اخر الاخبار

الصفحة الاولى

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

نحو إنهاء كل تواجد عسكري أجنبي في بلادنا

انتهت الجولة الرابعة والأخيرة من الحوار العراقي - الامريكي في اطار الاتفاقية  الاستراتيجية  الموقعة  بين البلدين عام 2008.

وحسب البيان الصادر في الختام بحث الجانبان قضايا تخص العلاقات المتبادلة، بينها الاستقرار الإقليمي، والصحة العامة، والتغير المناخي، وكفاءة الطاقة واستقلاليتها، كذلك ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وحقوق الانسان، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي والتعليمي، وغيرها.

وأشار البيان الى ان العلاقات الأمنية ستنتقل بالكامل الى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، وانه بحلول 31 كانون الأول 2021 لن يكون في العراق أي وجود لقوات قتالية أمريكية.

وينبغي القول إن عدم حصر الحوار بالجوانب الأمنية، وشموله التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية المختلفة، هو توجه سليم ومرحب به.

وإننا إذ ننظر ايجابا الى كل خطوة نحو إخلاء أراضينا من القوات الأجنبية، نؤكد رفضنا الوجود  العسكري الاجنبي والقواعد الأجنبية، مع تفهمنا المتطلبات المؤقتة للمعركة ضد داعش والإٍرهاب، والحاجة  إلى المساعدة في تمكين قواتنا العراقية على اختلاف صنوفها.

ويرى حزبنا أن إنهاء كل وجود عسكري أجنبي على أرض بلادنا، هو مطلب وطني وهدفٌ ينبغي العمل بجد على تحقيقه، وتوفير شروط ذلك ومستلزماته، وأهمها تحقيق اجماع وطني عراقي على ضرورة انهاء هذا الوجود، وتعزيز الوحدة الوطنية وأجواء الثقة بين مختلف أطياف ومكونات شعبنا، إلى جانب تعزيز قدرات قواتنا المسلحة تسليحا وتدريبا وجاهزية، والنأي ببلادنا عن الصراعات والمحاور في المنطقة.

في الوقت نفسه تتأكد  الضرورة القصوى لخضوع جميع القطاعات والمؤسسات العسكرية والأمنية على اختلاف أنواعها إلى جهة مركزية واحدة، بما يضمن وحدة القرار العسكري والأمني للدولة مثلما حددها الدستور، والمتجسدة في القائد العام للقوات المسلحة. وهذا ما يستبعد حالات الانفلات الأمني وعدم الانضباط وغياب التنسيق.

كما تتأكد أهمية اتخاذ إجراءات حازمة لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية المخولة، وعدم التراخي في الملاحقة القانونية لمن لا يلتزم بذلك، اضافة الى العمل الجاد والحازم على كشف قتلة المتظاهرين والناشطين ومن يقف وراءهم.

ونعيد التشديد هنا ايضا على أهمية وضرورة انفتاح بلادنا على الأطراف  العربية والإقليمية والدولية، وإقامة علاقات متوازنة ومتكافئة مع دولها على أسس المصالح المشتركة والتعاون المتبادل، مع مراعاة استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه ومصالحه وقراره الوطني المستقل، وعدم التدخل في شؤونه  الداخلية من أية جهة كانت وتحت أيّ مسمى.

إن حزبنا يرحب بكل الخطوات الجادة والملموسة على هذا الطريق، بما يعزز إمكانات حفظ سيادة العراق واستقلاله، وضمان تحكمه في اراضيه واجوائه ومياهه، واختيار شعبه بنفسه وبارادته الحرة نمط حياته ونظامه السياسي والاجتماعي، من دون ضغوط وتدخلات من اي طرف كان.

27/ 7/ 2021

*******************

المفوضية: لم ننجح في ضبط مراقبة الصرف

الدعاية الانتخابية بلا سقف مالي ولا متابعة!

بغداد ـ علي شغاتي

اثار تصريح مدير عام دائرة الإعلام والاتصال الجماهيري في المفوضية، حسن سلمان، مؤخراً، بخصوص عدم تحديد سقف زمني للصرف على الدعاية الانتخابية، ردود فعل المرشحين والمراقبين للشأن الانتخابي، ووجّه عدد منهم انتقادات لعمل المفوضية، بسبب عدم تحديدها سقفا للصرف على الدعاية الانتخابية، الى جانب غياب فرق الرقابة والرصد التابعة لها، برغم انطلاق الدعاية الانتخابية.

الامر لم ينجح!

وقال سلمان في تصريح صحفي، ان “المفوضية كان لديها مشروع بإحدى المراحل الانتخابية في عام 2014 لتطبيق نظام الانفاق الانتخابي يحدد فيه السقف المالي المطلوب لكل مرشح وحزب، لكن الامر لم ينجح، فضلا عن صعوبة مراقبته”.

ويقول المرشح في محافظة واسط، سجاد سالم لـ”طريق الشعب”، إنّ “المفوضية لم تضع ضوابط للصرف المالي على الدعاية الانتخابية، وهي بذلك أعطت فرصة لاستخدام المال السياسي في الانتخابات”، مشيرا الى “وجود نقمة شعبية من استخدام المال السياسي والنفوذ في الانتخابات”.

ودعا المرشح عن محافظة بغداد، دريد الربيعي الى “عدم الاكتفاء بالغرامات، بل إصدار عقوبات تصل الى الحرمان من المشاركة في الانتخابات، في حال تكرار الخروقات من قبل الأحزاب او المرشحين”.

خلل في العملية الديمقراطية

وعلق الخبير القانوني محسن كريم في حديث لـ”طريق الشعب”، على الموضوع بالقول ان “التأسيس الديمقراطي السليم يفرض بالضرورة تأمين المناخ السياسي الملائم الذي يسمح بإدارة العملية الانتخابية بين مختلف المرشحين والاحزاب والكيانات السياسية في إطار من التنافس الجدي التعددي والمنّظم”.

دعوة لقبول الطلبات

من جانبه، دعا المرشح عن الحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، سلوان الاغا، مفوضية الانتخابات الى اعادة النظر في قرار قبول الانسحاب من المنافسة الانتخابية، مؤكداً ان تصريحات المفوضية في شأن عدم امكانية الانسحاب غير واقعية، كون الترشح للانتخابات “حقا”.

***************

الشيوعي العراقي يستقبل وفد حزب الأمة

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وفدا من حزب الأمة برئاسة السيد محمود العكيلي أمين عام حزب الأمة العراقية.

تناول الجانبان مستجدات الاوضاع السياسية في البلاد والقضايا المتعلقة بالانتخابات، والتي اعلن الحزب الشيوعي عن مقاطعتها مؤخرا.

وذكر الرفيق رائد فهمي للوفد، ان مقاطعة الحزب للانتخابات تأتي كجزء من عملية تعزيز البناء الديمقراطي، مبينا ان الظواهر التي تسيء للديمقراطية تتمثل باستغلال المال السياسي والسلاح المنفلت.

من جانبه قال السيد العكيلي ان هناك ضرورة لاستمرار الحراك مع قوى تشرين والحركات والأحزاب المدنية والوطنية.

وضم الوفد الزائر الى جانب السيد العكيلي، السيدة اخلاص الشمري عضو المكتب السياسي لحزب الأمة، فيما حضر في الاستقبال الى جانب الرفيق رائد فهمي، عضو اللجنة المركزية للحزب حيدر مثنى وعضو لجنة العلاقات الوطنية فاضل الموسوي.لا

******************

الشيوعي العراقي يقدم طلب مقاطعة الانتخابات

رسمياً الى المفوضية

بغداد - طريق الشعب

قدم الرفيق علي صاحب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ممثل الحزب المخول في مفوضية الانتخابات في 26 /7 /2021 طلب مقاطعة الانتخابات رسمياً الى المفوضية. جاء ذلك بعد يومين من اعلان الحزب مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة في مؤتمر صحفي عقد في مقر الحزب ببغداد.

****************

الصحة تحذر من تفشي الوباء.. ومواطنون يطالبون بفتح مراكز إضافية للتلقيحلا

بغداد ـ طريق الشعب

جددت وزارة الصحة يوم امس، تحذيراتها من تفشي الوباء، بعد تسجيل أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا منذ تفشي الجائحة.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “العراق يمر الآن بموجة وبائية هي الأخطر من كل سابقاتها، حيث أن نسبة الحالات الشديدة هي الأكثر”، مشيرا الى ان “المؤسسات الصحية تواجه ضغطاً كبيراً من أعداد الحالات الداخلة ونسبة الحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة، حالات حرجة وصعبة”.

وشدد على ضرورة “الالتزام بأساسيات الوقاية المتمثلة بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وتلقي اللقاحات”، مبينا ان “استمرار ارتفاع الإصابات سيشكل ضغطاً أكبر على المؤسسات الصحية”.

وأعلنت وزارة الصحة، في وقت سابق من يوم امس، إن كوادرها سجلت “13515 حالة إصابة جديدة، و 8217 حالة شفاء، و 66 وفاة بالفيروس”، مسجلة بذلك أعلى حصيلة إصابات منذ تفشي الجائحة. من جانبها، عزت عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة، د. ربى فلاح في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أسباب ارتفاع اعداد الإصابات الى “التجمعات وعدم الاكتراث بالالتزام بالإجراءات الوقائية طيلة أيام العيد، على الرغم من دخول موجة جديدة ومتحورة”. 

وسجلت مراكز تلقي اللقاحات اقبالا واسعا من قبل المواطنين بعد حملة شعبية دشنها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. ورصد مراسل “طريق الشعب”، فوضى كبيرة في مراكز تلقي اللقاحات واحتكاكات بين المراجعين”، مشيرا الى “وجود حالات محاباة للبعض بتجاوز الانتظار في طابور المراجعين، في مشهد اثار استهجان الاعداد الكبيرة التي تنتظر تلقي اللقاح”.

وأضاف، ان “المواطنين طالبوا الجهات المعنية بفتح مراكز تلقيح أخرى من اجل تخفيف الزخم على المراكز الحالية”.

******************

راصد الطريق

«هوسة»! 

أعلنت مفوضية الانتخابات الاثنين الماضي ان لا وجود لسقف مالي يحدد دعاية المرشحين والأحزاب، وبينت انها “كان لديها مشروع بإحدى المراحل الانتخابية في 2014 لعمل نظام الانفاق الانتخابي، يحدد فيه السقف المطلوب لكل مرشح وحزب، لكن لم ينجح بسبب ان تطبيقه ومراقبته صعبة جداً”.

والظاهر ان هذا هو رد المفوضية الموقرة على الاحتجاجات المتصاعدة بشأن الاستخدام غير المحدود للمال السياسي، وما يصاحب ذلك من شراء للذمم والاصوات والبطاقات الانتخابية، ومن تزييف لإرادة المواطنين.

الغريب ان المفوضية تعلن عدم استطاعتها ضبط المال السياسي، وتتنصل من تطبيق أية قيود تفرض لهذ الغرض، تاركة الحبل على الغارب.

وإن كانت الحجة عدم وجود نظام محدد لذلك، فهناك قانون الأحزاب والمفوضية ملزمة بتطبيقه.

ويا ترى الا تعلم المفوضية بوجود نصوص قانونية تمنع الأحزاب من امتلاك السلاح، ومن ان تكون لها نشاطات عسكرية او شبه عسكرية؟

ان المفوضية والحكومة هما المسؤولان عن ضبط المال السياسي والسلاح المنفلت، اللذين بوجودهما يغدو كل حديث عن انتخابات عادلة ونزيهة هواءً في شبك.

******************

الكهرباء: لم نتسلم موازنة 2021

طريق الشعب – وكالات

حذّر وكيل وزارة الكهرباء عادل كريم مساء الثلاثاء، من “كارثة” في الصيف المقبل، في حال عدم توفر الدعم، مؤكداً “حاجة العراق الى 35 الف ميكاواط لتوفير الطاقة الكهربائية بشكل مستقر”.

وقال كريم، في لقاء متلفز، تابعته “طريق الشعب”، ان وزارته “لم تتسلم اي طاقة كهربائية من ايران منذ شهر، وان الانتاج الحالي من 19500 الى 21 الف ميغا واط”، لافتا الى “تفجير 33 برج كهرباء منذ شهر حزيران، الى جانب تعرض اسلاك الطاقة الكهربائية في مناطق الجنوب والوسط الى اطلاقات نارية”.

وتابع كريم “لم نتسلم حتى الآن دينارا واحدا من موازنة 2021، ونعمل بالدين ووضعنا سيئ جداً”.

*******************

الصفحة الثانية 

80 مليارا.. عجز في رواتب الحماية الاجتماعية

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أمس الأربعاء، عن حجم العجز الحاصل في رواتب شبكة الحماية للأشهر ‏المتبقية من العام الحالي، فيما أشارت إلى أن نسبته وصلت إلى 80 مليار دينار.‏

وقالت رئيسة هيئة الحماية الاجتماعية بالوزارة، هدى سجاد، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، إن “الاموال المخصصة للهيئة ‏خفضت من خمسة الى ثلاثة تريليونات و500 مليار دينار، كما تمت مناقلة  70 مليار دينار الى هيئة ذوي ‏الاعاقة، ما ادى الى عدم امكانية فتح شمول جديد للإعانات، فضلاً عن مناقلة تريليوني دينار من الاموال المخصصة للهيئة ‏الى تنمية الاقاليم”.‏

وأضافت أن “هيئة الحماية تمنح حاليا، إعانات إلى مليون و400 ألف اسرة، اي نحو اربعة ملايين و480 ألف فرد بمعدل ‏‏300 مليار دينار شهريا، حيث تمت زيادة مبلغ الاعانة للأسر المستفيدة، وأصبح 275 ألف دينار لأسرة الرجل، و325 ‏ألف دينار لأسرة المرأة، ومنحت بأثر رجعي اعتبارا من مطلع العام الحالي”.‏

وأوضحت سجاد، أن “هناك 750 ألف موافقة سابقة لدى الهيئة، ادخل  بموجبها بحدود 189 ألفا منها بقاعدة بياناتها، بيد انه ‏لا يمكن منحها الا بعد ورود تخصيصات مالية جديدة اما عن طريق المناقلة او اقرار موازنة تكميلية”.

*******************

كل خميس

من أجواء الصراع داخل الحزب الشيوعي العراقي

جاسم الحلفي

اولا لا ندعي ان الصراع الفكري والسياسي داخل الحزب يسير بصورة مثالية، فقد كانت ترافقه نواقص وهفوات غير قليلة، ولكن وفي كل الأحوال هناك حرص لا ريب فيه على توفير اجواء صحية لاستمراره وادامته عبر تحسين تنظيمه وادارته. فالصراع الفكري المرتبط بالاختلاف في وجهات النظر السياسية داخل الحزب الشيوعي، يعد ظاهرة ايجابية جديرة بالترسيخ، نظرا الى ما فيه من نفع عام. ذلك ان إيجابيات اطلاق الحوار الداخلي تفوق كل السلبيات التي ترافق ادارته.

وهكذا جاء الاستفتاء الذي اجراه الحزب حول خوض الانتخابات القادمة او مقاطعتها، ضمن ادارة الصراع لحسم الجدل داخل اللجنة المركزية للحزب، التي انقسم الرأي داخلها بين المشاركة والمقاطعة. وبهذا المعنى فالصراع حول الموضوع عمودي الشكل، يمتد من أعلى الهرم الحزبي وصولا الى قواعده، وليس صراعا افقيا بين قواعد الحزب وقيادته، حيث ان موضوع الصراع نوقش في اجتماعات المكتب السياسي واللجنة المركزية، واخذ وقته المناسب، وكذا الامر في جميع الهيئات التنظيمية.

صحيح ان هذا الاستفتاء لم يكن الأول الذي يقدم عليه الحزب، فقد سبق ان اجرى عددا من الاستفتاءات، منها ما هو محدود العيّنة، وشمل القيادات المحلية ولجان الاختصاص وبعض الشخصيات الحزبية القيادية السابقة الى جانب قيادة الحزب. كما كانت هناك استفتاءات أسهمت فيها قطاعات حزبية أوسع.

وقام الحزب في بعض الحالات باستمزاج رأي أوسع كادر قيادي عبر اجتماعات استشارية، استشف من خلالها اتجاه الرأي العام الحزبي، وجري العمل على اشراك الجسم الحزبي في صناعة القرار المعين.

 فالاستفتاء بهذا المعنى آلية تنظيمية تعزز المشاركة في الرأي، وتسهل اتخاذ القرار السياسي المناسب، سيما في القضايا التي تتطلب أوسع تشاور داخلي، وتحتاج توفير القناعات الضرورية وحسم الجدل الذي لم يتوقف في أروقة القيادة، نظرا لأهمية الموضوع وحساسيته. 

وقد حاول هذا الاستفتاء ان يكون واسعا وشاملا بسبب تعقد الوضع السياسي وتشابكه،  والحاجة الى حسم الموقف بما يوفر قناعات عامة ويضمن رضا الاغلبية الحزبية التي يتنازعها رأيان: الاول يرجح المشاركة في الانتخابات انطلاقا من فكرة اساسية، تقوم على دور الحزب الشيوعي العراقي وواجبه في  ترسيخ الحياة الديمقراطية عبر مشاركته في الانتخابات، نظرا الى ان كل خطوة انتخابية هي انقطاع او ابتعاد عن الحقبة الدكتاتورية التي صادرت الرأي العام. كما انها تنمّي الوعي الشعبي باهمية الانتخابات، وتطور الثقافة الديمقراطية، وتربي على السلوك الانتخابي. وهي احدى وسائل مشاركة المواطنين في تقرير مصير البلد، خاصة وانه يمر بمرحلة انتقالية من فترة الدكتاتورية الى التحول الديمقراطي، مرحلة تحتاج الى ثقافة وبنى تحتية وتدريب وتأهيل واستعدادات شعبية واسعة لإدارك اهمية التحول.

يقابل هذا الرأي رأي آخر، يشدد على مقاطعة الانتخابات باعتبار ان المشاركة فيها غير ذات جدوى، ما دامت مخرجاتها تعيد انتاج طغمة الحكم، المسؤولة عن الخراب ونقص الخدمات والفساد الذي عم البلاد. فلا جدوى من انتخابات إن لم تكن رافعة للتغيير، وبحيث توفر امكانيات لإزاحة قوى الفساد. ولا أهمية للانتخابات إن لم تصلح العملية السياسية عبر فتح بوابة الامل للقوى الشبابية الجديدة، وتمثيلهم بما يشكلون من حجم وثقل في بنية المجتمع. ولا ضرورة للمشاركة في الانتخابات ان لم تؤسس للقطيعة مع طغمة الحكم وترسم معالم التغيير، ولا مشاركة في انتخابات تسهم في تزييف الديمقراطية وأحقية التمثيل السياسي وعدالته.

نعم، لا مشاركة في انتخابات ان لم يكن هدفها القطيعة مع نهج المحاصصة والفساد، واذا لم تؤسس للاستقرار والتنمية والبناء. فالابقاء على العملية السياسية بأخطائها الفادحة هو ابقاء للازمة مفتوحة على أكثر الاحتمالات خطرا على البلاد. وان الدفع الى انتخابات لا تستوعب إرادة الانتفاضة وأهدافها، هو لعب بمصير البلد واستقراره، ودفع الى المجهول. وان نظرة سريعة الى تجربة تونس تدعونا الى الانتباه لخطورة إعادة انتاج السلطة وترسيخ طغمة الحكم فيها.

بالعودة الى الصراع بين الرأيين داخل الحزب، نكتشف ان لا مصلحة شخصية فيه لحاملي الرأي من كلا الاتجاهين. فمصلحة العراق ومصلحة بنائه وحق الشعب في الاستقرار والعيش الكريم، هي الدافع الأساسي عند الشيوعيين، وليس لهم غير سلامة العراق وكرامة شعبه.

*******************

قوات الأمن تعتدي على المتظاهرين في ميسان والنجف

احتجاجات الخدمات متواصلة

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المحافظات، احتجاجا على تردي خدمات الكهرباء والماء.

وأقدم محتجون في مناطق مختلفة على قطع الشوارع، ضمن تصعيد احتجاجي، للضغط على الجهات المعنية من اجل تلبية مطالبهم، فيما قامت القوات الأمنية بالاعتداء على المحتجين في محافظتي ميسان والنجف.

تظاهرات في ذي قار والبصرة

وقاد المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال العراق، في محافظة ذي قار، تظاهرة حاشدة للعاملين في معامل النسيج، للمطالبة بإنصافهم وصرف مستحقاتهم المالية.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، فان الحراك العمالي شهد حشدا نسويا كبيرا.

كما شهدت المحافظة قطعا للطرق الرئيسة، احتجاجا على تردي واقع التيار الكهربائي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، أحمد حميد ان “العشرات من المحتجين في منطقة الإسكان الصناعي بمدينة الناصرية، اقدموا على قطع الطريق العام الرابط بين قضاء سوق الشيوخ ومركز المحافظة بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تردي واقع التيار الكهربائي في مناطقهم”، مشيرا الى “تظاهرة أخرى شارك فيها العشرات من اهالي منطقة الصائبة في قضاء سوق الشيوخ، احتجاجا على تردي الكهرباء والخدمات الأساسية”.

من جانبهم، نظم عدد من منتسبي الشركة العامة لموانئ العراق في البصرة وقفة احتجاجية، أمام مقر الشركة في قضاء المعقل، للمطالبة بتسليمهم أرباحهم المتوقفة منذ العام 2018.

وطالب المحتجون بحسم ملف قطع الأراضي التي تم توزيعها للمنتسبين دون تسليمهم اي مستند رسمي، وفرز قطع الأراضي في شطي البصرة والعرب.

اعتداءات في ميسان والنجف

وفي محافظة ميسان، اقدم محتجون على غلق مدخل المحطة الغازية الاولى في المعَّيل، من خلال قطع الطريق العام المؤدي للشركات النفطية في قضاء الكحلاء.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين طالبوا بتحسين واقع التيار الكهربائي وتوفير الخدمات. كذلك دعوا الى فرز منطقة المعيل وجعلها ناحية ووحدة ادارية منفصلة تابعة للقضاء”.

وفي وقت سابق، قامت القوات الأمنية بالاعتداء على المحاضرين في المجان، المتظاهرين امام مديرية التربية، للمطالبة بإنجاز عقودهم من خلال استخدام خراطيم المياه، بغية تفريقهم.

وفي السياق، جدد عدد من أصحاب الأجور اليومية في مديرية البطاقة الوطنية في المثنى، تظاهراتهم المطالبة بتحويلهم لنظام العقود، وصرف رواتبهم المتأخرة، منذ خمسة أشهر.

وشكا العاملون تعرضهم لظلم كبير بسبب عملهم منذ سنوات بنظام الأجور اليومية، دون تحويلهم الى عقود، أسوة بباقي أقرانهم.

الى ذلك، تعرّض عدد من المحتجين في محافظة النجف، الى اعتداء من قبل قوات الأمن، على خلفية مطالبتهم بتوفير الخدمات.

وقال مراسل “طريق الشعب”، احمد الجنابي، ان “القوات الأمنية قامت بالاعتداء على أهالي قرية مظلوم والمتظاهرين المساندين لهم المطالبين بتوفير الخدمات وتبليط الشارع المؤدي للقرية”، مشيرا الى تلك القوات قامت بضرب المتظاهرين، والاعتداء عليهم لفظيا بشكل سافر”.

كما تعرض المتظاهرون في قضاء المناذرة المطالبين بتوفير الماء والكهرباء الى اعتداء اخر من قبل قوات الأمن، التي اعتقلت عددا منهم، قبل ان تطلق سراحهم بعد ضغوط جماهيرية.

تظاهرة في خانقين

وفي محافظة ديالى، تظاهر عدد كبير من أهالي قضاء خانقين، احتجاجا على سوء الخدمات.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بـ”انطلاق تظاهرة شعبية في القضاء، احتجاجا على سوء الخدمات الأساسية”، مشيرا الى “اغلاق دائرة صيانة الكهرباء في القضاء، احتجاجا على تردي تجهيزها”.

وأضاف أن “المتظاهرين نظموا مسيرة راجلة صوب مبنى قائممقامية القضاء لرفع مطالبهم”.

