اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مطالبات بـ«تحديث» قوانين لا تنسجم مع حقوق الإنسان.. دعوى طعن في دستورية مادة «حق تأديب الزوجة»

بغداد ـ نورس حسن

تبيح بعض النصوص في قانون العقوبات العراقي النافذ، تعنيف الزوجة والأولاد والتلاميذ، الأمر الذي دعا ناشطين وقانونيين وأطرافا معنية الى رفع وتبني دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية، مطالبين بضرورة تشريع قوانين تتكفل حماية الحريات الفردية والعامة، الى جانب “تحديث” بعض القوانين بما يجعلها تواكب المرحلة الراهنة.   

وتقدمت رابطة المرأة العراقية بدعوى للطعن في المادة 41/1 من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969، كونها تتعارض مع العديد من المواد الدستورية ومع مبادئ حقوق الانسان.

نصوص تمييزية

وتقول عضو سكرتارية رابطة المرأة العراقية انتصار الميالي لـ”طريق الشعب”، ان دعوى الطعن المقدمة من رابطة المرأة العراقية امام المحكمة الاتحادية، جاءت على اساس ضرورة الغاء النصوص التمييزية ضد المرأة في القوانين العراقية، التي تتسبب بانتهاك حقوق المرأة”.

وتؤشر الميالي ما تصفه بـ”التغاضي” عن منح المرأة العديد من حقوقها وتأمين الحماية القانونية لها.

وتجد أن “من المفترض أن تُشرّع القوانين لحماية الحقوق والحريات الفردية والعامة، ولكن قانون العقوبات العراقي النافذ (رقم 111 لسنة 1969 في عدد من نصوصه كان منتهكا لهذه الحقوق والحريات، بشكل خاص الحقوق الإنسانية للمرأة ومنها عدم دستورية (المادة 41/ 1)، التي تعد من النصوص التي تسببت في إباحة التعنيف للزوجة والأولاد في المنزل، وللتلاميذ في المدرسة”.

توصيات سيداو

وتذكّر الميالي بالمادة (7) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تنص على (لا يجوز إخضاع احد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو الحاطّة بالكرامة)، والمادة (2 – ج) من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

وشددت على ان “توصيات لجنة سيداو تقتضي أن يحرص المُشرّع العراقي على مواءمة التشريعات مع مضامين الدستور العراقي، التي تؤكد على صون حرية الانسان وكرامته، وتكفل المساواة امام القانون دون تمييز بسبب الجنس، وان لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية، وان تكافؤ الفرص مكفول لجميع العراقيين، وان الأسرة هي أساس المجتمع، فضلا عن ضمان حماية الدولة للأمومة والطفولة من كافة أشكال العنف والتعسف والامتهان في الأسرة والمدرسة والمجتمع”.

وتحذر الميالي من “الارتفاع المخيف في معدلات العنف داخل الاسرة والمجتمع”، داعية الى “وضع رادع يبدأ بإلغاء النصوص القانونية المطعون بدستوريتها، فهذا يؤكد التزاما صريحا للعراق بالدستور ومبادئ حقوق الانسان”.

من يؤدب الزوج؟

أما الناشطة النسوية بنين الياس، فتشير في حديثها لـ”طريق الشعب” الى ان “اغلب القوانين التي تتعلق بالمرأة في قانون العقوبات النافد، تتضمن نصوصا لا ينسجم مع تطورات العصر”.وتقول الياس ان “واقع حال المرأة تغير اليوم، خاصة وان الكثير من النساء يساهمن بشكل فعال في توفير كافة متطلبات الاسرة، اضافة الى دورها في تقديم الراعاية والدعم المادي، اللذين طالما كانتا مهمتين محصورتين بالرجال”.

وتثير الياس سؤالا حول مضمون نص المادة: “اذا كان من حق الرجل تأديب زوجته وفق القانون، فمن سيؤدب الرجل في حال انتهاكه وتعنيفه لزوجته وأطفاله”.

وتأمل الياس أن يحظى قيام رابطة المرأة العراقية برفع دعوى ضد احد القوانين التي تنتهك المرأة، بمساندة شعبية، داعية الجهات المعنية الى الدفاع عن حقوق المرأة لـ”وضع حد لتلك الانتهاكات المشرعنة”.

وتتعارض المادة 41/1 من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969، وفقا لقانونيين، مع العديد من المواد الدستورية ومع مبادئ حقوق الانسان، وبناءً على ذلك رفعت الرابطة دعوى للطعن بدستوريتها.

دعوى الطعن

ويقول وكيل رئيس رابطة المرأة العراقية القانوني زهير ضياء الدين، في حديث لـ”طريق الشعب”: ان المادة المطعون فيها تتعارض مع الكثير من القانون التي أكدت عليها الدولة العراقية في دستورها، كتلك المتعلقة بتكافؤ الفرص بين الجميع وعدم جواز الاعتداء على الآخرين وحق الأمومة والطفولة، إضافة الى مواد اخرى تمت الإشارة اليها في الدعوى التي جرى تقديمها الى المحكمة الاتحادية”. وبيّن ضياء الدين، أن الدعوى التي أقيمت ضد رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي الى المحكمة الاتحادية تم إرسالها الى مجلس النواب بهدف الإجابة عليها خلال مدة أقصاها 15 يوما، ومن ثم يتم عرض الإجابة على طرف المدعي ليتم الرد عليها، بعد ذلك تتم تهيئتها للمرافعة”. ونبه القانوني الى أن “مصطلح التأديب الذي ورد في المادة عام ولا يحمل شيئا من الخصوصية”. ونقل ضياء الدين عن لجنة تمكين المرأة في الامانة العامة لمجلس الوزراء، إحصائية صدرت العام الجاري، حددت “أكثر من خمسة آلاف حالة تعنيف في عموم محافظات العراق”. ويرهن ضياء الدين تقويض تلك الانتهاكات بحق المرأة والطفل، بـ”الغاء كافة النصوص المطعون بدستوريتها”.

************

ساكو عبر «طريق الشعب».. يهنئ العراقيين: اتمنى لكم مستقبلاً افضل

بغداد ـ طريق الشعب

عبر الكاردينال لويس ساكو، عن امنياته بتحقيق الأمان والاستقرار والحياة الكريمة لجميع العراقيين، جاء ذلك في تصريح خص به «طريق الشعب» في مناسبة الاعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وشدد ساكو، على «ضرورة انهاء الصراعات السياسية، وان تكون مصلحة البلد اولا. وفيما تمنى للعراقيين مستقبلا أفضل، دعا الى حوار وطني يحدث مصالحة وطنية».

وتابع ساكو: «أتمنى مستقبلا أفضل للمواطنين والتنمية وتحسين الخدمات والحياة الحرة»، مطالباً «السياسيين بالنظر الى خير الناس، وان لا يكون هناك ولاء للبلدان الأخرى، وان يكون الولاء للوطن، فالشعب يموت جوعا ولا توجد مستشفيات والمدارس متهالكة». وعن التحضيرات للاحتفال بالكريسماس هذا العام، قال ان هذه «ثمرة زيارة البابا فرانسيس للبلد، فلاحظنا ان هناك تعاطفا كبيرا مع المسيحيين؛ ففي إقليم كردستان منحت عطلة لمدة أسبوع كامل لمناسبة أعياد راس السنة الميلادية وأيضا في كركوك قبل بضعة أيام والسنة الماضية شرعت الحكومة يوم 25 عطلة رسمية».

**********

الشيوعي العراقي يتضامن مع الاحتجاجات السلمية للخريجين العاطلين

بغداد ـ طريق الشعب

دان الحزب الشيوعي العراقي، امس الاربعاء، الاعتداء الآثم على المتظاهرين السلميين من خريجي الكليات والمعاهد المطالبين بفرص العمل في محافظة ذي قار.

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيق حسين علي، إن الاعتداءات المتكررة على المتظاهرين السلميين المطالبين بالحقوق، يجب أن تردع، وإلا فأنها – الاعتداءات ـ سترفع من حالة الغضب الشعبي، وتؤدي إلى تفجر الاوضاع من جديد.

وأكد أن هؤلاء المحتجين الخريجين العاطلين، إنما يمثلون شريحة واسعة تصل إلى ملايين الشباب العاطل عن العمل، الذين أدارت الدولة ظهرها لهم بفعل السياسات الاقتصادية والاجتماعية الخاطئة، التي انتهجتها الحكومات السابقة. وأضاف أن التعيينات الشحيحة في مؤسسات الدولة، التي تطلقها الحكومة بين فترة وأخرى، لن تعالج مسألة البطالة، ولن تحل الأزمة المعيشية التي يمر بها الشباب. وتابع قائلاً: إن على الحكومة المقبلة، والقوى السياسية التي تتصدى للمسؤولية، أن ترسم برنامجا اقتصادياً يضع في صلب أولوياته توفير ملايين فرص العمل للشباب، وذلك لن يكون ممكنا ما لم يتم تفعيل القطاعات الإنتاجية. وفي مقدمتها القطاعان الزراعي والصناعي. وأكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، تضامن الشيوعيين العراقيين مع التظاهرات السلمية للخريجين العاطلين عن العمل، وإقراره الأكيد بأحقية مطالبهم.

*********

الديمقراطية الآشورية تهنئ الشيوعي العراقي بنجاح مؤتمره

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السيد يونادم كنا الأمين العام للحركة الديمقراطية الآشورية وعددا من قيادة الحركة، مساء الثلاثاء 21 كانون الأول 2021. وقدّم كنا باقة ورد لمناسبة نجاح أعمال المؤتمر الحادي عشر مع التمنيات للحزب بالنجاح والتقدم.

من جانبه، شكر الرفيق فهمي الحركة الديمقراطية الآشورية لهذه الزيارة، مع تأكيده أهمية تقوية العلاقة بين الحزب والحركة.

وتبادل الجانبان وجهات النظر حول التطورات الجارية في البلد، وبالأخص إشكالية المصادقة على نتائج الانتخابات والإقرار بها من قبل جميع الأطراف، والإسراع بتشكيل الحكومة عبر الوسائل الدستورية والقانونية والابتعاد عن نهج المحاصصة الذي بات مرفوضا من قبل أوساط واسعة من جماهير الشعب.

وضم الوفد الزائر الى جانب السيد يونادم كنا، السيد يعقوب گورگيس نائب السكرتير العام وحنان اويشا عضو اللجنة المركزية وجنان صليوا عضو قيادة سابقة وثائر عوزان وسركيس يوخنا اعضاء مكتب السكرتير العام.

فيما حضر اللقاء إلى جانب الرفيق رائد فهمي الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية.

********

راصد الطريق.. هذا العبث بصحة المواطنين.. متى يتوقف؟

أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية، عن ضبط ادوية كثيرة مهربة وعدد من المتهمين في أربعة مذاخر ببغداد.

المخدرات والأدوية المهربة وغيرها من السلع صارت تدخل العراق بسهولة ويسر. فمن وراء ذلك؟ ولماذا الدولة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية تعجز عن السيطرة عليها او الحد منها في الاقل؟!  

وماذا عن دور وزارتي الصحة والداخلية ومختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ومكافحتها لهذه الظاهرة المهددة لحياة المواطنين، والتي  يقف وراءها جشعون وعصابات الجريمة المنظمة. 

وماذا عن واجب هيئة المواصفات والمقاييس التابعة الى وزارة التخطيط، والتي لا يسمع  لها صوت ولا يلاحظ فعل او أثر.

ويمتد الحديث ليشمل نقابات الصيادلة والأطباء وذوي المهن الصحية، وخاصة الاولى منها بحكم مسؤوليتها في منح اجازات مزاولة المهنة والسيطرة عليها.

انها مسؤولية جميع من له صلة بوقف توزيع هذه السموم القاتلة، في بغداد والاقليم والمحافظات كافة، وان عليهم العمل في الحال على  وقف هذا العبث  بصحة  المواطنين.

********

الصفحة الثانية

التخطيط تحصي 4 آلاف عشوائية.. وبغداد في الصدارة

بغداد – طريق الشعب

كشفت وزارة التخطيط، أمس، عن إحصائية جديدة بعدد العشوائيات وأماكن انتشارها، فيما أكدت أن العاصمة في صدارة الترتيب. 

وقال المتحدث باسم الوزارة عبدالزهرة الهنداوي في تصريح لوكالة “ناس”، تابعته “طريق الشعب”، إن “ملف العشوائيات وبحسب المؤشرات المتوفرة لدى الوزارة قد بلغ عددها 4 آلاف عشوائية منتشرة في كل المحافظات. وبواقع 3 ملايين و300 الف شخص يسكنون فيها”، موضحا أن “محافظة بغداد تحتل المركز الاول بالعشوائيات بواقع 522 ألف وحدة سكنية، فضلا عن 700 وحدة في محافظة البصرة، وتعد محافظة كربلاء المقدسة الاقل من ناحية انتشار العشوائيات بواقع 98 عشوائية”. 

وأضاف، ان “الوزارة بانتظار إقرار قانون تسوية السكن لكي تشرع بتطبيق الخطة الخاصة بمعالجة العشوائيات، خاصة وأنها تتضمن حلولاً شاملة وهي على محورين، الأول: الحد من انتشار العشوائية، والثاني: وضع مجموعة من الآليات والإجراءات وفقاً لطبيعة كل عشوائية، إذ ستقوم الوزارة بمسح اقتصادي واجتماعي شامل للعشوائيات، بغية الوقوف على طبيعة بنائها وتنظيمها”.

**************

كل خميس.. درس موجز من تاريخ تشيلي المعاصر

جاسم الحلفي

لن تتوقف حركة التاريخ وإن اعترضتها فترة نكوص. لن تكف الحركة الاجتماعية عن الكفاح مهما اشتدت قبضة الاستبداد. لن يتوقف الصراع الاجتماعي من اجل الحريات والحقوق والعدالة مهما اوغل الطغيان في تعسفه. لن تبقى الأماني مجردة، بل سرعان ما تتحول الى أفعال تبشر بغد أفضل. لن تبقى الأفكار حبيسة الورق، بل تتحول الى خطوات تغير مجرى التاريخ. لا يبقى الحال على ما هو عليه، فالتقدم والتطور من سمات حركة التاريخ مهما وضع من العصي لعرقلة دوران عجلاته. المستحيل هي خلود الدكتاتوريات جاثمة على صدور الشعوب.

 تصعب علينا بالطبع الإحاطة بهبات وانتفاضات الشعوب وثوراتها، ونعجز عن عرض التغيرات التي شهدتها الأنظمة السياسية في العالم لصالح قوى التقدم والخير والسلام. وعندما يتعذر علينا حصر أساليب الكفاح من اجل التغيير والإصلاح، ولا نتمكن من محو آثام  الانقلابات الوحشية من الذاكرة الانسانية، والتي راح ضحيتها مناضلون من اجل كرامة الانسان في بلدانهم، تقفز الى الذاكرة احداث الانقلاب العسكري الدموي في تشيلي الذي نفذه الجنرال أوغستو بينوشيه، قائد الجيش الذي استولى على السلطة في 11 أيلول عام 1973، بعد محاصرته القصر الرئاسي واقتحامه بالدبابات مطالباً رئيس الجمهورية سلفادور أليندي بالاستسلام. لكن أليندي الماركسي، الذي جاء الى رئاسة البلاد عبر انتخابات ديمقراطية، قاد فيها تحالفا لليسار مكونا من الاشتراكيين والشيوعيين، فضل الانتحار على ان يسلم نفسه للفاشست، فسقط مضرجا بدمائه في القصر الرئاسي، بعد ثلاث سنوات في الحكم لا غير.

ودخلت تشيلي مرحلة الديكتاتورية، وتسلط الدكتاتور بينوشيه على رقاب الشعب بالحديد والنار، فمارس القمع وعطل البرلمان والغى الدستور واغرق العاصمة سانتياغوا بالدم وجعل من ملعبها الرياضي مسلخا بشريا، كان بين من اعدم فيه الموسيقي والمغني العالمي الشهير فيكتور جارا  بعدما قطعوا أصابع يديه.

في تلك الفترة ارتدت حيطان بيوت الفقراء والمسحوقين في طول تشيلي السواد، حزنا على ابنائها البررة. ولا يمكن مقارنة حمامات الدم في شوارع مدنها، الا بما اقترفه مجرمو شباط الأسود في العراق قبل ذلك بعشر سنوات ، في 8 شباط المشؤوم عام 1963، والذي اكمل مسيرته الدموية نظام الاستبداد بعد انقلاب 17 تموز 1968.

اما الفساد الذي استشرى وأصبح القوة الحاكمة أيام الجنرال بينوشيه، فكان شبيها ومثيلا للفساد وطغمته الذي يسود العراق منذ 2003، ويتحكم في قراره السياسي، ويطال لقمة خبز الكادحين، ويستهتر بمعيشة الفقراء ويتطاول عليها بتخفيضه قيمة الدينار امام الدولار.

واليوم تحتفل تشيلي بفوز أحد أبناء الجيل الذي غدر به بينوشيه، جيل التحرر والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وهو القائد الطلابي والمناضل الشاب غابيريل بوريك الذي يبلغ من العمر ٣٥ عاما، والذي يعد أحد ابرز قادة احتجاجات سنة 2011. فقد اصبح اصغر رئيس لجمهورية تشيلي بعد ان قاد ائتلافا يساريا كبيرا واستلهم مسيرة تحالف سلفادور الليندي، وانتصر على منافسه خوسيه أنطونيو كاست، ممثل اليمين المتطرف الذي أقر في النهاية بالهزيمة.

واللافت هو هذا الاعتراف بالخسارة من جانب المنافس خوسيه أنطونيو كاست، حيث سارع الى كتابة تغريدة على تويتر مهنئا خصمه الفائز “على نجاحه الكبير.. ومنذ اليوم هو الرئيس المنتخب لتشيلي ويستحق منا كل الاحترام والتعاون البناء. تشيلي أولا على الدوام”.

لقد هنأه ولم يوجه اية اتهامات بالتزوير ولا لجأ الى تهديد السلم الأهلي ولا الى استعراض السلاح او الطيارات المسيرة. وولت مرحلة الانقلابات وسطوة طغمة الفساد المستأثرة بالسلطة والمال والنفوذ.. ولعلها لن تعود ابدا.

***************

صدامات بين المتظاهرين وقوات الامن في النجف وذي قار.. حملة الشهادات يعودون لـ”العلاوي”

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات في عدد من المحافظات خلال الايام الماضية، فيما اقدمت القوات الامنية على اطلاق النار على المحتجين، وسط الناصرية، ما تسبب بإصابة 3 متظاهرين.

حملة الشهادات العليا

في العاصمة بغداد، تظاهر المئات من حملة الشهادات العليا للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بان “المئات من حملة الشهادات العليا نظموا تظاهرة كبيرة امام قرب مقر مجلس الوزراء في منطقة العلاوي، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم”.

وشكّلت تظاهرات حملة الشهادات العليا (ماجستير ودكتوراه)، في العام 2019، والتي تطالب بتعيينهم في المؤسسات الحكومية، شرارة ملهبة لانتفاضة تشرين، بعد أن واجهت عنفا شديدا من قوات الامن. 

احتجاجات واسعة

وشهدت محافظة ذي قار، احتجاجات واسعة للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات.وقال مراسل “طريق الشعب” في الناصرية، ان “العشرات من المحتجين تظاهروا قرب مبنى المحافظة، للمطالبة بإسقاط التهم الكيدية ضدهم”، مشيرا الى ان “القوات الامنية فرقت التظاهرة بعد اطلاق الرصاص الحي، ما تسبب في اصابة 3 متظاهرين، نقلوا على اثرها الى المستشفى”.

واضاف أن “المئات من خريجي الكليات والمعاهد، اغلقوا مبنى ديوان المحافظة لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مبينا ان “الخريجين اغلقوا جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية في تصعيد احتجاجي، للضغط على الجهات الحكومية من اجل الاستجابة الى مطالبهم”.

ويستمر إغلاق مبنى دائرة صحة محافظة ذي قار، لليوم الثاني على التوالي من قبل موظفي عقود الدائرة، الذين يطالبون بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، وتفعيل تنفيذ فقرات قرار 315.

ويواصل العشرات من خريجي كليات الهندسة والمعاهد اعتصامهم، امام بوابة حقل الغراف النفطي في قضاء الغراف للشهر الثاني على التوالي، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وطالب المحتجون بتعيينهم ضمن النسبة الممنوحة للعراقيين في شركة “بتروناس” الماليزية التي تدير الحقل.

اغلاق للدوائر

الى ذلك، أغلق المئات من أهالي قضاء الإصلاح التابع إلى محافظة ذي قار، مبنى القائمقامية، في تصعيد احتجاجي يطالب بإقالة القائم مقام ومدراء الدوائر على خلفية تردي الواقع الخدمي وسوء الإدارة. فيما أغلق العشرات من المحتجين من أهالي قضاء الفهود التابع مبنى القائمقامية وقطع الطريق الرئيس وسط القضاء بالإطارات المحترقة، مطالبين بإقالة القائم مقام واستبداله بآخر على خلفية تردي الواقع الخدمي.

واغلق المئات من اهالي قضاء الدواية شمال محافظة ذي قار مبنى القائممقامية، مطالبين باقالة القائم مقام وعدد من مدراء الدوائر الخدمية على خلفية تردي الواقع الخدمي.

3 محافظات

من جانبهم، طالب عدد من اصحاب العقود في دائرة صحة المثنى، ممن لديهم خدمة تتجاوز 5 سنوات، بتطبيق القرار الخاص بتثبيت موظفي العقود كما جاء في قانون الموازنة العامة للعام الحالي.

من جهتهم، نظم العشرات من طلبة كلية الأسنان في جامعة ميسان، وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير الكوادر التدريسية، والمستلزمات الطبية الدراسية.

وفي محافظة البصرة، نظم موظفو الشركة العامة للموانئ، تظاهرة للمطالبة بتخصيص قطع اراض لهم، وعدم التلاعب في الاماكن المخصصة للموظفين.

النجف وديالى والسليمانية

وشهدت محافظة النجف تظاهرة لخريجي كليات التربية، امام مديرية التربية للمطالبة بالتعاقد معهم أسوة بزملائهم المحاضرين.

وخلال التظاهرات المطالبة بإقالة المحافظ لؤي الياسري، حديث صدامات بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في النجف، ما خلف عدد من الاصابات بين صفوف الطرفين.

أما اعتصام خريجي المعاهد الفنية وسط مدينة بعقوبة في ديالى، فقد دخل اسبوعه الثاني، من دون أن يلقى أية استجابة للمطالبات بتوفير فرص العمل.

وقال عضو تنسيقية الاعتصام احمد الشمري، ان “اكثر من 8 الاف خريج من المعاهد الفنية بدون اي تعيين ولم يجر شمولهم باي حصة في تعيينات الدوائر الرسمية منذ 2003”.

في المقابل، تظاهر عدد من الموظفين في مستشفى الجمهورية في السليمانية، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم منذ 4 اشهر.

