اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

تهنئة

 

يتقدم كادر “طريق الشعب” بأجمل التهاني والتبريكات لجميع أبناء شعبنا في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مع الامنيات بحياة حرة كريمة، يسود فيها الأمن والعدالة الاجتماعية.

وفي هذه المناسبة تحتجب جريدتنا وتعاود الصدور يوم الاثنين المقبل الموافق 3 كانون الثاني 2022.

**********

 

نداء للتبرع لإغاثة ضحايا السيول في اربيل ومناطق اخرى في العراق

 

اجتاحت فيضانات وسيول مدينة اربيل ومناطق أخرى في المحافظة مؤخراً وراح ضحيتها العديد من المواطنين، والحقت اضراراً مادية بليغة مما فاقم الاوضاع المعيشية الصعبة لسكان الاحياء الشعبية والفقيرة. وافادت تقارير بأن مناطق في محافظات اخرى مجاورة تعرضت ايضاً الى اضرار جراء السيول.

وتعبيراً عن مشاعر التضامن والتعاطف مع الناس المنكوبين في هذا الحدث المفجع، يطلق حزبنا الشيوعي مع رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين حملة تبرعات عاجلة من اجل إغاثة الأسر الفقيرة المتضررة وتمكينها من تجاوز محنتها.

نهيب بكم جميعا، رفاقنا واصدقاءنا وكل ابناء شعبنا العراقي الغيارى، للمساهمة في التبرع تضامنا مع ضحايا هذه الكارثة الانسانية ولمد يد العون لهم وتخفيف معاناتهم.

 

 

المكتب السياسي                                      اللجنة التنفيذية

للحزب الشيوعي العراقي                           لرابطة الأنصار الشيوعيين

 

22-12-2021

*******************

رائد فهمي يزور الكاردينال ساكو ويهنئ بأعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة

بغداد – طريق الشعب

زار سكرتير‏ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو وقدم له التهاني بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة.

وعبر فهمي، عن اعتزازه في الدعوات التي يطلقها غبطته، لبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وقدم التهاني لأبناء شعبنا المسيحي في مناسبة الاعياد. من جانبه بين الكاردينال ساكو، أهمية التعايش السلمي ونبذ التناحر من أجل المناصب والتوجه لخدمة المواطنين بصورة عامة، مشيراً إلى أهمية تحقيق مطالبهم.

وتحدث الجانبان عن أوضاع أبناء شعبنا المسيحي بصورة خاصة وأوضاع المواطنين بصورة عامة.

وكان في استقبال الوفد، المطران باسل يلدو المعاون البطريركي والقس بسمان جورج فيما رافق سكرتير الحزب، عضو المكتب السياسي الرفيق حسين النجار والخبير الاقتصادي السيد باسم جميل انطون.

يذكر أن الرفيق فهمي كان قد وجه بمناسبة أعياد الميلاد تهنئة إلى المسيحيين بشكل خاص والعراقيين على وجه العموم.

وقال في رسالة وجهها الى الشخصيات والقوى السياسية: “ في مناسبة حلول العام الجديد يسرنا ان نتوجه اليكم بأطيب التهاني وأجمل التبريكات، متمنين أن تكون أيامكم حافلةً بالفرح والعطاء، وأن يتحقق لشعبنا الأمان والاستقرار والخلاص من الفساد والإرهاب وفوضى السلاح، وان ينعم بالسلام والازدهار، في ظل دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية”.

***********

المخدرات.. أرقام مفزعة لكنها لا تمثل حجم الكارثة

 

 

بغداد ـ عبد الله لطيف

 

كشفت وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية، عن أرقام مفزعة بخصوص المتعاطين والمتاجرين بالمواد المخدرة لعام 2021 وسط قلق شعبي واسع من انتشار هذه الظاهرة وتحولها إلى كابوس حقيقي يهدد الأمن المجتمعي.

وبحسب مدير عام دائرة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية، اللواء مازن كامل منصور، فأنه تم إلقاء القبض على 11907 متهماً بترويج المخدرات منذ بداية العام وحتى تاريخ 17 كانون الأول الجاري من بينهم 156 امرأة.

وقال الباحث في شأن المخدرات، خالد حنتوش، إن “هذه الأرقام التي طرحتها وزارة الداخلية لا تمثل سوى 10 في المائة من العدد الكلي للمتعاطين والمتاجرين، لأن حجم المواد المخدرة المضبوطة لدى المتاجرين وفقاً للإحصائيات العالمية لا تتجاوز نسبتها الـ 10 في المائة من الكمية الكلية الموجودة لديهم”. وأضاف في تصريح لـ”طريق الشعب” أنه “بقدر ما تعد الأرقام مرعبة فهي لا تعطي الصورة الحقيقية عن واقع التجارة والتعاطي في البلاد”.

*********

الأغلبية السياسية بين جدل الاحزاب الحاكمة وإرادة الشعب

بغداد ـ سيف زهير

 

عقد المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية، أمس الأول، جلسة حوارية في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين للحديث عن تأثيرات الانتفاضة الشعبية على نتائج الانتخابات التي مضت، والموقف من الجدل الدائر بشأن تشكيل حكومة الأغلبية السياسية أو العودة إلى التوافق من منظور الأحزاب الحاكمة من جهة، والشعب المتضرر من المحاصصة الطائفية من جهة أخرى.

وجرى خلال الجلسة التي عقدت تحت شعار “الأغلبية السياسية بين جدل الاحزاب الحاكمة وإرادة الشعب”، والتي حضرتها “طريق الشعب”، تقديم نبذة عن أصل الأزمة والتوقعات المستقبلية لشكل الحكومة القادمة.

وقال مدير الجلسة عبد الستار ربيع: إن القوى الماسكة بالسلطة “تعتبر الدولة والحكومة ومؤسسات الدولة غنيمة تتقاسمها في ما بينها مع السماح للتدخلات الخارجية بالعبث في البلاد”، مؤكدا أن “هذه الندوة لمناقشة كل هذه الأمور وشكل الحكومة القادمة وموقف المجلس التشاوري مما يجري أمام الشعب تجاه الحديث المطروح عن تشكيل حكومة الأغلبية، فمعظم المراقبين يتوقعون بأن العمل بالنمط السابق سواء كانت التسميات أغلبية أم توافقية لن يصل بعمر الحكومة الجديدة إلى أكثر من عام واحد، مع الإشارة إلى أن التوتر الاجتماعي بسبب المحاصصة الطائفية يغلي والاحتقان السياسي يؤجج الموقف أكثر لأن هناك مساعي لفرض إرادات مخالفة لإرادة الشعب”.

وفسح ربيع المجال لاحقا للضيوف المتحدثين، وهم كل من الدكتور علي الرفيعي، الأمين العام للحزب الاجتماعي الديمقراطي، الدكتور شاكر كتاب الأمين العام لتجمع العمل الديمقراطي، فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، والمحامي ياسر محمد.

***********

راصد الطريق.. اغلاق ملف التعويضات ومسؤولية الحكومة

أعلن اخيرا عن استكمال تسديد العراق ما يزيد على  ٥٢ مليار دولار للكويت ولدائنين اخرين، وهو مبلغ ظل يُستقطع من عوائده النفطية بنسبة خمسة في المائة سنويا ابتداء من سنة ٢٠٠٥، تنفيذا لقرارات لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة. 

والمعنى الواضح هنا ان هذا الملف اغلق الآن.

الا ان العراق لم يعلن هذا الموضوع رسميا حتى الان، ولم يصدر في شأنه بيان او تصريح من وزارة الخارجية. رغم انه وفي جميع الأحوال حدث كبير، يؤشر خلاص شعب العراق من قيود بحقه وفقا للفصلين السادس والسابع من ميثاق الامم المتحدة.

وهذا يفرض بالطبع تحرك العراق رسميا في هذا الاتجاه. 

وهو من جانب آخر يعني توفير مبالغ إضافية للموازنة، فضلا عن الموارد المتأتية من فرق سعر النفط، والتي قدرت بما يزيد على ١٦ مليار دولار. وهذه مبالغ  تؤمّن إمكانية فعلية لتجاوز القروض الداخلية والخارجية، التي قدرت فوائدها السنوية والاقساط مستحقة الدفع منها في موازنة ٢٠٢١ بنحو ٩ ترليونات دينار عراقي.

***********

مئات الاعتداءات طالت الصحفيين والصحفيات في 2021

 

بغداد ـ طريق الشعب

أحصى تقرير رصدي سنوي 233 حالة اعتداء طالت الصحفيات والصحفيين في اغلب مناطق البلاد العراقية، على مدار العام 2021 الذي يشارف على نهايته. وقد شملت تلك الانتهاكات: حالات اغتيال، اختطاف، تهديد، هجمات مسلحة، إصابات، مذكرات قبض وغيرها. وحمل التقرير صحافي الذي عُدّ لصالح جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، عنوان (2021.. لا مدن آمنة للصحفيين)، كاشفا عن تفاصيل كثيرة بهذا الخصوص، فيما حلت العاصمة بغداد “كما هو العام الماضي”، بالمرتبة الأولى بين المحافظات، وإقليم كردستان بالمرتبة الثانية.

*********

 

الصفحة الثانية

 

جثث ضحايا نهر المانش تعود الى العراق

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

عادت إلى اقليم كردستان، يوم امس، جثث ما لا يقل عن 16 مهاجرا، كانوا قد غرقوا في تشرين الثاني الماضي، عندما فرغ هواء قاربهم المطاطي أثناء محاولتهم عبور القنال الإنكليزي (بحر المانش).

وهبطت الطائرة التي تقل الجثامين في مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ونقلت سيارات إسعاف النعوش إلى قرى الغارقين وبلداتهم.

وتوجهت سيارات الإسعاف إلى مدن داربنديخان ورانية وقادراوا، حيث  تنتظر عائلات الضحايا بحرقة وصول أنباء عن ابن أو قريب كان على متن القارب.  وتجمع عشرات الرجال والنساء والأطفال من العوائل المفجوعة وهم يواسون بعضهم  الآخر.

وقالت شكرية بكير التي كان ابنها أحد الغارقين لرويترز: “آخر مرة سمعت صوت ابني عندما ركب المركب. قال ’لا تقلقي يا أمي، سأصل إلى إنكلترا قريبا’. والآن رجع لي في نعش”. وقضى 27 شخصا على الأقل في هذا الحادث المأساوي الذي يعد الأكثر دموية في بحر المانش الذي يتدفق إليه المهاجرون في محاولة للوصول إلى أراضي المملكة المتحدة على متن قوارب غير آمنة.

وجرى تحديد هويات 26 من الضحايا في فرنسا، من بينهم 17 رجلا و7 نساء تراوح أعمارهم بين 19 إلى 46 عاما، وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، من بينهم 16 عراقي.

 

**********

 

اضاءة.. انتهاك الدستور والقوانين يزيد الأوضاع سوءا

 

محمد عبد الرحمن

 

نودع عام ٢٠٢١ بما  حمل من صعوبات ومشاكل وتحديات وخيوط أمل  متسربة في ليال حالكة، لولاها لأطبق الظلام كاملا. وهذه الكوّة من الامل تحتاج الى  عناية ورعاية وضغط باستمرار لتوسيعها ، أخذا بالاعتبار ان قوى مختلفة المسميات تسعى لإدامة الظلام والجهل وتقليد” قندهار “،  وهي اليوم ترفع رأسها متباكية على المجتمع وقيمه، ناسية او متناسية انها كل واحد لا يتجزأ.

وفي راهن الحال لم يعد جائزا او مقبولا وضع ذلك في تعارض مع الدستور والقوانين النافذة. فبعكس ذلك لا حديث ممكنا عن دولة وعن سلطة قانون تحمي المواطنين جميعا، وعن حالة التنوع والتعدد في العراق. فالتفريط  في هذا كله  تحت أي عنوان هو ارجاع لبلادنا القهقرى.

وفي هذه الأيام تتعالى أصوات قديمة - جديدة تدعو لاكثر من مجرد خنق الحريات العامة والخاصة، وتضيق بهامش الديمقراطية، وتسعي حتى للتحكم بالهواء الذي يستنشقه الناس. وهناك منها من يريد تجاوز الدستور والقوانين، واستبدالها بقوالب خلفها الزمن وراءه او بتوافقات لم ينزل بها من سلطان .

فتحت باب اخراج العراق من “ازمته الخانقة”، كما يقولون، راحت تقترح “مبادرات”  تحوي كلاما  يغازل تطلعات المواطنين، ولكنه في الجوهر يعلق كل شيء ويحيله الى ورق لا قيمة له. وهذه “المبادرات” تُطرح الآن “للخروج” من “ازمة” نتائج الانتخابات الأخيرة.

لكن لنعد الى الأصل ونسأل: هل الازمة التي يمر بها العراق وحالة الاستعصاء السياسي هما من نتائج الانتخابات فقط ، أم انهما حصيلة سنوات من النهج الفاشل والإدارة السيئة والمحاصصة المقيتة والفساد المستشري؟

والغريب ان يطالب البعض بإلغاء الانتخابات جملة وتفصيلا، بل ويدعو  الى ما هو اغرب حين يطالب المحكمة الاتحادية بإلغاء القانون الذي جرت وفقا له، وحساب نتائج الانتخابات بطريقة أخرى. فمن ياترى يملك حق الغاء القانون؟ 

وغريب ايضا الحديث عن  “ اختلال التوازن في البرلمان” المنتخب. فما المقصود بهذا الاختلال ؟ كذلك مقترح تسوية هذا الاختلال عبر “معالجات حقيقية لضمان عدم التفرد بسن القوانين والتشريعات او تغيير المُقرّ منها او ابطاله”.

لسنا بصدد الدفاع عن القانون الانتخابي الحالي، الذي اقرته كل القوى التي كانت ممثلة في البرلمان السابق، فقد أشرنا  الى ما فيه من  ثغرات ونواقص جدية وكونه لا يصلح لبلادنا. كما لسنا بصدد الدفاع او القبول بنتائج هذه الانتخابات، فلذلك سياقاته القانونية التي يفترض ان تُحترم. لكننا نرى إن مثل هذه المقترحات لتجاوز حالة الاستعصاء الناجمة عن اعتراض بعض القوى على نتائج انتخابات تشرين ٢٠٢١، معناه الحكم المسبق على البرلمان القادم بالفشل، وتكبيله باتفاقات بين القادة السياسيين تجعله منفذا طيّعا لارادتها، وهو ما يتعارض مع المطالبة الشعبية بتعزيز دور البرلمان وجعله يقترب في معالجاته وتشريعاته من هموم وتطلعات المواطنين.

 ويبقى السؤال الملح: لماذا أجريت الانتخابات وكرس لها كل تلك الطاقة وذلك الجهد والمال؟!

ان ما يحصل في الأيام الأخيرة لسنة ٢٠٢١ مثير حقا للقلق، ويؤكد مجددا  ان المصالح الضيقة هي الحاكمة والمسيطرة، رغم الحديث المعسول عن الوطن والوطنية والاستقلال وهيبة الدولة وفرض القانون.

فليس من مصلحة  العراق وشعبه تهميش البرلمان واضعافه، وجعله هيكلا بائسا لا حول له ولا قيمة.

أخيرا .. نحن نودع عام ٢٠٢١ والأمل  كبير في ان يتمكن شعبنا من تجاوز هذه المحن، وان يفرض ارادته بدحر أس الازمة وهو منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

 

***************

 

عام كامل من المطالبة بالحقوق.. والجهات المعنية لا تستجيب.. الاحتجاجات لا تكف

 

بغداد ـ طريق الشعب

بعد أيام قليلة، يطوي العراقيون صفحة أخرى من سنينه العجاف، التي لم ينفك معها عن المطالبة بحقوقه المشروعة، في حراك احتجاجي لا يزال متواصلا بوتيرة متذبذبة ـ صعود نزول ـ، لكنه لم يجنِ شيئا منها.

وتتمحور مطالبات التظاهرات حول إقالة المسؤولين الفاسدين، وتوفير فرص عمل للعاطلين والخدمات واطلاق مستحقات المتعاقدين وتثبيت أصحاب العقود والاجور اليومية على الملاك الدائم وغير ذلك.

 

خفض سعر الصرف

ونظم المئات من المحتجين في محافظة واسط، مسيرة احتجاجية للمطالبة بمعالجة ارتفاع الاسعار وتوفير الخدمات.

وقال مراسل “طريق الشعب”: ان “المسيرة انطلقت من فلكة تموز صوب ساحة العامل وسط مدينة الكوت، للمطالبة بخفض سعر الدولار واكمال المستشفى التركي والطرق الخارجية”، مشيرا الى ان “المتظاهرين رفعوا لافتات تطالب بالإسراع في انشاء ميناء الفاو الكبير” .

وبالتزامن مع ذلك، تظاهر عدد من سائقي سيارات الخصوصي، العاملين على طريق كوت بغداد، للمطالبة في السماح لهم بالعمل مع إصدار باجاتهم، بعد دفع الرسوم الخاصة من قبلهم.

اقالة المسؤولين

وفي محافظة ذي قار، جدد المئات من المتظاهرين في قضاء الإصلاح اغلاق مبنى القائممقامية، مطالبين بإقالة قائممقام القضاء على خلفية تراجع الواقع الخدمي.

وهدد المتظاهرون بتنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

الى ذلك، اغلق العشرات من المواطنين في قضاء الفهود، مبنى القائممقامية، مطالبين بإقالة القائممقام على خلفية تراجع الواقع الخدمي في القضاء.

 

الأجراء والأساتذة

من جهتهم، جدد عدد من اصحاب الاجور اليومية في شركة خطوط الأنابيب النفطية التابعة لوزارة النفط وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى ديوان محافظة البصرة، مطالبين بإعادتهم للعمل بعد إنهاء خدماتهم من قبل الشركة.

وذكر المحتجون، ان عملهم بدأ في الشركة في شهر أيلول عام 2021 ولمدة ثلاثة أشهر وبعدها تم فصلهم من العمل، من دون معرفة الأسباب.

وأضاف المتظاهرون أن عددهم يبلغ 600 شخص، ومدة عملهم في الشركة متفاوتة، منهم من عمل لسنة واحدة، ومنهم ستة أشهر، وهناك من عمل لثلاثة أشهر وفصل عن العمل من دون أي سبب.

ونظم مجموعة من الأكاديميين وأساتذة جامعة البصرة وقفة احتجاجية أمام مبنى الحكومة المحلية، مطالبين بإنجاز مشروع البنى التحتية للأرض المخصصة لهم من قبل المحافظة.

واشار الاساتذة الى ان الجهات المعنية تبرر عدم توفير الخدمات للأرض المخصصة بأسباب عدة، منها: عدم اكتمال عقد المشروع، أو عدم وجود سيولة مالية لإكماله من قبل الشركة التي أحيل عليها في منطقة الرباط الكبير، مقاطعة 81 المحالة منذ عام 2019.

وطالب الاساتذة الجهات الحكومية ومحافظ البصرة بضرورة الإسراع في إنجاز المشروع، كون أن هناك عددا كبيرا من الأساتذة يسكنون بالإيجار.

مطالبات بتوفير فرص العمل

في المقابل، دخل اعتصام خريجي المعاهد الفنية امام مبنى محافظة ديالى وسط بعقوبة، اسبوعه الثالث على التوالي، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال قصي الشمري، احد المشاركين في الاحتجاج: ان هناك أكثر من 8 الاف خريج من المعاهد الفنية بشتى اختصاصاتها “يعانون البطالة والفقر لعدم ادراجهم منذ سنوات في قوائم التعيين، اسوة ببقية الكليات، برغم انهم درسوا لأعوام طويلة، من اجل نيل شهادات دراسية”.

واضاف أنهم سيواصلون الاعتصامات في ظل اجواء باردة جدا، لحين الاستجابة لمطالبهم.

 

الفساد وانعدام الخدمات

الى ذلك، دشّن العشرات من أهالي محافظة صلاح الدين تظاهرة للمطالبة بإقالة المحافظ عمار الجبوري، بسبب “سوء الخدمات والفساد المستشري”.

وقال المتظاهرون في أحاديث صحفية، إن “المحافظة تعاني من فساد كبير وبنى تحتية متهالكة”، مطالبين بـ”اقالة المحافظ كونه المسؤول الأول عن إدارة المحافظة”.

وأشار المتظاهرون الى ان “صلاح الدين تعاني من سوء الخدمات على مختلف الصعد”، عازين ذلك إلى “سوء الادارة وتفشي الفساد المالي والاداري في اغلب دوائر المحافظة”.

 

مطالبات بالخدمات

وفي قضاء ألقوش، التابع الى محافظة نينوى، تظاهر عدد من الاهالي، احتجاجا على  تردي الطريق الرئيسي العام، وكثرة حوادث السير فيه.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان “الاهالي قطعوا الشارع العام بين ناحية ألقوش وقضاء الشيخان، احتجاجا على استمرار الحوادث في الشارع الوحيد الذي يربط منفذ ابراهيم الخليل في قضاء زاخو، مروراً بمحافظة دهوك، ومن ثم الى محافظات الوسط والجنوب, حيث تمر الاف الشاحنات الكبيرة يومياً دون انقطاع”، مبينا ان “هذا الشارع مكون من طريق واحد ودائما ما تكثر فيه الحوادث، واخرها حادث مؤسف بين سيارة صغيرة مع شاحنة كبيرة، اودى بحياة عائلة كاملة مكونة من خمسة افراد: الاب والام وثلاثة اطفال”.

وطالب الاهالي الجهات الحكومية في المركز والاقليم بتطوير الطريق وتوسعته الى طريقين ذهاب واياب، بدل السايد الواحد.

 

*************

 

العراقيون يتحدون التطرف ويحيون أعياد الميلاد

 

بغداد ـ طريق الشعب

وسط أجواء ملؤها التفاؤل والأمل، أحيا المسيحيون أعياد الميلاد في بغداد وعدد من المحافظات، وبمشاركة واسعة من باقي أطياف ومكونات الشعب العراقي.

وأقيم يوم الجمعة الماضي قداس عيد الميلاد في عدد من كنائس العاصمة بغداد.

ويلاحظ في السنوات القليلة الماضية تزايد الاحتفالات من قبل باقي فئات وطوائف الشعب العراقي للاحتفال بهذه المناسبة، في محاولة لإظهار مشاعر التضامن مع الأقليات التي عانت وتعرضت للاضطهاد على يد الظلاميين.

ويقول المطران بشار متي وردة، رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية، أن الأمر يرجع إلى فحوى ومضمون رسالة عيد الميلاد، وهي رسالة مليئة بالفرح، مشيرا الى ان “الشعب العراقي مر بالكثير من الأوقات الصعبة على مدار العقود الماضية. هذه طريقة ليست فقط للاحتفال بعيد الميلاد وإنما أيضا لمحاربة حالة اليأس”.

وأشار المطران إلى أنه خلال زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس العراق في تموز الماضي شارك في استقباله والاحتفال بقدومه العديد من المسلمين، مضيفا “لقد رأينا الكثير من الناس يشاركون، ليس فقط المسيحيين. إن الأمر يتجاوز إظهار التسامح إلى الرغبة في البحث عن أي أمر قد يبعث على الفرح”.

 

المتنبي.. بحلة جديدة

وتزامنا مع المناسبة، اعيد افتتاح شارع المتنبي في بغداد، المشهور بمكتباته، بعد عملية إعادة ترميم واسعة خضع لها، تتيح لهذا الشريان الثقافي الحيوي في العاصمة، استعادة بعض من مجده السابق.

وتوافد المئات في ساعات متأخرة من الليل على الشارع الذي تزينت شرفاته بأضواء عيد الميلاد. فيما علت أصوات الأغاني العراقية من مكبرات الصوت في الشارع وسط أجواء احتفالية.

 

السليمانية

وفي السليمانية، احتفل المسيحون بميلاد المسيح، وذلك على غرار بقية مدن وبلدات إقليم كردستان، من خلال أداء القداس الكبير الخاص بالمناسبة.

وقالت مريم عيسى إحدى المشاركات في الاحتفال، إن “العائلات المسيحية احتفلت بالعيد دينيا وشعبيا من خلال تزيين أشجار عيد الميلاد، وجميع الطقوس الخاصة بالعيد”.

وأضافت أن المسيحيين “يقومون في هذه المناسبة بتبادل التهاني والزيارات ويتجمعون في منزل العائلة الكبير لتناول الغداء الخاص بعيد الميلاد، ثم يوزعون الحلويات على الضيوف”.

ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، بعدما كان عددهم يناهز 1.8 مليون نسمة قبل الاحتلال الامريكي للعراق.

وهاجر المسيحيون إلى أوروبا وأمريكا ودول أخرى هرباً من الاضطرابات الأمنية المتواصلة واستهدافهم من قبل جماعات متشددة في العراق منذ الاحتلال الامريكي للعراق.

 

*************

 

الصفحة الثالثة

 

“طريق الشعب” تستطلع آراء المواطنين قبل انتهاء العام الحالي.. حقوق مشروعة باتت أمنيات صعبة المنال

بغداد ـ محمد التميمي

 

إستطلعت جريدتنا “طريق الشعب” آراء مجموعة من المواطنين من العمال والشباب والطلبة بما حدث خلال العام 2021 والذي شهد متغيرات سياسية واجتماعية وإقتصادية مهمة وكبيرة في حياة الشعب العراقي، كما سعينا في هذا الاستطلاع إلى التعرف على أمنيات الناس وتطلعاتهم للعام الجديد، ومدى ثقتهم بما سيحمله لهم من آمال وخيرات وخلاص من البطالة والفاقة، لاسيما أصحاب الدخول المحدودة، والذين يقاسون الكثير من الصعاب جراء السياسات الاقتصادية الخاطئة ويتحملون، ربما أكثر من غيرهم، أعباء فشل منظومة المحاصصة والفساد.

 

واقع مرير

يقول الشاب علي هاشم “إن هذه السنة تشبه سابقاتها، اذ لم يتغير شيء في الحياة السياسية أو في الواقع الاجتماعي، فلا تغيير مرتجى في ظل نظام المحاصصة”. ويضيف في حديثه لـ “طريق الشعب”، “ لاحظت زيادة توافد الأجانب إلى العراق خصوصا لزيارة الأهوار ومناطق الآثار، دون أن يلقى القطاع السياحي اهتماماً وتطويراً، فيما تشتد الضغوطات والتهديدات حتى على منظمي الحفلات الفنية والنشاطات، وبشكل متعمد، وأحياناً إستغلال بعض النشاطات غير الناجحة لمهاجمة كل الأعمال الفنية والإبداعية وتشويهها”. وعلى الصعيد الشخصي، تمنى الشاب هاشم أن يُكمل دراسته الثانوية، وأن يشهد تغييرا سياسياً يقضي على التعصب والإنعزالية ويوفر فرص العمل والخدمات للناس. ويختتم علي هاشم حديثه قائلاً “لا يوجد سقف عال للطموحات، بسبب الواقع المزري، ومع ذلك أتمنى تنشيط القطاع الخاص من أجل توفير فرص عمل للشباب وأنا من ضمنهم”.

 

أمنية وحيدة

اما العامل مهدي سعد والذي يسكن في مدينة الثورة فيقول في حديث خصّ به “طريق الشعب”، “لقد مرت عليّ سنة قاسية، فقدت فيها عملي ومصدر رزقي، مثل غيري من مئات الشباب، بعد إن أزالت السلطات بسطياتنا، وألقتنا في جحيم البطالة دون أن تجد حلاً لمشاكلنا أو توفر فرص عمل لنا “. ويتابع سعد حديثه فيقول “لا نحمل الكثير من الأمنيات للسنة القادمة، سوى أن نسترجع بسطياتنا أو توفر الدولة لنا عملاً بديلاً يسد رمقنا ورمق عوائلنا، فالمفروض أن تنظر لنا الدولة بعين الأب والمسؤول عن الرعية”!

 

وضع لا يطاق

من جهته يؤكد المواطن محسن محمد أن هذه السنة كانت سيئة بسبب السياسة الاقتصادية البائسة للحكومة، ويقول” كانت سنة صعبة جداً بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء في الأسواق، وهي المشكلة التي لم يجدوا لها حلاً حتى اليوم، والتي رافقت إرتفاع سعر صرف الدولار وتخفيض قيمة الدينار، مما كان له الأثر السلبي الكبير علينا، فتضخمت ديوننا وصارت أحوالنا المعاشية صعبة للغاية لاسيما مع التأخر المستمر في توزيع الحصة التموينية”. وتمنى المواطن في حديثه أن “ يتحسن الوضع الاقتصادي، وان يتم ارجاع سعر الصرف إلى مستواه السابق، لأن الفقراء هم من دفع فاتورة هذا القرار الجائر. كما أتمنى زيادة الرقابة على الأسواق للقضاء على الغلاء”.

 

على صعيدين

ويرى الشاب عز الدين مصلح في حديثه لـ “طريق الشعب” ان سنة 2021 كانت متخمة بالأحداث فمن الناحية الاجتماعية “ لاحظت إزدياد حالات التحرش لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي والتشهير بالفتيات. كما لاحظنا تفشي ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات وتواطئ وتورط العديد من الجهات المتنفذة في هذا الأمر. ولم تكن السنة لتنتهي حتى فجعنا بحادثة الطالبة مريم وتشويه وجهها البريء. غير أن الجميل هو التضامن الاجتماعي الواسع الذي حدث معها. إن كل ذلك يحتاج إلى عمل جدي وحقيقي من المعنيين لمعالجته”.

أما من الناحية السياسية فيقول الشاب مصلح إن العام قد شهد توتراً سياسياً وعدم استقرار” تمثل في الصراع بين الكتل السياسية المتنفذة ومحاولة كل منها السيطرة على السلطة، بالإضافة إلى المقاطعة الواسعة للانتخابات، وكذلك التوتر الذي حدث بعد اعلان النتائج والفوضى التي حدثت بسبب بعض الخاسرين الذين فقدوا المناصب والإمتيازات، وكذلك حدوث بعض الكوارث بسبب الأرهابيين كأنفجار ساحة الطيران ومدينة الثورة، أو بسبب الإهمال والتقصير الحكومي كحريق مستشفى ابن الخطيب المخصص لحجر مرضى فايروس كورونا وكالحريق في مستشفى الحسين التعليمي”. ويتمنى الشاب مصلح في حديثه إلى “أن يعّم الأمان والاستقرار في بلدنا الحبيب في السنة القادمة وان نشهد تطوير وتحسين الاحوال الاقتصادية والسياسية فيها”.

 

خريجون بلا عمل

من جهتها تشكو الشابة لمياء علي، وهي خريجة كلية الإدارة والاقتصاد، من عدم توفر فرص العمل وتقول “ انقضت أول سنة وأنا خريجة عاطلة عن العمل وأبحث عن حل دون أي نتيجة تذكر، لا في القطاع الحكومي ولا في القطاعات الأخرى. وأتمنى من المعنيين الالتفات إلى الشباب الخريجين وايلائهم أهمية أكبر، فبهم يبنى الوطن”.

 

 عام جديد سعيد

ومن جانب آخر تقول الطالبة علياء الجنابي، والتي تدرس الإعلام في إحدى جامعات بغداد بأنها وزملاءها لم يعيشوا منذ أزمة تفشي الجائحة دورهم كطلبة جامعيين، بسبب التعليم المدمج وما رافقه من مشاكل عديدة”. وتمنّت في حديثها لـ “طريق الشعب”، أن يكون العام الجديد عاماً سعيداً، يتوشح بالسلام والاستقرار وعودة الأوضاع إلى الهدوء والأمان، داعية الحكومة إلى توفير تعيينات لخريجي الإعلام خصوصا لأن “المهنة يجري استغلالها من البعض الذين ليسوا بإعلاميين”.

*********

وثائق المؤتمر الـ 11.. التغيير المنشود وسبل تحقيقه البديل المدني الديمقراطي

إن تغيير ميزان القوى لصالح الطبقات الشعبية والقوى المعنية بالتغيير الديمقراطي الحقيقي يستوجب إنجاز عدة مهام مترابطة ومتلازمة، من بينها:

- مهمة تطوير وتنظيم وتوحيد الحركة المطلبية للجماهير الشعبية، وذلك عبر مساعدتها على بناء أدوات الدفاع الذاتي وتحصينها ضد محاولات الاحتواء والتهميش، وبلورة آليات وأشكال للتضامن فيما بينها. ويجب أن يرتكز هذا البناء على نبذ أي هيمنة عليها من أي طرف كان.

- مهمة توحيد القوى الديمقراطية في إطار اصطفاف يستهدف إقامة نظام ديمقراطي حقيقي.

يعمل الحزب على استنهاض قوى المجتمع الحية، شعبيا وسياسيا لتحقيق المشروع الوطني الديمقراطي الذي بلور ملامحه في فترات مختلفة، وظل يطوّره وفقا لمستجدات الوضع السياسي وموازين القوى والمهام الآنية والمستقبلية التي تقف امام شعبنا ووطننا.

إن ملامح المشروع الذي يناضل الحزب من أجله تتجسد أساسا في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات، وأمام القانون، وتوفر لهم فرصا متكافئة بغض النظر عن الجنس والعرق والقومية واللون والدين والمذهب والمعتقد والرأي الفكري والسياسي والوضع الاقتصادي والاجتماعي، ويتم فيها احترام التنوع والتعددية للمجتمع العراقي، وتحقيق وحماية الحقوق القومية والسياسية والثقافية لجميع أطياف الشعب العراقي. وتكفل الدولة المنشودة مبدأ المواطنة، وحماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني، وحرية التعبير والاجتماع والتظاهر والاحتجاج السلميين. ولكل فرد فيها حرية الفكر والضمير والعقيدة والرأي، دولة يُحترم فيها الدستور والقانون، ويتم فيها تداول السلطة سلميا، وتُضمن حقوق الإنسان على وفق ما جاء في لائحة حقوق الإنسان العالمية، وتتجسد فيها الديمقراطية، كنظام وآليات حكم ونهج وممارسة، وحريات عامة وخاصة، وضمان التمتع بها في مؤسسات وقوانين.

ويتم فيها الفصل بين السلطات الثلاث، وفصل المؤسسات الدينية والعشائرية والعسكرية عن السياسية، وعدم توظيف الدين لأغراض سياسية، وتكون فيها المؤسسات العسكرية والأمنية خاضعة للإدارة المدنية المنتخبة ديمقراطيا بما يضمن وحدة القرار، ويحصر السلاح بيد الدولة ولا مكان فيها للسلاح المنفلت والمليشيات.