*****************

“المنبر العراقي” و “جبهة الحوار” يقاطعان الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن المنبر العراقي، وجبهة الحوار الوطني، يوم أمس، الانسحاب من الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقال نائب رئيس المنبر العراقي القاضي وائل عبد اللطيف، في مؤتمر صحفي عقده ببغداد، “نعلن نحن المنبر العراقي موقفنا الصادق والصريح بالانسحاب، ومقاطعة الانتخابات”.  وتوقع عبد اللطيف “تضاؤل وتناقص نسب المشاركة الجماهيرية فيها، ولهذا سوف تنتج العملية دورة برلمانية غير كفوءة لتحمل الأعباء العظيمة، وستنتج منها حكومة ضعيفة، ومستضعفة مقرونة بالفساد والتزوير”. ودعا عبد اللطيف الكتل والاحزاب السياسية كافة إلى “اتخاذ نفس الموقف بمقاطعة الانتخابات .”

من جانب آخر، كشفت جبهة الحوار الوطني، في بيان لها، طالعته “طريق الشعب”، إن القرار اتخذ “بناء على القناعة الراسخة بأن انتخابات عام 2018 كانت أسوأ انتخابات، حيث شهدت أدنى نسبة مشاركة، وأعلى نسبة تزوير، ولما أفرزته تلك الانتخابات من نتائج لا تمثل إرادة أبناء شعبنا، ما ساهم في المزيد من التدهور السياسي والفشل في إعادة بناء مؤسسات الدولة”.   وأضاف البيان أنّ “هناك حقيقة بات يدركها الشعب العراقي بأن الوضع السيئ الذي وصل اليه البلد وعدم توفير بيئة آمنة لإجراء الانتخابات المبكرة وانتشار السلاح المنفلت، كلها عوامل تؤكد أنّ لا تغيير واضح سيحصل. وعليه ولوجود هذه القناعة قررت الجبهة عدم الاشتراك في هذه الانتخابات، ولم تقدم أي مرشح في أية دائرة انتخابية”.   وأكّد البيان “موقف الجبهة السابق من عدم إمكانية إجراء انتخابات نزيهة بدون إنهاء عوامل التزوير المتمثلة بالسلاح المنفلت والمال السياسي”، داعياً “الأحزاب التي مازالت تتمسك بالنهج الوطني الى أن تتصدى للعمل في جانب المعارضة لتحاول تصحيح المسار، ولكي لا تكون جزءاً من مشهد يساهم في المزيد من التردي على كافة المستويات”. 

*****************

دعم نقابي عربي للاتحاد العام لنقابات العمال

بغداد ـ طريق الشعب

جدد المجلس العام للاتحاد العربي للنقابات، مؤخرا، وقوفه إلى جانب الاتحاد العام لنقابات عمّال العراق في “نضاله المستمر”. وأكد الاتحاد في بيان تلقته “طريق الشعب”، عقب انعقاد الدورة الخامسة “الوقوف إلى جانب الاتحاد العام لنقابات عمال العراق في نضاله المستمر، من اجل معالجة الاختلالات الاجتماعية العميقة التي تشوب عالم العمل في إطار حوار اجتماعي جدي، يؤسس لمناخ سليم يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة”.  وأضاف البيان “أن مطالبة الاتحاد العام لنقابات عمال العراق بمأسسة الحوار الاجتماعي نابعة من حس وطني وتحمل لمسؤولياته. وان المجلس العام يدعو الشركاء الاجتماعيين في العراق الى التجنيد في إطار حوار اجتماعي لإيجاد حلول وفاقية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجه العراق كغيره من البلدان العربية وهو ما يستوجب ما يلي: مأسسة آليات الحوار الاجتماعي، مبسطة في مسطرتها، واضحة في منهجيتها، وشاملة وملزمة لأطرافها. وتوسيع مواضيع الحوار الاجتماعي، لتشمل قضايا جديدة، أبرزها قضايا المساواة الفعلية، ومكافحة التمييز بين الجنسين في مجال العمل، والقضاء على تشغيل الأطفال، مع ضمان شروط العمل اللائق للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل القطاع غير المنظم. ضرورة بناء المنظومة الجديدة للحوار الاجتماعي، باستحضار متطلبات المساواة بين الجنسين، ومقاربة حقوق الإنسان، واعتبار مأسسة الحوار الاجتماعي، مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، فضلا عن اعتماد الحوار القطاعي على مستوى القطاع العام والمؤسسات العامة تفعيلا لما جاءت به الاتفاقية الدولية 151 خاصة وأن النقابات تملك تصورا متكاملا على المستوى المهني والمطلبي”. 

****************

المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي :

اقتحام قناة البغدادية انتهاك لحرية الاعلام

أقدمت قوات امنية يوم امس على اقتحام مقر قناة البغدادية الفضائية، في بغداد، واعتقال مدير قسم الاخبار ومقدم البرامج، وطلبت بفصل اجهزة البث التلفزيوني عن العمل بعد احتجاز العاملين في القناة في احدى الغرف.

 تكررت مثل هذه  الاعتداءات والتجاوزات  على الزملاء الإعلاميين ومؤسسات إعلامية مختلفة بالرغم من الاستنكارات الشديدة لهذه الأفعال التي يتوجب  ان لا تمر دون محاسبة او ردع.

اننا في المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي،  اذ نعلن تضامننا مع الزملاء العاملين في قناة البغدادية، نطالب بان يكون القانون هو الفيصل ، ونشدد على إيقاف  هذه الأفعال غير الدستورية بحق الإعلاميين واحتجازهم وهم يقومون بواجبهم ، ونؤكد على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير  والصحافة وحق التظاهر السلمي المكفول دستورياً اذ ان ليس من المقبول على الاطلاق  ان يجري انتهاك هذه الحقوق ومصادرتها .

28-7-2021

****************

الصفحة الثالثة  

شط العرب يختنق بمخلفات أهله ودول الجوار

اللسان الملحي يتمدد!

بغداد ـ طريق الشعب

يبدو أن الكل يتآمر على شط العرب: الاهالي يلقون فيه مخلفاتهم الصحية، والشركات التي اعتادت على رمي مخلفاتها النفطية فيه، وحتى الانهر العذبة باتت تلقيه فيه مياهها المالحة، بينما قطعت أنهار أخرى إطلاقاتها نحوه بشكل تام، ليبقى اللسان الملحي يتمدد بشكل غير مسبوق.

زيادة الاطلاقات المائية

وأعلنت وزارة الموارد المائية، الأحد، زيادة الاطلاقات المائية لمعالجة أزمة اللسان الملحي في مياه البصرة.

وعلل وكيل الوزارة، حسين بكة، ارتفاع اللسان الملحي بـ”انخفاض الاطلاقات المائية من دول الجوار والتغيرات المناخية أيضاً”، مؤكداً أن ذلك “أدّى الى ارتفاع غير مسبوق للسان الملحي في مياه شط العرب”.

وقال ان وزارته “قررت رفع الاطلاقات المائية الى محافظة البصرة، لمعالجة أزمة اللسان الملحي من خلال القناة الاروائية وقناة البدعة”.

أزمة من ثلاثة محاور 

يقول فلاح حسن، وهو عضو في حملة حقنا، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “أزمة المياه في البصرة تتمثل في ثلاثة أمور، وهي شح المياه، تلوثها وزيادة التراكيز الملحية فيها”.

ويضيف حسن، وهو مدير معهد نيسان المهتم بشؤون البيئة، أن “شح المياه حدث بسبب اغلاق ايران نهر الكارون، حتى أصبحت نسبة المياه الواردة من هذا النهر صفرا”، مبيناً أن “المياه القادمة لشط العرب من نهر الفرات من جهة ذي قار، تواجه سدودا ترابية، ولأن منسوب نهر الفرات منخفض، أصبحت نسب المياه الواردة قليلة جداً”.

أما مياه دجلة القادمة من ناظم قلعة صالح، فيوضح حسن بأنها “في السابق كانت نسبة اطلاقاتها 90 في المائة، وهذا كان كفيلا بدفع اللسان الملحي”، بينما الان في ظل شح المياه من نهري الكارون والفرات فلم تعد نسبة الـ 90 في المائة كافية لدفع اللسان الملحي، بحسب حسن.  ويزيد حسن قائلاً ان اللسان الملحي تكون نتيجة لانخفاض المياه في شط العرب، وبالتالي يصبح مستوى المياه في الخليج اعلى من مستوى شط العرب، ما يؤدي الى دخول المياه المالحة القادمة من البحر، الى شط العرب.

طحالب حمراء

ويؤكد الناشط البيئي أن “التراكيز الملحية تقدمت كثيراً ووصلت الى شمال شط العرب، تحديداً الى منطقة الهارثة”.

ويشير إلى أنه “جراء وجود لسان ملحي ودخول الاحياء البحرية الى شط العرب، تولدت لدينا طحالب حمراء تسمى بـ”التلوث الأحمر”، ما يجعل المياه لا تصلح حتى للغسل، كون الطحالب الحمراء تحتوي على مواد سامة”.

ويلفت إلى سبب اخر للتلوث وهو أن “مياه مجاري البصرة تصب في شط العرب، وكذلك مخلفات الاستخراج النفطي تذهب الى النهر ذاته”، كما يشير الى ان “شركات النفط تسحب بما يقدر 12 برميل ماء عذب من شط العرب”. 

تهديد عراقي

وكان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب، قد كشف في وقت سابق عن خطورة الموقف في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، عقب قيام إيران بقطع امدادات عدد من الأنهار، بينها الكرخا وسيروان والكارون.

وهدد وزير الموارد المائية مهدي رشيد، الأسبوع الماضي، بالتحرك نحو مجلس الأمن والأمم المتحدة، إذا ما استمرت إيران بقطع الأنهار الدخلة إلى العراق عبر أراضيها.

وفي ايار الماضي طمأن الوزير خلال حديث متلفز، بأنه “لن يكون هناك لسان ملحي في البصرة خلال هذا الصيف”، في وقت تحدثت فيه “طريق الشعب”، عن زيادة التراكيز الملحية في جنوب شط العرب.

******************** 

الشيوعي العراقي : البصرة بحاجة الى حلول سريعة لازمة المياه وملوحتها ‏

لا زالت أزمة المياه وشحتها مِن التحديات الكبيرة التي تواجه أبناء البصرة في مجاليّ ‏الأستخدام البشري والزراعي  وغيرهما من الاستخدامات ، أسباب الازمة معروفة ويمكن ‏معالجتها لو توفرت الإرادة السياسية لحل هذه المشكلة وتخفيف معاناة المواطنين .

لقد  حصلت البصرة على تخصيصات مالية جيدة في السنوات السابقة ، ولكن  سوء التخطيط ‏وضعف الأدارة وعدم وجود رؤية واضحة واستراتيجية لحل المشاكل والتحديات ، ناهيك عن ‏البيروقراطية والفساد ،  حال كل ذلك  دون تقديم أي منجز ملموس لحل هذه المشكلة ، بل ‏تفاقمت تداعياتها  وازداد تأثيرها وتعاظمت  الاضرار الناجمة عن ارتفاع تراكيز الملوحة وقلة ‏الاطلاقات المائية  نتيجة تداخل جملة من عوامل واسباب داخلية وخارجية ،  منها عدم وجود ‏اتفاقية دولية لتنظيم توزيع عادل للمياه ، وكذلك التجاوز على الحصص المتفق عليها   حيث ‏تركيا لم تلتزم بتوفير الحصة المقررة لبلدنا  واستخدام سد اليسو دون مراعاة احتياجات دولة ‏المصب ،  وكذلك تحكم ايران بالممرات المائية التي تصب في  شط العرب وقيامها  بتحويل ‏مجرى نهر  الكارون من قبل  الذي تسبب بأرتفاع ملوحة المياه وخصوصاً في منطقة سيحان ‏حيث وصلت التراكيز الملحية  الى تراكيز عالية.

إضافة الى عوامل داخلية في مقدمتها عدم الاستفادة من سقوط الامطار لسنوات  2019 / ‏‏2020   ، وكذلك  التجاوز على المياه من قبل المحافظات المجاورة , وعدم وجود إجراءات ‏لوقفها.

وهناك  أيضا الاستخدام غير  السليم للحصص المائية وعوامل اخرى منها ذات طابع امني . و ‏ارتباطا بهذا الوضع المزري لازمة المياه وما سببته  من  قتل للنخيل  والبساتين وتضرر ‏الفلاحين والمزارعين وابناء البصرة ، وظهور اصابات مرضية عديدة بسبب تلوث المياه ، ‏أضيفت الى ما تسببه   جائحة كورونا. ‏

اننا  نشدد على  أهمية  اقامة سد لغرض الاستفادة من المياه العذبة، ومعالجة المد الملحي ‏وانشاء محطات تحلية كبيرة كأجراء استراتيجي ،  وعلى المدى المتوسط  فالمطلوب انشاء ‏محطات تحلية في محطات المعالجة واجراءات آنية منها ان تتم زيادة الاطلاقات المائية ‏للبصرة لتصل الى  75 متر مكعب خلف ناظم قلعة صالح وايصالها الى  7,5 متر مكعب ‏بالنسبة لمشروع ماء البدعة في فصل الصيف مع متابعة التجاوزات واتخاذ الاجراءات ‏وتنشيط الجهد الخارجي ، السياسي والدبلوماسي وغيرهما من عوامل الضغط الاقتصادي  مع ‏دول الحوار  لضمان التوزيع  العادل للمياه والحصول على حصة العراق كاملة. ‏

ان الوضع لايحتمل ويتطلب  الاقدام على حلول سريعة  لازمة مياه البصرة وإلاّ فأن الاوضاع ‏مفتوحة على احتمالات عدة  منها تفجر غضب الشارع وخروج الاهالي في احتجاجات  واسعة ‏كما حصل في عام 2018  حيث  تفجرت الجماهير  غضبا وسخطا  جراء ازمة وملوحة مياه ‏البصرة. ‏

محلية البصرة

‏ للحزب الشيوعي العراقي

‏ 25 تموز 2021‏

*****************

«حقوق الانسان».. هيأة مستقلة يدير عملها البرلمان!

بغداد ـ عبدالله لطيف

يبدو أن مجلس النواب بات مثقلا بالأزمات، التي جعلته بالكاد يتشكل لعقد جلسة برلمانية وإنْ كانت ملحة، بينما أمامه قرابة شهرين لحل نفسه تمهيدا لإجراء الانتخابات المقبلة.

وفي التفاصيل، أثار إعلان النائب الأول لمجلس النواب، حسن الكعبي، إنهاء عمل مجلس مفوضية حقوق الانسان جدلاً كبيراً، كون البرلمان انهى عمل المفوضية، لكنه لم يتمكن في الوقت ذاته من اختيار مجلس مفوضين جديد، بل ذهب نحو تشكيل لجنة برلمانية، لإدارة العمل من دون ان يحدد مهام وصلاحيات تلك اللجنة.

وكانت «طريق الشعب» قد أعدّت تقريرا صحفيا قبل موعد انتهاء عمر الدورة الاخيرة في 20 تموز الجاري، سلطت فيه الضوء على حراك الكتل السياسية المتنفذة، في ما يخص ترشيح أعضاء جدد لمجلس المفوضين.

ووفقا للتقرير السابق، فإن تلك الكتل كانت قد قدمت مرشحيها الى رئاسة البرلمان، لشغل عضوية المجلس الجديد.

وقال أعضاء مجلس المفوضية السابقين، ان «لمجلس النواب سلطة تشريعية ورقابية وليست له أي مهام إدارية»، مطالبا القضاء الإداري  بالتدخل من أجل تفسير النصوص الدستورية المختلف عليها.

فيما يجد مراقبون لعمل المفوضية، أنها ينظر اليها شأنها شأن بقية مؤسسات الدولة؛ حيث ان نهج المحاصصة حاضر في اختيار أعضاء مجلس المفوضين، الامر الذي جعلها غير فاعلة في الميدان، خصوصا في ظل الاحداث التي رافقت انتفاضة تشرين 2019.

المحكمة الاتحادية تتدخل

وأصدرت المحكمة الاتحادية، قراراً بعدم دستورية ارتباط مفوضية حقوق الانسان بمجلس النواب، مؤكدة بقاءها هيئة دستورية مستقلة ماليا وإداريا وفنيا.

من جهته، اعتبر عضو المفوضية السابقة علي البياتي، ان قرار مجلس النواب بإنهاء عمل المفوضية فيه «تدخل غير قانوني»، مطالباً «القضاء الإداري بالتدخل لتفسير القوانين المشتبكة».

وقال علي البياتي لـ»طريق الشعب»، ان «قانون المفوضية منح مجلس المفوضين صلاحية عمل لمدة اربع سنوات»، مبيناً أنه «حسب قانون المفوضية رقم 53 لسنة 2008 فإن واجب المفوضية تشكيل مجلس المفوضين الجديد قبل مغادرة المجلس القديم».

والبياتي بات يخشى على «مصير حقوق الانسان في العراق».

وأضاف أنه «وفقا للقانون فإن يوم 20 في هذا الشهر (تموز) قد انتهى عمل مجلس المفوضين، وليس المفوضية ككل»، مبيناً أنّ «قرار المحكمة الاتحادية الأخير أكد ان هذه المؤسسة مستقلة، وبالتالي ليس من حق أي سلطة أخرى – مجلس النواب- ان تدير عمل المفوضية بدلاً منها».

وأوضح أن «مجلس النواب وفقا للدستور، لديه مهام تشريعية ورقابية وليس ضمن مهامه ان يكون مؤسسة إدارية تدير عمل المفوضية عند انتهاء مهامها»، مشيراً إلى أن «القضاء الإداري هو صاحب كلمة الفصل في هذه الازمة، باعتبار ان هناك اختلافا في تفسير القوانين والقرارات».

وعن إمكانية تشكيل مفوضية بمعزل عن نهج المحاصصة الطائفية، قال البياتي إن «القانون يتحدث عن تشكيل لجنة وطنية تضم أعضاء برلمان وممثلين عن الحكومة ومجلس القضاء الأعلى ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة»، مؤكداً أن «هذا التشكيل فيه ضمان لعدم وجود محاصصة سياسية». 

وتابع بقوله «نحن نأمل ان يتم تشكيلها بأسرع وقت وبصرف النظر عن التفاصيل الأخرى. من المفترض ان يجتمع مجلس النواب الان لإتمام تشكيل مجلس إدارة المفوضية».

أداء غير مقنع

ولم تسجل الأوساط المعنية والمهتمة في مجال حقوق الانسان في العراق أي رضىً عن أداء المفوضية خلال السنوات الماضية، حيث يؤكد معظم المراقبين انها كانت تكتفي بإعداد احصائيات عن ضحايا عمليات الإرهاب والاحتجاجات، بينما لم يكن لها دور فاعل في المساهمة بإيقاف تلك الانتهاكات التي تخص حقوق الانسان.

ويُعلّق القاضي عزيز على الموضوع قائلاً: ان «مفوضية حقوق الانسان ينظر لها شأنها شأن باقي مؤسسات الدولة ضمن الوضع السياسي العام. بمعنى ان نهج المحاصصة التي يطبق في كل المؤسسات، مطبق داخل عمل المفوضية»، مبرهنا على قوله بأن «عملها غير فاعل، ولم تتصدَ لقضايا كبيرة. ولنا في قتل المحتجين خير مثال».

وبيّن عزيز لـ»طريق الشعب»، ان «المادة 102 من الدستور تقول ان مفوضية حقوق الانسان تعد هيأة مستقلة تخضع لرقابة مجلس النواب وتنظم اعمالها بقانون، ولا ترتبط بأي جهة أخرى».

وأضاف أن «الجهة التي شرعت قانون عمل مفوضية حقوق الانسان هي التي لها الحق في انهاء عمل المفوضية، اذا كان مجلس النواب هو من شرع القانون، فهو الجهة المعنية بإنهاء عمل المفوضية واختيار مفوضية جديدة».

وزاد أن «هكذا مؤسسات فيها نظام داخلي يرتب عملها، وهو من يكون مسؤولا على تشكيل مجلس المفوضين واختيار أعضائه وتحديد الفترة الزمنية لعمله».

يونامي تعلق

وعبّرت بعثة الامم المتحدة، في بيان نشر على صفحتها على منصات التواصل الاجتماعي، طالعته «طريق الشعب» عن أسفها لعدم تمكن مجلس النواب من تشكيل لجنة خبراء لاختيار الأعضاء الجدد في المفوضية.

ونقل البيان عن رئيسة مكتب حقوق الإنسان في بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) دانييل بيل، قولها ان « يونامي تحث على اتخاذ تدابير فورية لتعيين مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، في امتثالٍ تام للمادة 7 من قانون المفوضية العليا لحقوق الإنسان لسنة 2008، وبما يتفق مع المبادئ الدولية المتعلقة بحالة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان».

*******************

المفوضية: لم ننجح في ضبط مراقبة الصرف

الدعاية الانتخابية بلا سقف مالي ولا متابعة!

بغداد ـ علي شغاتي

وجّه عدد من المرشحين الى لانتخابات مجلس النواب المزمع اجراؤها في تشرين الأول المقبل، جملة من الانتقادات لعمل المفوضية، بسبب عدم تحديدها سقفا للصرف على الدعاية الانتخابية، الى جانب غياب فرق الرقابة والرصد التابعة لها، برغم انطلاق الدعاية الانتخابية. وأكد المرشحون أن غياب الضوابط وعدم تطبيق القوانين، سمح لعدد كبير من مرشحي الأحزاب المتنفذة في استغلال موارد الدولة وتوظفيها في الدعاية الانتخابية.

أداء مخيّب للآمال

يقول المرشح في محافظة واسط، سجاد سالم لـ”طريق الشعب”، إنّ “المفوضية لم تضع ضوابط للصرف المالي على الدعاية الانتخابية، وهي بذلك أعطت فرصة لاستخدام المال السياسي في الانتخابات”، مشيرا الى “وجود نقمة شعبية من استخدام المال السياسي والنفوذ في الانتخابات”.

ويصف سالم، أداء مفوضية الانتخابات بأنه “مخيب للآمال”، فيما انتقد “عدم انطلاق فرق المراقبة التابعة للمفوضية حتى الان، برغم ان العديد من الأحزاب السياسية باشرت حملاتها الانتخابية قبل مصادقة المفوضية على أسماء المرشحين”.

وعد سالم ان “هذه التصرفات تعطي انطباعا سلبيا عن أداء المفوضية وعدم قدرتها على إدارة العملية الانتخابية بصورة شفافة ومستقلة”.

وبالتالي يخمن المرشح، ان تقدم تلك الاخفاقات “فرصة إضافية الى استمرار هيمنة الأحزاب الفاسدة وتعاظم سطوتها، لامتلاكها النفوذ والسلاح والمال”.

سقف مالي

من جانبه، شدّد المرشح عن محافظة بغداد، دريد الربيعي، في حديث لـ”طريق الشعب”، على “ضرورة وضع سقف مالي يتناسب مع إمكانيات المرشحين، خاصة ان قانون الانتخابات قلص من مساحة الدوائر الانتخابية”، داعيا الى “وضع سقف اعلى للإنفاق على الدعاية الانتخابية”، لأنه بخلاف ذلك سيكون “هناك استغلال واضح لموارد الدولة وامكاناتها البشرية والمادية في الدعاية الانتخابية، لصالح مرشحين ينتمون لكتل سياسية متنفذة”.

ويدعو المرشح الى “عدم الاكتفاء بالغرامات، بل إصدار عقوبات تصل الى الحرمان من المشاركة في الانتخابات، في حال تكرار الخروقات من قبل الأحزاب او المرشحين”.

غياب الضوابط

الى ذلك، انتقد المرشح ياس الخزعلي في حديث لـ”طريق الشعب”، “غياب الضوابط والمحاسبة للمرشحين الذين يقومون باستغلال معاناة المواطنين وحاجتهم للخدمات الأساسية للتأثير على الرأي العام من خلال شراء اصوات الناخبين، وفرش الشوارع بمادة السبيس، وتبديل محولات الكهرباء وغير ذلك”. ويكشف الخزعلي عن “قيام مرشحين باستغلال نفوذهم وتفريغ عناصر تنتمي الى أجهزة أمنية من عملهم، وتشغيلهم في مكاتب المرشحين كماكنات انتخابية”.

وحول إجراءات المفوضية في هذا الخصوص، يعلق الخزعلي بالقول ان “مفوضية الانتخابات تعلم ما يجري، لكنها لا تقوم باتخاذ أي اجراء، رغم كثرة الانتهاكات من قبل المتنفذين”.

