اخر الاخبار

الصفحة الأولى

محاولة اغتيال الكاظمي.. إدانات واسعة للجريمة النكراء

بغداد ـ طريق الشعب

دانت القوى السياسية العراقية ومنظمات ودول عربية واقليمية ودولية، محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فيما اعتبر المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي محاولة الاغتيال «استهدافا خطيرا للدولة العراقية»، وتعهد بملاحقة الجهات المتورطة في المحاولة.

حماية أمن العراق

وذكر المجلس في بيان طالعته «طريق الشعب»، أن «عملية الاستهداف تمت على يد جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها قواتنا الأمنية والعسكرية ضعفا، فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام ولقواتنا»، مشيرا الى أن «القوات الأمنية آلت على نفسها أن تحمي أمن العراق وسيادته أمام كل من تسوّل له نفسه تحدي الدولة».

وبيّن أن «القوات ستقوم بواجبها الوطني في ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستعمل بكل ثبات للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل «الإرهابي»، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة العادلة.

وفي الساعات الأولى من صباح يوم امس، أُعلن عن تعرض الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بـ3 طائرات مسيرة مفخخة، تم إسقاط اثنتين منها، بحسب وزارة الداخلية.

تفاصيل الحادث

وقال مدير إعلام وزارة الداخلية، سعد معن، أن الكاظمي لم يصب بأذى، إلا أن هناك بعض الإصابات لأشخاص كانوا متواجدين في المنزل المستهدف، وهم يتلقون العلاج، وذلك وفقا لما نشرته وكالة الأنباء العراقية.

واضاف ان «استهداف رئيس الوزراء عمل إرهابي مرفوض جملة وتفصيلاً».

وأكد معن «فتح تحقيق واسع، وتشكيل فريق عمل كامل يعمل على تسخير جميع الموارد والجهود للوصول إلى الجناة، وسيتم ذلك عبر متابعة وتحديد الكاميرات ومناطق الانطلاق والآلية المستخدمة».

دعوة للهدوء والحوار

وبعد المحاولة، دعا الكاظمي - في كلمة متلفزة - الجميع إلى «الحوار الهادف والبناء من أجل العراق ومستقبله». فيما أشار إلى أن «الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا».

ودان رئيس الجمهورية برهم صالح محاولة اغتيار الكاظمي، ووصفها بالاعتداء «الإرهابي الجبان»، جاء ذلك خلال استقبال الكاظمي لصالح صباح يوم امس.

استنكار داخلي

وصف صالح محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنها تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق، مؤكدا في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: «لا نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري»، داعيا إلى «وحدة الموقف بمجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه».

واستنكر رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي استهداف الكاظمي، معتبرا أن الاعتداء يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار في البلاد، وطالب الجميع بالعمل الجاد من أجل تفويت الفرصة على أعداء العراق.

ووصف السيد مقتدى الصدر الحادثة بأنها عمل إرهابي واستهداف للعراق وشعبه، لتسيطر عليه «قوى الإرهاب واللادولة».

ودان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني محاولة الاغتيال، واصفا الهجوم بالتطور الخطير المنذر بعواقب وخيمة.

فيما قال رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، إن ما جرى عمل يعصف بسمعة العراق وينذر بأحداث أخطر تهدد المنجزات الأمنية والسياسية والاقتصادية للعراق.

ووصف رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، الحادثة بـ”الإعتداء المشبوه”، داعيا للحذر من خلط الأوراق.

كما دان المكتب السياسي للتيار الاجتماعي الديمقراطي الاعتداء، وأكد الاهمية الاستثنائية لحصر السلاح بيد الدولة.

كذلك دانت بعثة الأمم المتحدة بالعراق المحاولة. وقالت ان “الإرهاب والعنف والأفعال غير القانونية يجب ألا يُسمح لها بتقويض استقرار العراق”.

**********

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: لنجنّب بلدنا ما هو اسوأ

تابعنا باهتمام كبير التطور الخطير المتمثل باستهداف منزل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بطائرات مسيرة مفخخة في محاولة فاشلة لاغتياله.

واننا إذ ندين بشدة هذا الفعل الاجرامي الجبان، نرى فيه تطورا بالغ الخطورة قد يهدد بنقل الصراع السياسي إلى خارج الاطار الدستوري السلمي ويشكل استهدافا للمسار الديمقراطي والأمن والسلام الأهليين.

ان أوضاع بلدنا الحرجة والمقلقة تؤكد أن لا استقراراً او أمناً للبلاد ولا تجنباً لتداعيات الفوضى وعدم الاستقرار، من دون فرض سلطة الدولة وانفاذ القانون وحصر السلاح بيدها، والعمل على تفادي انزلاق البلاد وأوضاعها الى ما هو أسوأ وما يلحق المزيد من الأذى بالمواطنين، ويضاعف معاناتهم وما يقاسون من شظف العيش وتردي الخدمات العامة وارتفاع الأسعار وتداعيات ازدياد معدلات البطالة والفقر.

إن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق سائر القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة بالعمل الجاد على تجنب العواقب الوخيمة للجوء الى العنف والسلاح ولجعله أداة لفرض ارادات ومواقف سياسية. ومن الواجب كذلك الإسراع في التحقيق في هذا العمل الاجرامي والكشف عن مرتكبيه واحالتهم الى القضاء.

فلا مصلحة للمواطنين في ان يحترق الأخضر واليابس، وان تشيع الفوضى وحالة عدم الاستقرار.

بغداد

٧-١١-٢٠٢١

**********

رغيف الخبز.. أزمة معيشية تعصف بقطاعات شعبية واسعة رائد فهمي: أين صراع الكتل من هموم الفقراء؟

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات، في الآونة الاخيرة، وقفات احتجاجية وإغلاقا للكثير من الأفران والمخابز بسبب الارتفاع المضاعف في أسعار مادة الطحين، ما أدى إلى أزمة كبيرة أثارت استياء المواطنين بسبب المساس بقوتهم الأساسي، مقابل غياب دور الحكومة والجهات المعنية عن معالجة هذه الأزمة.

ويقول سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، ان  “ارتفاع سعر الطحين يعني ارتفاع سعر رغيف الخبز: العنصر الحياتي والغذائي الرئيس في سلة الاسرة والفرد العراقي الغذائية”.

ويضيف فهمي في تعليق نشره على منصته في فيسبوك، “ليس هناك من مؤشر أكثر تعبيرا عن شدة الازمة المعيشية التي تواجه قطاعات شعبية واسعة، التي ادت السياسات الاقتصادية والمالية المتبعة الى رفع اسعار السلع والخدمات الاساسية وخفض قدرتهم الشرائية، الضعيفة أصلا، ودفع شرائح متزايدة الى خط الفقر وما تحته!”.

ويتساءل الرفيق فهمي: “أين صراع الكتل السياسية المتنفذة القابضة على مفاتيح السلطة، الفائزة منها والخاسرة، من هذه الهموم الكبيرة التي تقلق وتثقل كاهل الملايين من الاسر العراقية؟!”، مشيرا الى ان “سعر كيس الطحين وصل الى ٤٥ الف دينار، ما ادى الى غلق العديد من المخابز”.

احتجاجات الخبز

ودشّن مواطنون وأصحاب أفران في محافظة النجف اعتصاما مفتوحا، تنديدا بما يجري.

وفي البصرة، نظم مواطنون وقفة احتجاجية حاشدة في أحد الشوارع التجارية، وأكدوا أن الفساد واضح في هذه القضية؟.

أسباب الازمة

ويرهن علاء محمد، معاون مدير عام الشركة العامة لتصنيع الحبوب، الأزمة الحالية بسببين رئيسين.

ويقول محمد: ان “السبب الأول هو الفرق في سعر صرف الدولار الذي أدى إلى زيادة أسعار الطحين المستورد. والسبب الثاني هو ارتفاع أسعار الأعلاف قياسا بالفترة السابقة، حيث كان الطن الواحد من مادة الشعير يباع بمبلغ لا يتجاوز 250 ألف دينار، لكنه الآن تجاوز 600 ألف دينار”.

وردا على ذلك، يعقب رحيم العتابي، الناطق الرسمي لرابطة المطاحن، بأن الأسباب الحقيقية تعود إلى “تخبط وزارة التجارة بشكل واضح في مجاراة عملية توزيع مادة الطحين إلى المواطنين”.

ويقول إنّ “المصدر الأول لمادة الطحين هو البطاقة التموينية، والثاني ما يتم استيراده”، مضيفا ان “الوزارة لديها شعبة خاصة تسمى لجنة الخطة، التي تقوم كل شهر حسب القانون بتوزيع نسبة الحنطة على المطاحن، لكن هذه المرة حدث خلل في عملية التوزيع ويجب أن يكون هذا واضحا ومعلوما”.

**********

راصد الطريق.. ما مصلحة المواطن والوطن في ما يجري؟

الاعتراض والخلاف بشأن نتائج انتخابات تشرين 2021، لا يفترض بأية حال ان يتحولا الى حالة عنف وسقوط ضحايا وتهديد الاستقرار ودفع أوضاع البلد الى مواقع خطرة، قد تنفجر وتصعب السيطرة عليها.

فالقوى المتنفذة الحاكمة هي التي توافقت او سكتت على مدخلات هذه الانتخابات، بل وفصلت قانونها وفق مقاساتها. وعندما تأتي الرياح بعكس ما تشتهي السفن، فالمطلوب  أن تضبط الايقاعات في انسجام مع القانون، وبضمن ذلك تأمين حق الاعتراض والاحتجاج السلمي، وليس التصعيد ودفع الأمور الى حافة الانفجار.

 من جانب اخر يفترض ان يُضبط تعامل القوات الأمنية هو الآخر، ولا يُسمح   باختلاط الحابل بالنابل، وان لا يجري الحديث مجددا عن “ طرف ثالث “ مزعوم، كالذي سمعنا عنه تكرارا ايام التعامل مع المنتفضين التشرينيين ونشطاء الحراك الاحتجاجي، وبقيت اسراره مغلقة وظل اللثام يخفي ملامح من قتل المئات من المتظاهرين بدم بارد، وأصاب وعوّق آلافأ غيرهم .

وتبقى الأطراف كافة مطالبة بان تضع مصالح الشعب والوطن فوق كل اعتبار..

**********

الصفحة الثانية

القضاء يعيد محاكمة رئيس هيئة استثمار بغداد السابق 

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، يوم أمس، إعادة محاكمة رئيس هيئة استثمار بغداد السابق.   

وأشارت الهيئة في بيان لها إلى “عدم القناعة بقرار الحكم الصادر عن محكمة الجنايات المركزيَّة المُتضمِّن إلغاء التهمة والإفراج عن المُتَّهم (رئيس هيئة استثمار بغداد السابق) في القضيَّـة التي حقَّقت فيها الهيئة بالتعاون مع لجنة الأمر الديواني رقم (29) وأحالتها إلى القضاء، والتي تتضمَّن إخلاله بواجباته الوظيفيَّة وتهمة أخذ مبالغ بنسبة 4 في المائة عبر أحد المستثمرين، مقابل إكمال منح الإجازات الاستثماريَّـة”. 

وأوضحت أنها “ولعدم قناعتها بالقرار، قرَّرت الطعن به أمام محكمة التمييز الاتحاديَّة التي قرَّرت قبوله، ونقض قرار إلغاء التهمة والإفراج عن المُتَّهم؛ وذلك لأنَّ الأدلة المُتحصَّلة في الدعوى كانت كافيةً ومُقنعةً لتجريمه، فيما قرَّرت محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزيَّة تحديد موعدٍ جديدٍ لإعادة مُحاكمته في القضيَّـة”.

***********

اضاءة.. جدل متواصل حول انتخابات تشرين٢٠٢١ (٦)

محمد عبد الرحمن

انتخابات تشرين الأول الماضي لم تكن الأولى ولن  تكون الأخيرة في ما شابها من ثغرات ونواقص وخروقات يتداولها المواطنون، اذا جرت الانتخابات القادمة أيضا في الظروف السياسية والتشريعية والأمنية واللوجستية ذاتها، واذا استمر عدم حرص  الأطراف المشاركة فيها  على ان تكون الانتخابات ساحة شفافة للتنافس وتقديم الأفضل للمواطنين، وفق برامج قابلة للتطبيق. وهذا برغم ان هناك من يقول انها الأفضل قياسا الى عدد من  الإجراءات  التي أقدمت عليها المفوضية والحكومة،  وما وفرته القوات الأمنية من حماية .

ويعلم الكل ان الانتخابات الاخيرة كان يراد لها ان تكون مدخلا لوضع العراق على طريق يفضي الى تغييرات جدية ، فاذا بها تتحول الى ازمة خانقة جراء اعتراض قوى عديدة على نتائجها ، وما رافق ذلك من تصعيد وتوتر، خاصة ما حصل يوم الجمعة الماضية  من صدامات ومواجهات كان لها ضحاياها من القوات الأمنية ومن المتظاهرين المحتجين على النتائج .     

ويبدو المشهد حتى الان يتجه نحو المزيد من الاستعصاء السياسي ، فكيف ستتم حلحلة الوضع؟  هل بتغيير نتائج الانتخابات؟ واذا حصل تغيير كبير في المقاعد بتحويل بعض  حصة  اطراف الى أطراف أخرى، فهل ستقبل الأولى بذلك ام سندخل في دوامة اعتراضات متقابلة ؟ وما يزيد قلق المواطنين ان عددا من هذه الأطراف يملك اذرعا مسلحة تزيد المخاوف من تدهور الأوضاع وانزلاقها الى مزيد من التعقيد .    

من جانب اخر اذا حصل هذا كله، من الجرّ والعرّ والتغييرات المتواصلة في عدد مقاعد الأطراف جميعا ، فهل ستبقى أية صدقية  للانتخابات؟ ألن تكبر هوة عدم ثقة المواطنين بها، وقناعة المقاطعين والعازفين بعدم جدوى المشاركة في انتخابات كهذه؟ 

وفي هذا السياق نشير الى ان البعض  اخذ يروج لفكرة مراجعة كلية للانتخابات، بمعنى الغائها واجراء انتخابات بديلة. فهل هذا ممكن؟ هل فعلا ستقبل الأطراف الفائزة بذلك؟ يبدو الوضع وكأنه يدور في حلقة مفرغة ! والتصعيد هو سيد الموقف حتى الان .

وفي ظل هذه الأوضاع الحرجة انطلقت أصوات عدة، خاصة بعد احداث الجمعة الماضية المؤسفة وما رافقها من تصعيد خطير وتداعيات، بضمنها استهداف منزل رئيس الوزراء بطائرة مسيرة، تحذر  من انزلاق الأوضاع الى ما هو اسوأ ومن ان يحصل ما  لا تحمد عقباه، ومطالبة  كل الاطراف بضبط النفس وباللجوء الى الاحتجاج السلمي القانوني وتجنب التصعيد، واعلاء مصلحة المواطنين واستقرار البلد .

في أوضاع مستعصية كهذه هل سيتم قبول النتائج كأمر واقع، ومباشرة ماراثون  التسويات والتوافقات السياسية؟ إن حصل هذا، وهو ممكن، فسنكون امام إعادة سيناريو الحكومات التوافقية المحاصصاتية، بمعنى تفعيل جديد لمنظومة المحاصصة التي رفضها شعبنا في حدثين بارزين:  في المرة الأولى عبر انتفاضة تشرين وما أعلنته من اهداف وتطلعات تجاوب معها غالبية العراقيين، وفي المرة الثانية عبر  المقاطعة والعزوف الواسعين عن المشاركة في الانتخابات ، وما حمله ذلك من دلالات ورسائل بليغة موجهة قبل كل شيء الى المتنفذين.

نخلص من هذا الى ان الانتخابات الاخيرة على الرغم من التغييرات المحدودة فيها، فانها لم تقدم حلولا ومخارج، والأخطر هو ما قد يحصل  من تمردات وتصدعات وإضعاف آخر لهيبة الدولة وقوة القانون، وهو ما لا ناقة للمواطن فيه ولا جمل.

******************

احتجاجات متواصلة.. فرص العمل والخدمات أبرز مطالبها.. مطالب الكشف عن قتلة المنتفضين “مستمرة”

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات والاعلاف للمزارعين وتطبيق قرار 315. فيما تظاهر عدد من المواطنين في محافظة ذي قار مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين.

كشف القتلة

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من المواطنين تظاهروا في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين بعد ظهور الفريق جميل الشمري في لقاء تلفزيوني، حدد فيه مسؤولية حادثة جسر الزيتون في 28 تشرين الثاني عام 2019.

وأضاف ان “المتظاهرين طالبوا الجهات القضائية والحكومية بسرعة الكشف عن جميع أسماء المتورطين بقتل المتظاهرين وتقديمهم للمحاكمة”.

فرص العمل والخدمات

واشار المراسل، الى ان “المئات من خريجي الكليات والمعاهد في المحافظة جددوا تظاهراتهم امام مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم، مبينا ان العشرات من مربي الثروة الحيوانية نظموا تظاهرة امام مبنى ادارة المحافظة، مطالبين بتوفير الاعلاف على خلفية ارتفاع اسعارها في السوق المحلية”.

في الاثناء، اغلق العشرات من المتظاهرين مبنى ناحية العكيكة التابعة الى محافظة ذي قار، احتجاجا على تردي الخدمات في الناحية، والمطالبة بشمولهم ضمن خطة مشاريع صندوق الاعمار وتنمية الاقاليم.

وطالب الاهالي باقالة مدير الناحية وتحسين واقع الخدمات في مناطقهم، مشيرا الى ان المتظاهرين سيتوجهون الى ادارة المحافظة من اجل نقل مطالبهم.

تظاهرات العقود والطلبة

من جانبهم، تظاهر العشرات من الاجراء العاملين في مستشفى الشهيد الصدر امام دائرة صحة ميسان، مطالبين بشمولهم في قرار 315 وتحويلهم الى عقود وزارية، مؤكدين ان اغلبهم لديه خدمة تتراوح من 8 الى 10 سنوات.

وجدد العشرات من طلبة الدراسات العليا تظاهرتهم أمام تربية المحافظة، للمطالبة بمنحهم كتب عدم ممانعة لإكمال دراستهم، حيث ترفض ـ وبحسب تعبيرهم ـ مديرية التربية منحهم إياها، مستغربين من عدم منحهم تلك الكتب برغم أن دراستهم عبر الانترنيت “أونلاين”، لا تتقاطع مع دوامهم المدرسي.

الكف عن الابتزاز

وفي محافظة البصرة، طالب أصحاب مكاتب علوة حمدان للخضراوات والفواكه في محافظة البصرة، بضرورة تدخل الجهات الحكومية في المحافظة ورئاسة مجلس الوزراء لإيقاف عمليات الابتزاز والتهديد التي يتعرضون لها من قبل بعض الأشخاص الفاسدين كما وصفوهم، مطالبين خلال وقفة احتجاجية نظموها بضرورة تغيير قانون إيجار مكاتب العلوة.

وطالب المحتجون بتغيير قانون إيجار مكاتب علوة حمدان والذي يسبب لهم مشكلة حيث يتعرضون للابتزاز بصورة سنوية من بعض الجهات الفاسدة، وكذلك ضرورة إعادة تأهيل البنى التحتية للعلوة من الماء والمجاري والخدمات الأخرى، بما يضمن حماية الخضراوات والفواكه، وبالتالي حماية المستهلك.

ذوو ضحايا القوات الامنية

من جهتهم، تظاهر عدد من ذوي ضحايا وجرحى القوات الامنية في محافظة ديالى، للمطالبة بفك الحجز عن قطع الاراضي المخصصة لهم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن العشرات من ذوي الضحايا والجرحى ومنتسبي الاجهزة الامنية، نظموا تظاهرة سلمية امام مبنى محافظة ديالى، للمطالبة بتوزيع اراض محجوزة لأسباب غير مبررة.

وأضاف ان المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية بإطلاق توزيع قطع اراض خصصت لهم، وتم حجزها بسبب اشكاليات قانونية، معتبرين حجز الاراضي اجراء غير مبرر وغير منصف للشرائح المتضررة، موجهين دعوتهم الى بلدية المحافظة لانهاء معاناة الشرائح المظلومة واعادة حقوقهم المسلوبة.

احتجاجات السليمانية تتواصل

في المقابل، تظاهر العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية في إدارة كرميان بإقليم كردستان، للمطالبة بتعيينهم على الملاك الدائم.

وطالب المتظاهرون الحكومة والبرلمان بإنصافهم وتحويلهم من الملاك المؤقت إلى الملاك الدائم، مهددين بالاستمرار في الإضراب عن العمل في حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم.

*****************

ازمة الخبز تتصاعد.. الفشل والفساد هما السبب!

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بعض المحافظات احتجاجات شعبية رافضة لتسعيرة الطحين وارغفة الخبز، ويقول مواطنون انهم لم يشهدو أي تحرك حكومي لمعالجة هذه الازمة.

استياء شعبي

ويبدي مواطنون في محافظة النجف رفضهم لما يجري من تلاعب في أسعار مادة الطحين، مؤكدين ان الاسعار تناوشت الضعف؛ حيث ارتفع سعر الكيس الواحد من 20 إلى 45 ألف دينار.

ودشّن مواطنون وأصحاب أفران في المحافظة اعتصاما مفتوحا، تنديدا بما يجري.

يقول علي وادي (صاحب مخبز): إن المتضرر الأكبر مما يجري حاليا هم ذوو الدخل اليومي المحدود، وهي بمثابة الخط الأحمر للملايين من العراقيين الذين يعانون ما يعانون من أزمات معيشية”، مؤكداً، الابقاء على الاعتصام والاضراب مفتوحين تحت مجسر ثورة العشرين “لحين الاستجابة لمطلبنا”.

أزمة في كل مكان

وفي البصرة، نظم مواطنون وقفة احتجاجية حاشدة في أحد الشوارع التجارية، وأكدوا أن الفساد واضح في هذه القضية. وتساءل المواطنون إنْ كان ينبغي على أصحاب المخابز بيع القرص الواحد بألف دينار أم ترك العمل؟

أما في بغداد، فلم يختلف الحال، فقد شكا أصحاب مخابز وأفران من الازمة، داعين إلى معالجتها، والا سيكون الغضب أكبر من الفترات السابقة، بعدما وصل الأمر إلى الى قمة المواطنين.

وقال المواطنون والباعة في مدينة الناصرية ، أن سعر كيس الطحين ذي الـ 50 كيلوغراما، ارتفع من 20 و 25 ألف دينار إلى 35 ألفا، الأمر الذي أثر على حركة السوق بعد أن ضعفت القدرة الشرائية لدى الأهالي في ظل الظرف الاقتصادية الصعبة، مطالبين الجهات الحكومية بالإسراع في توزيع الحصة التموينية وتحسين نوعيتها وفرض الرقابة على الأسواق للحد من ارتفاع الأسعار.

وقال عدد من أصحاب المخابز في محافظة المثنى ، أن الخبز كان يباع في الأيام العادية كل 6 أو 8 أرغفة بألف دينار، وحاليا وصل سعر الرغيف في المخابز إلى 200 دينار (بواقع ألف دينار لكل 5 أرغفة). وأن هذا الارتفاع الجديد في السعر يعود إلى غلاء سعر الطحين المستورد، الذي وصل الكيس الواحد منه إلى 45 ألف دينار بعد ان كان بـ 25 ألفا.

انعكاس واضح لأزمة البلد

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير لـ”طريق الشعب”: “تشتعل الأسعار ويسود الغلاء شاملا ابسط مقومات الحياة كالخبز والصمون، وبذلك فان ارتفاع أسعار الدقيق وتحمل المواطن عقبات ذلك يعود أولا إلى الفشل السائد بإدارة الدولة والفساد المنتشر”.

***************

الشيوعي العراقي يزور التجمع الجمهوري

بغداد - طريق الشعب

زار الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الخميس الماضي مقر حزب التجمع الجمهوري العراقي في بغداد، حيث كان في استقباله السيد حاتم حطاب الأمين العام للحزب وعدد من أعضاء قيادة الحزب

وقدم الرفيق رائد فهمي خلال الزيارة التهاني بنجاح المؤتمر العام الأول لحزب التجمع وتمنى تحقيق الأهداف والخطط التي اقرها المؤتمر.

