اخر الاخبار

الصفحة الاولى

بيان الحزب الشيوعي العراقي :

ازمة الكهرباء تجسيد لأزمة منظومة الحكم

تتفاقم ازمة الكهرباء عاما بعد آخر، وقد تكون هذا العام الاسوأ على الاطلاق. وهذا يؤشر الإخفاق المتواصل وفشل الإجراءات التي قيل انها اتخذت، طيلة السنوات الـ ١٨ الماضية. فالازمة كما يظهر اعمق وأشمل كثيرا مما كان يُ-تصور.

كارثة  الكهرباء هذه هي في الواقع تعبير  مكثف عن كل ازمة المنظومة الحاكمة والنهج المتبع الفاشل في إدارة الدولة. ذلك ان عناصرها تشمل كل أسباب وعوامل الازمة العامة الشاملة في البلد.

عناصر ازمة الكهرباء متعددة، منها المحاصصة وتقاسم المواقع،  سوء التخطيط والإدارة،  تفشي  الفساد، الصراعات والتدافع السياسي للاستحواذ على المغانم والأموال في وزارة الكهرباء وفي  غيرها، البعد الخارجي، الإرهاب واستهدافه ابراج الطاقة، الجوانب الأخرى الفنية والمتعلقة بالكفاءة والقدرة على إدارة الدولة  ومؤسساتها وترتيب الأولويات والتوظيف السليم للمال العام، والقدرة على انفاذ القانون.

وللازمة بعد آخر يتعلق بقدرة مؤسسات الدولة على التحكم بعمل مفاصل وزارة الكهرباء. فالعديد من هذه المفاصل، كما يؤشر واقع الحال، يخضع لجماعات متنفذة، ذات عناصر اسناد وقوة، بما فيها السلاح. وهذا ما يصعّب عمل الدولة ووزارة الكهرباء وقدرتهما  على تنفيذ الخطط والإجراءات، وشق الطريق نحو الواقع الملموس.

ويرتبط بالأزمة موضوع المولدات التي تشكل قطاعا مهما في تجهيز الطاقة الكهربائية، لكنه هو ايضا تتحكم في غالبيته جماعات ضغط تفرض أسعارها، ولها مصلحة في استمرار الازمة كي تجمع  المزيد من الأموال على  حساب معاناة المواطنين. وقد برزت هذه المجاميع كعنصر معرقل  لخطط الوزارة ومشاريعها.

وبات جليًا الآن ان عناصر ازمة الكهرباء متعددة، وانها ترتبط وثيقا بعمل قوى اللادولة، اي الدولة العميقة  باخطبوطها المنتشر في وزارات ومؤسسات الدولة. وبهذا المعنى فان الازمة لا تحل بذهاب هذا الوزير او ذاك او هذا الموظف او ذاك واستبدالهما، وكم عدد الوزراء الذين تعاقبوا على مسؤولية هذه الوزارة.

ولا شك ان لأزمة الكهرباء تداعيات تتجاوز الاستهلاك البشري وحاجات المواطنين الشخصية. فقد لمسنا آثارها المؤذية في القطاعات الاقتصادية وفي تفاقم الأوضاع المعيشية والخدمية، لذا فطبيعي ان يندفع المواطنون نحو الاحتجاج والتظاهر السلميين، وهذا حق طبيعي دستوري يتوجب احترامه وتأمين حماية للمحتجين والرافضين لهذا الواقع الماساوي.

لقد غدت موضوع الكهرباء موضع صراع مكشوف بين المتنفذين، ولا يبدو مستبعدا ان يمتد ذلك الى تعطيل متعمد للمنظومة الكهربائية، إضافة الى ما تقوم به قوى الإرهاب.

لقد اهدرت المليارات على الكهرباء وتبدلت طواقم الحكومات والازمة مقيمة وتستفحل، ولا يمكن توقع حلول حقيقية من دون معالجة جادة للفساد، والخلاص  من الفاسدين والفاشلين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وتخليص وزارة الكهرباء من المجاميع الزبائنبة المهيمنة عليها. او من دون معالجات شاملة لا ترقيعية، والتوجه لتنفيذ إصلاحات عميقة تفضي الى التغيير، والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت. وهذا لن يتحقق من دون المزيد من الضغط الجماهيري متعدد الاشكال لفرض إرادة الشعب.

اللجنة المركزية

4 تموز 2021

***************

الشيوعي العراقي

يستقبل تيار الفراتين

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي،  يوم امس الاحد، السيد محمد شياع السوداني رئيس تيار الفراتين.

وبحث الطرفان في اللقاء الذي جرى في مقر اللجنة المركزية بساحة الاندلس في بغداد، الاوضاع في البلاد وتطوراتها في المجالات المختلفة، وما يتعلق بالانتخابات المقبلة والتحضيرات لاجرائها. واتفق الجانبان على ادامة التواصل والتداول في ما بينهما.

ورافق السيد السوداني في زيارته الدكتور بهاء الساعدي. كما شارك في اللقاء الرفيقان مفيد الجزائري وحيدر مثنى عضوا قيادة الحزب.

