اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

الاتحاد العام لنقابات عمال العراق يستنكر الإجراءات التعسفية.. ملفات فساد في الصناعة تعرض كاشفيها للعقوبات!

 

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

تعرض عدد من عمال الشركات العامة في وزارة الصناعة والمعادن، إلى اجراءات تعسفية، تمثلت بنقل بعضهم الى شركات اخرى خارج اختصاصهم، فضلاً عن تشكيل مجالس تحقيقية بحق البعض منهم، بسبب احتجاجهم المستمر على صفقات فساد في الوزارة، ومطالبتهم بتفعيل الشركات المنتجة التي توقفت عن العمل منذ عام 2014.

 

ما القصة؟

يوضح معاون المدير الفني في مصنع القطنية (معمل المنتجات الطبية) التابع الى الشركة العامة للنسيج والجلود، غالب التميمي، لـ”طريق الشعب”، أن هناك مجموعة اجراءات حصلت في وقت سابق، ساهمت في اضعاف القدرات الانتاجية للشركات.

وبحسب التميمي، فإن الشركات التي دمجت هي: “الشركة العامة للصناعات القطنية في الكاظمية والشركة العامة للصناعات الصوفية والشركة العامة للسجاد اليدوي والميكانيكي والشركة العامة لنسيج الكوت والشركة العامة للألبسة الجاهزة ومعاملها في الموصل والنجف، مع الشركة العامة للنسيج والصناعات الحريرية”. ويلفت إلى أن “معمل المنتجات الطبية توقف عن العمل كغيره من المعامل بعد العام 2014، وتم بعدها إصدار قرار دمج الشركات منذ 2016 بزمن الوزير الاسبق محمد الدراجي”. وتبرر اجراءات دمج الشركات بذريعة “التكامل الاقتصادي” وفقا للتميمي، الذي أكد دمج سبع شركات بشركة واحدة.

ويشير التميمي إلى أن “البضاعة الأجنبية تستورد من الخارج باسم مواد أولية للمصنع، لكنها بالحقيقة مواد جاهزة للإنتاج”، إذ أنّ دور عمال الشركات يقتصر على “التعبئة والتغليف والإرسال الى الجهات المستفيدة.

وطبقا للتميمي، فإن قرار الدمج أثر كثيرا في رواتب العمال والبنى التحتية لمصانع التمويل الذاتي، التي أضحت تمول كل ذلك من خلال ما تحققه من أرباح، وهي بالعادة شحيحة.

ونتيجةً لذلك، بدأ العمال المدمجون تنظيم احتجاجات داخل الدائرة والشركة، “طالبنا بافتتاح مصانعنا المتوقفة. وفي اخر احتجاج ذكرنا أن هناك مصنعا في ناحية الصوفية، قام مديره العام بتوزيع قطع أراض خارج الضوابط، حيث ان القانون 21 لتوزيع اراضي الدولة واستملاكها نص على ان الموظف له حق الاستفادة مرة واحدة فقط”، بحسب حديث التميمي.

ويواصل التميمي حديثه بأنه جرى “توزيع الاراضي على اصحاب العقود من حاشية المدير وزوجته اولاده، فاعترضنا ونظمنا احتجاج كونه مخالفا للقانون”.

وعلى أثر تلك التظاهرات قدّم المدير “مذكرة الى الوزير على المحتجين على انهم يربكون العمل، وتم نقل خمسة موظفين الى اختصاصات اخرى: ثلاثة منهم الى الشركة العامة للصناعات الكهربائية، واثنين الى الشركة العامة للصناعات الغذائية”.     

 

ملفات فساد!

وفي السياق، تقول الموظفة في شركة النسيج والجلود، سميرة مزعل لـ”طريق الشعب”: ان “العمال نظموا وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم وتشغيل مصانعهم، مصطحبين معهم ملفات فساد للكشف عنها”. وتشير مزعل إلى أنّ أحد أسباب احتجاجات عمّال العقود والأجور هو “التوزيع غير العادل لقطع الأراضي”، مشيرة الى ان “الموظفين الذين يبلغ عمرهم الوظيفي 25 سنة واكثر، لم يستفيدوا من تلك الاراضي التي تم توزيعها”.

وتضيف مزعل وهي ناشطة نقابية، أن “نقل العمال يجري على اساس معاقبتهم، وليس من اجل مصلحة العمل”.

إجراءات تعسفية

وأصدر الاتحاد العام لنقابات عمال العراق بياناً في وقت سابق، تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، نص على ان “المصانع وشركات وزارة الصناعة والمعادن والعاملين فيها يتعرضون منذ فترة غير قليلة، إلى الإصرار على نهج سياسات اقتصادية وصناعية خاطئة، تؤدي في مجملها إلى تصفية ركائزها الوطنية: مصانع ومعامل وعاملين في مختلف المهن والمستويات”.

ودان الاتحاد في بيانه، “استمرار الإجراءات التعسفية التي يتعرض لها العاملون في عدد من مصانع الشركات، بنقل عدد منهم  الى شركات اخرى، لا تتناسب مع خبراتهم ومهنهم”.

واشار البيان الى ان “العمال يتعرضون للحرمان من حقوقهم الاقتصادية والمالية، وبشكل خاص العاملون في مصانع الشركة العامة لصناعات النسيج والجلود”.

وتمنى الاتحاد على الجهات المعنية في وزارة الصناعة والمعادن “وقف هذه الاجراءات”.

 

*************

بيان الحزب الشيوعي العراقي بشان المصادقة على نتائج الانتخابات.. مجلس النواب والحكومة المقبلة عليهما الاستجابة لارادة المواطنين

 

صادقت المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 10 تشرين الأول الماضي، بعد تأجيل دام 79 يوما من إجراء الانتخابات، جرت خلالها تهديدات واحتجاجات وضغوط، مارستها قوى مختلفة منها خسرت الكثير من مواقعها البرلمانية السابقة.

إن المصادقة على نتائج الانتخابات التشريعية، لا تعني أن العملية الانتخابية كانت سليمة وخالية من الثغرات والنواقص، وما رافقها من خروقات بيّنة منها شراء الذمم والأصوات وبطاقات الناخبين والاستخدام الواسع للمال السياسي والاستغلال الفظ لمؤسسات الدولة وعدم تطبيق قانون الأحزاب السياسية، وخاصة ما يتعلق  بحرمان الأحزاب التي تمتلك أذرع مسلحة من المشاركة فيها، وكذلك عدم الاستجابة للمطالبات بمحاكمة قتلة المتظاهرين والنشطاء، وعدم توفر الإرادة الكافية للقيام بحملات فاعلة لمكافحة الفساد، إضافة إلى حالات التلكؤ والتردد والارتباك في عمل المفوضية، وهيمنة الأحزاب المتنفذة عليها، خاصة على مكاتبها في المحافظات.

لقد تميزت انتخابات تشرين بمقاطعة سياسية وشعبية واسعة، فالنسبة المرتفعة للمقاطعين، والتي تتجاوز بكثير نسبة الـ 59 في المائة التي أعلنتها المفوضية، والانخفاض الحاد في أعداد المصوتين لجميع الكتل والأحزاب المتنفذة من دون استثناء، وحصول مرشحين مستقلين على ما يقارب المليوني صوت، تعبر عن رسالة رفض واضحة للمنظومة الحاكمة ونهجها، وتعكس تطلع غالبية العراقيين إلى التغيير.

إن مجلس النواب القادم لا يمثل في الواقع، إلاّ 18 في المائة من العراقيين، وهو ما يعكس عمق الهوة الفاصلة بين الشعب ومنظومة الحكم، وانعدام ثقة الناس بقدرة هذه المنظومة وقواها السياسية على اعتماد وتطبيق نهج سياسي، قادر على تغيير الواقع المأساوي الراهن.

ومن الملفت ما اتخذته المحكمة الاتحادية من قرارات ذات صلة، ومنها طلبها إعادة النظر بقانون الانتخابات والعودة إلى العد والفرز اليدوي، فهل العلة حقا في نظام الفرز وحده، أم في قضايا أخرى متعلقة بمجمل المنظومة الانتخابية وقانونها، والأجواء السياسية والأمنية التي جرت فيها، وكذلك في سلوك الكتل السياسية المتنفذة التي هي وحدها القادرة على القيام بعمليات التزوير والتأثير على إرادة الناخبين بمختلف الطرق والوسائل؟!

إن العملية الانتخابية وسيرها ونتائجها، تؤكد الحاجة الملحة لإصلاح المنظومة الانتخابية بما يجعلها أقدر على حفظ أصوات الناخبين وخياراتهم، وتأمين انتخابات حرة ونزيهة، تؤدي بطبيعة الحال إلى تمثيل حقيقي للمواطنين وإرادتهم.

إن مجلس النواب الجديد، سيكون أداؤه تحت رقابة شعبية واسعة، لاسيما النواب المستقلين الداعمين لمطالب انتفاضة تشرين، حيث سيحكم الجمهور على عمل النواب وسلوكهم ومدى تعبيرهم عن هموم المواطنين ومدى تنفيذهم لدورهم الرقابي والتشريعي، وليس من خلال   الشعارات والوعود التي أغدقت اثناء الحملات الانتخابية.

كما أن شعبنا يتطلع  إلى تشكيل حكومة لا على أساس نهج المحاصصة المقيتة، وإرضاء هذا الطرف أو ذاك على حساب الكفاءة والنزاهة والقدرة الفعلية على الإنجاز، كما يجب أن تمتلك الحكومة الجديدة، برنامجا بسقوف زمنية محددة، يستجيب لحاجات الناس وأولوياتهم في معالجات آنية  للأوضاع المعيشية والخدمات العامة والمكافحة الحازمة للفساد ومنظومته وإصلاح الدولة اعتماداً على مبدأ المواطنة وإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت وتوجيه سياسة الدولة الاقتصادية ومواردها نحو التنمية وتنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، وبما يتجاوب مع الرسالة البليغة التي وجهتها ملايين العراقيين إلى القوى المتنفذة الحاكمة بمقاطعتهم وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات.

ونحن على قناعة بان تحقيق ذلك يتطلب حشد كل القوى الساعية من أجل التغيير، داخل البرلمان وخارجه، ومواصلة الضغط الجماهيري والمطلبي لفرض إرادة المواطنين لوضع بلدنا على سكة التغيير الحقيقي والمنشود.

 

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

29-12-2021

***************

الشيوعي العراقي: لا يمكن القبول بتجاهل مطالب المحاضر

بغداد ـ طريق الشعب

عبّر الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عن تضامن الحزب مع احتجاجات المحاضرين، التي تشهدها مدن عدة.

وأكد فهمي، أن تلك الاحتجاجات ترفع مطالب مشروعة، بينما تقابل بالتجاهل من قبل مؤسسات الدولة.

واضاف ان التجاهل يعكس فشل الحكومات المتعاقبة في الاهتمام بقطاع اساسي مثل التعليم، الذي يهم مصالح المجتمع، في حين جرى تخفيض نسبة المخصصات المالية له من الموازنة، الى جانب اهمال البنى التحتية، وحتى عدم الاهتمام بالطواقم التعليمية.

وتابع قائلاً: بلغ الامر ان الحكومات لجأت الى الاستعانة بمحاضرين مجانيين، لكن ان هذه التسمية بحد ذاتها تمثل انتهاكاً للقانون وحقوق الانسان، كونها تفرض عملياً نوعاً من العمل بالسخرة، بل ان تعليمات مجلس الوزراء التي اقرت اليوم مددت التعامل معهم بهذه الصيغة، وليس التعاقد او التعيين، مؤكدا أن هذا “غير مرض بالنسبة لهم ولنا”.

وفيما اكد فهمي مشاركة الشيوعيين في تلك الاحتجاجات ودعمهم لها، ثمّن دور الجهات الاخرى الساندة مثل نقابة المعلمين والنواب المستقلين، وتنسيقيات الاحتجاج الاخرى.

ونوّه ان المطلوب ليس فقط انصاف هذه الشريحة ومطالبها على مستوى التعاقد او توفير الاجور لهم، فلا بدّ من تسوية أوضاعهم بالتوظيف، منبهاً الى ان المعلومات تؤكد عدم تفعيل قرار الحذف والاستحداث في وزارة التربية منذ سنوات.

وخلص الرفيق الى ان التعامل مع المطالب المشروعة يعكس احد التحديات الكبرى امام الحكومة المقبلة، في ما يتعلق بتحقيق مسألة العدالة الاجتماعية بشكل عام.

*********

راصد الطريق.. ماذا حصل فعلا في جبلة؟

 

 

 

تداعيات ما حصل في جبلة بمحافظة بابل، ما زالت تتفاعل؛ فجرّاء عملية مداهمة أمنية قتل 20 مواطنا. وعلى اثرها تم اعفاء بعض المسؤولين الأمنيين في المحافظة، وكذلك شكلت لجنة تحقيقية للوقوف على حقيقة ما جرى وملابساته.

يقول الاعلام الأمني إن ما حصل له علاقة بملاحقة إرهابي مطلوب للعدالة، وما ينقله الأهالي شيئا آخر يختلف، إذ يتحدثون عن عملية تصفية بغطاء رسمي، في حين استبعد محافظ بابل وجود طابع إرهابي للحادث، مؤكدا ان القضية جنائية.

من حق المواطن ان يعرف الحقيقة  كاملة؛ فدماء 20 مواطنا لا يفترض ان تذهب عبثا، وأيضا هذا الامر له صلة وثيقة بمهمة القوات الأمنية، ومدى الثقة في حمايتها للمواطنين وسلامتهم.  

من جديد، تثار أسئلة مشروعة عن الجهد الاستخباراتي ودقة المعلومات المتوفرة والتي تسمح للقيام بمثل هذه العمليات.

إنّ اللجنة التحقيقية مطالبة بالإسراع في انجاز عملها، وقول الحقيقة كاملة، وعندها على القضاء أن يتولى إحقاق الحق.

***********

 

الصفحة الثانية

 

نقابة المحامين: مجزرة جبلة نفذت بأسلحة القوات الأمنية

 

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت نقابة المحامين العراقيين، أمس، بيانا بشأن المجزرة التي وقعت في ناجية جبلة بمحافظة بابل، مشيرة الى أن القوات الأمنية هي التي ارتكبتها.

وقالت النقابة في بيان طالعته “طريق الشعب”: “تابعنا باهتمام ولدواع حقوقية وإنسانية ما جرى في ناحية جبلة في بابل من قتل راح ضحيته عشرون عراقيا، بينهم العديد من الأطفال الأبرياء والنساء، وإن خطورة هذه الجرائم البشعة قد ارتكبت من قبل قوة تابعة للأجهزة الأمنية في بغداد والحلة، باستخدام عدد هائل من الأسلحة الفتاكة، والأكثر خطورة في هذه الجرائم هو استخدام اتهامات باطلة، وعلى خلفية صراعات شخصية وعائلية”.

وأضافت، أن “استخدام القوة الأمنية الحكومية لأغراض تصفية الخلافات العائلية، سلوك إجرامي شائن يعبر عن مدى الانحطاط والتردي في بعض مفاصل القوى الأمنية”، مؤكدة أنها “بصدد تشكيل لجنة من المحامين لغرض الوقوف إلى جانب الضحايا المغدورين، لمتابعة الدعاوى الجزائية بما يعبر عن الاصطفاف الدائم إلى جانب المظلومين والدفاع عن حقوقهم”.

 

***********

 

 

اضاءة.. ٢٠٢٢ .. آمال وتحديات

 

 

محمد عبد الرحمن

 

عكست الأجواء الاحتفالية بقدوم العام ٢٠٢٢،  توقَ وشغفَ غالبية العراقيين الى ما هو افضل، وتجاوز الواقع المأساوي الراهن الذي يعانون تبعاته الثقيلة وارتداداتها على حياتهم المعيشية والصحية والأمنية، وما يحصلون عليه من خدمات عامة.

العراقيون الذين التقتهم وسائل الاعلام والفضائيات المتنوعة عشية حلول السنة الجديدة اعربوا بلسان واحد عن الامل في ان يكون العراق آمنا ومستقرا، وكان هذا الهاجس الأساسي لهم، إضافة الى التطلع الى مستوى خدمات تليق ببني البشر وخاصة الكهرباء والحصول على فرص عمل، وحل مشاكل السكن وتحقيق حلم الحصول على بيت، وغير ذلك مما يعد من متطلبات الحياة الاعتيادية.

والشيء اللافت،  سواء عند سماع هؤلاء المواطنين وهم يتحدثون ام اللقاء بهم، يصل المرء الى ان الكثير قد تغير. ومن ذلك الإشارة الى أسباب معاناة العراقيين المتواصلة منذ ١٩ عاما، ومن يقف وراء ذلك.

ويمكن القول ان حالة من السخط والتذمر تتراكم، يصاحبها تراكم وعي وادراك بان هذا يتوجب ان لا يستمر، وإن استمر فهو الانتحار بعينه.

نعم، المتابع يدرك تماما حالة الرفض والنفور وعدم الثقة، لكن تبقى هناك مسافة بين الحالة المشخصة، والاقدام على فعل منظم واسع يواصل ارهاصات انتفاضة تشرين التي هزت اركان المنظومة الحاكمة المتنفذة واحدثت اخاديد ملحوظة فيها، لكنها لم تصل بعد الى هزيمتها الشاملة وفرض البديل المستحق.

اذن، نحن امام حالة من الحراك له أسبابه الموضوعية التي يسعى المتنفذون الى التغطية والتمويه عليها باساليب وطرق مختلفة، ومن ذلك افتعال معارك لا مصلحة للعراق والعراقيين فيها، وبعيدة عن همومهم وتطلعاتهم، فيما هي لا تعدو أن تكون دفاعا عن الذات المهتزة للذين يقفون وراءها، وهم من منحدرات مختلفة، لكن يجمعهم الحفاظ على مصالحهم ونفوذهم، وان ادعوا بغير ذلك وخلافه، ومنه الدفاع عن “المكون” سواء كان هذا المكون دينيا او طائفيا او قوميا.

وهنا تطرح وبقوة على جدول العمل، طالما تم القبول بنضوج ـ الى هذا الحد او ذاك ـ الظروف الموضوعية، مسألة القوة الجمعية الفاعلة والمحركة غير الموسمية، والقادرة على توظيف حالة السخط والتذمر والرفض المتزايد لنهج وسياسات المتنفذين، وكل نجاح يتحقق مهما كان حجمه، الى فعل شعبي واسع يراكم ما يحصل من تغييرات في موازين القوى، حتى وان بدت محدودة، وصولا الى لحظة كسر الاحتكار والهيمنة، وفتح فضاءات التغيير الحقيقي.

وانت تستمع الى احاديث الناس وامنياتهم تصل الى قناعة بان الهوّة آخذة في الاتساع بين ما تريده الأقلية المتنفذة والمستحوذة على المال والقرار والاعلام والسلاح، وبين الأغلبية  المسحوقة الرافضة لواقع حالها والمتطلعة الى شيء اخر رافض للقبول بما هو واقع حال.

ومن المؤكد ان مرور السنين لا يحقق تلقائيا الامال والطموحات والتطلعات، فالأمنيات  تبقى امنيات إن لم يصاحبها حراك جمعي شعبي جماهيري، وهو المعول عليه.

حقاً، الكثير من التحديات قائمة في ٢٠٢٢، وهي في معظمها متراكمة، والعبرة في ان لا يدعها المواطنون تكبر مثل كرة الثلج، ويعبروا معها الى سنة أخرى. وهذا من مقاييس النجاح والتقدم.

 

**************

 

 

رائد فهمي والسفير الفلسطيني يبحثان العلاقة بين البلدين

 

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الاربعاء 29/12/2021، السفير الفلسطيني في بغداد د. احمد عقل والوفد المرافق له

واستعرض الجانبان مستجدات الاوضاع في العراق والمنطقة وفلسطين على وجه الخصوص.

وأبدى الرفيق رائد فهمي سعادته بزيارة السيد السفير، مبينا حرص الشيوعي العراقي على استمرار العلاقات الثنائية، ومتابعته بشكل مكثف ما يدور في الساحة الفلسطينية.

وذكر فهمي، في معرض حديثه عن الاوضاع الفلسطينية، أن هناك مساعي محمومة لإعادة رسم الأوضاع في الشرق الاوسط، وأن المزايدات في القضية الفلسطينية لم تقدم سوى الخطابات، لافتا إلى آن ما يدور في فلسطين والمنطقة ينعكس بالمحصلة على الوضع في العراق، ومحاولة عزل العراق بداعي مشاكله الداخلية أمر يفتقر للوعي.

وعن الوضع العراقي قال فهمي، إن هناك تحديات كبيرة تواجه الحكومة المقبلة، كون أي عملية اصلاح ستكون محاصرة بالمحاصصة، مبينا أن الشيوعي العراقي يدعم الجهود والمساعي الجادة في محاربة الفساد، وهناك صعوبة في تحقيق التغيير بدون الضغط الشعبي.

بدوره قال السيد السفير إن هناك وهما في الحديث عن التطبيع مع اسرائيل، من خلال ربطه في تحسين الاوضاع الأمنية والاقتصادية لبعض البلدان، وهذا الأمر أثبت عدم صحته، إذ تعرضت بعض البلدان، وعلى الرغم من علاقتها بالجانب الإسرائيلي، إلى تدمير اقتصادها بدعم من الجانب الإسرائيلي.

وأضاف عقل أن الجانب الامريكي يدفع باتجاه تسليم مفاتيح المنطقة للجانب الإسرائيلي في حال انسحابه منها، في معادلة تقوم على تمكين إسرائيل من إدارة الأوضاع في الشرق الاوسط.

وتكون الوفد الزائر من السيد السفير د. احمد عقل وحرمه د. نهلة عقل والسيد منير صبحي نائب السفير والسيد فراس بركات سكرتير السفير.

فيما كان في الاستقبال إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيقان علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب وفاضل الموسوي عضو لجنة العلاقات الوطنية.

 

*************

 

 

وفد من الشيوعي العراقي يزور حركة نازل آخذ حقي

 

بغداد - طريق الشعب

زار وفد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي، يوم الأربعاء 29 /12 / 2021، مقر حركة نازل آخذ حقي، وكان في الاستقبال الأمين للحركة مشرق الفريجي وأعضاء من الحركة.

في بداية اللقاء، رحب أعضاء الحركة بوفد الحزب، مبينين مدى اعتزازهم وتقديرهم لزيارة الحزب إلى مقر الحركة.

وناقش الجانبان سبل تطوير العلاقة بين الجانبين وتوحيد الرؤى ووضع أهداف مشتركة تصب في المصلحة العامة، فضلا عن وضع آليات تساهم في تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية، وإعلاء الهوية الوطنية بشكل أساسي.

واتفق الجانبان على أهمية التواصل مع الأحزاب والحركات التي تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية، والسعي لبناء تيار سياسي يحمل على عاتقه تحقيق البديل المدني الديمقراطي، مؤكدين على بذل المزيد من الجهود في هذه المساعي.

من جهته قدم وفد الشيوعي العراقي، شكره للحركة من خلال مساهمتها في حفل افتتاح المؤتمر 11 للحزب، فضلا عن الزيارة لمقر اللجنة المركزية مع عدد من أعضاء قيادة الحركة، لتقديم التهنئة بمناسبة نجاح أعمال المؤتمر.

وشارك في الاستقبال إضافة إلى السيد مشرق الفريجي، السيدة أشجان نعيم مديرة المكتب الإعلامي، وأعضاء المكتب السياسي للحركة مهند الحلاج ومحمود حميد، وعضو الأمانة العامة مريم عبد الجبار.

فيما ضم وفد الحزب الرفاق علي مهدي وحيدر مثنى وطلعت كريم اعضاء اللجنة المركزية للحزب والرفيقة منال جبار عضو لجنة العلاقات الوطنية.

 

**************

 

 

 

وفد من تنسيقية البيت الاحتجاجي التشريني يزور مقر الشيوعي العراقي

 

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الثلاثاء 28 / 12 / 2021، وفدا من البيت الاحتجاجي التشريني.

وتناول الجانبان خلال اللقاء آخر المستجدات السياسية في البلد، وضرورة استمرار الضغط الشعبي من أجل تحقيق التغيير الشامل.

وقال الرفيق رائد فهمي إن القوى المدنية والتشرينية وأحزابها تعبر عن تطلعات غالبية المجتمع العراقي، مبينا أن مكونات قوى التغيير تشكل قوة هائلة.

وأشار فهمي إلى أن القوى المتنفذة لا تعمل على محاربة الفساد، كونها المستفيد الأكبر من إبقاء الأوضاع على ما هي عليه.

من جانبه دعا الوفد الزائر إلى استمرار توحيد عمل القوى التشرينية والمدنية ووضع آليات عمل مدروسة وتنظيم عمل هذه القوى.

وأشار الوفد إلى أهمية الحزب الشيوعي العراقي ودوره الفاعل في الحراك الاحتجاجي والاجتماعي.

وكان في استقبال الوفد إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي والرفيق د. علي مهدي عضو اللجنة المركزية.

 

***************

 

 

فهمي يستقبل قيادة نقابة التمريض العراقية

 

بغداد - طريق الشعب

 

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الثلاثاء 28/12/2021، السيد فراس الموسوي نقيب نقابة التمريض العراقية وأعضاء مجلس النقابة.

وتحدث الجانبان حول أوضاع النقابة ودورها المهني والتحديات والمصاعب التي تواجه شريحة الممرضين.

بدوره ثمن الرفيق رائد فهمي دور النقابة في الجانب الصحي، مشيرا إلى ان هذا الدور يواجه تحديات كبيرة جدا، ونأمل ان تكون النقابة نقطة مضيئة في واقعنا الديمقراطي والمجتمعي.

ودعا فهمي قيادة النقابة إلى التنسيق مع النقابات الأخرى والاستفادة من التجارب التي سبقتها في هذا المجال، مبديا دعم الحزب للنقابة والسعي لإيصال مطالبهم إلى الجهات المعنية.

بدوره قال النقيب فراس الموسوي إن النقابة تواجه تحديات كبيرة من ناحية القوانين المتأخرة، وإن التدخل السياسي يتحكم بالمصير العلمي والمهني وهذا ما يؤثر سلبا على عملنا كنقابة.

وأضاف الموسوي أنه في المستقبل نحاول أن ندخل في المحيط العربي والعالمي كنقابة مهنية تحاول أن تقوم بعملها المهني والانساني تجاه الشعب.

وتكون الوفد الزائر من النقيب فراس الموسوي ونائبه صلاح مهدي وأعضاء مجلس النقابة مرتضى جعفر وضياء سرحان وعباس خضر وفاضل عبيد وأمل حاكم وبلقيس الزاملي.

