اخر الاخبار

الصفحة الاولى

قوة امنية تعترض نشطاء شيوعيين من دون مسوّغ قانوني

بغداد – طريق الشعب

اعترضت قوة من الجيش مساء امس الاول السبت فريقا من نشطاء الحزب الشيوعي العراقي في حي الجامعة ببغداد، اثناء توزيعهم منشورات “طريق الشعب” التي تتحدث عن مقاطعة الحزب للانتخابات، وجاء الاعتراض بحجج غير واقعية ومن دون مسوغ قانوني.

وقال سكرتير اللجنة المحلية للحزب في منطقة الكرخ الأولى عبد الرزاق ابراهيم علي لـ “طريق الشعب” ان “معاون آمر فوج المنطقة وعدد من الجنود والضباط منعوا فريقنا الاعلامي- من توزيع المنشورات بحجة عدم وجود رخصة امنية”.

وأوضح الرفيق ابراهيم انهم “ قدموا الى الضباط نسخة من إجازة الحزب وهويات تعريفية واوضحوا حق الحزب دستورياً وقانونياً في التعريف بمواقفه للجماهير، وان هذا النشاط هو جزء من الأنشطة اليومية التي تقوم بها منظمات الحزب في جميع مناطق العاصمة وبقية المحافظات”.

وأضاف “ ان القوة الأمنية تلقت تعليمات من قيادة العمليات بمنعنا من مواصلة توزيع المنشورات، وان افرادها اشاروا الى منع نشاطنا السياسي لاننا نريد مقاطعة الانتخابات”.

*************

ابو التمن: لا يجوز انتهاك الحريات والحقوق الدستورية

بغداد – طريق الشعب

عقّب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عزت ابو التمن على منع قوة امنية في حي الجامعة بالكرخ، مجموعة من ناشطي الحزب من توزيع منشورات توضح موقف الحزب المقاطع للانتخابات بقوله انه “لا يوجد معوّق قانوني للتعبير عن وجهة نظرنا السياسية المكفولة دستورياً، ولكن وحسب المعطيات المتوفرة ان هذا التعامل من جانب الجهات الأمنية تواجهه فرقنا الجوالة في مناطق أخرى، ويبدو ان هناك توجيها بذلك”.

وذكر ابو التمن في تصريح لـ “طريق الشعب” ان “هذا أمر بالغ الخطورة لأن من حق أي حزب ان يحدد موقفه من الانتخابات سواء بالمشاركة او المقاطعة، ومن حقه ان يعبر سلمياً عن ذلك”. واعتبر حجب هذا الحق “انتهاكا للحق الدستوري ولقانون الأحزاب”.

وأضاف ابو التمن ان على مفوضية الانتخابات الحرص على تأمين العملية الانتخابية من جميع جوانبها، وعليها ومثلها الجهات الرسمية الاخرى اتخاذ موقف ازاء هذا الاجراء التعسفي.

وبيّن ان هناك “الكثير من الشواهد على وجود مرشحين يقومون بخرق القانون الانتخابي وتعليمات المفوضية من اجل كسب أصوات في دوائرهم الانتخابية، بالإضافة الى استخدام المال العام وموارد الدولة لمصلحتهم. وهذا يعكس حالة الفساد في المؤسسات الحكومية التي تتيح لهم استخدام مواردها لأغراض انتخابية”.

واضاف الرفيق ابو التمن ان “هذا يعد كذلك التفافاً على إرادة  الناخب وانتهاكا للقانون، لكننا لم نشهد أي اجراء حقيقي من جانب مفوضية الانتخابات والجهات المعنية الاخرى يوقف المنتهكين عند حدهم”.

واكد انه “لا يجوز للجهات الحكومية التجاوز على الحقوق والحريات الدستورية او السماح بمثل هذا التجاوز، مما قد يؤدي الى تداعيات غير مرغوبة”.*

***************

الشيوعيون يواصلون حملة التعريف بمقاطعتهم الانتخابات

طريق الشعب ـ خاص

تواصل الفرق الاعلامية الميدانية للحزب الشيوعي العراقي تجوالها في مختلف المناطق والاسواق والشوارع العامة،  بهدف إيضاح مواقف حزبهم السياسية والتعريف بقرارته الراهنة، وآخرها قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة. وحظيت فعاليات الحزب المستمرة في عدد من المحافظات، بردود أفعال إيجابية من قبل المواطنين، الذين أبدى الكثير منهم تأييدهم لمواقف الشيوعي العراقي من الانتخابات والاوضاع الاقتصادية والامنية. وشرحت تلك الفرق لجمهور واسع من الناس، أسباب مقاطعة الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في ظل وضع أمني غير مستقر، ينتشر فيه السلاح المنفلت، فضلا عن أسباب أخرى تسمح بإعادة قوى المحاصصة نفسها إلى السلطة. وشكلت الجولات الميدانية توزيع البيانات الصادرة عن الحزب بخصوص موقفه من الانتخابات البرلمانية المقبلة، مثل “موقف مبكر واضح من الانتخابات”، و”منظومة انتخابية بديلة مطلب مستحق”، و”لماذا نقاطع الانتخابات هذه المرة؟” و”ما بعد المقاطعة مهمات جسام”، والتي حظيت بتفاعل كبير من قبل المواطنين، الذين رهن معظمهم مشاركتهم في الاقتراع بإيجاد قانون انتخابي عادل، وفي ظل وضع أمني مستقر، بعيدا عن السلاح المنفلت والمال السياسي غير المشروع.

************

رائد فهمي في ندوة (اليسار .. تحديات وآفاق):

مستقبل اليسار مرتبط بالتجديد

بغداد – طريق الشعب

ألقى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي أضواء على موضوعة (اليسار)، مشيرا الى أن هذا المفهوم غير محدد ومتغير، سواء من حيث تركيبة القوى السياسية، أو من حيث المضمون، منوها الى اشكالية اطلاق تعميمات في هذا السياق.

جاء ذلك في ندوة (اليسار .. تحديات وآفاق) الافتراضية، التي نظمها المنبر التقدمي الديمقراطي الفلسطيني المستقل مساء السبت الماضي، والتي أدار الحوار فيها الرفيق الدكتور مضر قسيس مدير معهد (مواطن)، والأستاذ المحاضر في دائرة الفلسفة وبرنامج الديمقراطية وحقوق الانسان في جامعة بيرزيت.

وتحدث الرفيق فهمي، في الفعالية التي بثت على منصة الزوم والفيسبوك في موقعي المنبر التقدمي الديمقراطي الفلسطيني المستقل والحزب الشيوعي العراقي، عن مضمون اليسار الذي يدعو الى التغيير في البعدين الوطني والاجتماعي، ويتبنى قضايا العدالة الاجتماعية والطابع المدني للدولة والمساواة في الحقوق.

وبشأن أزمة اليسار أوضح الرفيق فهمي أن بعض قوى اليسار أفلحت في التعامل مع الأزمة، اذ قامت بمراجعات نقدية ودرست تجارب الأنظمة الاشتراكية والتقدمية، مؤكدا على أنه اذا كان لليسار مستقبل فهو مرتبط بالتجديد الذي يشمل ميادين الفكر والسياسة والتنظيم، مضيفا أنه يعاب على بعض قوى اليسار أنها تتعامل وفق رؤية جاهزة لا تأخذ بالحسبان التغييرات البنيوية العميقة والقراءة الطبقية للتحولات الاجتماعية.

واختتم الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ندوته، التي أثارت أسئلة ومداخلات من المتابعين، بالقول إن الحركات الاجتماعية ضد العولمة وعواقب سياسات الرأسمالية تشكل قوى تغيير يتعين على قوى اليسار اتقان التعامل معها وايجاد أنسب صيغ التنسيق والتعاون وصولا الى التحالفات.

*************

التقدم والاشتراكية المغربي: سنشكل فريقاً برلمانياً كفؤاً

الرباط – طريق الشعب

قال عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، المصطفى لبريمي، لـ “طريق الشعب”، إن “الانتخابات العامة في المغرب شهدت مناخا عاديا، ولكنها شهدت عدة تصرفات، سبق ان نبهنا اليها”. ‏

وأضاف أن “هذه السلوكيات والتصرفات المثيرة للجدل تمثلت باستعمال المال بصفة قبلية أثناء العملية الانتخابية، وهذا قد يعطل تطور الديمقراطية في البلاد”.‏

وحقق حزب التقدم والاشتراكية في انتخابات المغرب، مؤخراً، “نتائج غير مسبوقة” بعد ان تمكن من الحصول على 23 مقعداً برلمانياً بفارق 7 مقاعد برلمانية عما حصده في انتخابات 2016.

وأصدر حزب التقدم والاشتراكية، بلاغا سجل فيه ملاحظات عديدة عن الانتخابات. فيما قدم التهاني الى جماهيره ونوابه الفائزين.

وتوقف المكتب السياسي للحزب عند “المناخ العام الذي جرى فيه هذا الاستحقاقُ الوطني، وعند الأدوار التي اضطلعت بها السلطات العمومية من أجل إجراء هذه العملية الانتخابية في أجواء سليمة، بِغَضِّ النظر عن خروقاتٍ ناتجة أساساً عن تصرفاتٍ محلية غير قانونية محدودة”.

وقال الحزب في بلاغه الذي تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، إن “تقييم الحزب الاولي للانتخابات ينطلق من تطلعه نحو توطيد البناء الديمقراطي في البلاد”.

*************

راصد الطريق

لا.. لم يحصل دعم برلماني!

في لقاء مع ضحايا التظاهرات  قال رئيس الوزراء: “حاولنا ان نبحث عن حقوقكم كاملة غير منقوصة ،واصدرنا قرارا من مجلس الوزراء لتعويض ضحايا التظاهرات ومعالجة الجرحى ، ومما يؤسف له ان البرلمان رفض“.

لكن اللجنة المالية البرلمانية ردت بلسان عضوها محمد الشبكي تقول: “البرلمان لم يلغ او يرفض أي تخصيص مالي يخص ضحايا التظاهرات”. واضاف: “هذا الامر غير صحيح ، بل ان البرلمان عمل على دعم التظاهرات والمتظاهرين بكافة الطرق الممكنة”.

من جانبنا نقول ان مثل هذا الدعم من قبل البرلمان لم يحصل للأسف.  قد تكون هناك  تصريحات محدودة متعاطفة مع المتظاهرين، لكن البرلمان لم يتخذ اية خطوة  لوقف فلتان قمع وقتل المنتفضين واختطافهم وتعذيبهم وانتزاع البراءات منهم.  

كما لم يعقد البرلمان وقتها جلسة واحدة لمساءلة الحكومة، ولم يقدم  أيّ نائب  سوى النائبين الشيوعيين رائد فهمي وهيفاء الأمين استقالته تضامنا مع المنتفضين واحتجاجا على عجز البرلمان عن القيام بمهامه ووقف المجزرة الدموية.

**************

الصفحة الثانية 

اتفاق مائي بين العراق وتركيا بانتظار التنفيذ

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت وزارة الموارد المائية، امس الأحد، عن تفاصيل المذكرة الموقعة مع تركيا بشأن تقاسيم المياه.

وقال مدير عام المركز الوطني لادارة الموارد المائية حاتم حميد، إن “وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، تلقى دعوة لزيارة تركيا، كونه المبعوث الرسمي لرئيس الوزراء، وعقد عدة اجتماعات مع المبعوث الرسمي للرئيس التركي”.

وأوضح، أن “الاجتماعات أثمرت عن قرار الاسراع بتنفيذ مذكرة التفاهم التي تم توقيعها عام 2014 والتي صادق عليها مجلس النواب التركي في اذار الماضي، ورئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان”، مبيناً أن “هذه الاتفاقية أصبحت نافذة وسيتم ارسالها رسميا عن طريق القنوات الدبلوماسية الى العراق، من اجل تفعيلها”.

وأشار إلى أن “المذكرة تشمل التعاون في ادارة حوضي دجلة والفرات، وفيها الاطر العامة التي ممكن استغلالها من الدولتين لقسمة المياه”.

وأضاف، أن الوزارة “سبقت تفعيل هذه المذكرة بارسال بروتوكول خاص لتشغيل نهر دجلة، لاسيما بعد تشغيل الجانب التركي لسد اليسو”، موضحا أن “البروتكول حاليا في طور المناقشة والدراسة من قبل الجانب التركي، ومن المؤمل تسلم ملاحظاتهم الخاصة عليه قريبا”.

**************

اضاءة

هل نحن متوجهون نحو ديمقراطية المال والسلاح ؟!

محمد عبد الرحمن

بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري سنة ٢٠٠٣ تطلع العراقيون الى إقامة بديل ديمقراطي بكل ما في كلمة الديمقراطية من معنى،  وبكل ما يخص نظام الحكم وتداول السلطة سلميا عبر انتخابات عادلة ونزيهة، ومجموعة  متكاملة من الحريات العامة والشخصية، وفي المقدمة حرية الرأي والفكر والمعتقد والتجمع والتظاهر. نظام بديل يؤمن الحقوق واساسا الحق في الحياة الحرة الكريمة  ويستند الى قاعدة اقتصادية متطورة ومتينة ومتنوعة، توفر ديناميكية لعملية تنمية مستدامة تعود بالنفع العام على المواطنين. وهذا يستلزم أيضا وجود منظومة فاعلة تؤمّن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص للمواطنين جميعا، من دون تمييز لاي سبب كان .

والحق ان في دستور ٢٠٠٥ النافذ كثيرا من التوجهات والمواد السليمة ولا سيما في مجال الحقوق والحريات، وانْ اُثقل بعضها بعبارات مثل «الأعراف الاجتماعية»  و»العادات والتقاليد» و»المصلحة العامة» او القول ان «لا تتعارض مع القانون». لكن هذه  كلها بقيت مفتوحة ومن دون توافق واتفاق عليها، وعلى من يحددها، إضافة الى تعليق تنفيذ بعض مواد الدستور «عبر تشريع قانون»،  وهو ما لم يتحقق نظرا الى استمرار الحاجة الى تشريع ٥٠ قانونا.

ومنذ ٢٠٠٥، وبدلا من التوجه الجاد نحو بناء نظام ديمقراطي حقيقي، نشهد باستمرار وفق  تشريعات او بفرض امر واقع تحت عناوين متنوعة،  تقزيما متواصلا  لهامش الديمقراطية وتضييقا على الحريات وغمطا للحقوق، فيما تم بناء  نظام محاصصاتي لا صلة له باي  اساس من أسس الديمقراطية بجانبيها السياسي والاقتصادي – الاجتماعي .

وقد قاد هذا النظام المحاصصاتي ليس فقط الى تشويه الديمقراطية وقيمها ومعانيها، بل ووفر الحماية للفاشلين والفاسدين الذين تحولوا الى حيتان كبيرة ، وحصل تخادم بين العناصر المستفيدة من هذا النظام المحمي  بعناصر القوة والعنف والسلاح، وبعضها مغطى  بـ «شرعية الدولة «، لكنها  بعيدة جدا عن الالتزام بقوانين الدولة وسياساتها العامة وبضمنها في المجالين العسكري والأمني .

هذا النظام ومعه الأموال المنهوبة والمسروقة من الدولة، افرز اقلية  حاكمة  هيمنت على القرار السياسي والاقتصادي والأمني، واستحوذت على السلطة والمال والسلاح والاعلام. وقامت هذه الأقلية الواعية لمصالحها، مستندة الى وجودها الطاغي في البرلمان وتخادم المصالح،  بتشريع عدد من القوانين او تعديل ما موجود منها، لمصلحة ادامة نفوذها وسطوتها وتأبيد وجودها. ومن ذلك ما حصل مع قانون انتخابات مجلس النواب مثلا، الذي لم يستقر على حال. ففي كل دورة انتخابية تتم مراجعته، ودفعه الى مزيد من التضييق على الإمكانية الفعلية للتنافس الحر والعادل والمتكافئ. 

فبعد ان كان العراق دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد نظام  الباقي الأقوى في توزيع المقاعد، جيء بنظام سانت ليغو الذي شوه لاحقا في نسخة عراقية لا تمت اليه بصلة، وصولا الى القانون الجديد للانتخابات الذي فُصل على مقاسات الأقلية الحاكمة ومفرداتها وعناوينها المكوناتية. فهذا القانون  يغذي النزعات الولائية المحلية على حساب المواطنة العراقية الجامعة، وكمحصلة يضاعف فرص أصحاب المال والنفوذ والسلاح. ويمكن القول انه يعزز في حال عدم توفر الظروف السياسية والأمنية المناسبة، فرص فرض  ديمقراطية المال والسلاح. وهذا ما نشاهد  ملامحه  خصوصا في الانتخابات الحالية! حيث يتعانق المال السياسي والسلاح ويتشابكان.

والحال  ان الموضوع  اكبر من قضية انتخابات معروفة النتائج سلفا ، وابعد من امر المقاطعة او المشاركة. فهو يتعلق بمستقبل البلد، وبإمكانية حسم الخيار لمصلحة فرض السير على طريق التغيير الشامل ،الذي يشمل  النظام المحاصصي – المكوناتي ومنهج إدارة الدولة  وحتى الشخوص .

 وهذا يقينا يعتمد على نهوض جماهيري واسع منظم وواضح الأهداف، ويمتلك قيادة قادرة على رسم التوجهات وتبني الشعارات  في كل مرحلة ، ومنفتحة على كل المتطلعين والعاملين من اجل التغيير، بهدف كسر احتكار السلطة ودحر منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، وتحقيق امل عموم العراقيين في إقامة  دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

***************

احتجاجات الخدمات وفرص العمل تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

منذ اندلاع انتفاضة تشرين في العام 2019، لم يكن الشارع قد هدأ يوما من صخب التظاهرات الشعبية التي تندلع هنا وهناك، احتجاجا على تردي الخدمات الاساسية وانعدام فرص التعيين وعدم انصاف العاملين في قطاعات حكومية مختلفة، الامر الذي يضطرهم الى تنظيم اعتصامات غالبا ما تنتهي بقمع أمني، دون إيجاد حلول للمشكلات.

شهداء الانتفاضة التشرينية

ونظمت محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، فعالية احتجاجية في ساحة كهرمانة، وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بالكشف عن قتلة الاعلامي هادي المهدي وشهداء الانتفاضة التشرينية.

ورفع المحتجون لافتات تدعو الى “محاكمة المجرمين، وان السلاح المنفلت ما زال يغتال النشطاء منذ عشرة أعوام”.

اعتداء في ميسان

وأغلق العشرات من خريجي الهندسة في محافظة ميسان، مكتب مفوضية الانتخابات، مطالبين بتوفير فرص العمل. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من خريجي كليات الهندسة المعتصمين منذ عام 2019، أقدموا على اغلاق مكتب مفوضية الانتخابات بسبب تجاهل مطالبهم المتعلقة بتوفير فرص العمل والتعيينات”، مشيرا الى ان “القوات الأمنية قامت بالاعتداء على المهندسين المحتجين بصورة عنيفة”. وأضاف ان “القوات الأمنية قامت باعتقال عدد من المتظاهرين، قبل ان تقوم بالإفراج عنهم في وقت لاحق”.

فيما نظم عدد من الأطباء المقيمين والدوريين العاملين في مستشفى الشهيد الصدر في المحافظة، وقفة أمام مدخل المستشفى، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المخصصة لهم ضمن عملهم خلال جائحة كورونا، والمتأخرة منذ 6 أشهر.

اغلاق للطرق في ذي قار

وفي محافظة ذي قار، قطع العشرات من المحتجين الغاضبين في قضاء سوق الشيوخ، جسرا حيويا يربط احدى النواحي مع القضاء.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من أهالي منطقة البطاط، اغلقوا الجسر الرابط بين مركز سوق الشيوخ وناحية العكيكة بإطارات السيارات المحترقة”.

وقال ان “المحتجين يطالبون دائرة ماء القضاء بإيصال الماء الصالح للشرب، بعد انقطاعه منذ يومين”.

تظاهرات عمالية

وتظاهر عدد من العاملين في القسم الزراعي في بلدية السماوة، احتجاجاً على نقلهم إلى قطاع التنظيفات.

وقال العمال: إن إجراءات نقلهم تعد مخالفة لطبيعة عملهم في القسم الزراعي لا سيما أن عددا منهم يحمل شهادات اعدادية وجامعية، مشيرين الى ان عددهم يصل الى ١٥٠ عاملا، بينهم ٢٠ امرأة.

وأكد المحتجون استمرارهم في التظاهر لحين التراجع عن تلك الإجراءات، واعادتهم مرة أخرى الى عملهم السابق.

من جانبهم، تظاهر عدد من ذوي المهن الصحية ممن جرى تعيينهم خلال سنة ٢٠١٩ و٢٠٢٠، امام دائرة صحة البصرة، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم منذ اربعة أشهر.

الى ذلك، طالب عدد من الأطباء البيطريين في محافظة واسط، بتطبيق قانون التدرج الطبي، وتوفير فرص للخريجين منهم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان “العشرات من الاطباء البيطريين نظموا تظاهرة أمام مستشفى الطب البيطري في واسط، احتجاجا عدم تلبية مطالبهم بتطبيق قانون التدرج الطبي وتوفير التعيينات”، منوها الى ان “المحتجين هددوا بتنظيم اضراب مفتوح عن العمل، في حال عدم تلبية مطالبهم”.

مطالبات بالخدمات

فيما جدد عدد من أهالي منطقة المملحة في محافظة المثنى، تظاهرتهم للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، ورفع الدرجة الإدارية للمنطقة إلى مستوى ناحية.

وأشار الأهالي الى أن “المنطقة تعاني سوءا في الخدمات بشكل عام في كافة القطاعات: الكهرباء والطرق والتربية، وهي تستحق ان تكون بمستوى ناحية، نظراً لوجود الكثافة السكانية وحصول الموافقات الأولية من وزارة التخطيط”. وفي محافظة السليمانية، دشن عدد من أهالي منطقة “ژالەی”، تظاهرة احتجاجية على تردي الخدمات. ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، فإن “المنطقة تضم أكثر من 400 منزل، وتعاني من نقص حاد في مياه الشرب والكهرباء”، مشيرا الى أن “المنطقة شهدت تظاهرتين خلال الشهر الحالي”.

*************

ذوو الاحتياجات الخاصة

 4 ملايين مواطن في مواجهة الاهمال الحكومي

بغداد ـ نورس حسن

يقف مصطفى عبد الرحمن، الذي يعاني بترا لإحدى ساقيه، يوميا منذ ساعات الصباح الاولى، في معسكر الرشيد جنوب غرب بغداد، لبيع ما تضم جعبته من علب المناشف الورقية، بغية إعالة عائلته وتوفير متطلباتها المعيشية.

وفقد عبد الرحمن ساقه اليمنى من جراء عمل ارهابي في منطقة الباب الشرقي، وسط العاصمة بغداد، في العام 2007، ما اضطره الى ترك العمل في البناء.

اطراف الحكومة “رديئة”

يقول عبد الرحمن لـ”طريق الشعب”، انه لا يرتدي الطرف الصناعي الذي تسلمه من أحد المراكز الحكومية بسبب “رداءة صناعته وثقل وزنه. فهو يسبب تقرحات جلدية لمن يستخدمه”، مردفا “هناك نوعيات جيدة تنتجها مراكز خاصة، لكنها باهظة الثمن، فقد يصل سعر الطرف الواحد لـ 20 الف دولار”.

ويستعمل عبد الرحمن، الان، عكازا بدلا من الطرف الاصطناعي.

اما لاعبة المنتخب الوطني لتنس الطاولة في البارالمبية، نجلة عماد (16 عاما)، فإنها تعاني بترا ثلاثيا نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت قد زرعت تحت سيارة والدها اثناء ذهابهما الى التسوق، وهي بعمر ثلاث سنوات.

تقول نجلة لـ”طريق الشعب”، ان الاطراف الصناعية التي حصلت عليها من المراكز الحكومية “سببت لي جروحا مؤلمة بعد مضي نصف ساعة من ارتدائها”، مشيرة الى ان “المادة الاولية التي تدخل في صناعة تلك الاطراف رديئة النوعية”.

واضطرت نجلة التي تسكن في محافظة ديالى، الى التعامل مع احد المراكز الاهلية في بغداد، للحصول على اطراف مناسبة “لم تكن جيدة تماما، برغم من سعرها الذي يصل لـ 6 الاف دولار”.