لا حدود للصرف

وكان مدير عام دائرة الإعلام والاتصال الجماهيري في المفوضية، حسن سلمان، كشف مؤخرا عن عدم وجود اي سقف مالي يحدد دعاية المرشحين والأحزاب.

وقال سلمان في تصريح صحفي، ان “مسألة الانفاق الانتخابي يحدده المرشح أو الحزب”، لافتاً إلى أن “بعض الأحزاب مملوءة مالياً، ولديها دعايات انتخابية قوية جداً تصل الى المليارات، ولا يوجد اي سقف محدد للدعاية الانتخابية”.

ويضيف أن “المفوضية كان لديها مشروع بإحدى المراحل الانتخابية في عام 2014 لتطبيق نظام الانفاق الانتخابي يحدد فيه السقف المالي المطلوب لكل مرشح وحزب، لكن الامر لم ينجح، فضلا عن صعوبة مراقبته”.

خلل في العملية الديمقراطية

وعلق الخبير القانوني محسن كريم في حديث لـ”طريق الشعب”، على الموضوع بالقول ان “التأسيس الديمقراطي السليم يفرض بالضرورة تأمين المناخ السياسي الملائم الذي يسمح بإدارة العملية الانتخابية بين مختلف المرشحين والاحزاب والكيانات السياسية في إطار من التنافس الجدي التعددي والمنّظم”، مبينا انه “من أجل ضمان هكذا أجواء، لا بُد للتنافس الانتخابي بين مختلف القوى، أن يتم في أجواء تضمن ديمقراطية الانتخابات عبر اعتماد وتطبيق مجموعة من المعايير التي يمكن أن ينتج عن عدم الالتزام بها، خلل أساسي يقود الى التشكيك في مشروعية التمثيل الديمقراطي”.

ويبيّن الخبير ان “معظم التجارب في العالم من اجل انتخابات نزيهة وحرة، تستوجب بالضرورة تأمين أعلى مستوى من تكافؤ الفرص. وذلك عبر ضمان معاملة كافة القوى والأحزاب والمرشحين المستقلين، بطريقة عادلة ومتساوية من دون تمييز، تبعا للقوانين التي تنظم الحياة السياسية الداخلية ولا تتعارض مع المعايير الدولية”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على تكافؤ فرص التعبير، لكي يكون الناخبون والمرشحون أحرارا في التعبير عن آرائهم”.

عوائق اساسية

ويردف كريم ان “المتنفذين لم يتوقفوا عند حدود قانون الانتخابات الذي فصل على مقاساتهم، انما امتدت محاولاتهم للتأثير على الانتخابات من خلال تكريس المحاصصة في المفوضية التي يظهر عليها جليا عجزها عن إدارة العملية الانتخابية بسبب ضغوط تمارس عليها من قبل الأحزاب الحاكمة”، معتبرا ان “حماية التعددية وضمان عدم استفراد القوى الحاكمة بالسلطة وضمان عملية التغيير، شروط أساسية لترسيخ شرعية الانتخابات”.

ويشير الخبير الى ان “الانتخابات تواجه عوائق أساسية من أبرزها تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين المرشحين وهذا ما نفتقده في العراق، في ظل عدم السيطرة على المال السياسي وموارد الدولة وعدم شفافية بيانات تمويل الأحزاب والمرشحين”، داعيا الى “وضع سقف مالي محدد للدعاية الانتخابية، واناطة مهمة مراقبة الصرف عليها بديوان الرقابة المالية، وإلزام الأحزاب والمرشحين بتقديم كشوفاتهم المالية الخاصة بالحملة الانتخابية قبل وبعد اجراء الانتخابات”.

ويؤكد كريم أن “عددا كبيرا من المسؤولين يحاول عرقلة تطبيق القانون او فرض ضوابط وتعليمات تحد من هذه الظاهرة، من اجل ضمان بقائهم في السلطة، وعدم محاسبتهم على التمويل الخارجي، الذي يلعب دورا مؤثرا في العملية الانتخابية”، داعيا الى “تشريع قوانين ووضع ضوابط واضحة لمعرفة مصادر تمويل الأحزاب وتطبيقها على الجميع من دون انتقائية”.

اعادة النظر

من جانبه، دعا المرشح عن الحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، سلوان الاغا، مفوضية الانتخابات الى اعادة النظر في قرار قبول الانسحاب من المنافسة الانتخابية، مؤكداً ان تصريحات المفوضية في شأن عدم امكانية الانسحاب غير واقعية كون الترشح للانتخابات “حقا”.

واضاف الاغا في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الحزب الشيوعي العراقي قرر مقاطعة انتخابات تشرين 2021 بشكل نهائي بعد الاستفتاء الذي اجراه مطلع الشهر الجاري، وبعد دراسة عميقة للواقع السياسي” مضيفا ان “الانتخابات المقبلة ستشهد منافسة بين اصحاب النفوذ فقط، وهي لن تكون بوابة للتغيير، كون مطالبات اجراء انتخابات نزيهة وشفافة لم يجر تنفيذها”.

*******************

الصفحة الرابعة

مختصون يحددون أسباب الترتيب المأساوي

الفساد والمحاصصة يقودان العراق الى ذيل التصنيفات العالمية

بغداد ـ محمد التميمي

لم يبرحْ العراق ذيل قائمة المؤشرات العالمية في مختلف القطاعات، وقد اعتاد العراقيون على تلك الأرقام المأساوية التي تخص قضايا التعليم والصحة والمعيشة وحرية المرأة والتعبير وغيرها.  ويعزو العديد من المختصين والمراقبين هذه الحالة إلى أسباب كثيرة، تقف في مقدمتها ظاهرة الفساد التي تجذرت في بنية الدولة، فضلا عن سوء الإدارة وغياب التخطيط، وتداعيات نظام المحاصصة الطائفية.

تراجع اقتصادي مؤسف

ويقول الاقتصادي عادل عبد الزهرة: إنّ أسباب تراجع العراق في المؤشرات الدولية هو “نتيجة حتمية لمنهج المحاصصة والفساد”.

ويضيف عبد الزهرة في حديث لـ”طريق الشعب”، أن الوضع الاقتصادي يمثل عاملا مهما في هذا الجانب “كون اقتصاد البلد بقي على طابعه الريعي. وقد تسبب هذا التوجه في إهمال القطاعات المؤثرة كالزراعة والصناعة والسياحة، والاعتماد على النفط وحده مصدرا للدخل برغم ذبذبة الاسعار. فكل ذلك يتطلب تنويع القاعدة الاقتصادية والانتاجية وتفعيل القطاعات التي تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني”.

ويضيف المتحدث قائلا: إن “تحسين وضع العراق ومواقعه على لوائح المؤشرات العالمية مرهون بإحداث تغييرات جذرية واصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية، واعتماد مبدأ المواطنة بدلا من المحاصصة الطائفية، واقامة العدالة الاجتماعية والمساواة، وهو ما لا يمكن ان تحققه المنظومة السياسية الحالية التي تتميز بسوء الادارة والتخطيط”.

فساد مستشر

وفي السياق ذاته، يتحدث الناشط محمود طارق، عن خطورة ملفات الفساد المالي والإداري وغياب الرقابة على هذا الجانب. وقال طارق لـ”طريق الشعب”، إنّ “الاخبار اليومية التي تتعاطى معها وكالات الانباء والمحطات الفضائية وغيرها، تجعلنا لا نستغرب من تصنيف بغداد كأسوأ عاصمة للعيش بسبب تردي الخدمات التي تكاد تكون معدومة”.

ولفت إلى أن “هذه المؤشرات تعري المنظومة السياسية الماسكة بالسلطة، وتكشف لنا مدى فشلها على مدار 18 عاما”.

ويحمّل الناشط حكومات ما بعد العام 2003 مسؤولية تراجع العراق في المؤشرات العالمية، مشيرا الى انها جعلت البلاد “فريسة للجهات الخارجة عن القانون، وبالتالي أضعف ذلك الدولة وتدهور وضعها الأمني”.

معايير كثيرة

من جانبه يقول، رئيس جمعية المواطنة لحقوق الانسان، محمد السلامي ان أحد أسباب تسيد العراق ذيل التصنيفات العالمية هو أن البلد لم يغادر المرحلة الانتقالية حتى الان: من نظام ديكتاتوري فاشي إلى أجواء يمكن التحدث عنها تحت اسم الديمقراطية.

ويضيف أن “سيادة القانون أبرز المعايير في تقييم الدول بالمؤشرات العالمية، فعندما لا يكون هناك تطبيق للقانون، ولا أمن ولا معاقبة للمجرمين، ان اسم العراق لا ينفك عن الترتيب المتأخر في تلك التصنيفات.

ويلوح السلامي الى وجود تأثيرات دولية في بعض الأحيان على جعل العراق في هذا الموقع أو ذاك، ولكن بنفس الوقت توجد منظمات رصينة، لديها معايير محددة، وتتعاطى مع البلد بوضعه الحقيقي، وتضعه في مرتبة مستحقة.

ولا يشكك السلامي في التصنيفات الخاصة بوضع المرأة في البلد، ومجانية التعليم، ووضع الطفل، والرعاية الصحية، وحقوق الانسان، “جميع هذه المعايير هي مهنية”.

إحصاءات واستبيانات

ونوه رئيس جمعية المواطنة، الى ان “المنظمات الدولية تعتمد على المعلومات التي تنشر علنا، مثلا إحصاءات وزارة التخطيط إضافة للمعلومات التي تنشرها المؤسسات والجهات الحكومية المعنية، وبعض الأحيان لديهم معلومات مباشرة تتم من خلال مراسلتهم المؤسسة  المعنية وعمل استبيانات”.

وبيّن انه “في العراق توجد مؤسسات متخصصة في هذا المجال، الا ان خبرتها قليلة، لأنها نشأت ما بعد عام 2003، وعملها غالبا ما يتصف بالعشوائية، ولا تكون دقيقة في معلوماتها، إضافة للضغوط التي تتعرض لها المؤسسة، وسطوة رئيس المنظمة اذا ما كان حزبيا أو غير مهني”.

واستدرك بالقول ان “عدم توفير الحقوق الدستورية التي جاءت في الباب الثاني من الدستور العراقي عام 2005، مثل حق العيش الكريم وحق السكن وغيرهما، بسبب الفساد أو عدم التنمية، يعد مخالفة دستورية، خصوصا ان هناك حقا يسمى بـحق التنمية المستدامة، والذي ينص على توظيف كافة الإمكانيات للدولة وتوزيع الناتج الوطني، بشكل متساوٍ على كافة شرائح المجتمع، وهو أيضا ما يؤثر على وضع العراق في المؤشر العالمي”.

وتابع قائلا “ليس هناك عقوبات مباشرة بسبب عدم توفير هذه الحقوق، لكن المجتمع يمكن ان يضغط على البرلمان ويفرض عليه تشريع القوانين التي تضمن حقوقه مثل حق التنمية والعمل والسكن التي تأتي عبر الزمن”.

********************

الصفحة الخامسة 

وزارة الخارجية: سنحافظ على المسار الديمقراطي 

تونس.. الأحداث تفتح “الملفات الحارقة” والرئيس ينهي مهام مسؤولين

متابعة ـ طريق الشعب

افاقت تونس، صباح الاثنين الماضي، على جملة قرارات اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيّد ‏وسماها “اجراءات استثنائية” في اطار المادة 80 من الدستور التونسي، والتي يقول انها سمحت له بـ”تجميد عمل مجلس النواب، ورفع الحصانة عن اعضائه، وإقالة رئيس ‏الحكومة هشام المشيشي”.

وتضمنت القرارات الاستثنائية، اعلان الرئيس توليه النيابة العمومية والسلطة التنفيذية، ‏وتعيينه رئيسا للحكومة، وفق اختياره هو، على حد قوله.

الارهاب والاغتيالات السياسية

وفي هذا السياق، حمّل حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي “مكونات الائتلاف الحاكم، وفي مقدمتها حركة النهضة وحكومة هشام المشيشي مسؤولية الانفجار الاجتماعي و ‏انسداد الأفق خاصة أمام الشباب وتعطيل تركيز المحكمة الدستورية والدفع بالأزمة إلى أقصاها”.‏

‏وقال الحزب في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “الحزب يذكر بمواقفه السابقة التي نبّه فيها إلى أن فساد المنظومة الحاكمة قد بلغ ذروته، وأن لوبيات المال والفساد قد أصبحت ‏تتحكّم في مفاصل الدولة والحكم”، مشيراً إلى “الفشل الذريع لمختلف مؤسسات الدولة، حكومة وبرلمان ورئاسة جمهورية ‏في إنقاذ تونس من أزمتها الشاملة”.‏

وجدد الحزب مطالبته “الملحّة بفتح ملفات الإرهاب والفساد المتعلقة بأطراف داخل الحكم، وفي مقدمتها ملف ارتباط حركة ‏النهضة وقياداتها بالجهاز السري المتورط في الاغتيالات السياسية، وتفكيك لوبيات الفساد ومحاسبة الفاعلين فيها”.‏

وحذّر الحزب من “التمديد في تعطيل مؤسسات الدولة وتجميع كل السلطات بيد رئيس الجمهورية إلى أجل غير محدد وإدامة هذا ‏الوضع الاستثنائي، وهو ما من شأنه تهديد الانتقال الديمقراطي الهش”.‏

‏ونبّه إلى “ضرورة احترام الحريات العامة والفردية والطابع المدني لمؤسسات الدولة واحترام دستور البلاد واستقلال ‏القضاء وعدم الانزلاق نحو التسلّط”.‏

‏ودعا الحزب في بيانه، رئيس الجمهورية إلى “ضبط روزنامة واضحة لعودة نشاط مؤسسات الدولة بشكل طبيعي في ظرف لا ‏يتجاوز الشهر بالتشاور مع الأحزاب والمنظمات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والالتزام بمقتضيات الدستور بصفته ‏ضامنا له”.‏

موجة احتجاجات

وأثارت القرارات الاخيرة، موجة احتجاجات واسعة في اغلب الولايات التونسية، مطالبة بحل ‏الحكومة والبرلمان، وانهاء وجود حزب حركة النهضة، الذي تولى رئاسة الحكومة منذ اسقاط ‏الرئيس السابق زين العابدين بن علي سنة 2011‏‎ .‎

وتزامنت القرارات المعلنة مساء 25 تموز، مع حلول ذكرى عيد الجمهورية ‏وانطلاق الاحتجاجات الواسعة في ارجاء تونس، حيث خاضت الجماهير الغاضبة مواجهات ‏شرسة مع قوات الامن، وتمكنت بعد كرّ وفرّ من اقتحام مقرات حزب حركة النهضة في ‏المدن والحواضر المختلفة، وتحطيم معداتها واضرام النار في بعضها. بينما طوقت جموع ‏اخرى مجلس النواب في العاصمة التونسية، مطالبة بحله واغلاق حلبة الصراعات التقليدية ‏الموروثة والمتواصلة على مدى عشر سنوات مع ازمة سياسية واقتصادية مستحكمة، اضافة ‏الى انها فشلت في التصدي لجائحة كورونا، التي اضرمت النار في الهشيم التونسي.‏

من جانبه، وصف راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب المجمد، والامين العام لحزب حركة ‏النهضة، القرارات المذكورة بأنها “انقلاب على الثورة والدستور”، في مسعى حسب بعض ‏المراقبين  “للتشبث بالسلطة من خلال رمي الكرة في ملعب انصاره وأبناء الشعب، وتحميلهم ‏مسؤولية الدفاع عنها” في “تصريحات يراد منها شق الصف التونسي”‏‎ .‎

وما بين شارع حقق مكاسب سياسية طال انتظارها وقوى معارضة من جانب، وبين ازمة ‏اقتصادية خانقة رمت بوطأتها على المواطن مع جائحة فتكت بالبلاد شر فتك، يبقى السؤال ‏المطروح في البلاد التونسية: هل تشكل هذه القرارات - الاجراءات ولادة جديدة لتونس، ام ‏هي اعصار يضرب البلاد بكل عواقبه؟

مسار ديمقراطي

وتداركت وزارة الخارجية التونسية الموقف سريعاً، حيث أكدت أن وزيرها، عثمان الجرندي “أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه في تركيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والمفوضية الأممية لحقوق الإنسان طمأنهم فيها بشأن مرحلة ما بعد قرار الرئيس قيس سعيّد تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة”، مؤكدا أن “البلاد ستواصل مسارها الديمقراطي”.

وقال بيان صدر عن الوزارة، أن الجرندي “شرح لهم أن الإجراءات الاستثنائية مؤقتة، وأن نظراءه تعهدوا بمواصلة دعم الديمقراطية الناشئة”.

وبحسب البيان، فإن الجرندي وضح لنظرائه “الطبيعة الاستثنائية لهذه التدابير التي تهدف إلى التنظيم المؤقت للسلط إلى حين زوال حالة الخطر الداهم على الدولة”، مؤكدا “حرص سيادة رئيس الجمهورية على ضمان كافة الحقوق والحريات وعدم المساس بها”.

وفي الاثناء، ردّ الرئيس التونسي قيس سعيّد على منتقدي إجراءاته. وقال إن الأمر ليس انقلابا، وعلى من يدعي ذلك أن يراجع دروسه في القانون.

تحقيق وإعفاءات

الى ذلك، قال مصدر قضائي لـ”رويترز”، إن القضاء التونسي فتح تحقيقا بشأن ثلاثة أحزاب سياسية بينها حزبا النهضة وقلب تونس، للاشتباه في تلقيها أموالا من الخارج خلال الحملة الانتخابية عام 2019.

وتم فتح التحقيق يوم 14 تموز، قبل أن يقيل الرئيس قيس سعيد رئيس الوزراء ويجمد البرلمان، في خطوة وصفتها هذه الأحزاب بأنها انقلاب.

وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أعلنت الرئاسة التونسية صدور أمر رئاسي بإنهاء مهام عدة مسؤولين، منهم المعز لدين الله المقدم مدير ديوان رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي، وكاتب عام الحكومة وليد الذهبي، وكل مستشاري رئيس الحكومة المقال، وهم رشاد بن رمضان وسليم التيساوي ومفدي المسدي، ورئيس الهيئة العامة لشهداء وجرحى الثورة والعمليات الإرهابية عبد الرزاق الكيلاني.

وقال الرئيس التونسي، إن الإجراءات التي اتخذها مؤقتة، وإنها جاءت بسبب تعمق الأزمة، حسب وصفه.

وأضاف سعيد، خلال لقائه ممثلي منظمات محلية بينها الاتحاد التونسي للشغل، أن الحريات لن تمس بأي شكل.

فتح الملفات الحارقة

وفتح تصاعد الأحداث في تونس شهية التونسيين لإثارة الملفات المسكوت عنها، خاصة التي ‏تمس “أمن الدولة” في مقابل محاولات حركة النهضة الإخوانية لطمس تلك الملفات وعرقلة أي ‏خطوات للتعامل معها قضائيا وسياسياً، ومن أبرزها ملفات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر ‏الارهاب في ليبيا وسوريا بين عامي 2011 و2013.

وفي أول تعليق لها على قرارات الرئيس ‏التونسي، طالبت عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، رئيس الجمهورية ‏قيس سعيد، بـ”القيام بشكل عاجل بفتح الملفات الحارقة، الخاصة بأمن الدولة وتسفير الشباب إلى ‏بؤر الارهاب واغتيال المعارضين وعناصر الجيش والقوات الأمنية”.

ودعت موسى، في إطلالة ‏لها عبر فيسبوك، الرئيس التونسي إلى “غلق مقر الجمعيات الأهلية المشبوهة في تونس والتي ‏يتم عن طريقها تبييض أموال الجهات الداعمة للإرهاب وتجفيف منابع تمويلها”.

ورأت السياسية ‏التونسية أن “الرئيس مطالب بالإعلان عن خارطة طريق للمسار السياسي والدستوري للدولة ‏التونسية، وتشكيل حكومة جديدة بلا إخوان أو حلفائهم”.

ووجهت النائبة التونسية حديثها للرئيس ‏قائلة: “ننتظر إحالة ملفات أمن الدولة، وتغلغل الإرهاب إلى القضاء، لنرى أحكاما رادعة ‏وتحميل مسؤوليات واضحة، ولديك كل الصلاحيات التي تمكنك من ذلك”‏.

*****************

تكريسا لهيمنة اليمين عليه

قيادة حزب العمال البريطاني تقرر حظر نشاط منظمات ماركسية ويسارية داخله

رشيد غويلب

في العشرين من تموز الجاري صوتت اللجنة التنفيذية بأكثريتها اليمينية على حظر نشاط 4 منظمات يسارية في إطار الحزب. بالإضافة إلى طرد ألف من أعضاء الحزب اليساريين. ويمثل هذا القرار غير المفاجئ محطة متقدمة في الهجوم على يسار الحزب.

وفور صدور القرار تدفقت بيانات الاستنكار والتضامن مع اليسار من قبل شخصيات بارزة في الحزب مثل زعيمه السابق جيرمي كوربين، ومن العديد من كوادر الحزب وناشطيه.

وشددت البيانات على أن حظر النشاط يمثل مقدمة عملية لطرد هذه المنظمات والناشطين اليساريين من الحزب، وتحجيم نفوذ النقابات العمالية وبالمقابل فتح الأبواب للمحافظين واليمينيين، تكريسا لنهج زعيم الحزب الحالي ستارمر.

وشددت بيانات أخرى على أن القرار سيؤدي عمليا لخسارة الحزب أوساطا واسعة من ناخبيه، ولن يكون ذلك كافيا بالنسبة لمؤسسات الإعلام اليمينية التي ستطالب بالمزيد.

وذكّرت بعض البيانات بإرث المكارثية، وأن الهدف هو شطب التوجهات الاشتراكية من جدول الأعمال. 

وقد تعززت المخاوف من تنظيم حملات تطهير أوسع، استنادا إلى معلومات مسربة من المقر المركزي للحزب، والتي تشير إلى وجود أكثر من 3 آلاف رسالة طرد جاهزة للإرسال. وعارض جميع ممثلي اليسار في اللجنة التنفيذية الوطنية قرار الحظر. وكانوا قد أصدروا قبل الاجتماع بياناً دان اليمين لـ“اسكاته بشكل بيروقراطي آراء معارضة” وإفراغ الحزب من طابعه التعددي الديمقراطي.

وبالتوازي مع صدور القرار تم تمرير مقترح لإنشاء لجنة تنفيذية وطنية جديدة للحزب، تتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة، تتيح لها تنفيذ المزيد من موجات الطرد.

إن ما يجرى يهدف أساسا إلى منع اليسار ثانية من الوصول إلى قيادة الحزب. وفي هذا السياق يأتي عدم إعادة جيرمي كوربين، حتى الآن إلى قوام كتلة الحزب البرلمانية.

احتجاج

واثناء انعقاد اجتماع قيادة الحزب تظاهر المئات من الأعضاء والنشطاء خارج مقر حزب العمال في ساوث سايد للتنديد بحملة التطهير الحالية. وتلقى التجمع رسائل تضامن من عدد من نواب الحزب اليساريين، بالإضافة إلى شخصيات فنية وثقافية يسارية أخرى، وذكرت الرسائل بالطابع التعددي الديمقراطي للحزب، مدينة إفراغ الحزب من المضامين الاشتراكية، وأن اللجوء للحظر والطرد ممارسات استبدادية، للتعامل مع الأخطاء والمخالفات التي تحدث خلال عمل الحزب، وأن “تدمير الديمقراطية في حزب العمال أمر مخز”، و”إنها عودة إلى الانتهازية ودعم سلطة الشركات كما كان عليه الحال في عهد بلير”.

وعلقت مواقع إعلامية يسارية على الحدث، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي هو ان المشمولين بالقرار يدعون إلى مثل وقيم الاشتراكية، وأن يمين الحزب يعد ذلك عدم مشاركة في “أهداف وقيم” حزب العمال. ويعيب اليمين على اليسار انه “منظم” ويمثل “حزب داخل حزب”، في حين يغض النظر عن المنابر اليمينية المنظمة داخل الحزب أيضا، عملا بالتعددية التي يقوم عليها.