وتداول الجانبان خلال الزيارة آخر تطورات الأوضاع السياسية لاسيما تداعيات نتائج الانتخابات. واتفقت وجهات نظرهما حول أهمية التقيد بالأطر القانونية والدستورية عند النظر في شكاوى وطعون القوى المعترضة.

وتوقفت الزيارة عند ضرورة التعاون والتنسيق بين القوى المدنية والديمقراطية والحركات التشرينية، من أجل الارتقاء بالعمل الجماهيري وجعله اداة ضاغطة في اتجاه  اقامة الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

هذا وشارك في الزيارة بجانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب.

****************

تعزية

تنعى محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي عضوها الرفيق الاديب والمربي، عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف علي العبودي.

الذكر الطيب للرفيق الراحل، ولرفاقه وأهله ومحبيه الصبر والسلوان.

**************

الصفحة الثالثة

«المفاوضات» غير معنية بهموم المواطنين وأزمات البلد.. مراقبون: جدل الكتلة الأكبر خيبة أمل جديدة

بغداد - سيف زهير

على الرغم من الجدل الكبير الذي رافق العملية الانتخابية والمقاطعة الشعبية الواسعة لها، عادت القوى السياسية المتنفذة إلى السباق المحموم من أجل رسم خارطة التحالفات والظفر بتشكيل الحكومة القادمة.

ويرى مراقبون للشأن السياسي أن السجالات التي تجريها هذه القوى، هي ترجمة واضحة لخيبة أمل المواطنين بها، لأنها تتمسك بالمحاصصة الطائفية، ولا تتضمن حواراتها أي حديث عن أصل الأزمة، ولا عما يريده الملايين من العراقيين الغاضبين وفي مقدمتهم المنتفضون.

لا جديد يذكر

ويجري الحديث حاليا عن إمكانية تشكيل الكتلة الأكبر وتكليف مرشح للإعلان عن الحكومة الجديدة.

ويؤكد مراقبون، أن السجال الذي يدور قد يتبلور بتشكيل حكومة أغلبية بين قوى سياسية رئيسية أو توافقية، ومن المتوقع ان يغيب أي حوار عن البرنامج الحكومي الذي يلبي تطلعات الجماهير، وهذا يعني العودة التشكيلات السابقة، وستكون مهمة مراقبة الأداء الحكومي صعبة.

ومقابل هذا، يبيّن ناشطون أن الرؤية الوطنية الواضحة بشأن واقع البلد والمخاطر العديدة التي تحيط به “مغيبة تماما”.

ويعلق الباحث في الشأن السياسي، أحمد نعمة، على ما يجري بقوله إن “الحوار السياسي الذي يجري، يستند على نفس الترتيبات السابقة من حيث المحاصصة وتقسيم المناصب والظفر بأكبر عدد ممكن من الامتيازات. يمكن للمتابع البسيط أن يسمع ما تقوله القوى المتنفذة، فهي تتحدث بصريح العبارة عن مصالحها واستحقاقاتها ولكن الفساد وعلاج أزمات البلاد تغيب تماما عنها. ولهذا يعتقد الكثير بأن ما يجري من مفاوضات هي خيبة أمل جديدة لن تأتي بجديد”.

ويبيّن نعمة لـ”طريق الشعب”، إن هناك “رغبة بأن يكون المسار القادم من خلال تشكيل حكومة بالتفاوض، بحيث يأخذ كل طرف حصته من المناصب، وهو الأمر نفسه سواء كانت القضية توافقية أم أغلبية أم الإبقاء على الكاظمي رئيسا للوزراء. أتوقع أن أي برنامج حكومي لن يتحقق لأن الأمور توافقية، وبعيدة كل البعد عن تطلعات المواطنين”.

من جانبه، يقول المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون بهاء الدين نوري: إن قوى الإطار التنسيقي “ليس لديهم مشكلة أو خطوط حمراء في التفاهم والحوار مع أي كتلة سياسية في سبيل الذهاب إلى تسمية الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة المقبلة بشكل توافقي”.

ويدعو النوري مفوضية الانتخابات إلى “النظر لجميع الطعون المقدمة إليها بشكل جيد ودقيق، وان تعمل على تصحيح الأوضاع وفق الأطر القانونية”.

ويقول عضو تحالف الفتح محمد الشبكي، إن “الأطراف السياسية ما زالت تجري مناقشات وحوارات من اجل تشكيل الكتلة الأكبر والذهاب إلى تشكيل حكومة توافقية تشمل جميع المكونات”.

التدخل الخارجي

من جهته، يرى الباحث في الشأن السياسي حسن الحاج، إن دور التأثير الخارجي على تشكيل الحكومة لن يكون واضحا قبل حسم ملف الكتلة الأكبر وحسم الطعون المقدمة من الانتخابات.

ويؤكد أن هناك “مخاوف كبرى لدى الشارع العراقي من هذه التدخلات التي رسختها تجارب السنوات الماضية وتسببت بكوارث فظيعة. وأن من المتوقع أن يعاد سيناريو الحكومة السابق في ظل المعطيات الحالية”.

وتعمقت المخاوف الشعبية بعدما أعلنت بعض الأطراف المتنفذة عن لسان مقربين لها يظهرون في الإعلام بأن مشاريعهم الانتخابية هي مشاريع سياسية ممتدة إلى عمق إقليمي، ولا ينحصر بالعراق وحده.

ويتحدث الناشط، مهند البديري، عن قيام بعض القوى السياسية بالكشف عن نواياها التي لا تأبه لمطالب الشارع الاحتجاجي ولا الجمهور الواسع الذي قاطع الانتخابات وأعلن عدم شرعيتها بسبب ما يجري.

ويقول البديري لـ”طريق الشعب”، إن “الخطير بالأمر ما تقوله بعض الجهات المتنفذة، بأنها امتداد لمشاريع دولية أو إقليمية، وتتحدث علنا في الفضائيات وتهدد الدولة بالسلاح دون أي يتخذ أي إجراء بحقها، فضلا عن تصاعد الخطاب الطائفي خلال الأيام الماضية من خلال ضرورة ترميم البيوتات الطائفية السياسية لتصفية عقبات المرحلة القادمة، وكأنها هي الهم الأكبر للمواطنين والممثل الحقيقي لهم. أتوقع أن العراق مقبل على أزمة كبيرة جديدة، ولن يستمر الوضع كما هو عليه، لأن أسباب الغضب والمقاطعة ستتفاقم، والمتنفذون لا يملكون بعد النظر الكافي لقراءة المستقبل القريب”.

ويذهب الى التقدير ذاته الباحث في الشأن الانتخابي يوسف سليمان، الذي يخمّن بأن “السيناريو المتوقع لتشكيل الحكومة هو التوافق، في ظل ما يجري”.

ويشير سليمان إلى أن “التفاهمات الحالية بين القوى السياسية تميل إلى التوافق للخروج بحكومة جديدة، بعد النتائج المخيبة التي فرضتها الانتخابات والمقاطعة. مع العلم بأن الحوارات منشغلة الآن أكثر بقضية الكتلة الأكبر وليس الحكومة، على اعتبار أنها خطوة مبكرة وسابقة لأوانها”.

احتمالات عديدة

وبالعودة إلى نعمة، فإن احتمالات عديدة متوقع حدوثها لتشكيل الكتلة الأكبر والتوجه نحو الحكومة الجديدة.

ويرى أن هناك من يعتقد بأن يجري تشكيل تحالف من قبل الفائزين (الصدر، البارزاني والحلبوسي) ومن ينضوي ضمن مشروعهم. وفي مقابل ذلك هناك تفاهمات تجري بين ائتلاف دولة القانون وبقية القوى معه في الإطار التنسيقي، مع تحالف عزم والاتحاد الوطني ، أو من خلال احتمالية أخرى، وهي تكون بعودة البيوت المكوناتية بشكل صريح وفق التقليد المتعارف عليه.

ويستنتج نعمة من ذلك بأن هذه “المساعي لا تثمر أي عمل حقيقي للمواطنين لأن أزمة البلد عميقة، وتتطلب نهجا جديدا يطوي الصفحة الماضية في شكل الإدارة والحكم”. ويشير الباحث إلى أنه “في وسط هذه الدوامة لم نشهد أي تقدم على مستوى نوايا الكتل النيابية أو المشاريع الجديدة سوى الكتلة المستقلة التي شكلت مؤخرا وتضم عددا من المتظاهرين الذين وصلوا الى قبة البرلمان، والذين اعلنوا تشكيل كتلتهم التي (تقف بالضد من المحاصصة الطائفية والفساد) بحسب بياناتهم، وهذا طبعا مرهون بتجربة الأيام القادمة. فيما تبقى أيضا هناك أصوات تتقرب من هذا الخطاب لكنها مطالبة بتوحيد الجهود أو الخطوط العامة على أقل تقدير، لتكون بمثابة مشروع جديد يعارض ما يجري”.

 *************************************

محاولة اغتيال الكاظمي.. إدانات واسعة للجريمة النكراء

بغداد – طريق الشعب

دانت القوى السياسية العراقية ومنظمات ودول عربية واقليمية ودولية، محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فيما اعتبر المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي محاولة الاغتيال «استهدافا خطيرا للدولة العراقية»، وتعهد بملاحقة الجهات المتورطة في المحاولة.

فيما تواصلت منذ صباح امس، حملة الادانات والاستنكار لهذه العملية الفاشلة من قبل مختلف القوى السياسية

ادانة دولية واقليمية

وفي ردود الفعل الدولية، وصفت الخارجية الأميركية المحاولة بالعمل الإرهابي الذي يستهدف عمق الدولة العراقية. وعرضت الخارجية المساعدة في التحقيق.

فيما دانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الهجوم، مؤكدة «وقوف بلادها مع الحكومة العراقية وقوات الأمن والشعب العراقي في رفضهم للعنف السياسي ودعم دعوة رئيس الوزراء الى الهدوء وضبط النفس».

كما دانت الخارجية الإيرانية استهداف الكاظمي، مؤكدة موقف طهران بدعم الأمن والاستقرار في العراق.

وقالت الخارجية التركية: «ندين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء العراقي في منزله».

تضامن عربي

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، استنكاره بأشد العبارات للمحاولة الدنيئة لاستهداف الكاظمي، مؤكداً أن العدوان يستهدف هيبة الدولة العراقية وأمنها واستقرارها.

كما دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المحاولة. ودعا كافة الأطراف والقوى السياسية بالعراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف.

واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي تستهدف استقرار وأمن العراق والجهود المبذولة في سبيل تعزيز وحدته الوطنية.

ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، محاولة الاغتيال، معربا عن التضامن مع العراق وشعبه.

من جانبه، استنكر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأشد العبارات، في تغريدة عبر حسابه بتويتر، محاولة اغتيال الكاظمي، واعتبرها «جريمة إرهابية نكراء وعدوانا جبانا ضد العراق واستقراره».

استنكارات خليجية

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أن أمن واستقرار العراق من أمن دول المجلس.

ووصفت الخارجية السعودية استهداف الكاظمي «بالعمل الإرهابي الجبان، مؤكدة الوقوف إلى جانب العراق حكومة وشعبا».

وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة اغتيال الكاظمي. واعتبرت وزارة الخارجية القطرية «المحاولة عملا إرهابيا يستهدف الدولة العراقية»، وشددت على ضرورة «ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للعدالة».

وأكدت الخارجية الإماراتية في بيان، حرص بلادها على «استتباب الأمن والاستقرار بالعراق، ووقوفها إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في مواجهة الإرهاب»، معربة عن إدانتها لمحاولة الاغتيال.

وقالت الخارجية الكويتية في بيان: «المحاولة لم تستهدف الكاظمي فقط، وإنما ما تحقق للعراق وشعبه من وحدة وإنجازات على الصعد كافة»، داعية العراقيين إلى «تفويت الفرصة» على من أراد بوطنهم ووحدتهم السوء.

بدورها وصفت البحرين، محاولة اغتيال الكاظمي بـ»العمل الإرهابي الآثم» الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في العراق، مؤكدة في بيان «وقوفها مع العراق حكومة وشعبًا في حربه ضد الإرهاب».

فيما دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة في بيان «محاولة الاغتيال الدنيئة». وقال أمينها العام يوسف العثيمين: إن «هذا الهجوم عمل إرهابي يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره»، داعيا كافة الفاعلين السياسيين العراقيين إلى التهدئة واعتماد الحوار لتجاوز الصعاب.

 *******************************************************

تشرينات نجفية (6)  نستنهض الهمم ونلوّن المدارس

سهاد الخطيب*

خلال الشهرين الأخيرين من العام 2019 والشهرين الأولين من العام 2020 ونتيجة عمليات قتل الشباب، وهجوم الميليشيات على الساحة وخيم المتظاهرين في النجف، إضافة لمرور أشهر على ترك الشباب لعوائلهم وبيوتهم، وفي وضع صعب جداً في الخيم لعدم توفر ضرورات الحياة اليومية، وتوارد أخبار مماثلة من ساحات الاحتجاج في المحافظات الأخرى، لاحظنا الشعور بالتعب والإحباط بين الشباب، فظهرت أمامنا مهمة جديدة وهي استنهاض هممهم ورفع معنوياتهم.

كانت البداية في هذا الاتجاه بفعالية بسيطة وغير مكلفة ولكن وقعها كان جميلا على الشباب في الساحة، فقد اشترينا عدة كيلوغرامات من الكعك وأعلنا (الكعك علينا والشاي عليكم)، وساعدنا في ذلك وجود مطبخ بين الخيم تابع لأحد المواكب الحسينية تبنى أن يحضر الشاي في أباريق كبيرة ونحن وزعنا الكعك على الخيم في الساحة.

من خلال صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بتنا معروفين أننا مشاركات في التظاهرات والانتفاضة، فكانت تصلنا تبرعات من أصدقاء وزميلات في العمل، لشراء مواد عينية وغذائية مثل الأجبان والصمون، نشتريها سوياً ونوزعها على الخيم صباحاً لوجبة الفطور الصباحي، أو أحياناً نقوم بشراء كميات من البسكويت ونوزعها على الخيم لمرات متعددة في فترات مختلفة. وفي أحد الأيام وصلنا مبلغ مالي من المتبرعين فاشترينا أكياسا من الرز والطحين والعدس والفاصوليا وجلبناها للمطبخ الموجود في الساحة، ليقوموا بالطبخ وتقديم الأكل للشباب، وأتذكر ان إحدى الزميلات كان لديها خروف “نذر”، وقالت إن أكثر من يستحقون توزيع النذر عليهم هم الشباب الذين في الساحة وتم ذلك.

كانت لهذه المبادرات صفة طيبة لأنها مقدمة من النساء والشابات، ونحن نقوم بتوزيعها، كأخوات وأمهات متواصلات مع الشباب ونحن دعم وسند لهم في انتفاضتنا جميعاً.

وخارج ساحة الاعتصام تواصل النشاط المجتمعي، فبادرت مجموعة من شابات الخيمة، بعضهن فنانات أو طالبات معاهد وثانويات، وبمشاركة من الشباب بتكوين فريق أسموه (فريق لتكن أجمل) قاموا بالتوجه متطوعين نحو عشرات المدارس لصبغها من الداخل وكذلك الجدران الخارجية ووضعوا عليها رسومات وشعارات تحيي انتفاضة تشرين وأهدافها، وانتقلت المبادرة للرسم على أرصفة ساحة الاحتجاج لرسم البهجة لتكون ساحة الاحتجاج بأبهى شكل، وبالطبع كانت تبرعات المواطنين وإدارات المدارس تغطي التكاليف المادية لهذه المبادرة.

 وتواصلت في ذات الفترة تظاهرات طالبات وطلبة جامعة الكوفة وكلية التربية للبنات أيضا بشكل اسبوعي منتظم، منطلقين من بوابة الجامعة في شارع الكوفة، وبأعداد كبيرة جداً وبزيّهم الجامعي، يسيرون في منظر مُهيب جداً ويعبرون المجسر حاملين صور شهداء مجزرة مرقد الحكيم وهجوم 5 شباط، وعند وصولهم بحدود الساعة الواحدة ظهراً يكون الشباب في ساحة الاعتصام في استقبالهم، ليتوحد صوت شباب النجف على اختلافهم في هتافات تطالب بوطن، وحياة حرة كريمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع النجف

 ************************************************

الصفحة الرابعة

المحسوبيات تسيطر على اجراءات منح إجازات افتتاحها.. تربويون: الإشراف التربوي مغيّب في المدارس الأهلية

بغداد - نورس حسن

قاد تدني المستوى التعليمي والخدمي في المدارس الحكومية الى انتشار الآلاف من المدارس الأهلية في عموم محافظات البلاد. وبحسب مختصين تربويين فإن «المحسوبيات في منح اجازات تأسيس المدارس الأهلية من قبل وزارة التربية تلعب دورا في خلق فوضى التعليم الأهلي، ما أثّر سلبا على رصانة التعليم الحكومي».

فيما يرى أولياء أمور الطلبة، أن بعض مدارس التعليم الأهلي خاصة في المناطق الشعبية، لا ترتقي الى المستوى المطلوب من ناحية الكوادر التعليمية، مطالبين بضرورة تشديد الاشراف التربوي على عمل تلك المدارس.

استغلال المناصب

المواطنة حوراء علي، تقول انها فضلت تسجيل ابنتها في احدى المدارس الاهلية في منطقة بغداد الجديدة، لكنها صدمت بمستوى التعليم وتعاطي المعلمين مع التلاميذ.

تقول علي لـ»طريق الشعب» ان «هناك الكثير من المعلمين في المدارس الاهلية يعملون بغير اختصاصهم. كما أن هناك اشخاصا لا يتجاوز تحصيلهم الدراسي الشهادة الإعدادية، ويعملون كمعلمين في المدارس الاهلية خاصة الابتدائية منها، على الرغم من ان هذه المرحلة تعتبر الأساس التعليمي للتلاميذ».

وتضيف أن «الكثير من المدارس الاهلية تفتقر الى ابسط شروط المدارس، في ما يخص البنى التحتية والفوقية بعض البيوت ذات المساحة 200 متر تحولت الى مدارس نموذجية!»، مؤكدة ان أجورها الدراسية التي تتقاضاها سنويا من الطلبة تتجاوز المليون ونصف المليون.

وتعود أغلب المدارس والمعاهد الأهلية الى موظفين في مديريات التربية ومدراء مدارس حكومية ومدرسين أيضا، حيث يستقطب هؤلاء طلابهم الى مدارسهم الخاصة، مستغلين مناصبهم الوظيفية في ذلك.

ضمان النجاح

ويبدي الكثير من الطلبة استعدادا لدخول تلك المدارس، لا رغبة في الافادة من المادة العلمية التي تقدم فيها، انما أملا في ضمان النجاح.

وبحسب حوراء علي فان «قلة فرص العمل دفع الكثر من العاطلين غير المتخصصين الى تحويل منازلهم الى مدارس أهلية او معاهد لتلقي الدروس الخصوصية».

وفي السياق، يذكر المهتم في الشأن التربوي علي بخت ان «وزارة التربية تتعامل بمزاجية مع ملف التعليم الأهلي في البلاد».

جشع مادي

وبيّن بخت ان «الكثير من المدراس الأهلية تم منحها اجازات من قبل الوزارة، بينما هي لم تكن تنسجم مع معايير التربية والتعليم»، مشيرا الى ان «المحسوبيات تلعب دورا ملحوظا في فتح المدارس الاهلية بشكل عشوائي وغير مهني».

وبخصوص الكوادر التعليمية في تلك المدارس، يؤكد بخت ان «عملية انتقاهم هي الأخرى تعاني من خلل كبير خاصة، وان هناك مدرسين لا يعملون وفق اختصاصاتها، وانما توظفهم إدارات المدارس لقلة أجورهم».

ويركن بخت لجوء الكوادر التدريسية الحكومية الى العمل في المدارس الأهلية في خانة «الجشع المادي»، معتبرا ذلك يؤثر سلبا «على الخطة التعليمية في المدارس الحكومية».

ويشير الى أن واقع بعض المدارس الاهلية «يؤكد حجم الفوضى والمحسوبيات في منح اجازات التأسيس من قبل وزارة التربية».

تراجع التعليم الحكومي

فيما يرجع التربوي المتخصص في طرائق التدريس د. عبد الرسول فهد، تكاثر المدارس الاهلية الى «تراجع التعليم الحكومي من ناحية اكتظاظ التلاميذ في الصف الواحد؛ اذ تتجاوز الاعداد 90 طالبا، الى جانب إهمال الدروس الترفيهية كالرياضة والفنية التي يطلق فيها الطالب مواهبه».

ويقول فهد: ان المدارس الاهلية كان من المفترض تكون داعمة للمدارس الحكومية باستيعاب الطلبة والخريجين من الكوادر التعليمية الذين لم يحظوا بفرصة عمل حكومية.

ويضيف لـ»طريق الشعب» انه «على الرغم من تطور سبل التعليم في العالم، لا يزال العراق يعاني من المدارس الطينية، وهناك مدارس هدمت بحجة إعادة اعمارها، الا انها استبدلت بمدارس كرفانية خاصة في مناطق اطراف بغداد التابعة الى مديرية الكرخ الثانية».

وبخصوص المحسوبيات في منح اجازات التأسيس للمدارس الاهلية، يذكر د. عبد الرسول ان «مديرية التعليم العام والأهلي والاجنبي التابعة الى وزارة التربية هي من تتحمل مسؤولية فوضى منح الاجازات والتصاريح لفتح المدارس الاهلية، خاصة وان وفق القانون من المفترض خروج لجنة كشف على البناية المدرسية الاهلية التي في صدد فتحها فيما اذا كانت تمتلك جميع معايير المدرسة من ناحية المساحة والبنى التحتية».

وفيما يتعلق بالكوادر التدريسية يفيد بان «الضرورة الملحة تحتم اليوم تفعيل دور الاشراف التربوي على الكوادر التعليمية في المدارس الاهلية، وإعادة تفعيل قانون منع التدريسيين في المدارس الحكومية التدريس من العمل في المدارس الاهلية، وذلك بغية السيطرة على فوضى التعليم والارتقاء بالآليات التدريسية التي تضمن رصانة العملية التعليمية في البلاد، سواء في المدارس الحكومية أم الأهلية».

«نبذل الجهود»

ويقول المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق ان وزارته «تبذل جهودا غير قليلة لضمان رصانة التعليم في المدارس الاهلية من ناحية منح الإجراءات وفق ضوابط تندرج ضمنها مساحة المدرسة ومؤهلات الكادر التدريسي».

ويشير الى انه وفق الخطة التعليمية، فان الوزارة تحرص على ان يكون ما يجري في المدارس الأهلية مطابقا تماما للمدارس الحكومية.

وعن تخصصات الكوادر التعليمية يذكر فاروق ان «الوزارة لا تسمح بمنح أي إجازة لمدرسة أهلية ما لم يكن كادرها مؤهلا للتعليم، وضمن الاختصاصات المطلوبة».

وتعليقا على التحاق بعض المعلمين والمدرسين بالعمل في المدارس الاهلية على الرغم من استمراره بالعمل الحكومي قال: «ان القانون لا يمنع المدرس والمعلم من العمل في كلا الجانبين، فهو كالطبيب الذي يعمل في المستشفى الحكومي صباحا، ومن ثم يعمل في عايدته الخاصة مساء».

وفيما اذا كان ذلك يؤثر على الالية التعليمية، يؤكد أنه من المفترض أن تكون الخطة التدريسية كفيلة بضمان نجاح تلك الآلية.

 ***************************************************

سائقو تكتك مستعدون للامتثال للنظام والقانون زحامات تخنق شوارع العاصمة.. أزمات السياسة تشل حركة المرور 

بغداد ـ محمد التميمي

بصورة مباشرة، تنعكس الأزمات التي تختنق بها الأروقة السياسية على حركة السير المروي في الشارع مباشرة، الامر الذي يترك أثرا الحياة اليومية للمواطنين: سائقي الأجرة، العاملين، الموظفين وغيرهم.

ومنذ أسابيع تشهد العاصمة بغداد، اختناقا مروريا لا سيما في ساعات الصباح الأولى، لأسباب كثيرة منها كثرة عدد السيارات والحفر في الشوارع كذلك الحوادث المروية بالإضافة الى غلق أغلب منافذ المنطقة الخضراء، وسط العاصمة، على أثر الاعتصامات المتواصلة قرب بوابات تلك المنطقة.

