اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان مشترك للحزب الشيوعي العراقي والتيار الاجتماعي الديمقراطي

تابعنا ونتابع بكثير من القلق التطورات الاخيرة في بلادنا، خاصة ما يتعلق بانتخابات 10 تشرين الاول وبنتائجها الاولية المعلنة، وماعكست من حقائق ووجهت من رسائل في خصوص العديد من جوانب الوضع القائم في البلاد، وازماته المتنوعة المتفاقمة.

وكان من بين الرسائل، تلك المتصلة بالنسبة الكبيرة للعزوف والمقاطعة للعملية الانتخابية، كذلك ما بيّنه حصاد الكتل المتنفذة من الاصوات والمقاعد، والتي جاءت في عمومها اقل كثيرا مما احرزت في الانتخابات السابقة. وفي مقابل ذلك نالت قوائم المرشحين المستقلين والتشرينيين من الأصوات ما فاق حصيلة كتل كبيرة نافذة.

وقد عكس هذا كله وغيره، الرغبة العارمة للغالبية العظمى من أبناء شعبنا في التغيير، واستعدادهم للتعبير بوضوح ومن دون تردد عن الرفض لإعادة انتاج منظومة المحاصصة الطائفية والفساد، المسؤولة بنحو مباشر وكامل عما آلت اليه البلاد بعد ما يقرب من عقدين من الزمن، من اوضاع متردية ومتأزمة على كافة المستويات السياسية والامنية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

غير ان ما يثير بالغ القلق في اوساط شعبنا وقواه المخلصة، المدنية الديمقراطية والتشرينية والوطنية عموما، هو موقف بعض القوى السلبي من نتائج الانتخابات المعلنة ورفضها لها، وما يلوح من احتمالات لجوئها الى اساليب غير دستورية لتغيير النتائج، بما يعنيه ذلك من كشف لزيف ادعاءاتها التزام العملية السياسية وآلياتها الديمقراطية.

ومعلوم ان هذا البعض هو نفسه الذي كان يعلن ويكرر في الفترة الماضية ان المخرج المقبول من الازمات المتوالية التي تئن البلاد تحت وطأتها، هو ما تأتي به الانتخابات. كما انه هو نفسه الذي شارك في صياغة قانون هذه الانتخابات وفي اختيار مفوضيتها. وها هو اليوم يحاول الالتفاف على مخرجات العملية الانتخابية، ويصر على العودة الى التوافق في تشكيل الحكومة الجديدة، والذي لا يعني سوى التحاصص الطائفي الاثني، وتقاسم السلطة والثروة والنفوذ بعيدا عن إرادة الناخبين وعامة الشعب.

ومن اجل ذلك يلمح الى امكانية سلوك طرق منافية لما يقضي به الدستور والقانون.

وقد حدث هذا ولا يزال في إطار صراعات متواصلة ومتصاعدة بين هذه القوى ذاتها على الاصوات والمقاعد البرلمانية، وبعيدا عن هموم الناس ومعاناتهم المعيشية التي تتفاقم باضطراد وعن احتياجاتهم الحياتية الملحة.

وذلك ما أكدته الاحداث اللاحقة المتمثلة في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، والتداعيات الخطيرة التي يمكن ان تؤدي اليها إذا لم يتم التعامل بمسؤولية مع الوضع الناشئ عنها وفي اعقاب الانتخابات، وإذا لم يجر الاعتراف بنتائجها بعد حسم قضية الطعون بمهنية تامة من قبل المفوضية.

وطبيعي ان محاولة الاغتيال لا يمكن حصرها باستهداف شخص رئيس الوزراء، وانما هي محاولة للحط من مكانة الدولة والاستهانة بقيم الحياة الديمقراطية، وفرض الهيمنة على مقدرات البلد وادخاله في دوامة الفوضى، وجعل العراق مسرحاً للتدخلات والصراعات الدولية.

لقد ادت هذه التطورات بمجملها الى توتير الاجواء وتصعيد مخاوف الناس مما قد ينجم عن الصراعات المتواصلة على المنافع والمواقع والامتيازات من مخاطر أمنية - سياسية على البلد في ظل التوازنات القلقة القائمة.

وارتباطا بهذا تبرز الحاجة الى التوجه، حال انتهاء الاجراءات القانونية الخاصة بالنتائج النهائية للانتخابات، نحو تشكيل حكومة اغلبية سياسية بتمثيل وطني واسع.

ومما يلفت الاهتمام  هذا السعي المتواصل لأعادة تشكيل الحكومة وفق مقاسات البيوت الاثنية والمذهبية، وبما يبرر ويمهد لتقاسم السلطة على أساس نهج المحاصصة، الذي تدينه كل الكتل السياسية بما فيها تلك الداعية لتأسيس البيوت المذكورة التي تدعي تمثيل المكونات.

ان الحكومة القادمة مطالبة بوضع برنامج يتضمن خصوصاً:

  • كشف قتلة المتظاهرين والنشطاء والاقتصاص العادل منهم.
  • مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب.
  • التصدي للفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة، وإطلاق حملة وطنية لمكافحة الفساد، ومحاسبة رؤوسه وسارقي المال العام واسترجاع الأموال المنهوبة.
  • تحسين الخدمات العامة، وفي مقدمتها الصحة والتعليم، وبناء منظومة صحية حديثة وفق نظام صحي عادل وإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها.
  • استعادة هيبة الدولة وحصر السلاح بيد مؤسساتها وحل المليشيات على اختلاف مسمياتها، ووضع حد للنزاعات العشائرية وعبثها بحياة المواطنين، وتجريد الافراد من السلاح المنفلت.
  • التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه.

ولا بد هنا من التذكير بالدور الملقى على عاتق القوى المؤمنة بالتغيير وبضمنها التيار الديمقراطي في ادامة وتعزيز الحراك الجماهيري وربطه بعمل النواب المستقلين الجدد الساعين الى التغيير، والتنسيق المتبادل بينهما في الضغط لتشكيل الحكومة وفق قاعدة الأغلبية السياسية وبعيداً عن النهج المحاصصي المقيت.

وبالنسبة الينا تبرز الحاجة في هذا السياق الى الاستفادة من تجربة التيار الديمقراطي والتحالف المدني الديمقراطي، والى مواصلة وتكثيف التحضيرات لعقد المؤتمر الجديد للتيار الديمقراطي بما يحقق المضامين الجوهرية التي بني عليها التيار والعمل وفق الرؤية الشاملة لتعزيز الوحدة الوطنية، مع التشديد على ضرورة الجمع السليم في مهماته بين البعدين السياسي والاجتماعي - المعيشي ومسألة تأمين الاحتياجات الملحة لملايين المواطنين الذين يعانون العوز والفقر.

 

14 تشرين الثاني 2021

***********

تحذيرات من «ثورة الخبز»

 

بغداد – طريق الشعب

حذر النائب السابق عباس العطافي، امس الأحد، من اندلاع ما وصفه “ثورة الرغيف” في العراق، بسبب فشل السياستين الاقتصادية والمالية.

وقال العطافي في حديث  لوكالة بغداد اليوم، وتابعته “طريق الشعب”، ان “ارتفاع اسعار اكياس الطحين، وغياب الحلول الحكومية الحقيقية لمواجهة هذا الارتفاع ينذر باندلاع ثورة الرغيف في العراق، خصوصاً مع ارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة في عموم البلاد”، مضيفا ان “الوضع الاقتصادي العراقي في تراجع كبير، بسبب فشل سياسة الحكومة الاقتصادية والمالية، خصوصاً بعد قرارها برفع سعر صرف الدولار امام الدينار، الذي اثر بشكل كبير على المواطنين، وسبب زيادة كبيرة في جميع المواد الغذائية في الاسواق”.

***********

ازمة المهاجرين في بيلاروسيا تتصاعد والعشرات يجتازون الحدود

 

 بغداد ـ طريق الشعب

اعلنت السلطات البولندية ان عشرات العراقيين المهاجرين قاموا باجتياز الحدود عن طريق بيلاروسيا، فيما حذرت من حدوث عمليات تسلل اكبر.

والقت الشرطة البولندية القبض على 22 مهاجرا غير شرعي عراقي، وآخرين من جنسيات اخرى بتهمة التعاون مع المهاجرين في العبور بطرق غير قانونية.

وفي ظل ازمة المهاجرين التي تشهدها الحدود البولندية اُصيب جنود بولنديون بسبب رميهم بالحجارة، فيما حملت وزارة الدفاع البولندية من جهتها الجيش البيلاروسي، مسؤولية اصابة جنودها.

وحذر حرس الحدود البولندي من ان هناك احتمالية كبيرة لعمليات تسلل اكبر، ويعود ذلك لرصد تحركات مقلقة من جهة بيلاروسيا وازالة بعض المخيمات في اشارة الى جاهزية المهاجرين للعبور الى بولندا.

وفي ما يتعلق بالحافلات الألمانية التي يفترض ان تصل اليوم الاثنين الى المنطقة فأن الحكومة البولندية نفت هذا بشكل قاطع، واصفة اياه بالشائعات وان الغرض والغاية من ذلك تحريض المهاجرين على التقدم نحو الحدود.

************

الأوضاع الاقتصادية في الناصرية تتفاقم

حسين ناصرية ـ طريق الشعب

تظاهر العشرات من الناشطين واهالي مدينة الناصرية أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على ارتفاع أسعار الطحين والمواد الغذائية وللمطالبة بتدخل الحكومتين المركزية والمحلية ومراقبة الاسعار في الاسواق التجارية والحد من ارتفاعها.

 

ارتفاع الأسعار

وقال الناشط المدني هشام السومري لـ”طريق الشعب”، ان سعر كيس الطحين وصل الى ٥٠ الف دينار وكذلك السكر، فيما بلغ سعر عبوة الزيت ٣ آلاف دينار، ما دعا بعض اصحاب المخابز والافران الى غلقها وبلغ سعر خمسة أرغفة من الخبز 1000 دينار، وهذا يؤشر مدى تدهور الوضع الاقتصادي في المحافظة، وعدم تأمين قوت المواطنين من قبل الحكومة المحلية، وعدم سيطرتها على المطاحن، مشيرا الى ان مخازن المواد الغذائية اصبحت شبه خاوية بسبب ارتفاع الاسعار.

 

تدارك الأوضاع

من جانبه، طالب المواطن والناشط العمالي عبدالله نعيم، في حديث لـ”طريق الشعب”، الحكومتين المحلية والمركزية بتدارك الوضع في المحافظة وفي العراق بشكل العام، واطلاق مواد الحصة التموينية لكسر ارتفاع الاسعار في السوق وتوفير القوت اليومي للمواطنين الذين لم يبق لهم اي سبيل للعيش الكريم في العراق.

 

فساد مستمر

اما المواطن حسين الغزي، فيقول انه “رغم المخصصات المالية الضخمة للمحافظة والتي بلغت حوالي ترليون و300 مليار دينار، الا ان البطالة في ارتفاع متزايد، والعمال يتقاضون أجورا زهيدة لا تكفي لسد رمق العيش، فالغالب ان الاجر اليومي للشاب الذي يجد فرصة عمل لا يتجاوز ١٥ الف دينار، وفي المتوسط السائد ١٠ الاف دينار مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية”.

وحذر الغزي من “انفجار الاوضاع في المحافظة للدفاع عن لقمة العيش ومواجهة فساد الحكومة المحلية التي تلقى دعمها المباشر من الامانة العامة لمجلس الوزراء والتي باتت تبدد اموال الموازنة عبر مشاريع وهمية على الورق فقط، ولم توفر اي فرص عمل عبر الاستثمار واطلاق المشاريع الخدمية والتنموية التي وعدت بها.

************

راصد الطريق.. ازمة مرورية خانقة.. والحلول مؤجلة!

 

 

مدير المرور العام اشتكى في تصريحاته اكثر من مرة من اعداد السيارات المتزايدة، وكون الطرق والشوارع لا تستوعبها.

وقد أدى هذا، اضافة الى القطوعات المتكررة، الى اختناقات مرورية كبيرة، تؤثر على انسيابية الحركة والتنقل، وتضيع وقت المواطنين، وتؤخر وصولهم الى أعمالهم.

فحسب المعلومات يتحرك في شوارع بغداد اليوم اكثر من ثلاثة ملايين سيارة (هناك تقديرات اعلى بكثير ) في حين ان شوارعها لا تتسع لاكثر من ٢٠٠-٣٠٠ الف سيارة، فيما يستمر الاستيراد العشوائي  من دون تسقيط للسيارات القديمة.

الشوارع صممت منذ نهاية القرن الماضي، ولم تواكب اتساع المدن وعشوائياتها، ولا الزيادات المضطردة في عدد السكان، حتى تجاوز ٤٠ مليون نسمة حسب وزارة التخطيط،  التي قالت أيضا  ان أعداد السيارات في العراق  تجاوزت سبعة ملايين، ويرجح ان تصل الى١٥ مليونا في عام ٢٠٣٥.  وتبلغ الكثافة الحالية١٥٤ عجلة في الكيلومتر المربع، في حين يفترض ان لا تزيد على ١٠٠ عجلة . 

فمتى يبدأ وضع الحلول على الأرض، وبضمنها إعادة الحياة الى النقل العام؟

************

 

الصفحة الثانية

 

خبير اقتصادي: الضبابية تحيط بالديون الخارجية

 

 

بغداد – طريق الشعب

اكد الخبير الاقتصادي رعد تويج، أمس، ان الديون الخارجية للبلاد تشوبها الضبابية وعدم الوضوح، داعيا الى وضع جدول شفاف يوضح قيمتها والدول الدائنة والمبالغ المسددة، لإيضاح تفاصيل التسديد.

وأكد تويج في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، ضرورة “تقديم البيانات عن المديونية الخارجية في اطار مجدول تتوضح فيه قيمة تلك الديون والدول الدائنة والمبالغ المسددة بشكل شفاف، ليُستفاد منه في التحليل العلمي، بالإضافة الى متابعة عملية التسديد مع تغير الحكومات”، مضيفا “في الوقت الحاضر يستخدم الاسلوب الشفهي من قبل اصحاب القرار وبعضهم يقول انها 50 مليار دولار والاخر يقول انها 20 مليارا، ما يضفي على حجم ديون العراق الخارجية نوعا من الضبابية وعدم الافصاح”.

 

 

******************

 

 

اضاءة.. المياه.. ازمة مفتوحة

 

محمد عبد الرحمن

 

أعلنت وزارة الزراعة عن الخطة السنوية الشتوية مخفضة مساحة الأراضي المزروعة الى ٥٠ في المائة. والمعروف ان من يتحكم في تحديد المساحات المزروعة  في نهاية المطاف هو كمية المياه المتوفرة، والتي توفر المعطيات عنها وزارة الموارد المائية، التي صرح وزيرها اكثر من مرة بان العراق قادم على عطش وجفاف.  طبعا الا اذا حصلت تطورات ذات شأن، كأن تكون السنة رطبة رطبة، بمعنى هطول امطار تعوض النقص في مخزون المياه، الناجم عما قامت وتقوم به كل من تركيا وايران، اللتين هما المصدر الأساس لمياه الأنهر والروافد العراقية.

والمتوقع ارتباطا بهذه الازمة المفتوحة والمتواصلة منذ سنوات من دون حلول، ان يتراجع انتاج الحنطة في العراق وما يسوق الى وزارة التجارة التي  تستخدمه لتجهيز البطاقة التموينية بالطحين ، من حوالي ٥ مليون طن الى ٢ مليون طن، وهذا ما سيفرض الاستيراد من الخارج، وهو امر ليس بالميسر على الدوام .

وهذا ما سيؤدي الى مصاعب في تجهيز المواطنين بالطحين، كذلك في تجهيز الصناعات التي تعتمد عليه، مع الإشارة الى ان احتياجات العراق من الحنطة تبلغ حوالي ٤ ملايين ونصف المليون طن سنويا .

وبالإضافة الى تاثير ذلك على الامن الغذائي والسلة الغذائية للمواطنين العراقيين وأسعار موادها، فان تاثيره كبير وجسيم على حياة الفلاحين والمزارعين أنفسهم، الذين ينتظرون بفارغ الصبر حلول الموسم لزراعة الحنطة والشعير. وهذا ما سيوقع اعدادا أخرى منهم ضمن المجموعات التي تعاني العوز والفقر، بل والمزيد من تراكم الديون،  وقد يقود الى ارتفاع اعداد  من يتركون الزراعة ويهجرون الريف ويتوجهون الى المدن بحثا عن فرص عمل.  الامر الذي يتوجب ان تأخذه حكومة تصريف الاعمال بنظر الاعتبار، وان يبقى ضمن القضايا الأساسية بالنسبة لأية حكومة قادمة، “ توافقية “ كانت  ام “حكومة اغلبية” ، كذلك يفترض ان تحظى باهتمام مجلس النواب الجديد .

يحدث هذا في وقت  تتدهور فيه أوضاع عموم المواطنين، خاصة من الفقراء والكادحين وأصحاب الدخل المحدود، ومن الشغيلة غير المنتظمين بعمل دائم، ويمتد أيضا الى فئات وسطى، ولاسباب عدة منها البطالة وندرة فرص العمل والمحسوبية والمنسوبية وشراء الوظائف في مؤسسات الدولة، كذلك قلة المشمولين بالرعاية الاجتماعية، وحالات الفساد  وتحكم البعض فيها وتوظيفها لأغراض سياسية وانتخابية، وعدم وجود نظام شامل للتقاعد المجزي، اضافة الى  الارتفاع المستمر في الأسعار وبضمنها اسعار الخبز والأدوية.

وهذا الارتفاع في الأسعار ترجعه دراسات  الى أسباب عدة، منها ما يعتبره البعض أساسيا، وهو القرار غير السليم بتخفيض قيمة الدينار العراقي امام الدولار، والذي فشل في أن يبرر نفسه .

ان الزراعة واوضاعها من القضايا الأساسية التي يتوجب الاهتمام بها وجعلها ضمن الأولويات. وإذ لا تستقيم أمور الزراعة  مع شح المياه ، فهذا ما يحتاج الى معالجات آنية سريعة، وعلى المدى المتوسط والبعيد،  خاصة في شأن طريقة وآلية إدارة الملف مع دولتي المنبع، تركيا وايران، وان توضع مصالح العراق وشعبه  فوق كل مصلحة .

في فترات سابقة  استخف هذا المسؤول او ذاك في الدولة العراقية   بقضايا الزراعة  والمياه ، خصوصا عندما كانت ترتفع أسعار النفط ويكون البلد في بحبوحة مالية، حتى وصل الامر باحدهم الى القول: “ عدنا فلوس ونشتري كلشي “. الامر الذي ثبت للمرة الالف خطله وقصر نظر من اطلقه، وها ان بلدنا وغالبية شعبنا  وبضمنهم الفلاحون والمزارعون يدفعون الثمن .

 

**************

 

القوى التي تحمله تُعقّد مهمة الدولة السلاح المنفلت.. و“توازن الرعب”

 

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

أعادت الاحداث التي شهدها العراق مؤخراً، ملف السلاح المنفلت الى الواجهة من جديد، خصوصاً بعد استهداف منزل رئيس مجلس الوزراء بطائرات مسيرة، ما يكشف حجم إمكانيات القوى التي تقف خلف هذا الفعل المدان، الذي يعد تهديداً المسار الديمقراطي بأكمله.

ويؤثر السلاح المنفلت على معظم مفاصل الحياة في العراق، فهو يقيد الدولة ويسعى لفرض توازنات معينة، تخدم مصالح قوى تدعم هذا السلاح، في حين انها تطالب في الوقت ذاته بحصر السلاح بيد الدولة.

 

 

خطوة جريئة

وقال النائب المنتخب باسم خشان، لـ”طريق الشعب”، إن “اطرافاً موجودة الأطراف الموجودة في البرلمان والحكومة تملك اذرعا مسلحة، وفي مواجهة ذلك يصعب اتخاذ إجراءات تحد من وجود السلاح”.

وأضاف، أن “السلاح المنفلت يؤثر على كل مفاصل الحياة السياسية، وهو يقيد الدولة ويفرض ارادته عليها. وتصل التأثيرات بالتأكيد الى على التشريعات في البرلمان، فضلاً عن دوره السلبي في تشكيل الحكومة”.

وأوضح أن “هناك توازن رعب موجود بين الأطراف التي تمتلك السلاح ولا احد من هذه الأطراف يسعى الى مواجهة مباشرة مع طرف اخر يملك السلاح، ولكن هذا التوازن يربك الحياة السياسية ويقيد الحريات ويجعل من التغيير مسألة معقدة وصعبة”.

وتابع خشان ان “حصر السلاح بيد الدولة يحتاج الى ان يخضع الجميع الى القانون، وان تتخذ الدولة خطوات جريئة في هذا الاتجاه”.

 

مرهون بالإرادة السياسية

من جهته، يرى رئيس مركز التفكير السياسي، احسان الشمري، في حديث خص به “طريق الشعب”، أن “حصر السلاح بيد الدولة، لا يمكن ان يتحقق حتى وان توفرت الإرادة للحكومة او مؤسسات الدولة”.

وأضاف أن “المسألة مرهونة بدعم الإرادة السياسية التي أصبحت غير متوفرة في هذا الوقت، خصوصاً وان الحكومات الائتلافية تتكون من جهات سياسية تدعم هذا السلاح، فضلاً عن ان هذه القوى السياسية تجد في السلاح جزءا من قوتها السياسية، ولذا هذا الموضوع لا يرتبط بالحكومات بقدر ما يرتبط بالإرادة السياسية”.  وتابع الشمري بقوله: “عندما نتحدث عن السلاح المنفلت، فأننا نركز على السلاح الذي يتغول في الدولة، وليس سلاح العشائر فقط، فهذا الأخير من السهولة السيطرة عليه، لكننا نتحدث عن سلاح لقوى سياسية بات يفرض إرادات سياسية، تخدم الجهات الداعمة له”.

وفي هذا الصدد يقول الشمري: ان “اغلب الأحزاب التي تشارك في السلطة هي خارج اطار مفهوم الدولة، لأن الدولة لا تعني فقط معيار حصر السلاح بيدها، بقدر ما يتعلق الامر بالإيمان بالديمقراطية وآلياتها، وعدم وجود فساد ومحاصصة، وعدم إقصاء الكفاءات الوطنية”.

ويضيف أن “قوى الدولة هي النخب غير المتصدية للعملية السياسية والتي تحاول تأسيس منهج وايديولوجيا وأداء سياسي يختلف عن أداء القوى السياسية التي شاركت في الحكومات. لذا لا يوجد توازن بين قوى الدولة المتمثلة بالنخب والأحزاب الجديدة، والقوى الماسكة في السلطة”.

ويتوقع الشمري، أن “الأمور لن تصل إلى حرب أهلية”، لكنه يتصور ان “الاحتكاكات ستستمر”، محذراً “في حال ذهبت محاولة اغتيال رئيس الوزراء من دون تقديم العناصر المتورطين بها الى القضاء، فانه يمكن ان نشهد انقلاباً عسكرياً من هذا السلاح المنفلت”.

وأردف أن “إرادة السلاح هي التي تتحكم بالمشهد السياسي وبقضية تشكيل الحكومة، فهي ترفض نتائج الانتخابات مرة، وترفض الخارطة السياسية القادمة مرة اخرى، وهي من تعطل الذهاب نحو حكومة اغلبية وطنية”، مؤكداً أن “قوى السلاح تبحث عن تقاسم الحقائب الوزارية مرة أخرى”.

 

الاعداد زادت

إلى ذلك، قال الخبير الأمني، سرمد البياتي: “قبل عدة سنوات أحصت جهات مختصة وشخصيات مهتمة في الشأن الأمني، كمية السلاح خارج اطار الدولة، ووجدت انه يوجد في العراق ما يزيد على 6 ملايين قطعة سلاح بين خفيف ومتوسط”.

