرزته من نتائج زعزعت أركان المحاصصة الطائفية والقومية.

في الختام، كرم المؤتمر السيدة نقية اسكندر لجهودها القيمة في خدمة فعاليات ونشاطات التيار الديمقراطي، خصوصا في ما يتعلق بنجدة الشابات الأيزيديات، ومد يد المساعدة لهن ولعوائلهن.

ويعقد اليوم الخميس مؤتمر التيار الديمقراطي العراقي في محافظة نينوى، في مركز يحي قاف للتعليم المجاني.

فيما تتواصل الاستعدادات في محافظة النجف لأجل عقد مؤتمر التيار الديمقراطي، يوم الجمعة المقبل، على قاعة منتدى هارموني للفنون. كما تستعد تنسيقية التيار الديمقراطي في بغداد / الرصافة، لعقد مؤتمرها يوم السبت المقبل على قاعة جمعية الثقافة للجميع.

**************************

الصفحة الرابعة

ندوة مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية.. المخدرات وانعكاساتها على التنمية في العراق

عادل شبيب

تعد مشكلة المخدرات في المجتمعات كافة، وخاصة في مجتمعنا العراقي، من المسائل المتجددة وذات الأثار المّركبة، والتي تشّكل تحدياً خطيراً، يتسع ويتنامى كل يوم، فيفتك بالارواح والأسر ويضعف دور الشباب ويسبب أضراراً نفسية واخلاقية واجتماعية لهم، فيما تستثمر بعض أموال هذه التجارة القذرة في تمويل أنشطة إجرامية كالإرهاب وغسيل الاموال والهيمنة على مصائر الشعوب وسلب أو تحجيم الإرادة الحرّة للدول الوطنية، بالإضافة الى تحطيم الركائز والمصالح الاساسية التي تقوم عليها حياة المجتمع، والسبل التي يجب أن يسلكها لتحقيق التنمية والتقدم العلمي والحضاري.

وبغية تسليط الضوء على جرائم المخدرات واثارها، فضلا عن التحديات التي تواجهها المجتمعات في مسار مجابهتها، بادر مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية، الى عقد ندوة تحت عنوان ( تحديات مواجهة المخدرات وانعاساتها على التنمية في العراق)، وذلك لتعزيز شعار (عالم بلا مخدرات في متناولنا) ولتوضيح خطر تعاطي المخدرات والإدمان عليها وبيان انعكاساتها على المجتمع من مختلف الجوانب الاقتصادية والقانونية والنفسية والمجتمعية. وتولى ادارة الندوة التي تضمنت اربعة محاور، البروفيسور ام كلثوم صبيح محمد:

المحور الاول: اسباب شيوع ظاهرة المخدرات وانتقالها واسباب الضعف والمعالجة على الصعيدين الدولي والداخلي. السيدة غنيمة حبيب كرم  استشاري علاج الإدمان من دولة الكويت

أوضحت السيدة كرم معنى الإدمان وعوامل وجوده والمتمثلة  بتوافر مادة الإدمان، شخصية المدمن ( شخصية قابلة للاعتمادية أو خاضعة لظروف خارجية خاصة )، وأنواع التعاطي. وحددت أبرز الاسباب النفسية او البيولوجية أو الاجتماعية أو الإقتصادية أوالوراثية التي تؤدي اليه ( اسرة ، مدرسة، اصحاب).  وعلى ضوء تجربتها المهنية ذكرت السيد كرم مؤشرات تعاطي الشباب للمواد المخدرة، وبعض الإحصائيات لنسب الإدمان على المخدرات في دول الخليج العربي استنادا الى تقارير الامم المتحدة لسنة 2021، والتي تؤكد نتائجها الحاجة إلى سد الفجوة بين التصورات والواقع. وأجملت السيدة كرم أهم المواجهات الرئيسية لعلاج ظاهرة الإدمان بالنقاط التالية:

- التاكيد على زيادة البرامج التوعوية ومعدلات الثقافة المجتمعية لإمداد أسر المدمنين بأهم التطورات فى مجال الإدمان وآليات الحد منه .

- زيادة البرامج المجتمعية الموجهه للمدارس لتوعية الطلاب بخطورة الإدمان وعواقبه على الفرد والمجتمع.

- ضرورة رفع مستويات الوعي المجتمعي بأهمية تقبل المدمن المتعافي أو الذى على طريق التعافي بما يشعره بعودة الثقة الداخلي.

- تطوير دور الإعلام الواعي بحيث تخلو المواد الإعلامية من الإعلانات المحرضة على السمات الإدمانية وحذف الإعلانات الفكاهية والتعليقات على الكحول والمخدرات، اضافة الى إشراك بعض الرياضيين المشهورين في البرامج الإعلامية الوقائية.

- ضرورة تشريع القوانين الصارمة، مع تحمل جميع الفئات في المجتمع مسؤولياتها ودورها الأخلاقي والاجتماعي والإنساني، فالعقاب وحده لن يكون رادعاً فعالاً في حالات التمزق الداخلي الذي قد يواجهه الفرد ويقوده نحو السلوك الخاطئ الذي قد يتمثل في تعاطي المخدرات في حالات كثيرة.

المحور الثاني: القصور القانوني والقضائي في معالجة اثار الجريمة. البروفيسور ام كلثوم صبيح محمد التدريسية في كلية القانون / الجامعة المستنصرية ـ العراق

أكدت السيدة محمد واستناداً الى القانون، على أن جرائم المخدرات إنما تدخل في نطاق الجرائم العابرة للحدود. وقد فرض هذا الأمرعلى المشّرع العراقي، ضرورة ممارسة دوره في صياغة تشريع فاعل في مواجهة انتشار الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، وبغية قمع العصابات الاجرامية التي تشجع على تعاطي المواد المخدرة، فضلا عن تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وقد تم هذا من خلال تشريع قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017.

وسعت البروفيسور محمد للإجابة على عدد من الأسئلة حول مدى ملائمة قواعد التجريم في قانون المخدرات العراقي النافذ للوقاية من التعامل غير المشروع مع المادة المخدرة مع ضمان إقتصار التعامل معها على الأغراض الطبية والصناعية، وما إذا كان بإمكان المشرع العراقي اتخاذ مسلكاً خاصاً يلائم الواقع الاجتماعي للعراقعند رسم الاحكام الموضوعية الواردة في قانون المخدرات الحالي، ومدى إمتثال قانون المخدرات للقواعد الدولية الوقائية التي أقرها المجتمع الدولي في هذا الصدد.

كما أوضحت مدى مساهمة الانفلات الامني وضعف الاجهزة الامنية وعدم وجود الرقابة الفعالة في المنافذ الحدودية و ظاهرة الفساد الاداري كالرشوة والمحسوبية في انتشار المخدرات في العراق، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسة القانونية والامنية، كما هو شأن باقي المؤسسات، من الأثار السلبية للوضع غير المستقر سياسيا وامنيا، وما يتركه ذلك من أثار واضحة على فاعلية عمل الاجهزة الحكومية ومنها اجهزة مكافحة المخدرات وقيادة قوات الحدود وهيئة المنافذ الحدودية والكمارك وغيرها، فضلا عن ضعف الماكنة الاعلامية قي التوعية حول مخاطر التعاطي. إن هذه العوامل مجتمعة، أدت الى قيام تجار المخدرات بادخال كميات كبيرة من المواد المخدرة ومشاركة عصابات دولية منظمة، فاصبح العراق ممرا لهذه المواد ومرتعا للتعاطي والإدمان خاصة عند فئة الشباب والمراهقين .

وأوضحت الباحثة بأن قانون المخدرات (المادة 7 اولا) قد نصّ على تأسيس مركز في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتأهيل المدمنين والمتعاطين الذين يتم الافراج عنهم بقرار قضائي او بعد إنهاء محكومياتهم او بعد خروجهم من المستشفى او عند توقف ترددهم على العيادات النفسية، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة. ورغم تأكيد القانون على إقامة هكذا مراكز في جميع المحافظات، دون أن يهتم بآلية العلاج الطبي، فإن الواقع يشير الى وجود مركز طبي واحد لمعالجة الإدمان الكحولي والمخدرات في مستشفى ابن رشد للامراض النفسية في بغداد ومركز أخر فقط في البصرة!

المحور الثالث : العوائد الاقتصادية المتأتية من الجريمة واثرها على الاقتصاد. البروفيسور جعفر طالب الجنديل، التدريسي في كلية الاسراء الجامعة ـ العراق

يرى البروفيسور الجنديل وجود شبه بين المخدرات والتلوث البيئي، فكما ينتشر التلوث ـ ككارثة أصابت الكوكب ـ ويتفاقم ويصبح مشكلة ينبغي على البشرية معالجتها، تعّد المخدرات تلوثاً كارثياً للمجتمع والانسان، تهيأت الأسباب لجعلها ظاهرة عالمية، يتزامن وجودها مع هيمنة العولمة الرأسمالية، وهي جزء من مكملات المجتمع الرأسمالي، الذي دأب على تشجيع إنتشارها. وذكر البروفيسور الجنديل بان غياب القانون وضعف الأسرة والتربية العائلية وفشل التعليم بالمدارس وتدني المستوى الدراسي وعدم وجود الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية، فضلا عن الأسباب الاقتصادية، هي من أبرز أسباب تشكل هذه الظاهرة، حيث يكمل سبب تأثير الأسباب الأخرى. وفيما تعتبر الجوانب الإنسانية والنفسية والقانونية والاجتماعية عواملاً مساعدة، يعتبر الجانب الاقتصادي السبب الأبرز. ولهذا فالمواجهة مسؤولية تضامنية، ومن يريد الخلاص عليه أن يشارك في جهود الحل.

وأوضح البروفيسور الجنديل بان انخفاض أسعار النفط  وما حصل على اثرها من رفع سعر الصرف، وهو قرار لم يدرس بتمعن وترك ثغرات واثاراً استفاد منها تجار المخدرات، ساهمت في تعميق المشكلة الموجودة أصلاً، حيث تكثفت جهود المجرمين من أجل تعويض خسائرهم من تغيير سعر الصرف، في توسيع تجارة المخدرات. ولعبت الأثار السلبية لجائحة كورونا على أرباح الرأسماليين دوراً في تشجيع تجار المخدرات على البحث عن طرق جديدة للحصول على إيرادات اضافية.

وتناول الباحث تأثير المخدرات على المجتمع فأشار الى أن عناصر الإنتاج إنما تتمثل بالأرض والانسان، فاذا تخلف الانسان او تخدر، تخلف النشاط الاقتصادي، واذا ما تعطل الإنسان عن العمل سواء بالبطالة السافرة او المقنعة، زاد تعاطي المخدر، ودفع الأمر ببعض الناس الى ممارسة أنشطة غير مشروعة لسد متطلبات المعيشة.  وهذه الظاهرة تتركز في وسط وجنوب العراق بشكل اكبر، حيث ترتفع معدلات الفقر.

وقسم الباحث عمليات غسيل الأموال وطرق شرعنتها الى ثلاث مراحل، تتمثل الاولى بالتحصيل وجمع الأموال حيث يستخدمون الأموال السائلة ولا تستخدم الصكوك ولا بطاقات الإئتمان، والثانية في ادخال الأموال في النظام المصرفي دون لفت الأنظار او الانتباه، وأخيرا مرحلة الدمج حيث تدمج الأموال غير المشروعة في مختلف العمليات المالية والمصرفية لتبدو أموالاً طبيعية.

ويعتقد الباحث بان هناك توجها مقصودا من دول الجوار لأفشال العملية الديمقراطية في العراق، في الوقت الذي لا تملك فيه قيادات العراق خبرة في التجربة الديمقراطية و القيادية، ولديها ولاءات متعددة تسبق ولائها للوطن، فضلا عن ضعف المراقبة والمحاسبة عند حدوث الخروقات، التي جعلت البلد مرتعا للتهريب والإرهاب والمتاجرة غير الشرعية بالأثار والسيارات الحكومية الحديثة والمولدات واسلاك الضغط العالي والمواشي العراقية، وبالأخص الأغنام، إضافة الى سرقة ممتلكات الدولة وبيعها خارج العراق ثم ادخالها في النظام المصرفي. لقد ساهمت كل هذه الأمور في تخريب اقتصاد البلد وزيادة نسبة التضخم والنقص في واردات الدولة من الضرائب، مما اثر في النهاية على ميزان المدفوعات.

المحور الرابع : اثار الجريمة على افراد المجتمع وانعكاسه على عملية التنمية. البروفيسور هيثم احمد الزبيدي / استشاري نفسي في كلية التربية للعلوم الانسانية / جامعة ديالى    

اهتم هذا المحور بالتركيز على التاثيرات الاجتماعية للمخدرات، حيث شبه البروفيسور الزبيدي، المخدرات في وقتنا المعاصر بالسرطان الزاحف، الذي لا يفرق بين شخص واخر او جنس عن غيره، فالإدمان عليها يؤدي الى الموت، رغم ان العلاج ممكن، شرط توفر الارادة و المراكز المؤهلة لعلاج المدمنين.

والقى الباحث الضوء على شخصية المدمن على المخدرات وتمييزها عن باقي الشخصيات، فمدمن المخدرات شخصية معادية للمجتمع ( سايكوباثية ) لا يشعر بالذنب عكس صاحب الشخصية السادية والذي رغم ما يتميز به من عنف الا انه قد يشعر بالذنب نتيجة اعماله. كما إن مشكلة المخدرات والإدمان عليها اخطر من الإدمان على الخمر، اذ يتميز مدمن المخدرات بعدم ظهور اثار ادمانه الا بعد بلوغه مرحلة متقدمة قد يصعب معها العلاج، فيما تزيد المخدرات خطورة الإدمان على الخمر، ناهيك عن انعكاسات تعاطيها على مختلف الجوانب الحياتية للمدمن وعائلته ومجتمعه. ولعل من ابرز تلك الاثار التفكك الاسري والانحراف الذي قد يصيب اولاد المدمن اضافة الى ماتم تسجيله من حالات قام فيها بعض المدمنين ببيع ابنائهم او اجبارهم على سلوك طريق غير قويم لضمان توفير السيولة المالية للحصول على ما يريد من مخدرات .

واخيرا أوضح الباحث ان عملية الاتجار بالمخدرات قد يمارسها اشخاص يصعب تخيل انهم مروجين خاصة اذا كان التاجر انثى صغيرة السن، حيث تم تسجيل حالات تتولى فيها عمليات المتاجرة، نساء من مختلف الاعمار مع وجود ادراك كامل لتبعات مايقومون به من جرائم وما قد يترتب عليهم من عقاب.

وبعد المناقشات الواسعة تم التوصل الى التوصيات التالية:

  1. خلق مجتمع عراقي متحرر نفسيا من العقد، له ايمان وثقة بالنفس ويفخر بتاريخه ولا يهمله او يستحي منه، بحيث تكون الدولة موحدة ومتقدمة في ترابطها الاجتماعي وفي اقتصادها، وينعم كافة افراد المجتمع بفرص العمل والعدالة الاجتماعية. وضمان الاستقرار السياسي والاستفادة من تجارب الشعوب من خلال الدعوة الى حوار مستقل بعيدا عن الطائفية والقومية والحزبية.
  2. تغيير الخطاب الاعلامي بما يتناسب مع الدعوة للعلاج وحث الاسرة على ضرورة معالجة المدمن داخلها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن طبيعة مرض الإدمان وتشجيع المدمن ومكافأته في حالة تركه للمخدرات بشرط استقباله كمريض عادي وليس كمريض نفسي .
  3. اعتراف الدولة بأن الإدمان مرض والسماح بفتح مصحات علاجية في جميع المحافظات مخصصة لمدمني المخدرات تساهم في تأهيل المدمن وعلاجه تمهيدا لعودته للحياة وممارسة مسؤولياته الطبيعية والقيام بدوره الفاعل لتنمية المجتمع.
  4. تعديل بعض المواد القانونية الواردة في قانون المخدرات رقم (50) لسنة 2017 لضمان شمول كل من يتاجر او يتعاطى او يدمن المخدرات مع سد الثغرات والتي من اهمها عدم التكرار في الجداول الملحقة بالقانون والمحددة للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية مع ازالة الغموض في بعض مواد القانون.
  5. ضمان تطبيق القانون بالسرعة اللازمة لمواجهة سرعة وكثرة المتعاطين والمدمنين، اذ نجد تلكؤا في تنفيذ اغلب بنود القانون مع التاكيد على تطبيق العقوبة المنصوص عليها في القانون بحدها الاعلى بحق من يتعاطى او يتاجر بالمخدرات .
  6. مراقبة الاطباء وخاصة النفسيين و الصيدليات وطرح نموذج للوصفة الدوائية يتم اعتماده من قبل الاطباء مع تزويدها ببروكود خاص يصعب تزويره.
  7. تفعيل دور الرقابة التربوبة في المدارس والجامعات الحكومية والاهلية، وخاصة في النوادي الجامعية ومراقبة من يتولى ادارتها .
  8. انشاء مراكز تعنى بالشباب لتساعد على تقويم السلوك وتعزيز التماسك والصلابة النفسية والاجتماعية وتشجيع النشاطات اللاصفية في المدارس والجامعات، ومن بينها افتتاح النوادي الرياضية المجانية وتشجيع الانشطة الفنية (المسح الطلابي ومعارض الرسم….الخ) والعمل على استقطاب التلاميذ والطلبة لتلك الانشطة.
  9. انشاء تحالف اقليمي يساهم بنشر التوعية بين الاسر والاهتمام بتقديم الدعم والمساندة لاسر المدمنين لتخفيف معاناتهم.
  10. ايجاد آلية لتمويل برامج مكافحة المخدرات مع ضمان ابتعادها عن سيطرة فئة معينة او تخندقها على اساس المذاهب او القوميات.
  11. التشديد على اهمية دور المنظومة العسكرية والامنية الوطنية في مكافحة المخدرات من خلال مسك الحدود ومنع دخول المخدرات واضعين شعار المخدرات الطريق نحو الهلاك ،ويتعرض كل من يخالف التعليمات ويخرق القوانين للعقوبات بغض النظر عن ماهيته او مركزه، لاسترجاع هيبة الدولة وليس البحث عن مصالح للافراد المسؤولين في الدولة.
  12. اعادة بناء المنظومة الاخلاقية التي كان يتمتع بها المجتمع العراقي سابقا من خلال تغيير المناهج المدرسية في المراحل الابتدائية ليعرف التلميذ تاريخ بلاده ويهتم بشؤون الوطن ككل بالتثقيف على أساس بناء الوطن وتوضيح مضار المخدرات والتلوث البيئي وزرع الوطنية والوحدة بين افراد المجتمع وليس الطائفية والمحاصصة.
  13. تفعيل دور القطاع الخاص باتباع قوانين وتعليمات تحمي المواطن من استغلال رب العمل للعامل هوتوفير فرصة عمل للعاطلين ليتم الاستقرار الاقتصادي والأمني وفتح العلاقات مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة وليس الاضرار بالبلد الجار من خلال تصدير المخدرات.
  14. فسح المجال للاستثمار المحلي والإقليمي والدولي، وهي البوابة الأساسية لربط المصالح المحلية بالدولية وإيجاد الحماية والاسناد وفتح افاق العلاقات الدولية المتوازنة مع ضرورة ان ترعى الدولة القوانين والتشريعات الاقتصادية التي تحافظ على مصالح وقيم البلد المحلية ولا تتجاوزها .