إن أداء الدولة المدنية الديمقراطية لمهامها يوجب ان تكون دولة ذات سيادة كاملة وتمتلك قرارها الوطني المستقل، دولة مؤسسات وقانون، وان توفر لمواطنيها الحياة الحرة الكريمة، والضمان الاجتماعي والصحي الشاملين، ويتحقق فيها قدر من العدالة الاجتماعية، فهي دولة لا انفصام فيها بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، فيها تسود قيم السلام والتسامح والقبول بالآخر المختلف، ويُحرّم الترويج لكل أشكال التعصب، والعنصرية والشوفينية والانغلاق، وتُسند فيها الوظيفة العامة، في المؤسسات العسكرية والأمنية، على وفق معايير المواطنة والكفاءة والنزاهة والوطنية، بما يضمن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

في الدولة المدنية الديمقراطية، يكون للرأي العام ومؤسساته دوره المطلوب في الرقابة الشعبية والضغط لصيانة مصالح الشعب والوطن العليا، وفيها دور مطلوب أيضا لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

**********

في تقرير رصدي لجمعية معنية بحقوقهم: 233 حالة اعتداء طالت الصحفيين والصحفيات في 2021

بغداد ـ طريق الشعب

 

أحصى تقرير رصدي سنوي 233 حالة اعتداء طالت الصحفيات والصحفيين في اغلب مناطق البلاد العراقية، على مدار العام 2021 الذي يشارف على نهايته. وقد شملت تلك الانتهاكات: حالات اغتيال، اختطاف، تهديد، هجمات مسلحة، إصابات، مذكرات قبض وغيرها. وحمل التقرير صحافي الذي عُدّ لصالح جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، عنوان (2021.. لا مدن آمنة للصحفيين).

 

233 حالة اعتداء

وسجلت الجمعية في تقريرها “(233) حالة اعتداء على الصحفيين/ات على حد سواء، في اغلب المدن العراقية، تضمنت حالات اغتيال واختطاف، وهجمات مسلحة طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية، وتهديد بالقتل والتصفية الجسدية، وإصابات، ورفع دعاوى قضائية واحكام صادرة وأوامر مذكرات قبض، واعتقال واحتجاز، واعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية، فضلا عن اغلاق وسائل اعلام وتسريح عاملين”.

وأشّر التقرير أن “اغلب الانتهاكات سجلت خلال شهر تشرين الثاني، تزامنا مع الاحتجاجات الطلابية في مدن إقليم كردستان، والتي شهدت تسجيل (40) حالة انتهاك”.

كما رصد التقرير، “محاولة اغتيال واحدة، وحالة خطف واحدة، و(139) حالة اعتداء بالضرب ومنع وعرقلة تغطية، و(34) حالة اعتقال واحتجاز، و(15) حالة اغلاق قنوات وتسريح عاملين تعسفيا، وتسجيل (13) إصابة لصحفيين اثناء أداء مهامهم الصحفية”.

 

بغداد.. أولا  

وبحسب التقرير، جاءت العاصمة بغداد “كما هو العام الماضي”، بالمرتبة الأولى بين المحافظات، بتسجيلها (66) حالة انتهاك، وإقليم كردستان بالمرتبة الثانية بـ (53) حالة انتهاك، وكركوك ثالثا (35) حالة. بينما هناك محافظات لم تسجل أية حالات انتهاك، ويعود ذلك الى تهجير الصحفيين منها على وقع التهديدات والملاحقات، وترك محافظاتهم بعد تظاهرات تشرين 2019. ولاحظت الجمعية في تقريرها الرصدي، “استمرار المخاطر وتراجع مستوى حرية العمل الصحفي في عموم العراق، ولا سيما في منطقة اقليم كردستان التي عدت منطقة آمنة يلجأ لها الصحفيون الفارون من مناطقهم على أثر تهديد الجماعات المسلحة لهم بعد احتجاجات تشرين 2019، مشددة على ضرورة “اعادة النظر بشأن حرية الصحافة في البلاد بصورة عامة”. وأرجعت الجمعية “ارتفاع حالات المنع من التصوير والتغطيات الصحفية لمختلف الاحداث في البلاد، من قبل مختلف اصناف القوات الامنية، والجهات الرسمية الحكومية ذات الاختصاصات الماسة بالعمل الصحفي”، الى ما اسمته “مزاجا سياسيا ساعيا لتضييق مساحات حرية التعبير والصحافة”. وأكد التقرير الذي طالعته “طريق الشعب”، عدم وجود اجراءات حقيقية من قبل القائد العام للقوات المسلحة او وزير الداخلية او العمليات المشتركة لتحسين اداء وتعاطي العناصر الامنية مع الصحفيين، معتبرا ذلك يشكل “قبولا لدى السلطات باستمرار القمع والاحتجاز والمنع، لعدم تنامي الاثر الصحفي، وإنشاء سلطة رابعة حقيقية، تشكل أداة من أدوات النظام الديمقراطي الحقيقي”.

وتوقعت الجمعية في خاتمة تقريرها “ان يواصل العراق احتلاله مراكز متأخرة في ترتيب الدول الحامية لحرية الصحافة، واستمرار تسجيله كأسوأ بيئة للعمل الصحفي في العالم”.

************

الصفحة الرابعة

 

جلسة حوارية نظمها المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية.. الأغلبية السياسية بين جدل الاحزاب الحاكمة وإرادة الشعب

بغداد ـ سيف زهير

 

عقد المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية، أمس الأول، جلسة حوارية في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين للحديث عن تأثيرات الانتفاضة الشعبية على نتائج الانتخابات التي مضت، والموقف من الجدل الدائر بشأن تشكيل حكومة الأغلبية السياسية أو العودة إلى التوافق من منظور الأحزاب الحاكمة من جهة، والشعب المتضرر من المحاصصة الطائفية من جهة أخرى.

لا جديد متوقع

وجرى خلال الجلسة التي عقدت تحت شعار “الأغلبية السياسية بين جدل الاحزاب الحاكمة وإرادة الشعب”، والتي حضرتها “طريق الشعب”، تقديم نبذة عن أصل الأزمة والتوقعات المستقبلية لشكل الحكومة القادمة.

وقال مدير الجلسة عبد الستار ربيع: إن القوى الماسكة بالسلطة “تعتبر الدولة والحكومة ومؤسسات الدولة غنيمة تتقاسمها في ما بينها مع السماح للتدخلات الخارجية بالعبث في البلاد”، مؤكدا أن “هذه الندوة لمناقشة كل هذه الأمور وشكل الحكومة القادمة وموقف المجلس التشاوري مما يجري أمام الشعب تجاه الحديث المطروح عن تشكيل حكومة الأغلبية، فمعظم المراقبين يتوقعون بأن العمل بالنمط السابق سواء كانت التسميات أغلبية أم توافقية لن يصل بعمر الحكومة الجديدة إلى أكثر من عام واحد، مع الإشارة إلى أن التوتر الاجتماعي بسبب المحاصصة الطائفية يغلي والاحتقان السياسي يؤجج الموقف أكثر لأن هناك مساعي لفرض إرادات مخالفة لإرادة الشعب”.

وفسح ربيع المجال لاحقا للضيوف المتحدثين، وهم كل من الدكتور علي الرفيعي، الأمين العام للحزب الاجتماعي الديمقراطي، الدكتور شاكر كتاب الأمين العام لتجمع العمل الديمقراطي، فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، والمحامي ياسر محمد.

 

الرفيعي: المؤسف هو التخلي عن الوعود

وقال الرفيعي، إن “أول من طرح موضوع الاغلبية السياسية السيد مقتدى الصدر، ووصفها تحديدا بحكومة الاغلبية. هكذا كان الوصف الدقيق في البداية ومن ثم أوضح بأنها اغلبية وطنية. كما أن الطرف الآخر المفاوض له أعلن صراحة بأنه يطمح لتشكيل حكومة توافقية والتشارك في السلطة. إن المؤسف هو قيام كل هذه القوى الحاكمة وطيلة فترة حكمها على مدار 18 عاما بالعودة إلى نفس السياق والتخلي عن الوعود التي طرحوها خلال انتفاضة تشرين بأنهم باتوا ضد المحاصصة وبعض قادتهم أكد بأن من يريد حكومة محاصصة هو خائن للشعب المنتفض”، مضيفا “بين هذه التصريحات عاد الحراك مجددا داخل البيوتات الطائفية والقومية وبات كل طرف يتحدث علنا عما يمكن للأطراف الأخرى أن تضمنه له لتجديد النهج السابق والتمسك بالسلطة”.

وتابع الرفيعي “هناك غموض في نتائج المفاوضات الحالية، وأن جزءا من الأمور متعلق بالمحكمة الاتحادية نفسها بالمصادقة على نتائج الانتخابات. وتحدث أحمد الأسدي عضو الإطار التنسيقي مؤخرا عن سعيهم لتشكيل حكومة مع الكتلة الصدرية لتكون كما أسماها (حكومة أغلبية). إن الواقع يؤكد أن أي حكومة قادمة من الصعب أن تولد بعيدا عن التوافق، وبالخصوص بين الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي الذين يتفاوضون حاليا من جهة، وبين القوى الكردية والكتلة التابعة لمحمد الحلبوسي، لذلك فمناقشة قضية أي شكل حكومي قادم هو لطرح كافة التفاصيل والمآلات وتحديد موقفنا منها أمام شعبنا. إن الحكومة التوافقية عاشها العراق منذ أول انتخابات وانتجت فشلا متواصلا في إدارة الدولة، وفسادا لا مثيل له باعتراف الجميع، فهل ستكون حكومة الأغلبية التي تشكل من نفس الكتل السياسية مختلفة عن السابق؟ هذا ما يجب أن نجيب عليه ونوضحه ونبين موقف القوى المدنية منه”.

 

كتاب: أغلبية مبطنة بالنمط التوافقي

من جانبه، أوضح شاكر كتاب أن الحديث عن ما يجري في البلاد الان بشان نتائج الانتخابات والسلطة يذكرنا في زمن النظام السابق بعد أن كان المواطن مجبر على الاختيار أو الرفض لمرشح واحد ويواجه في الخيار الثاني تهمة الخيانة. أي أن الخيارات ليست متاحة بشكل حقيقي في ظل نهج المحاصصة والفساد والتردي.

وأضاف كتاب، أن “الاشكالية الكبرى الان تتعلق بالسلطة وكل الصراع الذي نراه يدور حولها وحول ما توفره من ضمانات كبيرة للمسؤولين والذين يأتون بهم. رأينا أن هذا النمط بالإتيان بمسؤولين لا علاقة لهم في مناصبهم مثل استيزار شخص للزراعة وهو محامي، وآخر للمالية وهو طبيب، بينما عمل رؤساء وزراء على ايجاد مكاتب استشارية بديلة للوزارات نفسها، للسيطرة المطلقة على الوزارات، وأوضح دليل على ذلك أن للبلاد وزير دفاع لكن الأقوى من وزارته، هو عمليات بغداد والمحافظات، وهذا يبين حجم الصراع على السلطة وما يدور حولها من امتيازات وصلاحيات مالية ونفوذ هائل”، لافتا إلى أن “العراق أمام حقيقة واضحة وخطيرة تتمثل بصراع إرادات ومعسكر يتمسك بالسلطة بشتى السبل وبالقوة اذا اقتضت الامور مثلما فعل، والجانب الاخر هو ارادة الشعب العراقي الذي تبلور الوعي الوطني لديه خلال السنتين الماضيتين بفضل انتفاضة تشرين وما حققته من انجازات مهمة. اننا نقف أمام هذا الصراع إلى جانب شعبنا، ويجب ان نجد الآليات التي من شأنها ان تحوي ارادة الجماهير واهدافها وتبلور كل هذه بخطة عمل حقيقية لإيحاد التغيير. كما ويجب توظيف قدرات الشباب المناوئين للمحاصصة وهم كثر ويعقدون الندوات والمؤتمرات الكثيرة”.

وأكد أنه إذا “قامت القوى المتنفذة بعرقلة طموح الشعب ورجعنا إلى المحاصصة الطائفية مجددا فهذا يعني استمرار الهبوط المستمر للنوع في البلاد على كافة الأصعدة. أما بشأن حكومة الأغلبية، فأنا على يقين تام بأنها لن تأتي بجديد ومهما اختلفت التسميات فلن تكون هناك حكومة بالمعنى الوطني الذي نسعى إليه، ستكون حكومة أغلبية من حيث التسمية وتجمع بين المحاصصة والارتباطات الخارجية وضياع النوع وسنعود إلى نفس الازمة، لأن هذا طموح الماسكين بالسلطة والباحثين عن مواقع النفوذ”.

 

فياض: فرز طبقي وأزمة نظام عميقة

وفي سياق متصل، تحدث فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي عن عمق أزمة نظام المحاصصة ومحاصرة القوى التي تتمسك فيه شعبيا بعد نتائج الانتخابات الأخيرة.

وقال فياض: “في البداية اود ان اشكر اتحاد الادباء لاستضافته الجلسة واقدم التهاني للأخوة والأخوات المسيحيين في مناسبة اعياد الميلاد. ويجب الاشارة الى ان نظام المحاصصة ونتيجة للانتخابات الاخيرة أصبح يعاني من ازمة مركبة وبنيوية واصبح اكثر عزلة عن الجماهير من خلال الارقام الواردة بغض النظر عن ادعاءات المفوضية بمشاركة 41 بالمائة في المواطنين في التصويت. ومن ضمن الدروس الكبيرة للانتخابات الاخيرة هو أن أغلبية القوى السياسية المتنفذة قد انخفضت قواها التصويتية، وهذا مؤشر على ازمة النظام. والمؤشر الآخر يتمثل بأن الانتخابات اقصت جزءا غير قليل من المتنفذين، وهذا جزء من عملية العزل وأتت بمستقلين حصلوا على مقاعد كثيرة، بغض النظر عن استقلاليتهم، لكن هذا يعكس بوضوح توجه الناس وابتعادهم عن القوى السابقة التي سأموا منها ومن النتائج المخيبة التي افرزتها”، مبينا أن “هذا يدلل على ان هناك ازمة عميقة يعيشها النظام الطائفي. والسؤال المهم المطروح بشأن الرؤية والتوقع لنتائج الانتخابات بشأن تشكيل حكومة توافق ام اغلبية يعدّ منقوصا، لأنه لا يتضمن حديثا عن شكل البرنامج الحكومي القادم؛ فالبرنامج غاب عن الحوارات ولم يطرحه أي احد بقدر ما يجري الحديث عن الحصص وتقسيم المناصب”.

وتابع فياض “هناك تأكيد آخر يطرح بأهمية قصوى، وهو أن شكل الحكومة القادم بغض النظر عن تفاصيله، سوف يعيد انتاج نظام المحاصصة ويكرس جميع اخفاقات المرحلة السابقة وازدياد الفرز الاجتماعي والفقر والتدهور المريع للبنى التحتية ومعيشة الناس والتردي في قضايا الصحة والتعليم والبطالة وانتشار المخدرات وغيرها. كل هذه ترتبط بالنظام السياسي الحالي الذي عجز عن تقديم اية اصلاحات ومن المتوقع أن يعيد ما أشرنا إليه، لأنه في الأساس أصبح ليس من مصلحته القيام بأي تغيير اقتصادي لصالح الناس، وبات التبلور الطبقي اكثر وضوحا وملموسية بين الجماهير. لذلك يجب أن نتحدث عما هو أبعد من ذلك، إن عاد هذا النمط في الحكم وهو أمر متوقع، هل ستعيد الحركة الاحتجاجية دورها للوقوف ضده، بشرط الاخذ بدروس تشرين والاخفاقات والثغرات التي حصلت؟ وهل سيجدد شبح تشرين الذي أثر بنتائج الانتخابات نشاط الاحتجاجات مجددا في ظل تزايد الأزمات وتعمقها؟ إن هذا يتطلب أن تعمل القوى التشرينية والوطنية في ما بينها وتنسق العمل وتوحد الرؤية على الجانب الرسمي لها لأن المعاناة اصبحت اكبر، وبالتالي عليها أن تكون في عمق الاحتجاجات وتدير عملية مناهضة المحاصصة وقواها لانتزاع الحقوق للناس من السلطة القادمة، ومن أجل أن تلتف الجماهير حولها بعدما ترى دورا ملموسا لها في الساحة السياسية والاحتجاجية”.

 

محمد: أزمة قانونية وتشريعية

أما المتحدث المحامي عن حركة تشرين الديمقراطية ياسر محمد، فأكد بدوره أن كل الصراع الدائر والخراب الذي عم البلد لم يستثن الجانب التشريعي الذي يعاني ما يعاني في ظل المحاصصة الطائفية.

وأوضح محمد أن “قانون العقوبات ما زال يعتمد على قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل ويعكس حجم الازمة التي تعصف بالبلاد والإرباك الحاصل. كما أن المحكمة الاتحادية أوقعت البلد بمشكلة في المادة الدستورية رقم 76/ اولا بشأن تحديد الكتلة الفائزة في الانتخابات. إن النظام السياسي في المجال التشريعي يعاني نقصا ادى الى فجوة في مجال اختيار الحكومة، وهذا حوّل تنوع البلد الى مشكلة محاصصاتية واصبح الامر بوابة للمزايدات السياسية التي اوصلتنا الى ما نحن فيه حاليا”.

وأردف محمد “لا يوجد شيء اسمه اغلبية؛ فكل ما يجري هو تقاسم المناصب بين القوى المتنفذة، والجيل الشبابي الحالي جزء كبير منه عاش الحصار في زمن النظام السابق وبدأ شبابه في مرحلة ما بعد احتلال العراق وصولا الى الفترة الحالية والعنف الذي واجه المنتفضين في انتفاضة تشرين وسوف يستمر الحال اذا لم يوجد فضاء او تيار وطني يشمل كل القوى الوطنية لتكون منافسا كبيرا للقوى التقليدية الطائفية. اما بخصوص مواد الدستور، فهناك الكثير منها لا ضرورة لذكرها رغم أن الدستور يعتبر رأس الهرم وينظم الدولة والقوانين ويضبط ايقاع التشريعات، بينما بنفس الوقت نجد أن مواد مهمة أخرى تبقى تفسر بشكل مطاطي وتولد مشاكل كبيرة. إننا باختصار بحاجة إلى ثورة تشريعية قانونية والعراق قادر على ذلك، لو تمكنت قوى التغيير من فرض واقع جديد”.

وتوالت بعد ذلك مداخلات عديدة من قبل الحاضرين، أكدت في مجملها على أن المرحلة القادمة لن تختلف عن السابقة، وأن أي حديث عن حكومة أغلبية لن يأتي بتفاصيل جديدة ما دامت القوى السياسية المتنفذة هي نفسها ما يدير الحوار ويقود البلد مجددا، فيما دعت إلى أن المرحلة تتطلب أن توحد القوى التشرينية والوطنية وكل الرافضين للمحاصصة الجهود من أجل فرض معادلة جديدة تقف بالضد مما يجري.

 ***********************************

 

الإحصاء السكاني ضرورة لا تحتمل التردد

ابراهيم المشهداني

 

كشفت وزارة التخطيط عن الوثيقة الوطنية للسياسات السكانية بعيدة المدى التي تتكون من ستة محاور تتعلق بجميع القطاعات الاقتصادية والخدمية، ويبدو أن الوزارة كانت متفائلة بنجاح هذه الوثيقة بوصفها بديلة عن استراتيجيات خطط التنمية السابقة التي لم يحالفها النجاح لجملة من الأسباب حددتها الوزارة بالأزمات التي مر بها العراق الأمنية والاقتصادية، وآخرها وليس أخيرها جائحة كورونا (كوفيد 19) لكنها لم تتحدث عن مشروع الإحصاء السكاني المتأخر منذ أربعة وعشرين عاما.

لكن الوزارة رغم قيامها بتوفير بعض الإحصاءات المتعلقة ليس فقط بما يتعلق منها بعدد السكان وانما تشمل البيانات المتعلقة بالاقتصاد والمجتمع والثقافة وغيرها إلا أن هذه البيانات التي تردها من الدوائر الحكومية والوحدات المتخصصة المرتبطة بها تفتقر إلى الدقة والنقص الشديد وغالبا العشوائية خاصة في الوحدات الادارية المرتبطة بالمحافظات الساخنة وأن الكثير منها يعتمد على التخمين، لهذا نرى اختلاف الارقام وتناقضها في غالب الأحيان وهنا تنهض الحاجة ماسة للقيام بإحصاء سكاني عام.

فالإحصاء العام والشامل  يوفر المعطيات التي يتطلبها التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتوزيع السكاني، وهذه المهمة لابد ان تأخذ في الاعتبار عند اعداد الاستمارات الاحصائية ايجاد اطار عام للمقارنة بين هذه الانشطة والفعاليات  على اختلاف عناوينها وعلى الاخص استراتيجيات التنمية المستدامة  وتبيان مؤشرات تطورها على المستوى الكلي والمستوى القطاعي، كما أنه من الضروري الاستفادة من البيانات الاقتصادية التي توفرها مخرجات الإحصاء واستخدامها في إيجاد علاقة بين المؤسسات الاقتصادية ودورها في رسم السياسات الاقتصادية في البلاد عموما سعيا لفك رموز الازمة الاقتصادية المستفحلة وايجاد المعالجات اللازمة .

كما أن النتائج المتعلقة بعدد السكان تعكس لنا التغيرات السكانية وانعكاسات الهجرة إلى بلدان اللجوء على الموارد البشرية وخاصة من فئة الشباب والخريجين والكفاءات الوطنية من مختلف الاختصاصات باعتبارها عوامل مهمة في حركة النشاط الاقتصادي والاجتماعي وكفاءة الاداء. وتوفر لنا المخرجات الإحصائية السكانية بالإضافة إلى ما تقدم، عدد الرجال وعدد النساء على أساس المهن والعمر ونسبة المتعلمين والأميين من كلا الجنسين بالإضافة إلى عدد العاملين في القطاعين الحكومي والخاص وعدد العاطلين وطبيعة سوق لعمل ومدى استعداده لاستيعاب الخريجين الذين يقدر عددهم السنوي ب 350 ألف من توفيرها بما تسهم في رسم سياسات التوظيف في القطاعين.

بيد أن الإحصاء الذي نتحدث عنه يواجه في الظروف الراهنة العديد من التحديات ليس بسبب الاوضاع الأمنية وقلة الأموال الكافية وأسباب ادارية وتقنية فقط وانما وهذا هو المهم غياب الإرادات السياسية وصراع القوى الحاكمة على شكل الاستمارة الإحصائية حول شكل ومضمون الايضاحات المتعلقة بالهويات الطائفية التي درجت عليها في تأمين مصالحها السياسية، في قضية إشكالية غادرها الحكم الملكي في عام 1935 ولا تتناسب مع عمليات التغيير المنشودة واستنهاض الوطن من جديد. إن وزارة التخطيط كما الحكومة وهما تتحدثان في مناسبة واخرى عن عمق الازمة المالية المربكة والازمة الاقتصادية وما يصاحبها من ازمة اجتماعية متشابكة فان في إجراء الإحصاء السكاني ستجدان البيئة المناسبة للتخلص من هذه الأزمات، وبالتالي يتعين عليهما توفير مقومات الإحصاء من خلال:

  1. قيام الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط بالتنسيق مع وزارات الدولة كافة بما فيها اقليم كردستان للاتفاق على وضع استمارة احصائية شاملة مدنية الطابع لكافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأحوال الشخصية للمواطن خالية مما يفرق المواطن ويخبط اماله.
  2. العمل على وضع خطة متكاملة لعملية الإحصاء تشترك فيها وزارات الدولة واجهزتها كافة وتحشيد الموارد البشرية والمادية الكافية للقيام بهذه العملية المهمة وشمول كافة محافظات العراق بما فيها الاقليم، بعملية الإحصاء واستخدام التقنيات التكنولوجية للتسريع بإنجاز هذه المهمة.
  3. الاستفادة من تجارب الدول الاخرى المشابهة لظروف العراق وتجارب الإحصاءات السكانية السابقة وعكسها على هذه العملية وصولا إلى بيانات شاملة تخدم عملية التنمية المستدامة.

*****************************************

 

الصفحة الخامسة

 

وزارة الداخلية تكشف عن إحصائيات 2021.. المخدرات.. أرقام مفزعة لكنها لا تمثل حجم الكارثة

 

بغداد ـ عبد الله لطيف

 

سببت أرقام عدد المتعاطين والمتاجرين بالمخدرات خلال العام الحالي 2021، والتي كشفت عنها وزارة الداخلية مؤخراً، حالة من الفزع لدى العراقيين، رغم أنها لم تشكل سوى 10 في المائة من حجم المخدرات الموجودة على أرض الواقع، مما دعا المختصين إلى المطالبة السريعة بتشديد العقوبة أولاً وتشكيل جهاز لمكافحة المخدرات ذي صلاحيات عالية ثانياً.

 

أرقام مفزعة

مدير عام دائرة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية، اللواء مازن كامل منصور، أكد في تصريحات صحفية أدلى بها على إلقاء القبض على 11907 متهماً بترويج المخدرات منذ بداية العام وحتى تاريخ 17 كانون الأول الجاري من بينهم 156 امرأة. ووفقاً للواء منصور فإنّ “من بين هؤلاء 328 حدثاً تحت 18 عاماً، و6327 ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، 3874 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 31 و40 سنة و1035 من الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و50 عاما”.

وبحسب الأرقام التي أوردها اللواء منصور فقد “تصدّرت العاصمة بغداد محافظات العراق في مشكلة المخدرات، بنحو ألفي متورّط بالترويج لها في جانبي الكرخ والرصافة، تلتها البصرة بواقع 1871 متورطاً، وبابل بـ 1617 متهماً، ثم جاءت محافظات أخرى مثل المثنى وكربلاء والنجف وذي قار وديالى وصلاح الدين وميسان وواسط ثم الأنبار والقادسية وكركوك ونينوى”. وأكّد على أنّ بغداد والبصرة وبابل، تعتبر أكثر ثلاث مناطق في العراق جرى إلقاء القبض فيها على متهمين ومتورطين بالإتجار في المخدرات. وفي تأكيد جديد على أنّ جميع المواد المخدّرة تصل إلى البلاد عن طريق التهريب من دول مجاورة، أشار اللواء منصور إلى أنه “لم تسجل أية حالة زراعة أو صناعة للمخدرات داخل العراق حتى الآن”.

تمثل 10 في المائة من الواقع

ومن جهته، قال الباحث في شأن المخدرات، خالد حنتوش، إن “هذه الأرقام التي طرحتها وزارة الداخلية لا تمثل سوى 10 في المائة من العدد الكلي للمتعاطين والمتاجرين، لأن حجم المواد المخدرة المضبوطة لدى المتاجرين وفقاً للإحصائيات العالمية لا تتجاوز نسبتها الـ 10 في المائة من الكمية الكلية الموجودة لديهم”. وأضاف في تصريح لـ”طريق الشعب” أنه “بقدر ما تعد الأرقام مرعبة فهي لا تعطي الصورة الحقيقية عن واقع التجارة والتعاطي في البلاد”.

وتابع السيد حنتوش قوله إنه “منذ تشكيل لجنة لمتابعة ملف المخدرات في فترة حكومة حيدر العبادي، كنا نوصي بتعديل قانون مكافحة المخدرات”، بحيث تتعامل الحكومة مع ملف المخدرات مثل التعامل مع ملف التنظيمات الإرهابية”.

وأوضح أن اللجنة المشكلة طالبت “بتشكيل جهاز لمكافحة المخدرات وان يكون بذات الصلاحيات والقوة التي يتمتع بها جهاز مكافحة الإرهاب، وأن يكون لديه سجون ومحاكم ومراكز تأهيل للمتعاطين”. واستطرد الباحث قائلاً “إن قانون مكافحة المخدرات لا يختلف عن القوانين الموجودة في الكثير من الدول، لكن هناك بعض الملاحظات المسجّلة عليه تكمن في أن القانون أعطى حق الوصاية لمتابعة ملف المخدرات إلى وزارة الصحة في حين انها غير مؤهلة لمتابعة هكذا ملف”!

تشديد العقوبة

وفي ذات السياق يقول السيد أحمد عبد الستار، القاضي في محكمة تحقيق الكرخ الأولى، في لقاء متلفز إنّ “أغلب المتعاطين يتحوّلون في غضون سنة إلى متاجرين، وللأسف فالقانون الحالي الخاص بالتعامل مع جرائم الحيازة والتعاطي والمتاجرة بالمخدرات رقم 50 لسنة 2017، يحتوي على عقوبات خفيفة قياساً بحجم الجريمة، مما يتطلب تشديد العقوبات”. ولفت السيد القاضي إلى أنّ “الفقرة 28 أولاً، تنصّ على الفترة الزمنية للعقوبات بالنسبة للمتاجرين، وتنصّ على السجن المؤبد والمؤقت حسب الجرم، والفقرة 28 سادساً، تتعامل مع نوعية المادة المخدرة وتصل إلى مستوى جنحة وعقوبتها السجن لخمس سنوات وهذه عقوبة مخففة”. وأكّد أنّ “محكمة الكرخ الأولى تستقبل 20 موقوفاً بتهمة المتاجرة أو حيازة المخدرات كمعدل أسبوعي، وهذا عدد كبير لو قسنا الأمر على مدى عام”.

وتعقيباً على ذلك، قال نقيب المحاميين العراقيين، ضياء السعدي، لـ “طريق الشعب”، “ أن لا خيارات هناك سوى تشديد العقوبات بحق المتعاطين والمتاجرين، بالإضافة إلى ضبط طريقة بيع الأدوية المخدرة الموجودة في البلاد”. وأضاف السيد السعدي “ أن الردع القانوني لظاهرة تعاطي المخدرات أصبحت غير كافية وانما تتطلب المسألة توفير عدة طرق وأساليب علاجية أخرى، أهمها خلق ثقافة مجتمعية رافضة لمثل هذه المظاهر”.

ورأى السيد النقيب السعدي، ان “القانون الحالي سمح بزيادة حالة التعاطي، كون أن الاحكام خفيفة بحق المتعاطين”. وحذّر من “تفاقم حالة تعاطي المخدرات داخل السجون”، مؤكداً أن “الكثير ممن دخلوا السجن لأنهم متعاطون لمرة واحدة خرجوا منه مدمنين على المخدرات”. واقترح أن “تكون السجون تابعة لجهة واحدة على عكس ما هو معمول به الآن فهي موزعة بين وزارة العدل والداخلية” مطالباً ان “تكون السجون مؤسسات إصلاحية حقاً”.

 

**************

 

 

هنأوا بأعياد الميلاد.. شيوعيو البصرة يزورون أبرشية الكلدان

 

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، أخيرا، أبرشية الكلدان في البصرة والجنوب، وذلك لتقديم التهاني في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة.

واستقبل راعي الأبرشية المطران حبيب النوفلي ومعه بقية كادر الأبرشية، الوفد بحفاوة وترحاب، وتلقوا منه التهاني وباقة ورد في المناسبة.

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث عن بعض القضايا حول واقع الوطن ومستقبله.

 وفي الختام، أهدى النوفلي مجموعة من كتبه إلى مكتبة اللجنة المحلية والوفد.

 

*************

 

شيوعيو ألقوش يهنؤون ويستقبلون التهاني بأعياد الميلاد..

 

ألقوش – طريق الشعب

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، أبرشية ألقوش الكلدانية ودير السيدة.

وقدم الوفد التهاني في المناسبة إلى القائمين على الأبرشية والدير.

وفي السياق، استقبل مقر منظمة الحزب في الناحية، عديدا من المهنئين في المناسبة، من الأهالي والأصدقاء. وقد تمنى الجميع أن يعم الأمن والاستقرار كل أرجاء العراق.

 

..واتحاد الشبيبة هنأ الأهالي

 من جانب آخر، وزع فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ألقوش بالتعاون مع خورنة ألقوش، السبت الماضي، بطاقات تهنئة في المناسبة على الأهالي.

كما وزع “معايدات” وحلوى على كوادر كنيستي “مار كوركيس” و”مار قرداغ”، متمنيا للجميع الصحة والسلامة.

 

************

شيوعيو بابل يشاركون في قداس عيد الميلاد

 

بغداد ـ طريق الشعب

شارك وفد من محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، في احتفالات المسيحيين في عيد الميلاد المجيد بالمحافظة.

وشارك الوفد في القداس الذي اقيم في كنيسة مريم العذراء وسط مدينة الحلة، مع طيف واسع من ابناء المدينة.

وقدم الوفد التهاني بهذه المناسبة، متمنيا للمسيحيين ولكل الشعب العراقي السلام والامان والعيش المشترك في ظل نظام ديمقراطي، بعيدا عن السلاح المنفلت وهيمنة العصابات الاجرامية.

وخلال مشاركتهم، قدم الوفد باقة ورد لراعي الكنيسة، الذي شدد على عمق التآلف بين المجتمع في مدينة السلام والتآخي التي عرفت بمدنيتها وبعدها عن الانغلاق والتعصب، متمنيا ان يعم السلام ربوع بلادنا الحبيبة.

وضم الوفد الرفاق بهجت الجنابي وظافر مردان عضوي اللجنة المركزية، وشاكر عوض عضو الرقابة المركزية، والرفيقة مائدة جميل والرفاق محمد علي محيي الدين وعلي حبيب وسلوان ظافر، اعضاء المحلية.

 

**********

 

في “مكتبة الطفل العراقي” الرسم الحر وسيلة تعبيرية للتواصل

 

بغداد – مروة فاضل

 

تقدم “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، ضمن ما تقدمه من دروس للأطفال، درسا في الرسم الحر.

وفي حديث لـ “طريق الشعب”، يذكر كادر المكتبة أن الرسم، ولكونه عملا فنيا تعبيريا، يساعد الأطفال على التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم، كما أنه شكل من أشكال التواصل ووسيلة مهمة للحوار مع الطفل ومعرفة ما يدور في خلده.

وتوفر المكتبة أدوات الرسم والتلوين للأطفال، بالإضافة إلى ما تقدمه لهم من دروس مجانية، وتقيمه من فعاليات ثقافية وترفيهية.

 

*************

 

“قدما نحو التغيير الشامل”  في الحلة والمحاويل

 

الحلة - محمد صادق

 

شكلت لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، أخيرا، فريقا إعلاميا جوالا لغرض تعريف الناس بمواقف الحزب السياسية، وبمحتوى الوثائق الصادرة عن مؤتمره الوطني الـ 11.

ووزع الفريق على الكثير من المواطنين وأصحاب المحال التجارية في “شارع الإمام علي” وسط مدينة الحلة، وفي منطقة الشريعة – الصوب الصغير، نسخا من وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل” الصادرة عن المؤتمر.

وفي السياق، جاب عدد من الرفاق من منظمة الحزب في قضاء المحاويل، عددا من الشوارع العامة في مركز القضاء سيرا على الأقدام.

ووزع الرفاق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، مئات النسخ من الوثيقة المذكورة.