فيما كان في الاستقبال إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيقان فاروق فياض عضو المكتب السياسي وعلي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب.

 

**************

 

 

تهنئة جمعية الصداقة الفلسطينية العراقية

 

الرفيق العزيز رائد فهمي المحترم

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

أعضاء اللجنة المركزية للحزب.. تحية طيبة وبعد

 

باسم رئيس مجلس إدارة الجمعية وأعضاء مجلس إدارة الجمعية وأعضاء الجمعية العمومية يسرني ان ابعث لسعادتكم بخالص التهاني والتبريكات لمناسبة انعقاد مؤتمركم الحادي عشر وانتخابكم بالثقة العالية سكرتيرا للجنة المركزية من أعضاء وقياديين من حزبكم المناضل لقيادة الحزب في مرحلة مهمة وحساسة يمر بها العراق والمنطقة العربية وخاصة بما يسمى التطبيع الخياني.

وبنفس الوقت نتقدم بالتهنئة لكافة الرفاق الذين فازوا في عضوية اللجنة المركزية للحزب.

ان حزبكم المناضل كان ولا يزال له الدور الأساسي في اثراء التجربة الكفاحية العربية ومواجهة الصهيونية والاستعمار والرجعية والتخلف والاستبداد عبر تاريخ نضاله الطويل.

واننا ونحن نقدم لكم احر التهاني بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة، لا يسعنا الا ان نسجل لحزبكم المناضل المواقف التاريخية المؤيدة لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة على امل ان نبقى على تواصل معكم لاستكمال مسيرة الحرية والتحرير في بلادنا وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

عاشت العلاقات الأخوية الفلسطينية العراقية.

 

سعد خليل

رئيس الجمعية

 

************** 

 

 

مواساة

 

الأعزاء عائلة الفقيد عارف مجيد خوجة نعمة

تلقينا بأسىً عميق نبأ رحيل المناضل عارف مجيد خوجة نعمة في لندن.

لقد عرفنا في الفقيد أبو وسن، الذي قضى عقودا من حياته في صفوف حزبنا الشيوعي مكافحا، تعرض بسبب أفكاره الى السجن والتعذيب والملاحقة والنفي، وظل، حتى آخر حياته، متمسكا بالقيم السامية، ووفيا لقضية حزبنا وشعبنا.

نتقدم الى زوجته السيدة سناء الجبوري والى أولاده وإخوته، أبناء وأحفاد عائلة خوجة نعمة المناضلة المعروفة، بأحر مشاعر المواساة والعزاء، راجين للجميع الصبر الجميل.

 

المكتب السياسي للجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

30/12/2021

 

**************

 

 

مواساة

 

الرفيقة العزيزة نورس حسن والعائلة الكريمة المحترمون

تلقينا بأسى وألم خبر وفاة والدكم الرفيق حسن عزيز، إثر اصابته بمرض خبيث لم يمهله طويلا.

لقد كان الفقيد مناضلا شيوعيا وكادرا نقابيا عُرف بدفاعه عن حقوق جماهير العمال والكادحين ومصالحهم، وبكفاحه في سبيلها. ولاقى بسبب ذلك الكثير من العنت والملاحقة والاعتقال ايام النظام الدكتاتوري المقبور. كما عرف بإسهامه في اعادة تشكيل التنظيمات النقابية بعد انهيار ذلك النظام.

في مناسبة رحيل ابو محمد المؤلمة نقاسمكم الاحزان، متمنين لكم الصبر على هذا المصاب، ومتوجهين بخالص المواساة اليكم جميعا والى سائر رفاقه واصدقائه ومحبيه الكثيرين.

وللراحل العزيز عاطر الذكر على الدوام

المكتب السياسي للجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

30/12/2021

 

*************

 

الصفحة الثالثة

 

مواطنون ومتابعون يبحثون عن برنامج حكومي بمدد زمنية.. سباق تشكيل الحكومة: سيناريوهات مستهلكة على طريق المحاصصة

بغداد ــ سيف زهير

 

تواصل الكتل السياسية المتنفذة حواراتها بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، بعد اعلان موعد الجلسة الأولى لمجلس النواب في التاسع من الشهر الجاري، مقدمة مجموعة من المسميات لتوصيف شكل هذه الحكومة، وفقا لما تضعه من شروط، خصوصا بعد حسم النتائج الانتخابية ومصادقة المحكمة الاتحادية عليها بشكل نهائي. ويعتقد مراقبون سياسيون أن هذا “السباق” لا يمكن أن ينتج معادلة جديدة، تأخذ على عاتقها السير وفق برنامج واضح، بقدر ما ستتضمن هذه الحوارات مجموعة من الاشتراطات، لترضية كل الجوانب والخوض مجددا في طريق المحاصصة الذي تسير فيه، إلا إذا ما تم تشكيل حكومة أغلبية يكون أساسها البرنامج الحكومي الوطني قبل الحديث عن قوامها والأطراف التي تديرها.

 

لا معنى للتسميات بلا برنامج

وبعد جولات حوارية جرت بين التيار الصدري والاطار التنسيقي، لم يجر الإعلان عن أي اتفاق بين الطرفين من أجل الحكومة القادمة التي يفترض أن تشهد الخطوات الأولية لتشكيلها.

وتعليقا على السجال السياسي بشأن شكل الحكومة القادمة، يقول المحلل السياسي أحمد جميل: إن “التسميات في النظام السياسي مطاطية وغير ثابتة لأنه لا توجد هناك تقاليد سياسية واضحة، وما قامت به قوى المحاصصة أثبت بأن كل المصطلحات والتسميات قابلة للمساومات والتشويه وهذا لا يبتعد عما يسمى بحكومة الأغلبية السياسية أو الوطنية أو غيرها”.

ويوضح جميل لـ”طريق الشعب”، أن “حكومة الاغلبية بأحد تعريفاتها التي يجري السجال حولها الان هو تلك التي تتشكل بأريحية من قبل قوى سياسية معينة تحصل على النصف زائد واحد من عدد مقاعد البرلمان، من دون الخوض في بقية التفاصيل. بينما يلجأ الطرف الآخر إلى المعارضة”، مبينا أن “الحكومة إذا تشكلت من قبل الاطار التنسيقي والتيار الصدري فستكون أغلبية لكنها ليست وطنية. إن الحكومة الوطنية التي يترقبها المواطنون هو أن تكون من خلال جهة سياسية تأخذ على عاتقها كل التفاصيل وتكون خاضعة للسلطة الرقابية وتلتزم ببرنامج واضح جدا وتضع في مقدمة أولوياتها الأزمات التي تعصف في البلاد وتتحمل كافة الاخفاقات، دون اللجوء إلى التوافقات الطائفية والقومية والدينية”.

وتابع جميل أن “الأهم في هذه المعادلة هو أن تكون الحكومة هي حكومة مشروع وطني، فهل الحوارات الجارية الآن تتمحور حول أن يكون هناك اتفاق على مشروع وطني؟ بالتأكيد هذا الأمر غائب وهو ما يجعل الأغلبية متشائمين، فالأغلبية يبحثون عن حكومة أغلبية بمشروع تقاسم للسلطة لا أكثر. كما أن السيد مقتدى الصدر بات أمام خيار تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية وفق برنامج واضح أو ترك الأمر والتوجه نحو المعارضة دون الأخذ على عاتقه المبدأ التوافقي لأن الوضع السياسي والاجتماعي في مأزق ويجب أن تدرك جميع القوى تداعيات التراكمات الهائلة التي يتحملها المواطنون، خصوصا وأن دروس الانتفاضة ما زالت شاخصة وقريبة”.

 

الخروج من دائرة المحاصصة

ويقول الناشط في الاحتجاجات محمد مازن: إن الغالبية من المواطنين غاضبون ومقاطعون للانتخابات، كوننا نعلم ان المتنفذين هم من سيشكلون الحكومة الجديدة، كونهم اداروا عملية الانتخابات، وبهذا جرى إعادة انتاج انفسهم مرة ثانية من خلال قانون انتخابي مفصل على مقاساتهم، وهم الذين لم يلبوا مطالب المحتجين في محاسبة قتلة المتظاهرين، وكشف الفاسدين، وكذلك لم يوفروا مساحة منافسة عادلة.

وأكد مازن لـ”طريق الشعب”، أن “الإحباط كبير من القيام بهذه الخطوات الإصلاحية لأن تجارب 18 عاما أثبتت استحالة استعداد القوى السياسية التقليدية الى إجراء التغيير، فيما نرى كمواطنين ومحتجين بأن حكومة الأغلبية الوطنية هي الحكومة التي تخرج من دائرة المحاصصة داخل الطائفة الواحدة، ومع من يدعون أنهم ممثلون للمكونات الاخرى، لذلك أعتقد أن تحقيق هذا الأمر صعب، فلا يمكن أن تحاسب هذه القوى نفسها، وتعدل مسار العملية السياسية”.

***********

الحزب.. تحديات وآفاق

(1)

 

تبنى حزبنا في مؤتمره الوطني العاشر مشروعا للتغيير والإصلاح، يهدف إلى عبور الطائفية السياسية، ونبذ المحاصصة الطائفية والاثنية، ومحاربة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، وصيانة القرار الوطني العراقي المستقل، والتوازن والتكافؤ في العلاقات الخارجية، وضمان التمتع بالحريات الدستورية، وعدم التمييز بين المواطنين، والسير نحو تحقيق دولة المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

وإزاء استمرار حالة الاستعصاء واستفحال الأزمة السياسية الخانقة في البلاد، وعجز القوى المتنفذة عن ايجاد الحلول والمخارج لها، أكد الحزب ان الطريق إلى التغيير الحقيقي وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية التي تكفل العدالة الاجتماعية، يتطلب نضالا متواصلا ومتراكما من أجل إحداث التغيير المطلوب في موازين القوى السياسية، عبر إقامة تحالفات واصطفافات وطنية، وحشد طيف واسع من القوى الداعمة للتغيير، وتعزيز دور القوى المدنية الديمقراطية، ومواصلة الضغط الجماهيري السلمي المنضبط والمنظم وتوسيع صفوفه.

ولم تسجل الانتخابات التي جرت في 2018، التي خاضها الحزب ضمن تحالف سائرون، أي نجاح في كسر احتكار السلطة المستندة إلى الهويات الفرعية وإعادة إنتاجها وتقويض دعائم منظومة المحاصصة والفساد. وهو ما أدى إلى تنامي مشاعر السخط والرفض الشعبي للواقع القائم ولمنظومة الحكم وتصاعد الحراك الاحتجاجي ليتكلل بتفجير انتفاضة تشرين الباسلة التي شكلت منعطفا فارقا في حياة البلاد السياسية، وليضع التغيير والقطيعة مع نهج المحاصصة والطائفية السياسية على جدول أعمال المهمات الملحة أمام الشعب. وقد أعلن حزبنا انحيازه التام إلى الانتفاضة، مشاركا مع جماهيره فيها وداعما لمطالبها الوطنية المشروعة، واستشهد عدد من رفاقه واصدقائه وأصيب العديد منهم بجروح في مواجهة القمع الوحشي الذي استهدفها.

وكشفت الانتفاضة، وجرائم القمع الدموي غير المسبوق التي راح ضحيتها أكثر من 700 من المحتجين السلميين والشباب المفعم بروح التحدي، على نحو صارخ، أن قوى الطائفية السياسية لن تتردد في استخدام الأجهزة الأمنية للدولة والميليشيات التابعة لهذه القوى لإجهاض أي تحرك جدي نحو التغيير يهدد هيمنتها على السلطة. ان هذه الممارسات تُعد مؤشراً بالغ الخطورة على نزعة فاشية طائفية كامنة في نظام المحاصصة تطل برأسها القبيح كلما تصاعد النضال من أجل التغيير الحقيقي وانقاذ الشعب والوطن من الكارثة المحدقة به. 

واذ يتجسد جوهر الأزمة السياسية الخانقة في بلادنا اليوم في أزمة منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد الحاكمة، والمحكوم عليها بالسقوط والانهيار، فان بديلها الذي يحمل مشروعا وطنيا ديمقراطيا لبناء دولة مواطنة وعدالة اجتماعية، دولة مدنية ديمقراطية تكفل إخراج البلاد من أزماتها وتضعها على طريق التقدم والازدهار، ما زال في حالة مخاض وصيرورة. وان مضمون التغيير المطلوب وكيفية تحقيق موازين القوى اللازمة لإنجازه، هما المحور الأساسي للصراع.

وتؤشر معطيات الوضع الراهن بوضوح أن عملية الفرز الاجتماعي والطبقي الجارية تزداد عمقا، وتتنامى حدة التفاوتات الاجتماعية في الدخل والثروة، وتتضاعف أوضاع البؤس والفقر والتهميش، حيث ان شرائح وفئات واسعة تنضم إلى المهمشين والعاطلين عن العمل والباحثين عن لقمة العيش، فيما يحتدم الصراع على صعيد الدولة والمجتمع ويتخذ مظاهرا وأشكالا متعددة ومتنوعة، بين المنظومة السياسية الماسكة بعتلات السلطة، والمالكة للمال والسلاح والإعلام، والمرتبطة في مصالحها بإدامة نهج المحاصصة الحاضن للفساد، من أجل تقاسم النفوذ ومغانم الدولة تحت عناوين تمثيل المكون الطائفي أو القومي، وبين هذه المنظومة وغالبية شعبنا التي تشتد معاناتها وتتفاقم ظروفها المعيشية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

***************

استعداداً لعقد مؤتمر التيار الديمقراطي.. اجتماع دوري في النجف.. وتنسيقية الكرخ تعقد مؤتمرها

بغداد ـ طريق الشعب

 

عقدت الهيئة الإدارية لتنسيقية الكرخ للتيار الديمقراطي، مؤخرا، مؤتمرها في بغداد، فيما عقدت تنسيقية النجف اجتماعها الدوري.

واستعرض خلال المؤتمر كل من انتصار جبار ونقية اسكندر نشاطات التنسيقية في الأعوام الماضية خصوصا في فترة الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وفي ازمة جائحة كورونا. فيما ناقش مؤتمر التنسيقية إيجابيات وسلبيّات العمل في سبيل وضع الحلول لها بروحية نقدية عالية، وجرى التشديد على ضرورة تمكين الشباب في التيار المدني الديمقراطي.

وضمن مجريات عمل المؤتمر جرى التأكيد على أهمية العمل مع القوى الوطنية المدنية وقوى تشرين من اجل تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وعكس عضو المكتب التنفيذي شاكر كتاب تحيات وتقدير المكتب التنفيذي لتنسيقيات التيار الديمقراطي وعملهم الوطني، مؤكدا ان الايمان المطلق بالعدالة الاجتماعية هو الهاجس الذي يجمع قوى التيار، وذلك وسط مداخلات الحضور التي كانت غنية في إنضاج اعمال المؤتمر.

وشدد الحاضرون على التهيئة للمؤتمر العام الذي سينعقد بتاريخ 2022/1/28 تحت شعار «التيار الديمقراطي هو بوابة الوحدة المدنية في عراق موحد».

يُذكر أن عضو التنسيقية فريق هادي أدار المؤتمر، وبإشراف عضوي المكتب التنفيذي، رئيس حزب الامة العراقية محمود العكيلي، ورئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي شاكر كتاب.

من جانب آخر، عقد يوم أمس، في مقر محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، اجتماع لتنسيقية التيار الديمقراطي في محافظة النجف.

وجرى خلال الاجتماع مناقشة الاستعداد لعقد مؤتمر التنسيقية المزمع في السابع من كانون الثاني الجاري، وتهيئة وثائقه ومستلزمات انجاحه كمحطة مهمة في نشاط التيار الديمقراطي.

وحضر الاجتماع ممثلون عن حزب الامة والتيار الاجتماعي الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي وعدد من ممثلي النقابات والاتحادات المهنية والمنظمات الديمقراطية ومستقلين اعضاء في التنسيقية.

**********

الشيوعي العراقي يدين القمع الدموي في السودان ويطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين

تجددت تظاهرات الشعب السوداني الحاشدة بزخم أكبر امس الخميس في شوارع الخرطوم وام درمان ومدن عديدة في ارجاء السودان، وتصدت ببسالة لقمع القوات الأمنية، لتؤكد معارضتها لانقلاب 25 تشرين الأول (اكتوبر) تحت شعار “لا تفاوض.. ولا شراكة.. ولا مساومة مع الانقلاب العسكري” الذي جاء لقطع الطريق على الثورة، وتصميمها على دحره واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.

وفي مؤشر آخر على تزايد عزلة اقطاب الحكم العسكري وتعمق مأزقهم السياسي، لجأوا مرة أخرى الى القمع الدموي ضد المتظاهرين السلميين أمس، فأطلقت القوات الأمنية وميليشيا “قوات الدعم السريع” الرصاص الحي ما أدى الى سقوط اربعة شهداء واصابة اكثر من 200 آخرين بجروح.

ان حزبنا الشيوعي العراقي يدين بقوة هذه الجريمة الوحشية التي تضاف الى السجل الدموي للحكم العسكري، ويطالب بوقف حملة القمع واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين فوراً، ومن ضمنهم قيادات لجان المقاومة.

كما يعلن حزبنا تضامنه مجددا مع النضال البطولي للشعب السوداني، ومع قواه الوطنية الديمقراطية وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي السوداني، لإسقاط الانقلاب العسكري المرتهن للخارج، واستكمال مهمات ثورة ديسمبر 2018 المجيدة ودحر اعدائها، بتفكيك بقايا النظام الدكتاتوري البائد، ومحاكمة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب، وتحقيق مهمات الفترة الانتقالية، واجراء انتخابات حرة نزيهة في نهايتها، وصولاً الى إقامة الحكم المدني الديمقراطي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

 

************************

الصفحة الرابعة

 

الوزارة تتحجج بالشح المالي.. فقدان 8 الاف ميكاواط بسبب الغاز الايراني

مواطنون: الكهرباء أفسدت لحظة 2022

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مناطق واسعة من البلاد، ليلة رأس السنة الميلادية، انقطاعاً ملحوظاً للتيار الكهربائي برغم استعدادات المواطنين للاحتفال. وأبدى الكثير من المحتفلين استياءهم وسخريتهم من الظلام، الذي يعم مدناً كثيرة في أثناء برودة الأجواء وغياب الحجج، التي تقدم بشأن انقطاع الطاقة في فصل الصيف لكثرة الأحمال وارتفاع درجات الحرارة.

وبدأ تراجع ساعات تجهيز الطاقة منذ حوالي أسبوع بعدما انحسرت إمدادات الغاز الإيراني المورد للعراق، والذي يعتمد عليه في تشغيل محطات الكهرباء بحسب ما أكدته وزارة الكهرباء.

وشهدت محافظة الديوانية اطفاء شبه تام للطاقة بعد تراجع التجهيز الحكومي والإضراب عن التشغيل الذي نظمه أصحاب المولدات الأهلية.

 

غياب الطاقة لفترات طويلة

وتحدث مواطنون لـ”طريق الشعب”، عن الفترات الطويلة لساعات القطع المبرمج حيث وصلت في بعض المناطق إلى خمس أو ست ساعات مقابل ساعة تجهيز واحـدة، بالتزامــن مع انخفــــاض درجات الحـرارة في عموم البلاد.

وقال المواطن ضياء الشويلي، الذي يسكن قضاء الحسينية شمالي العاصمة، إن “ساعات التجهيز تضاءلت منذ أيام، وكنا نتوقع أن يكون هذا الشتاء أفضل من السابق خصوصا بالتزامن مع تصريحات وزارة الكهرباء التي أطلقتها في وقت مسبق”، مبينا أن “الأهالي في ليلة رأس السنة بقوا في ظلام دامس، ولم تأت الكهرباء حتى في فترات الليل المتأخرة سوى لفترات قليلة جدا، برغم أن الموسم الحالي هو ليس موسم الذروة لاستهلاك الطاقة. ويبدو أننا مقبلون على صيف مأساوي وفقا لهذه النتائج المخيبة للآمال”.

وتابع الشويلي ان “أصحاب المولدات استغلوا القضية، وقللوا ساعات التجهيز التي تقع على عاتقهم بعدما رأوا غياب التجهيز الحكومي، معللين ذلك بأن الحكومة المحلية قامت برفع أسعار الوقود عليهم، لكنهم أصبحوا يقطعون التشغيل لفترات أكثر من المعقول وسط غياب تام للرقابة”.

 

أسباب غير منطقية

وفي منطقة الشعب، تحدث المواطن علاء أمين عن ذات المعاناة مع الطاقة الكهربائية وأكد أن “القضية باتت كالوباء لأنها لا تعالج، ووزارة الكهرباء تتحدث عن أسباب غير منطقية بما أنها تصرف مخصصاتها وفقا للخطة الوزارية، ويفترض بها ان تكون اكثر صراحة مع مشكلة الغاز الايراني وأسباب بقاء العراق رهينا لهذه المعادلة رغم انه يحرق غازه بشكل يومي دون تقديم اي اجوبة عن القيام بذلك رغم تحذيرات الخبراء والمختصين”.

وأوضح أمين أنّ “الظلام سلب الناس لحظاتها الجميلة”.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا مظلمة لمناطق متفرقة من محافظات البلاد؛ ففي محافظة الديوانية، ورغم ان الكهرباء الحكومية غائبة تقريبا بشكل كلي عنها، نظم اصحاب المولدات الاهلية اضرابا عن التشغيل بسبب مشاكل لديهم مع الحكومة بشأن الضرائب. وناشد المواطنون عبر صفحات الفيس بوك ومنصات التواصل الاجتماعي انقاذهم من الغياب التام للطاقة الكهربائية، وتضررهم بشكل كبير نتيجة هذا التخبط بين الحكومة واصحاب المولدات.

توضيح الوزارة

من جانبها، أصدرت وزارة الكهرباء، أمس الأول، توضيحاً جديداً عن أسباب تراجع ساعات تجهيز الطاقة. 

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “انحسار اطلاقات الغاز الإيراني المورد لمحطات الانتاج، ودخول الوحدات التوليدية قيد الصيانة الاضطرارية والدورية للاستعداد للصيف القادم، أثر بشكل كبير على تجديد احمال المنظومة وأدى الى فقدان ما يقارب 8 الاف ميغاواط بين انحسارات الغاز وصيانات دورية واضطرارية”، مبيناً أن “هذا السبب أدى الى تراجع ساعات تجهيز الكهرباء”. 

وأضاف موسى، أن “الوزارة تتفاوض بشكل مستمر مع الجانب الايراني، وتنسق بشكل عالي المستوى مع وزارة النفط لتعويض خطة الوقود البديل”، لافتا إلى أن “توقفاً حصل قبل أيام لمصفى غاز الشمال أثر بشكل كبير على المنظومة حيث توقفت قرابة 5 محطات من الشمال”، مؤكداً أن “المصفى عاد إلى العمل”.

 

سخط كبير

وفي مقابل هذه الأزمة، ابدى مواطنون كثر سخطهم من التبريرات الحكومية التي تعاد في كل مرة دون تقديم المعالجات الحقيقية لهذه الازمة المزمنة.

وأفاد مواطنون في البصرة بأن الانقطاعات لم تختلف عن بغداد ايضا، ووصلت فتراتها الى 8 ساعات أو اكثر كما يحصل في اطراف العاصمة التي تسكن فيها العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، حيث راح بعضهم للاعتماد على مواقد الحطب كوسيلة للدفئة.

وفي الرمادي، قال قائم مقام الرمادي ابراهيم العوسج في تصريح صحافي: إن “وضع الطاقة الكهربائية في الرمادي ما زال مقلقاً، وأن الحصة الفعلية لا تصلنا أسوة بباقي المدن والمحافظات”.

وأضاف أن “مشكلتنا ستبقى أزلية، وما لم تكن هناك محطة توليد للطاقة سيكون وضعنا مهدداً يومياً بالانقطاع، لأن اي خلل في بغداد يؤثر علينا”.

أما بخصوص ما تتسلمه المدينة من كمية الطاقة الكهربائية من الوزارة، فقد بيّن العوسج أن “الرمادي تحصل الان على نحو 200 ميكاواط، بينما حاجتها الفعلية تقدر بنحو 750 ميكاواط”، مردفاً “كنا نزود الأهالي بنحو 18 ساعة تجهيز للكهرباء يومياً، لكنه انخفض مع بداية موسم الشتاء الى 6 - 8 ساعات تجهيز يومياً”.

 ورصدت “طريق الشعب” شكاوى مماثلة من مختلف المحافظات، وخصوصا في المناطق الشعبية ذات الغالبية السكانية الفقيرة.

 

 

المحاضرون المجانيون.. يرفضون قرارات مجلس الوزراء

بغداد ـ طريق الشعب

تستمر احتجاجات المحاضرين المجانيين بالاتساع، مطالبين بتطبيق القرار 315 حيث شهدت العديد من محافظات البلاد اضرابات رافقها تظاهرات وقطع للطرق وسط تأكيدات من المحتجين بان الاعتصامات لا تنتهي حتى تحقيق المطالب.

 

إضراب عام للمحاضرين

هذا وقد أعلنت تنسيقية محاضري العراق عن الإضراب العام للمعلمين المحاضرين، ابتداء بالتظاهر أمام مديريات التربية في جميع المحافظات، حيث تظاهر المئات من المعلمين أمام مديرية تربية المثنى، كما تم الإضراب العام للمحاضرين في جميع مدارس المحافظة، مطالبين وزارة التربية بتطبيق قرار ٣١٥ الخاص بتعديل رواتبهم بشكل عادل مع تجديد عقودهم.

ونصب المتظاهرون خيمة اعتصام امام مبنى مديرية تربية المثنى، بحسب مراسل “طريق الشعب” عبد الحسين السماوي، مؤكدين ان “قرار إنهاء الاعتصام مرهون بتحقيق المطالب المشروعة لجميع محاضري العراق وهي تطبيق القرار ٣١٥ في تعديل الراتب والتثبيت.  وأقدم العشرات من المحاضرين على خطوة تصعيدية جديدة من أجل المطالبة بحقوقهم حيث قطعوا الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة السماوة بالمناطق الشمالية من المحافظة والمحافظات الأخرى المجاورة.

تظاهرة كبيرة

كذلك الحال بالنسبة الى المحاضرين المجانيين في كربلاء؛ حيث خرجوا في تظاهرة حاشدة بشارع التربية، أمام بناية المديرية العامة للتربية، مطالبين بإنصافهم وتنفيذ وعودهم الخاصة بصرف الأجور والتعيين.