عدد سيارات كبير

يقول علي ماجد ـ وهو سائق باص للنقل الجماعي ـ إن عودة دوام الجامعات لم يكن سببا وحيدا في ازمة السير الحالية، بل لا يلزم تجاهل أعداد المركبات، التي لم يعد يتحملها الشارع.

ويضيف ماجد في حديث لمراسل “طريق الشعب”، ان أغلب شوارع العاصمة متهالكة وغير معبدة بصورة جيدة، الى جانب وجود بعض الحفريات هنا وهناك، والتي تتسبب بخلق زحامات مرورية.

حوادث سير

وفي السياق ذاته، يقول جعفر صادق ـ سائق أجرة أيضا ـ في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، إنّ التخسفات والحفريات والتعرّجات في الشوارع تتسبب بحوادث سير يومية، بالإضافة الى الزحامات، معتقدا ان حل أزمة الشوارع يسهم في تحجيم مشكلة السير.

ويلتزم صادق بنقل عدد من الطلبات الجامعيات، بشكل يومي، الى جامعة بغداد، مؤكدا انهن يشكين من التأخر على محاضراتهن، بسبب الازدحامات التي لا يمكن التكهن معها بوقت الوصول الى الجامعة.

ويقول صادق انه صار متصالحا مع أزمة الزحامات المتواصلة منذ العام 2005.

ويحاول المتحدث أن يتجنب الدخول الى المناطق الشعبية، التي تكثر فيها مركبات التكتك، لأن يعتقد ان يومه سينقضي هناك، مقابل أجرة لا تتجاوز 5 الاف دينار.

وتمنع أغلب نقاط التفتيش ودوريات رجال المرور تقييد حركة مركبات التكتك في داخل مناطق معيّنة، لا سيما في شرق بغداد، لما تسببه تلك المركبات من إرباك لحركة السير، بسبب قيادة أغلبها من قبل مراهقين، لا يلتزمون بقواعد السير.

حملة ظالمة

ويقول علي عماد ـ سائق عجلة تكتك ـ في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، انه يواجه مضايقات وحالات ابتزاز من قبل رجال أمن وعناصر مرورية، بسبب عدم امتلاكه أوراقا أصولية.

ويأمل عماد أن تجد مديرية المرور حلا لمركباتهم، مؤكدا أنه وكثيرا من زملائه مستعدون للامتثال للقانون، بتسجيل عجلات التكتك بشكل رسمي، مردفا أن سعر اللوحة لدى مديرية المرور تصل إلى 750 ألف دينار، بينما هم بالكاد يحصلون على 15 الى 20 ألفا يوميا.

التكتك مصدر رزقنا

ويذهب حسن علي ـ شاب آخر يملك عجلة تكتك ـ في حديثه لـ”طريق الشعب” الى تأكيد حديث عماد، مضيفا عليه بأن أحد رجال المرور احتجز مركبته، بسبب عدم امتلاكه أوراقا رسمية.

ويقول علي انه اضطر الى دفع غرامة وصلت لـ 300 الف دينار، حتى تمكن من اطلاق عجلته.

ويتهرب علي من شراء لوحة لمركبته بسبب سعرها المرتفع، “إذا ما خفض الى اقل من ذلك، فسأكون من يسجل مركبته التكتك”.

ويدعو علي الى ايجاد “اجراءات حازمة على بيع التكتك. هنالك أطفال وقاصرون يقتنون ويقودون هذه العجلة. لا توجد أية رقابة على البيع والتسجيل”، مضيفا ان “بعضهم يؤثر علينا، ويعكس صورة خاطئة عنا. نحن نسترزق من هذه العجلة التي تساعدنا في سد قوتنا اليومي”.

ويتمنى علي على الجهات المعنية أن تنظم عملية استيرادها وطريقة عملها، وكذلك ايجاد تسهيلات في ما يخص تسجيلها أصوليا.

 *************************************************

28 مخيما تؤويهم في عموم البلاد الهجرة تطرح «خطة وطنية» لإعادة النازحين

بغداد ـ طريق الشعب

تعتزم وزارة الهجرة والمهجرين إطلاق «خطة وطنيّة» بالتنسيق مع منظمات دولية، تتضمن دراسة التحديات الأمنية ومجالات خدمية واجتماعية، تساعد النازحين على العودة الى مناطقهم الاصلية، وايجاد فرص عمل لمن يستطيع منهم.

ومن المقرر ان تطلق تلك الخطة بعد عقد اجتماع للجنة العليا لإغاثة النازحين، الخميس المقبل، لمناقشة تلك الخطط وبلورتها.

ووفقا لمفوضية حقوق الانسان السابقة، تبقى حتى الان 28 مخيما للنازحين في عموم البلاد، بما فيها اقليم كردستان.

ويفكر بعض النازحين الذين لا يزالون في مخيمات النزوح بالهجرة الى اوروبا، بسبب «عجز الحكومة عن ايجاد أية حلول لهم، بعد سبع سنوات» من فرارهم من مناطقهم على أثر الحرب مع داعش الارهابي.

خطة وطنية

وأكّدت وزارة الهجرة والمهجرين متابعتها تنفيذ الخطة الوطنية لإعادة النازحين التي تطبق بمراحلها مع الشركاء من الوزارات المعنية والأمم المتحدة.

وقال مدير عام دائرة شؤون الفروع والناطق الرسمي باسم الوزارة، علي عباس جهاكير، في تصريحات صحافية، إن «الوزارة تتابع تنفيذ اجراءات الخطة الوطنية لإعادة النازحين إضافة الى عملها اليومي المتخصص بهذا الشأن من قبيل إيواء وإغاثة النازحين».

وأضاف أنها «مستمرة في التنسيق مع الجهات الأمنية والاجتماعية لغرض إعادة أكبر عدد ممكن من الاسر الى مناطقها الأصلية»، مشيراً الى أن «المتواجدين في المخيمات حتى الآن يحظون برعاية تامة من الوزارة حسب الإمكانيات المتوفرة من إغاثة وأمور أخرى ضرورية».

وبشأن الخطة الوطنية، بيّن الناطق باسم الوزارة أنها «انبثقت من خلال مصادقة مجلس الوزراء وان هناك اجتماعا سيجري يوم الخميس المقبل للجنة العليا لإغاثة النازحين لبلورة جميع المواضيع التي تتعلق بجميع الخطط بهذا الخصوص. وبعده ستكون بلورة لمخرجات الخطة الوطنية التي سوف ترى النور من خلال الشركاء الدوليين من المنظمات الدولية والموازنات التي تخصص للمحافظات والمناطق القابلة للتأهيل ومنها منطقة سنجار».

شملت 54 ألف اسرة

وأوضح أن «الخطة اعتمدت على دراسة مسبقة أشارت الى عدة تحديات، منها الامنية والخدمية والاجتماعية والسياسية وتوفير فرص العمل، لذلك اقتضت الخطة تأهيل كل هذه الفقرات لكي يتسنى للنازحين العودة بأمان واستقرار لمناطقهم بمشاركة الشركاء بمن فيهم الاجهزة الامنية والعمليات المشتركة وجهاز الامن الوطني، فضلا عن الشركاء الدوليين من منظمات الامم المتحدة».

ولفت الى أن «الدراسات التي اشتركت فيها وزارة التخطيط عن المهجرين شملت 54 ألف اسرة داخل المخيمات في عموم العراق، ومن بينها مخيمات الإقليم أيضاً».

لا عودة آمنة

من جهته، قال نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان السابق، علي ميزر، إن «الحكومة لم تقدم حلولا جذرية لازمة النازحين، وكل ما يُقدم عبارة عن مساعدات شهرية للنازحين، وهي ليست بالمستوى المطلوب، وفيها تلكؤ ورشاوى»، مبيناً أن «انهاء ملف النازحين يعني نهاية الفساد، الذي ينتفع منه الكثير».

وأضاف لـ»طريق الشعب»، أن «الحكومة التي تحدثت عن عودة آمنة، لم توفر للنازحين مستلزمات هذه العودة، ولم تسلمهم مبالغ العودة، او تؤمن لهم مناطقهم الاصلية، ولم تعوض أصحاب المنازل المتضررة من عمليات التحرير».

 وأشار الى أن «الحديث يجري فقط عن مخيمات الجدعة ومخيمات الفلوجة، لكنهم يتناسون النازحين في إقليم كردستان، فضلاً عن ان هناك قوى سياسية تتعامل مع نازحي الإقليم كأصوات انتخابية».

وعن أسباب تأخير عودة نازحي خيم الجدعة، قال ميزر: إن «سكان مخيم الجدعة هم من أهالي غرب نينوى، وهذه المناطق لا تملك ماء الشرب لغاية الان، وأن منازلهم مبنية من الطين، وهي متهرئة ومدمرة بعد ان تركت هذه السنوات».

وأكد ميزر، أن «هناك  28 مخيما متبقيا في العراق: 26 منها في الإقليم، والبقية في المحافظات. الحكومة قلصت عدد الخيمات حيث ان المخيم الذي كان فيه 2000 نازح اضيف اليه نازحو مخيمات أخرى، ليصبح العدد 6000 نازح في المخيم الواحد».

سلال غذائية غير صالحة

من جهته، قال النازح في مخيمات الاقليم، ذياب غانم وهو من أهالي سنجار لـ»طريق الشعب»، أنه «بعد انتهاء وجود التنظيمات الارهابية، تركت المنظمات عملها مع النازحين، وتوجهت صوب المناطق المحررة. بالتالي هذه المخيمات لم تتلق الدعم المعهود من المنظمات».

وأكد أن «وزارة الهجرة والمهجرين، تقوم بتوزيع سلال غذائية على النازحين كل شهر او شهرين، لكن مواد تلك السلال فاقدة للجودة، فضلاً عن وجود مساعدات مالية قدرها 11 الف دينار لكل فرد، للشهر الواحد او لكل شهرين».

وأوضح أن «الكثير من علامات الاستفهام مسجلة على وزارة الهجرة فيما يخص ملف عودة النازحين؛ حيث انها اعادت نازحي مخيم الهول في سوريا الى مخيمات بالقرب من سنجار. بينما هي لم تعمل على اعادة نازحي سنجار من الاقليم، بسبب ان الحكومة لم توفر اجواء آمنة في القضاء».

وذكر أن «العديد من النازحين في المخيمات يفكرون في الهجرة وبعضهم الان في بيلاروسيا، لان الحكومة عاجزة منذ سبع سنوات عن توفير الاجواء المناسبة في سنجار».

*******************************************

الصفحة الخامسة

نحو موقف موحد للفلاحين.. في مواجهة الاهمال والاجحاف الحكوميين

بغداد ـ طريق الشعب

يواجه الفلاحون مشاكل كثيرة وهم ينغمرون في التهيئة للموسم الزراعي الجديد. فأمامهم غلاء الأسمدة وارتفاع اسعار الاعلاف، مقابل نزول أسعار المحاصيل وانخفاض مناسيب المياه وتزايد شحتها.

ونقل فلاحون من محافظة بابل الـى “طريق الشعب”، سخطهم وشكواهم من “الاهمال والاجحاف المتعمدين” الهادفين الى ضرب المنتج الوطني وابقاء الابواب مفتوحة للاستيراد من الخارج.

غلاء الأسمدة

المواطن عباس تركي وهو صاحب ارض زراعية في بابل يقول ان بذور الحنطة “بدأ توزيعها الآن فقط، بينما يفترض  ان تكون مزروعة حاليا، وهذا طبعا ليس في صالح الإنتاج”. ويضيف انه “كان علينا ان نسقي الحنطة في اواخر الشهر العاشر، فلكل مزروع وقت خاص به، وفي شهرنا الحالي يفترض ان تنتهي زراعة الحنطة”.

واشار الفلاح عباس تركي الى مشكلة أخرى يواجهها مع اخوته الفلاحين والمزارعين في بابل والمحافظات الاخرى، وهي “مشكلة ارتفاع أسعار السماد، ففي السابق كنا نشتريه مقابل 40 ألف دينار والان ارتفع السعر الى 100 ألف دينار”. واضاف ان “سماد الدواب كنا سابقا نشتريه بـ 75 ألفا والان أصبح بـ 160، اما سماد اليوريا فكان سابقا بـ 38 ألفا والان أصبح بـ 105 آلاف”.

يضاف الى ذلك ان التوزيع سيء حسب قوله “ حيث خصص للدونم الواحد 5 كيلوغرامات  فقط، بينما الحاجة تبلغ 50 كيلوغراما على اقل تقدير، وهذا معناه اننا لن نزرع”. واوضح ان اغلب الفلاحين رفضوا الاستلام لأن الكمية لا تكفي، وان “الحل يكمن في زيادة كمية السماد، وارجاعها الى سعرها القديم”.

ازمة مفاجئة

وفيما يخص الماء اللازم للسقي اشار المواطن عباس تركي الى انه كان متوفرا كثيرا في الشهر التاسع، “الا اننا لم نكن بحاجة اليه حتى الشهر العاشر عند مباشرتنا زراعة الحنطة، وعندها لاحظنا اختفاء وفرة الماء. والان نعاني من شحة في المياه وهنالك جداول جفت، مثل الجربوعية في ناحية القاسم، حيث لا يوجد فيها ماء للسقي او للشرب نهائيا، وحتى شط الحلة نفسه انخفض منسوبه ولا نعرف السبب”.

واستطرد عباس تركي  قائلا: “ يمكننا ان نزرع، لكن عند حلول موسم الحصاد ستواجه مزروعاتنا الموت لان الماء قليل. وان على الدولة تطهير الأنهار وتوزيع المياه بشكل عادل، اضافة الى تهيئة المكائن والمضخات التي تساعد على إيصال المياه للشرب وليس للسقي فقط”.

خسارة كبيرة

وبالنسبة الى محصول الذرة  التي هي الان في موسم حصادها، قال تركي: “تغيرت تسعيرة الدولة وأصبحت 250 ألف دينار للطن، بينما كانت تشتريه منا قبل سنتين بـ 600 ألف للطن، وفي العام الماضي أصبح 400 ألف، وهذا التغيير المستمر في التسعيرة، خصوصا الأخيرة، يسبب لنا خسارة كبيرة، وهذا يجعل الفلاح يترك زراعة هذا المزروع بشكل نهائي. ونحن لا نستبعد ان يتم تخفيض سعر الحنطة ايضا”.

موقف موحد

واوضح تركي ان حال الاعلاف لا يختلف كثيرا، وذكر ان “ سعر العلف ارتفع ثلاث مرات. فـالـ 100كيلوغرام من النخالة كنا نشتريها سابقا مقابل 28 ألف دينار والان أصبحت بـ55 الفا والصعود مستمر حتى الان. كذلك الطحين العلف كان سعره 18 الفا والان اصبح 30 الفا”.

 وفي شأن موقف الفلاحين والمزارعين من ذلك كله اكد عباس تركي انه “ستكون للفلاحين لقاءات في قادم الأيام، وسنخرج بموقف موحد ازاء هذا الاجحاف ونستمر في تنظيم الفعاليات الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبنا”.

**************

أگـول.. ماذا عن مبادرة الاسكان؟

علي ماجان

بعد أكثر من ١٨ سنة من الفشل الحكومي في إيجاد حلول ناجعة لأزمة السكن المتفشية، وعدم الشروع بإصدار القوانين التي تحدد تسعيرة إيجارات العقارات وتحفظ حقوق المؤجر.. بعد ذلك كله أطلقت حكومة مصطفى الكاظمي مبادرة لمنح قروض إسكان تسدد بالتقسيط المريح وبدون فوائد، للمواطنين الراغبين في شراء أو بناء وحدات سكنية. على أن يتم ذلك عن طريق المصرف العقاري، ومقابل حجز العقار وكفالة موظف حكومي لحين تسديد المبلغ كاملا.  

واستبشر العراقيون بهذه المبادرة التي أطلقت بدعم من البنك المركزي العراقي، لعلها تخفف من أزمة السكن. إلا أن هذا المشروع لم ينج من رأس المال السياسي. إذ بات الأمر شبيها بإجبار المواطنين على شراء الدور باهظة الثمن.

ففي البداية توجه المواطنون لشراء الدور السكنية، ودفعوا عربون الشراء من جيوبهم، والذي وصل إلى نصف سعر الوحدة السكنية، لكن الحكومة لم تقم بعدها بدفع المبلغ للمواطنين، بل انها أوقفت تسلم معاملات الشراء، ما تسبب في نزاعات بين البائع والمشتري. وفي النهاية اضطر قسم من المواطنين إلى دفع مبلغ شراء الدار كاملا، وتحملوا مصاريف إضافية من حيث “الدلالية” وأجور المحاماة وغيرها.

كل ذلك يدل على عدم جدية الحكومة في معالجة الأزمات، وأشدها أزمة السكن، حتى بدا ان غالبية القرارات المتخذة الغرض منها إلهاء الشعب وإشغاله في مشكلات لا نهاية لها.

تجدر الإشارة، إلى أن الحكومة حينما أغلقت باب شراء الدور التابعة للمواطنين، وجهّت الناس لشراء الوحدات السكنية في المجمعات الاستثمارية، وربما الغرض من ذلك هو تحقيق الربح للجهات المعنية بتلك المجمعات!

************

ذي قار.. مربو ماشية يشكون ارتفاع أسعار الأعلاف

الناصرية – وكالات

شكا عدد من مربي الثروة الحيوانية في محافظة ذي قار، ارتفاع أسعار الاعلاف في الاسواق المحلية، مشيرين إلى أن ذلك يأتي في ظل غياب الدعم الحكومي، وعدم قيام الجهات المعنية بتجهيزهم بالأعلاف مثلما كان معمولا به سابقا.  وأوضح مربو الماشية في حديث صحفي، ان سعر الطن الواحد من مادة النخالة وصل الى 600 ألف دينار، وطن التمور بلغ 500 ألف. فيما ارتفع سعر طن الشعير ليصل إلى 800 ألف، الامر الذي القى بظلاله على مهنة تربية الحيوانات وتسبب في نفوق عدد من رؤوس الماشية، حتى أضطر المربون إلى بيع قسم من ماشيتهم بأسعار متدنية، من أجل تقليل نفقات توفير العلف.  وأشاروا إلى أن مناطق عديدة في المحافظة تعاني ازمة توفير الاعلاف للثروة الحيوانية، خاصة بعد تفاقم أزمة الجفاف وتراجع القطاع الزراعي ككل، مؤكدين أن هذه المشكلات تهدد الثروة الحيوانية.  وناشد مربو الماشية الجهات الحكومية مراعاة ظروفهم الصعبة، وعدم السماح لتجار العلف وأصحاب المطاحن بتصدير المواد العلفية إلى المحافظات الأخرى، من أجل تأمين حاجة ذي قار. كما دعوا إلى متابعة أسعار الاعلاف في السوق، والضغط باتجاه إعادة الدعم السابق لمربي الحيوانات من قبل وزارة الزراعة.

***********

مواساة

*تعزي أسرة “طريق الشعب” الرفيق جمعة زاير بوفاة ابن عمه الدكتور جواد كاظم زاير المقدادي.

للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا ابو هشام والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق عبد الله عبد نور (ابو نجم)، الذي افنى عمره في خضم النضال في صفوف الحزب، كادرا فلاحيا شجاعا مقداما تعرض لشتى صنوف الاضطهاد من سجون وتعذيب واختفاء.

وكان منزل الفقيد في منطقة الهارمية في المشخاب، ملجأ للرفاق أيّام العمل السري.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه ومحبيه وحفيده الرفيق فؤاد، الصبر والسلوان.

* بمزيد من الحزن والاسى، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق حاتم لفتة عطية العابدي (ابو سامي)، الذي توفي اثر مرض الم به.

وكان الراحل من مناضلي الحزب في ريف الشامية منذ ستينيات القرن الماضي. وقد تعرض للملاحقة والاضطهاد والاعتقال أكثر من مرة على يد عصابات النظام الفاشي. ولعب دورا قياديا في منظمة الشامية. كما كان عضوا للجنة المحلية للحزب في الديوانية أبان سبعينيات القرن الماضي، وكان بيته ملاذا للشيوعيين.

وللراحل أيضا، وهو من عائلة شيوعية، دور في اعادة تنظيمات الحزب في الشامية وريفها بعد سقوط الطاغية، وانتخب من قبل أبناء ناحية الصلاحية، محل ولادته، عضوا للمجلس البلدي، نظرا لتأثيره السياسي والاجتماعي.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

تعزي اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي،  بوفاة الدكتور جواد كاظم زاير المقدادي شقيق الاستاذ المهندس فالح كاظم زاير الرئيس السابق لجمعية المهندسين.

وكان الفقيد مناضلا في صفوف حزبنا واعتقل لمرات عديدة، وبقي الفقيد حتى اخر ايامه وفيا لمبادئ الحزب وقضاياه الداعمة للكادحين والفقراء.

**********

الصفحة السادسة

مصدر لـ”طريق الشعب”: مهربوا الأموال مسؤولون متنفذون.. مختصون: استرداد الأموال المنهوبة “اضغاث أحلام”

بغداد ـ علي شغاتي

كثُر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن استرجاع الأموال العراقية المنهوبة الى خارج البلاد، من خلال تقديم رئاسة الجمهورية قانون استرداد عائدات الفساد الى مجلس النواب السابق، واتجاه هيئة النزاهة الى ابرام مذكرات تفاهم مع عدد من الدول لاستعادة الأموال المهربة.

ويشكك عدد من المتابعين والمهتمين في الشأن العراقي بجدية الموضوع، مؤكدين ان هذه المحاولات لا تعدو عن كونها محاولة لذر الرماد في العيون، بسبب خضوع هذا الملف لتوافقات وضغوطات سياسية داخلية، تجعل من عملية ملاحقة الفاسدين ضربا من الخيال.

تحرك تنفيذي

واعلنت هيئة النـزاهـة الاتحادية، مؤخرا، إنها تتجه لإبــرام مـذكـرات تفاهم مع عدد من الدول العربية والصديقة لفتح آفـاق التعاون وتبادل المعلومات عن الأشخاص المـطـلـوبـين وأمـوالـهـم وتـنـظـيـم طـلـبـات المـسـاعـدة القانونية لاستعادتهم والأمــوال المهربة العائدة للعراق.

وقال مدير عام دائرة الاسترداد في هيئة النزاهة معتز فيصل العباسي في حديث صحفي، إن “المـعـايـيـر الأسـاسـيـة الـتـي تـوضـع لأجــل إبــرام مذكرات التفاهم هي فتح آفـاق التعاون وتبادل المـعـلـومـات عـن الأشـخـاص المـطـلـوبـين وأمـوالـهـم وتنظيم طلبات المساعدة القانونية. أمـا اختيار الـدول التي يتم توقيع المـذكـرات معها فهي التي يتواجد فيها مطلوبون في أراضيها”.

وكشف عـن أن “الهيئة فـي طـور إبــرام عـدد من المذكرات مع دول منها (المملكة الأردنية الهاشمية وجـمـهـوريـة لـبـنـان ودولـــة الـكـويـت وجـمـهـوريـة تركيا وبولندا) والسعي مستمر بالتوجه نحو دول أخــرى لإبــرام مـثـل هــذه المــذكــرات وتعزيز الـتـعـاون مـعـهـا”، مـؤكـداً أن “الأولوية تبقى في اختيار الدول بحسب الاعتقاد والمعرفة بوجود إمكانية وجود أموال فساد مهربة في تلك الدول”.

وأضاف أن “ملف الاسترداد والأموال المهربة عـبارة عــن ملف يتضمن مجموعة من الأوليات والوثائق أهمها (طلب المساعدة الدولية الـذي يقدم الـى دولـة ما يتواجد فيها المتهم أو المـدان) تطلب فيه الحجز على أمــوال المــدان أو المتهم فـي تلك الــدول ويتم إعداد الملف في دائرة الاسترداد، ويرسل الى تلك الدول عن طريق وزارة الخارجية ومن ثم السلطة المعنية بالاستجابة لهكذا طلبات”.

مصير قانون الاسترداد

وحول مصير قانون استرداد عائدات الفساد المقدم من قبل رئاسة الجمهورية، يقول مستشار رئيس الجمهورية عبد الله الزيدي، ان “مشروع قانون استرداد عائدات الفساد أرسل إلى مجلس النواب، وذهب الى اللجنة القانونية في مجلس النواب، لكن لم يتم التصويت عليه في هذه الدورة النيابية”، معرباً عن أمله “بدراسة القانون دراسة موضوعية ومستفيضة من قبل مجلس النواب في الدورة المقبلة مع امكانية التعديل وإبداء الملاحظات وإرساله الى رئاسة الجمهورية مرة أخرى”. 