بغداد وطوكيو

وتطرقت لاعبة المنتخب الى واقع حال البنى التحتية المخصصة لاصحاب الهمم، قائلة: “ان الحكومات المتعاقبة أهملت توفير البنى التحتية التي تساهم وبشكل كبير في تيسير الحركة والتنقل من مكان الى اخر، سواء في الطرق العامة وحتى المؤسسات الحكومية والاماكن الترفيهية (كوجود اماكن خاصة لمرور مستخدمي الكراسي المتحركة او وجود حمامات خاصة لهم)”.

وتطرح نجلة مقارنة بسيطة بين واقعها وبين ما شاهدته في العاصمة اليابانية طوكيو، التي زارتها مؤخرا، بالقول: “على الرغم من الاعداد القليلة التي لديهم من اصحاب الهمم، مقارنة بالأعداد التي خلفتها الحروب في العراق، الا انهم يولونهم كامل الاهتمام والرعاية؛ فالطرق الخارجية والداخلية يسيرة امام مختلف انواع اصحاب الاعاقات”، وهذا ما لم تلاحظه في بغداد وغيرها من المحافظات.

كراسي متهالكة

وفي مدينة الطب، يشكو اصحاب الهمم وعامة المواطنين من المرضى، من تهالك وتلف اغلب الكراسي المتحركة.

يقول المواطن علي خزعل (57 عاما) الذي يعاني من تورم في احدى ساقيه، لـ”طريق الشعب”، ان “اغلب الكراسي المتحركة داخل المستشفى غير صالحة للاستخدام من قبل المرضى، نتيجة تكسرها”.

ويلاحظ خزعل ان الكثير من المرضى ـ سواء من اصحاب الهمم او غيرهم ـ يقاسون كثيرا صعوبة في التنقل عبر تلك الكراسي الرديئة والمتهالكة.

أسعار باهظة

وتشكو إلهام محمد (60 عاما) ارتفاع اسعار المستلزمات الخاصة بذوي الاعاقة.

وتبيّن محمد لـ”طريق الشعب”، ان الكرسي المتحرك العادي (غير الكهربائي) يباع مقابل 250 الف دينار، بينما الكهربائي يصل سعره الى 3 ملايين واكثر، بحسب المواصفات.

وتنوّه الهام بان اصحاب الهمم في العراق “يعانون اهمالا حكوميا بمختلف المجالات، سواء على مستوى فرص العمل والرعاية الصحية، وصولا الى توفير آليات التنقل بسهولة”.

إحصائية

وينقل المتخصص في مجال حقوق الانسان د. علي البياتي، عن احصائية أعلنتها مؤخرا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، تفيد بوجود 4 ملايين مواطن من اصحاب الهمم “يعانون التهميش والتمييز وقلة فرص العمل”.

ويقول البياتي لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومات المتعاقبة وللاسف الشديد لم تعر اي اهتمام للارتقاء بواقع الكثير من ذوي الاحتياجات سواء بتوفير الرعاية الصحية والسكن والاهتمام بالبنى التحتية التي هم بامس الحاجة اليها”.

ويشير البياتي الى “وجود جهات سياسية تعمل على استغلال حاجة اصحاب الهمم سواء للاطراف الصناعة او مستلزمات أخرى، في الدعاية  الانتخابية”.

***************

الصفحة الثالثة

شهدت تفاعلا واسعا مع موقف الحزب

الشيوعيون يواصلون حملة التعريف بمقاطعتهم الانتخابات

طريق الشعب ـ خاص

انطلقت في الأيام الماضية الفرق الجوالة لنشطاء الحزب الشيوعي العراقي، بهدف إيضاح مواقف حزبهم السياسية والتعريف بقرارته الراهنة، وآخرها قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وحظيت تلك الفعاليات بردود أفعال إيجابية من قبل المواطنين، الذين أبدى الكثير منهم تأييدهم لمواقف الحزب، بخاصة موقفه من الانتخابات، مؤكدين عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع في ظل تفشي السلاح المنفلت، واستشراء الفساد والمحاصصة الطائفية والحزبية.

وذكر مراسلو “طريق الشعب”، أن الفرق الجوالة وزعت آلاف المنشورات الدعائية في مناطق مختلفة من العراق، ضمن حملات شارك فيها أعضاء من قيادة الحزب.

وبين مراسلنا في بغداد، ان “المواطنين تفاعلوا مع النشاطات، وحرصوا على إقامة احاديث جانبية مع منظمي الحملة، وتقديم تصوراتهم حول المنظومة السياسية الحاكمة”.

بغداد.. الكرخ الثانية

وشكلت اللجنة المحلية في الكرخ الثانية، فرقا إعلامية جابت شوارع حيي “الإعلام” و”الشباب” وأسواقهما، سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق التي رافقها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق عزت أبو التمن، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية مئات النسخ من البيانات الأخيرة الصادرة عن الحزب، والتي يوضح فيها موقفه من الانتخابات المقبلة، والأسباب التي دعته إلى مقاطعتها.

وقدمت الفرق لجمهور واسع من الناس، توضيحا مفصلا عن أسباب المقاطعة، ومنها ان الانتخابات مقرر إجراؤها في ظل وضع أمني غير مستقر، ينتشر فيه السلاح المنفلت، فضلا عن أسباب أخرى تسمح بإعادة قوى المحاصصة نفسها إلى السلطة.

الرصافة الأولى

وفي شارع فلسطين، احتشد فريقان من محلية الرصافة الاولى في فعالية راجلة لتوزيع فولدرات الحزب، بمشاركة عضوي اللجنة المركزية للحزب طلعت كريم ووسام الخزعلي. وسار الفريقان في صوبي الشارع، مؤكدين حصلوهم على تأييد واسع لمواقف الحزب السياسية، وكذلك اشادة كبيرة للموقف الاخير من الانتخابات.

ووزع الفريقان الآلاف من منشورات “طريق الشعب” الاخيرة.

الكرخ الاولى

وشكلت محلية الكرخ الأولى وبمشاركة أعضاء من جميع منظماتها الأساسية فرقة راجلة في منطقة حي الجامعة، ووزعت الفرقة التي رافقها الرفيق حسين النجار، عضو اللجنة المركزية للحزب، أعدادا كبيرة جدا من الفولدرات الخاصة بمقاطعة الانتخابات: (لماذا نقاطع الانتخابات هذه المرة؟) على المواطنين واصحاب المحال التجارية في المنطقة.

واجرى الفريق حوارات مع جمهرة واسعة من المواطنين، حول قرار حزبنا بمقاطعة الانتخابات بسبب الاوضاع الأمنية غير المستقرة والسلاح المنفلت، اضافة الى استفحال الأزمات الكبرى، وفي كافة مجالات حياة المواطنين.

بالمقابل، أبدى معظم المواطنين سرورهم وترحيبهم بقرار الحزب مقاطعة الانتخابات القادمة، مؤكدين عزمهم، وبقوة، على عدم المشاركة في هذه الانتخابات، من اجل عدم اعادة تدوير الوجوه السابقة.

مناطق مختلفة

وشهدت مناطق مختلفة من جانب الكرخ فعاليات مماثلة قام بها اعضاء منظمة الكرخ الاولى، وزعوا فيها مقالات “طريق الشعب” ضمن حملة مقاطعة الانتخابات.

وشكلت منظمة الكاظمية فريقا لتوزيع منشورات الجريدة، وأجروا أحاديث مع الناس حول قرار مقاطعة الانتخابات المقبلة، وكانت ردود افعالهم إيجابية. وأعلن عدد كبير منهم عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وبالتزامن، انطلق فريق آخر في منطقة الزهراء التابعة للكاظمية، وباشر توزيع فولدر افتتاحية جريدة (طريق الشعب)، ولاقى الفريق تجاوبا واضحا مع سياسة الحزب من قبل الجماهير  وتضامنهم مع قرار المقاطعة. 

كما نظّم مجموعة من اعضاء منظمة المنصور، فريقا جوالا في منطقة الاسكان، وتجاذب كادر الفريق الأحاديث مع جمهرة واسعة من المواطنين، حول موقف حزبنا الواضح منذ البداية وشروط اجراء انتخابات حرة ونزيهة.

فيما قام فريق من منظمة الحرية بتشكيل فريق جوال في منطقة الحرية الثانية، تم خلاله توزيع أعداد كبيرة من افتتاحية جريدة (طريق الشعب)، (منظومة انتخابية بديلة.. مطلب مستحق) على المواطنين وأصحاب المحال في المنطقة.

وفي القاطع ذاته، قام فريق جوال من منظمة الشعلة بتوزيع أعداد كبيرة من افتتاحية جريدة (طريق الشعب) ليوم ٥/ ٨ (موقف مبكر واضح من الانتخابات) على المواطنين والصيدليات وأصحاب المحال في منطقة رحمانية الشعلة.

هيئة المقرات

وشكلت هيئة المقرات، فرقا جوالة جالت في شارع تونس للورش الصناعية وصولا إلى ساحة النصر، ثم شارع السعدون حتى ساحة الفردوس، وجرى خلالها توزيع 500 نسخة من مقال “طريق الشعب”، على المارة والسكان، وتخللتها احاديث مع المواطنين، عن المشاركة الانتخابية والأوضاع العامة في البلاد. ولاقى الفريقان ردود فعل جيدة.

فيما تولى فريق آخر للهيئة، طرق الأبواب وجرى توزيع منشورات الجريدة على المحال في شارع النضال، مقابل وزارة الصناعة والحي الصناعي - البتاوين والشارع الصناعي - القصر الأبيض. وقد وصف عدد كبير من المواطنين موقف الحزب في مقاطعة الانتخابات بالشجاع. واجرى الفريق احاديث مع المواطنين عن ضرورة استمرار ضغط الجماهير، بما يفضي الى التغيير المنشود.

محلية الثورة

ووزعت مجموعة من رفاق المحلية في مدينة الصدر - الثورة، فولدرات مقاطعة الانتخابات في مناطق مدينة الصدر وعلوة جميلة. ورصدت المجموعة ردود فعل متفاوتة من قبل المواطنين، لكن أغلبهم عبروا عن امتعاضهم من القوى السياسية المتنفذة، معلنين تأييدهم لموقف الحزب المقاطع للانتخابات.

العمالية أيضاً

وشكلت المحلية العمالية، فرقا جوالة، لتوزيع افتتاحيات “طريق الشعب” الخاصة بمقاطعة الانتخابات، ولتوضيح مواقف الحزب السياسية.

كما تجول فريقان في منطقة الباب الشرقي، وفي شارع الشيخ عمر، لتعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات، ومطالبته بتحقيق مطالب انتفاضة تشرين.

فيما وزّع فريق اخر فولدرات المقالات الافتتاحية، واجرى احاديث حول اسباب مقاطعة الانتخابات في مناطق الحيدر خانة وساحه الرصافي والمتنبي والميدان.

وطاف فريق رابع في شوارع الخيام والسنك الرشيد، لتوزيع المنشورات ذاتها على المواطنين الذين أبدى أغلبهم تأييدا لموقف الحزب من الانتخابات.

محلية المثقفين

وشكلت لجنة الشهيد أبو هديل الأساسية للحزب/ محلية المثقفين، الجمعة الماضية، فريقا إعلاميا جوالا جاب شارعي الجمهورية والمتنبي، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المارة وأصحاب المحال التجارية، عشرات النسخ من “طريق الشعب” ومقالها الافتتاحي الموسوم “منظومة انتخابية بديلة مطلب مستحق”.

وتبادل الفريق مع جمهور من المواطنين، حوارات حول موقف الحزب من الانتخابات المقبلة وقراره القاضي بمقاطعتها، معرفا بالأسباب التي دعت الحزب إلى اتخاذ هذا القرار، والتي من أبرزها أن “الانتخابات لن تعكس الإرادة الشعبية في ظل سطوة السلاح المنفلت والتلاعب بالمال العام ووجود منظومة انتخابية مبنية على أساس المحاصصة”.

وخلال فعالية المطالبة بكشف قتلة الاعلامي هادي المهدي التي نظمتها المحلية ذاتها، وزع أعضاؤها ١٢٠٠ نشرة مطوية لسواق العجلات والمارين بالقرب من ساحة كهرمانة.

وشكلت المحلية فريقاً لتوزيع المنشورات ونسخا من جريدة “طريق الشعب” في شارع الشيخ عمر ومنطقة الشواكة في ساحة الشهداء.

وبين الفريق، ان الاقبال من قبل الجمهور لاقتناء الجريدة كان كبيرا. كما أبدوا تفاعلهم وتأييدهم لخيار المقاطعة، معربين عن تأييدهم لسياسة الحزب ومواقفه الوطنية.

في النجف

وتجولت الفرق الاعلامية الجوالة التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، في مركز المدينة وأحيائها، بهدف تعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في النجف أحمد عباس، فإن الفرق الإعلامية تجولت في مركز المدينة وأحيائها الشمالية، فضلا عن قضاء المناذرة وناحيتي الحيرة والعباسية، ووزعت على المواطنين الكثير من الفولدرات التي تحمل بيانات صادرة عن الحزب بخصوص موقفه من الانتخابات البرلمانية المقبلة، مثل “موقف مبكر واضح من الانتخابات”، “منظومة انتخابية بديلة مطلب مستحق”، “لماذا نقاطع الانتخابات هذه المرة؟” و”ما بعد المقاطعة مهمات جسام”.

وعبّر الكثير من المواطنين عن تأييدهم لموقف الحزب وتفاعلهم معه، مؤكدين عدم رغبتهم في المشاركة في “انتخابات غير مدعومة بقانون عادل.. انتخابات تجرى في ظل التردي الأمني وتفشي الفساد، وعلى ضوء المحاصصة الطائفية”.

وفي سياق متصل، تجول فريق من شبيبة الحزب، في الأحياء الشمالية بالمدينة. ووزع على الناس نسخا من البيانات المشار إليها. ولاقت الفعالية صدى إيجابيا واسعا من المواطنين، الذين ساهم العديد منهم في توزيع البيانات على الناس.

كذلك شكلت اللجنة الأساسية للحزب في قضاء المناذرة، الجمعة الماضية، فرقتين إعلاميتين وزعتا على المواطنين وأصحاب المحال التجارية في ناحية الحيرة ومنطقة الهارمية، نسخا من بيانات المقاطعة.

وتجاذبت الفرقتان الجوالتان، الحديث مع الكثيرين من المواطنين حول موقف الحزب من الانتخابات، وأسباب عدم مشاركته فيها ومقاطعتها.

في العمارة

ومن جانب ذي صلة، شكلت اللجنة المحلية للحزب في ميسان، فريقا إعلاميا شبابيا، جاب العديد من شوارع مدينة العمارة وأسواقها ومقاهيها، سيرا على الأقدام.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب” في ميسان، مهند حسين، فإن الفريق وزع على المواطنين نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب، في شأن قراره الأخير القاضي بمقاطعة الانتخابات المقبلة.

وحظي النشاط بتفاعل الكثيرين من المواطنين، الذين دارت بينهم وبين الفريق حوارات حول مواقف الحزب من الأزمات الراهنة.

في البصرة

ونظمت مختصة العمل الديمقراطي التابعة للجنة المحلية للحزب في محافظة البصرة، أخيرا، جولة إعلامية راجلة في شوارع منطقة التحسينية في مركز المحافظة.

ووزع الفريق الجوال، الذي كان برفقته سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جمعة الزيني، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات المقبلة.

كما أوضح لهم أبرز الأسباب التي دعت الحزب إلى مقاطعة الانتخابات، وفي مقابل ذلك أبدى الكثير من المواطنين تفاعلهم مع موقف الحزب، وتأييدهم له.

ومن المفيد ذكره أن عددا من المواطنين عبروا عن وجهات نظر مختلفة في سياسة الحزب. وقد استقبلت الفرق الجوالة تلك الملاحظات وقدموها الى اللجان المحلية.

*************

الصفحة الرابعة

«طريق الشعب» تفتتح الاحتفال بذكراها الثانية

ناشطات: انتفاضة تشرين كتبت تاريخا جديدا للمرأة العراقية

بغداد ــ طريق الشعب

على مدى عقود، كانت حياة المرأة العراقية مؤطرة بأوضاع اقتصادية وقيود اجتماعية، جعلتها بعيدة عن الميادين السياسية وقضايا الوطن، لكن انتفاضة تشرين قلبت تلك المعادلة، ولعبت النساء فيها دورا نشطا في السعي لتشكيل مستقبلهن.

مشاركة فاعلة

تقول الباحثة في الشأن السياسي نور الهدى سعد، إن العراق شهد بعد عملية التحول الديمقراطي “الكثير من الحركات الاحتجاجية، لكن المشاركة النسائية كانت قليلة فيها او متذبذبة، خلافا لانتفاضة تشرين”.

وتوضح سعد خلال حديثها لـ”طريق الشعب”، إن ساحات الاحتجاج خلال فترات الانتفاضة “شهدت وجودا كميا ونوعيا للنساء، بغض النظر عن الانتماء السياسي والاجتماعي. كذلك لم تقتصر المشاركة على فئة معينة منهن؛ فالمشاركة المتنوعة للنساء في الاحتجاجات اعطت قوة اضافية للانتفاضة، واكدت ان النساء يملكن الوعي السياسي ويساهمن من أجل التغيير، وهذا ما جعلهن في مواجهة الاختطاف والقتل والترهيب والتسقيط”، لافتة إلى أن “ثمة نساء لم يتمكن من الحضور الى ساحات الاحتجاج، لكنهن قدمن الدعم المعنوي واللوجستي من مساكنهن، بالإضافة إلى أن العاملات في القطاع الصحي قدمن الكثير من العلاجات والاسعافات للمصابين، حيث تركت بعضهن وظيفتها بشكل مؤقت”.

وتلفت المتحدثة إلى أن “مشاركة النساء في الانتفاضة وفرت قناعة لدى الجميع بأن النساء لهن قدرة على المشاركة في الحياة السياسية، حيث رشح العديد منهن للانتخابات المزمع عقدها في تشرين المقبل. كما انتجت الانتفاضة نخبة نسوية لها القدرة على التأثير والمشاركة في العملية السياسية، عكس السابق بعدما كانت النساء تعاني من الافتقار الى المشاركة بالحياة السياسية”.

وزادت، أن النساء تعرضن الى نفس الضغوطات التي واجهها الرجال؛ فالكثير منهن تعرضن لمحاولات اغتيال او خطف او تشويه سمعتهن، فضلاً عن تعرضهن لمحاولات تحرش من قبل مندسين. كذلك واجهت بعض النساء الموظفات اللواتي شاركن في الانتفاضة، خطر الانفصال من العمل”.

دور فاعل للفتيات والطالبات

من جانبها، تقول الناشطة في الاحتجاجات، ضي مضر، أن عددا كبيرا من النساء ترددن في الخروج الى التظاهرات، لكن بعدما شاركت الفتيات في الحركة الطلابية، تحفزن وخرجن بدون خوف او تردد.

وتبيّن مضر لـ”طريق الشعب”، أن النساء أو الفتيات “امتلكن شجاعة تجاوزت شجاعة الكبار في السن، ودفعن الأخريات للمشاركة لأنهن واجهن القمع الشرس وأظهرن صلابة لا مثيل لها”، مضيفة أن “الدور النسوي في دعم مطالب المنتفضين، كان كبيرا في اطار تطور المطالب والانتفاضة وسلميتها”.

وتشير الى أنه بعد توحد “المطالب الاساسية لعبت النساء أدوارا مهمة جدا، ودعمن الشعارات التي طالبت بالتغيير أو الإصلاح. ولهذا فإن مشاركتهن كانت نوعية وساهمت في ايجاد تغييرات مهمة مثل تعزيز سلمية التظاهر واستمراريتها وتغيير جزء لا يستهان به من النظرة النمطية للمجتمع للنساء وانخفاض نسب التحرش”.

الأهالي يزجون ببناتهم في الاحتجاجات

وفي السياق، تتحدث صبا عودة، ناشطة مدنية، عن دور النساء في استمرار الانتفاضة والحفاظ على زخمها لأشهر طويلة. 

وتلفت عودة في حديثها لـ”طريق الشعب”، إلى أن مشاركة النساء في الانتفاضة “أعطت طابعا مدنيا جميلا للاحتجاجات، وجعلت الاهالي يتفاعلون بعدما شاهدوا بناتهم في الساحات محط اعتزاز وتقدير كبيرين. فبنات الجامعات والموظفات والنساء الكبار والامهات أدّين أدوارا كثيرة، وهذا ما شجّع بقية العائلات التي كانت لا تزج ببناتها في مثل هذه الأماكن المكتظة على أن يحضروا معهن للمشاركة الاحتجاجية”. 

وبالإضافة إلى ذلك، تقول عودة إن المشاركة النسوية “اعطت طابعا ايجابيا أمام الرأي العام وبقية الدول. كان لدينا اصدقاء من دول أخرى يعيبون علينا عدم فاعلية النساء العراقيات في الاحتجاجات أو الانشطة الاجتماعية، لكن الأمور تغيرت حاليا لأن المشاركة كسرت النمط التقليدي باقتصار دور النساء على الطبخ والتنظيف، بعد ان أخذن أدوارا عظيمة ومهمة. كانت هناك نساء يقفن بخط الصد لمعالجة الشباب المصابين والمختنقين. لم نكن نتخيل اننا سنرى ذلك”.

وحتى في عالم الوظيفة المدنية، لم تكن النساء تهتم بالسياسة، بينما الآن هناك موظفات يهتمن بذلك، وفيهن من تقدمن للمنافسة الانتخابية للوصول إلى مركز صناعة القرار، فضلا عن مشاركة غيرهن في النشاط المدني والسياسي والتطوعي. كل هذه ايجابيات حققتها الانتفاضة وتدعو إلى الفخر.

وتوضح الناشطة أن “بعض الأحزاب أو الجهات السياسية التي كانت لا تعطي للمرأة دورا حقيقيا أصبحت الآن “تكلف اعضاءها من النساء بمهام تضعها في الواجهة، مثل المكاتب الإعلامية وغيرها. والحقيقة أن ذلك هو مجاراة للتطور الذي فرضته الانتفاضة بخصوص الوضع النسائي في البلاد”.

 ****************

أبرز مضامين مشروع قانون الضمان الاجتماعي والتقاعد للعمال

مقارنة بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال المعدل النافذ

زهير ضياء الدين              

انجز مجلس النواب القراءتين الاولى والثانية لمشروع قانون العمل والضمان الاجتماعي والتقاعد للعمال الجديد الذي من المؤمل ان يحل محل قانون التقاعد والضمان الاجتماعي النافذ رقم 155 لسنة 1971. وفيما يأتي أبرز العناصر الجديدة في المشروع:

نطاق سريان القانون الجديد – نصت المادة 3 من المشروع على توسيع نطاق سريانه بحيث أصبح يشمل كلا من (العمال في القطاعات المختلط والخاص والتعاوني والعاملين لحسابهم الخاص والمشمولين باحكام قانون العمل والعاملين في القطاع العام غير المثبتين على الملاك الدائم) اضافة للعمال العراقيين العاملين خارج العراق حسب اختيارهم. 

في حين حددت المادة (3) من القانون النافذ نطاق سريانه على (العمال المشمولين باحكام قانون العمل رقم 71 لسنة 1987) وبذلك فان المشروع اضاف شرائح جديدة للشمول بأحكامه تتمثل بشكل اساسي بالعاملين لحسابهم الخاص والعاملين في القطاع العام غير المثبتين على الملاك الدائم)، اضافة للعمال العراقيين العاملين خارج العراق. بعد ان حصرت المادة (8) من قانون العمل رقم 71 لسنة 1987 نطاق سريان القانون النافذ بـ(العمال في القطاعات الخاص والمختلط والتعاوني) فقط.

وهو ما كان يهدف اليه تشريع قانون التأمينات الاجتماعية من خلال شمول جميع العاملين في القطاع الخاص المنظم وغير المنظم بالضمان الاجتماعي مع احتوائه على شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية وغيرها، والذي وصل الى مراحل متقدمة للتشريع وساهمت في انضاجه قطاعات واسعة من المجتمع، وفي طليعتها المنظمات العمالية الا أن عدم توفر الارادة الفعلية للسلطتين التشريعية والتنفيذية لتشريع القانون، ادى الى صرف النظر عن تشريعه والذهاب الى تشريع قانون الضمان الاجتماعي والتقاعد للعمال، موضوع بحث الاشتراكات المعدلة وتوزيعها كما وردت في المادة (8) من المشروع.