 

*************

في ناحية العباسية النجفية.. ندوة حول مؤتمر الشيوعيين الـ 11

 

النجف – احمد عباس

 

عقدت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في ناحية العباسية بمحافظة النجف، السبت الماضي، ندوة حول المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

 الندوة التي عقدت في مضيف الرفيق علي عبد محمد،  حضرها عدد من الرفاق وأصدقائهم. وقد تحدث فيها سكرتير اللجنة المحلية في النجف، الرفيق كريم بلال، عن بدايات التحضير للمؤتمر ومجريات أعماله وأهم المتغيرات التي طرأت على النظامين الداخلي والخارجي للحزب، وبرنامجه، فضلا عن التجديد الذي جرى على قيادته.  وفي الختام شرح الرفيق بلال محتوى وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل” الصادرة عن المؤتمر.

وفي سياق آخر، وزع شيوعيو النجف نسخا من الوثيقة آنفة الذكر، على المواطنين واصحاب المحال التجارية في المدينة القديمة و”منطقة الوهابي” بمركز مدينة النجف.

 

**************

 

الصفحة السادسة

 

ندوة تخصصية عقدها «اتحاد الشبيبة الديمقراطي» في بغداد.. العراق والاستحقاقات المائية بين جذر المشكلة والحلول الممكنة

بغداد – طريق الشعب

عقد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي فرع بغداد، مؤخرا، ندوة بخصوص الاستحقاقات المائية للعراق والمشاكل التي تواجه هذا الملف مع الدول المجاورة، فضلا عن الحلول الممكنة لها. وقد جرى في الندوة إستضافة كل من الباحث الايكولوجي، الدكتور ثامر الصفار، والنائب السابق ورئيس الجمعية العلمية للموارد المائية فرع السليمانية، محمود رضا، فيما أدار الندوة سكرتير فرع الاتحاد في بغداد، همام مصطفى.

أزمة تاريخية لم تجد الحلول

أشار الباحث ثامر الصفار إلى أن النظرة الأولية لموضوع المياه تبدأ من تفاصيل نهري الفرات ودجلة، فالأول يتراوح طوله ما بين 2700 - 3000 كيلو متر وتساهم تركيا بنسبة 88 في المائة من مياهه وسوريا بنسبة 11 في المائة والعراق بنسبة 1 بالمائة فقط. أما نهر دجلة فطوله 1840 كيلومتر، تساهم تركيا بنسبة 51 في المائة من مياهه والعراق بنسبة 39 في المائة وإيران بنسبة 10 في المائة وبشكل سنوي. وأوضح الدكتور الصفار أن النهرين يتغذيان من المتساقطات، لذلك فأن كميات المياه المتدفقة بالنهرين متغيرة تبعا للفصول. وأن الاشكال الحالي بشأن الملف المائي يتمحور بعدم التعاون بين العراق وتركيا وسوريا، وظهور حالة من التنافس الشديد لاستغلال المياه وأقامة العديد من المشاريع التي لم تصمم على أساس الحاجة الفعلية لكل بلد وإنما على أساس الخوف من الآخر.

وتابع الباحث، أن الطاقة التخزينية المائية للعراق بحسب المعطيات التي لديّ تبلغ 150 مليار متر مكعب، بينما لم يتجاوز الخزين في عام 2018 نسبة 17 مليار متر مكعب أي أنه لدينا بحدود 133 مليار متر مكعب كطاقة تخزينية للمستقبل، لكننا لم نقم بما يجب. لقد تسبب مشروع الثرثار بزيادة ملوحة التربة بالأراضي الواقعة جنوبه وزاد من مشكلة زحف الصحراء تجاه الشرق. ففي سوريا مثلا، كان عدد السدود 164 سداً لغاية عام 2008، اربعة منها على الفرات وأكبرها سد الطبقة الذي بدأ العمل فيه عام 1975 متسببا بتوتر كبير مع العراق، أما تركيا فهي ليست بحاجة إلى المياه لإرواء مساحاتها الزراعية لان الأمطار لديها عالية وتحتاج ذلك فقط لتوليد الكهرباء، فأقامت سد كيبان سنة 1973 وساهمت بنقص المياه في العراق. وفي السبعينات أيضا بدأت تركيا بمشروع لإقامة خمسة وعشرين سداً لخزن المياه وتوليد الكهرباء في جنوب البلاد. وهنا نلاحظ وبالمقارنة مع الاستخدامات المتنوعة لمياه النهرين للبلدان المتشاطئة، بأن جهداً كافياً للتنسيق لم يبذل، بل جرى التخطيط لتأمين المصالح وزيادة الطاقة التخزينية بعيدا عن البلدان الأخرى.

ومضى الصفار بالقول: منذ مطلع القرن الماضي كانت هنالك معاهدات واتفاقات وحوارات واسعة بين البلدان لضمان حصة كل منها، وشهدت عقود طويلة توترات مستمرة بخصوص الملف المائي. وفي أواسط الستينات جرت محادثات مطولة بخصوص إنشاء وملأ سدود كيبان والطبقة وحديثة وكلها على الفرات. وأثمرت تلك المحادثات عن موافقة تركيا على ضمان توريد ما لا يقل عن 350 متراً مكعباً في الثانية أسفل سد كيبان، بشرط أن تتوفر المياه بشكل طبيعي للفرات. وجرت أيضا أول جولة بين العراق وتركيا وسوريا حملت طابعا فنيا، لكن الأمر الغريب أن الجميع رفع سقف مطالبه إلى كميات كانت تفوق الكميات المتدفقة في الأنهر، وهذا يعطي تصوراً على طبيعة المباحثات والفوضى التي سادت الملف لأنها لم تعتمد على دراسات حقيقية. ووافقت سوريا لاحقا على استلام العراق 59 بالمائة من كميات المياه الداخلة إلى سوريا من الفرات. وفي أواسط السبعينات صار الاتفاق على ان تكون نسبة العراق 60 في المائة وتواصلت مباحثات اخرى، لكنها شهدت فشلاً كبيرا.

وبحسب الخبير الايكولوجي، فأن العراق في تسعينات القرن الماضي طالب تركيا بزيادة كميات مياه الفرات الواردة إلى سوريا لتصل إلى 700 متر مكعب وليس 345، لكن الأخيرة رفضت لتحدث في عام 1996 أول أزمة كبيرة بعدما أنشأت تركيا سد بيرجك رغم الاحتجاجات السورية والعراقية التي لم تسمع. نحن لا نمتلك قوانين ملزمة للدول المتشاطئة لمياه أنهر الدول غير الملاحية، لقرن من الزمان، ونعتمد على معاهدات هلسنكي وبرلين وهي غير ملزمة التطبيق ولم نوجد دراسة واقعية لتجنيب العراق الكارثة.

 

مشكلة الجانب الإيراني

من جانبه، تحدث محمود رضا، النائب السابق ورئيس الجمعية العلمية للموارد المائية في السليمانية عن تفاصيل تخص الروافد المائية التي تأتي من إيران. فقال بأنه قبل مباشرة إيران بإجراءات “المشروع الاستوائي المائي” كان يأتي للعراق سنويا حوالي 45 مليار متر مكعب من خلال 42 نهراً مشتركاً بين البلدين، لكن عددها انخفض الآن إلى أقل من 10 في المائة. وأن نهري “كرخة” و “كارون” قد خرجا من الحسابات العراقية بعد اتفاقية سنة 1975 وأصبحا نهرين إيرانيين، لافتا إلى أن التصنيف بالنسبة لنهر سيروان وصل إلى نسبة الصفر خلال أقل من سنة واحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للزاب السفلي. وتابع النائب السابق (خلال عامي 2016-2017 قدمت إلى مجلس النواب العراقي دراسة مفصلة عن القضية وحاولنا بشكل كبير إنقاذ الوضع المائي، لكن لم تبد أي جهة مختصة كالحكومة ووزارة الموارد المائية والبرلمان أي ردة فعل إيجابية للتعامل مع هذه المخاطر. أود أن أشير إلى أن آخر فقرة من الدراسة التي قدمتها تنص على التالي: “وبما أنه من المتوقع أن يواجه العراق في قادم الأيام كارثة جفاف وعطش بسبب عدم وجود سدود كافية، على الحكومة أن تعطي الأولية وتتحرك بسرعة لوضع حل لتلك المخاطر المتأتية من الخارج أو الداخل وبناء الذات والسبيل لضمان الحق المائي”).

وأردف   رضا “ الآن وقع المحظور وان التحركات العراقية الخارجية متأخرة جداً، ونحن كبلد بلغنا مستوى الكارثة ووصلنا إلى منطقة ما بعد الخطر، وأن الأرقام المائية متدنية ومتشائمة جداً. فالوارد المائي في سد دربندخان قبل سنة واحدة كان يبلغ 41 متراً مكعباً في الثانية وبلغ اليوم 14 متراً مكعباً في الثانية فقط. قبل عام من الآن كان الخزين في هذا السد يبلغ مليار و800 مليون متر والآن يبلغ 880 مليون متر فقط. ونقص الخزين المائي في سد دوكان في العام الماضي 4 مليارات متر مكعب في الثانية قياسا مع السنة التي سبقته. كما تجدر الإشارة إلى أن مشكلة أخرى تهدد الموقف العراقي وهي تتعلق بالمياه الجوفية والمستوى الواطئ الذي بلغته، ففي السليمانية كمثال وفي واحدة من مناطقها نزل المستوى إلى أكثر من 16 متر.

ويلفت   رضا إلى أن مشكلة العراق مع دولتي إيران وتركيا هي مشكلة كبيرة، لأنهما لا تلتزمان حتى وان كان هنالك قانون، فما بالك وان القانون الدولي الحالي غير ملزم، ولا يجري العمل في هذا الملف وفق العلاقات الدولية وحسن الجوار. أن أبرز ملامح السياسة المائية التركية تجاه دول المصب تتلخص بأنها لا تعترف دوليا بدجلة والفرات، وتعتبرهما نهرين تركيين، وتنكر وجود حوضين مستقلين لدجلة والفرات وتقول إنهما حوض واحد. كما أنها لا تعترف بالتعريف القانوني للنهر الدولي الذي يقول بان النهر الدولي هو النهر الذي يشق مجراه بين دولتين أو أكثر، فتستخدم النهر العابر للحدود لا النهر الدولي، كما ترفض محاصصة النهرين وتستخدم مبدأ تخصيص المياه للبلدان المتشاطئة. أن تركيا تستند في تعاملها مع النهرين على السيادة الإقليمية المطلقة التي تعرف باسم نظرية هارمون التي عفا الزمن عليها وحلت محلها نظريات أكثر أنسانية، لذا فأنها وبكل وضوح تستخدم المياه كسلاح سياسي وهي صريحة جدا بهذا الأمر منذ بداية تسعينات القرن المنصرم. وتتهرب تركيا من عقد اتفاق ملزم بين الدول الثلاث المتشاطئة، وصممت مشاريع كبيرة وأكثر من عشرة سدود ومحطات لتوليد الطاقة على الزاب العلوي. لذا، فأن السياسة المائية التركية تنطلق من مبدأ عدم الاقرار بالاتفاقيات بحجة أن القانون الدولي لا يجبرها، وهذه نقطة الضعف بالقانون الدولي، الذي لا يتضمن حلولاً لخرق القوانين. كما لا تعترف تركيا بالحقوق المكتسبة جراء مرور النهرين في العراق منذ الآف السنين، وترفض المطالبة السورية العراقية بالاحتياجات المائية وتتطرف ببناء السدود ومحطات توليد الطاقة، وهي خامس دولة غنية بالمياه ولا مشكلة لها عكس إيران التي لديها مشاكل حقيقية.

 

حرب المياه في المستقبل

وبالعودة إلى الباحث ثامر الصفار، فأن الحل الأساسي للمشكلة التي تهدد أمن المواطن هو الاعتراف بأسبابها، خصوصا وأن كل الدراسات تقول بأن الحروب المستقبلية ليست لأجل البترول وإنما للمياه بعد التغيرات المناخية. ويتابع   الصفار، يجب أن نعترف بجذر المشكلة. نحن كدولة لا زلنا لا نعترف بجذور المشكلة ونعتمد على المباحثات الثنائية وتحريك المشاعر والاستجداء العاطفي. هنالك قضية جدلية تتمثل باعتماد العراق وسوريا على المعادلات الرياضية للتعامل مع تركيا بالملف المائي وهذه إشكالية حقيقية. يتم احتساب أقسام دجلة والفرات التي تدخل إلى العراق وسوريا من مجموع الحجم الكلي وعلى أساسه يتم تحديد المياه، بينما ترفض تركيا ودول غيرها هذه العملية، ويفترض أن يتم الحديث بالضرورة على الحاجة الفعلية لكل بلد لاستغلالها بالطرق الرشيدة. إننا كبلد ننظر منذ 100 عام إلى أن النهرين خالدان، ولا يمكن نضوبهما وهذا غير صحيح. نحن إلى الآن لا نملك دراسات حقيقية عن هذا الملف خلافا لبقية دول العالم، ويمتنع العراق وسوريا دائما عن القيام بدراسات مشتركة ويعتمدون على المعادلات الرياضية المعقدة. ويمكن لتركيا رغم اعتراضها، أن تقبل بذلك لكنها سترسل المياه بدون تصفية وتخلق مشاكل كبيرة، لأن لها مصالح تريد تحقيقها. أن العراق كنظام غير شفاف بطرح التفاصيل في هذا الملف، يعتمد في سياساته بهذا الخصوص على الاستجداء من الدول والمنظمات لفتح المياه من قبل الآخر وبذلك فأن الكثير من الخطط التي وضعت لا حلول تذكر لها.

ويتابع الباحث قائلا: تركيا حولت المياه التي هي أساسا حسب القوانين والأعراف مادة ضرورية وأساسية للإنسان لا يمكن بيعها وإنما استخدامها، حولتها بذكاء إلى سلعة غنية من خلال النواظم والخزن والسدود وتصفية المياه من المتساقطات والأشجار وحولتها إلى كميات مياه لا تتطلب سوى جهداً بسيطاً لتكون صالحة إلى الشرب. إننا إذا اقتنعنا بهذه الفكرة سنعمل على ترضية تركية واحتياجاتنا بنفس الوقت. نحن بحاجة لدراسة المسألة لأن إيران لا تعتبر من جانبها من الدول المتشائطة وبالتالي من حقها أن تتعامل مع انهرها وان تستخدمها، والحل الاستراتيجي بالنسبة لي هو استبعاد إيران حاليا من المعادلة لأنها توفر 10 في المائة فقط من مياه نهر دجلة خلافا لتركيا.

 

أهمية المياه الإيرانية

وتعقيبا على استبعاد التفكير بالمياه الإيرانية، يوضح النائب السابق محمود رضا بأنه لا يمكن القيام بذلك لأن ذلك يعني الاستغناء عن الزراعة وهذا أمر غير ممكن أبدا. كما أن مياه الشرب تأتي من إيران عبر الزاب السفلي، فمدينة السليمانية وقسم من كركوك وجمجمال وملايين الناس يشربون من هذا الزاب. أما نهر سيروان فتعتمد عليه محافظة ونصف المحافظة تقريبا، وبذلك لا يمكن الاستغناء عن الملف الإيراني المائي رغم قيام طهران بقطع المياه بالكامل عن العراق.

ويؤكد   رضا على أن السياسة المائية الإيرانية أخطر بكثير من التركية، لان لديهم مشروعين، الأول هو لنهري كرخه وكارون، حيث يتم تحويل مجرى نهر كرخة إلى منطقة اصفهان مع تحويل حوض نهر سيروان إلى كرخه. وهنا نلاحظ بوضوح أن إيران تتلاعب بالأحواض وأن القانون يمنع ذلك بشكل صريح. أما المشروع الثاني فهو مشروع المياه الاستوائي ويتكون من عدد كبير من السدود. أن العراق يشتري من تركيا وإيران مياها بشكل غير مباشر عن طريق إستيراد المنتوجات الزراعية وهذا لا يمكن القبول به، وتتطلب الحاجة أن يسعى البلد إلى حل الملفات العالقة لأن الوضع غير مبشر أبدا.

وقال   رضا بأنه يود أن يطرح بعض التوصيات بخصوص الوضع العراقي: أن البلاد تعتمد إلى الآن على الري التقليدي (السومري) بينما إيران لديها أكثر من 1000 سد، تم إنشاؤها خلال العقدين الماضيين، فيما نحن مكتفون بسدودنا دون أن نستفيد منها ومياهنا ملوثة والتبخر عال جدا فيها. لقد اقترحت فكرة الأبعاد الاستراتيجية لجعل الإقليم خزاناً مائياً للعراق وهذا ممكن الحدوث لو فكرنا فيه، فنحن لا نسيطر على أمننا المائي، وهو بيد البلدان المجاورة، مما يشكل نقصاً كبيراً في السيادة. جانب آخر مهم، أن العراق لا يحدد التكاثر البشري، ومن المتوقع أن يصل التعداد في عام 2050 إلى أكثر من 80 مليون، فيما ينخفض الوارد المائي إلى أقل من 50 او 60 في المائة، فكيف سنتدبر أحوالنا؟ التلوث البيئي كبير وناتج من تصرفات البشر، مياه الصرف الصحي تصرف إلى مجرى الانهر، ولا يوجد احترام للبيئة من قبل المواطنين، ولا نعرف قيمة المياه، وهذه كلها عوامل كارثية. نلاحظ أن سعر برميل المياه يعادل ضعف سعر برميل النفط وهذا يوضح أهمية الملف الذي نتحدث عنه.

 

تركيا مفتاح الحل

من جهته، لفت الباحث ثامر الصفار إلى أنه بمجرد الوصول إلى اتفاق مع تركيا وبعض الدول المجاورة، فأن إيران سيكون من مصلحتها ان تتفاوض وتفتح المياه وتصل إلى اتفاق مع العراق. إن إيران وتركيا بحسب الصفار، ليستا على استعداد في الوقت الحالي للجلوس والتفاوض، لأنهم أصحاب القوة والمتحكمون. وحتى نجبر الجانب الايراني على مسايرة وضعنا، يجب ان نحّل الأمر مع تركيا وهذا هو المنطق. إن إقليم كردستان متاثر بمياه إيران والعراق ويمكن ان يدخل بخطة واضحة لبناء سدود قانصة للمياه التي تاتي من الجبال الكردستانية، ويمكن الاستفادة منها في حال أن إيران بقت مصّرة حتى بعد الاتفاق مع تركيا. كما توجد حلول كثيرة مثل فتح أنبوب وسحب مياه من الخليج العربي لبحر النجف وتخزينه وتحليته وانزاله إلى الفرات مجدداً.

أنا أقول ببساطة أن مفاتحة تركيا بإمكانية نقل مياهها إلى الاردن سيجعلها تفاوض الجانب العراقي، ويتم ذلك بعمل أنبوب أو قناة من سد الموصل للقائم، على أن ينشأ هناك سد لتخزين المياه القادمة من الأنبوب ومن سوريا عبر الفرات. ويمتد من القائم أنبوب آخر إلى منطقة الزرقاء في الأردن. أن الفكرة من ذلك هو ضرورة ايقاف العمل تماما ببحيرة الثرثار، فالمياه التي تاتي لدجلة قبل ان تدخل الثرثار تتملح بشكل كبير وخطير جدا، فهي تدخل البحيرة بنصف غرام باللتر الواحد كاملاح وتخرج من الثرثار بنسبة 2.5 غرام ملح في اللتر، ويعني هذا تمليح لأراضينا.

كما يمكن مفاتحة تركيا بنقل مياهها للكويت ايضا باستخدام المجرى الطبيعي لدجلة. هي تريد ذلك ويجب أن نستغل مصالحها وطموحها لأنها تريد أموالا مقابل صرفها على المياه وهذا هو جوهر الموضوع. ستأتي فوائد لتركيا إذا نقلنا مياهها للكويت، فهي لن تبيع بطرق ملتوية مجددا، ولكنها سوف تستفيد من الكويت وسنتخلص من كل القوانين المائية الدولية. تركيا لن تحتاج إلى تخزين كميات كبيرة لفترات طويلة لأن هذا مكلف بالاساس، وهي تريد أن تخزن الماء ثم تبثه وتولد الطاقة من خلاله وتوصله للدول الأخرى. لدى تركيا سد على بعد أربعين كيلومتر من العراق، وسنجبرها على عدم التوجه لهذا النوع من السلوك، ويمكن ان نتفق معها على رسوم لمرور مياهها للكويت. وكبادرة لو طبق هذا المشروع ممكن ان تتوقف تركيا من ملء السدود. ويمكن ان تقوم شركات تركية وعراقية بهذا المشروع الذي سيشغل 10 ألاف عاطل عراقي ومن مختلف التخصصات، وستتوفر فرص عمل لعشر سنوات قادمة على أقل تقدير. يمكن للعراق من خلال هذا التوجه أن يزيد تغذية مياه الفرات بمياه عذبة لأن مثلا في منطقة المسيب نرى فارقاً بين مستوى دجلة والفرات بحوالي متر، فاذا فتحنا قناة بـ 45 كيلو، يصبح من الممكن توريد المياه من دجلة للفرات لاحياء المناطق الزراعية وانهاء مشكلة التصحر وزيادة الطاقة التخزينية وتوليد طاقة كهربائية، وبهذا سيرتفع العراق دوليا من بلد المصب إلى بلد أعلى النهر. إن توصيل المياه من تركيا إلى الكويت وبكل هذه الفائدة للعراق لا يتضمن اي تكاليف ويوفر فرص للعراق ويحل جزءً كبيراً من مشكلتنا المائية المعقدة والمتشابكة، وهذا لن يحدث ما لم يتم الاعتراف بان تركيا هي صاحبة القوة. ونحن بعد مئة سنة لم نقم بشيء ولم نطور أنفسنا وبالتالي تجاوزنا مرحلة الخطر خلافا لبقية البلدان.

 ********************************************

الصفحة السابعة

 

قلق أوربي من التأجيل وتحذير أمريكي من العودة لاتفاق 2016.. «تقدم طفيف» في مفاوضات الاتفاق النووي الايراني 

بغداد ـ طريق الشعب

ينتظر المفاوضون الأوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة الثامنة من المفاوضات النووية، بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة التي أحرزت حتى الان “تقدما طفيفا”، لكن الاطراف المتفاوضة لم تحدّد موعداً للجلسة المقبلة التي يأمل عقدها قبل نهاية السنة.

 

ومرارا  ما تنفي إيران أن لديها نية لبناء قنبلة نووية. ولم تتخلّ طهران عن تعهدها في اتفاق 2015 “لن تسعى إيران تحت أي ظرف من الظروف إلى الحصول على أي أسلحة نووية أو تطويرها أو حيازتها”. لكنها صعدت بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم بعد انسحاب ترامب من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات.

ويصنع موقف إيران المتصلب في محادثات فيينا إحباطا متزايدا لدى أمريكا وأوروبا، الامر الذي يهدد إحياء الاتفاق النووي من جديد.

 

تقدم طفيف

وتحدث دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن “تقدّم طفيف على المستوى التقني في اليوم الاخير” في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران، مشدّدين في الوقت نفسه على ضرورة استئناف هذه المحادثات في أسرع وقت، تجنّباً لفشلها.

وقالوا إن “هذا لا يفضي إلى شيء سوى إعادتنا إلى مكان أكثر قربا من النقطة التي توقفت فيها المحادثات في حزيران”، محذرين من “أنّنا نتّجه سريعاً إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات”.

ووصف الدبلوماسيون التأجيل بأنه “توقف محبط في المفاوضات”. وقالوا إن رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري عبّر عن “رغبة في العودة إلى طهران”، معتبرين توقّف المحادثات لسبب لم يحدّد “مخيباً للآمال”.

وأكّد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين “مستعدّون لمواصلة المحادثات”، ودعوا الإيرانيين إلى “استئنافها سريعاً” وتسريع وتيرتها.

 

قرار كارثي!

وفي تعليق على مسار المحادثات، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان: “لا تسير بشكل جيد بمعنى أنّنا لم نجد بعد سبيلاً للعودة إلى الاتفاق النووي”.

وتابع “نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018”.

من جهته، قال الموفد الروسي ميخائيل أوليانوف إنه كان من المقرر أن تستأنف المحادثات من حيث توقّفت في حزيران حين طلبت طهران تعليقها بسبب الانتخابات الإيرانية.

وأضاف في تغريدة تابعتها “طريق الشعب”، أن الجولة الأخيرة كانت “ناجحة بمعنى أنها أرست أساساً صالحاً لمفاوضات أكثر عمقاً”.

من جهته، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري: “تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة”، مضيفاً: “لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية”.

لا تبدو إيجابية

وقال الباحث في مجال العلاقات الدولية، علي غوان لـ”طريق الشعب”، أن “الامور لا تبدو ايجابية كما هو مشاع حالياً. التصريح الاخير لمستشار الأمن القومي الأمريكي قال ان المفاوضات عسيرة وقد لا نصل الى اتفاق نهائي”.

وأضاف “صحيح ان الديمقراطيين الأمريكيين اليوم هم من يقودون المفاوضات وهم الاقرب لتوقيع الاتفاق من الجمهوريين، لكن هناك لوبي اسرائيلي كبير ضاغط تجاه عدم الوصول الى اتفاق تسوية بين الغرب وايران”.

وفي ما يخص انعكاسات الاتفاق على الشرق الاوسط والعراق، قال الباحث انه من الضروري ان نفهم “كيف تتنظر الولايات المتحدة وايران الى العراق، فالولايات المتحدة لا تتعامل بجدية كبيرة مع الملف العراقي، ومكانة العراق في الاستراتيجية الامريكية متراجعة مقابل صعود الصين” بحسب رأيه.

وأوضح غوان، أنه “في حال تحقق الاتفاق ربما تكون الانعكاسات إيجابية، ولكن في كل الأحوال لن يكون الانعكاس كبيرا لأننا في العراق لا نملك قدرة على توظيف هكذا أحداث دولية لمصلحة البلاد”.

وعن تعامل حكومة رئيسي مع ملف الاتفاق النووي، قال إن “حكومة رئيسي التي تنتمي للتيار المحافظ، سياستها الخارجية أصبحت اكثر تزمتاً من أي وقت مضى، وهذا عكس سياسات الرئيس الاصلاحي السابق حسن روحاني”.

 

أمن اسرائيل

وذكر أن “الولايات المتحدة لها مجموعة نقاط تخص أمن إسرائيل ومستوى تخصيب اليورانيوم ومستويات المصالح في الخليج، وبحر قزوين شمالاً ومضيق هرمز جنوباً، كل هذه الامور لها أولوية قصوى للتفاوض مع الجانب الايراني”، مرجحاً “تنازل ايران من أجل ان تكسب المزيد من الوقت لكي تجري إصلاحا اقتصادياً، رغم وجود حكومة من التيار المحافظ”.

ولفت غوان إلى أن “شروط الاتفاق القديم صارت من الماضي باستثناء الثوابت التي تخص تخصيب اليورانيوم. الان الطرفان لهما وجهات نظر جديدة. طرأت الكثير من المتغيرات الاقليمية وفي المنطقة، وفي كل الاحوال ان المفاوضات ستذهب نحو منطلقات جديدة”.

 

متعلقات كثيرة

وفي السياق، قال الاكاديمي والمختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، فراس الياس، أن “الجولة الاخيرة من المفاوضات في فيينا لم تختلف عن الجولات السابقة، كونها ما زالت تدور حول النقاش بالاطر الشكلية للاتفاق المقبل، ولم تتمكن اطراف التفاوض حتى اللحظة من مناقشة المسائل الجوهرية والتي هي أصل الخلاف ومضمونه، ومنها ملف النفوذ الإقليمي وملف الصواريخ الباليستية، إلى جانب البرنامج النووي”.

وأضاف ألياس لـ”طريق الشعب”، أن احد اسباب اتمام الاتفاق النووية السابق هو التفاهم الامريكي الايراني حول عدة ملفات تخص العراق والمنطقة، وبالتالي فإن أي اتفاق مقبل سينعكس بصورة مباشرة على العراق والمنطقة، كونهم جزءاً أصيلاً من المعادلة الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة”.

ورأى الباحث، أن “عملية إيقاف المفاوضات في فيينا، جاءت بسبب رفض الأطراف الأخرى في المفاوضات المقترح الإيراني المتضمن رفع كامل العقوبات، مقابل العودة للالتزام ببنود الاتفاق النووي”، مبيناً أن “عودة كبير المفاوضين يؤشر أنه بحاجة لتفويض مباشر من قبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قبل أي تعهد يمكن أن يقدمه للقوى الكبرى”.

وأوضح الياس، أن “هناك اختلافا كبيرا في منهج التفاوض بين حكومة روحاني وحكومة رئيسي. هذا الاختلاف يتعلق بتغيير الفريق التفاوضي الإيراني، وكذلك بتغيير طريقة التفاوض؛ ففي الوقت الذي كانت فيه حكومة روحاني تعتمد التدرجية في مراحل التفاوض، غيرت حكومة رئيسي من هذه الطريقة، وبدأت تعمل وفق منهج التفاوض الواحد مقابل الصفقة الواحدة، دون الحديث عن ملفات أخرى لا علاقة لها بالاتفاق النووي”.

وتريد ايران العودة الى شروط الاتفاق القديم. ويقول الياس، أن “إيران تربط جيداً ما بين الظروف الاقليمية الجديدة التي حصلت بعد انسحاب ادارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي في أيار 2018، وما بين طلبات القوى الكبرى اليوم، ما يجعل عملية إلزام إيران بالعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي دون أي تغيير فيه صعب للغاية!”.

وكان هناك اتفاق بين “مجموعة 5 + 1” وإيران حول البرنامج النووي للبلاد، دخل حيز العمل في عام 2016 ووافقت ايران على قبول القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وتخزينه وإغلاق أو تعديل منشآت في عدة مواقع نووية والسماح بزيارات المفتشين الدوليين لها.

وبموجب الاتفاق القديم، وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية الحساسة والسماح بعمل المفتشين الدوليين في إيران، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. ومن اهم هذه البنود هو مسألة تخصيب اليورانيوم.

 *****************************

إصابة 178 شخصا خلال تظاهرات السودان 

الخرطوم ـ وكالات

أعلنت لجنة أطباء السودان إصابة 178 شخصا في تظاهرات أمس الاول،  بينهم 8 أشخاص أصيبوا بالرصاص الحي.

وأفادت اللجنة الطبية غير الحكومية، في بيان مقتضب تابعته «طريق الشعب»، بأنها «رصدت عدد 178 إصابة بينها 8 بالرصاص الحي».

وأضافت ان «بين إصابات الرصاص الحي هناك 3 حالات غير مستقرة»، دون تفاصيل.

وفي وقت سابق، انطلقت تظاهرات بعدة مدن سودانية دعا إليها «تجمع المهنيين السودانيين»، وحاولت الوصول إلى القصر الرئاسي بالخرطوم، إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك.

ويشهد السودان أوضاعا أمنية متوترة وتحركات احتجاجية مناهضة للسلطة العسكرية، وذلك منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 تشرين الأول الماضي.

 

توقعات: اقتصاد الصين الاكبر في العالم عام 2030

لندن ـ وكالات

نشرت صحيفة صنداي تايمز، أمس الأحد، تقريرا عن مستقبل الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة، وبخاصة عام 2022. واستندت الصحيفة إلى تقرير سنوي لمركز أبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني (CEBR).

وتوقع المركز في تقريره - الذي يحمل عنوان “جدول الرابطة الاقتصادية العالمية” - أن يصل إجمالي الناتج العالمي إلى 100 تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق في عام 2022، أي قبل عامين ما توقعه المركز الاستشاري قبل عام.

ومع ذلك، فقد حذّر التقرير من أنه إذا أصبح التضخم مترسخا، فقد يتطلب الأمر ركودا عالميا آخر للتخلص منه.

ولا يزال الجدول يرى أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم، ولكن ليس قبل عام 2030، بينما كانت التوقعات السابقة لمركز الأبحاث ترى أن ذلك سيتحقق في عام 2028.

 ***********************************

وفاة أحد رموز الكفاح ضد العنصرية في جنوب إفريقيا جوهانسبرع ـ وكالات

توفي كبير أساقفة جنوب إفريقيا السابق ديسموند توتو أحد أبرز رموز الكفاح ضدّ نظام الفصل العنصري في البلاد وحائز جائزة نوبل السلام، الأحد، عن 90 عاما وفق ما أعلن الرئيس سيريل رامابوزا. وعبّر الرئيس سيريل رامابوزا “أصالة عن الشعب برمّته، عن عميق الحزن بوفاة” وجه بارز من وجوه التاريخ في البلد هذا الأحد، وفق بيان صادر عن الرئاسة.

وأضاف أن “وفاة كبير الأساقفة الفخري ديسموند توتو هو فصل جديد من فصول حداد أمّتنا على جيل مذهل من أبناء البلد الذين تركوا لنا جنوب إفريقيا محرّرة”.

وتابع أن توتو كان “رجلا يتميّز بذكاء لافت ونزاهة ولم تقوَ عليه قوّات الفصل العنصري (الابارتايد). وكان على قدر كبير من الرقّة في تعاطفه مع الذين كابدوا القمع والظلم والعنف في نظام الفصل العنصري ومع المظلومين والظالمين على حد سواء في العالم أجمع”.

وقد تراجع الوضع الصحي لديسموند توتو في الأشهر الأخيرة. ولم تعد له إطلالات علنية، لكنه كان يوجّه دوما تحيّة إلى الصحافيين الذين يتابعون تنقلاته، ببسمة أو نظرة معبّرة، كما حدث مثلا خلال تلقّيه اللقاح المضاد لكوفيد-19 في أحد المستشفيات أو خلال قدّاس في مدينة الكاب، احتفاء ببلوغه 90 عاما في تشرين الأول.

 

 

«الجبهة الشعبية» تؤكد احقيه الفلسطينيين في نضال ضد المستوطنين

طولكرم ـ وكالات

أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أمس، احقيه الشعب الفلسطيني للتصدي لقطعان الاحتلال الاسرائيلي، في ظل ممارسات العدوانية المنظمة التي يقوم بها المستوطنون سياسي وحكومي.

وقال محمد علوش عضو المكتب السياسي للجبهة، أن من الطبيعي أن يتصدى شعبنا الفلسطيني الأعزل لقطعان وعصابات المستوطنين الإرهابيين الذين يمارسون أعمال الإرهاب والعربدة والعدوان بحماية جيش الاحتلال.

وتوجه علوش بالتحية لجماهير شعبنا المنتفض في وجه الاحتلال وميليشياته الاستعمارية المسلحة، مؤكداً حق شعبنا بالدفاع عن نفسه في ظل التغول الاستيطاني والممارسات العدوانية المنظمة التي يقوم بها المستوطنون الإرهابيون بدعم وغطاء سياسي من حكومة الاحتلال ومن جيش الاحتلال.