وأضاف أنه “مع مرور السنوات زادت اعداد الأسلحة في العراق، وهذا السلاح امسى يهدد بالدرجة الرئيسية هيبة الدولة وسلطتها، وسواء كانت الأطراف المالكة لهذا السلاح قوية ام ضعيفة، فانه بلا شك يشكل تهديداً”.

وذكر أن “الخطط التي عملنا عليها في السابق، لحصر السلاح بيد الدولة كانت ناجحة، وغريب ان لا تستخدمها القوات الأمنية”، موضحاً ان “بقاء السلاح المنفلت على حاله سيدفع العراق الى منزلق خطير”.

 

 

**************

 

 

الشيوعي العراقي يحيّي المؤتمر الـ 56 للحزب الشيوعي البريطاني

 

وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية الى المؤتمر الـ56 للحزب الشيوعي البريطاني الذي عقد في لندن يومي 6 و 7 تشرين الثاني الجاري.

وجاء في الرسالة "ان دور حزبكم لا غنى عنه في مواجهة هجمة الطبقة الحاكمة على مستويات المعيشة والحقوق الديمقراطية للشغيلة والشعب البريطاني. ويرتبط هذا ارتباطا وثيقا بمكافحة العنصرية وكذلك النضال من أجل المساواة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة وبناء حركة السلام".

واضافت: "على المستوى الدولي، تؤجج القوى الإمبريالية حرباً باردة جديدة وسباق تسلح. ويخلق هذا الوضع أرضا خصبة لنمو الحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والإرهابية والشعبوية التي تهدد السلم والأمن العالميين. كما يؤدي إلى تأجيج الصراعات والحروب في العديد من مناطق العالم، وخاصة الشرق الأوسط. لذا فإن المهمة الملحة للشيوعيين في ارجاء العالم هي تصعيد النضال من أجل السلام والتضامن ضد العسكرة والحروب الإمبريالية".

وعبّرت رسالة التحية عن "التقدير الكبير للتضامن الذي قدمه الحزب الشيوعي البريطاني للشعب العراقي وللديمقراطيين والشيوعيين العراقيين"، والتمنيات لأعمال مؤتمره بالنجاح. وأكدت "العزم على تعزيز العلاقة التاريخية والصلات بين الحزبين في النضال المشترك من أجل الحرية والسلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية".

 

 

*****************

 

الرفيق العزيز أبو جمال .. وداعاً

 

بألم وحزن عميقين تلقينا نبأ رحيل الرفيق العزيز جميل ميزي (ابو جمال) اليوم الجمعة في ديترويت، الولايات المتحدة، بعد معاناة وصراع مع المرض. 

لقد فقدنا بوفاة العزيز ابو جمال رفيقاً مخلصاً ومتفانياً كرس حياته منذ بواكير شبابه للنضال من اجل قضية الشعب والوطن، فانتمى الى صفوف حزبنا الشيوعي ورفع بثبات رايته، مدافعاً عن قيمه ومثله السامية، وبقي ملتصقاً به حتى ايامه الأخيرة. وتصدى مع رفاقه ببسالة للنظام الدكتاتوري وحملة القمع التي شنها ضد الحزب، والتحق بصفوف الحركة الانصارية. وتميز في محطات حياته النضالية بالمبدئية والنزاهة والتواضع، ولم يتوان عن تقديم كل ما بوسعه لتعزيز حزبنا ونفوذه.

وخلال السنين الماضية حرص الفقيد على تقديم الدعم لحركة شعبنا الوطنية وقواه الديمقراطية، وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي، والعمل على تعزيز مكانته في الاوساط المدنية وعموم الجالية العراقية في الولايات المتحدة. وساهم بنشاط مع زملائه في الاتحاد الديمقراطي العراقي، الذي كان عضوا في لجنته التنفيذية، في التضامن مع الحركة الاحتجاجية في الوطن وانتفاضة تشرين الباسلة.

في هذه المناسبة الحزينة، ونحن نودع رفيقنا العزيز ابو جمال، نبعث بأحر التعازي الى عائلته الكريمة بمصابها وخسارتها الكبيرة ..

مواساتنا القلبية الى العزيزة ام جمال وبنات الفقيد، العزيزات نهلة ونادية ونغم.. والى كل رفاق فقيدنا الغالي وزملائه ومحبيه الكثر، متمنين لهم جميعا الصبر الجميل.

لقد رحل عنا رفيقنا العزيز ابو جمال، لكن ذكراه العطرة ستبقى في قلوب رفاقه ومحبيه

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

12-11-2021

 

 

*****************

 

الصفحة الثالثة

 

العمال والفلاحون والطلبة يخوضون احتجاجات واسعة

 

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية في عدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات. فيما نظم عدد من المزارعين في محافظة ميسان، وقفة احتجاجية مطالبين بتوفير مياه الري وإعادة المضخات.

 

احتجاجات للمزارعين

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من المزارعين في قضاء المجر، نظموا وقفة أمام قائمقامية القضاء للمطالبة بتوفير مياه الري وإعادة المضخات الزراعية التي تم رفعها من قبل مديرية الري في المحافظة”.

واضاف أن “هناك أكثر من 1000 مزارع متعاقد مع إدارة معمل السكر لزراعة الأراضي التابعة للمعمل وفق عقود وزارية أبرمت في وقت سابق وبالرغم من ذلك تم منعهم من الزراعة لهذا الموسم ورفع المضخات المائية التابعة لهم”.

وتظاهر العشرات من أصحاب العقود في دائرة شبكات كهرباء ميسان، أمام مبنى الدائرة، للمطالبة بصرف مخصصات الأشهر السبعة الماضية وتنظيم موعد تسلم رواتبهم، فضلاً عن المطالبات بتعديل السلّم الوظيفي الحالي.

من جانبهم، تظاهر عدد من مواطني قضاء النجمي شمال محافظة المثنى، مطالبين بتوفير الحصة المائية لمناطقهم، فيما حذروا من تضرر أكثر من 100 ألف دونم، بسبب عدم التوزيع العادل للمياه.

وأشار المتظاهرون إلى أن أراضيهم تضررت بشكل كبير، بسبب عدم وصول مياه الري بشكل عادل مع بداية الموسم الزراعي فضلا عن تأثير السكان، مهددين بالاعتصام المفتوح في حال لم تنفذ مطالبهم المتعلقة  بوضع جدول عادل للمراشنة بين المناطق.

 

تظاهرات واسعة في الناصرية والبصرة

من جهتهم، جدد المئات من خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار، تظاهراتهم للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “المئات من خريجي الكليات والمعاهد نظموا تظاهرة حاشدة أمام مبنى محافظة ذي قار، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم”.

وأضاف أن “الخريجين يواصلون احتجاجاتهم للأسبوع الخامس على التوالي، دون أية استجابة من قبل الجهات الحكومية”، مشيرا إلى تأكيد المتظاهرين على “استمرار احتجاجاتهم لحين تحقيق مطالبهم”.

وفي محافظة البصرة، تظاهر عدد من أهالي منطقة المعقل للمطالبة بالنهوض بالواقع الخدمي للمنطقة.

وبيّن المتظاهرون، أن “مشروع التأهيل كان بعهدة شركة كوثران الإيرانية التي باشرت أعمالها منذ عام 2016 إلا أنها توقفت بعد فترة تاركة المشروع دون معرفة الأسباب”، مطالبين المحافظ بأن يوضح لهم أسباب ترك الشركة للمشروع، فضلا عن ضرورة العمل بتأهيل المنطقة خدميا من جديد”.

فيما نظم أهالي مقاطعة 830 وقفة احتجاجية للمطالبة بالخدمات.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إنّ “هذه المقاطعة تابعة لمنطقة القبلة ووزعت قطع أراضيها حديثاً لموظفي دائرة البلدية وهي تفتقر إلى خدمات الماء والكهرباء بسبب تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع البنى التحتية”، مشيرا إلى وجود اكثر من 50 عائلة تعيش من دون ماء وكهرباء في هذه المقاطعة.

ونظم العاملون ضمن خمس عشرة شركة عاملة في ميناء أبو فلوس جنوب المحافظة، وقفة احتجاجية أمام مدخل الميناء، للمطالبة بإلغاء قرار أجور الميزان الجسري.

وقال وكيل إحدى تلك الشركات حسين ناظم، في حديث صحفي: إنهم يعترضون على قرار الهيئة العامة للكمارك الذي ينص على استقطاع أجور الميزان الجسري، مشيرا إلى أن مبلغ الاستقطاع يصل إلى 10 آلاف دينار لكل طن.

وأضاف ناظم، أن الميزان الجسري ليس تابعا لدائرة الكمارك وإنما للشركة العامة لموانئ العراق، ويتم استقطاع مبلغ بحدود الـ 15 ألف دينار لكل طن من قبل الموانئ لأجور الميزان الجسري، مطالبا رئاسة الوزراء والجهات المعنية بإلغاء قرار الاستقطاع.

وطالب عدد من موظفي شركة ابن ماجد العامة ـ مقرها البصرة ـ بإكمال إجراءات تمليك قطع الأراضي التي وزعت في وقت سابق لهم.

وقال عدد منهم خلال تظاهرة نظموها أمام مقر الشركة: إن عملية الشراء تمت من خلال المزايدة العلنية، إلا أن هناك إجراءات لم تتم إلى الآن.

وأضاف آخرون، أن هناك مشاكل في سلم الرواتب الخاصة بهم، وإجراءات التوقيفات التقاعدية، التي تبين عدم إرسالها إلى وزارة المالية، الأمر الذي أثر سلبا على إنجاز المعاملات التقاعدية، إضافة إلى عدم منحهم مخصصات الخطورة ولأكثر من 15 عاما، مطالبين الإدارة العامة في العاصمة بغداد بالنظر إلى معاناتهم بهذا الشأن.

 

مهلة في الكوت

في السياق، أمهل عدد من أهالي مدينة الكوت مديرية طرق وجسور واسط وشركة حمورابي التابعة لوزارة الإعمار والإسكان إلى يوم غد الثلاثاء لإعادة النظر في آلية تنفيذ إعمار طريق كوت - بغداد، بعد أن شهد عدة حوادث أودت بحياة المواطنين.

وقال المتظاهرون: إن هناك لقاءات سابقة عقدت مع الجهات المعنية بتنفيذ هذا الطريق وتم التعهد بإنجاز المشروع وفق معايير عالية الجودة وآمنة، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق، ملوحين بغلق هذه المؤسسات في حال عدم الاستجابة لمطالبهم لحين انتهاء المدة.

ونظم عدد من طلبة إعدادية المصطفى في مدينة الكوت وقفة أمام مبنى مديرية تربية واسط، للمطالبة بإعادة النظر في قرار دمجهم مع إعدادية الميمون للفرع الأدبي.

وذكر عدد من الطلبة أن هذا القرار يتضمن تحويل دوامهم إلى الفترة المسائية فقط، الأمر الذي يؤثر سلبا على مستواهم العلمي وتداخل وقت الدوام المسائي مع أوقات الدروس الإضافية، إضافة إلى كون أغلبهم يسكنون بمناطق تبعد مسافات طويلة عن المدرسة، ما يعني عودتهم في وقت متأخر من الليل.

 

احتجاج للعمال

وفي محافظة النجف، تظاهر عدد من العمال احتجاجا على قرار نصب صبات كونكريتية أمام باب سوق مجسرات ثورة العشرين (الكراج الداخل) عن أماكن تواجد البسطات.

وتساءل هؤلاء الكسبة الذين تتجاوز أعدادهم المئات، في حديث لمراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، “من أين نعيل عوائلنا؟ ولماذا نحارب بهذا الشكل، بدلا من دعمنا في هذه الظروف الصعبة؟”.

 

 

 

الشيوعي يستقبل جبهة النضال الديمقراطي

 

استقبل الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الاثنين 14تشرين الثاني 2021 في مقر اللجنة المركزية ببغداد، السيد اسعد العبادي الأمين العام لحزب جبهة النضال الديمقراطي والوفد المرافق له.

وبحث الجانبان في اللقاء العلاقات بين الحزبين واتفقا في الرأي حول أهمية وإمكانية تطويرها.

وتوقفا أمام الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادنا، جراء مواقف بعض القوى الرافضة لنتائج الانتخابات المعلنة، وشددا على أهمية إتباع الطرق القانونية في التعبير عن المواقف السياسية وبضمنها الرفض المشار اليه، وبما لا يؤثر على السلم الأهلي وعلى التداول السلمي للسلطة.

وأكد الطرفان أهمية التعاون والتنسيق بين القوى المدنية والديمقراطية، وتنشيط دور التيار الديمقراطي  في ظل الظروف الحالية المواتية للعمل المشترك، ارتباطا بفشل القوى المهيمنة في إدارة الحياة العامة بالشكل الذي يلبي تطلعات جماهير الشعب.

وضم وفد حزب جبهة النضال الديمقراطي إلى جانب السيد اسعد العبادي السيدين علي إبراهيم ويوسف اسعد عضوي اللجنة الإعلامية للحزب.

فيما شارك في استقبال الوفد الى جانب الرفيق الجزائري الرفيقان علي مهدي وفاروق فياض عضوا لجنة العلاقات الوطنية المركزية.

 

 

نفط كربلاء يجهز المزارعين دعما للموسم الشتوي

 

كربلاء - حسين الخزعلي

 

قال مدير فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية حسين مجيد الخرسان ، ان “ دائرته مستمرة بدعم القطاع الزراعي لغرض زيادة الانتاج المحلي لكافة المنتجات الزراعية لما لها من اثار إيجابية على الاسواق المحلية”

واضاف الخرسان في تصريح لـ “طريق الشعب” ان “الكميات المجهزة من قبل  فرع كربلاء المقدسة لتوزيع المنتجات النفطية من الوقود للقطاع الزراعي بلغت (950,742) الف لتر خلال شهر تشرين الاول الماضي”. وتابع في حين “ بلغت الكميات المجهزة من مادة زيت الغاز للساحبات الزراعية (727,855) الف لتر وللمضخات الزراعية

(222,887)الف لتر في الفترة نفسها”.

 

 

تشرينيات نجفية (8) يوم المرأة العالمي

سهاد الخطيب*

 

مع إقتراب مناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار 2020، تدارسنا نحن عضوات رابطة المرأة العراقية في النجف مع نساء خيمتنا (خيمة المرأة ثورة) في كيفية الإحتفال بالمناسبة ونحن في ساحة الإعتصام مع شابات وشباب النجف المنتفضين. قُدمت مقترحات مختلفة تناقشنا حولها واتفقنا في النهاية على الفعاليات التالية للإحتفال بالمناسبة من الصباح الباكر ليوم الأحد الثامن من آذار.

 

1- معرض للكتب

بعد ان وجهنا الدعوات لحضور المعرض في اليوم السابق، جلبت كل واحدة منا مجموعة من ما يتوفر لدينا من الكتب في بيوتنا، ومتفقين ان يكون توزيع الكتب مجانياً لمن يرغب. وعلى منضدتين وأمام خيمتنا تم عرض الكتب والى جانبها ورود وأعلام عراقية وسلال من الحلوى. لقد افرحنا كثيراً حينها الإقبال الجيد من الشابات والشباب من الخيم الأخرى، ومن في الساحة للإطلاع على المعرض وإقتناء الكتب التي يرغبون بها، بالإضافة الى حضور عدد من المشرفين التربويين والمشرفات التربويات. لاقت هذه المبادرة الجميلة إستحسان الجميع بدون استثناء.

 

2- وقفة تأبين

استذكاراً لشهيدات الإنتفاضة في مثل هذه المناسبة، أقمنا وقفة تأبين تحية وإجلال للدماء الطاهرة التي قدمتها الشهيدات الى جانب دماء الشهداء الآخرين، كتبنا لافتات كبيرة حملت شعارات مثل (آذار يعانق تشرين) و(وفاء لدماء الشهيدات لن نتراجع) و (انتِ ثورة، يوم المرأة العالمي). شاركت معنا في وقفة التأبين أمام خيمتنا، شابات ونساء من الخيم الأخرى، إضافة الى عدد من التربويات اللواتي لم يتأخرن في الوقوف معنا بهذه المناسبة وهن يعبرن عن إعتزازهن بهذه المبادرة الشجاعة.

 

3- جلسة حوارية

لغرض تعزيز مفاهيم دور المرأة العراقية في المجتمع وتطوير الحوار المجتمعي، أقمنا جلسة حوارية أمام خيمتنا، شاركت فيها النساء الحاضرات وطرحن أفكارهن حول الموضوع والتحديات التي تواجه المرأة وسبل الحلول الممكنة. وجهنا دعوة خاصة للمشاركة في هذه  الجلسة الهامة، واستجاب لدعوتنا مشكوراً، الشاعر والمشرف التربوي الاستاذ حسين العذاري، وقد أهدانا قصيدة جميلة بالمناسبة أشارت الى أهمية دور المرأة في المجتمع.

 

4- معرض فني

بالإتفاق مع شابات وشباب خيمة (معسكر على الرصيف) والكثير منهم فنانون وخريجو معاهد وكليات الفنون الجميلة، أقمنا معرضاً لنتاجاتهم أمام خيمتنا وخيمة الإتحادات والنقابات المجاورة لنا، بعد ان وفروا الى جانب اللوحات مساند خاصة لها. زار المعرض عدد كبير من المتواجدين في ساحة إعتصام النجف، ومن يزور المعرض يدعو اصدقاءه الآخرين للإطلاع على النتاج الفني لشابات وشباب النجف المشاركين في الإنتفاضة.

 

5-لوحات تقدير

بعد أن انجزنا دروعاً تقديرية بالمناسبة تحمل اسم رابطة المرأة العراقية، لتقديمها لمن يستحق عرفانا منا بالجميل وتعبيراً عن التضامن معهم، قمنا في اليوم التالي بزيارة والدة الشهيد مهند القيسي في دارها وقدمنا لها لوحة التقدير، لأننا نعتبرها شخصية نسوية متميزة في هذا اليوم، نحتفي بها لمواقفها الشجاعة وتبنيها لقضية إبنها الشهيد والدفاع عن المبادئ التي استشهد من اجلها، كان وقتاً مؤثراً حقاً معها، واستقبلت مبادرتنا بهذه المناسبة باعتزاز كبير.

قدمنا درعاً تقديرية آخر لشابات وشباب خيمة (معسكر على الرصيف) تقديرا لجهودهم باقامة المعرض الفني، وكذلك لجهودهم الكبيرة في صبغ وتزيين جدران عشرات المدارس، من الداخل والخارج، وفي مناطق متفرقة من المحافظة، وأضفوا من خلال عملهم التطوعي لمسة جمالية على بنايات المدارس، وقد استحقوا دروعاً تقديرية من رابطة المرأة العراقية في النجف، وكانوا سعيدين بذلك.

يتبع ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في النجف

*********************************************

الصفحة الرابعة

 

مواطنون يتهمون امانة بغداد بتلويثه.. والأخيرة لا ترد.. نهر ديالى.. ضفتان تحتضنان النفايات والمياه الملوثة

بغداد - نورس حسن

 

قبل ان يتحول الى مكب للنفايات ومصدر للأمراض والفيروسات، كان أيقونة بارزة في حياة الناس الذين يعيشون في تلك الاحياء المحاذية له. فنهر ديالى كان يمد الاهالي بمياه الشرب وسقي المزروعات.

 

ويتنصل الاهالي من مسؤولية ذلك الواقع المأساوي الذي يعيشه النهر، متهمين دوائر الدولة برمي نفاياتها بين جرفيه، بينما لم تبادر الجهات المعنية الى انقاذه، انما لها دور مباشر في يحصل له.

 

محطات معطلة

وأجرت “طريق الشعب” جولة في منطقتي جسر ديالى والنهروان، فوجدت أن سكان تلك المناطق يعيشون تدهورا بيئيا؛ اذ تقوم آليات عملاقة تابعة الى مديريات امانة بغداد بنقل ورمي مخلفات الصرف الصحي الى مجرى النهر. وفي الوقت نفسه تشهد محطات تصفية المياه التابعة الى امانة بغداد، والتي تقع  على طرف النهر، تعطيلا وإهمالا منذ عقود.

ويقول المواطن علي محمد لـ”طريق الشعب”، ان “وحدات تصفية المياه الثقيلة معطلة منذ العام 2003 بينما تدعي امانة بغداد بأن قلة الإيرادات المالية تمنع معالجة ذلك”، مؤكدا أن “امانة بغداد تعمل اليوم على مد أنابيب عملاقة لمجاري الصرف الصحي الى ضفاف النهر، دون تصفية تذكر”.

ويشير الى أن النهر كان مصدرا لحياة الأراضي المجاورة، لكنه اصبح اليوم عبارة عن نهر ميت يتغذى على مياه المجاري التي تدفع عبر المضخات الى الأراضي الزراعية في منطقة النهروان شرق بغداد.

امانة بغداد لا ترد

وحاولت “طريق الشعب” الاتصال بالجهات المعنية في أمانة بغداد، لكنها لم تفلح بالتواصل مع المسؤولين المعنيين، الذين وصلتهم رسالة الكترونية من الجريدة، تتضمن الاشارة الى اتهامات المواطنين، وتطلب منهم الرد او التعقيب على احاديثهم لكن احداً لم يرد.

 

المزارعون يشكون التلوث

وكان اغلب سكان المناطق المحاذية للنهر يعيشون على الزراعة قبل العام 2003، لكنهم اليوم تركوا المهنة، وتحول كثير منهم الى أعمال أخرى بسبب التلوث الكبير لمياه نهر ديالى، فضلا عن قلة الدعم الحكومي للأسمدة، بحسب حديث المزارع عبد الله علي من أهالي منطقة جسر ديالى القديم.

وقال علي لمراسل “طريق الشعب”: ان هناك “احواضا عملاقة لترسيب المياه واستخراج الفضلات وتحويلها الى اسمدة للزراعة، كانت تعمل في السابق، إلا أنها اهملت وتوقفت بعد عام 2003 لأسباب مجهولة”.

 

باعوا الأراضي

في حين ذكر المزارع رياض نوري لـ”طريق الشعب” ان “90 بالمائة من مزارعي منطقتي ديالى والنهروان عملوا على بيع أراضيهم، نتيجة للتلوث الكبير في مياه النهر، والذي ساهم في حرق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وبالتالي خسائر غير قليلة للفلاحين”.

واكد ان “مزارعي المنطقة طالبوا وزارة الموارد المائية بحل ازمة نهر ديالى، الا ان الرد يأتي في كل مرة (ان الجارة ايران هي من عملت على غلق المياه الى نهر ديالى وتحويل مجرها دخل أراضيهم)”.

ويقدّر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في قضاء المدائن عباس جبار عبد علي، لـ”طريق الشعب”، مساحات الأراضي الزراعية التي تضررت في منطقة المدائن “بحدود 250 الف دونم”. اما منطقة ديالى فقد اندثرت اراضها الزراعية بشكل كامل، جراء شح المياه وتلوثها.

 

خارج الخطة الزراعية

ويقول، ان “وزارة الوارد المائية عملت هذا العام على حرمان مزارعي قضاء المدائن من الزراعة واخراجهم من الخطة الزراعية، بسبب قلة الإيرادات المائية واستغلال الموجود في توفير مياه الشرب”.

ويضيف أن “المتوفر من مياه نهر ديالى لا يصلح بأي شكل من الاشكال الى استخدامات الانسان، لكونها مياه مجار ملوثة”.

 

المتحدث باسم الوزارة حميد النايف قال لـ”طريق الشعب”: ان “الجزء الأكبر المتضرر من جراء تلوث النهر وشح المياه هو الأراضي الزراعية التابعة الى محافظة ديالى”.

واكد بالقول ان “الأراضي الزراعية في ديالى استبعدت هذا الموسم عن الخطة الزراعية، نتيجة لقلة الإيرادات المائية الواردة من الجانب الإيراني، وبالتالي لم توافق وزارة الموارد المائية على الخطة الزراعية في محافظة ديالى”.

 

حفر الآبار

وبخصوص الإجراءات أوضح ان وزارته “عملت على استحصال موافقة من وزارة الموارد المائية لصالح المزارعين بحفر الابار”.