حدد المشروع نسبة الاشتراكات التي يسددها اصحاب العمل عن العمال المضمونين بمقدار (13) من المائة مما يتقاضاه العمال مقابل نسبة (12) من المائة بموجب القانون النافذ. كما حدد المشروع النسبة التي يسددها العامل مما يتقاضاه بمقدار (7) من المائة مقابل نسبة (5) من المائة بموجب القانون النافذ. كما تم تحديد نسب توزيع المبالغ المستقطعة بموجب المشروع لتكون (9) من المائة لفرع ضمان التقاعد و(1) من المائة لاصابات العمل، و(1) من المائة لاصابات العمل، و(1) من المائة لاعانة التعطيل عن العمل و(2) من المائة لفرع الضمان الصحي والخدمات الاجتماعية، يقابلها في القانون النافذ نسبة (9) من المائة لضمان التقاعد، ونسبة (1) من المائة للضمان الصحي و(3) من المائة لإصابات العمل.

وبموجب هذه النصوص تمت زيادة نسبة الاستقطاع من اصحاب العمل بمقدار (1) من المائة من اجور العمال في حين تمت زيادة نسبة الاستقطاع من العمال بنسبة (2) من المائة من اجورهم، كما تم تخفيض نسبة الضمان الصحي واستحداث نسبة لإعانات التعطيل عن العمل. ومن جانب اخر استمرت نسب الاشتراكات لاصحاب العمل والعمال العاملين في القطاعين المختلط والخاص ممن يمارسون عملا تنجم ارباحه عن بيع النفط والغاز وسائر المنتجات الهايدروكاربونية في القطاعين الخاص والمختلط.

ومن المواد المهمة في المشروع

وما يقابلها في القانون النافذ:

استحقاق الراتب التقاعدي، حيث حددت المادة (29) من مشروع القانون استحقاق الرجل للراتب التقاعدي في حالة بلوغه الثالثة والستين من العمر، وله خدمة مضمونة لا تقل عن (15) سنة، وللمراة التي تبلغ (58) من العمر، ولديها خدمة مضمونة (15) سنة، وللرجل الذي يبلغ (60) من العمر مع خدمة مضمونة (20) سنة، والمرأة التي تبلغ من العمر (55) سنة مع خدمة لا تقل عن (20) سنة، يضاف الى ذلك استحقاق كل من الرجل والمرأة للراتب التقاعدي عند بلوغهم (50) سنة من العمر مع خدمة للرجل (30) سنة وللمرأة (25) سنة. في حين اشترط القانون النافذ بلوغ الرجل (60) سنة والمرأة (55) سنة على ان يكون لدى كل منهما خدمة مضمونة لا تقل عن (20) سنة.

وتضمن القانون النافذ ومشروع القانون استحقاق الرجل والمرأة المضمونين للتقاعد في حالة الوفاة اثناء الخدمة بغض النظر عن خدمتهم الفعلية، في حين استحدث مشروع القانون حالة جديدة يستحق بموجبها العامل المضمون للراتب التقاعدي، حتى في حالة وفاته بعد الانقطاع عن العمل.

ومن الحالات المستحدثة في مشروع القانون استحقاق العاملة المضمونة المتزوجة او الارملة او المطلقة الحاضنة للراتب التقاعدي، في حالة رغبتها ولديها ثلاثة اطفال لا يزيد عمر كل منهم على (15) سنة، ولا تقل خدمتها المضمونة عن (15) سنة.

ومن الحالات الجديدة لاستحقاق العامل المضمون للراتب التقاعدي بموجب مشروع القانون، اعطاء الحق للرجل الذي أكمل (63) من العمر، والمرأة التي اكملت (58) من العمر، المستمرين بالخدمة، ولا تقل خدمتهم المضمونة عن (10) سنوات، ان يطلب اضافة خدمة عمالية غير مضمونة، او عمل خارج العراق على ان يسدد خدمة العمل البالغة (16) من المائة.

اما معادلة احتساب الراتب التقاعدي فهي متشابهة في القانون النافذ ومشروع القانون الجديد، وذلك باحتساب نسبة (اثنين ونصف) من المائة من معدل متوسط الاجر الشهري مضروبا في عدد أشهر الخدمة مقسوما على (12)، وحددت المادة (36) من مشروع القانون الراتب التقاعدي بما لا يقل عن الحد الادنى لأجر العامل، ولا يزيد على (100) من المائة من الاجر الشهري للعامل.

ونصت المادة (46) من المشروع على استحقاق العامل الذي انتهت خدمته، ولم يمنح راتبا تقاعديا بتقاضي تعويض اجمالي، دفعة واحدة، يحتسب على اساس متوسط اجره الشهري، مضروبا بعدد أشهر خدمته، مقسوما على اثني عشر. وهو ما معمول به بموجب القانون النافذ.

ونصت المادة (47) من المشروع على صرف تعويضات نهاية الخدمة لمستحقيها خلال (30) يوما من تاريخ استكمال المتمسكات المطلوبة.

- الضمان الاختياري

من بين أبرز ما تضمنه مشروع القانون استحداث فرع الضمان الاختياري بموجب المادة (70) من المشروع، والتي منحت الحق لصاحب العمل او من يعمل لحسابه الخاص او يعمل شريكا مع الغير او يعمل خارج العراق باحكام فرع ضمان التقاعد المنصوص عليها في مشروع القانون، بناء على طلب وفقا لاستمارة تعد لهذا الغرض، على ان لا يزيد عمره على (45) سنة، ويسدد الاشتراكات البالغة (6) من المائة من فئة دخل الاشتراك الذي يختاره المشترك، وتتحمل الدولة (9) من المائة.

- ونصت المادة (75) من مشروع القانون على احكام شمول العمال العاملين في القطاع غير المنظم، ويشمل الفئات التي يحددها الوزير المختص ببيان ينشر في الجريدة الرسمية.

ـ ونصت المادة (78) من المشروع على احتساب الراتب التقاعدي للمضمون في القطاع غير المنظم اسوة بالعاملين في القطاع المنظم.

- وتضمن مشروع القانون توسعا ملموسا في مجالات الضمان الصحي والخدمات الاجتماعية للعمال المضمونين، بما يشكل نقلة مقارنة بالقانون النافذ وكما وردت في المشروع ضمــــن المـــواد (80 – 95).

***************

الصفحة الخامسة  

لاعب دولي سابق: سلوك غير مهني واستهداف للحلقة الأضعف

تنمّر اعلامي على لاعبي المنتخب!

بغداد ـ سيف زهير

بعد الثناء الإعلامي الذي ناله لاعبو منتخبنا الوطني لكرة القدم إثر تعادلهم السلبي مع منتخب كوريا الجنوبية المرشح للتأهل إلى مونديال قطر، تغير لسان حال بعض البرامج الرياضية المحلية، نتيجة لخسارة الفريق أمام المنتخب الإيراني، فتحول المديح إلى شتائم وتخوين وتنمّر، أطلقته مؤسسات إعلامية، ما أثار استغراب رياضيين ومتابعين، عدوا تلك المحاولات “هجوما منافيا للأخلاق الرياضية والمهنية”، بينما لم يصدر أي رد فعل من قبل هيئة الإعلام والاتصالات، التي ينشط عملها بصدد ما يسيء الى “رموز سياسية”.

تهجم وتحريض

وبمجرد خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره الإيراني بنتيجة تعتبر ثقيلة نظرا لحجم التنافس والقوة التي تشهدها مباريات الفريقين، تحول اللاعبون إلى كبش فداء، ومصدرا للسخرية والتهكم والتطاول العلني في البرامج الرياضية، ومنصات التواصل الاجتماعي الممولة من قبل جهات لها علاقة بالرياضة.

وبرغم أن الأداء العراقي على أرض الملعب أوضح عدم مثابرة بعض اللاعبين وتراجع مستواهم، وهذا ما يجب أن يقال ويشخص قبل كل شيء، إلا أن الهجمة الشرسة التي طالت المنتخب لم تكن منطقية، وتجاوزت حدود المنطق والأخلاق الرياضية، فيما أغفلت الحديث عن مسؤولية القائمين على الرياضة.

ففي أحد البرامج الرياضية التي تبث على فضائية معروفة، فتح مقدم البرنامج النار على اللاعبين قائلا: “أنتم لستم أسود الرافدين، بل قطط الرافدين، قدمتم أداءً مخزيا ومن يقف على سواتر الحرب هم الأسود الحقيقيين”. والحقيقة أن هذه المقارنة العجيبة والمستغربة لا علاقة بها باللعبة الرياضية، لا من قريب أو بعيد.

وتحدث مقدم برنامج رياضي آخر عن مهاجم المنتخب أيمن حسين، واصفا إياه بـ”الخشبة التي لا فائدة منها”، مضيفا في عبارة قاسية أخرى “عمت عين هكذا لاعبين”، فيما أشار مقدم تلفزيوني ثالث إلى أن “اللاعبين هم من المزورين وأعمارهم غير حقيقية”، وهو حديث مستغرب عن لاعبين يرتدون قميص المنتخب الوطني الاول للرجال.

وبالإضافة إلى كل هذه التجاوزات، سبق أحد البرامج الرياضية المباراة بأخبار حصرية عن تشكيلة المنتخب وقام بتحليلها أمام العلن من أجل الحصول على نسب مشاهدات، دون أي اهتمام بخطورة الموقف، وتسريب التشكيلة للمنافس.

وفي حديث صحافي للمدير الإداري للمنتخب الوطني، باسل كوركيس، أوضح أن هناك من “يسرب تشكيلة المنتخب من داخل الفريق، وهو أمر معيب وسيتم التقصي عنه ومحاسبة المتورط به”.

اعتذار ووعود

من جانبه، قدم رئيس الوفد العراقي احمد كوجر، اعتذاره للجمهور العراقي على الاداء الرديء والخسارة الثقيلة.

وقال في لقاء متلفز تابعته “طريق الشعب”، “نيابة عن اللاعبين والكادر الفني والإداري أتقدم بالاعتذار لجماهير منتخبنا الوطني وأوعد الجميع بأن الأداء سيكون أفضل في الأيام القادمة؛ وان المدرب قام بتشخيص الأخطاء وأمامنا 24 نقطة متبقية، يمكن الحصول على قسم كبير منها في المباريات القادمة من أجل التأهل لبطولة كأس العالم”، داعيا الجماهير إلى “مؤازرة المنتخب وعدم الاحباط، خصوصا وأن الجميع شجع اللاعبين بعد الأداء الجيد أمام منتخب كوريا الجنوبية”.

هجوم على الحلقة الأضعف

بدوره، أكد اللاعب الدولي السابق والصحفي الرياضي، منعم جابر، أن الهجوم دائما ما يطال المدربين أو اللاعبين، لأنهم الحلقة الأضعف، ولا يتم الحديث عن عدم تغيير الأشخاص الإداريين الذين لا يقدمون العطاء في الاتحاد الكروي أو غيره من المواقع المهمة.

وقال جابر لـ”طريق الشعب”، ان هناك عادة سيئة ورثتها الرياضة العراقية من النظام السابق “تتمثل بالهجوم على اللاعبين والمدربين بعد أي أداء رديء، لكن لا تتم محاسبة المسؤولين عن الرياضة العراقية لأنهم قريبون من السلطة، وهذا ما يحدث حاليا. وفي الحقيقة أن الرياضة في وضع سيئ جدا وتراجع كبير. إن المنتخب حاليا غير مستقر بسبب تغيير المدرب بفترة حرجة”، لافتا إلى أن “الذين شاركوا في حملة التهجم ليسوا من المختصين بكرة القدم ولا الجوانب الفنية، ويسيئون إلى اللاعبين بطرق مؤسفة”.

وتابع قائلا: “جزء كبير من الاعلام الرياضي مدفوع الثمن، ويسمح للدخلاء على هذا المجال بأن يقدموا البرامج أو التحليل الفني، ووصل بنا الحال بسبب ذلك إلى الفوضى والإساءة بحق اللاعبين الدوليين بدون وجه حق”.

وأوضح جابر أن “جهات عديدة تتدخل بالمنتخب واستقراره، كوزارة الشباب والرياضة واللجنة التطبيعية ووسائل الإعلام، بدون أي تنظيم أو وجهة سليمة، ولهذا أصبح اللاعبون كبش فداء لهذا التخبط”.

وبيّن المتحدث أن “المنتخب الوطني لم يعرف يوما معنى الاستقرار التدريبي رغم أنه من أساسيات كرة القدم، وفي المرة الوحيدة التي تأهل بها لمونديال المكسيك عام 1986 تناوب على تدريب المنتخب في فترة التصفيات قرابة تسعة مدربين. حتى وصف في حينها احد خبراء الاتحاد الدولي منتخبنا بأنه أسوء نموذج يقدم لفرق كأس العالم، لأن اللاعبين وبسبب كثرة تغيير مدربيهم فقدوا أعصابهم وأصبحت السيطرة على سلوكياتهم في البطولة العالمية مسألة صعبة جدا”.

وتعقيبا على الهجمة التي طالت اللاعبين، دان الاعلامي الرياضي فيان فائق عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يجري.

وقال فائق إن “الشتيمة والتطاول بحق اللاعبين من قبل ما يسمون أنفسهم بالإعلاميين هو أمر معيب ومبتذل لأنهم يهينون كرامة لاعبين يمثلون الوطن”، مضيفا “كيف يتم السكوت هكذا على التجاوز والتنمر على أشكال اللاعبين وعوائلهم وأخلاقهم بسبب نتيجة مباراة يتحمل الجميع مسؤوليتها؟”

***************

مواطنون يشكون  من عطل المصعد ومزاج موظفي التقاعد العامة

مراجعات الدوائر الحكومية.. روتين يديم واقع الفساد

بغداد- نورس حسن

في دائرة التقاعد العامة، التي تتكون من خمسة طوابق، يتحدث أحد الموظفين، من خلف النافذة، لأ احد المتقاعدين مراجعته بعد يومين ، الذي ظل ينتظر ساعات لترويج معاملته، ما أثار غضب الشخص المحال على التقاعد حديثا، قائلا إن "الموظفين في تلك الدائرة يتلاعبون بمشاعر المراجعين، لا يبالون لإعمارهم. منذ الصباح وأنا أقف هنا. بينما هو يضيع الوقت بين الافطار والحديث الى زملائه أو اللعب في الهاتف".

لم يعر الموظف لاتهامات جودة عبدالله، الذي ملّ أعذار الموظفين "منذ أيام وأنا أراجع هنا. لكن بلا فائدة. السماسرة يقفون على باب الدائرة، ومستعدون لإنجاز معاملتي خلال يوم واحد".

روتين قاتل

وفي أغلب دوائر الدولة يواجه المراجعون روتينا قاتلا يفتعله الموظفون من ضعاف النفوس، لاجبار المراجعين على دفع الرشى مقابل انجاز معاملاتهم.

ويقول عبدالله لمراسل "طريق الشعب"، ان الموظفين في الدوائر الحكومية لا يستقبلون معاملات المواطنين قبل اتمام وجبة فطورهم. يستمر ذلك لقرابة ساعة. بينما يقف المراجعون وجميعهم كبار في السن، ضمن طابور طويل بانتظار الفرج"، متسائلا "متى ينتهي الاستهتار بحياة الناس في العراق؟". ويشكو عبدالله توقف فاعلية بطاقته الذكية الخاصة بالراتب التقاعدي، ما اضطره الى مراجعة دائرة التقاعد العامة، مشيرا الى انه بعد طول انتظار طُلب منه دفع رسوم بقيمة 10 الاف دينار "لا أعرف لماذا توقف البطاقة، ولماذا دفعت الرسوم".

باب رئيسي للفساد

 ويعد المواطن حسين سالم "استمرار الروتين في الدوائر الحكومية احد الابواب الرئيسة للفساد".

ويقول سالم لـ"طريق الشعب"، ان "اغلب المراجعين للدوائر الحكومية يجبرون على دفع الرشوة الى الموظفين لقاء اتمام معاملاتهم بيسر وسهولة وبوقت قياسي".

ويضيف أن بعض الموظفين "يتفننون" في الاحتيال على الجهات الرقابية في تلك الدوائر وكذلك الكاميرات، في عملية تعاطي الرشى.

ملامح التعب والارهاق بدت واضحة على المواطن جعفر رياض (70 عاما) بعد ان كلفه احد الموظفين بمراجعة احد الاقسام التي تقع في الطابق الثالث من بناية التقاعد العامة.

يقول رياض لمراسل "طريق الشعب"، ان "مصاعد البناية متوقفة، باستثناء مصعد واحد، يزدحم عليه المراجعون والموظفون".

وأبدى المتحدث تذمره من أسلوب الموظفين في تلك الدائرة "لا أحد يجيبك على تساؤلاتك، انما يكتفي اكثرهم بأنه لا يعرف".

ويضطر الكثير من المراجعين الى الصعود لطوابق تلك البناية عبر السلم، لاجل توقيع موظف ما، منبها الى ان "الناس تتعرض للاهانة في دائرة التقاعد. لا أحد يبالي لحالها".

ويطالب رياض، الحكومة ان تلتفت الى معاناة المراجعين في التقاعد العامة "ضرورة تسهيل اجراءات المعاملات التقاعدية عبر اتباع اليات الكترونية وغير ذلك مما يجنب كبار السن عناء تلك المراجعات".

الواسطة

أما ضرغام عماد، متقاعد آخر، فيشير الى ان بعض المعاملات تنجز خلال يوم واحد "بشرط ان تكون لديك واسطة قوية في الدائرة".

فيما تشير المواطنة علياء صادق، بكالوريوس ادارة اعمال، الى ان "كافة المؤسسات الحكومية التي تتعامل بتماس مع المواطنين تتقصد عرقلة انجاز المعاملات لادامة وجه الفساد".

 وتقول لـ"طريق الشعب"، ان "ضعف الرقابة الحكومية وغياب الرادع الحقيقي، لعبا دورا مهما في استغلال الكثير من ضعاف النفوس لحاجة المواطنين في مختلف المجالات".

**************

اليونيسف تطالب بتسريع الجهود لإزالتها

حقول الألغام تبتلع العراقيين.. والخطط الحكومية يكبحها شح الأموال

بغداد ـ طريق الشعب

أثار انفجار لغم ارضي متروك من مخلفات الحرب على طفلين في محافظة ديالى، مؤخراً، الحديث مرة أخرى حول حقول الألغام في العراق، ما دفع المنظمات الدولية للمطالبة بتسريع الجهود لإزالتها.

وخلفت تلك الحقول لا سيما في المحافظات الجنوبية، سقوط  أكثر من 18 الف ضحية، بين قتيل وجريح. فيما تؤكد جهات حكومية أن محافظة الانبار وحدها سجلت أكثر من 10 الاف ضحية.

مقتل طفلين

وعبّرت ممثلة اليونيسف في العراق، لشيما سن جوبتا، في بيان تابعته “طريق الشعب”، عن “شعور المنظمة بالقلق العميق إثر ورود أنباء عن وفاة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات في ديالى، نتيجة انفجار أحد مخلفات الحرب المتفجرة في 24 آب، وطفل آخر يبلغ من العمر 11 عاما في 25 من الشهر ذاته، في قرية مرادية التي تقع جنوب بعقوبة، جراء انفجار عبوّة ناسفة”.

وأضاف البيان “تعرب اليونيسف عن عميق أسفها وتعازيها لأسر الأطفال وأصدقائهم ومجتمعاتهم”، وتحث على تعزيز مساعدة الضحايا ودعم حق الطفل في بيئة كاملة.

وسجلت الأمم المتحدة بين كانون الثاني وآب ٢٠٢١، خسائر في أرواح 35 طفلا بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب في جميع أنحاء البلاد، وتشويه 41 آخرين.

ويمثل ذلك، بحسب اليونيسف، زيادة مقلقة في عدد الضحايا من الأطفال مقارنة بعام 2020، حيث تحققت الأمم المتحدة من مقتل ستة أطفال وتشويه 12 طفلا في نفس الفترة، نتيجة المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية.

المنطقة الجنوبية

وتتولى دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة الثقافة والبيئة، مسؤولة الاشراف ومراقبة إزالة الألغام، وتنفيذ بنود الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية حظر الألغام والقنابل العنقودية.

ويقول مدير المركز الإقليمي الجنوبي لإزالة الألغام نبراس التميمي، لـ”طريق الشعب”: “أننا نعمل مع شركاء حكوميين، ممثلين عن مديرية الهندسة العسكرية في وزارة الدفاع ومديرية الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية، وانضم الينا مؤخراً قسم الهندسة العسكرية التابعة للحشد الشعبي”. 

ويشير التميمي الى أن “هناك شركاء آخرين مثل المنظمات الإنسانية غير الحكومية المحلية والدولية”، مردفا “لكن فعالية ونشاط هؤلاء مرتهن بالدعم الدولي”.

ويقع على عاتق الشركات المستثمرة في قطاع النفط والطاقة الكهربائية جنوب العراق، دور في عملية رفع حقول الألغام، لتأمين مناطق عملها.

ويؤكد التميمي أن دائرته “فوضت هذه الشركات العمل معنا”.

أرقام وإحصائيات

ويتابع المركز الجنوبي عمليتي رفع الألغام والتوعية من مخاطر وجودها، بالإضافة الى مساعدة الضحايا، في أربع محافظات وهي البصرة وذي قار والمثنى وميسان، بحسب مدير المركز.

وأشار التميمي إلى أن “المحافظات الجنوبية تشهد اكبر تلوث في العراق ملوثة بحقول الألغام والقنابل العنقودية والمخلفات الحربية”.

واشار الى انهم سجلوا “في مشروع المسح الميداني الذي عملنا عليه بعد عام 2011، اكثر من 18 الف ضحية”، مبيناً أنه “في البصرة سجلنا كمرحلة أولى 5 الاف و100 ضحية. ولم تتم لغاية الان استكمال المرحلة الثانية بعد”.

وعن عدد الضحايا في العامين الأخيرين أكد التميمي، أن المركز سجل 42 ضحية في عام 2020، وفي هذا العام 50 ضحية بين جريح وقتيل. معظمهم من الأطفال والنساء”.

أضرار اقتصادية

وتعطل حقول الألغام تنفيذ مشاريع مهمة في البصرة مثل مشروع طريق الذهاب الذي كان مقرراً ان يمتد من منفذ الشلامجة الحدودي باتجاه مركز البصرة، وكذلك ايقاف مشروع سكة الحديد بين المنفذ والبصرة.

وهناك مشاريع اخرى متوقفة كمشاريع الماء والكهرباء وترك مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية في قضاء شط العرب خاصة وان حجم التلوث لا يتناسب مع الامكانيات المتاحة.

عمل متعثر

أما في المركز الإقليمي الشمالي لإزالة الألغام، فإن العمل ما زال متلكئاً، نتيجة لأسباب أمنية تمنع العمل في بعض المحافظات، فيما لم تستكمل محافظات إجراءات المسح، نتيجة لقلة التخصيصات المالية لها.

وقال مدير المركز الإقليمي الشمالي، معمر الهيتي لـ”طريق الشعب”، إن “في محافظة الانبار سجلنا أكثر من 10 الاف ضحية، وتمكنا من تنظيف 3 الاف كيلو متر مربع من حقول الألغام”.

وأضاف، أنه في ديالى “لم تتواجد حتى الان المنظمات المحلية والدولية لإزالة الألغام، بسبب أن الوضع الأمني ما زال متوتراً هناك، لكن الجهد الحكومي المتمثل بفرق وزارتي الدفاع والداخلية، باشر عمله منذ مدة”.

وفي الموصل، هناك شركات ومنظمات تعمل على الازالة والتوعية بمخاطر الألغام، بحسب مدير المركز.

وأكد أن “المحافظات الشمالية الأخرى لم يبدأ فيها العمل بعد، بسبب قلة التخصيصات المالية”.

**************

الصفحة السادسة

إثر أزمتي المياه والغلاء

الأسماك.. الوجبة المحببة تغادر موائد العراقيين

بغداد – وكالات

أسباب داخلية وأخرى خارجية أفضت إلى حصول انخفاض كبير في الثروة السمكية في العراق، ليؤدي ذلك بالتالي إلى ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق بشكل مبالغ فيه، ما حرم الفقراء وذوي الدخل المحدود من شرائها، فضلا عن الطبقات المتوسطة التي باتت هي الأخرى غير قادة على تناول وجبة السمك المحببة لدى العراقيين، إلا نادرا.