واضاف خلال اتصالات صحفية بأن شعبنا الأعزل يتصدى بمقاومته الشعبية وإرادته الوطنية للعدوان المنظم ومحاولات فرض الأجندات الاستيطانية ومن أجل منع تدهور الوضع على المجتمع الدولي أن يتدخل للجم ممارسات وسياسات إسرائيل العدوانية والعنصرية وتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا.

وأكد أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني استنفرت جهودها مع الكل الوطني لتشكيل اللجان الشعبية لحماية القرى والبلدات الفلسطينية من اعتداءات المستوطنين وأن المقاومة الشعبية ستتواصل وتتسع للتصدي لاعتداءات هؤلاء المنفلتين الفاشيين وأن إرادة شعبنا ستنتصر وأن الوحدة الميدانية التي تتجلى بأرقى أشكالها الآن هي الرد على العدوانية والهمجية الاحتلالية.

 

بعد نهاية العمليات العسكرية.. أفغانستان تودّع عام 2021 بخراب اقتصادي غير مسبوق

متابعة – طريق الشعب

بعد 20 عاما من الحرب، التي قيل انها انتهت بانسجام تام، غادرت آخر طائرة عسكرية أمريكية مطار كابول يوم 30 آب. لقد غادر الجيش الأمريكي البلاد، وهو يحمل عار هزيمة جديدة وثقتها اتفاقيات الدوحة مع طالبان الإرهابية. لقد نصت اتفاقية الدوحة الموقعة في شباط 2020، والتي تم التفاوض عليها في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على انسحاب كامل لجميع القوات الأمريكية وحلفائها بحلول نهاية نيسان هذا العام. وفي المقابل أعطت طالبان ضمانات أمنية للمحتلين. بعد تسلمه السلطة، اجل جوزيف بايدن، موعد الانسحاب إلى نهاية آب. وعندما بدأت القوات الأجنبية في أيار المغادرة، أطلقت طالبان حملة عسكرية سريعة لاستعادة السيطرة على البلاد. وفي الصيف، استولت على عواصم المقاطعات واحدة تلو الأخرى بالإضافة إلى أهم المعابر الحدودية. وفي 15 آب، سقطت العاصمة كابول دون قتال، وبهذا عادت أفغانستان، بعد 20 عاما من حرب عبثية، الى المربع الأول.

عام الضحايا الأكبر

كان عام 2021، أكثر سنوات الحرب التي شهدت أكبر عدد من الضحايا منذ أن بدأت الأمم المتحدة توثيق عدد الضحايا في أفغانستان في عام 2009. في النصف الأول من هذا العام وحده، قُتل 1659 مدنياً وأصيب 3524 آخرون، وبزيادة قدرها 50 في المائة تقريبا، مقارنة بالعام السابق. لقد تصاعد العنف منذ بدء انسحاب القوات الأجنبية. ويلقي تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في منتصف كانون الأول باللوم على كل من طالبان والقوات المسلحة الأمريكية في تصاعد أعمال العنف ضد المدنيين. ووفق لبيانات الصادرة عن القوات الجوية، شن الجيش الأمريكي 153 غارة جوية كانت الأكثر في العشر أشهر الأخيرة. وفي تشرين الثاني الفائت فقط، نُفِّذ 18 هجوماً من هذا النوع.

 

انهيار اقتصادي

وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، قد ينكمش الاقتصاد الأفغاني بنسبة 30 في المائة هذا العام. في حين شهد الاقتصاد السوري، بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب، تدهورا مماثلا. وقال كاني ويناراجا، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمنطقة آسيا، لوكالة الأنباء الفرنسية في بداية كانون الأول، إن “الأمر استغرق خمسة أشهر في أفغانستان”. وفي تقرير صدر في أواخر تشرين الأول، حذرت الأمم المتحدة من انهيار النظام المصرفي الأفغاني. وذكرت رويترز أن أزمة السيولة يمكن أن “تؤدي إلى انهيار النظام المالي في غضون بضعة أشهر”.

بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، قام فرع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في نيويورك وحده بتجميد 9 مليارات دولار أمريكي من الأصول الأفغانية. لقد استمر الاقتصاد الأفغاني، طيلة عقود، على قيد الحياة بواسطة المساعدات الخارجية، التي شكلت وفقًا للبنك الدولي 43 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020. وعندما وصلت طالبان إلى السلطة، أوقف المانحون الدوليون معوناتهم، تجنبا لخلق انطباع بشأن تعاونهم مع طالبان أو أن نظامهم كان مدعومًا. وبالتالي لم يتقاض موظفو القطاع العام أي رواتب منذ شهور.

هناك الآن مجاعة مدمرة مستعرة في أفغانستان. يقدر ممثلو برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 42 مليون نسمة يعانون من نقص حاد في الغذاء. ويعاني أكثر من ثلاثة ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، وأكثر من مليون معرضون لخطر المجاعة. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، سيعتمد ثلثا الأفغان على الاغذية في العام المقبل. بالإضافة إلى نقص المساعدات وعواقب كورونا والحرب، فإن أسوأ جفاف ضرب البلاد منذ 20 عامًا مسؤولا عن تعميق المأساة. وقالت صحيفة “بريتيش تلغراف” في منتصف كانون الأول: “تستهلك العائلات مدخراتها الضئيلة، أو تبيع ممتلكاتها أو تقترض للأكل”. وقال خليل حيدري، المدير الطبي لمستشفى شاريكار شمال كابول، إنه لم يعد هناك مصابون بالانفجارات وأعيرة نارية منذ انتصار طالبان، لكن عدد الأطفال والرضع الذين يعانون من سوء التغذية ارتفع بنسبة 30 إلى 40 في المائة. وفقا لليونيسيف، كانت هناك زيادة في الآونة الأخيرة في زواج الأطفال. ونقلت المنظمة عن مديرة اليونيسف، هنريتا فور، “مستقبل جيل بأكمله على المحك”.

 

العقوبات القاتلة

بعد عشرين عاما من القصف، تدفع حرب الغرب الاقتصادية الآن شعب أفغانستان مرة ثانية إلى الخراب. وفي رسالة مفتوحة للعديد من منظمات الإغاثة النشطة في البلاد في بداية كانون الأول، أشار الى أن العقوبات تسببت في مقتل عدد من الأفغان أكثر مما استطاعت الحرب القيام به. وقالت الرسالة، “لا أحد يريد تمويل نظام طالبان”. ومع ذلك، فإن العقوبات “ستقتل مدنيين اكثر مما قتلته حركة طالبان وداعش في خراسان وأمراء الحرب والحكومات السابقة والقوات الأجنبية خلال العشرين عامًا الماضية”.

**********************************

 

الصفحة الثامنة والتاسعة

في حين يعاني اليسار الأوربي من المراوحة يسار 2021: انتصارات في أمريكا اللاتينية ونجاحات في الولايات المتحدة

اعداد ـ طريق الشعب

 

لقد أصاب المنسق الوطني لحركة المعدمين في البرازيل جواو بيدرو ستيدل في القول إن عام 2021 سيكون عام اللقاح والنضالات الاجتماعية والتغيير في أمريكا اللاتينية، وأن رياح منعشة تهب على المنطقة، هذا ما عكسته الانتخابات في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وبيرو والإكوادور وكولومبيا. وجاءت الأحداث لتؤكد أن القارة تسير على طريق التقدم وانتصار قيم اليسار. إن نجاحات اليسار في القارة اللاتينية اقترنت بهزائم لليمين المتطرف، وذهنية الانقلابات والمؤامرات ضد الحكومات اليسارية المنتخبة ديمقراطيا في فنزويلا وبوليفيا وبيرو، واستمر صمود كوبا بوجه تشديد الحصار الأمريكي، وتحريك قوى الثورة المضادة. وفي الولايات المتحدة تتواصل نجاحات اليسار اللافتة، لقد توسعت صفوف الكتلة التقدمية في الكونغرس الأمريكي، وحققت قوى اليسار نجاحات تعبوية لافتة. وفي البلاد العربية المبتلات بأنظمة قمعية وأخرى محافظة، تستمر الحركات الاحتجاجية، وتأخذ أشكالا متنوعة، بمشاركة فاعلة من قوى اليسار، ففي السودان يقدم الشيوعيون درسا ثمينا في وضوح الموقف، والبسالة والاستمرار، ويتصدرون الاحتجاجات ضد انقلاب العسكر وفي سبيل استعادة الثورة الشعبية. وفي لبنان والعراق يقف الشيوعيون في صدارة القوى الداعية للتغيير الشامل وطي صفحة المحاصصة الطائفية – الاثنية والفساد. شهد عام 2021 الاحتفال بالذكرى المئوية لعدد من الأحزاب الشيوعية، نشير هنا، على سبيل المثال لا الحصر، إلى مئوية الحزبين الشيوعيين الإيطالي والإسباني.

مرة أخرى نحاول ان نقدم عرضا مكثفا لأهم نشاطات اليسار العالمي، التي تابعتها طريق الشعب خلال عام، وبالتأكيد فان ما سنقدمه لا يغطي جميع ما حدث، على الرغم أن العام الذي نودع كان عام استمرار حلول الوباء البغيض ضيفا ثقيل على كوكبنا، وارتبط بذلك من تأجيل وتقليص وإلغاء الكثير من الفعاليات والمهرجانات، وكذلك تقليص اصدار الكثير من الصحف والمطبوعات. 

 

فلاحو الهند يحتفلون بانتصاراتهم ويواصلون احتجاجاتهم

منذ أكثر من عام تتواصل احتجاجات الفلاحين في الهند، التي اندلعت في 26 تشرين الثاني من عام 2020. لقد أغلقوا العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى دلهي واحتلوا عدة تقاطعات. وفي كانون الثاني من هذا العام، عقدت إحدى عشرة جولة محادثات فاشلة مع الحكومة الهندية. رفض الفلاحون قرار المحكمة العليا القاضي   بتأجيل تنفيذ حزمة القوانين الحكومية. ويؤكد الفلاحون أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى يتم إلغاء هذه القوانين تمامًا.

وكانت حكومة اليمين الهندوسي العنصري قد تراجعت عن فرض القوانين الزراعية الثلاثة التي كان يراد منها فتح القطاع الزراعي الهندي لسيطرة الشركات الخاصة. وبموجب النظام الجديد، سيكون المزارعون قادرين على بيع منتجاتهم مباشرة إلى شركة زراعية خاصة خارج سوق القطاع العام الذي تديره الدولة، مع ضمان حد أدنى لأسعار المنتجات. ومع ذلك، يرى الفلاحون أن سوق القطاع العام سوف يختفي من الوجود وأنهم سيواجهون مضاربات الشركات الكبيرة.

وكان التنظيم الفلاحي لعموم الهند للحزب الشيوعي الهندي مشاركا في الاحتجاجات منذ انطلاقها. واكد سكرتيره في ندوة عامة عبر الفيس بووك على انه لأمر بالغ الأهمية،” مشاركة أكثر من 500 منظمة و10 نقابات وطنية، في التعاون على إطلاق احتجاجات شملت عموم البلاد واستمرت لأكثر من عام”.

 

في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الإيطالي

تأسس الحزب الشيوعي الإيطالي في ليفورنو، في 21 كانون الاول 1921. وكان الحزب القوة الأساسية في مقاومة الفاشية، وفي إعادة إعمار إيطاليا الديمقراطية. وعندما توفي سكرتيره العام بالميرو تولياتي في العام 1964، كان ربع الناخبين الإيطاليين يصوتون له. وبلغت عضوية الحزب آنذاك 2 مليون، وكان أكبر حزب شيوعي خارج المنظومة الاشتراكية

وبقيادة إنريكو برلينغوير في سنوات 1972 – 1984، الذي يعده مهتمون بتاريخ الحزب، واحدا من أكثر الشيوعيين إبداعًا وشعبية في التاريخ الحديث، حصد الحزب الشيوعي 34,4 في المائة من أصوات الناخبين، في الانتخابات البرلمانية عام 1976، وفي انتخابات البرلمان الأوربي في عام 1984 أصبح الحزب القوة السياسية الاولى في إيطاليا، تاركا الديمقراطيين المسيحيين خلفه. ولم يكن الحزب الشيوعي الإيطالي “حزبا انتخابيا” فقط، بل كان راسخًا بقوة بيت اوساط الطبقة العاملة في إيطاليا. وحتى السبعينات والثمانينات، كانت غالبية المثقفين الإيطاليين إما أعضاء في الحزب أو قريبين منه.

انحل الحزب في عام 1990. لم يختف الشيوعيون الإيطاليون من المسرح السياسي للبلاد، لكنهم مجزؤون ولا يمكن مقارنة تأثيرهم السياسي والفكري بالحزب الشيوعي الإيطالي الأم.

 

المؤتمر الوطني الـ 13 للحزب الشيوعي الفيتنامي ينجز أعماله بنجاح

في نهاية كانون الثاني اُختتمت في هانوي أعمال المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي بعد ستة ايام من انطلاقه. وكانت الآفاق الاقتصادية في صلب مناقشات المؤتمر الذي يرسم السياسات الرئيسية للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.

حضر المؤتمر 1587 مندوباً يمثلون أكثر من 5 ملايين من أعضاء الحزب في انحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 97 مليون نسمة. ويعتبر عدد المندوبين الأكبر بالمقارنة مع المؤتمرات السابقة. وبلغت نسبة النساء 14 بالمائة ونسبة الأقليات الاثنية 11 بالمائة. وتلقى المؤتمر، الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، رسائل تحية من أحزاب شيوعية وصديقة ومنظمات سياسية من 79 بلداً، بضمنها الحزب الشيوعي العراقي.

الإكوادور: مرشح اليسار يفوز في جولة انتخابات الرئاسة الاولى

فاز مرشح تحالف “من أجل الأمل” اليساري أندريس أراوس، المدعوم من رئيس الجمهورية السابق واحد رموز اليسار في القارة روفائيل كوريا في الجولة الاولى من انتخابات رئاسة الجمهورية، التي جرت في 7 شباط، في الأكوادور. وواجه في جولة الانتخابات الثانية في 11 نيسان المقبل، مرشح اليمين المصرفي غييرمو لاسو.  لقد ضاعت من اليسار فرصة شبه أكيدة نتيجة عدم توحده على ما هو مشترك، وبالتالي استطاع مرشح اليمين الفوز في جولة الانتخابات الثانية. وتعيش البلاد الآن حالة من الاضطراب، تجددت بالتوازي معها حركة احتجاجات اجتماعية واسعة.

 

المؤتمر السابع لحزب اليسار الألماني ينتخب قيادة جديدة

في يومي 26 -27 شباط عقد المؤتمر السابع لحزب اليسار الألماني. وانتخب المؤتمر قيادة ثنائية جديدة للحزب، خلفا لزعيمي الحزب المنتهية ولايتهما كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسنغر، اللذين قادا الحزب منذ منتصف عام 2012.

وناقش المندوبون البالغ عددهم 600، الوثيقة السياسية المقترحة من قيادة الحزب والموسومة: “كيفية الخروج العادل من الأزمة – مع تغيير اجتماعي بيئي سلمي للنظام”. وجرت عمليات التصويت الكترونيا.

وانتخب المؤتمر رئاسة ثنائية جديدة ضمت جانين فيسلر المولودة عام 1981 وهي شخصية ماركسية شابة ورئيسة الكتلة البرلمانية للحزب في برلمان ولاية هسن في غرب المانيا. وصوّت لصالح سوزانه هنش - فيسلوف مواليد 1977 وممثلة الجناح الذي يميل إلى الوسطية ويدعو إلى المشاركات الحكومية، 70,5 في المائة. وتنافس معها مرشحان مغموران على القائمة العامة.

وتأتي أهمية المؤتمر من كون الحزب واحدا من أهم أحزاب اليسار في أوربا، وفي المانيا التي تتزعم الاتحاد الأوربي اقتصاديا، هناك حزب يساري لديه 69 مقعدا، ويحكم ولاية تورنكن، ويساهم في التحالفات الحاكمة في ولايتي برلين وبريمن، ويحتل ممثلوه العديد من المقاعد في أكثر بلديات شرق البلاد وغربها. وعلى الرغم من خسارة الحزب قرابة نصف مقاعده في البرلمان الاتحادي في انتخابات أيلول العامة، فان عمليات المراجعة والنقاش الواسع مستمرة فيه لتجاوز هذا التراجع، وفي هذا السياق طرحت رئاسة الحزب ورقة عمل استراتيجية جديدة.

 

الحزب الشيوعي الإسباني.. مجد التاريخ وتحديات الحاضر

في 14 تشرين الثاني 2021 بلغ الحزب الشيوعي الإسباني عامه المائة، لكن الاحتفال بالمناسبة جاء مبكرا. في يومي 25 و26 أيلول الفائت، احتضنت بلدة ريفاس فاسيا جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، الحفل الذي حضره في زمن الوباء قرابة 10 آلاف مشارك، تنقلوا بين الفعاليات المختلفة مثل الحوارات الفكرية والسياسية، وحفلات الموسيقى والغناء، ومعرض الكتاب، والفعاليات المخصصة للأطفال والشبيبة.

في فعالية الاحتفال الرئيسية، أجري حوار لضيوف الحفل الرئيسيين مع السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسباني إنريكو سانتياغو وزعيمي أكبر اتحادين لنقابات العمال في البلاد، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة العمل يولاندا دياز.

بالإضافة إلى مسيرته النضالية، حافظ الحزب الشيوعي، حتى اليوم، على دور مؤثر في الحياة السياسية الإسبانية. ويعود ذلك إلى ديناميكية الحزب في المراجعة وطرح البدائل، وعدم الوقوع في شراك النمطية الموروثة.

وتاريخ الحزب الشيوعي الاسباني، هو تاريخ البحث عن الأكثرية. ومنذ الثلاثينات شارك الحزب في العمل على تحقيق تحالف العمال. وقد حقق هذا التحالف نجاحا كبيرا في انتخابات المناطق، وجعل إعلان الجمهورية في عام 1931 ممكنا، ومهد الطريق لأضراب عمال المناجم في أستورياس عام 1934. ولعب الحزب دورا مقررا في تشكيل الجبهة الشعبية، التي فازت في انتخابات 1936. وعند العودة إلى تجربة الحزب، فان الجبهة الشعبية تأسست من قبل الحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، وصولا إلى قوى البرجوازية التقدمية. وبعد الهزيمة في الحرب الأهلية، ناضل الحزب بمفرده ضد دكتاتورية فرانكو. وقبيل نهايتها طوّر الحزب مجددا سياسة التحالفات. وانطلق المجلس الديمقراطي، ومجلس القضية، وقد طالبت القوى الديمقراطية مجتمعة بنهاية الدكتاتورية. وفي الثمانينات سعى الحزب إلى التنسيق الوثيق بين القوى التقدمية، وعلى إثرها تأسس اليسار الاسباني المتحد، الذي يشكل الشيوعي الاسباني قوته الرئيسة.

 

شيوعية تقود تحالف اليسار الإسباني

اصبحت يولاندا دياز بيريز، المحامية التي انتمت إلى الحزب الشيوعي في سنوات شبابها المبكرة. وتشغل منصب وزيرة العمل في الحكومة الإسبانية الحالية، بعد استقالة بابلو إغليسياس نائبة لرئيس الوزراء.

واقترحها إغليسياس كرئيسة لتحالف اليسار. وهي عضو البرلمان الإسباني منذ عام 2016. وشخصية محبوبة ذات قدرات قيادية. وتمتاز بالرصانة والمرونة في الحوار، وتفضل العمل بعيدا عن الأضواء.

 

اليسار الكرواتي يفوز في العاصمة

جرت في 16 أيار 2021 الانتخابات الإقليمية والمحلية في جميع انحاء كرواتيا. ودعي قرابة 3,7 مليون ناخب لاختيار حكام جدد للمناطق ورؤساء بلديات وبرلمانيين إقليميين ومحليين. وينتخب رؤساء المقاطعات (هناك 20 مقاطعة إلى جانب العاصمة) ورؤساء البلديات بشكل مباشر..

وعدت نتائج الانتخابات رسالة من الناخبين الساعين إلى التغيير. لقد حقق تحالف “نستطيع” اليساري، وبالتعاون مع شريكه “اليسار الجديد” نتائج رائعة، وهو ممثل الآن في جميع مجالس المدن المهمة.

تأسس تحالف اليسار الأخضر “نستطيع”، بعد نجاح تحالف “زغرب تعود لنا” في الانتخابات المحلية عام 2017، من ستة أحزاب يسارية صغيرة، لخوض الانتخابات البرلمانية العامة في عام 2020. وحصل على قرابة 7 في المائة من الأصوات، منحته 7 مقاعد في البرلمان الوطني. وبهذا دخل اليسار الكرواتي للمرة الاولى البرلمان منذ تفكيك يوغسلافيا والهزيمة الكارثية لليسار اليوغوسلافي في التسعينات..

 وقد تبلور هذا التحالف من الحركات الاجتماعية والطلابية والاحتجاجية التي نشطت في السنوات التي سبقت تأسيسه. من مكوناته “جبهة العمل” وهو تنظيم ماركسي، يعتبر نفسه استمرارا لتقاليد الحركة العمالية الشيوعية، التي تركز على التناقض الرئيس بين رأسمال والعمل، إلى جانب تنظيم “اليسار الجديد”، و “من اجل المدينة”.

 

بيرو.. مرشح اليسار يفوز في الانتخابات الرئاسية

فاز المرشح اليساري بيدرو كاستيليو، زعيم حزب “بيرو الحرة” الماركسي بالانتخابات الرئاسية في بيرو، متقدما على منافسته اليمينية كيكو وابنة الدكتاتور فوجيموري، بأكثر من 60 ألف صوت.

وبانتخاب بيدرو كاستيلو، القادم من القطاعات المهمشة تاريخياً، رئيسا للجمهورية، تعيش بيرو لحظة تاريخية جديدة، في حال نجاح الرئيس في تنفيذ التغييرات التي أعلنها، والتي ستجعل اجراء تغيرات عميقة وبعيدة المدى أمرا ممكنا.

لقد لجأت قوى اليمين والنخب الاجتماعية التي تمثلها للموروث العنصري للحقبة الاسبانية في تاريخ البلاد، إلى أشد الأساليب عنصرية. وترى الباحثة سيسيليا مندي، “أن هذا الأمر مفهوم تمامًا، فكلما كانت الديمقراطية أكثر جذرية، كان رفضها أكثر تطرفا”. ومنذ تولي الرئيس اليساري مهام منصبة بدأت مؤامرات اليمين لعزله تتوالى كان أشهرها فشل حجب الثقة عنه في البرلمان. ولا زالت الدعوات المتطرفة للانقلاب على سلطة اليسار الديمقراطية مستمرة.

 

تجديد شباب قيادة الحزب الشيوعي النمساوي

في أيام 11 – 13 حزيران 2021، وتحت شعار “ما العمل!” انعقد المؤتمر الـ 38 للحزب الشيوعي النمساوي. وناقش 130 مندوباً مستقبل الحزب. وبعد 15 عامًا، لم يرشح الرفيق ميركو ميسنر ثانية لمهمة المتحدث الاتحادي للحزب (سكرتير اللجنة المركزية)، وتم انتخاب قيادة مصغرة جديدة للحزب، مكونة من 28 عضوا انتخبت مجلس متحدثين جديد (مكتب سياسي)، وبهذا تولى الشبيبة قيادة أقدم حزب سياسي في النمسا..

أقرر المندوبون وثقتين بشأن مواقف الحزب المستقبلية، فقد تم إقرار الوثيقة السياسية الرئيسة، التي حملت شعار المؤتمر عنوانا لها بأغلبية ساحقة، وكذلك وثيقة أخرى بعنوان “من أجل مجتمع تضامن”.”.

 

اول عمدة شيوعية في غراتس النمساوية

في 26 أيلول الفائت حقق الحزب الشيوعي النمساوي نصرا انتخابيا غير مسبوق، عندما فاز في انتخابات المجلس البلدي لمدينة غراتس، ثاني أكبر مدن النمسا وعاصمة ولاية شتايرمارك. لقد حصل الشيوعيون على 28,84 في المائة تاركين الأحزاب اليمين والوسط خلفهم. وبعد قرابة 7 أسابيع، تم انتخاب زعيمة الشيوعيين في المدينة الكا كار كأول امرأة، واول عمدة شيوعية للمدينة، التي ستقود تحالف يضم بالإضافة للشيوعيين حزب الخضر والحزب الديمقراطي الاجتماعي، لتنفيذ برنامج حكومي حمل عنوان: “معا من أجل غراتس جديدة. اجتماعية، صديقة للبيئة، ديمقراطية”.

تتسم تجربة الشيوعيين في المدنية بخصوصية، بدأت نجاحاتهم عام 1998، بحصولهم على اول مقعد في مجلس المدينة، ثم تصاعدت النجاحات الانتخابية، ليحصلوا في آخر انتخابات على 15 مقعدا. ويعتمد الشيوعيون سياسة قائمة على الصلة المباشرة بالسكان والمبادرة إلى حل مشاكلهم. ومن جانب آخر أنشأ النواب الشيوعيون في المدينة صندوقا لمساعدة الفقراء، يتم تمويله من تبرعهم بثلثي رواتبهم، ويحتفظون بما يعادل راتب عامل ماهر (2000 يورو) في الشهر. وبلغ صافي صندوق الدعم حتى الآن 168 ألف يورو، تم بواسطته دعم 1557 محتاجا.

 

فرنسا.. الشيوعيون يضاعفون مقاعدهم

دأبت مؤسسات الإعلام المهيمنة في المراكز الرأسمالية وامتداداتها في بلدان الأطراف على تناول التحولات الانتخابية بعموميتها، وتجنب الدخول في التفاصيل، خصوصا عندما تؤشر الأخيرة نجاحات لقوى اليسار الجذري، وتقارير هذه المؤسسات التي تناولت انتخابات المناطق والوحدات الإدارية التي جرت على التوالي في فرنسا بجولتين في 20 و26 حزيران الفائت، تدخل ضمن هذا السياق.

دخل الشيوعيون الانتخابات بقوائم متنوعة بعضها مع الاشتراكين والخضر، وكذلك مع حركة “فرنسا الأبية بزعامة اليساري الشعبوي جان اوك ميلينشون، وفي بعض الدوائر بقوائم منفردة. وحصل الشيوعيون على 62 مقعدا مقابل 29 مقعدا في انتخابات عام 2015. وفي بيان أصدره الحزب في 28 حزيران قيم عاليا النتائج وعبر عن ارتياحه، لعموم نتائج اليسار والخضر، وأداء الشيوعيين. بالإضافة إلى ذلك استعاد الحزب تمثيله في 17 برلمان محلي. وفي بيانه شدد الحزب، وعلى أساس حساب النواب المحليين على كامل التراب الفرنسي، على أن الحزب لا يزال “القوة السياسية الثالثة في فرنسا “. وأشار البيان بفخر إلى مساهمة الشيوعيين في جميع المناطق والإدارات بهزيمة اليمين المتطرف.

 

الحركة التقدمية الكويتية تعقد مؤتمرها الثاني

عقدت الحركة التقدمية الكويتية مؤتمرها الثاني يوم الجمعة 2 تموز الجاري، ويأتي انعقاد المؤتمر الثاني متأخراً عن موعده المقرر وذلك بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وألقى رئيس السن في افتتاح المؤتمر كلمة افتتاحية موجزة ومن ثم تم اختيار هيئة رئاسة للمؤتمر ليبدأ المؤتمر أعماله بدايةً عبر اقرار لائحة المؤتمر ومن ثم تلاوة رسائل التحايا والتضامن من قبل الأحزاب والتنظيمات الشيوعية والاشتراكية الشقيقة، ومن ضمنها تحية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وبعد مناقشة الوثائق وإقرارها، انتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة. هذا وقد اجتمعت اللجنة المركزية الجديدة للحركة وانتخبت الرفيق د. حمد الأنصاري أميناً عاماً، والرفيقين محمد نهار وأسامة العبد الرحيم أمينين للجنة المركزية، كما انتخبت مكتباً سياسياً.

 

حزب الشغيلة التقدمي في قبرص (أكيل) ينجز أعمال مؤتمره الـ 23 بنجاح

عقد في الفترة 2 – 4 تموز الجاري في نيقوسيا المؤتمر الـ 23 لحزب الشغيلة التقدمي في قبرص (أكيل). وعلى مدى ثلاثة ايام ناقش المندوبون وثائق المؤتمر..

وشارك في أعمال المؤتمر مئات المندوبين الذين انتخبوا في منظمات الحزب. ونوقشت في جلساته الاوضاع السياسية والاجتماعية – الاقتصادية، بالإضافة إلى التطورات الدولية. وجرى تقييم نشاط حزب “أكيل” على كل المستويات من اجل صياغة توجهاته ومواقفه، بالإضافة إلى انتخاب لجنة مركزية جديدة تتولى قيادة الحزب في السنوات الخمس القادمة.

 

مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين

في أيام 7 - 8 آب عقد الاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكان مؤتمرهم، الذي يعقد كل سنتين، وبسبب وباء كورونا، شارك 1500 مندوب عبر الفضاء الافتراضي. وركز المشاركون على مناقشة السياسة الواجب اتباعها في عهد الرئيس الأمريكي بايدن. وشهد المؤتمر التصويت على جملة من المقترحات المتعلقة بسياسة المنظمة، وأخرى تتعلق بهيكلها التنظيمي، كان أبرزها تشكيل لجنة سياسية وطنية تضم 16 عضوًا، لإدارة العمل اليومي. والمنظمة إطار شبه حزبي تعددي، تسمي مرشحيها لخوض الانتخابات الاتحادية والمحلية، وتنشط في وسط النقابات والحركات الاجتماعية.

ارتفعت عضوية المنظمة إلى قرابة 95 ألف عضو، يعملون في 240 منظمة محلية، لا تنحصر في المدن الكبيرة.  بالإضافة إلى 130 منظمة محلية للشبيبة الاشتراكية الديمقراطية.

إن هناك عدة أسباب أدت إلى تماسك الاشتراكيين الديمقراطيين، منها الدور الفاعل في مقاومة ترامب والأكثرية الجمهورية في الكونغرس الأمريكي، كذلك الدور المؤثر لبيرني ساندرز، الذي يعد من أبرز رموز اليسار، الذي لعب دور «القوة الموحدة». لقد أصبحت المنظمة أكثر قدرة على تنظيم الحملات. ولكن يتعين عليها الآن العمل في بيئة سياسية مختلفة بعد تولي الرئيس بايدن مهام عملة، وحصول الحزب الديمقراطي على الأغلبية في الكونغرس، بمشاركة العديد من المنظمات التقدمية وتواصل بيرني ساندرز مع العمل الحكومي، بعد تبني مطالبات جزئية، أثرت، في معظم الحالات سلبا على النقد العلني وتنظيم الحملات. وعلى الرغم من التغيير في المناخ السياسي العام، فإن الأولويات الأربع لمنظمة الاشتراكيين الديمقراطيين باقية كما هي: إقرار الضمان الصحي العام للجميع، دعم مرشحي المنظمة والمقربين منها في التنافس الانتخابي، العمل لتحقيق «الصفقة الخضراء الجديدة»، ومشاركة أعضاء المنظمة في دعم حملة من أجل قانون حماية الحق في التنظيم التي أطلقها النواب اليساريون في الكونغرس، بغية إقرار حزمة تشريعية تسهيل تشكيل النقابات العمالية. والفقرة الأخيرة تضمنها برنامج بايدن ولكن ليس هناك جدية في التعامل معها من قبل مؤسسة اليمين التقليدية في الحزب الديمقراطي.

 

مهرجان الصحافة الشيوعية النمساوية.. عيد للفرح والتضامن

احتضنت “حدائق براتريوستن” وسط العاصمة النمساوية فيينا، يومي 4 و5 ايلول الحالي، فعاليات الدورة الـ 64 لعيد جريدة الحزب الشيوعي النمساوي “فولكسشتمه” (صوت الشعب).

وكانت النسخة الأولى للمهرجان قد انطلقت عام 1946، ليصبح هذا الحدث من أكبر فعاليات اليسار النمساوي السنوية، وعيدا وطنيا محافظا على محتواه السياسي وطابعه التضامني.

وتميز المهرجان الذي توقف العام الماضي بشكل مؤقت جراء تفشي وباء كورونا، بتنوعه الكبير هذه المرة، خاصة من حيث الحضور الذي فاق توقعات منظميه – بحسب التقييم الأولي الذي طرحه المتحدث الاتحادي للحزب الشيوعي النمساوي (سكرتير الحزب)، غونترهوبفغارتنر، ومعه زعيم الحزب السابق ورئيس تحرير جريدته المركزية التي تحولت منذ سنوات إلى مجلة شهرية، ميكرو ميسنر.

وكان الحزب الشيوعي العراقي حاضرا في المهرجان بخيمة كبيرة، أصبحت محطة للقاء جمع من العراقيين المقيمين في فيينا وبقية المدن النمساوية، بالإضافة إلى الأجانب. وقد شهدت الخيمة حوارات مع الضيوف، وتقديم أكلات عراقية منوعة للزائرين.

وشكل موضوع الحرب عموما وتطورات الوضع في أفغانستان بشكل خاص، أبرز الموضوعات الرئيسة في حلقات المناقشة التي شهدها المهرجان. ففي سياق العديد من الفعاليات كانت هناك ندوة عن تاريخ الشيوعيين واليسار في أفغانستان، وعن التطورات الأخيرة التي شهدها البلد.

 

إنجاح انتخابي للحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية

جاء الحزب الشيوعي الروسي ثانيا في انتخابات مجلس الدوما الروسي بعد حزب روسيا الموحدة الحاكم. وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية غينادي زوغانوف في مؤتمر صحفي افي 20 أيلول إن نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد كانت “مرضية بالنسبة للحزب الشيوعي وأفضت إلى وصول الحزب للمركز الثاني”. وأفادت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا بأن نتائج فرز 99.84 في المائة من أصوات الناخبين عبر نظام القوائم الحزبية تشير إلى تقدم حزب “روسيا الموحدة”، الداعم لرئيس البلاد، فلاديمير بوتين، بـ 40,83 في المائة.

ويأتي بعده “الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية” بـ 19 و”الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي” في المركز الثالث بـ 7.52، بينما يحتل حزب “روسيا العادلة - من أجل الحق” المرتبة الرابعة بـ7.47، ويأتي حزب “الناس الجدد” خامسا بـ 5,33 في المائة.

لقد جاء نجاح الشيوعيين بسبب انفتاحهم على شخصيات يسارية مستقلة وترشيحها على قوائم الحزب، فضلا عن رغبة ناخبين بالتصويت للشيوعيين نكاية بحزب الرئيس.