وذكرت التعليقات بسلسلة من مواقف اليمين التي كلفت الحزب الكثير، وكان ضحيتها الأبرز زعيم الحزب المنتخب ديمقراطيا مرتين متتاليتين جيرمي كوربين، واستبدال المضامين الاجتماعية، بالثناء على “اقتصاد السوق الديناميكي”.

دفاعا عن الماركسية

 وجاء في التعليق الذي كتبه آدم بوث معلق موقع “الاشتراكي”: ان “هدف ستارمر والجناح اليميني واضح، يريدون تطهير حزب العمال من كامل اليسار. لشطب الاشتراكية من حزبنا، لجعل حزب العمال مصدرا آمنا للرأسمالية”.

“لهذا السبب من الضروري أن يتخذ اليسار موقفاً الآن، يجب أن نتحد ونحارب هذه الهجمات”.

واختتم آدم حديثه قائلاً: “لن يخيفنا عدوانهم وقمعهم. هذه الهجمات تجعلنا أكثر تصميماً”.

أما محرر “النداء الاشتراكي”

فأشار إلى:

“يمكنهم محاولة حظر ومنع أي عدد يحلو لهم منا. ولكن كما قال الكاتب الفرنسي العظيم فيكتور هوغو: لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن توقف فكرة حان وقتها. والأفكار الماركسية والاشتراكية هي التي تمثل المستقبل.

هذا هو المنظور الذي يجب أن نعتمد عليه. كما لاحظ الفيلسوف سبينوزا: مهمتنا ليست البكاء ولا الضحك، بل الفهم.

تمر الرأسمالية بأعمق أزماتها. على عكس عهد بلير، ليست الإصلاحات، بل الهجمات والتقشف هي التي على جدول الأعمال. ليس لدى ستارمر والجناح اليميني ما يقدموه سوى التلويح بالأعلام ومناشدة الشركات الكبرى.

تنتظرنا صراعات طبقية حادة، في بريطانيا وعلى الصعيد العالمي. تتراكم ضغوط هائلة داخل المجتمع. وستنفجر، وبطريقة أو بأخرى، وستجد انعكاسها في الشوارع، وفي حزب العمال والنقابات.

هذا هو سبب عدم شعورنا بالإحباط أو الانهيار بسبب قرار اللجنة التنفيذية الوطنية اليوم. بدلاً من ذلك، نحن مصممون أكثر على الشروع في المهمة التي نحن بصددها: بناء التيار الماركسي – النداء الاشتراكي، والصوت الماركسي للعمل والشباب.

إلى كل الذين تم طردهم، أو الذين تركوا حزب العمال بسبب اشمئزازهم من قيادة ستارمر، نحثكم على الانضمام إلينا في هذه المهمة”.

*****************

ألمانيا: المحكمة الدستورية

تعيد للحزب الشيوعي حقوقه كاملة

متابعة – طريق الشعب

الغت المحكمة الدستورية الاتحادية الألمانية، بقرارها الصادر في 22 تموز، قرار لجنة ‏الانتخابات البرلمانية بحرمان الحزب الشيوعي الالماني من المشاركة في الانتخابات ‏البرلمانية العامة في أيلول المقبل.

وبموجب قرار المحكمة الدستورية تنتهي أيضا محاولات ‏سلب شرعية وحق الحزب في ممارسة النشاط السياسي. وكان الحزب قد قدم دعوة لنقض ‏قرار لجنة الانتخابات البرلمانية الصادر بحقه في 8 تموز الحالي.

والجدير بالذكر ان ‏الحزب هو المنظمة السياسية الوحيدة التي ربحت قضية النقض امام المحكمة الدستورية من ‏بين 19 منظمة وحزبا سياسيا صغيرا حرمته اللجنة البرلمانية من المشاركة في الانتخابات ‏المقبلة.‏

وكانت اللجنة البرلمانية قد استندت في قرارها المتعارض مع الدستور وقانون الأحزاب ‏على حجة تأخر الحزب في تقديم التقارير المتعلقة بنشاطه وتمويله الى السلطات الرسمية، ‏وهي الحجة التي اعتبرتها جمعية الحقوقيين الالمان غير دستورية، وطالبت اللجنة ‏البرلمانية بالتراجع عنها. وجاء قرار المحكمة الدستورية ليؤكد صحة مطالبات جمعية ‏الحقوقيين الالمان.

وبهذا تفشل محاولة أخرى للتضييق على نشاط الشيوعيين والمنظمات ‏اليسارية الأخرى التي تصاعدت في المانيا في السنوات الاخيرة.

*****************

الصفحة السادسة

الصحافة الشيوعية العراقية والثقافة

فاضل ثامر

العلاقة بين الثقافة العراقية والصحافة الشيوعية علاقة عضوية ومتواصلة لا يمكن لها أن تنقطع، كما لا يمكن لأي باحث موضوعي ومنصف أن يدرس مسيرة التاريخ الثقافي العراقي بمعزل عن دراسة تأثير الأفكار الماركسية واليسارية والتقدمية التي كان يبشر بها الحزب الشيوعي العراقي وصحافته على مر المراحل.

ومن العلاقات اللافتة للنظر أن عمليات التثقيف والتربية الحزبية الداخلية التي كانت تمارسها منظمات الحزب المختلفة لتطوير وعي الحزبيين، لم تكن تقتصر على الموضوعات النظرية والآيدلوجية والتعبوية، وانما تركز بدرجة كبيرة على الاطلاع على النتاج الثقافي العراقي والعربي والعالمي. واذكر أني عند انضمامي إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1956، قدمت لي رواية “الأم” لمكسيم غوركي إلى جانب كتاب (البيان الشيوعي) الذي كتبه كارل ماركس. كما أن المنظمات الحزبية في المحافظات كانت تشجع أعضاءها واصدقاءها على مشاهدة بعض العروض المسرحية والسينمائية ومعارض الفن التشكيلي، وكانت تنظم لهم زيارات خاصة إلى بغداد لمشاهدة الفعاليات، مثلما حدث عند عرض مسرحيات فرقة المسرح الحديث التي كان يرأسها الفنان يوسف العاني وتضم نخبة من عمالقة المسرح العراقي مثل الفنان سامي عبد الحميد والفنان ابراهيم جلال والفنانتين زينب وناهدة الرماح. كما ألهم الحزب الأدباء والفنانين للارتفاع بمستوى أعمالهم الفنية ومنحها طابعاً اجتماعياً وانسانياً وحداثياً، فظهر الكثير من الاتجاهات الحداثية في مجالات الشعر الحر والقصة والرواية، كان ممثلوها يرتبطون بالحزب وبسياسته بطريقة أو بأخرى. كما تطورت اتجاهات الحداثة في الرسم والنحت والسينما والمسرح وحتى الشعر الشعبي، عندما منح الشاعر الكبير مظفر النواب القصيدة الشعبية أفقاً جديداً.

ولم تمنع السجون والمنافي، المناضلين الشيوعيين والديمقراطيين من اهتمامهم بالثقافة. ففي سجن نقرة السلمان والحلة وبعقوبة وواسط كانت الانشطة الثقافية متنوعة ومتواصلة تراوح بين الندوات الأدبية والمحاضرات الفكرية والسياسية والعروض المسرحية والترفيهية والتربوية. كما أن المنافي التي اضطر فيها الشيوعيون وأنصارهم إلى اللجوء القسري اليها شهدت هي الأخرى فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متميزة. واليوم إذْ نحتفل معاً بذكرى صدور أول جريدة مركزية للحزب الشيوعي العراقي قبل ست وثمانين سنة ، وتحديداً يوم 31 تموز 1935 أي بعد سنة واحدة من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في الواحد والثلاثين من آذار عام 1934 ، فإنما نستذكر بإجلال واعجاب سيل الصحف الشيوعية والماركسية التي صدرت طيلة هذه الفترة ومنها صحف الشرارة والقاعدة والأساس واتحاد الشعب (1956 )  وطريق الشعب  (1961 ) وئازادي (1944 )  وريكاي كردستان ونهج الانصار وكفاح السجين، والفكر الجديد ورسالة العراق التي كانت تصدر خارج العراق “مناضل الحزب” الداخلية. ومن أبرز المجلات التي أصدرها الحزب الشيوعي مجلة “ الثقافة الجديدة” التي صدرت لأول مرة عام 1953 وكان لكل مطبوع من هذه المطبوعات هويته الفكرية والصحفية الخاصة به، لكنه كان يستلهم الخط الفكري والآيديولوجي للحزب بشكل خاص، والفكر الماركسي بصورة عامة.

ويلاحظ الكثير من الباحثين أن الفكر الماركسي، كان يسبق تشكيل الحزب الشيوعي عام 1934، فقد أصدر المفكر الكبير حسين الرحال صحيفة ذات طابع ماركسي في عشرينات القرن الماضي، كان يحررها عدد من الادباء والصحفيين منهم القاص الرائد محمود أحمد السيد. وطيلة هذه السنوات كانت الصحافة الشيوعية واليسارية والديمقراطية تدافع عن حقوق ومطاليب الطبقات والشرائح الاجتماعية المضطهدة والفقيرة مثل العمال والفلاحين والطلبة والنساء والمثقفين والاطفال. واستطاعت هذه الصحافة أن تمد جذوراً عميقة مع الجماهير الشعبية وشرائح المثقفين والمتعلمين والأكادميين، وتصبح أداة للنضال والتنوير والجمال.

وعلى المستوى الشخصي، كان لي شرف المساهمة في صحافة الحزب في العديد من المراحل. فبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، وعندما كنت طالباً في كلية الآداب، عملت في جريدة اتحاد الشعب في ورشة صغيرة تحت اشراف الرفيق بهاء الدين نوري وظيفتها إعادة إعداد وصياغة الرسائل والتقارير التي كانت ترسلها المنظمات الحزبية للجريدة، ومنها تقارير خطيرة عن تحركات وانشطة القوى التي كانت تتآمر على الثورة. كما نشرت في مجلة الثقافة الجديدة دراسة مترجمة عن البورجوازية الوطنية كتبها الرفيق كيا نوري، سكرتير حزب توده في إيران انتقيتها من ملف نشرته مجلة وورلد ماركسست ريفيو والتي ظهرت لاحقاً باللغة العربية في بيروت تحت اسم مجلة الوقت. ومن الجدير بالذكر أن المرحوم سليم عبد الامير حمدان كان قد شاركني في ترجمة ذلك المقال وكان آنذاك زميلاً لي في الكلية.

وعندما عادت جريدة طريق الشعب للصدور في مطلع السبعينات عملت في القسم الثقافي للجريدة والذي ضم آنذاك الشاعر نبيل ياسين والقاص الراحل غانم الدباغ والشاعر حميد الخاقاني الذي كان يقوم بسكرتارية القسم، كما كنا نجد دعماً قوياً من زملائنا الأدباء في بقية الاقسام فضلاً عن البريد الصحفي الذي كان يصلنا من المكاتب الصحفية في المحافظات، والتي عرّفت، ربما لأول مرة بأصوات أدبية احتلت لاحقاً مكانة كبيرة في المشهد الثقافي. وقد كان لي شرف تحرير صفحة (وصلتني رسالتك) التي كانت تتلقى اسئلة القراء واستفساراتهم.

كما واصلت الكتابة لمجلة الثقافة الجديدة وكنت لبعض الوقت عضواً في القسم الثقافي فيها. وقد نشرت بعض الدراسات التي تعبر عن وجهة نظر القسم الثقافي بتكليف من المرحوم شمران الياسري منها دراسة عن الفنان محمود صبري وواقعية الكم.

تظل الصحافة الشيوعية والماركسية والتقدمية مصدر الهام لجميع المثقفين العراقيين التنويريين وانموذجاً مشرفاً للصحافة العراقية الملتزمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مداخلة قدمت في ندوة فكرية نظمتها لجنة الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي يوم الثلاثاء 23 تموز 2021.

****************

أبو سعيد

معنا دائما*

سعود الناصري

لا شك أن جيل ثورة 14 تموز 1958 يتذكر جيدا أبا سعيد (عبد الجبار وهبي) فلقد كان ركنه اليومي (كلمة اليوم) في الصفحة الأخيرة من جريدة (اتحاد الشعب) مثار اهتمام القراء من كل الاتجاهات أو كما يقال (الأعداء والأصدقاء).. وما يزال العديد من مقالاته يكتسب نفس الحيوية التي كتبت فيها قبل ما يقارب الأربعين عاما.. وعلى سبيل المثال أنقل اليكم مقطعا من مقالته المشهورة بعنوان (اليمين واليسار) المنشور في (اتحاد الشعب) بتاريخ 26-10-1959 حيث يقول: (إذا وقفت على جسر الأئمة، ويممت وجهك شطر الشمال، كانت (الاعظمية) على يمينك، و (الكاظمية) على اليسار: فاذا غيرت مكانك، وكانت وقفتك عند معهد الفنون أو مجلس السيادة في شارع الامام، فأن الاعظمية والكاظمية، كلتيهما تكونان على يسارك، وبغداد كلها على اليمين. هكذا يتغير موقع اليمين واليسار في الجغرافيا، تبعا (لوقفة) الواقف بينهما وحركته، انتهى.. أيها الرفيق الشهيد العزيز.. أه لو تعرف كم من الناس غيروا مكانهم بعد هذه السنوات الأربعين، بين اليسار واليمين، وأنت العليم بأسباب تغيير المواقع لأنك معنا دائما.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*من عمود للراحل سعود الناصري منشور في (رسالة العراق) عدد 42 السنة 4 - حزيران 1998

****************

لماذا فقدنا سلاح السخرية؟

عبد جعفر

تعد الكتابة الساخرة الهادفة في الصحافة، إحدى الوسائل المهمة في النقد، ويجمع الكثير من الكتاب على أهميتها كونها ليست نوعا من الضحك أو الهزل، على حد قول الكاتب المصري هاني بركات، (بل هي محاولة ثورية نقدية لتغيير الواقع بطريقة فنية ناعمة).

ومعروف أن الأنظمة الدكتاتورية والقمعية تحارب أي شكل من اشكال هذه الكتابة، وتعده تهديدا سياسيا له.

ولهذا شكل عمود (بصراحة أبو كاطع) للشهيد شمران الياسري (أبوكاطع) في طريق الشعب العلنية أيام السبعينات، صداعا دائما للسلطات، فعمدت إلى مضايقة الجريدة، وطرح الأمر حتى في اجتماعات اللجنة العليا لما يسمى (الجبهة الوطنية) بالإضافة إلى التهديدات للكاتب ثم كيل التهم الباطلة له من أجل تصفيته، مما اضطره إلى الهروب إلى المنافي.

 وسبق لهذا الطغمة التي جاءت عام 1963 أن قتلت الشهيد عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) المعروف بعموده الساخر في اتحاد الشعب أيام حكومة عبد الكريم قاسم.

 ويتفق الجميع على أن إحدى نكهات صحافة الحزب العلنية في (طريق الشعب) و(اتحاد الشعب) هي الأعمدة الساخرة التي تمثلت في كتابات الشهيدين عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) وشمران الياسري (أبوكاطع)، بالإضافة إلى رسوم الكاريكاتير من ابداع الراحلين مؤيد نعمة وبسام فرج ونبيل، وأخرين لم تسعفني الذاكرة في ذكر اسمائهم بالإضافة إلى مساهمات الفنان فيصل لعيبي في هذا الجانب.

كما أن العمود الساخر أو الرسم الكاريكاتيري يختصر الكثير من الكلمات وله دلالة عميقة، وأكثر تأثيرا في القارئ، ويخلق لديه تساؤلات حول الضخ الإعلامي الرسمي الهائل الذي يريد منه أن يبلع بلا هضم.

وباعتقادنا إننا اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى هذه الكتابات والرسومات لمعالجة وضعنا العراقي السريالي في صحافتنا الشيوعية، حيث نرى أن قرارات الحكومة لن تخرج أبعد من المنطقة الخضراء، وبموازاتها يعاني المجتمع من دولة عميقة تملك المال والسلاح ومليشيات لا تتورع من اختطاف أو قتل أي محتج، ومن برلمان لا يعرف نفسه هل هو سلطة تشريعية ورقابية، ام أنه وسيط التعاقدات والمضاربات مقابل الحصول على (الكوميشنات)؟ ولا يهمه الجهة المستفيدة من ذلك!

 كما أن المسؤولين في المحافظات يظهرون لنا في الشاشات يبلطون لنا البحر، ويقدمون لنا مشاريع انجزوها لا نراها (لا في العين ولا في العقل) والمواطنون يتلظون من انقطاع الكهرباء والماء وسوء الخدمات جميعها.

ومن يريد أن ينجز معاملته عليه أن (يورّق) أي يدفع الرشى، وإلا فمعاملته تظل تئن في سراديب النصب ولن يهتم أحد بأنين صاحبها أيضا وإن سمعه حتى (أهل القبور).

ف (دعونا نبتسم) كما قال أحد الشعراء في قصائده، ونجعل من الكتابات الساخرة وأن قلّ كتابها، ومن الرسوم الكاريكاتيرية، سلاحنا الماضي، نفضح به الفاسدين وأداتنا (لتنغيص) عليهم ونغري (حتى الوليد) كما يقول شاعرنا الجواهري، في شتمهم والسخرية منهم.

*************

النوع الجديد من الصحافة

د. بدر الجبوري

“لا يقتصر دور الصحيفة على نشر الأفكار، وليس فقط على التثقيف السياسي وكسب الحلفاء السياسيين. والصحيفة ليست مجرد داعية جماعي ومحرض جماعي، ولكنها أيضا منظم جماعي”.

على ضوء هذه المقولة، بذل ويبذل الحزب الشيوعي العراقي جهدا تنظيميا وماليا ضمن امكانياته المحدودة، حتى يتمكن من طباعة عدة آلاف من المنشورات لتحقيق هذا الهدف.

ويتفق مؤرخو تاريخ الصحافة العراقية على أن أول صحيفة يسارية ماركسية كانت صحيفة (الصحيفة) الصادرة عن أول حلقة يسارية عراقية بقيادة الماركسي الرائد (حسين الرحال).

 وتعد صحيفة “كفاح الشعب” التي صدرت في 1935/07/31 بشعارها الطبقي “ياعمال العالم اتحدوا”، هي الانطلاقة الثورية الحاسمة والتي بشرت بميلاد للصحافة الشيوعية العراقية في العراق. ثم جاءت جريدة (الشرارة) نهاية عام 1940 فجريدة (القاعدة) الصادرة مطلع 1943. وهذه الصحف صدرت في مرحلة التأسيس والصراع القاسي الذي دارت رحاه في ظروف الحرب الكونية الثانية وما تعرض له العراق من مكابدات معقدة آنذاك، حيث فرض خوض أشرس المعارك الطبقية والوطنية على صعد الواقع الموضوعي المحيط والداخلي الخاص بمسيرة الحزب الشيوعي العراقي ودوره الجماهيري عبر ما يمثله من ثقل في الحياة السياسية ... وصدرت غي العام 1953 مجلة “ الثقافة الجديدة”، و في العام 1954 جريدة” راية الشغيلة” تحت شعار (سلم وطيد.. وطن حر وشعب سعيد) ثم صدرت في 22 تموز1956 جريدة “اتحاد الشعب” وهي الجريدة التي ظهرت للعلن بعد ثورة 14 تموز المجيدة بوصفها الجريدة الجماهيرية التي طبعت الحياة الصحفية وأغنتها بتجربة مميّزة عميقة. و في عام 1961 أصدر الحزب جريدته السرية (طريق الشعب). وفي عام 1973صدرت علنية.

ثم صدرت “الفكر الجديد”(بيرى نوى) الأسبوعية في العام 1972، وتعد هذه الصحف عصارة  كلّ تلك التجارب النضالية المعمَّدة بالشهادة من أجل قضية الشعب والوفاء لمهنة لا المتاعب حسب بل دفع الحياة ثمنا للالتزام بشرف الكلمة وقدسية الحقيقة وتقديمها للجمهور العريض والدفاع عن المطالب العادلة المشروعة وتثقيف الإنسان وشحذ وعيه الطبقي الأمر الذي ظل عاملا مهما في العلاقة مع أغلب شرائح الشعب من عمال وفلاحين وطلبة ونساء وشبيبة.

  ومازالت حاجتنا أكثر من أي وقت مضى الى صحافة شيوعية جماهيرية، فمهمة الصحافة الشيوعية  في وظيفتها وداعية بشكل ملموس، أن تعمل  على نشر فكر الحزب وسياسته اتجاه الاحداث المختلفة،  وأن تدرب الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة  لمواجهة مضطهديها، وأن تبتكر مقاربات لرفع وعيهم وتسليحهم تدريجيا بالأدوات النظرية والأيديولوجية لتمكينهم من تحرير أنفسهم.

كما يجب على الصحافة الشيوعية، في وظيفتها، أن تقوم بدور، على وجه التحديد، هذا يعني: يجب أن تكون نقطة تجمع للشيوعيين المتناثرين والجماهير التقدمية الناشطة، وأن تدمج النشطاء الأكثر تقدمية في كادرها وتثقيفهم ليصبحوا كوادر المستقبل للحزب الشيوعي من خلال عملهم المستمر في الصحافة ومعها، وبالتالي أن تكون بمثابة مدرسة للكوادر والمواهب للثوار المحترفين الناضجين. إنه المكان الذي يمكن فيه تطوير القدرات الأولية للمطالب الشاملة للشيوعيين المناضلين وخلق الصلة بين المنظمة والثوريين الذين ما زالوا معزولين، وربما حتى غير منظمين، والذين ما زالوا بعيدين عن العمل الثوري العام أو المستمر والذي يساعد على خلق نقطة الاتصال الأولى بين الجماهير الناشطة المضطهدة والتنظيم. وبهذا يمكن للصحافة الشيوعية على مستوى البلاد بمرور الوقت تقوية التنظيم وتعزيز دور الحزب على كافة المستويات.

**************

الصفحة السابعة

آزادي.. أول صحيفة كردية علنية للحزب

عبد المنعم الأعسم

بعد أربعة عشر عاما من (السرية) ظهرت إلى العلن صحيفة (آزادي- الحرية) لأول مرة في الرابع من نيسان (ابريل) 1959 كصحيفة يومية ناطقة باللغة الكردية موجهة إلى القارئ الكردي، وبعد أسبوع من إجازتها، صدرت (آزادي) في مدينة أربيل بأشراف منظمة الحزب الشيوعي العراقي في إقليم كردستان، في وقت صدر فيه العديد من الصحف الكردية للقوى والمنظمات الوطنية الأخرى، وكان الشيوعيون الأكراد، كتابا وصحفيين، يساهمون فيها ويمدونها بنتاجاتهم. وانتقلت (آزادي) بعد ثلاثة أشهر من صدروها إلى العاصمة بغداد، لدواعي طباعية دون أن يغير ذلك من طبيعتها ولا من حدود انتشارها.

رأس تحرير آزادي المحامي الشهيد نافع يونس، الذي أمدها بمساهمات رصينة ومتميزة، وكان عاملا على توطيد نهجها وإغنائه وإيصاله بالتبسيط والعمق، أهل الصحيفة لتلعب دورا بارزا في الدفاع عن مكاسب ثورة تموز الوطنية، وفي نشر الأفكار الطليعية، ومبادئ وسياسة الحزب الشيوعي، (و واصلت بأمانة الدفاع عن مطالب جماهير الشعب). وفي عددها الأول استعرضت افتتاحية (آزادي) تاريخ نضالها الوطني والطبقي في عهدها السري.  كانت درعا بوجه كل فكر مسموم أراد فصل كفاح الشعب الكردي عن الشعوب المحبة للسلام والحرية، وعن الكفاح الطبقي لكادحي العراق.. وكانت سهما قاتلا لكل من يخرب في صفوف الطبقة العاملة وشق صفوف الكادحين العراقيين، ولجميع الأفكار الشوفينية والانعزالية القومية.

 وزخرت أعداد –آزادي- اللاحقة بمواد ثقافية وسياسية متنوعة وتركت تراثا غنيا في معالجة المشكلات المحلية والتوفر عليها واللمحات الصحفية، واعطت اهتماما ملحوظا لمشاكل الجماهير، وبخاصة الفلاحية، آخذة بالاعتبار التركيبة السكانية للشعب الكردي حيث الفلاحون يشكلون الأغلبية الساحقة فيه. فرحبت بعدها بإجازة الجمعيات الفلاحية في كردستان ودعت إلى النضال سوية ضد بقايا الاقطاع، ومن اجل صيانة الجمهورية.