يأتي ذلك بالتزامن مع الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية التي عصفت وتعصف في البلد، ومع تصاعد أسعار الفاكهة والخضار ومجمل المواد الغذائية، ليشكل هذا كله أزمات متتالية يقع ضحيتها المواطنون من ذوي الدخل المحدود.

وينتشر في بغداد والمحافظات الأخرى، الكثير من مشاريع تربية الأسماك، والتي ساهمت بشكل كبير في توفير سلة غذائية للمواطن، فضلا عن تحريك الاقتصاد وتوفير فرص عمل للكثيرين من الشباب، إلا أن هذه المشاريع باتت تواجه تحديات جمة، بدءا من أزمة المياه، مرورا بارتفاع أسعار الأعلاف وبقية مستلزمات تربية الأسماك، وصولا إلى نفوق الثروة السمكية جراء الأمراض والفيروسات.

من الازدهار إلى التراجع

يقول رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك، اياد الطالبي، ان “انتاج الاسماك في العراق وصل إلى مليون طن خلال العامين الماضيين. وهذا رقم كبير، جعل البلاد تحتل المرتبة الثانية عربيا في إنتاج الأسماك، بعد مصر”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا، أن “وزارة الموارد المائية منعت مربي الأسماك من إنشاء أحواض على المبازل. كما منعتهم من تربية الأسماك على النهر الثالث (المصب العام)، وبالتالي أثر ذلك سلبا، وبشكل واضح، على الإنتاج الوطني للثروة السمكية وعلى مربي الأسماك أنفسهم”.

ويتابع الطالبي قوله، أن “ارتفاع أسعار الأعلاف من قبل الدولة ووزارة الزراعة على وجه الخصوص، كان له أثر سلبي كبير على عملية تربية الأسماك”.

كما يلفت إلى أنه “خلال السنوات الأخيرة تفشى مرض فيروسي بين الأسماك، كانت قد أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، ولأن وزارة الزراعة لم تتخذ الإجراءات اللازمة حيال هذا المرض، من حيث توفير الأدوية واللقاحات، تسبب ذلك في نفوق آلاف الأطنان من أسماك العراق سنويا”.

وفيما إذا كان هذا الفيروس يؤثر على صحة من يتناول أسماكا مصابة به، أكد رئيس جمعية منتجي الأسماك أنه “لا يؤثر أبدا”.

ودعا الطالبي، الحكومة إلى حل أزمة الثروة السمكية “فإنتاج الأسماك في البلد انخفض إلى 40 في المائة هذا العام”. كما دعا إلى معالجة أزمة المياه، وتلقيح الأسماك لحمايتها من الفيروسات والحد من نفوقها، لافتا إلى أن “الكثيرين من مربي الأسماك خسروا خسارة كبيرة جراء الأزمات الأخيرة، وتلقوا من الدولة وعودا بالتعويض، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن”.

نحن الضحية!

المواطن حمزة مخيف، من اهالي كربلاء، يبدي قلقه من مواصلة ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق. ويقول: “إننا نلاحظ يوماً بعد يوم ارتفاع سعر قوت المواطن، بداية من الخضراوات والفاكهة والمواد الغذائية الأخرى، وصولا إلى الدواجن والأسماك”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “الأسماك تعتبر من اللحوم البيضاء الصحية التي يلجأ المواطنون، حتى الفقراء، إلى شرائها، كون أسعارها مناسبة. لكنها اليوم بدأت تشهد غلاء في الأسعار، ونحن - ذوي الدخل المحدود – نكون الضحية دائما!”.

لا دعم ولا حماية

إلى ذلك، يشير الباحث في الشأن الاقتصادي، احمد عيد، إلى أن “الثروة السمكية كانت تعد من بين أهم مقومات الاقتصاد المحلي، لكنها تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة”، منتقدا في حديث صحفي “غياب الدعم الحكومي عن هذا القطاع، وعدم حماية الصيد البحري عبر بوابة الخليج العربي”.

ويبيّن أن الأزمة المائية أثرت بشكل كبير على الثروة السمكية في العراق، مثلما على الزراعة وبقية القطاعات “في ظل عدم وجود استراتيجية وطنية في بناء السدود والحفاظ على مياه الأمطار من الهدر والضياع”.

ويؤكد عيد أن “تطوير الثروة السمكية في العراق، يتطلب أولا معالجة مشكلة المياه ودعم المنتج المحلي”، داعيا إلى “إبرام اتفاقيات جديدة مع دول الجوار، لزيادة الاطلاقات المائية إلى العراق”.

***************

أگـول

أين تذهب ضريبة الطرق والجسور!؟

محمد قاسم عناد

يدفع كل مواطن عراقي يمتلك مركبة، إلى مديرية المرور العامة ضريبة قدرها 65 ألف دينار عند تجديد “سنوية” مركبته، تضاف إلى ذلك نفقات أخرى تحت مسميات عديدة. وبالرغم من هذه المبالغ، لم يشاهد العراقيون طريقا سالكا خاليا من المطبات والحفر، أو جسورا جديدة تحد من الزحامات الخانقة التي تشهدها مدننا.

طرقنا الخارجية باتت اليوم أماكن للموت المجاني. إذ لا يمر يومان أو ثلاثة من دون حصول حادث سير مميت، بسبب مطب مفاجئ أو تحويلة غير متوقعة، ناهيك عن غياب العلامات المرورية التحذيرية وبقية شروط السلامة.

قبل أيام استيقظت منطقة البلديات في بغداد على فاجعة مؤلمة. إذ لقي خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفلان، حتفهم في حادث سير على أحد الطرق في منطقة اللطيفية جنوبي العاصمة، مشابه لحوادث أخرى تتكرر باستمرار في مختلف المحافظات. 

ما ذنب هذه العائلة كي تدفع ثمن الإهمال الحكومي والفساد المستشري في مفاصل الدولة!؟

ومعلوم أن الدول لما تستوفي الضرائب من مواطنيها، تستثمر مبالغها في خدمة الصالح العام، كبناء المشاريع الخدمية أو في إدامة البنى التحتية وغير ذلك، إلا في العراق. إذ لا يزال المواطن يجهل مصير مبالغ الضريبة، كونه لم يلمس أي تطور يذكر في الجانب الذي يدفع بمقتضاه تلك الضريبة!

***************

في ذي قار

يحتجون على ارتفاع سعر الطحين

الناصرية – وكالات

نظم عدد من أصحاب المخابز والأفران في محافظة ذي قار، أخيرا، وقفة احتجاج إثر ارتفاع سعر الطحين في المحافظة.

وقال عدد من المشاركين في الوقفة، ان سعر كيس الطحين ارتفع “بين ليلة وضحاها” من 15 الف دينار إلى 30 ألفا وأكثر، لافتين في حديث صحفي، إلى أن هناك “مؤامرة تحاك من قبل التجار ضد أهل ذي قار”.

وأضافوا، أن “جميع المطاحن تعمل بصورة طبيعية في المحافظة، ولم نرَ اي خلل فيها”، مشيرين إلى أن الطحين بات يهرّب إلى محافظات أخرى، بذريعة أنه علف حيواني غير صالح للاستهلاك البشري.

وطالب أصحاب الأفران، الحكومة المركزية والمحافظ بـ”التدخل الفوري لإنقاذ أهالي ذي قار من هذا الغلاء”.

**************

أهالي “الوشاش” و”الإسكان الغربي” يشكون تراكم النفايات

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا أهالي منطقتي الوشاش والاسكان الغربي في جانب الكرخ من بغداد، تراكم النفايات على طول جسر عبور المشاة الذي يربط بين المنطقتين.

وأشار عدد من الأهالي في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن هذه المشكلة باتت تضطر المواطنين إلى عدم استخدام جسر المشاة في عبور الشارع، ما يعرض حياتهم للخطر، خصوصا أن السيارات القادمة من “ساحة اللقاء” والمتوجهة إليها، تمر مسرعة.

وناشد الأهالي مديرية بلدية المنصور، رفع النفايات عن الجسر وتنظيفه بانتظام، حماية لهم من مخاطر حوادث السير.

****************

منتسبو صحة البصرة الجدد بلا رواتب منذ 5 شهور

البصرة - طالب نعيم

شكا العديد من المنتسبين الجدد المعيّنين على ملاك وزارة الصحة في محافظة البصرة، ضمن المجموعة الطبية، عدم تسلمهم رواتبهم منذ إطلاق تعييناتهم في نيسان الماضي، مطالبين الجهات ذات العلاقة بصرف رواتبهم عاجلا، شأن أقرانهم في بقية المحافظات.

وفي حديث لـ “طريق الشعب”، قال المنتسب حسين علي، انه وزملاؤه الآخرون مضت على مباشرتهم في وظائفهم خمسة شهور وحتى الآن لم يتسلموا رواتبهم، لافتا إلى أن مشكلة تأخر صرف الرواتب تأتي من دائرة صحة البصرة، التي لم تشرع بذلك في الوقت الذي صرفت فيه دوائر الصحة في محافظات ذي قار وكربلاء والأنبار وغيرها، رواتب منتسبيها الجدد.

وطالب علي وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى، بالتحرك العاجل لصرف رواتب المنتسبين الجدد، وإنهاء معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن.

****************

66 في المائة

من العراقيين بلا خدمات مجاري!

بغداد – وكالات

أعلن الجهاز المركزي للإحصاء، أخيرا، أن نسبة المخدومين بشبكات المجاري في عموم العراق، بلغت 34 في المائة، لافتا إلى أن أكثر من ثلث المياه العادمة تطرح بدون معالجة.

وفي تقرير له حول قطاع المجاري للعام 2020، نشرته وكالات أنباء، أوضح الجهاز التابع لوزارة التخطيط، ان "أعلى نسبة للسكان المخدومين بهذه الشبكات تبلغ 90 في المائة، وهي المناطق المرتبطة بدائرة مجاري بغداد (امانة بغداد). فيما تليها محافظة ميسان بنسبة 72.4 في المائة، ثم محافظة النجف بنسبة 58.6 في المائة"، مضيفا أن أقل المحافظات مخدومية في مجال المجاري، هي نينوى ونسبتها 2.3 في المائة، تسبقها كركوك بنسبة 3.7 في المائة، وقبلها ديالى بنسبة 4.9 في المائة".

وأضاف التقرير الاحصائي، أن "اكثر من ثلث المياه العادمة تطرح بدون معالجة"، مشيراً إلى أن "كمية المياه العادمة المتولدة لدى محطات ووحدات المعالجة تبلغ 3.2 ملايين متر مكعب في اليوم، تتم معالجة 2 مليون متر مكعب منها في اليوم، أي ما يعادل 60.5 في المائة. فقد ادى توقف 14 محطة ووحدة معالجة وعمل 9 منها بصورة جزئية، الى انخفاض هذه النسبة".

وتابع قوله، أنه "لم تتم معالجة اي كمية من المياه العادمة المتولدة لدى محطات المعالجة المركزية التابعة لمحافظة واسط، بسبب عدم وجود كوادر مؤهلة لتشغيل المحطات".

***************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق عضو المحلية فالح العنبكي، وصديق الحزب الشيخ حامد الهزبر، شيخ عموم العنبكية، وذلك بوفاة عمتهما إثر مرض عضال.

للفقيدة  الذكر الطيب ولعائلتها وأهلها في قرية العنبكية الصبر والسلوان.

  • هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، تقدم التعازي والمواساة للرفيق علي عبد الامير بوفاة زوج شقيقته الاستاذ محمد كاظم الزريجي.

الذكر الطيب  دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وسائر معارفه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الاولى، فقيدها الرفيق المناضل جوده عبد جاسم (ابو نضال) من منظمة الحزب في الكاظمية، والذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا.

وكان الفقيد من الرفاق الملتزمين بالأخلاق والمبادئ الشيوعية، وكان مثالاَ للإنسان الطيب ويحب حزبه وشعبه.

 لروحه السلام ولذكراه الخلود، ولأهله ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل، ومعها اللجنة المحلية للحزب في بابل، الرفيق عبد العباس راضي، الذي توفي إثر مرض مفاجئ.

والفقيد من العاملين النشطين في صفوف الحزب.

 له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*****************

الصفحة السابعة

تقارير تؤكد استغلالها من قبل قوى متنفذة وجهات مسلحة

التخطيط : نستعد لمسح عقارات الدولة

بغداد ـ عبد الله لطيف

تعتزم وزارة التخطيط، إجراء مسح شامل لأصول الدولة، بهدف حصر العقارات التي تمتلكها الوزارات والمؤسسات الحكومية، مؤكدة أن ذلك يسهم أيضا في “معالجة أزمة السكن”.

وطبقا لمراقبين، فإن الأصول العقارية “ضائعة بين الوزارات”، كما أن بعض المؤسسات تجهل ما تملك من عقارات “وربما تضلل ذلك لأجل استمرار استغلالها وتجييرها لصالح جهات متنفذة”.

ويرجح المراقبون أن تمارس “ضغوطات” من جهات متضررة لمنع وعرقلة تنفيذ مهمة التخطيط، طالما وقفت في وجه تشريع قوانين لإستعادة استثمار أصول الدولة.

معالجة أزمات

وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في حديث خص به “طريق الشعب”، إنّ “المسح سيشمل كل محافظات العراق، لمعرفة واقع سوق العقارات في البلد”.

وأضاف الهنداوي ان “المسح سيجري بهدف الوقوف على الأسعار، وتفاصيل الأصول الموجودة”، مشددا على أن “قضية بيع الأصول المقرة في موازنة العام الحالي، لا علاقة لها بالمسح”.

ويتابع قائلا: ان “التعامل يكون مع حكومات محلية وجهات رسمية لإجراء هذا المسح، بالتالي لن يتمكن احد من تضليل المعلومات علينا”.

وأوضح أن “المسح سيشمل ثلاثة مستويات، العقارات ذات الأسعار المرتفعة والمتوسطة والدنيا، بهدف الاطلاع على واقع العقارات والاصول الموجودة في العراق”، مشيراً إلى أنه “سيساعدنا في وضع السياسات الخاصة بمعالجة ازمة السكن والقضايا العمرانية”. وأشار إلى أن “الجهاز المركزي للإحصاء ترأس لجنة العمل مع البنك المركزي ‏العراقي والجهات والمؤسسات الاخرى المختصة، لمناقشة أهمية المسح ‏وتحديد المؤشرات التي سيستخرجها من نتائج إحصائية مهمة تخدم ‏صانعي القرار، لكي تبنى القرارات ذات الصلة، بشكل سليم”.‏

وكانت وزارة التخطيط قالت في وقت سابق، إن “قسم الارقام ‏القياسية في الجهاز، باشر إجراء مسح ميداني للأصول العقارية، لغرض ‏توفير معلومات وبيانات كافية عن أسعار جميع العقارات والابنية السكنية”.‏

وبحسب مسؤولين في وزارة التخطيط، فإن المسح سيشمل محافظات البلاد كافة، بضمنها ‏محافظات إقليم كردستان.

وسينفذ السمح تلبيةً لحاجة المؤسسات الحكومية الى معرفة ‏مؤشر العقارات الخاص بالأبنية السكنية.

 أصول عقارية ضائعة

في السياق ذاته، يقول الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي لـ”طريق الشعب”، ان “الأصول العقارية ضائعة بين الوزارات؛ فالوقفان السني والشيعي، لا يمتلكان حصرا لحجم اصولهما”، لافتا إلى ان “وزارة التخطيط هي الجهة القطاعية الأولى المعنية بمعرفة حجم الأصول، فعلى أثرها تتمكن من تصنيفها، استثمارها، واستغلالها، وحتى ايجارها، او مناقلة ملكيته بغرض انجاز مشاريع”.

وأضاف الخبير، أن “الكثير من المشاريع الاستثمارية متوقفة بسبب عدم وجود عقارات ملائمة، من بينها القضايا المتعلقة بأراضي السكن”، مرجعا ذلك الى غياب التخطيط العمراني، الذي يحدد نوع المساحات وملكيتها وقابلية تحويلها”.

ويشير الى ان “جميعها يحتاج الى حصر من جهة واحدة وتصفيته، واخضاعها الى المعلومات الجغرافية، على برامج GIS، لوضع خطط مستقبلية، بهدف استثمار هذه الأصول خصوصا العقارية منها”.

ويؤكد أن “تلك الأصول في حال حصرها وإحصائها، فإن استغلالها يمكن أن يوفر عائدات مالية، تخدم خزينة الدولة لسنوات”، مردفا أن الوزارات لا توفر وربما لا تملك معلومات دقيقة عن أصولها.

ويشكك العلي في تعاطي الوزارات مع هذا الملف “ربما هناك تضليل للتغطية على عدم ادراج هذه الأصول ضمن بيانات وزارة التخطيط، وربما تكون هناك ضغوطات وصعوبات في المستقبل عند التنفيذ او تشريع قوانين لإعادة استثمار هذه الأصول”.

إحصائيات

وبحسب إحصائيات وتقارير صحافية، فإن 60 في المائة من عقارات الدولة، والتي يقدر عددها بـ 300 ألف عقار “مستغلة بدون عقود وخارجة عن الطرق الأصولية، التي نصت عليها القوانين النافذة”.

وتشير تلك التقارير الى انها “مستغلة من قبل أحزاب سياسية نافذة وجماعات مسلحة ومواطنين مرتبطين بتلك الاحزاب”.

وتذكر التقارير أيضا، ان “40 في المائة من هذه العقارات مستغلة وفق عقود أصولية، لكنها بأجور وأسعار أقل بكثير من مستوى أسعار السوق”، موضحة ان “أسعار بيع المتر المربع من هذه الاصول خلال الفترة بين 2006 و2014 تقدر بستة دولارات مع أن سعرها في السوق يقدر بألفي دولار”.

وتحظى غالبية تلك العقارات بمواقع استراتيجية، في بغداد والمحافظات.

وتتركز العقارات “المستولى عليها”، بحسب تلك التقارير في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة وكركوك، مشيرة الى أنها “تم الاستيلاء عليها عن طريق التزوير والتلاعب في السجلات الحكومية والوثائق الصادرة من الجهات الرسمية”.

******************* 

التجارة: لا نستطيع مراقبة 56 الف وكيل.. ونستعد لأطلاق وجبة جديدة

مواطنون يشكون «التلاعب» في سلاتهم الغذائية

بغداد ـ محمد التميمي

تستعد وزارة التجارة لتوزيع وجبة جديدة من السلة الغذائية “خلال أيام”، مؤكدة أنّها تعمل على استكمال مفرداتها في المخازن، بعد أن تجاوزت مشكلة قلة التخصيصات المالية.

ويقول مواطنون انهم لم يتسلموا مفردات السلة الغذائية كاملة، كما أنهم تسلموا رزا بنوعية رديئة، برغم تأكيدات الوزارة توزيعها رزا هندي المنشأ.

وتعقيبا على أحاديث المواطنين، يقول مسؤول وزاري، ان الوزارة لا يمكنها مراقبة 56 ألف وكيل لبيان من تسلم المفردات من عدمه”، داعيا المواطن الى مراقبة ذلك بنفسه.

 السلة الغذائية.. مستمرة

وأكدت وزارة التجارة، مؤخرا، استمرار برنامج السلة الغذائية.

وقال المتحدث باسم الوزارة محمد حنون في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، إن السلة الغذائية “باقية ولم تتوقف والعمل جارٍ لاستكمال مفرداتها في المخازن، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم تسليم مفردات الوجبة الثانية من السلة إلى للمواطنين”.

وأضاف متحدث الوزارة، أن “مشروع السلة الغذائية يستهدف الشرائح الأكثر فقرا في عموم محافظات العراق، سواء في الأقضية والنواحي أو مراكز المدن، ومن ذوي الدخل المنخفض”؛ حيث شرعت الوزارة بالعمل مع احدى شركات القطاع الخاص، التي سيكون دورها التوريد والتجهيز اضافة الى التعاقد. بينما ينحصر دور الوزارة بتجهيز وكلاء المواد الغذائية بتلك المواد. وهي المرة الأولى التي تشترك فيها شركات القطاع الخاص مع الوزارة بتجهيز مفردات البطاقة التموينية.

مفردات جديدة

وأعلن وزير التجارة علاء الجبوري، مؤخرا، استكمال الاستعدادات لتجهيز الوجبة الثانية من مفردات السلة الغذائية بعد وصول كميات كبيرة منها الى مخازن بغداد والمحافظات.

وقال الجبوري، ان وزارته “تسعى لاستقرار عمليات تجهيز مفردات السلة الغذائية، التي بدأ المواطن يتلمس جودتها وكفاءتها ونوعياتها، الامر الذي ينبغي فيه تجاوز كل المشاكل والمعوقات التي حصلت في الوجبة الأولى”.

وأشار إلى أن مخازن الوزارة في بعض المحافظات “بدأت استلام كميات من مادة السكر وزيت الطعام ومعجون الطماطم والبقوليات (العدس والحمص المجروش)”.

تملص من المسؤولية

من جهته، قال محمد مزعل، وهو صاحب وكالة غذائية حكومية، لـ”طريق الشعب” ان المواطنين تسملوا وجبة أولى من السلة الغذائية للشهر السابع”، موضحا ان تلك السلة تضمنت “الرز، الطحين، الزيت، المعجون، حمص، فاصولياء والسكر”.

وشُمل كل مواطن ضمن تلك السلة الشهرية بـ”3 كيلوغرام من الرز، ومن الطحين 9 كيلوغرام. بينما السكر تقلص الى كيلو واحد من 2 كيلوغرام، والزيت 1 لتر، بالإضافة الى الحمص والفاصولياء، لكل نفر نصف كيلوغرام”، وفقا للوكيل مزعل.

وابدى المتحدث استغرابا من توزيع رز اورغواياني المنشأ في مناطق النعيرية وبغداد الجديدة والزعفرانية. وهو ما يبدو مناقضا لتصريحات المسؤولين في وزارة التجارة، الذين صرحوا بتسليم الوكلاء رزا بسمتيا، هندي المنشأ، الامر الذي اثار سخط الكثير من المواطنين.

ويشير الى ان الوزارة جعلت المواطن يضع الوكلاء في خانة التشكيك “دائما ما تتملص من المسؤولية”.  وكان الوزير الجبوري قد صرح خلال مؤتمر صحفي مؤخرا، ان “مخازن وزارة التجارة تستقبل كميات كبيرة من المواد الغذائية ذات النوعية الجيدة من مفردات السلة الغذائية”، واكد ان “الرز البسمتي الهندي هو جزء منها”.

ويبرر حنون تأخر توزيع مادة الرز في الوجبة الاولى “بسبب نقله عبر البحار”، مؤكدا أن “الوزارة أطلقت التجهيز قبل وصوله لأن الوضع كان بحاجة الى تدخل بسبب ارتفاع أسعار الأسواق المحلية، وبالتالي هناك ضغط على الوزارة بأن تطلق الكميات الموجودة من الرز”.

ويؤكد حنون أن مخازن الوزارة استقبلت 33 ألف طن من الرز، اضافة الى وجود 5 آلاف طن من الرز الهندي، و38 ألف طن من الرز الاورغواياني.

سلة ناقصة؟

يقول المواطن صفاء هاشم انه تسلم “سلة غذائية غير كاملة”، مؤكدا انها “اقتصرت على المعجون والحمص والزيت فقط، وشهدت نقص أربع مواد أخرى” بحسب قوله.

وعلّق هاشم في حديثه لـ”طريق الشعب”، على تلك السلة بأنها “لا تلبي تطلعات الناس”، مشيرا الى اعتماد المواطنين من ذوي الدخل المحدود على مفردات تلك السلة الغذائية “لكن يبدو أن التلاعب بقوت الشعب سيبقى مستمرا”. ويدعو متحدث الوزارة محمد حنون “أي مواطن لم يتسلم مستحقاته من السلة الغذائية بإمكانه تقديم شكوى عن طريق دوائر الرقابة التجارية”.   ويقول حنون إن وزارته “لا يمكنها مراقبة 56 ألف وكيل خلال 10 أيام لبيان من تسلم المفردات من عدمه”، لافتا الى أنه “على المواطن أن يكون الرقيب على استحقاقه”. 