 

شواغر وقطع للطرق

وشهدت محافظة النجف احتجاجات كبيرة من قبل المحاضرين المجانيين، رافقها قطع للطريق الرئيسي بين النجف والكوفة امام حركة السير، وشهدت العديد من مدارس المحافظة شواغر كثيرة وتعطلا للدراسة بسبب النقص في الكوادر التدريسية مع غياب المحاضرين.

الى ذلك، اتسعت رقعة احتجاجات المحاضرين لتصل الى محافظة الديوانية، إذ يتظاهر المئات من المحاضرين المجانيين في المحافظة، احتجاجا على تهميشهم، مؤكدين ان اعتصاماتهم متواصلة حتى تحقيق مطلبهم القاضي بشملهم في القرار 315.

وفي ديالى، تجددت تظاهرات عشرات المحاضرين أيضا امام مبنى المحافظة واغلقوا شارع المحافظة بالكامل، وذلك احتجاجا على تهميشهم وعدم شمولهم بالقرار 315”.

 

 

في قلب العاصمة وفي حزامها.. اللاخدمات تحاصر حياة البغداديين صيفا وشتاءً

بغداد ـ محمد التميمي

 

تعاني العديد من مناطق العاصمة نقصا في الكثير من الخدمات، فطيلة الأعوام الماضية تعاطى المواطنون مع انعدام الخدمات، فلم يكن امامهم من خيار سوى تنظيم الاحتجاجات التي لم تثمر شيئا في صالح معيشتهم، بسبب نهج المحاصصة الطائفية وتقاسم المغانم وتوزيع المناصب بين المتنفذين.

وللآن يترقب البغداديون أحوال الطقس، إذ أنهم اعتادوا في مواسم سابقة على مشاهد غرق الشوارع والوحل مع أول زخة مطر.

 

الخدمات مناطقية!

في بعض الاحياء، نلاحظ ان الشوارع تشهد اهتماما بلديا كبيرا، بينما تكاد مناطق أخرى تتصالح مع اللامسؤولية، إذ أن قاطنيها يؤكدون أنهم لم يشاهدوا مسؤولا قد زارهم في غير مواسم الانتخابات.

وبالنسبة للكهرباء والماء فهما مشكلة ازلية، وعلى ما يبدو هناك عجز لدى المنظومة السياسية عن إيجاد حلول ناجعة لهما؛ فالكهرباء التي لا يزال المواطنون يشكون لا استقرارها، ويثار دائما سؤال حول استيراد الطاقة من دول الجوار وعدم انتاجها محليا. كما أن المياه في طريقها لأن تكون المشكلة الأعقد في البلاد، وقد تقتصر في وقت لاحق على الاستخدام البشري.

خدمة مقابل بقشيش

يقول الشاب زين العابدين علي، في حديث خص به “طريق الشعب”، ان مدينة الثورة تعاني من نقص الخدمات بشكل كبير، وانتشار الازبال في جميع قطاعات المدينة، مردفا “هناك جهود للبلدية الا انها غير كافية، ولا تحد من انتشار النفايات” التي يوعز سبب انتشارها الى “عدم وجود أماكن مخصصة لرميها وعدم الجدية في عمل البلدية”.

من جهته، علق الشاب يحيى فاخر، على تراجع عمل اليات امانة بغداد لرفع النفايات في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً: “اعتقد ان السبب في ذلك هو الشركات الاهلية التي تقدم خدمات مقابل الأموال باشتراك شهري، حتى ان آليات البلدية لا تدخل الى الاحياء في القطاعات، وتقدم الخدمة للمواطنين الا بعد اعطائهم بقاشيش”.

 

امانة بغداد

وفي وقت سابق، دعت امانة بغداد المواطنين الى عدم دفع اي مبالغ مالية لآليات وعمال جمع النفايات، الا بموجب وصولات رسمية صادرة من قبلها، مؤكدةً عدم وجود آليات أهلية تابعة لها، واهابت المواطنين بالإبلاغ عن اي مخالفة، عبر توثيق رقم الآلية او اسم الشخص والاتصال بالخط الساخن الرباعي ٥٦٢٨، لاتخاذ الاجراءات القانونية الصارمة بحق المخالفين على وفق التعليمات والضوابط النافذة.

وجاء في بيان للأمانة ان “جميع الآليات التابعة للدوائر البلدية التي تشمل كابسات النفايات وشافطات مياه المجاري والسيارات الحوضية وغيرها تقوم بتقديم الخدمات لأهالي مدينة بغداد مقابل اجور، يتم استيفاؤها على وفق ضوابط وتعليمات قانونية”.

وذكر البيان ان “الآليات الخدمية الاهلية غير تابعة للأمانة، ولا يسمح لها بالعمل او استيفاء اي اجور وبطرق غير قانونية”.

 

افتقار للخدمات

ويقول المواطن حسن مازن، الذي يسكن في منطقة النعيرية: “منطقتنا تفتقر الى الكثير من الخدمات الأساسية، فعلى سبيل المثال نحن لا نمتلك حدائق عامة ومتنزهات للترويح على النفس، فما بالك بالخدمات الضرورية الأخرى التي يجب توفيرها”.

ويسترسل مازن في حديثه لـ”طريق الشعب”: “ما زلنا نعاني من مشكلة الكهرباء التي لا تستقر طيلة أيام السنة، ونادرا ما نشهد تحسنا في وضعها”، متسائلاً: “لماذا نستورد الطاقة الكهربائية بينما نحن قادرون على انتاجها محليا في البلد، خصوصا وان الأموال التي تخصص لهذا القطاع كبيرة جدا”.

 

مساكن معرضة للانهيار!

وعن الحق في السكن يشكو المواطن ذو الفقار علي، ضعف حاله لـ”طريق الشعب” قائلا: “لا امتلك منزلا اضمن فيه حياة كريمة لأولادي مستقبلا. العشوائيات غير صالحة للسكن لكنها الحائل الوحيد بين ان نسكن بها او في الشارع، ولا بد من ان توفر الحكومة سكنا لنا، فمساكننا في الشتاء معرضة للانهيار، وهي غير آمنة، ودائما ما تغرق”.

 

“نحلم برؤية الماء”

اما الشاب علي صالح ـ يسكن في قضاء أبو غريب (الشيحة) ـ فيقول: ان منطقته تعاني من اهمال كبير جدا، والخدمات الموجودة لا تلبي التطلعات، وبالأخص مشكلة انقطاع المياه وعدم توفر الماء الصالح للشرب.

ويضيف صالح، ان مياه الشرب كانت قد انقطعت في وقت سابق فاضطر لمراجعة المديرية المسؤولة لمدة ثلاثة أسابيع “لكنني لم القَ اذانا صاغية. وفي فصل الصيف نحلم برؤية الماء”.

ويزيد صالح في حديثه لـ”طريق الشعب” عن احتياجات منطقته: “تعاني المنطقة أيضا من الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، والكثير من الاعمدة التي توصل التيار أصبحت غير صالحة وقديمة وانتهى عمرها، وانارة الشارع لا توفرها الجهات المعنية بل بجهود المواطنين”.

ويخلص الشاب علي الى ان “شوارع المنطقة تمتلئ بالمطبات غير القانونية، التي تتسبب بالكثير من الحوادث، وتفتقر مناطقنا الى الكثير من المشاريع الخدمية والتي يمكن ان تساهم بخلق الكثير من فرص العمل التي يحتاجها قاطنو منطقة أبو غريب”.

 

 

التخطيط: تحتاج إلى بنى تحتية لاستيعاب النمو السكاني.. ملايين المهاجرين إلى بغداد بحثاً عن العمل

بغداد ـ طريق الشعب

نسب البطالة المرتفعة وندرة فرص العمل في محافظات الوسط والجنوب، تدفع كل يوم بأعداد من الشباب للهجرة إلى العاصمة بغداد بحثاً عن عمل، حتى وصل عدد الوافدين اليها من المحافظات ما يقارب الأربعة ملايين شخص منذ 2003، مما ضاعف من الزخم الموجود في العاصمة وكشف عن العجز الذي تعانيه بناها التحتية، والتي لا تتناسب مع الحاجة لاستيعاب الوافدين الجدد.

 

اكثر حرصاً

“طريق الشعب” التقت عدداً من الوافدين منهم حسين طعمة، القادم من قضاء الحي ـ محافظة واسط ـ وسألته عن أوضاعه فقال “قدمت إلى العاصمة بسبب قلة فرص العمل في واسط، فالفرص هناك شحيحة مقابل كثرة في الايدي العاملة، وتدن في أجور العمل مقارنة مع العاصمة. كما أن صاحب المطعم هنا يوفر لي المبيت والغذاء وأجراً يومياً يبلغ 20 ألف دينار”.

ويعتقد بعض أرباب العمل أن العمال من المحافظات أكثر حرصاً على العمل من أبناء العاصمة، يقول صاحب المطعم علي الركابي، ان “الشباب في بغداد يرفضون ممارسة المهن الشاقة التي تتطلب عملاً لأكثر من 12 ساعة في اليوم وعلى العكس من شباب المحافظات”، ويضيف “وحتى لو عملوا معنا فإنهم لا يستمرون طويلاً”. وعلي الركابي نفسه قادم من قضاء قلعة سكر في محافظة ذي قار منذ خمس سنوات، حيث انتهى به المطاف لافتتاح مطعم شعبي صغير في حي العامل. 

طرق وخدمات

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداي، في تصريح خص به “طريق الشعب”، إن “سكان بغداد يشكلون النسبة الأكبر من سكان العراق، لأن العاصمة مركز للأنشطة الاقتصادية والتجارية، وبالتأكيد تكون جاذبة للسكان”. وأضاف أن “نسبة سكان بغداد تشكل 21 في المائة من مجموع سكان العراق ويعيش في العاصمة 8 ملايين و600 ألف نسمة في اخر تقديرات الوزارة لعام 2021”.

 وتابع السيد الهنداوي قائلاً “ تبقى الزيادة التي تشهدها بغداد في عدد السكان ضمن معدلات النمو الطبيعي، حيث تبلغ نسبة معدل النمو السكاني في العراق 2.6 في المائة، ويزداد سكان البلاد من 800 ألف إلى مليون نسمة كل عام”.  واستدرك بالقول “ إن بغداد تحتاج إلى طرق وخدمات وبنى تحتية أكثر لاستيعاب النمو السكاني الحاصل”.

 

اضرار اقتصادية

إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان، لـ “طريق الشعب”، أن “أكثر من 4 ملايين نسمة هاجروا من المدن نحو بغداد منذ 2003 لغاية الان، بحكم كثرة فرص العمل في العاصمة وشحتها في المحافظات”. وعلل زيادة الظاهرة بسبب “غياب الإعمار والفساد المستشري الذي نهب كل مشاريع الاستثمار، بالإضافة إلى عدم صرف مستحقات وتخصيصات المحافظات”.

وأضاف أن “السكن المؤقت لأبناء المحافظات في بغداد، يتحول مع مرور الوقت إلى سكن دائمي، لأن الاستقرار الاقتصادي الذي توفره العاصمة للشباب، لا توفره له مدينته القديمة، وهذا الأمر تعززه كثرة العشوائيات في بغداد التي تجعل من السكن مسألة سهلة المنال”.

وأردف قائلاً إن “بقاء هذه الظاهرة له اضرار اقتصادية، ويجب أن يتم الاهتمام بالمدن الصغيرة والمناطق الريفية، منعاً للهجرة نحو المدن الكبرى، ويتطلب ذلك تطوير البنى التحتية في المحافظات وتفعيل المشاريع المتوقفة التي توفر فرص عمل”.

******************************

 

الصفحة الحامسة

 

في ظل ارتفاع نسب البطالة.. دفع العربة.. آخر مصدر رزق لفقراء العراق

 

بغداد – وكالات

تعد مهنة الحمّال من أكثر المهن المتاحة للفقراء والعاطلين عن العمل في العراق. إذ لا تتطلب مزاولتها سوى مبلغ مالي بسيط لشراء عربة.  

وتكثر العربات في الأسواق، وأغلب العاملين عليها هم من شريحة الشباب. كما أن للأطفال وكبار السنّ نصيبا من العمل في هذه المهنة الشاقة. ويعمل قسم من أصحاب العربات في تحميل البضائع والسلع ونقلها، بينما يعمل قسم آخر منهم كبائعين جوالين.

وعلى الرغم من أنّ هذه المهنة ليست جديدة في العراق، لكنها اتسعت أكثر الفترة الأخيرة، مع ارتفاع نسبة البطالة في البلاد إثر تداعيات فيروس كورونا – بحسب ما يؤكده العديد من أصحاب العربات.

أحد هؤلاء، ويدعى فاضل السعيدي، يبيع المكسرات والحلويات في سوق الشورجة، وهو يؤكد في حديث صحفي، أن عمل التجار والباعة والمتسوقين مرتبط بوجود “أبو العربانة”.

 ويضيف قوله، أن “هذا الأمر ليس وليد اليوم، بل يعود إلى بداية نشوء الأسواق والتجارة”، مبينا أن “حَمل الأغراض ليس عملاً سهلاً. فهو يتطلب جهداً بدنياً. والأهم بالنسبة إلى أصحاب البضائع، أمانة الحمّال”.

ويلفت السعيدي، إلى أن “الكثيرين من العاطلين عن العمل صاروا يلجأون إلى هذه المهنة، وبات السوق مكتظا بالعربات بما يفوق حاجته، نتيجة ارتفاع نسب البطالة، خاصة بعد تفشي فيروس كورونا”.

البطالة تدفع نحو الحمالة

لا تزال وزارة التخطيط تعتمد على الإحصائيات السابقة للبطالة، والتي تشير إلى أن نسبتها هي 13.8 في المائة. إلّا أنّ الأرقام التي أصدرها أخيراً الجهاز المركزي للإحصاء أشارت إلى أنّ نسبة البطالة بين الشباب للفئة العمرية بين 15 و29 عاماً تبلغ 30.5 في المائة، لكنّها أقل بكثير من التي أعلنها صندوق النقد الدولي، الذي أظهر أنّ معدل البطالة لدى شريحة الشباب في العراق يبلغ أكثر من 40 في المائة.

تلك الإحصائيات تُعلّل سبب انخراط المزيد من الباحثين عن العمل في مهنة حمل البضائع، التي يجدها كثيرون حلاً مناسباً لـ “تخطي مرحلة زمنية” - بحسب ميثم صادق.

ويؤكد صادق في حديث صحفي، إنّه نجح في الحصول على مكانة بين التجار والباعة “فيجب على أبو العربانة إثبات أمانته ليكسب ثقة العاملين في السوق”، مضيفا انّه لجأ إلى هذه المهنة منذ نحو عام ونصف العام، بعد ان كان يعمل سائق سيارة أجرة، وفقد عمله جراء الأزمة الاقتصادية.

ونظرا للثقة التي نالها بين الباعة والتجار، بات صادق، الذي يعيل أسرته المكونة من أربعة أشخاص، يكسب جيداً من عمله.

مهنة شاقة لا تخلو من مذلة!

من جهته، يقول زيد طارق، وهو عشريني تخرج في الجامعة قبل عامين، انّ “مهنة الحمّال متعبة وشاقة ولا تخلو من مذلة، لكن عليّ أن أنجح فيها لأساعد أسرتي في تأمين معيشتها”.  ويضيف في حديث صحفي، انّ مظهره يكون بائساً عادة وملابسه غير مهندمة، ويستمر عمله ساعات طويلة، إذ لا يجد الوقت ليعيش حياته الطبيعية، مشيرا إلى أنه “في أيام كثيرة أعود إلى المنزل مع غروب الشمس، ولم أجمع من عملي سوى عشرة آلاف دينار، وهي لا تكفي لشراء وجبة طعام لأسرتي”.

 

طفولة تقتلها عربة!

معلوم أن مهنة “أبو العربانة” من بين المهن غير المحددة بشروط في العراق. لذلك يلجأ إليها حتى الأطفال. إذ تنتشر عمالة الصغار في ظل غياب أي متابعة رقابية من قبل مؤسسات الدولة. حيدر الذي لم يتجاوز الحادية عشرة، يعمل منذ أكثر من ثلاثة أعوام على عربة في سوق الجملة للخضار والفاكهة شرقي بغداد. وينقل هذا الصبي البضائع من المحال داخل السوق إلى سيارات المتبضعين ليحصل على مبلغ من المال بعد كلّ عملية توصيل، معتمداً على عربته التي صنعها من الخشب بحجم صغير يناسب قدرته على دفعها. يقول سلطان المحمداوي الذي يملك مخزناً في السوق، إنه يتكفل بمتابعة حيدر، مضيفاً في حديث صحفي، أنّ “حيدر يتيم الأب، ووالدته أوصتني بالاعتناء به”.  ويلفت إلى أن “عدداً كبيراً من الأطفال يعملون في السوق. عائلاتهم الفقيرة تضطر إلى زجهم في سوق العمل، وكثيرون يعملون حمالين ويدفعون العربات على الرغم من صغر سنهم”.

 

*************

 

 

أگـول.. تأثيرات خطيرة للمياه السطحية في أيسر الموصل

 

 

جمال غانم *

 

يسمى الجانب الأيسر من مدينة الموصل بهذا الاسم، نظرا لوقوعه على يسار نهر دجلة. وفي هذا الجانب تتعرض المساكن إلى مشكلات في بناها التحتية بسبب السيول وارتفاع نسب المياه الجوفية السطحية.

وتعرف المياه القريبة من سطح الأرض بـ “المياه السطحية”، وهي غالبا تأتي من نضوح مياه النهر تحت سطح الأرض، يشترك معها ماء المطر النافذ إلى تحت السطح والذي يصطدم في الأسفل بقاعدة رسوبية عازلة، كالأطيان، حتى يتجمع مكونا خزينا يتحرك باتجاه المناطق الضعيفة والفتحات والكسور في الخزانات الأرضية، فضلا عن العيون المائية والينابيع.

تتأثر الأحياء السكنية القريبة من نهر دجلة في أيسر الموصل، مثل محلة  النصر (الفيصلية) وحي الضباط ومنطقة مستشفى السلام ومناطق المالية والنبي يونس والزراعي والاندلس والشرطة والثقافة والعربي، بالمياه المتأتية من النهر. بينما تتأثر الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية بنضوح المياه السطحية القادمة - حسب التوقعات - من مناطق ابعد، ومن الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للمدينة. إذ تظهر المياه نقية داخل السراديب وفي خزانات المياه الثقيلة.

ويلاحظ نضوح المياه النقية بغزارة عند تهيئة الأسس لبناء الدور والعمارات (لا ألغي تأثير النشاط السكاني وسقي الحدائق). وبسبب عدم وجود شبكة للمجاري في تلك المناطق، بالإضافة إلى تعقيدات البناء الذي لا يستند إلى الأسس العلمية للهندسة المدنية الجيولوجية، فضلا عن عدم تخطيط المدن وتوزيع المساكن وفقا للأسس العلمية.. بسبب ذلك كله برزت المياه السطحية هنا لتشكل مشكلة عويصة تحتاج الى وقفة ودراسة جدية، لما تخلفه من أضرار على المنشآت العمرانية، إلى جانب خطورتها على الصحة العامة.

ويرتفع مستوى المياه في خزانات المياه الثقيلة في المنازل والعمارات في تلك المناطق، بسبب عدم توفر شبكة مجاري، ما يتطلب سحب المياه يوميا بواسطة حوضيات مخصصة، وهذا أمر مكلف بالنسبة للأهالي، الذين يضطرون إلى إطلاق المياه خارج منازلهم بواسطة مضخات كهربائية، ما يخلف روائح كريهة وأوبئة. وأبرز مثال على ذلك قرب العيادات والمجمعات الطبية في شارع حي المصارف، وعند مقتربات بعض المستشفيات.

هذه المشكلة علاجها يحتاج إلى إجراء دراسة للتحري عن مصادر المياه، وقد يتطلب الأمر حفر قناة لحجز المياه قبل وصولها إلى حدود المدينة، للاستفادة منها في السقي وحتى في الاستخدامات المنزلية. 

كما يتوجب كري قنوات تصريف مياه السواقي بين الأحياء السكنية، والتي تنتشر داخل مدينة الموصل كبديل مؤقت عن المجاري لحين إكمال إنشائها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس جيولوجيين أقدم متقاعد

 

**************

فلاحون من ميسان: وفروا الكهرباء لـ "مشروع الاحوازيين"

 

 

العمارة - محمد عيسى

 

يعد "مشروع الاحوازيين" أحد مشاريع الري المهمة في قضاء كميت بمحافظة ميسان. فهو يسحب المياه من أيمن نهر دجلة ليسقي نحو 30 ألف دونم.

هذا المشروع الذي يدار حاليا من قبل مجموعة من الفلاحين والمزارعين، تم بيعه مع معداته ابان تسعينيات القرن الماضي، إلى مستثمرين، وهؤلاء بذلوا جهودا مضاعفة لتحسين العمل وتوسعته، لكن اليوم وبسبب أزمة شح المياه وضعف التيار الكهربائي لم يعد المشروع يؤدي غرضه المطلوب، الأمر الذي يهدد الأراضي الزراعية بالجفاف.

ويتضمن المشروع خمسة طواقم ضخ كهربائية يشترط عملها وجود طاقة كهربائية "ثري فيز". وبسبب ضعف الكهرباء وقلة ساعات تجهيزها لم تعد تلك المضخات تعمل بالصورة الصحيحة، لتوصل المياه إلى أراضي مناطق "التل" و"الحريم" و"العافية" و"الطويل" و"النويعم"، التي تعمل فيها قرابة 250 عائلة من الفلاحين. 

يقول عدد من الفلاحين في تلك المناطق، أنه تم رفع مضختين (طاقمين) من طواقم الضخ الخمسة في المشروع، وبالمقابل باتت الكهرباء تقطع عن المشروع 4 أيام في الأسبوع، الأمر الذي أضعف من مناسيب المياه الواصلة للأراضي الزراعية، خاصة في ظل المسافة البعيدة التي تفصل بين المضخات والأراضي.

الفلاحون يطالبون عبر "طريق الشعب" بإعادة المضختين اللتين تم رفعهما، مع زيادة ساعات تجهيز الكهرباء، كي يتسنى لهم سقي أراضيهم بالشكل المطلوب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ريف المثنى

شكوى من بقاء المدارس “مهدمة”

 

 

السماوة – وكالات

طالب مواطنون من سكان المناطق الريفية في محافظة المثنى، باستئناف العمل في المباني المدرسية التي هدمت قبل نحو 7 سنوات لغرض إعادة بنائها، وذلك ضمن مشروع أطلقته وزارة التربية في ذلك الحين، لهدم وإعادة بناء أكثر من 100 مدرسة في عموم مناطق المحافظة.

وأشار المواطنون إلى أن العمل في تلك المباني توقف منذ سنوات، وهي الآن تتعرض للاندثار ولم يستفد منها التلاميذ والطلبة، مبينين أن هذا التلكؤ في إنجاز المدارس تسبب في حصول اكتظاظ شديد في المدارس المتبقية، بعد أن تم تطبيق الدوام المزدوج فيها، فضلا عن نقل عدد من التلاميذ إلى صفوف كرفانية لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة.

 

***************

كربلاء.. حوادث مرورية مميتة في طريق حيوي

 

كربلاء – وكالات

قطع مواطنون في محافظة كربلاء، أمس الأحد، طريقاً استراتيجياً، وذلك احتجاجا على حوادث السير التي يشهدها باستمرار، بسبب تدهوره وإهماله من قبل الجهات المعنية.

وقال مصدر محلي في المحافظة، أن العشرات من اهالي قضاء عين تمر غربي كربلاء، اقدموا على قطع "طريق عين تمر" الاستراتيجي، احتجاجا على حوادث السير المميتة التي تقع عليه باستمرار.

واضاف قائلا، أن الأهالي حملوا الحكومة المحلية في كربلاء مسؤولية تلك الحوادث، متهمين إياها بـ "الإهمال" وعدم الاهتمام بالطريق وإدامته بالصورة المطلوبة.

 

***********

 

 

“جريمة كبرى” بحق بيئة الزبير!

 

البصرة – وكالات

انتقد الناشط البيئي في محافظة البصرة، قاسم المشاط، إدارة بلدية قضاء الزبير بعدما اقدمت على ما اسماه “جريمة كبرى بحق البيئة”.

ونقلا عن وكالة أنباء “شفق نيوز”، فإن المشاط قال أن “مديرية بلدية الزبير اقدمت على ارتكاب جريمة كبرى بعدما قامت بقطع اربع اشجار يبلغ عمر الواحدة منها 70 عاما”، مشيرا إلى أن تلك الأشجار تعد “شاخصا بيئيا مميزا في الشارع الرئيس وسط المدينة”.

واستغرب الناشط البيئي “من الطريقة التي تفكر بها الجهات المسؤولة عن البيئة”، مؤكدا أن قطع تلك الاشجار المعمرة جاء من اجل انشاء “نافورة” وسط الشارع.

ودعا المشاط عبر “شفق نيوز”، حكومة البصرة إلى “التدخل واحالة المقصرين إلى القضاء، ليكونوا عبرة للآخرين”.

 

***************

في الناصرية.. أهالي “حي المتنزه” يطالبون بالتبليط

 

الناصرية – وكالات 

خرج العشرات من أهالي “حي المتنزه” وسط مدينة الناصرية، الجمعة الماضية، محتجين على عدم شمول منطقتهم بخدمات التبليط والأرصفة بالرغم من إكمال مشروع المجاري فيها منذ فترة.

وقطع المحتجون أحد شوارع الحي الرئيسة بالإطارات المحترقة، معربين عن استيائهم من الأوضاع الخدمية المتردية.

وقال عدد من المحتجين في حديث صحفي، أن أهالي الحي يعانون مشكلة كبيرة ابان هطول الأمطار. إذ تنتشر الأطيان والمياه الآسنة في الشوارع والأزقة، ما يعيق تحركهم، ويخلف تداعيات بيئية وصحية خطيرة.

وأضافوا ان سكان الحي يطالبون الجهات الحكومية بـ “ضرورة” شمول منطقتهم بخدمات التبليط، إسوة بغيرها من المناطق السكنية.

 

***************

بواسطة شيوعيي النجف.. معلمون يطالبون بالموافقة على إكمال دراساتهم

 

النجف - مصطفى حامد

 

استقبلت مختصة الحراك الجماهيري التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، السبت الماضي، وفدا من شريحة المعلمين المتقدمين لإكمال دراساتهم.