واكد المتظاهرون ان الأموال المخصص لمنحهم تم تخصيصها من قبل حكومة الإقليم، إلا أن امر الصرف لم يصدر حتى الان.

****************

سمعة الشيوعيين ونزاهتهم عصية على الثلم

للتو أنهى الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الوطني الحادي عشر الذي حقق نجاحا كبيرا فيما أنجزه من وثائق وأصدره من نداءات وقرارات، وكذلك في انتخاب قيادته الجديدة وسلاسة التجديد الحاصل فيها لجهة العدد الكبير من الكوادر الشابة التي تطوعت لتحمل المسؤولية والاستمرار في رفع راية الوطن الحر والشعب السعيد.

وهذا النجاح حظي باهتمام واسع، شعبي ورسمي، وعلى صعيد القوى والأحزاب والكتل السياسية العراقية، وكذلك العربية والإقليمية والعالمية، والمتمثل في هذا الكم الكبير من رسائل وبرقيات التحايا والتهاني.

إن هذا النجاح وما يمكن أن يترتب عليه من زيادة زخم ودور الحزب في المجتمع، والحياة السياسية، وما أعلنه الحزب عن دعمه الفاعل للحراك الاجتماعي والمطلبي ومشاركته هموم وتطلعات الشعب واستعداده التام للدفاع عنها، يبدو انه قد أغاظ البعض وجعله يفقد توازنه.  

وهذا البعض يريد أن يحرق الأخضر واليابس، في عملية مقصودة لخلط الأوراق والإساءة إلى سمعة الشيوعيين ونزاهتهم والتغطية على حقيقة أن ما قيل ويقال عن ملفات الفساد لم تمس أيا من الشيوعيين، وهو ما دفع الناس إلى تسميتهم بأصحاب الأيادي البيضاء.

إن سمعة ونزاهة الشيوعيين عصية على الثلم، ولن تنال منها تصريحات متهافتة لهذا أو ذاك، والمواطنون يعرفون جيدا حقيقة أصحاب تلك التصريحات ومواقفهم قبل 2003 وبعدها.

أما بشأن تقولات جاءت مؤخرا على لسان مثال الالوسي في مقابلة له مع فضائية “زاكروس” نقول يبدو أن المتحدث قد نسي أو تناسى حقيقة أن الحزب الشيوعي العراقي قد وقف ضد الحرب ورفع شعاره المعروف جيدا “لا للحرب.. لا للدكتاتورية” ولم يشترك في مؤتمر لندن للمعارضة، وظل يدعو ويعمل بعد 2003 لإنهاء الاحتلال الأمريكي وأن تتسلم سلطة وطنية إدارة البلاد، وأعلن موقفا واضحا وصريحا ومطالبا بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي على أراضي وطننا. ولا نريد ان ندخل في تفاصيل أخرى مفتعلة ذكرت لكن نؤكد ان الشيوعيين، حالهم حال المواطنين العراقيين، عند عملهم في مؤسسات الدولة يتقاضون رواتب منها، ولا شيئا آخر سواها، وليس من الأمريكيين أو غيرهم، كما جرى القول والادعاء.

ونضيف بأن المواطن العراقي الذي اختبر الشيوعيين وعرفهم جيدا، هو أوعى من ان تنطلي عليه عبارات “شعبوية” رنانة تقال هنا او هناك، وبشكل انتقائي مقصود وواضح، واغداق التزكيات للبعض، وقدح للآخر.

إن إثارة مثل هذه القضايا المفتعلة وغير المستندة إلى حقائق لا تهدف إلا إلى تضبيب المشهد، وتيئيس الناس، في وقت تمس الحاجة فيه إلى تكاتف جهود الوطنيين المخلصين صدقا، قولا وفعلا، وتنسيق جهدهم والسير على طريق تخليص شعبنا من وحل الأزمات الذي يغوص فيه، وإنقاذ البلد ووضعه على سكة التعافي والازدهار. 

لن تثنينا مثل هذه الأراجيف عن مواصلة مسيرة حزبنا المعمدة بالتضحيات والسير مع غالبية أبناء شعبنا المكتوية بنار الأزمات لفتح فضاءات لحياة أفضل يستحقها العراقيون، وتحقيق التغيير المنشود.

لجنة الاعلام المركزي

للحزب الشيوعي العراقي 

21-12-2021

***************

تعقيبا على تقرير لمنظمة اليونيسيف.. رائد فهمي: التعليم في العراق مدمر.. والقوى المتحاصصة تتحمل المسؤولية

بغداد ـ طريق الشعب

نوّه الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بتقرير صدر مؤخرا عن اليونيسيف (منظمة الامم المتحدة للطفولة)، تضمن أرقاما صادمة عن التدهور المريع للواقع التعليمي، بعد أن كان العراق يعد من بين الدول النامية الأكثر تطورا وتقدما في مجالي التعليم والصحة.

وحمّل الرفيق فهمي القوى السياسية المتحاصصة ـ التي تعاقبت على حكم العراق ـ مسؤولية تدمير النظام التعليمي في العراق، مشيرا الى ان «صراعاتها وإهمالها وسوء إدارتها لهذا القطاع الاساسي» خلف واقعا مدمرا.

وتساءل فهمي: هل يا ترى الحقائق التالية المثيرة للأسى والقلق عن واقع الاطفال وحرمانهم من حق التعليم المثبت بالدستور، والزحف المتسارع للأمية والنقص الهائل في البنى التحتية المدرسية وتهالكها، والانحدار المتواصل في التعليم العام لصالح الخاص الغالي الثمن وغيرها من مظاهر أزمة النظام التعليمي، هل هي حاضرة في مفاوضات ولقاءات القوى المتصارعة على تشكيل الكتلة الأكبر وتقاسم مواقع السلطة ومغانمها؟

وأردف فهمي سؤاله بأن «القوى التي تدعو إلى حكومة توافقية: أي التي تضم جميع الكتل بغض النظر عن وزنها الانتخابي، هي ذاتها التي تسببت في انهيار خدمات التعليم والصحة واستشراء الفساد».

ونبّه سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الى بعض مؤشرات دمار النظام التعليمي، والتي تضمنها تقرير اليونيسيف:

- هناك اليوم ما يقرب من 3.2 مليون طفل عراقي في سنّ الدراسة خارج المدرسة.

- في المحافظات المتضرّرة من النزاع مثل صلاح الدين وديالى، هناك ما يزيد على 90% من الأطفال في سنّ الدراسة وهم خارج النظام التعليمي، وما يقرب من 355,000 طفل وطفلة من النازحين ليسوا في المدرسة. والوضع أسوأ بالنسبة للفتيات.

- البنية التحتية في حالة خرابٍ ودمار في أجزاء كثيرة من البلاد، حيث أنّ واحدة من كل مدرستين قد تضرّرت وتحتاج إلى إعادة تأهيل.

-  انخفض النمو في العدد الإجمالي للمدرّسين وعدد ونسبة المدرّسين المؤهلين في العراق في كافة المستويات التعليمية، باستثناء مرحلة ما قبل المدرسة.

-  بلغت تخصيصات القطاع التعليمي في الموازنة العامة خلال السنوات الأخيرة أقل من 6% للقطاع التعليمي، ما يضع العراق في أسفل الترتيب لدول الشرق الأوسط.

**************

الصفحة الثالثة

ضرورة ضبط الأمن والتعامل بحزم لاستعادة هيبة الدولة.. الانسحاب الأمريكي.. هل يتحقق نهاية الشهر الجاري؟

بغداد – طريق الشعب

مع اقتراب الموعد المحدد لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، يزداد الجدل بشأن إمكانية تحقيق هذه الخطوة على ضوء الاتفاق الذي أبرمته بغداد مع واشنطن في وقت سابق. وتطرح أوساط واسعة تساؤلات عديدة بشأن مستقبل هذا الانسحاب، ورغم أن مطالبات انسحاب أية قوات أجنبية مهمة جداً من حيث المضمون، لكنها قد تتلاشى مع تعقيدات المشهد السياسي ومع أصرار البعض على انتهاك سيادة البلاد، تلك التي مازالت تتقاذفها أمزجة ومصالح جهات متنفذة.

إنهاء الدور القتالي

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري، بأن دوره القتالي في العراق سينتهي ليتحول إلى مهام التدريب وتقديم المشورة. وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر قليلة من اجتماع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والاتفاق الذي أعلناه عن عدم بقاء قوات أمريكية ذات دور قتالي في العراق بحلول نهاية العام الحالي.

وبحسب تقرير لموقع “DW” الألماني، فإن “التغييرات القادمة لن تكون ضخمة من الناحية العملية، وهي بالتأكيد بعيدة كل البعد عن الانسحاب الشامل الذي شوهد في أفغانستان مؤخراً”. وذكر التقرير بأن هناك حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق وحوالي 4500 متعاقد مع وزارة الدفاع، إضافة إلى انتشار حوالي ألف جندي من دول التحالف الأخرى. ووجد التقرير غموضاً في الأمر شدّده “ التصريح الذي صدر مؤخرا من المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي والذي قال فيه بأنه حتى بعد الانتقال المعلن عنه فأن من غير المرجح بأن تتغير أعداد القوات الأمريكية كثيرا لأن التغيير يتعلق بالمهمة وليس بالضرورة في تغيير الأفراد”.

وتشير تحليلات الخبراء الأمنيين إلى أن القوات العراقية العسكرية لاتزال دون المستوى المطلوب، خصوصا وأن الغطاء الجوي الأجنبي وخاصة الطائرات المقاتلة، كانت ذا أهمية كبيرة خلال فترة الحرب على تنظيمات داعش الإجرامية، بسبب الضعف النسبي للقوة الجوية العراقية، فضلا عن استفادة الجيش العراقي من معلومات استخبارية أجنبية عن الإرهابيين.

قوات استشارية

وفي السياق ذاته، قال اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة، بأن “القوات الأجنبية التي ستبقى في العراق بعد إتمام انسحاب القوات القتالية، هي قوات استشارية وتدريبية وأكثرها من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأن تواجد القوات القتالية الأجنبية سينتهي بنهاية الشهر الحالي”.

وذكر أن القوات العراقية اليوم “قادرة على القيام بعمليات عسكرية ضد داعش وبإمكانها الاستعانة بطيران التحالف الدولي إذا اقتضت الظروف مع العلم أن القوة الجوية العراقية في حالة تطور كبير. ولفت اللواء رسول الأنظار إلى أن “خطر الإرهاب ما زال موجوداً وأن نحو 10 آلاف من عناصر داعش يتواجدون الآن في سورية وبعضهم خطر جدا ونحن نعمل على تحصين الحدود العراقية – السورية، ووصلنا في هذا الأمر إلى مراحل متقدمة من خلال حفر خندق كبير وأبراج مراقبة”. ووصف اللواء رسول استهداف مباني السفارات والبعثات الأجنبية في العراق بصواريخ الكاتيوشا بأنها “رسالة سلبية”.

ردة فعل

وعلى صعيد ذي صلة، أكد الباحث في الشأن السياسي أحمد جميل، أن “العراقيين يأملون أن تتغير طبيعة الدور الأمريكي في العراق ودور الدول المجاورة والإقليمية والتي ساهمت على مدار السنوات الماضية بزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد”.

وقال جميل لـ “طريق الشعب”، أن “ما يثير قلق المواطنين هو اتخاذ قرارات مستعجلة من قبل البرلمان، الذي كان عليه أن يهيئ الأرضية لهكذا خطوة وأن لا يقوم بها كردة فعل، فهنالك توقعات بأن لا تجري الأمور كما يفترض بخصوص الانسحاب، دون أن يكون بإمكان البرلمان أن يعمل شيئاً خاصة في ظل هشاشة الوضع السياسي والأمني”.

وتابع قائلا: “أتوقع أن تنسحب القوات الأمريكية بشكل تام من العراق، بموجب الاتفاق الذي أبرمته حكومة الكاظمي مع الإدارة الأمريكية، خصوصا وأن هذا الانسحاب سيرفع الغطاء عن الأطراف التي تتذرع بالوجود الأمريكي من أجل استخدام السلاح، وهذا ما يشكّل مهمة صعبة على الحكومة القادمة، التي عليها أن تعيد ضبط الأمن والتعامل بحزم لاستعادة هيبة الدولة”. ولفت جميل الانتباه إلى جاهزية العراق لهذه الخطوة حيث تطورت القوات المسلحة العراقية بعد عام 2014 بشكل لافت وكسبت خبرة كبيرة بالتعامل مع المجاميع الإرهابية، رغم اعتقاده بوجود حاجة ماسة للتعاون الدولي، وصياغة نهج جديد في المرحلة المقبلة للسياسة الخارجية بعيداً عن الشعارات والتهديدات.

وشدد جميل على وجود “ قلق من أن يكون مصير العراق كأفغانستان في ظل وجود جماعات مسلحة تابعة لجهات سياسية تعلن أنها جزء من مشاريع خارجية، وبقاء خطر التنظيمات الإرهابية التي زادت من وتيرة عملياتها في الفترة الأخيرة، فكل هذه عوامل لا تطمئن المواطنين والمراقبين مع تزايد الصراع السياسي الحالي للظفر بأكبر المكاسب في الحكومة القادمة”.

**********

وثائق المؤتمر الـ 11.. التغيير المنشود وسبل تحقيقه

تغيير موازين القوى.. والاصطفاف الواسع

يرى حزبنا الشيوعي العراقي إن التغيير المطلوب لن يتحقق إلاّ عبر بناء منظومة بديل سياسي ومجتمعي يكسر احتكار السلطة المستندة إلى الهويات الفرعية وإعادة إنتاجها، ويؤسس لوعي اجتماعي جديد، وتوجه ثقافي يشكل نفيا لثقافة الفساد والاستبداد ولنزعات العودة إلى الماضي المناهضة للحداثة والتنوير، ويرسي الاعتراف بالآخر واحترام التنوع.

ومن الواضح ان لا فكاك من نظام ودولة المكونات وانهاء المحاصصة الاّ بتغيير موازين القوى السياسية لصالح هذا المشروع ومن يتبناه ويدعمه ويناضل ويعمل من أجل تحقيقه. وهو ما يتطلب اصطفافا واسعا للقوى التي تنشد انقاذ البلد مما هو عليه وتدشين الاصلاح والتغيير المنشودين.

وليس أفضل من البديل المدني الديمقراطي أداة لتحقيق ذلك، ولإعادة بناء الاقتصاد والمجتمع والدولة على أسس جديدة، تجعلها دولة مواطنين أحرار وليس رعايا.

وفي هذا السياق يتوجب على الشيوعيين والديمقراطيين وسائر أنصار الديمقراطية والحياة المدنية، وإخوتهم في تنسيقيات الحراك المدني والشعبي ونشطاء الانتفاضة، العمل المثابر على جمع وتوحيد الصفوف، والارتقاء إلى مستوى التحديات، ودفع الأمور إلى نهاياتها المرجوة، لإحداث إنعطافة في المشهد السياسي لمصلحة غالبية الشعب المكتوي بنار الأزمات، واسقاط الفاشلين والفاسدين سياسيا وقضائيا.

وتأسيسا على هذه القناعة الراسخة أطلق حزبنا في 31 آذار 2021 نداءه إلى “الأحزاب والشخصيات المدنية والديمقراطية وقوى تشرين”، ليمد يده إلى كافة الداعين إلى قيام دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان، دولة المؤسسات والقانون، ويدعوهم إلى البدء فورا باللقاء والتشاور، وتجاوز حالة الفرقة والتشتت ولملمة الصفوف وصولاً إلى تحقيق الاصطفاف المدني الديمقراطي الواسع القادر على توفير مستلزمات البديل النوعي والكمي لإنجاز الإصلاح والتغيير.

وسيواصل حزبنا الشيوعي السعي بمثابرة عبر مساهمته الفاعلة في الحراك الشعبي والجماهيري متعدد الأشكال، وعبر علاقاته مع مختلف الاوساط الاجتماعية والسياسية، إلى دفع عملية التغيير قدما حتى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد وتحقيق الوحدة الوطنية، وتدشين مرحلة بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

*********

أغلب العلاجات غير متوفرة.. مرضى السرطان.. المستشفيات التخصصية تكتظ بالمراجعين

بغداد - طريق الشعب

تحصد الأمراض السرطانية سنويا آلاف الأرواح البشرية، وخاصة من النساء والأطفال، جرّاء أسباب عديدة، لعل من أبرزها التلوث البيئي والفاقة وسوء التغذية والظروف الحياتية القاسية؛ إذ تسجل هذه المشكلة تجارب مؤلمة في جميع أرجاء البلاد، تؤشر تعقيدات كبيرة لدى العديد من العوائل، التي لا بالكاد يسد دخلها الرمق، ناهيك عن تكاليف العلاج الباهظة.

صعوبة التشخيص

في مستشفى الأورام في مدينة الطب، حيث يشكل الأطفال والنساء، ومن مختلف الأعمار، أغلب مرضاها، تحدثت لـ”طريق الشعب” المواطنة زهراء عامر التي يعاني ابنها ذو الأعوام الخمسة من سرطان العضل المخطط فقالت: “لم تكن رحلة تشخيص المرض باليسيرة، فالكثير من الأطباء عجزوا عن تشخيص المرض، الى ان ازدادت الحالة سوءا، وتم التشخيص بعد ثلاثة اشهر من المراجعات لدى أكثر من طبيب. لم تقتصر معاناتنا على مرحلة التشخيص فحسب، بل تعّدتها الى مرحلة العلاج حيث إرتفاع أسعار الأدوية والعقاقير، والمبالغ الكبيرة التي علينا دفعها لإجراء الفحوصات، لاسيما وإن أغلب الأطباء يفضلون إجراءها في مراكز اهلية وبتكاليف مالية غير قليلة.”

تكاليف باهظة

من جانبها، تقول المواطنة مريم عبد الله، التي تعاني والدتها من سرطان الثدي: “خضعت أمي لأول مرة الى ما أسموها عملية كبرى، أو عملية إستئصال، في دار التمريض الخاص بمدينة الطب، مقابل مليون و 700 الف دينار. ثم تم تحويلها الى جلسات الاشعاع والعلاج الكيماوي. وللأسف فإن إنتظار الحصول على موعد مع أجهزة الاشعاع في مدينة الطب، يأخذ وقتاً طويلاً يتجاوز أشهراً عديدة. وعند حلول الموعد، الذي حجزناه، أبلغونا بأن الجهاز عاطل. أي علينا أن نذهب مجبرين الى المراكز الأهلية، بعد أن حُرمنا من خدمة المراكز الحكومية، وهذا يعني دفع مبالغ باهظة تصل الى مليون ونصف المليون دينار للجلسة العلاجية الواحدة!”. وحول العلاج الكيماوي تقول مريم: “في بداية الامر لم يكن العلاج متوفراً في مستشفى الأورام، بذريعة قلة المخصصات المالية، لذلك لجأت الى شراء العلاج على حسابي الخاص، ودفع تكاليف إعطاء العلاج لأمي في احد المستشفيات الأهلية حيث وصلت تكاليف شراء الجرعة الواحدة وإعطائها الى 500 الف دينار”. ويؤكد ذوو المرضى ان “المؤسسات الصحية طالما تطالب المواطنين بالكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية لتلافي تعقيدات المرض الخبيث وتحسين فرص الشفاء منه، لكنها في ذات الوقت تترك الإجراءات التشخيصية معقدة جداً، مما تزيد من حالة المريض سوءا، وتؤدي في كثير من الأحيان الى وفاته”.

تعقيدات

وتشير المواطنة نورس عدي (56 عاماً) والتي تعاني من سرطان الأمعاء في حديث لـ”طريق الشعب” الى: “كنت اعاني نزفا غير قليل لأكتشف بعدها بأني مصابة بورم خبيث، فأجريت عملية إستئصال. لكن الأطباء إكتشفوا تعرض أجزاء أخرى من الجسم الى المرض، فتطلب الأمر خضوعي الى جلسات الاشعاع والكيماوي. للأسف الإجراءات التشخيصية معقدة جداً، ويعاني المرضى من إرتفاع غريب في أسعار العلاجات والفحوصات التشخيصية”. وتقول إن “تكاليف الفحص لدى أبسط طبيب أورام تصل الى 50 الف دينار عند كل مراجعة، إضافة الى العلاجات التي تصل أسعارها الى 100 دولار واكثر للجرعة الواحدة. وأستطيع أن أؤكد لكم بأن أغلب مرضى السرطان يستسلمون للأمر الواقع بعد أن يدركون بأن ضعف إمكانياتهم يحول دون إستمرار علاجهم”. وتلفت الى ان “اغلب دول العالم اليوم وصلت الى مراحل متقدمة سواء في تقنية العلاج أم في نوعيته فيما يعاني المريض في العراق من التأخير والتعقيد الذي يحرمه من حياته”.

شكاوى المرضى

وفي أثناء تجوالنا بين أقسام مدينة الطب، مستشفى الأورام، شكا المرضى جميعاً محدودية مقاعد اعطاء العلاجات الكيماوية، مقابل الطلب الكبير عليها، الأمر الذي يجبر الكثير من المرضى على الجلوس على الارض لتلقي العلاج!  تقول المواطنة حسيبة ام عباس، التي ترافق زوجها المريض بسرطان المجاري البولية لـ “طريق الشعب”: إنها “تعاني منذ عام من صعوبة الاجراءات ليتلقى زوجها العلاج، حيث هناك غالباً أعداد غير قليلة من المرضى ينتظرون لساعات أدوارهم للدخول الى غرف الإعطاء المخصصة للعلاج الكيماوي”. وتشير الى أن “اعداد المصابين اليوم تلفت الانظار فالامراض الخبيثة باتت اشبه بوباء غير معروف المصدر”. وتضيف: ان “أماكن اعطاء الجرع الكيماوية في مستشفى الاورام غير كافية، ولا تنسجم مع اعداد المرضى، فضلا عن محدودية الكادر التمريضي، فهناك الكثير من المرضى يعانون ايضا من الانتظار الى حين تفرغ الممرض من اجل تهيئته لتلقي العلاج”.

********

الصفحة الرابعة

تفعيل إلزامية التعليم ضرورة قصوى.. 3 ملايين طفل بعمر الدراسة خارج المدارس

بغداد ـ طريق الشعب

حذّر وقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني من خطورة عدم قدرة الأطفال في العراق على ارتياد المدارس، حيث بقي 3.2 مليون طفل بعمر الالتحاق بالمدرسة خارج النظام التعليمي، لاسيما الذين يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاعات. وأشار الموقع إلى أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة بما في ذلك الزواج المبكر (خاصة للفتيات)، وعمالة الأطفال والتجنيد في صفوف القوى المسلحة».

وأكد موقع «ميدل إيست مونيتور» على الخطورة التي تحيق بمستقبل الوضع التعليمي في العراق. وقال في تقرير مترجم تابعته «طريق الشعب»، إن «العراق يترنح حاليا ما بين الفوضى والكارثة واحتمال فشل الدولة والنظام التعليمي المتدهور، في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة التعليمية في هذه البلاد من بين الأفضل في المنطقة».