وحول نسب الأراضي الزراعية المتضررة التي تتغذى على نهر ديالى، بيّن ان “الوزارة لا تمتلك أي إحصائية بهذا الخصوص”.

 

إيرادات النهر صفر

من جانبها، أكدت وزارة الموارد المائية ان “ملوثات مياه نهر ديالى كبيرة، وان ما زاد من الطين بلة هو قطع الجانب الإيراني للمياه، وتحويل مجرى الأنهر الى داخل أراضيها”.

المتحدث باسم الوزارة عون ذياب، قال لـ”طريق الشعب” ان “الإيرادات المائية من الجانب الايراني الى نهر ديالى تراجعت الى الصفر في معظم الأيام، إضافة الى ان موسم الجفاف هو الاخر تسبب باستفحال المشكلة التي الحقت الضرر بالمناطق الزراعية التي تتغذى على نهر ديالى”.

وأضاف أن “الوزارة تبذل اليوم جهوداً كبيرة لتوفير مياه الشرب فقط. وعملت في نفس الوقت على منح الموافقات للمزارعين بالاستفادة من مياه الابار الزراعية”.

 

إيران تتملص من التفاوض

وحول مفاوضات الوزارة مع الجانب الإيراني، بيّن ذياب ان “الوزارة الى الان لم تمنح فرصة للتفاوض مع الجانب الإيراني بهذا الخصوص، وذلك بسبب الاعذار كتشكيل الحكومة الإيرانية وغيرها”.

وقال إن وزارته لم تبد أية قناعة بالأعذار الايرانية “لأنه يمكن لمؤسسات معنية ان تخوض تلك المفاوضات، بعيدا عن ازمات الوضع الداخلي”.

 

العراق في موقف محرج

وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشأن المائي تحسين الموسوي: أن “السياسات المائية الخاطئة التي عملت وتعمل بها الحكومات العراقية في ملف المياه، جعلت من العراق بموقف محرج امام المنظمات الدولية”.

وأوضح لـ”طريق الشعب” ان العراق يفتقر الى العديد من الاليات المتقدمة، والتي يعتمد عليها العالم في استخدامات المياه منها استخدام نظام المراشنة في سقي الأراضي الزراعية، وتشغيل محطات تصفية المياه وتقليل التلوث المائي وغيرها من الاليات التي لم يلتزم بها العراق على الرغم من التوصيات الدولية”.

ويحذر من دخول العراق في ازمة مياه كبيرة بحلول العام 2025 الا ان المعطيات تؤكد ان العراق دخل فعلا منذ العام الماضي بأزمة شح المياه التي ستؤدي الى ارتفاع كبير بنسب التلوث. وبالتالي انتهاء التنوع الاحيائي، وهلاك مساحات غير قليلة من الأراضي الزراعية.

 

 

الواقع المرير للتعليم في العراق أكاديميون: استقلال الجامعات خطوة نحو وقف الانهيار

بغداد ـ طريق الشعب

يعاني التعليم في العراق واقعا مريرا، نتيجة للسياسات الخاطئة المتبعة من قبل وزارة التعليم العالي، الى جانب ما أضافته جائحة كورونا من خراب الى الواقع التعليمي.

ويرهن عدد من الاكاديميين والمهتمين بالشأن التعليمي، عملية الإصلاح بـ»تغيير السياسات القائمة في قطاع التعليم، والاتجاه نحو تطوير الجامعات من خلال منحها الاستقلالية الفعلية في اتخاذ القرارات الإدارية ورسم السياسة التعليمية».

 

تراجع خطير

يقول الاكاديمي د. علي إبراهيم لـ»طريق الشعب»، ان «التعليم يعاني من تراجع خطير بسبب السياسات المتبعة من قبل القائمين على صناعة القرار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، واهمال طغمة الفساد لهذا القطاع الحيوي واصرارهم على نفس السياسات التي دفعت التعليم الى مستوى متدن»، مشيرا الى ان «حصة الوزارة في موازنة العام الحالي بلغت ترليوني دينار واربعمائة وثلاثة وعشرين مليار دينار، وهو ما يمثل اقل من 2 في المائة من اجمالي الانفاق في الموازنة؛ حيث ذهب منها حوالي ترليوني دينار وثلاثمائة مليار لتغطية رواتب الموظفين في الوزارة».

ويضيف ان «اهمال هذا القطاع الحيوي وعدم تخصيص الأموال الكافية له أثّر بشكل كبير على البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، واستقطاب الكفاءات، ما تسبب في مرات عديدة بخروجنا من جودة التعليم في التصنيفات العالمية».

وطبقا للمتحدث، هناك 37 جامعة حكومية تعمل وفق تعليمات الوزارة، والتي تعد غالبيتها ارتجالية، وتراعي مصالح فئات معينة. بينما هناك اهمال كبير للجوانب العلمية.

وتابع ان «الوزارة قامت بمنح اجازات تأسيس الى حوالي 72 جامعة أهلية، وباختصاصات علمية وطبية دون الاهتمام بالمعايير العلمية لهذه الجامعات، ما يؤكد توجه الدولة الى رفع يدها بشكل كامل عن الجامعات الحكومية من خلال رغبتها بخصخصة هذا القطاع»، مبرهنا على ذلك «باستحداث التعليم الموازي بالإضافة الى المسائي، واللذين يثقلان الطلبة بمبالغ مالية كبيرة».

 

استقلال الجامعات

بدوره، يدعو الأستاذ الجامعي يحيى محمد، في حديث لـ»طريق الشعب»، الى «تطبيق استراتيجية واضحة للتعليم في البلاد، ومنح الجامعات استقلاليتها الإدارية والمالية شرط عدم المساس بمجانية التعليم»، مبينا ان «استقلال الجامعات يفتح الباب امام إمكانية تطويرها وزيادة مواردها من خلال الإسهام في الابتكارات وتقديم المشاريع للقطاعين الخاص والعام».

ويقول ان «الدعوة لاستقلال الجامعات هي للخلاص من سطوة الأحزاب المتنفذة والإجراءات الروتينية القاتلة»، مؤكدا ان «استقلال الجامعات يعني السماح للتدريسين في انتخاب رئاسة الجامعة وللطلبة باختيار ممثليهم بطريقة ديمقراطية يخضع من خلالها مجلس رئاسة الجامعة الى رقابة الهيئات التدريسية ويقع على عاتقهم بشكل مباشر تطوير هذه المؤسسات، بدل جعل التعليم سلعة للبيع تخضع لقوانين السوق الحرة والتجارة».

ويبيّن محمد، ان «الهدف من توسيع القبول في اختصاصات علمية وإنسانية في الجامعات الحكومية يأتي لاجبار الطلبة على الذهاب نحو التعليم الأهلي الذي هو الاخر لا يراعي متطلبات سوق العمل وحاجة المجتمع الفعلية لهذه الاختصاصات»، مؤكدا «حاجة التعليم الى مؤسسات رصينة تقوم على رسم سياسة واضحة لانتشاله من واقعه المزري».

استباحة الحرم الجامعي

ويشير الاستاذ الجامعي محمد الساعدي، الى أن استباحة الحرم الجامعي من قبل أحزاب متنفذة ومجاميع مسلحة كانت رصاصة الرحمة في جسد التعليم العراقي.

ويقول الساعدي لـ»طريق الشعب»، ان «العديد من الأحزاب المتنفذة جعلت من الجامعات مسرحا لنشاطيها السياسي والاقتصادي، وتدخلت بشكل سافر في فرض الضوابط على الأساتذة والموظفين قبل الطلبة»، مبينا ان «هذه المجاميع فرضت سيطرتها على هذا المفصل الحيوي، وعمدت الى افشال التعليم من خلال زجه في مستنقع المحاصصة من اجل صناعة رأي عام لانتقاد الجامعات الحكومية ومخرجاتها واجبار الطلبة على التوجه الى الجامعات الاهلية او الدراسة في خارج البلاد».

ويضيف الساعدي، «كان يمكن للجامعات العراقية بناء توأمة حقيقية مع جامعات عالمية وزيادة البعثات والاستفادة من هذه الجامعات في البحوث العلمية وتطوير المناهج وفتح الأقسام العلمية في الاختصاصات المطلوبة واغلاق او تقليص الاختصاصات الأخرى غير المطلوبة، لكن هدف القائمين على التعليم كان رفع يد الدولة عن هذا القطاع، ما يعني عودة العراق الى عهود غابرة، كان التعليم فيها متاحا لأصحاب النفوذ والأموال».

ويدعو الساعدي الى «زيادة تخصيصات وزارة التعليم في الموازنة العامة للأعوام المقبلة والبدء بتطبيق سياسات تعليمية تنسجم مع الواقع الحديث، والعمل على ترصين التعليم وابعاده عن الصراعات الحزبية الضيقة، ومنح صلاحيات للجامعات في فتح واستحداث واغلاق الأقسام والكليات»، مشددا على ضرورة البدء في حملة كبرى لتطوير البنية التحتية للجامعات وتوسعتها واستحداث جامعات حكومية أخرى».

 

«طريق الشعب» تستطلع آراء طلبتها.. جامعات أهلية ام واجهات سياسية ومشاريع للاستغلال؟

بغداد ـ محمد التميمي

 

يقول ناشطون في الشأن الطلابي، إن نظام القبولات المركزية يمكن أن يكون مبررا كافيا، لهروب الطلبة باتجاه الجامعات الاهلية، التي تضمن لهم دراسة التخصصات التي يطمحون فيها، لأن المعيار الأبرز لدى تلك الجامعات هو الأموال.

وبالتالي، يواجه الطلبة في الجامعات والكليات الاهلية صعوبات كثيرة، منها ارتفاع أجور الدراسة، حيث يقع الطالب فريسة لجشع المستثمر. وفي حال عدم دفع المبلغ يتم منعه من الولوج الى المنصة الإلكترونية، وتغييبه ومن ثم فصله، إضافة الى التقييد على الحريات الطلابية واستغلال الحرم الجامعي في بعض الجامعات الاهلية سياسيا لصالح جهات متنفذة، تمتلك هذه الجامعات، إضافة الى ارتفاع تكاليف الكتب والملازم الدراسية في الجماعات الاهلية عكس الحكومية.

ولمناسبة عودة الدوام الحضوري، اجرت “طريق الشعب” لقاءات مع عدد من الطلبة، الذين تحدثوا عن أبرز مشاكلهم التي يقاسونها.

 

مشاكل كثيرة

يتحدث الطالب (أ.م) لـ “طريق الشعب” ـ وهو طالب يدرس في جامعة المشرق ـ عن المشاكل التي يواجهها وزملاؤه قائلا: “في جامعتنا يجري استغلال الطبة بشكل بشع، وعلى اصعدة مختلفة، أهمها القسط والضغط الزائد على الطالب من اجل الدفع”.

ويؤكد انه “تم الغاء الحسابات الالكترونية للطلبة الذين تلكؤا في دفع الاجور، وتم منعهم من الدخول الى المنصة، ووجهت لهم إنذارات بسبب غياباتهم، لأنه يتعذر عليهم حضور الدروس بسبب قرارات الجامعة”.

ويضيف أن “الجامعة تعتزم ان تفرض علينا دفع مبلغ 300 دولار للتأمين الصحي وبالإجبار. وهناك أساتذة غير اكفاء عندما نطلب استبدالهم نجابه بالرفض، لانهم مدعومون من جهات سياسية معينة”.

ويشير الى أنه “يجري استغلالنا من خلال اجبارنا على شراء ملازم من داخل الجامعة، والتي في الغالب تكون الأسعار مبالغا فيها”.

ويتابع “هناك فوارق ومحسوبيات تحدث في الجامعات الاهلية. ومؤخرا تم تخفيض 50 بالمائة لمجموعة من الطلبة من ذوي الشهداء، وحتى هذا القرار هم لا يطبقونه كما هو منصوص عليه؛ ففي اول سنة 50 بالمائة والثانية 25 بالمائة، بينما هناك طلبة مهجرون، ومن مناطق منكوبة، بينما لا تقدم لهم أية تسهيلات”.

وطبقاً، لطلبة في جامعتي الفارابي وأوروك، فإن “بعض الأساتذة في الجامعتين، يستغلون الارتباط الحزبي والنفوذ الإداري لصالح غايات سياسية”.

ويأمل الطلبة ان يستمر الدوام الحضوري، لأن أغلب الجامعات “لا تمتلك منصات الكترونية، وهناك جامعات لا تعرف إيصال المعلومة من خلال التعليم الإلكتروني”.

 

واقع مزرٍ

ويقول الطالب عبدالله العزاوي ـ يدرس طب الاسنان في جامعة الاسراء ـ لـ”طريق الشعب” ان “واقع التعليم اليوم مزر، وخصوصا في الجامعات الاهلية، وتتجلى تأثيراته في النتائج التي يقدمها الطلبة في مختلف الأقسام، وبات كل هم الطالب هو التخرج والحصول على وظيفة”.

ويبرر العزاوي الاقبال المتزايد على التعليم الخاص بأن “كل طالب يدرس الاختصاص الذي يفضله، الامر الذي ساهم بتكدس الطلبة على اختصاصات معينة دون أخرى”. وهذه الرغبة تفرضها تجارب الخريجين، فبعضهم وجد عملا مناسبا في القطاعين العام والخاص، بينما ذوو اختصاصات أخرى، لا يزالون يعانون البطالة.

ويلخص العزاوي ما تعانيه الجامعات الاهلية بأن “الرصانة لا تشكل معيارا بارزا، الى جانب اعتماد طرق تقليدية في التدريس”، مضيفا ان “الجانب العملي في هذه الجامعات ضعيف في مقابل تراكم الجانب النظري بشكل كبير”.

ويردف كلامه بأن هناك ضرورة في “الموازنة بين العمل النظري والعملي، لأن ذلك يساعد الطالب في التغلب على الملل بالإضافة الى القرارات التي تساهم في الارتقاء بمستوى الوضع التعليمي، كونه يشكل ركناً مهماً جداً، في النهوض بالبلد”.

 

تقييد الحريات الطلابية

ويشكو الطالب بدر احمد ـ وهو طالب في الدوام المسائي ـ تخبط الدراسة بسبب استضافته وزملائه في الدراسة الصباحية، لكنهم فوجئوا بأن المنهج ذاته يقدم بطريقتين مختلفتين في الصباحي عنه في المسائي، مسترسلا “أن مادة القانون المدني تقدم بطريقة مختلفة”.   

ويقول أحمد لـ”طريق الشعب”، ان الطلبة يعانون “تكميم الافواه” وتقييد الحريات الطلابية، وقمع كل الأنشطة الطلابية داخل الجامعات، مضيفا ان “تعليمات انضباط الطلبة تقيد نشاطاتنا وتحركاتنا حتى في الفعاليات الثقافية والفنية والغنائية”.  اما الطالبة (ش.ر) ـ تدرس في كلية المنصور الاهلية ـ فتشكو ارتفاع أجور الدراسة: “دفعت مليونين وثلاثمائة وخمسين ألفا”، لأنها تلقت تهديدات “بإلغاء حساباتنا الإلكترونية وحتى فصلنا وكذلك زملائي”.

وتضيف “حتى أسعار الكتب عالية ومبالغ فيها، بعكس الجامعات الحكومية”.

 

نظام القبول مجحف

من جهته، يؤكد الناشط الطلابي علي حسين، أن “اغلب الجامعات الاهلية تتعامل مع طلبتها على انهم مصدر دخل للجامعة، ويجري هذا على حساب الرسالة العلمية والاكاديمية باعتبارها مؤسسة تعليمية. هناك قسم كبير من الطلبة يجبرون على الدخول للجامعات الاهلية بسبب نظام القبول العام المجحف، ما يجعلهم يواجهون جشع المستثمرين، ودفع مبالغ نقدية عالية، لا تنسجم مع حجم دخلهم”.

ويشدد على ضرورة تعديل قانون الجامعات والكليات الاهلية، وجعل تحديد نسبة الأجور من صلاحيات وزارة التعليم العالي، وليس القطاع الخاص، عبر تعديل قانون التعليم الأهلي، للقضاء على الجشع”.

*************************************************

 

الصفحة الخامسة

 

“الدوام الثلاثي” أزمة مكان وزمان تهدد مستقبل التعليم

 

بغداد – وكالات

مع عودة الدوام المدرسي الحضوري في العراق، عادت مجددا مشكلة الدوام الثلاثي التي لم تحل منذ سنوات، ما يرهق التلاميذ وعائلاتهم والملاك التدريسي. 

والدوام الثلاثي، هو دمج ثلاث مدارس في مبنى مدرسي واحد، على أن تخصص لكل مدرسة فترة معينة خلال اليوم (صباحا أو ظهرا أو مساء)، الأمر الذي يتسبب في تقليل ساعات الدوام عن الوضع الطبيعي، وبالتالي يصعب إكمال المنهج الدراسي بالشكل المطلوب.

ويبدأ الدوام الصباحي عادة في هذه المدارس من الساعة 8 صباحاً حتى 11 قبل الظهر، ليباشر بعد ذلك الدوام الظهري الذي يمتد إلى الساعة 3 عصرا، ثم المسائي الذي ينتهي بحدود الساعة 6 مساء.

 

تأثير سلبي

يقول نقيب المعلمين عباس السوداني، أن للدوام الثلاثي تأثيرا سلبيا على المعلمين والطلبة، مبيناً أن هذا النوع من الدوام جاء بسبب نقص الأبنية المدرسية في عموم البلاد.

ويضيف قائلا، أن الدوام الثلاثي يؤثر على وقت الدرس الذي يكون عادة 45 دقيقة في الوضع الطبيعي، أما في المدارس الثلاثية فيكون 35 دقيقة فقط، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن هذه الدقائق الـ10 المنتزعة من وقت الدرس، تؤثر على عملية تقديم المادة الدراسية وإكمال المنهج الدراسي.

وفي ما يخص نقص الكتب الدراسية في المدارس، أكد نقيب المعلمين أن هذه المشكلة تؤشر وجود “خلل واضح”، مشددا على أهمية أن تكون وزارة التربية مستعدة للعام الدراسي قبل انطلاقه بأسبوع على أقل تقدير.

أما عن عدد الملاكات التدريسية في عموم البلاد، فيذكر السوداني أنه يقدر بـ 750 ألف معلم ومدرس على الملاك الدائم، بالإضافة إلى المحاضرين الذين يتجاوز عددهم الـ 205 آلاف شخص.

بين نقص المال والفساد

تعد محافظة واسط واحدة من أكثر المحافظات التي تعاني أزمة الدوام الثلاثي – بحسب مدير إعلام تربية المحافظة، عقيل شهيب، الذي يذكر في حديث صحفي أن سبب هذه الأزمة هو قلة أعداد الأبنية المدرسية، لافتا إلى أن “واسط بحاجة إلى 400 مدرسة ما بين ابتدائية ومتوسطة وإعدادية”.

ويتحدث شهيب عن أسباب تعطل إنجاز مشاريع بناء المدارس في المحافظة، وأبرزها “الأزمة المالية التي شهدها ويشهدها البلد منذ عام 2014، فضلا عن إحالة العديد من مشاريع المدارس إلى وزارة الصناعة، التي لم تنفذها بسبب شبهات فساد”.

ويختم شهيب حديثه بالقول، أنه “لا يمكن الخلاص من الدوام الثلاثي في البلاد، من دون بناء مدارس جديدة”.

كربلاء هي الأخرى واحدة من المحافظات التي تعاني نقصا في الأبنية المدرسية. وبهذا الصدد تقول المواطنة أم علي، إنها أجبرت على تسجيل أولادها في مدرسة أهلية، بسبب عدم وجود مدرسة حكومية في منطقتهم.

وتضيف، أنه تم إنشاء مبنى مدرسي واحد في المنطقة “لكنه حتى الآن لم يفتتح أمام الطلبة، من دون معرفة الأسباب”.  

 

مشروع “ألف مدرسة”

من جانبها تؤكد وزارة التربية إنجاز 500 مدرسة خلال العام الحالي في عموم العراق، مشيرة أيضا إلى وجود مشروع لبناء ألف مدرسة اضافية، تحت وصاية رئيس الوزراء.

ويقول المتحدث باسم الوزارة، حيدر فاروق، أن بناء المدارس ضمن مهام المحافظات، مبينا في حديث صحفي، أن مشكلة نقص المباني المدرسية لا تقتصر على محافظة واحدة، إنما تشمل عموم البلاد.

وكانت وزارة الاعمار والإسكان والبلديات العامة، قد أعلنت في نيسان الماضي عن إنهائها التصاميم الخاصة بإنشاء ألف مدرسة في بغداد والمحافظات، بالاتفاق مع الصين، بعد أن تم تقدير حاجة العراق من الأبنية المدرسية بـ 8 آلاف مبنى.

وسلمت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، شركات صينية دعوات إلى توقيع عقد خاص ببناء ألف مدرسة كمرحلة أولى، على أن تعتمد معايير إنشاء المدارس على الكثافة السكانية والحاجة الفعلية لكل محافظة.

***************

 

أگـول.. إنقاذ الزراعة في ظل شح المياه

 

ودود عبد الغني داود

 

عام بعد عام يشهد العراق تناقصاً حاداً ومستمراً في مناسيب مياهه، حتى وصل الأمر إلى مراحل باتت تنذر بعواقب زراعية وبيئية وخيمة.. كل ذلك يحصل نتيجة التجاوزات المستمرة والمجحفة على حقوق البلد المائية من قبل الدولتين المتشاطئتين معه، تركيا وإيران، بالإضافة إلى أزمات بيئية ومناخية متمثلة في قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وغيرها.

وبعد ان اثبتت جميع المفاوضات الماراثونية بين العراق والدولتين المذكورتين، هشاشتها نتيجة لافتقار تلك الدولتين للمصداقية التي تتمتع بها الدول المتقدمة، بات من الضروري جدا ان يتوجه العراق، مع مواصلته المفاوضات وتمسكه بها، الى إجراءات علمية جدية لتحديث عمليات الزراعة وفق تقنيات حديثة تراعي شح المياه وارتفاع درجات الحرارة.

علماً ان الزراعة في العراق لا تزال تقليدية وبدائية تعتمد اعتماداً كلياً على السيح والديم في سقي المزروعات، وهاتان الطريقتان غير مستقرتين. لذلك يمكن الاستعانة بتجارب وخبرات دول عديدة كانت ولا زالت تفتقر الى المياه العذبة، مثل دول الخليج العربي التي حققت نجاحات كبيرة في الانتاج الزراعي، رغم قساوة مناخها الصحراوي وافتقارها للأنهر والينابيع العذبة.

ولا تزال مشاريع تحديث الزراعة التي تم تنفيذها أخيرا في العراق، محدودة وغير كافية. لذلك نأمل من جميع الدوائر المعنية بالشؤون الزراعية والبيئية، الإسراع في تنفيذ ما يمكن تنفيذه من مشاريع زراعية حديثة تتوافق مع أزمة المياه، ما يساعد في دعم الاقتصاد الوطني ويوفر في الوقت ذاته فرص عمل للعاطلين.

ونقترح في هذا الشأن استحداث قرى زراعية، وتشجيع سكان الريف الذين هجروا أراضيهم بفعل أزمة المياه، على العودة لديارهم، وهذا الأمر سيحقق إنجازات مهمة، أهمها إعادة خارطة التوزيع السكاني في العراق إلى شكلها الطبيعي.

أما أن نبقى تحت رحمة الدول المتشاطئة معنا، والتي قد تتفضل علينا بإطلاقات مائية مزاجية متذبذبة أو لا تتفضل من الأساس، فهذا يعني نهاية الزراعة في بلادنا!