 

********

الصفحة الخامسة

 

أين أمانة بغداد مما يحدث؟.. أرصفة مغلقة ومنازل تحولت أبوابها إلى كراجات

بغداد ـ  محمد التميمي

 

عندما تسير للوهلة الأولى في أيا من شوارع بغداد، يسترعي إنتباهك تجاوز العديد من أصحاب المحلات والمطاعم على الأرصفة المخصصة للمشاة، الأمر الذي يساهم في تشويه صورة العاصمة، ويثير التساؤل عن مدى جدية أمانة بغداد في محاسبة المقصرين. وما يزيد الأمر تعقيداً، لاسيما بالنسبة للساكنين في هذه المناطق التي تسمى تجارية، زيادة عدد مباني التجمعات التجارية وتوسعها والوقوف غير القانوني لسيارات الزبائن، ما يسببه من إعاقة للحركة في الشارع ومضايقات لأصحاب الدور والمارة وحتى للمتبضعين.

 

أبواب مغلقة!

المواطن أبو احمد العبادي، الذي يسكن في منطقة بغداد الجديدة، تحدث عن معاناته التي لا يجد لها حلاً، قائلا “دائما ما يركن الناس سياراتهم امام باب منزلي، ولا نستطيع حتى اخراج سياراتنا من كراج المنزل بسبب ذلك، فنضطر للانتظار، علما أننا كتبنا على باب المنزل تحذيرات من الوقوف إلا أنها لا تساهم في وضع حد للمشكلة رغم أن في المنطقة أكثر من أربعة كراجات”. ويضيف المواطن، الذي يؤكد بأن هذه ليست معاناته لوحده بل معاناة جميع جيرانه أيضا، مشيرا الى ان مراجعاتهم لفوج الشرطة الاتحادية في المنطقة لم يثمر عن حل. وطالب العبادي الجهات المعنية توفير دوريات لمحاسبة المخالفين ومنع السيارات من الوقوف وفرض العقوبات والغرامات وتطبيق القانون على المخالفين، فضلا عن التواجد المستمر لرجال الشرطة في المنطقة.

قطعة تحذير

المواطن رياض حداد والذي يسكن في منطقة الكرادة / قرب تقاطع الشروق يعاني هو الآخر من المشكلة ذاتها، فبعد أن جزع من كثرة الكلام دون أي استجابة له، وضع لافتة على باب منزله حذر فيها من يركن سيارته امام المنزل بانه سيقوم بثقب الإطارات.

ويقول السيد حداد لـ “طريق الشعب” “نحن نسكن في منطقة سكنية وليست تجارية، لكن البعض بنى العمارات التجارية، التي تحولت إلى عيادات للأطباء ومراكز صحية دون موافقات قانونية في أغلب الأحيان”. ويعتقد بأن هذا قد خلق زحاماً في المنطقة وأعاق الحركة على أرصفتها. ويزيد في حديثه “ في بعض الأوقات تحدث لدينا حالات طارئة ومشكلات في الغالب مع من يركنون السيارات أمام المنزل، فوضعت قطعة أحذر فيها من ركن السيارات دون جدوى، ولدي عارضات أيضا أضعها امام الباب لمنع الوقوف”.

ويبين أيضا أن هنالك كراجات يبنيها البعض، إلا أن الأمانة تغلقها بداعي عدم وجود موافقة، “هذه الكراجات تساعد في حل هذه المعضلة وتخفيف الزخم، ولا أدري لماذا تغلقها الأمانة التي تغفل أو تتغافل عن تطبيق القانون بشكل صارم على كل من يزعج البيوت في ركن السيارات بشكل مخالف، خصوصا وأن شارعنا عندما يحدث ازدحام في تقاطع الشروق يغص بالسيارات المارة التي تنقل الركاب فتشل الحركة”.

 

بدون تمييز

إضافة إلى مشكلة تحول أبواب المنازل إلى كراجات، يعاني المواطنون من مشكلة التجاوز على الأرصفة المخصصة للمشاة وغلقها من قبل أصحاب المحال والمطاعم، مما يعيق الحركة ويضطر المارة إلى السير في الشارع.

ويعتقد المواطن صادق سلمان، وهو صاحب محل للكهربائيات في منطقة بغداد الجديدة، أن أمانة بغداد غير جادة في محاسبة المخالفين، وهناك شيء من الفساد الإداري الذي يجعل البعض يغض الطرف عن التجاوزات. ويضيف في حديثه لـ “طريق الشعب”، “الكثير منا ملتزمون بتوجيهات الأمانة وتعليماتها والبعض الآخر يخالف ويقطع الرصيف ولا تتم محاسبته، نحن نريد النظام وتطبيقه على الجميع دون تمييز”.

أين البديل؟

من جهته، شدد المواطن علي يحيى على ضرورة وضع حد للمتجاوزين على الطريق والذين يغلقون الرصيف “نحن لسنا مع قطع الأرزاق لكن مع تنظيم الشارع، فمن غير المعقول ان ينزل المواطن إلى الشارع ويواجه خطر التعرض لحادث مروري، بينما هنالك رصيف يمكن المشي عليه، نأمل ان نشهد تحركا من البلدية تجاه من يشوهون الشارع”.

إلى ذلك اقّر الشاب سمير عبد علي وهو بائع متجول في حديثه لـ “طريق الشعب”، بمخالفته للقانون لكنه أكد على انه مجبر على فتح “بسطيته” في الشارع لأن الحكومة لا توفر له مكاناً بديلاً او سوقاً مخصصة لعمله ولأقرانه فـ “هذه البسطيات هي مصدر رزقنا ولقمة عيشنا بدونها نجوع، نحن وعوائلنا”.

ويضيف “ نحن حائرون، لا نعلم ما العمل؟ في السوق يجب عليك ان تدفع لجهات متنفذة شهريا وبخلافه لن يدعوك تعمل، البلدية تلاحقنا وبعضهم يطلب أيضا أن ندفع أموالاً لقاء غض النظر عن “مخالفاتنا”!”

 

 

وفد شيوعي يزور قائمقام قلعة سكر ومعاون مدير البلدية

بغداد ـ طريق الشعب        

زار الرفيق وسام مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الاثنين الماضي، قائمقام القضاء كاظم الطوكي، وقدم له نسخة من وثيقة «قدما نحو التغيير الشامل»، بعد مناقشة مستفيضة بشأن مؤتمر حزبنا الحادي عشر، والوثائق التي صدرت منه.

من جانبه، قدم الطوكي التهاني للحزب لمناسبة نجاح اعمال مؤتمره، متمنيا له التقدم والعطاء الدائم. كما أشاد القائممقام بسياسة الحزب ومواقفه الوطنية، قبل أن يجري الاتفاق على مواصلة اللقاءات بين الطرفين.

يشار الى ان وفد الحزب تضمن الى جانب الرفيق مهدي، كلا من الرفيقين عمار حسين عضو اللجنة الأساسية لمنظمة قلعة سكر، وعباس عزيز عضو لجنة العلاقات الوطنية للحزب.

وفي وقت لاحق، التقى الوفد ذاته بمعاون مدير بلدية قلعة سكر، وعضو مجلس خبراء العراق لإعداد الدراسات والمشاريع مصلح البردي، وقدّم له وثيقة «قدما نحو التغيير الشامل».

بدوره، هنأ البردي الشيوعي العراقي على نجاح اعمال مؤتمره، معبرا عن اعتزازه بهذا اللقاء، ومواقف الحزب الوطنية الرصينة.

 

 

تهنئة من حزب إعادة التأسيس الشيوعي - اليسار الأوروبي في إيطاليا

الرفاق الأعزاء

بمناسبة انعقاد مؤتمركم الحادي عشر، نود أن نبعث لكم أحر التحايا.

نحن نتفهم أن مؤتمركم ينعقد في أوقات صعبة تمر فيها بلادكم بشكل خاص، وكذلك في العالم بأسره بشكل عام، وذلك  بسبب الوضع الصحي والاجتماعي والسياسي. وفيما يتعلق بالوضع العسكري، فقد أعربنا في كل الفرص، أينما كان ذلك ممكناً، عن معارضتنا للحروب التي تزرع الموت والدمار في بلادكم.

 نحن نعارض بحزم قرار إبقاء القوات الأجنبية في بلدكم، بما في ذلك القوات الإيطالية، آخذين  في الاعتبار أن إيطاليا تقود وجود قوات الناتو في العراق.

من المؤكد أن جائحة كورونا أعاقت الإجراءات التي يطبقها حزبكم للتحضير للمؤتمر؛ ومع ذلك ، فإن النقاش الواسع بين المنظمات الحزبية شكّل الأساس لخط سياسي واضح يجتمع عليه جميع أعضاء الحزب، الأمر الذي يعزز نشاط الحزب وثقله في الحياة السياسية في البلاد.

 نود أن نعبر عن تضامننا مع شعبكم الذي يواصل كفاحه من أجل تغيير جذري في العراق، وهذا ما شاهدناه، في انتفاضة تشرين (اكتوبر) 2019. ونريد أن نعرب عن دعمنا وتضامننا مع حزبكم الذي يقود كفاحا شجاعا في الصراع السياسي، وضد الفساد الداخلي. وكذلك ضدّ المحاصصة الطائفية والإثنية، ومن أجل العدالة الاجتماعية وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية. 

ان قراركم مقاطعة الانتخابات الأخيرة كان قراراً شجاعاً، حيث أشار إلى أن الحزب الشيوعي العراقي يعتبر أن الانتخابات لا ينبغي أن تكون مجرد تغيير في الوجوه، بل يجب أن تكون معبرة عن إرادة  حرة  وديمقراطية للشعب.

 أيها الرفاق الأعزاء .. أرجو أن تتقبلوا التحيات الحارة، وكل الدعم من حزب إعادة التأسيس الشيوعي - اليسار الأوروبي في إيطاليا. نتمنى لكم مؤتمرا ناجحا ومثمرا.

 

 تحياتنا الأخوية

ماوريتسيو آتشيربو، السكرتير الوطني للحزب

ماركو كونسولو، مسؤول القسم الدولي للسلام

حزب إعادة التأسيس الشيوعي - اليسار الأوروبي في إيطاليا

 ************************************

الحزب الشيوعي العراقي يساهم في جلسة الإحاطة عن (قانون منع العمالة القسرية للويغور

في إقليم شينجيانغ) 

عبر الحزب الشيوعي العراقي عن موقفه التضامني الى جانب الشعب الصيني عبر ممثله الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية بجلسة الإحاطة ( قانون منع العمالة القسرية للويغور في إقليم  شينجيانغ)  والتي نظمتها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني .

وشارك في الجلسة ممثلون عن 40 حزباً سياسياً من البلدان العربية المختلفة  ومن ضمنهم أربع أحزاب عراقية: الحزب الشيوعي الكردستاني، حزب العمال وكادحي كوردستان، والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني.

وافتتح الجلسة مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشو روي .

وقدم الرفيق تشو روي كلمة شاملة حول قضايا شينجيانغ أمام الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في دول غرب أسيا وشمال أفريقيا.

وجاء في كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي القيت في الإحاطة :

اسمحوا لي أن اعبر بأسمى ونيابة عن قيادة  الحزب الشيوعي العراقي عن الشكر الجزيل لإدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الشقيق لإتاحة هذا الفرصة الثمينة للتعريف  أمامكم وأمام ممثلي الأحزاب الشقيقة والصديقة بموقفنا بخصوص القضية التي هي قيد النقاش وهي إصدار قانون منع العمالة القسرية للويغور من قبل السلطة التشريعية للولايات المتحدة الأمريكية ومصادقة الرئيس عليه.

 

الرفاق الأعزاء

نحن العراقيون من أكثر الشعوب في العالم تضررا من سياسة الولايات المتحدة المنافية لقواعد القانون الدولي وكذلك الأعراف التي تحكم العلاقة بين الدول، فقد تم اجتياح بلدنا دون إي قرار دولي صادر من مجلس الأمن الدولي وتم إجبار العديد من دول العالم من خلال التلويح بالتهديدات والإغراءات للانضمام لغزو العراق  سنة 2003 بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل وكذلك بوجود علاقة مع تنظيم القاعدة، وبعد تدمير البنية التحتية لبلادنا واحتلاله، لم تثبت السلطات الأمريكية بأجهزتها العديدة إي دليل مادي لحججهم في احتلال العراق، وحتى هذه اللحظة يئن شعبنا ويعاني من هول التفكك المجتمعي الذي أحدثه هذا الحضور العسكري مع عدة دول في الأراضي العراقية.

 

رفاقي الأعزاء وأصدقائي الحضور

تريد الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسيادة القطب الواحد في تسعينات القرن الماضي، أن تبقى متسيدة على مسار تطور الدول والشعوب، وتريد أن تجعل من نفسها المايسترو لإيقاع مسار الدول مستخدمة الكثير من الإمكانيات التي تحت قبضتها، وتحاول بشتى السبل والوسائل إن تلجم إي تجاوز على ما ترسمه سياساتهم القومية، وحتى أحيانا تفتعل الصراعات مع بعض الدول بحجج واهية لتقوم بأفعال ترهب بها الدول الأخرى  وما حدث في بنما، يوغسلافيا، وأفغانستان والعراق  وليبيا وسوريا ،خير دليل.

وعادة ما تستخدم الولايات المتحدة ورقة حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات والحريات الدينية، ذريعة في تحقيق مآربها، وقد شكلت بعض اللجان التي تعني بمثل هذه القضايا والتي منها اللجنة الأمريكية للحرية الدينية التي أنشئت عام 1998 والتي تتصدر ألان، افتعال ما يسمى (قضية الايغور في إقليم شينجيانغ الصيني)

الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الولايات المتحدة يزعجها جدا الدور المتنامي لمكانة الصين وعلى مختلف المستويات والصعد، وقد أصبحت قوة اقتصادية عظمى، حيث تجارتها انتشرت في مختلف بقاع الأرض، وأصبحت منافسا حقيقيا لاقتصاديات العديد من الدول التي كانت متقدمة على الصين.

وبتقديرنا ان الولايات المتحدة تريد إعادة سيناريو الحرب الباردة التي كانت قائمة ضد الاتحاد السوفييتي، مع جمهورية الصين الشعبية، لكن في وقت ومكان مختلفين، والقانون الصادر بخصوص منع العمالة القسرية للويغور يندرج ضمن هذا المضمار الذي يضاف إلى المقاطعة الدبلوماسية للألعاب الاولمبية الشتوية التي ستجري في شباط من السنة القادمة وكذلك العديد من قرارات وضع بعض الشركات ضمن اللائحة السوداء التي تصدر من وزارة التجارة الأمريكية، والزيارات المكوكية لقادة الولايات المتحدة لبعض الدول وخاصة القريبة من الصين، لتأليب هذه الدول ضدها (في وقت لم يثق الكثيرين بسياستها الخارجية التحالفية بعد الهزيمة في أفغانستان وتخليها عن حلفائها).  ونعتقد ستصدر بعدها العديد من مثل هكذا قوانين وقرارات والتي ستصب في خلق الصعوبات أمام طريق التنمية التي انتهجه الشعب الصيني ونموذجه في بناء الاقتصاد المتطور في فترة زمنية محدودة.