نجاح هام لليسار الماركسي في النرويج

الانتخابات العامة التي شهدتها النرويج في 13 أيلول الفائت تمخضت عن تحقيق حزب الحمر الماركسي، الذي تأسس عام 2007 من اندماج أوساط من الحزب الشيوعي النرويجي ومجموعات ماركسية، نجاحا انتخابيا هاما بتجاوزه العتبة الانتخابية للمرة الأولى وحصوله على 4,7 في المائة، منحته حق تشكيل كتلة برلمانية من 8 أعضاء، بعد ان كان ممثلا بمقعد واحد في البرلمان السابق، مستفيدا من النظام الانتخابي في النرويج الذي يجمع بين نظام الدوائر والقوائم الانتخابية. ويشكل نجاحه عامل ضغط جديد لتحقيق تحول اجتماعي – بيئي نوعي في البلاد. وللحزب، الذي تبلغ عضويته أكثر من 9 آلاف عضو، 10 مقاعد في مجالس المقاطعات بالإضافة إلى 80 ممثلا في مجالس البلديات.

إلى جانب حزب الحمر، يعد حزب اليسار الاشتراكي ثاني قوى اليسار الجذري، التي تقف على يسار حزب العمال وأحزاب الوسط، وكان ظهوره نتيجة لعمل مشترك بين حزب الشعب الاشتراكي والحزب الشيوعي في النرويج والاشتراكيين الديمقراطيين، التي رفضت انضمام النرويج إلى الإتحاد الأوروبي في 25 ايلول من عام 1972. وفي نيسان 1974 عقد مؤتمر في العاصمة النرويجية أوسلو تم التأكيد خلاله على ضرورة تحويل التحالف إلى حزب موحد. وخلال مؤتمر عقد في عام 1975 تشكل حزب اليسار الاشتراكي النرويجي.

 

الشيوعي الكردستاني ينهي أعمال مؤتمره السابع

عقد الحزب الشيوعي الكردستاني مؤتمره السابع ايام 27 -30 تشرين الأول المنصرم في أربيل. وحضر المؤتمر بالإضافة إلى المندوبين المنتخبين عدد من قادة الحزب السابقين وشخصيات حزبية أخرى وبعض الضيوف. وشارك في الافتتاح ممثلون عن الأحزاب الكردستانية وقنصل دولة فلسطين في أربيل وممثل الحزب الشيوعي الصيني عبر الفيديو، بالإضافة إلى وفد من الحزب الشيوعي العراقي، ضم سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي والرفيق حميد مجيد موسى ورفاق آخرين.

وقد افتتح المؤتمر بكلمة للرفيق كاوه محمود، سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، تبعتها كلمة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي. وناقش المندوبون خلال الأيام الاربعة للمؤتمر الوثائق السياسية والتنظيمية وبرنامج الحزب وتقريره الإنجازي والمالي، وقدموا ملاحظاتهم بصدد الازمة العامة التي شهدها النظام السياسي والاقتصادي في الإقليم والعراق، بالإضافة إلى قضايا الاقتصاد الريعي، والمادة (140) الدستورية، وهجرة الشباب، وسوء الوضع المعيشي للمواطنين خصوصاً الفقراء والكادحين.

 

المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

عقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الوطني الحادي عشر في ايام 24 - 28 تشرين الثاني 2021 في بغداد، تحت شعار” التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية””.

افتتح المؤتمر بجلسة علنية وسط حضور رسمي وشعبي حاشد، ألقيت فيها كلمات وتحيات رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس القضاء الأعلى، والعديد من رسائل التحية من الأحزاب والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني، كذلك من الأحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية والعالم.

والقى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب، كلمة ضافية تناول فيها الترابط بين تاريخ الحزب المجيد وتحديات الحاضر، ارتباطا بنضال الحزب من اجل التغيير الذي عكسه شعار المؤتمر.

ألقى الرفيق كاوة محمود في جلسة الافتتاح كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، وقد حيا فيها انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الذي قال عنه إنه مدرسة نضالية للثوريين العراقيين

وبعد مناقشات مستفيضة في أروقة الورش لهذه المشاريع، قدمت خلاصات للمناقشات إلى الجلسات العامة للمؤتمر، حيث جرى تداولها وإقرارها جميعاً مع الملاحظات والتعديلات المقترحة بشأنها. كما بُحث وأقر التقرير المالي، وبعده التقرير السياسي، واللذين حظيا بمناقشات مستفيضة في جلسات عامة مخصصة لهذا الغرض.

وفي اليوم الاخير للمؤتمر، فتح باب الترشيح لعضوية اللجنة المركزية الجديدة ولجنة الرقابة المركزية. وبحماس وشعور عالٍ بالمسؤولية تطوع عشرات من الرفيقات والرفاق للعمل في اللجنتين. وبعد اقرار تقرير لجنة الترشيح والطعون انتخب المؤتمر، بالترشيح الفردي، والتصويت السري، اعضاء اللجنة المركزية الجديدة ولجنة الرقابة المركزية.

 

انتصار في فنزويلا

في فنزويلا حققت قوائم تحالف “القطب الوطني” الذي يقوده الحزب الاشتراكي الموحد بزعامة الرئيس مادورا انتصارا في الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات، حيث فاز التحالف في 20 ولاية من مجموع 23 ولاية، بالإضافة إلى الفوز بمنصب عمدة العاصمة كراكاس.

دعي أكثر من 21 مليون مواطنً فنزويليً لانتخاب حكام 23 مقاطعة و335 رئيس بلدية و253 عضوًا في البرلمان الوطني وأكثر من 2471 عضوًا في المجالس المحلية، لينتخبوا 3082 عضوا في هذه المؤسسات. في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 41 في المائة.

وبعد مقاطعة دامت ثلاث سنوات، شاركت أحزاب المعارضة الفنزويلية الأربعة الرئيسية أيضًا في الانتخابات، وبذلك أغلق ملف المعارض اليميني خوان غوايدو الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا في كانون الثاني 2019، بدعم من الولايات المتحدة، وحينها أيدته المعارضة اليمينية بأكملها. ويبدو غوايدو، الذي ظل متمسكا بمقاطعة الانتخابات معزولاً إلى حد كبير. وجاءت عودة أحزاب المعارضة بعد حوارات خاضتها الحكومة مع القوى المعتدلة منها، واليوم تشارك المعارضة اليمينية بمقعدين في مجلس الانتخابات الوطني المكون من 5 أعضاء.

وعلى يسار الحزب الاشتراكي الموحد قاد الحزب الشيوعي الفنزويلي، للمرة الثانية، تحالفا يساريا معارضا بمشاركة مجموعات يسارية صغيرة. وكانت فرص هذا التحالف محدودة، وتمكن الحصول على بضعة مقاعد. ويرى الشيوعيون، أنهم أكثر الأحزاب التي طالها الظلم، فمن بين أمور أخرى، منع المجلس الانتخابي الوطني 14 مرشحا شيوعيا من المشاركة في الانتخابات دون مبررات كافية.

 

اليسارية زيومارا كاسترو رئيسة لجمهورية هندوراس

الانتخابات الرئاسية التي جرت في هندوراس في 28 تشرين الأول تمخضت عن فوز اليسارية زيومارا كاسترو زوجة الرئيس السابق ميل زيلايا، الذي أطاحه به انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة في العام 2009، وزعيمة حزب “ليبرى” اليساري، الذي قاد تحالفا انتخابيا ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ومجموعات أخرى.

وبلغ مجموع الناخبين 5.2 مليون، في البلاد التي أصبحت ضحية لعنف واسع النطاق ولعصابات قوية من مهربي المخدرات.

ومنذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس اليساري مانويل زيلايا عام 2009، حكم هندوراس الرئيس المنتهية ولايته خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي يشتبه بتورطه في تجارة المخدرات.

ويعد انتصار كاسترو مهما للغاية، حيث أنهى 12 عاما من حكم اليمين، فضلا عن تأثيراته الايجابية على التوازنات في المنطقة أيضا. وخلال الحملة الانتخابية، أكدت كاسترو، انها ستعمل على توثيق العلاقات مع الحكومات اليسارية في نيكاراغوا وبوليفيا وفنزويلا وكوبا.

 

مؤتمر حزب العمل البلجيكي: عملية تجديد متواصلة

في وقت تعاني فيه قوى اليسار الجذري في أوربا من مصاعب جمة، ويصعب على اكثرها الوصول إلى إجابات ناجعة على الاسئلة المطروحة، يواصل حزب العمل البلجيكي نجاحاته الجماهيرية والانتخابية. وتقف وراء هذا النجاح جهود متميزة ووضوح فكري، وعملية تجديد متواصلة في بنى الحزب وآلياته وادواته، مكنته من التحول من حزب ماركسي صغير لم تتجاوز عضويته 800 رفيقة ورفيق في عام 2003، منخرطين في 80 منظمة فقط، وبقوة تصويتية تزيد على 56 ألف ناخب بقليل، وليس له سوى 5 مقاعد في مجالس البلديات، إلى حزب قوي ومؤثر تبلغ عضويته في عام 2021، 24 ألف رفيقة ورفيق، و400 منظمة، بقوة تصويتية تقترب من 600 ألف ناخب، ولديه 169 مقعدا في البرلمانات المحلية، و12 مقعدا في البرلمان الوطني، و31 مقعدا في برلمانات ولايات البلاد.

وافرد المؤتمر مساحة واسعة لمناقشة الأسئلة المجتمعية، مع قرار واضح لصالح الاشتراكية، وبهذا الخصوص أكد رئيسه الجديد راؤول هديبو: “نريد مجتمعا مختلفا، اشتراكيا، بمنطق مختلف عن المجتمع الرأسمالي الحالي. مجتمع يمكن فيه لعلمائنا البحث من أجل إسعاد الناس وليس من أجل قرارات مجالس إدارات العديد من الشركات متعددة الجنسيات. مجتمع يمكن فيه تنفيذ تخطيط بيئي حقيقي يقوم على أساس الاحتياجات البشرية وعلى حدود الطبيعة أيضا”.

 

الحزب الشيوعي العراقي في لقاء عالمي: معاً من اجل حياة أفضل لشعوب العالم

عقدت الاحزاب الشيوعية والعمالية لقاءً عالمياً 12- 10 كانون الأول 2021 حول “التطورات العالمية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. الخبرة المكتسبة من نضال الاحزاب الشيوعية والعمالية. متضامنون مع كوبا والشعب الفلسطيني وكل الشعوب التي تناضل ضد العقوبات والمخططات العدوانية الامبريالية”.

عُقد اللقاء بمشاركة 70 حزباً من أرجاء العالم بعد تأجيل عقد الاجتماع السنوي الدوري (الحضوري) إلى نهاية العام المقبل بسبب جائحة كورونا.

وفي اللقاء القى الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي مداخلة الحزب. تناول فيها تطورات الوضع في العراق ونضال ومواقف الحزب منها، وأهمية التضامن الاممي لتحقيق الاهداف المشتركة.

 

اليسار التشيلي وسنة الانتصارات

يعد عام 2021 عام الانتصارات المتواصلة لقوى اليسار التشيلي، فيعد حركة احتجاجية واسعة، جاءت أكثرية الاستفتاء العام على تشكيل جمعية تأسيسية، تضع مشروع دستور جديد، يحل محل الدستور الموروث من سنوات حكم الدكتاتورية الفاشية (1973 – 1990)، بعدها حققت قوى السلام والتقدم أكثرية في قوام الجمعية التأسيسية، كانت حصة قائمة التحالف الذي شارك فيه الشيوعيون متميزة. وفي الانتخابات العامة وانتخابات البلديات واصل الشيوعيون نجاحاتهم حيث عززوا مواقعهم في البرلمان الوطني ومجلس الشيوخ. وختمت سلسلة الانتصارات بفوز مرشح اليسار التشيلي غابرييل بوريك، المدعوم من الحزب الشيوعي، نصرا حاسما في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد 19 كانون الأول 2021، وحصل القائد الطلابي السابق، وأحد رموز الحركة الاحتجاجية في البلاد على قرابة 56 في المائة، مقابل 44 في المائة لخصمه اليميني ووريث الدكتاتورية الفاشية خوزيه أنطونيو كاست، متقدما عليه بأكثر من 10 في المائة. ولم يسبق أن حصل مرشح رئاسي تشيلي على أصوات أكثر من بوريك الذي حصل على 4.6 مليون صوت.

وفي أول خطاب له قال غاربيل بوريك البالغ من العمر 35 عامًا كأصغر رئيس منتخب في تشيلي: لقد “ انتصر الأمل على الخوف”. لقد نجح بوريك في كسب تأييد قوى الوسط وقام وأنصار تحالف “اصوت من أجل الكرامة” للأرياف والمناطق الأشد فقرا.

وإلى جانب الفئات الوسطى الشابة والمتعلمة جيدًا، اَنتخب بوريك من قبل الفقراء. في ضاحية بينتانا الأشد فقرا في العاصمة، حصل بوريك على أكثر من 70 في المائة. من المتوسط الوطني في المناطق المتضررة من التلوث الصناعي.

*************

الصفحة العاشرة

 

العراق على أعتاب أزمة بنزين والمواطنون متذمرون!

 

متابعة «طريق الشعب»

يتخوف العراقيين من ازمة جديدة في مجال الوقود، بعد رفع سعر البنزين بشكل جزئي في عدد من المحافظات.

وذكرت وزارة النفط أخيرا في تصريح صحفي، أن البلاد تستهلك 28 مليون لتر من البنزين يوميا، وأنها تعتمد على المستورد لتغطية النقص الحاصل في الإنتاج. فيما دعا مسؤولون إلى حلول عاجلة للأزمة.

وتتوافد يوميا من مدن إقليم كردستان، أعداد كبيرة من المركبات على محطات تعبئة الوقود في المحافظات القريبة، سيما نينوى، نظرا لفرق السعر، الأمر الذي شكل عاملا أساسيا من عوامل أزمة الوقود في تلك المحافظات. يضاف إلى ذلك، أن بعض سائقي المركبات يقومون بتهريب البنزين إلى الإقليم، وبيعه هناك بسعر أعلى. 

وخلال الأيام الأخيرة، سجل عدد من المحافظات، ومنها السليمانية ونينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين، أزمة في توفير الوقود في غالبية المحطات.

ووسط تذمر المواطنين جراء ارتفاع سعر البنزين، بادرت وزارة النفط من جهتها إلى نفي وجود الأزمة، مبررة رفع الأسعار بأنها “جزئية”. ونشر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية كتاباً يفيد برفع أسعار الوقود في المحطات القريبة من محافظات إقليم كردستان.

 

حماية من التهريب

مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية التابعة لوزارة النفط، حسين طالب، قال في تصريح لقناة “العراقية” الإخبارية الرسمية، إلى أن كميات البنزين تمنح للمحافظات وفق الحاجة التوزيعية، مؤكدا أن “سعر البنزين هو 450 ديناراً للتر الواحد، وهو متوفر في المحطات الحكومية والأهلية”.

ولفت إلى أن “الشركة ملزمة بتوفير الخدمة من خلال المحطات الحكومية والأهلية”، معتبرا أن “من يطالب بأن تعمل المحطات على مدار 24 ساعة يوميا من دون مراقبة، له غايات أخرى”.

وينتج العراق أكثر من 15 مليون لتر من البنزين يومياً، وهو ما يمثل 53 في المائة فقط من حاجته الاستهلاكية اليومية. فيما يستورد أكثر من 13 مليون لتر يوميا.

 

التعامل بازدواجية!

من جانبه، دعا النائب السابق شيروان الدوبرداني، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى “التدخل وإلغاء قرار رفع سعر البنزين في المناطق المشتركة مع اقليم كردستان”، مشددا في تصريح صحفي، على “ضرورة عدم التعامل بازدواجية مع المواطنين من خلال اتخاذ قرارات كهذه. كما يتوجب اعتماد المساواة في أسعار المنتجات النفطية في جميع المناطق لمنع الفروقات وعدم الإضرار بالمواطن”.

 

بوادر أزمة واضحة

إلى ذلك، أكد صاحب محطة تعبئة وقود في محافظة صلاح الدين، أن وزارة النفط قللت حصص المحطات الأهلية من البنزين، ورفعت سعره “ما دفعنا بالمقابل إلى رفع الأسعار على المواطن”، مبينا في حديث صحفي، أن “هناك بوادر أزمة واضحة في منتج البنزين، وأن الوزارة تعاني مشكلات مع الدول المصدرة للعراق، ما دفعها إلى تقليل حصص البنزين”.

ويبين المواطن محمد تيسير ـ وهو سائق باص للأجرة في حديث لـ”طريق الشعب” ـ ان “تداعيات رفع أسعار الوقود تترك أثرها على المواطنين الفقراء، كوننا سنقوم على أثر ذلك برفع اجرة النقل حال رفع سعر الوقود”، مضيفا ان “أصحاب النفوس الضعيفة سوف يستغلون الازمة لغرض زيادة ارباحهم من خلال الفساد”.

ودعا تيسير المواطنين الى “رفض أي قرار محتمل من شأنه رفع أسعار الوقود”.

من جانبه، تحدّث المواطن جعفر جبار ـ وهو عامل بناء لـ”طريق الشعب” ـ عن ضرورة إعادة الحياة للنقل العام وتقديم الدعومات لفئات محددة من المواطنين، ومنهم العمال والكسبة والمتقاعدون، وكذلك الطلبة كونهم يستخدمون النقل بصورة يومية.

 

************

 

أگـول

 

حتى رغيف الخبز لم يسلم من الأزمات!

 

ورقاء الخزاعي

 

الفقر عدو شرس للإنسان، قد يقتل إنسانيته وينزع عنه قيمه ويحوّله إلى وحش باحث عن قوته! فلا شيء يورث المهانة والذل مثل الفقر.

ومعلوم أن معنى العيش لدى الناس بالشكل الطبيعي، هو التنعم بالحياة. فيما لدى قسم آخر، وهم الأغلبية الساحقة، يعني “الخبز”. وهذا مطلب البسطاء الذي أصبح في الحروب سلاحا يفوق أسلحة الدمار الشامل!

حالياً نشهد ارتفاعاً غير متوقع في سعر دقيق القمح. إذ بلغ الكيس ذي الـ 50 كيلوغراما منه، بين 40 و5٠ ألف دينار، بعد أن كان لا يتجاوز الـ ١٥ الفا. ترى ما الذي تغير!؟

انه وضع مربك منذ تغيير النظام ٢٠٠٣. فبالرغم من امتلاك العراق كل مقومات زراعة القمح، من أراض صالحة للزراعة ونهرين يشقان البلاد من الشمال إلى الجنوب، إلا أن المساحات الشاسعة من الأراضي الجرداء المنتشرة في أرجاء البلد، لم تستثمر بالشكل الصحيح لزراعة القمح وسد حاجة السوق المحلية من هذه المادة الغذائية المهمة، ما جعلنا نستورد الطحين من دول الجوار! فهناك احصائيات عديدة تؤكد ان العراق في مقدمة الدول المستوردة لمادة الطحين، بعد ان كان مصدراً لها في العقود السابقة.

ان وزارة الزراعة تتحمل مسؤولية سوء الإدارة في وضع الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الزراعي طيلة تلك السنوات. يضاف إلى ذلك عدم سيطرة وزارة التجارة على السوق المحلية، كأن تقوم بالتعاون مع الجهات الرقابية، بمحاسبة التجار الذين يعمدون إلى رفع أسعار المواد الغذائية، أو تقوم بتوفر خزين غذائي لمواجهة الأزمات. 

وكان اتحاد الغرف التجارية قد أشار إلى تعرض الحنطة العراقية للتهريب بشكل مستمر إلى دول الجوار التي تعاني اضطرابات داخلية.

أما اليوم، فإن العراق يشهد شحا في الأمطار، الأمر الذي سيؤدي بالفعل إلى نقص المحاصيل الزراعية.

وكانت وزارة الداخلية قد أفادت في تصريح صحفي، بأن ان ارتفاع اسعار الاعلاف الحيوانية تسبب في زيادة الطلب على مادة الطحين لاستخدامها كعلف بديل، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعرها.

خلاصة القول، أن ما يحصل في العراق اليوم هو انعكاس للازمات السياسية. لذلك نلاحظ بين فترة واخرى ظهور ازمات جديدة، وكل ذلك يمس حياة المواطن. فقد أدى التغيير الذي طرأ على سعر صرف الدولار، إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، لا يتناسب مع الدخل المتدني للمواطن. يقابل ذلك سوء إدارة ملف البطاقة التموينية، الذي ترصد له مليارات الدولارات ودون جدوى!

 

************

في المثنى.. أهالي "بصية" يطالبون بتوفير مفرزة دفاع مدني

 

 السماوة – وكالات

طالب مواطنون من سكان ناحية بصية الصحراوية التابعة لمحافظة المثنى، بتخصيص مفرزة للدفاع المدني في منطقتهم الواقعة وسط البادية، وذلك على خلفية اندلاع حريق قبل أكثر من أسبوع، في أحد المنازل، تمت السيطرة عليه بطرق بدائية. وقال المواطنون في حديث صحفي، ان الناحية تعاني منذ تأسيسها خلوها من مفارز الدفاع المدني، مؤكدين أنهم كانوا قد طالبوا الحكومة المحلية مرارا بتخصيص مفرزة من هذا النوع، لكنها لم تستجب لهم حتى الآن.  وأضافوا انهم يتعاملون مع الحرائق باستخدام الرمال او بالاعتماد على مياه السيارات الحوضية العائدة للسكان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كركوك.. فلاحون يطالبون بتعويض خسائرهم جراء السيول

 

كركوك – وكالات

طالب أكثر من 150 فلاحاً في بلدة “التون كوبري” شمال غربي كركوك، الحكومة بتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها بعد أن طمرت أطيان السيول الأخيرة مزروعاتهم.  وذكر مروان ناظم، وهو فلاح من قرية “قية باشي” في البلدة، ان “السبب الرئيس لارتفاع منسوب السيول هو انسداد قنوات التصريف”، مطالبا في حديث صحفي، بتعويض الفلاحين المتضررين أولا، ثم العمل على فتح قنوات التصريف واتخاذ تدابير جديدة لمنع تكرار الكارثة.  وكانت مدينة أربيل قد شهدت فجر الجمعة 17 كانون الأول الجاري، سيولا جارفة اجتاحت أحياء عدة منها، وذلك جراء غزارة الأمطار المتساقطة.  وقد امتدت السيول حتى غطت أجزاء من محافظة كركوك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العمارة .. واقع خدمي سيء في “الحي الجامعي”

 

العمارة – وكالات

شكا سكان “الحي الجامعي” وسط مدينة العمارة، سوء الواقع الخدمي في منطقتهم، مشيرين إلى أن الطرق والشوارع الفرعية تحولت إلى برك من الوحل والأطيان بعد الأمطار الأخيرة، بسبب عدم إكسائها.  وذكر عدد من السكان في حديث صحفي، أن الأوحال باتت تعيق حركة المركبات والمارة، وأن التلاميذ لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم عقب موجة الأمطار الأسبوع الماضي، مبدين قلقهم من تكرار هذه المشكلة التي تجبر أبنائهم على التغيب عن الدوام.  وطالبوا بفرش مادة “السبيس”، على أقل تقدير، في طرق الحي، كي يتمكنوا من التحرك خلال الأمطار.

 

**************

“طريق الموت” في نينوى يحصد عائلة.. الأهالي يحتجون ويطالبون بصيانة الطرق

 

القوش – طريق الشعب

لقيت عائلة مكونة من خمسة أفراد (الأب والأم وأطفالهما الثلاثة)، مساء الجمعة الماضية، مصرعها على الطريق الرابط بين ناحية القوش في نينوى وقضاء شيخان في دهوك، وذلك إثر اصطدام سيارتها الصغيرة مع شاحنة.

وتتكرر على هذا الطريق الذي يطلق عليه “طريق الموت”، الحوادث المرورية باستمرار، كونه عبارة عن “سايد” واحد يربط “منفذ إبراهيم الخليل” الحدودي بقضاء زاخو مرورا بمحافظة دهوك ثم إلى محافظات الوسط والجنوب. وتسلك الطريق يوميا آلاف الشاحنات دون انقطاع.  

وعلى إثر الحادث الأخير وغيره من الحوادث التي أزهقت عشرات الأرواح، خرج أهالي القرى التابعة إلى ناحية ألقوش في وقفة احتجاج، وقطعوا الشارع في عدد من الأماكن بين ألقوش وشيخان، مطالبين الجهات الحكومية في المركز والإقليم بتطوير الطريق من خلال إنشاء “سايد” ثانٍ.

 وكانت “طريق الشعب” قد نشرت في أحد أعدادها العام الماضي، تقريرا مفصلا عن مشكلة هذا الطريق والحوادث التي يشهدها باستمرار.

 

**************

رغم جباية رسومها.. الخدمات تتراجع في مدينة بسماية

 

بغداد - نادر رضا غني

 

تشهد مدينة بسماية السكنية جنوبي بغداد، تراجعا في واقعها الخدمي على مستوى مياه الإسالة والنظافة وغيرها.

وانقطعت الأسبوع الماضي مياه الإسالة عن نحو 1800 شقة سكنية في حي “A8” بالمدينة. وبعد أربعة أيام من الانقطاع، خرج السكان في وقفة احتجاجية طالبوا فيها الشركة المسؤولة عن إدارة المدينة، بمعالجة المشكلة. لكن الشركة – وفق ما يذكره بعض السكان لـ “طريق الشعب” – بدت عاجزة عن معالجة المشكلة، وغيرها من المشكلات التي تتعرض لها البنية التحتية للمدينة، مشيرين إلى أن معظم قطع الغيار غير متوفر في السوق المحلية، وان الشركة لم تتواصل مع شركات المنشأ لغرض جلب تلك القطع، الأمر الذي بات يهدد واقع المدينة الخدمي.

ولفت السكان إلى أن الشركة تجبي من السكان شهريا أجورا عن الخدمات “لكنها لا تنفذ التزاماتها بالشكل المطلوب. فمستوى النظافة في تراجع، ومنظومة سقي المزروعات لا تجري إدامتها بالشكل المطلوب”.

وخلال وقفتهم، طالب السكان هيئة الاستثمار بفسخ العقد مع الشركة الحالية، والتعاقد مع شركة أخرى رصينة قادرة على إدارة المدينة.

 

***************

 

البصرة.. شكاوى من انتشار الكلاب السائبة

 

البصرة - وكالات

شكا عدد من المواطنين في مدينة البصرة، انتشار الكلاب السائبة في المناطق العامة والسكنية، حتى قرب المدارس والمباني الحكومية، مطالبين، في حديث صفحي، الجهات المعنية، بمكافحة هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على حياة المواطنين.

من جانبه، أفاد المستشفى البيطري في البصرة، باستئناف حملة مكافحة الكلاب السائبة، قبل نحو شهر في مركز المحافظة والأقضية والنواحي، مشيرا إلى أن ذلك جاء بعد توفر الحبوب السمية “الستركنين سلفيت” المستخدمة لهذا الغرض.

وقال مدير المستشفى رياض محمد، أنه “قبل 4 شهور نفدت الحبوب التي وفرتها الحكومة المحلية، والتي كان عددها 100 ألف حبة. وبعدها لم يتم توفيرها رغم المخاطبات الرسمية والمطالبات”، مضيفا في حديث صحفي، أن “رئاسة جامعة البصرة منحت المستشفى أخيرا 5 آلاف حبة من تلك الحبوب”.

واشار محمد، إلى أنه “من المفترض ان تكون هناك حلول وطرق بديلة للقضاء على ظاهرة الكلاب السائبة، ومنها طريقة الرمي بالخراطيش، المستخدمة في بغداد”، مبينا أنه “تم طرح هذه الفكرة، لكن قيادة شرطة البصرة رفضتها لحساسية الوضع الأمني في المحافظة”.

 

************

 

الصفحة الحادية عشر

 

في ضوء برنامج الحزب الشيوعي.. أبرز سلبيات الاقتصاد السوداني

عادل عبد الزهر شبيب

 

شخص برنامج الحزب الشيوعي السوداني العديد من السلبيات التي عانى ويعاني منها الاقتصاد السوداني والتي انعكست بدورها وأثرت تأثيرا كبيرا على حياة الشعب السوداني وحياة الكادحين بشكل خاص، مشيرا الى فشل التوجهات الرأسمالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأكثر من نصف قرن من الزمان في ظل الاستقلال. وصاحب الفشل سياسة التنمية الرأسمالية في السودان من خلال:

  1. عدم انتشال البلاد من التخلف، بل بالعكس فإنها قد كرست التخلف في البلاد وعمقته.
  2. عدم التمكن من توحيد البنية الاقتصادية المفككة واقامة سوق وطنية موحدة.
  3. العجز عن تحقيق الاستقلال الاقتصادي للبلاد، واستمرار التبعية الاقتصادية لمراكز الرأسمالية العالمية كشريك ضعيف في تقسيم العمل الرأسمالي الدولي.
  4. تقليص دور الدولة الاقتصادي نتيجة تدخلات المؤسسات الرأسمالية العالمية المتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين ووصفاتهما الجاهزة وتحالفهما الوثيق مع الطفيلية الاسلاموية.
  5. تفكيك قطاع الدولة وخصخصة مؤسساته لرأس المال المحلي والاجنبي في ظل الفشل الذي صاحب هذه التجربة طيلة الفترة المنصرمة، والتي ادت الى مراكمة رؤوس الأموال وتوسيع النفوذ الاقتصادي للرأسمالية الطفيلية الاسلاموية.
  6. عدم نجاح التنمية الرأسمالية التابعة في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتنويعه واحداث تحول هيكلي ملموس في بنيته وبناء قاعدة تكنولوجية وطنية تكون مصدرا للارتقاء بإنتاجية العمل المجتمعية.
  7. استمرار الضعف في القطاعات الانتاجية الرئيسة (الزراعة، الصناعة، الكهرباء، المياه، والبناء والتشييد) التي لم تتجاوز مساهمتها مجتمعة (55،8 في المئة) من الناتج المحلي الاجمالي.
  8. تراجع القاعدة الانتاجية للاقتصاد الوطني بسبب انفصال الجنوب وفقدان (75 في المئة) من انتاج النفط و29 في المئة من الثروة الحيوانية ونسبة كبيرة من الثروة السمكية والغابات ومنتجاتها.
  9. الفشل في إحداث تحول جذري في الهيكل الاقتصادي الاجتماعي للبلاد اذ ظل اعتماد السودان الكبير على القطاع التقليدي الزراعي مع تجاهل التنمية الرأسمالية لهذا القطاع من اجل تنميته وتحسين انتاجيته.
  10. الفشل في تطوير وتوسيع قاعدة الصناعة التحويلية في البلاد وانعكس ذلك في ان 93في المئة من وحداتها الانتاجية هي وحدات صغيرة تميزت بضعف وتدني انتاجية العمل فيها وانخفاض طاقتها المستغلة.
  11. فشل سياسة التنمية الرأسمالية في الربط والتنسيق بين قطاعي الزراعة والصناعة.
  12. بقاء الاقتصاد الوطني في ظل التوجهات الرأسمالية محافظا على سماته الأساسية التي ورثها من المستعمر عام 1956، اقتصادا وحيد الجانب، وارداته أكثر من صادراته وظل يعتمد على سلعة واحدة في صادراته.
  13. على الرغم من زيادة العائدات المالية البترولية الا أن زيادة النفقات العسكرية والأمنية والفساد كانت عوامل لتبديد عائدات النفط وتدهور قيمة العملة الوطنية ، وارتفاع معدلات التضخم الشهري لتبلغ 45في المئة في اكتوبر 2012، وارتفاع الأسعار الجنوني للسلع والخدمات مع تآكل الأجور الحقيقية والدخل الحقيقي لأصحاب الدخل المحدود واتساع نطاق الفقر نتيجة سياسات التحرير الاقتصادي التي يتمسك بها نظام الطفيلية الاسلاموية الحاكم الذي عجز عن توفير الغذاء  محليا وزاد اعتماده على الخارج في تأمين الغذاء للسكان .
  14. تزايد الاعتماد على القروض الأجنبية والتي تنفق على الاستهلاك الجاري وليس الاستثمار وأحيانا يتم تبديدها وتحويلها الى الحسابات الخاصة حتى بلغت مديونية البلاد الخارجية في عهد الطغمة الحاكمة الى 43 مليار دولار اي انها تعادل 86في المئة من الناتج المحلي الاجمالي واصبحت تشكل عبئا كبيرا على اقتصاد البلاد.
  15. تفاقم البطالة نتيجة تبني سياسات التحرير الاقتصادي وعدم خلق فرص استخدام جديدة تستوعب كل الأيدي العاملة، اضافة الى دور الخصخصة في الحفاظ على فرص الاستخدام الموجودة وتوقف بعض المرافق الانتاجية والخدمية وتزايد الاعتماد على الأيدي العاملة الأجنبية حيث تجاوز معدل البطالة 20في المئة ويصل الى 475 في أوساط الشباب وأكثر من 70في المئة من خريجي الجامعات.
  16. كان من تداعيات البطالة واتساع نطاق الفقر: تعاطي المخدرات والدعارة وانتشار الجريمة بأشكالها وأساليبها المختلفة.
  17. تخلي الدولة عن مسؤوليتها الاجتماعية، حيث قلة الانفاق العام على الصحة والذي لا يزال في أدني مستوياته ويقبع تحت 1في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، ما ادى الى زيادة عدد الوفيات، اضافة الى النقص الكبير في عدد الأطباء والكوادر الطبية والصحية والمستشفيات في ظل ارتفاع اسعار الأدوية الكبير وتزايد انتشار الأدوية المنتهية الصلاحية.
  18. تراجع التعليم بسبب تراجع الانفاق العام على هذا القطاع الحيوي ليبلغ 3في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، الى جانب ارتفاع معدلات التسرب لتبلغ 51في المئة في التعليم الأساسي في بعض مناطق السودان مع ضيق قاعدة التعليم العام والثانوي والعالي.
  19. ادت التوجهات الرأسمالية للطغمة الاسلاموية الحاكمة الى توسيع دائرة الفقر وتعميق التفاوت بين اقاليم السودان وكذلك بين طبقاته وشرائحه الاجتماعية.

يرى الحزب الشيوعي السوداني أن هذا الوضع المزري والمتردي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسودان يحتاج الى برنامج اقتصادي اسعافي يعده مؤتمر اقتصادي قومي لتطويق آثار الأزمة وتخفيف معاناة الجماهير من خلال البديل الوطني الديمقراطي للتنمية والذي يدعو جماهير الشعب الى مساندته وتبنيه.

ولغرض تجاوز واقع التخلف والتشوهات التي افرزتها سياسات التنمية الرأسمالية التابعة، يرى الحزب الشيوعي السوداني حسب ما ورد ذلك في برنامجه: -

1)  ضرورة تحقيق تنمية واعية ومستمرة ومتصاعدة تؤدي الى احداث تحولات هيكلية وتوليد قوة دفع ذاتية في الاقتصاد الوطني.

2)  توسيع وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وخلق روابط عديدة ووطيدة بين قطاعاته وداخلها.