وربطت –آزادي- في افتتاحية لها بعنوان (جبهة الاتحاد الوطني مشعل ينير طريق الشعب العراقي وضمانة لحقوق الشعب الكردي) بين آمال الشعب الكردي القومية وبين النضال المشترك مع شقيقه الشعب العربي ومع القوى التقدمية كافة وصولا إلى الهدف.

وتكتب عشية الذكرى الأولى لثورة 14 تموز: لتنتصر أبدا ثورة الشعب والجيش.. ثورة الأكراد والعرب. وفي المناسبة نفسها وبمكان آخر تكشف أمام السلطة والجماهير الشعبية وقائع للتحركات الاقطاعية المعادية في المنطقة. وفي عددها -31- فضحت موقف الشركات الاحتكارية النفطية وقالت: إن على الحكومة أن تتخذ الاجراءات الرادعة ضدها إذا استمرت في توقيف الانتاج، وتمادت في تجاهلها لمطالب العراق الشرعية العادلة.

 ومع تزايد النشاط التآمري الاستفزازي ضد الجمهورية، هتفت آزادي:- المؤامرة على الأبواب... ولنتحد. وأشارت في افتتاحيتها تحت ذلك العنوان إلى أن هناك نشاطا هادئا ودقيقا من قبل المستعمرين الإنكليز والامريكان يستهدف مكاسب الشعب العراقي. وعلى أرضية صلدة من التحليل الماركسي اللينيني للمسألة القومية، تصدت –آزادي- للمشكلة الكردية، وعالجت جوانبها الشائكة وبشرت في أن مصالح وأهداف العمال والشغيلة الكرد هي نفس طموحات وأهداف العمال الكادحين العراقيين.

غير أن شوطها العلني بعدها يواجه صعوبات قسطا من الضريبة التي دفعتها الصحافة الشيوعية في العراق على يد قيادة ثورة 14 تموز، حيث احتجبت فترة طويلة.. حتى الغي امتيازها في 6 آب(أغسطس) 1961.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتابه من (العصبة) إلى (طريق الشعب) وهو بحث أكاديمي في الصحافة العلنية للحزب الشيوعي العراقي ونال به شهادة الماجستير عام 1982 من رومانيا، وقد صدر عن دار الرواد المزدهرة عام 2011.

******************

الصحافة الشيوعية

في السجون الدكتاتورية

جاسم محمد مطير

طرق سمعي، خلال متابعاتي تحدي الصحافيين الشيوعيين لجميع وسائل قهر (حرية الفكر) في السجون العراقية بإصدار جرائد يومية، بنسخة واحدة، أو نسختين أو بعشر، كما كان ذلك في سجن (نقرة السلمان).

حال دخولي إلى (النقرة) في بداية عام ١٩٦٤ كلفتني الهيئة الحزبية القيادية، في السجن، بالانضمام إلى هيئة تحرير الجريدة السجنية وإصدارها، يومياً، بانتظام. صار طموح كل واحد من أعضاء التحرير هو العمل على إصدار جريدة راقية المعاني. لم يكن لدينا اي تحفظ بشأن حجم الجريدة. أحياناً أصدرناها بصفحتين وأحياناً بعشر صفحات. لكن الغالب عليها هو الصدور بصفحة واحدة.  علينا ان نواصل الإصدار من دون أن تتوقف أصابعنا عن كتابة افكارنا وألا تسكت روحنا في الحوار مع عقولنا، نحن المحررين.

في فترة العام ١٩٦٥ حققنا القفزة العظمى حين اخذنا بإصدار ملاحق أسبوعية.. مرة إصدار الملحق الأدبي - الثقافي ومرة اخرى الملحق الاقتصادي - النفطي، مرة ثالثة الملحق الصناعي - الزراعي. هكذا كنّا نمثل النزعة الاستطلاعية إلى كل شيء في وطننا بما في ذلك مجازاة الشعراء والكتاب الساعين من اجل التغلب على كل ما يعيق تقدم (الانسانية) في السجون العراقية ومنها سجن (النقرة).

كانت جميع صفحات الجريدة السجنية تمجد العقل وبحوث القليلين، الموهوبين، الباحثين داخل السجن في السياسة الوطنية وغيرها الفنانين والشعراء والعلماء الأكاديميين وغيرهم. كانوا جميعاً يساهمون بتحرير الملاحق، بينما كنّا نحن (الخمسة) أساسيين بالتحرير، كل يوم. أصدرنا ملاحق عن الكاتب الروسي العظيم مكسيم غوركي وعن الفيلسوف برتراند رسل وعن غائب طعمة فرمان وعن أينشتاين وعن حركة العاصفة والاندفاع الشعبي في الانتفاضات الشعبية الوطنية في عام ١٩٤٨ وفي تشرين عام ١٩٥٢ وفي عام ١٩٥٦ ثم في ١٤ تموز الخالدة.

كان الخمسة يتكونون من جاسم المطير وسامي أحمد (محرران ثابتان) يمكن ان ينضم إليهما كتاب اخرون من امثال صاحب الحكيم، الفريد سمعان، همام المراني، زهير الدجيلي، كاظم علي جواد، هاشم الطعان، محمد المُلا عبد الكريم. بعضهم يستمر أياماً تجريبية ثم يغادر عمل الجريدة والبعض منهم يتواصل إلى فترة مقبولة.

كانت الصحافة الشيوعية، السجنية، ذات مستوى راق ومتقدم.

كانت مواد النشرة اليومية تعد بين الساعة السابعة والثانية عشرة. ثم تسلم إلى (سامي أحمد) للاطلاع عليها وتدقيقها من ناحية الإعداد، ثم يقوم بإيصالها إلى (الكتبة) في الغرفة المجاورة للمطبخ العمومي. كل واحد يكتب اربع نسخ على الأقل، ثم يجري توزيع النسخ، كل نسخة إلى قاووش.

في تمام الساعة الثامنة صباحاً يقوم أحد الرفاق بقراءة النشرة امام سكان القاووش. كل قاووش على حدة، بشرط ان يكون القاريء قد تم اختياره من ذوي الصوت الجهوري، متمكناً من تحاشي اخطاء اللغة العربية.

الشيء المؤسف اننا لم نهتم بقضايا الأرشفة، اذ لم نحتفظ ولا بنسخة واحدة من تلك الجرائد والصحف السجنية، مما اضاع جهوداً كبرى بذلها السجناء السياسيون في العراق. كان النموذج الرئيسي قد ترسخ من قبل سجناء (النقرة) بصفة خاصة.

**************

نجمات متألقات في الصحافة الشيوعية

ماجدة الجبوري

نستطيع القول، إن فترة السبعينات من القرن الماضي سجلت بروز الكثير من الكاتبات والصحفيات في الصحافة الشيوعية مع صدور (الفكر الجديد) و (طريق الشعب).

قسم منهن من المتمرسات أصلا في العمل الصحفي، والبعض منهن وجدن في (طريق الشعب) مدرسة في التعلم والابداع.

وكثيرة هي الأسماء اللامعة منها: سلوى زكو، وفاطمة المحسن، وعايدة ياسين، ورجاء الزنبوري، واقبال القزويني، وسعاد الجزائري، ومنى سعيد، وكواكب حسين وفي الأرشيف سهام الظاهر.

وكانت مساهماتهن متنوعة في المقال، والتحقيقات، والترجمة، والإخراج الصحفي، بالإضافة إلى توفير المواد المرجعية للصحفيين من خلال أرشيف متنوع يعمل فيه الكثير  وخاصة المتطوعون من الرفاق والأصدقاء والصديقات.

 وتعد صفحة المرأة في طريق الشعب نقطة استقطاب مهمة للكتابات النسوية ودفاعها عن حقوق المرأة العراقية ومنها النساء العاملات والفلاحات وربات البيوت.

وهي خطوة تصب نحو الاهتمام بتنوير و تحرّر المرأة وفك القيود الاجتماعية و الموروث المتخلف الذي يحد من حريتها وحركتها.

وكانت كتابات الصحفيات ضمن نهج الجريدة وتوجهها، تثير نقمة السلطات البعثية الفاشية، فلا غرو ان لاحقتهن، فغيبت عايدة ياسين في المعتقلات، واعتقلت فاطمة المحسن و تعرضت إلى تعذيب بشع، وصّفت السلطات زوج الصحفية منى سعيد، الشهيد سامي العتابي، الذي كان مخرجا فنيا في طريق الشعب، وتعرضت هي أيضا للابتزاز.

وتوزعت الأخريات في المنافي، وتميزت الراحلة رجاء الزنبوري بالتحاقها بحركة الأنصار والمساهمة في إعلام الحزب.

إن رائدات العمل في الصحافة الشيوعية وقبلهن الكثير، ومنهن الكاتبة سافرة جميل حافظ، يشكلن اليوم نجمات مـتألقات ليس في الدفاع عن قضايا المرأة فحسب بل عن قضايا الشعب عموما.

 وكما هو معروف، فانه منذ نشوء الصحافة الشيوعية العراقية، تدعو منابرها الى إنصاف المرأة، وتبحث فيها عن مشاكلها اليومية وكيفية مواجهتها، وترصد نشاطاتها الأدبية والفنية، وتؤشر أيضا الخروقات التي تهدد حياة النساء بين فترة وأخرى، من خلال سن قوانين جائرة تهدد السلم الاهلي والعائلة على حد سواء.

  ومن المؤسف أن يعيد التاريخ نفسه،  ولكن هذه المرة بشكل مسخرة، أذ لا يوجد  في (دولتنا الديمقراطية) قانون عادل يحمي الصحفية والصحفي في العراق ويوفر لهم الغطاء والحماية والحصول على المعلومة، ونتيجة ذلك فقد الكثير من الصحفيين والصحفيات حياتهم ثمناً لعملهم هذا على يد  قوى ظلامية تحمل السلاح المنفلت،  وخارجة عن القانون، حيث تعرض العشرات من الصحفيين والصحفيات للاعتقال والتصفية الجسدية والتشريد بسبب عملهم هذا خاصةً بعد تغطيتهم لأحداث انتفاضة تشرين المجيدة 2019، وتعريتهم للفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة، واساليب القمع والمطاردة والتسقيط.

**************

غفار كريم.. جندي مجهول في صحافة الحزب الشيوعي

كفاح حسن

في خريف 1973، ترك غفار كريم مدينته حلبجه، متوجها إلى بغداد ليلتحق بالدراسة في كلية الصيدلة في جامعة بغداد. جاء إلى بغداد فرحا، حيث كانت بغداد هدفا قضى الليالي مجاهدا للوصول إليه، حيث ينحدر غفار من عائلة فقيرة، وكان مصابا بعوق في ساقه منذ ولادته. أجبرته الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل كمساعد خياط في حلبجه إلى جانب دراسته في إعدادية حلبجه اليتيمة. رغم ذلك جاهد غفار للسعي في دراسته للحصول على معدل جيد يوصله إلى كلية الصيدلة في بغداد. كانت بغداد له محطة يستثمرها للوصول لأحلامه الأكاديمية والسياسية، فلقد ضاقت مدينة حلبجه به.

ولم تكن المساعدة الدراسية التي تصرف للطلبة الجامعيين كافية له للعيش والدراسة. فسعى للبحث عن عمل ليلي في بغداد يعينه على مقاومة ظروف المعيشة الصعبة. فعرض عليه الصحفي الشيوعي محمد كريم فتح الله ـ أبو سامان ـ العمل في صحيفة الفكر الجديد ـ بيري نوى ـ في مقر هيئة التحرير الواقع في شارع السعدون عند “بارك السعدون”. حيث يمتلك غفار مقدرة ملحوظة في الترجمة إلى اللغة الكردية. وتمتاز لغته الكردية بالسلاسة والسباكة المتينة. وإلى جانب عمله كمترجم وصحفي، عرض عليه الإقامة في مقر هيئة تحرير الفكر الجديد بدلا من السكن في القسم الداخلي للطلبة، ليتمكن من تقليص تكاليف معيشته الصعبة.

ومنح غفار كريم اسما حركيا هو “نوزاد”، حيث عرف به وسط أسرة تحرير طريق الشعب والفكر الجديد والثقافة الجديدة. وشاركه في المعيش والعمل هناك الفقيد حاجي جمال، الذي فقدناه في حادث سيارة في محافظة أربيل في مطلع تسعينات القرن الماضي بعد حياة حفلت بالمآثر البطولية، والذي عرفه رفاقه بطيبة قلبه الشديدة وحبه الكبير لرفاقه.

لم يكتف نوزاد في أداء عمله الصحفي الرتيب في الترجمة والإعداد باللغة الكردية، بل توجه إلى تحسين وصقل لغته العربية ليقوم بالكتابة باللغة العربية أيضا. وجرى تنسيبه للعمل في صفحة الطلبة والشباب في طريق الشعب. وهناك كان لقاؤنا. التقينا في منتصف عام 1975 في مقر هيئة تحرير الشعب الواقع في شارع السعدون بالقرب من سينما بابل.

ولم يكتف بالعمل الصحفي والدراسي، بل وسعى لأن ينشط حزبيا في المنظمة الطلابية للحزب في بغداد. وتم تنسيبه للعمل في منظمة الحزب الطلابية في الجامعة المستنصرية، حيث كلف بالعمل على تشكيل شبكة من المراسلين الصحفيين لصحافة الحزب داخل هيئات الحزب في الجامعة، حيث اعتمدت صحافة الحزب في السبعينات على شبكة من المراسلين الصحفيين المتطوعين امتدت إلى كافة منظمات الحزب في العراق. وتم ربطها مع المكاتب الصحفية في اللجان المنطقية والمحلية. وعملت مع نوزاد في المكتب الصحفي الطلابي في بغداد، والذي كانت تصله يوميا مئات الرسائل والقصاصات الورقية من أعضاء وأصدقاء الحزب. وكنا نعمل بشكل شاق لجرد هذه المساهمات وإرسال ما يصلح منها للنشر في صحافة الحزب بعد إعادة صياغتها. لقد ساعدتنا هذه القصاصات على صقل قدراتنا اللغوية والصحفية والفكرية، كما جعلتنا قريبين جدا من واقع ومعاناة الطلبة في مختلف كليات ومعاهد ومدارس محافظة بغداد. وكان الشهيد ساهر ـ باسل كمونة ـ متميزا في استقبال وإعداد هذه القصاصات. أما نوزاد، فكانت هذه القصاصات فرصة له لتقويم وتهذيب لغته العربية. وكان معنا رفيق آخر قادم من أهوار الناصرية، وكان طالبا في الجامعة التكنولوجية، واستشهد خلال الهجمة الشرسة التي شنها البعث ضد الحزب الشيوعي في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث انكب لإعداد وصقل القصاصات الواردة، ولم يقم بكتابة مساهماته الخاصة إلا ما ندر.

لقد كان المكتب الصحفي الطلابي ـ مصط ـ والمكتب الصحفي لمنطقة بغداد ـ مصب ـ رافدين مهمين لصحافة الحزب آنذاك، حيث تنوعت المساهمات إلى كافة أقسام النشر في صحافة الحزب، سواء طريق الشعب، الثقافة الجديدة والفكر الجديد. واعتمدت صفحات حياة الشعب والتعليم والمعلم والطلبة والشباب والمهنية والمرأة بشكل كبير على ما يردها من - مصب -. وكذلك الصفحات الثقافية والعمالية والزراعية ومنوعات. وساهم مصب في تزويد مجلة الثقافة الجديدة بالدراسات الأكاديمية القيمة.

لقد كانت المكاتب الصحفية سببا رئيسيا في نجاح عمل صحافة الحزب في السبعينات. حيث جعلت صحافة الحزب قريبة من الناس ومعاناتهم. ورغم الرقابة الشديدة المفروضة على ما ينشر في صحافة الحزب من لدن هيئة التحرير، إلا أن مساهمات المكاتب الصحفية تمكنت من رفد الجريدة بالعديد من المساهمات.

إن زحمة العمل في - مصط -، جعلتنا نلتقي بشكل يومي في مبنى هيئة تحرير طريق الشعب. ونخرج سوية بعد عمل شاق لنكمل السهرة في مقاهي أبو نؤاس العامرة، أو نكتفي بسندويجات الشاورمة عند الباب الشرقي، أو نحو مطعم صغير عند بارك السعدون كان يبيع كبة الموصل. وأحيانا كنا نصطاد الوقت لمشاهدة فلم في دور العرض السينمائي المنتشرة في أطراف شارع السعدون. لقد أصبحنا عائلة واحدة، وكنا نكن الاحترام الكبير للرفيقتين أماني وفاطمة اللتين شاركتا في العمل في - مصط -. ولقد تألمت كثيرا حين استشهد بالقرب مني زوج الرفيقة أماني عند سفوح جبل سفين في حزيران 1984 في كمين غادر وقعت فيه مفرزة من مفارز أنصارنا في قاطع أربيل. حيث كنا في - مصط -نتابع كيف التقت الرفيقة أماني بزوجها من خلال العمل الحزبي، وكيف نمت العلاقة بينهما لتصل إلى الزواج بعد جهاد عسير وإصرار عنيدين، حيث واجها معارضة عائلية شديدة، بسبب من اختلاف الانحدار القومي والديني لهذين العاشقين. لقد كان زواجهما تعبيرا عن وحدة الشعب العراقي، ولكن رصاصات الغدر في سفين انهكت هذه المغامرة العاطفية.

في منتصف عام 1977 واصلت قيادة البعث التضييق على عمل منظمات الحزب بشكل واضح وسافر، بعد قمع الانتفاضة الجماهيرية العفوية عند منطقة خان النص التي تتوسط المسافة ما بين وادي الطف وهضبات النجف. كما اتخذت قرارات إدارية بمنع تداول صحافة الحزب في دور العلم ودوائر حكومية. وبدأت القصاصات والرسائل تصل مصب ومصط لتعكس الخناق الذي بدأ يضيق على منظمات الحزب وأصدقائه. وتوجت حملة البعث السافرة ضد الحزب في إعدام كوكبة من أعضاء الحزب في آيار 1978.

وفي آيار 1978 تم إيفاد الرفيق نوزاد إلى باريس لتغطية مهرجان الشبيبة الشيوعية هناك، حيث كلف بالمشاركة في فعاليات المهرجان وإلقاء كلمة باسم شبيبة الحزب، إلى جانب تغطية وقائع المهرجان. وبعد سفره، كلفت هيئة تحرير الجريدة منظمة الحزب في باريس بتبليغ الرفيق نوزاد بالبقاء هناك وعدم العودة، بسبب من قرار الحزب بالانسحاب التدريجي من العمل العلني، وحماية كادر الحزب من الهجمة البعثية الشرسة. إلا أن الرفيق نوزاد رفض الالتزام بهذا القرار، لإنه كان مكلفا ـ من البداية ـ بالمشاركة في هذا المهرجان والعودة للعراق. وكانت معه بطاقة وموعد العودة. واعتبر أن بقاءه في باريس نوعا من الغدر لرفاقه الذين تركهم في العراق. فقفل عائدا إلى الوطن، بالرغم من إلحاح منظمة الحزب في باريس عليه بالبقاء. وما أن وصل مطار بغداد حتى قامت أجهزة أمن المطار بإلقاء القبض عليه، واقتيد إلى أقبية دوائر الأمن في بغداد، واستشهد الرفيق الصحفي الشجاع غفار كريم ـ نوزاد ـ تحت التعذيب ليلتحق بكوكبة شهداء الصحافة الشيوعية في السبعينات.. إسماعيل خليل، باسم كمونة، ياسين طه، قاسم محمد حمزة، خليل المعاضيدي.. وكوكبة بررة معهم.. فهم الخالدون، بينما لحق الخزي بقتلتهم.

****************

الصفحة الثامنة

الانتخابات: وهم المشاركة .. حقيقة المقاطعة !

رضا الظاهر

ما من عاقل منصف يتوهم بأن الانتخابات المقبلة (اذا ما جرت في موعدها فعلا)، والتي يتحدث البعض، وبينهم “مستقلون” في المفوضية، ومتنفذون في السلطة وقوى سياسية اعتادت تقمص الأدوار وفقا لـ “الموضة الرائجة”، ستغير الواقع، وستكون بوابة مأمولة للدخول الى عملية سياسية سليمة، ونهج يفضي الى التغيير.

نحاول، هنا، الاجابة على السؤال الحارق: لماذا ندعو الى مقاطعة هذه الانتخابات ؟ ولماذا يدعو آخرون، يمتد طيفهم من “اليمين” الى “اليسار”، الى مشاركة “فعالة” في الانتخابات ؟

تحول عميق في المشهد السياسي

يتعين القول، ابتداء، أن المشاركة في الانتخابات هي، مبدئيا وبشكل عام، ممارسة سليمة. غير أن المشاركة في الانتخابات الحالية، المزمع اقامتها في تشرين الأول المقبل، والتي لم تتوفر، حتى الآن، شروط نزاهتها، ومن غير المتوقع توفرها، بقدرة قادر، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لن تكون، والحال هذه، سوى تزكية للقوى الحاكمة المتنفذة، واضفاء غطاء الشرعية على آثامها.

وفي هذا السياق جاء اعلان حزبنا تعليق المشاركة في انتخابات تشرين الأول، في بيان اللجنة المركزية للحزب الصادر في 9 ايار 2021، “حيث اعتبرنا أن مشاركتنا لا يمكن أن تتم دون توفر الشروط الضرورية لضمان اجراء انتخابات نزيهة عادلة نريد لها، انسجاما مع ما عبرت عنه إرادة انتفاضة تشرين، ان تكون رافعة للتغيير المنشود. وأكدنا أنه ما لم تتوفر بيئة انتخابية آمنة، عبر قانون انتخابات عادل ومفوضية انتخابات مستقلة حقا، واجراءات تمنع استخدام المال السياسي، وتوقف انفلات السلاح، وتحاسب رؤوس الفساد، وما لم تتم الاستجابة لمطالب المنتفضين العادلة والكشف عن منفذي أعمال الاغتيال ومن يقف وراءهم .. ما لم يتحقق هذا فان المشاركة في الانتخابات لن تكون سوى عملية اعادة انتاج للمنظومة السياسية ذاتها، منظومة المحاصصة والفساد، ولاّدة الأزمات والمآسي”.

أفبمثل هذه الأوضاع يريدون منا أن نخوض الانتخابات ؟ وهل يراد منا أن نزكي الفاسدين وقتلة المتظاهرين السلميين ؟

من ناحية أخرى يتعين علينا أن نوضح أننا لا نضع توفر “النزاهة المطلقة” شرطا في الانتخابات، فقد شاركنا، كما هو معلوم، في انتخابات سابقة لم تتوفر فيها شروط النزاهة. غير أن الظرف الراهن مختلف. فهذه الانتخابات تأتي بعد انتفاضة تشرين 2019، وهو تحول عميق في المشهد السياسي، وبالتالي فان حقائق الواقع الجديد هذه استدعت من الحزب أن يتخذ موقف مقاطعة الانتخابات المقبلة.

ومعلوم أن هذا الموقف جاء، كما أشار بيان اللجنة المركزية لحزبنا في 24 تموز 2021، بعد دراسة معمقة للواقع وتطوراته، وفي أعقاب استفتاء جرى أوائل تموز 2021، و”جاءت نتائج الاستفتاء، الذي يعد تجسيدا للممارسة الديمقراطية الداخلية، مؤيدة المقاطعة بأغلبية واضحة. علما أن نسبة عالية من أعضاء الحزب في سائر منظماته في المحافظات جميعا وخارج الوطن، شاركوا في الاستفتاء بنشاط. وينتمي هؤلاء الرفاق الى شرائح اجتماعية متنوعة، الأمر الذي يبيّن أن عيّنتهم لا تمثل الشيوعيين فقط، وانما تعكس مزاجا شعبيا واضحا”.

ومن ناحية أخرى يتعين علينا التمييز بين مقاطعة الانتخابات “الايجابية”، وهي فعل سياسي ينتمي الى الموقف الثوري الداعي الى التغيير الحقيقي، والعزوف عن المشاركة، دون أن يستند هذا العزوف، الذي هو، بالطبع، تعبير عن اليأس من السلطة وتجلٍ للاحتجاج عليها، لكنه “سلبي” في جوهره ، الى وعي سياسي بضرورة التغيير.