 

 

**************

 

 

لمصلحة من تغيَّب العدالة عن حملة الإعدادية ؟

 

يعاني الآلاف من حملة شهادة الإعدادية من الكوادر الفنية الوسطية، المظلومية والتهميش والاقصاء نتيجة

قرار مجلس الوزراء رقم 94 لعام 2010، المتضمن في الفقرة (ثالثا) منه "إطلاق ترفيع حملة شهادة الإعدادية وصولا الى الدرجة الرابعة"، ثم إمكانية منحهم العلاوات السنوية لغاية الدرجة الثالثة دون تغيير العناوين الوظيفية. وكنا قد رفعنا شعار "لن نسكت حتى يتم رفع الظلم والغبن والحيف عنا"، وهذا لا يتم إلا بتعديل الفقرة (ثالثا) من القرار المذكور، بما يضمن وصول خريجي الإعدادية وما يعادل شهاداتهم حتى الدرجة الثانية. وبعد تعديل هذه الفقرة سيكون لزاما على وزارتي المالية والتخطيط تعديل الوصف الوظيفي وحسب ما تم إيضاحه في كتاب الدائرة القانونية في أمانة مجلس الوزراء، ذي العدد ق / 5 0 / 19252 في 28 / 10 / 2020، والذي كان إجابة على طلب النائبة ميسون جاسم داود الساعدي، ويعتبر رأيا قانونيا صادرا عن دائرة قانونية.

لذا نناشد رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، رفع المظلومية والحيف عن تلك الشريحة المعطاء، شريحة الكوادر الفنية الوسطية التي تراكمت لديها الخبرات الفنية على مدى عقود من الزمن، والتي تعتبر نواة لمؤسسات الدولة الصناعية والفنية. 

اللجنة المركزية التنسيقية.. لرفع الغبن والتسكين عن حملة شهادة الإعدادية

 

*************

 

 

“منطقة السفحة” في الكوت لا كهرباء لا ماء ولا شوارع مبلطة!

 

الكوت – وكالات

 تعاني “منطقة السفحة” الواقعة في الجانب الأيمن من مدينة الكوت، عدم شمولها بالخدمات البلدية الأساسية، مثل الكهرباء والماء والطرق.

وقال عدد من سكان المنطقة في حديث صحفي، أن منطقتهم تخلو من محولات الكهرباء وأنابيب المياه الرئيسة، بالرغم من كونها تضم أكثر من 500 عائلة، لافتين إلى أنه تم تزويد المنطقة قبل الانتخابات الأخيرة بعدد من أعمدة الكهرباء، لكنها لم تجهز بالمحولات حتى الآن. وأشار السكان إلى أن الشوارع الرابطة بين منطقتهم والطرق الرئيسة، غير معبدة، ما يعرقل دخولهم إلى المنطقة وخروجهم منها، خاصة خلال موسم الأمطار، مطالبين الحكومة المحلية في واسط النظر إلى معاناتهم باهتمام، وتزويدهم بالخدمات المطلوبة. وكانت حكومة واسط قد قررت في وقت سابق استحداث بلدية في الجانب الأيمن من الكوت، في سبيل توفير الخدمات لـ “منطقة السفحة”، إلا أن المواطنين لا يزالون ينتظرون تلك الخدمات.

 

*****************

 

السماوة.. مطالبات بإيجاد بناية بديلة لمصرف الرشيد

 

السماوة – وكالات

طالب عدد من المواطنين في مدينة السماوة، بإيجاد بناية مناسبة لمصرف الرشيد، بديلة عن البناية الحالية التي تقع في سوق المدينة الكبير.  وأوضحوا في حديث صحفي، أن المبنى بات يشهد زحاما كبيرا هذه الفترة، بسبب دمج فرعين من فروع المصرف فيه، يضاف إلى ذلك الزحام اليومي لسوق السماوة، ما يعيق حركة المراجعين.

 

******************

 

النفايات تغزو منطقة في “الشعلة”

 

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

 

شكا مواطنون من سكان “منطقة زراعي الخطيب” في مدينة الشعلة ببغداد، تراكم النفايات والأزبال على امتداد شارع المنطقة الرئيس، موضحين في حديث لـ “طريق الشعب”، أن هذه المشكلة سببها عدم توفر أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

وأشاروا إلى أن النفايات أصبحت مأوى للكلاب السائبة وملاذا للحشرات والجراثيم، الأمر الذي يلحق الضرر بصحة المواطنين.

وناشد أهالي المنطقة مديرية بلدية الشعلة، رفع النفايات على وجه السرعة وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

 

***************

 

مواساة

 

‏* بمزيد من الحزن والألم، تنعى مختصة كلدوآشور للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق جميل ميزي (ابو جمال)، الذي فارق الحياة في ديترويت/ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع مرير مع المرض.

وقضى الفقيد جل حياته في صفوف الحزب، مدافعا عن حقوق الشعب في الحياة الحرة والكريمة وحقوق ابناء الشعب الكلداني الآشوري السرياني.

لروحه السلام والسكينة، ولزوجته وبناته وأهله جميل الصبر والسلوان وأحر التعازي.

كما تلقت زميلات وزملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي، يوم الجمعة 12 تشرين الثاني الجاري، بحزن وأسى نبأ رحيل الزميل العزيز جميل ميزي (أبو جمال).

الذكر الطيب الدائم له، والصبر والسلوان لأهله ومحبيه وزملائه، وللعزيزة ام جمال وبناته نهلة ونادية ونغم وعائلاتهن.

وتلقت اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، بمزيد من الحزن والأسى،  نبأ رحيل الرفيق النصير جميل ميزي.

وقالت أن رحيل هذا الرفيق الشيوعي المقدام والمخلص والمتواضع، يمثل خسارة كبيرة لحزبه ولرابطة الأنصار ولجميع رفاقه واصدقائه ومحبيه.

الذكر الطيب له، والتعازي الحارة لعائلته وكل من عرفه وعمل معه.

* بمزيد من الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيقة ام انصار، عضو المحلية، بوفاة شقيقها د. ماجد جميل نصيف، الاستاذ الجامعي.

والفقيد من عائلة شيوعية ناضلت في صفوف الحزب وقدمت التضحيات عبر سنوات النضال.

له الذكر الطيب ولعائلته واصدقائه ومحبيه خالص العزاء والمواساة.

* تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية/ اللجنة المحلية في كربلاء، بخالص العزاء والمواساة للرفيق عامر سعيد (أبو سنه) بوفاة شقيقته التربوية الفاضلة أم بهاء.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الصبر والسلوان.

 

************

الصفحة السادسة

 

وقفة اقتصادية.. طرق للمواصلات أم للموت؟

 

 

ابراهيم المشهداني

 

أزمة النقل في بلادنا تتفاقم يوما بعد آخر لدرجة أصبحت كابوساً يقض مضاجع العراقيين من مستخدمي الطريق مالكي وسائط النقل الخاصة أو سيارات الحمل من مختلف الأحجام، ويمكن وصفها ببرمودا ولكن على اليابسة لما تسببه من مجازر للموت الجمعي، فلطالما تلاشت الكثير من عوائل كاملة عن الحياة، كما أنها الحقيقة المرة التي تتحدث بها دوائر المرور ووسائل الاعلام والكثير من مراكز الأبحاث التي تحاول الربط بين هذه الطرق البائسة وتداعياتها البشرية والاقتصادية.

  ويمكن القول في ضوء تتبع واقع طرق المواصلات البرية خاصة، إنها قد واجهت سلسلة من أعمال التدمير والإهمال منذ حروب الثمانينات والتسعينات المقترنة بحصار التسعينات مرورا بسياسة الإهمال من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003 والتي صدعت رؤوسنا بالحديث عن البرامج الاقتصادية التي لم تخرج كونها بروبوكندا تصدع الرؤوس اسمعتنا جعجعة ولم نر لها طحينا، حيث توقفت عمليات الصيانة لهذه الطرق وخاصة الخارجية منها مما عرضها إلى التقادم والتآكل، وزاد من ذلك أعمال التخريب الارهابية مثل التفجير بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والمصادمات الحربية التي كانت تجري على امتداد الطرق الخارجية،  بالإضافة إلى تعاظم نقل الأحمال الثقيلة من البضائع ومواد البناء مما يتعارض مع طاقة هذه الطرق على تحمل هذه الأوزان خلافا للتعليمات الهندسية التي الزمت وسائط النقل على خضوعها لمقاييس الوزن التي يفترض وجودها على الطرق الخارجية للتثبت من أوزان المواد المحمولة، وفيما مضى كانت تجبر على إلقاء حمولتها الزائدة على قارعة الطريق مع فرض الغرامات كعقوبة لمخالفتها التعليمات.

كل هذه الأسباب حولت الطرق البرية الخارجية إلى خطوط أرضية متموجة أشبه بالسواقي الزراعية وإلى مطبات وعوائق يتعذر النقل إلا من خلالها وتسببت في كوارث مميتة طالت مستخدمي الطريق من المسافرين على مختلف انواع السيارات، ويبدو أن المواكب الحكومية التي تمر على هذه الطرق لم يعنها هذا الأمر من قريب أو بعيد وما يترتب عليه من آثار مادية وبشرية. وهذا الخراب يشمل كافة الطرق السريعة التي تربط بين بغداد العاصمة وبقية المحافظات القريبة منها والبعيدة وخاصة طريق بغداد الموصل وطريق بغداد كركوك وطريق بغداد البصرة وحتى الطرق داخل المدن. 

    إن هذا الخراب أفرز ضررا كبيرا وتعطيلا في عملية التدفق السلعي والانتاجي ما بين مراكز الانتاج والاستهلاك وتعاظم في التكاليف والأسعار فضلا عن إعاقة عملية التنمية الاقتصادية بكاملها وإلى تهديد خطير للطاقات البشرية، فإحصاءات وزارة الصحة تشير إلى أن عدد ضحايا الحوادث المرورية بلغت خلال السنوات العشر الاخيرة 100 ألف مواطن بين قتيل ومصاب بلغ عدد القتلى منهم 22952 مواطنا، مما يشكل الخطر الثاني بعد الإرهاب. وفي عام 2017 ارتفعت نسب الحوادث 0،7 في المائة عن العام الذي سبقه مما يتعين على الحكومة الجديدة مهمة معالجة هذا الدمار اللعين، مقترحين ما يلي:

  1. إجراء كشف سريع من قبل لجنة عليا تتشكل من مهندسي الطرق العاملين في الوزارات الحكومية وتقديم التقارير المفصلة عن حالة الطرق القائمة واقتراح الحلول الجذرية لمعالجتها وتقدير التكاليف المطلوبة ومن ثم اسنادها إلى شركات عالمية متخصصة عن طريق الاستثمار.
  2. التنسيق بين وزارة الإسكان ووزارة التخطيط ووزارة التجارة ووزارة الداخلية وأمانة بغداد للاتفاق على الإجراءات المناسبة التي تتحملها الوزارات المذكورة مشاركة بوضع الحلول وتقاسم تكاليف إعادة إصلاح هذه البنية المهمة وفق خطة واضحة وملموسة محددة في أهدافها وتوقيتاتها.
  3. العمل على نصب موازين على الطرق الخارجية تتولى قياس الأحمال وفق قواعد وزنية محددة ووضع التعليمات الواضحة لها من حيث حدود العقوبات المترتبة على المخالفين.
  4. إصلاح سكك الحديد والإكثار من قطارات الحمل لتتولى نقل البضائع الثقيلة وتسهيل إجراءات نقلها بالنسبة البضائع والسلع المستوردة والمنتجة محليا بما يسهل العمليات التجارية ويعظم من إيرادات الدولة ويقلل من تكاليف النقل.

 

************

 

 

مواطن : غش صناعي في عبارة “صنع في العراق” بسبب قرارات حكومية أسعار المواد الإنشائية تلتهب؟

 

بغداد ـ علي شغاتي

 

أثقل تغيير سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي كاهل المواطنين بأعباء كثيرة، بسبب ارتفاع الأسعار وانكماش الاقتصاد العراقي، ما خلف وراءه معاناة متزايدة.

وطال الضرر قطاع الانشاءات بشكل كبير، نتيجة للسياسة المالية التي تتبعها الحكومة ضمن “إصلاحاتها” التي تضمنتها الورقة البيضاء، بحسب محللين.

 

ارتفاع الاسعار

وأعلنت وزارة التخطيط، عن المتغيرات التي شهدتها اسعار المواد الانشائية خلال شهر تشرين الاول الماضي، بالمقارنة مع نظيره من العام المنصرم ٢٠٢٠.

وقال المتحدث الرسمي في الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان تقرير متابعة اسعار المواد الانشائية المحلية والمستوردة للشهر الماضي الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء بعد تغيير سعر الصرف في شهر تشرين الثاني من العام الماضي عبر المتابعة الميدانية لـ(٦٤) مادة في الاسواق المحلية في جميع المحافظات عدا اقليم كردستان، اظهر ارتفاعا بنسب متفاوتة في تلك الاسعار.

وبيّن أن معدل سعر الطابوق العادي لشهر تشرين الاول 2021 بلغ (173) ألف دينار لكل ألف طابوقة، مسجلا ارتفاعا بنسبة (24%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (140) ألف دينار لكل ألف طابوقة. وبلغ معدل سعر الطابوق الجمهوري لشهر تشرين الاول 2021 (188) ألف دينار لكل ألف طابوقة، مسجلا ارتفاعا بنسبة (17%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (161) ألف دينار لكل ألف طابوقة.

 

الاسمنت والحديد

وأضاف ان اسعار الاسمنت العادي لشهر تشرين الاول 2021 (103) الاف دينار للطن الواحد، مسجلا ارتفاعا بنسبة (14%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (90) الف دينار للطن الواحد. فيما بلغ معدل سعر الاسمنت المقاوم لشهر تشرين الاول 2021 (119) الف دينار للطن الواحد مسجلا ارتفاعا بنسبة (6%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (112) الف دينار للطن الواحد. وبلغ معدل سعر الاسمنت الأبيض لشهر تشرين الاول 2021 ( 207) الاف دينار للطن الواحد، مسجلاً ارتفاعا بنسبة (11%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني2020 البالغ (186).                           

وتابع الهنداوي، ان معدل سعر الحديد (الشيش) ذوي المنشأ الاجنبي لشهر تشرين الاول فقد بلغ (279. 1) مليون دينار للطن الواحد، مسجلا ارتفاعا بنسبة (64%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (779) الف دينار للطن الواحد. وبلغ معدل سعر الحديد ( شيلمان ) لشهر تشرين الاول 2021 (21) الف دينار للمتر الواحد، مسجلا ارتفاعا بنسبة (40%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020البالغ (15) الف دينار للمتر الواحد. فيما بلغ معدل سعر طابوق الثرمستون لشهر تشرين الاول 2021 (2098) الف دينار لكل الف طابوقة، مسجلا ارتفاعا بنسبة (13%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020البالغ (1852) الف دينار لكل الف طابوقة.

وكشف المتحدث أن معدل سعر الجص الفني لشهر تشرين الاول 2021 (100) ألف دينار للطن الواحد، مسجلا ارتفاعا بنسبة (11%) عن معدل سعر شهر تشرين الثاني 2020 البالغ (90) ألف دينار للطن الواحد.

 

سياسات متخبطة

وحمّل الخبير الاقتصادي حسين مجبل الحكومة أسباب ارتفاع المواد الانشائية بسبب سياساتها المتخبطة.

وقال مجبل لـ”طريق الشعب”، ان “السبب الأول لارتفاع أسعار المواد الانشائية هو رفع سعر صرف الدولار امام الدينار، ورفع وزارة النفط سعر المتر المكعب من النفط الأسود المزود لمعامل الطابوق والكاشي من 100 الى 150 ألف دينار، والى مصانع الأسفلت المؤكسد من 150 الى 250 ألف دينار للمتر المكعب”.

وأضاف أن “الحكومة خالفت توجهاتها في ورقتها البيضاء عندما وعدت بدعم أكبر للقطاع الخاص، لكنها قامت برفع أسعار النفط في خطوة غريبة هدفها زيادة واردات الحكومة على حساب المواطنين الذين تضرروا بشكل كبير من هذا الاجراء”، مشيرا الى ان “رفع سعر النفط الأسود خلق اضرارا اقتصادية، وتسبب في ارتفاع الأسعار وعدم قدرة المصانع المحلية على المنافسة مع البضائع المستوردة”.

وبيّن، أن “مادة النفط الأسود تعتبر مادة أساسية في صناعة الأسمنت العراقي وهي المؤثر الرئيسي في زيادة أسعاره بالإضافة الى احتمالية خسارة المعامل المصنعة له”، منوها الى ان “هذه السياسات المتخبطة للحكومة ساهمت في تحميل المواطنين أعباء إضافية فوق أعباء الحياة اليومية”.

وتابع ان “ارتفاع أسعار الطابوق والجص يعود الى فرق سعر صرف الدينار امام الدولار، والتضخم الحاصل في الاقتصاد المحلي”، داعيا الحكومة الى دعم هذه الصناعات وتمكينها من إعادة الأسعار الى وضعها الطبيعي.

 

مراجعة السياسات الاقتصاديّة

وحول ارتفاع أسعار الحديد المستورد (الشيش)، أوضح الخبير الاقتصادي جعفر علي انه “في ظل التعافي من جائحة كورونا ارتفع الطلب على الحديد في الأسواق العالمية وتضاعف سعره في دول عدة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لارتفاعه في الأسواق المحلية”.

وأضاف علي لـ”طريق الشعب”، ان “ارتفاعه في الأسواق المحلية ليس السبب الوحيد، وعلينا الاخذ بالاعتبار فرق سعر صرف الدينار امام الدولار”، مشيرا الى ان “السياسات المالية للحكومة العراقية مبنية على تحميل المواطنين أعباء الازمة الاقتصادية حتى بعد ارتفاع أسعار النفط عالميا”.

ودعا الخبير الى مراجعة الورقة البيضاء واعتماد إصلاحات اقتصادية تنسجم مع الواقع العراقي، دون تحميل المواطنين أسباب سوء الإدارة والفساد.

 

فساد وغش صناعي

ويقول المواطن تيسير لفتة في حديث لـ”طريق الشعب” وهو يعمل حالياً على اكمال بناء منزله، ان هناك صعوبات كثيرة تواجهه، أهمها الفساد.

واضاف لفتة، ان “القوات الامنية وموظفي امانة بغداد تسلموا منه مبلغا ضخما جدا، بصورة غير رسمية للموافقة على ادخال مواد البناء الى المنطقة”.

وزاد أن “الفساد الآخر يتعلق بمنشأ مواد البناء، اذ يقوم تجار ومستوردون بطباعة  عبارة (صنع في العراق) على الشيش المستورد من ايران، بحجة انه انتاج عراقي، في حين ان هناك انتاجا عراقيا حقيقيا، ولا يستطيع الزبون التفرقة بينه وبين المستورد، والاثنان يباعان بنفس السعر”، مؤكداً ان “ذلك يعني خسارة للمنتج العراقي كون المستورد يدخل باسعار اقل الى التجار، ويباع بنفس المنتج الاصلي”.

والى جانب ارتفاع اسعار البناء، يعاني من اجور العاملين المرتفعة هي الاخرى، وكذلك نقص الخدمات.

 

************

 

 

مفاهيم اقتصادية مبسطة.. تجديد الانتاج

 

اعداد: د. صالح ياسر

 

هو تكرار عملية الانتاج بصورة مستمرة. ويشمل تجديد الانتاج تجديد انتاج المنتوج الاجتماعي وتجديد العلاقات الانتاجية. ويمكن التميز بين شكلين للانتاج الاجتماعي : تجديد الانتاج البسيط، وتجديد الانتاج الموسع. فتجديد الانتاج البسيط هو تكرار عملية الانتاج في حدودها السابقة. وبالملموس فإن تجديد الانتاج الرأسمالي البسيط هو الاعادة، التكرار الدوري للانتاج الرأسمالي في نطاق لا يتغير، أي لا يرسمل فائض القيمة، وانما يخصص بمجموعه لإستهلاك الرأسماليين الشحصي. اما تجديد الانتاج الموسع فهو تكرار عملية الانتاج في اطار اوسع. ففي هذه الحالة لا يعوض المجتمع الثروات المادية المستهلكة فحسب، بل وينتج ايضا وسائل انتاج وسلع استهلاك شخصي اضافية. وبالنسبة لتجديد الانتاج الموسع الرأسمالي فهو تكرار دوري للانتاج الراسمالي، يتحول فيه قسم من فائض القيمة الى رأسمال ويتراكم، مما يؤدي الى توسع الانتاج. وكان ماركس اول من اكتشف قوانين تراكم رأس المال، وابان ان ما يميز الراسمالية انما هو تجديد الانتاج الموسع. ويعتبر الباعث المحرك على توسيع الانتاج هو اعتصار اكبر كمية ممكنة من فائض القيمة، كما ان المنافسة بين الراسماليين تدفعهم الى توسيع وتحسين الانتاج بشكل متواصل. وفي مجرى تجديد الانتاج الراسمالي الموسع يزداد التركيب العضوي لرأس المال، ويجري تركزالراسمال ومركزته، وينشا على هذه الخلفية الجيش الاحتياطي الصناعي ويتوسع، وتتفاقم تناقضات المجتمع الرأسمالي، لأن تراكم الرأسمال يترافق وافقار البروليتاريا. ان تحليل عملية تجديد الانتاج الرأسمالي الموسع تبين الى ان توسيع الانتاج الرأسمالي يؤدي الي تعميق التناقض الاساسي للرأسمالية.

 

************

 

الصفحة السابعة

 

احتجاجات متواصلة ضد الانقلاب العسكري.. السودان.. 6 شهداء في مليونية السبت

 

متابعة ـ طريق الشعب

 

يواصل السودانيون منذ قرابة 20 يوماً، فعالياتهم الاحتجاجية ضد الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالفتاح البرهان على شركائه المدنيين، حيث نظموا، أمس الاول، تظاهرة سميت بـ”مليونية 13 نوفمبر”، جاءت بعد دعوة من قبل تجمع المهنيين.

 

 

وسقط في يوم التظاهرة 6 شهداء من المحتجين السلميين، بعد ان اطلقت قوى غير رسمية النار عليهم.

هذا مع ان لجان المقاومة التي تتصدى للانقلاب تنسق عملها في ظروف بالغة الصعوبة خصوصاً وانها تعمل في ظل انقطاع خدمات الانترنت.

وفي صباح اليوم ذاته، انتشرت اعداد هائلة من قوات الأمن على مستوى المسالك الرئيسية ومفارق الطرق لمنع المتظاهرين من الوصول إلى قلب المدينة والتجمهر أمام مؤسسات الدولة وقصر الرئاسة ومركز القيادة العامة. كما أغلقت غالبية المحال والأسواق أبوابها خوفا من وقوع أعمال عنف.

 

إبعاد العسكر

ورفع المتظاهرون في منطقة الكلاكلة لافتات وشعارات مناهضة للمجلس العسكري كتب على بعضها “رص العساكر رص الليلة تسقط بس مدنية”، أو “البلد دي حقنا، مدنية حكومتنا” فضلا عن “ما في ميليشيا بتحكم دولة” و” لن نتسامح على الدماء التي سالت”.

وعرفت أحياء أخرى من الخرطوم مظاهرات احتجاجية مشابهة، منها حيّا البحري وأم درمان الشعبيان، فيما خرج متظاهرون في شارعي “الستين” و”المعرض” وحي بري الشعبي، حيث قام سكان هذا الحي بإغلاق الشوارع وتتريسها.

وتأتي هذه التظاهرة التي سميت من قبل تجمع المهنيين بـ”مليونية 13 نوفمبر” بعد يومين فقط من إعلان قائد المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان عن أسماء أعضاء مجلس سيادي انتقالي جديد. ويترأس البرهان هذا المجلس فأدى اليمين الدستورية مساء الخميس. فيما أعاد أيضا العمل بالمواد الدستورية التي جمّدها منذ أسبوعين.

ونقلت “فرانس 24”، عن متظاهرة قولها: “كل الناس المتواجدين هنا في التظاهرة يرفضون الحكم العسكري، ونحن كلجان المقاومة، أجندتنا واضحة: لا تفاوض لا شراكة ولا مساومة”.

وأضافت “الشعار الأول الذي نرفعه هو إبعاد المكون العسكري عن العملية السياسية نهائيا وإطلاق سراح جميع المعتقلين”.