وبعد الترحيب بهم من الشيوعيين، شكا المعلمون امتناع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن قبولهم لإكمال دراساتهم ونيل البكالوريوس أو الماجستير ضمن اختصاصاتهم، بالرغم من حصولهم على موافقة دوائرهم.

وطالب المعلمون، الوزارة بالوقوف عند قضيتهم والسماح لهم بإكمال دراساتهم، فضلا عن توسعة عملية القبول في الدراسات مثلما حصل في الأعوام السابقة.

الرفاق في محلية النجف، أكدوا من جانبهم وقوفهم مع مطالب المعلمين المشروعة، والعمل على إيصالها إلى أنظار الجهات المسؤولة عبر المنابر الإعلامية للحزب. 

 

**************

 

 

مواساة

* بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق حسن عزيز (ابو محمد)، والد الرفيقة نورس، والذي توفي إثر مرض لم يمهله كثيرا.

 وكان الفقيد من الكوادر النقابية والمناضلين الذين تعرضوا للملاحقة والاعتقال لكفاحهم ودفاعهم عن حقوق ومصالح الطبقة العاملة، وهو من المساهمين في اعادة تشكيل التنظيمات النقابية بعد عام 2003.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.  

كما تعزي اللجنة المحلية، الرفيق مهدي جواد (ابو حازم) بوفاة شقيقه صالح.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق كامل كاظم النهر، شقيق الرفيق إبراهيم كاظم النهر.

والراحل مناضل انضم إلى صفوف الحزب منذ الستينيات وبقي حتى وفاته. وهو من عائلة شيوعية معروفة في قضاء الصويرة.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه الصبر والسلوان.

*بمزيد من الاسى والحزن، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، فقيدها الرفيق عبد الامير كاظم ( ابو وسيم)، الذي رحل بعد صراع مرير مع المرض.

والفقيد مناضل واكب عمل الحزب منذ خمسينيات القرن الماضي، وعمل في صفوفه ناشطا بارزا مثابرا وظل لصيقا به حتى ساعاته الأخيرة.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه خالص العزاء.

*تعزي لجنة قضاء قلعة سكر للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق عزيز السيد جاسم الموسوي بوفاة اخيه السيد مجيد، بشكل مفاجئ.

للفقيد دوام الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق زامل عويد (أبو حازم) بوفاة شقيقته في بغداد.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها وذويها الصبر والسلوان.

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدغارة، الرفيق محمد نور حسون المحنه بوفاة شقيقته.

لروحها السلام ولذويها الصبر والسلوان.

 

********************

 

الصفحة السادسة

 

الايرادات الجمركية للسنوات 2011 – 2021 (قراءة تحليلية)

 

د. كاظم محمد بريسم العقابي*

 

على الرغم من اهمية الحدود و المنافذ الحدودية وتأثيرها المباشر على الوضع الامني والاقتصادي، لم يحظ هذا الملف بالاهتمام الكافي من قبل حكومات ما بعد 2003 العراقية المتعاقبة، الامر الذي ادى  الى انتشار الفساد الاداري والمالي بين الدوائر العاملة في المنافذ الحدودية، وتسبب  في هدر مال عام يقدر حجمه في اقل تقدير  بـ (8)  ترليونات  دينار سنويا. كما تسبب  عدم احكام السيطرة على الحدود و المنافذ الحدودية في حدوث مشاكل خطيرة جدا للمجتمع العراقي، اهمها انتشار تجارة وتعاطي المخدرات،  وتهريب الأسلحة، وتهريب الادوية ،ودخول الاغذية والبضائع غير المطابقة للمواصفات المعتمدة ، وعدم القدرة على تطبيق التعليمات والقوانين الهادفة الى حماية المنتج  العراقي، ومشاكل اخرى لا مجال لذكرها هنا.

 

ولغرض متابعة تأثير الاجراءات الحكومية في التصدي لهذا الملف الخطير، سنستخدم هنا مؤشرا رقميا قابلا للقياس، ويتمثل في  الايرادات المتحققة من فرض الرسوم الجمركية على البضائع والسلع المستوردة. وهذا المؤشر هو ما تستخدمه الادارة الجمركية وادارة المنافذ الحدودية لتبيان مدى نجاح الاجراءات التي اتخذتها الحكومة، بهدف احكام السيطرة على المنافذ الحدودية. ولعل من اهم الاسباب التي جعلت الادارة الجمركية تختار هذا المؤشر، هو ان الايرادات التي تحققها مراكز الجمارك في المنافذ الحدودية تعد من اهم واكبر ايرادات الدوائر العاملة في تلك المنافذ.

ويعكس الجدول (رقم 1) الايرادات الجمركية المتحققة منذ  العام 2011  حتى العام 2020 ، حيث اعتمدنا على التقارير الصادرة عن  الادارة الجمركية نهاية كل عام ، ونشير الى ان احد اهم الاجراءات التي قامت بها الحكومة لغرض زيادة الايرادات الجمركية، هو تشريع وتطبيق قانون التعرفة الجمركية رقم 22 لسنة 2010 ، الذي ادى الى زيادة الايرادات  الجمركية في عام 2011 من مستواها المنخفض جدا  قبل  ذلك، والذي لم يزد في عام 2005 على حوالي 100 مليار دينار.

يُظهر الجدول اعلاه انه برغم تطبيق قانون التعرفة الجمركية رقم  22 لسنة 2010، لا تزال الايرادات الجمركية المتحققة اقل بكثير من المتوقعة، والتي يفترض ان لا تقل عن 10 في المائة من قيمة الاستيرادات  المقدرة بما بين  50 و 60 ترليون دينار سنويا. ويعد اول ارتفاع ملحوظ للايرادات الجمركية هو الذي تحقق في عام 2017 ، حين بلغت الايرادات 1236 مليارا بزيادة نسبتها 91 في المائة عن مثيلتها المتحققة عام  2016 والبالغة 647 مليار دينار.

وتزامن هذا الارتفاع في الايرادات الجمركية مع مباشرة هيأة المنافذ الحدودية مهامها الرسمية استنادا الى قانون هيأة المنافذ رقم 30 لسنة  2016. وكان سبب الزيادة يعود باعتقادنا الى ممارسة هيأة المنافذ الحدودية  مهامها المنصوص عليها في القانون، والمتمثلة في الاشراف والرقابة والسيطرة على الانشطة التي تمارسها الدوائر العاملة في المنافذ، استنادا الى المادة 10 من قانون هيأة المنافذ التي اعتبرت المطارات والموانيء منافذ حدودية لأغراض تنفيذ هذا القانون. وتم اعداد التعليمات رقم (1)  لسنة 2018 الخاصة بتنظيم العمل في المنافذ الجوية والمنافذ البحرية، ونشرت في جريدة الوقائع العراقية بعد المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء في شهر اذار 2018 . ونتيجة لدخول هذه التعليمات حيز التنفيذ توسع نشاط هيأة المنافذ الحدودية ليشمل كافة المنافذ البحرية والمنافذ الجوية، الامر الذي ادى الى زيادة  الايرادات الجمركية في عام 2018 حيث  بلغت 1692 مليارا، بزيادة  نسبتها حوالي 37 في المائة على ما تحقق عام  2017 .

لقد تمكنت هيأة المنافذ الحدودية رغم حداثة عهدها من تحقيق نجاحات في مجالات عديدة، وكان ينبغي ان تقدم لها الحكومة الدعم الكامل، لتحسين الاداء والحد من الفساد الاداري والمالي وتطوير البنى التحتية للمنافذ وتحقيق اهدافها المحددة في  القانون. وما فائدة استحداث تشكيل اداري جديد من دون توفير الحد الادنى من متطلبات نجاحه.  واود الاشارة هنا الى ان الحكومات السابقة لم  تقدم  لهيأة المنافذ الدعم الذي يمكنها من القيام بواجباتها كما حددها القانون رقم 30 لسنة 2016، وسنعرض في نهاية المقال اهم التحديات التي واجهتها وكانت تتطلب تدخل الحكومة لان مواجهتها لا تقع ضمن صلاحيات رئيس الهيأة.  .

وفي عام 2019 وعلى رغم الجهود التي بذلتها الهيأة والدوائر العاملة في المنافذ، فقد انخفضت الايرادات الجمركية بحوالي 37 في المائة عن العام 2018 ، وبلغت 1056 مليار دينار فقط. ونجم الانخفاض عن توسع الحكومة  في منح الاعفاءات الجمركية، خاصة تلك الممنوحة للملكة الاردنية الهاشمية، كذلك عن الاستغلال البشع للأعفاءات الممنوحة للمشاريع الاستثمارية ومشاريع التنمية الصناعية، والممنوحة الى بعض الجهات بموجب موافقات خاصة من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء . 

اما في عام 2020 فقد حظيت هيأة المنافذ  باهتمام كبير من لدن حكومة السيد مصطفى الكاظمي، اذ تم تكليف قوات التدخل السريع وقوات مكافحة الارهاب بتأمين الحماية للمنافذ، وفرض هيبة الدولة وطرد العصابات التي كان لها نشاط ملحوظ على الطرق التي تربط المنافذ بمراكز المدن. وبعد نجاح هذه القوات في تنفيذ المهام المكلفة بها، اعلن السيد رئيس مجلس  الوزراء تمكن الحكومة من احكام السيطرة التامة على المنافذ الحدودية. وكان بديهيا ان يظهر اثر تلك الاجراءات على  الايرادات المتحققة في المنافذ  الحدودية، الا ان انحسار التجارة عالميا بسبب الازمة الناجمة عن انتشار فايروس كورونا وغلق الحدود مع بعض دول الجوار، ادى الى انخفاض الايرادات الجمركية التي  بلغت 1017 مليارا تقريبا. وكنا نتوقع ان يكون الانخفاض اكبر، الا ان القرار الذي اتخذته  الهيئة العامة للجمارك  في كانون الاول 2020 باعتبار الامانات التي مضت عليها 5 سنوات فاكثر ايرادا نهائيا للدولة،  اسفر عن ارتفاع ايرادات  الشهر المذكور حيث بلغت حوالي  237 مليار دينار، بزيادة فوق معدل الايرادات الشهرية بلغت حوالي 140 مليارا. وبرغم ان انخفاض الايرادات في 2020 يعد امرا طبيعيا نظرا للظروف  المشار اليها، فقد اكدت ادارة المنافذ اكثر من مرة ارتفاع الايرادات المتحققة في المنافذ  سنة 2020 ، خلافا لتصريح الهيأة العامة للجمارك بانخفاضها سنتذاك. ومن المؤكد ان ما صرحت به المنافذ غير صحيح لان الايرادات الجمركية تشكل 90 % من الايرادات التي تحققها الدوائر العاملة في المنافذ، فهو يتناقض مع ما صرحت به الهيأة العامة  للجمارك.

 ونعتقد ان تصريحات كهذه تعد خطيرة، لانها تعطي انطباعا  لمتخذ القرار بان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة كافية للحد من الفساد الاداري والمالي في المنافذ الحدودية. فيما نحن  واثقون من انها لم تكن كافية، لان اغلب حالات الفساد في المنافذ لا تمرر باستخدام القوة  كما يعتقد بعض من لا يعرفون جيدا طبيعة عمل المنافذ الحدودية، وانما من خلال الاتفاق بين بعض الفاسدين من الضباط والمنتسبين وموظفي الدوائر العاملة في  المنافذ مع القائمين بمهمة التخليص الجمركي. ولأن القوات التي كلفت بحماية المنافذ هي قوات قتالية غير متخصصة في العمل الجمركي، ولا تمتلك الخبرات والمهارات التي تمكنها من كشف التلاعب في المعاملات الجمركية، والذي غالبا ما تكون طبيعته تغييرا في وصف البضاعة كما او نوعا او  بالاثنين معا،  بهدف التهرّب من دفع الرسوم الجمركية والضريبية، فان التأثير المتوقع لم يظهرفي زيادة الايرادات الجمركية  او تغيير نسب الفساد الاداري والمالي.

 

ايرادات النصف الاول من عام 2021

صرحت الهيأة العامة للجمارك ان الايرادات الجمركية المتحققة في النصف الاول من عام  2021 بلغت حوالي 526 مليار، محققة بذلك زيادة نسبتها 30 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام 2020، والتي بلغت 387 مليار دينار. وقد اكدت هيأة المنافذ الحدودية ايضا هذه الزيادة. وعزت كل من الهيأة العامة للجمارك وهيأة المنافذ الحدودية هذه الزيادة الى احكام السيطرة على المنافذ، متناسيتين انهما اغفلتا امرين في غاية الاهمية :

الاول - ان ارتفاع سعر صرف الدولار من 1190 الى  1450 دينارا  تسبب  في زيادة الكم الرقمي للايرادات الجمركية  المتحققة في النصف الاول من  عام 2021 ، حيث تحتسب  قيمة الرسم الجمركي بالدولار ثم تضرب قيمة الرسم الجمركي في سعر صرف الدولار المعتمد من قبل الادارة الجمركية والبالغ 1460 دينار.

ثانيا -   ان  مقارنة الايرادات المتحققة في النصف الاول من عام 2021 مع ايرادات النصف الاول من عام 2020 تعطي نتائج مضللة، لان عام 2020   كان عاما استثنائيا بسبب انتشار جائحة كورونا وما ادت اليه من  أزمة اقتصادية عالمية، فكان الاولى بالادارة الجمركية ان تقارن ايرادات النصف الاول من عام 2021 مع ايرادات النصف الاول من  عام 2019 او عام 2018.

 

يبين لنا الجدول  (رقم 2). (بالدولار) الايرادات المتحققة  في النصف الاول للسنوات من 2016 حتى2021:

نستطيع التعرف على الزيادة الحقيقية في ايرادات النصف الاول من عام 2021 حين نقارنها بايرادات النصف الاول من عام 2019، ويتضح من الجدول اعلاه ان ايرادات النصف الاول من عام 2021  انخفضت بمقدار 114 مليون دولار عن ايرادات النصف الاول من عام 2019 ، اي  بنسبة 24 في المائة، وانخفضت بـ 283 مليون دولار مقارنة بما تحقق من ايرادات جمركية في عام 2018 أي بنسبة 44 في المائة.

وفي ضوء ما تقدم ادعو الحكومة الى مراجعة ما يصدر من تصريحات عن هيأة المنافذ الحدودية والهيأة العامة للجمارك والتأكد من مدى دقتها، مؤكدا صحة الارقام التي عرضتها في هذه المقالة.  كما اكرر دعوتي  للحكومة الى العمل على تنفيذ المقترحات التي وردت ضمن مقالي “ المنافذ الحدودية / التحديات وفرص التطوير” المنشور في جريدة “طريق الشعب” بتاريخ 19/7/2021 ، والتي عُرضت ايضا  في ورشة العمل التي نظمها مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، كما قُدمت في الورقة الاصلاحية للمعهد العراقي للاصلاح الاقتصادي. ونشير الى اننا سبق ان اقترحنا هذه الحلول على الحكومات السابقة، لان اعتمادها كان يتطلب تدخلا حكوميا مباشرا، لكننا وللأسف لم نجد في حينه الاستجابة المطلوبة.

 

ونذكر في ما يلي اهم هذه المقترحات:

اولا : اصلاح الهيكل الوظيفي لهيأة المنافذ الحدودية، فغالبية الموارد البشرية الموجودة  حاليا هي من كادر الشرطة، والعمل على نقل موظفي مكاتب المفتشين العمومين المنحلة نظرا لتشابه طبيعة عملهم مع طبيعة عمل موظفي المنافذ المتمثل في الرقابة والتدقيق، كذلك المباشرة باستبدال الموظفين والضباط والمنتسبين  في  هيأة المنافذ، خاصة اولئك من تتوفربشأنهم مؤشرات سلبية، استبدالهم بموظفي مكاتب المفتشيين العمومين على ان يتم اختيار النزيه والكفوء منهم، فلا فائدة ترجى من سياسة تدوير الفاسدين.

ثانيا : احلال الموظفين  المدنيين في هيأة المنافذ محل الكادر العسكري وبشكل تدريجي، واسناد مهمة حماية المنفذ الى الكادر العسكري الموجود في المنافذ، واسناد مهام الرقابة والتدقيق الى الموظفين المدنيين.

ثالثا : اصلاح الهيكل الوظيفي للهيأة العامة  للجمارك، فهناك عدد غير قليل منهم يحملون عنوان حرفي ويكلفون بمهام التخمين والتدقيق التي لا تتناسب مع مؤهلاتهم ، مع العمل على  نقل موظفي مكاتب المفتشين العموميين المنحلة ممن يمتلكون الخبرات في الجانب المالي والمحاسبي وتتوفر بخصوصهم مؤشرات جيدة، والمباشرة بأستبدال موظفي المراكز الجمركية لاسيما الذين توجد عنهم مؤشرات سلبية.

رابعا : ادراج فقرة في الموازنة العامة بتخصيص نسبة  من الايرادات المتحققة لا تقل عن 20 في المائة منها لموازنة هيأة المنافذ الحدودية، وتكون الهيأة هي المسؤولة عن انفاق هذا المبلغ لتطوير البنى التحتية للمنافذ، لان هذا احد اهداف الهيأة وفقا للمادة (2/ ثالثا) من قانونها الرقم 30 لسنة 2016 ، ومن شديد الخطأ اسناد مهمة تحقيق هذه الاهداف الى المحافظات .

خامسا :اختيار قيادات ادارية مدنية من ذوي الخبرة والاختصاص والمعروفين بالنزاهة والكفاءة، لتولى ادارة المنافذ الحدودية.

سادسا : شمول كافة العاملين في الدوائر العاملة في المنافذ الحدودية  بقانون هيأة النزاهة والكسب غير المشروع، والزام من تتوفر بخصوصهم مؤشرات سلبية ببيان مصادر اموالهم واحالة من لا يتمكنون من تبرير مصادر اموالهم  الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.

سابعا : اعتماد الاستثمار في تطوير البنى التحتية للمنافذ واستكمال ما بدأت به هيأة المنافذ في عام 2018 حين قامت باعلان معظم المنافذ للاستثمار تنفيذا لتوجيه السيد رئيس الوزراء الاسبق ووفقا لقرارات مجلس الوزراء، التي شجعت الاستثمار في المنافذ. كذلك قرارات مجلس هيأة المنافذ التي  اتخذها في عام  2018  والتي اكدت اعتماد الاستثمار لتطوير البنى التحتية للمنافذ، من دون المساس بالرسوم السيادية (الجمارك والضرائب).

ثامنا: أتمتة الاجراءات الجمركية والاستفادة من التجربة المعتمدة في الاقليم، حيث استُخدم النظام المؤتمت في انجاز المعاملات الجمركية منذ سنوات، ومساءلة وزارة المالية والادارات الجمركية السابقة  عن اسباب التأخر في استخدم الاتمتة في انجاز المعاملات الجمركية، على الرغم من توفر النظام المؤتمت في الاقليم.

تاسعا: ىتقليص الاعفاءات الجمركية الممنوحة لبعض دول الجوار، وتخفيض الاعفاءات الممنوحة بموافقات خاصة.

غلق المعابر غير الرسمية، خاصة تلك الموجودة في الاقليم وفي محافظة  نينوى. عاشرا :

   احد عشر: إلزام  الاقليم بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 13 لسنة 2019 الذي تم بموجبه توحيد التعرفة والاجراءات الجمركية. وفي حالة عدم الالتزام تتم اعادة  العمل بمراكز التدقيق الجمركية التي الغيت بموجب المادة سادسا من قرار مجلس الوزراء رقم 13 لسنة 2019.

اثنا عشر: اكمال تعليمات تسهيل تنفيذ قانون هيأة المنافذ وفقا للمادة 16 من قانون الهيأة، على ان تتضمن دليلا لتبسيط الاجراءات يكون ملزم التنفيذ من قبل كافة الدوائر العاملة في المنفذ الحدودي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مستشار المعهد العراقي للاصلاح الاقتصادي

 

 

*****************

 

الصفحة السابعة

 

رسائل تضامن واسعة مع المحتجين وحقوقهم المشروعة.. السلطات السودانية تقمع «مليونية الشهداء»

 

متابعة ـ طريق الشعب

واصلت قوات الامن السودانية مواجهة المحتجين ضد سلطة العسكر بالغاز المسيل للدموع، لتفريغ التظاهرات الحاشدة التي خرجت، أمس الاحد، في الخرطوم وبعض مدن السودان، والتي أطلق عليها “مليونية الشهداء”.

وفي صباح اليوم ذاته قامت تلك القوات بالإغلاق الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها ونشرت تشكيلاتها على عربات مزودة بأسلحة، وعدا ذلك فإنها قامت بقطع خدمات الاتصالات وإنترنت الهواتف الجوالة.

 

“الردة مستحيلة”

فرقت قوات الأمن السودانية، أمس الأحد، آلاف المحتجين المشاركين في تظاهرات “مليونية الشهداء” التي خرجت في الخرطوم، عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق.

وسار المحتجون باتجاه القصر الرئاسي وسط العاصمة وهم يحملون أعلام البلاد ولافتات كتب عليها “العسكر إلى الثكنات”، ويهتفون “الردة مستحيلة” و”السلطة سلطة شعب”. وطالب المحتجون بحكم مدني وإدانة العنف الدموي في احتجاجات الأسبوع الماضي، فيما واجهت القوات الامنية المحتجين بإطلاق الغاز المسيل للدموع الغاز.

وأغلقت السلطات منذ الصباح بإغلاق الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها ونشر العديد من قوات الأمن على عربات مزودة بأسلحة.

وقال مراسلو وكالة “فرانس برس” في الخرطوم، أن قوات الأمن أغلقت الجسور التي تربط بين وسط الخرطوم وأحياء أم درمان وبحري”، مشيرين إلى أن “قوات من الجيش والشرطة انتشرت في كل الشوارع الرئيسية، وبعضها على عربات عليها أسلحة رشاشة”.

 

قطع الانترنيت

ونقلت وكالات الانباء عن مصادر في شركات الاتصالات، قولها إن السلطات طلبت من مقدمي الخدمات قطع خدماتهم.

كما أكدت مجموعة “نت بلوكس” التي تتعقب أعطال شبكات الانترنت في حسابها على تويتر “تعطل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في السودان منذ حوالي الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي قبيل احتجاجات مناهضة للانقلاب في الخرطوم”.

ورغم ذلك، تمكن بعض الأشخاص من نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر احتجاجات في عدة مدن أخرى بما في ذلك الدمازين وبورتسودان.

 

“عام المقاومة”

وكان تجمع المهنيين السودانيين، قد دعا في بيان السبت إلى جعل 2022 “عاما للمقاومة المستمرة”. وتزامنا مع الدعوات، قطعت خدمات الاتصالات وإنترنت الهواتف الجوالة في العاصمة، أمس الأحد.

وقال التجمع إنه يدعو “جماهير الشعب السوداني وجموع المهنيين السودانيين والعاملين بأجر في كل مدن وقرى السودان” إلى “الخروج والمشاركة الفعالة في المواكب المليونية يوم 2 كانون الثاني 2022، فلنجعل منه عاما للمقاومة المستمرة”.

وشهدت العاصمة الخميس تصاعدا في وتيرة الاحتجاجات من جهة وعنف قوات الأمن للرد من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط خمسة شهداء من المتظاهرين، حسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.

وأكدت اللجنة في بيان، السبت الماضي، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الاول 2021 إلى 53 بينهم 11 شهيدا هم ضحايا الاتفاق السياسي.

واتهمت اللجنة قوات الأمن بقطع الطريق على سيارات الإسعاف وإخراج جريح واحد بالقوة من إحداها، فيما تظهر العديد من مقاطع الفيديو التي نشرت الجمعة رجالا بالزي العسكري يضربون متظاهرين بالعصي.

رسائل تضامن

وقدمت مجموعة احزاب شيوعية شقيقة رسائل تضامن الى الشعب السوداني، معبرين عن ادانتهم لسياسة القمع والقتل التي يتعرض لها السودانيون المحتجون.

وأعرب حزب الشعب الفلسطيني عن تضامنه الكامل مع الشعب السوداني الشقيق وقواه الديمقراطية والتقدمية، وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي السوداني، التي تواصل نضالاتها بمثابرة عبر ثورة شعبية باسلة ضد سلطة انقلاب ٢٥ تشرين الاول وقوى الثورة المضادة، ومن أجل قيام حكم مدني ديمقراطي في السودان.

ودان الحزب سياسة القمع والقتل التي تتعرض لها الجماهير السودانية التي تعبر عن مطالبها المشروعة بسلمية كاملة، ويدين بشكل خاص أعمال  القمع والقتل التي جرت يوم الثلاثين من كانون الاول المنصرم على يد الطغمة العسكرية الحاكمة.

من جهته، قال الحزب الشيوعي الأردني إن السلوك الدموي للانقلابيين على ارض الواقع يدحض ادعاءاتهم الكاذبة بالحرص على تهيئة الأجواء لانتخابات حرة وديمقراطية، وبرفض استخدام العنف المفرط بحق المشاركين في المواكب الشعبية السلمية.

وأكد الحزب أنه في الوقت الذي يدين الإجراءات القمعية للمجلس السيادي المدعوم من فلول نظام البشير، يطالب الدوائر الحاكمة في السودان بالتوقف عن قمع الحراك الشعبي السلمي.

وأعلن الشيوعي الأردني عن تضامنه الكامل واللامحدود مع نضال الشعب السوادني، وقواه الديمقراطية والتقدمية المعادية للاستبداد والدكتاتورية والرجعية بجميع أشكالها المقنعة والسافرة. وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني.

هذا ودانت الحركة التقدمية الكويتية ما تتعرض له المقاومة السلمية للشعب السوداني من أعمال تقتيل وقمع وحشي، وآخرها ما تعرضت له التظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم ٣٠ كانون الاول ٢٠٢١.

وتدعو الحركة التقدمية الكويتية الشعب الكويتي وقواه الحيّة وكذلك الشعوب العربية الشقيقة، خصوصاً في منطقة الخليج والجزيرة العربية إلى التضامن مع الشعب السوداني الشقيق ومطالبة حكوماتها بالضغط على سلطة الانقلاب العسكري لإنهاء القمع الدموي في السودان، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.

 

 

حزب الشعب الفلسطيني يرفض لقاء عباس وغانتس.. في 2021.. سلطات الاحتلال تعتقل 8000 فلسطيني بينهم اطفال ونساء

رام الله ـ وكالات

كشفت مؤسسات فلسطينية مهتمة بقضايا حقوق الانسان، عن ان سلطات الاحتلال اعتقلت 8000 فلسطيني على مدار العام الماضي بينهم أكثر من 1300 قاصر وطفل و184 من النّساء.