خوض الصراع الطبقي

يقول لينين في (مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية) “إن بسطاء العقول وحدهم هم الذين يقولون إنه يجب على البروليتاريا، قبل كل شيء، أن تكسب الأغلبية في الانتخابات الجارية تحت نير البرجوازية، وفي ظل نير عبودية الأجر، وعليها، بعد ذلك، أن تنتزع السلطة. إن هذه قمة الرعونة أو الرياء. ومعنى ذلك استبدال الصراع الطبقي والثورة بالتصويت في ظل النظام القديم والسلطة القديمة”.

إن الاصلاحيين يوظفون، بطريقتهم الميكانيكية، المعتادة، مقولات ماركس وانجلز ولينين، وسواهم من القادة الثوريين والمفكرين، لتبرير المشاركة “المطلقة” في الانتخابات، في كل الظروف والأحوال، والترويج لأوهام امكانيات اصلاح نظام المحاصصة والفساد من داخله، وحل الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر النضال البرلماني، دون أن يأخذوا بالحسبان، حقيقة أن الجماهير لا يمكن كسبها عبر الانتخابات (وهي، بالطبع، ممارسة سليمة صحيحة عندما تتوفر شروطها)، وانما عبر خوض الصراع الاجتماعي الطبقي، الذي هو المدرسة الحقيقية لتدريب الجماهير والقادة الثوريين.

أما بالنسبة لمن يتخذون مواقف متعصبة مسبقة فتعد مسألة المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها مسألة محسومة سلفا، أي لا تحتاج الى تحليل أو جدل. فبعضهم يرى أن المقاطعة موقف عدمي بينما المشاركة موقف عقلاني، غير أن الواقع أكثر تعقيدا من هذا التبسيط الميكانيكي.

رؤيتان متعارضتان

من المعروف أن الاشتراكيين الثوريين في ألمانيا شاركوا في مؤسسات رجعية، وكذلك فعل البلاشفة في روسيا، رغم اجحاف قوانين الانتخابات. وشارك الثوريون في القرن العشرين، وفي مختلف أنحاء العالم، في انتخابات يصعب القول إنها كانت نزيهة حقا. ويشاركون، اليوم، في انتخابات المؤسسات البرجوازية، وهم يعرفون، تماما، أنهم غير قادرين على استبدال تلك المؤسسات في هذه اللعبة الديمقراطية، لأن التوازن السياسي والاجتماعي لا يسمح، ببساطة، بالاخلال المطلوب.

ومن بين الأدلة الكلاسيكية على الموقف من الانتخابات موقف لينين، الذي دعا في أيلول 1905، الى مقاطعة مجلس الدوما (وهو سبيل استخدمه القيصر لاحتواء الحركة الثورية، وكان ذلك مجرد مجلس شورى يستطيع القيصر حله في أي وقت). وكان موقفه صائبا وعمليا في حينه، وله ما يبرره، شأن موقف حزبنا في المقاطعة اليوم.

ولم يكن موقف لينين موقفا ميكانيكيا، ذلك أنه بعد أن تبين أن هزيمة ألحقت بانتفاضة 1905 ولم يعد هناك أفق في تجدد الانتفاضة، غيّر لينين موقفه في آب 1906، وأيد المشاركة في البرلمان، وخاض نضالا مريرا من أجل ذلك، حتى وصل الأمر به الى التصويت، في مؤتمر للحزب عام 1907، مع المناشفة وضد البلاشفة. غير أنه يتعين علينا أن لا نغفل رؤية لينين من أن “المقاطعة النشطة” تكون هي التاكتيك الصحيح في ظل توفر الشروط الثورية.

فأين تكمن صحة شعار المقاطعة الذي رفعه لينين عام 1905 ودعا اليه بحماس ؟ الجواب لا علاقة له بعبقرية لينين أو بعصمة البلاشفة، بل بالظروف الموضوعية التي رفع فيها شعار المقاطعة.

إن العودة الى االتراث الثوري والتجربة التاريخية ضرورية، غير أن الأهم والأكثر حسما هو التقييم الواقعي للوضع الطبقي وميزان القوى الاجتماعي والسياسي، والابتعاد عن النظرة الميكانيكية، التي ترى، على سبيل المثال، أن التوازن الاجتماعي والسياسي الحالي في بلادنا ليس في صالح اتخاذ موقف “انعزالي” كموقف مقاطعة الانتخابات، متناسية أن هذا التوازن ليس خالدا، وأنه لابد من المساهمة في هزّ جدرانه، ومراكمة الفعل الثوري لهدم هذه الجدران مستقبلا.

ويعد موقف ماركس من كومونة باريس هو المثال الكلاسيكي الأسطع في استيعاب تبدل الظروف وبالتالي ضرورة اتخاذ المواقف في ضوء ما يستجد من ظروف.

في الماركسية هناك رؤيتان متعارضتان حول مسألة الانتخابات: الرؤية الاصلاحية التي ترى أن النضال البرلماني يتيح للطبقة العاملة فرصة تحقيق أهددافها، وقد ازدهر هذا الاتجاه في ألمانيا أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. أما الرؤية الثانية فهي الرؤية الثورية التي طرحها ماركس وانجلز واضاءها لينين وروزا لوكسمبورغ.

وفي سياق الرؤية الاصلاحية يرى ادوارد بيرنشتاين أن مهمة الاشتراكية الديمقراطية تكمن في النضال من أجل كل الاصلاحات في الدولة التي ترفع من شأن الطبقة العاملة وتحول الدولة في اتجاه الديمقراطية. ولم يكن بيرنشتاين وحده متمسكا بهذه الرؤية. فقد رأى كارل كاوتسكي (وكان ناقدا لأفكار بيرنشتاين بوجه عام) أن معنى الاستيلاء على السلطة هو كسب البرلمان. واعتبر كاوتسكي أن العمل الجماهيري، كالمظاهرات والاضرابات، وسائل استثنائية، يعتبر التركيز عليها انحيازا خاطئا لابد من مواجهته. وقد كان هذا الاتجاه انحرافا خطيرا عن التراث الماركسي الثوري.

ففي عام 1879 كتب ماركس وانجلز رسالة نقدية الى قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني تساءلا فيها عما اذا كان الحزب قد “أصيب بالأمراض البرلمانية”. وردا على دعوات الحزب الى التحلي بالصبر والاتزان من أجل “عدم تخويف البرجوازية بالشبح الأحمر”، هاجم ماركس وانجلز هذه الأفكار بقوة، وطرحا على من يتبناها أن يترك الحزب اذا كان في نيته “استخدام موقعه الرسمي لمحاربة الطابع البروليتاري للحزب”.

وأشار ماركس وانجلز في رسالتهما الى أنه بالنسبة لبيرنشتاين وكاوتسكي فانهما يريدان لبرنامج الحزب أن يوضع على الرف ليكون ميراثا في المستقبل لأبناء وأحفاد “سادة” التيار الاصلاحي، الحريصين على “عدم تخويف البرجوازية”، والرافضين لأن يكون الصراع الطبقي هو الرافعة الأساسية للتاريخ.

ومن بالغ الدلالة أن روزا لوكسمبورغ كتبت في رسالة عام 1908 الى كونستانتين زيتكين تقول: “سأكون، قريبا، عاجزة تماما عن قراءة أي شيء كتبه كاوتسكي ... إنها سلسلة مقرفة من شبكات العنكبوت ... لا يمكن إزالتها الا بحمام ذهني عبر قراءة ماركس نفسه”.

وفي الموقف من برنامج ايرفورت عام 1891 انتقد انجلز بشدة البرنامج الذي أعده الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، وكان جوهر نقده هو أوهام الحزب حول التغيير من خلال البرلمان. وحذر انجلز من الانتهازية التي تنتشر في جزء من صحافة الاشتراكية الديمقراطية، وتريد أن تطرح كل مطالب الحزب بالطرق السلمية وفي اطار النظام القانوني في ألمانيا. وأشار انجلز الى أن النضال من أجل تحقيق النجاح اللحظي بدون التفكير في العواقب التالية، هو تضحية بمستقبل الحركة من أجل راهن مؤقت زائل. وقد يكون هذا الموقف نابعا من نوايا صادقة لكنها انتهازية، ولعل “الانتهازية الصادقة هي أخطر انواع الانتهازية على الاطلاق”.

ومما له أهمية استثنائية تعليق لينين على النقد الذي أورده ماركس في (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت) بالقول في (الدولة والثورة): “إن هذا النقد الرائع للبرلمانية، المكتوب في سنة 1871، قد غدا الآن، هو الآخر، بفضل سيطرة الاشتراكية – الشوفينية والانتهازية، في عداد “الكلمات المنسية” من الماركسية .. البت مرة كل سنوات عدة في مسألة معرفة أي عضو من الطبقة السائدة سيقوم بقمع الشعب في البرلمان – هذا هو الجوهر الحقيقي للبرلمانية البرجوازية، ليس فقط في الملكيات البرلمانية الدستورية، بل كذلك في الجمهوريات الأوسع ديمقراطية”.

وانتقدت روزا لوكسمبورغ، بقوة، الاتجاه الانتهازي في الحزب الألماني. وكانت واضحة في فهمها لحدود البرلمانية، مؤكدة أنه حتى اذا استطاع الحزب الحصول على أغلبية في البرلمان فان ذلك لن يكون انتصارا للاشتراكية. فالطبقة الحاكمة ستلجأ الى أجهزتها الوفية كالبوليس والجيش وبيروقراطية الدولة، للتوحد ضد البرلمان، وهي مؤسسات تمثيلية ديمقراطية في الشكل وقمعية في الجوهر (نذكّر هنا، على سبيل المثال، بتجربة تشيلي، حيث أطاح انقلاب بقيادة الجنرال الفاشي بينوشيت عام 1973، بحكومة أليندي الشرعية، وأغرق الانقلابيون تشيلي بالدماء).

مشاركة ؟ مقاطعة ؟

من الخطأ الاعتقاد بأن البرلمان هو موضع السلطة الرئيسي. فالحراك الجماهيري، على أهمية البرلمان والنضال من داخله، هو أعظم شأنا من النشاط البرلماني. ومن الخطا، أيضا، الاعتقاد بما يروجه بعض “اليساريين المتثاقفين” من أن المشاركة في كل الظروف والأحوال، هي التي ستؤدي الى التغيير.

واذا كانت المشاركة هي، بوجه عام، الخيار الصحيح، وهذا هو رأي الماركسيين الحقيقيين، فهناك ظروف معينة تكون فيها المقاطعة هي الخيار الصحيح.

إن الظروف التي تبرر شن حملة مقاطعة “ايجابية” هي عندما تكون هذه المقاطعة  جزءا من التحضير لـ “انتفاضة ثورية” ظافرة، وهذا الشرط غير قائم، بالطبع، في بلادنا في الظرف الراهن ولا يسمح به التوازن السياسي والاجتماعي. غير أنه من الخطأ الفادح الوقوع ضحية التفكير الميكانيكي في تفسير الظروف. صحيح أن الظروف الحالية لا تشكل انعطافة ثورية، غير أن ما حدث في انتفاضة تشرين 2019 (رغم التراجع والتوقف المؤقت) يشير الى بذور انعطافة ثورية. ولا ريب أن هذا، وعوامل أخرى أساسية شخصتها وثائق الحزب، هو الذي كان في ذهن الشيوعيين عندما اتخذوا موقف المقاطعة، واستخدموا الاستفتاء لتعظيم الموقف الجماعي.

هجوم على موقف الحزب

تتصاعد، منذ اعلان الحزب موقف المقاطعة في المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب يوم 24 تموز 2021 (بل وقبل ذلك، وعلى وجه التحديد، منذ بيان اللجنة المركزية للحزب في 9 أيار 2021 الذي أعلن تعليق المشاركة في الانتخابات).

ومن المؤكد أن هذه الحملة متوقعة، ومن غير المعقول ولا المنطقي التوهم بأن خصوم الحزب الشيوعي سيلقون أسلحتهم، بل إنهم سيشحذونها أكثر كلما اتخذ الحزب مواقف مؤثرة تتسم بالواقعية والنضج والجرأة، والاخلاص لمصالح الكادحين  وطموح الملايين نحو الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

إننا لنعلم أن هذه الحملة، التي تتخذ أشكالا متنوعة مقيتة، مرشحة للتصاعد كلما اتخذ حزبنا مواقف أكثر نضجا وأمضى دفاعا عن مصالح الشعب، وإن هؤلاء الذي يهاجمون حزبنا لديهم الكثير من الأسلاف وسيكون لديهم الكثير من الأحفاد، ولا يجدر بالمرء أن يبدد الكثير من الوقت ليدحض مواعظ انحطاطهم.

من ناحية أخرى ينبغي أن لا نتطير من الآراء المناقضة لموقفنا من المقاطعة (نحن لا نتحدث عن موقف الهجوم على الحزب المستند الى مواقف عصبوية مسبقة والى “صبيانية” و”جمل ثورية” جوفاء، ومزايدة بشعارات براقة، بعيدة عن الواقع الحسي، وتصب، في خاتمة المطاف، في المجرى ذاته الذي يحرك طواحين القوى المتتنفذة). إن هذه القضية هي جزء من الصراع السياسي، الفكري والاجتماعي، الذي يتطلب منا أن نتسلح بالتحليل الماركسي، والمرونة في التعامل السياسي، والمبدأية في الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي، ونحن نروّج، في دعايتنا السلمية النشطة، لموقف المقاطعة الذي نعتبره إحدى بوابات التغيير.

ومما يبعث على الأمل والاعتزاز ردود الفعل الواسعة، المتنوعة والمتواصلة، التي تنظر الى موقف الحزب في المقاطعة بعين التعاطف والاحترام.

ونحن ندرك أن قوى المجتمع القديم، المتنفذة، لن تستسلم بسهولة، بل ستهب، على الرغم من اختلافاتها وصراعاتها حول الامتيازات، وتتوحد دفاعا عن مصالحها الطبقية، مستخدمة كل ما في ترسانتها من أسلحة في مجابهة القوى الساعية الى التغيير، التي يتعين عليها، من بين أمور أخرى، امتلاك فن ادارة الصراع حتى يمكن الاخلال بميزان القوى السياسي والاجتماعي لصالح عملية التغيير.

*    *    *

الى الكفاح .. من أجل الاطاحة بمنظومة المحاصصة والفساد ..

اذا كنا اليوم قلّة ... فلن يكون هذا الواقع مؤبدا .. 

لقد رفع مقتحمو السماء راية الكومونة على مبنى بلدية باريس الثائرة، رغم أن “التوازن” لم يكن يسمح بالانتفاضة، وفي إثرهم سار البلاشفة في طريق الانتفاضة عام 1905، وتوالت الانتفاضات والثورات لتضيف صفحات مشرقة في تاريخ الشعوب، تلتمع فيها صفحة انتفاضة شعبنا في تشرين، التي نرى أفق تجددها بنهوض أعظم يطيح بسدنة المحاصصة والفساد.

إن المقاطعة سبيل الى التغيير .. وعبر استثمار السخط وإضاءته واطلاق شرارته، نصل الى ضفاف التغيير ..

آن لبلاد المآسي أن تجد سبيلا الى الأمل الذي يضع الرايات والينابيع بأيادي من يحولون موقف المقاطعة الى معين كفاحي لا ينضب من أجل التغيير .. 

********************

الصفحة التاسعة 

الديمقراطية و الإنتخابات

د. إبراهيم إسماعيل

لم يمض وقت طويل على إعلان الحزب الشيوعي العراقي، وبقرار أغلبية أعضائه، مقاطعة الإنتخابات المزمع إجراؤها في الخريف، حتى إحتدم جدل واسع، بين مؤيد للقرار ومختلف معه. وإذ يبدو هذا الإهتمام أمراً متسقاً مع المكانة التاريخية التي يتمتع بها الحزب، ولجماهيريته، سواء الظاهرة منها أو الكامنة في أعماق كادحي البلاد، ولإيمانه بالأساليب السلمية لإقامة دولة الحريات والعدالة الاجتماعية، فإن سعي البعض لنفث الإحقاد، عبر التشكيك بإيمان الحزب بالديمقراطية، أو خشيته من عدم تحقيق نتائج مرضية من مشاركته في الإنتخابات، أو عجزه عن طرح برنامج بديل لإحداث التغيير، يستدعي شيئاً من توضيح الأسباب الحقيقية التي دفعت الحزب لإتخاذ هذا الموقف، الذي يشكل في جوهره دفاعاً عن الديمقراطية والتغيير السلمي المنشود للعملية السياسية، مع التأكيد على إحترام من أتفق مع هذا القرار أو من إختلف معه.   

لقد بات من المعروف، ومنذ عقود، أن جميع الأنظمة السياسية في العالم، تسعى لأن تتلفع برداء الإنتخابات لتحقق “شرعية” ما لها، حتى صارعدد الممارسات الإنتخابية في الأنظمة الدكتاتورية والطبول التي تقرع للإعلان عنها والجهد الكبير الذي يبذل لتجميل وجهها البشع، أكثر وأعلى وأوسع منها مما هو عليه في الأنظمة الديمقراطية. ولهذا فإن إعتبار أي إنتخابات ممارسة ديمقراطية حقيقية، إنما يعتمد على توفر شروط ثلاثة فيها:

  • أن تضمن تداولاً سلمياً للسلطة.
  • أن يكون هناك مجتمع مدني وحياة حزبية فعالة ومشاركة حقيقية.
  • ان يتوفر قدر مناسب من الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية.

الإنتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة

من المتفق عليه أن الشرط الأساس لقيام المجتمع المدني الديمقراطي هو التداول السلمي للسلطة، والذي تتمثل مظاهره في:

  • ضمان الوصول للسلطة بطريقة نزيهة وفي ظل ظروف منافسة عادلة وإشتراطات متكافئة.
  • الخضوع للمحاسبة أثناء الحكم والتشاور الملزم خلاله مع أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني.
  • ترك السلطة بطريقة سلمية.
  • نبذ العنف كوسيلة للوصول إلى الحكم أو للمحافظة عليه أو إستعادته.

لقد أثبتت الإنتخابات العراقية، وخاصة الأخيرة منها، عدم وجود أية علاقة لها بالتداول السلمي للسلطة، وبالتالي بالديمقراطية كسبيل للتغيير، وذلك للأسباب التالية:

  • غياب المستلزمات الأساسية لإجراء إنتخابات تشريعية نزيهة (كوجود قانون عادل ومستفتى عليه شعبياً، وتنفيذ قانون ديمقراطي للأحزاب السياسية، وضمان تكافؤ الفرص في المنافسة، وعدم إستخدام المقدس، وحيادية الحكومة ومؤسسات الدولة والقوات المسلحة، وعدم وجود سلاح منفلت، ومنع استخدام أو التلويح باستخدام أو التوفر على وسائل العنف ...والخ).
  • عدم إستقلالية مفوضية الإنتخابات، التي تم إختيار أعضائها عبر المحاصصة الحزبية، والذين أُفتضحت دائماً، أثناء أو بعيد الإنتخابات، علاقتهم بالإحزاب وعدم إستقلاليتهم.
  • الإرهاب الفكري والسياسي والإستخدام الصريح للسلاح في تكميم الأفواه، والتصفية الجسدية للمعارضين والمنافسين، وتسخير المعتقدات والمقدسات والإنتماءات العشائرية والطائفية والإثنية من أجل تحقيق ذلك.
  • الإستخدام المكثف والعلني للمال السياسي والمال العام والأموال التي تم غسلها، في تمويل العمليات الإنتخابية.
  • غياب أي سلطة للرقابة الداخلية، ورفض الرقابة الأممية الحقيقية بدعوى خرق “السيادة”، وتأطير ما توفر منها في مشاركة شكلية أو مشتراة.
  • إتفاق القوى المتنفذة على عدم وجود معارضة برلمانية، ورفضها أي تشاور مع المعارضين من خارج البرلمان.
  • عدم قيام أحد بترك السلطة سلمياً، وإستخدام الأغلبية للعنف، بأشكال مختلفة، لتأمين مصالحها.

وجود مجتمع مدني وحياة حزبية فعالة ومشاركة حقيقية

تجري الإنتخابات في ظل مجتمع مدني ضعيف ومهيمن عليه وحياة حزبية مخربة وعزوف جماهيري عن المشاركة. ففي ظل القاعدة الإجتماعية للعملية السياسية، والمتمثلة في الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادور وسراق المال العام وتجار سوق العملة والمهربين وبقايا الإقطاعيين ورؤساء العشائر، تم ضبط إيقاع الصراع وتسفيه الديمقراطية وإختزالها بالإنتخابات، وإضعاف المؤسسات الدستورية القائمة، وإستخدامها لإصدار القوانين والأنظمة التي تقنّـون الإستبداد والتصورات الأيديولوجية. كما جرى تأجيج المشاعر الدينية والإثنية والطائفية والعشائرية، وإعلاء شأن الهويات الفرعية وطمس الهوية الوطنية الجامعة. وتغييب مفهوم المواطنة والمساواة التامة بين المواطنين وخضوع الجميع للدستور والقضاء المستقل.

وكخطوة مكملة، حاربت هذه القوى، الحياة الحزبية وأفقدتها دورها المطلوب بين الناس، بشكل مباشر (عنفي وتسقيطي) وبشكل غير مباشر (عبر تغييب الوعي والسيطرة على المؤسسات الثقافية والتعليمية، وتشويه وتبشيع مفهوم الحياة الحزبية والمجتمع المدني في أذهان الناس). كما نجحت هذه القوى ـ أو تكاد تنجح ـ في الهيمنة على منظمات المجتمع المدني، وتجميدها وحرفها عن طبيعتها وأضعاف دورها المنشود.

وإذا كانت المشاركة الواسعة للناخبين، وإعتراف أغلبية الناس بنتائج الإنتخابات، وإطمئنانهم لها، الشرط الأرأس لنزاهتها وصدقّيتها، فإن حساباً بسيطاً لما جري يؤكد غياب أي شرعية إنتخابية حقيقية للقوى المتنفذة. فبعد إن كانت نسبة المشاركة في أول انتخابات نيابية سنة 2005، 80% تراجعت في سنة 2010 إلى 62.4%، وفي 2014 إلى حوالي 60% وفي 2018 إلى 44%، حسب المفوضية العليا للانتخابات أو بنسبة 20% حسب المصادر ذات المصداقية. وهذا يعني أن أكثر من 60% من الناخبين قد فقدوا ثقتهم بالعملية الإنتخابية وعزفوا عن المشاركة في إضفاء الشرعية على نتائجها.

وهكذا، ومع غياب أي دور فاعل لمنظمات المجتمع المدني، والتطبيق غير الجاد لقانون الإحزاب السياسية، وتشويه الحياة الحزبية، وعزوف الغالبية الساحقة من الناخبين عن المشاركة في التصويت، يصبح من الوهم، إن لم نقل من النفاق، وصف العملية الإنتخابية بالممارسة الديمقراطية لأنها، وببساطة، في تضاد صارخ مع الديمقراطية كسبيل للتغيير.

توفر قدر مناسب من الحرية السياسية والعدالة الإجتماعية

يعاني العراق منذ عقود من تخلف ثقافي واجتماعي، أدى إلى إعاقة تبلور الوعي الوطني وتشويه ووأد فكرة المواطنة، لاسيما مع تحول النظام السياسي من مهمة صيانة المجتمع إلى جهاز لتأمين السلطة والثروة للإقطاعيات الطائفية والقومية المتصارعة، وأيضاً مع التفشي المريع في الأمية والتخلف المتصاعد في العملية التربوية والسيطرة على وسائل الإعلام. ورغم الإعتراف الشكلي والدستوري بالمساواة بين المواطنين، فقد غاب تكافؤ الفرص وإنتشرت المحسوبية وتدهورت أوضاع المرأة والشبيبة العراقية، و هجُّرت أو هاجرت أعداد كبيرة من القوميات الصغيرة، ولم تحل مشكلة ملايين النازحين جراء الصراع مع الإرهاب الداعشي، وإستمرت مظاهر حكم الفرد أو العائلة أو الجماعة أو الفئة، وعاد الخوف ليسري بين الجماهير. ومن البديهي أن تصبح الحرية السياسية، في ظل هذه الأوضاع، مظهراً لا جوهر له. 