مهمة صعبة

من جانبه، تحدث مصدر مسؤول في مجلس الوزراء عن صعوبة ملاحقة الأموال العراقية المنهوبة، كونها مرتبطة بعدة جهات سياسية متنفذة، مشيرا الى ان فتح هذا الملف يعني سقوط زعمات سياسية كبيرة.

ويوضح المصدر الذي رفض كشف هويته، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “جهود الحكومة في هذا الملف انطلقت من خلال تشكيل لجنة لاسترداد الأموال المنهوبة في خارج البلاد، وعقد مؤتمر استرداد الأموال العراقية في أيلول الماضي بمشاركة واسعة من قبل دول ومؤسسات معنية”، مبينا ان “اللجنة قدرت حجم الأموال المهربة الى خارج البلاد منذ 2003 بحوالي 150 مليار دولار، فيما يقدرها البعض الاخر بـ350 مليارا”.

ويضيف ان “الحديث عن ضرورة اشراك المجتمع الدولي في هذا الملف ضروري جدا، ولكن على العراق ان يحسم هذه الملفات داخليا ليتمكن من التوجه صوب العالم”، منوها الى “صعوبة الشروع في ملاحقة الأموال لكون اغلبها هربت من قبل مسؤولين في الدولة ما زالوا يحظون بنفوذ واسع”.

ويتابع ان “الحكومة غير قادرة على متابعة هذا الملف دون وجود قرار من الكتل السياسية المتنفذة، وهذا الامر مستحيل في ظل الأوضاع الحالية”، مؤكدا ان الحديث عن استرداد أموال عراقية من خارج البلاد هو “اضغاث أحلام”.

ترويج اعلامي وسياسي

بدوره، يشير الخبير المالي زمن الجيزاني الى ان “لحديث عن استرداد الأموال المهربة من قبل القائمين على النظام الحالي هو ضحك على الذقون ومحاولة للكسب الإعلامي والترويج السياسي”، مبينا ان “المؤتمر الذي نظمته الحكومة بهذا الشأن لم يحقق شيئا، فضلا عن مرور اكثر من عام على تشكيل لجنة استرداد الأموال، ولم يعلن لغاية الان عن استردادها لدولار واحد”.

ويقول الجيزاني لـ”طريق الشعب”، ان “الجهات الحكومية عاجزة عن ملاحقة الأموال المنهوبة في داخل العراق، فكيف ستلاحق الأموال في خارجه؟!”، مشيرا الى ان “الكثير من الأموال المهربة الى خارج الأموال جرى تبييضها ونقلها الى بنوك وأصبحت أموالا شرعية ويستحيل استعادتها”.

ويؤكد ان “الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأموال العراقية واسترداد بعضها هي عن طريق ضرب كبار الفاسدين واجبارهم على ارجاع الأموال عن طريق تشريع قوانين تعامل الفاسدين معاملة الإرهابيين”، منوها الى “ضرورة تفعيل دور الأجهزة الرقابية في الدولة وإخضاع المسؤولين وكبار الضباط والتجار الى مبدأ (من اين لك هذا؟) ومراقبة ثرواتهم منذ توليهم المسؤولية”.

ويقر الخبير بـ”صعوبة تطبيق هذا الاجراء كون من يسيطر على مفاصل الدولة هو من قام بنهب ثرواتها”، داعيا الحكومة الى “التحقيق في عقود التسليح وبناء الملاعب والمستشفيات والمشاريع المتلكئة ان كانت تسعى بحق الى استرداد الأموال المنهوبة”.

***************

وقفة اقتصادية.. احموا مداخيل المواطنين من مخاطر التضخم

ابراهيم المشهداني

يأخذ التضخم كظاهرة اقتصادية طائفة من التعريفات بحسب أسبابه أو العوامل الاقتصادية المؤثرة فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومنها كونه تعبيرا عن حالة الارتفاع المستمر في الأسعار يقابله انخفاض في القوة الشرائية لوحدة النقد، أو هو انعكاس لعدم التوازن بين التدفقات النقدية وتدفقات السلع والخدمات في السوق.  وفي العراق تعددت مفاهيم التضخم بحسب الظروف الاقتصادية في البلاد ففي التسعينات من القرن الماضي كان يطلق عليه بالتضخم الزاحف أما بعد عام 2003 فيسمى بالتضخم التراكمي.

  ومن البديهي أن ارتفاع معدلات التضخم تتأثر بجملة من العوامل يقف في مقدمتها ضعف مرونة الجهاز الانتاجي وعجزه عن توفير السلع والخدمات وتغطية الطلب الكلي وخاصة السلع الاستهلاكية التي غالبا ما تقوم وزارة التخطيط بحساب معدلات التضخم، واعتماد هذا الجهاز على أساس انتاج النفط الخام كسلعة معدة للتصدير يصاحبه ارتفاع الميل الحدي للاستهلاك من خلال التوسع في الطلب والتكاليف لتتسبب في ارتفاع المستويات العالية في التضخم. فعلى سبيل المثال فان التضخم حسب احصاءات وزارة التخطيط قد ازداد بين شهر آب عام 2020 وآب عام 2021 بنسبة 8،1 في المائة. وشملت هذه الزيادات العديد من سلع الاستهلاك كالأغذية والمشروبات غير الكحولية والخضراوات والفواكه واللحوم والحبوب والأسماك وازدادت بشكل ضاغط أسعار الطحين التي تنعكس على أسعار الخبز مما أثار احتجاجات أصحاب المخابز والأفران وانعكس على حياة الناس المعيشية.

وحسب توقعات البنك الدولي في تقريره في شهر أيار 2021 فإن المستوى العام للأسعار يرتفع نتيجة لتفشي وباء كورونا على مستوى امدادات السلع إضافة إلى آثار التغيرات في أسعار السلع المستوردة المتأثرة برفع قيمة الدولار يقابله فضلا عن نقلها للتضخم في اقتصاد بلد المنشأ لا سيما وأن العراق يعتمد بشكل كبير على الاستيراد الخارجي وحسب تقرير البنك نفسه فان المتوقع أن يرتفع التضخم في عام 2022 بنسبة 3،1 في المائة.

واذا ما أخذنا بعين الاعتبار المسوحات التي تجريها وزارة التخطيط وتوقعات البنك الدولي إضافة إلى مفاعيل الفجوة الكبيرة في توزيع الدخل والثروة التي تتسم بالانحياز غير العادل لصالح الشرائح العليا في المجتمع المتمثلة بطبقة الكامبرادور من تجار البضائع وتجار العقارات وبيروقراطيي الدرجات العليا في الجهاز الحكومي والشرائح الطفيلية، لتوصلنا إلى حقيقة ملموسة مفادها التدهور المعيشي المتعاظم لقطاعات واسعة من المجتمع التي تشمل ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين التي انخفضت القيمة الشرائية لرواتبهم بسبب انخفاض قيمة الدينار والمعدلات المتزايدة في التضخم والضرائب غير المباشرة، يضاف لهذه الشريحة الواسعة شريحة الفقراء المحرومة من الدخول الثابتة الذين يقعون تحت خط الفقر ويقدر عددهم حسب التقديرات ب 13 مليون نسمة يبحثون بأظافرهم في الصخر من أجل البقاء على قيد الحياة  وهؤلاء جميعا يشكلون السواد الاعظم في المجتمع. 

  إن الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه مما تقدم أن التضخم يرتبط قبل أي شيء آخر بالسياستين النقدية والمالية فكل منهما يتحمل مخططوها المسؤولية في ارتفاع معدلات التضخم، فان السياسة النقدية تجسدت في اقدام البنك المركزي على رفع قيمة الدولار لحجج ومبررات غير مقنعة، أما السياسة المالية فوجدت تعبيرها في المبالغة في الانفاق العام في الموازنات السنوية الذي يتعرض إضافة إلى موازنة تشغيلية مضخمة إلى الهدر في شكل هذا الانفاق واسلوبه ووجهته.

لهذه الاسباب مجتمعة فان المعالجات ينبغي أن تتجه لتخفيض نسبة الموازنات التشغيلية إلى مجموع الانفاق وزيادة تخصيصات الموازنات الرأسمالية والضغط على رواتب الدرجات العليا في الجهاز الحكومي التي تشكل 40 في المائة من مجموع الرواتب، والبحث عن مصادر مالية خارج قطاع النفط وتفعيل الجهاز الانتاجي وجعله يتصف بالمرونة التي تهيء البديل الملموس لحجم السلع والخدمات المستوردة من الخارج وإعادة سعر صرف الدينار العراقي إلى سابق عهده  وإعادة النظر بالأسس الإدارية والتنظيمية لجهاز ضريبة الدخل عبر الحد من التهرب الضريبي والسيطرة على الوعاء الضريبي والتقليل من الاعفاءات الضريبية.

**************

سيطرة المتنفذين على مزاد العملة تحول دون التخفيض خبير اقتصادي: تغيير سعر صرف الدولار قرار غير مناسب

بغداد ـ طريق الشعب

يستبعد مختصون في الشأن الاقتصادي والمالي، أن يجري خفض سعر صرف الدولار، بسبب سيطرة بعض المتنفذين على مزاد بيع العملة، وعمل بعض المصارف الاهلية، الذين حققوا مكاسب مالية من “لعبة الدولار”.

ويؤكد مسؤول مالي ان تغيير سعر صرف الدولار مرهون باحتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة.

ويقول الخبير الاقتصادي وسام التميمي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان “الأحزاب المسيطرة على مزاد بيع العملة حققت وتحقق مكاسب غير قليلة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار”.

ويضيف التميمي، ان “بعض المصارف الاهلية تابعة لأحزاب سياسية نافذة، هي الأخرى تقف امام تغيير سعر صرف الدولار”.

وكرر التميمي ان هؤلاء المتنفذين يقفون “حجر عثرة امام مساعي تغيير سعر صرف الدولار في الموازنة، حيث تعمل معظم مصارفهم على كسب الأرباح من مزاد العملة، وأي تخفيض قد يحصل سيسبب خسائر كبيرة لهم”.

واوضح التميمي، ان “انتعاش سوق النفط ودخول مبالغ كبيرة من العملة الصعبة للعراق سيساهم بزيادة مدخولات العاملين في مزاد العملة، وهو ما سيدفعهم للوقوف امام أي محاولة لتخفيض تسعيرة الدولار بالمرحلة المقبلة، ومن المرجح إبقاء سعر الصرف على وضعه الحالي او حدوث زيادة طفيفة في موازنة العام المقبل”.

ولم يستبعد الخبير المالي والمصرفي احمد الهذال وجود متنفذين يحاولون عرقلة تغيير سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي.

وقال الهذال لـ “طريق الشعب”، ان “تغيير سعر صرف الدولار امام الدينار قرار لم يكن بالتوقيت الزمني المناسب، ولم يخضع لدراسة المتخصصين في الشأن المالي والاقتصادي، خاصة وان اعداد المتضررين منه هم غالبيه المواطنين الذين يعانون البطالة والفقر ومحدودية الدخل اليومي”.

ويشير الى ان البنك المركزي عرض في كتيب اضرار تطبيق قرار رفع سعر صرف الدولار امام الدينار، الا ان وزارة المالية أصرت على التنفيذ بغية تحسين الاختلالات في ميزان المدفوعات الذي لم يقابله الى الان ـ وعلى الرغم من مرور وقت طويل على رفع سعر الصرف ـ أي بنية إنتاجية تستجيب للتغيرات في سعر الصرف.

ويؤكد الهذال ان “تغيير سعر صرف الدولار لم يأت بشيء إيجابي على الواقع الاقتصادي في البلاد باستثناء زيادة الأرباح لبعض الأحزاب المتنفذة في الدولة وبعض السياسيين الذين يسيطرون على مزاد بيع العملة وبعض المصارف الاهلية”.

بدوره، يرى المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح، في تصريح خص به “طريق الشعب” ان “تغيير سعر صرف الدولار مرهون باحتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة”.

وينبه الى ان “خطوة رفع سعر صرف الدولار امام الدينار جاءت نتيجة لانخفاض احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة بشكل كبير”.

وبخصوص إمكانية ارجاع عافية الدينار العراقي، بيّن ان “هناك مؤشرات إيجابية منها أن احتياطيات العملة الأجنبية لدى البنك المركزي في تصاعد”، منبها الى ان هناك إمكانية لدى البنك المركزي بالتدخل لأعادة أسعار الصرف الى ما كانت عليه سابقا، وذلك بعد التأكد من استقرار سعر الصرف، وتأمين احتياطيات كافية من العملة الصعبة، إضافة الى تعزيز التعاون بين السياسة المالية والسياسة الاقتصادية في البلاد.

وبخصوص موقف بعض المتنفذين في مزاد العملة والمصارف الاهلية اكتفى صالح بالقول ان “البنك المركزي يبذل جهودا غير قليلة للسيطرة على منافذ بيع العملة، وتعزيز الرقابة على المصارف الاهلية”.

************

الصفحة السابعة

السلطات العسكرية تواصل قمع الاحتجاجات.. السودان.. هبّة سلمية جديدة في مواجهة الانقلاب

متابعة ـ طريق الشعب

بدأ السودانيون، يوم أمس، مرحلة جديدة في مواجهتهم للانقلاب الذي نفذه قادة الجيش بحق السلطة المدنية، جاء ذلك بعد دعوات من منظمات مهنية بتفعيل العصيان الشامل يومي الأحد والاثنين، في حين تواصل السلطات العسكرية، تفريقها للاحتجاجات السلمية، حيث اطلقت الغاز المسيل للدموع على تظاهرة المعلمين في ولاية الخرطوم.

إغلاق الشوارع

وبعد مرور نحو أسبوعين على استيلاء الجيش على السلطة في السودان، يستمر إغلاق الشوارع بالمسيرات والتحركات الاحتجاجية ضد الانقلاب العسكري خصوصا في العاصمة الخرطوم، وسط دعوات إلى العصيان المدني، احتجاجا على انفراد العسكريين بحكم البلاد وإطاحة المدنيين.

وصباح أمس الأحد، فتحت بعض المتاجر أبوابها وبقيت أخرى مغلقة في الخرطوم، فيما أفاد شهود عيان بإقامة حواجز في بعض شوارع أم درمان وبحري.

وقال شاهد عيان في أم درمان لوكالة الأنباء الفرنسية: ان “الحركة في الشوارع أقل من المعتاد لكن لا يوجد إغلاق كامل للشوارع وبعض المحلات تعمل والبعض الآخر لا يعمل”.

عصيان مدني

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، أحد قيادات احتجاجات 2019 التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق عمر البشير، أمس الاول، إلى الاستعداد “للعصيان الشامل يومي الأحد والاثنين”، مضيفاً “نبدأ بتتريس (إغلاق) الشوارع الرئيسية بدون احتكاك”.

وقال التجمع في تعليق نشره على صفحته على فيسبوك، ان “جماهير الشعب السوداني ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري.. العصيان المدني هو شكل من أشكال المقاومة السلمية للأنظمة الديكتاتورية، ويعني رفض التعامل مع قرارات الانقلابيين”.

وواجهت قوات الأمن المحتجين مرات عدة بقمع عنيف، أسفر عن مقتل واصابة العديد من المحتجين. وبحسب إحصاءات لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب قُتل 14 شخصا منذ 25 تشرين الأول.

تفريق مسيرة المعلمين

وفرّقت قوات الأمن السودانية، متظاهرين مناهضين للانقلاب في الخرطوم بإطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع. 

وسار عشرات المدرسين المحتجين، صباح الأحد، نحو وزارة التربية والتعليم، حيث كانت المسيرة الاحتجاجية صامتة ضد قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

بدورها، قالت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان تابعته “طريق الشعب”،  إن القوات الأمنية فرقت وقفة احتجاجية للمعلمين أمام وزارة التعليم بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت خمسة منهم.

وأضافت أن “لجنة المعلمين نفذت أمس وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم رفضا للانقلاب واحتجاجا على تعيين منسوبي النظام المباد في هياكل إدارات الوزارة والمحليات والمدارس”.

وتابع البيان “هاجمت القوات الأمنية الوقفة السلمية، وتم اعتقال خمسة معلمين ومعلمتين واقتيادهم إلى جهة مجهولة”.

وحملت لجنة المعلمين في بيانها، المجلس العسكري مسؤولية سلامة المعلمين والمعلمات وتطالب بإطلاق سراحهم فورا، كما تؤكد على “استمرار مقاومة انقلاب العسكريين على الحكم في البلاد والعمل مع قوى الثورة لهزيمته”.

تنديد دولي

وفي السياق نفسه، ندد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بسلسلة الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يشهدها السودان وقتل المتظاهرين وجرح أكثر من 300 شخص خلال الاحتجاجات، وقطع الإنترنت عن العاصمة منذ الانقلاب ما يمنع السكان من الوصول إلى المعلومات.

ونتيجة تصاعد الضغط الدولي ضد الانقلاب، أصدر البرهان الخميس قرارا بالإفراج عن أربعة وزراء، إلا أن المحتجين يواصلون الرفض.

**********

80 نائبا ليبيا يدعمون الخطاب الرئاسي ضد “خروقات الحكومة”

متابعة ـ طريق الشعب

أصدر 80 عضوا في مجلس النواب الليبي، بيانا أعربوا فيه عن تأييدهم للمجلس الرئاسي الليبي ضد ما قالوا إنه خروقات الحكومة لخارطة الطريق.

وبحسب بيان حصلت “سبوتنيك” على نسخة منه، أعلن النواب الموقعون تأييدهم “لكل ما ورد في خطاب المجلس الرئاسي حول ما تتطلبه المرحلة التمهيدية، خاصة فيما يتعلق بقيام الحكومة بتعيين المراكز الإدارية المهمة”.

ودعا الموقعون على البيان الحكومة إلى ضرورة “الالتزام بكل ما جاء في خطاب المجلس الرئاسي الليبي، والذي يحمل رقم “م.ر.ل 6/2021”.

يشار إلى أن خلافا كبيرا كان قد نشب بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بعد إصدار الأخير قانون الانتخابات الرئاسية، وهو ما لم يوافق عليه المجلس الرئاسي.

وقد أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية عماد السايح امس الاحد في مؤتمر صحفي موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد، مؤكدا أنه سوف يبدأ من اليوم الاثنين وينتهي في الـ22 من الشهر نفسه”.

وأكد أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية سوف تكون في الـ24 من ديسمبر/ كانون الاول المقبل، وستكون الجولة الثانية بعد قرابة 52 يوما، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.

وعن تخوفات المفوضية من الخلاف بين المجلس الأعلى والبرلمان حول الشروط التي ستجرى الانتخابات الرئاسية طبقا لها، قال السايح إن المفوضية تتمنى أن تزول الصراعات السياسية والخلافات بين الفرقاء الليبيين لتتاح فرصة للجميع من أجل إعادة بناء المشهد السياسي في ليبيا، لنتمكن من عبور مفترق الطرق الذي نحن فيه بسلام.

**********

مجلس الأمن يبحث الاستيطان الإسرائيلي في جلسة مغلقة

جنيف ـ وكالات

أعلن رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، امس الأحد، أن مجلس الأمن الدولي يعقد اليوم الاثنين، جلسة تشاورية مغلقة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية، عن رياض منصور، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة، اليوم الإثنين، لبحث عدد من الملفات المهمة، أهمها الاستيطان الإسرائيلي، والمنظمات الفلسطينية الست التي اعتبرتها إسرائيل “إرهابية”.

وذكر رياض منصور أن هناك حراكا فلسطينيا مستمرا على صعيد المنظمات الدولية من أجل مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بغرض تحمل المسؤولية بشأن تنفيذ قراراتها، وعلى رأسها القرار 2334 الذي يتعلق بالاستيطان الإسرائيلي.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن اللجنة الرابعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوِّت، غدا الثلاثاء، على مشاريع القرارات المدرجة أمامها، أهمها قرار خاص بالاستيطان الإسرائيلي.

وبشأن مقتل الطفل الفلسطيني محمد دعدس (13 عاما) من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ذكر رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تقترفها إسرائيل يتم توثيقها، مطالبا مجلس الأمن والجمعية العامة بتحمل مسؤولياتهما، والعمل على محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم ومحاكمتهم.

من جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي، بفتح تحقيق عاجل في جريمة قتل الطفل الفلسطيني، محمد دعدس (15 عاما)، من مخيم عسكر الجديد في مدينة نابلس بالضفة الغربية، الجمعة.

ونشر الاتحاد الأوروبي بيانا صحافيا أعرب من خلاله عن صدمته من مقتل الطفل الفلسطيني، محمد دعدس، نتيجة ما أسماه بـ”استمرار استخدام القوة المميتة بشكل غير متناسب من قبل القوات الإسرائيلية”.

**********

تظاهرات عالمية تطالب بـ «العدالة المناخية»

متابعة ـ طريق الشعب

بالتزامن مع مؤتمر المناخ 26، الذي يعقد في غلاسكو العاصمة الاسكتلندية، نظم ناشطون بيئيون فعاليات احتجاجية في مختلف عواصم العالم، طالبوا فيها القادة ببذل المزيد من الجهود والعمل بشكل أسرع لمواجهة الآثار المدمرة لارتفاع درجات حرارة الأرض بسبب انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، وتحقيق “العدالة المناخية”.

وعلى خلفية الدعوة التي أطلقها آلاف الشباب إلى العمل في مواجهة حالة الطوارئ المناخية في غلاسكو، يعود عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في المدينة المضيفة لمؤتمر المناخ وحول العالم.

وتتزامن التظاهرات في عدة عواصم من العالم، من باريس إلى سيدني مرورا بلندن ونيروبي ومكسيكو، حيث تم التخطيط لأكثر من مئتي تجمع كما قال تحالف المنظمات التي تقف وراء التعبئة. وتهدف هذه التحركات إلى المطالبة بـ”العدالة المناخية” واتخاذ تدابير فورية من أجل المجتمعات المتضررة فعليا بتغير المناخ، لا سيما في بلدان الجنوب الأكثر فقرا.

في سيدني وملبورن، تنكر متظاهرون بما يُشبه الفحم أو بشكل رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون المدافع الأبرز عن استخدام الفحم، حاملين شعارات يعتبرون فيها أن قمة المناخ 26 “كوميديا” وأن موريسون “عار مُطلق”. وتدعو لافتة إلى “الكف عن الكلام الفارغ والعمل الحقيقي من أجل المناخ”.

وفي كوريا الجنوبية، تظاهر نحو 500 شخص في شوارع العاصمة سول للمطالبة بمساعدة فورية للمجتمعات الأكثر تضررا من تبعات الاحترار المناخي.

أما في غلاسكو بإسكتلندا، كانت الشرطة تتوقع ان يصل إلى خمسين ألف متظاهر في مكان قريب من مركز المؤتمرات الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة ويعقد فيه منذ أسبوع مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 26) المهم جدا لمستقبل البشرية.

ويطالب المحتجون القادة ببذل المزيد من الجهود والعمل بشكل أسرع لمواجهة الآثار المدمرة لارتفاع درجات الحرارة بسبب انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية.

-********

الأكثرية صوتت لاستمرار العمليات العسكرية في العراق وسوريا.. المعارضة التركية تتوحد في التصويت ضد أردوغان

رشيد غويلب

صوت نواب التحالف الحاكم في تركيا مساء 26 تشرين الأول الفائت لصالح طلب رئيس الجمهورية تمديد تفويض العمليات العسكرية، عبر الحدود في سوريا والعراق، لمدة عامين آخرين. وبموجب هذا التمديد يتمتع الرئيس التركي أردوغان بصلاحية تقرير “حدود ومدى وحجم وتوقيت” حركة القوات المسلحة التركية، بحجة تهديد مزعوم للأمن القومي التركي مصدره الصراع الدائر في سوريا والعراق. وفي المناقشة البرلمانية العامة، وصف عصمت يلماز، أحد ممثلي حزب العدالة والتنمية الحاكم، على وجه التحديد “التهديد الإرهابي” الذي يشكله حزب العمال الكردستاني، وميليشيا داعش، على الرغم من قيام تركيا بدمج العديد من مقاتلي داعش في صفوف مرتزقتها في شمال سوريا.