اضراراً لا يمكن تصورها

واشار تقرير الموقع إلى أن «عقودا من الحروب والعقوبات والاحتلال العسكري ألحقت أضرارا لا يمكن تصورها بالبنى التحتية العراقية ودمرت أحد اعمدة المجتمع الا وهو التعليم»، معتبراً أن «محدودية استثمار الحكومة في القطاع التعليمي، واستمرار الاضطرابات السياسية والعنف والتهجير الواسع للعائلات، قد أضرت كثيراً بخدمات القطاع التعليمي».

واشار التقرير إلى أن «الاضرار تطال نحو 90 في المائة من الأطفال التلاميذ»، مؤكداً أن «مدرسة من بين كل مدرستين، لحقت بها أضرار، والعديد من المدارس تعمل بمناوبات متعددة، وعدد الاساتذة المؤهلين يتراجع في كل المراحل التعليمية». وبين التقرير أن «الميزانية الاتحادية للعراق لا تخصص سوى أقل من 6 في المائة للقطاع التعليمي، الأمر الذي جعل العراق في ذيل لائحة دول الشرق الاوسط تعليميا».

وذّكر التقرير بحاجة أطفال العائلات النازحة، الذين يتعافون من الصدمات النفسية المرتبطة بالنزاعات، إلى استئناف التعليم بشكل ضروري، لأن ذلك يمنحهم شعوراً بالأمان والحياة الطبيعية. واستدرك بالقول « لكن النقص في الكادر التعليمي، حيث يعيش العديد من المعلمين ايضا حالة نزوح، بالإضافة إلى عدم كفاية المباني المدرسية، أسباب تعيق بشكل كبير إمكانية الوصول إلى العلم».

تفعيل الزامية التعليم

ودعا التقرير إلى تفعيل قوانين الزامية التعليم وتوفير الأبنية المدرسية الجديدة وتأهيل المتهالكة منها كخطوات أولية لإعادة الطلبة إلى مدارسهم.

وواحدة من اهم الاسباب التي تجعل الاطفال بعمر الدراس خارج مقاعد المدارس هي النقص الكبير في عدد الابنية المدرسية.  ولم يرد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، على اتصالات مراسل «طريق الشعب».

لكن وكيل الوزارة فلاح القيسي، قال في لقاء متلفز تابعته «طريق الشعب»، إن «الوزارة بحاجة الى 8 الاف مدرسة خلال السنوات الخمس المقبلة»، مشيرا الى أن «هناك مدارس في بغداد يقوم مديروها بالتدريس بسبب نقص الكوادر». وتابع أن «العراق بحاجة الى 10 الاف بناية مدرسية لسد النقص، موضحا أنه وفق معدل بناء المدارس نحتاج الى 15 سنة لإكمال النقص في الابنية المدرسية».

وختم حديثه بالقول أن عدد المدارس الطينية في عموم العراق نحو 200 مدرسة غالبيتها في المنطقة الجنوبية، لافتا الى أن الدوام الثلاثي يكثر في القرى والارياف.

بيئة طاردة للتلاميذ

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أيوب عبدالحسين، لـ»طريق الشعب»، «نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل القوانين التي تؤكد على الزامية التعليم، بالإضافة إلى وضع حلول للأسباب الادارية والتقنية التي تمنع العوائل من ارسال أبنائهم للمدارس».

وأضاف أن «الخدمات الرديئة الموجودة في المدارس الحكومية حولتها إلى بيئة طاردة للتلاميذ، فضلاً عن اكتظاظ الصفوف بالتلاميذ»، مبيناً أن «الأسباب كثيرة في جعل الطلبة خارج المدارس، منها غياب الدروس الترفيهية وكثرة الخريجين العاطلين عن العمل».

وذكر عبدالحسين، أن «الوضع الاقتصادي العام في العراق والذي ينعكس بشكل مباشر على الافراد والعائلة، يعد من أهم الأسباب، فضلاً عن انعدام الاهتمام بالعوائل التي تعيش تحت مستوى خط الفقر، والتي تدفعها لقمة العيش إلى إخراج ابنائها من الطلبة وزجهم في العمل لسد متطلبات قوتها اليومي».

وبحسب مؤشرات جهاز الإحصاء المركزي في وزارة التخطيط، فإن أعداد الطلبة الملتحقين في عام 2018-2019 للذكور والاناث، قد بلغ ما نسبته 94 في المائة في المرحلة الابتدائية و57 في المائة في المرحلة المتوسطة و28 في المائة في المرحلة الثانوية من عدد الطلبة الذي يفترض التحاقه في هذه المراحل الثلاث. فيما بلغت نسبة التسرب في الدراسة الابتدائية 37 في المائة، وفي الدراسة المتوسطة 66 في المائة. وفي الدراسة الاعدادية ما يزيد عن 70 في المائة.

نقابة المعلمين تحذر

وفي السياق، حذر نقيب المعلمين عباس السوداني, أمس, من انهيار العملية التربوية نتيجة استمرار الفساد وغياب التخطيط , مبينا انه لا يمكن تطبيق أي تجربة عالمية تسهم في تطوير العملية التربوية في ظل الواقع المزري للبنى التحتية.

وقال السوداني في تصريحات صحفيو، تابعتها «طريق الشعب»، إن «ما نشهده من تراجع كبير في العملية التربوية سببه الاعداد الكبيرة للطلبة في الصف الواحد الذي يمنع من وصول المعلومة للطالب وتأخير اكمال المنهج العلمي». وأضاف، أن «أي عملية تربوية تعتمد على أربعة أسس التلميذ , المدرسة, المعلم, المنهج, وهذه الأسس في العملية التربوية العراقية فيها مساوئ كبيرة نتيجة الفساد وغياب التخطيط الحكومي».

وأوضح السوداني، أن «الحلول الترقيعية في بناء المدارس خاصة المدارس الكرفانية ساهمت بتعميق المشكلة , حتى ان المبادرة الصينية في بناء 1000 مدرسة هي نقطة في بحر امام الاحتياج الحقيقي لبناء المدارس», داعيا الحكومة المقبلة إلى “وضع ملف التربية من أولى اهتماماتها».

منظومة تعليمية متهالكة

ويقول المهتم بالشأن التربوي، علي بخت لـ»طريق الشعب»، إن «أهم المنظومات الخدمية في العراق هي الأكثر اهمالاً من قبل الحكومات، فالبنى التحتية التابعة لوزارة التربية غير مؤهلة للتعليم، والأساليب القديمة التي يستخدمها المعلمون في التعامل مع الطلبة تساهم في رفع نسب التسرب من الدراسة».

وأشار إلى أن «تفشي ظاهرة التنمر بين الطلبة جعلتهم ينفرون من المدارس، خاصة مع غياب آليات تحد من ظاهرة التنمر»، مبيناً أن «عدم جدوى مخرجات التعليم أحد أهم الأسباب التي جعلت العائلات تسمح لأبنائها بترك الدراسة».

وأوضح أن «هناك فجوة كبيرة بين التعليم الحكومي والأهلي، فالكوادر التدريسية والإدارات والأبنية التي توفر المستلزمات المطلوبة مؤهلة في التعليم الاهلي، مقابل اهمال للطلبة واحتياجاتهم في التعليم الحكومي». 

وللأسف، لم يرد المسؤولون في وزارة التربية على اتصالات مراسل «طريق الشعب»، للحصول على رأيهم بهذا الأمر الخطير، ولاسيما ما يتعلق بالإحصائيات الأخيرة.

 ***********************************************

وثائق المؤتمر  الـ 11 في أيدي أهالي الحلة والحي

طريق الشعب – خاص

شكلت لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الاثنين الماضي، فريقا إعلاميا.

وتجول الفريق في شوارع مدينة الحلة وأسواقها، ووزع على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

كما تجاذب معهم أطراف الحوار حول مواقف الحزب السياسية الراهنة وبرنامجه السياسي.

وفي قضاء الحي بمحافظة واسط، شكلت منظمة الحزب فريقا إعلاميا جوالا جاب الشوارع العامة والأسواق سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيانات والوثائق الصادرة عن المؤتمر. وتبادل معهم الحديث حول المؤتمر ومضامين وثائقه. 

 ******************************************

ندوتان في النجف حول نتائج المؤتمر الـ 11

النجف - احمد عباس

عقدت اللجنتان الأساسيتان للحزب الشيوعي في قضائي المشخاب والمناذرة بمحافظة النجف، أخيرا، ندوتين موسعتين حول نتائج المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

وتحدث في الندوتين، عضو مكتب اللجنة المحلية للحزب في المحافظة، الرفيق صالح العميدي، عن أعمال المؤتمر والوثائق الصادرة عنه والمتغيرات التي جرت على تركيبة اللجنة المركزية الجديدة المنتخبة، والتي زادت فيها نسبة الشباب إلى 70 في المائة، ووصل عدد النساء إلى 5.

بينما تحدث سكرتير اللجنة المحلية، الرفيق كريم بلال، عن الوثيقة الصادرة عن المؤتمر تحت عنوان “قدما نحو التغيير الشامل”.

من جانب ذي صلة، شكل شيوعيو النجف فرقا جوالة وزعت على المواطنين في مركز المحافظة وقضائي المشخاب والمناذرة وناحيتي الحرية والعباسية، نسخا من وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل”.

كما وزعوا نحو 250 نسخة من الوثيقة، على الدوائر الحكومية والنقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني ومقرات الأحزاب السياسية، فضلا عن شخصيات دينية واجتماعية ووطنية.

 **********************************

شيوعيو الكاظمية يواصلون اكساء الفقراء والأيتام

بغداد – عدنان جاسم

تواصل منظمة الحزب في مدينة الكاظمية، تنظيم حملات التكافل الاجتماعي لمساعدة الفقراء والايتام.

ووزعت المنظمة في حملتها الأخيرة، ملابس على الطلبة الأيتام في “ثانوية البلاد” للبنين بمنطقة شاطئ التاجي.

ورحبت إدارة الثانوية بمبادرة الشيوعيين وأشادت بمواقف حزبهم الوطنية والاجتماعية.

من جانب آخر، زار فريق من منظمة الحزب، تتقدمه عضو اللجنة المركزية وسكرتيرة المنظمة الرفيقة نسرين حسين، أول أمس الثلاثاء، “مدرسة السندس” الابتدائية في المدينة.

وقدم الفريق هدايا للتلاميذ، ونسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب، لإدارة المدرسة.

كما شكلت المنظمة، السبت الماضي، فريقا جوالا جاب منطقتي “باب الدروازة” و”فضوة الشيخ” في المدينة سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيانات والوثائق الصادرة عن المؤتمر.

 ***************************

شبيبة ألقوش تحذر من مخاطر المخدرات

ألقوش – طريق الشعب

في سياق الحملة الأخيرة التي أطلقها اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي تحت عنوان “مخاطر المخدرات وإدمانها”، نظم فرع الاتحاد في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى بالتعاون مع الشرطة المجتمعية، الأحد الماضي، جولة ميدانية لتوعية الناس بمخاطر المخدرات.

وتجولت الشبيبة في “منطقة الزهور” بمدينة الموصل، والتقت العديد من المواطنين وشرحت لهم بشكل مفصل أهداف الحملة. فيما وزعت عليهم فولدرات تحث على التصدي لآفة المخدرات من أجل إنشاء جيل شبابي سليم.

ووفقا لما صرّح به أعضاء الاتحاد لـ “طريق الشعب”، فإن الحملة لاقت ترحيبا واسعا من المواطنين، معربين عن شكرهم لكل من ساهم معهم في الحملة، وبالخصوص النقيب وقاص سعدي عبد الرحمن والمفوضان سالم عبد الله سلمان ومثنى عبد الكريم ونائبا العريف سلوان رشيد سهيل ويوسف محمد. 

 **********************************

شيوعيو الرصافة الأولى يحتفلون بنجاح المؤتمر الحزب

بغداد – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، حفلا فنيا ابتهاجا بنجاح أعمال المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب، شارك فيها رفاق من قيادة الحزب وجمع من الشيوعيين وعوائلهم

والقى عضو مكتب المحلية الرفيق علي كريم، كلمة أشار فيها إلى ظروف انعقاد المؤتمر في ظل تداعيات الأزمة العامة وحالة الاستعصاء السياسي وعجز القوى المتنفذة عن إيجاد الحلول والمخارج لهذه الأزمة.

وأضاف قائلا، أن المشكلات العصية عن الحل، تتكاثر اليوم في إطار المحاصصة الطائفية – الاثنية والبناء المكوناتي للدولة.

بعد ذلك، وعلى شرف نجاح المؤتمر، تم منح بطاقات شرف عضوية الحزب لكوكبة من الرفيقات والرفاق في تنظيمات الرصافة الأولى، من الذين أكملوا فترة الترشيح.

كما كرّم الرفيق د. صبحي الجميلي، الرفيق جبار الفتلي بلوح الحزب، تثمينا لمواقفه الداعمة للحزب، ماليا ومعنويا. بينما تم توزيع هدايا تقديرية على الرفاق من أعضاء اللجنة المحلية، الذين نالوا ثقة مندوبي المؤتمر وصوتوا لهم كأعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية.

وفي سياق الحفل، ألقى الشاعران سلام عرب ومالك السوداني قصائد تغنيا فيها بحب الحزب. فيما أطرب الفنان علي حافظ، الحاضرين بباقة أغنيات أداها على العود.

وفي الختام صدحت حناجر الجميع بنشيد: “سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد”.

******************************

الصفحة الخامسة

أزمة مستلزمات الدراسة تتواصل ومبادرات شعبية لمعالجتها تلاميذ العراق يفترشون الأرض!

بغداد – وكالات

مضى شهران على بدء الدوام المدرسي الحضوري ولا تزال أزمة نقص المعدّات والمستلزمات الدراسية في اغلب المدارس العراقية تتواصل دون أي بوادر لمعالجتها من قبل السلطات. فيما يبادر أولياء أمور بعض التلاميذ والطلبة إلى شراء الكراسي والمقاعد الصغيرة لأبنائهم، خوفا من جلوسهم على الأرض خلال الحصص الدراسية.

وفي مدن شمالي وغربي البلاد، تعزو الجهات الحكومية النقص الحاصل في المقاعد الدراسية والبنى التحتية للمدارس، إلى الدمار الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي وحرب التحرير، لكن هذا المبرر غير كاف، لأن المشكلة ذاتها تتكرر في مدن أخرى جنوبي البلاد ووسطها. إذ أظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مدارس بلا مقاعد دراسية وأولياء أمور يشترون كراس صغيرة لأطفالهم.

وتؤكد الحكومة حاجة البلاد لأكثر من 12 ألف مدرسة، وإلى إعادة تأهيل آلاف المدارس الأخرى، في وقت لا يزال فيه التعويل بصورة رئيسة على مذكرة التفاهم الصينية الموقعة في العام 2019، لبناء ألف مدرسة في مناطق مختلفة من البلاد كمرحلة أولى، بطريقة الدفع الآجل عبر شحنات نفط تصدرها بغداد إلى بكين.

وزارة التربية تفاجأت؟!

النائب السابق، عباس الزاملي، ذكر في حديث صحفي أنه “بعد توقف الدوام المدرسي الحضوري لأكثر من عامين بسبب جائحة كورونا وقبلها التظاهرات، فوجئت وزارة التربية بزيادة أعداد الطلبة في المدارس. وقد رصدنا من خلال زياراتنا لكثير من المدارس في المحافظات، نقصا حادا في مقاعد الجلوس والمستلزمات الدراسية الأخرى”.

وأكد أنه “عقدنا اجتماعاً مع وزير التربية، وكان قد وعد باتخاذ الوزارة الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة، لكننا اليوم سنصل إلى منتصف العام الدراسي ولا يزال هناك نقص كبير في المقاعد الدراسية. كما أن هناك قسما كبيرا من المدارس متهالك ووضعه صعب ومزر جدا”.

الوضع خطير

ولفت الزاملي إلى أن “الوضع التعليمي في العراق خطير، ويحتاج إلى ثورة من قبل رئيس الحكومة ووزير التربية، ويجب على كل المسؤولين أن يعلموا أن هناك انهيارا كاملا للبنى التحتية في المدارس بسبب الأعداد الكبيرة للطلبة. لذلك يجب أن يكون هناك استنفار كامل من قبل الحكومة والجهات الأخرى لوضع المعالجات العاجلة”.

وحذر من أنه “في حال لم تكن هناك معالجات سريعة وخطة لزيادة أعداد المدارس وتجهيزها بشكل كامل، خلال مدة لا تزيد على السنتين، فإن التعليم العراقي سيكون سيئا جدا وخطيرا”.

الفساد ينخر الوزارة

مسؤولون سابقون أكدوا في تصريحات صحفية، أن “الفساد داخل المؤسسة التعليمية هو الخطر الأكبر الذي يتسبب في جميع مشكلاتها”.

وقال مدير التعليم العام السابق في وزارة التربية، ذو الفقار حسين، إنّ “مقاعد جلوس الطلبة مشكلة كبيرة لا تنحصر في القرى والأرياف وخارج العاصمة فقط، بل إن الكثير من مدارس العاصمة أيضا تعاني نقصاً في المقاعد”، مؤكدا أنه “أحيانا تضطر إدارات المدارس إلى الطلب من أولياء الأمور شراء مقاعد لأبنائهم”.

وأوضح، أن “أسباب هذه المشكلة أصبحت واضحة للجميع. فوزارة التربية نخرها الفساد وتمكن منها بشكل كبير، وأن الأموال التي تدخل الوزارة تذهب إلى جيوب الفاسدين، ولا يتم إنفاقها على تجهيز المدارس بالمستلزمات الضرورية”، مشيرا إلى أن “الفساد أصبح منظومة وثقافة متبناة في البلاد عامة وفي الوزارة بشكل خاص. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها”.

مبادرات شعبية

الكثيرون من أولياء الأمور اضطروا إلى شراء مقاعد جلوس وكتب ومستلزمات أخرى لأبنائهم، والتبرع بها للمدارس. وبهذا الصدد قال المواطن أبو عبد الله، من مدينة الديوانية، انه قام بشراء مقاعد لأبنائه الثلاثة، خشية من أن يجلسوا على الأرض، مؤكدا أنه “لا يمكن القبول بهذه الحالة المزرية. كيف يتلقى الطلبة دروسهم وهم يفترشون الأرض؟”.

وأشار إلى أن مستلزمات الدراسة أصبحت اليوم عبئا جديدا يضاف على كاهل أولياء الأمور.

وأظهرت صور نشرها مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات تطوعية من قبل سكان في كربلاء ومدن أخرى جنوبي البلاد، لتصليح مقاعد دراسية متضررة في المدارس.

***************

قضاء المجر.. تلوث المياه يتسبب في نفوق الماشية

العمارة – وكالات

شكا عدد من مربي الماشية في قضاء المجر جنوبي ميسان، نفوق عدد من الجاموس والأبقار والأغنام إثر إصابتها بأمراض ناتجة عن تلوث مياه الأنهر، في ظل عدم وجود رعاية طبية.  وأوضحوا في حديث صحفي، ان الماشية تشرب الماء من الأنهر والسواقي التي تلوثت بسبب شح المياه وعدم جريان ما تبقى منها، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الحيواني، مؤكدين أنه لا توجد في منطقتهم رعاية طبية كافية للحيوانات المصابة بالأمراض.

****************

متعاقدون مع وزارة الزراعة يطالبون بشمولهم بالقرار 315

بغداد – طريق الشعب

يشكو متعاقدون مع الشركة العامة للتجهيزات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، عدم تنفيذ القرار 315 بحقهم بشكل كامل.  ويتضمن القرار 315، الذي صوت عليه مجلس الوزراء عام 2019، آليات لمعالجة وضع العاملين بصفة عقد وأجر يومي في مختلف المؤسسات الحكومية. ومنح مجلس الوزراء بموجب قراره هذا، امتيازات لهؤلاء العاملين أسوة بموظفي الملاك الدائم. اذ تقرر شمولهم بتخصيصات قطع الأراضي والقروض والكفالة والدورات التدريبية والمكافآت، وغير ذلك.  وذكر احد المتعاقدين مع الشركة، لـ"طريق الشعب"، ان "القرار ٣١٥ طبق في جميع الوزارات والمؤسسات التابعة لها، عدا الشركة العامة للتجهيزات الزراعية".  وأشار المتعاقد الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إلى أن سبب عدم تطبيق القرار بحقهم، هو أن البعض من المعنيين في الشركة يعتقدون بأنه في حال تم ذلك سوف تقل نسب أرباح موظفي الملاك الدائم.  وأضاف قائلا، ان "تأخير تطبيق القرار يستمر لأسباب مجهولة. حتى أن الشركة نفذت فقرة تعديل الرواتب وفق القرار 315 بأثر رجعي لمدة 3 شهور، في حين أن جميع الوزارات صرفت تلك المستحقات لمدة سنة كاملة".

ولفت المتعاقد إلى أن أقرانه في فرع الشركة بمحافظة ميسان، كانوا قد قرروا السفر إلى بغداد كي ينظموا تظاهرة أمام مقر الشركة الرئيس ويطالبوا بتطبيق القرار، لكن جهات في فرع الشركة (لم يسمها) هددت بعض المتعاقدين بصورة شفهية، بأن من يطلب إجازة أو يتغيب عن الدوام لأي سبب كان سيعتبر مفصولا عن عمله بداعي التقليص وانتفاء الحاجة!

************

مواساة

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعزية والمواساة للشخصية الوطنية عدنان السيد جعفر بوفاة شقيقه سلمان السيد جعفر. للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

*تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية بالتعزية والمواساة للرفيق ناظم الميالي (أبو قيصر) بوفاة ابنته بعد صراع مع مرض عضال الم بها. للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها الصبر والسلوان

‏*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالعزاء والمواساة للرفيق غانم عبد الواحد الجاسور بوفاة شقيقته التي وافاه الاجل بعد مكابدة مع المرض. للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السادسة

ماذا تحقق بعد خفض قيمة الدينار العراقي؟ ارتفاع في معدلات التضخم والفقر والبطالة!

بغداد ـ علي شغاتي

مّر عام كامل على قرار البنك المركزي العراقي بتخفيض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي من 1200 دينار إلى 1460 ديناراً للدولار الواحد، ولم يزل العراقيون يعانون من تبعات هذا القرار كارتفاع معدلات الفقر وزيادة التضخم وغلاء الأسعار، وسط عجز حكومي متواصل عن معالجة مشكلة البطالة. ورغم ادعاء البنك المركزي العراقي بأن هذا القرار قد ساهم في زيادة تنافسية المنتج المحلي وقّلل من ضغط النفقات على وزارة المالية بنسبة 23 في المائة وهو ما مكّنها من تجاوز الأزمة الناتجة عن انخفاض أسعار النفط عالميا خلال العام 2020 والأشهر الأولى من عام 2021، ورغم محاولات الحكومة إعطاء صورة إيجابية لهذا القرار، الذي جاء متزامنا مع طرحها مشروع الإصلاح الاقتصادي المسمى “الورقة البيضاء”، فإن عدداً من الخبراء في الشأن الاقتصادي يعتبرون القرار سبباً في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم، ولا يرون دليلاً على صحة الحديث عن زيادة تنافسية المنتج المحلي.