وضمن السياق، حمّل المواطن سعد الوائلي، الحكومة مسؤولية ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق، مشيرا الى ان “السلة الغذائية لم تساهم ابدا في تخفيض الأسعار على مستوى السوق”.

وتساءل الوائلي “هل لدى الحكومة خطة اقتصادية من شأنها ان تسهم في تقليل الضغط على المواطن البسيط؟”.

ارتفاع مستمر في الأسعار

ويؤكد حسين نزار، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، ان الأسعار في ارتفاع مستمر، يوما بعد اخر، معللا ذلك بـ”عدم وجود منتج محلي منافس، الى جانب رفع سعر صرف الدولار” في مقابل غياب الرقابة الحكومية.

ويعتقد نزار أن إعادة تشغيل المصانع المتوقفة من شأنها أن تقلل وتحافظ على أسعار المواد والسلع.

**************** 

وقفة اقتصادية

موازنات مالية غير منتجة

 ابراهيم المشهداني

تعبر الموازنات السنوية للدول بالمفهوم الاقتصادي عن مجموعة بيانات تقديرية تفصيلية معتمدة تحتوي على الإيرادات العامة للدولة المتوقع حصولها خلال عام لاحق والنفقات العامة التي يلزم انفاقها خلال نفس العام، فالموازنة بمعنى آخر البرنامج المالي للخطة السنوية المالية المقبلة من أجل تحقيق أهداف محددة في إطار الاستراتيجية العامة للتنمية الاقتصادية للدولة.

ومن الثابت في العراق أن مجموع الموازنات السنوية للفترة من عام 2003 ولعام 2019 بلغت 1261 مليار دولار أي ما يوازي 1512 تريليون دينار عراقي، وأن مجموع أموال الموازنات السنوية خلال فترتي الحكومة التي ترأسها نوري المالكي بلغت 562،3 مليار دولار وأن أقل هذه الموازنات كان 14 مليار دولار في عام 2003 وأعلى موازنة 150 مليار دولار في عام 2014 فما الذي حققته تلك الموازنات الفلكية؟

من بين الأهداف التي ينبغي أن تحققه الموازنات السنوية  تقدير حجم العمالة في سوق العمل وايضا نسبة البطالة فيه، غير أن قراءة المؤشرات  في هذا السوق تشير بلا لبس إلى أن كافة الموازنات سدت الأبواب أمام تهيئة الفرص لتشغيل العاطلين إلا في أضيق الحدود واعتماد الانتقائية في التشغيل مقتصرة على قواعد الاحزاب الحاكمة والفرص التي تتيحها عمليات الفساد الإداري وابقاء مئات الألوف من الخريجين سنويا على الرصيف حتى مهنة  العتالة في سوق الشورجة الذي طالته الازمة الاقتصادية، في وقت يتراجع القطاع الخاص أكثر مما كان لأن الدولة التي صدعت رؤوسنا باقتصاد السوق لم تمكنه من إعادة الحياة بمستوى الفترة التي سبقت مرحلة تغيير النظام.

 اما أهداف التنمية التي شملها التعريف فان مخرجات الموازنات السنوية تشير إلى تدهور في الاقتصاد العراقي بشكل مريع، فالموازنات الرأسمالية في أحسن حالاتها لا تتجاوز 30 في المائة وأن التخصيصات المرصودة ضمن هذه النسبة كانت عرضة للفساد والهدر المالي فان بيانات وزارة التخطيط تشير إلى أن عدد المشاريع غير المنتهية في عام 2021 بلغت 6225 وأنها تحتاج لغرض الإنجاز 126 تريليون لكن تخصيصاتها خفضت في نفس العام إلى 8 تريليونات، كما تؤشر بيانات نفس الوزارة إلى أن 755 مشروعا لم تتجاوز نسبة الانجاز فيها 20 في المائة، زد على ذلك أن عدد المشاريع المتلكئة 359 مشروعا وأن المتوقفة 182 مشروعا وجميعها مدرجة ضمن الخطط الاقتصادية منذ عام 2013 وأن الأموال المنفقة على هذه المشاريع بلغت 94 تريليون دينار وفي مصادر أخرى 100 مليار دولار.

أما في مجال النفقات فكانت النتائج مرعبة حيث بلغت في عموم الموازنات السنوية أكثر من ثلثي المبالغ المقدرة لها وتقدر ب 883 مليار دولار فأين تم انفاقها إذا ما قورنت بمدارس الطين والمستشفيات المتهالكة والطرق التي لا ترتقي إلى مستوى طرق جيبوتي أو الصومال وكيف لا وأن حجم الفساد قد بلغ ضعفي الناتج المحلي الاجمالي ويقدر ب 500 مليار دولار!

  وأبرز الاشكاليات في الموازنات السنوية غياب الحسابات الختامية مع كل موازنة في مخالفة دستورية قاتلة وتؤكد بعض التحليلات أن التأخر في تقديم الحسابات الختامية رغم أنها الأداة الأساسية في تحديد المركز المالي وقياس قدرة الموازنات على تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والمقارنة بين المخطط والمنفذ وحساب الأرباح والخسائر والسيولة النقدية ومشروعية صرف الأموال من قبل الحكومة ومدى انسجامه مع القوانين النافذة وخاصة قانون الإدارة المالية والدين العام يرجع الى تبريرات ساذجة تتعكز على ضعف الوحدات الحسابية في الجهاز الحكومة فإلى متى ؟

إن مراجعة لأية موازنة تعتزم الحكومة إعدادها في العام القادم لابد ان تأخذ في الاعتبار تغيير فلسفتها على أن تكون موازنة برامج وليست بنودا، وأن تتخلص بدون تردد من كافة الأمراض التي صاحبتها ومن أشدها تدميرا الفساد في العقود الحكومية والهدر المالي من خلال المبالغة غير المنطقية في حجم الإنفاق الكلي العام مما يتطلب تنظيف الجهاز الحكومي من الفاسدين والفاشلين واعادة البنية الاقتصادية على أساس واقعي بعيدا عن السفسطة التنظيرية غير المنتجة.

******************

الصفحة الثامنة 

انتخابات المغرب تشهد اندحاراً مدوياً للحزب الحاكم

قيادي في التقدم والاشتراكية: سنشكل فريقاً برلمانياً كفؤاً

الرباط ـ طريق الشعب         

حقق حزب التقدم والاشتراكية في انتخابات المغرب، الاسبوع الماضي، “نتائج غير مسبوقة” بعد ان تمكن من الحصول على 23 مقعداً برلمانياً بفارق 7 مقاعد برلمانية زيادة على ما حصده في انتخابات 2016.

ورافقت النتائج الايجابية التي حققها الحزب تقدماً لقوى اخرى، يؤمل منها ان تقدم اداء مغايرا عن الذي قدم من قبل حزب العدالة والتنمية، الذي مني بهزيمة ثقيلة جداً. ويعتقد الكثير انها جاءت بعد ان اهمل الحزب الحاكم سابقاً الفقراء والمعدمين.

المال السياسي

وقال عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، المصطفى لبريمي، لـ “طريق الشعب”، إن “الانتخابات العامة في المغرب شهدت مناخا عاديا، ولكنها شهدت عدة تصرفات، سبق ان نبهنا اليها”. ‏

وأضاف أن “هذه السلوكيات والتصرفات المثيرة للجدل تمثلت باستعمال المال بصفة قبلية أثناء العملية الانتخابية، وهذا قد يعطل تطور الديمقراطية في البلاد”.‏

وأوضح أنه “لا يمكن للخريطة السياسية المغربية ان تشهد استقراراً في ظل الترحال السياسي”.

‏وتحصل حزب التقدم والاشتراكية على 23 مقعدا كانت نسبة النساء شبه مساوية ‏للرجال. ‏وقال لبريمي في هذا الخصوص: إنه “لا شك ان الحزب يؤمن بالمناصفة بين الرجال والنساء، ويسعى الى تمتع النساء ‏بحقوقهن كاملة”، مبيناً أن “الحزب في هذه الانتخابات قدم عدة كفاءات نسائية بالإضافة الى ‏العديد من المناضلات”.

وتابع أن “هذا الانجاز سوف يمكّن الحزب من ‏تكوين فريق برلماني، قادر على تقديم عمل يلبي طموحات الشعب”.  ‏

وأشار إلى ان “الشعب المغربي عاقب حزب العدالة والتنمية”، مضيفا ان النتيجة التي حصدها هي “لعدم تحقيقه ‏مطالب الفقراء والكادحين والفئات المتوسطة، ولم يكن احد يتصور ان الحزب الذي كان ‏لديه 125 مقعدا تراجع الى 13 مقعدا برلمانيا”. ‏

وفي ما يخص تشكيل الحكومة، أكد القيادي في الحزب، ان التقدم والاشتراكية “سوف يتعامل انطلاقاً من برنامجنا ورؤيتنا للواقع المغربي ‏وسنتعامل مع كل مشروع يسهم في تطوير الواقع المغربي”. ‏

وبيّن أن  ‏حزبه “يعمل على الدخول بقوة في التجربة التشريعية المقبلة، وأن يتحالف مع ‏الأنسب والأصلح”، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الحزب لن يدخل الحكومة بأي ‏ثمن كان”.‏

وأردف قائلاً: ان الحزب “يسير بخطى ثابتة نحو ‏نتائج إيجابية، وأن يد حزبه ممدودة لمختلف الفاعلين من أجل الاشتغال على ‏برنامج واضح، يخدم البلاد وينهض بالتنمية”.‏

نتائج غير مسبوقة

وأصدر حزب التقدم والاشتراكية، بلاغا سجل فيه ملاحظات عديدة عن الانتخابات. فيما قدم التهاني الى جماهيره ونوابه الفائزين.

وتوقف المكتب السياسي للحزب عند “المناخ العام الذي جرى فيه هذا الاستحقاقُ الوطني، وعند الأدوار التي اضطلعت بها السلطات العمومية من أجل إجراء هذه العملية الانتخابية في أجواء سليمة، بِغَضِّ النظر عن خروقاتٍ ناتجة أساساً عن تصرفاتٍ محلية غير قانونية محدودة”.

وقال الحزب في بلاغه الذي تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، إن “تقييم الحزب الاولي للانتخابات ينطلق من تطلعه نحو توطيد البناء الديمقراطي في البلاد”.

واعتبر الحزب، أن “من واجبه التنبيه إلى ظاهرة خطيرة تتجلى في استعمال المال في هذه الانتخابات بدرجة غير مسبوقة، إلى جانب التنويه بالجوانب الإيجابية لهذا المسلسل”.  وعدّ الحزب هذه الظاهرة من “شأنها الإضرار بالمؤسسات المنتخبة ومصداقيتها وبمنسوب الثقة في المُنتخبين من جهة، وبمتانة الأحزاب السياسية نفسها، على مستوى قراراتها وتوجهاتها، من جهة ثانية”.

وعبّر الحزب عن اعتزازه “بالنتائج التاريخية وغير المسبوقة التي حققها حزب التقدم والاشتراكية خلال هذه الاستحقاقات، وخصوصاً بالنسبة للاقتراع التشريعي، حيث ضاعف تمثيليته في مجلس النواب على أساس المناصفة الكاملة بين النساء والرجال”.

وثمّن الحزب “المجهودات الجبارة التي بذلها الطاقم الحزبي المكلف بتدبير هذه الانتخابات، وعلى رأسه الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، لأجل تحقيق هذه النتائج الإيجابية غير المسبوقة”.

وبحسب البلاغ الصادر عن الحزب، فإنه “تناول المرحلة المقبلة المرتبطة بإفراز رئاسات ومكاتب مجالس الجماعات الترابية، وانتخاب أعضاء مجلس المستشارين”، داعياً “كافة منتخبات ومنتخبي الحزب وجميع تنظيماته ومناضلاته ومناضليه إلى مواصلة التعبئة لتحقيق نتائج إيجابية تُكرس المكانة المتصاعدة لحزبنا ضمن المشهد السياسي الوطني”.

********************

الاتحاد التونسي للشغل:

 انتخابات تشريعية مبكرة

تونس ـ وكالات

دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أكبر ‏منظمة نقابية في البلاد، أمس الاول، إلى ضرورة التعلم من الأخطاء ‏والذهاب إلى انتخابات مُبكرة تفضي إلى مؤسسة تشريعية شرعية‎.‎

وقال الطبوبي في تصريح للصحفيين على هامش إشرافه على يوم العلم لسنة ‏‏2021، في مقر الاتحاد ‏الجهوي للشغل بمدينة المنستير بشرق البلاد، إن الوضع العام في تونس “لم يعد يحتمل الانتظار، وهناك ‏أولويات لابد منها لإيجاد مخارج لها، بذكاء سياسي وفي إطار الشرعية‎”.

وأوضح في هذا السياق أن الوضع “استثنائي، ويستدعي الذهاب إلى ‏انتخابات مُبكرة تفضي إلى مؤسسة تشريعية شرعية، يليها نقاش حول ‏النظام السياسي أو استفتاء شعبي في صورة حصول خلاف حوله‎”.

واعتبر أن من الأولويات المؤكدة “الاستحقاقات الخارجية التي تتطلب وجود ‏حكومة”، مؤكدا “أن اتحاد الشغل لم يشترط أي شخص لتولي رئاسة ‏الحكومة للقيام بالإصلاحات المطلوبة وإدخال جملة من التغييرات‎”.

لكنه كشف في المقابل، ما وصفه بـ”استعداد أطراف سياسية لاستقالة ‏ممثليها في البرلمان، لرفع الإحراج عن رئيس الجمهورية في حال أراد حل ‏البرلمان”، مشددا في نفس الوقت على ضرورة “تغيير القانون الانتخابي ‏وإعداد الهيئة المستقلة للانتخابات‎”.

وكانت الأمينة العامة للحزب الدستوري الحر عبير موسي، التي التقت ‏ الجمعة الأمين العام التونسي للشغل، قد أكدت أن جميع نواب حزبها ‏في البرلمان المُجمدة أعماله منذ 25 تموز الماضي (17 نائبا) ‏مستعدون للاستقالة لتسهيل أية آلية دستورية تؤدي إلى حل البرلمان ‏والدعوة لانتخابات مبكرة في الآجال القانونية‎.

ووصف الطبوبي في تصريحاته “الوضع السياسي في البلاد بأنه ‏يتسم بالغموض”، لافتا إلى وجود إجماع على أن “المشهد ‏الذي كان قبل 25 تموز الماضي لن يعود‎”.

وكان الرئيس التونسي أعلن في الخامس والعشرين من تموز ‏الماضي عن جملة من التدابير الاستثنائية، تضمنت تجميد البرلمان، ورفع ‏الحصانة عن جميع نوابه، إلى جانب إقالة رئيس الحكومة هشام ‏المشيشي‎.‎

***************** 

إضراب شامل في جنين

تضامنا مع الأسرى

القدس ـ وكالات

عمّ الإضراب الشامل، أمس الأحد، محافظة جنين في فلسطين، دعما وإسنادا للأسرى في سجون الاحتلال، وأغلقت المحال والمصالح التجارية أبوابها، فيما شُلت حركة المرور نسبيا، وبدت الشوارع شبه خالية.

وقال منسق فصائل العمل الوطني في جنين راغب أبو دياك، إن الإضراب جاء بدعوة من فصائل العمل الوطني والإسلامي في المحافظة، وحركة «فتح»، نصرة وإسنادا للأسرى في سجون الاحتلال ووفاء لهم.

وأضاف أن الإضراب يرسل رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني لن يترك أسراه وحدهم في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل إدارة سجون الاحتلال.

****************

الشيوعي اللبناني: تشكيل حكومة ميقاتي جاء بتدخلات خارجية

بيروت ـ طريق الشعب

قدّم الحزب الشيوعي اللبناني مجموعة ملاحظات بعد تشكيل حكومة ميقاتي، فيما اشار الى انها جاءت بفعل ضغوطات خارجية.  وقال الحزب في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، ان “تشكيل الحكومة جاء بفعل ضغوطات خارجية على وقع تفاهمات دولية وإقليمية، فقدمت الى الشعب اللبناني نسخة مكررة عن سابقاتها‎، لأنها جاءت بعد تقاسم الحصص والفيتوات المتبادلة ‏والتعطيل المتمادي”.

‎ وأكد الحزب، أن ‎”اية حكومة اذا لم تكن من خارج منظومة الانهيار التي اوصلت البلد الى ما هو عليه، هي ‏حكومة فاشلة وغير قادرة على معالجة الازمات المختلفة التي يمر بها الشعب اللبناني، إذ لا يمكن ‏لمن سبّب الأزمة وقام بأكبر عملية نهب للشعب اللبناني، أن يكون هو صاحب الحلّ”‎.‎

وأضاف أن “منطق المحاصصة المعمول به منذ الطائف وحتى اليوم، مع كل ما راكمه من أزمات، ‏يؤكد بأن البلد يمر في أزمة نظام سياسي وليس مسألة حكومة او وزير بالناقص أو بالزائد، ‏وبالتالي تصبح مسألة إسقاط النظام السياسي القائم هي الأساس وليس تجميله أو تعديله”‎.‎

وأِشار إلى أن “الحزب الأكبر في هذه الحكومة هو حزب المصارف ورؤوس الأموال، الحاضر الأكبر ‏باسم تمثيل الطوائف والأحزاب الحاكمة، على اختلاف انتماءاتها، ويؤشّر ذلك إلى المنحى الذي ‏ستأخذه الحكومة عبر تحميل الشعب اللبناني عموماً أكلاف الانهيار لحماية مصالح المليارديريين ‏والمصرفيين وكبار المودعين”‎.‎

وجدد الحزب دعواته  الى “‏استكمال المواجهة من خلال برنامج تغييري نقيض. فالمطلوب اليوم، من كل قوى التغيير ‏التداعي لفرض موازين قوى تستطيع استكمال المواجهة وإسقاط هذا النظام ومنظومته في كافة ‏الاستحقاقات النقابية والقطاعية والبلدية والنيابية المقبلة، كما في التحركات الشعبية في كلّ ‏المناطق اللبنانية‎.”‎

****************** 

في السودان

الاصلاح الاقتصادي يفشل في وقف التدهور المجتمعي

الخرطوم - قرشي عوض

خضع سودان ما بعد الثورة الى وصفة الاصلاح الاقتصادي للمؤسسات المالية     الدولية، وقام بتطبيقها الى الدرجة التي جعلته محل اشادة من جانب مؤسسات التمويل.

فقد اشاد اجتماع مشترك للبنك وصندوق النقد الدوليين بالخطوات التي اتخذها السودان، واوصلته الى النقطة التي تجعله مستحقا تلقي القروض والمنح. واثمرت هذه السياسة انسيابا للتدفقات المالية عليه، والتي يتوقع ان تتجاوز 4 مليارات دولار بنهاية هذا العام، جلها منح ودعومات من صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الافريقي وبريطانيا ودول نادي باريس. الى جانب اطفاء في الديون قد يقلصها من 57 الى 6 مليارات دولار، تتم جدولتها على فترات طويلة.

لكن هذا التمويل السخي ارتبط باشتراطات عديدة، أوفى السودان ببعضها وتراقب تلك المؤسسات تنفيذه ما تبقى، مثل حزمة الدعم الاجتماعي وخفض الفقر. وهي الخطوة التي لم تتقدم فيها حكومة الفترة الانتقالية كثيراً. لانها اعتمدت على مشروع (سلعتي) الذي يتضمن القاء الجمارك على عدد من السلع الاستراتيجية. وبرنامج (ثمرات) لدعم الاسر الفقيرة الى جانب التعاون. ويشتكي ناشطون في الولايات، خاصة التي تتجدد فيها النزاعات مثل اقليم دارفور، من ان فقراءها لم يحظوا بدعومات الا مرة واحدة طوال حكم السلطة الحالية.

وتكمن خطورة هذا التوجه في كون برنامج التحول الديمقراطي وتثبيت دعائم السلام كبرنامج يراهن عليه المجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار، يعتمد بشكل اساسي على برنامج الاصلاح الاقتصادي، في بلد ترتبط فيه اسباب النزاع بغياب التنمية ويشكو من الفقر المزمن وتوريثه.

واعتبر مشاركون في الملتقى الذي اقامته منظمة شركاء التنمية بالخرطوم نهاية الشهر الماضي، ان الحكومة بلا برنامج ولا حتى رؤية اجتماعية. وان برنامج (ثمرات) الممول من الخارج باكثر من 800 مليون دولار، لا يسهم بأية حال في تخفيف حدة معاناة جماهير الفقراء، الناجمة عن رفع الدعم وتوحيد سعر الصرف للعملات الاجنبية. كما ان تطبيقه يعتمد على الاوراق الثبوتية مثل الرقم الوطني، وهي ثقافة ليست شائعة في الاوساط الشعبية، وتحتاج الى جهد من قبل ادارة السجل المدني في وقت تتقاعس فيه الشرطة عن حسم الانفلاتات الامنية داخل المدن وبضمنها الخرطوم التي شهدت  اضطرابات كبيرة الاسبوع الماضي بمنطقة سوبا.

وتقل الاوتاد في ظل تكاثر الزعازع، فالسودان فيه الان اكثر من ثمانية جيوش هي قوات الحركات التي كانت ترفع السلاح في وجه الحكومة. الى جانب الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، وانتشار السلاح بسبب الحرب الاهلية التي توقفت على المستوى الرسمي، وتواصلت على الصعيد الشعبي.

تقول الحكومة انها بصدد اصلاح الضرائب وزيادة دخلها من الانتاج المباشر هذا العام، حيث استطاعت ان تزرع كل المحاصيل الصيفية بما فيها مليون فدان من القطن، مما يشكل تقدما كبيرا بالمقارنة مع الاعوام الماضية. ولكن تقابلها مشاكل التخزين والتصدير.  فالصادرات السوادنية ما زالت غير مطابقة للمواصفات العالمية، لهذا يرجع بعض بواخر الصادرات الى مرافي ميناء بورتسودان، بعد ان يتم رفضها في السوق العالمية.

 وتعول الحكومة على هذه الخطوات بحسب تصريح لرئيسها أخيرا، في بلد تتجاوز العطالة فيه 60 بالمائة، ما يعني ان اكثر من نصف المجتمع السوداني عاطل عن العمل.

في المقابل تعجز الدولة عن حشد مواردها الذاتية، فهي بلا قانون للضرائب، وبعض القوانين تمنع ملاحقة المؤسسات الحكومية قضائياً، وبضمنها مؤسسات كبيرة لا تدفع الضرائب وتفلت من العقوبة. وينظر  بعض النخب الموالية للسلطة الي موضوع تعبئة الموارد الذاتية بعين السخرية، ويركز على الدعم الدولي. مع ان موارد البلاد تغني عن هذا الدعم، المشروط باثمان سياسية باهظة.

****************** 

الصفحة التاسعة

حول مشروع برنامج الحزب:

صياغات شاملة مركزة ومبسطة

عبد اللطيف السعدي

1) جاءت ديباجة مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي، المعروضة للنقاش والحوار الواسعين، في مسيرة الصعود نحو المؤتمر الحادي عشر للحزب، مركزة وشاملة، واضحةً في تحديد سمات وطابع الحزب من النواحي الفكرية والطبقية - الاجتماعية، والسياسية، كما في الإفصاح عن توجهات ومفاصل العمل والنشاط التغييريين، وبمنهج جدليّ تترابط في حلقات العمل النضالي. وجاء ذلك مستوعباً جميع مفاصل وحقول العمل والكفاح، بالاستناد إلى واقع التطورات منذ عام 2003، وما أفرزته من حقائق وحاجات اجتماعية، أفرزت حركة جماهيرية تمثلت بهبّات وانتفاضات في مرحلتيها بين عاميّ 2011 و2019 وحتى اليوم. (وهنا أشير فقط من باب تأكيد صدق الحزب، مع تشخيص كل مكونات المجتمع، إلى ضرورة إضافة مكونين هامين من موزاييك شعبنا، وهما مكونا الجرجر والكاكائيين). 