وبموجب التمديد الجديد تتحول كل الأراضي السورية إلى ميدان مفترض للعمليات العسكرية التركية. وحسب يرفين بولدان رئيسة حزب الشعوب الديمقراطي اليساري، من الواضح أن الهدف الحقيقي لتوسيع الغزو التركي، هو المناطق الكردية والقوى السياسية والاجتماعية التي تمثلها، في حين تبقى الإشارة لداعش لرش الرماد في العيون. وإن الحكومة التركية تريد عرقلة تطور عملية السلام من التطور في البلاد من أجل استمرار الصراعات وتوظيف حركة اللاجئين الناتجة عنها، كأداة ضغط على الاتحاد الأوربي.

وفي مساء اليوم التالي، عبرت قافلة عسكرية تركية مكونة من قرابة 100 آلية الحدود إلى محافظة إدلب السورية، حيث يرعى الجيش التركي قوات هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة. ويبقى احتمال القيام بهجوم عسكري مرتقب أعلن عنه أردوغان، ضد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحاجة إلى موافقة روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما القوى الضامنة لاتفاقيتي وقف إطلاق النار، اللتين تم الاتفاق عليهما في عام 209.

لقد صوت لصالح التمديد كتلة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية الفاشي، ومن المعارضة اليمينية حزبIyi (الحزب الجيد) المنشق من حزب الحركة القومية الفاشي، وكذلك نواب منشقون من حزب العدالة والتنمية. والجديد هو تصويت حزب الشعب الجمهوري الكمالي، لأول مرة إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي وأربعة نواب من حزب العمال الاشتراكي التركي، ضد قرار تمديد التدخل العسكري. وأوضح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليدار أوغلو، ان هذا التصويت من قبل أكبر حزب معارض، جاء تجسيدا لإرادة السلام في سوريا. ويجب ألا يستشهد اي عسكري تركي بعد اليوم هناك. والمعروف أن الكماليين كانوا دوما جزءا من النظام السياسي القومي التركي، بقدر تعلق الامر بالحقوق القومية للكرد والمجموعات السكانية الأخرى في تركيا وبلدان الجوار.  ويرى متابعون أن رفض حزب الشعب الجمهوري للتمديد، يمثل رسالة تصالح مع ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي، وقوى اليسار، الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لتشكيل جبهة معارضة مشتركة تضم الجميع.

وسيشهد عام 2023 الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة في تركيا، وليس مستبعدا قيام أردوغان بتنظيم انتخابات مبكرة في ضوء هبوط الخط البياني لناخبي التحالف الحاكم. وهناك اتفاق بين أحزاب المعارضة على العودة للنظام البرلماني، في حال فوزها، والتخلص من النظام الرئاسي الذي استطاع أردوغان، بواسطة أكثريته النيابية فرضه.

 وأعلنت رئيسة حزب Iyi، ميرال أكسينير، أنها مستعدة لقبول عمدة إسطنبول أو عمدة أنقرة من حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاس، كمرشح رئاسي مشترك للمعارضة.  ويذكر أن وصول هؤلاء لمواقعهم الحالية والهزيمة التي مني بها أردوغان في انتخابات عمدة المدينتين، جاء بفضل التكتيك الانتخابي الناجح الذي تبناه حزب الشعوب الديمقراطي، وقوى اليسار التركية، وتعود إمكانية اتفاق المعارضة على مرشح رئاسي، على الرغم من تباينها، إلى رغبة الجميع بإزاحة أردوغان من السلطة.

حزب العمال التركي

في مقابلة نشرتها جريدة “اليونغه فيلت” الألمانية عرف أركان باس رئيس حزب العمال التركي حزبه، بانه حزب اشتراكي مناهض للرأسمالية، ويمكن اعتباره نتاجا للحركة الاحتجاجية في عام 2013 المعروفة بـ “احتجاجات حديقة غيزي”، وأن الحزب يعمل على دعم الأهداف المشتركة للفئات والشرائح التي شكلت قوام الحركة الاحتجاجية. وللحزب أربعة نواب ضمن قائمة حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يعتبره أركان باس حليفا وشريك نضال، انطلاقا من وحدة مصالح القوى العاملة في غرب وشرق تركيا.

*********

الصفحة الثامنة

ملاحظات على التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الحادي عشر 

فرحان قاسم

احتوى التقرير على (89) صفحة تناولت التطورات التي حصلت بعد المؤتمر العاشر داخليا وخارجيا. إن تقريرا بهذا الحجم لن يجد قراء كثر وتحديدا بين الشباب، لأنني افترض انه كتب ليس لعدد محدود من مندوبي المؤتمر وهدفه أبعد من حدود اطلاع المؤتمرين، واقترح اما تقليص التقرير بحيث لا يتعدى صفحات قليلة او الحاقه بخلاصة مكثفة لابرز ما جاء فيه من فقرات.

1- تناول التقرير ثلاث قضايا رئيسية: القضية الأولى ما حدث من تطورات على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعد المؤتمر العاشر مثل قضايا الصحة والتعليم والخدمات والسياسة المالية والنقدية والنفط والعلاقة مع الإقليم الخ من تلك القضايا، ولم اتناول في مداخلتي هذه أي جانب منها لان تحويل تلك المهمات والتحديات إلى حلول على أرض الواقع تتجاوز إمكانيات الحزب فهي مرتبطة بتوجهات السلطة الاتحادية وسلطة الإقليم وسلطة الحكومات المحلية. أما القضية الثانية فتناول التقرير الموقف من القضايا العربية والعالمية التي هي أيضا خارج نطاق اهتمامات هذه المداخلة. والقضية الثالثة وهي التي ركزت كل مداخلتي عليها تتعلق بالمهمات والتحديات التي تواجه الحزب في هذه المرحلة.

2- ما جلب انتباهي حقا هو خلو التقرير تماما من النقد الذاتي وغلبة الرضا عن النفس طيلة الصفحات التسع والثمانين، وهذا أمر غريب يستوجب التوقف عنده، لأنه من غير المعقول ولا من مستلزمات البحث الماركسي أن تعصف بالعراق أحداث جسام كالتي مر بها خلال السنوات الخمس الماضية ومواقف الحزب كلها تتميز بالرصانة ولايمسها لا من قريب او بعيد أي نقطة ضعف أو حتى خطا في التحليل، ولا يقلل من هيبة الحزب أو دوره حين يعترف بارتكاب هذا الخطا في هذا الموقف أو ذاك بل العكس سيلقى كل الاحترام والتاييد من قطاعات شعبية واسعة وبشكل خاص من قطاع الشباب . وسأتطرق بشيء من التركيز والاختصار لعدد من المواقف عكست تسرع قيادة الحزب في بعض تحليلاتها وتوجيهاتها ما ترك تاثيرا كبيرا على دور وعلاقات الحزب مع “ التشرينيين “ وغيرهم. واعتقد جازما أن أجواء عقد مؤتمر الحزب هي الأنسب في المكاشفة التي ستمد الحزب بقوة دافعة لتجاوز صعوبات وتعقيدات المرحلة الراهنة. ومن هذه المواقف:

  • إن اعتماد مبدا “ دعم ومعارضة “ أي” دعم كل اجراء تقدم عليه الدولة ومؤسساتها وسلطاتها الثلاث، ينطوي على ما فيه مصلحة للناس، وخدمة للوطن وتقدمه وازدهاره وتحقيق أمنه واستقراره وسيادته الكاملة وقراره الوطني المستقل. وإنه سيعارض ما يتقاطع مع مشروعه الوطني الديمقراطي، ومع الانحياز إلى المواطنين والكادحين منهم بشكل خاص”، ان تبني هذا المبدأ سبب الكثير من الخسائر للحزب والشعب فالفاسدون لا يمكن ان يكونوا مصلحين، ومن كان طرفا رئيسيا في المحاصصة والفساد لا يمكن ان يكون طرفا في الحل.
  • رغم ميل الشارع العراقي لمقاطعة انتخابات عام 1918 وهذا ما حصل فعلا، فان قيادة الحزب أصرت على المشاركة فيها في ظل قانون انتخابي جائر يكرس سيطرة الكتل المتنفذة أصلا ومجلس مفوضية منحاز بوضوح لارادة تلك الكتل، ونتائج تلك الانتخابات المزورة باعترافات قادة تلك الكتل تعكس مقاطعة جماهيرية واسعة لتلك الانتخابات.
  • صدور بيان المكتب السياسي وتعليمات لتم عشية انتفاضة تشرين عام 1919 تحذر من الاشتراك فيها لوجود شبهات باستغلال قوى داخلية وخارجية تحمل اجندات معادية الخ من الشكوك. ان الاعتراف بهذا الخطا ولو بوقت متأخر يعطي رسالة إيجابية ارتباطا بسلوك الحزب اللاحق وتقديمه تضحيات غالية خلال مساهمته اليومية الفاعلة في الانتفاضة.
  • حول تحالف “ سائرون “ فبالرغم من إقرار التقرير “ وأحد اهم الدروس في تجربة سائرون ان هناك قضايا معينة يمكن التنسيق والتعاون بشأنها، من دون دفع ذلك إلى أطر تحالفية “ وهو اعتراف ضمني بخطا هذا التحالف الذي أكدته مجريات الأمور اللاحقة، فان الحزب لجا إلى تبرير الدخول في التحالف باسباب واهية جدا مثل ضيق الوقت ومساهمة التيار الصدري في الحراك و اجراء استفتاء حزبي الخ والاغرب ان التقرير اعتبر تحالف سائرون هو التحالف الوطني الواسع وهذا التشخيص يجانب الحقيقة تماما اذ أنه عدا التيار الصدري والحزب الشيوعي فلا جماهيرية تذكر لبقية الأحزاب الأربعة المؤتلفة واكبر برهان هو الانتخابات فلم يحصل أي منهم على مقعد في البرلمان .
  • لم تطرح انتفاضة تشرين في البداية سوى شعارين: “ نريد وطن “ و “ نازل اخذ حقي “ وبعد الضغوط والتدخلات من خارج صفوف الانتفاضة وداخلها أيضا طرحت شعارات كثيرة تتعلق بحكومة مؤقتة وحل البرلمان وإصدار قانون جديد للانتخابات وتبديل المفوضية الخ في هذه الأجواء الملبدة طرح الحزب خارطة عمل لتلبية مطالب تشرين وهي الخارطة الأغرب لان الحزب استند في خارطته على الدستور فاقترح ان يقوم البرلمان بإصدار قانون يلبي متطلبات الثوار وياتي بمفوضية مستقلة حقيقية إضافة إلى مقترحات وإجراءات كثيرة أخرى. ورفعنا رسائل إلى الحزب مفادها ان هذا البرلمان غير مؤهل لمثل هذه المهمات لانه جهاز فاسد أصلا ومقترح الحزب ينطبق عليه المثل الشعبي “ ودع البزون شحمة “ وهذا ماحصل اذ تم الالتفاف على الانتفاضة من خلال قانون جديد جائر يكرس سيطرة الكتل الفاسدة ومفوضية رغم شكلها القانوني الا أنها جزء من منظومة المحاصصة.

3- ان إعادة صياغة التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الحادي عشر باعتماد لغة نقدية تتنسجم مع منهجنا في التحليل ستكون عامل دفع قوي لمنظاتنا التي تواجه مهمات كبيرة في المرحلة القادمة وما قدمته من ملاحظات نقدية لبعض الإجراءات الحزبية لا يلغي الجهود الكبيرة التي بذلها الحزب في ظل الظروف المعقدة التي تحيط ببلدنا.

 ******************************************************

المياه في مسودة برنامج الحزب المقدم إلى المؤتمر 11

جبار ياسين *

تناولت مسودة برنامج الحزب المقدمة للمؤتمر الحادي عشر للحزب واقع العراق ومشروع إعادة البناء من جوانب كثيرة تستدعي النقاش أو الإضافات. هذه الملاحظات تحاول التعمق في فقرة مهمة لم تأخذ حقها في التقرير برأيي الشخصي كصديق لهذا الحزب العريق الذي ساهم في صنع جزء مهم من التاريخ الحديث لهذه البلاد. اختصارا للملاحظات لم أضمنها الأرقام والوقائع فتلك الأمور يعرفها ذو الاختصاص.

 تاريخ العراق هو تأريخ مياهه. فالحضارات العراقية المتتالية في العصور القديمة، قبل الطوفان وبعده، قامت على أسس تنظيم المياه والري قبل شوي الطين وتحويله إلى آجر البيوت والمعابد والزقورات. كل الملوك والأباطرة والخلفاء الذين اهتموا بالري خلد التاريخ أسماءهم ووجب شكرهم من البشر والآلهة. الموسوعي احمد سوسة في كتابه “ الري والحضارة “ الذي صدر في أواخر ستينيات القرن الماضي روى تاريخ بلاد ما بين النهرين عبر صيهود وفيضان مياه أنهاره.

العراق، الذي حاضره اليوم أزمات مركبة على بعضها، مهدد بأخطار كثيرة قد يصلحها العطار رغم أنف الدهر. مشكلة المياه والري من أخطر الأزمات التي تهدد مصيره ووجوده كبلاد صالحة للعيش في المستقبل القريب والأبعد. بلاد ما بين النهرين لن يكون لها وجود في العقود القريبة القادمة دون مياه نهريها.

كل التقارير الدولية والمحلية تشير إلى أزمة المياه القادمة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط في بلدان لا تمتلك منابع انهارها، في عالم يزداد انانية وقسوة، خصوصا مع دول الجوار التي يدها على منابع أنهارنا. لم تعد المواثيق الدولية ولا المعاهدات المكتوبة ذات أثر مادي أو أخلاقي في موضوع تقاسم المياه. المشكلة في طريقها للتحول إلى كارثة وطنية مع ازدياد السكان وتمدد المدن العشوائي والهدر المائي، سواء الفردي منه أو الجماعي. سلوكيات لا مبالية أنتجها ماض كان العراق فيه يعاني من كثرة الفيضانات والخوف من طغيان انهاره قبل طغيان حكامه.

اليوم، نحن على شفير هاوية إذا أخذنا بنظر الاعتبار الأرقام الحالية والتقديرات المستقبلية لكميات المياه السطحية سواء في الأنهار والبحيرات القليلة ومتغيرات الطقس بما فيها شحة الأمطار وتلوث وفقر المياه ذاتها. لن تغذي منابع النفط أنهارنا ولن تعوض إسالة النفط إسالة الماء. هكذا، فإذا مضت أمور البلاد إلى ما عليه الآن فأن ثلثي سكان العراق سيهاجرون إلى أصقاع أخرى بحثا عن الماء والكلأ في دورة للتاريخ مأساوية بكل معاني الكلمة. يكون العراق أو لا يكون بغض النظر عن المشاريع السياسية والرغبات العاطفية لهذه الزمرة أو تلك. بغض النظر عن سياسة تلك الجارة أو تلك فأن العراق يعيش حصارا مائيا من جارتيه تركيا وإيران، كل حسب مصالحه وشروطه المختلطة ما بين السياسة والاقتصاد.

العراق، وعلى وجه السرعة، وفي سباق مع الزمن، بحاجة إلى خطة خمسية لإنقاذ مياهه.  تنظيم للري بشكل جديد، حداثي، تقني بما يوفر للفرد حصته اليومية وللأرض حصتها الموسمية. لابد من اجراءات تنطلق بعد دراسات جدية بخبرة ذوي الشأن من زراعيين ومهندسين وباحثين وجغرافيين واختصاصي المناخ، والأخذ بنظر الاعتبار خلاصات التقارير الصادرة في السنوات الأخيرة من المنظمات الدولية ذات الاختصاص، لإعادة تنظيم الري بالشكل الذي يوافق الزراعة والمناخ والاستهلاك الفردي للمواطن. لذلك لابد من العمل على مواضيع اهمها:

  1. تنظيم طرق السقي بالطرق الحديثة، المعتمدة على التقليل من هدر المياه، مثل نظام التقطير للمزروعات الموسمية من الخضار وبساتين الفاكهة بكل انواعها بما فيها النخيل. بمرافقة ذلك تيسير برامج تثقيفية للفلاحين والمزارعين على طرق استخدامها فيما يتعلق بالفصول الزراعية الشتوية والصيفية للمساهمة في تقليل الملوحة في الأرض وتجنب تحويلها إلى سباخ. يرافق ذلك الاهتمام بقنوات البزل وتنظيم مجاريها ومصباتها.
  2. تنظيم تغذية السدود بالأنهار الصغيرة الباقية والموسمية منها بشكل يجعل هذه الخزانات ذات فائدة في موسم الجفاف، بما في ذلك انشاء سلسلة من الأنهار الكونكريتية المرفوعة لكي لا تتسرب نسب من المياه إلى الأرض، دون فائدة، كما هو الحال في بلدان كثيرة مثل تونس والمغرب وكوبا.
  3. العمل، تقنيا، على تجميع مياه بعض المناطق ذات السيول خلال موسم الأمطار، في بحيرات صناعية مزودة بشبكة توزيع للمناطق القريبة الأكثر جفافا.
  4. تنظيم زراعة انواع المحاصيل، بقوانين تحددها وزارتي الزراعة والموارد المائية، حسب وفرة المياه وحاجة المحاصيل لها.
  5. تنظيم رعي قطعان المواشي، الأغنام والأبقار والماعز، خصوصا، في المناطق التي يتوفر فيها الكلأ ولو في فصول من السنة تجنبا لإنتاج العلف الحيواني في الأراضي الخصبة التي من الممكن استثمارها لإنتاج محاصيل أخرى.
  6. العراق بلد نفطي، وحيثما يوجد النفط توجد المياه الجوفية. لذلك لابد من خطة تشمل البلاد في المناطق الغربية والجنوبية للاستفادة من هذه المياه المخزونة منذ العصور الجيولوجية. ففي الغرب العراقي وجنوبه انهار تحت الأرض صنعتها الجغرافية بحكم انحدار الارض ما بين شمال البلاد وجنوبها الغربي تكفي للاعتماد عليها زراعيا ولعقود كثيرة. الصحراء العراقية في جنوب البلاد وغربها تجثو فوق بحر من الماء العذب ولم تستغل إلا بما يكفي الحجاج في العصر العباسي. لذلك فأن حفر الآبار في هذه المناطق وتنظيم سلسلة من الجداول المرفوعة يكفي بتحويلها إلى مساحات زراعية خضراء للفاكهة والحبوب كما عملت مصر في الصحراء غرب النيل.
  7. لمكافحة التمدد الصحراوي فلا بد من زراعة المناطق المحاذية للصحراء بموانع خضراء من أشجار قابلة لتحمل شحة الماء والجفاف كأنواع من الزيتون والأثل الصحراوي والألبيزيا وبعض الصنوبريات الصغيرة وانواع من الأشجار الأسترالية الجالبة للماء والرطوبة والتي بالإمكان استخدامها للشرب دون تصفية او تعقيم.
  8. اضافة لكل هذا وللمحافظة على منجزات هذه الخطة لابد من سن “ قانون الإرهاب البيئي”. قانون عقوبات للمحافظة على البيئة ونظافة الريف وكذلك المدينة خصوصا أن البلاد تمر بمرحلة الاستهلاك غير المنظم بما يخلفه من أضرار سواء من قبل الأفراد او المؤسسات الزراعية والصناعية. مياه أنهار العراق لم تعد صالحة للشرب رغم أن العراق ليس في مقدمة الدول الصناعية أو الزراعية عالميا؟ لذلك فأن قلع شجرة، دون مبرر، هو جنحة ينبغي على القضاء معاقبة فاعلها ذلك كمثال ناهيك عن رمي قمامة المدن في الأنهار الصغيرة او الكبيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب عراقي مقيم في فرنسا

 ***************************************************

الصفحة التاسعة

رؤية في مشروع معارضة وطنية

د. حيدر عبد الامير الغريباوي

إن من الأهمية على المشروع الوطني المعارض في العراق تشكيل مشروع وطني جامع، يمتلك أدنى تصور لمشروع يقدم للعراقيين بادرة حسن نية في الأمن والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إذ فشلت (القوى السياسية)، في تأهيل الوطن على الصعيد الإداري والخدمي، مما جعل مناطق البلد محض صفقات تبادل النفوذ بين القوى المختلفة، بعد أن تحولت إلى ساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة قبل عمليات التحرير، التي تولد من رحم الفراغ والفوضى.

على الصعيد السياسي، لأجل تطوير مسارات المشروع الوطني للمعارضة تتبنى المعارضة العراقية فكرة المعارضة السلمية، التي دفعت نحو أسلمة الحراك الشعبي، التي أصبحت تدور في فلك هذه التركيبة.

المعارضة العراقية قبل أحداث عام 2003 بكل أطيافها، كانت آنذاك ترى في المعارضة موطن حرية ورأيا ومتنفسا سياسياً لها، وبعد أن تغيرت حال العراق، ووصل بعض أقطاب تلك المعارضة إلى سدة الحكم، وصار اليوم في السلطة أصبح يضيره أن تستقبل الحكومة معارضيها.

وعلى ضوء ما يجري في العراق من مخاضات تكاد تعصف بالتماسك الاجتماعي والجغرافي للبلاد، نشأت مبادرات من أطراف معارضة متنوعة المشارب السياسية، لإطلاق مشروع وطني عراقي معارض وطامح إلى إصلاح ما تراه فاسداً، فضلاً عن السعي لإنشاء كيان سياسي تحت اسم “المشروع الوطني العراقي”، لا ينطوي على حزب أو جبهة، الهدف منه أن يبقى مفتوح الباب لكل من ينضم مستقبلا للمشروع مهما كانت أفكاره وديانته وعرقه، ولا شرط سوى أن يكون وطنيا عراقيا وحسب.

وهنا يبدو الطموح كبيراً، فشرطا “وطني عراقي” يحملان شحنة عظيمة ورغبة جامحة في حماية الوطن من الغزو والتدخل الأجنبي

والحفاظ على العراق من أي تشويه، سواء كان على صعيد الهوية أو الديموغرافيا.

 بمعنى أن لا معارضة حقيقية إن لم تتبن مفهوم الاستقلال الوطني، العدالة الاجتماعية، وهذا يعني الأقسام المهمة من حيث فصل الدين عن الدولة ولا أحد فوق القانون.

  ويشتمل المشروع الوطني للمعارضة على وثيقة تشكّل أساساً لتسوية تاريخية شاملة ولدستورٍ جديد، ورسم معالم المرحلة الانتقالية، بطريقة تضمن انتصار أهداف ثورة تشرين الخالدة والتي قادها شباب وطني وغيور. ويعرض أيضاً لحل سياسي يضمن «محاسبة المتورّطين من المسؤولين في قتل الثوار التشرينيين والوطنيين، وذلك من خلال الاستمرار بالثورة بأيدي العراقيين، ومن خلال غطاء عربيّ ودوليّ يحمي وحدة العراق وسيادته واستقراره، تحت رعاية الأمم المتّحدة والجامعة العربيّة وقرارات مجلس الأمن، وضمان وضع آليّة إلزاميّة لتنفيذها الفوري، بحسب مسوّدة المشروع. ويدعو المشروع الى توحيد جهود المعارضة على كافّة الأصعدة من أجل دعم الحراك الثوري بكافّة أشكاله، وإلى توحيد قواه وقياداته.

بمــا في ذلك إعادة التركيــز على التنمية الاقتصاديــة، وعلى الأخــص ضرورة ســن قوانين جديدة تتعلــق بالنفط يمكن أن تمنــح كل عراقي حصة في المورد الرئيسي للبلاد والإبطاء من المسيرة السياسية لإفساح الوقت أمام القادة كي يستوعبوا التغيير وينقحوا النظام السياسي.

ونشير بهذا الصدد أن لا شــك في أن الانضمام إلى الأحزاب والتنافس بين الأحزاب السياســية يعتبران من الخصائص الغالبة للقيادات الجديدة. وأصبحت هذه حقيقة صارخة منذ عام ٢٠٠٥، عندما أصبحت الانتخابات الحقيقية الوسائل الرئيسية لاختيار القيادات العراقية وتوزيع السلطة وإرث الدولة. ونتيجة لذلك، تقررت القيادات إلى حد كبير على ضوء العضوية في الأحزاب والتنظيم الحزبي والقدرة النسبية للأحزاب على حشد تأييد الجمهور. هذه العودة للسياسة الحقيقية إلى العراق هي أهم تغيير على الإطلاق عن عهد حزب البعث وتتجلى بوضوح في القيادات التي ظهرت.