الخامس عربيا

في تقرير لها طالعته “طريق الشعب”، أكدت مجلة فوربس الشرق الأوسط بأن “العراق جاء في المرتبة الخامسة بترتيب أعلى معدلات التضخم في الدول العربية حيث سيرتفع التضخم من 0.6 في المائة العام 2020 إلى 6.4 في المائة العام 2021 قبل أن ينخفض إلى 4.5 في المائة العام 2022”. وأشارت إلى ان “ارتفاع التضخم في العراق نتج عن انتعاش الطلب المحلي في البلاد وانخفاض قيمة العملة مما سبّب ضغوطاً تضخمية بعد سنوات ثمان شهدن استقرار التضخم عند مستويات منخفضة بسبب تراجع أسعار الواردات وضعف الطلب”.

إصلاح اقتصادي!!

من جانبها، أعلنت وزارة التخطيط، ارتفاع معدل التضخم السنوي بنسبة 8.4 في المائة.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء التابع للوزارة في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “معدل التضخم لشهر تشرين الثاني الماضي ارتفع بنسبة (0.5%)، مقارنة بشهر تشرين الاول الذي سبقه”، مبينا ان “معدل التضخم السنوي لشهر تشرين الثاني لسنة 2021 بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2020، شهد ارتفاعا بنسبة بلغت (8.4%)”.

واضاف، ان “الجهاز المركزي للإحصاء، ومن خلال قسم الأرقام القياسية، يقوم بإعداد تقرير الارقام القياسية لاسعار المستهلك، شهريا، والتي تشمل المتابعة الميدانية لمتغيرات الأسعار، لأكثر من (333) سلعة وخدمة في جميع المحافظات، تمثل (88%)، من حجم الإنفاق الكلي للاسرة العراقية على السلع والخدمات”.

واشار الى ان “المجاميع السلعية التي كانت الاكثر ارتفاعا بالاسعار الشهرية لتشرين الثاني عن تشرين الاول من العام 2021 فقد سجل قسم السلع والخدمات المتنوعة ارتفاعا قدره 3.7 بالمئة، كما سجل قسم الملابس والاحذية نسبة ارتفاع بلغت 2 في المائة بسبب ارتفاع مجموعة الاحذية بنسبة  2.6 في المائة والملابس بنسبة 19 في المائة”.

ولفت الى ان “قسم التجهيزات والمعدات المنزلية ارتفاعا بلغ 1.1 في المائة، بسبب ارتفاع الاجهزة المنزلية بنسبة 1.2 في المائة ومجموعة الأثاث بنسبة 0.9 في المائة”.

المواد الانشائية

وحول أسعار المواد الانشائية فقد أكد الجهاز المركزي للإحصاء في تقرير له على ان “الأسعار قد ارتفعت نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية، الأمر الذي أدى بدوره إلى رفع أسعار المواد الانشائية المحلية والمستوردة في القطاع الخاص بنسب متفاوتة على مستوى المحافظات كافة ما عدا اقليم كوردستان”. وبيّن بأن متابعة وتسجيل 64 مادة بناء في الأسواق المحلية لشهر تشرين الثاني الماضي ومقارنتها بأسعار شهر تشرين الثاني 2020 الذي ارتفع فيه سعر الدولار قد أكدت ذلك. وأضاف أن “أهم المؤشرات للمواد الأكثر استخداما وتأثيرا في الأسواق كانت لثلاث مواد هي الطابوق والاسمنت والحديد”.

واشار إلى أن “معدل سعر الطابوق العادي لشهر تشرين الثاني الماضي بلغ 183 ألف دينار لكل 1000 طابوقة مسجلا ارتفاعا بلغ 31 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي كان قد بلغ فيه 140 ألف دينار لكل 1000 طابوقة، فيما بلغ سعر الطابوق الجمهوري لشهر تشرين الثاني الماضي 194 ألف دينار لكل 1000 طابوقة مسجلا ارتفاعا بنسبة 20 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي كان قد بلغ فيه 161 ألف دينار لكل 1000 طابوقة”.

واوضح ان “معدل سعر الاسمنت العادي لشهر تشرين الثاني الماضي بلغ 103 ألف دينار للطن الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة 14 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي كان بسعر 90 ألف دينار للطن الواحد، فيما بلغ معدل سعر الاسمنت المقاوم لشهر تشرين الثاني الماضي 121 ألف دينار للطن الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة 6 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي كان قد بلغ فيه 112 ألف دينار للطن الواحد، فيما بلغ سعر السمنت الابيض لشهر تشرين الثاني 195 ألف دينار للطن الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة 5 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي بلغ السعر فيه 186 ألف دينار”.

وبين أن أسعار الحديد “ الشيش” من المنشأ الأجنبي لشهر تشرين الثاني الماضي بلغت مليونا و303 ألف دينار للطن الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة 67 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي كان بسعر 779 ألف دينار للطن الواحد، فيما بلغ معدل سعر الحديد “الشيلمان” لشهر تشرين الثاني الماضي 22 ألف دينار للمتر الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة 47 في المائة عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 الذي بلغ 15 ألف دينار للمتر الواحد”.

ولفت إلى ان “معدل سعر طابوق الثرمستون في تشرين الثاني الماضي بلغ مليونا و962 ألف دينار مسجلا ارتفاعا بنسبة 6 في المائة عن شهر تشرين الثاني 2020 الذي بلغ معدل السعر فيه مليونا و852 ألف دينار”.

إيجابيات ولكن

الخبير المالي محمد فرحان يعتقد ان “الحكومة حققت إيجابيات من تغيير سعر الصرف من خلال تقليل نفقات رواتب الموظفين بحوالي 22 ترليون دينار، مما جنّبها الخيار الأصعب وهو تقليص الرواتب”. وأشار إلى ان “ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة جاء نتيجة لارتفاع أسعار النفط ولا علاقة له بخطط الحكومة الاقتصادية”.

وأضاف فرحان لـ “طريق الشعب”، ان “دخول المواطنين انخفضت بنسبة 23 في المائة، مع ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الاستهلاكية وصل إلى أكثر من 50 في المائة”، وان “هذه العوامل ساهمت في تضرر المواطنين بشكل كبير خاصة مع حالة عدم الاستقرار الاقتصادي التي تعيشها الأسواق نتيجة للمطالبات بتغيير سعر الصرف مجددا”.

وتابع ان “أحد الأهداف المعلنة للتخفيض كان دعم قطاعي الصناعة والزراعة، وهو ما لم يتحقق نتيجة لضعف هذين القطاعين في البلاد واستمرار فتح الحدود امام البضائع المستوردة، حيث مازال 90 في المائة من المواد الاستهلاكية للمواطن العراقي مستوردة من خارج البلاد”. واشار فرحان إلى فشل الحكومة في إيقاف تهريب العملة الصعبة إلى خارج البلاد عن طريق مزاد بيع العملة الصعبة في البنك المركزي، حيث بقي معدل مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة عند حدود 200 مليون دولار يوميا وهذا الرقم هو نفسه تقريبا حين كان البنك المركزي يبيع الدولار مقابل السعر السابق.

قرار خاطئ

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي قاسم دحام، ان رفع سعر صرف الدينار امام الدولار قرار خاطئ ولم يحقق أي فائدة اقتصادية حقيقية. وقال دحام لـ “طريق الشعب” ان “تغيير سعر صرف الدولار لم يأت بشيء إيجابي على الواقع الاقتصادي في البلاد باستثناء زيادة الأرباح لبعض اللجان الاقتصادية التابعة للأحزاب المتنفذة في الدولة وبعض السياسيين الذين يسيطرون على مزاد بيع العملة والمصارف الاهلية”. وأضاف انه “مع نهاية السنة المالية اثبتت التجربة وبالدليل القاطع فشلها، نتيجة لارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة والفقر وتراجع فرص العمل حتى في القطاعات غير المنتظمة”. وبيّن السيد دحام ان “الحكومة الحالية تعمل وفق رؤية اقتصادية غير واقعية، وهي خاضعة بشكل مباشر لتوصيات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي”، ودعا إلى مراجعة الورقة البيضاء واعتماد إصلاحات اقتصادية تنسجم مع الواقع العراقي، دون تحميل المواطنين تبعات سوء الإدارة والفساد.

ضرر كبير

ويعّلق الخبير الاقتصادي احمد خضير على هذا الموضوع بالقول “ أن ضرر رفع سعر الصرف بات واضحا ولم يحقق شيئا ملموسا سوى زيادة معاناة الطبقات ألفقيرة والمتوسطة”، مشيرا إلى “انتفاء اسباب القرار مع ارتفاع أسعار النفط، وزيادة الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة في البنك المركزي”. وأضاف السيد خضير في حديث لـ “طريق الشعب” ان “القرار حمّل الطبقات ألفقيرة والمتوسطة أعباء الفساد وهدر الأموال وسوء الإدارة ونتائج فشل القوى السياسية الحاكمة في إدارة موارد البلد، في الوقت الذي لم يتضرر فيه أحد منهم بذلك”. ودعا السيد خضير إلى “عودة سعر صرف الدولار إلى وضعه القديم لانتفاء الأسباب مع تحسن أسعار النفط والانتهاء من تسديد تعويضات حرب الكويت”.

وتابع ان “الحكومة تحاول تجميل صورة الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنين من خلال ادعائها تحقيق مكاسب اقتصادية، غير ان الواقع يفيد بأن السوق العراقية مازالت غارقة بالسلع المستوردة والرديئة التي ارتفعت أسعارها عن السابق”، مبينا ان “ أسعار المنتجات المحلية ـ على محدوديتها ـ قد ارتفعت هي الأخرى أيضا، مما يؤكد بان هذا القرار لم يكن مدروساً وإن الهدف الأساسي منه هو الانصياع إلى وصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي “.

وبيّن الخبير خضير، ان “الاستمرار في هذا النهج الاقتصادي يعني زيادة الأعباء المالية على الطبقات الأكثر تضررا، في ظل عجز الحكومة عن توفير فرص عمل أو تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية”، ودعا إلى “ضرورة إعادة النظر في سعر الصرف خلال إعداد موازنة العام القادم”.

عقاب للمواطنين

ويرى المواطن محمد علي أمين أن “الدولة اتجهت إلى معاقبة المواطن المرهق ماديا بدلا من رفع مستواه المعيشي، فارتفاع سعر صرف الدولار سيرفع معه نسب البطالة والفقر، وأن كل القرارات التي جاءت بها الحكومة، وآخرها رفع سعر الدولار، كانت سلبية بحق المواطن”.

ويؤكد المراقب للشأن العراقي ضياء الشريفي على أن قرار رفع سعر الدولار مقابل الدينار هو عملية قتل للمواطن ليس أكثر، ومن تبناها كان يريد تدمير الشعب العراقي.

وقال الشريفي في حديث لصحيفتنا إن “قرار رفع سعر الدولار مقابل الدينار تسبب بضرر كبير للمواطنين بقدر يتجاوز جميع ما يقال في هذا الشأن، فالضرر لم يصب الموظفين في قيمة رواتبهم الشهرية فقط بل أصاب السواد الأعظم من المواطنين، حيث أصبح هذا القرار خنجراً في خاصرة الشعب العراقي وتسبب في الغلاء والكساد الاقتصادي وأثر سلباً على قوت شرائح عديدة من الناس”، وتمنى السيد الشريفي “التراجع عن القرار والسيطرة على الأسواق التي أصبحت عبارة عن سلع ومتاجرات دون رحمة بالمواطن البسيط”.

واضاف الشريفي “ لقد كان الأجدر بالحكومة، وهي تقرر رفع سعر الدولار، أن لا تكتفي بالبيانات والتبريرات المستهلكة بل أن تراقب الأسواق والتجار، فما نراه هو عبارة عن حرية مطلقة للتجار واصحاب المحلات في تسعير المواد الغذائية بطريقة جعلت راتب الموظف يفقد ربع قيمته وربما أكثر من ذلك دون أن يتم توفير حاجاته الاساسية”.

تجويع الشعب

وحول الأحوال المعيشية، اكدت المواطنة هدى حسين على ان “أسعار جميع المواد الغذائية والاستهلاكية في ارتفاع مستمر، وخاصة مواد الطحين والسكر والرز والزيت. وقد دفع عدم استقرار الأسواق والشائعات الكثيرة، المواطنين لتخزين المواد في منازلهم خوفا من انباء عن ارتفاع أسعارها”. ودعت المواطنة عبر “طريق الشعب” الأجهزة المعنية إلى “مراقبة الأسواق ومنع جشع بعض التجار”.

*********

مفاهيم اقتصادية مبسطة تركز وتمركز الرأسمال

اعداد: د. صالح ياسر

تركز وتمركز الرأسمال : تركز الرأسمال هو عبارة عن زيادة مقدار الرأسمال عن طريق تراكم فائض القيمة، أي تحويل قسم منه الى رأسمال. ان ما يساعد على التركز هو تسابق الرأسماليين الدائم وراء اعلى الارباح، كما ان المنافسة ايضا تسبب تركز الرأسمال. كما ان فعل قانون ميل معدل الربح الى الانخفاض يحفز الرأسماليين على تركز الرأسمال. ويجهد الرأسماليون لتغطية هبوط معدل الربح عن طريق زيادة كتلة الارباح. وتكبير مقدار الرأسمال يعتبر احد السبل المؤدية الى ذلك.

اما تمركز الرأسمال فهو تضخيمه نتيجة لتوحيد عدد من الرساميل في رأسمال واحد، او نتيجة لإبتلاع الرساميل الكبيرة الرساميل الصغيرة. ويعتبر تمركز رأس المال نتيجة للصراع التنافسي الذي يندحر فيه صغار الرأسماليين ومتوسطيهم فينهارون، اما رساميلهم فيبتلعها كبار الرأسماليين أو اتحاداتهم. وفي مرحلة الامبريالية، ينتج، عن مركزة الرأسمال، تجميع القسم الحاسم منه في ايدي الاحتكارات الرئيسية. وفي هذه العملية يلعب اخضاع الاحتكارات الدولة البرجوازية لسيطرتها، دورا كبيرا.

إن تركز الرأسمال ومركزته يهيئان الظروف لتركز الانتاج. وقد قادت هذه العمليات، في الدرجة العليا من تطورها، الى نشوء الاحتكارات. اما سيطرة الاحتكارات، في مرحلة الامبريالية، فهي تسّرع، بدورها، تركز الرأسمال الى حد هائل. ان نمو تركز الرأسمال، على اساس سيطرة الاحتكارات، يفاقم، الى اقصى حد، جميع تناقضات الرأسمالية.

*********

الصفحة السابعة

رفض تام لمشروع الهبوط الناعم .. سكرتير الشيوعي السوداني: التظاهرات الاخيرة وجهت رسائل لجهات مختلفة

طريق الشعب ـ وكالات

قال الرفيق محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، إن “المواكب والتظاهرات الجماهيرية الحاشدة الأحد الماضي 19 ديسمبر (كانون الأول) جاءت في ظل ظروف استثنائية ومختلفة ورداً على التصريحات والمواقف السالبة التي بدرت من المجتمع الدولي، وفي مقدمتها تصريحات السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، والمواقف السالبة لرئيس بعثة الأمم المتحدة فوكلر بيرت، وآخرها البيان المشترك الصادر من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات”.

عدة رسائل

وأكد الخطيب أن “مواكب 19 ديسمبر والذكرى الثالثة للثورة وجهت عدة رسائل ولجهات مختلفة تتمثل في: تأكيد عمق الثورة وخيار الثورة تم عن وعي لضرورة استكمال وتعزيز الاستقلال السياسي الذي أعلن من البرلمان في 19 ديسمبر 1955 باستقلال اقتصادي وديمقراطية المجتمع والخلاص من التبعية لدوائر رأس المال العالمي ومؤسساتها المالية والنقدية كالبنك وصندوق النقد الدوليين ومفارقة الانقلابات العسكرية، وقوة الإرادة والوصول إلى غايات الثورة مهما عظمت التضحيات وتحقيق شعاراتها وإحداث التغيير الجذري للمسار السياسي الاجتماعي الذي ساد منذ الاستقلال ونتج عنه الفقر والتخلف وراكم الأزمة العامة في السودان”.

وأشار الى الرفض التام لمشروع الهبوط الناعم الذي أكد عملياً أنه ليس الحل وأعاد تدوير عوامل الأزمة العامة وأن اتفاقية جوبا صممت لتخدم استكمال مسار الهبوط الناعم، فلازمها الفشل في تحقيق السلام بل نتج عنها المزيد من الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة على المواطنين العزل في مناطق العمليات والتهجير القسري من فوق الأرض، وتصاعد أعداد النازحين واللاجئين بغرض الاستيلاء على الأرض البكر، ونهب الموارد الغنية وثروات الوطن وبيعها للشركات الرأسمالية الاحتكارية ووكلائها.

رفض للانقلاب العسكري

وأكد الخطيب “الرفض التام للانقلابات العسكرية وحكم العسكر، وأن الأوان قد حان لنبذ الأنظمة العسكرية والشمولية للأبد في السودان والتزام المؤسسات والقوات النظامية والعودة لمهامها التي أسست من أجلها، مثلها مثل كافة أجهزة الدولة العامة تعمل تحت أمرة الحكومات المدنية في خدمة الشعب والوطن”.

وبين الخطيب، أن “الشعب هو سيد نفسه وصاحب القرار في توجيه مصيره ومصير الوطن ورفعته، ويرفض أي إملاءات عليه من الخارج، ويجب على المجتمع الدولي والإقليمي احترام إرادة شعب السودان وعدم تجاوزها إن رغب المساعدة في نطاق قرار الشعب وفي إطار تبادل المنافع”.

العنف لن يثني الشعب

وقال إن “العنف المفرط والانتهاكات الجسيمة التي تصل لحد القتل لن تثني الشعب عن الوصول وتحقيق غايات الثورة، وأن الشعب أقوى والردة مستحيلة. وسيواصل النضال السلمي وهزيمة أعداء الثورة بالتنظيم الجيد لقواه ويثق الشعب تماماً أن إرادة الشعوب غلابة”.

وقال الخطيب: أكدت الأحداث زيف وفرية عبدالله حمدوك إن الاتفاق السياسي مع البرهان سيؤدي إلى حقن الدماء، وأن العنف المفرط الذي مورس منذ اتفاقية 21 نوفمبر يؤكد أن وتائر العنف ستزداد مع وتائر حراك الجماهير، مما يستدعى التنظيم والتمسك بالسلمية ومنع اختراق مواكب الثورة وفعالياتها.

ــــــــــــــــــــــــــ

عن صحيفة “الميدان”

 *****************************************

مفوضية الانتخابات الليبية تقترح تأجيل انتخابات الرئاسة

متابعة ـ طريق الشعب

قالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أمس الأربعاء، إنها تقترح تأجيل الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة إلى 24 كانون الثاني.

وقال البرلمان الليبي، إن الانتخابات الرئاسية لن تُجرى في موعدها المقرر يوم الجمعة دون أن يحدد موعدا جديدا لها، مما يترك عملية السلام المدعومة دوليا في حالة من الفوضى، ويلقي ظلالا من الشك حول مصير الحكومة المؤقتة.

وكان إعلان اللجنة الانتخابية البرلمانية هو أول إعلان رسمي بشأن إرجاء الانتخابات، الذي كان متوقعا على نطاق واسع في ظل الخلافات الراهنة بشأن القواعد الحاكمة للعملية الانتخابية، بما في ذلك أهلية عدد من المرشحين الرئيسيين لخوض الانتخابات.

وأصبحت عملية السلام على المحك، وكانت تعتبر الأمل الوحيد منذ أعوام لإنهاء عقد من الفوضى والعنف يجتاحان ليبيا منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي، وأطاحت بمعمر القذافي في 2011.

وسجل عدد كبير من الليبيين أسماءهم بالفعل للتصويت في الانتخابات، وهو ما يقول سياسيون من كافة الأطراف في ليبيا إنه مؤشر على رغبة شعبية قوية في إجراء انتخابات.

لكن مع التعبئة التي تقوم بها جماعات مسلحة في طرابلس وغيرها من المناطق في غرب البلاد، ينذر انهيار العملية الانتخابية بتصاعد الصراعات المحلية وبتفجير جولة جديدة من العنف.

كما قد تقوض الخلافات بشأن خارطة الطريق عملية السلام الأشمل المدعومة من الأمم المتحدة بين المعسكرين الرئيسيين في شرق البلاد وغربها، اللذين التزما بوقف إطلاق نار منذ العام الماضي.

وحذرت بعض الشخصيات المعروفة في شرق البلاد من أن تشكيل حكومة انفصالية جديدة قد يعيد ليبيا إلى الانقسام بين حكومتين متناحرتين، الذي استمر منذ آخر انتخابات في 2014 حتى تشكيل الحكومة الانتقالية الراهنة.

وتحدثت الفصائل والمرشحون والقوى الأجنبية خلف الكواليس بشأن ما إن كان من الممكن إجراء الانتخابات بعد تأجليها لفترة قصيرة أم أن هناك حاجة لتأجيل أطول من أجل الوصول لاتفاق بشأن الأساس القانوني للتصويت.

وذكرت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها اجتمعت مع أعضاء المنتدى السياسي الذي حدد مسار عملية الانتخابات في العام الماضي، وأكدت على ضرورة إجراء “انتخابات حرة ونزيهة وتتسم بالمصداقية”.

في الوقت نفسه يواجه وضع الحكومة المؤقتة، التي جرى تشكيلها في مارس آذار ضمن عملية السلام، تهديدا. وسحب البرلمان المتمركز في الشرق الثقة منها في أيلول.

وذكرت اللجنة الانتخابية البرلمانية في بيانها، أن تفويض الحكومة المؤقتة سينتهي يوم الجمعة. لكن فصائل رئيسية ومؤسسات سياسية أخرى قد تتمسك بالحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة أيضا.

وجرت الدعوة لإجراء الانتخابات في إطار خارطة طريق تدعمها الأمم المتحدة تنص على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في 24 كانون الأول، الذي يوافق العيد الوطني لليبيا.

ومع ذلك ليس هناك اتفاق على الأساس الدستوري للانتخابات أو على القواعد التي ستجري على أساسها بين المؤسسات السياسية المتشرذمة في البلاد.

 ********************************

«النضال الشعبي» الفلسطينية تحذّر من تدهور الوضع الصحي للأسرى

طولكرم ـ وكالات

حذرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من تدهور الوضع الصحي للأسرى المرضى، مؤكدة أن تلك القضية ستبقى المركزية والحيوية للفلسطينيين.