3)  توطين التكنولوجيا الحديثة وبناء قاعدة تكنولوجية وطنية باعتبارها اهم مصادر رفع الانتاجية.

4)  السعي لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والتنمية الديمقراطية المتوازنة والمعتمدة على الذات تقوم على اساس المشاركة الواسعة لجماهير الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

5)  ان التنمية الديمقراطية التي يدعو اليها الحزب الشيوعي السوداني تضمن حق كل اقليم ومنطقة في السودان وكل فرد من افراد المجتمع في عملية وعائد التنمية، وتعطي اقاليم ومناطق البلاد المختلفة فرصا متساوية في التطور الاقتصادي والاجتماعي وازالة التفاوت بينها.

6) توظيف المزايا النسبية لكل اقليم ومنطقة من أجل الاستغلال الأمثل للطاقات والموارد وتعزيز علاقات التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين اقاليم ومناطق البلاد المختلفة.

7)  ويسعى الحزب الشيوعي السوداني الى اخضاع العلاقات الاقتصادية الخارجية لاحتياجات التنمية وتحقيق أهدافها.

8) العمل على توسيع القاعدة الانتاجية للاقتصاد الوطني ووضع الخطط التنموية المستمدة من اسبقيات استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية والاستغلال الأمثل للفائض الاقتصادي ووضعه تحت تصرف المجتمع.

9) مكافحة الفساد وبكافة اشكاله واطفاء بؤر الحروب الأهلية في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق واعتماد الحل السياسي.

10) الحد من الانفاق العسكري والانفاق الحكومي على الأجهزة الأمنية والادارية المتضخمة في كافة مستويات الحكم.

11) اعتماد سياسة ضريبية عادلة منحازة للمنتجين على حساب رأس المال التجاري والمصرفي والقطاعات والأنشطة غير الانتاجية.

12) اعادة توزيع الدخل القومي وفقا لأولويات استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية.

13) تفعيل دور الدولة الاقتصادي من خلال الاسهام بفاعلية في النشاط الانتاجي الى جانب وضع الاستراتيجية والسياسات الاقتصادية وخطط التنمية والاشراف.

14) تطوير كفاءة وفاعلية المؤسسات والوحدات الحكومية باستخدام معايير الانتاجية العالية والربحية التجارية لتحديد كفاءة المؤسسات العاملة في مجال انتاج السلع والخدمات.

15) دعم وتطوير المنشآت التي تقدم الخدمات الطبية والصحية والتعليمية بتوفير الموارد اللازمة لتمويلها وتلبية احتياجاتها لتتمكن من العمل بكفاءة وتقديم خدماتها للمواطنين.

16) يرفض الحزب سياسة الخصخصة الهادفة الى اضعاف دور الدولة الاقتصادي وادماجه في النظام الرأسمالي العالمي كرافد مغذي لهذا النظام.

17) الحفاظ على المشاريع والمؤسسات القومية والولائية المملوكة لقطاع الدولة واعادة تأهيلها وتوفير احتياجاتها التمويلية واختيار العناصر الوطنية الكفوءة لإدارتها بعيدا عن التدخلات السياسية وتصفية ما يثبت عدم جدواه اقتصاديا ويتعارض نشاطه مع المصلحة العامة.

18)  يشكل القطاع الخاص في السودان أحد الدعامات الرئيسة لعملية التنمية الوطنية الديمقراطية. ويرى الحزب في هذا المجال أن قطاع الدولة النشط لا يتناقض مع الدور الهام للقطاع الخاص، وانما يشكل قطاع الدولة النشط غطاء واقيا للقطاع الخاص الوطني في ظروف العولمة. وتتخذ الدولة التدابير اللازمة للحد من النشاط الطفيلي وحماية المنتج الوطني من المنافسة غير المتكافئة مع رأس المال الاحتكاري العالمي.

19)   يناضل الحزب من اجل تجميع صغار المنتجين من مزارعين ورعاة وحرفيين ومستهلكين في المدن والأرياف في جمعيات تعاونية ذات محتوى ديمقراطي، والعمل مع الحركة التعاونية لإزالة كافة انواع التشويه والتخريب الذي لحق بالحركة التعاونية على ايدي الأنظمة الشمولية. والعمل على توسيع الحركة التعاونية والاستفادة من مزايا الانتاج الكبير ومضاعفة قدرات المنتجين وحمايتهم من استغلال رأس المال التجاري ويسهم في تخفيف اعباء المعيشة.

20)   التركيز على قطاعات الدولة والخاص والتعاوني لا يعني استبعاد الأشكال الأخرى للملكية كالملكية المختلطة وملكية رأس المال الأجنبي والملكيات الصغيرة وفقا لخطة التنمية. فلكل من هذه الأشكال دوره في عملية التنمية الوطنية الديمقراطية.

21)  ضرورة وضع خريطة استثمارية وقانون استثمار متفق عليهما تحددان مجالات الاستثمار لكل قطاع بهدف تحقيق البديل الوطني الديمقراطي للتنمية.

22) معالجة افرازات الحرب والنزوح والسياسات الاقتصادية الخاطئة وتقديم الدعم اللازم للحرفيين وصغار المنتجين والانتاج المنزلي والباعة المتجولين وبائعات الشاي والأطعمة، مع مكافحة البطالة والفقر وتحسين مستوى المعيشة لشرائح المجتمع كافة.

23)  مراعاة تعدد التكوينات الاقتصادية الاجتماعية والتي هي سمة رئيسة للاقتصاد السوداني.

24)  الجمع في ادارة اقتصاد البلاد بين استخدام التخطيط الجزئي الالزامي والتخطيط التأشيري الى جانب قوانين السوق على ان يقدم استخدام اسلوب التخطيط ويوسع تدريجيا.

25)  تنفيذ استراتيجية التنمية في السودان على مراحل وفق خطط مرحلية تنطلق من الواقع السوداني وخصوصيته، وتعني في المراحل الاولى بتلبية الاحتياجات الأساسية للجماهير من غذاء وملبس وسكن وصحة وتعليم.

26)  ويرى الحزب ان التصنيع يشكل جوهر التنمية الذي يشمل ايضا دخول الآلات والأجهزة والوسائط في قطاعات الاقتصاد كافة والتأكيد على مشاركة العاملين في ادارة المنشآت واتخاذ القرارات وكفالة حقوقهم في الأجر المجزي والضمان الاجتماعي.

27) كما يسعى البرنامج الوطني الديمقراطي للإصلاح الزراعي والتنمية الذي ينشده الحز ب الشيوعي السوداني الى خلق القاعدة المادية والتقنية للتنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلاد وفق أسس وطنية ديمقراطية وتطوير قوى الانتاج الزراعي وزيادة انتاجية العمل ليتمكن القطاع الزراعي المتطور من تأمين سلة الغذاء والمواد الخام للإنتاج ولأغراض تصدير الفائض.

28) الاصلاح الزراعي الوطني الديمقراطي المنشود يتطلب اعادة النظر في قضايا ملكية وسائل الانتاج الزراعي في مختلف الأنماط الزراعية السائدة في السودان بهدف تحقيق العدالة في توزيع موارد إنتاج وزيادة الكفاءة الانتاجية والعمل على اصلاح نظم استخدام وتشغيل الأراضي التي تتضمن تكوين التعاونيات، واعداد وتنفيذ البرامج الخاصة بعمليات التوسع الرأسي والافقي للإنتاج الزراعي.

29) ويؤكد الحزب في برنامجه على استرداد جميع الأراضي السودانية التي بيعت بصفقات مشبوهة لمنتسبي النظام ولغيرهم مع مراجعة العقود للأراضي الممنوحة للمستثمرين ووضع الشروط للاستثمارات الأجنبية في القطاع الزراعي.

30) حفظ حقوق الرعاة والمزارعين في استغلال الأرض واعادة كل ما تم خصخصته من مشاريع المؤسسات الزراعية المروية والمشاريع الأعاشية وتحويلها للقطاع العام مع اعادة تأهيلها.

31)  العمل على الغاء القوانين الخاصة بالمشاريع المروية وخاصة قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 والغاء قانون اصحاب الانتاج الزراعي والحيواني لعام 2010 وصياغة قانون ديمقراطي لاتحادات المزارعين، والعمل على تطوير الزراعة وانتاجيتها والاستخدام الكفء لمياه الري.

32) العمل على معالجة وضع الميزان التجاري وتحديد اولويات السلع المستوردة واسعار مدخلات الانتاج ومخرجاته بهدف تحفيز الفئات الاجتماعية المنتجة.

33) الاهتمام بالإصلاحات الاقتصادية التي تساعد على التخفيف من حدة الفقر وتخفيض عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر والعناية ببرامج التوزيع الحكومي للأغذية.

34) الغاء الديون على فقراء ومتوسطي الحال من المزارعين ومعالجة اوضاع الخدمات الزراعية والاجتماعية للمزارعين.

35)تمويل الدولة لصغار المزارعين نساء ورجالا وتوجيه الدعم نحو اصحاب الحيازات الصغيرة والمنتجين الفعليين في القطاع التقليدي والتأكيد على حق الدولة في التصرف في الأراضي الزراعية واصدار تشريعات وطنية وديمقراطية بمشاركة جماهيرية واسعة.

36) الاهتمام بالبحوث والارشاد الزراعي والتدريب والاهتمام بالثروة الحيوانية وتطوير انتاجها كونها تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير المواد الأولية للصناعة المحلية الى جانب الاهتمام بالثروة السمكية.

37) كما يؤكد الحزب في برنامجه على تطوير الصناعة التحويلية التي هي مصدر تزويد كل قطاعات الاقتصاد الوطني بحاجاتها من ماكينات واجهزة ومعدات وادوات وان تصبح الصناعة التحويلية قاطرة للتنمية واتساع قاعدتها.

38) تطوير القطاع النفطي وتوظيف عائداته في الاستثمار وتوسيع وتنويع القاعدة الانتاجية اضافة الى توجيه عائدات المعادن الاخرى لتمويل التنمية ورفع مستوى معيشة المواطنين وتنظيم التعدين الأهلي عن الذهب والمعادن الاخرى ودخول الدولة كمستثمر في هذا المجال.

39) العمل على تطوير قطاع الطاقة وانتاج الكهرباء وتوسيع الشبكة القومية وانشاء شبكات اقليمية وهو شرط ضروري لتطوير الانتاج الصناعي والزراعي وخدمات النقل والاتصالات والتعليم والصحة والاستهلاك المنزلي.

40) الاهتمام بقضايا النقل والمواصلات لأهميتها في الوحدة الوطنية وترابط القطاعات والأقاليم الاقتصادية والانتاجية وفي اكمال دورة الانتاج بين المنتج والمستهلك محليا واقليميا ووطنيا ودوليا.

41) الاهتمام بقطاع الاتصالات والمعلوماتية الذي يلعب دورا كبيرا وحيويا في المجتمعات الحديثة في كل القطاعات الانتاجية والثقافية والسياسية والاجتماعية وضرورة تواجد الدولة كمنظم وشريك رئيس في تقديم الخدمات في القطاعات.

42) العناية بالقطاع المالي والمصرفي بعد حصول تغييرات هامة في هذا القطاع بسبب توسع نفوذ البنوك الاسلامية وتمدد رأس المال الأجنبي لا سيما العربي والاسلامي مع تراجع دور الدولة في هذا القطاع، وتركيز النشاط المصرفي في تمويل الأنشطة غير المنتجة وتغذية ثقافة المجتمع الاستهلاكي.

ويؤكد الحزب الشيوعي السوداني على وجود الدولة في القطاع المصرفي وتنشيط هذا الوجود وتوسيعه مع تشجيع القطاع الوطني الخاص في هذا المجال والتأكيد على دور البنوك المتخصصة ودور البنوك في تمويل صغار المنتجين وخاصة في الريف.

43) اهتم الحزب الشيوعي السوداني في برنامجه الاقتصادي بالتجارة الداخلية والخارجية والتي لها دور مهم في تجديد الانتاج واكمال الاقتصاد الوطني بكل مكوناته لدورته على ان لا تترك بعيدة عن رقابة الدولة.

44) وفيما يتعلق بالقروض والاستثمار الأجنبي المباشر والمديونية ، يرى الحزب ان احتياجات التنمية في مراحلها الاولى تحتاج الى الاستعانة بالقروض  لسد فجوة المواد المحلية ، مؤكدا  على السعي الى استقطاب القروض الميسرة والحد من اللجوء للقروض  الصعبة ورفع القدرات في مجال ادارة القروض وتحقيق الشفافية ودرء شبهة الفساد وتوظيف القروض في الانتاج حسب اولويات التنمية مع الاستفادة من الاستثمار الأجنبي المباشر كونه قناة من قنوات نقل التكنولوجيا المتطورة والتأكيد على المستثمرين الأجانب تدريب الكوادر المحلية في كل مراحل الاستثمار وفي المستويات الانتاجية والادارية كافة.

45) التأكيد على ضرورة انضمام السودان الى التكتلات الاقتصادية في القارة الأفريقية

والمنطقة العربية والذي سيخفف من الآثار السلبية للعولمة على البلدان النامية اذ أن مثل هذه التكتلات ستوسع السوق امام منتجات البلاد.

46) ولم تغب البيئة عن برنامج واهتمام الحزب الشيوعي السوداني كونها حاضنة لحياة الانسان وكقاعدة ارتكاز وانطلاق للتنمية والرقي الانساني بفضل مواردها البشرية والطبيعية والنباتية والحيوانية ومكنونات فضائها الكوني.

47)  كما أكد الحزب في برنامجه على مجانية الخدمات الصحية وزيادة الانفاق العام على الصحة ورفع الانفاق على الفرد من أربع دولارات الى عشرين دولارا سنويا، وان الاهتمام بصحة الانسان يعتبر ضرورة أساسية لتحقيق النمو والتطور الاقتصادي وصولا للتنمية المستدامة مع تفعيل الصناعات الدوائية وتشجيع الاستثمار فيها وصولا للاكتفاء الذاتي.

48) اما التعليم من وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني فيشكل هدفا للتنمية الوطنية الديمقراطية وأداة من أدواتها لإنجاز مهام المرحلة والاهتمام بالنظام التعليمي وبالمعلم وبالمناهج وبالتعليم قبل المدرسي الى جانب معالجة المشاكل التي تواجه التعليم العالي في الجامعات والمعاهد العليا ووضع حد للتوسع غير المدروس فيه وتحويله الى تجارة مفتوحة وسيطرة تامة للحزب الحاكم مؤكدا على الاستقلال التام للجامعات وتعديل القوانين الناتجة عن الفكر الشمولي.

49) التأكيد على دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية – الاجتماعية.

50) الاهتمام بالثقافة الديمقراطية وبدور المرأة في المجتمع وعدم ازدراء كبار السن والعمل على سن القوانين التي تكفل الحياة الكريمة والرعاية الصحية للمسنين مع توفير الدعم الملائم لدور العجزة.

ان تحقيق برنامج الحزب الشيوعي السوداني وترجمته الى الواقع الملموس سيحقق النهضة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع السوداني ويحل المشاكل والأزمات التي يعاني منها من اجل اقامة الوطن السوداني الحر والشعب السعيد.

 ***************************************

 

الصفحة الثانية عشر

 

مستقبل العراق وقطاع النفط

أ.د. حاكم محسن محمد الربيعي

 

جاء هذا العنوان من محاضرة القاها السيد وزير المالية بحضور وزيري النفط والموارد المائية ومجموعة من المتخصصين.  وجاء في المحاضرة  أن العراق سيواجه تحديات كبيرة أبرزها الاستغناء عن النفط كوقود للمركبات في عام 2030  وفي عام 2040 سيمنع استخدام السيارات التي تعتمد على البنزين كوقود  في العديد من دول العالم وهذا يعني أن التطورات التكنلوجية ستحول المركبات   من استخدام البنزين إلى الاعتماد على بدائل الطاقة، وهذا يعني أن الدول النفطية مثل العراق  التي تعتمد على الايرادات النفطية ستواجه مأزقا كبيرا لا سيما التي تنفق  انفاقا كبيرا وباتجاهات مختلفة  دون التفكير بوضع الحلول أو توجيه الاستثمار على النحو الذي يعود على البلد بالمنافع الإيجابية في كل المجالات . وفي المحاضرة لم   يجر التطرق إلى الأسباب والحلول التي يمكن تلخيصها على النحو الاتي:

1- لنترك الفترة التي سبقت عام الاحتلال لأنها فترة معروفة بظروفها وإشكالياتها وهي فترة حصار جائر استمر ثلاثة عشر عاما بقسوة متناهية وبإصرار أمريكي انتهى باحتلال مقيت دمر كل شيء في البلاد، إذ أن الفترة التي تلت عام 2003 ارتفعت فيها الايرادات النفطية ارتفاعا كبيرا وحصل العراق على ايرادات نفطية لم يشهدها سابقا قط. ولكن ماذا حصل الشعب من هذه الثروة الكبيرة على مدار عشرين عاما.

2- أصبح الفساد الاداري والمالي وكأنه ثقافة مجتمع تم فيه إنفاق بشكل عبثي وذهبت الأموال إلى الملاذات الآمنة وهي ملاذات معروفة كمصارف ودول، ودأب الجميع من المسؤولين يتحدثون عن الفساد دون جدوى.

3-  غياب سيادة القانون  وعدم محاسبة الفاسدين أو التعامل معهم  وفق قانون سكسونيا وهذا القانون يتعامل مع النبلاء بشكل والفقراء شكل اخر ، فاذا  كان السارق من فئة الفقراء يقطع رأسه بالسيف واذا كان من النبلاء ، يختلف الأمر يتم ايقاف الشخص ويضرب ظله ، هكذا أصبح الأمر وحالة الطفل الذي سرق مناديل ورقية في إحدى المحافظات وتم تطبيق القانون عليه وسجنه مثال على ذلك في حين روعي مع أخرون لهم من يسندهم ويقف خلفهم قدمت تبريرات لهم وأخرجوا إما بكفالة أو بتبريرات واهية وهذا الحال أدى إلى تعاظم الفساد وليس الحد منه .

4-  غياب الأمن الذي أدى إلى أن تكون البيئة الاستثمارية في العراق بيئة طاردة إذ ليس هناك حماية للمشروعات الاستثمارية من بعض الجماعات المسلحة والتي ليس لها من رادع.

5-  الافراط في منح الرواتب التقاعدية بشكل كيفي حتى لو صدر قانون بذلك، حيث أن اصدار قوانين هكذا لا يستند إلى أساس قانوني او شرعي اذ كيف يحرم من لديه 14 سنة خدمة من الراتب التقاعدي، في حين يمنح راتب تقاعدي من خدم أشهر أو في أقصى الحال أربع سنوات، كما ذكر أن هناك أجانب منحوا رواتب تقاعدية. هذه بعثرة للمال العام.

6- عدم السيطرة على مصادر الايرادات الداخلية من ضرائب أو رسوم وأجور الكهرباء والماء رغم سوء هاتين الخدمتين، يضاف إلى ذلك عدم السيطرة على المنافذ الحدودية ومنها في بعض المحافظات غير مسيطر عليها، ومنها ايضا الايرادات النفطية من مشتقات مليون برميل نفط في الداخل كاستهلال محلي.

7- الإهمال المبرمج للقطاعات الاقتصادية، زراعي وصناعي وسياحة وخدمات بشكل عام والاتجاه لجعل العراق سوقا لتصريف منتوجات الآخرين.

وتبعا لذلك ليس هناك مشروعات نفذت إذ يوضع حجر الأساس ويترك المشروع وحتى حجر الأساس بعد زمن يرفع اذ ليس هناك ما يمكن ان يقال تم بناؤه او اقامته من مشروعات باختلافها، وبمعنى آخر لم تبنى مدرسة ولا مشفى بل هناك مشافي يقال عنها التركي او الالماني ولكنها مازالت فقط اما بناء غير كامل او كامل لكن صراع الجماعات والاحزاب لا يسمح بتشغيله بسبب صراع المصالح. وكذلك الحال بالنسبة للطرق والشوارع. مع ارتفاع نسبة الأمية إلى أرقام مخيفة وتجاوز معدل الفقر 27 % مع انهيار للتعليم بشكل جاوز المعقول مع توسع التعليم الأهلي بشكل مفرط لا ضرورة له بسبب تحوله إلى تجارة مع تردي الخدمات الصحية ايضا اذ هي ليست بالمستوى المطلوب. أما الكهرباء فهو في تراجع مستمر بسبب  اعتماد البلد على الاستيراد للكهرباء والغاز في وقت تحرق كميات من الغاز تقدر قيمتها بالمليارات وارتفاع معدل البطالة بسبب اهمال الشركات والمصانع  وايقافها عن العمل وبالتالي مزيدا من البطالة  ، كل ذلك افرازات عهد ما بعد الاحتلال وكدولة اعتمدت المحاصصة الطائفية اساسا في الحكم  وحكومات لا هم لها سوى المغانم مألها تواجه التحديات الكبيرة وبالتالي الانهيار إن لم  تتعض من اخطائها وترتكن إلى مجموعة من الخطوات التي قد تساهم في مواجهة التحديات  التي اشير اليها، لكن ذلك يحتاج إلى  حكومة قوية لا تقوم على التوافق بل حكومة وطنية ولا تقام على اساس المحاصصة  مع اختيار القيادات ليس على اساس  هذا من الحزب الفلاني وذاك من الحزب العلاني بل يجب ان يكون الاختيار لمن هو كفوء وصاحب خبرة  ولديه ما يؤهله وبالتالي هذا التقسيم القائم للرئاسات الثلاث يجب التخلي عنه لحساب مصلحة البلاد وليكن من يكن لكنه يعمل للعراق لا لحزبه وقو ميته ومعتقده ، البلاد بحاجة إلى نهضة قوية وعاجلة وبوحدة الكلمة على أساس الهوية العراقية، ومن بين الخطوات التي يمكن  اعتمادها هو ما يأتي  ؛

1- اعتماد القرار المستقل دون إملاءات خارجية اذ لا يحتاج العراقيون إلى من يملي عليهم لأنهم بمستوى الكفاءة والمسئولية والارادة الوطنية.

2-  السيطرة الكاملة على الموارد النفطية المصدر والمستهلك داخل البلاد والقضاء على ظاهرة السرقة المستمرة للنفط حيث يتحدث البعض عن سرقة 900 ألف برميل يوميا والبعض يقول حتى الباخرة معروفة، فأي عالم هذا الذي نعيش فيه.

3- تحصيل الموارد العامة بكل مصادرها وبحزم وقوة واخضاع المخالفين للقانون وتجريد الجهات التي تريد حماية الفاسدين من كل ما يعمل على اضعاف القانون في المحاسبة.

4- استثمار الموارد النفطية في اقامة مشروعات بديلة للموارد النفطية لزمن يستغنى فيه عن النفط كالمشروعات السياحية في بابل والنجف وكربلاء والموصل واربيل والسليمانية والناصرية والاهوار والبصرة وتكريت – سامراء وربما في الانبار، أي أينما وجدت آثار يمكن تأهيلها مع وجود الخدمة السياحية تصبح جاذبة اذ هناك معالم سياحية وآثارية وتاريخية ودينية يمكن جعلها أماكن سياحية جاذبة.

5-القضاء على ظاهرة احتراق الغاز والاستفادة منه سواء للاستخدامات المحلية او للتصدير، وبناء او تنشيط المصافي النفطية.

6- تفعيل دور الرقابة والتفتيش والمحاسبة وتمكين القضاء من أخذ دوره وعدم السماح للواجهات السياسية بالتدخل.

7- اعادة النظر في الرواتب التقاعدية الممنوحة خلافا للقانون اذ هناك اناس يتقاضون أكثر من راتب كراتب سجين سياسي اضافة إلى راتب الوظيفة الحالية او راتب التقاعد وهناك أكثر من راتبين وهذه بدع ليست موجودة في دول العالم.

8-  استعادة القصور الرئاسية من مستخدميها وجعلها سياحية يرتادها السياح بتذكره دخول تصبح ايرادا للدولة كما هي قصور الشاه في إيران مع الاستفادة من اليخت الرئاسي في شط العرب وجعلة مركز ارتياد للسياح ببطاقة دخول.

9- تأهيل قطاعي الزراعة والصناعة وتسليم مشاريعها إلى الوطنيين المختصين الكفوئين ولديهم ولاء للوطن مع المطالبة بقوة بالحصص المائية من دول الجوار لتنشيط القطاع الزراعي.

10- الاسراع في انجاز ميناء الفاو الكبير وفق الشروط التي تجعل منه ميناء جاذبا لا تترد البواخر من دخوله.

11- اعتماد العدالة الاجتماعية في كل مفاصل الحياة الاقتصادية دون تمييز باي شكل من الاشكال بحيث يشعر ذلك الناس بالرضى، اذ ان الموارد التي في العراق وفيرة ولجعلت منه بلد الرفاهية لو توفرت لإدارة اقتصاده ادارة كفوءة.

 *********************************

إشكالية الذاتي والموضوعي في انبثاق التنظيمات السياسية

شاكر كتاب

 

تنبثق المنظمات عامة وتتكون نتيجة لظروف عديدة منها موضوعية وأخرى ذاتية. في المفهوم الديمقراطي فإن للعوامل الموضوعية، التي تدفع وتضطر مجموعة ما للتشكل، الأرجحية على العوامل الذاتية. من هنا نجد إن الكثير من الأحزاب السياسية تحرص بشدة حين تحاول تبرير وجودها أن تؤكد على ما أصبح يسمى بالضرورة التاريخية لوجودها مفصلة الظروف الموضوعية التي أدت أو رافقت ولادتها.

 

إننا في المواجهة ما بين الظروف الموضوعية والظروف الذاتية في دراسة وجود منظمة سياسية ما نجد:

- إن الظروف الموضوعية حين تكون هي العامل الأكثر حسما في ولادة وانبثاق منظمة ما فإنها سوف تطبعها حتما بطابعها التاريخي. بمعنى إن المنظمة بالقدر الذي تكون فيه استجابة للحاجة التي تفرضها مرحلة ما سوف تحمل سمات وميزات هذه المرحلة وحتى يمكن أن تكون دالة تاريخية عليها حين يراد دراستها. لذلك فإن الكثير من المؤرخين يعودون إلى برامج وأنظمة أحزاب سياسية معينة لدراسة مرحلة ما كانت قد ولدت ونمت فيها هذه الأحزاب.

- إن الأحزاب السياسية التي تولد استجابة لظروف موضوعية تكون عادة أطول عمرا من تلك التي تولد لأسباب ذاتية. فالغالب في الظرف الموضوعي الاستطالة والتمدد على حساب الظروف الذاتية. بل بالإمكان ملاحظة إن الظرف الموضوعي في مرحلة تاريخية محددة يمر من خلال الكثير من الظروف الذاتية ويتجاوزها.. وحتى أن الظرف الموضوعي غالبا ما يخلق بنيته التحتية بشكل كم هائل من الظروف الذاتية ثم ما يلبث أن يجهز عليها بعد أدائها ما كان مرسوما لها من قبله ليخلق غيرها وهكذا. لكن لهذا المعطى الفلسفي أبعاد أخرى لا مجال لها هنا ونكتفي به وحده.

- إلا أن الظرف الموضوعي هذا في خلقه للعناصر الذاتية وتجاوزها بعد إجهازه عليها يتأثر هو بها.. فهي تفعل فيه فعلها وتنهش من طاقاته وتتسبب في إضعافه وتساهم مع عناصر أخرى عديدة في تغييره بالكامل تغييرا نوعيا فيقال حينذاك عن انتقال لظرف موضوعي جديد يختلف نوعا عن سابقه.

- لذلك ومثلما أشرنا أعلاه في كل الحالات فإن ما يولد لسبب موضوعي هو ليس فقط أطول عمرا بل هو أفضل نوعا وأكثر صحة وعافية. ذلك لأن الظرف الذاتي في ولادة حزب ما أو منظمة سياسية ما يكون عادة من قبيل قرار فردي أو لحاجة ذاتية مؤقتة أو استجابة لظرف موضوعي لكنه طارئ، قصير وعابر. من هنا فإن مثل هذه الاستجابات (على شكل منظمات مثلا) تكون قصيرة العمر ومؤقتة وغير فاعلة في المجتمع بل أحيانا تكون ضارة.

- وهناك ولادة لأحزاب سياسية تأتي نتيجة لقناعات فكرية أو فلسفية ومبدئية لكن دون الالتفات للظرف الموضوعي.. ففي الرؤيا الزمنية الشاملة غير المحدودة وللوجود القومي أو الإنساني التي تتجاوز بحدودها الزمان والمكان المعاشين تكون الأحزاب قد تشكلت ذاتيا أي لظروف ذاتية – قناعات – دون الاعتبار للظروف الموضوعية لذلك غالبا ما تكون هذه المنظمات إما سرية أو تتلبس أغطية غريبة تؤدي إلى عزلها عن المجتمع وقد تكون منظمات أقليات ونخب ومكاتب.

لكن السؤال المهم هنا هو أيهما أكثر ديمقراطية؟؟ الاستجابة للظرف الموضوعي الضاغط القاهر مع ما في ذلك من إذعان أم للظرف الذاتي مع ما فيه من حرية شخصية ومبادرة وإرادة. ومعلوم ما للإرادة الذاتية والتطبيقات النابعة عنها من قيمة أصيلة في الفهم الديمقراطي. بل أحيانا – وهذا ما يزيد الأمر تعقيدا- يكون التحرر من الضاغط الموضوعي والتحليق في عوالم الذات نوعا من الحاجة الإنسانية ونوعا من التحرر. فعلى سبيل المثال يكمن الفارق النوعي بين الأدب – والفن عموما – الواقعي خاصة التسجيلي منه والأدب الرومانسي هو إن الأخير يضيف على أجوائه الكثير من ملكات الخيال مما يغني قدرات النص أو العمل الفني التعبيرية والتصويرية وسيعني أن الأديب أو الفنان يمارس حرية التحليق بخياله بعيدا عن قيود أو شروط الواقع الثقيلة. وكذلك الحال بالنسبة للفلسفة فبانطلاقها خارج حدود الواقع الذي يعيشه الفيلسوف ليشمل كل الوجود البشري منذ بداياته مرورا بواقعه الحالي وصولا لآفاق قد تبدو قادمة لكنها بعيدة.. في الحالتين – الأدب والفلسفة – نحن أمام أجواء التحليق الفكري الخلاق والحر في آن واحد. فلنعد كرة أخرى للمقاربة: هل إن القرار الذاتي أم الاستجابة للظرف الموضوعي في تشكيل المنظمة السياسية بكل ما في ذلك من أبعاد ذات أهمية قصوى هو الأكثر ديمقراطية؟؟ في تقديري إن بالإمكان أن نجمع بين الاثنين.. فالاستجابة للظرف الموضوعي يزود المنظمة بالبعد التاريخي والواقعي ويجنبها مخاطر النزوات والرغبات الذاتية والمصالح الأنانية الفئوية لكن العمل على تغيير الواقع وتغيير هذه الظروف الموضوعية – وطابعها السلبي تحديدا – يجعل من الضروري بمكان شحذ كل إمكانيات الجانب الذاتي من رؤيا مستقبلية لواقع جديد بما يسمى بالمشروع البديل لما هو قائم إلى تجنيد طاقات الأعضاء عن طريق استفزازها وأحيانا تثويرها متسلحين بما أشرنا إليه من قدرات التفكير الخلاق والمبدع حين مررنا بموضوعة الأدب والفن أو الفلسفة. ولا بد هنا من التنويه بثقل مسؤولية التفكير الحر أي ما سيؤدي إلى استكمال طرفي معادلة الإبداع السياسي ( الموضوعي + الذاتي = ولادة المنظمة السياسية ) إذ إن خطورة الأمر تكمن في تحليق التفكير بعيدا وفي آفاق قد تنقطع بتاتا عن الواقع فنعثر على طروحات بعيدة المنال وأحيانا مستحيلة التحقيق مما سيجر وراءه الكثير من التكاليف الزمنية وما يرافقها من تضحيات ربما حتى رمزية ( أنظر في ذلك مثلا طروحات الكثير من الأحزاب السياسية العراقية الأساسية في الحياة السياسية التي بسبب رومانسيتها وابتعادها عن الواقع لم تتمكن من الوصول إلى أي شئ من غاياتها ناهيك عن الخسائر الهائلة التي تحملها المجتمع جراء نشاطها هذا ومن أشكال الخسائر الهائلة إن المجتمع تعرض إلى نكسات تاريخية عادت به إلى الوراء حقبا زمنية طويلة بدلا من دفعه إلى الأمام – والعجيب أنه يستوي في ذلك الأحزاب اليسارية التقدمية واليمينية الرجعية على حد سواء ). إن الإبداع الحقيقي في ولادة المنظمة السياسية يكمن في الجمع الواعي بين الظروف الموضوعية وبين ما هو ذاتي وفي تحديد سمات الواقع تحديدا دقيقا وعلميا ومن ثم تسخير القوى الذاتية في وضع البديل الممكن والواقعي أي القابل للتحقيق.

إن تطوير الواقع ديمقراطيا يعني قبل كل شيء تشخيص الخلل والعمل على تفتيته وإزاحته. لكن آلية المجيء بالبديل لا تكون آلية قسرية بل تقوم على أساس الكشف عما ينطوي عليه الواقع نفسه من طاقات وإمكانيات ممكنة التحوير والتشكل لاستيلادها واقعا جديدا. ثم إن هذا الواقع الجديد لا يلد مرة واحدة كاملا جاهزا إنما يهبط أجزاء متتالية وشيئا فشيئا وكجزء جديد يغادر رحم الماضي يمهد أو على الأقل يساعد على ولادة الجزء التالي وما هو مفرح في فلسفة التطور هو أن الولادات الجديدة تشق طريقها بإصرار وعناد في مقارعة القديم لتتشكل بشكلها الجديد وبما لا عودة عنه وهي أيضا تحتوي في داخلها بذور عوالم جديدة قادمة أكثر حداثة منها تنتظر الظروف الملائمة لمغادرة رحم الظاهرة التي أصبحت قديمة. إن المنظمة الديمقراطية هي التي ترفض القسرية في معالجة ولادات العالم الجديد باسم الثورة. ذلك لأن قوانين التطور كامنة في أعماق الظواهر تتطور تلقائيا بتأثير الظروف المتنوعة (الموضوعية والذاتية) وتولد طبيعيا بسلام ولكن لا يعني ذلك بدون جهد. فالمخاضات دائما تنطوي على آلام ما، لكنها الآلام التي سرعان ما تتحول إلى أفراح وسرور بالمولود الجديد في حين إن القسر والعنف حتى إذا ما أديا إلى ولادة جديدة فعلى ندرتها تولد مشوهة معوقة ضارة وكل ما تبدو عليه من صحة وعافية هي مظاهر خادعة زائفة تزول في أول سبب ممكن (أنظر في ذلك تجارب الأحزاب الثورية ووصولها إلى السلطة وحتى ما اعتبرته يوما ما إنجازا سرعان ما انهار معها مخلفين معا الخراب والدمار).