إن تفتيت العراق والإغراق في إضفاء الطابع السياســي يمكن أن يحولا دون الاســتثمار والتنمية الاقتصادية في البلد، فضلاً عن تقوية دعائم الطبقة الوســطى المتعلمة التي يعتمد عليها مســتقبل البلاد وكذلك الديمقراطية فيه. والواقع أن التنمية الاقتصادية وطبقة وســطى متنامية عاملان من شــأنهما تخفيف حدة سياســة الهوية من خلال توفير طرق أخرى للحراك ورؤى جديدة للمستقبل. إن هذه المشاكل وطرق التغلب عليها يجب أن يتناولها ويواجهها العراقيون أنفسهم قبل أن يصل الوضع إلى نقطة اللاعودة.

“مشروع المعارضة الوطنية” العراقية ينبغي عليها السعي إلى تحقيق “أهداف الشعب العراقي بالخلاص من النظام الفاسد وإقامة البديل الوطني العراقي الذي يمثل إرادة العراقيين”.

وتأكيد أنها مع “تحركها ونضالها في داخل العراق، فسيكون لها حراك في المنافي لتعرية الفساد المستشري، وتواصل العمل لكشف كل سرقات اللصوص لإدانتهم أمام المحاكم الدولية وإسقاط الحماية التي يتصورون أن القانون الدولي قد يوفرها لهم على ما ارتكبوه بحق بلدنا وشعبنا، كي تتحرر إرادة الشعب ليتم إعادة بناء الحياة في العراق”.

وسمّت “الجبهة” ممثليها في جميع المحافظات ومن ضمنها إقليم كردستان العراق، للعمل والتواصل مع الشعب وبكل من يؤمن بوحدة العراق وسيادته على نفسه في محافظاتهم، وإدامة زخم الثورة وإدارة الحراك الشعبي والتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المنظمة.

ونحن على اعتاب أبواب انتخابات نيابية (برلمانية) سوف لا تنتج سوى كتل برلمانية حزبية بتوجهات طائفية وأخرى قومية واثنية وهامش غير فاعل لمستقلين، ثم تعود لتمارس لعبة المحاصصة ونهب ثروات الوطن أمام أنظار الشعب الذي ليس له حول ولا قوة، بسبب غياب المعارضة السياسية المنظمة التي تقود احتجاجات الشعب ونضالاته بقطاعاته المختلفة.

 أن هذا التمثيل الحكومي الذي يعقب كل انتخابات لم يحظَ خلال مسيرة المؤسسة السياسية على تصديق كامل من العراقيين.

وتطغى حالة من عدم الرضا على سياسة “الاحزاب”، وخصوصًا في الفترة الأخيرة،

وتتجلى هذه الحالة واضحة في ردود فعل عراقيين على ما تنشره منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى الخدمية منها، فحتى المشاريع الخدمية التي تحاول إقامتها الحكومات المتعاقبة في الداخل العراقي تُقابَل بالشتائم والانتقادات.

ونرى أن دعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القوى السياسية والمُعارضين إلى حوار وطني مفتوح وصريح مع الحكومة العراقية على أساس المصلحة الوطنية خطوة في الاتجاه الصحيح. حيث قال، في خطاب متلفز أمس: إننا ندعو جميع المُختلفين من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية ومُعارضي الحكومة، إلى طاولة الحوار المسؤول أمام شعبنا وأمام التاريخ.

وأضاف: «وندعو قوانا وأحزابنا السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المُتشنّج والإسقاط السياسي، ومنح شعبنا فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي».

مما يؤكد التوجهات السياسية وأهمية إعادة ترميم العلاقة بين القوى المعارضة والعمل على إيجاد نوع من التوافق بين جميع الأطراف، لآنه من الهراء اختزال الحراك السياسي في العمل النيابي فقط إذ يجب على القوى السياسية النظر لأبعد من ذلك.

عندما نتكلم عما يسمى رؤية في مشروع معارضة وطنية المرتكز على محورين رئيسين: الحكومة والمعارضة، نجد من الأهمية الابتعاد وتجنب كل ممارسات البحث عن التحالفات الهشة والمشاركة في الحكم بالمناولة وتوزيع الغنيمة عبر المحاصصة، فقط من أجل تصنيع الفراغ في المعارضة السياسية في العراق، وإعادة إحياء أحادية السلطة والنظام.

كنا - وما زلنا - نعتقد بأهمية المساهمة في تشكيل حكومة إصلاح وطني حقيقية على قاعدة برنامج يتضمن ملفات إصلاح واضح المعالم ملزم ومعلن وتحت إشراف رئيس حكومة مستقل عن الأحزاب، وإما قيادة معارضة سياسية تتحلى بالمسؤولية الوطنية فوق أي اعتبارات حزبية، وتصحيح المسار من خلال الرقابة والمساءلة وتقديم البرامج والمشاريع والمبادرات التشريعية.

حينها سنؤدي دورنا الطبيعي كقوى اجتماعية لملء الفراغ الناجم عن تواصل وجود سلطة منفصلة عن المجتمع ومشاغله، وإيلاء المسألة الاجتماعية، الفريضة الغائبة، الأولوية المطلقة في المرحلة المقبلة.

 **********************************************

الدولة بين الذاتي والموضوعي

شاكر كتاب

علينا التأكيد منذ البداية على أن شكل الدولة ومضمونها يتطابقان في الغالب مع شكل البيئة الاجتماعية ومضمونها.

لا شك أن هناك شواذا يعتري تاريخ نماذج الدولة التي مرت على البشرية لا سيما الدولة الحديثة والمعاصرة. لكن على الرغم من أن المجتمع وعلاقاته وإرهاصات تقلباته ومضامين تنقلاته تنتج أشكالا سياسية متناسبة طرديا معها، فإن من الممكن أيضا توقع أن شكل الدولة المفروض على المجتمع يملي تغيير معينة على المجتمع تجعله يتطابق مع شكل الدولة هذا. لكن هذه حالة نادرة جدا. والفكرة التي أدافع عنها هنا هي أن مهما كانت ضغوطات الظرف الموضوعي لتطويع الحالة الذاتية فإن الأخيرة هي صاحبة القرار النهائي ومهما استجابت للموضوعي فإنها تستدرجه لتجعل منه منسجما ، مرغما، مع ترتيباتها هي.

من هنا يأخذ نضال القوى الوطنية في بلدانها مسارين اثنين:-

1- العمل على تغيير شكل الدولة بانقلاب للوصول إلى السلطة عن طرق عديدة لتغيير شكل الدولة منها الثورات السياسية والانقلابات أو الانتخابات أو بتحالفات مع السلطة.

2- العمل على تغييرات ( اجتماعية ) في الثقافة العامة السائدة في المجتمع باتجاه حضاري من خلال تبني مطالب جماهيرية وممارسة الضغوطات نحو التأثير على شكل الدولة وقوانينها الأساسية والعمل من داخل المجتمع: النضال الجماهيري والنضال المطلبي والنضال التوعوي والتثقيفي والتحشيد والتحالفات السياسية والثورة الثقافية وغير ذلك مما تسمح به ظروف البلد المعني.  عند الوصول إلى السلطة تتمكن القوى الوطنية الثائرة من تحقيق برامجها من خلال إصدار القوانين وتغيير الدستور وتحقيق إنجازات اقتصادية  تنسجم مع تطلعاتها التي كما يفترض أنها تطلعات الأغلبية من أبناء الشعب,

3- ويبدا ذلك بالانعكاس التدريجي على العلاقات الاجتماعية أي على تركيبة المجتمع وتبدا خطوات تحرير المجتمع والإنسان في التحقق. لكن هنا ينبغي ذكر وبجرأة أن العلاقات الاجتماعية الجديدة ( تركيبة المجتمع ) سوف تتطور وربما بوتيرة أسرع لا يمكن معها لشكل الدولة الذي فرضته الثورة الاجتماعية وثوارها أن يبقى مكانه فيضطر هذا الشكل للاستجابة للتغييرات الجديدة فيبدأ هو الآخر بالتغير كي ينسجم  مع الواقع الجديد ومتغيراته. بمعنى أن الظرف الموضوعي الذي كان إلى أمد قريب جديدا سيدخل مرحلة يصبح فيها من الماضي فيضطر للاستجابة لضغوطات الظرف الذاتي ليستجيب لها ويجري تغييرات ( إجبارية ) في تركيبته وهكذا يكون التطور أو لنقل أن هذا هو قانون التطور الذي نؤمن به بدليل الشق التالي من المعادلة:

ثانيا: لا يمكن للقوى الوطنية انتظار التغييرات الفوقية في شكل السلطة كي تنعكس على المجتمع وعلاقاته وتتسبب في التطور المرجو. فمن الأنظمة ما تتشبث بالسلطة بشتى السبل بما في ذلك القوة والعنف والقمع والخداع والتضليل. مثل اللجوء إلى إجراءات إصلاحية ترقيعية وحلول مؤقتة الغاية منها الحيلولة دون تفجر اعتراضات الجماهير وتحول مطالب الشعب إلى أعمال قد تهدد سلامة السلطة واستقرارها وبالتالي على بقائها. لكن نضال القوى الوطنية في هذه الحالة سيتركز على: نشر الوعي الوطني والطبقي – حقوق الإنسان – العدالة الاجتماعية – الوحدة الوطنية – الانتخابات – إشغال مواقع في مراكز القرار ( مجالس محلية وبلدية وفي البرلمان   - نشاطات شعبية تطوعية - محو الأمية – المظاهرات – المسيرات – الإعلام المتنوع - وشتى سبل التعبير عن المطالب).

   هنا ستؤدي القوى الوطنية ونضالاتها التوعوية والمطلبية والجماهيرية دورا كبيرا في تعبئة طاقات المجتمع والضغط على السلطات والأنظمة للاستجابة للمطالب ووضع الحلول الجذرية بل وإجراء تغييرات بنيوية في طبيعة النظام بما ينسجم مع الحالة الجديدة التي صار عليها المجتمع.

قاعدة:

1- العامل الذاتي أقوى من العامل الموضوعي. الموضوعي له دور قوي وكبير في توجيه مسارات الحدث والظواهر لكن الأقوى منه هو العامل الذاتي. لذلك على قوى الثورة الوطنية الديمقراطية العمل على خلق الظروف الذاتية التي سينبثق منها شكل الدولة الخارجي ( الموضوعي) المطلوب.

2- انبثاق الشكل الخارجي ( الموضوعي ) من الذاتي لا يعني أبدا نهاية المطاف بل أن التطور سيتواصل ويستمر العامل الذاتي ( العلاقات الاجتماعية ) نحو التململ بحثا عن أوضاع أفضل كلما تطورت الأوضاع الحضارية والمستويات المعاشية. التململ قد يكون مناسبا للظرف الموضوعي ما دام لا يتقاطع بشدة مع مصلحة المجتمع لكنه سيأخذ شكلا آخر: ستتطور الحالة الاجتماعية أكثر وأسرع كلما ازدادت تناقضاتها مع الشكل الموضوعي حتى تصل حد التناقض الحاد آنذاك لابد من حدوث حالة   ثم التفجر الذي ستكون له مسارات:

1- إما تحاول السلطات ( باعتبارها جزءا فأعلا من الموضوعي) احتواءه بإجراءات ترقيعية تسويفية لإفراغه من محتواه الوطني والثوري والإنساني وبالتالي تأجيل مسألة الحسم.

2- أو أن تحاول القوى الوطنية من تفعيله (وتطويره باتجاه المزيد من الإجراءات الضاغطة على الدولة كي تتخذ نهجا تتحقق فيه المطالب الاجتماعية وحاجات الشعب الأساسية وهي (أي  الدولة ) بذلك - وربما دون أن تدري-  ستقوم بعمليات تغيير في شكلها ( شكل السلطة ) وتتبنى بعض تغييرات في شكل الدولة الذي يجب أن ينسجم مع العلاقات الاجتماعية الجديدة التي لا تستقر حتى تتطابق مع شكلها الخارجي ( الدولة).

وهكذا يتحقق التاريخ.

 ************************************************

التعافي الاقتصادي العالمي بعد الجائحة .. تفاوت وانقسام

ترجمة: د. هاشم نعمة

تسببت كورونا في ركود غير عادي، يليه الآن انتعاش غير معروف. ويرى صندوق النقد الدولي بأن هناك مخاطر ويحذر من مزيد من الانقسام بين الأغنياء والفقراء على مستوى العالم.

يواصل الاقتصاد العالمي التعافي من الوباء، لكن البلدان النامية والصاعدة متخلفة كثيرا عن الركب. هذا ما قاله صندوق النقد الدولي في تقرير بشأن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر يوم الثلاثاء 12 تشرين الأول 2021. إن المناطق التي أحرزت تقدما جيدا في تنميتها الاقتصادية  بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية - تعود بالفعل إلى مسار النمو الاقتصادي الذي كانت عليه قبل انتشار الوباء. لكن الكثير من بقية البلدان - باستثناء الصين

لن تتعافى تماما في غضون ثلاث سنوات، وستكون أقل ثراءً بنسبة 5,5 في المئة مما كانت عليه قبل تفشي كورونا.

نتج هذا الوضع من نقص اللقاحات ونقص الموارد المالية لدعم الاقتصاد. ففي الوقت الحالي، تم تطعيم 60 في المئة من سكان البلدان الغربية في المتوسط، بينما لم يتم تطعيم 96 في المئة من سكان أفقر البلدان. لذلك، يناشد صندوق النقد الدولي البلدان الغربية تسليم الجرعات الموعودة من اللقاحات في إطار برنامج كوفاكس Covax* وتحويل مساحة تمويل إضافية في صندوق النقد الدولي لا تحتاجها البلدان الغنية إلى البلدان الفقيرة.

قالت جيتا جوبيناث، كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إن انتشار الفيروس وظهور متغيرات جديدة قد يكلف الاقتصاد العالمي في السنوات الخمس المقبلة ما مجموعه 5300 مليار دولار (4500 مليار يورو). وقالت في بيان “الوباء لم ينته حتى ينتشر في كل مكان آخر.”

التضخم سوف يمر

يتوقع صندوق النقد الدولي أن تستمر موجة التضخم الأعلى خلال العام المقبل، والتي هي نتيجة لارتفاع أسعار السلع والطاقة وتعطل سلاسل الإنتاج الدولية. وينطبق هذا أيضا على عواقب ارتفاع أسعار الطاقة وتعثر إمداداتها الدولية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.

   هذا لا يعني عدم وجود مخاطر. إذ تدرس الأسواق المالية بشكل متزايد إمكانية أن يظل التضخم مرتفعًا لفترة أطول مما كان متوقعًا، مما يجعل المزيد من الزيادات في الأسعار جزءًا من توقعات الأعمال والمستهلكين. ثم يمكن أن تؤدي زيادة الأسعار من قبل الشركات ومطالبات رفع الأجور من قبل الموظفين إلى دفع بعضهم البعض في “دوامة الأجور- السعر “.

    ينطبق هذا بشكل خاص على الولايات المتحدة، حيث كان التضخم أعلى من 5 في المئة لعدة أشهر وحتى الآن، وقد تستغرق البلاد للعودة إلى وضعها الطبيعي حتى نهاية عام 2022. إذا كان النمو الاقتصادي مخيبا للآمال أيضا فقد يظهر “سيناريو السبعينيات”. في ذلك الوقت، تم تلخيص حدوث التضخم والركود الاقتصادي المتزامن في مصطلح “التضخم المصحوب بالركود”، والذي لم تجد السياسة الاقتصادية إجابة له لفترة طويلة.

   تقول جوبيناث إنها تعتقد أن التضخم المصحوب بركود اقتصادي هو سيناريو غير محتمل. لكنها تؤكد أن البيئة الاقتصادية الحالية محاطة بـ “شكوك ضخمة” لأنه لا توجد تجربة حديثة لتأثيرات اقتصادية لجائحة. “لم نشهد انتعاشًا اقتصاديًا من هذا النوع”.

“خط رفيع” للبنوك المركزية

يقول صندوق النقد الدولي، إذا ظل التضخم أعلى هذه المرة، وكان النمو مخيبا للآمال بالفعل، فسيتعين على البنوك المركزية أن “تسير على خط رفيع” بين رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم وخفض أسعار الفائدة للحفاظ على استمرار النمو الاقتصادي. من المهم أن يكون لديها بالفعل سيناريوهات جاهزة لذلك، وأن يتصرفوا بسرعة إذا لزم الأمر. قد يتطلب الانتظار طويلاً للحد من التضخم خطوات أكثر صرامة مما لو تم اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب.

    من المخاطر ذات الصلة أن تقييمات الأسهم في الأسواق المالية، على سبيل المثال، مرتفعة. ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة بعد ذلك إلى خسائر كبيرة. وينطبق الشيء نفسه على الارتفاع الحاد في أسعار المساكن في كل مكان تقريبا في العالم الصناعي. ويتمثل الخطر الآخر في أن العديد من البلدان الآن مثقلة بالديون لأن سياسة التصدي للوباء كلفت الكثير من المال. ووفقا لصندوق النقد الدولي، يجب أن تكون للرعاية الصحية الأولوية في الإنفاق.

هناك أيضا حوادث معيقة محتملة. إذ يشير صندوق النقد الدولي إلى خطر حدوث أزمة في قطاع العقارات الصيني، أو يمكن أن تتصاعد توترات تجارية، خصوصا بين الولايات المتحدة والصين. وفي الولايات المتحدة نفسها، تدور معركة سياسية حول زيادة الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن للحكومة أن تقترضه. فإذا لم يوافق عليه الكونجرس، فقد يصدم ذلك الأسواق المالية.

على سبيل المثال، ينبغي النظر إلى توقعات صندوق النقد الدولي التي تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سوف يصمد هذا العام والعام المقبل بهامش واسع. أما بالنسبة إلى الاقتصاد الهولندي فإن توقع صندوق النقد الدولي يشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي سيكون 3,8 في المئة هذا العام و 3,2 في المئة في عام 2022، إذ لا يختلف بدرجة كبير عن توقع مكتب التخطيط المركزي الهولندي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هي مبادرة دُشنت بين التحالف العالمي للقاحات والتطعيم وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي ومنظمة الصحة العالمية، انطلقت في نيسان 2020، وذلك بهدف توزيع ملياري جرعة لقاح بنهاية عام 2021 على البلدان الأكثر فقرا. (المترجم)

الترجمة عن: أن آر سي هانلزباند – 12 تشرين الأول 2021

 *****************************************************

الصفحة العاشرة

المثقفون العرب بين «علف» الظلامية وأوهام الأنوار

أمين الزاوي

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال يوميات المثقفين التي تعكسها منشوراتهم المتواصلة، مرآة حقيقية لحزمة من الأمراض الثقافية والفكرية التي تدفع المجتمع الثقافي والأدبي والجامعي إلى الانحطاط وحكم الغوغاء.

لقد أصبح لكل كاتب أو جامعي يتمتع بنوع من الحضور الملغوم على المستوى البيداغوجي الجامعي أو الإعلامي مجموعة من الرواد أو الزبائن، ومن خلال علاقة المد والجزر بينه وبين متتبعيه، تنتج عملية تلاقح خطيرة تتميز في كيفية أن المجموعة تصنع المثقف على هواها، والمثقف يؤطّر المجموعة بحسب رغبتها. فالعامة من المتتبعين للمناشير يضغطون بشكل رمزي، فيستجيب الكاتب أو الجامعي لذلك كي يحافظ على رأسمال من المتابعين “الزبائن”، وفي الوقت ذاته، تمارس مجموعة المتابعين أي “الزبائن” صناعة رمزهم وإغراقه أكثر فأكثر في التسطيحية والابتعاد عن العقل.

الموت كشاف الأحياء الموتى

كلما فقدت الساحة الفكرية والفلسفية والأدبية اسماً وازناً تتحرك بشكل هائج ومباشر وسائل التواصل الاجتماعي حيال هذا الفقد، إذ لا يتأخر الكتّاب والجامعيون والإعلاميون عن التعبير عن أحاسيسهم التي تكشف أيضاً عن مواقفهم من هذا الراحل أو ذاك.

لقد أثار انتباهي ما خلّفه رحيل ثلاث شخصيات فكرية في رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بخاصة من فئة الجامعيين والكتاب، هذا الأثر يمكّننا من قراءة سيكولوجية “إبستمولوجية” للمثقف العربي والمغاربي وتفكيك العطب البنيوي الذي يعاني منه.

أولاً: رحيل الفيلسوف والباحث الدكتور حسن حنفي في 21 تشرين الأول 2021، صاحب “مقدمة في علم الاستغراب” و”التراث والتجديد” (4 مجلدات)، و”من النقل إلى الإبداع” (9 مجلدات)، و”اليمين واليسار في الفكر الديني” وغيرها من الكتب التي خلّفت ردود أفعال كثيرة على المستوى الجامعي والعمومي. مع رحيل المفكر حسن حنفي، خرج علينا فجأة ومن دون سابق إنذار مئات الجامعيين للحديث عن المنجز الفكري والفلسفي لهذا المفكر، وقد كال الجميع له مدحاً كثيراً وأشادوا بأعماله في تعبيرات غامضة وعمومية في غالبيتها، تشبه تأبين الفقهاء للعجائز،  ونشر المئات منهم صوراً معه تعبيراً عن الوفاء له ولفكره، وهم في ذلك يريدون إقناع القارئ لمنشوراتهم بأنهم ينتسبون لدائرة تفكيره، كل هذا الأمر جيد وإيجابي.

ثانياً: على الوتيرة ذاتها من الحماسة والإشادة من قبل فيلق الجامعيين، كانت الحال مع رحيل المفكر التونسي الكبير هشام جعيط الذي غادرنا في الأول من حزيران 2021، صاحب “الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر”، و”في السيرة النبوية” (3 مجلدات)، و”أزمة الثقافة الإسلامية” وغيرها من الكتب الإشكالية التي حرّكت الأسئلة وأثارت الجدل بين الباحثين وبين القراء أيضاً. فبمجرد الإعلان عن وفاته، تحرّكت الشبكة الزرقاء بوابل من المديح لما قدمه هشام جعيط إلى الفكر الإنساني والعربي، وبالثناء على مقارباته النقدية العقلانية. ومرة أخرى نكتشف من دون سابق إنذار المئات من الجامعيين “العقلانيين” العرب والمغاربيين وهم يكتبون في توديع هشام جعيط، أحد العقلانيين العرب والمغاربيين المتميزين.

ثالثاً: الذكرى السنوية لوفاة الإسلامولوجي البروفيسور محمد أركون، توفي في 14 أيلول 2010، صاحب “تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو نقد العقل الإسلامي”،  و”الإسلام والسياسة”، و”العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب”، و”نزعة الأنسنة في الفكر العربي”، و”قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم؟” وغيرها من العناوين التي حققت أثراً كبيراً في القراءة الغربية أساساً لأنها كُتبت بالفرنسية، في حين ظلت قراءته نخبوية ومجتزأة في الأوساط العربية والمعربة. كلما حلّت ذكرى وفاته، تمتلئ الشبكة العنكبوتية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عنه وعن بعض عناوينه والعودة إلى الحديث عن علاقته المتوترة مع رموز “الإخوان المسلمين”، وبالأساس مع الشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي خلال سنوات إقامتهما في الجزائر، والحرب التي شنّاها ضده، والجدل أيضاً حول اختياره المغرب تراباً لدفنه، دُفن في الدار البيضاء. ومع كل مناسبة، يتحدث الجامعيون عن معركته الفكرية الشرسة ضد ما أطلق عليه مصطلح “الجهل المؤسس”، ويعني به تغييب العقل وحجره في العالم العربي بطريقة ممنهجة ومخطط لها من خلال نظام التعليم بكل مراحله من الابتدائي إلى الجامعي.

كل هذا ولكن...

لكن الأمر غريب ومتناقض في واقعنا الجامعي والثقافي، فكلما حلت جنازة مفكر عقلاني، إلا وسمعنا وقرأنا تدخلات كثيرين من الجامعيين والكتّاب والإعلاميين، ومن خلال هذه الكتابات والشهادات والإشادات نعتقد بأن العالم العربي والمغاربي أصبح بقعة للتنوير والأنوار والعقلانية، وأن مؤسساتنا الجامعية والتعليمية والإعلامية التي يديرها هؤلاء هي فضاء للفكر المتعدد والحرّ والعقلاني، لكن بمجرد انتهاء العزاء، ومرور هذه الساعة، ساعة الدفن أو ذكرى الرحيل، يعود هؤلاء الجامعيون والكتّاب والإعلاميون، في غالبيتهم، إلى الكتابات اليومية التلفيقية، فنكتشف الكارثة المعرفية التي يُبنى عليها مجتمعنا الثقافي والسياسي والتربوي والجامعي. نتفاجأ إذ نجد أنفسنا أمام منشورات تدعو إلى تمجيد الخرافة والدجل وتعميم النفاق الفكري ودعوات يوم الجمعة، وهم الذين كانوا قبل أيام يشيدون بالعقل والتنوير عند محمد أركون وهشام جعيط وحسن حنفي.