يأتي ذلك بالتزامن مع زيادة معاناة الأسرى في السجون الاسرائيلية من هجمة شرسة متمثلة في العدوان والتنكيل بالأسرى في هذه الاجواء الشتوية القاسية.  وقال عضو المكتب السياسي للجبهة محمد علوش خلال مشاركته في وقفة تضامنية مع الاسرى في مدينة طولكرم: “ندعم ونساند الحركة الأسيرة في معتقلات الاحتلال، ونؤكد أن قضية الأسرى كانت وستبقى القضية المركزية والحيوية في الشارع الفلسطيني ولدى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وكافة فصائل العمل الوطني”.

وأضاف أن “الهجمة على الأسرى تتزامن مع التحركات الفلسطينية المكثفة والمستمرة لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتأتي ضمن الحملة الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني”.

وطالب علوش منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والقيادة السياسية، أن “تدفع بملف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى الفلسطينيين إلى المحاكم الدولية، حيث تشكل قضية الأسرى الفلسطينيين قضية وطنية وإنسانية تمس كل بيت وأسرة فلسطينية خاصة أن أكثر من ربع الشعب الفلسطيني قد ذاق ويلات الاعتقال وزجّ به في سجون ومعتقلات الاحتلال”، مؤكداً أن “حرية الأسرى يجب أن تظل الشغل الشاغل للكل الوطني الفلسطيني، وأن تكون دوماً في مقدمة المهام الوطنية الساعية لها”.

وأكد عضو المكتب السياسي، ضرورة “تلاحم وتعزيز كل الجهود الوطنية والشعبية دعما لأسرى الحرية، وان يكون هناك تحرك شعبي وجماهيري نحو تدويل قضية الأسرى وفضح حكومة الاحتلال بما تقوم به من استفزاز وعقاب جماعي بحق الأسرى”.

وأشار إلى “ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه ما يتعرض له الأسرى من اجراءات عنصرية تنتهجها إدارة مصلحة السجون، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا التي وصلت للأسرى وأصبحت تهدد حياتهم”.

 **************************************

بوتين يتوعد التهديدات الغربية بـ «رد عسكري»

موسكو ـ وكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاول، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسبب تفاقم التوترات في أوروبا وتعهد بالرد “عسكرياً وتقنياً” إذا لم يضع خصومه الغربيون حداً لسياستهم التي تعتبرها روسيا عدوانية.

وأكد بوتين استعداده لاستخدام قوته العسكرية لمواجهة ما وصفه بتهديد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها سبب تفاقم التوترات في أوروبا.

وقال بوتين لمسؤولين بارزين في وزارة الدفاع الروسية، إن “بلاده قلقة للغاية بشأن تواجد قوات الناتو بالقرب من حدودها، وأنها لا تستطيع أن تسمح للناتو بنشر صواريخ في أوكرانيا، من شأنها أن تكون بعيدة بضع دقائق عن موسكو”.

وألقى بوتين بـاللوم على الغرب في تصعيد حدة التوتر في أوروبا، قائلاً انه “قيّم نتيجة الحرب الباردة بشكل خاطىء”.

واشترط الرئيس الروسي، أنه “سوف يتخذ إجراءات الرد الملائمة وسنرد بقوة على الخطوات غير الصديقة، في حال استمر التوجه العدائي لزملائنا الغربيين”، مؤكداً أن “بلاده لديها كل الحق في فعل ذلك. لدينا كل الحق في اتخاذ إجراءات بهدف ضمان أمن وسيادة روسيا”.

وتعهد بوتين بالرد “عسكرياً وتقنياً” إذا لم يضع خصومه الغربيون حداً لسياستهم التي تعتبرها روسيا عدوانية على خلفية التوتر المتزايد حول أوكرانيا.

وقال خلال مداخلة أمام كوادر الجيش الروسي ووزارة الدفاع: “في حال استمرار الموقف العدواني الواضح من جانب زملائنا الغربيين، سنتخذ تدابير عسكرية - تقنية انتقامية مناسبة وسنواصل تطوير جيشنا”.

 *******************************************

آمال كبيرة وتحديات جدية تنتظر الحكومة الجديدة.. تعبئة جماهرية واسعة كانت وراء انتصار اليسار التشيلي

متابعة – طريق الشعب

ما زالت أصداء الانتصار الاستثنائي الذي حققه اليسار التشيلي الاحد الفائت، تتفاعل، والى جانب الاحتفال والفرح داخل وخارج البلاد، بدأت محاولة أولية لمناقشة الأسباب التي تقف وراءه. وبالتأكيد تتعدد زوايا التناول، ولكننا سنحاول تسليط الضوء على أهمية العلاقة مع الأوساط الاجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير.

لقد كانت حملة المرشح اليساري مبنية على طرق البواب، وزيارة الأحياء الشعبية الأشد فقرا، والحديث الصبور والمتواضع لدفع أوساط واسعة من العازفين عن التصويت للمشاركة في هزيمة اليمين. لقد كان هناك تجاوب لأوساط واسعة من الفئات الوسطى المتعلمة، ولكن المهمة الأصعب كانت زيارة المجمعات السكانية الخطرة في الجنوب، فضلا عن نسب المشاركة المنخفضة في التصويت في المرات السابقة. وكذلك المخاوف التي يبثها اليمين حول دكتاتورية شيوعية مزعومة. وكان للتذكير بدور الفقراء في احتجاجات 2019 الواسعة، دور مهم في هزيمة التردد، واستنهاض الهمم.

وسياسيا، استطاعت قوى اليسار ـ على تنوعها ـ وضع تبايناتها جانبا، حتى لا تتمكن الفاشية من إعادة انتاج نفسها في تشيلي. ولقد كانت المخاطرة، بهذا الخصوص، كبيرة جدًا جدًا، فمرشح اليمين كان تجسيدا لإعادة بناء الدكتاتورية الفاشية. ويعلن كاست علانية عن قربه من العسكريين الذين أدينوا بارتكاب جرائم تعذيب وجرائم ضد الإنسانية. فخطابه مليء بالكراهية ضد النساء، اللواتي اسطعن بناء حركة قوية ومؤثرة، وكذلك ضد المجموعات المجتمعية التي تناضل من اجل الاعتراف بخصوصيتها.

نقد بنّاء وتحديات جمّة

ويتباين اليسار في تعامله المستقبلي مع الحكومة المقبلة؛ ففي حين يتفق الجميع على دعم الحكومة في مهامها الصعبة، هناك أوساط من اليسار تؤكد ان دعمها للحكومة مشروط بالرقابة ومرافقة ادائها بالنقد البناء، ومعيار الدعم هو تطبيق برنامج الحملة الانتخابية السياسي.

لقد كانت احتجاجات 2019 لحظة لآمال كبيرة بالتغيير، وتجاوز النموذج الليبرالي الجديد بسرعة. ولكن المهمة ليست بهذه السهولة، والثابت هو القيام بأشياء تصيب هذا النظام في القلب، وتضمن الحقوق الاجتماعية للجميع، وتعمل لصالح العمال والفئات الأفقر. وهنا يمكن الإشارة لثلاثة ملفات أساسية: إعادة هيكلة نظام التقاعد والنظام الصحي ومجال الرعاية والدعم. يجب أن يكون للجميع حق في ضمان اجتماعي شامل، بما في ذلك رعاية المسنين والمرضى ورعاية الأطفال، والاعتراف بالعمل المنزلي للنساء، ويجب على الدولة أن تتحمل المزيد من المسؤولية هنا.

ان ضمان استمرار النجاح وتحقيق أهدافه مرتبط باستمرار التعبئة الواسعة للسكان. لذلك يجب ان تستمر عملية تعميق الوعي بالتغيير، وممارسة الضغط في البرلمان والشارع.

من ساحات الاحتجاج إلى القصر الجمهوري

وكان مرشح اليسار التشيلي غابرييل بوريك، المدعوم من الحزب الشيوعي، قد حقق نصرا حاسما في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد 19 كانون الأول 2021، وحصل القائد الطلابي السابق، وأحد رموز الحركة الاحتجاجية في البلاد على قرابة 56 في المائة، مقابل 44 قرابة في المائة لخصمه اليميني ووريث الدكتاتورية الفاشية خوزيه أنطونيو كاست، متقدما عليه بأكثر من 10 في المائة. ولم يسبق أن حصل مرشح رئاسي تشيلي على أصوات أكثر من بوريك الذي حصل على 4.6 مليون صوت.

قام التشيليون بتصحيح المسار يوم الأحد. وكانت نسبة المشاركة أعلى بثماني نقاط مئوية مما كانت عليه في الجولة الأولى. وكانت الإشارة واضحة: أغلبية واضحة تريد رفض العودة إلى الدكتاتورية الفاشية، تريد الغاء دستور عام 1980، الذي شرعن الليبرالية الجديدة ونص على خصخصة التعليم والصحة.

انتصار بوريك هو فوز آخر في مرحلة إعادة تأسيس تشيلي. أو كما قال بوريك خلال الحملة الانتخابية: “كانت تشيلي مهد الليبرالية الجديدة، وستكون أيضا قبرها. بل سيكون القبر الذي تتفتح عليه الأزهار”.

وفي اول خطاب له قال غاربيل بوريك البالغ من العمر 35 عامًا كأصغر رئيس منتخب في تشيلي: لقد “انتصر الأمل على الخوف”.

وبعد ساعة واحدة فقط من إغلاق مراكز الاقتراع، هنأ الرئيس الحالي الرئيس الجديد بفوزه في الانتخابات، واعترف فريق حملة كاست بهزيمتهم. وتجمع عشرات الآلاف من المواطنين في وسط سانتياغو للاحتفال بدخول الزعيم الطلابي السابق إلى القصر الجمهوري.

وكان هناك إجماع واسع النطاق على أنه انتصار للديمقراطية. وحتى قبل ساعات، لم يكن واضحا، ان كل شيء سينتهي بسلاسة. كان الصقر اليميني المتطرف سيباستيان إزكويردو قد دعا صراحةً إلى تزوير الانتخابات. وشكك كاست نفسه في دقة الفرز في صباح يوم الانتخابات بإعلانه، انه سيطالب بإعادة الفرز والعد، إذا كان الفرق اقل من 50 ألف صوت. وكان هناك نقص في وسائل النقل العام في جميع أنحاء البلاد، ما يعني صعوبة وصول السكان الأكثر فقراً إلى مراكز الاقتراع. وفي العاصمة سانتياغو، انتظر بعض الناخبين الحافلات أكثر من ساعة.

ولهذا دعت مديرة حملة بوريك ورئيسة الاطباء السابقة، إزكيا سيتشيس، على حسابها على تويتر لتنظيم تجميع وسائل النقل لـ”مواجهة عملية الحكومة للحد من وسائل النقل العام”. وكان بوريك المرشح المفضل بوضوح بين الفئات الأكثر فقرا من السكان.

قال روبن أسينسيو، البالغ من العمر 68 عامًا، وأحد مراقبي الانتخابات عن الحزب الشيوعي، “منذ الستينيات يبني اليمين دعايته على التخويف من شبح الشيوعية”. وهو سعيد لأن التخويف من فنزويلا ثانية، لم يأت ثماره لمرشح اليمين.

ولفت الرئيس المرتقب الانتباه أيضا إلى انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة اليمينية لسلفه، سباستيان بينيرا. ووسط تصفيق حاد، وعد “لن يعلن رئيس تشيلي الحرب مرة أخرى على شعبه”.

وفي نهاية خطابه أوضح “سنقترب أكثر من هذه الأهداف خطوة بخطوة”. من أجل مواجهة معارضة اتحادات الاقتصاد ووسائل الإعلام التي يهيمن عليها اليمين، وهناك حاجة إلى إصلاحات بطيئة، ولكن قبل كل شيء التعبئة المستمرة للسكان. وبالنسبة لمراقب الانتخابات الشيوعي أسينسيو، فإن بوريك يمثل بداية طريق طويل لتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية في تشيلي.

*******************************

الصفحة الثامنة

موضوعات عن منهجية الإمبريالية الأمريكية في أمريكا اللاتينية الأمس واليوم

بقلم: انغار سولتي

ترجمة واعداد: رشيد غويلب

بشيء من الاختصار عن محاضرة ألقاها إنغار سولتي في مؤتمر نظمته مجموعة التضامن مع كوبا في قيادة الحزب الشيوعي الألماني في 23 تشرين الأول 2021.

1

عندما نتحدث عن سياسات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الواقع تحت هيمنتها، ازاء أمريكا اللاتينية، علينا أن نتحدث عن ماهية الإمبريالية وما هو ليس إمبريالية. فما هي الإمبريالية؟ لطالما تم اشباع الإمبريالية في النقاش الماركسي. وأصبح تمييزها عن مصطلح الرأسمالية غير واضح بشكل متزايد. لذلك يبدو أن تحديد المفهوم الضيق للإمبريالية مهم حتى لا نقع في فخ التعسف.

في العلوم السياسية، يمكن تعريف الإمبريالية على أنها «سياسة العنف المفتوحة أو المخفية لتأمين نظام داخلي من خارجه.

العامل المقرر هو لحظة السياسة. أي أن الدول التي تتعامل بأساليب إمبريالية. والمقرر أيضا لحظة عنف دولة ما عادة ما تكون قوية ضد دولة أخرى عادة ما تكون ضعيفة أو أكثر ضعفا. وفي نهاية المطاف، المقرر هو العلاقات الخارجية -الداخلية، لأن الإمبريالية هي الحل للتناقضات الداخلية للرأسمالية كما تجسدها دولتها القومية.

2

وعلى هذا الأساس، يُبين تحليل الإمبريالية كيف تصبح التناقضات المجتمعية، لمجتمع ما ذات تأثير إقليمي خارجي، وهذا يعني كيف يحمي مجمع الدولة والمجتمع المدني نفسه بواسطة سياساته خارجيا، وكيف يجعل علاقاته الداخلية وسياسته الخارجية مستقرة، ويعيد انتاجها، ويتطور ويعالج، على الأقل مؤقتًا، تناقضاته الداخلية.

هذه التناقضات هي نتيجة لمنطق وتاريخ النظام الرأسمالي. وبالملموس: الرأسمالية هو نظام عالمي، منظم باعتباره نظاما دوليا عالميا. في الدولة، يتم إضفاء الطابع المؤسسي على توازن القوى بين الطبقات. في جهاز الدولة، تتشكل كتلة سلطة، مع كتل رأسمالية تجمع المصالح المهيمنة المختلفة في مشروع مشترك. واعتمادًا على كتلة السلطة والمشروع، وشكل الحكومة (الديمقراطية ليبرالية، بونابرتية، فاشية.. إلخ)، وافضلية مؤسسات الدولة (كما هو الحال في الرأسمالية العالمية اليوم، فان المكانة البارزة جدا، هي لوزارات المالية والبنوك المركزية، والتي يتم تفريغها من آليات الرقابة الديمقراطية، وخفض أهمية وزارات العمل، وما إلى ذلك). ان الرأسمالية كنظام منظم من مجموع دول قومية، والميل نحو العولمة متأصل فيه. ولذلك، فإن مصالح كتلة السلطة المعنية لها بالضرورة بعد خارجي. وتشمل هذه المجالات المختلفة للسياسة الاقتصادية، مثل تصدير السلع ورأس المال وكذلك استيراد الموارد، وصولا الى تأمين سلطتها الداخلية بواسطة حروب خارجية، التي يكون لها على الأقل في مراحلها الأولى وفي حالة ارتفاع ملحوظ لمستوى التهديد، تأثير داخلي (إعادة استقرار)، إلخ. لكنه يشمل أيضًا السياسة السكانية، ولان فرض الملكية الرأسمالية والعلاقات الاجتماعية يسير دائمًا جنبًا إلى جنب مع فائض سكاني، مما يجعل تصدير (المستعمر الاستيطاني) لهؤلاء المواطنين الفائضين والفقراء ضروريًا. قامت إنكلترا، على سبيل المثال، بتصدير فائض سكانها، والذي ظهر على أنه «طبقات خطرة» (فقراء، متشردون، مجرمون، ثوريون محتملون، إلخ) إلى أمريكا الشمالية وبعد ذلك إلى إفريقيا وأستراليا وآسيا.

يتم فرض مصالح كتلة السلطة والكتل الرأسمالية التي تهيمن عليها من خلال السياسة الخارجية. وهذه الوسائل متنوعة. والعنف المفتوح هو وسيلة مهمة للسلطة السياسية. والدولة، على الأقل، منذ صلح وستفاليا (معاهدتا السلام اللتان انهتا حرب الثلاثين عاما في عام 1648 - المترجم)، هي وسيلة مثالية للاحتكار الشرعي لسلطة الدولة (الجيش والشرطة). وعلى حد تعبير المنظر العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتز (1780-1831)، فإن الحرب هي «استمرار السياسة بوسائل أخرى». هي تمكن - باعتبارها Ultima ratio» « (آخر وسيلة مناسبة) [قد يقول مناهضو الحرب: ممارسة الإكراه المباشر كوسيلة لفرض المصالح]: توظف الدولة (أ) العنف المباشر لإجبار الدولة (ب) على الخضوع لشروطها.

لذلك فإن الإمبريالية هي سياسة عنف، ومع بيرتولت بريشت نحن نعرف «صعوبات الاعتراف بالعنف». علينا أن نميز بين العنف المباشر والهيكلي، والمفتوح والكامن. الإمبريالية العسكرية هي في نهاية المطاف الشكل الأضعف، لأنها بوضوح وحشية، وبالتالي أكثر الاشكال تناقضًا. ومع ذلك، فإن ترسانة الإمبريالية مليئة بالأساليب الأخرى، التي غالبًا ما تكون أكثر فاعلية ودهاء في فرض المصالح، لكنها ليست أقل عنفًا، بل لا تبدو بالضرورة كذلك.

3

كان مشروع الولايات المتحدة، الذي انبثق عن مشروع الاستعمار الإنكليزي في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، منذ البداية، مشروعًا توسعيًا: تبع توسع «أمريكا الشمالية الداخلي» الاستعماري الاستيطاني إلى الغرب والجنوب نتيجة «صفقة لويزيانا» 1803 (شراء لوزينا الفرنسية مساحة 15 ولاية امريكية ومقاطعتين كنديتين – المترجم)، التي انتهت بثبيت «الحدود الأمريكية» في تسعينيات القرن التاسع عشر، تلاها توسع خارج هذه الحدود «الداخلية» للولايات المتحدة.

4

كان المشروع الاستيطاني الاستعماري الأمريكي عدوانيًا منذ البداية، وهذا يعني عسكريا عنيفا. تضمن الحرب ضد المكسيك من أجل السيطرة على تكساس (1846-1848). وايضا الإبادة الجماعية لسكان البلاد الأصليين (الهنود الحمر). وفي نهاية المطاف الحرب الأهلية الأمريكية في سنوات 1861 -1865. وفي الأخيرة، تم استخدام العنف لتحديد أي نمط إنتاج - صناعي رأسمالي في الشمال، وإنتاج زراعي قائم على عمل العبيد في الجنوب، الذي ينبغي أن يمتد في منطقة الغرب الأوسط حتى سلسلة جبال روكي.

5

كانت الظروف الاجتماعية في أمريكا الوسطى والجنوبية أصلا نتيجة للسياسات الإمبريالية والاستعمارية، لذلك، هناك ضرورة لتوضيح أسباب لعب الولايات المتحدة الدور الذي تلعبه اليوم في نصف الكرة الغربي وليس البرازيل، على سبيل المثال، البلد الكبير والغني بالموارد، والذي تأسس مثل معظم بلدان الأمريكية الجنوبية في عام 1822، أي بعد وقت قصير من نيل الولايات المتحدة استقلالها الرسمي في عام 1776. والأمر ذاته ينطبق على المكسيك، التي انفصلت عن إسبانيا بعد حرب الاستقلال من عام 1810 إلى عام 1822.

أصبحت الولايات المتحدة «كولوسو ديل نورتي» (عملاق الشمال)، كما أسماها خوسيه مارتيه، كاتب ومفكر كوبي ومن رموز الوطنية الكوبية - المترجم) لأن نموذج التطوير المطبق هناك كان النموذج الإنكليزي، في حين أن النموذج الذي تم بناءه في أمريكا الجنوبية كان نموذجا إسبانيا.

في وقت استعمارها لأمريكا الشمالية، كانت إنكلترا بالفعل بلدًا رأسماليًا.  لقد ظهرت الرأسمالية هناك في وقت مبكر من نهاية القرن السادس عشر، وليس في المدن، بل في الريف، وفي سياق الاحتواء الكبير وخصخصة. المشاعات، والأرض المشتركة السابقة، وظهور طبقة العمال الأجراء (كارل ماركس).

وبالمقابل، كان الهيكل الاقتصادي لإسبانيا والبرتغال لا يزال إقطاعيًا ابان توسعهما في أمريكا الوسطى والجنوبية. في الوقت الذي صدّر فيه الإنكليز إلى المستعمرات نظامًا رأسماليًا يمتلك قاعدة تراكمية خاصة به ، والتي احتوت على الشروط الأساسية  للاستقلال الاقتصادي، الذي أدى إلى حرب الاستقلال ضد إنكلترا بين 1775 - 1783  (تلتها انتفاضة اجتماعية ديمقراطية للتمرد شيز (نسبة لاحد قادة التمرد- المترجم)، وما نتج عنها من عملية دستورية محافظة موجهة  ضده)، استخدمت إسبانيا والبرتغال القارة الأمريكية فقط كمنطقة استغلال من أجل تثبيت حكمهما، ولرفاهية الطبقة الأرستقراطية الطفيلية وتمويل الجيوش لغرض المزيد الفتوحات الاستعمارية. ويمكن في هذا التناقض العثور على جذور التبعية والتهميش في أمريكا اللاتينية بين الاستعمار الرأسمالي الإنكليزي، والاستعمار والإسباني-البرتغالي الاقطاعي.

6

بدأت ممهدات لتاريخ الإمبريالية الأمريكية في أمريكا اللاتينية بتطبيق عقيدة جميس مونرو، الرئيس الخامس للولايات المتحدة في عام 1823، كانت مخططًا لفرض مصالح الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي. وتمت صياغته في البداية بشكل دفاعي. وبطرحه عملت الولايات المتحدة على فرض «قانون دولي بصلاحيات واسعة مع حظر تدخل القوى الأجنبية».

7

لقد جاء إعلان عقيدة مونرو، في اجواء حروب الاستقلال الأمريكية الجنوبية في سنوات 1809 -1825، ونتيجة لذلك ظهرت الدول ذات السيادة في القارة والتي لا تزال قائمة حتى اليوم. والولايات المتحدة، التي صاغت منذ إعلان استقلالها عام 1776 ادعاءً مناهضًا للاستعمار والملكية لا يزال يتردد في عبارة «جعلوا العالم مستعدًا للحرية والديمقراطية» المعروف في عقود الحرب الباردة. لقد ربطت مصالحها الخاصة في أمريكا الجنوبية والوسطى مع إيديولوجيا مناهضة الاستعمار، وإظهار قوتها ضد إسبانيا والبرتغال، وانحازت على ما يبدو إلى جانب الجمهوريات المستقلة حديثًا في أمريكا اللاتينية حينها.