وأضافت المؤسسات، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضّمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومركز معلومات وادي حلوة – القدس، في تقرير لها، تابعته  «طريق الشعب»، إن «عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الأول2021 نحو 4600 أسير، منهم 34 أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 160 طفلاً».

وأكد التقرير أن «عدد الأسرى المرضى وصل إلى قرابة 600 أسير، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي البالغ من العمر81 عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّاً».

وذكر التقرير، أن «عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، بلغ 25 أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ كانون الثاني عام 1983 بشكل متواصل».

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل تواصل اعتقال عشرة صحفيين فلسطينيين في سجونها.

وأوضح أنه «خلال هذا العام أصدرت سلطات الاحتلال 1595 أمر اعتقال إداري، غالبيتها صدرت بحق أسرى سابقين أمضوا سنوات في سجون الاحتلال»، مبيناً أن «عدد المعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية يبلغ حوالي 500 معتقل».

وبحسب التقرير، فإن «عدد الأسرى المحكومون بالسّجن المؤبد وصل إلى 547 أسيراً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، الصادر ضده 67 حكما بالمؤيد، ومنهم أربعة أسرى صدرت بحقّهم أحكام بالمؤبّد خلال العام 2021، وهم ياسر حطاب وقاسم عصافرة ونصير عصافرة ويوسف زهور».

ولم يصدر بعد من الجهات الإسرائيلية أي تعليق على ما تناوله التقرير من ظروف اعتقال الفلسطينيين وما يتعرضون له في السجون الإسرائيلية.

رفض لقاء عباس - غانتس

وعلى صعيد آخر، عبر حزب الشعب الفلسطيني عن رفضه الشديد للقاء الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مع وزير الحرب والعدوان والإرهاب الاسرائيلي «بيني غانتس» الثلاثاء الماضي.

واعتبر حزب الشعب في بيان صحفي الاسبوع الماضي، ان هذا اللقاء يأتي في ظل استمرار عمليات القتل والاستيطان وعربدة وإرهاب المستوطنين التي يقودها «غانتس» ضد أبناء شعبنا.

وأضاف الحزب، إن هذا يتعارض أيضاً مع كافة التوجهات السياسية والاشارات التي يجري إطلاقها قبيل انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، وتحمل رسالة يفهم من خلالها العالم بأن العلاقات تمضي بشكل طبيعي مع دولة الاحتلال في وقت ترفض فيه حكومة «بينت لبيد غانتس منصور عباس» أي بحث سياسي، وتصر على القتل اليومي والتوسع الاستيطاني والتطهير العرقي في القدس وما يسمى بإجراءات بناء الثقة والتحسينات الاقتصادية والتفاهمات في قطاع  غزة، الأمر الذي يعني التنفيذ الناعم لـ»صفقة القرن» التي رفضها شعبنا.

 

 

الليرة التركية في أسوأ مراحلها منذ عقدين

أنقرة ـ وكالات

مرت الليرة التركية بأسوأ مراحلها خلال العام المنصرم، منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل حوالي عقدين، الذي كشف قبل أسبوعين، عن خطط للدولة تحمي العملة المحلية من الخسائر امام العملات الصعبة. 

وتراجعت الليرة، وهي الأسوأ أداءً وبفارق كبير عن كل الأسواق الناشئة في 2021، وفقدت 44 في المائة من قيمتها مقابل الدولار على مدار العام و19 بالمائة في الأسبوع الماضي وحده.

وتسارعت الأزمة في الشهور الأخيرة، وهزت اقتصادا يبلغ حجمه 720 مليار دولار. ويرجع السبب في ذلك إلى حد بعيد إلى “البرنامج الاقتصادي الجديد” الذي يطبقه أردوغان ويركز على الصادرات والائتمان رغم انهيار الليرة والتضخم الذي قفز معدله لما فوق 21  في المائة.

وقبل أسبوعين، كشف اردوغان النقاب عن مخطط تحمي بموجبه الدولة الودائع المحلية المحولة من الخسائر أمام العملات الصعبة، ما أدى إلى زيادة حادة بنسبة 50 في المائة في قيمة الليرة بدعم من البنك المركزي.

ودعا أردوغان، الذي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبيته في فترة ما قبل انتخابات 2023، الأتراك للاحتفاظ بجميع مدخراتهم بالليرة وتحويل الذهب إلى البنوك، قائلا إن “تقلبات السوق باتت تحت السيطرة إلى حد كبير”.

وأضاف “طالما لا نتخذ عملتنا كأساس فإن مصيرنا الغرق. الليرة التركية، نقودنا، هذا هو ما سنمضي به قدما وليس بهذه العملة الأجنبية أو تلك”.

ومضى قائلا “نخوض حربا لإنقاذ الاقتصاد التركي من دائرة ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم”، مكررا وجهة نظره غير التقليدية التي تفيد بأن ارتفاع أسعار الفائدة يرفع الأسعار.

وتقلصت مدخرات الأتراك في الشهور الماضية بسبب انخفاض قيمة الليرة وبلوغها أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 18.4 مقابل الدولار في الأسبوع الماضي، لكنها تعافت بعد الإعلان عن البرنامج الحكومي لحماية الودائع المحلية من خسائر انخفاض القيمة مقابل العملات الأجنبية.

 

 

في خرق جديد لمبادئ الديمقراطية وسيادة الدولة.. بريطانيا تحرم فنزويلا من التصرف بثروتها الوطنية

رشيد غويلب

 

 مرة أخرى تبرهن حكومات المراكز الرأسمالية على عدم احترامها لسيادة الدول والقانون الدولي، عندما تسعى لتقويض حكومات منتخبة ديمقراطيا، او تدوس المبادئ الأساسية لحقوق الانسان. لقد بيّن هذا مهزلة قرار المحكمة العليا في لندن بتسليم جوليان أسانج للولايات المتحدة. وقبل ايام اتخذت المحكمة العليا مرة أخرى قرارا، حرمت بموجبه حكومة فنزويلا الشرعية بزعامة نيكولاس مادورو من استعادة الذهب الفنزويلي الذي استولى عليه بنك إنكلترا، والذي تبلغ قيمته 1.6 مليار يورو.

 وفي سياق استراتيجية تشديد الحصار على فنزويلا، منحت الولايات المتحدة اليميني المتطرف خوان غوايدو، الذي نصب نفسه خلال تظاهرة رئيسا مؤقتا للبلاد، حق إدارة ثروات البلد الغني بالنفط، والموجودة داخل الولايات المتحدة وبلدان حلفائها الرئيسيين. وتم تجميد 7 مليارات دولار من الأصول الفنزويلية في الولايات المتحدة لتسليمها إلى خوان غوايدو. وجاء رفض بنك إنكلترا تسليم احتياطي الذهب الفنزويلي المودع لديه، وقرار المحكمة البريطانية تعضيدا للسياسات الامريكية ضد حكومة اليسار في كراكاس.

وكان البنك المركزي الفنزويلي قد طلب، في نيسان 2020، من بنك إنكلترا تحويل واردات بيع النفط الفنزويلي المودعة لديه إلى البرنامج الإنمائي الذي تديره الأمم المتحدة، لاستخدامها في شراء إمدادات الإغاثة، والمعدات الطبية لمكافحة وباء كورونا.

وبعد رفض بنك إنكلترا تسليم الذهب، اقامت فنزويلا دعوى قضائية في محكمة لندن التجارية “لإلزام البنك بتنفيذ التعليمات المطلوبة”. وصرح ساروش زايوالا، محامي البنك المركزي الفنزويلي، أن “مماطلة بنك إنكلترا تعيق بشكل حاسم جهود فنزويلا والأمم المتحدة لمكافحته وباء كورونا”.

وفي تموز 2020، قضت محكمة لندن التجارية بأن هذه الممتلكات محجوزة وأن سرقة الذهب الفنزويلي شرعية، لان حكومة صاحبة الجلالة تعترف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، وهو الوحيد الذي يحق له المطالبة باستعادة الذهب.

من جانبه، استأنف البنك المركزي الفنزويلي على الفور قرار المحكمة الانكليزية السخيف.

وأيدت محكمة الاستئناف البريطانية استئناف الحكومة الفنزويلية، وقضت بأنه قبل رفع التحفظ في النزاع الحساس، يجب تحديد ما إذا كانت الحكومة البريطانية “تعترف بالسيد غوايدو بالكامل رئيسا لفنزويلا ولا تعترف بالسيد مادورو كرئيس بأي شكل من الأشكال”. وجدت المحكمة أن الاعتراف بغوايدو رئيسا شرعيا لا يمنع مادورو من أن يكون رئيسا بحكم الأمر الواقع، كما يشير الى ذلك الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية المنتظمة بين لندن وكراكاس.

وعادت المحكمة العليا لتصحيح هذا القرار، معلنة ان تصنيف لندن للسيد غوايدو كرئيس لفنزويلا “غير غامض”. وان قرار محكمة الاستئناف العام الفائت، الذي ألغى حكم المحكمة السابق، “غير مناسب” لأن اعتراف الحكومة البريطانية بغوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا كان “واضحا ولا لبس فيه”. بالإضافة إلى ذلك، قامت محكمة الاستئناف بتعقيد الأمر دون داعٍ من خلال إثارة أسئلة مثل التمييز المحتمل بين الرئيس بحكم القانون والرئيس بحكم الواقع.

وأشارت المحكمة العليا إلى بيان علني لوزير الخارجية البريطاني آنذاك جيريمي هانت في فبراير 2019 يعترف فيه بغوايدو كرئيس دستوري مؤقت لفنزويلا. وتدخلت وزارة الخارجية البريطانية في جلسة استئناف المحكمة العليا لتوضيح أن حكومة المملكة المتحدة تعترف فقط بغوايدو كرئيس لفنزويلا؛ وكان غوايدو قد عين مجلس إدارة خاص به لإدارة البنك المركزي، وأعلن في أيار2020 أن هذا المجلس مناط به متابعة الأصول المودعة خارج البلاد.

 كان رد وزارة الخارجية الفنزويلية قاسياً للغاية: “إن الحكومة البريطانية تتبع إملاءات واشنطن، بالتواطؤ مع الجماعات المتطرفة في فنزويلا، بقيادة المحتال خوان غوايدو، وتمارس عملية احتيال وتآمر تهدف الى سرقة الذهب الفنزويلي بلا خجل ومصادرة احتياطيات البلاد”.

وبين محامي البنك المركزي الفنزويلي: ان “الاعتراف بالسيد غوايدو مخالف للواقع على الأرض. ووكلاؤه غير قادرين على التصرف بشكل فعال نيابة عن البنك المركزي الفنزويلي أو تمثيله في المحاكم الدولية”.

ان استمرار المملكة المتحدة في اعتبار غوايدو الرئيس الشرعي لفنزويلا يمثل وقاحة وبشاعة مراكز الهيمنة الرأسمالية. ويفضح ذلك نتيجة الانتخابات الإقليمية والبلدية التي جرت في فنزويلا في 21 تشرين الثاني، والتي حققت فيها حكومة مادورو انتصارا ساحقا، وبمشاركة أوساط واسعة من المعارضة اليمينية التي قاطعت العمليات الانتخابية خلال السنوات الثلاثة الماضية، وقد عمقت هذه المشاركة عزلة غوايدو السياسية، وانخفض عدد الدول التي تعترف به من 60 الى 16، وانفضح دوره كأداة لتنفيذ السياسة العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية.

واكتسبت الانتخابات شرعية أكثر بمشاركة مراقبين دوليين، شملت بين آخرين، مركز كارتر والأمم المتحدة ومجلس خبراء الانتخابات في أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي.

وتستمر المعركة القانونية المطولة والمكلفة للغاية: لا يمكن استخدام احتياطيات الذهب الفنزويلية لمحاربة وباء كورونا. وستظل تحت سيطرة بنك إنكلترا حتى يتم حل الخلاف حول تحديد هوية مالكها الحقيقي نهائيا.

*********

 

الصفحة الثامنة

 

المسار الدستوري والقانوني لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية

د.علي مهدي

 

لقد أصبح الطريق سالكا لتشكيل الحكومة، بعد المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية العليا ورد طلب الدعوى بالطعن في نتائجها، نهار يوم الاثنين 27 كانون الأول 2021، والتمهيد لانعقاد الدورة الخامسة لمجلس النواب الجديد بدعوة من رئيس الجمهورية.

وقد توالت ردود أفعال متباينة على تلك المصادقة، لكن كان هناك إجماع على احترام ما صدر من المحكمة الاتحادية باعتبارها الهيئة القضائية العليا المختصة للبت بشكل نهائي بشأن التنازع بين القوى السياسية ذات الطابع القانوني والدستوري.

إن ما يميز هذه الدورة عن غيرها من الدورات هو إعلان السيد مقتدى الصدر راعي الكتلة الصدرية الفائزة بأعلى مقاعد في مجلس النواب القادم، الدعوة إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية وطنية، وهي تعني تجاوز مبدأ التوافقية الذي رست عليه العملية السياسية في العراق منذ تشكليها بعد تغيير النظام الديكتاتوري.

مبدأ الأغلبية السياسية

وان مبدأ الأغلبية السياسية هو السائد في كل النظم البرلمانية في العالم ويعد اللجوء للتوافقية في الحالات الاستثنائية التي تمر بها الدول، والأغلبية السياسية تستبعد مشاركة كل القوى السياسية الفائزة بمقاعد في مجلس النواب بتشكيلة الوزارة القادمة، أكانت من القوى السياسية الشيعية، السنية، والكردية والقوائم الأخرى. لكن في العراق في ظل فوز الأحزاب على أساس المكونات، تبقى الحاجة قائمة لمشاركة عدد من القوائم الفائزة من المكونات الأخرى عند تشكيل الحكومة، لان الكتلة التي تدعو لتشكيل حكومة الأغلبية لا تمتلك أكثر من نصف مقاعد مجلس النواب، النسبة المطلوبة لتمرير ثقة مجلس النواب لها، ولهذا لابد أن تكون الحكومة القادمة حكومة ائتلافية.

 ويحتم مبدأ الأغلبية السياسية تشكيل كتل سياسية معارضة داخل البرلمان تتكون من النواب الذين كتلهم لم تشارك في تشكيلة الوزارة وكذلك من النواب المستقلين إذا لم يتجمعوا في كتل متعددة.

في اغلب الدول الديمقراطية البرلمانية ذات الأحزاب المتعددة تجري مشاورات عديدة قبل التصويت على توزيع المناصب، لضمان الحصول على الأصوات الكافية لتمرير كل منصب من المناصب أو على الأقل الامتناع عن التصويت بالضد.

تشكيل الحكومة

إن من مراحل تشكيل الحكومة هو انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب وانتخاب رئيس ونائبين له، حيث مجلس النواب هو المعني بانتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للتشكيلة الوزارية.

لقد اشترط الدستور للفوز بمنصب رئيس مجلس النواب، الحصول على الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس البالغ عدده 329، فالأغلبية المطلقة تعني الحصول على أكثر من 165 صوت، ففي العادة يتم التوافق على الرئيس ونائبيه على أساس المكونات وستبقى هذه الطريقة سارية لضمان اعتبارات التنوع المجتمعي والسياسي وكذلك لكسب أصوات ممثليهم.

وينتخب أيضا مجلس النواب، رئيس الجمهورية وعلى جولتين فقط، الجولة الأولى تشترط على المرشح الحصول على ثلثي الأصوات، إي الحصول على 218 صوت، وإذا لم يحصل إي من المرشحين على الأغلبية المطلوبة، يتم التنافس في الجولة الثانية على أعلى مرشحين اثنين، ويفوز من يحصل على أكثرية الأصوات.

 

اختيار المكلف بتشكيل مجلس الوزراء

حدد الدستور العراقي وتفسير المحكمة الاتحادية للنص المعني باختيار المكلف بتشكيل الوزارة، بعض الإجراءات والضوابط، ومن خلال التجربة السلبية لتشكيل الوزارة بعد انتخابات سنة 2018، أضاف قانون انتخاب مجلس النواب رقم 9 لسنة 2021 شروطا إضافية أخرى.

فقد اشترط الدستور من اجل تكليف شخص ما بتشكيل الوزارة، ان يكون مرشح من الكتلة النيابية التي تمتلك أكثر الأعضاء عددا، عند انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب، ولضمان تسهيل تشكيل هذه الكتلة وعدم إخضاعها للضغوط والمساومات بين الكتل الفائزة، نصت المادة 45 من قانون انتحاب مجلس النواب الآنف الذكر بأنه:( لا يحق لأي نائب أو حزب أو كتلة فائزة بالانتخابات الانتقال إلى ائتلاف أو حزب أو كتلة أو قائمة أخرى إلا بعد تشكيل الحكومة)، أن هذه المادة منعت إي مغادرة أو انسلاخ من إي حزب أو ائتلاف  لغرض تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا.

 

طريقتان لاختيار المكلف بتشكيل الوزارة وهما:

الأولى: اعتبار القائمة الفائزة الأولى هي الكتلة الأكثر عددا، إذا لم تبادر القوائم الأخرى الفائزة بتشكيل كتلة نيابية أكثر منها عددا عند يوم انعقاد مجلس النواب لجلسته الأولى، وعلى ضوء ذلك ستكون الكتلة الصدرية هي الكتلة النيابية الأكثر عددا والتي حازت على 73 مقعدا، وبالتالي هي صاحبة الحق بتحديد المرشح بالتكليف من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس الوزراء.

وهذا ما نص عليه تفسير المحكمة الاتحادية الصادر بتاريخ 29/3/2010: (الكتلة التي تكونت بعد الانتخابات من خلال قائمة انتخابية واحدة، دخلت الانتخابات باسم ورقم معينين وحازت على العدد الأكثر من المقاعد).

الثانية: وهي طريقة تشكيل كتل نيابية في الجلسة الأولى لمجلس النواب، من خلال تجميع عدد من القوائم الانتخابية الفائزة والنواب المستقلين في كتلة واحدة، فأي من هذه الكتل هي الأكثر عددا، هي التي سيكلف رئيس الجمهورية مرشحها بتشكيل الوزارة، وهذا المسار ورد في النص التفسيري للكتلة النيابية الأكثر عددا الأنف الذكر: (الكتلة التي تجمعت في قائمتين أو أكثر من القوائم الانتخابية التي دخلت الانتخابات بأسماء وأرقام مختلفة ثم تكتلت في كتلة واحدة ذات كيان واحد في مجلس النواب، أيهما أكثر عدداً).

 

ومن طريقة تشكيل الكتل يبرز احتمالين:

الأول: تسعى الكتلة الصدرية لتشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا عند انعقاد مجلس النواب في جلسته الأولى، تضم عددا من القوائم الفائزة وكذلك باستمالة عدد من النواب المستقلين.

 أما الاحتمال الثاني: فهو قيام دولة القانون الحائزة على 36 مقعدا بتشكيل كتلة نيابية من بعض قوائم الإطار التنسيقي الشيعي والقوائم الأخرى وكذلك من بعض النواب المستقلين لتنافس بها الكتلة التي سيشكلها التيار الصدري، وهذا ما تحقق عندما استطاعت دولة القانون من تشكيل التحالف الوطني وأخذ منصب رئيس الوزراء من القائمة العراقية الفائزة الأولى في انتخابات سنة 2010.

 

حول تشكيل الوزارة

وإذا حسم الأمر بتكليف مرشح ما من الكتلة الأكثر عددا، فعلى المكلف أن ينجز تسمية أعضاء وزارته خلال شهر من تاريخ تكليفه، وإلا يسقط حق الكتلة النيابية الأكثر عددا من ترشيح مكلف جديد، ويصبح بعد ذلك من حق رئيس الجمهورية وفق تقديره الشخصي.

يعرض المكلف بتشكيل مجلس الوزراء أسماء وزارته ومنهاجه الوزاري أمام مجلس النواب للتصويت عليها بشكل فردي، إي كل وزير على حدة، فإذا حصل أكثرية المرشحين على الأغلبية المطلقة من مجلس النواب، اعتبر مجلس الوزراء حائزا على ثقة مجلس النواب.

ومن أجل ضمان تمرير ثقة مجلس النواب يسعى المكلف بتشكيل الوزارة أن تضم تشكيلته عددا من مرشحي بعض الكتل الأخرى أو من ينالون ثقتها من أجل الحصول على أصواتها عند إجراءات نيل الثقة، ومن أجل ذلك لابد من تمثيل الأكراد والسنة وعدد من الشخصيات المستقلة في التشكيلة الوزارية لضمان الحصول على أكثر من 166 صوتا من أصوات مجلس النواب.

وعند عدم نيل التشكيلة الوزارية ثقة مجلس الوزراء، يقوم رئيس الجمهورية بإجراء عدد من المشاورات مع قادة الكتل في مجلس النواب، ليكلف بعدها ووفق تقديره الشخصي وبغض النظر عن موقف الكتلة الأكثر عددا، من يراه مناسبا للفوز بثقة النواب بتشكيل مجلس الوزراء.

والمشكلة التي تواجهنا والتي لم يشر إليها الدستور العراقي هي عندما لا يستطيع المكلف الثاني من تمرير وزارته من قبة مجلس النواب، فهل يستمر رئيس الجمهورية بتكليف شخص ثالث وهذا ما لم يتطرق له الدستور، ففي العديد من الدساتير عند الوصول إلى هذا الموقف، يُعتبر مجلس النواب منحلا ويدعو رئيس الجمهورية إلى انتخابات جديدة لمجلس النواب. وهذا ما نوصي به عند تعديل الدستور العراقي.

 

 

لماذا يحب الطغاة الانتخابات كثيرا؟

ترجمة: د. هاشم نعمة

 

تُجرى الانتخابات في كل مكان تقريبًا، لكن هذا لا يعني أن الديمقراطية تتقدم، إذ بالنسبة إلى الأنظمة المستبدة، فإن لانتخابات توفر لها المصداقية والوصول إلى المساعدات المالية.

قبل ثلاثين عامًا، بعد انتهاء الحرب الباردة، كانت أجزاء واسعة من العالم تتطلع إلى الغرب كمصدر للإلهام، مع نظرة تشوبها الغيرة من ازدهاره الذي يحسد عليه. ولكن الآن، وفقًا لمنظمة فريدوم هاوس الرسمية، فإن عدد البلدان المحكومة بنظم ديمقراطية في العالم آخذ في التراجع بالفعل للعام الخامس عشر على التوالي.

 

لا يعني ذلك قلة في إجراء الانتخابات. على العكس تماما، لم يتبق سوى عدد قليل جدًا من البلدان التي لم تجر فيها انتخابات مطلقًا. وقد أبدت الأنظمة المستبدة إعجابًا بهذا الأمر، على الرغم من أنها عادة ما ترتب الأمر بطريقة تجعلها متأكدة من الفوز. “بهذه الطريقة يأملون في اكتساب المزيد من الشرعية لحكوماتهم”، كما يقول دانيال كالينجيرت، الذي أجرى أبحاثًا عن الديمقراطية لصالح فريدوم هاوس ويعمل الآن في كلية بارد في نيويورك. “جميع الدول شبه المستبدة تجري في الوقت الحاضر انتخابات وحتى العديد من الدول غير الحرة تفعل ذلك.”

من روسيا وكوريا الشمالية وإيران إلى كثير من البلدان في أماكن أخرى في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، تُجرى انتخابات أو شيء يشبه ذلك على الأقل. وغالبًا ما يسيطر القادة على وسائل الإعلام، وإذا لزم الأمر يسجنون سياسيي المعارضة مع بعض الترهيب للناخبين ليتمكنوا عادةً من الحصول على النتيجة “المناسبة”. في بلد مثل زيمبابوي، هناك تلميحات في مثل هذه الحالات إلى أن المنازل ستُحرق إذا لم يصوت الناس للرئيس أو لحزبه. يسمى هذا الأسلوب بـ “هز علب الثقاب”. إنه ناجح لأن الكثيرين ما زالوا خائفين من هجمات الحرق المتعمدة المدمرة السابقة ذات التوجه السياسي. وإذا لزم الأمر، فإنهم يزوّرون نتائج الانتخابات.

قال عالم السياسة البريطاني نيك تشيزمان، الأستاذ بجامعة برمنغهام والمؤلف المشارك لكتاب “كيف تزوّر الانتخابات”: “بالنسبة إلى الزعماء المستبدين، يمكن أن تكون الانتخابات وسيلة لجعل أنظمتهم أكثر استقرارًا”. “إذا لعبتَ الأمرَ بشكل مفيد قليلاً، يمكنك تقسيم المعارضة في بلدك “. والمثال الكلاسيكي على ذلك هو الرئيس الكيني موي الذي تمكن في التسعينيات من تقسيم المعارضة الموحدة باستراتيجية مدروسة.

تحب الأنظمة المستبدة الانتخابات لأنها تزيد من مصداقيتها الدولية. إذ يسهل عليها هذا التأهل للحصول على المساعدات المالية. يقول تشيزمان، المتخصص في شؤون إفريقيا: “في بلدان مثل إثيوبيا ورواندا، يتم التلاعب بالانتخابات بشكل متكرر على نطاق واسع”. “يواصل الرئيس الرواندي كاغامي الانتصار بأغلبية غير معقولة. ومع ذلك، فهو ليس مستبعدًا دوليًا تقريبًا مثل إريتريا، على سبيل المثال، التي لا تجري انتخابات”.

 انتخابات مزيفة

 من خلال رفض الغرب انتقاد أنظمة مثل نظام كاغامي بسبب مثل هذه الانتخابات المزيفة، يقول تشيزمان إن الغرب يقوض مصداقيته ومصداقية الديمقراطية التي يروج لها. “إذا كنت تدعم بنشاط المعارضة في فنزويلا لأن الانتخابات لم تكن نزيهة، ولكن ليس في رواندا أو أوغندا، حيث أصبح الرئيس الأوتوقراطي موسيفيني حليف مفيد للغرب ضد الإرهاب، فسوف يلاحظ الناس أنك تكيل بمعايير مزدوجة وتعرف دول مثل روسيا والصين كيف تستغل ذلك جيدًا. هذا التناقض ضار للغاية “.