 وأكدت المتظاهرة أنه في حال لم تتم الاستجابة لمطالب المحتجين، فسيواصلون التعبئة عبر عصيان مدني بتنظيم مواكب ليلية وتظاهرات شعبية واعتصامات.

 

6  شهداء

وبحسب معلومات كشفها المركز الاعلامي للحزب الشيوعي السوداني، فإن “الثوار رصدوا عددا من الاشخاص بزي مدني على سيارات الشرطة يحملون الاسلحة النارية (الكلاشنكوف) ويطلقون الرصاص بعشوائية صوب المدنيين العزل”، مؤكداً ان “الثوار ابلغوا عن تواجد قناصين على اسطح البنايات التي تقع في مسار المواكب”.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس الأحد، ارتفاع عدد القتلى الذي سقطوا خلال الاحتجاجات إلى 6 أشخاص، بعد وفاة شاب متأثرا بإصابته بالرصاص في يوم الاحتجاجات.

وقالت لجنة أطباء السودان في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “عدد شهدائنا المحصورين لدينا ارتفع إلى 6 شهداء خلال مليونية السبت، و21 شهيدا منذ بداية الانقلاب في الخامس والعشرين من تشرين الاول الماضي”.

من جانبها، قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي إنها لم تستخدم “أسلحة نارية” في تعاملها مع المتظاهرين.

وأضافت الشرطة أن تظاهرات السبت كانت ذات طابع سلمي، لكن “سرعان ما انحرفت عن مسارها”، مؤكدة إصابة 39 فردا من عناصر الأمن بإصابات جسيمة.

وأُطلق غاز مسيل للدموع على متظاهرين، وانتشر منذ الصباح الباكر في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدّوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.

كان الفريق الأول عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 تشرين الأول حالة الطوارئ في البلاد، وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أوقف لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين. ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، وخصوصا العاصمة، موجة من الاحتجاجات.

**************

المراكز الرأسمالية تتخلى عن بلدان الجنوب الفقيرة قمة المناخ 26: الأمم المتحدة لا تعتبر الاتفاق «كافيا»

 

 

متابعة ـ طريق الشعب

أقرّ مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، السبت، اتفاقا نهائيا بعد تعديل أدخل في اللحظة الأخيرة على نص الاتفاق يتعلق بالفحم. وقال رئيس المؤتمر، ألوك شارما، إنه “يأسف بشدة” لما انتهى إليه المشاركون في المؤتمر من تغييرات أدخلوها في اللحظة الأخيرة في الصياغة فيما يتعلق بالفحم.

وأثار التعديل شكاوى من الدول الضعيفة التي كانت تريد بيانا أكثر تحديدًا بشأن إنهاء دعم الوقود الأحفوري.

وتهدج صوت شارما بعد أن سمع من الدول الضعيفة التي عبرت عن غضبها من التغييرات التي طرأت على نص الاتفاق. وأضاف “ربما أقول فحسب لكل الوفود أنا أعتذر عن الطريقة التي جرت بها هذه العملية وأنا آسف جدا”.

ومضى يقول “أتفهم أيضا خيبة الأمل الشديدة لكني أعتقد كما لاحظتم أن من الضروري أن نحمي هذه الصفقة”.

ومن جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن “الكارثة المناخيّة لا تزال ماثلة” رغم التوصل إلى اتفاق على تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري في غلاسكو الإسكتلندية بعد مفاوضات عسيرة في ختام قمة المناخ “كوب 26”.

وتوجّه رئيس قمة “كوب 26” البريطاني ألوك شارما إلى الوفود المشاركة بالقول “حان الآن وقت اتّخاذ القرار. والخيارات التي أنتم بصددها ذات أهمّية حيويّة”، منهيا بذلك المفاوضات الماراثونية. لكن الصين والهند أصرتا على تخفيف اللهجة المتعلقة بالوقود الأحفوري في البيان الختامي للقمة. ومع الاتفاق على النص النهائي، قال شارما وهو يذرف الدموع “أعتذر عن الطريقة التي سارت بها هذه العمليّة. أنا آسف بشدّة”، قبل أن يطرق بمطرقته على الطاولة.

 

ممثلو المراكز الرأسمالية

واشتركت ردود فعل الممثلين السياسيين للمراكز الرأسمالية في الاطراء المبالغ فيه على النتائج، وقالت رئيسة المفوّضية أورسولا فون دير لاين عن الثقة بتوفير مستقبل آمن للبشرية، لكنها لم تستطع تجاوز الإشارة للصعوبات الماثلة. وجاء تعليق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منسجما مع ما ذهبت اليه دير لاين.

وقال لورنس توبيانا، مهندس اتفاق باريس، لوكالة الأنباء الفرنسية إن مؤتمر “كوب فشل في تأمين المساعدة الفوريّة للأشخاص الذين يُعانون الآن”.

وتبنى “كوب 26” “ميثاق غلاسكو” الهادف إلى تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري، ولكن من دون أن يشدد على ضرورة تلبية طلبات المساعدة من الدول الفقيرة.

من غلاسكو

وعارضت الصين والهند التطرق إلى أنواع الوقود الملوثة. كما أن المفردات المستخدمة في النص النهائي كانت أقل دقة من المسودات السابقة.

ودعا الاتفاق الدول كافة إلى تسريع خفض انبعاثاتها، من خلال تقديم خطط وطنية جديدة بحلول 2022. لكن بعد مقاومة الدول الغنية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حذف النص أي إشارة إلى آلية تمويل للخسائر والأضرار التي تسبب بها تغير المناخ في العالم النامي.

وبدلا من ذلك، تم التعهد فقط بـ”حوار” مستقبلي حول هذا الموضوع. وقالت شونا أميناث، وزيرة البيئة في جزر المالديف، “بالنسبة إلى البعض، إن الخسائر والأضرار قد تكون بداية للتحادث والحوار”، مضيفة “لكن بالنسبة إلينا إنّها مسألة بقاء”.

ورغم أن بريطانيا المضيفة قالت إنها تُريد من كوب-26 أن يُبقي سقف درجة الحرارة 1,5 درجة مئوية في متناول اليَد، قال تقييم علمي للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن أحدث خطط مناخيّة للبلدان يضع الأرض في مسار ترتفع فيه درجة حرارتها 2,7 درجة مئوية.

وأشار النص “بأسف عميق” إلى أن الدول الغنية فشلت أيضا في جمع مبلغ سنوي منفصل قدره 100 مليار دولار وعدت به منذ أكثر من عقد.

وحضت الدول على دفع المبلغ “بشكل عاجل وحتّى عام 2025 “.

 

لن نستسلم

وأبدت الناشطة السويديّة غريتا ثونبرغ أسفها لما انتهى إليه مؤتمر كوب-26 للمناخ السبت في غلاسكو، معتبرة أنّه لا يعدو كونه “ثرثرة”. وكتبت الناشطة على تويتر إثر اختتام المؤتمر العالمي للمناخ أنّ “العمل الفعلي يتواصل خارج تلك القاعات. ولن نستسلم أبدا، أبدا”. وقبل أيام قليلة، حذّرت الناشطة من أنّ أيّ اتّفاق مناخي يتحدّث عن “خطوات صغيرة في الاتّجاه الصحيح، وعن إحراز بعض التقدّم، أو التقدّم تدريجيّا”، هو اتّفاق “يُعادل الخسارة”.

وقالت أماندا موكواشي، المديرة التنفيذية لمنظمة “كريستشان آيد”، “قيل لنا إنّ مؤتمر كوب-26 كان أفضل فرصة أخيرة للحفاظ على 1,5 درجة مئوية، لكنّه وُضِع على أجهزة التنفس الاصطناعي”.

وأضافت ان “الدول الغنية رمت جانبًا تعهّدها بالعمل المناخي العاجل الذي يحتاجه الناس في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة”.

**********

لأخذ دوره في مواجهة الصين.. استراتيجيات عسكرية جديدة للاتحاد الأوربي

رشيد غويلب

 

يناقش اليوم الاثنين، 15 تشرين الثاني 2021 ، وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوربي مشروعا جديدا لاستراتيجية عسكرية مشتركة. وحول هذا الموضوع اجرت جريدة “نويزدويجلاند” حوارا مع اوزليف دميريل عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان الأوربي عن حزب اليسار الأوربي، عكست فيه رؤية كتلتها عن المشروع.

 

وجاء ذلك  في اطار الاستعداد، انطلاقا من القناعة بأن القوة العسكرية والنفوذ السياسي العالمي مرتبطان ارتباطًا مباشرًا. وعلى اساس وجهة النظر هذه ، فإن أي شكل من أشكال التسلح “جدير بالاهتمام”، حتى  وان بدت العمليات العسكرية المباشرة امرا مستقبليا، فالامر يتعلق  بطموحات الاتحاد الأوروبي كقوة عظمى. وما يجري العمل عليه في الجوهر ليس بجديد، لكن المساعي هذه المرة اكثر شدة وملموسية. ومنذ عام 2016 تم اقرار ما يسمى بالاستراتيجية العالمية للاتحاد الأوروبي، التي تم فيها تحديد أهداف ومصالح الاتحاد الأوروبي، لكنها  ظلت استراتيجية غير دقيقة في ما يتعلق بالقدرات العسكرية المطلوبة. ويعمل الاتحاد الأوربي الآن على اقرار ما يسمى بالبوصلة الاستراتيجية، لسد ثغرات استراتيجيته العالمية.

وتتحدث مسودة المشروع السرية، والتي سرّبها  موقع “ايرو اكتيف عن “تهديدات عديدة”، بضمنها الصين باعتبارها “منافسًا اقتصاديا و منهجيا”. ان جوهر الصراع يتركز حول الدفاع عن الموارد وأسواق المبيعات وتوسيع نطاق الوصول إليها. في وقت  ينمو فيه رأس المال الصيني ويستثمر في الأسواق العالمية، ويزداد تأثيره. ومعه خوف القوى الاقتصادية العالمية “القديمة” من الحصول على القليل جدًا من الكيكة . إنه ببساطة صراع إمبريالي محمي بالقدرات العسكرية والردع والتسليح. وينطوي على مخاطر كبيرة، لأن الحروب التجارية سرعان ما تتحول إلى حروب مدمرة. والبوصلة الإستراتيجية المرتقبة تبنى على حزمة من هذه  الحجج، لتضفي شرعية على مزيد من تصنيع الأسلحة، الممول من موازنة الاتحاد الأوروبي لصالح شركات الأسلحة الكبرى.

يريد الاتحاد الأوروبي أيضًا توسيع وجوده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أي التعاون بشكل أوثق مع دول مثل كوريا الجنوبية أو الهند ويتواجد هناك ويعمل  مع اتحادات الاساطيل، وبالتالي الاشتراك  أيضًا في النزاعات حول طرق التجارة مستقبلا. في 16 ايلول ، نشر الاتحاد الأوروبي استراتيجيته في المحيطين الهندي والهادئ ، والتي تستهدف، من بين أمور أخرى ، وجودًا عسكريًا دائمًا في المنطقة، باستخدام آلية جديدة تسمى “التواجد البحري المنسق” ، والتي تم اختبارها في خليج غينيا لأول مرة في كانون الثاني 2021. الهدف هو تنسيق الوجود العسكري للدول المنفردة في المناطق ذات الأهمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي تحت مظلته. وفي البوصلة الاستراتيجية، يجري أيضًا تعريف منطقة المحيطين الهندي والهادئ على أنها منطقة ذات أهمية خاصة. ومن المعروف  أن السوق الآسيوية تحتل دورًا متزايد الأهمية في اطار المنافسة الاقتصادية وأن طرق التجارة هذه ذات أهمية مركزية لرأس المال الصيني.

وفقا لمسودة المشروع، يجب أن تكون هناك أيضًا قوة ردع عسكرية يفترض أن تكون جاهزة للعمل بحلول عام 2025. وهي خطوة ملموسة جديدة  تتمتع بأهمية خاصة، لأن هذه القوات يمكن أن توضع تحت قيادة “وحدة التخطيط والقيادة العسكرية”، التي تم إنشاؤها في عام 2017 بهدف تحويلها  يومًا ما كمقر رئيس ومتطور للاتحاد الأوروبي لتخطيط وتنفيذ المهام الحربية للاتحاد الأوروبي. وقوة الردع المشار اليها ستجعل الاتحاد الأوربي أقرب إلى هذا الهدف.

وتقترح مسودة المشروع اعتماد رد الفعل السريع و”مرونة باتخاذ القرارات” بشأن عمليات التدخل العسكري، وبالنسبة لقوة التدخل السريع قيد التخطيط سيتم الاستناد الى المادة 44 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، التي تمكن  نظريا تحقيق تحالف الراغبين. وهو خيار لم يجر العمل به سابقا، لأنه يجب أن يُقرر بتوافق آراء جميع الأعضاء. وينبغي أن يتغير ذلك في المستقبل: وسوف لن يكون ممكنا بعد الآن منع تشكيل مثل هذا التحالف الحربي، نتيجة كسر التوافق الجماعي من قبل دولة واحدة أو عدد قليل من دول الاتحاد متوسطة الحجم، بل يشترط رفض ما لا يقل عن ثلث الدول الأعضاء، التي تمثل ثلث سكان الاتحاد على الأقل، عن التصويت، عندها فقط ستفشل محاولة تشكيل عسكري لخوض الحرب. ومن جانب آخر ستتمتع كل من المانيا وفرنسا بحق الفيتو، ما يعني عمليا تقويض حق البلدان الاخرى في اتخاذ مواقفها. لذلك سيكون من المثير متابعة ما ستفضي إليه مناقشات وزراء خارجية ودفاع الدول الاعضاء في الاتحاد الأوربي اليوم.

 

************

 

الصفحة الثامنة

 صحافة السجون نجمة ساطعة في سماء الصحافة الشيوعية

عبد القادر العيداني

 

في سياق ما نشره الأستاذ جاسم المطير في الملف الخاص بمناسبة الذكرى الستين لصدور جريدة “طريق الشعب”، واستكمالاً للمعلومات الواردة في مقاله، عدت الى كتابي الموسوم “من أعماق السجون.. نقرة السلمان قيود تحطمت” ولكوني احد شهود هذه القضية اود الإشارة الى المعلومات التالية:

كان السجناء في صباح كل يوم على موعد مع النشرة الإخبارية (الأخبار) اليومية. بعد انتهاء شرطة السجن من عملية التعداد اليومي، وكانت نشرة زاخرة بالأخبار والتعليقات السياسية وكل ما يفيد السجين السياسي في مناحي الحياة المختلفة، ومن ضمنها المقالات السياسية والنظرية التي تخص واقع ومسيرة الحركة الشيوعية العالمية، بالإضافة إلى ما يستجد من حوادث وأخبار سياسية، وكذلك متابعة انتصارات حركة التحرر الوطني في فترة الستينيات من القرن المنصرم، وخاصة كفاح الشعب الفيتنامي البطل لطرد الغزاة الأمريكان عن بلاده.

وكان الكثير من الكتـّاب السياسيين والباحثين يرفد نشرة الأخبار بما تجود به أقلامهم وما تتفتح به عقولهم من مقالات وتحليلات وتنبؤات يعطونها إلى لجنة التنظيم الحزبية، وهي بدورها تحيلها إلى الهيئة المشرفة على نشرة الأخبار لغرض تعميم الفائدة للجميع أمثال عزيز سباهي وكاظم فرهود وجاسم المطير وفاضل ثامر وألفريد سمعان.

كان العاملون في هذا المفصل جنوداً مجهولين من السجناء يتكتمون على عملهم بصورة قصوى من السرية لئلا تتسرب تفاصيل وأسرار العمل إلى إدارة السجن وفلول الحرس القومي وشراذم الأمن المتواجدة في إدارة سجن نقرة السلمان، ولديهم غرفة خاصة تسمى غرفة الأمن.

كانت البداية بسيطة جدا في غرفة الأخبار، التي كانت جزءاً من المخزن، بعد قطع جزء من ارتفاعه بمعنى (طبكه)، وكان العاملون يعتمدون على جهازي راديو يعملان بالبطارية من نوع سانيو ياباني، حجم الراديو الواحد (20سم× 30سم)، مع جهازي تسجيل أبو الشريط نوع توشيبا ويعمل على البطارية أيضا، وذلك بسبب عدم وجود الكهرباء في تلك الفترة داخل السجن. وكان حجم المسجل الواحد (25سم× 40سم) يعمل بها الكادر الإخباري ليلا، وبعد الانتهاء من العمل يتم إخفاؤها في مخبأ خاص. وكان العمل يستمر في اغلب الأوقات إلى ما بعد منتصف الليل لمتابعة آخر الأخبار والأحداث السياسية. كان المسؤول المباشر عن نشرة الأخبار وكادرها هو المرحوم (سامي أحمد العباس) عضو لجنة التنظيم الحزبي، يعاونه في المتابعة والالتقاط (سامي أحمد البدر) الكويتي الجنسية، وكذلك الكاتب والأديب الكردي (محمد الملا عبدالكريم المدرس)، والشهيد شعبان كريم، و(عبدالقادر العيداني) و(محمد جاسم الشريفي) و(عبدالزهرة ديكان).

بعد أن توسعت مهام النشرة الإخبارية ولعدم استيعاب المكان المخصص للعاملين فيه، فقد انتقلوا إلى غرفة المطبخ مباشرة ()، يسكن فيها بشكل دائم عبدالقادر العيداني لغاية نهاية عام (1968م) حيث أُطلق سراحه.

يبدأ نشاط العاملين في حقل نشرة الأخبار كل يوم من الساعة الرابعة عصرا إلى ما بعد منتصف الليل بساعات، فيتم متابعة واستماع اغلب الإذاعات العالمية، ومحطات الإذاعة للدول الاشتراكية التي يصل بثها إلى سجن نقرة السلمان.

يولي كادر الإنصات الاهتمام الأكبر إلى إذاعة صوت الشعب العراقي (إذاعة الحزب الشيوعي العراقي) التي كانت تبث برامجها من بلغاريا وعلى فترتين، الأولى ابتداء من الساعة (30 ر5 إلى الساعة السادسة عصراً)، والفترة الثانية من الساعة (9 إلى 30 ر9 مساءاً)، ونظراً لأهمية الأخبار والتعليقات السياسية المذاعة فيها ونشاطات الحزب الشيوعي في داخل المدن العراقية وفي جبهات القتال في كردستان والأهوار ضد حكم البعث الفاسد، وضد حكومتي عبدالسلام وعبدالرحمن عارف، كانت إذاعة (صوت الشعب العراقي) في اغلب الأوقات غير واضحة الصوت بسبب كثرة التشويش على البث من قبل الحكام المجرمين، بهدف خنق صوت الحقيقة وللحيلولة دون وصوله إلى المستمعين من أبناء الشعب العراقي.

كان العمل يتم بتسجيل برامج الإذاعة خلال فترة البث الأولى ومن ثم يتم نقلها من المسجل على الورق وترك مسافات على الورق للكلمات غير المسموعة أو بعد مطابقتها مع التسجيل الملتقط في فترة البث المسائي لإذاعة صوت الشعب العراقي. ومن خلال المقارنة بين التسجيلين نتوصل بصعوبة بالغة في بعض الأحيان إلى الهدف الذي يبتغيه المقال أو التعليق السياسي أو الأخبار، ومن ثم نربط الكلمات من خلال فترتي البث، مع التأكيد على عدم الابتعاد عن الغاية الأساسية من التعليق أو المقالة.

كنا نولي الاهتمام البالغ أيضا لحركة التضامن مع الشعب العراقي التي أسسها الفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) بمعاونة سكرتيره الشهيد العراقي (خالد أحمد زكي)، دفاعاً عن الحقيقة، وعن مواقف الشيوعيين في أقبية التعذيب البربري ومن خلال المحاكمات الصورية التي كانت تجريها المحاكم العسكرية بحق أبناء الشعب العراقي. وقد أثمرت الحركة عن نتائج طيبة، حيث أرغمت السلطات الحاكمة على إطلاق سراح العديد من المعتقلين والسجناء، كما حدث للرفيقة المناضلة (سميرة مزعل) من فتيات العمارة الباسلات، فقد أُطلق سراحها من سجن النساء في سجن بغداد المركزي، واستقبلها أبناء العمارة، نساءً ورجالاً، بالهلاهل والزغاريد وتوزيع الحلويات والجكليت.

وكان من مهام العاملين في نشرة (الأخبار) متابعة نشاطات حركة الدفاع عن الشعب العراقي التي كان من نشطائها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والمرحوم فيصل السامر وعبد الفتاح إبراهيم وعزيز الحاج، والعديد من الساسة والأدباء العراقيين، وكان مقرها في مدينة براغ في تشيكوسلوفاكيا، ومتابعة أيضا نشاطات الأحزاب الشيوعية والقوى التقدمية للتضامن مع الشعب العراقي في نضاله لإسقاط الحكم الدكتاتوري الدموي.

بعد الانتهاء من التقاط النشرة الإخبارية يُعطي الرفيق سامي أحمد العامري الأمر لاستنساخ النشرة على الورق بواسطة ورق الكاربون وأقلام القوبيا حسب الحاجة إليها بين (15-20) نسخة، فيتم استدعاء الكادر المخصص للكتابة الذين يتميزون بالخط الواضح، في ساعة متأخرة من الليل في المكان المخصص لهم خلف الصيدلية والعيادة الطبية. وعلى ضوء (الفانوس) إلى ساعات الفجر الأولى لكي تكون النشرة جاهزة للتوزيع على مسؤولي الردهات والقواويش من قبل (عبدالقادر احمد العيداني)، وبعد عملية التعداد اليومي يتم قراءة نشرة الأخبار من قبل بعض الرفاق ذوي القراءة السليمة والصوت الواضح.

***********

عبد الأئمة عبد الهادي مناضلا ومربيا ورياضيا

محمد علي محيي الدين

 

ولد المناضل عبد ألائمه عبد الهادي يحيى ميرة “أبو نصار “سنة 1934 في مدينة الحلة محلة التعيس وقد أثر عليه جاره في محلة التعيس الشيوعي البارز الفقيد جاسم العنيبي والراحل “موسى جعفر النجار” وأصدقائه من الطلاب التقدميين أولاد المرحوم “نادي علي الطائي”.

وكان رياضيا بارزا وفاز في العاب الساحة والميدان وفي المهرجان الرياضي سنة (1955 - 1956) حضر الاستعراض الزعيم الركن رفيق عارف أمر اللواء الأول، وكان محبا ومشجعا للرياضة والرياضيين وقد أعجب به لفوزه في بطولة الساحة والميدان فأرسل أليه الرئيس خضر السامرائي والرئيس عايد العوادي وطلبا منه مرافقتهما إلى النادي العسكري في الحلة لكي يكرمه فذهب معهما ،فرحب به خير ترحيب وهنأه على الفوز وطلب منه التطوع في الجيش علما أن أبو نصار كان في الصف الخامس في ثانوية الحلة وبعد الإلحاح والمتابعة والجهد المبذول من قبل ضابط ألعاب اللواء الأول والإغراءات والوعود بمنحه رتبة ملازم بعد مرور ثلاثة سنوات على تطوعه.

استجاب لطلبهم وأنتسب إلى قيادة الفرقة الأولى في الديوانية منسبا إلى الفوج الثالث لواء المشاة الأول في المسيب وكان معه لنفس الغرض اللاعبين صباح كريدي وجاسم سعود ورؤوف العطار وصاحب كاظم وخليل محيي وغيرهم، وشارك في أغلب المسابقات التي تقام في العراق ويذكر الاستعراض الرياضي الذي حدث في ساحة الكشافة في بغداد الذي حضره الملك فيصل الثاني وخاله الوصي عبد الإله وعندما تقدم أبو نصار لاستلام الجائزة من الملك فيصل توجه له الملك بسؤال عن طوله فقال له طولي 1،56م فرد عليه الملك “هاي شلون أيصير وأنته قفزت متر وسبعين سنتيمتر” فقال له أبو نصار والملك يضحك بإعجاب “أنته ملك العراق وطولك أقصر من طولي “...!!