إننا في الحزب الشيوعي العراقي نعلن عن تضامننا الكامل مع الحزب الشيوعي الصيني الشقيق ضد سياسة افتعال الأزمات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيون، وضد التدخل في شؤون الصين الداخلية  وخيارها التنموي في بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

****************************

 

الصفحة السادسة

 

معامل ديالى تغلق أبوابها

 

بعقوبة – وكالات

فقد مئات العمال في محافظة ديالى وظائفهم بعد أن أغلقت المصانع والورش التي يعملون فيها، أبوابها.

وفي تصريح صحفي، قال مدير ناحية بني سعد، نجم السعدي، ان “نحو 20 معملاً أغلقت أبوابها خلال الآونة الاخيرة في المدينة الصناعية الواقعة شرقي الناحية، والتي تُعد الأكبر على مستوى ديالى. إذ تضم قرابة 300 معمل ومصنع وورشة تنتج أكثر من 70 بضاعة مختلفة بينها مواد غذائية”.

وعزا السعدي سبب إغلاق المعامل إلى “ضعف الدعم الحكومي ومنافسة المنتج المستورد، إضافة لقلة الخدمات التي من شأنها أن تؤمن ديمومة الإنتاج”، مؤكدا أن “95 في المائة من المعامل والمصانع في الناحية، توقفت في الوقت الحالي، لتضاف إلى أعداد أخرى متوقفة منذ عام 2003”.

 ووصف مدير الناحية وضع المدينة الصناعية بـ “المأساوي”، باعتباره يعكس المعاناة والكارثة الحقيقية التي انتهت إليها الصناعة العراقية، وتحديداً القطاع الخاص، لافتا إلى أن إغلاق هذه المصانع والورش أدى إلى فقدان مئات العمال مصدر رزقهم الوحيد.

 

إغلاق 68 معمل طابوق

في نيسان العام الماضي، أُعلن عن إغلاق 68 معملًا لإنتاج الطابوق في ديالى، بسبب نقص الوقود. وبحسب أرقام رسمية فإن 120 معمل طابوق أهلياً أخرى توقفت عن العمل خلال الأعوام السابقة، بسبب شح النفط الأسود الذي تعتمد عليه في تشغيلها، فضلا عن افتقار المحافظة لمعامل تكرير النفط، إلى جانب الاستيراد العشوائي للطابوق من بعض دول الجوار، ما جعل هذه المعامل غير مجدية اقتصادياً.

 

بين جفاف المياه وإغلاق المعامل

عمال عديدون من الذين فقدوا وظائفهم بعد إغلاق المعامل، ذكروا في حديث صحفي أن محافظتهم تتعرض للتهميش والإهمال، مقدمين عددا من الشواهد، بينها تواطؤ الحكومة مع الجانب الإيراني الذي قام بقطع حصة العراق من المياه، حتى أوشك نهر ديالى على الجفاف، والآن تضاف أزمة جديدة تتمثل في إغلاق المعامل والمصانع.

وتساءل حساني البهرزي، وهو رجل ستيني كان يعمل في أحد معامل الطابوق التي أغلقت: “هل من المعقول أن دولة نفطية لا تستطيع توفير النفط الأسود للمعامل؟ أين نذهب الآن وأنا أعيل أسرتين بينهما أيتام؟”.

 

تحذيرات مسبقة

وكانت وزارة النفط قد رفعت سعر النفط الأسود في السوق المحلية ابان أيلول الماضي، ما دفع خبراء اقتصاديين للتحذير من أن هذا الإجراء سيؤدي لإغلاق معامل الإسفلت والكاشي والطابوق التي تعمل بهذا الوقود، وبالتالي فقدان آلاف العمال وظائفهم، إضافة لاستنزاف الاقتصاد من خلال استيراد منتجات يمكن انتاجها محلياً. لكن الوزارة لم تستجب لهذه التحذيرات، ما أدى في النهاية إلى إغلاق تلك المعامل.

وفي تقييمه لهذا القرار، قال المحلل الاقتصادي طارق الأنصاري، ان “التخبطات في إدارة السياسة النفطية وفقدان التوزان في حوكمة هذه الإدارة، أساءت كثيراً إلى اصحاب المهن والمعامل في القطاع الخاص، على اعتبار ان النفط الأسود يستخدم في كثير من هذه المعامل”.

من جهته قال الخبير الاقتصادي نبيل جعفر، ان “النفط الأسود من مخلفات تكرير النفط، ويشكل بحدود نصف إنتاج المصافي العراقية. وأن العراق يصدر سنوياً من هذه المادة بأكثر من ملياري دولار. إذ يباع سعر الطن الواحد في السوق العالمية اليوم، بحدود 400 دولار”، مبدياً استغرابه من “قرار رفع سعر المتر المكعب من النفط الأسود المزود لمعامل الطابوق والكاشي من 100 الى 150 ألف دينار، ولمصانع الأسفلت المؤكسد من 150 الى 250 ألف دينار”.

وتابع جعفر القول ان “هذا الأمر ألحق الضرر بمصانع القطاع الخاص. فهو يضعف من قدرتها التنافسية، وبالتالي ستصبح منتجاتها غير قادرة على منافسة السلع المستوردة”.

وأكد، أن “قرار رفع سعر الوقود أدى إلى ردود فعل عنيفة من قبل أصحاب المعامل الذين تظاهروا أخيرا أمام وزارة النفط. فكلفة الإنتاج أصبحت مرتفعة جداً، حتى أن معامل عديدة سرحت عمالها وأغلقت أبوابها”.

 

************

تركوا مهنة صيد الأسماك وتربية الجواميس.. الجفاف يسبب نزوح سكان "قرى الشلفة"

 

العمارة – وكالات

بالرغم من تساقط الأمطار، لا تزال "قرى الشلفة" المحاذية لهور الحويزة شرقي ميسان، تشهد نزوح عدد من سكانها بسبب الجفاف الذي ضرب الهور والأنهر على خلفية أزمة المياه. وقال عدد من السكان في حديث صحفي، أن هذه المشكلة دفعتهم في البداية إلى حفر آبار لتوفير المياه لهم ولماشيتهم، إلا أن ذلك لم يخدمهم كون المياه المستخرجة ملوثة ولا تصلح للاستخدام. وأشاروا إلى أنهم يعتمدون في معيشتهم على صيد السمك وتربية الجاموس، وهاتان المهنتان توقفتا بسبب جفاف الهور والأنهر التي تغذي قراهم بالمياه، مطالبين الجهات المعنية، بتوفير مياه الشرب على أقل تقدير، حفاظا على سلامتهم من الأمراض الجلدية التي باتت تتفشى بينهم بعد أن اعتمدوا على مياه الآبار الملوثة.  وأكد السكان، أن قراهم شهدت هجرة العديد من المزارعين ومربي الماشية، وهم الآن قلقون من تداعيات أزمة الجفاف التي لا تزال تتواصل بالرغم من حلول موسم الأمطار، متسائلين عن المصير الذي سيواجهونه في فصل الصيف.     

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكهرباء شبه منعدمة في قضاء بَلد

 

بلد – وكالات

يعاني قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين، تدهورا كبيرا في الكهرباء الوطنية، التي باتت شبه منعدمة في وقت ارتفع فيه بدل الاشتراك في المولدات الأهلية. وقال قائم مقام القضاء حيدر إسماعيل البلداوي، ان “معدل تجهيز القضاء بالكهرباء هذه الأيام قليل جدا ولم يصل إلى نصف معدل التجهيز في ذروة حر الصيف. إذ كانت الكهرباء تجهز نحو 14 ساعة خلال اليوم، وحاليا لا يتجاوز التجهيز 6 إلى 7 ساعات”.  وأوضح في حديث صحفي، ان “نقص الكهرباء رافقته مشكلة أخرى تتعلق بالمولدات الأهلية. فبعد أن قلصت وزارة النفط حصص المولدات من مادة الكاز من 40 لترا الى 10 لترات للـ (كي في) الواحد، ارتفعت أسعار الاشتراكات”، مؤكدا أن “هذه المشكلة أدت إلى حصول استياء شعبي في ظل الأعباء الاقتصادية التي تثقل كواهل شرائح المجتمع من الطبقات محدودة الدخل”.  وحمّل البلداوي وزارتي الكهرباء والنفط “مسؤولية مشكلات ملف الكهرباء في بلد، وانعكاساته السلبية على المواطنين”، داعيا الوزارتين إلى “وضع حلول ومعالجات عاجلة لإنقاذ المواطنين من أعباء معيشية جديدة تفوق قدراتهم الاقتصادية”.

 

************

 

مواساة

 

 

* بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق كاظم مدلول (ابو رنا)، الذي فارق الحياة بعد صراع مرير مع المرض.

 للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

 

**********

الصفحة السابعة

 

الحزب الشيوعي يدين الجرائم البشعة ضد المتظاهرين السلميين.. رئيس الوزراء يتنحى اثر الاحتجاجات السودانية

 

متابعة ـ طريق الشعب

قدم رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، مؤخراً، استقالته بعد ان فشل في تشكيل حكومة جديدة في اعقاب المستجدات التي طرأت بعد 25 تشرين الاول الماضي، ووضعت هذه الاستقالة الأزمة في السودان على مفترق طرق. فيما قدم تجمع المهنين السودانيين مقترحا يشكل “خارطة طريق” للخروج من الازمة الحالية.

وأدان الحزب الشيوعي السوداني، الجرائم التي تكبتها اجهزة القمع فيما حيا بسالة وجسارة جماهير الشعب في مواجهة العنف الذي قوبلت به.

 

انتصار للحراك الجماهيري

وفي تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، أدان الحزب الشيوعي السوداني “الجرائم البشعة والفظائع التي ارتكبتها أجهزة القمع (الشرطة - الدعم السريع والقوات المسلحة، والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، وجهاز الأمن والمخابرات) في حق المتظاهرين السلميين والتي أدت إلى قتل 8 شهداء والعديد من الجرحى والمصابين بعضهم في حالة خطرة”.

واعتبر الحزب، “استقالة رئيس الوزراء المعين من قبل قائد الانقلاب العسكري، انتصار للحراك الجماهيري الواسع الرافض لاتفاق 21 نوفمبر الذي شرعن انقلاب 25 أكتوبر، مما أجبر السيد حمدوك على تقديم استقالته”.

وحيا الحزب “بسالة وجسارة جماهير الشعب في مواجهة عنف وبطش أجهزة قمع النظام الديكتاتوري في تحد واضح لقانون الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات.”  مشيداً بـ “السلمية والإصرار على رفض الانقلاب العسكري وتداعياته والإصرار على المطالبة بالسلطة المدنية الديمقراطية الكاملة”، معبراً عن “تقديره العالي لرسائل التضامن العديدة من القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية والشيوعية والعمالية التي وصلت إلى مركز الحزب طوال فترة الحراك الجماهيري”.

 

ضغوط دولية لتشكيل الحكومة

وأكد الأمين العام للجامعة العريية أحمد أبو الغيط، أنه “يحترم قرار حمدوك بالاستقالة”، داعيا إلى “العمل على وجه السرعة من أجل الحفاظ على المكتسبات الهامة التي تحققت خلال العامين الماضيين”.

من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أسفه “لعدم التوصل الى تفاهم سياسي يتيح التقدم إلى الأمام رغم خطورة الوضع في السودان”، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.

وأفاد بيان لمجلس السيادة الانتقالي السوادني بأن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان التقى، الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في السودان براين شوكان، وأكد له أن “أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة”.

وأضاف، بحسب البيان، أن ذلك “من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير في طريق التحول الديمقراطي وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة”.

كما التقى البرهان ممثل الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس لبحث “الأوضاع الراهنة بالبلاد”، واتفقا على ضرورة “الإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد”، وفق بيان لمجلس السيادة.

وفي اجتماع جمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وضباط من الجيش وقوات الدعم السريع، يوم الاثنين، أكد البرهان خلاله “ضرورة تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة يتوافق عليها جميع السودانيين”.

كما أكد البرهان في بيان نشره المتحدث باسم القوات المسلحة “ضرورة العمل على تحقيق مهام الفترة الانتقالية وقيام الانتخابات”، مشيرا إلى أن ذلك “يتطلب البعد عن المصالح الحزبية الضيّقة”.

“ميثاق” مقترح

وقدّم تجمّع المهنيين السودانيين مقترحاً أطلق عليه اسم الميثاق السياسي لاستكمال ثورة كانون الأول.

واشترط التجمع في بنود ميثاقه الذي جرى تسويقه لعددٍ من القطاعات من قوى الثورة ولجان المقاومة والقوى النقابية والأجسام المطلبية وحركات الكفاح المسلحة، أن يكون المختارون لجميع المناصب من المنحازين لثورة كانون الأول وأهداف التغيير الجذري بالسودان.

وضمن ترسيم علاقته مع السلطة القائمة حاليا، طالب التجمع بـ”إسقاط المكون العسكري وسلطته بشكلٍ تام”.

وضمن عدة بنود مخصصة لإصلاح المؤسسات العسكرية، اشترط الميثاق أن “يحصل رئيس مجلس الوزراء المدني على منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ذات الطابع القومي والعقيدة الوطنية، وأن تخضع موازنة الجيش لولاية وزارة المالية”.

ودعا الميثاق إلى “حصر مهام الجيش في حماية الدستور، والدفاع عن الوطن والمواطنين من المهددات الخارجية، وحماية الحدود”.

وبشأن وضعية قوات الدعم السريع وقوات الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا تشرين الأول 2020، طالب بـ”تفكيك مليشيا الدعم السريع، وقوات وحركات الكفاح المسلح، ودمج أفرادها وفق معايير بالقوات المسلحة”.

وفي البنود المتصلة بالمؤسسات المدنية، نجد أن الميثاق تحدث عن “فترة انتقالية قوامها 4 سنوات، تعقبها انتخابات تنظمها مفوضية مستقلة”.

وخلال هذه الفترة، يحكم مجلس وزراء مدني، يمثل السلطة التنفيذية والإدارية الفعلية للدولة.

وعن أولويات المجلس، اشار الميثاق الى انها تتلخص بـ”التصدي للملف الاقتصادي وقضية التنمية”.

وبشأن مجلس السيادة، فانه يتكون ـ طبقا للميثاق ـ من عناصر مدنية، عليهم تأدية دور تشريفي دون أي مهام أو سلطات تنفيذية، وينحصر دور المجلس في تمثيل رأس الدولة في المحافل الدولية.

أما عن المجلس التشريعي المدني، بعضويته الـ250، فهو السلطة التشريعية الثورية، والمسؤول عن مراقبة أداء السلطة التنفيذية ومجلس السيادة والمفوضيات، ويصدر التشريعات اللازمة لإرساء أسس التحول الديمقراطي، وتنفيذ برنامج إدارة هيكلة الدولة.

 *******************************************

تظاهرات على ارتفاع اسعار الغاز في كازاخستان

نور سلطان ـ وكالات

تجددت صباح أمس الأربعاء، الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ألما أتا أكبر مدن كازاخستان، عندما اقتحم المتظاهرون مبنى البلدية، احتجاجاً على رفع اسعار الغاز.

وقالت وكالة “نوفوستي”، أن “المتظاهرين اشتبكوا مع عناصر الشرطة في وسط ألما آتا، كما أنهم أوقفوا وضربوا عددا من العناصر الأمنية في المدينة”.

وحاولت الشرطة باستخدام وسائل خاصة، بما في ذلك القنابل الصوتية، وقف تقدم حشود من المتظاهرين المسلحين بالهراوات، وسط المدينة، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى الساحة أمام البلدية وبدأوا اقتحامه، حسبما أظهرت مقاطع فيديو متداولة.

وسمع دوي إطلاق نار في وسط مدينة ألما آتا، وغادر رجال الشرطة المنطقة المحيطة بمبنى البلدية بعدما اقتحمه المتظاهرون وأضرموا النار فيه، حسبما أفاد مراسل “نوفوستي”، الذي أضاف أنه شاهد شرطيين وهم يرتدون ملابس مدنية ويغادرون الساحة أمام البلدية في سيارات أجرة.

وأظهر تسجيل فيديو مجموعة من المتظاهرين في شوارع ألما آتا وهم يجردون عنصرا أمنيا من بندقيته الآلية.

وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد فوق بلدية ألما آتا ومبنى النيابة العامة ومقر للحزب الحاكم في المدينة.

وطلبت سلطات المدينة من المواطنين عدم مغادرة منازلهم نظرا لاستمرار “عملية فرض النظام العام”.

وأعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف حالة الطوارئ في مقاطعة ألما آتا اعتبارا من أمس الأربعاء وحتى 19 كانون الثاني، تشمل فرض حظر التجول من الساعة 23:00 حتى الساعة السابعة صباحا، وذلك بعد إجراء مماثل يخص مدينة ألما آتا ومقاطعة مانغيستاو، التي تضم أكبر  الاحتجاجات غرب البلاد.

وفي وقت لاحق من يوم امس، أعلن توكاييف الطوارئ في العاصمة نور سلطان أيضا.

يأتي ذلك بعدما وقع رئيس كازاخستان مرسوما بشأن استقالة الحكومة، وتعيين عليخان سمايلوف كقائم بأعمال رئيس الوزراء، معتبرا ان الحكومة المقالة تتحمل بعض الذنب فيما يحدث.

وذكرت السلطات الصحية، في ألما آتل أن 190 شخصا طلبوا مساعدة طبية في المدينة بعد تظاهرات واشتباكات أمس الاول، بينهم 137 شرطيا و53 مدنيا، موضحة أن سبعة أشخاص موجودون في العناية المركزة، أربعة منهم من عناصر الشرطة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها يوم أمس، إن أكثر من مئتي شخص اعتقلوا لانتهاكهم النظام العام.