8

وكان للإمبريالية الأمريكية، على أساس هذه الخلفية، شكلها الخاص. لقد طورت الولايات المتحدة نوعًا جديدًا من الإمبريالية، أطلق عليها ليو بانيتش (أكاديمي ماركسي كندي) «إمبراطورية غير رسمية بدون مستعمرات». وهذا النوع هو النموذج السائد للإمبريالية اليوم. إن هيمنتها هي السبب الذي يجعل مناقشة الأشكال المختلفة للسياسات الإمبريالية للعنف المباشر وهيكلي، عسكري وغير عسكري، إلخ -أمرًا بالغ الأهمية. وبخلاف ذلك، فان هناك خطر الوقوع في خطأ اعتبار الإمبريالية حقبة تاريخية بدأت في سبعينيات القرن التاسع عشر، وانتهت انتصار الحلفاء على دول المحور ، لكن الإمبريالية ما زالت حية ومعافاة؛ لقد غيرت جزئيًا شكلها الكلاسيكي فقط.

9

تتمثل طريقة عمل «الإمبريالية الجديدة» و «الإمبراطورية الأمريكية» في ترسيخ التبعية للبلدان والمجتمعات الأخرى دون احتلالها بشكل دائم، واستعمارها بواسطة المستوطنين، كما كان معتادًا حتى عام 1945، او كما فعلت فرنسا الثورية، في هايتي، عندما دمجت سكانها، بدون حقوق المواطنة، في دولتها. ولكن كيف يكون ذلك ممكنا؟ كيف يمكن السيطرة على مناطق جغرافية دون ممارسة سلطة الدولة فعلية فيها؟ ماذا لو أجريت «انتخابات حرة» في هذه الدول الأجنبية وكان بالإمكان انتخاب حكومات جديدة ذات سيادة فيها؟  ولفهم ذلك، يجب على المرء أن يتفحص عملية نشوء الإمبريالية الأمريكية.

10

كرئيس، وسع  تيودور روزفلت مذهب مونرو لعام 1823 ليشمل تدابير لسياسات مصالح هجومية في أمريكا اللاتينية. وهذا ما عكسته عبارة روزفلت عام 1904 Corollary، التي اختصرت فكرة: «تحدث بهدوء واحمل عصا غليظة؛ سوف تذهب بعيدا «. بواسطة هذه الإضافة إلى مبدأ مونرو، ردت الولايات المتحدة على الحصار العسكري الذي فرضته بريطانيا العظمى وألمانيا وإيطاليا على فنزويلا من كانون الأول 1902 الى شباط 1903. أرادت القوى الأوروبية الرأسمالية إجبار فنزويلا على سداد الديون الخارجية. ووضع تعامل واشنطن مع ما يسمى بأزمة فنزويلا الأساس للإمبريالية الأمريكية غير الرسمية. من ناحية، صاغوا الادعاء بأنهم الأهم، بحكم الأمر الواقع، «قوة النظام» العسكرية الوحيدة في نصف الكرة الغربي (وأحالوا القوى الأوروبية في النهاية إلى القارة الأفريقية، التي وزوعها بعد مؤتمر الكونغو في برلين. عام 1884/85 فيما بينهم، ومن ناحية أخرى، فرض المصالح المالية للقوى الرأسمالية الأخرى عسكريًا إذا تطلب الأمر. ومنذ ذلك الحين، على أبعد تقدير، اعتبرت الولايات المتحدة أمريكا اللاتينية «حديقتها الخلفية»

11

على عكس سلوك الإنكليز والفرنسيين والبلجيكيين والهولنديين والبرتغاليين والألمان في إفريقيا، تغير النموذج الأمريكي للإمبريالية. لم تكن إمبرياليتهم في نصف الكرة الغربي تهدف إلى الاخضاع الاستعماري الرسمي، بل إلى الحكم غير الرسمي (الهيمنة). لقد فهم هذا أيضًا كارل شميت، الذي كتب عن «الأشكال القانونية الدولية للإمبريالية الحديثة» عام 1933، في إشارة إلى الولايات المتحدة. بصفته قاضيا دستوريًا في خدمة الفاشية الألمانية، التي كانت تستعد للحرب والغزو، كان لدى شميت فهم واقعي لأهمية هذه الأشكال الجديدة: لقد كانت إمبريالية دستورية. لقد ارادت الولايات المتحدة الأمريكية تهديد أو إخضاع دول أمريكا الوسطى والجنوبية عسكريًا، لكنهم لم «يأتوا للبقاء»، وعندما انسحبوا، وكقاعدة عامة، قاموا بتغيير دساتير البلدان المعنية، وفق مصالحهم السياسية، والمصالح الاقتصادية في المركز منها. وشمل ذلك على وجه الخصوص إنشاء اقتصاد مفتوح بغرض تدفق رأس المال الأمريكي المتراكم واستثماره. ولم يتغير شيء يذكر، بهذا الخصوص، حتى يومنا هذا.

12

يتضح الانتقال إلى هذا الشكل من السياسة من خلال مثال قناة بنما، التي لم تكلف فقط حياة عشرات الآلاف من عمال الشركة فرنسية المساهمة، التي قامت ببنائها في البداية، ولكن أيضًا باعتبارها أهم طريق مائي داخلي. بعد قناة السويس، انخفضت تكلفة نقل البضائع عن طريق البحر، على الأقل، من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي في الولايات المتحدة انخفاضًا كبيرًا. وبعد إفلاس الشركة الفرنسية، منح الكونغرس الأمريكي عام 1902 الرئيس روزفلت حق شراء قناة بنما.  لقد قرر برلمان كولومبيا، الذي كانت المنطقة تابعة له في ذلك الوقت، عدم البيع للولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لذلك، رأت واشنطن، التي كانت تفضل نيكاراغوا كموقع لبناء القناة لأسباب مفهومة، طريقتين للخروج من الإشكال: اندلاع حرب في نيكاراغوا لتنفيذ الخطة فيها، أو تمرد في كولومبيا، على غرر انقلاب في هاواي لتأمين تفوق البيض قبل عشر سنوات مضت، وبالتالي تمكنت الولايات المتحدة، بالتعاون مع برجوازية كومبرادور محلية، من دفع عملية بناء قناة بنما الى الأمام، بما يتفق مع مصالحها. قامت الانتفاضة، وأعلن الانقلابيون، القلقين بشأن خطة نيكاراغوا البديلة، استقلال منطقتهم. وبهذا ولدت دولة جديدة: أرسلت بنما والولايات المتحدة قوات عسكرية لمنع الحكومة الكولومبية من استعادة المنطقة التي تم اقتطاعها. حصلت الولايات المتحدة على قناتها، وتمت مكافأة مدبري الانقلاب على خدماتهم بمناصب السفراء وغيرها، وتنازلت الدولة الجديدة تعاقديًا عن جميع الحقوق السيادية.

13

لم يتغير شيء يذكر بشأن طريقة العمل هذه: الغزوات والحروب قصيرة المدى، والانقلابات، وإعادة الهيكلة الدستورية. الأنماط الكامنة وراء كوبا 1961 وما بعدها، تشيلي 1973، غرينادا 1983، قضية إيران كونترا 1985-1987 حتى انقلاب وخطط الغزو في فنزويلا، حيث تم إعلان خوان غوايدو الرئيس الشرعي لفنزويلا، لا تزال هي نفسها كما تمت دراستها في بنما. وعلى الرغم من الأهمية البالغة، في العلاقة بين الولايات المتحدة وحديقتها الخلفية، فإن سياسة العنف ليست مفتوحة، بل كامنة وخفية.

14

غالبًا ما تعمل الإمبريالية الأمريكية بشكل غير رسمي، ولكن ليس أقل عنفًا. إذا كانت برامج التكييف الهيكلي التي تقوم بها المؤسسات المالية العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تعزز تحرير التجارة بشروط الولايات المتحدة ووفقًا لمصالح رأس المال الزراعي والصناعي للولايات المتحدة، وخصخصة ممتلكات الدولة لصالح الولايات المتحدة الساعية للاستثمار. رأس المال ورفع القيود عن أسواق العمل، واللوائح البيئية، وما إلى ذلك لصالح الشركات العابرة للحدود الوطنية الموجودة في الولايات المتحدة (أو أوروبا) (باسم «القدرة التنافسية»)، فهذا كله ليس مجرد شكل من أشكال إمبريالية الديون. أنه عنف مباشر ضد شعوب أمريكا اللاتينية. وحرب المخدرات هي أفضل مثال على ذلك: لقد «دمرت» اتفاقات التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والوسطى عشرات الملايين من صغار المزارعين الذين يعيشون على الكفاف، وهذا يعني. تحول صغار الملاك إلى بروليتاريين يعتمدون على العمل المأجور ولكنهم لا يجدونه أبدًا، خاصة وأن تقليص العمالة العامة باسم القدرة التنافسية يغلق هذا المسار أيضًا.  وعندما يُخير الناس بين العمل في القطاع غير الرسمي (غير القانوني)، المخدرات، الأسلحة، الاتجار بالبشر، أو الفرار من العنف المروع في هذا القطاع في بلدان أمريكا الوسطى بحثًا عن عمل، ليموتوا على حدود الولايات المتحدة الأمريكية، او ينفصلون عن عوائلهم، وفي الولايات المتحدة يوضعون في أقفاص ثم يرحلون بشكل قسري، أو يستغلون بشكل مفرط بأعمال «غير قانونية» في القطاع الزراعي في الولايات المتحدة، فهذا لا يقل فظاعة وعنفا من الشكل المباشر للحرب المفتوحة. الأمر نفسه ينطبق على سياسات العقوبات والحصار التي تفرضها الولايات المتحدة على كوبا وفنزويلا، والتي تؤدي الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو حظر ايصال الأدوية لفنزويلا، وهذا يعني أن عددًا لا يحصى من الناس يفقدون حياتهم نتيجة لذلك. ويعد رفض العقوبات، باعتبارها عملا من أعمال الحرب، مهمة رئيسية لحركة السلام اليوم.  ان سياسة العنف غير المباشرة هذه في نصف الكرة الغربي لها أصل واحد فقط: العملاق القادم من الشمال.

15

إن تاريخ مقاومة الإمبريالية الأمريكية والنضال من أجل الاستقلال الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في أمريكا اللاتينية طويل. بعد انتصار الثورة الكوبية عام 1959، بدأت دورة طويلة من حركات التحرر الوطني، التي اعتمدت الكفاح المسلح. مع الانتصارات الانتخابية للتحالفات اليسارية في نهاية التسعينيات، انتصار حركة من اجل الاشتراكية في بوليفيا، وانتصار الثورة البوليفارية في فنزويلا، وانتصار رافائيل كوريا في الإكوادور وتأسيس منظمة دول» ألبا»، تم استبدال هذه الدورة على ما يبدو بدورة جديدة، هي دورة الحكومات اليسارية. يظهر مثال كولومبيا استنفاد إمكانيات حرب العصابات. ومحدودية نموذج التنمية الإضافية وفشل فترة الحكومات اليسارية، سواء حكومات يسار الوسط المعتدلة، او الثورية منها، أدى إلى دخول حركات التحرير في أمريكا اللاتينية في أزمة عميقة. وتجد قوى اليسار نفسها اليوم في عملية محاولة جديدة، خصوصا بعد فشل اليمين الذريع في التعامل مع أزمة وباء كورونا، كما هو الحال مع حكومة جايير بولسونارو في البرازيل. وفي هذه الاثناء ظهرت حركات اجتماعية قوية جديدة، ونجحت حكومات يسارية جديدة في الوصول الى السلطة. وينال نجاح اليسار التشيلي في انتخابات الجمعية التأسيسية اهتمام خاصا.

 ***************************************

الصفحة التاسعة

لماذا يفشل التدخل الأمريكي دائمًا في الشرق الأوسط ؟

ترجمة: د. هاشم نعمة

التدخل الأجنبي والنتائج غير المقصودة تضمن فشل التدخلات الأمريكية. هذا ما قرأته كارولين رويلانتس* في كتاب “خسارة اللعبة الطويلة”.**

كما وعدتُ، أعود إلى كتاب فيليب غوردون عن محاولات أمريكا الفاشلة خلال السبعين عاما الماضية لتغيير الواقع غير المرغوب فيه في بعض بلدان الشرق الأوسط (بما في ذلك أفغانستان)، أي تغيير النظام وتشكيله. يطلق على هذا التدخل بجلب الديمقراطية أو معالجة انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنه غالبا ما يتعلق بالمصلحة الخاصة مثل القضاء على الخصوم المزعجين وتهديدهم المتصور. ويفلت حلفاء أمريكا دائما من الانتهاكات التي يرتكبونها طالما أنهم يشترون الكثير من الأسلحة الأمريكية أو يدعمون واشنطن. سأسمي فقط دول الخليج العربي والأردن، وماذا عن السيسي في مصر وسجناؤه السياسيين الستون ألفا؟

لا يعني ذلك أنني أدعو إلى تغيير النظام هناك! وقد عنون غوردون كتابه بـ “خسارة اللعبة الطويلة: الوعد الكاذب بتغيير النظام في الشرق الأوسط”، وكانت وجهة نظره أن التدخلات الأمريكية تفشل دائما. غوردون نفسه هو الآن عضو في مجلس العلاقات الخارجية، ولكن بصفته مسؤولا حكوميا، كان آخر منصب له هو منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط من 2013 إلى 2015، فقد حضر مداولات رفيعة المستوى بشأن مثل هذه التدخلات.

مثال غوردون الأول هو إيران في عام 1953، حيث جرى الانقلاب على رئيس الوزراء مصدق، الذي قاده الشاه مباشرة، إلى الخميني والجمهورية الإسلامية، لذلك لم يكن ذلك نجاحا حقا. كما أن الكتاب يغطي أفغانستان في مرحلتين، الأولى من 1980 إلى 1989 والأخرى من 2001، والتي انتهت للتو إلى فوضى عارمة. وكذلك العراق ومصر وليبيا وسوريا. تختلف التدخلات الأمريكية، بالطبع، اختلافا كبيرا، من الغزو الكارثي للعراق للإطاحة بصدام حسين على أسس زائفة إلى الدعم المالي وتسليح المعارضة الضعيفة والمنقسمة ضد الرئيس السوري الأسد. وفي النهاية، وعلى الرغم من دعم واشنطن بقيمة مليارات الدولارات لكنها لم تؤد إلى سقوط الأسد لأنه لم يكن هناك خليفة مستقر وجاهز. لم يرد أوباما أن يسمع شيئا عن عمل عسكري أمريكي كما حدث عام 2011 في ليبيا بالاشتراك مع الحلفاء. ويعتقد غوردون، أنه محق في ذلك، فكل الدلائل تشير إلى أن الأمر في سوريا سينتهي بنسخة أكثر كارثية من ليبيا بعد القذافي.

أوجه التشابه الهامة بين هذه التدخلات المختلفة تتمثل في فشلها. البداية تكون سهلة، لكن بعد ذلك ينشأ فراغ وصراع على السلطة وتدخل أجنبي معيق، انظر العراق، انظر أفغانستان، انظر ليبيا، وانظر أيضا إلى سوريا دون سقوط الأسد. للعملاء، سواء أكانوا حكوميين جدد أو مجموعات معارضة، مصالح خاصة بهم لا تتطابق مع مصالح الراعي الأمريكي. وهناك أيضا قانون النتائج غير المقصودة - استنتج الجيش الأمريكي أن إيران كانت الفائز الوحيد في القضاء على صدام. وأدى سقوط القذافي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، مما تطلب مزيدا من التدخل الغربي؛ حيث باتت الجماعات الإرهابية القديمة والجديدة تستفيد من الوضع. من المهم أيضا أن واشنطن ليست لديها دراية كافية بالمنطقة مما سمح بخسارتها المناورة. كما أن هذا الأمر يكلف الكثير من المال أكثر مما كان يعتقد في الأصل.

يقول غوردون إن إغراء التدخل لن يزول أبدا. “ولكن يمكن القول بأمان أن مثل هذا المسعى سيكون أكثر تكلفة، وأقل نجاحا، ومن المرجح أن تكون له عواقب غير مقصودة أكثر مما يدرك المدافعون عنه أو هم على استعداد للاعتراف به.” نأمل أن يقرأ هذا الكتاب جميع كبار المسؤولين الأمريكيين (السابقين) الذين لا يزالون غير قادرين على مقاومة الدعوة إلى تغيير النظام في إيران.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 * كارولين رويلانتس هي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط.

** نشر الكتاب في 6 تشرين الأول 2020، الناشر: دار سانت مارتينز، نيويورك.(المترجم)

 الترجمة عن:  أن آر سي هاندلزباند – 30 آب 2021

 ************************************

الأخلاق في الحيز العام.. سؤال يتجدد

عقيل عباس*

كثيراً ما يُثار النقاش بخصوص ضرورة الحفاظ على الأخلاق والآداب العامة حماية للمجتمع من خطر التفكك الأخلاقي.

تفترض هذه الفكرة ضرورة وجود رقابة دائمة على السلوك الفردي أو الجمعي في الحيز العام لضمان ألا يخرق هذا السلوك مع الأخلاق العامة.

بعيداً عن غموض مصطلح “الأخلاق العامة” وطابعه المطاطي، تبدو الفكرة، في ظاهرها، حريصة على الصالح العام، لكنها في جوهرها فكرة استبدادية تقوم على افتراض أن قيم مجموعة معينة في المجتمع، تُمنح تسمية “الأخلاق العامة” هي الأفضل والأصح وينبغي لبقية المجتمع أن يتبعها.

الفكرة استبدادية بامتياز وتستند على مجموعة التباسات في التفكير بحاجة إلى تفكيكها لإيضاح طابعها الاستبدادي.

اولا، ما هو الحيز العام؟ بالمعنى الجغرافي، هو يشير إلى كل الأماكن العامة المفتوحة لاستخدام جميع أفراد المجتمع أو جمهور المواطنين على نحو غير مشروط.

تشمل هذه الشوارع والساحات والمتنزهات والأسواق والغابات وما إليها مما يقع استخدامه ضمن الحق العام والطبيعي للناس كمواطنين أو أفراد.

يختلف الحيز العام عن حيز الدولة الذي يشير إلى ما تمتلكه هذه الأخيرة من مؤسسات ومبان يكون استخدامها مشروطا ومقتصراً على فئات معينة من الناس بحسب ضوابط تضعها الدولة كما هو الحال في المدارس والمستشفيات الحكومية.

الغرض من هذه المؤسسات والمباني هو خدمة الصالح العام على النحو الذي يحدده القانون لكل واحدة منها، بعكس امتلاكها وتحكمها بحيز الدولة، لا تمتلك الدولة الحيز العام أو تتحكم به (إلا في حالات الطوارئ كما في اندلاع الحرائق أو تعرض الأمن العام للخطر أو تفشي الامراض).

علاقة الدولة بالحيز العام هي علاقة تنظيمية فحسب، فهي تنظمه وتحميه لصالح استخدام المجتمع له، لأن هذا الاستخدام يقع ضمن الحقوق الطبيعية لأفراد المجتمع.

ثم هناك الحيز شبه العام، وهو الحيز الذي يمتلكه ويديره أفراد أو مؤسسات أهلية وليست حكومية ومتاح للجميع على نحو مشروط سواء لأغراض ربحية، طابعها اقتصادي بحت أو غير ربحية، طابعها نفسي وروحي وثقافي، كما في المطاعم والمحال التجارية والمقاهي والمسارح والنوادي والمتاحف والجوامع والكنائس.

استخدام هذه الأماكن مرهون بتلبية الشروط التي يضعها مالكوها أو المسؤولون عنها مقابل استخدامها كما في دفع مبالغ مالية لتلقي الخدمة أو البضاعة المطلوبة في المطاعم والمحال التجارية والمسارح أو في اتباع ضوابط سلوك محددة ومتفق عليها ضمناً بين الطرفين كما في الجوامع والكنائس ودور العبادة.

ثم هناك اخيراً الحيز الخاص الذي يشمل بيوت الأفراد ولا يقع عادةً تحت إشراف الدولة او سيطرتها كما أنه لا يخضع لتدخل الدولة فيه إلا في الحالات الاستثنائية المتعلقة بخرق القانون كما في حصول حالات القتل أو التهديد بالعنف.

لكل واحد من أنواع الحيز الأربعة هذه لائحته السلوكية الخاصة به، وهي في العموم تتحدد على أساس ما يقرره مالكو الحيز أو المشرفون عليه بشرط عدم إلحاق الأذى بالآخرين أو خرق القانون.

فللعائلة التي تعيش في منزلها أن تتصرف فيه على النحو الذي تشاء ما دامت لا تؤذي الجيران من خلال الضوضاء العالية مثلاً. في حيز الدولة، تحدد الضوابط المكتوبة السلوكَ المقبول، وهذا الحيز في العادة مرتبط بتقديم الخدمات كما في الدوائر الرسمية والمدارس والمستشفيات.

نادراً ما يثير هذا الحيز نقاشاً بخصوص الأخلاق العامة في المجتمع لأنه حيز غير مخصص للفعاليات الاجتماعية والترفيهية أو لا تجري فيه هذه الفعاليات إلا على نحو نادر ومسيطر عليه.

مثار الخلاف عادة هو في الحيزين العام وشبه العام. في الحيز شبه العام الذي يتضمن الكثير من الأماكن ذات الطابع الاجتماعي والترفيهي كالنوادي والمطاعم والفنادق والمسارح، تحدد وظيفة المكان المعلنة والمجازة رسمياً من الدولة لائحةَ سلوكه الأخلاقية.

فالنوادي والمطاعم والفنادق والمسارح مثلاً هي أمكنة لتقديم بضائع معينة: أطعمة ومشروبات وفعاليات تمثيلية وغنائية وموسيقية.

نوعية البضائع هذه مرهونة باتفاق الطرفين المعنيين وقبولهما بها وهذا الطرفان هما المالكون والزبائن وليس بالتقييمات الأخلاقية لأطراف ثالثة في المجتمع ليست جزءاً من هذين الطرفين المتعاقدين.

لا يمكن التدخل في حياة هذه الأماكن وسلوكها ما دامت لا تخرج عن الوظيفة المعلنة والقانونية لها. فالوظيفة المعلنة والقانونية للفندق مثلاً هي إيواء الزبائن فيه، لكن تحوله الى مكان لبيع الجنس وتلقيه، أي الدعارة، يخرجه عن وظيفته المعلنة ويوقعه تحت طائلة العقاب الذي تتولاه الدولة حصراً.

السبب في ذلك ليس الغضب الأخلاقي من السلوك، وانما خرق هذا السلوك للقانون الذي يمنع الدعارة ويحاسب عليها. ينطبق نفس الأمر عند تحول نواد أو مطاعم إلى أماكن لتعاطي المخدرات أو الإتجار بها.