وبعد تطوعه في الجيش ومشاركته في جميع الألعاب الرياضية في الفرقة الأولى وألعاب الجيش كافة ومضي أكثر من ثلاث سنوات حدثت ثورة 14 تموز العظيمة ولم يرفع إلى رتبة ملازم حيث كان ينتظر التسريح من الجيش وكان التسريح معطلا في ذلك الوقت وأثناء وجوده في الجيش دخل الدورة التربوية المسائية وتخرج فيها سنة 1960 وتسرح بنفس الوقت من الجيش وعين معلما للرياضة والعلوم منسبا على تربية الحلة.

  شارك وهو في الرابعة عشرة من عمره في وثبة كانون المجيدة عام 1948 وشاهد كيف قام المتظاهرون بإحراق المكتب البريطاني، وشارك في جميع الانتفاضات والتظاهرات التي حدثت آنذاك وخصوصا انتفاضة تشرين 1952 والمظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وتعرض جراء ذلك للتوقيف في أمن الحلة، وكان انتمائه للحزب قبل ثورة الرابع عشر من تموز بشهور.

ومنذ انتمائه للحزب وحتى انبثاق ثورة الرابع عشر من تموز 1958 استلم مسئولية عدة خلايا من العمال والكسبة وعمال البناء بشكل خاص، واستلم مسئولية الشبيبة الديمقراطية  مع الرفاق عباس البياتي وحميد عبد الحسين الحسيني، وعندما كان في الجيش وفي اللواء الأول تعرف عليه عن كثب أمر اللواء الأول وقتها الزعيم الركن ( حميد الحصونة) وعرف ميوله ومبادئه التقدمية فصار يعتمد عليه بعد ثورة 14 تموز ويذكر عن تلك الفترة انه كان مرتبطا بالحزب الشيوعي العراقي وضمن تنظيماته قبل دخوله في الجيش العراقي، فكان يوم الثورة من أول المشاركين في التظاهرات الداعمة لها وكان حميد الحصونه يعرف ذلك فاخذ يتقرب له وكان يزوده بالجريدة ويأخذ منه الاشتراك بعد أن أتصل بمحلية بابل وأخبرهم بموقف الحصونة من الحزب وذات يوم أخبره مسئول محلية بابل المحامي جواد كاظم بأن حميد الحصونه سينسب قائدا للفرقة الأولى، وعليه تبليغه بالأمر وتهنئة الحزب له.

يقول “أبو نصار” دخلت عليه في اليوم التالي فرحب بي وكان يناديني بكلمة “رفيقي” أينما وجدني، فنقلت إليه تهنئة الحزب الشيوعي بتنسيبه قائدا للفرقة الأولى فقام واحتضنني وقبلني وتحدثنا في أمور كثيرة، وفي اليوم التالي صدر الأمر بتعينه في منصبه الجديد فطلب مني تهيئة سيارة عسكرية مع ثلاثة جنود مسلحين لحمايته وتوجهنا إلى بغداد وكنت أعتقد أنه يريد الذهاب إلى وزارة الدفاع ولم أشعر إلا وسيارته تتوجه إلى شارع الكفاح حيث مقر الحزب الشيوعي هناك، فوقفت السيارة ونزل منها فترجلت مع أفراد الحماية ودخلت معه إلى المقر.

وعند وصولنا لردهة الاستقبال كان الرفيق عبد القادر البستاني نازلا من الدرج وعندما شاهده “الحصونه” أخذ يصرخ بصوت مرتفع “عاش الحزب الشيوعي العراقي “لقد كنت أنا والرفيق “فهد” على رحلة واحدة وحفظت وصاياه العشر” وتوجه مسرعا لاستقبال البستاني وأحتضنه مقبلا له ، وعندما  شاهدت تصرفاته لعب “الفار بعبي” وقلت أن هذا انتهازي وسوف يكون أول المرتدين إذا حدث شيء ضد الحزب، عندها قلت له سأعود إلى الحلة فقال وهل تتركني وحدي قلت له “أنت في بيتك الآن فما حاجتك لي” فقال نعم أنا في بيتي وصعد إلى حيث قيادة الحزب وعدت أنا إلى الحلة .

 وبعد أن وصلت إلى أهلي ارتديت ملابسي المدنية وتوجهت لمقر الحزب ودخلت على الرفيق جواد كاظم سكرتير محلية بابل وقدمت له تقريرا بما حدث وقلت في أخره أن هذا سيكون أول المعادين للحزب عند حدوث رده، وعندما قرأه الرفيق قال “كل يوم جاينه بشغله ساعة تگول شيوعي وساعة تگول مرتد أنته ما الك علاقة الحزب يعرف مصلحته” وفعلا ما أن تغيرت الرياح باتجاه مضاد للحزب حتى كان الحصونة في طليعة الموغلين بعدائهم للحزب وقام بإعمال لم تكن بالحسبان وكان أكثر عداء للحزب من بريطانيا ذاتها، فكان المتبرع الأول في حمل راية مكافحة ومحاربة القوى الشيوعية والتقدمية ونتيجة لمعرفته بأبي نصار صار يضايقه ويحاربه فأمر بنقله إلى العينة والى لواء 15 الواقع في الشعيبة في محافظة البصرة.

يقول: وبعد انتكاسة الثورة كنت أنتظر وصول جريدة اتحاد الشعب قرب المكتبة الواقعة في عمارة سعيد الأمين جاءني المرحوم فاضل عباس مردان وكان عريفا في الشرطة، واخبرني أن آمر الانضباط العسكري المرحوم علي هادي وتوت أمر بتوقيفي وتسييري إلى موقف حامية المسيب بسبب وشاية من بعض الطلاب عندما كنت طالبا في الدورة المسائية التربوية، علما بأن علي وتوت كان يدفع التبرعات للحزب ومشترك في الجريدة، وقد حاولت الاتصال به ولكنه تهرب من اللقاء ، فأودعت في موقف حامية الحلة.

وعندما حل الظلام جاءت مفرزة من أمن المعسكر فقيدوا يدي وعصبوا عيني واقتادوني إلى محطة القطار حيث أركبت في قاطرة مخصصة للحمولات وعند وصولي الديوانية أودعت في سجن الفرقة الأولى

بقيت في التوقيف حوالي “40”يوما وأحلت للمحكمة العسكرية وأطلق سراحي بعد وساطات عديدة.

وعندما عاد قائد الفرقة حميد الحصونة وعلم بإطلاق سراحي من التوقيف وتبرئتي من التهمة عاتب الحاكم محمد سعيد الجنابي وأمر بنقلي إلى لواء 15 وطلب من آمر اللواء وضعي تحت المراقبة لكوني شيوعي خطر، وكان بعض الرياضين يعرفون بطولاتي الرياضية فتوسطوا لدى الآمر أن أكون معهم في الفريق وفعلا عملت معهم  واشتركت بالبطولة وحصلت على ثلاثة كؤوس وكان الاستعراض برعاية القائد( حميد الحصونة) فعند تقدمي لاستلام الجوائز ولأربعة مرات أنتفض القائد وأضطرب وقال له بعصبيه وانفعال (ولك أذبك عله راسك الگاك واگف عله رجليك).

وظل القائد يلاحقه فنقله إلى العينة مرة أخرى، وبعد فتره نقله إلى النادي العسكري في الحلة و نقله بعد فتره إلى مدخر تموين المسيب التابع إلى اللواء الأول مع تشديد المراقبة والمضايقة لحين انفتاح أمر التسريح سنة (1960) فتسرح وعين معلما للرياضة ومادة العلوم للصف السادس الابتدائي لأنه خريج الدورة التربوية المسائية.

وبعد انقلاب 8شباط 1963 المشئوم أعتقل في 16شباط 1963 من قبل الحرس القومي وتعرض للتعذيب ثم أودع سجن الحلة المركزي

وحكمت عليه المحكمة بالإشغال الشاقة لمدة عشر سنوات وطلب منهم الحاكم (نافع عبد الله) الملقب (نافع بطه) البراءة من الحزب مقابل أطلاق سراحهم رفضوا ذلك فأنتفض الحاكم وشتمهم وأصدر الحكم بالسجن والإشغال الشاقة لمدة عشرة سنوات.

خفضت المحكومية إلى سبعة سنوات بموجب المرسوم الجمهوري 170 في 16-2-1966 ونهاية العام 1966 سير إلى أمن بابل في الحلة وطولب بتقديم البراءة من الحزب الشيوعي وعندما رفض الطلب أرسل إلى مديرية الأمن العامة لنفس الغرض وإمام الإصرار على عدم البراءة مورس معه  الضرب المبرح والسباب والشتائم وسير إلى معتقل الفضيلية وحجز هناك لأكثر من شهرين حيث جاء وزير الداخلية صبحي عبد الحميد لزيارة المعتقل وعرضوا عليه مشكلتهم أمر بإطلاق سراحه وكان ذلك بعد نكسة حزيران عام 1967 حيث أرسل مرة أخرى إلى سجن السراي ومنه إلى أمن الحلة ،وظل في أمن الحلة أكثر من (20) يوما وقد تعرض للضرب والإهانة من قبل رجال الأمن لامتناعه عن إعطاء البراءة، وبعد التوسط لدى مدير أمن الحلة أطلق سراحه من السجن بعد أن مكث أكثر من ستة أشهر في المعتقلات رغم انتهاء محكوميته.

وفي سنة 1968 أعيد إلى الوظيفة وظل يتنقل بين المدارس الريفية وفي سنة 1983 قدم طلبا لأحالته على التقاعد تخلصا من المضايقات والمراقبة الشديدة.

وبعد سقوط النظام الفاشي عاد لممارسة نشاطه في المجالات المهنية، وأنتخب عضو مجلس إدارة الجمعية الإنسانية للمتقاعدين، وعضواً في الهيئة الاستشارية لمحلية بابل، ورغم أنه يتعكز على عكازه لكبره ظل ذلك النشط المثابر في حضور الاماسي والاحتفاليات التي يقيمها حزبه الشيوعي ويشارك في التظاهرات وآخرها انتفاضة تشرين الشبابية التي كان يشارك بها في كرسيه المتحرك وأخيراً وافاه الأجل يوم 2 تموز 2021 لتبقى ذكراه عطرة في سجل الخالدين.

***********

 

الصفحة التاسعة

 

«طريق الشعب» والانتفاضة التشرينية 

رضي السماك

 

بدايةً يسعدني ان ازف اعمق التهاني الرفاقية القلبية الحارة لصحيفة “طريق الشعب” في عيدها الستيني، وكذلك لكل المحررين والعاملين فيها، لقد لعبت هذه الصحيفة المناضلة، سواء بمسماها القديم خلال سني العمل السري، ام خلال سني عملها العلني القصيرة دورا محوريا من جانبين مترابطين: الاول يتمثل في توعية الجماهير المتعلمة بمصالحها الطبقية والسياسية، وبخاصة العمال والفلاحين وسائر الطبقات المسحوقة، فضلا عن المثففين والطلبة ممن ينحدرون غالبا من تلك الطبقات، والثاني يتمثل في دورها المساعد في استقطاب العديد من الاعضاء الجُدد للحزب. 

شخصيا تعود ذاكرتي الى “طريق الشعب “ حينما كنت طالبا جامعيا لا يتجاوز عمري 19 عاما عند ما استلمتها لاول مرة في اول عطلة صيفية جامعية بعد عودتي من القاهرة للوطن عام 1973 او 1974 وجذبني بشدة جمال ترويستها الاخاذ وما تتضمنه الصحيفة من موضوعات حيوية في مختلف القضايا التي تهم الشعب العراقي والعالم العربي والعالم وفق نهج طبقي وطني تقدمي اممي واضح المعالم . وفي شتاء السنة التالية1974 او 1975 واثناء زيارتي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان يُنظّم حينذاك في الجزيرة بالجيزة،  اتذكر باني دلفت فور دخولي المعرض الى الجناح الرسمي للصحافة التي تصدر باسم النظام الدكتاتوري السابق، وكنت واهما بان وجود مصالحة وطنية  جبهوية بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث الحاكم كفيلة بان يكون هذا الاخير امينا صادقا في عرض صحيفة “حليفه الاستراتيجي”   “ طريق الشعب”  الى جانب ما يعرضه من صحف ومجلات عراقية اخرى من يومية واسبوعية وشهرية وفصلية تمثل خطه، او ثقافية وادبية عامة كالمورد الفصلية، لكن  لم اجد لها اثرا فخاب املي ومسعاي! وبالرغم من ان صاحب الجناح البعثي الذي استقبلني بحفاوة حاول عبثا مرات مساعدتي فيما ابحث عنه بعد ان عرض علي ماهو متوافر من صحافة بعثية كالجمهورية والثورة الا اني اعتذرت بلطف عن استلام اي منها،  باستثناء المجلات ذات الطابع الثقافي العام ، وبعد الحاح شديد من جانبه وتردد طويل من جانبي،  وبعدان ساورني لوهلة وهم بوجود ربما ثمة عدد او اكثر من الاعداد اليتيم  المتبقية بعد نفادها مخباة لديه في الجناح، قلت له : اني ابحث عن صحيفة “طريق الشعب”. فما كان منه الا ان نظر لي شذرا مذرا مسددا لي شرار عينيه الغاضبتين وطردني من الجناح شر طريدة متبوعة بشتيمة باللهجة العراقية، ومازال الى اليوم احد الرفاق من زملائي الطلبة ممن حكيت له هذه الحكاية يُذكّرني ضاحكا بها  -من باب المزاح- كلما التقاني. بعد ذلك صرت لا اتمكن من الحصول على بعض اعدادها الا من نفس المصدر المذكور في العطلات الطلابية التالية، وبعد تخرجي عام 1976 صرت اتلقى اعدادا قليلة منها بين الفينة والاخرى مطوية الى اصغر حجم بسب مناخ العمل السري وذلك طوال سنة او سنتين فقط، اذ سرعان ما احتجبت الصحيفة بسبب الهجمة القمعية الوحشية  الدموية على الحزب اواخر سبعينيات القرن الماضي .

ومنذ بداية اصدارها العلني الاخير بعد سقوط النظام السابق، فقد اضحت “طريق الشعب “ تحت متناول يد كل مهتم بها بفضل الانترنيت واختراع وتطور وسائل التواصل الاجتماعي. وفي تقديري بان الفترة التي لعبت فيه الصحيفة دورا نضاليا تاريخيا في منتهى الاهمية منذ عودة اصدارها الجديد هو ابان اوج تفجر الانتفاضة التشرينية 2019 قبل تفشي وباء كورونا. فقد كانت بحق طوال شهورها الاولى قبل انحسارها النسبي بسبب الوباء صوت الانتفاضة ولسان حالها والمعبر الاول عنها، ولا يُقدّر حجم التفاني الكبير الذي يجترحه ويبذله رئيس التحرير ومعه كتيبة المحررين والعاملين في الصحيفة والذي كان ظاهرا من تنوع مواد كل عدد من اعدادها المخصصة بمعظمها للانتفاضة، اقول لا يقدر مثل ذلك الجهد المتفاني بصمت الا من له خبرة العمل داخل المطبخ الصحفي، ككاتب هذه السطور.

والحال لم يكن غريبا ان تنال “الانتفاضة التشرينية”  كل هذا التقدير والاهتمام البالغين  من قِبل” طريق الشعب”، ذلك ان هذه الانتفاضة لئن صح في تقديري واجتهادي المتواضع كانت وما زالت اول انتفاضة سلمية جماهيرية في تاريخ العراق ذات مضمون طبقي واضح ، ويمكنك ان تستجليه من وجوه معظم فتيتها وشبيبتها المنتفضين البواسل ، اذ يشكل المسحوقون والمهمشون المنحدرون من العوائل العمالية والفلاحية وعامة العوائل المعدمة سوادها الاعظم، وبشعارات واقعية في مطالبها المعيشية والديمقراطية من اجل الحياة الكريمة في وطن لطالما عاث فيه فسادا في سنوات قليلة المفسدون ما لم تعثه كل الانظمة الدكتاتورية منذ تاسيس الدولة العراقية قبل قرن من الزمن. ومن يجيد التفرس جيدا في الوجوه سيجد حتما ثمة فرق واضح في قسمات وسحنات وجوه شباب الانتفاضة التشرينية الثائر المتفجر غضبا صادقا وبين قسمات وسحنات شباب شتى المظاهرات الاخرى التي لا تندرج ضمن فعاليات الانتفاضة التشرينية سواء في الماضي ام في وقتنا الراهن.

نكرر التهاني الحارة لصحيفة الكادحين والمعدمين “طريق الشعب”  صحيفة “الانتفاضة التشرينية”  الباسلة التي اذ هي- الانتفاضة - في استراحة المحارب،  فانها تتاهب لانطلاقتها الثانية لمواصلة معاركها ضد نظام المحاصصة الفاسد حالما تنقشع الجائحة حتى تتحقق كامل مطالبها ومطالب  الشعب العراقي عامةً ..  وعقبال عيدها المئوي.  

 

 

الشيوعون بكل زهو وثقة.. نحو مؤتمرهم الحادي عشر

 

حسين علوان

 

تنشغل منظمات الحزب القاعدية منها والقيادية بعمل دؤوب استحضارا لاستحقاق انعقاد المؤتمر الحادي عشر لحزب الطبقة العاملة والفلاحين وباقي فئات المجتمع التي تسعى لبناء وطن خالي من الاستغلال والاضطهاد والتهميش.

ينعقد مؤتمر حزبنا في ظل ظروف غاية في التعقيد والتأزم في الوضع السياسي والامني التي تتعرض لها بلادنا بعد ان أفرزت النتائج الاولية للانتخابات الخسائر الفادحة للكتل والكيانات التي كانت مهيمنة على اللوحة السياسية في البلاد والتي عاقبها الشعب بمقاطعته لتلك الانتخابات التي جاءت مخيبة لأمالهم واحلامهم التي أسسوا عليها بتشريعهم قانون الانتخابات المناطقي الذي ظفر به التيار الصدري نتيجة هيمنته على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

ان الصراع الدائر بين قوى الإطار التنسيقي وما يقابلها من القوى الفائزة في الانتخابات قد يفضي الى صراع مسلح يدفع الشعب والناس الأبرياء ثمنه نتيجة عدم القبول بنتائج الانتخابات والسعي لجر البلاد للدخول في نفق مظلم بدوافع اقليمية معروفة.

كما أن التعرض لمنزل رئيس الوزراء والاعتداء عليه بالطائرات المسيرة ماهي الى اولى تلك الخطوات لجر القوى الفائزة للمواجهة عسكريا وخلق الفوضى بحرب أهلية مدمرة لانهاء النظام الديمقراطي في البلاد .

لقد أدان حزبنا الاعمال الاجرامية التي تعرض لها السيد رئيس الوزراء ممثل رأس الهرم في الدولة العراقية ومحط هيبتها التي أهينت بفعل تهور جبان لقوى لا تريد للبلاد من الخروج من النظام المحاصصي سيء الصيت وقد وجه الحزب الدعوة لكل القوى والاحزاب والتيارات لتجاوز الازمة بالبحث وايجاد الحلول للازمة بوضع مصالح البلاد فوق كل الاعتبارات والقبول بمخرجات العملية الانتخابية ونتائجها  التي جرت في 10 / 10 والابتعاد عن لغة السلاح والتسليم ان الاوضاع لم تحتمل الكثير من الصراع الذي لا يفضي سوى الى الدمار  والقبول بالتهدئة والجلوس الى طاولة الحوار وحل جميع القضايا بحرص وطني صادق .

هكذا كان موقف الحزب المبدئي من الاحداث الجارية بحقن دماء الشعب ومحاولة أيجاد البدائل للمتنافسين في صراعهم على السلطة. ان حزبنا وهو يتهيأ لأعداد وثائقه التي ستناقش في مؤتمره العام يهيب بكل المواطنين اغناء تلك الوثائق التي نشرتها جريدة الحزب ( طريق الشعب )  والسعي لتقديم الآراء والملاحظات وبروح الحرص على نهج سياسة الحزب في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا وسوف يتعامل الحزب مع تلك الآراء والملاحظات بكل جدية واعتزاز  بروحية  النقد البناء  والحريص فعلا على تقويم سياسة الحزب والاخذ بها بعد دراستها .

أن منظمات الحزب تعمل بمثابرة بدراسة مسودات الوثائق وتقدم ملاحظاتها القيمة حولها لرفدها الى اللجان المختصة على أعدادها للأخذ بها ويتحصن المندوبين بكل ملاحظات منظماتهم التي سيحملوها معهم في حضرة المؤتمر لمناقشتها بكل حرص وهم يرسمون نهج وسياسة حزبهم المجيد لأربع سنوات قادمة واضعين امام أعينهم دماء شهداء الحزب وتاريخه المجيد بالعمل والمثابرة لأعلاء راية حزب فهد وسلام عادل وجمال الحيدري وعايدة ياسين وسعدون وكواكب الشهداء الاماجد منذ التأسيس لغاية اليوم بكل ثقة وأمل وانتصار...

 

 

المفوضية … صلاحياتها وحدودها

سلوان الاغا 

 

يرتكز بناء البلدان وتطورها على وجود مؤسسات رصينة فيها ويرتبط تقدمها بمقدار ما تقدمه تلك المؤسسات بكل أشكالها وتصنيفاتها من خدمة في مجالها لتلبية حاجات ومتطلبات المواطنين وتطلعاتهم، إذ أنها عملية تمثل لب وجوهر مفهوم الديمقراطية عندما تنجح السلطات في بلد معين بان تكون على قدر المسؤولية والمهام المكلفة بها وتكون عند حسن ظن مواطنيها باعتبارهم الجهة المستفيدة من ناتج خدمات هذه المؤسسات التي جاءت وفقا لعمليات وإجراءات وآليات تعبيراً عن توجهات الناس وآرائهم في كيفية إدارة الدولة وهذا بالتأكيد هو تطبيق لمبدأ الديمقراطية .

وانطلاقاً من مسميات كثيرة ضمن إطار بناء الدولة أن تتسم تلك المؤسسات بما يناسب الغرض الذي وجدت من أجله ومن هذه المؤسسات والتي ألفناها بعد ٢٠٠٣ هي مفوضية الانتخابات “ المستقلة “ والتي يهدف وجودها لتنظيم وادارة ومتابعة عملية الانتخابات وتطبيق قوانينها كونها مفتاح تمثيل صوت الشعب لإنتاج مجلس نيابي تنبثق منه حكومة وبشكل دوري، مع التأكيد بأن العملية الانتخابية هي آلية من آليات الديمقراطية وليست كلها.

فالمفوضية كمؤسسة كان وضعها مثاراً للجدل منذ تشكيلها بعد ٢٠٠٣ والتي بُنيت وفق نظام المحاصصة الذي يدار به البلد بجميع مفاصله وهذا ما تصدّر مطالب كل الاحتجاجات والتظاهرات منذ انطلاقها وتوسع رقعتها وأصبح مطلب تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة فعلا وليس مصطلحاً( بدون اقواس تنصيص) هو مطلب جماهيري حقيقي تبنته الساحات وصدحت به الاصوات ، ولا زال لهذا اليوم يتصدر مطالب المحتجين وحلقات النقاش والحراك الاحتجاجي حتى بعد إعادة تشكيلها نتيجة ضغط انتفاضة تشرين ٢٠١٩ اذ تم تكليف مجلس مؤلف من قضاة مع مراعاة التوزيع الجغرافي وهذا يضع علامات استفهام كثيرة ، إن المتابع والمراقب والمتعاطي مع هذه المؤسسة يلاحظ ضبابية وغموض وتداخل في حدود عملها والمساحات المعنية بالوجود فيها فتارة نجدها تتخذ مواقف سياسية تتعلق بالمشاركة والمقاطعة بالقبول من عدمه وتحديد توقيتات معينة منها مبكر ومنها متأخر، وتارة تصرح بأمور فنية تخص ادارة الانتخابات من موارد بشرية ولوجستيات عندما يكون الحديث عن مدى توفر بيئة انتخابية آمنة، لتناقض تصريحات أخرى تتكلم عن عدم إمكانية وضع سقف محدد للدعاية الانتخابية مما يفرض عدم وجود نقطة شروع واحدة للمرشحين لانطلاق دعايتهم وينافي مبدأ العدالة في ظل وجود تشكيلات مشاركة لها أجنحة مسلحة مع سطوة شبح السلاح المنفلت الذي يمثل هاجسا ملموسا، ناهيك عن فتح باب الدعاية الانتخابية قبل ثلاثة اشهر من يوم التصويت. لذا نجدها أي المفوضية تدخل لمساحات مختلفة منها السياسي ومنها الفني ومنها الاجتماعي لتبدي رأياً هنا وتصريحا هناك وموقفاً في احيان معينة.