وأضافت أن 95 شرطيا جرحوا خلال هذه التظاهرات النادرة في هذا البلد الاستبدادي الغني بالمحروقات.

وأشارت إلى إن المتظاهرين “انجرفوا في القيام باستفزازات” عبر قطع الطرق وحركة السير، و”بالإخلال بالنظام العام”.

 ****************************************

 

بعد 141 يوماً

معتقل فلسطيني ينهي إضرابه عن الطعام

غزة ـ وكالات

أكدت عائلة المعتقل الفلسطيني هشام أبو هواش ومسؤولون إسرائيليون، أمس الاول، إنه أنهى إضرابا عن الطعام استمر قرابة خمسة أشهر بعد موافقة السلطة الاسرائيلية على عدم تمديد احتجازه، بيد أن المسؤولين الإسرائيليين لم يؤكدوا إبرام “اتفاق” بشأن هذا الأمر.

واعتقل الاحتلال  أبو هواش (40 عاما) في تشرين الأول 2020 وبدأ إضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله دون توجيه اتهامات له.

ونُقل أبو هواش إلى المستشفى في كانون الأول. وقالت عائلته إن أبو هواش وافق على الشروط.

وكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه على تويتر يقول “نهنئ الحر أبو هواش وكل أبناء شعبنا والذين تضامنوا معه حول العالم ورفعوا صوتهم للإفراج عنه، بتمكنه من نيل حريته بقوة إرادته”.

وقال محامي أبو هواش، جواد بولس، إن إسرائيل وافقت على عدم تمديد اعتقاله إلى ما بعد 26 شباط. وقال مسؤولون فلسطينيون إن مصر ساعدت في التوسط في الاتفاق. وتجمع العشرات أمام منزل أبو هواش في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة للاحتفال.

 

 

رئيس الوزراء اللبناني يدعو لاجتماع الحكومة خلال أيام

بيروت ـ وكالات

أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أمس الأربعاء، إنه سيدعو الحكومة للانعقاد في غضون أيام، لأول مرة منذ نحو ثلاثة أشهر، منهيا فيما يبدو مواجهة شلت عمل الحكومة وسط أزمة مالية خانقه تعيشها البلاد.

وفي اعقاب اجتماعه مع الرئيس ميشال عون، قال ميقاتي: “أبلغت الرئيس عون أن الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة وسيتم استلامها خلال اليومين المقبلين وفور استلام الموازنة ستتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد”.

وحال عدم اجتماع الحكومة دون اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة وصفتها جهات دولية بأنها واحدة من أسوأ الانهيارات المالية في تاريخ العالم. فسجلت العملة الوطنية أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 30 ألف ليرة للدولار الليلة قبل الماضية لتفقد بذلك 95 في المائة من قيمتها مقارنة بقيمتها عام 2019.

وقال ميقاتي إن موافقة الحكومة والبرلمان على الموازنة العامة لعام 2022 مطلب أساسي لصندوق النقد الدولي وسط محادثات بشأن برنامج دعم يعد أساسيا لإنعاش الاقتصاد اللبناني.

ويعتقد ميقاتي أن جدول أعمال الحكومة وعرض الموازنة يزيدان من أهمية اجتماع الحكومة واستبعد أن يتخاذل أحد عن واجبه الوطني.

 

 

أكد دعمه لجهود تجديد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي..  الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا يستعرض حصيلة 2021

رشيد غويلب

 

في تقريره الى الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جنوب افريقيا في عام 2021، قدم السكرتير العام للحزب الشيوعي لجنوب إفريقيا بلايد نزاميندي، حصيلة للوضع العام في البلاد، خلال العام المنصرم، وقد عكس التقرير رؤية الحزب للتطورات الجارية والمصاعب الجمة التي يعاني منها النظام السياسي الديمقراطي، بقيادة حزب المؤتمر الوطني الافريقي، حزب الراحل الكبير نيلسون مانديلا.

 

تراجعات انتخابية

شغلت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تشرين الثاني حيزا واسعا من التقرير. لقد فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، أغلبيته المطلقة لأول مرة منذ نهاية نظام الفصل العنصري قبل 27 عاما، وحصل الحزب على 46 في المائة من الأصوات على الصعيد الوطني فقط، بخسارة قدرها قرابة 8 في المائة، مقارنة بالانتخابات المحلية السابقة. وارجع الزعيم الشيوعي هذه النتيجة الى انخفاض نسبة المشاركة في التصويت، نتيجة لارتفاع البطالة والفقر، وعدم كفاية إمدادات المياه والكهرباء، وسلسلة قضايا الفساد التي يشارك فيها سياسيو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي فقد العديد من مواطني جنوب إفريقيا الثقة في العملية الديمقراطية. يشار إلى أن غالبية ناخبي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السابقين لم يصوتوا لأحزاب أخرى، لكنهم فضلوا البقاء في منازلهم.

لقد ارتبط التراجع الانتخابي للمؤتمر الوطني الافريقي أيضًا بالصراع على السلطة والمناصب وتهميش الحلفاء. ويحتاج حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التجديد وتوحيد الرؤية، إذ أن الحكومات التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يجب ان تخدم الناس، على جميع المستويات بجد وكفاءة. وانطلاقا من موقف مبدئي واستراتيجي يستمر الحزب الشيوعي بدعم الجهود المبذولة لتجديد المؤتمر الوطني الأفريقي تنظيميا وسياسيا، مع تعزيز استقلالية الحزب الشيوعي، وكذلك تعزيز وتجديد آليات التحالف القائم بين المؤتمر الوطني الأفريقي، والحزب الشيوعي واتحاد نقابات العمال (كاستو).

 

ارقام مخيفة

وتضمن التقرير عرضا بالأرقام للواقع الاجتماعي في البلاد، وصفها المحللون بالأرقام المخيفة، حيث ارتفعت البطالة في الربع الثالث من العام المنصرم إلى 34.9 بالمائة، أي ما يساوي 7.6 مليون عاطل عن العمل. وإذا ما اضفنا الى ذلك،  العاطلين غير المسجلين في الاحصائيات الرسمية، والعاملين في القطاع غير الرسمي، فان النسبة تصبح كارثية 46,6 في المائة، تعادل 12,5 مليون مواطن من مجموع سكان البلاد البالغ 60 مليون نسمة. والغريب: بعد مرور قرابة 30 عاما على التحول الديمقراطي، لا تزال الإحصائيات متأثرة بشدة بلون البشرة والجنس. تبلغ نسبة البطالة بين السكان السود 51.1 في المائة (55.1 في المائة للنساء و42 في المائة للرجال).

ويزداد الأمر سوءا في أوساط الشبيبة: 77.4 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 -24 عاما بدون عمل أو تأهيل مهني. وكانت مناطق السود الذين يتحدثون الباتنو والمعروفة بـ بانتوستان السابقة هي الأشد تضرراً وما زالت تشبه وضعها في ظل نظام الفصل العنصري كمصدر للقوى العاملة لرأس المال الاحتكاري والنشاط الإنتاجي في المدن الكبرى، حيث تفتقد التنمية الصناعية وفرص العمل الكبيرة. وبالطبع، لعب وباء كورونا دوره أيضًا في ارتفاع المعطيات التي تم ذكرها.

 

برنامج آني

وأقرت اللجنة المركزية برنامج عمل لعام 2022 تضمن، من بين أمور أخرى: إقرار حق المواطنين في دخل أساسي غير مشروط، الحصول على فرصة عمل. ومكافحة الجريمة والعنف، وخصوصا العنف القائم على التمييز الاجتماعي. إدارة افضل للأزمة الصحية، وخصوصا تداعيات وباء كورونا. معالجة التحديات في مجالات التعليم وتنمية المهارات. عقد مؤتمر لقوى اليسار لبحث كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية للبلاد. مكافحة تداعيات تغير المناخ، وصولا الى تصفير نسب الانبعاث.

وثمنت اللجنة المركزية عاليا جهود علماء جنوب إفريقيا في تشخيص متغيرات فايروس كورونا، ودورهم الريادي في جميع أنحاء العالم. ودان الاجتماع الحكومات الإمبريالية وغيرها من البلدان التي أغلقت حدودها أمام مواطني جنوب إفريقيا، كما لو أن متغير الفايروس نتاج جنوب افريقيا. الحقيقة هي أن الفايروس ينتشر في جميع أنحاء العالم وقد يكون مصدر المتغير الجديد خارج حدود القارة الأفريقية. وناشد الحزب الشيوعي السكان بالتوجه لأخذ اللقاح، باعتباره أفضل وسيلة لمكافحة الوباء.

 

*********************************

 

الصفحة الثامنة

 

الأمن المائي.. متى ؟

ظافر عبدالله حسين*

 

بدءاً لابد من إيجاز التحديات التي يواجهها الأمن المائي في العراق وهي:

 

اولاً- التحديات الخارجية

-1 الظروف المناخية لحوضي دجلة والفرات وهي الساقط المطري وسماكة الثلوج على الحوضين يضاف إليها التغيرات المناخية التي أصبحت واضحة التأثير في العقدين الأخيرين.

-2 سياسات دول الجوار(دول المنبع و المسار) وهي تركيا وايران و سوريا والتي اغفلت مصلحة العراق تماماً (اذا ما استثنينا سوريا لظروفها المعروفة( ومضت بتطوير برامجها الزراعية ذات التأثير المميت على المواطن العراقي والأدلة على ذلك كثيرة وواضحة بما لا يقبل التشكيك.

 

ثانياً- التحديات الداخلية

-1 سوء الاستخدام باعتماد طرق الري التقليدية والتي شاعت في زمن الوفرة .

-2 هذا الاستخدام السيئ أدى إلى تعامل بردود الفعل من قبل الادارة العامة فأصبحت الإدارة سيئة.

وحيث ان العوامل الخارجية الطبيعية خارج سيطرة كافة الأطراف.

وسياسات دول الجوار لا يمكن تغييرها وتحتاج إلى جهود وإجراءات تستوجب مشاركة واسعة وعالية المستوى من الحكومة العراقية.

لذا لابد من التوجه أولا إلى اصلاح الوضع الداخلي لاستغلال أمثل للمياه.

وحيث ان 85 بالمائة من الايرادات المائية تستخدم في القطاع الزراعي، لذا بدون اصلاح هذا القطاع فان كل حديث عن تحقيق أي نجاح في معالجة شح المياه سيكون بعيدا عن الواقع مع اعادة إجترار الموضوع دون تحقيق نتائج ملموسة.

وحيث ـن الاستثمارات الصغيرة هي السائدة في العراق لذا لابد من حزمة اجراءات تشجع هذه الاستثمارات وتطرح محاصيل بديلة للمحاصيل التي تستهلك الكثير من المياه وتوفر عائدات اقتصادية مساوية أو اكثر للفلاح واهم هذه الاجراءات هي وضع نظام محفزات لمستخدمي طرق الري الحديثة وتغيير نوعيات المحاصيل بدلا من وضع قائمة عقوبات لايمكن تطبيقها وتزيد من حجم المشاكل بدلا من وضع الحلول.

هنا لابد من المرور على موضوع كثيرا ما تتكرر طرحه في مختلف المحافل والمؤتمرات وهو التكيف للتغيرات المناخية اذ ان هذا يعني كيفية التعامل مع التغيرات المناخية والتي تسببت بتكرار مواسم شح المياه في العراق، وادامة النشاط الزراعي بإيرادات مائية يقل عن الوسط الحسابي لتلك الايرادات بأكثر من 30 بالمائة مع زيادة عدد السكان وارتفاع الطلب على المياه.

لذا لابد من توجيه البحث عن حلول لمشاكل سكان الريف العاملين في الزراعة نحو بدائل خارج الأطر التقليدية مع التأكيد ان كل وسائل الري الحديثة لن تكون كافية لتوفير لقمة العيش للاعداد المتزايدة من السكان والذي يعني انخفاض المساحات الزراعية للعائلة الواحدة مستقبلا بما لا يكفي لان تكون مصدرا لإيراد مالي يغطي احتياجات العائلة.

هذا الانتقال الحاد من زمن الوفرة إلى زمن الندرة وتراجع الاهتمام بملف المياه في العراق بسبب الحروب الكارثية قبل الاحتلال واهمال هذا الملف من الكتل السياسية المكوناتية واعتماد المحاصصة في تشكيل الوزارات ادى إلى ان تعجز الادارات المائية عن وضع سيناريوهات ترتفع كفاءة الارواء.

ويمكن ملاحظة انحدار الخط البياني لأداء وزارة الموارد المائية ما نبهنا له ومنذ 2003 من خطورة اعتماد المحاصصة في اختيار ادارات الوزارات وانها ستضاعف حجم المشاكل بدلا من ايجاد الحلول.

-3 ضعف البنية التشريعية التي تنظم استثمار المياه في العراق والذي ينبع من خمسة مصادر.

أ- قدم القوانين والأنظمة والتعليمات وحاجتها إلى تعديل يتوافق مع ظروف العراق الجديدة الطبيعية منها والاجتماعية.

ب- الفشل في اصدار قانون المجلس الوطني للمياه والذي من المفترض ان يضع  السياسات المائية للزمن القادم ويعالج المشاكل الحالية.

ج- ضبابية المواد الدستورية الخاصة بالمياه وهي المادة (110،114) واذا ما تجاوزنا المادة (110) الخاصة بالمياه الخارجية فان المادة (114) تضع ادارة المياه الداخلية من الصلاحيات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم او المحافظات غير المنتظمة بإقليم، وبالعودة إلى المادة (115) التي تغلب قانون الاقليم على قانون الاتحاد في الصلاحيات المشتركة فان خزانات المياه والمسطحات المائية يمكن ان تدار وفق قرارات الادارات المحلية والتي تراعي مصالح ضيقة لقوى سياسية اثبت الواقع انها تتقاطع اكثر مما تتوافق وقد تتصادم بعنف بوجود السلاح المنفلت.

د- لا توجد فرق عمل ثابتة مكلفة بمتابعة المحافل الدولية ( منظمات الأمم المتحدة، منظمة التعاون للدول الاسلامية، الجامعة العربية) والتغيير المستمر لممثلي العراق في هذه المحافل مما شتت الجهود وافقدها فاعليتها وافقدنا الكثير من الفرص لكسب الدعم الدولي والضغط على دول المصب باقرار حقوقنا المائية وتثبيت تقاسم الضرر بين الدول المتشاطئة .

ه- ان القوانين الدولية الخاصة بالمياه لا تندرج تحت البند السابع لذا فهي غير ملزمة ولا يمكن الركون اليها بانتزاع حقوقنا المائية، وان ادعاء تدويل قضية الحقوق المائية لا يستند إلى قاعدة قانونية.

وهنا لابد من توضيح المشكلة المائية للعراق مع دولتين جارتين مسلمتين هما تركيا وايران.

 

اولا - تركيا

ليس هناك اي اتفاقية بين العراق وتركيا تحدد الحصص المائية والقديم منها (1946) لم تعد نافذة لعد الاتفاق على تفعيلها من الطرفين.

وباستثناء البرتوتكول العراقي التركي السوري القاضي باطلاق 500 م 3/ثا من نهر الفرات على الحدود السورية حصة العراق منها 58 % وحصة سورية 42 % ومع ان هذا البروتوكول جاء لحل مشكلة مؤقتة حينها) تشغيل احد السدود التركية) الا انه بقي على حاله مع ان العراق طالب كثيرا بزيادة هذه الاطلاقات إلى 700 م 3 /ثا دون ان تستجيب تركيا لهذه المطالب.

اما مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق وتركيا عام 2009 والمعدلة لاحقا وبعد حصول موافقة البرلمان التركي عليها في الاشهر الماضية لم تتطرق إلى تقاسم عادل ومنصف للمياه بتثبيت حصص الدول المتشاطئة كما لم تتطرق إلى مبدـأ تقاسم الضرر بين هذه الدول وهو اخطر تهديد يتعرض له العراق في مواسم شح المياه.

 

ثانيا- ايران

ان ادعاء اقامة دعوى على الجارة ايران في محكمة العدل الدولية الغرض منه ايهام المواطن بان العراق سيتمكن انتزاع حقوقه من خلال هذه المحكمة خافين ان اجراءات المحكمة تستدعي موافقة الدولتين المتخاصمتين وهذا ما لا يمكن توقعه من الجارة ايران.

وبدلا من ذلك يمكن توجيه الفريق المفاوض او القانوني باتجاه محاسبة ايران لمخالفتها البروتوكولات الملحقة باتفاقية 1975 سيئة الصيت وقيامها بقطع مياه الانهار المشتركة وتوجيهها إلى داخل الاراضي الايرانية إلى ان الحكومات العراقية المتعاقبة تتغافل عن الاستناد إلى هذه البروتكولات. ومع كل السوداوية في ما ورد آنفاً لابد ان نعرج على محاولات المختص العراقي في مختلف الوزارات من اجل وضع حلول تجنب المواطن العراقي الوقوع تحت خط الفقر المائي.

ونقصد بالتحديد مشروع الموازنة المائية لعام 1982 والمنجز من وزارة الري الذي وضع خطط التطوير وسيناريوهات التعامل مع المشاكل التي يمكن ان يتعرض لها العراق لغاية عام 2000 على ان يتم تحديثها غير ان الأوضاع الكارثية والحروب التي اقحم بيها الشعب العراقي اوقفت هذه العملية.