أرى أن ديباجة مشروع البرنامج، جاءت كاملة، شاملة وافية، وطرحت مضامينه باسلوب مبسط، يتوجه لأوسع الجماهير المعنية بتحقيق ما ورد فيه من حاجات ومتطلبات ومطالب يومية أفرزتها التطورات، وعبرت عنها حركة الجماهير في تظاهراتها ومسيرة هبّاتها. وتلمست في المضامين، الصدق وروح الجدية في تحقيق الاقتراب والمقاربة مع تلك الحاجات. وكان جلياً الترابط الجدلي بين الداخلي – الذاتي، والخارجي – الموضوعي، بين الخاص والعام، بين متطلبات الأوضاع داخل البلاد، وامتدادات الفعل والتأثر والتأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

2) وثم تأتي مفاصل وأبواب البرنامج مترابطة، محكمة في تناسق مضامينها الواقعية. وهي تتواصل مع مبدأ التركيز والتحديد الملموس لكل مفصل من مفاصل حياة شعبنا، على اساس ما تم تحديده في المقدمة، الديباجة، في تحديد طابع الحزب ودوره الثوري - التغييري، وسماته الفكرية – السياسية، والثقافية، مبتعداً في ذلك عن نهج الضيق الايديولوجي. ولهذا فإن البرنامج عالج ومسّ خلقات بل وتفصيلات في التعبير عن هموم أوسع الجماهير الشعبية، وموجبات إدارة الحياة لبلادنا على أسس علمية منهجية، وبمنطلقات ديمقراطية حية. وابتعد الحزب في مشروع برنامجه عن الصياغات اللغوية والتخريجات الأيديولوجية الجامدة، كما كان يحصل في فترات سابقة. 

لوحظ ذلك بدءاً من باب بناء الدولة والنظام السياسي، منتقلاً إلى السياسة الاقتصادية والاجتماعية، وكل مفرداتها وموجباتها وبترابط جدلي حيّ. ومروراً بعد ذلك باستيعاب كل قطاعات العمل والحياة، انتهاءً بحقوق الطبقات والفئات الاجتماعية، المبنية على اسس التحليل الطبقي الملموس، على أساس  واقع عراقي ملموس.

3) وثم جاءت خاتمة مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي المطروح للنقاش، تهيأة للمؤتمر الوطني الحادي عشر. ومرة أخرى وبشكل منهجي جدلي مركز، اكد الحزب طابعه الحركي المادي الديالكتيكي، في تحديد مهام وميادين العمل والنشاط للمستقبل بلا افتعالات أو ادعاءات؛ إذ يطرح في بداية الخاتمة أن “حزبنا الشيوعي العراقي إذ يطرح برنامجه هذا، الذي انطلق في وضعه من الواقع الموضوعي لبلادنا، ومن مرحلة تطورها الراهنة (الوطنية الديمقراطية – الكاتب)، وآفاقها، يؤكد في الوقت نفسه خياره الاشتراكي، لبناء المجتمع في المستقبل”.

ثم يحدد الحزب وبأسلوب مبسط، عميق، مفهومه للاشتراكية ومعانيها وعلاقتها الجوهرية بالنضال والتطور الديمقراطي. ولم يفت معدي المسودة البرنامجية، لفت الانتباه إلى مبدأ الاستفادة من دروس التجارب الاشتراكية السابقة، طبعا بسلبياتها، وهي كثيرة، وبإيجابياتها أيضاً. وبالاستناد إلى “الخصوصية الوطنية، والثقافية وبكونها عملية نضالية طويلة الأمد”. وهنا يشير مشروع البرنامج، إلى حلقات هامة في النضال من أجل الاشتراكية، وهي تحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية السياسية والاجتماعية، والتوزيع العادل وفق مبدأ “من كل حسب طاقته، ولكلٍ حسب عمله”.

وأختم قراءتي هذه، بالتأكيد مجدداً على حقيقة وجوهر اساسي في العمل والنشاط الثوريين وهي أن كل وأجمل وأدق البرامج تبقى حبيسة الأوراق التي كتبت عليها، إن لم ترتبط بأدوات وتنظيم حي جدلي متطور، إن لم تمر عبر أدوات تنظيمية متجددة تتناسب وحركة الواقع، فاعلة بأدواتها وأساليب وسبل عملها ونشاطها. واستند في ذلك إلى مبدأ، بل الى قانون يحدد في بناء الحزب ونشاطه: مستوى من الوعي، في المجتمع يستلزم مستوى وشكلاً للتنظيم، ليفضي إلى نشاط فاعل ومتجدد ومؤثر في الواقع وفي تحديد مساراته نحو التغيير الحقيقي ...!!!.

************

مقترحات حول البرنامج

محمد الربيعي

البرنامج واسع ويمثل امتداد لافكار الحزب التي تضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار، ويتمسك بالقيم التقدمية وقيم المساواة والعدالة الاجتماعية، ويتكيف مع التطورات الجديدة، ويتعامل معها بنضج مع انه يبدو لي متقتضبا وعاما يفتقر للمبادرات والمشاريع والنهج والامثلة في كثير من المواقع. 

يمكن للبرنامج الاستفادة والاستزادة من المواضيع التالية:

1 - تضمين تداعيات ازمة انتشار كوفيد 19 على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

2 - تقييم النهج السياسي للحكومة الحالية واسباب ازمتها السياسية وعدم قدرتها على معالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وتلك التي يؤكد عليها البرنامج في عدد كبير من النقاط.

3 - ما هي الوسائل التي يسعى الحزب من خلالها تحقيق التغيير والاصلاح على صعيد الدولة والمجتمع وقطاعات الاقتصاد المختلفة؟

4 - ضرورة التأكيد على مبادرات ومشاريع الحزب التي تهدف الى دعم قضايا ومطالب الشعب العادلة؟

5 - تحليل الاوضاع الحالية يستدعي استخلاص عدة دروس مهمة لابد ان تشكل مصدر الهام للبرنامج.

6 - الاهمية الكبرى والاسبقية يجب ان تكون لقطاع التربية والتعليم والصحة والقضايا البيئية (التي اهملها البرنامج).

7 - من المستحسن تضمين البرنامج لمشاريع يسعى الحزب لتحقيقها بما فيها طرق محاربة الفساد والرشوة وتحسين دخل الفئات الفقيرة وانظمة الحماية الاقتصادية للعاطلين عن العمل والحماية الاجتماعية للاطفال والنساء.

8 - التأكيد على اهمية بناء وتأهيل المستشفيات الحكومية وصياغة سياسة دوائية هدفها ضمان حصول ذوي الدخل المحدود على الادوية مجانا.

9 - التأكيد على اهمية ارساء تعليم جامعي على اسس النزاهة والمساواة واحترام مبادئ التكافؤ والشفافية ووضع نظام تحفيزي للبحث العلمي والابتكار ليكون في صلب الجامعة وخدمة المجتمع، ووضع ميزانية ملائمة خاصة بالبحث العلمي. بالاضافة الى توسيع الجامعات الحكومية وتجهيزها بمختبرات حديثة وتطوير المناهج بما يتناسب واحتياجات المجتمع والسوق، والارتقاء بالمدارس الحكومية واعادة الاعتبار لها وتوفير الموارد الضرورية للرقي بها الى المستوى المطلوب.

10 - بعض القضايا الاخرى التي ارى ضرورة معالجتها في البرنامج بصورة واضحة: ايلاء اهمية بالغة للجودة، الثقافة والتراث والاثار، اهمية الرياضة في المدارس حيث يتم اهمالها حاليا في معظم المدارس، حقوق الشيخوخة، الاهتمام بتدريس العلوم  واللغات (العربية والكردية والانكليزية)، التحلي بالقدوة المهنية والاخلاقية، احترام حرية التفكير والتعبير والابداع.

هذه مقترحات اقدمها لاغناء البرنامج والنقاش حوله ارجو ان تكون محل اهتمامكم ولكم جزيل الشكر والتقدير.

*************

مقترحات بشأن برنامج الحزب للمؤتمر الوطني الحادي عشر

عادل عبد الزهرة شبيب

1) اقترح الابقاء على شعار الحزب للمؤتمر الوطني العاشر: ((التغيير.. دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية)), اذ لم يحصل التغيير بعد، ولم تتحقق الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، ولم تتحقق العدالة الاجتماعية, فمضمون الشعار ما زال قائما، نسعى الى تطبيقه على ارض الواقع.

2) اقترح اضافة الى المقدمة بعد عبارة ((... ويناهض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وكل اشكال الكبت والعسف والقهر ..))، اضافة (والطائفية) بعد والقهر.

3) ضمن محور (سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية) فقرة (1) اقترح اضافة عبارة (وبعيدة المدى) بعد ((وقصيرة الأجل)).

4) في محور سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية الفقرة 6  أقترح اضافة الى نهاية الفقرة (ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة المختلفة وبكافة اشكاله مكافحة جذرية).

5) وضمن نفس المحور (سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية) فقرة (10) اقترح اضافة فقرة برقم (و) تتمثل بـ (تطبيق المادة 111 من الدستور العراقي النافذ باعتبار النفط والغاز ملك الشعب العراقي).

6) وضمن نفس المحور (سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية) ايضا الفقرة ( 10 / د ) اقترح اضافة عبارة الى نهاية الفقرة (والطلب من الوزارات بناء المجمعات السكانية لموظفيها وبأسعار مناسبة وبالتقسيط المريح).

7) وفي نفس المحور اعلاه الفقرة (10/ هاء) اقترح اضافة عبارة الى نهاية الفقرة (هاء): (وعدم فرض ضريبة الدخل على رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين وذلك استنادا الى  قانون ضريبة الدخل رقم (113) لسنة 1982 النافذ المادة (7) الفقرة (6) من القانون.

8) وفي حقل (الضمانات الاجتماعية): اقترح اضافة فقرة جديدة برقم (10) وهي: ((تطبيق شعار لا متسول ولا فقير في العراق الغني بثرواته بعد اليوم)).

9) وفي حقل (المديونية الخارجية ..), اقترح اضافة فقرة برقم (4) : ((ينبغي ان تكون القروض آخر الحلول, والعمل على تنويع مصادر الدخل القومي وضبط الموارد المالية المتأتية من المنافذ الحدودية والموانيء والمطارات وتفعيل التعرفة الجمركية وتفعيل الصناعة والزراعة والسياحة والتعدين وقلع الفساد من جذوره اينما وجد، والتي يمكن ان تدر اموالا الى خزينة الدولة والاستغناء عن الاقتراض الداخلي والخارجي)).

10) وفي محور (القطاع  النفطي والاستخراجي): اقترح اضافة فقرة تتعلق بالغاز ((عدم حرق الغاز الطبيعي وهدره واستيراد البديل والعمل على استثماره في خدمة الاقتصاد العراقي)).

**********

مسودة برنامج الشيوعيين

خطة وطنية لتعمير الوطن وإسعاد الشعب

نجم خطاوي

هو ليس ببرنامج حزبي سياسي عابر، بل هو بحق وإنصاف، خطة وطنية لتعمير الوطن ولإسعاد ورفاهية الشعب. هذا هو الانطباع الذي تراءى لي وأنا أتصفح فصول برنامج الحزب الشيوعي العراقي/ المسودة المقرر تقديمها إلى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والمزمع عقده خلال هذا العام 2021.

وإذ يتيح الحزب الشيوعي العراقي وثائقه وبرامجه للنقاش العلني الشعبي وعبر جميع وسائل الإعلام وقبل اقرارها وتبنيها في مؤتمره الوطني، فهو يؤسس بحق لثقافة الشفافية والوضوح واحترام العقل الجمعي للشعب.

 مسودة البرنامج الحالية هي الوثيقة الثانية التي ينشرها الحزب للنقاش العلني، بعد الوثيقة الأولى التي لا تقل أهمية عن هذه الوثيقة والتي تضمنت مسودة النظام الداخلي للحزب، والتي حظيت بمناقشات مستفيضة وسط منظمات الحزب وهيئاته، وأيضا من قبل المهتمين بالشأن السياسي العراقي، وقد نشرت صحيفة طريق الشعب ومواقع الحزب الاعلامية الاخرى العديد من الحوارات والنقاشات حولها.

ومن الممكن أن تشهد الفترة القادمة تقديم الحزب الشيوعي العراقي لوثيقة تقريره السياسي المقدم لاجتماع المؤتمر القادم للحزب.

وإذا كان البرنامج الحالي لا يبتعد كثيراً عن مضامين وفصول برنامج الحزب الذي أقره مؤتمر الحزب العاشر عام 2016، فأن من أسباب ذلك أن البرامج تغطي في العادة مرحلة زمنية طويلة نسبياً، وترتبط بالأحداث والتغييرات التي تصاحب أزمان تطبيقها.

 والمتتبع للأحداث العراقية يراها قد راوحت طويلا ضمن أطر وخناق منظومة المحاصصة والفساد وخراب الهوية الوطنية. ورغم الملاحظة هذه فأن العديد من صفحات وفصول البرنامج قد توقفت بدقة وتفصيل وعناية وفهم واقعي، عند الكثير من الهموم والتطلعات والآمال الوطنية، راسمة سبل وطرق النهوض الوطني من كبوات التخلف والمعاناة الشعبية التي طالت الجميع.

هذا البرنامج سيكون مرشداً لعمل ونشاط منظمات الحزب ورفاقه، وهو أيضاً في نفس الشأن خطة عمل عملية صيغت  بجهود حثيثة وتجارب نضالية ودراسة مستفيضة لواقع الشعب ومعاناة الناس.

 وضمن هذا السياق كان من الممكن لهذه الوثيقة التوضيح أكثر في هذا الشأن، وهل أنها وثيقة تخص الشيوعيين والقريبين منهم من اجل تجسيدها خلال عملهم النضالي اليومي وأيضاً من خلال توليهم للمسؤوليات في الوظائف العامة الحكومية والمدنية، أم أنها موجهة للمعنيين في الدولة والحكومة للإستفادة من فصولها عند صياغة البرامج والخطط الوطنية.

الوضوح في خيار الحزب في اختيار الاشتراكية لبناء المجتمع مستقبلاً، يبقى أمراً مهما التأكيد عليه، وقد أصابت الوثيقة في اعتباره طريقاً خاصاً ببلادنا، ومن أجل التمييز عن فكرة استنساخ التجارب الأخرى، ليس لعدم جدوى وأهمية هذه التجارب الزاخرة بالدروس، بل لأن ظروف بلدنا والتشابكات المعقدة التي أحاطت بواقعنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والتأثير المتعاظم للمحيط الاقليمي والدولي، قد تفعل فعلها في رسم ملامح مستقبل بلادنا وبناء الاشتراكية فيها..

في ديباجة البرنامج اشارة صريحة صائبة لاسترشاد الحزب بالفكر الماركسي وبدروس التجارب الاشتراكية والتراث الاشتراكي عامة، وكان من الممكن استكمال الجملة مباشرة مع جملة (ويستوحي كل ما هو تقدمي في إرث حضارة وادي الرافدين، والحضارة العربية الإسلامية) وإلى نهاية الجملة، وإبدال  كلمة (كذلك) بالواو. كلمة وكذلك توحي بالمعنى الأقل في الصياغة.

في جملة (ويرى الحزب في الفيدرالية، أي نظام الحكم الاتحادي، شكل الحكم المناسب للعراق، ويدعو إلى توطيدها في ٌاقليم كوردستان) والخ الجملة...الجملة غير واضحة وتعني أن الفدرالية هي نظام الحكم الاتحادي، وأظن أن المقصود هي الفدرالية ضمن نظام الحكم الاتحادي الفدرالي.

عند الاشارة في الديباجة لاهتمام الحزب بالشبيبة، سيكون من المناسب التأكيد على ضمان حق الخريجين الشباب للحصول على فرص عمل، وضمانهم اجتماعيا في مؤسسات تأهيلية تعني بالعاطلين عن العمل.

فقرة (وينحاز الحزب إلى عالم العمل وقيمه) والخ الجملة، يفترض تقديمها في الديباجة، وأن تكون بعد فقرة (ويعمل، في الوقت نفسه، على صيانة وحدة نضال الشعب العراقي) الخ الجملة..لأهمية قضية العمال والعمل.

كلمة(قلة متضائلة)غير مناسبة لوصف تكريس وتعميق الفوارق على صعيد الثروة والدخل، ومن الممكن استبدالها (قلة محدودة) أو (قلة صغيرة)، خصوصاً وأن هذه القلة لا تتضاءل بل تزيد في كل يوم..

 الفقرة 5 من فصل بناء الدولة والنظام السياسي، أقترح تغييرها لتكون كالتالي :

أن يكون السلاح حصراً عند الدولة ومؤسساتها الشرعية، ونزعه من الفصائل والجهات، وكل المجموعات الأخرى الخارجة عن القانون...

من المهم الاشارة في فصل القطاعات الاقتصادية/ القطاع النفطي، الى أهمية الاسراع بتشريع قانون النفط والغاز، وحل الخلافات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان..

وفي فصل الطاقة والكهرباء يبقى من الأهمية الإشارة الى انتهاج سياسة تجسيد استخدام الطاقة البديلة الضامنة للبيئة وإشاعة استخدام الطاقة الشمسية البديلة وغيرها.

في فصل قطاع السياحة يمكن الاشارة الى اهمية تشجيع السياحة الوطنية الداخلية، وتطوير الأماكن السياحية الطبيعية وخصوصا في مناطق الأهوار وفي جبال ومنتجعات اقليم كوردستان.

في الفصل الخاص بالمرأة تجدر الاشارة الى أهمية العمل والجهد من أجل الضغط والإسراع لتشريع قانون مكافحة العنف الأسري.

وفي مجال الشباب والثقافة يفترض الاشارة بوضوح الى أهمية اهتمام الدولة ببناء مرافق ثقافية ومنتديات للشباب، وخصوصاً المسارح والمكتبات العامة ودور الفنون التشكيلية والموسيقى.

في مجال الصحة سيكون من المفيد الاشارة الى أهمية انشاء مراكز صحية متخصصة بمعالجة مرضى الحروب والعنف، وأماكن متخصصة بمعالجة الأمراض النفسية وإدمان المخدرات، والعناية بالمتضررين من العنف وجرائم داعش.

في فصل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، أقترح اضافة الفقرة التالية :

إبلاء اهتمام خاص بالأنصار الشيوعيين الذين قاتلوا النظام الديكتاتوري، والعمل على الاعتراف بمشروعية نضالهم، وتوفير سبل  الاهتمام بالشهداء والجرحى والمغيبين منهم، وتوفير سبل ضمان حمايتهم..

في فصل حقوق القوميات أرى من المهم الاشارة الى الكورد الفيلية والغبن والضيم الذي لحقهم جراء سياسة التهجير المعروفة، والدعوة لاحترام حقوقهم في الحصول على الوثائق العراقية وتخفيف معاناتهم في هذا الجانب.

في مجال العلاقات الخارجية، أرى من الصحيح التأكيد على أهمية توثيق الشيوعيين العراقيين علاقاتهم مع رفاقهم في الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية ودول الجوار، سوية مع دوام العلاقة بكل الفصائل والقوى اليسارية والوطنية والمدنية.

في الفقرة 6 الخاصة بفلسطين في فصل العلاقات الخارجية، أرى ضرورة اضافة كلمة الشرقية الى جملة (على أرض وطنه وعاصمتها القدس)، لكي تصبح هكذا :

على أرض وطنه وعاصمتها القدس الشرقية.

**************

الصفحة العاشرة 

التجربة الصينية .. تعايش الذئب مع الحملان !

د.صالح ياسر

ما جري ويجري في الصين، منذ اربعة عقود ونيف (وتحديدا منذ 1978)، أثار وما زال يثير العديد من المشكلات المنهجية والفكرية الناجمة عن التحديد الدقيق والملموس لخصائص الظواهر والعمليات الجارية هناك، وتُفتح سجالات لا ينتهي أوارها، وتقدّم مقاربات مختلفة لفهم العديد من الظواهر والعمليات الاقتصادية والتحولات في البنية الاجتماعية ووجهتها في الصين، التي تستعصي على التحليل التخطيطي، تبدو وكأنها حلقة من التناقضات. انه بلد يقوده الحزب الشيوعي، ذو قطاع عام هو السائد، ولكنه ذو اقتصاد يقوم الى حد كبير على مبادئ السوق التنافسية بكل ما يترتب على هذه المبادئ من عدم تكافؤ واضطراب وتفاوت واستقطاب مجتمعي.

لذا فإن فهم الصين.. طبيعة نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهن، وآفاقه المسقبلية، يشكل واحدا من أكبر التحديات النظرية والتطبيقية التي تواجه الباحثين على مختلف توجهاتهم الفكرية ومرجعياتهم النظرية في العالم اليوم. والأسباب واضحة، فالصين في الوقت الراهن، يبلغ عدد سكانها 1.4005 مليار نسمة (نهاية عام 2019)، و يعيش فيها ربع الطبقة العاملة في العالم، وحيث يجري أكبر نمو في الصادرات، وفي الناتج المحلي الإجمالي (بلغ حجم الناتج المذكور 14,140  تريليون دولار في سنة 2019 حسب تقديرات صندوق النقد الدولي)، وطاقة تصنيعية توشك على تجاوز مثيلتها في الولايات المتحدة، اضافة الى ان الصين تملك اعلى نسبة ادخار في العالم حيث بلغت مدخراتها حوالي 5 تريليون دولار امريكي (5000 مليار دولار).

وجدير بالذكر أنه في ظل تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر فى العالم خلال الفترة الأخيرة، فقد وصل حجم الاستثمار الصيني المباشر في الخارج إلى 123.12 مليار دولار أمريكي في عام 2014، بزيادة 14.2 في المائة على أساس سنوي، مسجلا رقما قياسيا جديدا، ومحتلا المرتبة الثالثة في العالم لثلاث سنوات متتالية. كما دخلت الصين و للمرة الأولى صفوف أعلى عشر دول فى العالم من حيث حجم الاستثمار المباشر المتراكم فى الخارج. هذا مع العلم ان تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الصين بالأشهر الثمانية الأولى من عام 2013 قد بلغ (278.3) مليار دولار، مسجلة انخفاضاً بنسبة 1.8 بالمئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2012.

وشهدت الصين متوسط نمو سنوي بنسبة 9.9% منذ سنة 2000. لكن تباطأ النمو تدريجيا في السنوات الاخيرة من 10.4 في المائة في 2010 الى 7.7 في المائة في 2013، إلى 7.7 في المائة في 2016  . وبالمقابل فقد تراجع الاقتصاد الصيني في الربع الأول من عام 2019، حيث سجلت صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، نموا لا يتعدى 6,3 في المائة في الفترة من يناير/كانون الثاني حتى آذار 2019 (عام ظهور جائحة كورونا)، وذلك حسب ما أظهر استطلاع أجرته وكالة فرانس برس لدى عدد من المحللين. وهو أبطأ معدل للنمو منذ عام 1990، ما أذكى مخاوف بأن ركود الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يطيل أمد الضعف في الاقتصاد العالمي.

لقد شكل تحول الصين وصعودها الاقتصادي ظاهرة محورية خلال العقود الاربعة الأخيرة.  ومن المؤكد أن “الظاهرة الصينية” ليست بظاهرة عادية لأن حجمها وأبعادها وانعكاساتها، تمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد العالمي، وفي المقدمة منه المراكز الاقتصادية الرأسمالية الثلاثة: الولايات المتحدة واليابان وأوروبا التي تعد اكبر الاقتصادات في العالم. وتواجه الولايات المتحدة بوصفها شريك الصين الأول، صعود الصين الصناعي والتجاري باعتباره تحدياً ليس اقتصاديا صرفا بل استراتيجياً للولايات المتحدة وهيمنتها على نظام العولمة الرأسمالي الجديد، ذلك لأن الزخم الفائق الذي يتصف به نموها الاقتصادي وتطورها الصناعي، وتجددها التكنولوجي يمكن أن يؤدي إلى تحول القوة الأولى من حيث عدد السكان إلى قوة عظمى اقتصادية، تتحدى الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي في الأفق الزمني المنظور.