من هذا كله يستمر الشك وعدم الارتياح وعدم القناعة بأن هذه المؤسسة قادرة على إدارة وتنظيم العملية الانتخابية بالأخص فيما يرتبط بالجوانب المعنوية وثقافة الانتخاب والوعي بالدعاية والترويج والتصويت.

 

 

بيلوسي .. النظام الاقتصادي الأمريكي الحالي أدى إلى انتشار عدم المساواة

******************************************

الصفحة العاشرة

 

التجربة الصينية .. مفاهيم تحت نيران النقد !

د. صالح ياسر

 

عند التأمل في التجربة الصينية، ثمة مفهومان يحتاجان الى وقفة خاصة هنا وهما: “اقتصاد السوق الاشتراكي” و”الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الخاصة”.  ينطلق نقاد هذين المفهومين من واقع ان الغموض الذي يحيط بهما يترك مجالاً واسعاً للجدل حول الاصلاح الاقتصادي الصيني، في الصين وفي خارجها (1).

 

باختصار شديد، يشير مصطلح “اقتصاد السوق الاشتراكي” الى اقتصاد هجين، في حين يشير مصطلح “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الخاصة” ببساطة الى نظامين اجتماعيين يعاض أحدهما الآخر بوضوح. وهو يوازي القول “رأسمالية ذات خصائص صينية خاصة”. وهذا يكشف كيف ان صيغة دينغ سياو- بينغ، كما جري تطبيقها في الصين، تهدد بهدم الحدود بين الرأسمالية والاشتراكية، كما يرى البعض. ان ما يميز الاصلاح الاقتصادي الصيني- بحسب نقاده- هو غموضه؛ فهو يخط سبيلاً جديداً للتطور، بديلاً للرأسمالية السائدة في الغرب. ويلخصون قولهم، بأن ما يجري في الصين لايتواءم بدقة مع اي نوع معروف من التطور الاشتراكي.

ومع ذلك، فان هذا الغموض النظري لا يحول دون ذكر حقيقة تجريبية لا تقل عنه غموضاً. إن ما يجري باسم “اقتصاد السوق الاشتراكي” او “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الخاصة”، التي أقرها الحزب الشيوعي الصيني عام 1982، يلقي الشك بشأن الحجة التي تقول ان اقتصاد الصين اليوم يقوم “دون الفوضى والتفاوت الطبقي البنيوي الذي يتصف به نظام السوق الرأسمالي”. ومن المفيد الاشارة هنا الى ان “اقصاد السوق الاشتراكي” يعاني من تناقضه الداخلي. فمن جانب يعمل هذا الاقتصاد على التسريع بتطور الاقتصاد الصيني، وفي المقابل يولد الاستغلال والصراع الطبقي. فقد شهدت هذه الفترة فجوة بين الفقراء والأغنياء، وبين الريف والمدينة، والى البطالة والاستقطاب الاجتماعي... الخ. ولوحظ بروز مؤسسة اقتصاد السوق على حساب المساواة والعدالة الاجتماعية، وظهور مجموعات من رأسمالية منكفئة على نفسها، فئة من الموظفين تتوأطأ مع الراسماليين المحليين والاجانب المتصلين بالشركات المتعدية الجنسيات. وهناك من يرى ان من الصعب الاستنتاج بان الصين ليست بعيدة كثيراً عن الرأسمالية وأزماتها المتفجرة. اذ شهد العقدان الأخيران، موجات من المقاومه في صورة اضرابات واحتجاجات تلقائية ضد الخصخصة المكشوفة، وضد الفساد في الصين.

في تقريره الى كونفرنس الحزب الشيوعي الصيني السابع عشر، تحدث الرئيس الصيني هيوجنتاو Hu Jintao عن المزج ما بين النظام الاشتراكي واقتصاد السوق. وحين أخذت الصين بسياسة الانفتاح، و تبنت الحكومة سياسة “اقتصاد السوق” ودعي بـ”اقتصاد السوق الاشتراكية”، فإنه ببساطة، لم يكن اقتصاد سوق؛ فالحكومة كان بوسعها ان تسيطر على هذه السوق. ولكن مع تطورها، بدأ “اقتصاد السوق الاشتراكي” يكشف عن طابعه الرأسمالي خطوة فخطوة. وبدأت وظيفة الدولة تتحول من السيطرة على السوق الى خدمة هذه السوق.

وفي مثل هذا التطور المتناقض ليس مفاجئة ان تُحدِث “الاصلاحات” المطبقة في الصين جدلا فكريا وسياسيا صاخبا، وادى ذلك الى طرح السؤال التقليدي: هل الصين رأسمالية ام اشتراكية؟ وهو سؤال يبعث على التحدي الفكري طبعا.

ففي الصين المعاصرة، هناك من يصر على ان الصين لم تصبح رأسمالية بعد. ويرى هؤلاء ان اقتصاد السوق المطبق هو عبارة عن ميكانيزم اقتصادي ليس إلا، يستخدم من طرف الحكومة لانجاز اهداف اشتراكية معينة يمكن تقييدها إذا فشلت في تحقيقها. ويضيف هؤلاء ان الحكومة الصينية، التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني، تتمتع بسيطرة كلية في الاقتصاد تفوق ما تتمتع به أية اشتراكية ديمقراطية رأسمالية. وفي الحقيقة، فإن إنتاج وتوزيع السلع يوجد في مختلف الأنظمة الاقتصادية. وتذهب هذه المقاربة الى أبعد من ذلك حين تؤكد على ان السوق يلعب الآن دورا اكثر اهمية وأساسيا في تخصيص المصادر بعد الاصلاح والانفتاح على العالم، رغم الاستدراك بان البعد التخطيطي لم يختف (2). وإذا دفعنا هذه الاطروحة الى نهايتها لوجدنا انها ترى أن السوق “محايدة” ويمكنها – أي السوق- ان تتكامل مع الاشتراكية او الرأسمالية. وطبيعي ان ثمة تلاعب نظري هنا لابد من التوقف عنده. فطالما ان ما يوجد اليوم في الصين هو “السوق”، وطالما ان هذا “السوق” يعمل في خدمة النظام الاشتراكي، فإنه – بحسب هذه الاطروحة - لا حاجة لمناقشة الآثار التي يتركها هذا السوق ومنطقه.

وهناك من يذهب ابعد من ذلك. فمثلا يرى رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، الدكتور تشو وي ليه أن “السوق الاشتراكية” تعد أحدى منتجات الثقافة الصينية ! ومن أهم ما يميز الثقافة الصينية – بحسب “وي ليه” - أنها تستطيع الجمع بين النقيضين، ليس مجرد سوق أو مجرد مركزية، و”هذا تطوير في الفكر الاشتراكي وضعه الصينيون. فالسوق لا يمكن أن تحل محل الدولة، خاصة في المشروعات الكبيرة مثل الكهرباء ومحطات المياه وغيرها. الدولة هي التي تتولى إقامة وتمويل هذه المشروعات”.

بالمقابل هناك من يرى ان “الاصلاح” قد انحرف نحو الرأسمالية، ونشأت بسببه معضلات جدية كثيرة. ويدللون على ذلك استنادا الى جملة معطيات من بينها:

 

أولا: تعاظم دور القطاع الخاص وإضعاف الملكية العامة.

ثانيا: تنامي التفاوتات الاجتماعية.

 

حيث يلاحظ تنامي الاعداد المتزايدة من المليارديرية، والمستغِلين الاحتكاريين الاجانب وتعاظم دور الشركات المتعدية الجنسية. ويمكن الاستنتاج بان ثمار الازدهار التنموي كانت من نصيب الباحثين عن الربح في الشركات المتعددة الجنسية والمستثمرين المحليين الكبار، وهاتان المجموعتان ترتبطان ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا لاستنادهما على قاعدة طبقية واحدة.

ومن المفيد الاشارة هنا الى انه يوجد أكثر من 100 شركة من بين أكبر 500 شركة عالمية لها استثمارات ضخمة في الصين وأكثر من 400 شركة من هذه الشركات لها مكاتب داخل الصين.

واضافة لذلك فان هناك معطيات أخرى تعزز من صورة التفاوت المتعاظم بين الفقراء والاغنياء. فقد قالت صحيفة (تشاينا يوث دايلي) ان 20% من السكان يسيطرون على 51% من الثروات فيما الـ 20% التي تمثل اكثر الصينيين فقرا لا يملكون سوى 0.4%  اضافة الى ذلك، فان 3.5%  من السكان تجني 20 الف يوان (2400 دولار) في السنة، لكن اكثر من النصف يجنون اقل من الفي يوان، بحسب الصحيفة. وإضافة لذلك كان هناك 10% من أغنى القاطنين في المدن يملكون 35% من الموجودات بينما لا تبلغ موجودات العشرة بالمئة من الفقراء سوى 1.4%.

ومن المؤكد أن ارتفاع الدخل والتفاوت في توزيع الثروة قد ارتبط بالتحول السياسي في الهيمنة والملكية بين القطاع العام والتعاوني والخاص نتيجة هذه “الاصلاحات”.

 

ثالثا: ضعف قوة العمال والفلاحين.

 

رابعا: تعاظم وتائر المديونية وخصوصا بعد تفجر الازمة المالية العالمية والتي تحولت الى ازمة اقتصادية عالمية في 2008 (3).

    فمثلا منذ انفجار الأزمة المالية العالمية في سبتمبر 2008، انتقل الديّن من 9000 مليار إلى 23000 مليار دولار. كما ارتفعت نسبة دين البلد الإجمالية (الدين الخاص والعمومي)، وفق مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الإئتمانى، من نسبة 75% إلى نسبة 200% من النتاج الداخلي الخام، وجزء منها متعلق بالديون التي منحتها مؤسسات مالية موازية، إلى درجة الخوف من انفجار النظام المصرفي الصيني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) قارن: باربارا فولي، “طرق متقطعه: مستقبل الصين تحت النقاش”. في: “الصـين: الاشتراكية، الرأسمالية، السوق. ما هي الآن؟ والى أين تتجه؟”، ص 26. 

(2) لمزيد من التفاصيل قارن: تسياوكين دِنغ، “اقتصاد السوق الاشتراكية–الصين والعالم”. في: الصين: الاشتراكية، “الرأسمالية، السوق. ما هي الآن؟ والى أين تتجه؟” (مجموعة مقالات)، ترجمة عزيز سباهي (بغداد: منشورات الثقافة الجديدة، 2013)، ص ، ص 62.

(3) للمزيد من التفاصيل حول الازمة الاقتصادية العالمية هذه قارن: صالح ياسر حسن،”الاقتصاد السياسي للازمات الاقتصادية في النسق الرأسمالي العالمي – محاولة في فهم الجذور” (بغداد: دار الرواد المزدهرة، 2011).

 

 

إكتوبر ودروس التجربة.. سجالات وأسئلة

د. إبراهيم إسماعيل

 

مرت قبل أيام الذكرى الرابعة بعد المئة لإنتصار ثورة إكتوبر الإشتراكية العظمى، التي مثلت لأجيال من الشيوعيين والديمقراطيين حلم قيام مجتمع يتمتع فيه البشر بآدميتهم. كما تمر بعد أسابيع الذكرى الثلاثون لتفكك الإتحاد السوفيتي الذي كان نتاجاً لتلك الثورة، وإنهيار التجربة الأولى لدولة إشتراكية حديثة في العصر الراهن.

 

وككل عام تشهد هذه الذكرى المهيبة أو تلك، سجالات وحوارات واسعة، بعضها يتسم بالموضوعية والرقي وبحسن الإصغاء وعدم إدعاء العصمة، بينما يفرط البعض الأخر في مجافاة ذلك، متشدقاً بديمقراطية تضمن له حق النقد وتحجب عن الأخرين حق الرد عليه! ولعلنا نستطيع بعجالة تلخيص أبرز تلك السجالات بالنقاط التالية:

 

أولاً: هل جاءت الثورة في ميعادها؟

 

يدعي البعض بأن ثورة إكتوبر كانت فعلاً إرادويا وتعجلاً ثورياً، أحرق المراحل وبالغ بأهمية العامل الذاتي، غير أن أي تقييم موضوعي لما حدث يشير الى أن الثورة كانت قراءة محددة للماركسية في ظروف روسيا، هذه القراءة التي أوضحت بأن روسيا هي أضعف حلقة في سلسلة النظام الرأسمالي العالمي، بسبب تخلفها الزراعي والصناعي وبسبب الويلات التي جرتها عليها الحرب العالمية الأولى، وهي لهذا الحلقة الأسهل على الكسر. 

ولم تكن إستراتيجة البلاشفة وتكتيكاتهم قد بنيت على رؤى نظرية مجردة فقط، بل كانت حصيلة تراكم الخبرة الثورية، وإستجابة لرفض ملايين الناس للواقع وإستعدادهم للعمل المنظم، وهو ما تمثل في سلسلة من الثورات والإنتفاضات والهبات الواسعة التي لم يكن لها غير هدف مشترك واحد هو الحرية والعدالة الإجتماعية، حتى وصل عددها الى 33 ألف تمرد خلال 15 عام، أي بمعدل 6 تمردات في اليوم الواحد.

وتجدر الإشارة أيضاً الى أن البلاشفة لم يلجأوا للثورة البروليتارية الا بعد أن خانت حكومة كيرنيسكي البرجوازية مطامح الناس الذين أوصلوها للسلطة بثورة شباط، حين رفضت إبرام السلام وتوفير الخبز وأّصرت على مواصلة الحرب وتركت الأراضي في حوزة الإقطاعيين وانحازت للنبلاء والطفيليين والملاكين العقاريين ومارست العنف والقمع الوحشي ضد الناس.

ولهذا فإن عدم قيام ثورة إكتوبر في حينها، لم يكن ليفتح الطريق أمام تطور رأسمالي سريع كما يدعّي البعض، بل كان سيحول روسيا الى تابع رأسمالي متخلف. يقول تروتسكي “لو قدر للرأسمالية أن تعود الى روسيا بعد اكتوبر، لكانت ستظهر ذات العجز التاريخي الذي أظهرته قبيل إنفجار 1917”. وقد أثبتت عودة الرأسمالية الى هذه البلاد تلك المقولة، حيث حدثت ولازالت فوضى شاملة أفقرت الملايين وزادت أعداد الفئات المهمشة، فيما إنخفض الإنتاج الصناعي في روسيا بنسبة 50% والزراعي بنسبة 60% و نهبت المافيات الثروة الوطنية، وتم تهريب الرساميل الوطنية بما يقدر بـ 450 مليار دولار(1). وجرى تحطيم القيم الانسانية التي عمدت الأنظمة الإشتراكية لغرسها بين الناس وإنتشرت العنصرية والأنانية والجريمة المنظمة والدعارة والرشوة وغيرها، حتى بلغ عدد العصابات 9000 عصابة تهيمن على 400000 مؤسسة وتمتلك 450 بنكاً.

 

ثانياً: هل كان العنف مبرراً؟

 

إعتاد أعداء ثورة أكتوبر إستغلال ما رافقها من عنف، الى الحد الذي تم فيه وصف ثورة شارك فيها ملايين الجياع والحفاة بإنها لم تكن سوى إنقلاب دموي، فيما تم التغافل البشع عن موت مليوني روسي على الجبهة و ثلاثة ملايين روسي بسبب الأوبئة وسيادة الأمية والعبودية في أرجاء البلاد! ولهذا يحق للمرء التساؤل عما إذا كان هؤلاء السادة لا يرون في إنتشار الجوع وارتفاع الاسعار بمعدل 11,9% واهدار ثروة بلغت 115 ترليون روبل، وإرتكاب الفاشست الكورنولوفيين لمجازر لا عد لها وتدخل 14 دولة بمئة وثلاثين ألف جندي، عنفاً؟ وما إذا كان دفاع ملايين الجياع البؤساء عن حقهم في الحياة والعمل والتعليم والصحة عنفاً دموياً؟ وما إذا كانت هذه الحقوق أقل قدسية من حق التعبير عن الرأي وحرية التملك؟

ويبدو مهماً أيضاً التأكيد على حقيقة يجري إنكارها، تتمثل في إن الأحداث السياسية التي رافقت الثورة كانت تصويتا ديمقراطيا حقيقيا لصالح مشروع البلاشفة، حين قرر مؤتمر سوفيتات روسيا الذي إنعقد بمشاركة مندوبين من كل أرجاء البلاد، تأييد قرار إزالة حكومة كيرنسكي بموافقة 590 مندوباً مقابل رفض 80 مندوباً أي بنسبة 88% !

 

ثالثاً: ماذا تحقق؟

 

وتسعى الأصوات غير المنصفة الى حجب منجزات الثورة والتعتيم عليها كجزء من حملة التشوية التي تشنها. ولهذا لا بد من الإشارة الى ما حقتته ثورة أكتوبر والنظام الذي ولد عنها من منجزات على صعيد التاريخ البشري كله.

لقد تمكنت روسيا بفضل ثورة أكتوبر من تخطي تخلفها الإقتصادي والثقافي لتصبح دولة عظمى خلال سنوات قليلة، عبر نقل السلطة من طبقة أُستنفذ دورها التاريخي (تعفن النبلاء والطفيليين من جهة وعجز البرجوازية التام وغربتها عن الشعب من جهة مكملة) الى طبقة أشرقت عليها شمس التطور الموضوعي. كما أدخلت الثورة مجتمعات مختلفة في درجة تطورها (رعوية ــ رأسمالية متخلفة) الى فضاء الحضارة الحديثة، عبر إنهاء فوضى الإستغلال الوحشي وبناء مجتمع متجانس، يسوده جمال العدالة والمساواة. وتم تحقيق منجزات غير مسبوقة في مستوى الخدمات الأساسية للناس كالتعليم والصحة والنقل والسكن والطرقات والتغذية ورعاية الأطفال والحاجات الثقافية وغيرها.

لقد حقق الأتحاد السوفيتي، وقبل أية دولة أخرى، قضاءً شاملاً على الأمية، وتطوراً مذهلاً في التعليم الأساسي والجامعي والعالي، وكان 70% من سكانه من حملة الشهادات الثانوية والمهنية و10% من حملة الشهادات الجامعية، وإعتبر الدولة الأولى في العالم في ميدان التعليم، وعُرف ببلاد العلماء والمخترعين والفنيين، وكان أول من أطلق قمراً صناعياً وأول من غزا الفضاء.  

ولأول مرة في التاريخ، حققت المرأة مساواة حقيقية، حيث كان 75 – 80% من العاملين في الصحة والتعليم من النساء، واحتلت المرأة ما يقارب نصف الوظائف الحكومية، ومُنع تشغيلها في المهن الشاقة وتوفرت لها امتيازات خاصة اثناء الحمل والرضاعة وتربية الأطفال، فيما كانت أعداد دور الحضانة ورياض الأطفال ومراكز تشغيل وتأهيل النساء، أكبر بكثير منها في الغرب الرأسمالي.   

ولعبت التأثيرات الإيجابية للثورة دوراً مهماً في تفكيك النظام الكولونيالي وتحقيق الإستقلال السياسي لمجموعة كبيرة من الشعوب التابعة والمستعبدة، وأعاقت الهيمنة الكاملة للأمبريالية على العالم. كما أضطرت الرأسمالية، وخشية من قوة المثل الذي ضربته التجربة الإشتراكية، الى تحقيق وتنفيذ ما أصطلح علية دولة الرفاه الاجتماعي وبمستويات متباينة ومتذبذبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خيارنا الإشتراكي - الوثيقة الفكرية للحزب الشيوعي العراقي

**********************************************

الصفحة الحادية عشر

 

كتابان عن مئوية القصة والرواية العراقية

 

  • للدكتورة لاهاي عبد الحسين، صدر مؤخراً كتابها “من الادب الى العلم/ دراسة في علم اجتماع القصة والرواية العراقية” عن دار الشؤون الثقافية – بغداد.
  • كما صدر للدكتورة نادية هناوي كتابها “ قصة القصة/ دراسة ميثولوجية في جريان القصة العراقية من المنبع الى المصبات” عن دار غيداء- الأردن.

الكتابان يقدمان رؤية تاريخية/ اجتماعية وميثولوجية عبر مئة عام من ظهور اول للقصة العراقية.

 

*************

ابراهيم الخياط: التماهي بين الشعر والتجربة

فاضل ثامر

 

عندما أقرأ قصائد الشاعر الراحل ابراهيم الخياط، يخيل لي إني أقرأ قصيدة واحدة،متصلة، ومترابطة، حتى لتغريني بوصفي ناقداً مولعاً بالتصنيفات والتحقيبات، بالحديث عن تشكل متوالية شعرية، على غرار المتوالية السردية في السرد القصصي والروائي، والتي تجعل نصوص مجموعة قصصية ما تتكامل وتترابط،ضمن رؤيا فنية وحياتية موحدة، ربما لتشكل ما أسماه الشاعر المغربي محمد بنيس مرة، وهو يتحدث عن الشعر المغربي الحديث بـ” المتن “ الذي قد يكون قصصياً أو شعرياً.  وهذا المتن الشعري المتماسك الذي تنسجه قصائد ابراهيم الخياط يبدو أحياناً مثل سيرة ذاتية يرويها الشاعر، وربما يذريها ذرة، ذرة، وهو يقدم شهادته عن حياته، وحياة جيله ومدينته التي عشقها حتى الموت، وجعل من نهرها خريسان، فراتاً دافقاً بالحياة والخضرة والفرح.

 

 

وهذه القصيدة الطويلة شبه العنقودية تبدو مثل مونولوغ داخلي مطول يخاطب فيه الشاعر نفسه، ويدعو الآخرين لمشاركته هذا الاحتفاء، ويقدم بعفوية شهادته اللا تكذب عن عصره، فهو شعرياً، لايعرف أن يكذب ، وإن قالت العرب أن أجمل الشعر أكذبه.

فالشاعر حاضرٌ دائماً بروحه وجسده وصوته، عبر ضمير المخاطب وهو يلقي بالحصى والاسئلة ويرسل وصاياه الأخيرة للريح ولجنة البرتقال وماء نهر خريسان، ولتلك التي أسرت أول الكاظمين فها هو في قصيدة “الغيوم” يخاطب ذاته عبر ضمير المخاطب (أنا)

“ ذات حرب

غفوتَ تحت شُرفة الحدود

فاندلقت خرزة أحلامك على الوسادة

الترابية”

لكن ضمير المتكلم، يظل هو سيد الخطاب الشعري عند ابراهيم الخياط، فهو اكثر ألفة وتدفقاً وغنائيةً وهو يفتح الجراح برفق، كما في قصيدة”قلبي”

“ قلبي،أوهذا الجحيم الذي قرأته

الأفياء القائظة من عهد ابراهيم،

وتمنته الرمضاء الربذية تابوتها.