وبعد الاحتلال عام 2003 انجزت الحكومة العراقية (الدراسة الاستراتيجة للمياه والاراضي في العراق) بمشاركة كافة وزارات الدولة واقليم كردستان وقيادة وزارة الموارد المائية، هذا الانجاز الذي جاء نتيجة عمل اربع سنوات بالتعاقد مع شركات اجنبية وبكلفة تبلغ حوالي 35 مليون دولار، وضع كافة الاحتمالات الوفرة والشحة ومقترحات الحلول بتشغيل المشاريع بمختلف الاحتياجات المائية كذلك الاحتياجات المالية لاصلاح النظام الاروائي والتي قدرت باكثر من 65 مليار دولار امريكي.

وحيث ان توفير هذا التخصيص اصبح مستحيلاً لاسباب معروفة للجميع لذا فرض هذا الواقع الحاجة إلى تحديث (الدراسة الاستراتيجية للمياه والاراضي في العراق) وبدلا من توفير التخصيصات اللازمة لعملية التحديث هرعت الحكومة العراقية إلى تنفيذ مشاريع لم تدرج ضمن الخطة المذكورة وخصصت لها ما يقارب 6 مليار دولار ومنها ماهو خارج اختصاص وزارة الموارد المائية في الوقت الذي نحن فية بحاجة ماسة جدا إلى توجيه التخصيصات المالية إلى مشاريع البنى التحتية لمنظومة الري والبزل.

وبعد الاستعراض المرير لابد من وضع مقترحات محددة قابلة للتنفيذ و مؤطرة بحساب الامكانات البشرية والمادية إلى انجاز هذه المهمة وهي كما يأتي :-

-1 اصدار امر ديواني بتكليف الوزارات القطاعية والجهات التي تؤثر وتتأثر بالموارد المائية والخبراء المستقلين والنقابات ومنظمات المجتمع المدني بإعداد ورقة عمل قابلة للتطبيق واجراءات على المستوى القصير والمتوسط والبعيد تطرح للنقاش العام من كافة شرائح المجتمع على ان تحدد فترة تقديم هذه المقترحات ومناقشتها.

-2 عقد مؤتمر بأعلى مستوى من الحكومة العراقية تقدم فيه عصارة جهود هذا

الجهات كافة.

-3 اصدار مقررات ملزمة التنفيذ لكافة الاطراف على ان تحتوي اجراءات محددة زمنيا وماديا وماليا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نقيب الجيولوجيين العراقيين

***********

مقومات التجارة في العراق في ظل الازمات الاقتصادية

 

د. حيدر عبد الامير الغريباوي

 

أربكت جائحة كوفيد-19 نظامنا الاجتماعي والاقتصادي بسرعة البرق وعلى نطاق لم نشهده من قبل في تاريخنا الحديث، ويواصل الفيروس حصد الأرواح بصورة مأساوية، كما تأثرت حياة المليارات من البشر بإجراءات الحظر اللازمة لمكافحته.

فحماية المتضررين من الأفراد والشركات من خلال إجراءات كبيرة موجهة وجيدة التوقيت على مستوى المالية العامة والقطاع المالي. وتأجيل الضرائب، ودعم الأجور، والتحويلات النقدية للقطاعات الأكثر هشاشة؛ وتمديد تأمينات البطالة والمساعدات الاجتماعية؛ وتعديل ضمانات الائتمان وشروط القروض بصفة مؤقتة أولوية اقتصادية، فمن الضروري الحفاظ على شريان الحياة للأسر ومؤسسات الأعمال، مع الحاجة إلى الحيلولة دون تحول ضغوط السيولة إلى مشكلات في الملاءة وتجنب أي آثار غائرة على الاقتصاد من شأنها أن تجعل التعافي أصعب بكثير.

وبهذا الصدد نتساءل تمهيداً للإجابة ما هي التجارة الخارجية ومقومات التجارة الخارجية؟

التجارة بصفة عامة هي من أساسيات قيام الدول وتطور اقتصادها حيث أنها تعمل على تبادل وتداول السلع بين الدول، كما أنها تتوسع بنطاق كبير حيث أصبح التداول ليس في تبادل السلع بالسلع وانما أصبح تدول السلع بالمال والعكس ومن ثم فأن مقومات التجارة الخارجية تتمثل في:

- تعدد وسائل النقل التي تساعد على نقل المواد المنتجة الى المكان المراد التسويق فيه.

- توفير الاسواق التجارية التي تتم من خلالها توافر عملية التبادل التجاري في السلع.

- انتاج المواد المراد تسويقها فهذه تعتبر من أهم مقومات التجارة.

- زيادة مبالغ رأس المال لأنه العامل الأساسي والوحيد الذي يساعد على نجاح التجارة، بالمعنى يجب على الدولة توفير رأس مال كبير حتى تستطيع الدولة تنشيط اقتصادها.

- توفير الطريقة الأمنة التي تساعد على تبادل السلع بين البائع والمشتري.

تلعب التجارة دورا مهما في الاقتصاد العراقي، حيث تساهم بتكوين من الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم في خلق فرص عمل، فضلاً عن أنها تساهم في سد ‏حاجيات السكان.

ويؤكد بدوره تقرير صدر مؤخراً عن البنك الدولي أهمية تنمية وتنويع التجارة في العراق لدعم النمو والازدهار الوطنيين، ومع ذلك، فإن عقود من الصراع تركت العراق في حالة فريدة فيما يتعلق بالتجارة والسياسة التجارية.

يعد العراق من اقل الدول تنويعاً في الصادرات في العالم والتي لا تتعدى 4بالمائة من صادرات العراق غير نفطية.

يفرض العراق الكثير من اللوائح التنظيمية على الاستيرادات تتطلب استحصال ترخيص خاص، فضلاً عن ترخيص أخر للحصول على العملة الاجنبية.

 وزارة التجارة العراقية بدورها هي الوحيدة المسؤولة عن توزيع الحصص التموينية على عامة السكان، وهذا ميراث يعود الى فترة العقوبات الدولية التي فرضت على العراق خلال التسعينات وبرنامج الأمم المتحدة للنفط مقابل الغذاء الذي انتهى في عام 2003. وهناك عدد كبير من الشركات المملوكة للدولة تضطلع بتنظيم جوانب مختلفة من الاستيراد.

ومما يزيد الوضع تعقيداً على الحدود، أن يحتفظ العراق بحكم الواقع بنظامين كمركيين، أحدهما في اقليم كردستان والآخر يغطي بقية البلاد. وتختلف جداول التعريفة والإجراءات الحدودية بين المنطقتين، وقد بلغ الأمر أن تكون هناك نقاط تفتيش داخلية على الطرق السريعة مما أدى إلى تثبيط حركة الشاحنات بين المنطقتين.

وهذا يدعو الى الحاجة الواضحة لتحسين مرافق إدارة الحدود، يجب تبسيط ورقمنة عمليات الإجراءات التجارية من خلال الاستخدام المناسب لتكنولوجيا التجارة. ويمكن للتقنيات الحديثة لإدارة المخاطر أن تجعل عمليات تفتيش البضائع أكثر انتقائية وتسرّع التجارة على الحدود.

فالاقتصاد العراقي يتطلب جرعة من تفعيل مقومات التجارة تتمثل بجرعة في المنافسة لإعادة تنظيم قطاعه العام الضخم والقطاع الخاص ذي الروابط السياسية، وتعزيز الاقتصاد الخاص غير النفطي، والإسهام في رفع مستوى الكفاءة، فالمنافسة والقدرة على التنافس ضروريان لخلق الفرص الاقتصادية، ويمكن أن يساعد السماح للشركات بالتنافس مع بعضها البعض على أساس تكافؤ الفرص في زيادة دخل الأسرة عن طريق خفض الأسعار وتحفيز التقدم التكنولوجي، وتوجيه النمو الاقتصادي، وتقليل انعدام المساواة. ولكي تنجح المنافسة يجب أن تكون هناك قدرة على التنافس. وبعبارة أخرى، يجب أن يكون من السهل للشركات الخروج من السوق والدخول اليها مع ظهور الفرص. وثمة إجراء آخر يمكن أن يرفع من مستوى المنافسة في الاقتصاد العراقي ويتمثل في خصخصة بعض الشركات المملوكة للدولة في البلد.

مع أهمية تبني رؤية جديدة للنظام الغذائي في العراق واتخاذ اجراءات فورية، وفي هذا السياق تشمل الإجراءات الفورية:

 تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات تعنى بمستقبل الغذاء في العراق.

مع إضفاء الطابع المؤسسي على تخطيط النظام الغذائي المحسن بين وزارة الزراعة ووزارات المالية والتخطيط والتجارة.

 فضلاً عن إجراء مراجعة وطنية للنظام الغذائي الحالي لتقييم ما إذا كان سيواصل مواءمته للغايات المطلوبة، على أن يسبق ذلك مناقشة رفيعة المستوى حول مستقبل الغذاء في العراق، بما في ذلك مستقبل إصلاحات دعم الأسعار والتجارة والإعانات.

وتلك التوجهات تتطلب الترويج للتجارة كأداة للنمو من خلال:

- زيادة الفرص التجارية من خلال التقليل من التكلفة المشوهة والتأخيرات وحالات الشكوك على الحدود.

- اضفاء الطابع العصري على الجمارك وتحسين البنية التحتية للحدود.

- اعتماد تقنيات ادارة المخاطر وأتمتة التجارة.

- زيادة شفافية تراخيص الاستيراد وما يرتبط بذلك من تخصيص للصرف الأجنبي للواردات.

- التقليل من الهشاشة الداخلية والخارجية والصراعات والعنف من اجل دعم تنويع الصادرات غير النفطية

وفي مثل هذا السياق، من الضروري أن تشرع التجارة العراق في أجندة إصلاح اقتصادي شاملة تتطلع نحو المستقبل من اجل تمكين القطاع الخاص نحو قيادة النمو وخلق التنوع وفرص العمل. ويمكن أن يستند مثل هذا البرنامج الى دعامتين-

الأولى: معالجة المعوقات الشاملة التي تعترض التنويع الذي يقوده القطاع الخاص من خلال الاستدامة المالية والحوكمة الاقتصادية، وإصلاحات القطاع المالي، وإصلاحات بيئة الأعمال، وتحسين محصلات رأس المال البشري، فضلاً عن إصلاحات الحماية الاجتماعية ونظام العمل،

الثانية: تحسين الحوكمة وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في قطاعات إنتاجية مختارة مثل الزراعة والصناعات الغذائية والكهرباء والغاز.

حيث يتوقع أن يتعافى الاقتصاد العراقي تدريجياً على خلفية ارتفاع أسعار النفط وارتفاع حصص إنتاج مجموعة (أوبك+)، مع توقع النمو في الناتج المحلي الإجمالي تدريجياً بنسبة 91 بالمائة في 2021 و36 بالمائة في المتوسط في عامي 2022-2023 ومن المتوقع أن يؤدي الارتفاع في عائدات النفط جنباً إلى جنب مع التأثير الناتج عن خفض قيمة العملة إلى تقليص العجز في المالية العامة إلى 45بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021.

وفي المرحلة القادمة، سوف يكون من الضروري للتجارة الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتخفيض الدين العام. ومع انحسار التأثير المباشر من الأزمة، سيكون من الضروري كذلك التركيز على الإصلاحات الهيكلية لتشجيع النمو بقيادة القطاع الخاص، مثل سياسات زيادة الإيرادات لتمويل السلع العامة الحيوية بما فيها الصحة والتعليم وشبكات الأمان الاجتماعي، وتعزيز الحوكمة والشفافية، ومواصلة تطوير الأسواق المالية.

وتقليص دور الدولة في الاقتصاد، وضمان تكافؤ الفرص أمام جميع الشركات، وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة اندماج العراق في التجارة العالمية بتخفيض الحواجز التجارية وضمان إمكانية التنبؤ بالإجراءات الكمركية ستكون جميعها عوامل حيوية لإطلاق إمكانات النمو الهائلة الكامنة في العراق، والحد من الفقر وتحسين الاحتواء للجميع مع تقرير إجراءات السياسات المحددة لدعم هذه الأهداف وتنفيذها.

ولتحسين هيكل التجارة الخارجية في العراق من المهم زيادة القيمة المضافة للمنتج المحلي وفقاً لاستراتيجية تعظيم الصادرات، وأن زيادة نسبة الصادرات تامة الصنع ونصف المصنعة يشكل دعماً لقيمة الصادرات الوطنية.

تعزيز الجهود لزيادة الصادرات ومساندة القطاعات الإنتاجية وإنشاء المجمعات الصناعية، أبرزها إزالة كافة المعوقات والتحديات التي تواجه الصادرات العراقي من خلال اتمتة كافة الإجراءات الخاصة بالاستيراد والتصدير والاخراج الكمركي.

تكمن أهم الأسباب الرئيسة للضعف التجاري، في ارتفاع معدلات البطالة بسبب انخفاض معدلات النمو.

ومنها قطاع التجارة باعتبار أن النظام المالي هو الذي يغذي حركة التجارة الدولية بالأموال ويشكل الشرايين التي يتدفق منها التمويل لأنشطته.

وينبغي تحديد تجارة العراق، في اربعة تحديات اساسية تواجه القطاع التجاري والخدمي في ظل استمرار أزمة جائحة كورونا، وتتمثل بنقص السيولة وقرارات تفعيل القطاعات الاقتصادية المتوقفة والتي كان لها دور كبير في الناتج المحلي وامتصاص البطالة وتباطؤ الاجراءات وانعكاسها سلبا على تسهيل النقل والتجارة، الى جانب قضايا تشريعية.

والتأكيد على أهمية العودة للحياة الطبيعية وفتح القطاعات التجارية والخدمية واتخاذ تدابير السلامة اللازمة وحسب البروتوكولات الصحية المناسبة لكل قطاع، والغاء الحظر بمختلف اشكاله، وتقديم قروض ميسرة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوسيع قاعدة المستفيدين لتشمل عموم المحافظات وتأجيل فترات السداد.

مع ضرورة تأجيل الاقساط المستحقة على القروض الممنوحة من البنوك التجارية للأفراد والمنشآت المتوسطة والصغيرة، دون احتساب الفوائد، وتأجيل استيفاء ضريبة الدخل من المكلفين الى ما بعد انقضاء الجائحة، وضريبة المبيعات واستيفائها عند البيع، مع ضرورة تأجيل استيفاء اشتراكات الضمان الاجتماعي للشركات او تقسيطها دون فوائد، واعفاء او تأجيل او تقسيط الضريبة المستحقة على الشركات، وتخفيض او تقسيط الفواتير التشغيلية الخاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة مثل الكهرباء.

والتركيز على نشر الوعي الصحي بأهمية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي بجميع الوسائل المتاحة المرئية والمقروءة والمسموعة وتأكيد وجود معايير واضحة ومرجعية واحدة للرقابة واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المخالفين.

واكدت أهمية تكثيف الجهود لتعزيز العلاقة التشاركية بين القطاعين الخاص والعام من خلال نهج جديد لتحقيق التعافي الاقتصادي واشراك الغرف التجارية بجميع اللجان المخولة باتخاذ قرارات تخص القطاع التجاري والخدمي.

والمطالبة بتعويض المنشآت العاملة في القطاعات المتضررة من توالي الازمات الاقتصادية والصحية والتشديد على ضرورة فتح التبادل التجاري بين العراق ومختلف البلدان على اساس التكافؤ والمصالح المتبادلة، وتوحيد الرسوم الكمركية والضريبية للسلع والخدمات التي يتم استيرادها من قبل الدولة والتجار.

والتأكيد على ضرورة تكاتف الجميع لتحقيق التعافي وتجاوز الصعوبات.

************

 

الصفحة التاسعة

 

أزمة الهجرة واللجوء ملف إنساني أم سياسي؟

سوسن مهنا* 

 

تحتل أزمة النزوح والهجرة قمة الأزمات الدولية، وليس من المبالغة إذا ما أطلق عليها أزمة القرن، منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعيش أعداد أكبر من المهاجرين أكثر من أي وقت مضى في بلد غير البلد الذي ولدت فيه.

ويواجه العالم أجمع تحديات كثيرة، لمعالجة الأزمات التي سببتها الأزمة أساساً، أي النزوح والهجرة، أبرزها النقص في المساعدات الدولية، حيث يسعى الملايين حول العالم للهرب من الفقر والحروب وعدم الاستقرار إلى دول يعتبرونها مستقرة وقادرة على تأمين مستقبل أفضل لهم.

ووفقاً لتقرير الهجرة العالمية لعام 2020 الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة، اعتماداً على إحصاءات من حزيران 2019، قدر عدد المهاجرين الدوليين بنحو 272 مليوناً، بزيادة 51 مليوناً عن عام 2010. وكان ثلثهم تقريباً من العمال المهاجرين.

وشكل المهاجرون الدوليون 3.5 في المئة من سكان العالم عام 2019. وهذا مقارنة بنسبة 2.8 في المئة عام 2000، و2.3 في المئة في عام 1980. هذه الأزمات تقلق المجتمع الدولي، ولهذا عقد قادة الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، في تشرين الثاني 2016 في نيويورك أول قمة لمناقشة أخطر أزمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

أعداد اللاجئين والمهجرين قسراً

كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت في تقرير الاتجاهات العالمية السنوي الصادر في حزيران)2021 عن تجاوز أعداد المهجرين قسراً حول العالم 82.4 مليون شخص بنهاية عام 2020 نتيجة للاضطهاد أو الحروب والنزاعات، منهم 26.4 مليون لاجئ نحو نصفهم دون سن الثامنة عشرة من العمر.