كما خسر الغرب، في بعض الحالات، الفضل في الديمقراطية من خلال الضغط من أجل إجراء انتخابات في دول لم تكن ظروفها ناضجة لها. يقول تشيزمان: “إذا قمت بذلك على عجل، كما هو الحال في أفغانستان والصومال، فإن الانتخابات يمكن أن تخلق مشاكل أكثر مما تحل”. هناك شيء مشابه يلوح في الأفق الآن في ليبيا، حيث من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 كانون الأول| ديسمبر*. لم تتفق الأحزاب بعد على قانون الانتخابات ولا تزال البلاد تعج بالميليشيات المسلحة التي أوضحت أنها لن تقبل سوى فوز مرشحها. لذلك يبدو من المحتمل أن تندلع معارك جديدة.

يدرك كالينجيرت أيضًا أن الانتخابات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية إذا لم يدرك الخاسرون النتيجة**. في الوقت نفسه، يشير إلى أن الانتخابات غالبًا ما تكون أهون الشرين. “يبقى السؤال: وإلا كيف ستختار القادة؟” في الانتخابات، يحصل المزيد من الناس على فرصة لاختيار ما يفضلونه. “في أفغانستان، بدون انتخابات، يكون البديل مجلس شيوخ القبائل، في حين حصلت النساء والشباب على فرصة التصويت”.

 

المفاجآت غير مستبعدة أبدا

على الرغم من ذلك، لا يمكن استبعاد المفاجآت في الانتخابات، كما يقول كالينجارت. في دولة سريلانكا المستبدة بشكل متزايد، خسر الرئيس آنذاك راجاباكسا بشكل مفاجئ أمام منافسه في عام 2015، وفي زامبيا هزم مرشح المعارضة هاكايندي هيشيليما هذا الصيف الحاكم المستبد إدغار لونغو حيث كانت النتيجة مفاجأة للجميع. في ليبيريا وسيراليون، بعد الانتخابات التي أعقبت حربًا أهلية طويلة، بدأت عملية التحول الديمقراطي.

هناك اتجاه جديد مقلق من المنظور الغربي، تمثل في أنه بعد الانتخابات التي تواجه في حد ذاتها اختبار النقد، بدأت الحكومات في تغيير مسارها، كما هو الحال في المجر وبولندا والهند والبرازيل. فهي توسع صلاحيات الحكومة وتؤثر على استقلالية القضاء وتحد من حرية الصحافة. يقول كالينجارت: “الديمقراطية تتآكل من الداخل”.

ومع ذلك، يعتقد كالينجيرت وتشيزمان أن المستقبل للديمقراطية. وفقًا لـتشيزمان، يبدو أن الدول الديمقراطية تتطور بشكل أفضل على المدى البعيد من الدول ذات النظم المستبدة. يقول كالينجايرت: “تحاول دولة مثل الصين، بالطبع، إبراز قوتها الاقتصادية في الخارج، لكن ليس لديها نموذج يمكنها تصديره، ولا توجد لديها خلفية أيديولوجية يمكنها أن تلهم الآخرين بها. إنها مجرد دولة يحكمها أشخاص أقوياء”.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* تم تأجيل الانتخابات وليس من المعروف متى تجرى.(المترجم)

** هذا الوضع ينطبق على الأحزاب التي تراجعت نتائجها كثيرا في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي جرت في 10 تشرين الأول 2021، إذ رفضت النتائج وهددت بالتصعيد والآن يبدو أنها قبلت بالأمر الواقع بعد مصادقة المحكمة الإتحادية على نتائج الانتخابات.(المترجم)

الترجمة عن: NRC Handelsblad, 8 december 2021

 

*********************

 

الصفحة التاسعة

الذكرى الثلاثون لإنهيار الإتحاد السوفيتي.. زلزال على مقياس جيوسياسي

قاسم حنون

 

في مساء 18 آب 1991 أوقفت البرامج العادية على شاشة التلفزيون الحكومي في موسكو وعرض تسجيل لباليه بحيرة البجع للموسيقار الروسي تشايكوفسكي، في ما يبدو أن حدثا يدور في الكواليس، حدث ما كان ينبغي أن يحدث، إذ أن الاصلاحات كانت ممكنة دون انهيار دولة عظمى مضى على انشائها نحو سبعين عاما، ولكنها الرعشة الأخيرة للجسد المسجى الذي عبثت به محاولة اصلاح خرقاء قادت الى نهايته المحتومة، كانت محاولة لجنة الطوارىء التي تكونت من عدد من قادة البلاد بعد اطلاعها على مشروع معاهدة جديدة للاتحاد المزمع اقرارها في 20 آب، وبعد أن وصلت اصلاحات غورباتشوف الى أفق مسدود ترتبت عليها أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، حين طرح غورباتشوف مشروعه الإصلاحي في منتصف الثمانينات في ما عرف بالبيروسترويكا كان الهدف المعلن اصلاح النظام الاشتراكي، لكن فريقه (شفارنادزه وياكوفيلف وبوروبوليس وغيرهم) أظهروا عجزا فاضحا، إن لم نقل قصدية سافرة في تنفيذ الاصلاحات بسبب انقيادهم الأعمى للغرب وارتهانهم لمشورة خبراء أمريكان وأوربيين في تفكيك الاقتصاد المخطط والانتقال الى اقتصاد السوق على نحو عبثي ومدمر، وأنهم وضعوا الاصلاح السياسي قبل الإصلاح الاقتصادي وليس العكس، وحين أحبطت محاولة الانقلاب في اليوم التالي ظهر بوريس يلتسين على ظهر دبابة في شوارع موسكو وسط حشد من أتباعه ك(زعيم قومي) ومدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان هللت له وسائل الاعلام الغربية، واذ كان بمقدوره حشد الآلاف من مناصريه في الساحة الحمراء وشوارع العاصمة أصيب الحزب الشيوعي بالشلل والعجز عن فعل شيء لمقاومة الردة والكارثة التي تنحدر اليها البلاد، لو تهيأ لتمرد أغسطس 1991 دعم شعبي من الشيوعيين وأنصارهم لكانت صورة الوضع غير ما صارت اليه، ولكنّ (لو) لا معنى لها في التاريخ ..أهو التكيف والسلبية والتماهي مع البيروقراطية الحاكمة لعقود مضين من عمر النظام والدولة ؟، ورغم ما بينهما من تمايز فقد تبارى الرئيسان (غورباتشوف ويلتسين) في التبرؤ من ميراث الإشتراكية والاتحاد السوفيتي وسعيا الى اخراج الحزب الشيوعي من الحياة السياسية، فقد أعلن غورباتشوف تخليه عن مهام الأمين العام للحزب وحل اللجنة المركزية بينما قرر يلتسين حظر الحزب الشيوعي في جمهورية روسيا الإتحادية، حتى توّج منحى الردة والإنحدار بالإعلان الرسمي عن انهيار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر1991، وذلك هدف أنفق الغرب مليارات الدولارات لتحقيقه عبر التسلح والدعاية المضادة والجروب بالوكالة وحشد القوى المناهضة للشيوعية في مختلف بقاع العالم، بعد أيام وفي اجتماع ضمّ يلتسين ممثلا عن روسيا الاتحادية وكرافتشوك عن اوكرانيا وشوشكيفتش عن بيلاروسيا في منتجع بيلوفيجيه قرروا الخروج من الإتحاد السوفيني دون العودة الى البرلمان الإتحادي أو برلمانات الجمهوريات وخلافا للدستور، وهلّل الليبراليون وأعداء الاشتراكية في الداخل والخارج لهذا الحدث المثير، الذي سيفتح الباب على مصراعيه لعودة الرأسمالية في سباق مافيوي لنهب الثروات الوطنية والممتلكات العامة والتفريط بالمصالح العليا، وتسلل عملاء المخابرات الأمريكية والأوربية الغربية والإسرائيلية الى المفاصل الحساسة في جهاز الدولة السوفيتية والمنشآت النووية وسرقة الأسرار العسكرية والأمنية الستراتيجية، ولم تقم الطغمة الحاكمة بزعامة يلتسين ببناء أي شيء، بل كانت تتلقى القروض والتسهيلات من المؤسسات المالية الدولية والمساعدات من الدول الغربية لتنفقها على متطلباتها ومراكمة ثرواتها الشخصية .وهي تتبارى في تهريب الأموال خارج البلاد، وانقسم المجتمع الى أغنياء وفقراء ...المواطن البسيط في معظم الجمهوريات السابقة يعتوره حنين الى الماضي حين كان يحصل على العمل والسكن المجاني ويرتاد أطفاله رياض الأطفال والمدارس مجانا ويستحم على البحر بأذونات تقدمها له النقابات المهنية والجمعيات، كما كان الأكاديميون والفنانون والأدباء يمثلون فئات متميزة، فلديهم مؤسسات ودور نشر وأماكن للاستجمام والإبداع وكذلك الأمر مع الرياضيين، وبلغ العلم في مرحلة من تاريخ الإتحاد السوفيتي شأوا بعيدا، حين أطلق السوفييت صاروخ سبوتنك 1957 متفوقا على النظام التعليمي والقدرات العلمية للولايات المتحدة وأوربا الغربية ثم تحليق يوري غاغارين في العام 1961 في الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض ..

تمرّ الذكرى الثلاثون لانهيار الإتحاد السوفيتي، ذلك الحدث الزلزال الذي عصف بحلم البشرية بتوطد بديل حقيقي لنظام الإستغلال والهيمنة الرأسمالية لينفتج العالم لآلة الغزو العسكري مدعومة بماكنة دعائية ضخمة تروج لنهاية التاريخ وانسداد أفق الحلم الانساني بقيام مجتمع الوفرة والعدالة الاجتماعية والازدهار الروحي، ولم يعد اقتصاد أواخر القرن العشرين محكوما بحواجز سياسية او جغرافية أو قومية، بل اصبح كونيا شموليا لكل بقاع العالم وناشرا قيمه ومنطقه الى حدود أوسع، كانت السياسة أو الأيدلوجيا او المعتقدات تحول دون اختراقها، يقول سمير أمين (إن النظام العالمي الجديد هو النظام العالمي القائم منذ القرن السادس عشر لكن في اطار مرحلة تاريخية جديدة وعلى أساس موضوعي جديد) وتواجه الاقتصادات الخارجة من شروط العولمة واملاءات المؤسسات المالية الكبرى خيار الإذعان وقبول الإملاءات أو الحرمان من مزايا التبادل التجاري والخبرات والمعرفة التقنية ...ثمة من يزعم أن الماركسية التي خرجت من جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية لا تشبه بحال الماركسية قبلها، بمعنى تخلخل اليقينيات والأنساق الجامدة التي ظلت راسخة ومهيمنة على الانتاج الفكري والممارسة السياسية للأحزاب الشيوعية والعمالية، وكان من جرائها اختزال الماركسية الى أدوات وتطبيقات مبتسرة ألحقت الضرر بالأرث النظري لمؤسسي الماركسية وطاقتها الخلاقة في فهم التاريخ والمجتمع، ما يقتضي اجراء مراجعات تاريخية ونقدية وانجاز قطيعة أبستمولوجية مع النسق الدوغمائي الذي تحولت الماركسية بموجبه الى أيدلوجيا دولة ومنهج تبريري فقدت بسببه روحها النقدية وقدرتها على التحليل والاستشراف واجتراح فضاءات جديدة، فلم تستطع مراكز البحث والمعاهد المتخصصة أن تقدم تجديدات في الماركسية، فنشأت فجوة كبيرة بين الواقع المتغير والأدوات المعرفية ... لقد كان الإصلاح الإقتصادي والسياسي حاجة ملحة وضرورة أملتها ظروف التجربة السوفيتية التي اجتازت مسيرة شاقة من المصاعب والتحديات، بدءا من الحصار الغربي وحرب التدخل ودعم قوى الثورة المضادة ثم التغيرات الدراماتيكية في قيادة الحزب البلشفي بعد وفاة لينين 1924 وتشكل منحى عقائدي وبيروقراطي اندمج مع ممارسة بوليسية لا تمت بصلة للمشروع الإشتراكي بوصفه البداية الحقيقية للتاريخ الإنساني، لتواجه في ما بعد صعود النازية وتلويحها باكتساح العالم وانقسام العالم عشية الحرب العالمية الثانية، ثم الهجوم الكاسح على الأراضي السوفيتية 1941 والدمار الهائل الذي تعرضت له البنى التحتية في عدد من الجمهوريات السوفيتية فضلا عن الخسائر البشرية التي قدرت بأكثر من عشرين مليون مواطن سوفيتي، كانت خطة هتلر (بارباروسا) تقوم على اخلاء الأراضي ونهب الثروات واسكان الألمان هناك، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها كان الاتحاد السوفيتي أكثر البلدان المتحاربة ضررا، وبينما تكفلت الولايات المتحدة بإعمار أوربا ضمن مشروع مارشال وخرج الاقتصاد الأمريكي بعد الحرب كأقوى اقتصاد في العالم بما يمثل أكثر من نصف الإنتاج العالمي، فقد نهض السوفييت بأعباء مهمة جسيمة وهي اعمار ما دمرته الحرب، لعل من متطلباتها أو نتائجها معسكرات العمل الإجباري التي تلقفتها الدعاية الغربية كفزاعة ضد الاشتراكية ونسجت حولها قصص وسيناريوهات كما لو أنها وثيقة الصلة بالبناء الاشتراكي، وبموازاة ذلك برزت حمى سباق التسلح والتهديد باستخدام السلاح النووي الذي جرّب قبيل نهاية الحرب على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، وسعي السوفييت لتعزيز القدرات الدفاعية من جديد وامتلاك أسرار القنبلة الذرية والدخول في مباراة شرسة بين النظامين العالميين ترتبت عليها صراعات واستقطابات ومواقف متعارضة وتكاليف باهظة في ما أطلق عليه الحرب الباردة، وبعد وفاة ستالين 1953 انخرطت قيادة الحزب في التركيز على مثالب الحقبة الستالينية والتأسيس لمحاولة اصلاح جديدة للبناء الاقتصادي، ورغم ما تحقق فقد بقيت الفجوة بين الشرق والغرب، كان خروتشوف يزعم أن الإتحاد السوفيتي سيتخطى أمريكا في انتاج الغذاء وفي نظام الرعاية الاجتماعية، إلا أن متطلبات النهوض بالاقتصاد واللحاق بالاقتصادات الغربية كانت من الجسامة والتعقيد تبهظ كاهل البلاد، فأدى ذلك الى تخلفها على المستوى الإنتاجي، فلم يتم استثمار امكانيات العلم في تطوير القوى المنتجة وتحسين طرق الإنتاج أو توجيه الاقتصاد لتأمين الحاجات الاستهلاكية المتنامية، كان السوفييت يدركون انهم متخلفون بزهاء جيلين عن الغرب في ميدان التكنولوجيا فضلا عن أساليب العمل المتخلفة والمترتبة عن بنية الاقتصاد الأوامري و بسبب الدرب الوعر الذي سلكته التجربة الاشتراكية، ما يميز المحاولة الإصلاحية في عهد خروتشوف أن النخبة كانت تؤمن بتفوق النظام السوفيتي والإشتراكية في السجال مع الغرب والنظام الرأسمالي، دون أن تسعى للإفادة من امكانيات االاشتراكية أو تبني آليات النهوض الاقتصادي في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، وحين أطيح بخروتشوف في اجتماع اللجنة المركزية للحزب 1963 انتعشت الآمال من جديد لإصلاح النظام ومعالجة الأخطاء المتراكمة، وقد تحققت منجزات لا يستهان بها في عقد الستينات بزيادة معدلات النمو وسباق التسلح والمكانة الدولية للنظام الإشتراكي رغم ما اكتنف العلاقات الدولية من توترات وانعطافات، وفي السبعينات كان الإقتصاد يعاني من علل واختلالات عميقة تتصل بعصر الركود والنفوذ المتعاظم للنومانكلاتورا (البيروقراطية) وما ينجم عنها من انعدام الكفاءة والهدر على نطاق هائل والعجز عن تطبيق تقنيات جديدة والسوق السوداء والفساد والاغتراب واستشراء السوداوية، في مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي 1981 أشار بريجنيف الى (إنهيار المعايير الأخلاقية وازدياد حالات الطلاق والإدمان على الكحول وتفاقم الجريمة وغياب الحافز بين العمال ولامبالاة البيروقراطية والطلب الإستهلاكي المحبط فضلا عن اغتراب الشباب)، لعل طول مدة بقاء زعيم الحزب والدولة يتسبب في غياب التجديد والمراجعة والديناميات الضرورية لتعديل المسار الإقتصادي والسياسي وانعكاسه على الحقول الأخرى، في كتابه (آفاق الثمانينات) يذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل واقعة أفاض فيها دبلوماسي سوفيتي في دولة أوربية وهو في حالة سكر عن أزمة بلاده في بقاء الزعيم دون تبديل بالمقارنة بما هو حاصل في الديمقراطيات الغربية، فقد يتبدل ثلاثة رؤساء أمريكان لكل منهم طاقمه ورؤيته وخبرته بينما يظل الزعيم السوفيتي ثابتا في مكانه، هل تتسق الاشتراكية والماركسية مع بقاء الزعيم مدى الحياة؟ لعلنا نتذكر هنا ردّ انجلز على هيغل في مقولته (كل ما هو واقعي عقلاني) دفاعا عن فريدريك الكبير والملكية في بروسيا ...سوى محاولة يوري أندروبوف الذي لم يتم سنتين في موقع القيادة وقد جاءت متأخرة فإن محاولة غورباتشوف مشوبة بالنقص والشبهات الى جانب تضخيم السلبيات والعوائق لابتداع حلول ومعالجات، وما يميز كتابه الذي صدر في منتصف الثمانينات بعنوان البيروسنرويكا (اعادة البناء) بؤسه النظري وعلو نبرته الديماغوجية، كان غورباتشوف يتحدث في أول الأمر بلغة لينين ثم بلغة مفتقرة الى أدوات نظرية وأخيرا صرّح ببراغماتية أنه اذا لم تتكلل الإصلاحات بالنجاح فإن القيادة ستجرّب بديلا آخر، ومن هنا مبعث استخدامه خطابا يقوم على أولوية القيم الإنسانية، وتخطي مفهوم الطبقة والصراع الطبقي وعلاقات الإنتاج ونفي وجود خلاف بين النظم الاجتماعية المختلفة، والتخلي عن الاعتبارات الستراتيجية للوجود السوفيتي في أوربا وافغانستان دونما مقابل، واضعاف الموقف التفاوضي للاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة بصدد القدرات الدفاعية والاستراتيجية، وليس بعيدا عن ذلك التركيز على أخطاء الحقبة الستالينية ونشرها بما يشبه الفضائح لغرض طعن الإشتراكية وليس تنزيها لها أو وضعها في سياق تاريخي كما جرى في نشر معاهدة عدم الإعتداء مع ألمانيا الهتلرية 1939، وصل الأمر الى حد تبخيس تراث لينين وثورة اكتوبر ومنجزات الثقافة والعلم السوفيتيين، وهكذا انتهت محاولته بالاتحاد السوفيتي وبلدان المعسكر الإشتراكي الى التفكك والإنهيار على نحو متتابع، ليتقدم منظرو الغرب الاقتصاديين بترسيمة للانتقال من الاقتصاد المركزي المخطط الى اقتصاد السوق عمادها الفوضى والنهب المنظم والعلاج بالصدمة، وتسريع الخصخصة سيطرت بموجبه فئة من الرأسماليين الجدد على الثروات الوطنية ولتنتقل مليارات الدولارات الى مصارف الغرب وليتحول الأثرياء الروس الى ظاهرة (مسلية) في لندن وباريس ومدريد والمدن الأمريكية وانشاء مستوطنات النعيم الباذخ في لندن غراد وجزر الهاواي وموناكو وغيرها، خلال سنتين جنى أحد أفراد طاقم بوريس يلتسين ثروة قدرت بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، في كتابه (بداية كمأساة وأخرى كمهزلة) يروي الفيلسوف الماركسي السلوفيني سلافوي جيجك نكتة جرت في القرن الخامس عشر عندما احتلت روسيا من المغول، كان هناك فلاح وزوجته يمشيان على طريق ريفي مغبر، توقف محارب مغولي على حصان بمحاذاتهما، وقال للفلاح بأنه سيشرع باغتصاب زوجته، وأضاف : لأن هناك الكثير من الغبار على الأرض عليك أن تمسك خصيتي بينما أغتصب زوجتك حتى لا تتلوثا ..ولما أنهى المغولي صنيعه وغادر بدأ الفلاح بالضحك والقفز فرحا فسألته زوجته المندهشة :كيف لك أن تقفز فرحا وأنا قد اغتصبت للتو بوحشية؟ أجاب الفلاح: لكني نلت منه، كسا خصيتيه الغبار) .. تلك هي حصيلة التسعينيات (السعيدة) في روسيا والجمهوريات السوفيتية! تفكك دولة عظمى كانت تشكل سدس مساحة اليابسة وانبعاث النعرات القومية والأصوليات الدينية في مقابل رأسمالية مافيوية ومنظومة من مطاعم البيتزا والوجبات السريعة والكوكاكولا والواجهات الأنيقة لمكاتب البزنس وديمقراطية مزيفة، لنتذكر قصف البرلمان بالدبابات 1993 من قبل يلتسين دون أن يتذكر الغرب جقوق الإنسان وحرمة المؤسسات التمثيلية ومبادىء الديمقراطية التي أراق العبرات من أجلها عقودا، جاء في تقرير الأمم المتحدة 1998 (لم تعان منطقة في العالم من تراجعات في تسعينيات القرن العشرين كما عانته بلدان الإتحاد السوفيتي السابق وبلدان أوربا الشرقية، فالناس الذين يعيشون في فقر قد ازدادوا بما يفوق 150 مليون نسمة وهو رقم أكثر من سكان فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا والدول الاسكندنافية مجتمعة وانخفض الدخل القومي بشكل هائل أمام التضخم المالي المنفلت من عقاله الذي لم يسبق أن شهده أي مكان في العالم) ...

لقد كانت ظروف انهيار النموذج الإشتراكي وما رافقها من سيناريوهات وتداعيات من أبرز التغيرات الثقافية والجيوبوليتيكية، وقد جرى الترويج لها على نطاق واسع بما يضعف الإعتقاد بنشوء بديل اقتصادي للرأسمالية، عبر عنه فوكوياما وغيره من منظري الغرب بوصف الرأسمالية النموذج الأرقى للحضارة الإنسانية، وإن ما جرى بعد ثورة اكتوبر 1917 في روسيا ثم تأسيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية 1922 وتشكل المنظومة الإشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية ليس إلا استطرادا عابرا في تاريخ الملكية الخاصة والاستغلال والمرحلة الرأسمالية، ومثل ما جابهت الإشتراكية مصيرها استنادا الى الشروط الخاصة للتجارب الاشتراكية في الإتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية وتاريخها المحفوف بالتحديات والأخطار، وفي تزامن مع صعود الليبرالية الجديدة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وضراوة الهجوم الذي شنّه اليمين الريغاني والتاتشري ضد البلدان الاشتراكية والتجارب التنموية المستقلة في العالم، تعرض نموذج دولة الرفاه الاجتماعي الى تهديد بنقض مكتسباتها ووضعها في دائرة المراجعة والتشكيك بعد استنفاد أغراضها في مواجهة الإشتراكية متعاظمة التأثير والنفوذ بعد الحرب الثانية...

شهدت حقبة التنافس مع الإشتراكية اكتمال التغييرات الهيكلية لبناء نظام رأسمالي عابر للحدود من مظاهرها:

- تطور السوق العالمية وتحولها الى سوق موحد للإحتكارات الراسمالية الكبرى

- تشكل الإحتكارات فوق الوطنية التي حددت هيكلية العلاقات الرأسمالية

- بناء شبكة الإنتاج المعولمة

-التوزيع المعولم للأرباح وأولوية المنافسة على وفق ما تحتاجه العولمة الرأسمالية

أدت هذه التطورات الى تحول وظيفي في بنية الدولة الوطنية لتتحول الى جزء من سلطة عابرة للحواجز الجغرافية الوطنية، وبما يقوّض الأساس الذي قامت عليه دولة الرفاه الاجتماعي، دفع الليبراليون الجدد بمطالب منها تحويل أنظمة الصحة والتقاعد الى سوق رأس المال أي خصخصتها، ورفع حدود سنّ التقاعد وافراغ قوانين العمل من محتواها وإعطاء رأس المال مرونة أكبر في تشغيل العاملين بأجور متدنية، وهكذا يلتقي نضال الأحزاب الشيوعية وقوى اليسار والحركات الإجتماعية ضد تفكيك نموذج دولة الرفاه وضد تغول الليبرالية الجديدة، وفي هذا تلتقي مع كفاح الشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، في علاقة لا تقوم على الهيمنة والإملاءات والابتزاز، بل على الشراكة والمصالح المتبادلة.

*************

 

 

الصفحة العاشرة

 

الاشتراكيون هم من يناضل من أجل الحرية الفردية الحقيقية

ديفيد هارفي

 

تم طرح موضوع الـ»حرية» عندما كنت ألقي بعض المحاضرات في بيرو. كان الطلاب هناك مهتمين جدا بالسؤال: «هل تتطلب الاشتراكية التنازل عن الحرية الفردية؟»

لقد نجح الجناح اليميني في الاستحواذ على مفهوم الحرية كمفهوم خاص به واستخدامه كسلاح في الصراع الطبقي ضد الاشتراكيين. يقولون إن «خضوع الفرد لسيطرة الدولة التي تفرضها الاشتراكية أو الشيوعية أمر يجب تجنبه بأي ثمن».

 

كان جوابي أنه لا ينبغي أن نتخلى عن فكرة الحرية الفردية باعتبارها جزءا مما يدور حوله المشروع الاشتراكي التحرري. وقلت بل إن تحقيق الحريات والحريات الفردية هو الهدف المركزي لمثل هذا المشروع التحرري. لكن هذا الإنجاز يتطلب بناء مجتمع بشكل جماعي حيث يتمتع كل واحد منا بفرص وإمكانيات الحياة الكافية ليستطيع فيه تحقيق إمكاناته الخاصة.

                                   

ماركس والحرية

كان لدى ماركس بعض الأشياء المثيرة للاهتمام ليقولها حول هذا الموضوع. أحدها أن «عالم الحرية يبدأ عندما نترك عالم الضرورة وراءنا». الحرية لا تعني شيئا إذا لم يكن لديك ما يكفي من الطعام أو إذا حُرمت من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة، والإسكان، والمواصلات، والتعليم، وما شابه. يتمثل دور الاشتراكية في توفير تلك الضروريات الأساسية بحيث يصبح الناس أحرارا في فعل ما يريدون بالضبط.