أمام هذه الحالة “الشيزوفرينية” التي تكشف عن “جامعي” يكرّس الدجل ويغازل الغوغاء بحثاً عن “نجومية” الدعاة، يتأكد أن الفكر الظلامي لا يزال “العلف” الثقافي والفكري السائد والوفير والمتوافر والشعبوي في مجتمعنا الثقافي والجامعي والإعلامي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اندبندنت عربية – 28 تشرين الأول – 2021

 ***********************************************

كيف أعاد ريموند ويليامز تعريف الثقافة الثقافة طريقة كاملة في الحياة

لولا سيتون

في كتابه المكمّل لكتاب “الثقافة والمجتمع”، والذي اتسم بإحاطة نظرية وتأمل أكثر عمقا، وصدر بعنوان “الثورة الطويلة” (1961)، نقل ويليامز انتباهه من “التراث” إلى بريطانيا المعاصرة، وأكد أن الثقافة نشاط “عادي” وليست تخصصا حكرا على النخب المتفرغة، بل تشمل “طريقة كاملة في الحياة”. وهي أيضا جوهرية، وليست “صلاة نعمة بعد الوجبات” بل نسخة مطورة من الجهود الضرورية التي نبذلها كل يوم كي نفهم (من خلال التفسير والوصف) بيئتنا كي “نتمكن من أن نعيش فيها بنجاح أكبر”. ما اعتُبر بوصفه “ثقافة” لم يكن ما دُرس في قاعات المحاضرات في كامبردج فحسب أو ما يُعرض في المتاحف، بل يمتد كي يشمل جميع أنواع الأنشطة كالأناشيد الشعبية وقصائد البيت الريفي والتلفزيون وشكسبير، ويضم هذا أيضا، كما زعم ويليامز، أمورا لم يُنظر إليها بوصفها “ثقافية” أبدا، أي “مؤسسات الطبقة العمالية الكبيرة” كنقابات العمال.

ومن خلال سلسلة من القراءات الهادفة لأعمال مفكرين اجتماعيين إنجليز من إدموند بيرك إلى توماس كارلايل ومن ماثيو أرنولد إلى ت.س. إليوت، طوّر وليامز مفهوما للثقافة أكثر شمولا من التقليد الرجعي المهيمن. كانت الفكرة النخبوية لأولئك الكتاب عن الثقافة بحسب ويليامز رد فعل على “الميول التفكيكية” للتصنيع.

وبعد أن نشر كتبه الثلاثة المهمة: “بلد الحدود”، “الثقافة والمجتمع” و”الثورة الطويلة”، حصل ويليامز على زمالة في جامعة كامبردج حيث عمل لبقية حياته المهنية كأستاذ لمادة المسرح من 1974 حتى تقاعده المبكر في 1983- (صدر كتاب رابع لويليامز ربما كان الأكثر شهرة بين كتبه هو “الكلمات المفاتيح”).

كتب ويليامز أثناء تلك الفترة بغزارة لا حول النظرية والتحليل الثقافي فحسب بل أيضًا روايات وسيناريوهات ونشرات وكذلك مئات المقالات والمراجعات. ويدين نتاجه الغزير بشيء ما إلى الطريقة التي أدار بها تعليمه. فرغم أنه “لطيف جدا” ومشجِّع بحسب أدريان بول الذي أشرف ويليامز على أطروحته في الدكتوراه في أوائل السبعينيات، إلا أن ويليامز لم يلمع نجمه كأستاذ جامعي يميل إلى الدقة في تعليمه. كان “محاضرا ممتازا جدا”، وامتلك “جوا من المرجعية ورباطة الجأش” كما قال إيغلتون، و”يذهلك كرجل مرتاح جدا في كينونته الخاصة”، وله جاذبية.

نأى وليامز بنفسه عن سياسة الحزب وانسحب من الحزب الشيوعي في الوقت الذي استُدعي فيه إلى خدمة العلم في 1941 وهجر أي ولاء متبق لحزب العمال في 1966 شاعرا بالقرف من تسويات هارولد ولسون لكنه كان دوما نشيطا في جهوده في التجديد الاشتراكي. عاود الظهور كشخصية رئيسة في اليسار الجديد وخاصة حين ألف “بيان عيد العمال” في أيار (1967)، في محاولة لطرح بديل اشتراكي لتشويهات الحركة الفابية لمبادئ حزب العمال والانحراف الستاليني للشيوعية.

بسبب كل هذا واهتمامه الفكري بالجماعة والسلوك الإنساني العبقري كان متحفظا و”شخصا هادئا ومنعزلا”، كما يتذكر مكابي. وأخبرني فرانسيس مولهين إنه سُئل مرة إن كان ويليامز صديقا: “قلتُ مفكرا بصوت مرتفع إنني لست متأكدا من الذي سيعتبر صديقه، وعنيت بهذا أنك تشعر دوما أن هناك ذلك الجوهر المحمي جيدا”.

ربما كان هذا البعد تقنية نقدية، طريقة للعثور على (كما عبر عن ذلك ويليامز في كتابه النقدي الكلاسيكي “الريف والمدينة”، 1973) فضاء للتنفس، على مسافة مريحة، بعيدا عن السيطرة المباشرة والمرئية”.

 بقي وليامز في كامبردج، كما قال، رغم مشاعر التناقض لديه حيال هذه المؤسسة النخبوية، لأن “الجدل الذي أنا مهتم به يحدث في أمكنة كهذه. فهنا تواجه جوهريا معارضتك الرئيسة”، وإذا جعلكَ هذا متراخيا بسبب الراحة والتراث والجمال الاصطناعي للمكان و”البنايات الرائعة والحدائق الجميلة إذن عليك أن تواصل الانسحاب. وهكذا أجد أنني دوما في كامبردج وخارجها، داخلها وخارجها”.

يتسم نسيج نثره بهذا الانسحاب. يمتلك تماسكا داخليا لكنه يمتلك أيضا شعورا منعزلا، كما لو أن كل أفكاره مشتقة من تأمل داخلي حول تجربته. وربما كانت معالجته لهذه التجربة تجريدية ولا-شخصانية بصورة غريبة. مُدح ويليامز بسبب “إحساسه التاريخي بنفسه وقدرته على النظر إلى نفسه كما لو من الخارج لكن المرء يستطيع أن يرصد أحيانا نبرة دفاعية تقريبا في الطريقة التي يسند بها التلميحات المتعلقة بالسيرة الذاتية بالتنصل من المسؤولية. وحين ناقش قرية طفولته الجبل الأسود في كتابه “الريف والمدينة” عبّر وليامز عن خصوصية ارتباطه بها قائلا: “يشعر كثير من الرجال بهذا، بأمكنتهم الأصلية..”.

كان أسلوبه متميزا ورفيعا واتسم ببناء معقد للجمل وبجمل طويلة وماهرة لغويا وتجريدية وُصفت بأنها “صعبة” و”كثيفة” و”متخثرة” و”ضبابية”. ويرى مولهيرن أن سبب غموض المعنى لديه “ناجم عن تجربته الشيوعية”، التي جعلته “يرفض أن يكون عقائديا”، ويرفض “الصيغ السهلة”. لم يثق وليامز “بالأسلوب السهل” المرتبط بجورج أورويل (الذي انتقد سياسته أيضا) مشتبها “بأي شيء يظهر مألوفا وطبيعيا هكذا”.

ربما كان نثره الدقيق والمعقد متولدا عن محاولة رؤية ما تقوم الثقافة السائدة “بتعتيمه عادة” وإيضاحه. وكما قال ويليامز تماما حين أذهله الجمال التقليدي للمنازل الريفية بأننا يجب أن نحاول رؤية العمال العاديين الذين تم حذفهم، وهم من قام ببنائها وصيانتها. بالنسبة لهذا، ربما يحتاج المرء إلى تنمية قدر من اليقظة الشديدة: أن ينسحب حين يجد نفسه “متراخيا” وقد أغرته الراحة والتراث.

فضّل ويليامز على نثر أورويل الخادع وغير المزخرف أسلوبا كان من صناعة إنسان بشكل ملموس، يعكس شكلا من العمل الواضح. إن الواقع ليس ثابتا بل “يُصنَع بشكل متواصل، بجهد مشترك”. قد تكون هذه الفكرة متعبة قليلا لكنها أيضا مفعمة بالأمل وراديكالية: إذا صُنع شيء ما يمكن أن يُعاد صنعه. يذكرنا هذا أيضا بأن الطرق الأسهل، والتي تبدو أكثر طبيعية للرؤية يمكن أن تضللنا وتلهينا وأن تبديد الأوهام الأيديولوجية ليس دوما (ربما نادرا) مجرد مسألة فتح المرء لعينيه.

قد لا نرغب بأن نرث تشديد وليامز الدقيق على الجماعة والمكان، الفئتين اللتين غالبا ما يُفْتَتن بهما اليمين. لكن تركيزه على تفاصيل التجربة المعيشة يبقى نقطة بدء حيوية لتوليد رؤى إنسانية واقعية لكيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة.

أصرَّ ويليامز على “أن أية فكرة عن نظام اجتماعي مستقبلي يجب أن يُنظر إليها في سياقها على نحو دقيق جدا”، و”أية بلاد خاصة أو منطقة خاصة يجب أن نبدأ مما هو موجود ماديا أو متاح فيها”. من دون هذا الانتباه إلى العمل من داخل خصوصية مجتمع وثقافة ما فإن الاشتراكية نفسها، كما يبدو أن ويليامز يشير، تعرّض نفسها لخطر نسخ المنطق الاختزالي للرأسمالية، اختزال الناس إلى وحدات اقتصادية والتخطيط من أجل “نمط إنتاج” جديد ولكن ليس من أجل “طريقة حياة كاملة” يمكن أن تثير الخيال وتحفز الفعل.

إن سياسة ويليامز الاشتراكية الثقافية هي قبل كل شيء مشروع ديمقراطي غني المصادر. لا يستحض رؤى طوباوية ولا يفرض خططا مهيبة من الأعلى، بل يصر على البداية من حيث نحن. لا توجد قفزة سحرية من حاضر يتسم بالفوضى الكاملة إلى بديل غير مدنَّس، بل فقط سيرورة طويلة لا تنتهي أبدا من الصراع من أجل طرق في الحياة معا أكثر عدلا ومساواة، طرق لا تشبه عودة إلى أزمنة أبسط وتماثلية، أو من أجل طرق “للاستمرار” في الحياة معا، كما عبر ويليامز أحيانا عن هذا: “لا نبدأ من لا شيء بل من منتصف الأشياء، وارثين إرثا من الإنجازات السابقة ومعتمدين على جيوب المقاومة البازغة ولحظات التضامن. لا يوجد نظام اجتماعي مهيمن يستنفد كل الممارسة البشرية والطاقة البشرية والنية البشرية”.

يحتوي نثر ويليامز على ومضات من الوضوح الساطع إلا أنه يتطلب جَلَدا بالرغم من هذا. ويمكن أن يساعد تأكيده المنتظم على المدى الطويل والدقة الصارمة الصبورة لفكره على تعويدنا على التعاقب الحتمي لخيبات الأمل المباشرة.

كتب كريستوفر برينديرجاست: “لا شيء يبدو أكثر بعدا عن أسلوب ويليامز الدقيق من جنس الشعار”. وأن نحكم بالشعارات، كما قال ويليامز، هو أن نجازف “بفقدان مريع للمستقبل: خسارة مستقبل اشتراكي يستطيع الناس أن يبدأوا بتخيله ماديا”. أضاف: “نريد ما هو أكثر من هذا. إن التحدي هو بالتالي تحدي تعقيد ضروري”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة أسامة إسبر عن مجلة “نيوستيسمان”

موقع “جدلية” – 16 أيلول 2021

(مقتطفات ضافية)

 ************************************

يوسف أبو الفوز في رواية «جريمة.. لم تكتبها آجاثا كريستي»

صدرت في القاهرة، رواية جديدة للكاتب العراقي، المقيم في فنلندا، يوسف أبو الفوز، تحت عنوان (جريمة... لم تكتبها آجاثا كريستي)، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في سلسلة الابداع العربي. 

تناولت الرواية بأسلوب بوليسي تشويقي، عبر الغاز ومفاجآت، احداثا جرت توافقا مع موجة هجرة العراقيين الى أوروبا وفنلندا عام 2016-2015. عثور الشرطة الفنلندية على جثة أمرأه مقتولة في غابة، يدفعها لاستجواب الشهود والمتهمين، من بينهم عراقيين، الذين يجدون أنفسهم متورطين في احداث جريمة.

سلطت الرواية الضوء على أسباب ووقائع الهجرة، وتأثيرها على طبيعة المجتمع الفنلندي وتعامل مختلف القوى المجتمعية معها، ومن ذلك نشاط قوى اليمين المتطرف والحركات العنصرية، وابرزت هموم ومعاناة الشباب العراقي الباحث عن الخلاص.

يوسف ابو الفوز، مواليد السماوة 1956، غادر العراق لاسباب سياسية عام 1979، والتحق بقوات الانصار الشيوعيين عام 1982 في كوردستان العراق، وبقي هناك حتى احداث الانفال عام 1988، حيث بدأت رحلته مع التشرد والمنفى واستقر في فنلندا، منذ مطلع 1995.

*******

مهرجان بابل الدولي محنة التفاؤل بالفرح

حسب الله يحيى

من الغريب في الحياة الثقافية راهناً، تباهيها في إقامة مهرجانات غنائية ومسرحية ومعارض للكتب يتم وصفها بـ (الدولية).

في حين نعرف جميعاً، ويعرف العالم كله ان العراق يعاني من أزمات حادة تعصف بالمجتمع العراقي، بدءاً من فقدان الامن الى عدم تأمين مستلزمات الحياة اليومية، مروراً بالفساد المالي والإداري والجهل والمرض والبطالة وغياب الخدمات العامة وعقدة السلطة واستلام مقاليد البلاد والعباد!

العراق بات من الدول الخارجة عن اطار الدول الآمنة والمستقرة سياسياً مما جعل العالم ينظر اليه بوصفه البلد الذي تمزقه الصراعات المذهبية والعنصرية والمناطقية ويعلو فيه صوت الرصاص وتثقل عليه إدارات فاسدة، مما يجعله دولة فاشلة.

ومع ذلك يحاول عدد من المتفائلين إيلاء الأمور قدراً من الامل بهدف الخروج من جملة هذه المآزق التي تحكم الواقع العراقي، وذلك بإدامة زخم الحياة والتفاؤل بالمستقبل على الرغم من علمهم ان المستقبل قد تم رهنه في المحيط المالي العالمي المثقل بالديون لأجيال لاحقة.

مع كل هذه الحقائق تمت إقامة مهرجان بابل (الدولي) وبالتأكيد اغدقت عليه الأموال موزعة ما بين الاستحقاق والاستحقاق بعد توقف هذا المهرجان اكثر من عقدين من الزمن.

وعمدت السلطات المحلية في بابل الى اعلان موقفها في الحيلولة دون إقامة حفلات غنائية ورقصات فلكلورية مع ان طبيعة المهرجان قائمة على هذا الجانب اكثر من سواه من الفقرات التي تتضمن الندوات والقاء القصائد وإقامة المعارض الخاصة بالكتب والتشكيل والعروض المسرحية.

وهذا التباين في بلد تقضي حكومته المحلية للحيلولة دون الغناء والرقص والموسيقى وبين خطاب حكومي مركزي (يبيح) للمهرجان تقديم فقراته كافة. هذا هاجس متباين في صراع وتضاد في الرأي حتى يجند البعض الى إقامة تظاهرات ضد المهرجان!

فكيف يكون هناك مهرجان وهناك من يحول دونه؟ وكيف تكون هناك استضافة (دولية) لمهرجان يتقاطع مع السياسة الثقافية في البلاد التي (تحرّم) الفنون مجتمعة؟

اذن ما معنى ان تكون هناك كليات ومعاهد للفنون ومديريات رسمية للمسرح والسينما والتشكيل والازياء والموسيقى ان الثقافة على وفق هذا التوجه لا يمكن ان ترقى الى مستوى العرض ومواجهة الجمهور المحلي، فكيف نواجه العالم وندعوه ونصرح بفنون غنائية عن البلاد أصلاً؟

نعم من حق العراق ان يتفاءل ومن حق اجياله رؤية المستقبل بعيون عسلية، ولكن ان يتحول هذا التفاؤل الى نقمة على العراقيين فهذا ما يراد الانتباه اليه قبل الشروع في الاعداد لأي مهرجان دولي لاحق خاصة وان هذا الشهر سيقام في بغداد مهرجان دولي للمسرح.

انها مهرجانات دولية يغيب عنها العراق اصلاً فيما افراد يمثلون انفسهم يغامرون بالمجئ الى العراق لنقول نحن انه مهرجان (دولي) وما هو بمهرجان اصلاً .. فكيف يكون دولياً؟

*********

الشاعر الكبير أجود مجبل وقصيدته في افتتاح المربد 34

حفلةُ النسيان

قلبي هِلالٌ كان يُفتي دائمًا بالعيدِ

حتى في ضُحى رمضانِ

العيدُ عندي أنْ تَجيءَ قصيدةٌ

وتُلَوِّحَ الأزهارُ في نِيسانِ

أنْ يَسترِدَّ أباهُ طفلٌ خائفٌ

وتَكُفَّ دُميَتُهُ عنِ الأحزانِ

أنْ تستعيدَ الأرملاتُ عِناقَهُنَّ

ويَرتمينَ بِدافئِ الأحضانِ

وحكايةٌ في الحبِّ لم يُكمِلْنَها خوفًا

غدًا يَحكينَها بأمانِ

العيدُ أن يَنسَلَّ غُصنٌ طائشٌ

مُتَحدِّثًا عن حِكمةِ الرُّمّانِ

ويعودَ للأهوارِ دَفقُ مِياهِها

مُشتاقةً للسادةِ المِعدانِ

كلُّ الدراويشِ الذينَ تَفَرَّطُوا

في العِشقِ يصحَبُهُم نَحيبُ كَمانِ

هُمْ أصدقائي النادرونَ وغارسو

 باللاجوابِ حدائقِ الإنسانِ

والساخرونَ إذا الطغاةُ تقاسَموا

وهْمَ الخطوطِ الحُمْرِ والتيجانِ

والحاملونَ وجوهَهُم تعويذةً

كي يُغلِقوا بوّابةَ الطُّوفانِ

عاشُوا على هذا الترابِ وأومَضوا

ثُمَّ اختَفَوا مِن (مُعجمِ البُلدانِ)

كانوا مواقيتَ المُروقِ

وهَيبةَ الأنهارِ حِينَ تَهُمُّ بالجرَيانِ

أحتاجُ أسئلتي كثيرًا كي أسافرَ

خلفَهمْ لمَمالكِ الفُقدانِ

أحكي لهُمْ عن صوتِ (مسعودَ) الذي

ما زالَ مُعتنِقًا قُرى مِيسانِ

عن ثورةِ (حضيري وداخل)

يَفتحانِ على السهولِ نوافذَ العِصيانِ

عن (زاملِ) الشطريِّ حِينَ دَعاهُ (طالبُ)

كي يذوقَ وليمةَ الألحانِ

عن مجدِ (المعَيبِرْ عَبِدْ) لم يصطحِبْ

معهُ بقاربِهِ سِوى (عَريانِ)

أحكي لهُمْ عن كلِّ مَنْ ماتوا هنا

وتَحَمَّلوا ساديَّةَ الأديانِ

عن (فهدٍ) العالي يُحَدِّثُ صاحبَيهِ

عَنِ انقراضِ السجنِ والسجّانِ

عنْ أغنياتِ مظفّرِ النوّابِ

غنّاها الرفاقُ (بنُقرةِ السلمانِ)

عن حزنِ قيسٍ بعدَ ليلى

عن دموعِ أبي نُواسٍ بعدَ فقدِ جِنانِ

عن موتِ أنكيدو أخي

ووقوفِ سِيدوري مُوَدِّعةً ببابِ الحانِ

أحتاجُ بغدادَ القديمةَ قبلَ أن

تجتاحَها همجيّةُ القُطعانِ

مُنذُ انشقاقِ قصيدةٍ عن أبجديّتِها

ومنذُ تَمَرُّدِ الألوانِ

فيها النهارُ مِنَصَّةٌ لِمَنِ اعتنوا بِشكوكِهِم

ومَضَوا بلا عُنوانِ

والليل مِحرابُ الكؤوسِ ورِفقةٌ

حَفَلوا بكلِّ ظَرافةِ النُّدمانِ

أحتاجُ نهرًا نابعًا مِنّي

يسيرُ ولا يخافُ خِيانةَ الجِيرانِ

لن يُظمِئوا الشجرَ الصبِيَّ بِضَفَّتيهِ

ولن يُميتوا يافعَ الأغصانِ

أحتاجُ بعضَ العيدِ للأطفالِ

بعضَ الذكرياتِ لِحفلةِ النسيانِ

***********

في وداع قامة ابداعية.. قحطان المدفعي والبعد الخامس في الفن والعمارة

د. معتز عناد غزوان

د. قحطان المدفعي (1927 - 2021) أسم ليس من السهولة بمكان سبر أغواره أو اكتشافه لكثرة مواهبه واشتغالاته الفنية الواسعة المدى، لقد برز هذا الفنان الكبير كعلم من أعلام العراق ومن رواد عمارة الحداثة منذ خمسينيات القرن الماضي ولاسيما بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العمارة من جامعة كارديف/ المملكة المتحدة عام 1952، ويقدم الانجازات تلو الانجازات المعمارية في العراق وخارجه. اصطلح المدفعي على دراسة العمارة تصنيفاً مميزاً اسماه (بالمعرفة العمارية) انه اصطلاح مغامر في عالم متغير بزمانه ومكانه، يربط العمارة باللغة وكأنك تقرأ نصاً أدبياً أو صورة شعرية، إن التأويل وتفسير شكل أو هيئة العمارة عنده لغة ناطقة تحلل إلى  العمارة/ النص/ المعرفة،إذ  يقول د.قحطان المدفعي في هذا الشأن ((لم تكن العمارة بالنسبة لي إلا تركيباً زمكانياً تعبر عن شيء ما منذ بداياتي العمارية عندما كان المجال الفني الشخصي ضيق نسبياً كان السطح الأبيض الأملس الفارغ هو الالفباء لما أصبح بعدئذ سطحاً متطوراً بل سطحاً رياضياً يستلهم الأفكار ويعبر عنها وأصبح هذا السطح هو احد سطوح الفضاء والحيز الذي يحده ويتحدد به)). ويتحدث الدكتور قحطان المدفعي عن ولعه بفن العمارة قائلاً ((عندما كنت طالباً في الإعدادية المركزية ببغداد طلبوا منا أن نتبرع بالدم وكنت قد لبيت تلك الدعوة وذهبت لأتبرع بالدم في كلية الطب في منطقة باب المعظم، وبعد أن تبرعت عدت إلى مدرستي التي تقع بالقرب من جامع الأحمدي وهي ما تزال في موقعها الحالي وبالقرب من قاعة الشعب حالياً استوقفني شخص كان مدهشاً في نحت شعار في أعلى الحجر وعندما سألت عن ذلك الشخص عرفت انه جواد سليم يقوم بنحت شعار مصلحة نقل الركاب. لقد أدهشتني عملية تزيين العمارة بالزخارف والأشكال وقد أحببت العمارة منذ ذلك الحين)). إن الإحساس بالقيمة العمارية عند قحطان المدفعي يتحدد من خلال العلاقة القائمة ما بين الشكل والفضاء مع تحولات الزمكان. ربط المدفعي الأسلوب العماري العراقي بالمرجعيات الثقافية والفكرية للفنان العراقي التي أصبحت ضاغطة في المنجز الفني وواضحة المعالم، إذ أشار المدفعي إلى (السويرة) كما تسمى باللهجة العامية البغدادية وهي (الدوامة )التي تحصل في وسط النهر وتسبب تلك السويرة إلى الغرق، لأنها تكون بشكل دوائر متتابعة تكبر كلما وصلت إلى سطح النهر، إذ أشار المدفعي إلى العلاقة الكبيرة ما بين السويرة وبين التشكيل المعماري المعاصر ومنها استنبط شكل الزقورة في الفكر العراقي القديم التي تبدأ على شكل دوائر تتدرج من الصغيرة إلى الكبيرة، وقد أثرت السويرة في تفكير المدفعي ولاسيما فكرة الانبعاث والازدهار وبلوغ القمة وهذا ما طبقه فعلاً في أعماله المعمارية ولاسيما تلك الفكرة المتجددة والمرتفعة إلى الأعلى. إذ اتسمت معظم عمارة المدفعي بالمفهوم ذاته كما في عمارة بناية الطاقة الذرية في بغداد عام 1973 وعمارة مبنى وزارة المالية الحالية عام 1972، وعمارة متحف التاريخ الطبيعي ببغداد، إذ صمم عدة دوائر متتابعة مع بعضها في الجزء الأمامي من مدخل المتحف. 