وتستضيف الدول النامية 86 في المئة من لاجئي العالم، بينما يعيش 73 في المئة من اللاجئين في دول مجاورة لبلدانهم، وهو الرقم الأعلى الذي تسجله المفوضية في تاريخها. في المقابل، يعيش 20.4 مليون لاجئ تحت ولاية المفوضية، و5.6 مليون لاجئ فلسطيني تحت ولاية الأونروا، و45.7 مليون نازح داخلي، و4.2 مليون طالب لجوء، و3.6 مليون فنزويلي نازحون في الخارج. وهناك ملايين الأشخاص عديمي الجنسية، وحُرموا منها ومن الوصول إلى الحقوق الأساسية، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والتوظيف، وحرية التنقل.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، تمكن 1.5 مليون لاجئ تقريباً من العودة إلى ديارهم كل عام. وعلى مدى العقد الماضي، انخفض هذا العدد إلى حوالى 385 ألفاً.

 

الهجرة ملف سياسي أم إنساني؟

بدأت موجات الهجرة في منتصف القرن العشرين وواجهتها العديد من الدول الأوروبية. لكن بداية شهدت تلك الموجات حركة تضامنية ضخمة مع المهاجرين من مواطني الدول الأوروبية.

لكن التغيرات التي شهدها العالم سياسية وديموغرافية لاحقاً، حولت معها قضية اللاجئين من ملف إنساني إلى وسيلة ضغط سياسية بيد بعض الدول. حيث باتت بعضها تمنع المهاجرين من الوصول إليها، عبر اقتراح  قوانين غير إنسانية في أكثر الأحيان.

فمثلاً إيطاليا أقرت بعض القوانين التي تمنع سفن الإنقاذ من الرسو في موانئها. وفي بريطانيا اقترحت حكومتها قوانين لمنع المهاجرين من القدوم إلى البلاد، اعتبرت عنصرية.

ولكن إذا ما اطلعنا على الإحصاءات التي تشير إلى أن واحداً من كل سبعة من الذين يعيشون في بريطانيا اليوم ولدوا خارج البلاد، نجد أن تلك الاقتراحات تعبر عن مخاوف حقيقية للدول الأوروبية.

فمسقط رأس نحو ثلاثة ملايين من المهاجرين، أي حوالى ثلث عدد المهاجرين الإجمالي، من بلد من بلدان الكومنولث كالهند وجامايكا وأستراليا ونيجيريا.

وتفيد الأرقام التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة على موقعها، بأن إجمالي 2262 مهاجراً “ماتوا أو اعتبروا مفقودين” لدى محاولتهم اجتياز البحر المتوسط في 2018، مقابل 3139 في 2017، و3800 عام 2016.

وهذا ما يثير جدلاً واسعاً على الساحة السياسية الداخلية الأوروبية، خصوصاً بعد بروز أحزاب اليمين المتطرف التي بدأت تظهر بقوة على أرض الواقع. في السويد مثلاً تمكن حزب “الديمقراطيون السويديون”، المعروف بمجاراته أفكار النازيين الجدد، من اعتلاء المشهد السياسي وبات يحظى بفرصة للمشاركة في الحكومة المرتقبة، وكان لخطاب “معاداة الهجرة” دور بارز في نجاح ذلك الحزب، أخيراً.

 

قوارب الموت

قد تكون رسالة أحد المهاجرين العرب الذي ابتلعه البحر في أحد القوارب التي سميت “قوارب الموت”، من دون أن تعرف هويته تروي قصة آلاف المهاجرين الذين فروا من جحيم الحرب في سوريا والعراق وليبيا، أو الفقر والبطالة في أغلب البلاد العربية والأفريقية.

يقول فيها، “لا تحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء... أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للكولون لك، وثمن تصليح أسنانك”.

ستبقى صور الطفل إيلان الذي قذفته أمواج البحر إلى الشاطئ جثة هامدة دليلاً على تقاعس الدول المتقدمة في مساعدة آلاف اللاجئين، الطفل إيلان كان بين مجموعة من المهاجرين السوريين الذين غرقوا عندما انقلب بهم زورق يقلهم من بودروم التركية إلى جزيرة كوس اليونانية. وكان بين القتلى شقيقه، خمس سنوات، ووالدته 28 عاماً، فيما نجا والده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*صحافية لبنانية

“اندبندنت عربية” – 21 كانون الأول 2021

(مقتطفات ضافية)

 ************************************

لا ديمقراطية من دون علمانية

عمران سلمان

 

“لا توجد مساواة، وإنما غلبة للعنصر الديني السائد في هذه المجتمعات”

لا وجود لديمقراطية من دون علمانية، رغم أن العكس ليس صحيحا. بمعنى أنه توجد أنظمة علمانية، ولكنها ليست بالضرورة ديمقراطية.

الديمقراطية تفترض بالأساس وجود مواطنين متساوين. وفي المجتمعات القائمة على الدين لا يمكن ضمان تحقيق ذلك، لهذا نحن بحاجة إلى العلمانية، لأن العلمانية تعيد الدين إلى حيزه الفردي والشخصي وتنقل الإنسان وقضاياه إلى المجال العام.

في غياب العلمانية ربما يكون هناك مواطنون، ولكنهم غير متساوين. فهناك مسلمون وهم في منزلة أعلى بحكم أن الإسلام هو دين الدولة، وهناك سنة أو شيعة أو دروز أو علويون أو غيرهم، بحسب نظام الحكم، وكل من هؤلاء في منزلة مختلفة عن الآخر.

ثم هناك من يطلق عليهم أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، وهناك أيضا من يصنفون على أنهم من المشركين أو من يسمون بأتباع الديانات غير السماوية، وهناك أيضا الملحدون أو من لا دين لهم وهكذا.

هذه التصنيفات ستحضر بقوة حينما لا يكون نظام الدولة علمانيا، لأن لكل هوية من هذه قيمة مرجحة أو غير مرجحة، أما في النظام العلماني فلا أحد يهتم بهذه التصنيفات، لأنه لا مكان لها في الحيز القانوني أو السياسي العام.

قد يحتج البعض بالقول إن هؤلاء كلهم مواطنون ومتساوون بحسب ما تنص عليه الدساتير والقوانين في المجتمعات العربية والإسلامية. هذا القول ربما يبدو صحيحا نظريا وظاهريا، لكن عمليا على أرض الواقع وعندما يُفسَّر الدستور وتفعّل القوانين واللوائح التنفيذية، يتكشف الأمر على حقيقته.

فلا توجد مساواة، وإنما غلبة للعنصر الديني السائد في هذه المجتمعات. والكل يشاهد ويعايش ويعاين بأنه في الدولة التي يسود فيها الدين المجال العام، فإن الحديث عن المساواة هو مجرد أضغاث أحلام.

وحتى يتم تطبيق العلمانية في الدول العربية والإسلامية، ويتم إخراج الدين من المجال العام، فإنه لا يمكن الحديث عن قيام ديمقراطية أو نضال من أجل الديمقراطية.

وقد أوضحت في مقالات سابقة (بنتيجة ذلك) أن الصراع الذي يدور في المنطقة العربية اليوم هو ليس بين ديمقراطيين ومستبدين، ولكنه صراع على السلطة والثروة، بين قبائل وطوائف وأتباع أديان وجماعات سياسية متعددة متعارضة في المصالح والمطامح. والديمقراطية هي العنصر اليتيم الغائب في هذا الصراع.

هذا الصراع كانت تحسمه في السابق الانقلابات العسكرية أو الاحتجاجات العنيفة في الشوارع وأحيانا الاغتيالات السياسية، أما اليوم فقد تعلمت هذه المجموعات أنه يمكنها أن تحقق ما تريد بتكلفة أقل عبر صناديق الاقتراع، حتى وإن اضطرت لمشاركة آخرين معها. ولذلك شهدنا هذا الحماس في أوساط جماعات وتيارات سياسية ودينية لا تؤمن بالديمقراطية، ولكنها تصر على مسألة الانتخابات وتعتبرها مطلبا ملحا.

وهكذا، فإن الانتخابات في البلدان العربية ليست علامة على الديمقراطية، ولكنها علامة على استعداد مختلف الفرقاء في العملية السياسية على مشاركة السلطة والنفوذ بصورة سلمية، قد لا ترضي نتيجتها الجميع، ولكنها تظل مرحلة أرقى بطبيعة الحال إذا ما قورنت بالحلول الدموية والعسكرية والاضطرابات السياسية.   

ولذلك فالحديث الذي يردده البعض عن “نضال الشعوب العربية منذ الاستقلال في منتصف القرن الماضي من أجل الديمقراطية والحريات السياسية والعدالة الاجتماعية”، بما في ذلك فترة ما يسمى “الربيع العربي”، هو مجرد أوهام وخرافات لا أساس لها. المقصود من إطلاقه هو فقط مغازلة الدول الغربية بهدف إقناعها بدعم هذه الجماعة السياسية المعارضة أو تلك في بعض الدول العربية ومساعدتها على الوصول إلى السلطة.

إذ لا يمكن إقناع هذه الدول بالتدخل، إلا من خلال استخدام شعارات مثل الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وما شابه، بينما الحقيقة هي أن الجماعات السياسية المعارضة لا تؤمن بأي من هذه القيم.    

لنتذكر أن معظم الشخصيات التي كانت تقدسها الجماهير العربية على مدى العقود الماضية، إما شخصيات مستبدة ومعادية للديمقراطية أو شخصيات عسكرية أو فاشية، من جمال عبد الناصر وحتى صدام حسين وما بينهما من زعماء الميليشيات والجماعات المسلحة والإرهابية.

وحتى اليوم فإن المرجعية لغالبية الجماعات السياسية في المنطقة، هي إما مرجعية دينية، أو قومية، أو شعبوية، وغالبيتها لا يؤمن بالديمقراطية أو حقوق الإنسان، خاصة إذا كان هذا الإنسان مختلفا في الدين أو الطائفة أو الأيديولوجية أو الجنس أو اللون أو الانتماء القبلي والعشائري.. إلخ.

قصارى القول إذا إنه من دون علمانية لا يمكن الحديث عن ديمقراطية في الدول العربية والإسلامية، وأن من يرفض العلمانية لا يمكنه في الواقع أن يكون ديمقراطيا أو جادا في المطالبة بها، لكن يمكنه بطبيعة الحال أن يتخفى في ثيابها كما يتخفى الذئب في ثياب الحمل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الحرة” – 16 كانون الأول 2021

 

 

الفقر يقصّر العمر

كشفت دراسة جديدة أجريت في المناطق الفقيرة والثرية في إنكلترا، عن تكاليف اللامساواة الاجتماعية الحقيقية: حياة أكثر مرضاً وأقصر بـ 10 أعوام.

قام مركز أبحاث The King’s Fund بتحليل البيانات المرتبطة باللامساواة الاجتماعية في منطقتي وستمنستر الثرية وبلاكبول الفقيرة، فتبين بأن متوسط العمر المتوقع لدى الذكور في وستمنستر قد ازداد بين أعوام 2001 و2003، و2018 و2020، بمعدل 7,4 أعوام، لينتقل من 77,3 إلى 84,7 عام.

بينما في بلاكبول، وهي حيث توجد الأحياء الثمانية من أصل أفقر 10 أحياء في كامل إنكلترا، لم يزد متوسط العمر المتوقع في الفترة ذاتها إلا 2,1 عام من 72 إلى 74,1عام. يعني هذا أن فجوة العمر المتوقع بين المكانين قد ارتفعت مما يزيد قليلاً عن خمسة أعوام، إلى 10,7 أعوام في أقل من عقدين.

أما بالنسبة للنساء، فكانت الفجوة بين المكانين في الفترة ذاتها قد ارتفعت من 3,9 إلى 8,1 عام.

أشارت مجموعة كبيرة من الدراسات الأكاديمية المرتبطة بمتوسط العمر، إلى أن التقشف الذي قررته الحكومة الى  تخفيض الخدمات الصحية والأساسية، هو السبب الرئيسي لعدم المساواة الداخلية.

غالبا ما تبدو التأثيرات الاجتماعية للفقر والحرمان مجردة، ولا سيما بسبب حجمها. المحددات الاجتماعية للتفاوت في الصحة موجودة في كل مكان في المنطقتين: معدل الوفيات المبكرة مرتبطة بالعيش في منازل غير مدفأة أو غير معزولة جيداً. العيش في أماكن مكتظة يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والاكتئاب والقلق.

في المناطق الأكثر حرمانا من العاصمة، يرتفع تركيز ثاني أكسيد النتروجين، وهو أحد ملوثات الهواء التي تقضي على حياة 28 إلى 36 ألف إنسان سنويا، مع زيادة بنسبة 24 في المائة في المناطق الأكثر حرمانا عن المناطق الأقل حرمانا، حيث يؤدي عدم الوصول إلى المساحات الخضراء جزئيا إلى تلك النتيجة. والقائمة تطول.

في 2019، تم اعتبار 140 ألف حالة وفاة – ما يقرب من ربع جميع الوفيات – كان بالإمكان تجنبها من خلال الرعاية الصحية الفعالة. كان لدى بلاكبول أعلى معدلات الوفيات للذكور من هذه الفئة للسنة الخامسة على التوالي، مع 349,7 حالة وفاة لكل 100 ألف ذكر. بينما سجلت منطقة هارت الغنية 246,5 حالة وفاة في كل 100 ألف حالة.

جميع المقاييس تشير إلى أن الأكثر ثراء هم بصحة أفضل.

تنسحب اللامساواة إلى المرافق الخدمية. كمثال: مستشفى الملكة إليزابيث حصل على تصنيف غير ملائم، حيث إنهم غير قادرين على تحمل تكاليف إصلاح السقف، والذي يستند على 200 دعامة لمنعه من الانهيار. تضاعف عدد المرضى في مستشفى الملكة إليزابيث بأكثر من الضعف في السنوات التي تلت 2010. لا تقدم هذه المستشفيات الخدمات ذاتها التي تقدمها المستشفيات الموجودة في مناطق الأثرياء، ومنها كمثال تقديم علاج لمرضى السرطان.

ليست هذه مشكلات غير قابلة للحل، وحقيقة أن التفاوت قد ازداد في السنوات العشر الأخيرة هو خير دليل على ذلك، وليس علينا إلا اتخاذ الإجراءات السياسية والاجتماعية التي تعكس اتجاه اللامساواة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 2 كانون الأول 2021

****************************

 

الصفحة العاشرة

 

“ موج “.. قصيدة الصورة الشاملة

 

فضاء شعبي

 

المقاهي الشعبية في الموصل أماكن للترويح عن النفس

 

صبحي صبري

 

تعد مدينة الموصل، الدرة اللامعة على جبين العراق، من ابرز المدن العراقية التي انشئت فيها العديد من المقاهي الشعبية.. عن هذه المقاهي يحدثنا الدكتور ذنون الطائي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الموصل، قائلاً: اعتاد أهالي الموصل، ارتياد المقاهي او الجايخانات ومفردها جايخانة، وهي مفردة تركية تعني محل شرب الشاي منذ القرن التاسع عشر، وذلك بقصد الترويح عن النفس والالتقاء مع الأصدقاء على شكل مجالس وأندية يتجاذبون فيها أطراف الحديث، ويتناقشون بالأمور الحياتية والعامة. ومن أقدم المقاهي التي عرفتها الموصل هي قهوة الطني التي أُنشئت سنة (1235هـ/ 1819م) وسُميت كذلك ربما نسبةً لاسم صاحبها، وتقع في الجهة اليسرى من شارع نينوى الحالي. وهنالك قهوة السوق الصغير التي بُنيت سنة (1274هـ/ 1807م) فيها كل مطلب للرواد بما يروح عن أنفسهم. وهناك أيضاً قهوة مسجد العقبة، وكُتبَ فوقها: “ هذا وقف مسجد العقبة سنة (1221هـ/ 1807م) حسبما أورده سيوفي، وقهوة يحيى الكركور التي بنيت سنة (1279هـ/ 1272م) ولهذه المقاهي شأن في الحياة الاجتماعية، حيث تعمل على تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوكيد الأخبار التي تروج في شتى مناحي الحياة.

وجدير بالذكر أنه بعد عام 1906 انتشر جهاز الحاكي فاقتناه أصحاب المقاهي، وتَعوّد الأهالي على سماع التراتيل والأخبار والأغاني، وقد أحدث ذلك جدلاً واسعاً، إن كان سماع هذا الجهاز حلالاً أو حراماً، فصدرت فتوى من قبل رجال الدين أجازوا فيها سماع التراتيل الدينية، كما انتشرت عادة شرب الشاي في المقاهي سنة 1895.. يواصل الدكتور ذنون الطائي حديثه معنا، بالقول:

- تضم الجايخانة افرادا من المجتمع الموصلي بكل اعراقهم وأثنياهم، اذ تنتشر في كل المحلات السكنية، فضلاَ عن وجودها في الاسواق المحلية، وهناك جايخانات خاصة (لأهل الصنف) البنائيين او نجاري الخشب وسواهم، كما هو الحال مع جايخانة او (قهوة يحيى) قبالة دائرة المتحف وانتهى العمل فيها في مطلع ثمانينيات القرن العشرين. وهناك مثلها في رأس الجادة وباب الجديد. والجايخانة لها اهميتها في المنطقة السكنية او المحلة وبخاصة في ليالي شهر رمضان، حيث يجتمع فيها الشباب بعد صلاة التراويح ويلعبون (لعبة الفر) وهي عبارة عن صينية فيها (11) كوب من النحاس يضمون في احدهم الحجر او الخاتم ويتبارون في ايجاده بين فريقين، الخاسر يقدم صينية من الحلويات (البقلاوة او زلابية) وتستمر اللعبة حتى قبيل صلاة الفجر. كما يجب الاشارة الى وجود (جايجي متنقل) يدور في الاسواق ويحمل عدة الشاي، عبارة عن منقل مربع او مخمس الشكل فيه الفحم والقواري والاستكانات ويجلس عند عمال البناء، او يدور في اسواق السراي والمهن والحرف المختلفة وينهي عمله حتى قبيل المساء عندما تغلق الاسواق ابوابها.