وفيما نهب الكثير من المتنفذين موارد الدولة وأفقروها في فساد لا مثيل له، أدت السياسة الاقتصادية إلى اتساع الفجوة في بنية الإقتصاد العراقي، بين نشاطات مالية وتجارية رائجة ونشاطات إنتاجية راكدة، مما فاقم من التفاوت المريع في الدخل والثروة، وأدى إلى ارتفاع الأسعار ومستوى التضخم وتقلص الخدمات وزيادة البطالة خاصة بين الشباب وغياب فرص التوظيف المنتج، فأشتد الكادحون وشرائح من الطبقة الوسطى فقراً، وغابت أية ملامح للعدالة الإجتماعية.

إن شعباً جائعاً وخائفاً وقلقاً، إرتهن مصيره ومصير أبنائه وأحفاده، بمؤسسات فاسدة وبقروض لا نهاية لها، لا يستطيع أن يبنى مجتمعاً ديمقراطياً عبر الإنتخابات. كما أن قوى سببت كل هذا الخراب، لا يمكن أن تكون مؤتمنة على أي تحول ديمقراطي حقيقي. 

ما البديل عن المشاركة في الإنتخابات؟

ومن خلال هذا الإستعراض السريع، يمكن التأكيد بأن قرار الحزب جاء منسجماً مع قناعة أغلبية العراقيين، وفي الصميم منهم الشيوعيون، من أن الانتخابات القادمة لا يمكن أن تمثّل حلًّا سلمياً ديمقراطياً لأزمة النّظام السياسيّ في العراق، أو أن تكون سبيلاً لإصلاح العملية السياسية أو تغييرها.

لكن الحزب لم  يكتف بمقاطعة الإنتخابات، بل أشار وبوضوح للبديل المتمثل في تعاون كل الأحزاب والقوى التي تريد تغيير العملية السياسية وإقامة المجتمع المدني الديمقراطي، وفي إقامة علاقة دعم وتحالف مع أبناء إنتفاضة تشرين الباسلة، وذلك من أجل توفير الشروط والمستلزمات الأساسية لقيام إنتخابات ديمقراطية حقيقية، تنهي المحاصصة والفساد وتفتح الطريق نحو بديل للعملية السياسية المخربة والمأزومة. إن إسقاط الشرعية الإنتخابية عن نظام المحاصصة خطوة جادة على هذا الطريق.

*********************** 

صخرة شيوعية وقرون زجاجية

عدنان الفضلي *

 إذا استثنينا دخول داعش الى بعض المدن العراقية، فإن الفساد الإداري والمالي المستشري في مؤسسا   ت الدولة، هو العلامة الفارقة في وجه المشهد العراقي بعد انهيار الصنم البعثي، فقد قدمت الأحزاب والكتل السياسية المتواجدة في المشهد السياسي صوراً هي الأبشع في تاريخ العراق الحديث، واذا ما أردنا التركيز أكثر فان الأحزاب …. التي هيمنت على مقدرات الوطن، كانت هي المتهم والداعم الأول للفاسدين، فقد حولوا العراق الى ضيعة تخصهم وسرقوا ونهبوا ثروات العراق، ولم يبقوا فرصة الا واستغلوها في نهب المال العام وبصورة علنية، حتى صار العراق يحتل المركز الأول في قائمة الدول الأكثر فساداً.

قبالة هذا الحديث لدينا حزب وحيد لم يدخل خانة الفساد رغم إنه شارك في العملية السياسية ودخل البرلمان والحكومة عبر ممثلين عن الحزب، واقصد هنا الحزب الشيوعي العراقي ممثلاً ببرلمانيين ووزراء، فالحزب الشيوعي العراقي كانت لديه وزارات مهمة وهما وزارة الثقافة التي استوزر عليها الاستاذ مفيد الجزائري ووزارة العلوم   والتكنولوجيا التي كان وزيرها الأستاذ رائد فهمي الذي يشغل منصب سكرتير اللجنة المركزية للحزب اليوم، حيث أخبرني أحد المسؤولين في هيئة النزاهة قبل أعوام ان الهيئة نبشت ملفات هاتين الوزارتين بحثاً عن ملف فساد واحد لكن كل المحاولات فشلت نتيجة النزاهة التي يتحلى بها الوزيران الشيوعيان.

نعم، الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الوحيد الذي لم تتلطخ أيدي أعضائه بالفساد، كون الشيوعيين لا يمكنهم بيع تاريخهم المشرف والمليء بالنضال بحفنة من الدولارات، فهم أكبر وأسمى من ان يدخلوا هذه الخانة التي لا تليق بهم، بل راحوا بأنفسهم ليدخلوا خانة النزاهة وهم مرفوعي الرأس. كما انهم لم يدخلوا معمعة الاحتراب وسفك الدماء كما فعلت بقية الأحزاب المبتلية بعقدة الحزب والطائفة، وطوال هذه السنوات لم يقدموا انفسهم كأضداد لأحد، كونهم يحملون فكراً لايصطدم بأي فكر آخر، لانه فكر متفرد ومختلف ومتقد ومتسلح بمعرفة حقيقية، كما انهم وهذا ما يقوله التاريخ لم يكونوا يوماً متاجرين بقضايا الشعب، بل كانوا ومازالوا وسيبقون المضحين ابداً بدمائهم وكل طاقاتهم من اجل حقوق شعبنا الصابر الأبي، ومن يقرأ تاريخ العراق الحديث بكل سواده سيعرف جيداً من هم الشيوعيون العراقيون؟ وماذا قدموا من اجل حرية الوطن والمواطن، وكيف كانوا المحطة الناصعة البياض في هذا التاريخ المدلهم بسواده.

كلمة أخيرة: إن كان قرنك من زجاج لا تنطح صخرة صلبة، فتلك هي الصخرة التي ستكسر قرنك.

ــــــــــــــــــــــــــ

منشور على صفحته في فيسبوك*

******************** 

لماذا المقاطعة للانتخابات المبكرة...!

حسين علوان

في خضم الصراع المحتدم للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية جاء قرار الحزب الجماعي من خلال الممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية بالمقاطعة بأغلبية واضحة وبدراسة مستفيضة باستقراء أراء الرفاق في مفاصل التنظيم وبكل مستوياته.

البيئة السياسية غير ملائمة للمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى التغيير المنشود الذي دفع الشباب دماءهم ثمناً له في انتفاضتهم المستمرة لغاية اللحظة بسبب عدم زوال عوامل اندلاعها.

فما الفائدة ان تشترك في انتخابات تعيد لك نفس المنظومة الفاسدة.!

مَن يضمن لك أن المال العام سوف لن يستخدم في الدعاية الانتخابية لمرشحي الكتل المتنفذة والتي بدأت تتصارع وتتسابق في إعطاء الهبات والهدايا والقيام باستخدام اليات الدولة في عمليات تبليط الشوارع وإنشاء الارصفة وزيارة العشوائيات واعطاء الوعود لساكنها بالتمليك للأراضي المتجاوزين عليها ...!

من سيضمن للمرشح أنه سوف لن يهدد او الناخب سيصل إلى صندوق الاقتراع في ظل كمية السلاح المنفلت لدى قوى (اللادولة) حين تشعر ان هناك من ينافسها في الدائرة الانتخابية التي يتواجدون فيها وبالأخص تلك الدوائر التي تعرف القوى الامنية والحكومة بأنها مرتع للمليشيات والقوى غير المسيطر عليها أمنياً لا بل أن بعضها مغلق لقوى واحزاب وتيارات جميعها من الاسلام السياسي وتتنافس عليها بكل شراسة ...!

من يجرأ أن يدلي بصوته في تلك المناطق.!

ألم تتراجع الحكومة عن وعودها التي تضمنها برنامجها الحكومي بأنها جاءت لتلبية مطالب قوى الانتفاضة الباسلة وأهمها تقديم قتلة المتظاهرين السلميين ...!

هل سمعتم بقاتل تمت محاسبته ...!

ولماذا المشاركة.!

هل هي لأجل اثبات وجود أم هي موقف تاريخي يسجل للقوى الوطنية التي تسعى لتغيير نهج منظومة الحكم الفاسدة التي عبثت في البلاد ورهنت مصيرها بيد الدول الاقليمية والدولية من أجل البقاء في سدة السلطة وبأي ثمن ...!

المقاطعة تعني أنك ليس ضد الانتخابات كآلية من آليات الديمقراطية وأنت الساعي لها دون جدال..

لقد كان موقف الحزب مبدئياً إلى حد كبير بمقاطعته لانتخابات لا جدوى منها في تغيير المنظومة الفاسدة المتسلطة على رقاب الفقراء والكادحين من أبناء شعبنا. وعلى الذين يحاولون الصيد بالماء العكر أن يتنبهوا ويعلموا أن قرار الحزب في تعليق مشاركته من الانتخابات كان في التاسع من أيار قبل ان تتخذ أية جهة قرار المقاطعة، وان الحزب يبني مواقفه المبدئية بالرأي الجماعي لقواعده التي تمارس الديمقراطية الحزبية بكل ارتياح ومسؤولية دون أي ضغط ...!

للجميع الحق في النقد البناء والهادف لتقويم سياسة الحزب فهو بهذه الممارسة يصوب الكثير من نهجه الحاضر والمستقبلي ويتعامل مع كل الآراء حتى التي تختلف مع توجهاته بكل محبة، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ...!

******************

الصفحة العاشرة  

ايماءات "  ريتسوس "

المناخ الشعبي وقصيدة الحياة اليوميّة

ريسان الخزعلي

" يانيس ريتسوس " ، شاعر يوناني ولدَ عام 1909 بقرية ( ونمواسيا ) التي تتسم بطابع القرون الوسطى . ترجم له الشاعر / سعدي يوسف / سبعين قصيدة تحت عنوان ( ايماءات ) عام 1978 وبتقديم :  لماذا ترجمت ُ يانيس ريتسوس ؟ ..، ومما جاء فيه : لقد أحسست ُ دائماً وأنا أقرأ شعر ريتسوس إن وراء  قصيدته جهداً عظيما ، وروحاً مُصفّاة ً، صافيةً أوصلت قصيدة الحياة اليومية لديه ، إلى هذه القطعة الغريبة من البلّور .

إن قصيدته – قصيدة الظاهرة اليومية المتشربه بمينولوجيا مُعادة التركيب، هذه القصيدة تُمثّل مفخرة للشعر ، وقد ترجمت ُ القصائد في جو من اللهفة والقرب ، بحيث خُيّل لي أني أقترب أحياناً من لحظات كتابة ريتسوس لقصيدته . ( انتهى ماجاء في التقديم ) .

الشاعر / ريتسوس / له مجاميع شعرية عدّة ، منها : أحجار ، إعادات ، ايماءآت ، الممر والسلّم ، الاهرامات ، كتابة على القبر ، سيمفونية الصيف الأول .

حصل الشاعر على جائزتي لينين وديمتروف . وعنه ُ قال الشعراء : أراغون ، نيرودا ، بالماس ، وعلى التوالي ، إنّه أعظم شاعر حيّ هذا الأغريقي ريتسوس  ، ولا أرضى أن تُقارن أشعاري إلا بأشعار ريتسوس ، أننا نتنحّى جانباً كي تمرَّ أنت َ أيها الشاعر .

في نهاية الكتاب المُترجَم ، كتب الشاعر / عبد الرحمن طهمازي /.. ( معلومات ) تاريخية وفنية عن ريتسوس  . ومن تقديم / سعدي يوسف / الخاطف ، حيث الاشارة إلى قصيدة الحياة اليومية والظاهرة اليومية ، ومعلومات طهمازي ، حيث الايضاح : إيصال لغة الشعر إلى الشعب عبر اللغة الشعبية ، وإن َّ أشعاره تعتمد في البناء على الاستفادة من الشعر الشعبي التقليدي والدمج الفعّال بين الحياة اليومية والميثولوجيا .

من هاتين الإشارتين : التقديم والمعلومات ..، يكون الاستنتاج وارداً ، بأن َّ ريتسوس  شاعر شعبي ، وهو التوصيف الألصق بنوعه الشعري ، وإن َّ القصائد المترجمة لتُشير بوضوح ألى التوصيف هذا وإلى ( شعبيّة ) ريتسوس أيضاً .

كل ليلة

حين تدق الساعة الثانية عشرة

تدفع العجوز شعرها عن عينيها بحركة غريبة

كما لو كانت تمسك من السترة لصاً قفز من النافذة

ثم تستيقظ تماماً

تحتذي خفّيها وتقترب من المرآة

وتنظر إلى نفسها فيها

تنظر إلى المسافة التي بين عينيها

وهيَ تُعيد النظر إليها من وراء المرآة .

تقول العجوز :

المتى لا يَبلوَن الأحذية

إنّهم يمشون بنعومة على أشياء ناعمة

الموتى يمشون داخلنا

بل للتوفير أحياناً  ، يحتذون أحذيتنا .

في مثل هذه المناخات الشعبية ، ورصد حركة الحياة اليومية ، وإيصال الشعر عبر اللغة الشعبية ،والاستفادة من الشعر الشعبي . وبدلالة سعدي وطهمازي ..، كان ريتسوس شاعراً شعبياً ، وكانت ايماءاته ايماءات ٍ شعبية محليّة ، منحته ُ التوصيف : إنّه ُ أعظم شاعر ...

*******************

فضاء شعبي ...

تأملات في (جروح  الشاعر علي الخفاجي)

علوان السلمان

"للشاعر ..

او بعد ما لفني العذاب

اوجنت ميت

وكفوني..لا تفوت

لاتفوت...انته هسه بسيطرة"

فالنص الشعري عند الشاعر الخفاجي.. مواكبة الواقع باحداثه وتناقضاته المتصارعة التي تولد في احضانه ومحاكاتها ونسجها نسجا فنيا ممزوجا بالخيال من اجل خلق الصورة الشعرية المحققة للمتعة الجمالية  والمنفعة الفكرية الناتجة من التساؤلات..

بعدك طري..

او بعدك قصيدة او تنقري

بعدك طري..

تكدر تشب حد السمه

وتصير كوكب مشتري

او بعدك حلو

لو غازلن عينك مري

فالنص تسجيل اللحظة المتفائلة المنطلقة من قول الشاعر الطغرائي في لاميته:

اعلل النفس بالآمال ارقبها     ما اضيق العيش لولا فسحة الامل

بتفاصيلها اليومية التي تستدعي المستهلك(المتلقي) صوب دفئها الانساني ولحظتها المشبعة برائحة الحياة والامل..فتكشف عن سيرة نفسية وفكرية سابحة في واقعها..

اتنطر..تجيني وعيني حيره بخوف

طوّل سهر ليلي ابلا نجم وتأمل الاحلام

خلصت امنياتي اورحت ابيع اللون

من يشتري بياضي؟او سوكي بس عميان

محد كلب الشهكات ظلت علرصيف اتذوب

وتنادي بأذن طرشان

فالمنتج(الشاعر)يواكب الذاكرة الشعبية بمسار يومي ولهجة متداولة على النطاق الاجتماعي باسلوب السرد الشعري مع توظيف تقنية التناص وقول الشاعر (عمرو بن معدي كرب الزبيدي)..

لقد اسمعت لو ناديت حيا    ولكن لا حياة لمن تنادي

للاشارة والتدليل على القيمة الاجتماعية والسياسية والانسانية التي تتملكه..فضلا عن اعتماده الحركة التي شكلت احد معطيات المستوى الحسي للغته التي وظفت الاشياء بطريقة موحية اسهمت في تطوير البناء الدرامي للنص من خلال توظيف الجزئيات للكشف عن دخيلة الذات وتطوير الحدث الشعري..اضافة الى انها شكلت حافزا في تطوير البنية الجمالية..والكشف عن وعي معرفي باستلهام الواقع ورصد تحولاته..

وبذلك قدم المنتج(الشاعر) نصوصا تستمد نبضها من الوجود الاجتماعي الخالق للوعي الاجتماعي باقتناص المعنى الواقعي..اضافة الى تميزها بتنوع مضامينها الاجتماعية والنفسية والعاطفية واتسامها بايحاءاتها التصويرية الحكائية وعمقها الدلالي الذي يكشف عن مكنونات الذات المنتجة(الشاعرة)ببوح وجداني منطلق من مرجعيات فكرية اسهمت في اتساع عوالمها المنصهرة في بوتقة تراكيبها الجملية التي شكلتها الفاظ يومية بعيدة عن الضبابية والتعقيد في السياق والمواجهة الدلالية وفق دوافع نفسية تتفاعل عناصرها الفنية والاسلوبية مع امتداد عوالم التجربة الذاتية...

*****************

الشاعر ديار الربيعي

نستني مرايتي

يثكلن بالملاكه وبالرحيل اخفاف

بيك الحيرني الخطوة والنية

باطل من تهمتك واعترف غلطان

ضلمتك من كلتلك بيك حنية

ويكتلني العطش وبريجي اصبر الروح

كلشي ولا احس بالعطوة منية

نهري وتارسك وبكطرتك شحيت

من مرني العطش ما شفتك اميه

وامس من تختنك كل اهلي يختنكون

الململك هواهم وافزع برية

ولون جاسك وجع جنت انه اصير وياك

مثل التوم ثلثين الوجع بيه

كمت ما تستحي صدك عرفتك من

صوفر وجهك ونشفن سواجيه

ونستني مرايتي كدما اباوع بيك

ولمة اتمعنت ثاري الخلل بيه

اتعامل وياك بطيب وادري تخون

وادري الطيب نزل راس راعيه

بهلا اتلكاك حسبالك لون رديت

يا ليل بهلا اتلكالة صبحيه

كبل لا اعرفك اهلي باسمي ما يحجون

انة ديرم صرت وبحلك بدوية

وكلشي انطيك وانه ادري البخور شلون

ينطينه العطر ويموت تاليه.

Share

******************

ياليل

جعفر البدري

اخ يا ليل شيخلصك واني بيك

 الكه سوالف تخنك التوه انولد

دورت بيه واشو ملكيت روحي شكد مصيبة

اني من تالي اعرفتهه يموت المفارگ حبيبه

ودوروا بيه ولكوا حسرة جبيرة

مثل واحد خذو حكه وهوه ما عده عشيرة

ودوروا بيه ولكوا صفنة جبيرة بكبر حاله

واحد بلحظة اعدامه وصافن يفكر بجهاله

هذا شيب عمر يتمشه اعلى راسي وما كلت فد مرة عيب

يعني اذا حبيت ثاني عمر ثاني منين أجيب

انته ماي وصرت ناعور اعله مودك

انته تمشي واني اخلصهه نحيب

اني كل اجروحي منك لجن حسيتك طبيب

هذا ظهري اكراب يمك وانته خنجر

اطعني خاطر اني اطيب

اني ادري الوردة هيه تعيش لو شمهه الحبيب.

*****************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافةK صدر عنها مؤخرا الكتب الاتية:

  • (عابر قارات / رواية ـ سيرة) للكاتب العراقي الرائد برهان الخطيب.. وكانت روايته الاولى بعنوان (ضباب في الظهيرة) صد صدرت عام (1967).
  • (فالانتاين) رواية مشتركة لناهي العامري وضحى الاحمد وتتناول علاقة حب بين سورية وعراقي. الناهي سبق ان اصدر روايتين حظيتا بالاهتمام النقدي.
  • (امة لا اسم لها / من بناء الامة الى تفككها) للباحث البحريني ناذر كاظم الذي سبق له واصدر من قبل (15) كتابا معرفيا جادا.
  • “كواغد وعصافير” شعر: حسن رحيم الخرساني وللشاعر مجاميع شعرية صدرت في اسبانيا والبحرين والنمسا والسويد وبيروت، وقد نال جوائز في الشعر والقصة القصيرة.

****************

قراءة

موفق محمد يلتفت للوراء ويلتقط ما يريده

ناجح المعموري

الكتابة عن منجز الباحث أحمد الناجي (هذا هو موفق محمد) ضرورة ذات خصائص عديدة، وهذه الحاجة قادتني للاطلاع على علاقة الحلة بالتاريخ عن طريق الموقف الهيغلي، ورؤيته الخاصة جداً عن التاريخ وما يتضمنه من مكونات الوقائع والأحداث والتفاصيل الصغيرة والكبيرة بوصفها سرديات حفظت العلاقات وكيفية تبلورها. والذي لفت نظري لأهمية الأصول المبكرة الأولى حيوية نضج العتبات المهمة والجوهرية في تجربة الشاعر، وهذا ما تلمسته في كتاب أحمد الناجي الذي أنجزه وبروز الخلايا البدئية وذات التجوهرات المضيئة. وجدت بأن العودة لإعادة قراءة التاريخ والحلة أكثر عتبة مهمة لأنها أضاءت خلايا عن التاريخ والتحولات الحاصلة في حياة هذه المدينة. وكل ملاحظة كشاف لا يمكن التنكر له، بل الاستعانة به وتوظيفه بما يوفره هذا الكشاف من مساعدات للصعود مع هذه التجربة الثقافية الذكية التي أجد أهمية بالغة لتكريسها بوصفها نوعاً اجتما-ثقافياً، وتسليط الضوء على الحياة بتنوعاتها، والأستاذ أحمد الناجي عارف ممتاز بالآليات المغذية لمشروعه وتجربته المهمة والتي تضع الحياة السيرية مندمجة في كل ما سجلته سرديات التاريخ حتى اللحظة التي اكتمل فيها الجهد الثقافي. بمعنى حقق نجاحاً لوضع الاسم الثقافي/ موفق محمد موجوداً في التاريخ وخزاناته، حتى قبل ولادته.. بمعنى كل التاريخ له حضور وسيستمر الى الأبد ولا يمكن للباحث أن يتنكر لذلك، لأن البراكمات فاعل ينهض بقوته الكينونة وتنامي التواريخ والأزمنة. وأنا واثق بأن نجاح الأستاذ الباحث الأكاديمي باعتماده تواريخ ثقافية، اجتماعية، وسياسية وتغذيتها بكل التحولات التي هي خلايا تعيش وتتكرس وتبرز بشكل من الأشكال في حياة المثقف المبدع، لأن التاريخ كله عن طريق خلاياه السردية كامن ولا يقبل الاختفاء والركون للإلغاء والمحو، فاليقظة تتعطل كثيراً من السنوات، لكنها تنتفض بسبب طاقة التاريخ التي لا تطرد فرداً من الجماعات التي ساهمت بوقائعه، هو أو ورثته.. لأن الوحدات الصغيرة والكبيرة، الحاضرة كمرويات ومدونات غير قابلة لقبول الصمت، بل لسانها ضاج بالاستعادة وإن تم تجاهل بعض الوقائع فأن الروح الخفية للسرديات لها فعل مؤثر. وهذا ما ألمح له الباحث أحمد الناجي عندما قال: “ من البداهة أن تتعدى الفائدة المرجوة من دراسة ماضي الإنسان الى ما هو أبعد من مديات العبر والدروس والخبرات، حتى لا يبقى الإنسان تائها في ثنايا التاريخ، فلابد له أن يروم من ذلك الجهد وتلك المثابرة، الوصول الى حيث يكون حقل الاشتغال بتدبر شؤونه سواء فيما هو متعلق بحاضره أو ما له صلة بمستقبله”. (أحمد الناجي/ التاريخ والحلة في رحاب الفلسفة الهيغيلية/ ص7)

العناية السيرية ذات التاريخ الممتد والعميق تغتني كلما تراكمت السنوات وحتى بعد غياب الاسم الثقافي، لأن الحيوية التي يتمتع به الاسم الذي استحق البحث والدراسة يزداد التماعه ولا يهدأ صوت حضوره حتى بعد غيابه، لأن الانشغال به إضافات ذات حيوية وطاقة، لأنه تحوز مع ما له صلة بالمثقف ما يؤديه الفرد والجماعة وما تبرز جارفة بحركة الحياة والمجتمع من أحلام وهموم ومفاعيل، تعود كثيراً نحو المتاعب والتحديات.. لذا أنا أعتقد بأن ما يبرز بتأثيرات التجربة الشعرية الفذة للشاعر موفق محمد هو إمتداد حي ويقظ، يزاول تحفيزاته وكأنه يؤدي وظيفته الاجتماعية والسياسية ويدخل ضمن خزان الذاكرة وسرديات الأفراد والجماعات في تدوين تفاصيل التاريخ التي لعب الفرد والجماعة دوراً بارزاً في التصعيد وإحياء ما هو ايجابي، بحيث تحول هذه الرمز –موفق محمد- طاقة تحفيزية غير قادر الزمن على تعطيل حيويتها.. من هذا تعكس لنا مرايا الحياة كل ما قام به الكائن وهذا يفضي لتقديم الكشوف الجوهرية التي تنبه الى ملزمات ملحة كي يكون الإنسان فاعلاً حتى بعد غيابه، لأن المنجزات العظيمة لن تتعطل، فهي باقية، حاضرة بإنتاج ما يأتي من تواريخ وأيضاً تتمظهر ناشطة، متحركة بتأثير ما مضى من مئات من السنوات. وكلنا يستذكر ويستعيد ذاكرة بابل وخزان الحلة موظفة بالمنجز الشعري للشاعر الكبير موفق محمد. كل هذا يساهم بإعادة كتابة الماضي الذي هو حاضر من دون ضجيج وكلاهما يكونان الآتي من الأيام.. وهكذا تستمر الأنا/ والنحن في ترسيمات الهوية أو الهويات، ولا أخفي بأني استفدت من آراء هيغل المضادة للحلة الجديدة لأن الحضارة البابلية مدونة بتفاصيلها من خلال المرويات والتدوينات وحتماً لها تأثير أكثر وضوحاً عما يتشكل من تطورات حضارية جديدة، لأن التاريخ لا يعيش معتمداً على القطيعة كما قال ميشيل فوكو. 