*********************************

الصفحة الثالثة عشر

 

لنقرأ ماركس وانجلز معا .. بؤس الفلسفة

 

ثامر الصفار

 

في مسرحية “ماركس في سوهو” للكاتب الأمريكي هوارد زين (1999)، يقول الممثل براين جونز الذي أدى شخصية ماركس «عندما كتب برودون كتابه فلسفة البؤس. أجبته ببؤس الفلسفة. اعتقدت أن ذلك كان ذكيا. واعتقدت جيني أنه مهين. ربما كانت على حق». نعم، ربما كان عنوان الكتاب غير دبلوماسي، لكن ماركس تمكن من خلاله تبيان التناقض بين استراتيجيته السياسية واستراتيجية جوزيف بيير برودون بكل وضوح.

بعد الانتهاء من كتابة (الأيديولوجيا الألمانية)، أدار كارل ماركس وفريدريك إنجلز ظهريهما للفلاسفة، وألقيا بنفسيهما في التنظيم السياسي في ربيع عام 1846.

كان ماركس قد طرد من باريس في العام السابق، واستقر في بروكسل مع أسرته، لينضم إليه إنجلز. وقررا وضع خطط لإنشاء لجنة مراسلات شيوعية، تهدف إلى إقامة روابط بين الشارتيين الإنجليز والمنفيين الألمان والعمال الباريسيين. كان توقيتهما رائعا، حيث شهدت أوروبا موجة متصاعدة من الصراع الاجتماعي مع مطلع عام 1846.

في أواخر عام 1845، نشر إنجلز تقريراً مطولا (12 صفحة) عن الاجتماع العمالي (ضم حوالي 1000 عامل) المعروف باسم “مهرجان الأمم” في لندن احتفالا بقيام الجمهورية الفرنسية في 22 أيلول/سبتمبر 1792. وفي هذه المهرجان أعلن جورج جوليان هارني، ممثل الجناح اليساري لحركة الإصلاح الشارتية العمالية، «لا أشك في أن مبادئ المساواة ستحظى بقيامة مجيدة. في الواقع، تلك القيامة التي قاموا بها بالفعل، ليست فقط في شكل الجمهورية، ولكن الشيوعية ...»

فسر إنجلز هذا الخطاب وغيره أثناء المهرجان على أنها دلالات على أن مطالب الطبقة العاملة بالإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية الانتخابية (لم يكن يُسمح للفقراء بالتصويت في أي دولة أوروبية) تتطور بسرعة إلى وعي شيوعي. فكتب:

«كان هذا اجتماعا لأكثر من ألف ديمقراطي من جميع الدول الأوروبية تقريبا، حضروا للاحتفال بحدث يبدو غريبا تماما عن الشيوعية - تأسيس الجمهورية الفرنسية. لم تتخذ أي ترتيبات خاصة لاجتذاب نوع معين من الجمهور؛ لم يكن هناك ما يشير إلى أنه سيتم التعبير عن أي شيء بخلاف ما فهمه شارتيو لندن بالديمقراطية. لذلك يمكننا بالتأكيد أن نفترض أن غالبية الاجتماع قد مثلت كتلة البروليتاريين في لندن بشكل جيد إلى حد ما. لقد قبل هذا الاجتماع المبادئ الشيوعية، وكلمة الشيوعية نفسها، بحماس جماعي. كان الاجتماع الشارتي احتفالا شيوعيا، وكما يعترف الإنجليز أنفسهم، “فإن نوع الحماس الذي ساد ذلك المساء لم تشهده لندن منذ سنوات”. هل أنا محق عندما أقول إن الديمقراطية اليوم هي الشيوعية؟»

كيف لنا أن نقيم ادعاء إنجلز «أن الديمقراطية اليوم هي الشيوعية؟» من ناحية، يمكن ان نفهمه باعتباره نوعا من الحماس الثوري المفرط لشاب في الخامسة والعشرين من عمره. ومن ناحية أخرى، إذا شئنا الصراحة، فإن ماركس وإنجلز كانا قد خططا لكيفية مواجهة تعقيدات تعدد القوميات، والتقسيم بين العمال المهرة وغير المهرة، وغيرها من الحقائق الاجتماعية الأخرى. كان الاثنان يميلان إلى رسم خط مستقيم بين أي نوع من احتجاج الطبقة العاملة وبين الشيوعية. وإذا كان هذا يعكس تفاؤلا ساذجا ونموذجيا للثوريين الجدد، فسرعان ما سيواجهان ساحة معركة مليئة بالأفكار الراديكالية القديمة التي كانت الأكثر شعبية عهدذاك.

 

إنجلز يُنظَم في باريس

في عام 1844، كان ماركس وإنجلز يأملان في بناء تحالف مع الأناركي (الفوضوي) الفرنسي الشهير جوزيف بيير برودون، ودافعا عن بعض أفكاره الاقتصادية في كتابهما (العائلة المقدسة).

ولكن سرعان ما اتضح وجود اختلافات حادة بينهما وبينه. في صيف عام 1846، ذهب إنجلز شخصيا إلى باريس لكسب المهاجرين الناطقين بالألمانية بعيدا عن نسخة برودون عن الأناركية التي عرضها بوضوح في أشهر أعماله (فلسفة البؤس). من جانبه، اعتقد ماركس أن أفكار برودون كانت تمثل عقبة أمام القضية الشيوعية، لذا رد عليها بكتاب قصير باللغة الفرنسية بعنوان بؤس الفلسفة.

 

ما الذي يطرحه برودون؟

كان برودون معروفا بنقده الحاد للملكية الخاصة، ومدافعا عن تعاونيات العمال والاتحادات الائتمانية (جمعيات تقوم بتسليف العمال بنسبة فائدة قليلة). كما كان مدافعا أيضا عن العمال الرحّل (وكان لا يزال منهم الكثير في فرنسا) من الذين يعملون لأنفسهم ليحصلوا على القيمة الكاملة لمنتوجاتهم دون تدخل الوسطاء. وكان يأمل ان تنمو هذه المؤسسات داخل المجتمع الرأسمالي وان تتحول ضمن عملية إصلاح لامركزية الى مؤسسات مهيمنة، أي باختصار تغيير العالم دون المساس بالرأسمالية أو الاستيلاء على السلطة. وبالمناسبة لا زلنا نسمع اليوم أصداء برودون عند بعض الباحثين الغربيين. ولا ننسى أيضا تأييده علانية لأشكال الأسرة البطريركية (الأبوية) وكرهه الشديد لليهود حيث كتب مرة «اليهودي هو عدو الجنس البشري. يجب إعادتهم إلى آسيا أو إبادتهم. يجب ان يختفي اليهود من عالمنا بالحديد والنار».

وكان لابد لماركس وانجلز ان يختلفا بشدة مع هذه المفاهيم ولهذا شرع ماركس في تفكيكها على ثلاث جبهات: التحليل الاقتصادي، والمنهجية النظرية، والممارسة السياسية. وقد ساعد هذا العمل في كسب فئة من نشطاء العمال والمثقفين الفرنسيين من أنصار صحيفة الإصلاح Le Reforme. وسنحاول لاحقا الدخول في تفاصيل هذه الجبهات الثلاث.

 

************

 

الاعتراف بالاختلاف أم الحق في المساواة وبإعادة التوزيع الاجتماعي؟

التصدي لسوء التوزيع

 

نانسي فريزر*

 

ثمة فارق إضافي هامّ بين نموذج الموقع ونموذج الهوية. فبناء على نموذج الموقع، لا تكون الأنساق الممأسسة للقيمة الثقافية هي العقبات الوحيدة في وجه المشاركة المتكافئة. بل بالعكس، تتعرض المشاركة المتساوية هي أيضا للعرقلة عندما يفتقر بعض الفاعلين إلى الموارد اللازمة للتفاعل المتكافئ مع الآخرين. في حالات كهذه، يشكّل سوء التوزيع عقبة أمام المشاركة المتكافئة في الحياة المجتمعية، فيصير بالتالي شكلاً من الإخضاع الموقعي ومن الظلم. وخلافا لنموذج الهوية، نموذج الموقع يفهم العدالةَ الاجتماعية على أنها تنطوي على مستويين متمايزين تحليليا: مستوى الاعتراف، المتعلق بآثار الدلالات والمعايير الممأسسة عن الموقع النسبي للفاعلين المجتمعيين؛ ومستوى التوزيع، الذي يشتمل على توزيع الموارد القابلة للتصرف على الفاعلين المجتمعيين.

وهكذا، فكل مستوى يرتبط بوجه تحليلي متمايز من وجوه النظام المجتمعي. فمستوى الاعتراف يقابل نظامَ الموقع المجتمعي، فهو يقابل بالتالي تشكيل أنساق قيمة ثقافية راسخة مجتمعيا لأصناف محددة ثقافيا من الفاعلين الاجتماعيين- أي جماعات موقع- تتمايز كل واحدة منها بنسبة من الهَيبة والسمعة والتقدير تجاه الآخرين. في المقابل، يوازي مستوى التوزيع البنية الاقتصادية للمجتمع، وبالتالي فهو حصيلة ما كونته أنظمة الملكية وأسواق العمل من أصناف اقتصادية من فاعلين أو طبقات، تتمايز بحصتها المتفاوتة من توزيع الموارد.

ثمّ إن كل مستوى يرتبط بشكل متمايز تحليليا من أشكال الظلم. فالظلم المرتبط بمستوى الاعتراف، المذكور أعلاه، هو عدم الاعتراف. في المقابل، الظلم المرتبط بالمستوى التوزيعي هو سوء التوزيع حيث البنى الاقتصادية وأنظمة الملكية أو أسواق العمل تحرم فاعلين من الموارد اللازمة للمشاركة المجتمعية الكاملة. وأخيرا، فكل مستوى يقابله شكل إخضاع متمايز تحليليا. فكما أسلفنا، مستوى الاعتراف يقابل الإخضاع الموقعي، المتجذر في أنماط ممأسسة من القيمة الثقافية؛ ومستوى التوزيع، في المقابل، يقابل الإخضاع الاقتصادي، المتجذر في سمات بنيوية للنظام الاقتصادي.

على العموم، إذن، يضع نموذجُ الموقع مشكلةَ الاعتراف في إطار مجتمعيٍّ أوسع. من هذا المنظار، تبدو المجتمعات بما هي حقول معقدة لا تشمل أشكالاً ثقافيّة من التحكم الاجتماعي فقط وإنما أشكالا من التحكم الاقتصادي. يتشابك هذان الشكلان من أشكال التحكم في كافة المجتمعات. على أنه يتعذر اختزال واحدهما بالآخر كليا في ظروف الرأسمالية. بل بالعكس، ينفصل المستوى الاقتصادي نسبيا عن المستوى الثقافي، بما هما ساحتان خاضعتان للسوق، يغلب فيهما الفعل الاستراتيجي، تتمايز عن ساحات غير خاضعة للسوق، حيث يغلب التفاعل الخاضع لمبدأ القيمة. فتكون الحصيلة انفصالا جزئيا للتوزيع الاقتصادي عن بنى الجاه. لذلك، ففي المجتمعات الرأسمالية، لا تتحكم أنساق القيمة الثقافية حصرًا بالتوزيع للموارد الاقتصادية (بالضد من النظرية الثقافوية للمجتمع) ولا تكون الفوارق الطبقية الاقتصادية مجرد انعكاس لتراتبات الموقع؛ الأحرى أن سوء التوزيع ينفصل جزئيا عن عدم الاعتراف. أما بالنسبة إلى نموذج الموقع، فلا يمكن التغلب على كل أنواع الظلم التوزيعي بواسطة الاعتراف وحده. يستوجب الأمر اعتماد سياسات إعادة توزيع.

ومهما يكن من أمر، لا يمكن فصل التوزيع والاعتراف واحدهما عن الآخر بسهولة في المجتمعات الرأسمالية. يتشابك المستويان ويتفاعلان سببيا واحدهما مع الآخر في نموذج الموقع. فالمسائل الاقتصادية مثل توزيع الدخل لها تداعيات تتعلق بالاعتراف: ذلك أن أنساق القيمة الممأسسة في أسواق العمل قد تزكي النشاطات المسماة «ذكورية» أو «بيضاء» وسواها على تلك المسماة «نسوية» أو «سوداء». وبالعكس، فمسائل الاعتراف- الأحكام القائمة على القيمة الجمالية مثلا- لها تداعيات توزيعية: ذلك أن تقليص فرص الوصول إلى الموارد الاقتصادية قد يعيق المشاركة المتساوية في الإنتاج الفني. فتكون النتيجة حلقة مفرغة من الإخضاع، فيما نظام الموقع والبنية الاقتصادية يخترق واحدهما الآخر ويدعّمه.

على خلاف نموذج الهوية، يرى أنموذج الموقع إلى عدم الاعتراف في إطار فهم أوسع للمجتمع المعاصر. من هذا المنظار، لا يمكن فهم إخضاع الموقع بمعزل عن ترتيبات اقتصادية ولا فهم الاعتراف مجرّدا عن التوزيع. بل بالعكس، فمن خلال النظر في كلا المستويين معا فقط يمكن المرء أن يقرر ما هي المشاركة المتكافئة الملحة في كل لحظة مخصوصة؛ وفقط من خلال تفكيك التشابكات المعقدة بين الموقع والطبقة الاقتصادية يمكن المرء أن يقرر ما هي أفضل وسيلة لتصحيح الظلم. هكذا يشتغل أنموذج الموقع ضد اتجاهاتٍ ترمي إلى إزاحة النضالات من أجل إعادة التوزيع. وإذ يرفض النظرة القائلة بأن عدم الاعتراف هو أذى ثقافي بلا قيود، يدرك أن إخضاع الموقع غالبا ما يكون مرتبطا بمظلمة توزيعية. وعلى خلاف النظرية الثقافوية إلى المجتمع، يتفادى أنموذج الموقع تبسيط تلك الروابط المعقدة: فهو يدرك أنه لا يمكن التغلب على جميع أنواع المظالم الاقتصادية بواسطة الاعتراف وحده، ويدعو إلى مقاربة تتقصد دمج المطالبات بالاعتراف من أجل إعادة التوزيع، ما يخفف من مشكلة الإزاحة.

إلى ذلك، يتفادى أنموذج الموقع تشييء الهويات الجمعية، وكما أسلفنا، ما يتطلب الاعتراف في هذا الصدد ليس هوية جمعية بذاتها وإنما موقع الأفراد بما هم شركاء كاملون في التفاعل الاجتماعي. ولهذا التوجّه فوائد عدة. فمن خلال التركيز على آثار المعايير الممأسسة على قدرات التفاعل، يتحاشى النموذج موضعة الثقافة واستبدال التغيير الاجتماعي بالهندسة الهوياتية. وبالمثل، فإن رفض إعطاء الأفضلية لمعالجات عدم الاعتراف يثمن الهويات الجمعية القائمة، يتحاشى أنموذج الموقع جوهرة الترتيبات الحالية وحجر التغير التاريخي. أخيرا، من خلال تثبيت المشاركة المتكافئة بما هو معيار قيمي، يخضِع نموذج الموقع مطالبات الاعتراف لمسارات المكاشفة الديموقراطية العلنية، فيتفادى بذلك المونولوجات السلطوية عن سياسات الأصالة وتثمين التفاعل العابر للثقافات بالضد من النزعة الانفصالية والتقوقع الجمعي. وبعيدا كل البعد من تشجيع الطائفيات القامعة، فإن نموذج الموقع يناضل ضدها.

على سبيل الخلاصة: إن النضالات الحالية من أجل الاعتراف غالبا ما تلبس لبوس سياسات الهوية. وإذ تهدف إلى مجابهة تصويرات ثقافية تحقيرية لجماعات تابعة، تعمل على تجريد عدم الاعتراف من حاضنته المؤسساتية وتصرم روابطه بالاقتصاد السياسي. وبالقدر الذي تنادي بهويات جمعية «أصيلة»، فهي لا تشجع على التفاعل العابر للاختلافات بقدر ما تعزز النزعة الانفصالية والاتّباعية والتزمت. فتكون النتائج تعيسة من جهتين، ففي معظم الأحيان، تزيح النضالات من أجل الاعتراف النضالات من أجل العدالة الاقتصادية وتشجع على أشكال قمعية من الممارسات الطائفية في الآن ذاته.

مهما يكن، لا يكمن الحل في رفض سياسات الاعتراف جملة وتفصيلاً. فذلك يعني الحكم على ملايين البشر أن يعانوا من مظالم خطيرة لا يمكن تصحيحها إلا من خلال اعتراف من هذا النوع أو ذلك. فالمطلوب بالأحرى اعتماد سياسة اعتراف بديلة، هي سياسة غير هوياتية قادرة على أن تعالج عدم الاعتراف دون التشجيع على الإزاحة والتشييء. وقد حاججتُ أن نموذج الموقع يوفر الأساس لذلك. فمن خلال فهم الاعتراف بما هو مسألة موقع، ومن خلال تفحص علاقته بالطبقة الاقتصادية، يمكن للمرء اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من إزاحة النضالات من أجل إعادة التوزيع، حتى لا نقول إنه سيتمكن من أن يحلّها حلا نهائيا، فيستطيع أن يبدأ بالتخفيف من النزوع الخطير إلى تشييء الهويات الجمعية، إن لم نقل تبديدها بالكامل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فيلسوفة وناقدة ونسوية أميركية، معروفة بنقدها لسياسات الهوية وللحركات النسوية الليبرالية المتخلية عن العدالة الاجتماعية

مجلة “بدايات” الفصلية – العدد 32 – 2021

 

*************

الصفحة الرابعة عشر

جديد الكتب والكتاب

 

محمد خضير والمسرح/ جديد الأقلام

عددان جديدان صدرا من مجلة “الأقلام” صدرا حديثاً. الأول يقدم حواراً موسعاً مع القاص الكبير محمد خضير الى جانب عدد من الدراسات والنصوص. من كتاب العدد: فاضل العزاوي، د. بشرى موسى صالح، د. علي جعفر العلاق وغيرهم. فيما جاء العدد الآخر خاصاً بالمسرح وتضمن نصوصاً لكل من: عبد الأمير شمخي، مثال غازي، سلام حربة، هيثم بهنام بردى، خزعل الماجدي، علي عبد النبي الزيدي.

مع مسرحية “العار” لـ اياد افنار، ترجمة: د. هناء خليف غني.

 

من احدث الكتب الصادرة:

* رواية “ المفتش “ للأستاذ محمد سامي عبد الكريم/ دار نون/ نينوى.

* من ثورة الياسمين الى انتفاضة تشرين/ تأليق: انان غوبال. ترجمة: قصي العاني. منشورات دار الرواد.

* شذرات/ شعر عامية عراقي للشاعر: كامل الركابي/ اصدار دار الرواد/ بغداد.

*********

نصوص

 

محمد جبر حسن/ هولندا- خاص

صدَى

 

كُلما انظرُ للمرآة

ارى شخصاً لا اعرفه

فأصرخ وأقول .. هذا ليس أنا

نعم ليس أنا

فأنا مازلت في العشرين من عمري

 أحمل أمنياتي المؤجلة

ووصايا أبي

ودعوات أُمّي

احفظُ تاريخ الولادات

اشعرُ إني لم اغادر صفحات العشق

 ولم الوّح بعد للراحلين

لم اسمع بكاء الثكالى

ولم اسمع طبول الحروب العبثية

 نعم انا ما زلت بالعشرين

قلبي الذي ينبض جنبات صدري

يخبرني بذلك

حتى خزانة ذكرياتي تقول لي

هذا ليس أنت

فما زالت هناك فسحة كبيرة فيها لم تمتلئ

إذن

َمن هذا الذي ينظر لي

بعينيه الغائرتين وذوائبه المغطاة بالشيب

تنذر باقتراب الوعد الذي سيأتي

من هذا الذي ينظر لي

وأسنانه متفرقة مثل أولاده

الذين يتوزعون في بلاد الشتات

ارجع مرة أُخرى

واصرخ بوجه المرآة

هذا ليس أنا

ليس أنا

فيرجع الصدى من بعيد

هذا ليس أنا

ليس أنا

ليس

أنا

 

ما تبقى من الذاكرة

 

حين غادرت البلاد الحزينة

التي ولدتُ فيها

لم يبق لي غير ذاكرة قديمة

 اعيد شحنها كل يوم

لتخبرني عن مدرستي

وأول حرف تعلمته

عن مدينتي

وأول حب أحببته

عن أصدقاء طفولتي

 الذين غادروا بلا عودة

 عن ذكرياتي

التي تشرنقت كلها بظلال الحروب

عن خطايانا البريئة

التي كنّا نرتكبها كل يوم

 عن وطنٍ.. صار أكذوبة

وعلقنا نياشين بطولاتنا

 فوق خاصرته المدماة

عن السراب والأماني

التي لم نحصد منها غير الشعارات

 عن أكفنا التي لوّحنا بها للقادمين

 من وراء البحار

عن الذين وضعوا أقنعة البراءة

فوق وجوههم القبيحة

عن المقابر التي صارت

لا تتسع لجثث الموتى

 

خبايا

 

قبل أيام من ولادتي

لم أكن أعرف بأي بلاد أنا

ولم أعرف مكان مخاض أمي

 كنت أسمع صوت أبي يقول

 وبلسانٍ عربي مبين

سيأتي ولداً

ليس مثل بقية الأولاد

 سيأتي ومعه سرّ هذه الأرض

 ويجوب العَالم كله

يدور مع الشمس

ويلفُ البلدان طولاً وعرضاً

كانت أمي تضحك

 ودموعها تبللني

أبي كان مؤمناً بما يقول

ويعيدُ كلامه كل يوم

 لكن حين ولدتُ

 كانت الأسلاك الشائكة

 قد أحاطت بالوطن

وأغلقوا جميع الأبواب

 

ضد التيار

 

في جمعة ما

اردتُ السباحة ضد التيار

اخفيتُ أشرعتي الممزقة

 ومجدافي المكسور

وتواطأت مع موجات البحر

ثم عقدت أتفاقاً سريّاً مع الأسماك

 واستأذنت شيخ الصيادين

الذي ينتظر صيده منذ الفجر

 ليس هذا فحسب

 بل قمت بإطفاء فانوس الفنار

وعقدت صلحاً مع القرصان

لم يبق لي غير أن أنزل للعوم

لأكتشف فجأة

 إني لا اعرف السباحة

وأن ذراعيّ مكسورتان منذ الصغر

ولم اسبح يوما بساقية

أو حتى في جدولٍ صغير

من نهر

 

الصوت

 

صوت يشق جوف الليل

الصوت الذي لا يسمعه غيرك

مثل ضحكة مكبوتة

فقدت مسارها

 او أنّات مكتومة

لعشاق احترقوا بنار الهوى

ها انت تكلم نفسك مرة أُخرى

ما ضرّك لو استمعت إليه؟

للصوت الذي يخترق اذنيك

بطريقة حلزونية

ماذا لو تكلمت اليه؟

أنصت له بعقلك .. بجوارحك

 كن صادقاً معه

اغلق عينيك

 مثل هندي في صلاته

فقط افتح نافذة على قلبك للضوء

دعهُ يعانق الهواء

انفض ما علق عليك

من ماضٍ سحيق

ومزِق فتاويه المهترئة

ابتسم له مثل طفلٍ بكر ٍيخادع أباه

 حتى لا يفارقه

اغلق عينيك جيداً

دع عنك أنوار المدينة الخادعة

وقهقهات اصحاب الكروش

الممتلئة بالسحت

فهناك قلوب لم تر النور

وعقول لم تر البصيرة

خطواتك التي مشيتها بلا بوصلة

تاهت في تقاطع الأرصفة

تنادي عليك لتعيدها

 الى مسارك الذي ضاع

ربما تجدها هناك

عند زحمة الأصوات

التي تأسرك دون حراك

--------------------------------

*شاعر عراقي يقيم حالياً في هولندا

************

الميتافيزيقيا:بواكير الرؤية الجمالية بين الدين والدولة

د. نجم حيدر

 

لا يختلف باحثو الفلسفة في عد الميتافيزيقا اتجاه فلسفي اسس لبنية عقائدية مذهبية يمتلك مساحةٌ واسعة من تاريخِ الفكر الفلسفي عبر زمن يبدأ من ما قبل الإغريق ويستمر مع تحولات فاعلة عبر زمن التطور النسيجي المعرفي , ويمكن ان تعد الميتافيزيقيا بالأوسع تاريخا وتأثيرا واستمرارا , ومن ثم الأوسع انشطارا وتنوعا , كما انه اسس لتفاعل منطقي مع  اللاهوت وتناغما مع الفكر الديني .

والأسباب في كل ذلك يمكن استنتاجها على وفق ما يأتي:

لتصالحه الواضح مع استراتيجيات السلطات الحاكمة ومنها الامبراطوريات الكبرى قبل الميلاد وبعده التي سبقت الإغريق كما في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل ,حتى إن البعض من الباحثين قد انبت بضاغطي الخوف و المصلحة ، الاول في قراءة الوجود وما فيه من فناء ، و الثاني في برجماتية العيش و صراع البقاء المتطور عند الانسان  .

وهنا تكمن حالة المصالحة المستمرة بين السلطة والفكر الميتافيزيقي ولاسيما اللاهوتي، إلا في حالة الانشطارات المذهبية التي في ظاهرها عقائدية دينية وفي اعماقها صراع على الهيمنة السياسية والاقتصادية، الامر الذي اسس لهيمنة رجال الدين على اختلاف صور الاديان لأزمنة مهمة من تاريخ البشرية الذي حقق تناغماً بين سلطة الدين وسلطة الدولة.

اذ قلما نجد الميتافيزيقيا بأنواعها في صراع او مجابة بوصفها فلسفة أو ثقافة مرتدة أو مناهضة للسلطات الحاكمة الا في صراع على السلطة. وقراءة ذكية لسيكولوجية الخلود والحياة ما بعد الموت التي تناغم رغبات الإنسان وتحقق له الاطمئنان والارتياح على مستويين سيكولوجي وأبستمولوجيا.

والموقف مستمر مع سلطات الزمن الحديث والمعاصر عكس ما جابهه من رفض وتنكيل للمادية الجدلية وفي أحيان الوجودية والاتجاهات العلمية التي ترفض التابوهاتات المتخلفة. ولامتلاك الميتافيزيقيا منذ بواكير الفكر الإغريقي وحتى هنري برسكن وغاستون بشلار لعدد مهم من أساطين الفلاسفة لهم قيمتهم ونتاجهم القيم في تاريخ الفكر الإنساني عبر قرون طويلة , وبعض منهم ذو استمرارية في التأثير من القدم إلى المعاصرة كما هو حال أفلاطون وأرسطو وكانت وهيجل .

وهكذا تحقق الاستمرار والثبات عبر حقب تاريخية تعد طويلة نسبيا وتميزت الميتافيزيقيا بالتحول والتطور وأحيان كثيرة تدعو التحولات والتطورات الى الاختلاف عن سابقاتها في الجزئيات وفي أحيانا نادرة يكون الاختلاف ملامسا للكليات.

عندما نقول ان الميتافيزيقا في التزامها واستدعائها لمنطق الروحانيات والغيب وطاقته المطلقة التي لا يمكن الامساك او القياس فيها وعليها، يحق لنا ان نعدها الأوسع تناغماً وموافقة لطموحات الانسان ورغباته في ان يكون متسيداً على محيطه حتى ضمن دائرة المنطق الافتراضي ،  فالإنسان  لا يتحمل فكرة العدم او التحلل الى عناصره الفيزيائية التي تعد واقعة او حدث يتكرر منذ بداية الوجود الطبيعي.

 ان الرغبة الجامحة التي توافق افتراضاته في حياة ما بعد الموت والخلود الدائم، تعد دفقة استمرار ونمو للفكر الميتافيزيقي بأنواعه وأشكاله المختلفة. حتى ان الإضاءات الابداعية للإنسان قبل ان يتعامل مع الفكر الميتافيزيقي و قبل ظهور الأديان المهيمنة بحكم الكثرة ومساحة الانتماء الجغرافي، تؤسس لتوافق ابتدائي مع بدايات الفكر اللاهوتي، اذ كان الانسان يقدم رسومه في الكهف لأحداث او وقائع يقترض انتصاره وتسيد وجوده ورغبته المتطورة للهيمنة عليه الا ان مشكلة الموت ارقته، فرسم وقائع او احداث افتراضية لكنها قابلة للتحقيق، و تحققت اجزاء منها فعلاً. ومنها رسوم صيد حيوان الماموث والغزلان.

يمكن ان نعد لفكر الغيبي وما تكاملت معه رؤى الروحانيات التي اعتمدتها الافكار اللاهوتية الدينية والتي وجدت في ارض خصبة لها في اروقة المعابد. جذور مهمة ومنطلقات راسخة للفكر الميتافيزيقي، والسبب واضح يعتمد العلاقة الفاعلة في الرؤى الفلسفية، وما تناغم مع ثقافة السحر التي تعد في صميم الميثولوجيا القديمة بوصفها داعمة مهمة لجذور هذا الفكر الذي ما لبث ان اسس منهجا فلسفيا يعد من أقدم المناهج واوسعها انتشاراً وتأثيراً في حياة الانسان.

ان منطق البحث العلمي بأطره العلمية يؤمن ان هذه الافتراضات تنم عن رغبات او دوافع ضاغطها الاستمرار بالوجود بأفضل ما يمكن ان يكون عليه , فعندما استطاع الانسان ان يطور حياته بعد الكهف تغيرت لديه امكاناته المتاحة فأسس المعبد وانطلقت الميتافيزيقيا من الكهف الى المعبد وتنوعت وهي في تنوع مستمر. وقطعا ان تأسيس المعبد كان بأراده السلطات المهيمنة على المجتمع، وبذلك تطورت هذه الهيمنة فتناغم كهنة المعابد مع اصحاب السلطة والقوة الى ان اندمجت مصالح المعبد مع القصر في الدويلات والامبراطوريات في اصقاع الارض.

والمواقف مع تحولات الزمن تتشابه بل تتكرر باختلاف في الظاهر او المظهر، الا ان ضغط التطور العلمي والثقافي كان ومازال محرجاً للميتافيزيقيا، الا انها استطاعت ان تستثمر القوى العلمية في تطوير افتراضاتها وتحقق قناعات بمنطق العلم ذاته، وهي محاولات بدأت مع ارسطو وكان لديكارت وهيجل وهوسرل وباشلار جولات منطقية مهمة اعطت للميتافيزيقيا دفقة حياة، ومحاولات الفيلسوف (غاستون باشلار) في احالة الميتافيزيقا الى الاداء أو تطبيق حياتي ملموس الا صورة من هذا الاستثمار الفذ. 

لكن الصراع بين العلم والافتراضات الميتافيزيقية صراع دائم، واعتاد الميتافيزيقيون غلق الجدل بقوى الغيب التي تعتمد الايمان ولأسئلة المحرجة لا مقدرة للعلم التجريبي من حلها.

والبحث في تحولات الفكر الميتافيزيقي يحتاج الى مساحة من الاستقراء لحركتها ولاسيما مع افلاطون وتلميذه ارسطو، لتتهيأ لنا بعد ذلك تلك التوافقية بين الاديان الثلاثة الكبرى والتفلسف الميتافيزيقي.

********

سينما

«الگناوي... ساجر النار»: الجائزة الكبرى في مهرجان زاكورة المغربي

عدنان حسين أحمد / المغرب - خاص

 

سجّل العراق حضورًا طيبًا في مهرجان زاكورة السينمائي في المغرب بقطفه الجائزة الكبرى.

 وقد بلغ عدد الأفلام الوثائقية العراقية التي اشتركت في المسابقة الرسمية 4 أفلام من مجموع 17 فيلمًا تنافست على ست جوائز. وهذه الأفلام هي “الگناوي ... ساجر النار” للمخرج الدنماركي من أصل عراقي محمد توفيق، و“لم تكن وحيدة” للمخرج حسين الأسدي، و“وصمة عار” للمخرج البريطاني من أصل عراقي جعفر مراد و“الرتل” لرائد سلمان، وثمة أفلام عراقية أخرى استبعدتها لجنة المشاهدة والفحص لعدم سويتها الفنية، وافتقارها للاشتراطات الإبداعية المتعارف عليها. وقد حصد “الگناوي... ساجر النار” على جائزة أفضل فيلم وهي الجائزة الكبرى في المهرجان لأنّه يثير أسئلة إشكالية كبرى من بينها التهجير القسري، والانعتاق من العبودية، والتماهي في المكان الجديد وغيرها من المحاور الإنسانية الأخرى التي تهزّ المتلقي، وتضطّره للتفاعل والاندماج مع حيثيات الثيمة وتشعباتها الكثيرة. كما تلعب زوايا التصوير المُبهرة، وسلاسة المُونتاج دورًا مهمًا في تدفّق القصة السينمائية ضمن بنية معمارية رصينة ومدروسة. وأكثر من ذلك فإن (محمد الگناوي) هو شخصية زاكورية (نسبة إلى مدينة زاكورة) لكنه انتقل منها للعمل في مدينة مراكش بينما ظلت أسرته هناك، وهذا يعني من بين ما يعنيه احتفاء المخرج بمدينة زاكورة وأناسها، وخاصة هذا العامل المثابر الذي يكسب قوته بكدّ اليمين، وعرق الجبين، ويمارس هوايته الموسيقية والغنائية كلّما توفرت له سانحة الحظ وحظي ببعض الوقت والخلوة. أمّا الفيلم الثاني الذي حظي بتنويه من لجنة التحكيم التي يرأسها كاتب هذه السطور وتشترك في عضويتها الفنانة والشاعرة المغربية فاطمة بصّور، والفنانة التشكيلية التونسية ربح السهيلي الذين أجمعوا على أنّ فيلم ثيمة “وصمة عار” للمخرج البريطاني من أصل عراقي جعفر مراد تستغور المشاعر العميقة لبعض الجنود العراقيين الذين هربوا من جبهات القتال، ورفضوا المشاركة في حروب النظام السابق، وتمّت معاقبتهم بقسوة شديدة لم يتخلصوا من تداعياتها حتى الآن. فيما يأخذ الفيلم الوثائقي الثالث الذي انضوى تحت عنوان “لم تكن وحيدة” للمخرج المبدع حسين الأسدي منحىً آخرَ أقرب إلى “السهل الممتنع” في رصد حياة امرأة خمسينية كرّست حياتها لإخوانها وأخواتها، وزوّجتهم لكنها ظلت عزباء متشبثة بالمكان الأول، ورفضت أن تفارقة على الرغم من المغريات الكثيرة التي قُدّمت لها، فقد اعتادت على ترويض العزلة والتماهي مع البيئة المائية المنسبطة على مدّ البصر. إن عدم فوز هذا الفيلم بجائزة أو تنويه لا يعني أنه فيلم ضعيف أو غير متوازن من الناحية الفنية، فهو، على العكس تمامًا، فيلم سلس، وغني بصريًا، ويلامس مشاعر المتلقي الداخلية. وقد كتبت عنه غير مرة للتنويه بأهمية الفنية، والإشادة برؤيه صانع الفيلم الإخراجية. أما الفيلم الرابع والأخير فهو “الرتل” للمخرج رائد سلمان الذي اختار موضوعًا حساسًا ويهم العراقيين على وجه التحديد لأنهم عانوا من همجية داعش ودفعوا ثمنًا غاليًا في مقاومته وإبعاد شره المستطير عن المحافظات العراقية برمتها وإن كانت المحافظات الوسطى والغربية هي الأكثر تضررًا لكن المخرج لم ينتبه جيدًا إلى التناقضات التي وردت على ألسنة المتكلمين حيث وقع بعضهم في المبالغة والتهويل وأفقد مصداقية الفيلم. كان على المخرج رائد سلمان أن ينبّه المتحدثين على ضرورة تطابق الأرقام، أو تقاربها في الأقلّ إن لم يتوفر على عنصر الدِقة كما يريده أي مخرج رصين. وكان عليه استدارك ذلك الأمر بإعادة تصوير بعض المًشاهد “التهويلية” بهدف تحقيق التطابق والتناغم الذي يلغي مثل هذه الأخطاء الجسيمة التي تقوّض مصداقية الفيلم خصوصًا إذا كان وثائقيًا أو يحاول أن يرتقي إلى مستوى الوثيقة. كان الفضاء العسكري يندرج إلى وقت قريب ضمن الموضوعات الأمنية المحظورة التي لا يمكن خرقها أو هتك أسراراها وجعلها في متناول وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التي لا تتردد في عرضها لعامة الناس، فقد أدخلنا المخرج في غرفة عمليات طيران الجيش ومطاراته السريّة، وكيفية تسليح الطائرات المروحية باختلاف أنواعها، وتهيئة مقاتلات السيخوي، وإقلاعها من المدارج، ومعالجتها للأهداف الداعشية المعادية التي فتكت بالبلاد والعباد. وهذا سبق يحسب له، ولكن مبالغة بعض الشخصيات قد أفسدت متانة هذا الفيلم وضربته في الصميم.