في مواجهة التحديات التنموية والسياسية أعلنت الصين تبنيها “اقتصاد السوق الاشتراكي” وكان هذا، بحسب العديد من الباحثين، “اجتهاداً فكرياً” وتطبيقاً عملياً للربط بين الاشتراكية والسوق لا سابق له باستثناء ما طرحته المدرسة البولونية في ستينات القرن العشرين بزعامة المفكر الاقتصادي المعروف الراحل أوسكار لانكَه (Oscar Lange). ولم يكتف مهندسو هذا التحول بإقرار منهج ونظام اقتصادي جديدين يقومان على الربط بين الاشتراكية والسوق وعملياً إدخال السوق الى الصين، وإنما ادخلوا الاستثمار الأجنبي الخاص أو المشترك أو نظام السوق وآلياته في مناطق الصين الشرقية والجنوبية، وحولوها الى “اقتصاد رأسمالي متطور”  قائم على نظام السوق، وقد باشروا وانطلقوا في تطبيق برنامج الاستثمار والتنمية والتحويل الاقتصادي الى السوق ليغطي شمال الصين وغربها.

وبحسب “ابو الاصلاحات” في الصين دينغ سياو- بينغ Deng Xiaoping (1904 – 1997)، كانت النقطة المحورية في الانتقال الى “اقتصاد السوق” هي خلق مناطق صناعية خاصة وموجهة نحو التصدير، واعتبار هذه المناطق بمثابة “فئران تجارب” يتم فيها تجريب جرعات مختلفة من عمليات الانتقال الى “اقتصاد السوق” وآلياته، بما يسمح للسلطات في الصين عزل تأثيرات الاتصال بالممارسات السوقية عن بقية اجزاء الاقتصاد والمجتمع. 

يصف قادة الصين اقتصادهم بأنه “اقتصاد سوق اشتراكي” ويعلنون أنهم يقيمون نظاماً يستند على اقتصاد السوق ودولة الحزب الشيوعي “في آن واحد” . فما يزال الاقتصاد الصيني محكوماً بجزء كبير، وان متناقص، بنظام الملكية العامة لوسائل الإنتاج الذي ارتبط به نظام الصين السياسي بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. كما أن هذا النظام تجنب ورفض أي تحول سياسي يغير من طبيعة الدولة والسلطة السياسية عموما، وهذا ما يميزه عن التحول الذي حدث في الاتحاد السوفيتي السابق والبلدان الأخرى التي انتقلت من الاشتراكية الى الرأسمالية ضمن مسار معقد ونتائج كارثية.

ويرى بعض المفكرين ان نظرية وتطبيق “اقتصاد السوق الاشتراكي” تتخطى أساسأ حدود الرأسمالية، جامعة بين تفوق النظام الاقتصادي الاساسي للاشتراكية ومزايا “اقتصاد السوق”. اي ان النظام الاقتصادي الاساسي للاشتراكية يضمن العدالة في المجتمع بينما يؤكد السوق الكفاءة الاقتصادية. وبحسب هؤلاء فان “اقتصاد السوق في ظل اقتصاد السوق الاشتراكي يشبه حصانا روّض وربي جيدا يمكن للشعب ان يمسك بأعنته ويعمل وفقا للقيم  الاشتراكية” (1).

وخلال هذه الفترة (1982) اطلقت الاطروحة الجديدة التي سمیت بـ “اقتصاد الطیر في القفص” وهي تعبير عن فلسفة إصلاحیة حذرة مؤداها: انه یمكن السماح للطیر (دلالة على السلعة أو الخدمة) بالطيران بحریة ولكن في إطار ووجود القفص”الذي یتمثل بالسلطات التخطیطیة المركزية”، أي امكانية الجمع بين السوق والتخطيط المركزي (2).

الهوامش:

1.انظر: جنهاي يانغ، “الأهمية التاريخية للجمع بين الاشتراكية واقتصاد السوق”. في: الصـــــــــين: الاشتراكية، “الرأسمالية، السوق. ما هي الآن؟ والى أين تتجه؟” (مجموعة مقالات)، ترجمة عزيز سباهي (بغداد: منشورات الثقافة الجديدة، 2013)، ص 9.

2.لمزيد من التفاصيل قارن: یوریس رومر، “آسیا الوسطى في مرحلة التحول .. مأزق التنمیة السیاسیة والاقتصادیة”، الحلقة الأخيرة، مجلة البيان، العدد الرابع، الامارات العربية المتحدة، 2005، ص 6-7.

خطوط  تطور الفلسفة في الأندلس

آلان كرد

يعيد بعض المؤرخين ودارسي التراث سبب قلة الفلاسفة في الأندلس إلى بعدها عن مركز الحضارة والفلسفة العربية الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى إلى سيادة التيارات المحافظة وهيمنتها. ويصح هذا القول من جهة كثرة الفلاسفة في الشرق وقلتهم في الأندلس، ولكن الفلسفة عاشت في الأندلس بطرق أخرى هرباً من قمع التيارات المحافظة، ولعل أبرز ميادينها هو: الشعر والأمثال الشعبية وغير ذلك، بالإضافة إلى ظهور بعض الفلاسفة والأعمال الفكرية الجيدة.

ابن طفيل وقصة حي بن يقظان

نشأ ابن طفيل في بلدة وادي آش، ودرس الطب في غرناطة، وبرع في علم الفلك والرياضيات والشعر والفلسفة، وأصبح وزيراً في دولة الموحدين. وليس في كتب التاريخ وأقوال المؤرخين إلا القليل عن حياة الفيلسوف المعاصر لابن رشد. وترك ابن طفيل العديد من الكتب، ولكن أغلبها لا يُعرف عنه شيء، ولم يصلنا من كتبه سوى كتاب واحد، هو قصة «حي بن يقظان». ويعود سبب ذلك إلى الحرب التي تعرضت لها أفكاره على يد الظلاميين.

وردت قصة بالاسم نفسه في مؤلفات ابن سينا، كما يقارن الكثيرون بينها وبين قصة «روبنسون كروزو» التي وضعها كاتب إنكليزي في القرن الثامن عشر. وفي طبعة «حي بن يقظان» الصادرة عن دار الفارابي عام 1954، كتب خالد بكداش مقدمة للكتاب، قال فيها: إن ابن طفيل بدأ كتابه بتمهيدات تحدث فيها عن رأيه بآراء عدد من الفلاسفة، مثل: ابن باجة وابن سينا والفارابي. وتتحدث القصة الخيالية عن حي بن يقظان الذي أبصر النور في جزيرة خالية من البشر، واستطاع من خلال العمل والملاحظة والتجربة إدراك أسرار الكون والطبيعة بنفسه دون مصدر خارجي. وعندما بلغ الخمسين من العمر، التقى برجل يدعى «اسال» وذهب برفقته إلى جزيرة مجاورة، فرأى ما عليه المجتمع البشري من فساد وحاول إصلاحه بالموعظة والإرشاد فلم يفلح، وعاد إلى جزيرته برفقة اسال وقضى فيها بقية حياته.

يقول خالد بكداش: من المفهوم أن محاولة ابن طفيل عزل حي بن يقظان ووضعه في جزيرة نائية خالية، لا تغير شيئاً من الطبيعة الاجتماعية لهذه الأفكار التي وضعها ابن طفيل في رأس حي بن يقظان وعلى لسانه، فهذه الأفكار إنما هي أفكار العهد الاجتماعي الذي عاش فيه ابن طفيل. «خالد بكداش، ملاحظات وآراء في بعض قضايا الفكر والفلسفة والأدب، دمشق 1976، ص 11».

وفي هذه القصة صورة لتطور الإنسان، من إنسان بدائي خرج من حالة الوحشية حين بدأت الحياة الاجتماعية، أي حين خرج من العزلة والانفراد وبدأ يعيش مع أناس آخرين. وقبل ذلك لم يكن إنساناً بل أقرب إلى عالم الحيوان. كان ابن طفيل متأثراً بالفلسفة اليونانية التي تحوي أفكاراً مادية ومثالية «أرسطو»، واعترف الأخير بوحدة العالم، أو وحدة الكون، وتصور الروح على شكل بخار «مادة». ويبدو أن ابن طفيل لم يضع في كتابه كل ما أراد قوله بسبب عداء التيار المحافظ للفلسفة.

يضيف بكداش عن مكان أفكار ابن طفيل في التاريخ: أن الأفكار الواردة في قصة حي بن يقظان، عن الطبيعة والوجود، هي أفكار من القرن الثاني عشر، أي أنها ترجع إلى عهد تفصلنا عنه ثمانمائة عام. فعلى هذا الأساس ينبغي طبعاً بحثها وتقديرها. بل من هنا أهميتها. فهي تبين المستوى الذي بلغته الإنسانية في ذلك العهد. عظمتها هي في أنها كانت تلك الحلقة الضرورية في تطور المعرفة الإنسانية إلى المستوى الذي بلغته اليوم.

ابن رشد قاضي إشبيلية وقرطبة

كان ابن رشد معاصراً وصديقاً لابن طفيل ومتأثر بفلسفة أرسطو والفلسفة العربية الإسلامية وآراء ابن باجة، وهو فيلسوف وطبيب برع أيضاً في علم الفلك والرياضيات والفيزياء وأصبح قاضياً في إشبيلية ثم في قرطبة.

يبدو أن آراء ابن رشد الفلسفية والتنويرية قد أثارت السلطات عليه، حيث أصدر الأمير الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور سنة 1194 أمراً في إشبيلية بإحراق جميع كتب ابن رشد إلا عدداً قليلاً منها في التاريخ الطبيعي، وحرم على رعاياه دراسة الفلسفة، وحثهم على أن يلقوا في النار جميع كتبها أينما وجدت. وبادر العامة إلى تنفيذ هذه الأمور. وفي هذا الوقت بالذات أعدم ابن حبيب في قرطبة لدراسته الفلسفة. ثم جرى نفي ابن رشد إلى إحدى القرى على خلفية كيل الاتهامات السوداء بحقه. وفي القرن الرابع عشر اتهم الوزير الغرناطي لسان الدين ابن الخطيب صاحب «الإحاطة في تاريخ غرناطة» بالزندقة وقتل في السجن عام 1374.

يقول هادي العلوي: إن الفلسفة تأخرت بالظهور في الأندلس حتى القرن السادس الذي أنجب أحد أعظم فلاسفة الإسلام إلى جانب ابن سينا والشيرازي، وهو ابن رشد، وكأنه أراد أن يعوض الأندلسيين ما فاتهم بهذا الظهور البالغ القدرة، ويرجع تأخر الفلسفة هناك إلى طغيان السلفية، وهو عين السبب الذي منع علم الكلام فيها من اعتلاء مقاماته المشرقية نفسها. «هادي العلوي، محطات في التاريخ والتراث، ص 216-217».

ابن خفاجة وأبو البقاء الرندي

كان الشعر ميداناً آخر للأفكار الفلسفية، وفي حال الآراء المباشرة، كان الشعراء يتعرضون للقمع بدورهم. وفي أحوال أخرى، ورغم أهمية ما يقال في بعض القصائد، لم ينتبه أحد إلى ذلك لأنهم لم يفهموا ما قيل من فلسفة في القصيدة، أو اعتبروها مجرد أبيات شعرية، مثل: مرثية الأندلس لأبي البقاء الرندي.

يقول ابن خفاجة الذي عاش في جزيرة شقر بين شاطبة وبلنسية في إحدى قصائده عن وصف الطبيعة في بلاده، حيث كانت بلدته من أجمل بقاع الأندلس وأخصبها تربة: يا أهل الأندلس لله دركم، ماء وظل وأنهار وأشجار. ما جنة الخلد إلا في دياركم، ولو تخيرت هذا كنت أختار. وابن خفاجة هو واحد من شعراء الطبيعة، كتب الأشعار، مولعاً بجمالها، وأحال الطبيعة إلى نفوس ذات إحساس في قصائده. «حنا الفاخوري، تاريخ الأدب العربي، ص790-842-843».

أما أبو البقاء الرندي، فهو صاحب المرثية المشهورة لبلاد الأندلس، وفي بعض أبيات قصائده تعشش الأفكار الفلسفية، إذا يقول في بداية مرثية الأندلس: لكل شيء إذا ما تم نقصان، فلا يغر بطيب العيش إنسان، هي الأمور كما شاهدتها دول، من سره زمن ساءته أزمان. في البيت الأول: «لكل شيء إذا ما تم نقصان» تعبير واضح عن فكرة التناقض، وفي الأبيات اللاحقة الأخرى، يؤكد أبو البقاء الرندي بطريقته أن كل شيء يتغير.

سردنا مثالين لحياة الفلسفة في الشعر الأندلسي، ومن المؤكد أن قصائد البلاد التي عاشت حوالي ثمانية قرون تحوي المزيد من هذه الأفكار الفريدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

قاسيون - 6 أيلول 2021

***************** 

الصفحة الحادية عشر

محور خاص

الروائي العراقي فلاح رحيم

فلاح رحيم روائي من مواليد الحلة 1956، يقيم حالياً في كندا. ماجستير في الادب الانكليزي. وقد ترجم عن الانكليزية:

- البحث عن ملاذ الشعر/ مقالات في الشعر الغربي الحديث.

- الأبله الرائع/ رواية شو ساكو اندو.

- الامثولة والتأويل/ لجانغ لونغزي.

- حكاية الجند/ الحرب والذاكرة والمذكرات في القرن العشرين/ لصموئيل هانيز.

- قوة الدين في المجال العام.

- ماريو والساحر/ اضطراب. واس بيكر.

رواياته:

- حبات الرمل، حبات المطر.

- صوت الطبول من بعيد.

- القنافذ في يوم ساخن.

- الشر الاخير في الصندوق.

هذا المحور جزء من احتفاء “الطريق الثقافي” به وبمنجزه الخصب.

**************

الشر الاخير

في الجسد الرمزي

ناجح المعموري

لم يكن سهلاً على روائي الامتداد الفني من عتبة اولية ويلاحق سيرورة الشخوص ويلملم التحولات المادية للمجتمع ويشخص توتراته المتمظهرة عن الحروب والقسوة ، كاشف وسط الانارة دنيوية ما حصل فيه من تطورات، ملتقطاً التغيرات الكبرى وكأنها منعكسة على سطوح المرايا . كل هذا له تأثير جوهري على الاختلاف بين الشخوص وتناقضات المشاعر الانسانية وسط الخنادق والخوف وكتابة الرسائل والمذكرات بالإضافة الى اليوميات التي تحولت ارشيفاً مجتمعياً وانا اقترح ضرورة ايداع هذه الرواية في ارشيف الحرب لدى كل الجنود والمقاتلين بمتحف خاص ، فهي مثلما اتضح لي عبر روايات فلاح رحيم خزان الموت والتعطل حتى تمركزت الحرب في روايات فلاح ولن تغادرها في آليته الخاصة ، واستطيع ان اطلق على ذاكرة الحرب ومدوناتها باعتبارها سياسية ثقافية للتكرار كما ان فضاء السرد الهائل لا ينفي التأصل الذاتي وخواص الروائي وتحولات الانا / الذات ومستويات علاقته مع الاخرين .

ومن خلال متابعتي الدقيقة نفذت خطة رسائل ممسكة بالأنطولوجية كاملة وبغير تفريط الارشيف الكلي الذي سيكون وهو افتراض يحتاج مؤسسة لن يكون متوافقاً ، بل متبايناً ومختلفاً لان الرؤى بالغة التنوع وهذا التمثيل يفضي الى خلاصات سوسيو ثقافية وشطحات الذات ومجاعات الجسد وآليات التفكير بالإشباع. وكل جندي مثقف مثل فلاح رحيم قادر على انجاز ارشيف او يوميات لها تميزات تنفرد فيها على الرغم من تسيد التشابهات بسبب الظروف الموضوعية والعسكرية . لكن ما يفيدنا كأرشيف ( افترض اكتمال تنظيمه ) مساعد مركزي في دراسة دنيويات النصوص ترشح عنها المكونات الثقافية والاجتماعية والسياسية .

رواية فلاح رحيم “الشر الاخير في الصندوق” هي باختصار شديد سرديات الحرب وكوارث تبدت وصراعات وانكسارات عرفتها وهروبات وتعطل سرديات بين المذكر والأنثى مثلما حصل بين سليم وهدى التي امتدت منذ حبات الرمل . هذا الامتداد السيروري للشخصية يعني لها عمق وعناصر ثقافية . انه جزء من التاريخ وغياب الولاء عقدة السلطة .

جزء من تاريخ الأنا / النحن ، تاريخ لاذ بالسرد واكتفى به ، حتى ممكن أن نعيد فحص التاريخ وكيف يكون وسط ظروف صعود مهيمنات السلطة وخطابات قسوة مؤسساتها الامنية والعسكرية .

“ الخطاب هو نظام من البيانات بوساطته ومن داخله يمكن التعرف على العالم . إن فكرة فوكو عن الخطاب هي مساحة من المعرفة الاجتماعية محددة على نحو شديد من دون أن يشير الى ( الكلام ) بمعناه التقليدي . فالعالم عنده ليس موجوداً “ ببساطة للتحدث عنه ، بل هو بالأحرى خطاب يمكن للعالم أن يوحد بوساطته . وفي مثل هذا الخطاب يتوصل المتكلمون والمستمعون والكتاب والقراء الى فهم لأنفسهم وعلاقاتهم بعضهم البعض وموقعهم في العالم “ بناء الذاتية “ أنه تلك العقدة من العلاقات والممارسات التي تنشئ الوجود الاجتماعي والنتاج الاجتماعي ، والتي تقرر كيف تتحدد شروط التجارب والهويات / بيل شكروفت ، بال اهلواليا / ادوارد وسعيد / ت : سهيل نجم / وراقون / الرافدين / 2016/ ص55.

ما الذي تبتكره الاسماء السردية المعاودة ظهورها ثانية وثالثة . ما هو هذا الخلق وما فيه من طاقات . هذا التساؤل مرآة مكونة من كسرات يهواها فلاح ويلعب بها ومعها ، يرى كل من عرف متجدداً ومتكرراً متميزاً بانطولوجيا محافظة على سيرورة ناطقة . هو لا يكتب لمتعة القارئ وانما لشحن العقل بالوعي وتحفيزه لاقتراحات او حوارات المنظومة الاجتماعية ، استمرار الكائنات بانطولوجياتها المتباينة مماثلة لانقلابات وجدال عنيف لابد وان يفضي لصدامات يجب أن تؤدي الى تحولات تنتجها الثقافة والسرد جوهر هذه الثقافة . ومثل هذا التكرر لا يكتفي بالاسترجاع والاستعادة وانما يغامر بالتخليق ، زرع بذرة خلية مجتمعية ، حتما بتكرر تدريجياً ويكون لها نصيب على الرغم من ان القرد هد حيل ام سليم وغاب كريم عن فعل ختان طفليه وهما يبكيان وهما يعيشان لحظة العبور الحياتية ، وموت حارث من غير عقب وتعطل هدى كلياً . مثل هذه السيرورات هي التي تخيلها السرد وقادها . وقادها وسيلة تحريضية ، تعطل علامات وتحرك اخرى هادئة لا احد من الطرفين يعرف الى أين تمضي روايات فلاح رحيم حافلة بثقافة الحضور والتنافر مع كساد الماضي والعمل على تعطيله ، لان عودة فلاح لسرديات الماضي لا يعني بانه ميال لتكريسه والعمل على حضور انبعاث مستحيل ، هو يستحضر ما تمجده الافراد الاناث والذكور صحيح ان خطابات السلطة وقسوتها تعطل كلياً فاعلية الادب وطاقة السرد الذي صار موروثاً ثقافياً واجتماعياً فالأنثى منحها فلاح نوعاً م القداسة الشفافة ، هي شفرة يخاطبها ويتعامل معها المذكر هنا القوة الثقافية القادرة على تسريع ثنائية الحوار بين خطابين الانثى والمذكر ، يذهبان نحو تجديد الحياة وقيادة العقل لها . لكن تعطل العقل يصعد الحرب ويوقف حلم الانثى بتحقق ما تحتاجه وتريده والانموذج المعطل هدى وعلياء وام سليم وعت وادركت بانها تعبانه لان القرد هد حيلها . هذا تمظهر للجنون والفاشية . وجود الحرب يفترض سيكون الادب والسرد وغياب من يتبنى الحكي ، وهذا امر مستحيل لأنه يعني استدعاء حكايات الليالي وشخصية شهرزاد بسيرورة التقطها فلاح وغذاها بالفكر والمعرفة ، وتكرار هذه الوقائع ذكاء فلاح ليؤكد بأن الحياة متجددة بالانبعاث لان السرد باق وحيوي ويلتقط الرجال والنساء .

قال جونان كولر :

القيم القديمة لم تعدُ تنتقل ، لم تعد تتداول ، لم تعد تؤثر لقد فقد الادب قداسته ، والمؤسسات عاجزة عن الدفاع عنه وفرضه باعتباره النموذج المضمر لما هو انساني يمكن القول ان المسألة ليست ان الادب تم تدميره ، انما بالأحرى لم يعد يحظى بالحماية / جونان كولار / رولان بارت / قدمة قصيرة جداً / ت : ساطع سمير فرج / دار كلمت ، همداوي / مدينة نصر / 2012/ ص118// لذا فان هذه هي اللحظة المناسبة للتحرك من اجل سيادة الادب فالحياة لا معان لها بغيابه والمحكيات تضع الحياة على سكة الانتظام والتوجه نحو المستقبل ، ساحبه حاضرها وهي تتقدم .

*************

“الشرّ الأخير في الصندوق”*

بعيداً عن الحرب، قريباً من الحرب

صبري الحيدري

يسحبنا الروائي فلاح رحيم في روايته الرابعة “الشرّ الأخير في الصندوق” من حرب شرسة تمتد على طول الشريط الحدودي بين العراق وإيران ليضعنا في حرب ثانية تستمد جذورها ومعناها وبُعديها الدلالي والرمزي في فضاء آخر اسمه “بغداد” بوصفها ملاذاً آمناً وخلاصاً من موت حقيقي ومؤكد على جبهات القتال. هذا المكان ـ بغداد ـ “الفاكهة المحرمة، الحلم المشتهى” ص 20 هو البؤرة المحركة لنص الرواية المليء بحس المعاناة والمسرات والصداقات والحب والإيروس، بغداد التي تشكل للجندي “سليم كاظم حسن” بطل الرواية على الرغم من سعتها هماً ووجعاً قاسياً في مواصلته لحياة يودها أكثر قيمة وعدلاً وحرية. ولكن إذا كان ثمة حرب تدور في جبهة ملتهبة تدخل عامها الثالث 1983، فهنا في بغداد حرب أخرى من نوع خاص، وكأننا أمام حرب تلد حرباً وتتناسل مع نفسها لتضع في الداخل حرباً لها أنماط وبنى ومظاهر وسلوكيات، صراع محتدم وبناء مزيف خاو هش يوازي أو يزيد على ما يجري هناك في السواتر والخنادق والملاجئ، حيث الموت السريع الثابت، فيما المتحول/ بغداد هو الموت البطيء لسليم أو هادي كلا الموتين على يد سلطة البطش القوية القاهرة للناس الذين خنقتهم وخنقت فضاء مدنهم بالأرامل والثكالى والأيتام وبسواد لافتات قتلى الحرب. هذه الحرب بحسب الرواية “اندلعت من ثقب في جدار القمع الأصم فخنقت الجميع.” ص 24

يتصدر الرواية اهداء يُعلي من شأن الوالدين في دفاعهم الذي لا يعرف اليأس عن وجودهم مع الأبناء في محنة (مِحن) تحاول سرقة أحلامهم وكذا أحلام الأبناء “إلى أبي وأمي، قلّبا المحنة على كل وجوهها إلا اليأس” ص 5. فإذا كان ثمة أمل يسربه الاهداء بديلاً عن حالة اليأس، فالعتبة النصية المستلة من فيلسوف الشك والارتياب فردريك نيتشه تعقّد الاهداء أعلاه وتحاول اخضاعه لطبيعة ونواميس الشرّ النيتشوي بوصفه “الأمل” الممنوح من الاله زيوس للإنسان. هذا الأمل هو في الواقع الشر الأكبر عند نيتشه لأنه يطيل أمد عذاب الانسان ويكبل خطاه نحو حياة أفضل (انظر ص 6).

الإطار العام لهذه الرواية هو تحرك كتيبة مقاومة الطائرات من مكانها ميسان إلى بغداد لحماية الطاقة الذرية، يرافق هذا التحرك عودة منتسبها الجندي سليم إلى محل سكناه في بغداد/ البياع. ثمة عقبة خطرة تقف حائلاً دون رغبة سليم بهذه العودة، فهو مراقب من شرطة الأمن كونه شيوعي له ارتباط بالحزب مسجل لدى أمن مدينته وقد طورد أغلب عناصر الحزب وتمت تصفيتهم بعد انفراط عقد الجبهة الوطنية مع الحزب الحاكم.