أما بخصوص الحيز العام، فلا توجد لائحة سلوكية أو أخلاقية تقرر السلوك المقبول فيه، فالأمر هنا متروك لتنوع المجتمع وتفاعل أفراده في الأماكن المختلفة التي تعكس ثقافة هؤلاء الأفراد شرط عدم خرقه للقانون، وليس ما تقرره مجموعة واحدة في المجتمع وتفرضه على بقية أفراد المجتمع وأماكنه باسم الدفاع عن الأخلاق.

مثلاً، هناك مناطق محافظة اجتماعية، تنظر بارتياب إلى اختلاط الرجال والنساء في الحيز العام، فيما هناك مناطق أخرى لا ترى مانعاً في مثل هذا الاختلاط.

لا يمكن لأي من المجموعتين أن تفرض قيمها على المجموعة الأخرى وتطالبها بأن تتبع سلوكاً لا يمثلها فهذا أحد أشكال التغول الاجتماعي على الآخرين.

وحتى عند اختلاف بعض الأفراد مع قيم مجموعتهم، فإنه يحق لهم اتباع السلوك الذي يرونه صحيحاً ما دام هذا السلوك لا يخرق القانون، كما في حالة رغبة بعض الرجال والنساء الاختلاط في حيز عام في منطقة ترفض اجتماعياً مثل هذا الأمر.

المعيار هنا هو القانون الذي لا يمنع الاختلاط، وليس القيم الاجتماعية السائدة في المنطقة، لأن القانون ملزم للجميع، بعكس القيم الأخلاقية السائدة التي هي ملزمة للذين يؤمنون بها.

محاولة فرض القيم الاجتماعية السائدة على أفراد لا يقبلون بهذه القيم هي أحد أنواع الاستبداد الذي يبرر على نحو خاطئ ومتعسف باسم الأخلاق العامة.

القانون هو الذي ينظم تفاعل الأفراد في الحيز العام ويحسم الاختلاف بينهم عند وقوعه، وليس المنظومة الأخلاقية لأي مجموعة في المجتمع. الأخلاق، على تنوعها الواسع، تنظم سلوك الذي يؤمنون بها ويتبنونها وليس سلوك الأخرين الذين يُعرِّفون الأخلاق على نحو مختلف.

هذا هو معنى الحرية والتنوع والتعددية. خلافها هو الاستبداد والتغول والقمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب وأكاديمي عراقي

“سكاي نيوز” – 18 كانون الأول 2021

 ***************************************

أميمة خليل بالفن الحقيقي نصل الى إنسانيتنا

بصوتها وفرادة خطها الغنائي تتميز الفنانة اللبنانية أميمة خليل عن غيرها من الفنانات والفنانين. سلاحها حنجرة خارج الرخاوة والاستهلاك الرديء القابض على الأمزجة، لا تساوم على الفن المحترم وترفض الغناء الفارغ من المضمون.

في جديدها ««صوتي مش إلك»، من كلمات الشاعر جرمانوس جرمانوس وتلحين زوجها هاني سبليني ومشاركة الكوليغراف والراقص اللبناني الأصم بيار جعجع، تبدع أميمة مجددا. ينتظرها الناس بحب، وبسؤالها عن السبب تجيب «الشرق الأوسط» بأن مرده صدق صوتها وبساطته، «فأشعر دائماً أنه يصل».

وبسؤالها عن تحدي ولادة الأغنية وأي صعوبات تواجه التواصل مع بيار؟ ترد: «التواصل الأروع مع البشر يكون بالفكر. اللغة أداة قد يستعاض عنها بأداة أخرى كالموسيقى. أتمسك بالموسيقى القادرة على تجاوز الاختلاف وفوارق اللغة والهويات والمسافات بين البشر}. وتقول «الموسيقى هي ما يقربنا من بعضنا البعض»، تختزل فلسفتها الكونية، وتتابع: «من تنقصه حاسة السمع، لن ينقصه شغف المعرفة. ارتجاج ضئيل قد يسري في جسد بيار مع الإيقاع الوارد إليه».

تسحرها الرسائل الإنسانية خلف النوتة، والمعاني السامية وراء النغمات: «بها نقول ما نرغب في قوله بلا خوف، فتكون تفسيراً رقيقاً لأوجاعنا وثورتنا وانتفاضتنا على الظلم. بالموسيقى نقول: نحن هنا، انظروا إلينا. هذه هويتنا وسنبقى موجودين». وتضيف: «هدف الفن الحقيقي أن نصل من خلاله إلى إنسانيتنا».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 20 كانون الأول 2021

******************************

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي.. ناصر حكيم.. عندليب الريف

عادل الهاشمي

هو أحد مطربي الجيل الأول الذي له الأثر الكبير في الغناء  الريفي العراقي. ولد الفنان ناصر حكيم عام 1910 في ناحية العكيكة بقضاء سوق الشيوخ التابع الى محافظة الناصرية, المدينة الغنية بإرثها الثقافي والفني والأدبي والحضاري,وبتاريخها الغني الزاخر,بدأت موهبته وحبه للغناء منذ الطفولة. في احدى الأمسيات الفنية التي أقيمت في مدينة الناصرية غنى ذلك الفتى وأبهر الجمهور بصوته وغنائه العذب الجميل,وكان من حسن الصدف  أن أحد الحاضرين يعمل في احدى الشركات التي تقوم بالتسجيل الصوتي للغناء فأعجب بغنائه وصوته فاتفق معه على تسجيل أغانيه في استديوهات الشركة الموجودة  في البصرة لقاء أجر يقدمه له, وبعد أن لمع اسمه في الغناء الريفي قام بتسجيل أغان جديدة لدى شركة (بيضا فون ) ومقرها الرئيسي في بغداد وكان معه زميله الفنان حضيري أبو عزيز,ثم سافر الى لبنان بعد أن اتصلت به محطة الشرق الاوسط مع مجموعة من الفنانين العراقيين ومنهم ناظم الغزالي وداخل حسن  ووحيدة خليل.

انتقل ناصر حكيم من مدينة الفن والموسيقى الناصرية الى العاصمة بغداد عام 1936 للعمل في عالم الموسيقى والغناء ودخل الى مبنى الإذاعة كمطرب ريفي ولمع اسمه بين الفنانين .  تميز ناصر حكيم بطبقات صوته العالية وعذوبته وأدائه الفطري الجميل وبدأت الامسيات  والحفلات الفنية في بغداد واشتهرت أغانيه وافتتح  له مقهى  في جانب الكرخ ببغداد.

وأصبحت هذه المقهى مدرسة للغناء الريفي الأصيل,وكان من رواد هذه المقهى أشهر المطربين الريفيين وهم داخل حسن وحضيري أبو عزيز وهما من أصدقائه المقربين ومن أبناء مدينته الناصرية وكذلك الفنان مسعود العمارتلي وعبد الأمير الطويرجاوي وغيرهم من الفنانين.  كانت كلمات أغانيه جميعها نابعة من صميم الجنوب العراقي الحزين والبيئة الريفية وسحرها وتصوير هموم الانسان والمجتمع العراقي.كان الفنان ناصر حكيم شاعرا وملحنا بنفس الوقت لأغلب أغانيه ,واعتبر من الرعيل الأول في إذاعة بغداد عندما كان البث المباشر يقدم على الهواء مباشرة للمستمعين. ومن أشهر أغانيه التي  يؤديها المطربون الريفيون حاليا هي ((فرد عود ))و((على الله ويازماني)) و((نخل السماوة)) و((مالي شغل بالسوك )) وغيرها. في 9نيسان عام 1991 توفي المطرب ناصر حكيم، و فقدت الأغنية العراقية الريفية اشهر وألمع  مطربيها بعد أن ترك خزينا هائلا من الأغاني الريفية العراقية.

*************

أسطورة البطل في القصيدة النوابية حجام البريس أنموذجاً

طارق حسين

من الصعوبة بمكان لقارئ مثلي الامساك بكل مفاتيح خزائن مظفر النواب مرة واحدة ، فهو شاعر استثنائي ، واستثنائيته تجعل الباحث المتفحص يفكر مرة وأخرى قبل الإقدام على ادعائه بالوصول إلى ذلك الفردوس.

في قراءتي الأولى لـقصيدة “حجام البريس” منتصف سبعينيات القرن الماضي، لم أخرج بشيء سوى الاندهاشة. تلك الاندهاشة التي تشبه إلى حد كبير اندهاشة طفل برؤية عصفور في الفضاء الواسع، وقد غاب عن عينيه بلمحة بصر. ومرّت الأيام والسنون واذا بي أعود ثانية وثالثة لأكتشف أنني أمام عمل شعري أسطوري .. لا يمكن ان تقارن به الأعمال اليومية العابرة.

ولاشكّ بأن موضوع الثورة والتحريض من الموضوعات البارزة والمهمة في الحقبة العراقية الحديثة ؛ لأنّ الشاعر العراقي عاش الثورات والانقلابات , وحرّض عليها , وتمرّد , ونوّر الناس ، وتغنى ببطولات الأبطال منهم. فقد كان الجزء الأساس والمهمّ في تحريض الناس ضد الظلم والطغيان الذي سرى على الإنسان والوطن على حد سواء.

ومظفّر النواب شاعر ثوري مديني، فهو ابن بغداد، ولقد كان الهور بالنسبة له محطة جهاد مؤقتة. ومن المفارقة أنه استطاع أن يستقلّ ويؤسس له قاموسا باللغة العامية لا يجاريه قاموس .. على الرغم من مكوثه غير الطويل في الجنوب، والذي شكّل منه لغته تلك.

ولا شكّ بأن البعد الثوري رافق تجربة النواب الشعرية، كما لا شكّ بأن سمة ولغة التحريض ضد التسلّط والإذلال والقمع شاخصة في قصائده. فنموذج المناضل والبطل الثوري هو المثال، ومنه يؤسس لقصيدته. منه ومن المواقف التي يتعرض لها المثال. ومن المواقف التي يقوم بها يخلق أسطورته الشعرية المستلة من واقع خبره النواب نفسه.

ومن أولئك الأبطال حجام البريس. يقول:

“سالوفتنه عن فلاح مثل كل الفلح

اخته اسمهه (سعيده)

من هور الغموكه

بعد سنه تعرس

والمفارز طوكت بالليل أخوهه

وجانو الحوشية والشرطة الف

والحرة ما خافت

عمرهه 17 سنبلة

صاحت..

يا جبير الهور.. يا ابن الشلب

يا حجام

رَد الهور يسمع

يا جبير الشلب

يا حجام”

قصيدة حجام البريس من بين قصائد النواب هي الواقعة/ الحدث/ المشهدية/ التحريضية، فلا غرابة أن يستنفر النواب عددا من أدوات النداء مرة واحدة: يا جبير الهور، يا ابن الشلب ، يا حجام ، يا جبير الشلب ، يا حجام، طرقاً على فكرة التحريض والاستنهاض والثورة وشدّ العزم ، معتمدا الحكاية وروح القص ، ومسندا فكرة التحريض والاستنهاض إلى الأخت سعيدة ، ومشددا ثانية على النداء بوصفه واحدا من الأساليب التي تضمر في طياتها روح التحريض والترغيب معاً.

“لا يا خوي لا يا زين

لا تمشيش راك الراك

ما يستوحش التفاك

يا ابن الحرة

لا بد ما تفرخ الكاع

هذا اعراكَ

هذا اعراكنه الموصوف للعميان..

والميتين

يبن الحرة فك عينك ولا تغفل”

بطل قصيدة مظفر النواب أخذ أسطرته من الواقع ، ومن مجريات النضال العتيد الذي لا يستند إلى أية فكرة فنتازية. ولم يحمّل الشاعر شخصية حجام ما لا تحتمل، ولم يذهب بها إلى غير بيئتها المائية، ولغتها، ومكابداتها ، وألمها، الأمر الذي يؤشر حالة شدّة قرب الشاعر من الشخصية ، واستيعابه ، واحاطته بظروفها المادية والنفسية على حدّ سواء”.

ففي قصيدة/ ملحمة ( حجام البريس) على رأي الدكتور حسين سرمك .. يأتي العنوان كالعادة بسيطا مستلاً من القصيدة و( حجام) هو اسم بطل القصيدة.. بطل انتقاه الشاعر، كعادته من صفوف الفلاحين المتعبين المضطهدين ، يتصدى لقوى الطغيان والاقطاع ، حاله حال أبطال آخرين جسّد الشاعر نضالهم في قصائده مثل صويحب ، أو سعود ، أو لعيبي ، أو غيلان وغيرهم. وفي كل هذه النصوص يأتي اسم البطل المنتقى: شعبياً شائعا في أرياف العراق وأهواره لتعزيز مصداقية ( الحكاية) وحرارتها”. ولذلك فإن المتلقي لا يحار في اسناد القول:

“أواكح جني ايد تفوج

أشوغ أويلشمس ليفوك

مكتوب ابلاويهه

التحفر بيه مساحيهه”

إلى مظفّر النواب نفسه ، لشدة تمثله لموضوع القصيدة وبطلها ، ومعايشته ، وقربه الروحي والايديولوجي منها. كما يمكن اسناد القول مار الذكر إلى حجام البريس( أواكح / ودلالة عود الضمير على المتكلم الذي يحتمل الاثنين ، الشاعر وبطله المثال. وبذلك فإن أسطرة البطل في قصيدة النواب لم تتناقض مع بعده الأرضي وقاعه الاجتماعي كما في قوله:

“أبوس ايد اللي يسكي الناس

ويحمل تمر ، وسلاح ، ورصاص

بشرايعهه

بطرك ثوبه ، وبايعهه”

فقد نجح النواب في استدعاء البعد اللغوي ، والبعد المكاني ، والبعد النفسي المناسب للبطل ، هذه الأبعاد مجتمعة عملت على ترسيخ فكرة التحريض التي غالبا ما تكون الهدف الأساس من كتابة القصيدة، وأسطرة البطل في وقت واحد.

***********

على شفاي

حسين العكيلي‏

على شفاي الندى مال اول العام

يمن رشفت شفافك عسل بشفاي

لهسه يهيض بيهن عطر طاريك

بس يلجمني اعرفنك علي جاي

ترافة ورد روحي بغيبتك ذاب

ذبل بعجاف هجرك وانحنه صباي

صوت دموع عيني تحس لحن بيه

وصاحب منه انه بجفاك عالناي

اليزرع وردة كون جفوفه ترفات

ويمد روحه نهر ما يشح بل ماي

زرعته بروحي وردة وعيني ناعور

ونـزلت الرموش لحضرته فياي

حصدت بجفي بس عاكَول ودموع

جازاني بغدر تعويض لرباي

محاضن والشماته جفوفهم سيف

هواهم لان سيف وحاضن اعداي

عليه يمرهوه الله سهام بجفاك

بكل شهكَه جرح يتحاضن وياي

جرحك بيه عله تشيب الراس

يزيد بلجمته شما حطوا دواي

سنينك لحظه جانت عرضه للبيع

وتداينت اعله عمري وجيت شراي

الجبل هيبه وابد ما يتعثر بريح

ونزلت انه لتواضع تله جواي

يدهري انحب واظل الطم عللي

جفاني وزادن بغدره عللي

الجانن تحت من جدمي عللي

ومن كفخاتهن شفت المنية

************

ابوذيات

الى الأستاذ الفاضل عبدالحسين عباس

عبد حلو حيدر الفريجي

* ابهوه روضي نسيم الورد يسراي

ولا منهم لفاني خبر يسراي

ما چف الينشف دمع يسراي

ولا نگلة مجادم تمر بيه

* چم يتيم ايتغطه ابسمل يردون

 وهل الرتب من ماي العذب يردون

طبع الخلگ للبي طمع يردون

راحو الهدام وترجو عطيه

* آنه عندي محب للحال شله

رماني ابصخر وحجار شله

جرحي المسومر صعب شله

ينگطع خيط البريسم بديه

* جرحك بالحشه يا ترف خليت

شجاك وبالوعود اوياي خليت

آنه لجللك يناهي الگلب خليت

ردتك وليف ومحب ليه

* ابقسوه يخلي اوياي  شديت

 ابزندك حرز عن العين شديت

بلبل رحت للشمات شديت

وآنه العشگتك ما غردت ليه

* نوگ الجزيره ابشمس تشرين يا بن

تعط ريحتك چالقداح يا بن

اذكر الله وسمي بالرحمان يابن

عشير الصاحب اليوگف بالمنيه

*  الشمس عالكون ضيها ولع دام

السجن منهج الطاغي ولعدام

ظلم شعبه ابضميره ولع دام

 الحبس والتعذيب حاله رديه

*************

من زمان

عبد الاله الفهد

من زمان الدنيه هيچ

من زمان احصان يصهل

من زمان ايصيح ديچ .

ناس تظلم ناس

اخو يكتل اخوه ،

اوثكلى تلطم مالهه احد:

الله اولحد

من زمان .

اومن زمان ايموت بنيادم غريب ابلا أنيس .

اويمر بطران ..اويمر تعبان

واتفوت الجنازة اتزف عريس .

اوتجري من الجمعه دمعه

اويمر مهضوم الخميس

***********

ورطة

سامي عبد المنعم

والله ورطة ... 

إنظلمنا إمن الاهل

والناس والشرطة

فوگ چويات الزمان

النوب داعش ...

چمّل الغرگان غطّهه

أمك إتريدك طبيب

أو والدك ..

يتمنه بيك إتصير  تاجر

والحكومة إتريدك إمكلبچ

وتبنيلك مخافر

والمعلم ...

إيريد بيك إيشوف نفسه

يزرع إبراسك غصب

مشروع درسه

وإنته حاير...

بين چويات الامس

وأحلام باچر

خلّصت عمرك حروب

إتلوذ من ساتر الساتر

ويجي بطران ...

أويگلك لا تسافر

************

بُخار

فهد عبد الاله الفهد

انفخ على الشباچ

بالجامة

يصير اضباب

وارسم عينچ الحلوة

بصابيعي اجيسنها ويفز گلبي

بهداي ابچي

مامش ناس

يتسرسح دمع عيني

على خدودي

واتخيل دفوا اچفوفچ يناغيني

و يمدد يغفى كل تعبي

وفجأة

ايمرني من عطرچ

خيال أيدغدغ اترابي

ويهل بيه عُمر يسوة مثل حُبي

يسندانة ابيوت الطين

يفختاية حدايق ناس بالسبعين

على اثيابي ربيع اتنطرچ هبي !!

**************

الصفحة الحادية عشر

انطولوجيا ميسان

“انطولوجيا سرديات مملكة القصب ميسان” عنوان الانطولوجيا التي انجزها الأستاذ سعيد الروضان والصادرة عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق. وهي اول انطولوجيا في ميدانها، قدمت كتاب القصة الذين انتقلوا الى بغداد، والذين ساهموا بتقديم سيرتهم الذاتية مع فهرسة بأسماء الكتاب في ميسان.

وكان الروضان قد اصدر سلسلة من الكتب الإبداعية والثقافية والمترجمة، وله حضور متميز في النشاطات الثقافية والصحفية.

هذه (الانطولوجيا) تيسر للباحثين كتابة ابحاثهم وتقدم صورة توثيقية للمنجز السردي الميساني، وتقع في 682 صفحة كبيرة.

************

قصص قصيرة جدا

كامل الدلفي

دكان اسكافي

يتجمهر حفاةٌ في دكان اسكافي. يقفون في الدور بحسب العمر ، يقايضونه واحداً بعد واحدٍ عن اجرة تصليح أحذية لم يملكونها بعد..

متوازي احلام

رجلٌ لايبرح سريره يحلم أن يكون تمثالاً في حديقة عامة. تمثالٌ في حديقة عامة يحلم أن يكون رجلاً في سرير...

الطلقة الاخيرة

وهو مُصوّباً مسدسه إلى رأسي، قال رجل الأمن: أ تعرف لِمَ أنت حيٌ في كلّ مرة أصوب فيها على صدغك ؟

 ذلك لأن الرصاصَ أميٌّ بما يكفي لترككَ حياً.. إعلم إنها ستكون الأخيرة وأعدكَ بأنها تختلف تماماً.

ضغط بسبابته على الزناد فخرّ صريعاً تحت قدميً ، لأن الرصاصَ كما هو، لم يُعالج في مراكز محو الأمية.

*********

حسينة بنيان

كرة القدم

كان يلعبها.. كرة القدم. تدحرجت أمامه فلحقها. كانت تتدحرج باغراء استبق مع الريح ليلحق بها لكنه ارتطم بالجدار وخر صريعاً. بقيت الكرة صامتة تتدحرج بموازاته حتى صبغها دمه القاني.

شهيد

كانت تجلس في السوق المسقف تبيع ما يخص النساء من مسك وكحل عيون وأشياء اخرى.

رأت العلم يمر أمامها وهو مسجى على ذلك اللوح قالت.. ياحسرةً ماذا ستقول امه؟ وعندما انصرفت لبيتها رأتهم ينزلوه في بابها ذلك المسجى. صرخت واغمي عليها.. لقد فقدت وحيدها في حرب ملعونة.طبطبت عليها جارتها.. لا بأس سيكون شهيداً سيأتيك ثمنه..

فراق

التقينا على المحبة.. كانت ابنة عمه سارا سوية وتحدثا لبعضهما.. لم تكن تدري ان الشيطان شاطر.. فوجئت بطفل يحمل رسالة بين يديه.. امرأة اخرى اذن قد غلبتها..  غير الاتجاه وانتهت الحكاية.

بعد اربعين عاماً التقيا.. قال لها.. هل لنا ان نعيد الحكاية.. لقد انتهى العمر.. قالت له. ونزف جرحها المندمل من جديد.

شهر عسل

جمعهما الحب.. كانا فرعين في شجرة واحدة وارتبطا بالرباط المقدس. سافرا لقضاء شهر العسل قرب شاطيء البحر الجميل. كانت هي تجيد السباحة فاغراها الموج قفزت في احضانه وعندما احست بارتفاع الرياح لزمها الخوف. صرخت. الحقني سأغرق.. قفز خلفها ونسي انه لا يجيد السباحة اخذه التيار بعيداً واختفى. خرجت هي من الماء تنتظر خروجه حتى المساء..تجمهر حولها الناس وابعدوها عن الشاطىء..وعادت وحيدة من دون روح..

*********

زينب محمد عزيز

نريد وطن

حملتني اقدامي الى ذلك الشارع الذي شهد لحظة وداعي لاخوتي اجول بنظري يميناً ويساراً لعلي اعثر على شيء سقط منهم واختبأ بين شقوق الاسفلت المتصدع..

لكنني لم أجد شيئاً فجلست على الرصيف نظرت بعيداً فارتسمت امامي صورة أصدقائي وهم يركضون بين عربات التكتك في تلك الازقة الضيقة محاولين انقاذ بعضهم.. رنت في اذني أصواتهم وهم يهتفون نريد وطن.. نريد وطن.. خرجوا بحثاً عن الحرية فوجدوها داخل كفن.. اعدكم يا اصدقاء سنكمل الطريق ونهتف عالياً نحن أبناء الوطن.. نريد وطن.. نريد وطن..