ان دور الهوية وتفاعلاتها وانفتاحها للتغذية يمكن في المتراكم هو الذي يجعل الفرد والجماعة مدركة لضرورات القبول بحياة مندمجة بما هو موجود من الماضي وأيضاً الجديد.

تبرز ملاحظتي حول مخاوف هيغل من بابل القديمة على الحلة الجديد، ولا يريد أن يرى أهلها يرتدون ملابس قديمة؟ هذا رأي متطرف للغاية!! لأن الشعوب الحية لا تتنكر لماضيها، ليس تقديساً بل توظيفاً ابداعياً خلاقاً. وفي قراءة كتاب الأستاذ أحمد الناجي (المجتمع الحلي مطلع القرن العشرين) لا تغيب الذاكرة البابلية بحيويتها، وأكدت الدراسات على أن ما أنتجه البابلي القديم من وسائل البناء أكثر توفراً على عوامل البقاء والاستمرار وضمان البقاء لفترة تاريخية طويلة جداً. وأن تعددات الملامح البدئية لمدينة الحلة، أخذت من قيم ثقافية/ وعلمية وعوامل متطورة ولم تبدأ من فراغ. لأن التاريخ باق وموجود ولا يفك العلاقة مع ما هو قادم. وكلما تشابكت وحدات التاريخ في المدن الجديدة، تظهر أكثر نضجاً وتلاحماً، من هنا حصلت طفرات بيئية في الحلة الجديدة، في الكتاتيب والمدارس والبناء والعمران، الزراعة، التجارة .. الخ ومثل هذا التداخل نوع من التلاحم والتشابك ولا نستطيع التنكر لما لم نعرفه أو يعشه الشاعر موفق محمد في تجربته الشعرية.. وهو أكثر الشعراء تكراراً لماضي مدينته، وهو -أيضاً- الأكثر قدرة وابداعاً في توظيف رمزيات بابلية وحلّية قديمة وعزز بها الهوية المكانية واحتفى عليها شعرية متسامية وعالية جداً. 

إن محاولتي الكتابة عن منجز الباحث أحمد الناجي (هذا هو موفق محمد) يستدعي الالتفات لتواريخ سابقة، وهذا ما استلهمه الشاعر وتميز كثيراً بذلك وكأنه يريد التأكيد على الحيوية الكامنة في الذاكرة وخزانها. وهذا الرأي الذي سجلته أنا لم يبرز لدى شخص غيري من الذين كتبوا عن الكتاب والسبب موضوعي هو أنني أحتفظ بذاكرة عميقة ولها تاريخ طويل عن العلاقة مع شاعر مهم وحيوي مثل موفق، كما توفرت لي فرصة مهمة للغاية لإنجاز كتاب نقدي (قبعة موفق محمد) مازالت مرجعاً مهماً على الرغم  من وجود عديد من الرسائل الجامعية عن الشاعر.

ما أريد أن أختتم به هذه المقالة الاستهلالية لمقال آت هو أني أدركت تأثيرات الماضي الخلاق على تفاصيل تجربة موفق محمد وكذلك ما اعرفه من مكونات سياسية/ ثقافية/ واجتماعية. وما ذهب اليه الأستاذ أحمد الناجي مثير للاطلاع والاعجاب، لأنه حفظ خزان حلّي لن يضيع، لأن الجماعات حافظة له ويتبادلان معاً الذاكرة والصحو والحنين للماضي المتجوهر.

***************

قصة قصيرة

لوحة لم تكتمل

ايمان المحمداوي

جالت أحلام بناظريها تتفحص كل ما يحيطها، سريرها، لوحاتها المعلقة على الجدار، التي لم تعد ترى فيها روحا، كل شيء من حولها فقد روحه، إلا صوت أنين يقرع صدرها، ظلت تنصت لذلك الانين حتى تلاشى تدريجيا كل شيء كي يعم الصمت من جديد وتنهمر الدموع على خديها…. ثمة قلب ما يزال ينبض على الرغم من أنه مثقل بالأغلال حتى أحست بتقويض أفراحها رويدا رويدا. اعتمدت في ضربات فرشاتها على تجسيد ما يدور في نفسها من أفكار تراوح بين الدهشة والوجع. في هذا الفضاء بحثت أحلام عن ذاتها تحاول تجسيده من جديد، كي تمسك بخيوط القمر، سابحة في عطر ليلكي. أرادت أن ترسم روحها وهي تمتطي صهيل الأيام الجائرة، بدأت برسم العينين اللتين ألهبهما الحنين الحارق لمنقذ ينتشلها من الواقع الذي تعيشه، ثم رسمت شفتين لهما صمت الدهاليز المقفلة، وطوق من زهور الياسمين يحيط بعنقها المرمري، توجت خصلات الشعر بأزهار التوليب، لتبق وحدها تعاقر وحدتها فتضيع ملامح الفرح من جديد، فهي كلما رسمت لوحة أغرقها التشظي، واختلطت ألوانها، وضاعت ملامحها. حينها أخذت عهدا على نفسها؛ بأن تقصي جميع تراتيل الالوان ولن ترسم لوحتها إلا بقلم الرصاص، تكتفي من تلك الألوان التي تشوش ملامحها. وبينما هي تخاتل الأحلام محاولة رأب الصدع الذي بينها وبين ذاك التشظي كي لا يلقي ظلاله عليها؛ تراقصت مزهرية تعانق الشمس كانت على حافة نافذتها، حين داعبتها ريح الصباح، ولتلك النافذة باب ملاصق يطل على شرفتها عن طريق تلك النافذة تتسرب خيوط ضوء طافحة بالانكسار، تحمل الأوهام والأحلام ولايكاد يبزغ فجرها حتى تتلاشى خيوطه وسط سحاب أسود يعم الآفاق. خطت بقلم الرصاص على بياض الورقة أول الملامح، أودية ودهاليز معتمة، خالية من دلالات الولوج إلى أمانيها، رسمت جسدا أجدبا متصحرا. وقبل أن تكمل لوحتها، جاءها نورس محلق من بعيد، يضرب بجناحيه على تلك النافذة . هو ذلك العابر بخيالها نحو اللاحدود، يسابق أحلامها. سلبها أنفاسها في لحظة غفلت عن سير الزمن، فهو كمن يقتفي أثر لحظة يرتئيها في ظل حلم، حتى سقط القلم من يدها، وهي تغرق في لجّة نظراته، تائهة بين اللا بين، تحملها أحلامها فوق جناحيه الأبيضين. طوت أهازيج الذاكرة، لتسدل الستار على لظى أيامها الغائبة، وتمتطي صهوة أمانيها، تحملها لهفتها نحو الشرفة . ترتعش ويمتلئ جسدها بانفاسه، تنهض بلا خطوات تحسبها نحوه وقبل أن تفتح النافذة لتدخله إلى غرفتها، حلق يرفرف بجناحيه غير بعيد. عصفت بها رغبتها في الرحيل المشتهى نحو توقها لفتح كل الأبواب الموصدة والسفر معه نحو البحار. ما يزال ذلك النورس يرفض المثول أمامها، ويأبى مغادرتها، ممسكا روحها بخيوط خفية، يسحب شهقات أنفاسها على مهل. عادت رغبتها من جديد أقلامها الملونة، هشمت قلم الرصاص ومزقت لوحتها الصامتة. أخذت تجوب الغرفة لتبحث عن الورق الذي ترسم به لوحتها الجديدة، كانت تناغي أصوات موسيقى وغناء ..وقفت في وسط الشرفة رأته يحدق فيها من الطرف المقابل ..نادته فأتى.. خاصرها..وأخذا يرقصان ويرقصان .. رقصت معها كل لوحاتها القديمة، لم تعد تلك اللوحات حزينة كما رسمتها، وها هي اليوم مثل زوربا تضحك وترقص، اااه ما أجمل الرقص معه. قررت أن ترسم رحلتها مع ذلك النورس على الشاطئ ، لتمزج بياض السحب بزرقة البحر، وتضع قلبها المرتعش نشوة مع نورسها في لوحة سحريّة. . شمّت رائحة البحر الذي كان يجمّل يومها وهي ترى نورسها يضرب الزبد بجناحيه، فيتطاير من حولها،.. لحظات وشمت لذتها في روحها .. ونضّدت متعتها في قلبها .. وقفت في ذلك المكان ترسم له وهو يحدق فيها، لا تعلم إن كان انتظارها سيطول في هذا المكان، لذا تقرأ تراتيل حبها له وتغني في صمت (( تعال راقصني من جديد يا أغلى من روحي .. لنبقى متفردين)) وهما يداعبان زرقة المياه. جلست وكلها زهو وهي تحمل فرشاتها وترسم ملامح خطاهما فوق الحصى والرمل على مدّ جرف البحر، ففي لعبة الحصى تنتشي النوارس المترعة بالحواس، لتحمل تلك الحصى وشم خطاهما فترتسم ظلالها فوق السماء لتمحو من ذاكرتها طفولة ممزقة، بصيص فرح لم يلبث طويلا. رسمت تبعثر الزبد المتطاير من ضربات جناحي نورسها، اقترب نحوها، قربت وجهها منه، نظرت في عينيه كمرآة ترى من خلالها حرائق لامست روحها، تملكها خوفا و اجبرها على التراجع نحو الخلف، اخترق بمنقاره الاحمر لوحتها، مزقها فضاعت ملامحها، لحظات دهشة وألم مرت قبل أن تغرقهما عاصفة يحملها موج البحر العاتي؛ وتغرق لوحتها وتتشظى الألوان من جديد، كانا يتابطان ذراعيهما حين انسحبت مع أحلامها إلى أعماق المجهول، وهي تستغيث بنورسها ليحملها منفردة به إلى البعيد. هي لا تعلم كم مضى من الوقت وهما يواجهان مصيرهما الغامض غير أنها انتبهت لذراعها الخاوية، وغيابه المجهول . فاستوت واقفة تهمّ بالمغادرة والرجوع نحو تفاصيلها التي طوتها خلفها وهي تسترجع تفاصيل الأحداث التي عاشتها هذا اليوم و طوال الزمن المتوقف خلف صدى الأيام. أحداث لا توجد إلا في خيالها وحده المسكون بكل تفاصيله منذ أن عكفت على رسم لوحتها الجديدة.

**************

خربشات عربية على قلب رخامي ِ

مروان سليم الهيتي

كوني للحزن مقاما مستحيلا

او خربشات على اعمدة القلب الرخامي

فأنا لا شيء...

انا هامش وانطباع

انا جنازة مؤجلة

تسير نحو قبر عروبتنا ..

بين الهجرة والتهجير

اتذكرين حين خبأنا قصائدنا بين الحشائش والنجوم؟

لم اجد منهى سوى صوتك

من خلف ظل المجاز البعيد يناديني ...

انت لست وحدك ايها المنسي على الاشواك

لملم ما تبقى من بقاياك

واعتنق مذهب الاوهام والطيف المكبل في مراياك

فكل ماعدا الوهم , وهم .

وانت شموسا

لم تنتشل شطان عمري

حين ماتت في محيطك

كبحار عربي يبحث عنك في روايات الحروب

وفي ازمة اليسار العربي

يامداري البعيد ..

يا اماني العمر التي تلتف حول أمنيتي ...

انقذيني ... فما بين شكي ويقيني خيط متهالك

***************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

واقع ومستقبل الأمم المتحدة

عن “مكتب زاكي” في بغداد، صدر للكاتب طارق أحمد السلطاني، أخيرا، الجزء الثاني من كتابه “واقع ومستقبل الأمم المتحدة/ دراسة شخصية مستقلة”.

يحاول الكتاب، إعادة النظر في بعض القوانين السارية في المجتمع الدولي، والتعريف ببعض الموضوعات المهمة في شأن مواصلة العلاقات الدولية بين الشعوب والحكومات من أجل حفظ السلام والأمن الدوليين، وبناء علاقات دولية على أسس المساواة واحترام حرية الإنسان وحقوقه دون تمييز.

يقع الكتاب في 174 صفحة من القطع المتوسط.

*******************

عن “التجربة

الأنصارية والإبداع”

طريق الشعب – خاص

بثت اللجنة الثقافية التابعة لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، أخيرا، الحلقة الثانية من برنامجها الموسوم “التجربة الأنصارية والإبداع”، وذلك على منصة التواصل الاجتماعي “زوم”.

وكانت اللجنة الثقافية، قد بثت في وقت سابق الحلقة الأولى من البرنامج، الذي يضيّف فنانين وأدباء وكتّابا من الأنصار الشيوعيين، ليتحدثوا عن تجاربهم الإبداعية خلال وجودهم في صفوف فصائل الأنصار.

ويعد هذا البرنامج ويقدمه فريق من الأنصار، هم كل من بشرى عبد علوان، شاكر جابر، مزهر بن مدلول ويوسف أبو الفوز.

وشاهد هذه الحلقة، التي ضيّفت فيها اللجنة الثقافية كلا من الفنانين الرسامين وسام صكيري (سمير جاسم) وعباس العباس، جمع من الأنصار وأصدقائهم من المقيمين في العراق ومختلف أنحاء العالم.

النصير يوسف أبو الفوز، استهل الحلقة مرحبا بالحاضرين، ومذكرا بأن فصائل أنصار الحزب امتلكت حركة ثقافية حيوية، خصوصا في الفترة بين عامي 1978 و1988.

وبيّن، أنه “مع تواجد العشرات من الكتاب والفنانين المحترفين في صفوف الحركة الانصارية، ووجود المئات من المتعلمين، تم توفير أرضية لمزاولة النشاطات الثقافية. فتطورت وتجذرت تجارب الكثير من المبدعين، وبرزت وتفتحت مواهب عديدة أدبية وفنية صقلتها التجربة والأيام”، لافتا إلى أن “الأنصار كانوا يصارعون بمعنى الكلمة من أجل تقديم عمل فني: مسرحية، لوحة، منحوتة أو حتى كتابة قصة أو قصيدة. فهم سخروا ما حولهم من مواد بسيطة، واستعانوا بما توفره الطبيعة، لإنتاج اعمال فنية تقدم فكرا تنويريا”.

بعدها دعا أبو الفوز، الضيف الأول الفنان وسام صگيري، الذي بيّن من جانبه أنه في الأساس هاوٍ للفن ولم يدرسه أكاديميا، لكنه، بالمتابعة والاطلاع والتعلم من الآخرين، طوّر إمكاناته.

وأشار صگيري الى ان الطبيعة في كردستان كانت تعطيه الهاما كبيرا “فمشهد شجرة تحتضن شجرة، او صخرة تبدو كأم تحضن طفلها، دفعني لمحاكاة ذلك بالرسم والتخطيطات”، لافتا إلى أن في أيام الأنصار، كانت هناك صعوبات كبيرة في الحصول على مواد الرسم، لهذا حين اهداه أحد رفاقه يوما علبة ألوان، كانت هدية لا تقدر بثمن.

واشاد النصير بالمساعدة التي حصل عليها من رفاقه الأنصار الفنانين المحترفين، مثل قاسم الساعدي (أبو عراق) والشهيد فؤاد يلدا (أبو أيار). وهكذا استطاع ان ينجز اعمالا عرضها في معارض بكردستان، وأخرى في هولندا.

وعبر الكاميرا، عرض صگيري العديد من تخطيطاته وبوستراته، وأيضا بعض أعماله اليدوية.

أما الضيف الثاني، الفنان عباس العباس، فقد ذكر في حديثه، أنه منذ الـ13 من العمر، كانت لديه موهبة في الرسم، لكنه لم يتمكن من دراسة الفن أكاديميا، فعلّم نفسه بنفسه من خلال الاطلاع على تجارب الفنانين الآخرين ومتابعتهم اثناء العمل.

وبيّن انه في كردستان كان يتابع الفنان النصير أبو عراق اثناء إنجازه أعماله، ويحاول التعلم منه. كما أشار إلى علاقته بالفنان الشهيد أبو أيار، وما تعلمه منه بخصوص النحت والتعامل مع الحجر.

وأوضح العباس، أنه بعد تطور النشاط الثقافي في حركة الأنصار، وظهور المكاتب الاعلامية والصحافة الدفترية، ساهم في كل ذلك، فأنجز أغلفة ورسوما لعديد من المجلات الدفترية الانصارية، مؤكدا أن فترة الأنصار كانت بالنسبة له مرحلة تمرين كبيرة ومهمة.

ثم تحدث عن معرضه الفني الأول الذي أقيم أواخر عام 1987في كردستان، والثاني الذي أقيم عام 2008 في بغداد، فضلا عن معرضه الثالث المقام في السويد.

وعرض الفنان النصير لمشاهديه على منصة “زوم”، نماذج من أعماله الفنية.

وعلى هامش الحلقة، قدم عدد من المشاهدين مداخلات ثمنوا فيها نشاطات اللجنة الثقافية في رابطة الأنصار، وجهود فريق عمل البرنامج.

********************

في مناسبة الذكرى الـ86 لعيد الصحافة الشيوعية

ندوة فكرية في مقر الاندلس

بغداد – طريق الشعب

عقدت لجنة الاعلام المركزي ندوة فكرية في مناسبة العيد السادس والثمانين للصحافة الشيوعية تحت عنوان “ صحافة الحزب الشيوعي والتنوير وتحديث المجتمع العراقي” عصر الثلاثاء الماضي، شارك فيها عدد كبير من المثقفين والاكاديميين والمهتمين من داخل وخارج الوطن عبر الدائرة الالكترونية بينهم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب.

وبعد ترحيب الرفيق ياسر السالم عضو اللجنة المركزية الذي ادار الفعالية، قدم الأستاذ فاضل ثامر مداخلة عن صحافة الحزب والثقافة العراقية (نص مختصر عن المادة منشور في صفحة أخرى من الجريدة). وقدم الكاتب رضا الظاهر مداخلة عن صحافة الحزب وقضية المرأة، أضاء فيها مفاهيم النسوية والبطرياركية والجوهر الاجتماعي لقضية المرأة. وتحدث عن بدايات النهضة النسوية، ودور جماعة حسين الرحال، وتأسيس رابطة المرأة العراقية عام 1952، ودور المرأة بعد ثورة 14 تموز 1958 ومأثرة النصيرات في كردستان. وختم الظاهر مداخلته بإضاءة دور المرأة المميز في انتفاضة تشرين.

وعرض الاستاذ ناجح المعموري رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب، تجربة عمله في المكتب الصحفي في منطقة الفرات الاوسط، وفي محافظة بابل على وجه الخصوص، وأضاء المعموري هذه التجربة المميزة، متحدثاً عن آليات العمل، ودور المكاتب الصحفية في رفد جريدة الحزب بالمواد المتنوعة.

وقدم الحاضرون في القاعة مداخلات متنوعة وهم كل من الاساتذة: د نهلة النداوي، سافرة جميل حافظ، صبيحة شبر، عماد جاسم، باسم جميل أنطوان، د. شاكر كتاب، ومحمد السلامي، فيما شارك في تقديم المداخلات من الخارج عبر الدائرة الالكترونية كل من الاساتذة: عادل حبة، حميد الخاقاني، ماجدة الجبوري، كمال يلدو، يوسف ابو الفوز.

********************

في بابل وكربلاء والنجف

الشيوعيون يوزعون «بيان مقاطعة الانتخابات»

طريق الشعب - خاص

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، ومعها منظمة الحزب في المحاويل، اليومين الماضيين، مسيرات إعلامية راجلة في مركزي مدينة الحلة والقضاء.

ووزع المشاركون في المسيرات، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي، نسخا من بيان اللجنة المركزية الأخير المعنون “لا مشاركة في انتخابات لا تكون بوابة للتغيير المنشود”.

وفي السياق، شكلت منظمة الحزب في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، فريقا جوّالا جاب شوارع القضاء وأسواقه سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين، نسخا من بيان مقاطعة الانتخابات، وشرح لهم بعض التفاصيل الواردة فيه.

وفي محافظة النجف، نظمت “خلية المدينة القديمة” التابعة إلى لجنة حسن عوينة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي، و”الخلية الفلاحية” التابعة إلى لجنة ريف الكوفة الأساسية للحزب، جولات راجلة في مركز المحافظة وناحية الحرية.

ووزع المشاركون في الجولات، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من البيان المذكور.

كذلك، تجوّل فريق شبابي من شيوعيي النجف، في عدد من الأحياء والشوارع العامة بمركز المحافظة.

ووزع الفريق، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي الشعبية، في حيي “السعد” و”العسكري” و”شارع المثنى”، نسخا من البيان آنف الذكر.

*******************

اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي يلتقي قرينه الكردستاني

أربيل – طريق الشعب

زار وفد من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، أخيرا، اتحاد الشبيبة الكردستاني في أربيل، وذلك في إطار تطوير العلاقات بين الطرفين وتوسيعها، فضلا عن تبادل الخبرات على المستويات التنظيمية والفكرية والإعلامية. وناقش الطرفان خلال اللقاء، الوضع السياسي على مستوى البلد وإقليم كردستان. وتبادلا الحديث حول الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في ظل تراجع الخدمات العامة، سيما الكهرباء. كما عرّجا على الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في تشرين الأول المقبل.  وفي ختام اللقاء، بحث الطرفان إمكانية إقامة فعاليات ومخيم كشفي مشترك في الأيام القادمة.

**********************

رابطة المرأة تكرّم نائب محافظ البنك المركزي 

بغداد – هند كريم

كرّمت رابطة المرأة العراقية، نائب محافظ البنك المركزي العراقي، إحسان شمران الياسري، تثمينا لجهوده في دعم تمكين المرأة اقتصاديا.

جاء ذلك خلال زيارة وفد من الرابطة، الاثنين الماضي، الياسري في مكتبه الرسمي ببغداد.

وهنأ الوفد، الذي ضم كلا من سكرتيرة الرابطة شميران مروكل وعضوتي السكرتارية نضال توما وهند كريم، الياسري بتسنمه منصبه الجديد، نائبا لمحافظ البنك المركزي. وقدم له شهادة شكر ولوح تقدير باسم الرابطة.

واستقبل نائب محافظ البنك، الوفد بحفاوة وترحاب، معربا عن استعداده لمد جسور التعاون مع الرابطة، في ما يتعلق بدعم المرأة ومنحها قروض ميسرة للمشاريع الصغيرة، وذلك في سياق مبادرة أطلقها البنك المركزي لمساعدة النساء - خاصة اللاتي ليس لديهن معيل - في إعالة أنفسهن وعائلاتهن.   

*************************

شيوعيو ميسان يحيون ذكرى ثورة تموز

العمارة – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ميسان، مساء الاثنين الماضي، حفلا خطابيا في مناسبة الذكرى الـ 63 لثورة 14 تموز المجيدة.

الحفل الذي أقيم على قاعة اللجنة المحلية في مدينة العمارة، وتحت شعار “ثورة تموز حافز لتعظيم زخم الحراك الاحتجاجي لإحداث تغيير شامل”، حضره جمع من الشيوعيين.

وتضمن الحفل كلمات في المناسبة، ومحاضرة عن منجزات الثورة وتأثيرها في الماضي والحاضر، قدمها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جاسم محمد علي.