تطرح الرواية السؤال التالي: هل ستكون عودة سليم إلى بغداد تصفية حساب مع الطغاة؟ هل هي عودة جديدة (ثانية) لحرب جديدة (ثانية) ولا تمت بصلة إلى الحرب الأولى التي تخوضها البلاد منذ عام 1980؟ حتماً هي حرب ثانية إلا أنها هذه المرة مع أجهزة القمع الأمني وقد بدأت منذ وصول سليم البيت ونصيحة إنعام له أن ينزل إلى الشارع للتخلص من سخام الخاكي بالترويح عن نفسه، ثم نصيحة صديقه ستار له أن يستثمر عودته إلى بغداد بما يعود عليه بالنفع. ص 60 في إشارة إلى مواصلة دراسته العليا، ولعل ستار هو نقيض سليم (إن قبلنا بهذه المعادلة)، فقد عقد ستار “هدنة انصياع” كما في الرواية مع الحزب الحاكم فانتمى إليه تجنباً للمخاطر التي عاشتها عائلته بسبب سجن شقيقه الأكبر الشيوعي، لكن العجيب الذي سنطلع على أسبابه فيما بعد أن سليم بدأ يفكر بالانتماء إلى البعث طلباً للسلامة في وجوده حياً وتخلصه من الموت على الجبهة الأمامية إذا ما تمت إعادته إلى هناك بسبب انتمائه للحزب المحظور، فضلاً عن حرصه على أن يجنب عائلته الخوف والموت الذي يفتك بها منذ مقتل شقيقه كريم في الحرب. نكتشف بعد قراءة مركزة لهذا التأرجح في موقف سليم الذي يضعه هذه المرة “مشابهاً” لا “نقيضاً” لستار أن تفكيره بالانتماء إلى البعث ما هو إلا مجرد “لعبة” كما يطلق عليها أكثر من مرة، يعد نفسه لها كي يلعبها مع رجال شرطة الأمن، لكنها بالنسبة لنا “معركة” وهي كذلك بالنسبة لسليم نفسه لأن الضرر قائم ضده ولابد من مواجهته عبر “معركة” لا تقل ضراوة عن معارك الجبهة.

إذن هي معركة بين خصمين لدودين، ساحتها بغداد تُدار في حيز ضيق منها (مدينة البياع) مركز انطلاقه ووجوده على الأرض، وهو الشاب الأعزل الذي يستنشق هواء بغداد العكر المحمل برائحة تراب الحرب في مواجهة نظام ديكتاتوري يعتاش وينمو على إراقة الدماء.

هذا هو الإطار العام الأولي لرواية “الشر الأخير في الصندوق” وكأن ما يحدث شبيه بما حدث في محاكمة كافكا لبطله “جوزيف ك”، ففي صباح يوم جميل يقتاده شرطه “بلا تهمة موجهة ضده” للمثول أمام المحكمة، ثم يطلق سراح جوزيف ك مع مراقبة مشددة ومع السماح له بالذهاب إلى عمله في المصرف. وكما يحدث لسليم المطلق سراحه أصلاً (وجوده في بغداد “فرصة لا ينعم بها الكثيرون” ص 231 كما يرد على لسان مسؤول المكتب الأمني في إشارة نفهم منها أن سليم مطلق السراح لم يعتقل أو يسجن بعد). كذلك يتمتع سليم ـ كما هو جوزيف ك ـ بالتجول في الشوارع وزيارة الأقارب ولقاء صحبة الأمس (ستار ويوسف والحبيبة هدى) وهو ما فعل جوزيف ك إذ التقى حبيبته الأنسة بورشتنر. ولكن إذا كان جوزيف ك بلا تهمة فتهمة سليم كما يبدو هي في عقله وفكره وانتمائه العقائدي، وهي تهم كافية للإطاحة به وأقصائه من وجه الحياة التي يجب أن تعاش مهما كلفه الأمر لتمضي الرواية تتحرك في فضاء قائم على الخوف. ترافق هذا الخوف كتلة “أمل” حارة ـ تتردد كلمة أمل عشرات المرات ـ في أن ما يحدث هو “نكتة سمجة” ستنجلي في قادم الأيام، أو هي “دعابة” بطليها سليم وكلاب السلطة الحارسة عرش الطاغية التي تستدعي سليم في مقر وحدته وفي أمن مدينته لبيان موقفه السياسي.

لو عدنا إلى مفردة “الأمل” التي طالعناها كثيراً في متن الرواية لعرفنا أنها الرد الكفيل بإزاحة أدران اليأس الذي ينتاب شخوص الرواية بدءاً بالأب والأم، كما مر بنا في الإهداء المكرس لهما، وفي شخص سليم الذي يتطلع إلى حياة أرحب، في لوحة الفنان كلود مونيه الخضراء وفي جسرها الذي يقطع اللوحة نصفين ليصلها بـ “الأمل”! وهو “الأمل” المشبع بالتفاؤل في رسالة كريم إلى علياء لتصدح هذه المفردة تسع مرات فيها، كذلك عند إنعام شقيقة سليم وهي تحث أخاها في مواجهته الصعبة. كذلك يتمثل “الأمل” عند رفاق العقيدة ـ رفاق سليم ـ شهاب ونعيم وديوان وسرور وفائز وفيحاء وهم يعبرون قابضين على “الأمل” أملهم متسللين إلى خارج الوطن لمواصلة كفاحهم المسلح ضد الطاغية الذي أخرجهم من ديارهم.

يهتم الروائي فلاح رحيم اهتماماً كبيراً ببناء ورسم شخصياته ليقدمها وكأنها من لحم ودم، عاش معها القارئ أو مر بها أو تكلم معها، وليكن أول منطلقنا شخصية الأب، فمن منا لا يعرف هذا الأب الذي يجمع ما بين الفعل والهدوء، القلق والتوتر كلما رأى أبنه سليم. أما الأم فهي في السرد الذي يراكم الأحداث بصددها شخصية قوية بين جدران بيتها، ترتدي ثوب الحداد الأسود لفقدها كريم، ابنها البكر الذي أيقظ أمومتها شهيداً في الحرب. في أعقاب عودة سليم تغير أثاث غرفة كريم بجديد آخر وكأنها في تصرفها هذا تتحدى قوة غاشمة برغم مرضها بالربو وضغط الدم، تنام في غرفة المخزن الضيقة ذات النافذة التي هي بقدر كوة صغيرة في الجدار، تزور الأولياء الصالحين وتقدم النذور من أجل أن تُحل إشكالات سليم مع شرطة الأمن. وفي ضعفها وانكسارها (والضعف حالة إنسانية عامة) تذهب إلى شقيقها سلمان (الكادر المتقدم في البعث) لكي يقف مع سليم كواسطة في محنته مع الأمن! وتقف بالمثل شخصية علياء أرملة ابنها كريم التي تحتفي بختان ولديها التوأمين مباركة رجولتهما، ولأنها تخشى أن ينبض جسدها بالحياة والرغبة بعد موت زوجها كريم تمضي في كبح هذه الرغبة أو ترويضها من هذا الهاجس! لتعقد سلاماً أو اتفاقاً مع نفسها وجسدها متفرغة تماماً لبذرة كريم التوأمين علي وعمر اللذين زرعهما في رحمها.

شخصية سبتي، وهو بحسب الرواية الجار اللدود وكاتب التقارير ضد سليم الذي يذهب إليه في خضم مواصلة لعبته/معركته لأجل أن يكف عن كتابة تقاريره فنقرأ وصفاً مكثفاً يحمل في دلالاته اللغوية ومعانيه ما يؤكد على ثنائية القوة/الضعف؛ القوة عند سليم حاضرة في النص تتمحور من خلال لغة مكتنزة بالرمز استجابة لمثيرات اللقاء/ المواجهة مع الانداد. لنتابع: يصل سليم إلى بيت سبتي وهو يرثي لحال النكرة البياعي المختفي الآن. “باب الدار صغيرة جرباء تغوص تحت مستوى الشارع”، “تستقر فيه [سليم] غريزة الدفاع عن أجمل ما يستحق الحياة فيه” ليفتح الباب عن وجه سبتي وقد “أضفى وقوفه دون مستوى الشارع ظلالاً قاتمة على وجهه” ص 287 كونه قصير القامة يقف على دكة الباب النازلة عن مستوى الشارع. عندما ينقل جسده ليقف إلى جوار سليم الأطول منه “لم تنكشف ملامحه لسليم بوضوح من انتقالته هذه” فسليم أطول منه وأكثر نحافة، لديه القدرة “على ترويض هذا الكلب الذي أفسد حياته” الفصل 40 ص 286 ـ 291.

يحار القارئ بشخصية هدى وهي الأرملة الشابة الجميلة التي فقدت زوجها الطيار حارث في الحرب، وهي زميلة الدراسة مع سليم والحبيبة له في الجامعة وفيما بعد: هل هي بالضد من مفردة الأمل؟ هل هي الحب المستحيل ضمن واقع قاس وصعب يسلب الحب من القلب والروح ولا يجد فسحة تستوعبه؟ ثم كيف نفهم زيارتها لبيت علياء أرملة كريم، هل تستمد من علياء القوة في كبح الرغبات (إشارة لسليم) لتعيش في حزنها؟ هل تستمد القوة كلما زارت منطقة السيدية محل سكناها مع حارث ومحل سكن علياء؟ لكن تبقى هدى العنصر الإيروسي الذي يبدد قتامة الرواية، وهي أيضاً مطلوبة حتى يغادر سليم خوفه إلى القوة في مواجهة قبح السلطة الذي يقاومه بهدى مثالاً وروحاً وجسداً، لتبقى في وجدانه أحد أوجه الأسرار التي تكمن خلف لعبته/معركته مع الأوغاد بالرغم من كونها إحدى ضحايا حرب الطاغية.

أما شخصية كريم فهي الأكثر قوة، وهو الغائب الحاضر في أحاديث العائلة، الحاضر في شوارع بغداد حين يتجول فيها سليم، الحاضر في حرم الجامعة وفي غرفة شرطي الأمن، في رسالته إلى زوجته علياء يوصيها أن يكون [هو كريم] مبعثاً للفرح كلما خطر على بالها، أن يكون مصدراً للحياة بدلاً من الموت والحزن، وأن تكون حياتها واسعة وثرية ما أمكن وأن تحوّل الحزن إلى جزء صغير من حياتها لا يلغي ما عداه برغم داء السلطة الذي ينخر بالناس أجمعين، ص 266 ـ 271. تفجر هذه التنصيصات على لسان كريم في بنيتها الدلالية العميقة الدالة روح التحدي في صوغ معالم الانسانية بوجه السلطة التي لا هم لها سوى البقاء والإصرار على المحو والهدم والموت.

تنتهي الرواية بنهاية الحرب العراقية الإيرانية بعد ثماني سنوات في مشهد يذكرنا بالملاحم، حشدَ فيه الروائي فلاح رحيم الإمكانات السردية الرائعة التي يمتلكها ليجمع الجلاد مع الضحية، الظالم والمظلوم، في مكان هو ساحة الاحتفالات وزمان لا يمكن نسيانه (8/8/1988) حضرت فيه جموع الشعب المحتفلة بنجاتها من الحرب. كان الطاغية المستبد حاضراً في المشهد/ البانوراما ملوحاً بيده للناس التي شملتها هستيريا جماعية. حتى سليم كان حاضراً هناك يحاول أن يجتاز الزحام والصخب بعد أن رأى أرواح الشهداء تحوم أيضاً هناك، وهم الجنود قاسم وصادق وخاله سلمان وشقيقه كريم، رأى الثكالى والأرامل والأيتام.

أخيراً نتساءل ونحن نطبق دفتي هذه الرواية المهمة “الشرّ الأخير في الصندوق” لـ “فلاح رحيم” تُرى أربح سليم معركته/ لعبته مع خصومه وحقق حلمه في إقامة حياة جديرة أن تُعاش، أم أن حياته كانت مشروع خسارة كبيرة لا ربح؟!

-----------------

*الشر الاخير في الصندوق/ رواية فلاح رحيم. اصدار دار الرافدين- بيروت.

***************

الصفحة الثانية عشر  

إصدار

الفكر التربوي في فلسفة كارل بوبر

عن “دار كنوز المعرفة للطباعة والنشر” في عمّان، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الفكر التربوي في فلسفة كارل بوبر”، من تأليف يوسف محمد المحميد.

يهدف الكتاب إلى دراسة معالم الفكر التربوي في فلسفة النمساوي - الانكليزي كارل بوبر، على اعتبار انه أحد أهم فلاسفة العلوم في القرن العشرين، ولما لآرائه من أثر بارز في تغيير المشهد الفلسفي المتصل بالعلوم الطبيعية والاجتماعية ومناهجها.

*************

النجف

جلسة حوارية حول “تعزيز قيم الديمقراطية والمدنية”

النجف - علي العبودي

عقد منتدى النجف الاجتماعي، الأسبوع الماضي، جلسة حوارية حول “تعزيز قيم الديمقراطية والمدنية لدى الشباب”، وذلك بإشراف “جمعية الأمل” العراقية وتمويل “منظمة مساعدات الشعب النرويجي”.

الجلسة التي أدارها الناشط علي العبودي، تحدث فيها كل من مدير قسم محو الأمية في مديرية تربية النجف، أحمد الموسوي، والتدريسي في جامعة الكوفة د. حسنين الحلو.

وتناولت الجلسة محاور عدة، منها دور المناهج الدراسية في تعزيز الديمقراطية لدى التلاميذ والطلبة، وما يتعلق بصناعة المعلم الديمقراطي من خلال تثقيف الملاك التربوي بقضية دعم الديمقراطية وتعزيزها.

وحضر الجلسة التي التأمت على قاعة “جمعية الأمل” وسط النجف، جمهور من الناشطين الشباب والعديد من المعلمين والمدرسين.

من جانب ذي صلة، نظم منتدى النجف الاجتماعي بالتعاون مع “مركز جنة الفرات” الثقافي في قضاء المشخاب، الجمعة الماضية، ورشة بعنوان “الشباب وصناعة القرار”، بمشاركة 28 متدربا شابا.

وجاءت هذه الورشة التي احتضنتها بناية “متوسطة الذكوات” الأهلية وسط القضاء، أيضا برعاية “منظمة الأمل” وتمويل “منظمة مساعدات الشعب النرويجي”.

وخلال إجرائه التدريبات للمشاركين في الورشة، ذكر الناشط علي العبودي أن برنامجهم هذا يهدف إلى صناعة جيل قادر على اتخاذ القرار والمشاركة في المجالات السياسية والاجتماعية.

***************

على قاعة المحلية العمالية

ندوة حوارية حول

“قانون العمل وحقوق العمال”

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

عقد المنتدى العمالي الثقافي التابع إلى اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، ندوة حوارية حول “قانون العمل وحقوق العمال”، ضيّف فيها كلا من الحقوقي محمد السلامي والأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار.

حضر الندوة التي احتضنتها “قاعة الشهيد أبو فرات” في مقر اللجنة المحلية وسط بغداد، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. وقد أدارها رئيس لجنة المنتدى الرفيق جمال الطائي، الذي استهل تقديمه بالحديث عن الطبقة العاملة وعن قانون العمل وأهميته كضامن لحقوق العمال.

بعد ذلك تحدث السلامي عن قانون العمل العراقي رقم 37 لسنة 2015، ملقيا الضوء على مواده وتفسيراتها، فضلا عن الأطر التي يتوجب اتباعها لتطبيق هذا القانون بما يضمن وجود آلية قانونية سليمة تنصف العامل في مكان عمله.

 وبيّن ان “المادة 22 من الدستور العراقي، تناولت قضايا خاصة بالعمال. كذلك راعت كل الدساتير العالمية موضوع علاقة العامل برب العمل، فضلا عما يتعلق بحرية التنظيم النقابي للعمال”، منوها إلى ثلاثة عوامل أساسية لتحسين وضع الطبقة العاملة، هي: العامل الفكري والعامل القانوني، والعامل الحاسم الذي يعني النضال العمالي من أجل إحداث تغييرات دستورية وقانونية وسياسية.

وفي حديثه عن قانون العمل العراقي، أوضح السلامي انه يتضمن مواد مهمة جدا، من حيث علاقة العامل برب العمل، والتنمية المستدامة “التي لم تتحقق لغاية الآن”، إلى جانب حرية العمل “التي بالرغم من تأكيد القانون انها مصانة، إلا أنها على العكس من ذلك”، مشددا على أهمية عقد العمل الذي يتوجب على الطرفين (العامل ورب العمل) الالتزام به، وليس حسب أهواء الأخير.

بعدها انتقل الحديث إلى الضيف الصفار، الذي تناول هو الآخر قانون العمل العراقي رقم 37، مشيرا إلى أفضليته في المنطقة، والتي جاءت كثمرة لنضال عمالي طويل.

وأوضح، أن هذا القانون ينظم العلاقة بين العامل ورب العمل، وهو يشمل القطاعين العام والخاص وليس قطاعا محددا، مشددا على “أهمية دور النقابات العمالية والعمال في الدفاع عن هذا القانون، الذي هو عصارة جهد ونضال الطبقة العاملة”.

ولفت الصفار إلى أن “مهمتنا الاساسية كاتحاد ونقابات عمالية، هي الدفاع عن حقوق العمال - الشريحة الأكبر في المجتمع - وتوعيتهم بتلك الحقوق التي نص عليها قانون العمل، وايصال شكواهم الى محاكم العمل حال تعرضهم للظلم. فالنقابات هي الاطار التنظيمي لتطبيق قانون العمل وحصول العامل على حقوقه”.

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، انتهت الندوة إلى جملة من التوصيات، أهمها توثيق العلاقة بين الاتحاد العام لنقابات عمال العراق وبقية التنظيمات العمالية، وإطلاق حملة للتثقيف بقانون العمل.

****************

شابان موصليان يحوّلان “باص خردة” الى مطعم متنقل

الموصل – وكالات

بعد خمس سنوات من البطالة وماراثون البحث عن وظيفة حكومية أو فرصة عمل تناسب الشهادة الجامعية، لم يجد شابان من مدينة الموصل وسيلة لتأمين مصدر دخل لهما سوى في هيكل متهالك لحافلة نقل ركاب (باص) أكل عليها الدهر وشرب. إذ قاما بتحويلها إلى مطعم متنقل، لتكون مصدر رزق عائلتيهما وعدد من العائلات التي يعمل أبناؤها في هذا المشروع.

ليث طلال، ومحمد مجاهد، شابان تخرجا في كلية التربية عام 2016، ومنذ ذلك الحين باءت جميع محاولاتهما في الحصول على وظيفة او فرصة عمل، بالفشل، ما أضطرهما إلى التفكير في بدائل أخرى، ليستقر بهما الرأي أخيرا على مشروع “المطعم الجوال”، ويتخذا من ساحة الاحتفالات في الجانب الايسر من الموصل، موقعا له.

يقول طلال في حديث صحفي، ان “مشروعنا بسيط قمنا بتنفيذه بإمكانيات مالية محدودة.. خطوتنا الاولى كانت صعبة. فالباص كان عبارة عن خردة، وقمنا بإعادة صيانته وهيكلته ليصبح مطعماً متنقلا”.

ويضيف قوله: “استغرق منا تنفيذ         المشروع شهورا عدة، وذلك بمساعدة عدد من أصدقائنا الخريجين العاطلين عن العمل، حتى نجحنا في تحقيق الحلم!”.

فيما يقول مجاهد، مخاطباً أقرانه الشباب في حديث صحفي: “لا تنتظروا الوظائف الحكومية. حوّلوا أفكاركم إلى مشاريع على ارض الواقع، اما ان يبقى الخريج ينتظر التعيين فلن يحقق شيئا في حياته!”.

ويشير إلى ان “مدير بلدية الموصل كان له دور ايجابي معنا. فقد سمح لنا باختيار ساحة الاحتفالات كمكان للمطعم. كذلك مديري بعض الدوائر المعنية، ساهموا في منحنا الموافقات الرسمية”.

ويؤكد مجاهد انه “رغم كل الصعوبات، نجح المشروع، خاصة بعد أن أقدم شباب كثيرون على مساعدتنا من خلال الترويج للمطعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويلفت إلى أن “هناك شبابا كثيرين لديهم افكار ناجحة، لكنهم لا يمتلكون الموارد الكافية. وهنا يأتي دور الحكومة، التي يتطلب منها دعمهم، خصوصاً في ظل زيادة أعداد الخريجين وتفشي البطالة”.

وعن طبيعة العمل في المطعم، يقول مجاهد: “نحن نقدم الوجبات السريعة التي يطلبها الناس في الأماكن العامة. وقد وفرنا هذه الوجبات بواسطة كادر يصنعها بطريقة لا تختلف عن المطاعم التقليدية”، داعيا الحكومة إلى “السماح باستيراد المطاعم المتنقلة والجاهزة، ما يوفر فرص عمل للشباب”.

*****************

شيوعيو البصرة

يتفقدون رفاقهم الروّاد

البصرة - طريق الشعب

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الأيام الماضية، زيارات إلى العديد من الرفاق الروّاد، وذلك لتفقدهم والاطمئنان على وضعهم الصحي.

ولقي الوفد الزائر الذي تقدمه سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جمعة الزيني، ترحيبا وحفاوة من مستقبليه.

وبعد أن اطمأن الوفد على أحوال الرفاق الروّاد، تبادل معهم الحديث حول مواقف الحزب السياسية الراهنة وقراراته الأخيرة، وأبرزها قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وشملت الزيارات كلا من القائد العمالي والمناضل محسن ملا علي، الرفيق حسين جاسم، المناضل النقابي الرفيق صباح لعيبي، الرفيق محمد منصور من منظمة الحزب في منطقة القبلة، الرفيق خماس دريول من منظمة الحزب في منطقة الجمهورية والعديد من مناضلي الحزب الآخرين.

******************

شبيبة الموصل تنظم مباراة كرة قدم ودية

الموصل – طريق الشعب

التقى فريق كرة القدم التابع إلى فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في الموصل، الخميس الماضي، مع “فريق شباب حي الرفاق” في مباراة ودية.

وأسفرت المباراة التي احتضنتها ساحة “ملعب السكر”، والتي شاهدها جمهور من محبي كرة القدم، عن فوز فريق الشبيبة بهدفين مقابل هدف واحد فقط لنظيره.

وجاءت هذه المباراة في سياق نشاطات الاتحاد الرياضية، بعد انشغاله طيلة الفترة الماضية بالنشاطات الصحية، المتمثلة في إطلاق حملات ميدانية للتوعية بمخاطر فيروس كورونا، وتشجيع الناس على تلقي اللقاح المضاد.

****************

قريبا.. “لوح كلكامش”

يعود الى العراق

بغداد – وكالات

حددت وزارة الثقافة والسياحة والآثار نهاية أيلول الجاري موعدا لتسلم مجموعة قطع أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية، بضمنها “لوح كلكامش”، وهو لوح طيني مسماري يتضمن جزءا من ملحمة كلكامش.

 ونقلت وكالات أنباء عن وزير الثقافة حسن ناظم، قوله أن الولايات المتحدة هي اكثر دولة متعاونة في استرداد الآثار العراقية المهربة، وقد ساهمت خللال الفترة الماضية في استعادة 17 ألف قطعة اثرية، مبيناً أن “هناك مجموعة آثار اخرى سيتم استردادها نهاية ايلول الجاري أو في الشهر المقبل، من أهمها لوح كلكامش”.

وكان ناظم قد أعلن في وقت سابق استعادة 17 الف قطعة اثرية من أمريكا ودول اخرى، فيما اشار الى ان العراق ماض في استرداد بقية آثاره من دول العالم.

وفي شأن الآثار الأخيرة، لفت الوزير إلى أن الخارجية الامريكية أكملت الإجراءات القانونية لتسلمها، مؤكدا أن “الوزارة تعمل على استرداد القطع الاثرية الموجودة في أوربا، لكن هناك صعوبات مع بعض الدول التي تسمح قوانينها بالاحتفاظ بآثارنا”.

وتابع قائلا، أن “الوزارة تستند في عملها الى قرار الأمم المتحدة الذي ينص على منع تهريب الآثار العراقية وعدم الاتجار بها، فضلا عن صداقة العراق مع الدول واتفاقياته معها”.