************

السياب في قصيدة: «لأني غريب»

مقاربة الايقاع والبنية الشعرية

ريسان الخزعلي

( 1 )

السياب يتجدد بإستمرار، يتجدد بشعره لا بمناسبة رحيله في 24 /12 /1964 ..، تلك المناسبة التي تُقرّبنا اليه سنوياً، تقرّبنا من اعادة قراءة شعره، من مشاهدته ايقاعياً وسماع صوته الشعري المغاير، من التماس مع غربته، تلك الغربة التي لم تكن في جوهرها غربة ً مكانية ً حتى وان تشاغلت بالمكان، بل غربة وجودية / زمانية أملتها ظروف وتحولات سياسية واجتماعية ونفسية .

إن َّ السياب متطامن مع المكان، وإن َّ غرابة تسميات المكان، المكان السابق لوجوده ، قد أضفت ملمحاً جمالياً (باشلارياً) على شعره وبدراية الشعرية وفعل الشاعرية على السواء، حتى ظن َّ البعض أن َّ هذه التسميات ليست عراقية : بويب، جيكور ..، من هنا كان اشعاع المكان يبدأ من العنوان، من مركز القصيدة، من تشكيل البنية الشعرية، وبإتساق مع الايقاع وبإدراكٍ واع ٍ لغرابة التسميات . وحين يكون الاثنان، بويب وجيكور ، قريبين من مرأى السياب، يكون التصعيد الشعري قريباً من الحياة، الخارجية والروحية، ويكون الشاعر في انصات ٍ آخر لا يشغله الزمن ببعده الوجودي كثيراً بعد َ ان تداخل بويب وتداخلت جيكور في الزمن الشعري / زمن السياب المكاني لحظة الكتابة، أي الزمن الذي أوقفه المكان، كما يحصل مع الصورة الفوتوغرافية . ولو كتب شاعر آخر الآن عن بويب وجيكور، فإن َّ الكتابة ستقع في فخ المكان المكشوف، وسنُحيلها الى زمن السياب لا غير .

( 2 )

غربة السياب، غربة زمانية ضاربة في اعماقه الروحية أينما حلَّ، ومثل هذا التوصيف يُداري قناعته ويقينه واعتداده الشعري، كما أن هذا الاعتداد قد فجّرَ فيه هاجس المغايرة وتلمّس ( الهدم )..، هدم البناء الشعري الأول وفتح فضاء الايقاع الى منتهاه، وبذلك انتقل من البناء الى الهدم ومن الهدم الى البناء الجديد . لقد هدم الشكل ومط َّ الايقاع، إنه ُ هادم وبان ٍ في الوقت ذاته ومقارِب للايقاع مع البنية الجديدة من اجل ِشكل ٍ جديد، وتعبير ٍ ومحتوى جديدين ايضاً . يقول أدونيس في كتابه ( قصائد بدر شاكر السياب .. مقدمة ومختارات )...: بدر شاكر السياب من شهودنا الإوَل على الحضور، ولادة محتوى جديد، وولادة تعبير جديد . من دلائل هذه الشهادة رفض الفصل بين التعبير والحياة، والشكل والمحتوى : ليس الشكل وعاء المحتوى أو رداءه أو انموذجاً أو قانوناً، وانما هو حياة تتحرك أو تتغيّر في عالم يتحرك . فعالم الشكل هو كذلك عالم تحولات .

( 3 )

نثبّت هنا نص قصيدة / لأني غريب / من مجموعة (المعبد الغريق) كما ثبّتها السياب في مسعاه الفني / الجمالي – الهدم والبناء والمقاربة الايقاعية، حيث صورة للشكل وصورة للتحول الايقاعي :

1 لأني غريبب

2 لأنَّ العراقَ الحبيب 

3 بعيدٌ، وإنّي هنا في اشتياقْ

4 إليهِ، إليها.. أُنادي: عراق

5 فيرجعُ لي من ندائي نحيب

6 تفجّرَ عنهُ الصدى

7 أحسُّ بأنّي عبرتُ المدى

8 الى عالمٍ من ردى لا يُجيب

9 ندائي

10 وأما هززت الغصونْ

11 فما يتساقطُ غيرَ الردى

12 حجار ْ

13 حجار ٌ وما من ثمار

14 وحتى العيون

15 حجار ٌ، وحتى الهواء ُ الرطيب

16 حجار ٌ يُندّيه بعض ُ الدم ِ

17 حجار ٌ ندائي، وصخر ٌ فمي

18 ورجلاي َ ريح ٌ تجوب ُ القفار .

إن َّ الهدم في الشكل / البنية قد تمَّ في هدم البناء الأساس الثماني الأُفقي في النظام الخليلي : فعولن فعولن فعولن فعولن ..فعولن فعولن فعولن فعولن الى تراتبية ٍ جديدة / بناء جديد – يأخذ البناء التفعيلي: 2 - 3 - 4 - 4 - 4 - 3 - 4 - 4 -  1 - 3 - 4 - 1 - 3 - 2 - 4 - 3  - 4 - 4 وحسب الترتيب الكتابي للقصيدة (1 - 18).

إن َّ العودة الى الشكل المهدوم عروضياً بالإمكان أن تتم بجمع التسلسلات : 3+4 أو4+5 أو7+8 أو17+ 18أُفقياً لكنَّ المعنى سوف لن يتحقق بالكامل كما في 3+4 أو7+8 أو 17+ 18 ومثل هذه العودة لا يُريدها السياب لأنه في موقف هدم، ولأن المعنى الدال أراد له أن يكتمل في بنيتين :1-9 و10-18 وبمقاربة ايقاعية/ نغمية واحدة متنوعة التكرار بالمنطق الإحصائي، حيث جاء التكرار على النحو الآتي :

التكرار                          العدد

_____                        _____

الرباعي                         9

الثلاثي                          5

الثنائي                           2

الأحادي                         2

ومن تحليل الشكل البياني رقم 2 رياضيّاً نكتشف أنَّ ( صيحة ) السياب النهائية / لأني غريب / بأنها – من الناحية الصوتية - ليست صيحة خطيّة ( linear y=x ) كما في الشكل رقم 1 وانما صيحة بهيأة القطع المكافيء(parabola y=x2 ) أي أنها متصاعدة أُسيّاً ، رغم استخدام وحدات الايقاع ذاتها، الّا أنها عُزفت بأوتار إضافية، وتلك هي براعة السياب التجديدية / التحديثية.

السياب يتجدد في كل قراءة، لأنه من الحياة ومع الحياة وفي الحياة، وفي هذه المقاربة بين شكل البنية الشعرية والايقاع، نلاحظ كم كان الهدم بنائياً ؟ وكم كان البناء هدمياً ؟ ..، وفي كلا التوصيفين : الهدم والبناء، ينهض الشكل والمعنى والمحتوى ، في بناءٍ جديد، وكأنه خارج المحدد االخليلي، حيث التنويع الموسيقي المغاير للعزف الأول ...

**********

لغة اللون والضوء في مهرجان الفنون الإسلامية

امجد ياسين النصير/ الشارقة

 

في الشارقة أقيم مؤخراً (مهرجان الفنون الاسلامية في دورته الـ 24). لم تختلف دورة هذا العام عن سابقاتها، فالعالمية والابتكار كانا حاضرين، كما تميزت وللمرة الاولى بالمشاركة العربية والمحلية الواسعة. ثيمة مهرجان هذا العام حملت عنوان (تدرجات) والتي عبر عنها الفنانون المشاركون بانماط ورؤى متباينة اتخذت من التدرج اللوني والزمني والهندسي اشكالا لها، كما حضر الضوء بشكل لافت في جميع الاعمال. يستمر المهرجان 40 يوما وبمشاركة “ 56 جنسية “. ويقدم (248) عملا فنيا من حروفيات وجداريات ولوحات في الخط الاصيل والزخرفة، كما يتضمن 151 فعالية من معارض وورش فنية ومحاضرات تضيفها دائرة الثقافة بالتعاون من 26 جهة في امارة الشارقة. تجولنا في المعرض حيث يقدم الفنان عبد الله الملا من الامارات، انموذجا لمصفوفات هندسية، تضع المشاهدين في تجربة مدهشة لشكل التدرج اثناء المسير، اما الهدف من المقرنصات، كما يقول، فهو انشاء منطقة انتقالية وسلسة زخرفية في مساحة هيكلية مكشوفة. كما يعطي هذا الهيكل القدرة على التمييز بين الاجزاء الرئيسة للمبنى، ويكون بمثابة انتقال من جدران غرفة الى سقف مقبب، وعلى غرار البناء الظاهري للمقرنصات والانتقال في الهندسة، ويستلهم “التدرج” لاستخراج ومزج نظام التقسيم الفرعي للانتقال في النطاق والاتجاه مع اضافة البنية والاستقرار. يقول الملا” يعد التدرج جزءا لا غنى عنه في كل عملية ابداعية، حيث صمم التدرج لتكوين لغة بين المكونات الاساسية الدقيقة والشكل النهائي الكلي بصريا، كما ان الاشكال الهندسية هي اسس كل بنية طبيعية، وهي تصور دوما نمو التدرج، مثل النقاط الى الخطوط والخطوط الى الاشكال، والاشكال الى الكائنات الاولية، ومنها الى المعقدة. بيئة متاحة ترتكز ممارسة الفنانة الهندية سيميرين مهرا أجاروال الفنية على كيفية فهمنا للطبيعة، وتحولاتها من الازدهار الى الانحلال في سياق تواريخ الحروب والقضايا المعاصرة لتغير المناخ. كما يستكشف عملها الهندسة المعمارية الدقيقة والهندسة في الطبيعة ويربطهما مع البناء من صنع الانسان، لفهم كيف يمكن نشر الاساليب المستدامة في اعادة بناء الغابات... ولتعزيز موطن الانواع المهددة بالانقراض. وعبر الرسومات والمنحوتات والنقوش البارزة تبتكر سيميرين تركيبات معقدة تفكك بدقة، حتى ادق التفاصيل، لاستخلاص المعاني والروابط الخفية، مما يترك المشاهد مع وعد بعالم خيالي مستقبلي يتسم بالتعايش بين الانواع المتعددة. تغطي اعمالها مساحات كبيرة على الجدران وتخلق بيئات حيوية تستكشف مفاهيم النمو اللامتناهي مع تجسيد خصائص النمط الاسلامي داخل نسيج العمل، والانتقال من الهياكل البسيطة الى غير المتجانسة لتصوير التدرجات الهندسية. في جداريتها التي حملت عنوان “ غير متجانس- استخدمت الفنانة مواداً متنوعة لتقدم عالمها الخاص، عبر جدارية، فيما يوظف الفنان الايراني - الكندي ساسان ناصرنيا ايقونات عالمنا- الماضي والحاضر- لانشاء معجم مرئي خاص به، وكان نهجه في عالم الخط رحلة شخصية لايجاد طرق جديدة لانشاء اشكال الحروف من المفاهيم الاكثر حداثة، وتفكيك قواعد الخط العربي والاستعارة من الانواع الاولى لهذا الفن، طور تنسيقه المميز للكتابة، والذي يسميه “ الكوفي المجنون”. وحسب ناصرنيا فان للخط الكوفي المجنون خصائص فريدة تسمح للفنان باستكشاف مفهوم التحول في عالمنا الطبيعي والخارجي. وفي محاولاته الاخيرة، استحدث نهجا جديدا تجاه بنية الخط، حيث يكون النص في معظم الاحيان خاليا تماما من المعنى، بينما في المقابل، قد يشير الفضاء الفارغ الى تخمين ميتافيزيقي.

********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

يساريون لبنانيون في زمنهم

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “يساريون لبنانيون في زمنهم”، من تأليف دلال البزري.

يلقي الكتاب ضوء على “يساريين شيوعيين لبنانيين” زاولوا نشاطهم الحزبي ابان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ملقيا الضوء على مسيراتهم النضالية وفكرهم، باعتبارهم ثوريين.

واستقت المؤلفة مضامين كتابها من مقابلات حية أجرتها مع أكثر من 50 شيوعيا، ممن انتسبوا إلى منظمة العمل الشيوعي والحزب الشيوعي اللبناني، ومن خلال ما كتبوه هم أنفسهم وما كتبه عنهم رفاقهم وخصومهم.

************

خارج النسق.. الرفيقة شميران مروكل وملحمتها البطولية

جواد وادي

وأنا أشاهد الفيديو الوثائقي للرفيقة شميران مروكل وما تخلله من مشاهد تمثيلية لفنانين عراقيين وفي مقدمتهم الفنانة سولاف، استحضرت في ذهني تلك الأيام العصيبة التي كان يمر بها الشيوعيون العراقيون، وما لاقوه من قسوة و وتعذيب وتصفيات وسواها من الممارسات الهمجية لطغمة البعث الفاشي، كان ينتابني مزيج من الألم والاحساس بالظلم، وفي نفس الوقت الشعور بالفخر والاعتزاز الكبير بالصمود المذهل للشيوعيين العراقيين وتشبثهم بمبادئهم وقناعاتهم، وهم يواجهون اعتى آلة قمع وحشية، لا تماثلها اخرى في بقاع الكون.

 وهذه القناعة بوحشية النظام البعثي قد لا تتوفر لدى العديد من غير العراقيين من العرب والأجانب، الذين كان فيهم حتى من يباركون ذلك النظام المجرم وأفعاله الفاشية، ويعرضون خدماتهم عليه وهم منزوعو الضمائر والقيم والإنسانية. وهؤلاء معروفون بالأسماء وبالبلدان التي ينتمون لها، وهم في الحقيقة المساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر بالنفخ في قربة طاغية العراق، ليتمادى من خلال أزلامه العتاة الذين ما زال كثيرون منهم موجودين في العراق، ويتمتعون بامتيازات على حساب المناضلين الشرفاء من العراقيين المناوئين لنظام البعث الدموي المجرم.

كانت لحظات من الألم الممض ونحن نتابع شهادة الرفيقة مروكل وما عانته من ملاحقات وعذابات وهي تقبع في زنازين البعث، و من سادية رجال الأمن الصدامي الأوباش.

كانت الفنانة المتميزة سولاف في غاية التمكن وهي تتقمص شخصية المناضلة الشيوعية إذ تتعرض لشتى صنوف التعذيب السادي.

وكان ما شاهدناه من قسوة زبانية النظام غيضا من فيض الممارسات التي أدت الى تصفية المئات، بل والآلاف من الشيوعيين العراقيين، بالإضافة الى منتمين كثر للأحزاب الوطنية الأخرى من يسارية ودينية وقومية وغيرها، حتى استدار الغول البعثي على اتباعه المقربين يلتهمهم واحدا واحدا.

هكذا كانت معاناة العراقيين الأحرار وهم يواجهون أساليب القتل الوحشية.

وكانت الرفيقة مروكل محظوظة لبقائها بعيدة عن أعواد مشانق البعث المعروفة، والتي أودت بحياة أفواج من الشهداء الأبرياء ومن كل الأعمار والأجناس والانتماءات.

************

في ضيافة “ملتقى روّاد شارع المتنبي” د. فاتن محيي عن “صعود الامبراطوريات وسقوطها”

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

ضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، مؤخراً، د. فاتن محيي، التي قدمت محاضرة بعنوان “صعود الامبراطوريات وسقوطها - الامبراطورية الاسبانية نموذجا”، بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين.

واوضحت د. فاتن أن “الهدف من محاضرتها هو تقديم تحليلات تاريخية حول الامبراطوريات، ما يتيح الفرصة لأصحاب القرار والسياسيين والمثقفين وعامة الناس، لفهم ما يجري من أحداث في الواقع الراهن، من حيث التحكم بالسلطة واستخدام القوة والمال في فرض الهيمنة والإرادة خارج إطار القوانين العقلانية والعدالة الإنسانية، وكيف أن هذه القوى المهيمنة ستزول في النهاية حتى وإن استمرت فترة طويلة من الزمن”.

وتناولت المحاضرة أهم العوامل التي تمهد لانهيار الامبراطوريات والدول، منها احتكار السلطة بإضفاء الشرعية الدينية او السياسية عليها، او الاستناد الى القوة المسلحة والمال والثروة، ما يؤدي الى خلق تفاوت اجتماعي واضطرابات ونزاعات مسلحة داخلية وانقلابات. كذلك أشارت إلى عامل آخر يتمثل في مراكز القوى الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة التي تلتف حول السلطة، مثل المراكز الدينية والطبقات المالكة للثروة، فضلا عن الصراع على السلطة والمناصب والاموال داخل العائلة الحاكمة او أحزاب السلطة.

أما بالنسبة للإمبراطورية الاسبانية فقد ذكرت المحاضرة أن أهم أسباب انهيارها هو حصولها على كميات كبيرة من الذهب والفضة من مستعمراتها في البيرو والمكسيك، ليقوم الامبراطور شارل الخامس ومن تولى العرش بعده، باستنزافها بعد تحويلها إلى نقود لتمويل الحروب وتسديد ديون الصيرفيين والتجار، تضاف إليها الأموال المتأتية من الضرائب وموارد الكنيسة، لافتة إلى أن كل ذلك سبب لإسبانيا تضخما نقديا عرف وقتها بـ “ثورة الأسعار”.

وتابعت قائلة، أن الامبراطورية لم تستطع استيعاب كل تلك الثروات في القطاعات المختلفة، وذلك بسبب عدم وجود سياسة اقتصادية واضحة، ما جعل اقتصاد البلاد في القرن الـ16 مجرد مصدّر للمواد الاولية ومستورد للمنتجات الأوربية وموزع لها في مستعمرات العالم الجديد.

ونوّهت د. محيي إلى أن الثروة الضخمة التي تدفقت الى اسبانيا لم يستفد منها الشعب، انما التجار والنبلاء والرأسماليون الأجانب.

ونبهت المحاضرة في ختام حديثها، إلى أهمية أخذ العبر والدروس من التاريخ للاستفادة منها في واقعنا الحالي، مبينة أن أسباب سقوط الامبراطوريات والأنظمة الحاكمة متشابهة.

وخلصت إلى أنه “من الضروري عدم الاعتماد على الاقتصاد الريعي، مثلما يحصل اليوم في العراق بعد أن أصبح النفط مصدرا وحيدا للاقتصاد. فبهذا ستكون هذه البلدان أكثر تضررا حال التحول إلى الطاقة النظيفة والتقليل من استخدام الوقود”.

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، سلم د. علي مهدي الضيفة شهادة تقدير باسم الملتقى.

**************

علي النصراوي يوقّع “إيقاع الروح”

 

الهندية - غانم الجاسور

 

ضيّفت اللجنة الثقافية في مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي بقضاء الهندية، الجمعة الماضية، الشاعر علي محمد النصراوي في مناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدة “إيقاع الروح”.

الشاعر والناقد عماد الدعمي، أدار الجلسة وافتتحها بتقديم سيرة الضيف وقراءة مقدمة مجموعته الشعرية، التي جاءت بقلمه.

وقال أن قصائد النصراوي تنوعت بين المديح والهجاء والرثاء، وجسدت الواقع المؤلم وصورت معاناة عاشها العراقيون بمرارة وألم.

بعد ذلك، تحدث النصراوي عن ظروف إصدار مجموعته الشعرية الجديدة، وقال أنه “يبدو أن ظروف البلد التي تسير عكس عقارب الساعة دفعتني مجددا إلى الكتابة بعد 28 عاما لم اكتب فيها بيتا شعريا واحدا، بسبب الظروف القاسية التي كانت تخيم على كل المثقفين العراقيين أبان النظام السابق”، لافتا إلى أن مجموعة “إيقاع الروح” هي حصاده الجديد الذي سيضاف إلى مجموعتيه الشعريتين السابقتين “مواويل حالمة” و”أعاصير أسطورية”.  

وأشار إلى أن قصائده تعبر عن الواقع المرير والأيام الصعبة والفاقة الاقتصادية التي لا يزال يعيشها المواطن العراقي جراء السياسات الخاطئة التي يمارسها الحكام المستبدون والمتشبثون بالسلطة “فكل ذلك لم يخلف سوى دمار وخراب، وحياة مكتظة بالفوضى والعبثية والمآسي والجراحات النازفة”.

وبعد قراءة باقة من قصائده الجديدة  وقع النصراوي نسخا من كتابه الشعري، ووزعها على الحاضرين.

************

ستار الناصر

في “مؤسسة إيشان”

بغداد – طريق الشعب

تضيّف “مؤسسة إيشان” لدراسة الثقافة الشعبية، بعد غد السبت، الباحث الموسيقي ستار الناصر، ليقدم محاضرة بعنوان “مكاشفة قرائية تطبيقية لحل الرموز الموسيقية في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة الرابعة والنصف عصرا، وذلك على قاعة المحاضرات في مبنى المؤسسة الكائن في منطقة بغداد الجديدة – الشارع الرئيس – خلف “مول جواهر”.

والدعوة عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“مكتبة الطفل “ تحتفل بذكرى  تأسيس دار ثقافة الأطفال

بغداد – مروة فاضل

شاركت “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، في الاحتفال الذي أقامته دار ثقافة الأطفال، الخميس الماضي، في مناسبة الذكرى الـ 52 لتأسيسها.

وحضر الاحتفال الذي أقيم على قاعة “الفانوس السحري” في المنصور، نحو 30 طفلة وطفلا من منتسبي المكتبة.

وتخللت الاحتفال فقرات عديدة، منها افتتاح ورشة للرسم الحر ومعرض للصور الفوتوغرافية، إلى جانب تقديم عرض مسرحي بعنوان “10 على 10”، وفيلم وثائقي عن “مواهب الطفولة”، بالإضافة إلى عرض باليه قدمته “فرقة فراشات حالمة”.

وفي الختام، عرض فيلم وثائقي حول نشاطات وفعاليات العديد من المراكز الثقافية في البلد. بعدها جرى توزيع الحلوى والمرطبات على الأطفال الحاضرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البصرة

المهرجان السنوي السابع للتصوير بالأبيض والأسود

البصرة – وكالات

أقامت كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، مؤخراً، المهرجان السنوي السابع للتصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود.

وقال مؤسس المهرجان، محمود الجزائري، أن هذا المهرجان الذي يقام في مناسبة اليوم العالمي للتصوير أحادي اللون 12 كانون الأول، أقيم أول مرة في مدينة البصرة عام 2012، ثم انطلق إلى جميع أنحاء العالم عن طريق هاشتاك تم نشره على مواقع  التواصل الاجتماعي.

وأضاف قائلا، أن الدورة الحالية للمهرجان تضمنت إطلاق مسابقة فوتوغرافية حول العالم، شارك فيها 100 مصور تنافسوا على 500 صورة، مشيرا إلى أنه تم اختيار 30 صورة فقط من قبل لجنة متخصصة، للمشاركة بها في المهرجان.

وذكر الجزائري، أنه بالإضافة إلى الأعمال الفوتوغرافية التي احتضنها المهرجان، شاركت فرق فنية تطوعية بأعمال يدوية ولوحات تشكيلية بالأبيض والأسود.