**********

الصفحة الخامسة عشر

من الادب الساخر.. المتنبي.. وملح سيف الدولة

د. أحمد جارالله ياسين

 

لا أحد ينكر أن  قصائد مديح الساسة في التاريخ الشعري القديم رسخت ثقافة (الاستجداء) المادي والتسول المعنوي ، ومد اليد إلى السياسي ليبارك المنجز الشعري بعطائه المادي أو إصغائه البارد للقصيدة أو تصفيقه لشاعرها ، حتى غدا ذلك ( نسقا ثقافيا ) لا يمكن تجاوزه في الأعراف الأدبية السائدة من أجل اكتمال العملية الشعرية ، التــــــي تنهض وفق هذا (النسق المهيمن ) على المحاور الاتية : مرسل متسول ( الشاعر ) يرسل القصيدة ( الرسالة /الوسيلة الثقافية للتسول) إلى مرسل إليه (السياسي / صاحب المال) الذي يبدو بمشاركته عبر الفعاليات السابقة  وكأنه يكمل تلك العملية، التي تبدو من جانب الشاعر ناقصة إن لم تنل (مباركة) السياسي ومشاركته ، علما أن هذا الطرف الأخير لا شان له أبدا بأي من جوانب العملية الإبداعية التي أنتجت القصيدة مابين تجربة الشاعر ومشاعره وورقة النص ..ولم يكن السياسي سوى صنف من أصناف المتلقين للشعر ..ممن يأتون متأخرين الى تلقي النص ..

اليوم تقلصت مساحة المديح .. بل تكاد تغيب تماما عن المشهد الشعري العربي الحداثي ..وما  بعد  ا لحداثي لكن ثقافة (الاستجداء) الماضية ما يزال صداها يتردد في فضاء ذلك المشهد على الرغم من ادعائه تبني الحداثة الشعرية ... فما زلنا نقيم الفعاليات الأدبية ولا نفتتحها إلا بحضور الطرف الثالث (المتلقي السياسي).. وما زلنا ندعوه لحضور جلساتنا الأدبية ونؤكد على حضوره ببطاقة دعوة خاصة، ولافتة ترحب به مسبقا، وبرعايته التي نفترضها ونفرضها ،  ونهتم به أكثر من اهتمامنا بالمتلقي المستقل ،  المسكين ، المتواضع الذي قد يأتي من غير دعوة أو توسل به كما قد نفعل مع المتلقي السياسي ..ومازلنا نحزن إن لم يحضر هذا الأخير .. ونغضب .. ونشعر بإحباط وبان ثمة نقصا قد نال قصائدنا .. بل نتصور أننا قد فشلنا في مشاريعنا الأدبية إن لم يمد إلينا يد العون ولو بزيارة قصيرة إلى محاضراتنا الثقافية أو مهرجاناتنا الشعرية  ..

كان الشعراء في الماضي البعيد هم من يذهبون بدلال إلى مجلس السياسي لقراءة قصائدهم التي غالبا ما تكون مديحا لمستضيفهم .. ويخرجون من خيمته أو قصره برفقة الدنانير والدراهم أما اليوم.. فالشاعر هو من يوجه الدعوة إلى المتلقي السياسي .. وينتظر حضوره قلقا من غيابه .. وعادة لا يأتي هذا المتلقي .. ومع ذلك نصر على انتظاره المجاني.. ونكرر دعوته .. ونوجه إليه رسائل عتب شفافة على غيابه .. حتى نصل إلى تلك الدرجة التي تماثل ثقافة الاستجداء القديمة التي تتغيا التواصل مع المتلقي السياسي .. مع أن الأمر غير ملزم مطلقا لان لكل من الشاعر والسياسي مشروعه الخاص .. وكل منهما يمكن أن يكتمل وحده و يعيش بعيدا عن الآخر.. من دون أن يفشل .. أو يشعر بالنقص ..

فأي حداثة هذه التي نزعم تبنيها في قصائدنا ونحن من الجاهليين في ثقافة ترويج مشاريعنا الأدبية التي  نحسب أنها تتعثر إن لم تتوكأ على كتف المتلقي السياسي ..

وأي حداثة هذه التي ننحت في ظلها صور القصيدة من الحجر الكريم لثقافتنا الغنية .. ثم نكسر تلك الصور إحباطا إن لم يلتقطها المتلقي لانشغاله بمشروعه السياسي .. وذلك أمر لا يحتم عليه مسؤولية الالتفات إلى النشاطات الأدبية لأنها – في الأصل - قائمة بذاتها وبفنونها ومكتملة بإبداعاتها ..ولا شأن للسياسة مطلقا بتحقيق ذلك الاكتمال ..مثلما لا شان للقصيدة بوصفها – فنا وبناء جماليا وانفعاليا – بأي مؤسسة سياسية بوصفها- المؤسسة -  إدارة عقلانية وأساليب دبلوماسية بعيدة عن الانفعال والوجدان ..والحبيب الاول..والخيل والليل..

فان التفت السياسي إلى تلك النشاطات الأدبية – وذلك من حقه - فمن جهة كونه متلقيا بصفته الإنسانية العادية التي قد تتذوق الأدب .. وليس بصفته السياسية الخاصة .. والصفة الأولى هي التي يشترك فيها مع جمهور المتلقين على اختلاف أصنافهم وليس ملزما باستحضار صفته الثانية بناء على توقعات الأدباء ممن مازالوا يصرون على ضرورة إقامة العلاقة على طريقة ( المتنبي وسيف الدولة ) بين الشاعر والمتلقي السياسي ..فقصائدنا طعمها جميل جدا ..وليست بحاجة الى ملح السياسي او مطبخه او ثريده..

**********

عيبال على ساعدها

 

(إلى فدوى طوقان)

 

محمد علوش * 

 

ليست رحلة موت

فخيولك تعصي كل فناءٍ ودوار

لكن ما رحلت في نزهة خصبٍ نحو غياب

بل، ألف حياةٍ

في دار قرار

ألقٌ كالنجم

وشعلة شوقٍ في مرعى أيار

في ساحتنا سيموت الموت

وتبقين كما أنت ورود الدار

فتعالي حلماً

مترعةً بحكايا الأيام

بحدقاتٍ غارقةٍ في الصمت

وتدعوني لمواصلة الدرب

لأدخل كالنبض سرير فراشات الليل

لأمارس نحو الأرض عبوري

وأعانق فجراً فضياً في كف الأسرار.

يا شاعرةً دائمة الخضرة كالزيتون

كبرقٍ يقدح بالسيف وبالنار

هذا عيبال على ساعدها

مرج أساطير

فيض أعاصير

ألف سماءٍ ونهار.

لمداد الكلمات

يتفجر لؤلؤةً في إيوان الشعر

يتوثب أغنيةً لملائكة المدادة في صحن الدار

تستنفد طاقتها نافورةُ عشقٍ في جرزيم

تغني مع فيروز عن الحّب الأبقى

وأراك على الدرج الصاعد نحو العين

يتسلقُ أعمدة الثار

ويشعلُ أحزان الأرض حقولاً وجرار

لمخلصنا الثوريّ

لمخلصنا من جُبّ العزلة والأوزار

الحرفُ شموسٌ في رئة الكون

والنصُّ

أسرابٌ من حجلٍ

تتهجى خارطة الأغوار

وأراك هناك

بنظرة عين

بريش مدادٍ يعلن ثورتهُ في الثوار.

ما أقبح سكين العتمة

سأنبذُهُ في العتم

سأقتلُهُ في المهد.

يا فدوى طوقان

يا شاعرة الفرح النابلسيّ المائج والهدار

يا وجه ملاكٍ

يرقص في الأنوار

يا أسطورة بعثٍ وبذار

على قمة أحلامك

يولد سيف النصر

ويولد جيش الأنصار.

ونعود

فحرفُك يرفضُ كل لجوء الكون

ويعلنُ عودتنا للأرض الحبلى بالأمطار

يا امرأةً تنزف جرح الشعر

وموسيقى الأشعار

يا كل أناشيد الحريــــة

في شعب الصبر

وفي زهرة صبار.

ما أجمل فارسةٍ

تعرج نحو الروح الوثابة

في غضبة بحرٍ

أو وثبة بحار

ما زال يرى عذراء الموج عروسته

ويخبئ في قمح الأرض جنون الإعصار.

______________

* شاعر من فلسطين

 

***********

عالم المرأة في رواية «عيادة الحاج مهاوي» لحسن العاني

محمود خيون

 

عند قراءتي لرواية (عيادة الحاج مهاوي) للكاتب حسن العاني خطرت ببالي فكرة كيف بنا التعامل مع عالم المرأة المثير للجدل والمشغوف بمئات الأسرار والخفايا التي قد تغير من عملية السرد بأكمله عند الكاتب أي كاتب...خاصة إذا كانت الفكرة العامة للرواية أو القصة تتحدث عن ماهية العلاقات الجنسية الخاطئة بين الرجل والمرأة والتي قد تتجاوز حدود الخيانة الزوجية أو تتجاوز الأعراف والتقاليد التي تحرم تلك العلاقات وتعدها من الجرائم الكبرى المكللة بوشاح العار الذي لا يغسله إلا الثأر بالقصاص من الخائن أو المرأة الخائنة.. وتدور احداث رواية (عيادة الحاج مهاوي) في إحدى القرى الريفية النائية في الجنوب..عندما تنشأ علاقة بين دكتور القرية ابن المدينة المتحضر وبنت أحد وجهاء القرية أو ما يسمونها قرية الشيخ عيدان وهو نفسه الحاج مهاوي الذي ساهم في دعم عيادة الدكتور وتوفير جميع المستلزمات المطلوبة من أدوية ومواد طبية وأجهزة بسيطة كجهاز قياس الضغط ووعاء تعقيم الإبر..وتتطور تلك العلاقة بين( زكية ) والدكتور عندما صارت تعمل كممرضة في العيادة لتقديم العون في معالجة سكان القرية الذين يحضرون للعيادة من أجل الحصول على العلاج المطلوب للحالة آلتي يعانون منها...وهكذا وبحكم المعاشرة اليومية بين دكتور القرية وزكية تطورت العلاقة وفي لحظة ضعف شابتهما وقادتهما إلى ممارسة الجنس وبكل تفصيلاته إذ كان الدكتور يعاني من الكبت الجنسي لعدم معاشرته لأي نوع من النساء، حتى يتذكر دائما ماقاله رفاقه في الدراسة عن شخصيته التي لم تعرف أي نوع من العلاقة مع أي امرأة..

وهكذا شاء القدر أن يرى الدكتور بأم عينه تفاصيل فتاة شابة وملتهبة ومتعطشة للجنس أكثر منه...(زكية التي وهبتني تأريخا لم يكن من تواريخي، مفعما باللذة والانتشاء والنذالة..) ولم تقف العلاقة عند هذا الحد فقد علمت (الخالة فضيلة) وهي والدة زكية وزوجة الحاج مهاوي بأن الدكتور له علاقة بابنتها...حاولت هي الأخرى إقامة علاقة جنسية مع الدكتور وتحولت تلك العلاقة فيما بعد الى ليال سمر ولذة ونشوة وشعور بالانتشاء والراحة الجسدية والروحية لكليهما كون الدكتور شعر بالفرق الشاسع بين (فضيلة) وخبرتها ومفاتن جسدها المشحون برغبات جنونية وبين ابنتها زكية وبين صبحة زوجة الشيخ جاسم التي تحول قيامه بعلاجها من الدمامل الخراجية إلى شذوذ جنسي عارم.  

أن حسن العاني كان موفقا في عملية إختيار شخوص روايته وموفقا أيضأ في عملية السرد والبناء الفني للاحداث وتسلسلاتها وبأسلوب كلاسيكي مباشر وسلس وفيه قوة جذب للقاريء، بأن إستطاع أن يجعل منه متابعا ممتازا للحدث والتنقل بشغف مع ابطال الرواية من حيث قدرته على المسك بالخيط الأول للرواية حتى آخره وتلك عملية مثيرة وجذابة ويشعر خلالها القاريء بالمتعة في مواصلة مكامن الحدث إلى ما وراء النهاية.. .وكأنه يعيش اللحظة أو أنه بارع كمخرح سينمائي يجعل من المشاهد لفيلمه في حالة تشوق لما يحدث في المشاهد التي تلي ما يعيش معه من أحداث ووقائع...

وهو يذكرنا بروائع الأدب العربي والعالمي والمحلي الذي تحدث صانعوه عن أسرار العلاقات الجنسية في المجتمعات العربية وعلاقتها والواقع الذي تعيشه المرأة والرجل على السواء...وان عملية الجنس تشكل عاملا مهما واساسيا في العلاقة أو في علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع وكيف أنها تشكل حالة التوازن الموضوعي وغير الموضوعي بين الاثنين... والتي إستطاع نجيب محفوظ معالجتها في الكثير من اعماله وبأسلوب سحري وشيق خاصة في “اللص والكلاب” و”ثرثرة فوق النيل” وغيرها كذلك الكاتب الساخر احسان عبد القدوس الذي انشغل بهذا الجانب الخطير من خفايا المرأة وقدرتها على الخيانة و ببراعة فائقة....وما كتبه الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي في (الوشم) و(الانهار) إذ جسد فيهما صورة العلاقة الحقيقة لموضوعة الجنس بين الرجل والمرأة في المجتمعات البدائية والتي قد تقام وبشكل عفوي وسريع عندما تتوافر صورة الجنس والرغبة. وتختلف قضية الجنس في فكر وبناء وتصور كل روائي على حده...فمنهم من يفسر هذه القضية بأنها (المعادلة التي يقدمها الروائي من خلال منهجه الفكري، هي أن المجتمع وليس الفرد هو ثمرة الوضع السياسي والاقطاعي فجاءت قضية الجنس عنده كعلاقة اجتماعية حالها حال العلاقات الأخرى أي أن الروائي يوظف هذه الثيمة ليس بصفتها المباشرة بل بأعتبارها فعلا رمزيا يحيل إلى دلالات اجتماعية وسياسية معينة).

عرفت الكاتب حسن العاني منذ اكثر من أربعين سنة، عرفته كاتبا ساخرا ومتجدد في افكاره وموضوعاته، ولكني فوجئت ولنا اقرأ روايته (عيادة الحاج مهاوي) بامتلاكه قدرات إبداعية في ممارسة فن كتابة الرواية ومايتطلبه من عملية بناء فني وتسلسلي في سرد الأحداث بمثل ما استطاع أن يأتي بها العاني... فهي قدرة فائقة في جعل القاريء والباحث والدارس يتابع بشغف أحداث روايته ويبحث عن مصير أبطاله وشخوصه. 

العاني أختار لنا بطل روايته وجعله هو السارد الوحيد لمسلسل الأحداث حتى ساعة مقتلة.. ومابعدها حيث فكر اهل القرية بإقامة ضريح له كونه قدم خدمات جليلة وكبيرة لقريتهم المنسية والبائسة والتي عاشت من الكبت والحرمان ما يجعل منها واحة تنبعث منها روائح الطيبة والعشق الموسوم بالوفاء والحب..

**************

قصة قصيرة.. حُلم الستيني

 

حسن البحار

 

يدور حول نفسه، ناشرًا ذراعيه يشمّ في الهواء، فرحًا باللحظة..

يدور أسرع..

لم يهتم لجمهرة الناس من حوله ولا للحمام الذي أثار فيه روح الطيران يردد: “أنا طير”. 

الطيران حُلم يراوده في الصحو والمنام، لكنه عجز عن تحقيقه، الخجل من الناس وملامتهم، تدفعه إلى الاهتمام بتحفظ شديد لكل خطواته وتحركاته، حتى في ألفاظه شديد الحرص على مخارج حروفه، يعش في مدينة تهتم بالطباع الصلبة للرجال، يميل بين الفينة والأخرى للركض ، لكنه لا يفعل ذلك، ولأنه يعجز عن تحقيق أصغر ما يتمنى في بلاده، كان يجمع المال من معاشه التقاعدي ويسافر...

الساعة الحادية عشر من صباح تموز الحار، يشعر بالتغير في الأجواء، ومع اللحظات لطيفة، والنسمات الباردة مقارنة مع حرارة الهواء في توقيت الوطن، قال: يومًا عن إسطنبول بلاد البحار والأشجار والماء والطيور”، يتذكر جيدًا أول مغادرته بوابة المطار إلى الفضاء شعر بالراحة وتحقيق أحلامه، حقيبته الجلدية التي ترافقه فيها القليل من أشيائه، لم تكن به حاجة إلى ثياب تذكره بضعفه الذي كان ينمو في صدره، يفكر في الجديد الذي يليق بسائح متحرر.

 أكثر من ساعتين على دخوله الغرفة في أحد الفنادق المنتشرة بشارع “تقسيم”، غادر مرحًا يفتش عن مطعم ومحال بيع الملابس، ترك هموم السُكري الذي أخفى بريق شبابه وتناول وجبة دسمة مع الحلويات، سريعًا دخل محال “LC”، أشترى قمصاناً ملونة مطرزة بالطيور والورد، لم ينسَ “الشورت” القصير والتركيز على تنسيق الألوان، سعيدًا، عاد إلى غرفته، دخل الحمام، رش العطر، لبس ثيابه الجديدة، سرح شعره، نظر إلى وجهه في المرآة: “تحرر”..

خرج إلى الشارع يسارع في خطواته إلى البحر، بعدها عاد إلى الشوارع وقضى وقتًا بعدها وقف عند ساحة “تقسيم الكبيرة أمام نصب الجمهورية، تجمع الناس، يقدمون الطعام إلى طيور الحمام ويمرحون، لم تكن به حاجة إلى التريث، وعلى الفور دخل وسط الساحة ونشر ذراعيه وراح يدور وهو يردد: “أنا أطير”.

***************

 

الصفحة السادسة عشر

 

إصدار

 

كتابات عن تجربة د. علي إبراهيم

 

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا للدكتور علي إبراهيم كتاب بعنوان “كتابات عن تجربتي”.

في كتابه يجمع المؤلف بعض ما كتبه من بحوث وكتابات ومقالات وحوارات تم نشرها في مجلات وصحف. فضلا عن تعقيبات قدمت تصحيحا أو رأيا على ما كتبه أو على من أجرى معه حوارا.

ويرى د. إبراهيم، أن كتاباته تلك مضت عليها سنوات طويلة، مع اعتقاده الراسخ بأن ما كتبه لا يسقط بتقادم الزمن لأنه تخصص في دراسة حقب زمنية تشكل مراحل من تاريخ الشعب العراقي وقضاياه.

 

*************

ليس مجرد كلام.. مهرجان الجواهري نقطةُ ضوءٍ في نفقٍ معتم

 

عبد السادة البصري

 

قبل أن نتحدّث عن أيّ عمل، سواء كان مهرجاناً أو أي فعل آخر، علينا أن نكون على قناعة تامة، إن كان كبيراً أم صغيرا، انّه لا يخلو من السلبيات والايجابيات أبداً!

لهذا علينا أن نؤشر الايجابيات ونقف معها ونمتدحها بكل ما نريد قوله، ونترك السلبيات للقائمين على هذه الفعّاليات، لأنهم بالتأكيد قد لمسوها ولاحظوها وسيقومون بتصحيحها في قابل الأيام والأعمال القادمة!

منذ عام 2018 حين أقيم مهرجان الجواهري بدورته الثالثة عشر المتزامنة مع انعقاد مؤتمر الأدباء العرب في بغداد ، ولحد أواخر هذا العام لم ينعقد مهرجان أو ملتقى بحجمه ، عدا المربد  ،  وذلك بسبب ظروف قاهرة منها رحيل الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر إبراهيم الخياط في حادث مؤسف ، وجائحة كورونا التي شلّت الحياة في عموم البلاد والعالم وأخّرت كل شيء، وبات الحظر سيد الموقف ، إلاّ أن انطلاقته في هذا العام وبالتزامن مع معرض العراق للكتاب قد أعطى للمتلقين انطباعاً جميلاً ومعبّراً يسمو إلى الثناء والمحبة والوقوف مع القائمين عليه !

فهو ومنذ انطلاقته الأولى عام 2003 أصبح مهرجاناً كبيراً موازياً إلى المربد ، لكن نقف عند حدود الصرف والموازنة المالية تحديداً ،إذ أنّ جميع دورات مهرجان الجواهري أقيمت على نفقة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق إلاّ ما ندر في دورة أو دورتين ثمة مساعدة ما ، وهذا دليل واضح على أن الاتحاد أخذ على عاتقه إنجاح فعالياته مهما كانت الظروف المالية ،  فكانت فكرة لمّ شمل الأدباء بعد غيبة وتباعد قسري لأكثر من عامين في عاصمة المحبة والسلام بغداد ، وحين تم الإعلان عن إقامة دورته الرابعة عشر هذا العام هلّل الجميع وبارك هذه الخطوة ، فكان السعي الحثيث من قبل المكتب التنفيذي والمجلس المركزي إلى إنجاح هذه الفعالية وبكل طاقاتنا الفردية والجماعية، تشكّلت خليّة النحل من اللجان التحضيرية العاملة ، وبدأت الاجتماعات والتحضيرات وصولاً إلى الدعوات مالها وما عليها، لأنه لا يمكن أن تتم دعوة جميع أدباء العراق مرة واحدة، فلابدّ من دعوات محددة قد يُنسى هذا الأديب وذاك سهواً، لكن عند التذكّر يقال له مكانك القلب دائما!

انطلق المهرجان في قاعة كبيرة تسع ما يقارب ألف شخص، لهذا لا يمكننا أن نشير إلى عدد الحاضرين مهما كان ساعتها، بعدها توزّعت الجلسات في أكثر من مكان لفسح المجال لجميع المدعوين أن يشاركوا في القراءة دون إغفال اسم ما، كما كان حضور الجلسات النقدية والمشاركة في توقيع إصدارات الأدباء في المعرض والتجوّل فيه مؤشراً جيدا!

الضيافة والتنظيم كانا جيدين رغم العدد الكبير من المدعوين والحاضرين ضيوفا!

 لهذا علينا أن نقف مع كل محفل في هذا الظرف الصعب، سواء وقفت الوزارة معه أم لا، رغم أنها معنية بشكل دقيق جداً بالثقافة، ومهرجاناتها بكل الأشكال والأنواع والاتجاهات، لكن غلبة الرأي والمزاج الشخصي يحول دون الوقوف مع هذا المحفل أو ذاك للأسف، هنا نؤشر عدم وقوف الوزارة مع الجواهري ولا المساهمة في تمويله مالياً، أو حضور فعالياته من الافتتاح وحتى الختام للأسف الشديد!

مهرجان الجواهري وغيره من المهرجانات علينا أن نقف معها سواء كنّا في وزارة معنية بالثقافة أو خارجها، لأن فتح نافذة للجمال والضوء هو فعل رائع وكبير في زمن نحن الأحوج فيه إلى بقعة ضوء في هذا النفق المعتم من الخراب والتجهيل والفساد، وبارقة جمال إنساني تمنح الأرض ثوباً من المحبّة والإبداع والفرح في زمن صار للقبح فيه صولات وجولات وخيّم الحزن على فضاءاتنا ونفوسنا!

الجواهري بإمكانيات الاتحاد المحدودة نجح وسينجح مازال هناك قلوب عامرة بمحبة الناس والوطن، تسعى وتعمل كخلية نحل في إشاعة ثقافة المحبّة والجمال والإبداع في هذا الوطن!

 

**************

جلسة استذكارفنان الشعب فؤاد سالم

 

بغداد – زيدان الربيعي

 

احتضنت قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الجمعة الماضية، جلسة استذكار لفنان الشعب فؤاد سالم، في مناسبة الذكرى الثامنة لرحيله.

حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، والملحن محسن فرحان والمطرب سعدون جابر والملحن صباح زيارة والمطرب محمد زبون، إلى جانب جمع من محبي الراحل.

وتحدث في الجلسة كل من الشاعر الكبير ناظم السماوي والفنانة التشكيلية بشرى سميسم والكاتب زيدان الربيعي، الذين استذكروا الراحل وألقوا الضوء على مسيرته الفنية وتجربته النضالية في سبيل الوطن والشعب. 

وكانت للملحن محسن فرحان مداخلة في الجلسة، تناول فيها علاقته بفنان الشعب. واشاد بقدراته الغنائية العالية.

كذلك، قدم الرفيق رائد فهمي مداخلة قال فيها أن “فؤاد سالم ارتبط بالمجتمع العراقي بعلاقة مميزة، وها هو اليوم يحصد ثمار تلك العلاقة رغم مرور ثمانية أعوام على رحيله”.

بعدها ألقى الشاعر ناظم السماوي قصيدة رثاء بحق الراحل، وباقة من قصائده الأخرى.

وساهم في الحفل الغنائي الذي شهدته الجلسة، كل من المطربين خضير المالكي، ناظم الأصيل، كريم حسين، مكصد الحلي وسعد العطار، الذين أدوا مختارات من أغنيات فنان الشعب.

 

*************

على قاعة شيوعيي البصرة.. “ملتقى جيكور” يحتفي بالروائي عبد الزهرة حسن

 

البصرة – طريق الشعب

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، بالكاتب والروائي عبد الزهرة حسن حسب، في مناسبة صدور مجموعتيه القصصيتين الجديدتين “القرية تروي أحزانها” و”المدينة تشكو أشجانها”.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن السردي. بينما أدارها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، الذي رحب بالمحتفى به وقدم سيرتيه الذاتية والإبداعية، معرجا على علاقتهما الممتدة سنوات طويلة من العمل في إعلام الحزب الشيوعي.

ثم قرأ ورقة بعنوان “الإبداع لا عمر له”، كان قد كتبها الشاعر عبد السادة البصري في إطار عموده الأسبوعي بجريدة الدستور، والموسوم “تقاسيم على الهامش”.

ويتحدث البصري في ورقته عن البدايات الإبداعية للكاتب والروائي عبد الزهرة حسن، منذ كان مدرسا ناجحا لمادة الرياضيات، حتى تقاعده قبل أكثر من ربع قرن، مشيرا إلى أن رواية المحتفى به الأولى “الأنهار لا تنبع من المدن”، أصدرها بعد أن تجاوز الثمانين من العمر، وقت كان قد فقد السمع والبصر بشكل شبه كلي، ثم ألحق الرواية بمجموعتيه القصصيتين الجديدتين بالإضافة إلى كتاباته السياسية وحواراته الصحفية على المواقع الالكترونية وفي مجلة “الغد” الصادرة عن الحزب الشيوعي العراقي في البصرة. وهو عضو في هيئة تحريرها.

بعد ذلك، تحدث المحتفى به عن بداية مشواره مع الكتابة، متناولا الصعوبات التي بات يعانيها في مزاولة القراءة والكتابة بعد أن فقد السمع والبصر، وكيف أنه صار يعتمد على من يقرأ له ويكتب عنه الحروف.

وفي ما يتعلق بأساليب السرد، أجرى حسب مقارنة بين السرد القصصي والروائي، معرّفا بأهم مقومات هذين الجنسين السرديين.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن سيرة المحتفى به وتجربته الأدبية، بضمنهم الشاعر والناقد مقداد مسعود والأستاذ سجاد الموسوي.

وفي الختام، سلم عضو هيئة إدارة “ملتقى جيكور”، الشاعر جلال عباس، شهادة تقدير إلى الرفيق الكاتب عبد الزهرة حسن، الذي وقّع هو من جانبه نسخا من مجموعتيه القصصيتين ووزعها على الحاضرين.

 

**************

ناي جبال اربيل يعزف ألحانه في بغداد

 

بغداد ـ طريق الشعب

نظم دار الثقافة والنشر الكردية، صباح أمس الأحد، مهرجان الأغنية الكردية، حمل شعار “الأغنية الكوردية تشدو في بغداد.. للسلام نغني” وبحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وممثل وزير الثقافة والسفير الفلسطيني ونخبة من الفنانين والادباء والمثقفين والسياسيين والبرلمانيين.

 بدأ المهرجان فعالياته بكلمة ترحيبية بالحضور، تبعتها كلمة مدير عام الدار السيد ئاوات حسن امين. والقى بعدها ممثل وزير الثقافة جبار الشويلي كلمة الوزارة.

بعدها، قدم شباب فرقة الفنون الشعبية الكردية في أربيل لوحة راقصة بعنوان (أربيل أربيل) على أنغام الدبكة والأغاني الكردية الأصيلة، بعد انتهاء العرض الراقص، غنى الفنان الكردي هه فال خانه قينى مجموعة من الأغاني الكردية والعربية التراثية التي أطربت الحاضرين، بصوت الشاب العذب.

ومن ثم عادت فرقة الفنون الشعبية الكردية لتقديم عرض فني آخر بعنوان “الاخاء”، على وقع موسيقى عربية وكردية ارتدى فيها الشباب الأزياء التي تعبر التآخي بين أبناء البلد الواحد توسطتهم شابة ترتدي زياً مطرزا بعلم كردستان.

وبعد انتهاء العرض قدم الناقد الموسيقي حيدر شاكر، محاضرة عن تاريخ الفن والغناء الكردي.

وضمن المهرجان أيضا، قدم الفنانان شنيار نجيب واحمد الكردي، عرضا غنائيا أيضا.

وفي ختام المهرجان، جرى توزيع الهدايا والدروع على الفنانين والمشاركين في فعاليات المهرجان.

 

**************

 

 

ابتهاجا بأعياد الميلاد.. حفل موسيقي في مدينة أور الأثرية

 

 

الناصرية – شوقي الجاسم

 

شهدت زقورة مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، السبت الماضي، حفلا غنائيا – موسيقيا في مناسبة أعياد الميلاد، أقامه فرع نقابة الفنانين في المحافظة.

حضر الحفل المحافظ أحمد غني الخفاجي وجمع من محبي الموسيقى والغناء. وقبيل الانطلاق، ألقى رئيس فرع النقابة، علي عبد عيد، كلمة أشار فيها إلى الأهمية التاريخية والثقافية والحضارية لمدينة أور الأثرية. أعقبته السيدة هيفاء الأمين بكلمة هنأت فيها العراقيين عامة، وأبناء الطائفة المسيحية بشكل خاص، في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، مشددة على أهمية تلاحم العراقيين بكل أطيافهم من أجل الارتقاء بالبلد.  وكانت للأستاذ خالد صبر كلمة استعرض فيها التاريخ الفني لمدينة أور، وكيف أن الملوك السومريين كانوا يهتمون بالفنون وبالموسيقى على وجه الخصوص.  وشهد الحفل أغنيات تراثية ومقطوعات موسيقية قدمتها الفرقة الفنية التابعة لفرع النقابة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جدارية فائق حسن في قلب الإهمال!

 

بغداد – حسين علوان

 

تعد جدارية الفنان التشكيلي الرائد فائق حسن، في “ساحة الطيران” وسط بغداد، أحد أجمل الشواخص الفنية في العاصمة. ففيها جسد الفنان أروع قيم المحبة والوئام حين أطلق الحمام من أقفاصه ليكون حرا محلقا في سماء الوطن.

وفي الجدارية، كانت أيدي المرأة والعامل والفلاح والجندي، عربا وكردا ومن كل مكونات الشعب، تطلق الحمام إلى السماء، ما يعبر عن عنوان هذا العمل الفني البارز “جدارية السلام”.

قرب الجدارية كان العمال يتجمعون كل صباح في انتظار ارزاقهم. فيما يقف العاشقون والأصدقاء إلى جوارها ليلتقطوا الصور التذكارية.. كل ذلك جعل لهذا الشاخص الفني الذي يعبر عن السلام والبناء والتآخي، مكانة كبيرة في نفوس العراقيين.

اليوم، ونتيجة الاهمال وتفشي الفساد في جسد الدولة، باتت “جدارية السلام” مهملة لا تتلقى اهتماما ولا إدامة، ما جعل محيطها مكانا لوقوف السيارات ومكبا للنفايات ومأوى للكلاب السائبة، وملاذا للمشردين الذين ينامون تحت ظل الجدارية صيفا!

ولأن هذه الجدارية انتصرت للعمال والفلاحين ولكل فئات الشعب من الكادحين والفقراء، أثيرت ضدها أحقاد جلاوزة البعث ابان انقلاب 8 شباط الدموي 1963، فأطلقوا عليها الرصاص ثم قاموا بطلائها بالصبغ لإخفاء موضوعها الفني الذي ينشد للسلام والبناء.

ندعو أمانة بغداد إلى النظر بعين المسؤولية لهذه الجدارية القيّمة، تقديرا لمكانتها البارزة في نفوس العراقيين، واحتراما لمُنجِزها الفنان الرائد فائق حسن ولإرثه الفني الرصين.