النقطة الاساسية في الانتقال الاشتراكي هي الوصول الى عالم تتحرر فيه القدرات والقوى الفردية بالكامل من الرغبات والاحتياجات والقيود السياسية والاجتماعية الأخرى. بدلاً من التسليم بأن الجناح اليميني يحتكر فكرة «الحرية الفردية»، نحتاج إلى استعادة فكرة الحرية للاشتراكية نفسها.

لكن ماركس أشار أيضا إلى أن الحرية سلاح ذو حدين. يقول إن العمال في المجتمع الرأسمالي أحرار بمعنى مزدوج. فهم يمكنهم أن يعرضوا قوة عملهم بحرية لمن يريدون في سوق العمل. يمكنهم عرضها بأي شروط عقد عمل يمكنهم التفاوض عليها بـ»حرية». لكنهم في نفس الوقت غير أحرار، لأنهم «تحرروا» من أي سيطرة أو وصول إلى وسائل الإنتاج. لذلك، هم مجبرون على أن يسلموا قوة عملهم للرأسمالي لكي يعيشوا.

وهذا ما يشكل «حريتهم» ذات الحدين. بالنسبة لماركس، هذا هو التناقض المركزي للحرية في ظل الرأسمالية. في الفصل الخاص بيوم العمل في رأس المال، صاغ الأمر على هذا النحو: يحق للرأسمالي أن يقول للعامل: «أريد أن أستخدمك بأقل أجر ممكن لأكبر عدد ممكن من الساعات للقيام بالعمل الذي أحدده بالضبط. هذا ما أطلبه منك عندما أوظفك». والرأسمالي حر في فعل ذلك في مجتمع السوق لأنه، كما نعلم، فان مجتمع السوق يدور حول المزايدة حول هذا والمزايدة حول ذاك.

في المقابل، يحق للعامل أيضا أن يقول، «ليس لديك الحق في جعلي أعمل 14 ساعة في اليوم. ليس لديك الحق في القيام بأي شيء تريده باستخدام قوة العمل الخاصة بي، خاصة إذا كان ذلك يقصر من حياتي ويعرض صحتي ورفاهي للخطر. أنا على استعداد فقط للقيام بعمل يوم عادل مقابل أجر يوم عادل».

بالنظر إلى طبيعة مجتمع السوق، فإن كلا من الرأسمالي والعامل على حق فيما يتعلق بما يطلبونه. لذلك، كما يقول ماركس، كلاهما متساوٍ في الحق بموجب قانون التبادلات السائد في السوق. لكن بين الحقوق المتساوية القوة هي التي تقرر. الصراع الطبقي بين رأس المال والعمل هو الذي يقرر القضية. تعتمد النتيجة على علاقة القوة بين رأس المال والعمل والتي يمكن أن تتحول في مرحلة ما إلى قسرية وعنيفة.

 

سيف ذو حدين

إن فكرة الحرية كسيف ذي حدين من المهم للغاية النظر إليها بمزيد من التفصيل. أحد أفضل التوضيحات حول هذا الموضوع هو اطروحة لكارل بولاني. يقول بولاني في كتابه «التحول العظيم» أن هناك أشكالا جيدة من الحرية وأشكالا سيئة من الحرية.

ومن صور الحرية السيئة التي ذكرها حريات استغلال البشر بلا حدود. الحرية في تحقيق مكاسب مفرطة دون خدمة متكافئة للمجتمع، حرية منع استخدام الاختراعات التكنولوجية للمنفعة العامة، حرية الاستفادة من المصائب العامة أو الكوارث الطبيعية، التي تم هندسة بعضها سرا، لتحقيق منفعة خاصة.

لكن، كما يتابع بولاني، فإن اقتصاد السوق الذي ازدهرت في ظله هذه الحريات السيئة أنتج أيضا حريات نقدرها بشكل كبير: حرية الضمير، وحرية التعبير، وحرية الاجتماع، وحرية تكوين الجمعيات والاتحادات، وحرية اختيار الوظيفة.

في حين أننا قد نعتز بهذه الحريات بذاتها، فهي، إلى حد كبير، منتجات ثانوية لنفس الاقتصاد المسؤول أيضا عن الحريات السيئة. إن رد بولاني على هذه الازدواجية يجعل قراءة الامر غريبة للغاية للبعض، بالنظر إلى الهيمنة الحالية للتفكير النيو-ليبرالي والطريقة التي يتم بها تقديم الحرية إلينا من خلال السلطة السياسية الحالية.

يكتب عن هذا الأمر بهذه الطريقة: «إن تجاوز اقتصاد السوق يمكن أن يصبح بداية حقبة من الحرية غير المسبوقة». الآن، هذا بيان صادم للغاية - للقول إن الحرية الحقيقية تبدأ بعد أن نترك اقتصاد السوق وراءنا. ويواصل: يمكن جعل الحرية القانونية والفعلية أوسع وأكثر عمومية من أي وقت مضى. يمكن للتنظيم والسيطرة أن يحققا الحرية ليس فقط للقلة، ولكن للجميع - الحرية ليس باعتبارها ملحقا لامتياز ما، ملوثة في جوهرها، ولكن كحق مكتسب، يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الضيقة للمجال السياسي يمتد إلى التنظيم العميق للمجتمع نفسه. وهكذا، ستضاف الحريات القديمة والحقوق المدنية إلى صندوق الحريات الجديدة المتولدة عن الرفاهية والأمن الذي يوفره المجتمع الصناعي الجديد للجميع. يمكن لمثل هذا المجتمع أن يكون عادلا وحرا في ذات الوقت.

 

الحرية بدون عدالة

الآن، يبدو لي أن فكرة المجتمع القائم على العدل والحرية، العدالة والتحرر، كانت هي الأجندة السياسية للحركة الطلابية في الستينيات وما يسمى بجيل 68. كان هناك مطالبة واسعة النطاق للعدالة والحرية: التحرر من إكراه الدولة، والتحرر من الإكراه الذي يفرضه رأس مال الشركات، والتحرر من إكراهات السوق، ولكن أيضا ممزوج بالمطالبة بالعدالة الاجتماعية.

كانت الاستجابة السياسية الرأسمالية لهذه المطالب في السبعينيات مثيرة للاهتمام. وقد قامت باستيعاب هذه المطالب والاجابة بهذا الشكل: «نسلم لكم بمسألة المطالب بالحريات (مع بعض المحاذير) ولكن يجب عليكم أن تنسوا موضوع العدالة».

كان التنازل في موضوع الحريات بالنسبة للسلطة الرأسمالية محددا. كان يعني في الغالب منح حرية الاختيار في السوق. السوق الحرة والتحرر من تنظيم الدولة، كانت الإجابات على سؤال الحرية من قبل الرأسمالية. اما موضوع العدالة فيجب عليكم نسيانه. بالنسبة للرأسمالية سيتم تحقيق الـ»عدالة» فقط من خلال المنافسة في السوق، والتي كان من المفترض أن تكون منظمة للغاية لضمان حصول الجميع على حصتهم الـ»عادلة». لكن مع ذلك، كان التأثير الأساسي هو إطلاق العنان للعديد من الحريات السيئة (اي حرية استغلال الآخرين) باسم الـ»حريات الفاضلة».

كان هذا المنعطف شيئا أدركه بولاني بوضوح. لاحظ أن العبور إلى المستقبل الذي تصوره محجوب بعائق «أخلاقي افتراضي»، وأن العقبة «الأخلاقية الافتراضية» تلك كانت شيئًا أسماه «اليوتوبيا الليبرالية». أعتقد أننا ما زلنا نواجه المشاكل التي وضعتها هذه اليوتوبيا الليبرالية. إنها أيديولوجيا منتشرة بعمق في وسائل الإعلام والخطابات السياسية.

إن «اليوتوبيا الليبرالية»، للحزب الديمقراطي الامريكي، على سبيل المثال، هي أحد الأشياء التي تقف في طريق تحقيق الحرية الحقيقية. كتب بولاني ان «التخطيط والسيطرة على الاقتصاد يتعرضان للهجوم باعتبارهما إنكارا للحرية. اما حرية السوق والملكية الخاصة أعلن على انهما من أساسيات الحرية». كان هذا الطرح الاساسي الذي قدمه الايديولوجيون الرئيسيون للنيوليبرالية.

 

تجاوزا للسوق

بالنسبة لي، هذه واحدة من القضايا الرئيسية في عصرنا. هل سنتجاوز الحريات المحدودة للسوق وتنظيم حياتنا من خلال قوانين العرض والطلب، أم أننا سنقبل، كما قالت مارغريت تاتشر انه “لا يوجد بديل”؟، نصبح احرارا من سيطرة الدولة ولكننا نصبح عبيدا للسوق. لا بديل لهذا، ولا حرية أكثر. هذا ما يروج له اليمين، وهذا ما يؤمن به كثير من الناس.

هذا هو التناقض في وضعنا الحالي: باسم الحرية، لقد تبنينا في الواقع أيديولوجية اليوتيوبيا الليبرالية التي تشكل عائقا أمام تحقيق الحرية الحقيقية. لا أعتقد أننا في عالم من الحرية عندما يتعين على شخص ما يريد الحصول على تعليم أن يدفع مبلغا هائلا من المال مقابل ذلك وتسيطر عليه الديون الطلابية في مستقبله البعيد.

في بريطانيا، كانت نسبة كبيرة من توفير الإسكان في الستينيات من مهمة القطاع العام؛ كان سكنا اجتماعيا. عندما كبرت في بريطانيا تلك الفترة، كان هذا السكن الاجتماعي هو توفير أساسي لضروريات الحياة وبتكلفة منخفضة إلى حد معقول. ثم أتت مارجريت تاتشر وخصخصت كل شيء، وقالت، بشكل أساسي: «ستكون أكثر حرية إذا كنت تمتلك ممتلكاتك ويمكنك بالفعل أن تصبح جزءا من ديمقراطية قائمة على الملكية».

وهكذا، فبدلا من أن يكون 60 بالمائة من الإسكان يوفره القطاع العام، ذهبنا فجأة إلى وضع يكون فيه حوالي 20 بالمائة فقط - أو ربما أقل - من الإسكان مرتبط بالقطاع العام. اصبح السكن سلعة، ثم تصبح السلعة جزءا من نشاط المضاربة. وإلى الدرجة التي تصبح فيها وسيلة للمضاربة، يرتفع سعر العقار، وتحصل على تكلفة متزايدة للإسكان دون زيادة فعلية في التوفير المباشر.

نحن نبني المدن، ونبني المساكن، بطريقة توفر حرية هائلة للطبقات العليا في نفس الوقت بطريقة ينتج عنها في الواقع عدم حرية لبقية السكان. هذا ما أعتقد أنه كان المقصود عندما أدلى ماركس بذلك التعليق الشهير: «يجب التغلب على عالم الضرورة من أجل تحقيق عالم الحرية».

 

عالم الحرية

هذه هي الطريقة التي تحد بها حريات السوق من الامكانيات، ومن هذا المنظور، أعتقد أن المنظور الاشتراكي يجب أن يفعل كما يقترح بولاني؛ وهذا يعني أن «نعمم» مسألة الوصول إلى الحرية والحصول على السكن بشكل جماعي. لنحوله بعيدا عن كونه شيئا موجودا ببساطة في السوق، إلى شيء في الملكية العامة. شعارنا هو الإسكان كملكية عامة. هذه واحدة من الأفكار الأساسية للاشتراكية في النظام المعاصر – أن نضع الأشياء في الملكية العامة.

كثيرا ما يقال إنه من أجل تحقيق الاشتراكية، علينا التخلي عن فرديتنا، علينا التخلي عن شيء ما. حسنا، إلى حد ما، نعم، قد يكون هذا صحيحا؛ ولكن هناك، كما أصر بولاني، حرية أكبر يمكن تحقيقها عندما نتجاوز الواقع القاسي لحريات السوق الفردانية.

أقرأ ماركس يقول إن المهمة هي بالذات تعظيم مجال الحرية الفردية، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندما يتم الاهتمام بمجال الـ»ضرورة». ليست مهمة المجتمع الاشتراكي تنظيم كل ما يجري في المجتمع؛ على الاطلاق. بل تتمثل مهمة المجتمع الاشتراكي في التأكد من أن جميع الضروريات الأساسية يتم الاعتناء بها - يتم توفيرها مجانا - حتى يتمكن الناس بعد ذلك من فعل ما يريدون بالضبط في الوقت الذي يريدون.

إذا سألت الجميع الآن، «كم من وقت الفراغ لديك؟» الإجابة النموذجية هي «ليس لدي وقت فراغ على الإطلاق. كل وقتي مشغول». إذا كانت الحرية الحقيقية هي العالم الذي لدينا فيه وقت فراغ لفعل ما نريد، فإن المشروع التحرري الاشتراكي يقترح ذلك باعتباره مركزا لمهمته السياسية. هذا شيء يمكننا ويجب علينا جميعًا أن نعمل من أجله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«النداء» اللبنانية -13 كانون الأول 2021

 

 

فلاسفة ومفكرون.. سقراط

 

اعداد: د. صالح ياسر

فيلسوف يوناني بدأ بمذهبه التحول من النزعة الطبيعية المادية الى المثالية. وقد عاش ودرس في اثينا وكان من بين تلاميذه العديدين أفلاطون. ولم يكتسب سقراط شيئاً غير ان عقيدته عُرفت عن طريق كتابات افلاطون وأرسطو. وعنده ان نسيج العالم والطبيعة الفيزيائية للاشياء لا يمكن معرفتهما، ونحن لا نستطيع أن نعرف سوى انفسنا. وقد عبر سقراط عن هذا الفهم لموضوع المعرفة في الصيغة التالية: اعرف نفسك. والمعرفة عند سقراط هي الفكر، هي فكرة الكلي. وتنكشف الافكار عن طريق التعريفات ويتم التوصل إليها عن طريق الاستنباط. ويسبق تعريف مفهوم ما من المفاهيم نقاش من خلاله تظهر الاسئلة التناقضات بين المتناقشين، ويؤدي كشف التناقضات الى استبعاد المعرفة الكاذبة، على حين ان حالة القلق تدفع العقل الى البحث عن الحقيقة الواقعية. وقد قارن سقراط مناهجه في الدراسة بـ “ فن المقابلة”.

ويفترض منهجه في التحاور موقفا نقدياً تجاه التوكيدات القطعية، وأصبح يعرف بمنهج “ التهكم “. وعلم الاخلاق عند سقراط علم عقلي. فالافعال الشريرة لا تنتج الا عن الجهل: وليس هناك انسان شرير بارادته الحرة.

 

***************************

الصفحة الحادية عشر

 

وداعاً .. جابر عصفور

 

ببالغ الحزن والأسى، ودعنا الناقد العربي الكبير د. جابر عصفور الذي يعد من ابرز القامات النقدية والفكرية العربية، وهو الذي أثرى المكتبة بدراساته وترجماته ومسؤولياته الثقافية التي كان لها بالغ الأثر في انعاش الثقافة العربية.

لقد كان جابر عصفور وراء المشروع القومي للترجمة الذي قدم اعظم الاعمال الفكرية والابداعية العالمية كما كان مؤسساً لمجلة “فصول” النقدية المتخصصة وكان وراء مئات الأسماء الأدبية والثقافية اللامعة التي قدمها للأوساط الثقافية.

**********

علامةٌ فارقةٌ

هذا الدم من فصيلة العراق

 

 

عبد الرزّاق الربيعي- مسقط/ خاص

سالَ على الأوراقْ

من مهجتي

دمٌ أضاءَ

كالبروقِ

عتمةَ الدروبِ

والقلوبِ

و الأحداقْ

دمٌ تفيض

من سفوحهِ

القصائدُ العصماءُ

والألوانُ

والغناءُ

والأشواقْ

تعرفه الخطوبُ

والحروبُ

والكروبُ

والأعداءُ

والرفاقْ

دمٌ همى

من جبهةِ الكرامةِ الشمّاء

من قبسِ الإسراء

حينما استراحَ

من رحلتهِ البُراقْ

من أملٍ يحفّ بالوليد

من شفاعة الشهيد

وارتجافة العناقْ

عجزتُ عن تعريفهِ

واحتارتِ العقولُ

في تصنيفهِ

واستعلموا

وتمتموا:

- دمٌ على الأوراقْ؟

أم علامةٌ فارقةٌ

على جبينِ الريحِ

والأنواء؟

أم شهقاتُ الدمعِ؟

في مواسمِ البكاء

كالمسكِ فاح

فانتشتْ

من عطرِه قبائلُ العشّاقْ

وحينما الجميعُ

من سكرتهِ استفاقْ

تساءلوا

عن سّرهِ

وعطرهِ

وشكلهِ

وحلّلوه

قطرةً

فقطرةً..

حتى إذا ما علموا

لأيّ صنفٍ ينتمي

هذا الدمُ الجهنمي

اهتزّتِ الآفاقْ

حين أعلنوا:

هذا الدمُ المضيءُ

من فصيلةِ العراقْ

**********************

المَسرح والأوبئة

د.محمد سيف/ باريس ـ خاص

 

إنَّ مَا حَدَثٍ لَنَا وَلِعَالَمِنَا، فِي الْفَتْرَةِ الْقَرِيبَةِ، مِنْ تَارِيخِ هَذَا الْيَوْمِ، بِسَبَبِ وَبَاءِ كُورُونَا مِنْ تَمَزُّقاتٍ وَتَوَتُّرَاتٍ فِي الزمكان قَدْ أَثّرَ بِلَا شَكٍّ عَلَى تَصَوُّرَاتِنَا لِلْمَسْرَحِ، إِذْ فَرَض عَلَيْهَا نَوْعًا مِنَ الْحَبْسِ، وَالْحَيْرَةِ، وَالتَّرَدُّدِ، وَالْاِنْفِصَالِ، وَالْاِنْقِطَاعِ مَعَ مَا كُنّا نتَوَاصَلُ مَعَهُ بِاِنْفِتَاحٍ وَتَأَمُّلٍ وكَمَسْأَلَةِ دَائِمَةِ.

فَعِنْدَمَا يَنْتَشِرُ فَيرُوسٌ فِي مَدِينَةٍ مِنَ الْمُدُنِ، فَإِنَّهُ حَتْمَا يُؤثّرُ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْظِمَةِ الَّتِي تُدِيرُهَا، وَيُحْدِثُ فِيهَا شروخا وَتَوَتّرَاتٍ، وَهَذَا بِحَدِّ ذاته مَا يُثِيرُ وَيُزَعْزِعُ اِسْتِقْرَارَ مَعَايِيرِنَا وَكَذَلِكَ عَادَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ. وَهَكَذَا، أَصْبَحَتْ مِسَاحَاتُنَا الْحَضرِيَّةُ أَكْثَرَ إِثَارَةً لِلَقْلَقَ مِنْ أَيِّ مِسَاحَاتٍ أُخْرَى، مِمَّا أَدَّى إِلَى إِطْلَاقِ إِنْذَارٍ كَئِيبٍ، وَوِلَاَدَةِ حِقْبَةٍ مِنَ الشَّكِّ، وَتَغَيَّرَ الزمكان بِشَكْلٍ عَمِيقٍ، وَبَاتَتِ الْأَمَاكِنُ مَحْظُورَةً، وَلِفَتْرَاتٍ غَيْرِ مُحَدَّدَةٍ أَوْ غَيْرٍ مُؤَكِّدَةٍ.

لَوْ أَلْقَيْنَا نَظرَةً تَأَمُّلِيَّةً عَلَى تَارِيخِ الْمَسْرَحِ الْقَدِيمِ وَالْحَديثِ فَسَنَجِدُ أنَّ مَا بَيْنَ الْمَسْرَحِ وَالْأَوْبِئَةِ قِصَّةُ حُبٍّ طَوِيلَةٍ، رُبَّمَا لِأَنَّ التَّارِيخَ مَأْسَاوِيٌّ بِطَبِيعَتِهِ، وَرُبَّمَا أَيْضًا لِأَنَّهُ لَا مَسْرَحٌ عَظِيمٌ بِدُونِ مَأْسَاةٍ. لِذَا فَإِنَّ الْحُروبَ وَالْأَوْبِئَةَ كَانَتَا وَمَازَالَتا تُشَكِّلَانِ بِالنِّسْبَةِ لَهُ مَصْدَرَ إلْهامٍ لَا يَنْضُبُ. فَالْحَرْبُ تُؤَدِّي إِلَى الْأَوْبِئَةِ، وَالْأَوْبِئَةُ تُوقِظُ الْغَرَائِزَ الْوَحْشِيَّةَ لِلْإِنْسَانِ، وَالْوَحْشِيَّةُ تَصْنَعُ مَسْرَحَا جَيِّدَا. وَأَكْبَرُ نَصٍّ نَظَرِيٍّ حَوْلَ هَذَا الْمَوْضُوعِ هُوَ نَصُّ أنطونين أَرْتو، الَّذِي تَمّ تَأْلِيفِهِ عَامَ 1934 وَوَضعَهُ فِي قَلْبِ كِتَابِهِ (الْمسرحُ وَقَرِينِهُ)، الَّذِي جَمَعٍ، أَوْ بالأحرى، وَائَمَ فِيهِ بَيْنَ الْمَسْرَحِ وَالطَّاعُونِ، وَأَكَّدَ عَلَى أَنَّ الْأَدَاءَ الْمَسْرَحِيَّ، كَالْطَّاعُونِ مُعْدٍ.

قَدْ لَا يَكُونُ فَيرُوس كُورُونَا رَادِيكَالِيّاً مِثْلَ الطَّاعُونِ، لَكِنَّهُ أَيْضًا، يَكْتَشِفُ الْأكَاذِيبَ وَالضُّعْفَ وَالدَّنَاءَة وَالتَّذَمُّرَ، مثلمَا أَنَّهُ يُمَيِّزُ الْأَبْطَالَ، الْجَبْنَاءَ، الدَّجَّالِينَ، وَالْأَنَانِيِّينَ. لقَد أَبْرَزَتْ مَرْحَلَةُ الكوفيد بِوُضُوحِ نَوْعٍ مِنَ الْاِلْتِبَاسِ وَالْغُمُوضِ وَالتِّيهِ، مِمَّا يَجعلنَا نَطْرَحُ الْآنَ نَفْسَ السُّؤَالِ الَّذِي طَرَحهُ آرتُو فِي خِتَامِ مَقَالَتِهِ عَنِ الْمَسْرَحِ وَالطَّاعُونِ «هُوَ مَعْرِفَةُ مَا إِذَا كَانَ فِي هَذَا الْعَالَمِ الْمُنْزَلِقِ، وَالَّذِي يَنْتَحِرُ دُونَ أَنْ يُدْرِكَ، سَتَكُونُ هُنَاكَ نَوَاةٌ مِنَ الْبَشَرِ الْقَادِرِينَ عَلَى فَرْضِ الْمَفْهُومِ السَّامِّي لِلْمَسْرَحِ، الَّذِي سيَجعلنَا جَمِيعًا الْمُكَافِئَ الطَّبِيعِيَّ وَالسَّحَرِيَّ لِلْعَقَائِدِ الَّتِي لَمْ نَعُدْ نُؤمنُ بِهَا”.

إِنَّ الْمَسْرَحَ مُنْذُ وِلَاَدَتِهِ فِي الْقَرْنِ الْخَامسِ قَبْلَ الْمِيلَاَدِ، وَهُوَ يُحَاوِلُ التَّغَلبَ عَلَى الْعَدِيدِ مِنَ الْأَوْبِئَةِ، وَخَاصَّةً فِي زَمَنِ وِيلْيَامِ شِكْسبِير. وَفِي مُوَاجَهَةِ الْأَزْمَةِ الصِّحِّيَّةِ وإغلاق الْمَسَارِحِ، لجأ المسرح إِلَى التِّكْنُولُوجِيَا الرَّقْمِيَّةِ، كَمَا أَنَّ اِسْتِخْدَامَ مَوَاقِع الأنترنت الْمُخَصَّصَةِ قَدِ اِنْفَجَرَتْ وَتَزَايَدَتْ، بِشَكْلٍ مُلْفِتٍ لِلنَّظَرِ. بِحَيْثُ أَصْبَحَ الْجَمِيعُ مَحْكُوماً بِالشَّاشَةِ بِوَصْفِهَا وَاجِهَةً لِلْعَالَمِ الْخَارِجِيِّ، وَقَدْ تَمَّ وَضْعُ الْمَعْلُومَاتِ وَالْآرَاءِ الْعَامَّةِ فِي سِيَاقِهَا مِنْ خِلَالِ عَدَدٍ لَا يُحْصَى مِنَ الْمُحَادَثَاتِ عَلَى الإنترنت وَبَيْنَ الْفَنَّانينَ وَالْمُفَكِّرِينَ أَيْضًا. مِمَّا يجعلنا نَتَسَاءَلُ عَنْ مدَى قُوَّةِ الْخَيَالِ وإمكانيتهِ عَلَى اِنْتِشَالِنَا مِنْ هَذِهِ الْمِحْنَةِ، وَمِنْ ثَمَّ هَلْ يُمكنُ لِلْأرْضِ(وَالعَالَمِ) أَنْ تَتَعَافَى؟ وَهَلْ سَنَكُونُ قَادِرَينَ عَلَى الْعَوْدَةِ إِلَى الْمَسْرَحِ.

لَقَد لَجأَتْ بَعْضُ الْمَسَارِحِ الْكَبِيرَةِ فِي أورُبا وَالْعَالِمِ الْغَرْبِي وَالشَّرْقِي الأسيَوي إِلَى عَرضِ بَرَامِجِهَا الْمَسْرَحِيَّةِ السَّابِقَةِ (المؤرشفةِ)، عَبْرَ الأنترنيت كَنَوْعٍ مِنَ الاِسْتِمْرَارِيَّةِ مَعَ جُمْهُورِهَا، وَلَكِن لَيْسَ كَبَدِيلٍ لِلْمَسْرَحِ، وَهَذَا مَا حَدَثَ أَيْضًا فِي مُجْتَمَعَاتِنَا الْعَرَبِيَّةِ، وَهَذَا خطب رَائِعِ، بِلَا شَكٍّ. وَلَكِن أَتَمَنَّى أَلَا يُصْبِحَ ذَلِكَ مُوضَةً، وَاِسْتِسْهَالاً، لَا سِيَمًا أَنَّ الْمِهْرَجَانَاتِ، وَالْوَرْشَاتِ الإليكترونيةِ أَوِ الْبَيْنِيَّةِ (الْوَسَائِطِيَّةِ)، بِشَتَّى أَنْوَاعِهَا، صَارَتْ تَزَخُّ عَلَيْنَا مِثْلَ وَابِلٍ مِنَ الْمَطَرِ.