كما يتبارى الرجال او الشباب في احيان كثيرة بلعبة (الدومينة او الطاولي) والخاسر يقدم المشاريب او الشاي (على حسابو) لكل الحاضرين في الجايخانة. ويقوم بتوعد الرابح بالأخذ بالثأر في نفس اليوم او الاتفاق على موعد آخر. وعادة ما يقدم في الجايخانات (الشاي او الحامض يصنع من نقوع نوم البصرة واحياناً يقدم الدارسين (الداغسيني) ... ويختتم استاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور ذنون الطائي حديثه معنا، بالقول:

- الجايخانات تسجل لدى دائرة البلدية ولها رقم وتفتش من قبل مديرية الصحة بين الحين والاخر، والان اختلفت الجايخانات وتقاليدها مع التطور التكنولوجي حيث برزت (الكافتيريات) ويقدم فيها الحلويات وأنواع المشاريب والنركيلة، فلكل عصر سماته وحاجاته المعبرة عنه.

 

**************

حاول تبتسم

 

حامد الشمري

 

حاول تبتسم ياسني بالضيج

ولتغثك تفاهت بعض الاشكال

انخلقنه لراحت الطيبين مخصوص

وشرف النه اذا تكرهنه الانذال

ابدليل الناس نعرف ندخل اشلون

وذا ندخل بعد هيهات ننشال

حطينه محبت الناس بالجيب

مو مثل البعض حطينه مثكال

ومانعرف على احد نكشخ بيوم

حته دموعنه البسهن اسمال

ومنخل مانكظ ونغربل بيوم

لان الانه النه من البدايه

يبررلي المواقف بعض الاخوان

وسليمة يكلي وياك النوايه

بس حيه هذاك وذاك ثعبان

اشكد عيب وفضيحه وزحمه هايه

انه المفطوم بسموم العرابيد

يعلمني الغشيم اعله الحيايه

ولو ماعدنه شي ويه الثعابين

احنه ويه الورد ماعدنه غاية

مرات التشلبه الناس عالناس

اهم شي عدهم يصعدون بايه

وعدهم عادي كلش من يطيحون

لان طاحو بما فيه الكفاية

 

*************

تشتاگله

 

 

سعود الخفاجي

 

تشتاگله

وتنذرله ماي عيونك

ولوغاب عنك

تنعرف من لونك

كون التحبه

من صدگ يستاهلك

ويهيم بيك بلاوعي

ويشتاگلك

موچلمة التنگال

بس شلونك

تشتاگله

وترخصله اغله سنينك

ومن بينهم

مايحله غيره بعينك

ولوشاف غيرك

يلتهي ويمشي وياه

وانت اعله حالاتك وفي

وماتنساه

متعوب ليش وملتهي

اوي ظنونك؟

تشتاگله

وتتمنه لحظه تشوفه

وتعوف كلشي

ومستحيل تعوفه

اخ شكثر

شايلّه بين ضلوعك

شوگ وسوالف

عايشه اعله دموعك

ماجه اعله بالك

يوم هذا يخونك

 

*************

ابوذيــــات

 

حيدر حسن احمد

 

شبت وما عله صوتي على احد

ولا اتعديت بحدودي على حد

اذا وعدي السبت ميصير احد

واحب الناس حب حي لخويه

* * *

عشت دناي تامرني وآمرهه

وضگت طعم العسل منهه ومرهه

المنايه الما تمر بيه امرهه

اذا امسه الردي يحكم عليه

* * *

ابزماني تاه عقلي اشلون يصفه

خبط مايه وما ظن بعد يصفه

صرت جاهل وظني البال يصفه

أصبحت بثنينهن وشلون بيه

* * *

مو كلمن وسيع الدار ينضاف

ولا كلمن يسامح گلبه ينضاف

على الحنظل لون العسل ينضاف

ما يحله وحگ رب البريه

* * *

مثل حسنه ابكل الكون ما صح

ومن شفته العقل لليوم ما صح

وغير اسمه لساني ابد ما صح

ولا عيني اعله غيره ابصرت هيه

* * *

نهوني الناس عنهم منتهينه

وبدينه العشگ تونه منتهينه

احطك وين گلي منته هينه

وتگلي ابعيد احسنك عليه

 

**************

 

شــوغه

 

صالح صاحب الموسوي

 

ماله الگلب كلما تمر يخذف حيل

واتشبه عيني الگامتك.. ما عافتك لا بالفجر

لا بالظهر.. لا بالليل

آنه ابصبر افتل تحت في الزلف حبل الوصل

اسمك امعشعش بالگلب.. خلاني ناطور الدرب

احسب واعد أيام الك/ ناشرلك اشراع الفلك

خايف هلك.. تنحر نسيم الشوگ جروان السيل

ما مستجن لاوحت ساعات العشگ هم ونفت

كلما تمر حسنك يجر سباح گلبي وآنه اعت

خايب عزيزه الروح.. حگي لو خفت...

لا لا تسد ماي الرشن.. اللبن ثخنه لا تشن..

والچان نخوه اتحشمك/ نخلط دبسنه اويه الدهن

نگعد امشراگة شمس/ وترن هواوين العرس..

وتعط فناجين الفرح.. گهوه وهيل

من يوم شفتك والشمس لمت شليل الفرشته

من يوم حاچاني الهدب.. دغدغ دليلي ابنسمته

ينط ملح كله ملح.. متعني كته اعله الجرح

خلاني انود ابهل طرح... كل ساع اوچرلي ابكتر

ما فسر الناس التمر.. العين يمه اتحوم شاغلها الفكر

وآنه ابنفس افنت.. مثل نفت الريل

ماله الگلب كلما تمر يخذف حيل

 

************

 

الصفحة الحادية عشر

 

وداعاً.. سعدون العبيدي

فقدت الأوساط الثقافية والمسرحية منها على وجه الخصوص، القامة الإبداعية الكبيرة الفنان سعدون العبيدي.

تلقى الفقيد علوم المسرح في لندن، وأسس المعهد العالي للتمثيل في الكويت، كما أسس “فرقة مسرح الرسالة” في بغداد، واصبح مديراً عاماً للسينما والمسرح عام 2005. قدم مسرحيات عديدة تأليفا واخراجاً وتمثيلاً. وشارك بأفلام عراقية واجنبية عديدة. اصدر سلسلة المسرح العراقي، ونشر عدداً من النصوص المسرحية التي احتفى بها المسرحيون.

سعدون العبيدي الانسان العذب والشخصية الوطنية والقامة المسرحية المثابرة.. سيظل بيننا رائدا ومعلما فذاً.

***************

حلم في عيون مثقلة بالخيبة

 

مروان سليم الهيتي

 

أيها الحلمُ الجميلُ الهاربُ

لك أن تهربَ

فعينايَ العربيتانِ مثقلتانِ بالخيبةِ

أيها الطيفُ المشرد بين المرايا والمحال

لك أن تترددَ

فلسنا سوى رصيفً في أقذرِ شارعٍ

تسحقنا أقدامَ السخفاء

أنا ذلك الالتباسُ الطويلُ

بين الحقائق والفوارق

طفلٌ منسيٌ في ظلمةِ أقداري

أبحثُ في كل فراغٍ عن أمي وأبي

أبحثُ عن ظلٍ لا يمشي عكس الشمسِ

أيتها الأبدية

في بلدي .... كم أشتهي أن أقطعَ شرايين البرق

أو ... أن أخلع عشقك الوحشي من حقولي المحترقةِ

وأمسح الانتظار ...

من على ضلفاتِ النوافذ

فكم هو دموي غيابك

تعالي ...

ولو شالاً غيمياً على كتفي

فأنا ذلك السطر المحايد

بين مخاضِ القلمِ وولادة الحرف

أنا الثائر الذي خانه الوطن

وشهد عليه الربُ شهادة زورٍ

***********

القصيدة السيرية.. عادل الياسري أنموذجاً

د. علي إبراهيم

 

في كتاب عادل الياسري (النهر موقد الماء) والتي صدرت طبعته الأولى عن دار تموز ديموزي للطباعة والنشر، دمشق 2021، يتكون من قصيدة واحدة مكثفة تحمل اسم الكتاب. وتتضمن جوانب من سيرة الشاعر الشخصية وتحديدا نشأته. يحدد الشاعر منذ البداية مكانة السيرة أو السيرية بـ (نهر الفتلاوي) موضحا في الهامش صورة النهر الذي يمر بأراضي القرية التي ولد فيها، ثم يدخل في تفاصيل المكان مبتدأ بالنخلة وهي رمز مهم في القرية وتعني الثمر والشموخ والظل ...

“ تمدُ النخلة التي قربكم عنقها للأرض، هل تسلّمت رسالتها؟

 وفاطمة التي كنت تلاحقها، تستظلان نخلتين

كانتا ترنوان للبعد خوف أن يراكما قادم”

ولا أدري لماذا جعل الشاعر فاطمة رمزا لفتيات القرية كما ورد في (هامش ص8)؟!

وجدت أن الهامش التوضيحي لا ضرورة له. لكن النخلة تبقى حاضرة في سيرة الشاعر.

“ رأتكما على البعد في جلسة بين اثنتين من النخل

نادت على ابنتها، الصفعات زخت مطرا على رأس

العشيقة”

هذا المقطع يبين ثقافة المجتمع الريفي في الخمسينيات: طقوس العشق بين الشاب

والشابة وموقف الأهل وهم يراقبون بناتهم وأبنائهم، والطريقة العنفية في معالجة الخروج عن الأعراف الاجتماعية.

ويفصل الشاعر في رموز المكان الذي ولد فيه؛ شجر الرمان، الصفصاف،  الدروب، النهر، المضيف، وكلها ليست بعيدة عن الزمان الذي يشكل الحركة في النص فالأيام تفعل فعلها وتشكل علامة واضحة بين طفولة الشاعر و(كبار الجالسين في مضيفهم) الذين كان يخشاهم ثم صار ندا لهم في الكبر... ويتمثل الزمان في طفولته وهو السنة الرابعة ورحيل والده، ويتناول لعبة الطفولة التي أفقدته أحدى عينيه (مرآته اليسار) لكن هذا الحادث المؤلم لم يفقده الأمل بل زاده اصرارا على الحياة والإبداع:

“ولم ينحن جذع نخلتك..،

اليمين غدا عندك مرآتين،

غدوت ترى الذي لن يراه غيرك، نبوءتك التي

أحسست منذ الصبا رافقت ابريقك المليء بالمطر

المنساب من غمامة الحياة،

حزت على السبق.”

وهكذا تجاوز الشاعر محنته وهو صغير، وسار في الحياة دون رجعة ولم تتعثر خطاه. ورأيت أن الشاعر كرر هذه الذكرى في أكثر من مكان في قصيدته وعلى الرغم من أن خاله الذي كان يسميه (أبي) لكبر سنه  لم يشجعه بل كان مترددا لكنه لم يمنعه من قول الشعر:

“ يا ابني.. إني توسمتك ميالا، هب لنفسك المساحة..

الشعر يدعوك.. أطرق بابه، سوف لا توصدها

الجنُ، لكنني في البدء نصيحتي ألاّ

تكون شاعرا، لأني ما عرفت شاعرا غنيَّا”  

لكنه لم يصغ لتلك الوصية “ وأمسك الصولجان منذ اليفاعة”  غادر طفولته الرتيبة في القرية وبدأ عتبة جديدة للوصول إلى عالم أكبر عالم المدن والحضارة.

“ في غفلة طوى العود الطفولة دونما متعة،

لا ذكريات لها رائحة البرتقال

الصبا عتبة أولى للولوج إلى المدن الأخرى.. مدنا

تراها، أضواؤها في البعض نجوما، وفي الأخرى

سماوات بها شموس”

ويوظف الشاعر الحوار الداخلي في قصيدته ويكشف من خلال عبارات مكثفة تعد مدخلا لطرح فكرة استرجاعية مثل: “ شاورت ذاتك”  أو مخاطبتك لظلك: “ استدرت لظلك سائلا، هل هذا أنا أيها الظل، أين شمسي؟ هل أحرقت النار قرصها” ويجعل الظل يحكي: انبرى الظلُّ: أنت الاله الذي لم ينزل الماء عن بطر...” وبهذه المدخلات يعود استرجاعا إلى قريته التي علمته “ النبوءة، وأطياف النساء راودت” رأسه. ويتواصل مع الذكريات وعشقه الأول, ثم يعود بذكرياته إلى باب الحسين قلب الحلة ويتذكر أصدقاءه؛ الشاعر موفق محمد والباحث ناجح المعموري، والشاعر شريف الزميلي وهؤلاء وغيرهم رموز المدينة التي أحبها مكانه الآخر بعد القرية التي ظلت في ذاكرته ويتعايش مع المكان الجديد برموزه الانسانية وعوالمه التي لم تكن طارئة؛ الشط والجسر لكنه لا ينسى “أرض الشط وملاها” ويسترسل وهو يحفر في ذاكرته الروابط ما بين مسقط الرأس وبين الحلة التي ترعرع فيها تجسيدا للسيرية الذاتية في القصيدة وهي: “ قول ذو نزعة سردية یسجل فیه الشاعر شكلاً من أشكال سیرته الذاتية، تظهر فيه الذات الشعرية الساردة بضمیرها الأول متمركزة حول محورها الأنويّ، ومعبرة عن حوادثها وحكاياتها عبر أمكنة وأزمنة وتسمیات لها حضورها الواقعي خارج میدان المتخیل الشعري... یؤكد فیه الشاعر وعلى نحو ما المرجعيات الزمنية أو المكانیة أو الشخصانیة للحوادث والحكايات التي تتضمنها القصيدة... إذ تتمركز السیرة الذاتية في قصیدة واحدة، یشترط أن تكون طويلة بحیث تعطي صورة واضحة تعكس طبيعة الترتيب التصاعدي على مستويات السرد أو الحدث أو الفضاء، أو في مجموعة قصائد تشكل مجموعة شعریة واحدة... كما لا یشترط في ذلك التزام نوع شعري معین” وعلى وفق هذا التنظير وجدت ان ما كتبه عادل الياسري يشكل قصيدة واحدة طويلة نسبيا تضمنت كل ما ذكر من مرجعيات. ووجدت أحداثها متصاعدة ربما لم تستوعب كل التجربة لكنها أعطت صورة راكزة مكانيا وزمانيا وفيها من الأحداث والعواطف والمشاعر الجياشة اتجاه المكان المرتبطة بحالة انتقال الشاعر والزمان المصاحب للحاضر والماضي والمستقبل. ووجدت”أن القصيدة (السيرذاتية) لا تسعى إلى ضبط انسجام الحياة، وإنما إلى إعادة تشغيل «طاقة التبديد الأسلوبي»، وهي لا تدعي دقةً ما للوقائع، بل أصالةً ناتجة عن «ارتعاش الملفوظ». ومن ثمة، لا يمكننا أن نُفكر في غيرية الذات بدون أن ندرس رهانات [غير شكلية]” وهذا ما فعله فلم يغرق في نهج الواقعية ويجعل من قصيدته حكاية، كما لم يغوص في  اسلوب غامض ويترك القارئ يعوم في بحر لا قرار له من التعتيم والمسميات والغرابة مما يفقد قصيدة السيرة طابعها. مما جعلني أختلف معه في وضع هوامش تعريفية لا حاجة لها إذ لم يترك للقارئ ما يمكن أن يسأل عنه.

   ويعبر الشاعر عن التصاقه بمدينته على الرغم من رحلاته الكثيرة في أرجاء العالم؛ “سجلت به صورا لإسطنبول وباكو وباريس وبيروت وطهران ومدن أخرى..

الحلة صورتك الأخيرة التي لن تفارقك، لا أنت

تفارقها، هي العشيقة التي منحتك دفأها،

واختارت لك اسما به الآخرون يقرأونك”

ويتذكر السنوات التي عاشها في المدحتية موظفا في أحدى دوائرها ومتعايشا مع عدد من عوائلها، وقبلها في أحياء الحلة القديمة ... ولم ينس الشخصيات التي تكررت في جوانب قصيدته مثل علوان الحبيب، والمعموري والنخلة والشمس وشط ملا، وشخصيات القرية؛ شعلان وابنه وكاظم المهدي، والعجوز التي تقص الأساطير والحكايات، وجدته التي علمته القصص والحكايات، والمعلم جاسم، والشهداء؛ “الجفّات” و”معن” و”القريمط”.