يصف المعماري قحطان المدفعي نفسه بأنه من المعماريين التعبيريين في منجزه الفني الآصرة الكبيرة ما بين الموروث الفكري والثقافي ولاسيما التراث البغدادي والتأثيرات التي يفرضها الفضاء على المنجز العماري مع تغيرات الزمكان. لقد قدم المدفعي لأكثر من نصف قرن الكثير من المنجزات العمارية التي تعد من أهم عمائر العراق المعاصر ولاسيما العمارة البغدادية التي جسدها في التكوين العام للعمارة كما في تصميمه لجامع ابن بنية في بغداد المتميز في طريقة بنائه وريازته فضلاً عن التصميم الداخلي المتقن للجامع وعلو محرابه الذي يتميز معظمه بالتكامل الفني والجمالي في التصميم ما بين الداخل والخارج.  فالقوس أو العقد الإسلامي كانت له خصوصيته التشكيلية في العمارة، إذ اهتم المدفعي اهتماماً كبيراً بالقوس أو العقد الإسلامي ولاسيما العقد المدبب المعروف في الأبنية الإسلامية الأولى، كما وجدت تلك العقود في مبنى جمعية التشكيليين العراقيين في بغداد والأقواس المفتوحة من الأعلى في منتزه 14 تموز في مدينة الكاظمية ببغداد أيضاً. إذ يصف المدفعي العقد المدبب بأنه رمز للتوحيد في العمارة، وان جانبي العقد يرتبطان بنقطة اللقاء التي يسميها نقطة النون. فالتراث قائم بالتقاليد العراقية التي تحافظ على هيبة العمارة المعاصرة، ويصف المعماري خالد السلطاني طريقة المدفعي في إنتاجه للأشكال المعمارية ((انه مولع بإقحام الأشكال المنحنية المعقدة في تصاميمه وتحدوه رغبة قوية للتخلص و التحرر من تكبيل تطرف يقينية عقيدة ( التصميم المستقيم ) أو ( التصميم المعتمد على الأضلاع المتوازية ) وهو يعرف جيدا أن طبيعة ظروف العمل الحرفي و اليدوي المميز للبناء في العراق يجعل من استخدام الأشكال المنحنية و الملتوية أمراً لا يقتضي تنفيذه صعوبات كثيرة))، وليختصر المعماري د. خالد السلطاني تلك التجربة العمارية الكبيرة للمدفعي في قوله ((تميز المنجز التصميمي للمدفعي طيلة أربعة عقود من العمل الاستشاري الدؤوب والمثمر، بتحديد أسلوبه الخاص، وتتجلى توافقية نزوع المعمار نحو الحالة التمايزية، مع فراده طبيعة الموضوعة المعمارية للمبنى، تتجلى في المشاريع الخاصة بعمارة المعارض، ولاسيما تلك الأجنحة التي تمثل العراق في المعارض الدولية )).

عرف د. قحطان المدفعي بتعدد مواهبه وإبداعه فهو الرسام الذي يمتلك تلك الموهبة الكبيرة منذ زمن طويل ولاسيما انه احد ابرز مجموعة الرواد منذ منتصف الأربعينيات وعضو الهيئة التأسيسية لجمعية التشكيليين العراقيين عام 1955،كما يذكر الفنان الراحل د.خالد القصاب ذلك في مذكراته، إذ أشار إلى تلك العلاقة المهمة التي تربط ما بين المعماريين والرسامين ولاسيما بوجود الكثير من المعماريين الرواد الذين ساهموا بتأسيس الجمعية ومنهم محمد مكية ورفعت الجادرجي وقحطان عوني فضلاً عن قحطان المدفعي. ويصف القصاب المعماري كالنحات يعتمد الخطوط والألوان والإحجام لإنشاء أبنيته الجميلة، كما هو شأن النحات في النصب والتماثيل. إذ يشيد القصاب بنشاط وفن قحطان المدفعي في تطور الفن العراقي المعاصر كرسام ونحات للعمارة كما يسمي المعمار.

انعكست الهندسة بأشكالها المعروفة في معظم لوحات قحطان المدفعي بألوان تميزت بالانسجام والتباين وبالتسطيح الكامل للوحة مع غياب البعد الثالث المتمثل بالعمق أحياناً، يقول د. المدفعي في حديثه عن فن الرسم، ((الرسم ككل فعالية فنية أخرى وككل ما أنجز وقيم عمله في القرن العشرين وبعده خاضع لعنصرين كبنائين أساسيين هما الزمان والمكان وهذا البعد الزمكاني هو البعد الذي يسيطر على أعمالي)). ويبدو أن لتأثيرات الزمكان في معظم أعماله الفنية سواء كانت في الرسم والعمارة كانت ضاغطة وواضحة المعالم.  لقد صنف المدفعي نفسه ضمن الفنانين الانطباعيين وهو ليس من الذين يرسمون باستمرار ومن خصائصه انه يرسم مباشرة فوق قماش اللوحة دون أن يخططها، أو يعمل لها نماذج أو اسكيجات كما تسمى، اتصفت معظم لوحات المدفعي بالتجريد من حيث كثافة الخطوط وتوزيع الألوان وتنوع الأشكال، وكأنك تفسر حلماً في عالم الخيال لا يحده زمان ولا يعرف فيه مكان، نستطيع أن نحدد الرؤيا التي أراد المدفعي تقديمها أو إرسالها كرسالة واضحة المعالم من خلال الرموز المستعملة في لوحاته التي قد ترتبط بمرجعياته الفكرية وخيالات ذاكرة بغدادية تغوص في أعماق التراث والأصالة. وقد وصف الناقد التشكيلي عادل كامل أسلوبه الفني بأنه تعبير عن رؤية فلسفية لوحدة الفنون داخل بنية اختزالية، تتوازن مع خبرته المعمارية وأفكاره المعاصرة. لقد تأثر المدفعي بالفن الحركي وتطبيقاته في الفنون كافة كالعمارة والرسم، وقد كان تأثره بالباوهاوس (Bauhaus) وما طرحته تلك المدرسة من معطيات فنية وجمالية من خلال الحركة وإيقاعها وتأثر بالفنانين الحركيين في هذه المدرسة أمثال (كاندنسكي)، و(بول كلي) و(لوكوربوزيه)، في منجزه الفني. كان المدفعي احد أعضاء الهيئة التدريسية الأولى المؤسسة لقسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد منتصف الخمسينيات مع محمد مكية وهشام منير ومحمد المخزومي وناصر الاسدي.

من المواهب الأخرى التي يتمتع بها الدكتور قحطان المدفعي هي موهبة الشعر، إذ أكد المدفعي على كون الشعر بعفويته وتلقائيته هو الشعر المعبر عن الحياة بكافة جوانبها ولاسيما المرتبطة بالإنسان حساً ومكاناً وزماناً، وقد اعتمد الحركة والشكل الهندسي في كتابة وتوزيع الكتل الكتابية للقصيدة وكأن القارئ يتتبع صورة لبناء شعري معماري، إذ يمكن أن نصطلح على أسلوبه في كتابة الشعر بأنه مصمم القصيدة كما يرى الغرض منها والهدف من كلماتها واثبات قوة الحضور الزمكاني للمعنى والصورة الشعرية في معظم قصائده. فتارةً تكون القصيدة مربعة الشكل وتارةً أخرى تكون القصيدة دائرية تشبه الساعة المدورة، انه صاحب نشر حر لكلمات القصيدة وتوزيعها.

لقد وضع المدفعي بعداً خامساً في منجزه الفكري والإبداعي فضلا عن الأبعاد الأربعة المعروفة في كل عمل فني وإبداعي هي الطول والعرض والعمق أو الارتفاع فضلاً عن البعد الرابع وهو الزمن ليضيف إليها البعد الخامس وهو (اللاوعي)، أو اللاشعور أو التلقائية في الخيال البعيد عن الوجود، بل الراسخ وجوده في الخيال العقلي، ويرتبط اللاوعي بسيكولوجية الإدراك، والقابلية على التأويل غير المرئي بل المدرك مرئياً عن طريق العقل الباطن. ويشير المدفعي إلى التأثير الكبير للبعد الخامس (اللاوعي) في بناء التجربة الفنية وبناء العمل الفني من خلال الإرهاصات والانفعالات الشخصية التي يتأثر بها الشخص أو الشخصية المبدعة في نتاجه الفني. فالسراب في الصحراء هو لاوعي وهو بعد خامس وله واقعه الملموس في التفكير والبحث عن الحياة والاستقرار بانفعالات ضاغطة في رؤيا الإنسان المبتكر ولاسيما الفنان المبدع. 

بيد انه يرى أن البعد الخامس لا علاقة له بالسريالية أو الخيال المفرط الحالم البعيد عن تجسيد الواقع، بل انه تجسيد للواقع أو ما سوف يكون لينتقل بالحدث إلى مستقبله المحدد في الذات المبدعة المفعمة بالحركة الدائمة والتدفق والحيوية في البحث عن حيثيات الفكرة وآليات بنائها على وفق التعامل ما بين المحيط الكامل بعوامله البيئية الضاغطة على الإنسان ولاسيما الإنسان المبدع والحالة النفسية (السيكولوجية) من حيث الاستجابة والإدراك والأداء وأخيراً الناتج الإبداعي. 

إن طرح المدفعي لفكرة البعد الخامس في العمل المبتكر هي من الأفكار الجريئة في الطرح والتطبيق والإدراك، بل تعد مغامرةً لابد من النظر إليها بكل تركيز واهتمام لأنها موجودة حقاً بل ومؤثرة على الذات المبدعة من حيث عدم الشعور بالعوامل البيئية على سبيل المثال وما تسببه من نتائج ترتبت على اللاوعي.  إن البعد الخامس راسخ في الذات الإنسانية ويكاد يكون متحكماً في الأداء والنتائج والسلوك وغيرها. كما يرتبط البعد الخامس (اللاوعي) بالاعتقاد، وهو من الحالات التي تدرك تلقائياً من خلال وعي المصمم وما يحيط بالفضاء من محددات تؤثر في عمله الفني والنتاج النهائي للعمل الفني.

إن تجربة المدفعي الإبداعية أسهمت في وضع بصمات واضحة في الفن العراقي المعاصر ولاسيما العمارة بوصفها اختصاصه الدقيق الذي أحبه منذ صباه واستمر في العمل على حركية تلك العمارة مع احترام الزمكان وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة في الكشف عن قوة المنجز وتأثيره الظاهري من حيث الشكل العام في المتذوق المحلي وغير المحلي، انه ملتزم بحركية التراث وتأثيراته الملموسة بيد انه مفعم بالمغامرة التي رسمها بكل حيوية وحركية لا تعرف السكون. انه امتداد حقيقي لاورنمو باني الزقورة ومؤسسها ليطبع ذلك المجد والإبداع في العمارة المعاصرة ويستمر بعطائه الثر وبروحه الجميلة وبتواضعه الجم إنساناً مبتكراً ومبدعاً مجدداً.

************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

فلسفة الطب النفسي

عن “دار ابن النديم للنشر والتوزيع” في الجزائر و”دار الروافد الثقافية” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “فلسفة الطب النفسي”، من تحرير شريفة تكين وروبين بلوم، وترجمة د. مصطفى سمير عبد الرحيم.

يستكشف الكتاب موضوعات وأسئلة مركزية فلسفية حول العقل والجسد وعلاقتهما بالاضطرابات الذهنية والطب النفسي ككل. كما يتناول مفهوم العقل المضطرب وما وراءه، من مختلف الزوايا الفلسفية والمنظورات الاجتماعية والأخلاقية والقانونية والتاريخية والسياسية والثقافية.

******************

في "ملتقى جيكور" البصري.. "تأثيرات وسائل الاتصال في الزي الشعبي العراقي"

 

د. زياد العذاري يتوسط د. عباس الجميلي (إلى اليمين) وباسم محمد حسين

البصرة – باسم محمد حسين

ضيّف "ملتقى جيكور الثقافي" في البصرة، الثلاثاء الماضي، مصمم الأزياء د. زياد العذاري، الذي تحدث في أمسية بعنوان "تأثيرات وسائل الاتصال في الزي الشعبي العراقي".

حضر الأمسية التي أقيمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من المثقفين والمهتمين في تصاميم الأزياء. وقد أدار الأمسية د. عباس الجميلي، الذي قدم السيرتين الذاتية والإبداعية للضيف، مشيرا إلى أنه متعدد المواهب والاختصاصات. فهو طبيب بيطري ومخرج مسرحي وكاتب سيناريو ومصمم أزياء.

ثم ألقى الضوء على بعض أعماله في تلك المجالات المتعددة.

العذاري، وفي معرض حديثه، تطرق إلى تجربته في مجال الأزياء، والتي بدأت معه منذ صغره، مبينا أنه انتظم في دورات تدريبية عديدة متخصصة في الأزياء، في مختلف دول العالم. كما أنه شارك في عروض أزياء داخل الوطن، وخارجه في دبي وقطر ولبنان ومصر وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف قائلا، أن له مشاركات في عروض أزياء نظمت في البصرة، تم فيها التركيز على التصاميم التراثية والتاريخية الممزوجة بالحداثة. كما ساهم في العديد من المهرجانات الثقافية المحلية، وشارك متطوعا لمرتين (2018 و2019) في خيمة "طريق الشعب" بمهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي "لومانتيه"، وقدم هناك عروض أزياء عراقية.

ثم تحدث د. العذاري عن تجربته المسرحية، لافتا إلى أنه أخرج عدداً من المسرحيات، وهو يعمل حاليا مديرا لدائرة السينما والمسرح في البصرة، كتخصص ثانٍ بعد تخصصه الأول في الطب البيطري.

واشار إلى أنه كتب سيناريوهات لأفلام عدة انتجت في العراق وشاركت في مهرجانات في بغداد والقاهرة وأمستردام.

وفي ما يتعلق بتأثيرات وسائل الاتصال في الزي الشعبي العراقي، عرض الضيف أفلاما توضيحية أمام الجمهور. كما قدمت إحدى عارضات الأزياء بعض تصاميمه.

************

قريبا تفتح أبوابها.. مكتبة جامعة الموصل تتعافى بعد مجزرة داعش

الموصل – وكالات

قبل أكثر من أربعة أعوام، عندما احتل تنظيم داعش الإرهابي محافظة نينوى، فرض سيطرته على المكتبة المركزية في جامعة الموصل، وارتكب أفظع مجزرة في هذا الصرح الثقافي الذي كان يضم أكثر من مليون كتاب ومصدر علمي، فضلا عن مخطوطات نادرة بعضها يعود الى فترة تأسيس الدولة العراقية ابان عشرينيات القرن الماضي.

يقول الأمين العام للمكتبة، سيف الأشقر، ان “الخسارة المعرفية التي تعرضت لها جامعة الموصل كبيرة ولا يمكن أن تعوض بسهولة، لكن هناك جهدا كبيرا لإعادة رفد مكتبة الجامعة بالعناوين والمصادر العلمية”.

ويشير في حديث صحفي، إلى أن “دولا عديدة تبرعت للمكتبة بعناوين مهمة، آخرها بريطانيا التي أرسلت قبل أيام 10 آلاف كتاب”، مبينا أن “الجامعة لديها أيضا خطوط تعاون مع جامعات خليجية من أجل توفير المصادر للطلبة والباحثين بنسخ الكترونية، ما يتيح للمكتبة الحصول على الملايين من تلك المصادر”.

ويؤكد الاشقر، أن “جامعة الموصل تسعى بكل جهدها لإعادة مكتبتها إلى ما كانت عليه، ولم يبق سوى أيام على إعادة افتتاح المكتبة بشكل رسمي، بعد أن تنتهي أعمال الإعمار التي تقوم بها (منظمة ال يو ان دي بي) منذ عام ونصف العام تقريبا، والتي أعادت ترميم مبنى المكتبة بشكل أفضل مما كان عليه في السابق. لكن المهمة الأصعب هي توفير المصادر والكتب في الفترة المقبلة”.

من جانبه، يقول طالب الدراسات العليا أركان جياد، انه يعاني نوعاً ما في ايجاد بعض المصادر “إذ خسرت المكتبة المركزية مئات الآلاف منها”، وهو يعتمد على جهوده الذاتية ومكتبة الكلية في البحث عما يحتاجه.

ويشير في حديث صحفي، إلى ان “الخسارة التي تعرضت لها مكتبة الجامعة لن يشعر بقيمتها إلا طلبة العلم والباحثون الذين صاروا اليوم يبحثون في المصادر الالكترونية ويعتمدون عليها”.

ورغم العديد من مبادرات توفير المصادر التي تطلقها الجامعات العراقية والمنظمات المدنية المحلية، وحتى الدول، إلا أن المكتبة لا تزال بحاجة الى المزيد من الدعم، كونها خسرت نحو مليون كتاب ومصدر معرفي جمعته منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي.

إلى ذلك، يقول مهندس في الشركة التي تتولى إعادة إعمار المكتبة، ان المكتبة ستكون جاهزة للتسليم الى “منظمة UNDP” ومن ثم إلى الجامعة، خلال أقل من أسبوعين، ويمكن للجامعة بعد ذلك البدء برفدها بالكتب وافتتاحها أمام الطلبة.

*************

في افتتاح مهرجان المربد الـ 34.. اتحاد أدباء العراق: أنشدوا لانتفاضة تشرين وشبابها وشابّاتها

البصرة – طريق الشعب

دعا الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح مهرجان المربد الشعري الـ 34، الخميس الماضي، الشعراء إلى الإنشاد لانتفاضة تشرين وشبابها وشابّاتها.

وحيّت الكلمة التي ألقاها الشاعر عمر السرّاي، حضور الحفل من شعراء وأدباء، ووجوه ثقافية عراقية وعربية وأجنبية امتلأت بهم قاعة “فندق البصرة” الدولي.

وجاء في الكلمة: “نجتمع اليومَ في هذا الفضاء المبارك، لنعلن للملأ أن إرادة الحياة هي الغالبة، وأن الإنسانيةَ التي تفور في أرواحنا هي الطابعُ الذي يوحّدنا، والديدنُ الذي نتّبعُه، فبعدما بذلتموه من تضحياتٍ وأفعالٍ جمّةٍ في تحدّي الجائحة بالعزم والثبات، والتآخي والتعاون، ينعقد المربد مبشّراً بنبوغ نبضٍ جديدٍ، وولادةٍ جديدةٍ ترتقي بالعمل الحَسَنِ ليبلغ ذراه، فمباركٌ للوطن، ولكم يا صوته الصادحَ بالحقّ”.

وتابع السراي قائلا، أن “دورة المربد لهذا العام، تجيء استثنائيةً كونها حملت اسم رئيس (جمهورية البرتقال) شعاراً لها، الشاعر الخالد فينا وأمين اتحاد أدباء العراق إبراهيم الخياط، الذي نهلنا من حكمته البيضاء، وشربنا من طيبتهِ النقاء، وتعلّمنا كيف يكون الإنسانُ كلُّهُ قلباً لحظة اشتداد الأزمات، ليستوعبَ الآخرين ويحتويهم، وكيف يتكلّم بمحض ابتسامةٍ تزيل الغضب، وتسكبُ الماءَ على حرّ الأحزان، كما تعلّمنا منه أن لا نردَّ الإساءةَ إلا بالإحسان، فللإحسانِ مخالبُ تردُّ الحجرَ طائعاً غضّاً نديّا”.

وقال ايضا: “استثمر الفرصة للمطالبة العالية بتحقيق ما يبتغيه الأدباء، من مقرّات ثابتةٍ لاتحاداتهم، وسكنٍ يعصمهم من الشتات، وقانون يحمي نتاجهم، ويمنحهم التفرّغ من أجل تحقيق المنجز الرصين، ومن دعمٍ لمطبوعاتهم ومشروعاتهم، وضمان لصحّتهم وعوائلهم مع كل المواطنين”.

واختتم السراي الكلمة بالقول: “سادتي.. كونوا بخير ومحبة، وأنشدوا للحياة والأمل والمستقبل.. أنشدوا لتشرين وثورتها، وعمقها واستمرارها، لشبابها وشابّاتها، فأنتم في شهرها المشرق، ولن تذوي ثورة أنتم مدادها. الرحمة لأرواح الشهداء والراحلين، والمجد والخلود لهم”.

****************** 

شبيبة النجف تزور ضريح الشهيد صفاء السراي

النجف – طريق الشعب

زار وفد من مكتب اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة النجف، صباح الخميس الماضي، ضريح شهيد انتفاضة تشرين صفاء السرّاي في “مقبرة وادي السلام”، وذلك في مناسبة ذكرى استشهاده.

وكلل الوفد ضريح الشهيد بالورد، وأشعل إلى جانبه الشمع، معاهدا على الوفاء لدماء الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل وطنهم وشعبهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في قلعة سكر.. شيوعي يتبرع ببناء صفين دراسيين

 **************************************

الرفيق علول البزون (إلى اليسار) يتسلم شهادة تقدير من مدير التربية

الناصرية – طريق الشعب

تبرع مناضل شيوعي من أبناء قضاء قلعة سكر في محافظة ذي قار، ببناء صفين دراسيين حديثين في إحدى المدارس بريف القضاء.

وتحمل هذه المدرسة، وهي مبنية من كرفانات، اسم الشهيد الشيوعي شهاب فرحان، الذي أعدم عام 1983 على يد النظام الدكتاتوري المباد. وبسبب زيادة عدد التلاميذ في المدرسة، أصبحت هناك حاجة لبناء المزيد من الصفوف الدراسية، وما ان سمع الرفيق علول البزون بذلك، حتى سارع إلى التبرع بملغ 10 ملايين دينار لبناء صفين دراسيين إضافيين.

ومع انطلاق العام الدراسي الجديد، أقامت إدارة المدرسة حفل تكريم للرفيق المتبرع، تقديرا لمبادرته هذه. وخلال الحفل سلمه مدير تربية قلعة سكر، علي حسين الخالدي، شهادة تقدير. فيما ثمنت الكوادر التعليمية وأولياء أمور التلاميذ، موقفه الإنساني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

***************

الفنان التشكيلي المبدع منصور البكري.. وداعاً

بألم وحزن رحل عنا يوم أمس الى راحته الأبدية صديقنا الفنان التشكيلي المبدع منصور البكري بعد صراع عنيد مع المرض الذي خطفه في النهاية بعيدا عن احبته ووطنه الذي كان يحبه واعطاه ما يملك من مواهب فنية مبدعة!

لقد كان منصور مثالا للمثقف الملتزم بهموم الناس المحرومين والمضطهدين ووهجا لا يخبو من الابداع والعطاء الفني والثقافي والاجتماعي المتعدد الجوانب، كان وهو في ذروة صراعه مع المرض يتحفنا برسوماته وتخطيطه المبهرة والمدهشة ويعدنا باللقاء القريب.. رحل دون ان يكمل مشواره الفني واحلامه المحلقة في عوالم الابداع والفن والثقافة.

رحيله المفاجئ ترك الاسى واللوعة في نفوس اصدقاءه ومحبيه وفراغا محلوظاً في الوسط الثقافي والفني العراقي داخل وخارج الوطن.

لترافق روحك الشفيفة نسائم الرحمة والسلام، ونتمنى لعائلتك الكريمة واصدقاءك ومحبيك الصبر الجميل، وداعا فناننا الجميل منصور البكري.. سنفتقدك طويلا.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية الجمعة المصادف 5 تشرين الثاني 2021