بِلَا شَكٍّ هُنَاكَ تَأْثِيرَاتٌ بَالِغَةٌ نَتَجَتْ عَنْ تَفَشِّي هَذَا الْوَبَاءِ، وَحَرمَتِ الْعَدِيدَ مِنَ الْفُرقِ الْمَسْرَحِيَّةِ مِنَ الْخَلْقِ، وَالتّجْوَالِ وَضَمَانِ بَعْضِ الْاِمْتِيَازَاتِ، وَنُذَكِّرُ مِنْهَا عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ وَلَيْسَ الْحَصْرِ، تَأْجِيلَ مِهْرَجَانِ أيَّامِ قَرْطَاجِ الْمُسَرَّحِيَّةِ، وَلُجُوءِ مِهْرَجَانِ الْقَاهِرَةِ التَّجْرِيبِيِّ الى الْأُسْلوبِ الْوَسَائِطِي، وَتَأْجِيل مِهْرَجَانِ الْهَيْئَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِلْمَسْرَحِ...الخ. كُلّه َذِهِ التَّظَاهُرَاتِ الْفَنِّيَّةِ الْمُهِمَّةِ قَدْ تَهَاوَتِ الْوَاحِدَةَ تِلْوَ الْأُخْرَى، مِثْلَ قَلْعَةٍ كَانَتْ مُشَيَّدَةً مِنَ الْكَارْتُونَ. وَهَكَذَا تَجَمَّدَتِ الْإِعَانَاتُ، وانحَرِم الْمُمَثِّلُونَ مِنْ أُجُورِهِمْ، إِذْ لَيْسَ مِنَ الْمَنْطقِي أنْ يُأْدُّوا أَدْوَارَهُمْ أَوْ يَتَدَرَّبُوا بِرُفْقَةِ الْكمَّامَاتِ وَالْقُفَّازَاتِ. فَالنُّطْقُ وَحَدهُ أَصْبَحَ حَامِلاً لِلتَّهْدِيدِ نَفْسِه، لِأَنَّ الْخَطَرَ يَأْتِي مِنَ الْكَلَاَمِ، وَمِنِ الْمَوَاقِفِ غَيْرِ الْمَرْئِيَّةِ الَّتِي تَنْتَقِلُ فِي الْهَوَاءِ. عِلماَ أَنَّ الْمَسْرَحَ، هُوَ مَكَانٌ لِلْكَلَاَمِ بِاِمْتِيَازٍ، وَتَشْكِيلُ الْكَلَاَمِ، وَلِتَشْغِيلِ الْكَلَاَمِ، وبالتالي فَإِنَّهُ سَوْفَ يَعْمَلُ عَلَى تَرَاكُمِ الْمُعَوِّقَاتِ خِلَالَ زَمَنِ الْفِيرُوسِ”، وَلِحُسْنِ الْحَظِّ، أَنَّ هَذَا الزَّمَن لَمْ يَعْدُ الْيَوْمَ مَوْجُودًا، وَعَلَيْهِ، وَرُبَّمَا مِنَ الْمُنَاسِبِ الْيَوْمَ الْعَوْدَةُ إِلَى الْقَوْلِ المأثور لأنطوان فيتِيز:” ينبغي عَلَيْنَا أن نَفْعَلَ الْمَسْرَحَ مِنْ كُلِّ شَيْءِ”، وَلَكِن لَيْسَ كَمَا تَمَّ تحنيطهُ فِي(الْأوْنَ لَايَنَ)!

******************

في كل مكان

 

إلا بول  لارا

ترجمها عبدالوهاب الدايني

 

في  كل مكان

حبك الذي احس به

يكون في كل مكان

فوق أنفاسي

احس به

فوق بشرتي

في الكلمات

،

يغزو ويملأ

كل سنتمتر من فضائي

،

مثل عضات المداعبة

ترجف الأعماق

،

و.... قلبي

كما لو أنه

لا يريد بعد

البقاء في الصدر

**********

د. لاهاي عبد الحسين.. في «دراسات اجتماعية جديدة من العراق»

ناجح المعموري

 

لم يكن اعتباطاً صدور كتاب عالمة الاجتماع البارزة د. لاهاي عبد الحسين “دراسات اجتماعية جديدة من العراق” متزامناً مع اقامة “المدى” لمعرض العراق الدولي للكتاب لأن د. لاهاي عالمة اجتماع كبيرة وتحديد صدور كتاب يتبدّى عن تحفيز لوجود الكتاب الملفت للانتباه لما انطوى عليه من بحوث جريئة وشجاعة مكتوبة منذ زمن ولم يكن للمتداول عن شخصية علي الوردي سبب في دراسته، بل الدراسة المبتكرة والمحتشدة بالآراء الجديدة، والشجاعة اضاءة جوهرية للدور الذي لعبه د. علي الوردي، والتشجيع على حضور دوره الثقافي في مناسبات كبرى كمعرض العراق الدولي. لذا حاز الكتاب اهتماماً من الجماعات المتنوعة والتي اقتنت منه. وأنا أعتقد بأن وجود وتنوع كتب الوردي في مكتبات العائلة العراقية يتمظهر عن سيادة عقل سوسيولوجي، يقدم آراء وشفرات، عن العلاقات اليومية بين الافراد والجماعات. وهذا ما ارادته د. لاهاي، لذا قررت ان تكون دراساتها الاجتماعية العلمية في صيغة كتاب يضم بحوث عن الحياة الاجتماعية، على الرغم من تعدد وتنوع مراكز البحوث المهتمة بالبحث العلمي الحديثة، بالإضافة على مجلات علمية، متمتعة برصانة، وقوة لتقديم المعارف والافكار من اجل اهتمامات جريئة وشجاعة، لان علم الاجتماع واحد من اخطر العلوم الانسانية، المتمتعة بدرجة عالية من الحساسية الراصدة للحراك والصراع المحتدم بين الجماعات المتباينة والعناية بنشر الدراسات والبحوث، يمنح علم الاجتماع عامة على التواجد والبقاء في المحيط الثقافي.

وما لفت انتباهي في هذه البحوث الرصينة الاسئلة الراشحة عن العلاقات والجدل الذي لم يتوقف حول العديد من الظواهر. ولكن لابد من الاشارة والتذكير بالجهود الكبرى التي قدمها عالم الاجتماع المعروف د. علي الوردي، لذا ركزت د. لاهاي على قراءة منهجية علي الوردي في فضاء علم الاجتماع مع متابعة ما توصل له علم الاجتماع العراقي بالماضي والحاضر، ومثل هذا الانشغال تتكشف العلاقة الحتمية التي لابد وان تحضر ولا تغيب وهي ضرورة الانتباه لذاكرة الافراد والجماعات التي تشكلت لها خزانات ثقافية، تتغذى بالمجاورة والمحاورة ويتحفز فيها صراع الماضي والحاضر، ومعروف بأن علي الوردي منشغل بذلك، لذا كان اعتماده جريئاً وقوياً عندما توصل عبر متابعته للماضي والحاضر استشراف ما يمكن التمخض عنه من افاق وتمظهرات، مع اهتمام واضح لحلول الاشكالات التي تمخضت عنها البحوث العلمية للاجتماعي المتعدد، اعتماداً على ملاحق مهمة للاستبيانات المتوصلة لنتائج دراسة علمية رصينة وكأن د. لاهاي تقول بشكل صريح، جريء وشجاع بأن العناية بالحياة الاجتماعية لا تتم الا عبر العلم وتكريسات الاجتماعي معتمداً على الاستبيانات، من هنا برزت بوضوح ودقة لا تقبل الشك بنتائج الدراسات الميدانية في محافظات البلاد، ومثل هذه التوصلات لا تقبل الشك، لأنها نتاج حوار بين الباحث وقاعدة متنوعة من الافراد. والمثير للانتباه هو ما ذهبت نحوه د. لاهاي هو “ حقوق الانسان، دراسة اجتماعية ميدانية “ ومثل هذا الاهتمام ضروري وحيوي، لانه اهتمام اتسع الاهتمام به بعد سقوط النظام الفاشي.

وتوصلت الباحثة لفحوص لعديد من توصلات الباحثين حول حقوق الانسان ومنها الجهود التي قدمها الاستاذ غانم النجار، الغرب والعرب وحقوق الانسان، في الكويت، حقوق الانسان بين النظرية والتطبيق للأستاذ مسعد سالم، وايضا ما اعدته الباحثة بشرى العبيدي عن “المرأة العراقية في المنظومة المجتمعية والقانونية في دراسة عن واقع العنف ضد المرأة في المجتمع العراقي” والتشريعات النافذة ولابد التذكير بأن تنوعات البحوث غير المنشورة والمفحوصة ودراستها، توفر فضاء واسعاً للاطلاع والدراسة.

وابرز ما يومئ لبحوث حقوق الانسان تعددها وتنوعها، ومنحتها د. لاهاي حضوراً قوياً، لأنها تدرك جيداً ما تعنيه قضايا الانسان “المرأة والرجل” من اهمية كبرى وسط تجربة سياسية تلوح بالديمقراطية، لكنها تخلخل المقبول والمطلوب الانساني الاولي.

ان تنوعات حقوق الانسان في بحوث علم الاجتماع غير محددة بمراحل عمرية معينة، بل مفتوح على كل المراحل والمجالات، ومثال اهتمام د. لاهاي بدراسة تقويم كتب التربية الوطنية والاجتماعية للمرحلة الابتدائية في ضوء مبادئ حقوق الانسان للأستاذ فالح حسن علي القريشي.

ولم تهمل د. لاهاي الاهتمام بحقوق الانسان من خلال مواقف دفاعية تقوم على مبررات دينية ورقمية ومعيارية. اذ لا يمانع القريشي على سبيل المثال في احترام حقوق الانسان انما وفق “ مبدأ الخصوصية الذي ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان “ وما يمكن ان توفره الشريعة الانسانية “ ص277// وذكرت الباحثة تعريفاً بالجهود المهمة والحيوية على مستوى ما قدمته الهيئات المستقلة لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في العراق. فقد جاء في دراسة صدرت عن الهيئة المستقلة  لحقوق الانسان، ان من الصعب بحسب  مدير معهد الطب العدلي في مدينة الطب ببغداد اعطاء احصاءات دقيقة حول حالات القتل غسلاً للعار وبخاصة بعد حرب 2003، واوردت الدراسة عدداً من احالات الموثقة لزواج القاصرات “ صغيرات السن “ الى جانب عودة عدد من انواع الزيجات التي قاربت على الزوال كما في زواج الفصلية او زواج “ گصة بگصة “ او والدية وما شاكلها كثير من الممارسات التي تعبر عن انتهاك صارخ لحقوق الانسان في العراق / ص270//

ولأني اعرف اهتمام د. لاهاي بالأستاذ علي الوردي  من خلال الحوارات المستمرة وجدت الحاحاً ضاغطاً لإشارة جوهرية، تستحقها لاهاي لمرورها المركز حول منهج د. علي الوردي في وظائفه العلمية في مجال علم الاجتماع واكدت أن الحدة والصرامة والتطرف الموجود في البيئة الثقافية في العراق والتي تصدت له بأعلى ما فيها من ضروب الحدة والصرامة الثقافية في العراق، شق د. علي الوردي طريقة الى اذهان وقلوب وسامع القراء من الخاصة والعامة في المجتمع العراقي محققاً مالم يحققه عالم اجتماعي عراقي من شهرة ومحبة واحترام. ومع ان فترات التعميم الاعلامي والضغط السياسي والاهمال الاكاديمي اخذت من الوردي حصة واسعة، في محاولة لصرف الاهتمام عنه وتغطية عليه والتقليل من اهمية تحليلاته ودراساته المبصرة والتحجيم من مساهمته في تنوير العقل العراقي، الا انه يعود اليوم اكثر حيوية مما كان ليجد في كتاباته واعماله الطالب والقارئ اكثر من جواب محتمل لتفسير هموم ما برحت تعيد انتاج نفسها / ص21//

 

**************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

ناظم حكمت.. من الرأس حتى القدمين

 

عن “دار الفارابي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “ناظم حكمت.. من قمة الرأس حتى أخمص القدمين (1902 – 1963)”، من تأليف محمد نور الدين.  يوثق الكتاب سيرة الشاعر والمناضل التركي ناظم حكمت، اعتمادا على مصادر كتبها أو رواها أفراد عائلته ورفاق دربه وزملائه في الدراسة وغيرهم.    ويذكر المؤلف في مقدمة الكتاب، أن “حياة حكمت اختزلتها ثلاثة مسارات. الأول حياته الشخصية الصاخبة. حيث كان للمرأة دور مركزي فيها سواء كأم أو كزوجة، وقد ناهزن الست، أو كعشيقة وقد فاق عددهن ذلك. والثاني حياته السياسية، كأن ناظم ولد ليكون مناضلاً من أجل العدالة. والثالث حياته الإبداعية التي جعلته الرائد بلا منازع للشعر التركي الحديث”.

 

**************

ليس مجرد كلام.. ماذا قدّمناه في السنة الماضية!

عبد السادة البصري

 

قبل أن أبدأ حديثي معكم أقول: كل عام وانتم والعراق والعالم بألف خيرٍ ومحبة وسعادة وأمان!

قبل يومين مرّت سنة كاملة بحلوها ومرّها، واستقبلنا سنة جديدة أخرى، لا نعرف ماذا تحمله لنا غير أمنياتنا أن تكون سنة خير وأمان وسعادة!

لهذا علينا أن نقف متأملين ما قدّمناه طوال ثلاثمائة وستين يوماً مرّت بحرّها وبردها وأمطارها وغبارها ووبائها والفساد والخراب الجاثم على صدورنا وما إلى ذلك!

- متأملين ماذا ؟! ربَّ سائل يقول، أجيبه: متأملين ما فعلناه لأنفسنا وللآخرين، ولهذا الوطن المبتلى بالبعض ممن يدّعون الانتماء إليه مناصفةً!

بالنسبة لي أقول: ما زلت أئنّ تحت وطأة الإيجار وتكاليفه الثقيلة باحثاً عن كوّةٍ صغيرة يعبر منها نور الاستقرار وتأمين السكن والمأوى من خلال قطعة أرض في وطنٍ تمتد صحراؤه إلى ما لا نهاية!

لكن رغم كل شيء اشعر بالفرح بما قدّمته من خلال كتابين عبارة عن مجموعتين شعريتين هما (لا .. كما نريد - للريح .. تركنا قمصاننا)، إضافة الى كتابة العديد من القصائد والأعمدة الصحفية والمقالات النقدية ومسرحية مونودرامية، كذلك مشاركتي في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والندوات والجلسات الثقافية والإبداعية هنا وهناك، وصار عندي الكثير من الأحبة والأصدقاء الجدد في هذا العالم من العراق وخارجه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لهذا أقول: شكرا لك أيها العام الذي أفل سريعا بما له وما عليه، وأهلا بك أيها المشرق الآن!

انتم ماذا ستقولون ؟!

هذا ما أتركه لكم كي تتأملوا أيامكم الماضية وتباشروا بالعمل على استقبال ما سيجيئ منها!

لكن أقولها وبكل محبة: علينا أن نتأمل ماذا قدمنا للوطن والناس ؟!

الوطن مازال يئنّ من الخراب والفساد والطائفية وسوء الخدمات وتردي الاقتصاد مع انعدام الصناعة والزراعة والتجارة وتدهور التعليم وكل شيء!

والناس مازالت ترزح تحت وطأة هذا الخراب والفساد وانعدام كل حقوق المواطنة الحقيقية في وطن أعطيناه كل شيء ولم يعطنا غير الألم والحسرة والنواح!

اكرر قولي: الناس ترنو إليكم يا سادة وتنتظر أن تنهوا كل صراعاتكم من اجل المصالح الذاتية والفئوية الضيّقة، وتنتبهوا لهم لترفعوا عن كاهلهم ثقل ما يقارب الستين سنة مؤلمة!

ترفعون عنهم كل شيء دمّر ويدمّر حياتهم من حروب وفقر ومرض وعوز وضمائر ميتة داست على الأخضر واليابس، لأن كل شيء زائل مع الأيام والسنوات، ويبقى العمل الصالح نجماً يشعّ في سماوات الوطن وذاكرة الناس!

ليكن عامنا هذا عام خير وأمان وسعادة ونزاهة وأمانة وإخلاص وانتماء حقيقي للوطن والناس، وكل عام وانتم والوطن بألف خير!

 

*****************

في ضيافة “ملتقى روّاد شارع المتنبي” .. زهير الجزائري عن “الرواية والذاكرة والمنفى”

 

بغداد - تضامن عبدالمحسن

 

ضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي”الثقافي، صباح الجمعة الماضية، الكاتب والصحفي زهير الجزائري، الذي تحدث عن تجربتيه الأدبية والصحفية في جلسة حملت عنوان “الرواية والذاكرة والمنفى”.

وألقى الضيف في معرض حديثه، الضوء على تجربته مع المنفى بعد أن غادر بلده العراق عام 1979، وتأثير ذلك على كتاباته ومجمل حياته. وقال أن أولى محطات المنفى كانت في سوريا، ثم لبنان، ثم الاتحاد السوفييتي، وبعده المجر فلندن.

وأشار الجزائري إلى حاجته المتكررة الى التكيف في كل مكان جديد يعيش فيه. فعليه أن يمسح ذاكرة المنفى الاول، وفي الوقت ذاته أن يكيف نفسه مع الكتابة في المنفى الجديد.

بعدها تحدث عن جيل الكتاب والصحفيين الستيني في العراق، مقسما إياه إلى مجموعتين قدمتا إلى بغداد: الأولى من الناصرية وكركوك، والثانية من النجف، وكان هو نفسه من بين مجموعة النجف، التي أصدرت مجلة بعنوان “الكلمة” مثلت “وعاءً” لكتابات أبناء هذا الجيل.

ولفت الجزائري إلى أنه “بعد العام 1963 وما حمله من نكسات وحراك سياسي، نشأت فجوة بين الجيل الخمسيني، الذي معظمه من اعالي الطبقة الوسطى المتعلمة. وهم الروّاد الذين اسسوا الحداثة العراقية، والجيل الستيني الذي جاء في اغلبه من فقراء المحافظات”، متابعا قوله أن “الأدب لم يتعلق بالفقراء فقط. فأبناء الثراء وحتى ابناء الوزراء من الكتاب، كانوا يكتبون موضوعاتهم خارج طبقتهم. إذ يكتبون عن الفلاحين والكسبة. بينما نحن الفقراء في الغالب كان موضوعنا يتعلق بالذات”.

وبيّن الضيف أن “الجيل الستيني انتقل أغلبه إلى المنفى، بسبب ميوله اليسارية، وأحيانا بسبب ليبراليته، للخلاص من التحزيب القسري الذي اتسمت به تلك الفترة”.

وتحدث عن منفاه اللبناني منذ عام 1979. ففي ذلك الوقت كانت لبنان تشهد حربين أهليتين. وهناك تجمع المنفيون في “ثكنة” مساحتها 4 كيلومترات. بينما في الجانب الآخر كان العراق قد بدأ حربه ضد إيران، مشيرا إلى أن “المنفيين اعتادوا أن يكتبوا يومياتهم وبعض القصائد والكتابات القصيرة، ويقوم غالبيتهم بطباعة تلك الكتابات ونشرها هناك، بعد ان كان ذلك ممنوعا عليهم في بلدانهم. حتى تفاجأ العالم العربي بنتاجات الحداثة العراقية في التأليف والترجمة ابان تلك الفترة”.

وتطرق الجزائري إلى مشاركته عام 1969 مع المقاومة الفلسطينية كصحفي، وذهابه إلى لبنان في تلك الفترة. مبينا أنه بعد أن عاد إلى لبنان عام 1979 وجدها مألوفة بالنسبة له، فيما كانت تبدو غريبة على أقرانه المنفيين، ما واجهوا صعوبات في الاندماج.

وأضاف قائلا، أن هذه الأجواء خلقت لديه شكلا مختلفا من أشكال الكتابة، فصار يتناول آثار “الاقتلاع” من البيئة المحلية وصعوبة التكيف مع بيئة جديدة والعيش في أجواء تشهد خطرا مستمرا، معرجا على كتابه “الفكهاني” الذي تطرق فيه إلى تلك “الثكنة” الصغيرة. 

وتحدث الجزائري عن تأثير المنفى على ذاكرة الكاتب وصعوبة تذكره التفاصيل المكانية في الوطن الأم، ذاكرا انموذجين من الأدباء المنفيين: الأول غائب طعمة فرمان، الذي ظل متعلقا ببغداد و”درابينها” التي تناولها في ثلاث من رواياته، مبينا أن فرمان كان يعاني قلة الاصدقاء في منفاه، وكان همه الاساس ان لا تنضب ذاكرته، وهذا الخوف كان يمس جميع المنفيين.

أما الأديب الآخر الذي ذكره، فهو غالب هلسا، الذي انتقل بين منافي عدة وفي كل مرة كان يحاول التكيف والتطبع مع المنفى الجديد. إذ يشارك في الحركات السياسية ويتجول في الحارات والازقة، حتى يتعود على المكان ويكتب عنه ليبدو كأنه جزء منه.

وأوضح الضيف في قوله: “أنا شخصيا كنت وسطا بين غائب وغالب، بين شخص ينفي منفاه وآخر يتعايش معه”.

وبعد مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، قدم د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الكاتب والصحفي زهير الجزائري.

***************

بعد 5 سنوات على تحريرها.. الموصل تنفض غبار داعش وتعيد ترميم حضارتها

 

الموصل – وكالات

رغم مرور 5 سنوات على تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن المدينة لا تزال تنفض غبار تلك الحقبة السوداء التي طالت البشر والحجر على السواء.

وفي هذا السياق، يعكف خبراء ومرممو آثار عراقيون وفرنسيون، على إعادة تجميع المئات من القطع الصغيرة للآثار المدمرة في متحف الموصل الحضاري، والتي تعد دررا نفسية يعود عمرها إلى نحو 2500 عام.

وتضم القطع المدمرة أسدا مجنحا وزنه عدة أطنان، وثورين مجنحين آشوريين، وقاعدة عرش من عهد الملك آشور ناصر بال الثاني، تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد.

وللوقوف على تفاصيل أعمال الترميم، يقول مدير المتحف، زيد سعد الله، أن “تلك الأعمال نتاج مبادرة من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، طرحت في العام 2018. ودخلت في هذه المبادرة مجموعة من الشركاء، كمتحف اللوفر الفرنسي ومجلس الدولة في الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، وصندوق النصب العالمي للمعالم”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “الأعمال بدأت بتنسيق مع خبراء فرنسيين لإنقاذ القطع الأثرية تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار، من خلال قيام الجانب الفرنسي بترميم تلك القطع واعدادها وصيانتها. على أن يتكفل صندوق النصب العالمي بإعادة ترميم مبنى المتحف”.

ويلفت سعد الله إلى أن “منظمات مختصة ستتولى تدريب كوادر المتحف، وذلك بتمويل من (التحالف الدولي ألف). وهو منظمة دولية ممولة من الإمارات وفرنسا، تهتم بترميم وحماية المناطق الأثرية المهددة حول العالم في مناطق النزاعات”، مشيرا إلى أنه “في العام 2019 بدأ الشروع التمهيدي في العمل وحصر القطع المتضررة وحفظها في مخازن. والآن بدأ العمل من جديد ونحن نمضي قدما في تحقيق هدفنا، والسقف الزمني الموضوع لانجاز المهمة، هو 5 سنوات نظرا لخصوصية العمل ودقته اللامتناهية”.

ويتابع قوله أن “طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ونحن نسعى عبر هذا المشروع الطموح، إلى إعادة تأهيل المتحف وقطعه الأثرية على أكمل وجه، كي يكون بداية للارتقاء بالواقع الثقافي العراقي عامة أكثر فأكثر، رغم أن العديد من الكنوز والقطع الأثرية قد تم تحطيمها ونهبها من قبل الدواعش. وبطبيعة الحال بعد انعاش المبنى والانتهاء من عمليات اعادة تأهيل محتويات المتحف، سيتم فتحه أمام المجتمع المحلي والمجتمعات العالمية”.

 

**************

 

 

في الحلة .. شارع باسم شهيد الانتفاضة حيدر القبطان

الحلة – طريق الشعب

وافقت مديرية بلدية الحلة على تسمية أحد شوارع المدينة باسم شهيد انتفاضة تشرين، الرفيق الناشط حيدر القبطان. بناء على مقترح تقدمت به اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل.

والشارع هو مدخل مدينة الحلة من جهة الديوانية، والذي يجري حاليا تنفيذه وتأهيله. وقد وافقت البلدية على تسميته باسم الشهيد القبطان، تقديرا لدوره في إسعاف جرحى التظاهرات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

12 ألف كتاب وزعت مجانا .. مهرجان أربيل الرابع للقراءة 

أربيل – طريق الشعب

احتضنت حدائق “بارك شاندل” في مدينة أربيل، أخيرا، فعاليات الموسم الرابع لمهرجان أربيل للقراءة، الذي أقامته مجموعة من الشباب المتطوعين برعاية “جمعية الأمل” العراقية.

حضر المهرجان الذي افتتحه وزير الثقافة في إقليم كردستان، د. سالار عثمان، جمهور حاشد معظمه من الوجوه الشبابية.

وعلى غرار مبادرة “أنا عراقي.. أنا أقرأ” في بغداد وغيرها من المبادرات المشابهة التي شهدتها مدن ومحافظات البلد، يهدف هذا المهرجان إلى حث الشباب على مطالعة الكتب. وفي هذا السياق، تم توزيع قرابة 12 ألف كتاب على الزائرين، حملت عناوين أدبية وعلمية بلغات عدة، عربية وكردية وأجنبية.

وتخللت المهرجان فعاليات فنية بضمنها معارض تشكيلية لرسامين عديدين، بينهم د. رؤوف العطار والفنانة فيروز.

وكانت هناك أجنحة للأعمال اليدوية، وركن مخصص لفعاليات الأطفال شهد مسابقات في الرسم وتوزيع قصص مجانا.

ولم تكن الفقرات الموسيقية والغنائية غائبة عن المهرجان. إذ قدمت “فرقة نوروز للدبكات الكردية” عرضا فنيا. فيما أدى الفنان الموصلي عامر يونس، مجموعة من الأغنيات الموصلية وبستات المقام العراقي.

وكان الشباب المتطوعون القائمون على المهرجان، قد عملوا بجد ونشاط طيلة الفترة الفائتة، بدءا من جمع الكتب والتحضير للفعاليات وإنجاز الديكور، حتى افتتاح المهرجان واستقبال الضيوف.