وكما نلاحظ في هذا المقطع، بل وفي كل شعر الشاعر تظل قصيدة التفعيلة أو قصيدة الشعر الحر بمواصفاتها المعروفة بتعدد تفعيلات البيت الشعري الواحد هي المهيمنة في شعره، فهي دائماً موزونة، ولكن دونما تقفية مصطنعة أو ثقيلة، لكنها تنساب بايقاع موسيقي شعري داخلي، كما يمكن أن نلاحظ ادراج مقاطع من قصيدة النثر داخل شعره والتي تبو موزونة لشدة عذوبتها وايقاعيتها العالية، ويمكن هنا أن نستثني القصيدة الأخيرة في الديوان الموسومة بـ “ بعيداً حيث أنا” والتي هي قصيدة مدورة، على غرار قصائد الشاعر حسب الشيخ جعفر المدورة، حيث تتلاحق الجمل الشعرية الموزونة داخل كتلة لغوية، شعرية شبيهة الى حد كبير بكتلة قصيدة النثر الحديثة التي تأتي على شكل فقرات محاكاةً للسرد والنثر عموماً، وفيها يطرح الشاعر سلسلة من الأسئلة الحارقة التي ترتبط بمراحل “عشرية” من حياته بعد أن تماهى تماماً مع جمل المحامل “ المنتزع من لوحة الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور:

“ طفل المزاهر.. هل تذكر؟

نامت سنون اللثغات على كتفين منك غضتين طوال عشرهنَّ

إستواء الجذر المطلق وايصاء أب طماح ويستنشقك ويكتم على زفيره لئلا تتسرب من خلله..” (ص 110) حيث يختم الشاعر القصيدة بسيل من الاسئلة:

“ وشامخاً تلفك الحيرة العظمى

جمل المحامل .. هل تنسى؟

جمل المحامل، هل تغفر؟” 114)

ويقيم الشاعر ابراهيم الخياط علاقة روحية عميقة، تصل حد العشق والوله، بينه، وبين المكان وتحديداً مكانه الاليف بتعبير باشلار مكان الطفولة والشباب والنضال “ مدينة بعقوبة التي عدها الشاعر مليكة بين جميلات المدن، وأعلنها جمهورية للبرتقال ومملكة للخصب والحب والربيع الدائم. بعقوبة حاضرة في كل ما كتب الشاعر، فهي التي تمده بالمداد السري الذي يكتب به قصائده وينسج من خلاله لغته الشعرية الأنيقة الجزلة والمأنوسة في آن واحد، والتي تنفتح على توظيفات بلاغية واستعارية وازاحات صورية أخاذة، وتوظيفات واشتقاقات لغوية جديدة (أخالل من، ينرجس الوقت) وشعره يحفل بتناصات غنية ومتنوعة مع التراث والقرآن الكريم، ومع شعراء عديدين. اذْ يستحضر لسان الدين ابن الخطيب في موشحه “ جادك الغيث” :

“ عيناك خردلتان.

والحرائق طائرات

فهل جادك الغيث

عندما الموت همى .” (ص 30 )

وفضلاً عن ذلك نجد هنا تناص الشاعر مع مطلع قصيدة السياب:

“ عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر.  “

ونرصد صوت الشاعر يوسف الصائغ في قصيدة

“ يا أمرأة الوجع الحلو “:

“فتأخذني الضفاف

ولا أقول

تقدُّ قميصي من الجهات أربعها،

ولا أقول “ ربّ السجن أحبُّ اليَّ “ (ص 16)

ونجد هذا التناص مع قميص يوسف مع القرآن الكريم، بصورة استعارية اليفة. كما يدين الشاعر كل العذابات التي عاناها، ويعانيها كل يوم شعبه بسبب العسف والاضطهاد و “الضيوم” التي تعرض لها:

“ هذه البقعة الدائرة على

دارك التي مثل سمائك وفق الأفق الشرعي.. من نصف ألف وهي ملبدة بالضيوم” (ص 66)

 وعلى الرغم من كل هذه العذابات يظل الشاعر متعلقاً بالأمل، وهو يغني لخضرة البساتين وعطرهاً مؤسساً ربما لقصيدة البيئة العراقية، ولكن دونما إسقاطات رومانسية أو استعارات رعوية:

“ اكتب قصيدتك الأخيرة قبل فصل السلام،

اكتب قصيدة تتمنى لك القفول

الى البساتين،

فالبساتين

فندق مشاع للشعراء والسكارى

البساتين

ليمون وأنين،

البساتين

ملاذ الساسة والعشاق والكلاب

البساتين بلا سقوف تنوء بكل الأسرار

لا تنام ولا تموت

كما أنت، يا كفأها.

لا تنام ولا تموت” (ص 61)

فالشاعر يغني للبساتين المفتوحة لأنها لا تموت، لأنها تضاهيه وكفؤٌ له، فهو أيضاً لا ينام ولا يموت، فكلاهما يسهران بانتظار الفرح والأمل والخضرة الدائمة، ولذا فأن الاحساس بالفجيعة والخسارة والضيم والاضطهادات وجراحات الحروب والخنادق التي لفت حياته، وحياة جيله وشعبه لم تسقطه في حالة اليأس والقنوط والجزع والخذلان فهو يظل يحلم، ويناضل، وربما يحفر بأظافره طريقاً الى فجر قادم.

وفي الختام لا يسعني الا أن أستعيد معكم مع ما كتبته على الغلاف الأخير من الديوان عند صدوره، مع تعديل طفيف:

“ ابراهيم الخياط شاعر يمتلك صوتاً شعرياً متميزاً بين أقرانه، شاعر يذكرني بالسياب وسعدي يوسف، ويوسف الصائغ، فهو يمتلك ناصية لغة شعرية خاصة به،جعلها تتصدر التجربة الشعرية لما فيها من انزياحات وصياغات إستعارية وصورية، وتوليدات إشتقاقية جديدة، كما يمتلك الشاعر لغة تراثية نرجسية أنيقة ومترعة بالجزالة والتراث، قلما يقترب منها شاعر محدث. ربما فعل ذلك السياب، لغةً قد لا تكون “جواهرية” في نصاعتها واشراقها. لكنها تحمل روح التمرد والتحدي والرغبة في توليد مفردات بكر متألقة. والشاعر مهموم بالحياة وبقضية الوطن والانسان والارض، ولذا نجده دائماً، يقيم هذه الحوارية بينه وبين الأنسان في تدفق شعري قلما نجده بين مجايليه من الشعراء، انه شاعر تجربة فريدة وخاصة بحاجة دائمة الى اعادة القراءة والتقليب والتأويل.

يمكن القول أن قصيدة ايراهيم الخياط المطولة هذه، هي إشارة الى استمرارية الحياة وأفقها المفتوح،وهي ترتبط عضوياً بموقفه في الحياة ورؤيته الشخصية لكل الاشياء الذاتية والموضوعية، وربما تلتحم حد التماهي مع شخصيته الفاعلة، حتى ليمكن القول  باستحالة الفصل بين شعر ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال، وبين ابراهيم الخياط القصيدة والانسان.

*********

غدا أُحَبُ وأحبُ

 

 

 

جبار ياسين

 

 

غداً أُحِبُّ حبيبتي للمرّة الألف

كما أوصى أبي

وبعد غد أحِبُّ زهرةَ الرّمانِ ثانيةً

سيان

سيان بين الزّهرة والحبيبة

وسنابل القمح في نيسان

فهم الخبز وهم الهواء ورائحة الحياة

وهم الطّريق لأجمل آخرة .

لا تتعبْ مِنَ الآمالِ والذّكرى 

فكلّ غدٍ أملٌ لا يضاهى

وأعشق صباحاً أو مساءً

لتحمي ذكرياتك

وتمحو فجيعة الحاضر

وتترك للبحرِ مُتسعاً في خيالك

وللعُشبِ رائحته الذّكية بعد المطر .

لا تتعبْ مِنَ الخمرِ ولا الرّيحان

ولا عبق المساء

ولا عطر النّساء

ولا أرومة القهوة  في الصّباح.

الشّمسُ ترحلُ للبعيدِ

تدخلُ في حُمرتها

تخضب جدائلها خلف السّماء بحنّاء

لتأتي في صباحٍ آخر أجمل

“تنبت السّوسن في الأرض اليباب “

قال أبي قبل الوداع :

كان يا ما كان أنْ تعبَ الزّمان

فأراحَ مِعطفَهُ وانزوى في ركنِ حديقة

فصارَ الحُبُّ مقياس الزّمان .

لا شيء أجدى مِنَ الحُبِّ كي تجد الطريق

أُغنية أو قصيدة أو تنفّس الصّعداء

لا تَلُمْ زوجتُكَ إنْ غنّت على شباك غرفتها 

ففي الكلماتِ كلّ ساعاتِ الزّمان

وفي اللحن شهقات حب قديم

لم تمحه السنوات .

غنّي كما شئت

أضبط الأوتار

وأجعل القيثار انساناً يغنّي

وأنت، ما أنت إلا نغم

حينما تَعشقُ أو تُعشق

وما أنت إلا فرصة للحُبِّ

كي يكون الموت رحيماً

وأنْ تخلقَ معنى لأيامِ حياتك .

يا ابن آدم: كُنْ أنتَ

فأنتَ لم تُخلقْ لحربٍ

لم تخلقْ لتزويرِ الحياة

ولا أنْ تركعَ للسّيدِ أو ما شابه

لم تُخلقْ كي تَسرِقَ ظلَّ أخيكَ

أو تُفجع زوجته

أو طفلاً ما زال يحبو

إيّاك دخول الحربِ

فكلُّ حربٍ بسوس

تحصدُ الرّضعَ في المهدِ

تحرق الخضرة ، تفسد البحر

تحجب الشمس

ويقتلُ فيها الشّعراء .

والأرض، لمن يزرعُها

ولمن يحصِدُها

ولمن احب .

سافر إلى الدّنيا على أنغامِ قُبلةٍ

سافر لتعشقكَ البحار

ومِن بعيدٍ تستقبلُكَ الفيافي والجبال

وربما عشيقةٌ تُسقيكَ كأسَ خمرةٍ

ولن تفيقَ مِن سكرتِكَ الطّويلة

.فأنتَ في قلبِ الحياةِ

سابق الرّيح ولا تخشى المطر

************

اللسان 

 

 

 

ترجمة: ليلى مراد سرحان

عن الروسية

 

 

كان ايزوب اليوناني العريق قد عرف بوصفه عبدا للفيلسوف كسانوف. وذات مرة أراد كسانوف أن يدعو ضيوفا فأمر ايزوب تجهيز مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب. فاشترى ألسن عدة وأعد منها ثلاثة أطباق. فتساءل كسانوف: “لماذا يقدم ايزوب ألسنا عديدة فقط؟”.

فأجاب ايزوب: “أنت من أمرت بشراء أفضل شيء. فما الذي يمكن أن يكون أفضل في العالم من اللسان؟ فبفضله تبنى المدن، وتتطور ثقافات الشعوب. وبمساعدة اللسان ندرس العلوم ونحصل على المعرفة وباللسان يستطيع الناس التفاهم مع بعضهم البعض وتحل كثير من القضايا المختلفة ويرحب المرء بالاخرين ويتبادل الناس به السلام والاخذ والعطاء والامتثال للطلبات ويستوحي من الماثر للتعبير عن الفرح والمراوغة ويعلن عن الحب.

وبالتالي يجب أن نفكر بأنه لايوجد أفضل من اللسان”.

وهنا انطلقت مناقشات بين كاسانوف وضيوفه واعتمرت في قلوبهم أسئلة عديدة.

وفي مناسبة أخرى طلب كسانوف من ايزوب أن يعد له غداءً من أسوأ شيء.

ذهب ايزوب ليشتري ألسنة عديدة. وكان ذلك مفاجأة للجميع.

 ثم بدأ ايزوب يوضح ذلك الى كسانوف:

“أنت من أمرتني أن أعثر على أسوأ شيء. وماهو أسوأ في العالم من اللسان! فمن خلال اللسان يمكن للناس أن تنزعج وتسبب خيبة أمل لبعضهم البعض الاخر ومن الممكن أن تنافق وتكذب وتخدع وتراوغ وتتشاجر.

يمكن للسان أن يجعل من الناس أعداءا ويمكن له أن يؤدي الى اشعال حرب, وهو يأمر بتدمير المدن بل وحتى الدولة برمتها, كما يمكن له أن يعرض حياتنا الى المصائب والشر والخيانة ويعرضنا للاهانة.

فهل هناك شيء أسوأ من اللسان؟

وكما تقول الاسطورة، لم يعجب أغلب الضيوف الاصغاء الى كلام ايزوب وكان ذلك هو جوابه.

**********

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

العدد 42

من جريدة “التضامن”

 

عن التيار الاجتماعي الديمقراطي، صدر يوم 10 تشرين الثاني الجاري، العدد 42 من جريدة “التضامن” الأسبوعية.

وتضم الجريدة التي تأتي في ثماني صفحات ملونة، أخبارا وتقارير منوعة، بالإضافة إلى مقالات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية.

 

*************

 

 

في ملتقى روّاد المتنبي.. عن “الدواء وتقلبات الانظمة الصحية في العراق”

 

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

ضيّف “ملتقى رواد المتنبي” الثقافي، صباح الجمعة الماضية، نقيب الصيادلة السابق د. احمد إبراهيم، الذي تحدث عن “الدواء وتقلبات الأنظمة الصحية في العراق”، بحضور جمع من الأطباء والصيادلة والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الطبي.

أدار الجلسة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، د. سوران قحطان، مقدما في البداية سيرتي الضيف الذاتية والمهنية.

بعد ذلك تحدث د. إبراهيم عن المشكلات التي تعرض لها النظام الصحي- الدوائي في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم، ملقيا الضوء على الكيفية التي يتم بواسطتها وضع نظام صحي يلبي حاجة المواطن ويتعامل مع خصائص المجتمع من حيث ثقافته وبنيته الاقتصادية.

وبيّن أن “عدد سكان العراق كان قليلا في فترة الخمسينيات قياسا بالفترات اللاحقة. لذلك كان وجود مستشفى أو مركز صحي واحد في كل منطقة أو مدينة، كافيا”، مستدركا “لكن مع زيادة عدد السكان وتنامي الحاجة الى الخدمات الصحية، اخذت الامور تتراجع”.

وأشار الضيف إلى أنه “في نهاية الستينيات اتجه العراق الى التصنيع. فأنشأ مصنع ادوية سامراء الذي انتهى العمل فيه عام 1974 ولم يتم بعده إنشاء أي معمل أدوية آخر في البلد”، متابعا القول: “في العام 1982 تم تأسيس الهيئة الوطنية لانتقاء الادوية، وذلك بدعم من منظمة الصحة العالمية”.

وأشار د. إبراهيم إلى أن هذه الهيئة اخذت على عاتقها دراسة جميع الادوية الموجودة في الاسواق المحلية، مع إلغاء اعداد كبيرة منها واقرار أخرى جديدة بدلا عنها، مبينا أن “عمل الهيئة استمر ثلاثة أعوام، أصدرت فيها ثلاث قوائم للأدوية المقرة في العراق، وكان عددها 600 مستحضر دوائي اعتبرت كافية لعلاج الأمراض، وتم إلزام وزارة الصحة حينها بتوفيرها بشكل دائم”.

وذكر الضيف أن الدولة كانت في تلك الفترة في حالة حرب، وأن الموارد بدأت تقل والاقتصاد يتراجع، ما أدى إلى إغلاق أكثر من 1800 مركز للرعاية الصحية في القرى والأرياف، على اعتبار أن سكان هذه المناطق باتوا يستطيعون الوصول إلى المراكز الصحية الرئيسة، لافتا إلى أنه “منذ ذلك الحين بدأ الانهيار يطال النظام الصحي”.

أما عن الفترة بعد 2003، فقد أكد د. إبراهيم أن “العراق لم يشهد وزير صحة لديه رؤية لما يحتاجه البلد من نظام صحي وأدوية”، مضيفا أن أول وزير للصحة بعد التغيير، والذي تسنم المنصب عام 2005، أراد أن يؤسس نظاما صحيا مقبولا، لكنه وجد ان الادوية المنقذة لحياة الانسان لا يتوفر منها سوى 30 في المائة، وان هناك كميات هائلة من الادوية لا يعرف عنها شيء “لذلك تم تشكيل فريق–كنت أنا بين أعضائه - لكتابة دراسة هي اشبه بالدستور الدوائي”.

وتابع قائلا أنه “استمر اعداد الدراسة 6 شهور، ونوقشت بعدها في وزارة الصحة، كذلك مع منظمة الصحة العالمية. وكانت الخلاصة أنها الافضل في عموم البلاد العربية والمنطقة. الا انها أهملت ووضعت على الرف” مؤكدا أنه “بسبب فتح الحدود والسماح لأي شخص، حتى غير المتخصص في الجانب الطبي، باستيراد الأدوية، صرنا نجد في الأسواق المحلية آلاف الأدوية غير معروفة المنشأ، تؤثر على صحة الإنسان”.

وبعد مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، قدم د. علي مهدي شهادة تقدير باسم الملتقى إلى د. أحمد إبراهيم.

 

**************

 

 

شيوعيو الموصل يستذكرون سجناء "نكرة السلمان"

 

الموصل – طريق الشعب

أقامت تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الموصل، أخيرا، جلسة استذكار لسجن "نكرة السلمان" ونزلائه من أبناء المدينة، ضيّفت فيها السجينين السياسيين عادل الربيعي (مصور السجن)، وعبد عيسى جاسم.

وتحدث الضيفان في الجلسة التي حضرها عدد من الشيوعيين، عن السجن "الذي كان، رغم قسوة ظروف الإقامة فيه، مدرسة حقيقية للنضال"، مشيرين إلى أن حياة السجناء كانت منظمة جدا. إذ إن لكل نزيل واجبا يقوم به.

وأوضح المتحدثان، أن السجن كان يضم ما يشبه الصفوف الدراسية، ابتداء من محو الأمية إلى الدراسات الأكاديمية في اللغات والاقتصاد، وأنه لا يمر يوم على السجناء من دون ممارسة الرياضة، لافتين إلى أنه في أوقات الليل كان السجناء الموهوبون ينظمون مسرحيات وتمثيليات، فضلا عن الفقرات الغنائية التي تفرد بها الفنان سعدي الحديثي والشاعر الكبير مظفر النواب، اللذان كانا بين نزلاء السجن.

ويحتفظ السجين عادل الربيعي، بأرشيف فوتوغرافي يوثق مواقع السجن والكثير من الأحداث التي شهدها المكان، فضلا عن صور لشخصيات ثقافية وسياسية متميزة من نزلاء السجن. ونظرا لاعتزازه بما يتضمنه أرشيفه المصور، كان قد أقام له معرضا خاصا على حدائق مقر الحزب في الموصل، ما حظي باستحسان الزائرين، خصوصا الشباب منهم الذين تعرفوا من خلال الصور المعروضة على هذا السجن الذي ضم خيرة المناضلين العراقيين.

وفي ختام الجلسة، قدم سكرتير تنظيمات الحزب في الموصل، كتابي شكر وتقدير إلى الضيفين، بالإضافة إلى هدية بسيطة.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في النجف .. حول “دور المرأة في انتفاضة تشرين ومطالبها القادمة”

 

 

النجف - ملاذ الخطيب

 

عقدت رابطة المرأة العراقية في النجف، أخيرا، جلسة حوارية حول “دور المرأة العراقية في انتفاضة تشرين وأهم مطالبها من الحكومة القادمة”.

حضرت الجلسة التي عقدت على قاعة “منتدى هارموني” وسط مدينة النجف، مجموعة من الناشطات والناشطين الشباب، من أبناء الانتفاضة.

وتحدثت الناشطات الحاضرات، عن بدايات انخراطهن في الانتفاضة، وأهم المصاعب التي واجهتهن، فضلا عن مطالبهن الموجهة إلى الحكومة المقبلة، وأبرزها رفض نهج المحاصصة والسعي إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة العدالة الاجتماعية، والتشديد على حصر السلاح بيد الدولة من أجل تحقيق الاستقرار والأمان، إلى جانب التوجه نحو الإصلاح والتغيير في قطاعات الدولة كافة، خاصة التعليم والصحة، وإنهاء مظاهر الفوضى والفساد فيها.

كما أشارت المتحدثات، إلى أهمية الإسراع في إقرار قانون مناهضة العنف الاسري، داعيات إلى انتظام النساء الناشطات الراغبات في العمل السياسي، في تنظيمات سياسية أو مدنية، لتهيئة أنفسهن للانتخابات القادمة ليكن مع أخوتهن الشباب بديلا مدنيا ديمقراطيا من أجل إحداث التغيير المنشود.

هذا وأجمعت آراء حضور الجلسة على ضرورة مواصلة السير على نهج انتفاضة تشرين، لحين تحقيق أهداف الانتفاضة التي تعبر عن تطلعات الشعب بأكمله.

 

 

***************

 

بعد عامين من التوقف ..  “الرصيف المعرفي” يستأنف فعالياته

 

العمارة – وكالات

عاودت فعاليات “الرصيف المعرفي” في مدينة العمارة، عصر الجمعة الماضية، الانطلاق مجددا بعد عامين من التوقف بسبب جائحة كورونا وتداعياتها.

وشهد المكان حضور العشرات من المواطنين، من مثقفين وفنانين وناشطين وإعلاميين. وقد تضمنت الفعاليات فقرات ثقافية وفنية وأدبية منوعة.

وفي حديث صحفي، ذكر القائمون على فعاليات “الرصيف المعرفي”، أن ما يقارب الـ 40 فنانا من كلا الجنسين، ساهموا في معارض الكتاب والرسم والأعمال اليدوية، بالإضافة إلى الفقرات الغنائية، مشيرين إلى أن الفعاليات ستتواصل في يوم الجمعة من كل أسبوع، بعد توقفها إثر جائحة كورونا.

إلى ذلك، أعرب عدد من المواطنين عن سعادتهم بإعادة انطلاق فعاليات “الرصيف المعرفي”، آملين أن يكون ذلك عتبة لانطلاق المزيد من النشاطات الثقافية والفنية في عموم محافظة ميسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمشاركة الكليات الطبية

جامعة كربلاء.. تقيم مهرجانها السنوي للفنون التشكيلية

 

كربلاء – وكالات

أقامت شعبة النشاطات الطلابية في جامعة كربلاء، الخميس الماضي، مهرجانها السنوي الرابع للفنون التشكيلية، بمشاركة العشرات من الطلبة الموهوبين من الكليات الطبية وبقية كليات الجامعة.

شمل المهرجان الذي أقيم في الهواء الطلق على حديقة كلية الصيدلة، فنون الرسم والنحت والأعمال اليدوية.

المشرف على المهرجان، عميد كلية الصيدلة د. أحمد صالح الخزاعي، قال في حديث الصحفي ان هذه الدورة شهدت مشاركة كبيرة من طلبة المجموعة الطبية، ومن مختلف المراحل الدراسية، مبينا أن الهدف من إقامة المهرجان هو كسر الروتين اليومي الممل للطالب، فضلا عن إظهار المواهب الفنية لدى طلبة الكليات العلمية.

وأشار الخزاعي إلى أن “بناء الإنسان لا يعتمد فقط على التعليم، إنما على الفن الذي يساعده في التعبير عما يدور في خلجاته”.

مسؤول الأنشطة الطلابية في كلية الصيدلة، علي حميد، ذكر من جانبه أن “المهرجان كان مقتصرا في الدورات السابقة على طلبة كلية الصيدلة، بينما هذا العام ارتأينا أن يكون شاملا لجميع الكليات”، موضحا في حديث صحفي، أن معظم الطلبة المشاركين في المهرجان، لديهم مشاركات في معارض تشكيلية ومهرجانات فنية محلية ودولية.

 

**************

نحو المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

 

  • المجد للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
  • بتلاحم قوى التغيير ندحر منظومة المحاصصة والفساد
  • الحزب الشيوعي العراقي عطاء لا ينضب لأجل وطن حر وشعب سعيد
  • المجد لانتفاضة تشرين ولشهدائها الأبرار
  • يا قوى التغيير .. اتحدي
  • نطالب بحكومة كفاءات وفقا للأغلبية السياسية وبعيدا عن المحاصصات
  • نحو اقتصاد وطني متنوع يلبي حاجات المواطنين ويحقق التنمية المستدامة
  • لا سلاح إلا للقوات الأمنية الدستورية

***************