لقد نجح الشاعر عادل الياسري من خلال الزمكان والشخصيات والعشق لكل المسميات التي ذكرتها أن يكتب صورة جميلة عن سيرته الذاتية في قصيدة مكثفة، مبتعدا أحيانا عن الشعرية والموسيقى الداخلية التي تطلبها القصيدة الحديثة.

*********

الموجز

 

  • ثقافة 2022

لم تعد الثقافة وشماً حائراً يتكرر، فالتكرار وقوف فيما الثقافة حركة وعطاء وتجديد.. كما ان الثقافة ايجاز للمعاني والأفكار والرؤى الفذة التي تبوح بدقة ووضوح بعيدا عن الثرثرة والتفاصيل اللامجدية والترهل.

من هنا نؤكد في “الطريق الثقافي” الى اننا نبحث عن الثمار، عن كل قطاف يانع مزهر، لتقديمه مادة معرفية وابداعية تلقى الاستحسان والفائدة المرجوة.

ندعو كل كتابنا الافاضل الى رفدنا بكل ما هو جديد ومثمر ورصين مع مراعاة الايجاز، ليتسنى لنا العناية بنشرها وهي في كامل بهائها.. وليكن عام 2022 عام الثقافة الموجزة والجديدة.

 

  • مجلة المورد

المجلة الفصلية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، احتفت لمناسبة العيد الذهبي لصدورها (1971 - 2021).

 

  • احدث الكتب

- التيه/ قصص/ يسر محمود يسر/ اصدار دار الرواد/ بغداد.

- تراكم الجمر والندى/ من الاعمال الشعرية غير الكاملة للشاعر ريسان الخزعلي صدرت عن دار العراب والعربية- بيروت.

- ارانجا/ رواية سعد السمرمد/ صدرت عن المؤسسة العربية- بيروت.

 

  • مؤسسة ايشان

مؤسسة جديدة تم افتتاحها مؤخراً وتعنى بالتراث العربي، يرأسها د. علي حداد.

 

  • الدليل هل بحاجة الى دليل؟

بين فترة وأخرى تقوم دار المأمون في وزارة الثقافة بإصدار دليل لكتبها المحدودة كما ونوعا.

وتضيف الى هذا الدليل الذي تتكرر طباعته فهرس وكأن كلمة (دليل) لا تكفي للدلالة على مطبوعات لا تضر ولا تنفع.

وفي وقت نجد اقبالا شديداً على قراءة الكتب المترجمة النافعة والتي تتناول احدث نظريات العلم والمعرفة والابداع.. نجد دار المأمون تصر على اصدار مطبوعات ميتة قبل وبعد صدورها.. فلماذا هذا الإصرار على تكرار الفشل؟

**********

قصة قصيرة.. شغف الفراشة

ابراهيم خليل ياسين

 

جنوح يقظ لعالم صغير يعوم في بحيرة من فقاعات السوائل العطنة، ويتربع عروش جدرانه لوحات بعض المشاهير، نيتشة، أرخميدس، نيوتن، السياب ؛ أم كلثوم ، داخل حسن وووو و، ويلهث رازحا فوق سطوح مناضدها جيش من الاطباق والأواني والانابيب الزجاجية المتباينة في أحجامها وأشكالها، بعضها تقف مستنفرة، مملوءة حد الشفاه، وبعضها الأخر يضطجع بأهمال بأنتظار دورها في العوم بين أنامل رجل إقتسم معها مملكته الذهبية على حد زعمه في تلك الغرفة، منذ نيل شهادة تفوقه الدراسي، وظل محاورا سلسا وشغوفا لحد هذا اليوم

 مالذي طرا؟ وما سرهلع إمرأته من طول بقائه هكذا ولساعات متاخرة من الليل؟ في ذلك الحيز الحالك الذي لاتخترقه سوى حزمة واهنة من الضوء تمر عبر نوافذه، كما لوإنها رميت في غياهب النسيان لدرجة وجدت نفسها في فراغ مطبق بحيث أخلعت عن ذاكرتها بريق طفولتها وكل مايتصل بموضات الزينة و الأزياء وقصات الشعر من مستجدات أخرى ، ولم يشغلها سوى الاستجابة لتلبية طلباته، قدرها ان تجهض عنها جميع رغباتها، بأستثناء بعض الوقت المتاح لها بعد حلول الغروب، تتحينه في الأنصراف إلى أطفالهما، وحالما تعد لهم شيئا من الطعام تذهب بهم الى أسرتهم ليخلدوا الى النوم ، ثم تعاود تركيز إنتباهها نحوه “ يالبأسك من إمرأة لاتبالين لهذا الرضوخ الحانق، لرجل أغرق أغلب أعوامه المنصرمة في نفقه القروي، وظل مغمورا بعبق الأرض ورفس المسحاة وغبار العشب، والزمن اللاحق كما ترينه الأن يختلف تماما، وها هو ذا كما يبدو لك راضخا في نشوة مبتكراته !!، لاتلقين باللائمة عليه، حري بك ان تلوذي بالصمت، فأنك أحدى الفتيات اللواتي كن يلهثن ورائه كالظل بحثا عنه، وبعد ان اصبحت تقيمين معه تحت سقف واحد تحولت بأرادتك الى جزء من اهتماماته،، وهو قد إختارك أنت من بينهن جميعا كزميلة ثم فيما بعد شريكة لحياته لشعوره بأنك إمرأة اخرى، لابل ذائقة تتماهى مع أحلامه ورغباته، وأستمر مشواركما معا هكذا ، على بعد أمتار ولأعوام طوال كنتما تتحاوران في هدوء يتسم بالرشاقة والخفة، في ذلك الرواق الفسيح من الجامعة رسمتما أول خطوة للقاء الذي مالبث إن تحول الى ظل

 مصير مشترك إستمر حتى يومك هذا “

 حرصت على أن تحلق في سماء تطلعاته، تبحث خلسة عما يختزل المسافة المفضية الى أسمى أحلامه ، بغية ان تضع موطئا لها فيما يعتريه من أفكار ورؤى، كانت تثب نحوه مصغية لأدنى صوت يبادر به، بمجرد ان ينبس ببنت شفة تهرع مسرعة لأعداد أدق أحتياجاته من اوراق، تنقية بعض الأنابيب والاواني أن إقتضى الأمر ذلك، او تهيئة مايحتاجه من طعام، شاي، قهوة، أو أي شيئ يراه ضروريا لأستكمال ما يروم اليه، وأحيانا تفاجأ به حائرا يفتش عما يجعله متواصلا في منجزه حين ترى النور قدلفظ أنفاسه لأسباب غامصة ويتعذر في تلك اللحظات إعادة الروح الى غرفة مختبره مجددا إلا عبر مولد كهربائي، لم تتأخر سوى دقائق حتى تعيده اليه، فيقفز الى ذهنه وقلبه هاجس الحوار همسا مع أشيائه ، يواصل أنذاك ملاحقا ماكان عصيا عليه

وفيما هي تحمل اليه في رأسها قمرا الى صحراء ظلمته وسكونه، ودون أدنى شعور بالضجروالاستياء ظلت ترقبه عبر كوة غرفة نومهما تسلل صوته خفيضا

 - بماذا تفكرين يا...

 - لاشيئ

 - لم حزينة إذن؟

بعد تردد قالت

 - بقاؤك في هذا المكان ولفترة مجهولة ، ألاتصجر منه؟

 - كيف أضجر منه فهو سرمتعتي !

 - والى متى؟ والى اين تريد الوصول به؟، ألايكفي؟

  - ماذا تعنين؟

  وأطفالنا ألاتنظر أليهم !!

صمت برهة ثم رد قائلا

 - ما اسعى أليه في هذا المكان الايعد حلما لهم؟

نأى بنفسه عن الأستغراق في نقاش لايفضي الى حل، ربما يسد عليه نوافذ التواصل مع أدواته الزجاجية والنحاسية

كرس أهتمامه هذه المرة بشكل أقسم على ان لأيابه لأحد، فقط لحلمه الجديد

بقيت هي كعادتها تتأمله في ذلك اليوم بترقب حذر حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل، وعند حلول الفجر الذي نشر خيوطه الفضية الى أرصية غرفتها، أستفزها ثمة منظر لم تعتده، لم يصدر عنه اية جلبة حركة او صوت يلتمس منها تحضير بعض ماأعتاد علبه كل يوم، ولا حتى نوبات سعاله المعتادة،ثم إستدركت قائلة “ ربما غط في نوم عميق من جراء ماعاناه من تعب، إقتربت منه للأطمئنان عليه، الفجر عزز من بزوغه في أنحاء اخرى، أندفعت صوبه وهي تغمغم “ لاأعتقد ان أستغراقه في العمل يستمر الى هذا الوقت”

  كان لايبدو منه غير ظل مبعثر على الارض وهو يسند ظهره الى قائمة الكرسي، وقبل أن توقظه لفتت أنتباهها فراشة تحلق في فناء المختبر، ظلت تحوم لدقائق بعدها قفزت في عدة إتجاهات حتى لامست عدستي نظارته، ثم حطت على هامش جملة مقتضبة كتبها بعناية “ وأنا أسجل مسك ختام هذه السطور اكون قد أنجزت حلمي الكبير

وريثما إنتهت من قراءتها ولمرات عديدة شعرت بالزهو من ملاحقة الفراشة بنظرات متلهفة، مستأنسة بها، وإستمرت تحلق في فضاء المنزل، ثم تسربت عبر النافذة، تنبهت ثانية الى زوجها ، أذهلها وقع الصدمة حين ربتت بكفها على كتفه، فالسكون المطلق الممزوج بالبرود غمر جسد ه حتى هيمن عليه تماما ، أرتجفت قواها بشكل وجدت نفسها تجهش في بكاء حاد.

********

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

قراءات فكرية – سياسية

 

عن “دار أهوار للنشر والتوزيع” في بغداد - شارع المتنبي، صدر أخيرا كتاب بعنوان “قراءات فكرية -سياسية” للأكاديمي والباحث د. هاشم نعمة فياض.

يشتمل الكتاب على مجموعة من القراءات والموضوعات المتعلقة بالفكر الديني والسياسي والاجتماعي -الاقتصادي والهجرة والاندماج. وتعالج تلك القراءات الظاهرة الدينية من علم اللاهوت إلى علم الأديان المقارن ونقد العقل الإسلامي والفكر الإسلامي. كما تتناول الجهاد في الغرب وصعود السلفية المقاتلة والتطرف اليميني في هولندا، وغير ذلك من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويقول مؤلف الكتاب، أن هذه القراءات والموضوعات كتبها في الفترة من 2019 إلى 2021.

 

**************

بعيدا عن القاعات المغلقة.. سعيد الروضان يوقع كتابه الجديد في سوق العمارة

 

العمارة – طريق الشعب

شهدت “المكتبة العصرية” في سوق مدينة العمارة المسقوف، صباح الأحد 19 كانون الأول الفائت، جلسة توقيع لكتاب “أنطولوجيا سرديات مملكة القصب ميسان”، جديد الباحث والمترجم سعيد الروضان.

واختار الروضان هذه المكتبة التي أسسها الراحل عبد الرحيم الرحماني عام 1929، مكانا لتوقيع كتابه، وذلك خروجا عن المألوف، حيث تعقد جلسات توقيع الكتب والأمسيات الثقافية غالبا في قاعات مغلقة يحضرها جمهور من النخب الثقافية.

وفي حديث لـ “طريق الشعب”، يعبر الروضان عن اعتزازه بهذه المكتبة التي كانت “ملتقى لكبار الشخصيات الأدبية: الجواهري، حقي الشبلي، ملا عبود الكرخي، خليل رشيد، عبد الإله أحمد، عبد علوان الطائي، وغيرهم”.

ويضيف، أنه “في بداية السبعينيات، كان يدير المكتبة الكتبي حيدر حسين اللامي. إذ أضفى عليها طابع الحداثة، وكانت تشهد في ذلك الحين توزيع صحيفتي (الفكر الجديد) و(طريق الشعب) ومجلة (الثقافة الجديدة)”.

ويلفت الروضان إلى أن هذا المكان كان حاضنة لتعزيز العلاقات بين الأدباء، وكان يرتاده في ذلك الوقت، فترة السبعينيات، أدباء عديدون، أمثال باسم عبد الحميد حمودي، حسن العاني، ياسين طه حافظ، حسب الشيخ جعفر، عبد الستار ناصر، محمد شاكر السبع، عبد الرزاق المطلبي، مالك المطلبي، عبد عون الروضان، حطاب ادهيم الفيصلي، ماجد البلداوي وحسن الطائي”.

وعن جلسة توقيع كتابه الجديد، يذكر الروضان أنه في البداية تم عرض الفكرة على مدير المكتبة الأستاذ شريف عبد الحسين، فسارع إلى الترحيب بها، بعدها تم عرض الكتاب “بشكل فني جذاب”، دون إعلان أو توجيه دعوات، حتى توافد العديد من مثقفي العمارة على المكان للحصول على نسخ موقّعة من الكتاب. إذ أقدم عليه في البداية صبيح صيهود وعبد الله نجم نقدي ونوري الروضان وحيدر الحجاج والسيد نوري، ليتوافد بعدهم آخرون تباعا. 

ويشير الروضان، إلى أنه وقّع نسخا للعديد من أصدقائه الذين لم يحضروا الجلسة العفوية هذه، على أمل أن يتم إيصالها إليهم.

وفي الختام غادر المكتبة، لكن عينيه بقيتا شاخصتين على المكان “الذي لطالما أضاف وعيا إبداعيا لأبناء العمارة الطيبين” – على حد تعبيره.

 

************

النائبان محمد عنوز وهادي السلامي: نسعى لتخليص العراق من المحاصصة والفساد 

 

جانب من الحضور

 

النجف -  طريق الشعب

احتضنت قاعة “منتدى هارموني” للفنون في مدينة النجف، أخيرا، ندوة جماهيرية للنائبين الفائزين في الانتخابات الأخيرة، محمد عنوز وهادي السلامي.

الندوة التي عقدت بمبادرة من “فريق نجمة أكتوبر” - وهو فريق مدني من ناشطي التظاهرات - حضرها جمهور من المثقفين والناشطين، من بغداد وكربلاء والأنبار ونينوى. وقد أدارها الإعلامي علي الخيالي.

وتحدث النائبان عن توجهاتهما المقبلة في البرلمان الجديد، مؤكدين سعيهما لتوحيد جهود النواب الحريصين على خدمة العراق، في سبيل تخليص البلد من نهج المحاصصة والفساد والفاسدين.

وشددا على أهمية تفعيل الدور الرقابي للنواب، فضلا عن الدور التشريعي، بما يهدف إلى تحسين حياة المواطن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شبيبة ألقوش ترسم البسمة على وجوه الأطفال

 

ألقوش– طريق الشعب

شارك فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، في الاحتفال المركزي الذي أقامته “كنيسة ألقوش” في مناسبة عيد رأس السنة.

ووزع فرع الاتحاد الهدايا على الأطفال المحتفلين في الكنيسة، ما رسم البسمة على وجوههم وغرس الفرحة في قلوبهم.

 

**************

 

 

شيوعيو الرصافة الأولى

 يكرمون الرفيق جبار الفتلي

 

بغداد ـ طريق الشعب

تثميناً لمواقفه ونشاطه المتميز في خدمة الحركة الوطنية في العراق، وجهوده الداعمة للحزب ماليا ومعنويا منذ سنوات، كرّمت محلية الرصافة الأولى للحزب الشيوعي العراق، الرفيق جبار الفتلي، خلال حفلها الفني الذي نظمته، اخيراً، في مناسبة نجاح المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب،

وقدم عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق صبحي الجميلي الى الرفيق الفتلي لوح الحزب معبراً عن اعتزاز الحزب برفاقه ومناضليه، وأشاد بجهود الرفيق الفتلي وحضوره الدائم في فعاليات الحزب المختلفة.

وشهد حفل المحلية، فعاليات شعرية شارك فيها الشاعران سلام عرب ومالك السوداني، واختتم بعزف على آلة العود للفنان علي حافظ، ومنح عدد من الرفيقات والرفاق الجدد عضوية الحزب

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الناصرية..  بازار للأعمال اليدوية

الناصرية – وكالات

أقام “فريق عشتار” التطوعي في محافظة ذي قار، أخيرا على حدائق متنزه مدينة الناصرية، بازارا عائليا للأعمال اليدوية والمشاريع الصناعية والمنزلية، وذلك بمشاركة 120 متطوعا.

وقال عضو الفريق عباس الميرزا، ان هذا البازار يأتي لدعم الطاقات الشبابية، مبينا في حديث صحفي، أن البازار شهد عرض أعمال يدوية منوعة، منها الألبسة المحاكة والاكسسوارات والصناعات الغذائية. كما تضمن معارض للكتاب والرسوم والأعمال التراثية.

وأشار إلى أن الفريق سيقوم أيضا بالترويج لتلك الأعمال على شبكات التواصل الاجتماعي، في سبيل دعم المواهب الشابة والمساعدة في تسويق نتاجاتها.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توزيع “طريق الشعب” وافتتاحياتها في الصالحية

بغداد – عدنان جاسم

شكلت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في منطقة الصالحية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، فريقا إعلاميا جوالا جاب عددا من شوارع المنطقة سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وعمال ورش النجارة، نسخا من “طريق الشعب” ومقالاتها الافتتاحية، فضلا عن كراسات تتضمن وثائق صادرة عن المؤتمر الـ 11 للحزب.