****************

اجتماع اللجنة العليا

للتيار الديمقراطي

بغداد – طريق الشعب

انعقد يوم السبت 3 تموز 2021 في مقر الحزب الشيوعي  ببغداد، اجتماع اللجنة العليا للتيار الديمقراطي، بحضور تنسيقيات بغداد والمحافظات اضافة الى ممثلين عن تنسيقيات الخارج عبر تقنية  الاجتماع الافتراضي.

ناقش الاجتماع تقارير سياسية وانجازية  والتحضير لعقد المؤتمر الثالث للتيار، واقر الاجتماع المواعيد المقترحة لانجاز مسودات الوثائق بعد الانتهاء من المناقشات وكذلك المقترحات  لتطوير عمل التيار خلال الفترة القادمة.

******************

بسبب القصف التركي

مناطق كردستانية بلا كهرباء ولا زراعة

بغداد ـ طريق الشعب

تعرضت الاف الدوانم الزراعية في محافظة دهوك، الى الحرائق من جراء المعارك بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني، فيما انقطع التيار الكهربائي عن عدد من القرى في اربيل بسبب القصف المكثف الذي تشنّه طائرات تركية على تلك القرى. وقال مدير ناحية كاني ماسي سربست صبري في حديث صحفي، انه “في غضون أقل من شهرين، احترق 11 ألف من الدونمات من أراضي وحقول وبساتين إقليم كردستان، بسبب المعارك المندلعة بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني”. واشار الى، أن “هذه الحرائق ألحقت أضراراً مادية تُقدر بـ 6 مليارات دينار، بفلاحي وسكان المنطقة”. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان، انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من القرى في ناحية ورتي، شمال شرق مدينة اربيل، جراء القصف المكثف الذي تشنّه الطائرات التركية على تلك المنطقة. وقالت الوزارة في بيان طالعته “طريق الشعب” إن الكهرباء انقطعت عن قرى “زارگـلي”، و”بوکریسکان”، و”ليوژە” في حدود ناحية ورتي، بسبب القصف.

************

كتل متنفذة تسعى لسلب الأم حضانة أطفالها

بغداد - نورس حسن

أثار الحراك الذي قادته كتل سياسية متنفذة داخل مجلس النواب، خلال الأيام الماضية، لغرض تعديل المادة 57 في قانون الأحوال الشخصية، اعتراضات كثيرة من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية.  وتتعلق المادة التي تواجه بين الحين والآخر جدلا واسعا، بحضانة الأطفال التي يرى مختصون أنها جزء من منظومة تشريعات “ذكورية” يجري العمل على ترسيخها. وطالبت مفوضية حقوق الإنسان خلال موجة الاعتراضات الحالية، بإيجاد قانون ينصف الزوجين وأطفالهما الذين عادة ما يفتقدون الحياة الكريمة بعد انفصال الأبوين. في حين يؤكد ناشطون ومعنيون بهذا الشأن أن مجلس النواب الذي يفترض أن يكون مدافعا أمينا عن حقوق المواطنين لم يراع في مقترح تعديل هذه المادة مصير الأطفال. بل وتعمل بعض الجهات داخله في كل مرة يقترب فيها موعد الانتخابات، على إثارة الأمر لغرض دغدغة مشاعر بعض المؤيدين للخطاب السياسي الطائفي المتطرف، فيما يتجاهلون قضايا ذات أهمية أكبر، كقانون مناهضة العنف الأسري على سبيل المثال.

*************

تظاهرات وقطع طرق في إقليم كردستان

أربيل ـ طريق الشعب

تظاهر مواطنون من سكان قضاء “كويسنجق” في محافظة أربيل، صباح امس الأحد، احتجاجا على النقص الحاصل في الخدمات الأساسية. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان المحتجين قطعوا الطريق الرابط بين القضاء وناحية “طق طق”، ومنعوا حركة سير العجلات، مطالبين بتوفير الخدمات الاساسية.

الى ذلك، ذكرت وكالات الانباء ان تظاهرة اخرى انطلقت لمواطنين في وادي شاوري ضمن قضاء رانية، مطالبين بصرف التعويضات المالية لهم عن بيع أراضيهم للبلدية.

وأغلق المحتجون مبنى بلدية رانية، والتسجيل العقاري، والضرائب، ودوائر أُخرى.

***************

راصد الطريق

جريمة مع سبق الإصرار!

ازمة  الكهرباء هذه السنة هي الاسوأ، رغم كل الوعود وما قيل عن زيادة معدل انتاج الكهرباء وعن التدابير الاحتياطية وغيرها.

وكان لافتا تساؤل رئيس الوزراء السبت امام المحافظين وخلية معالجة ازمة الكهرباء الوليدة، وبعد ان “وقع الفاس بالراس” وخرجت الناس الى الشوارع  غاضبة محتجة ..

تساؤله مثلا عن  “ سبب عدم اتخاذ قرارات الربط الكهربائي مع دول الجوار  ودول  العالم طوال ١٧ سنة “؟ معلوم ان الربط اقتصر مع ايران، كذلك تجهيز الغاز الذي غدت هي من تتحكم به، ومن خلاله بمجمل الطاقة في بلدنا!

وبشأن الغاز تساءل “لماذا شيدنا في العراق محطات توليد غازية مع عدم قدرتنا على توفير الغاز لها ، ومع عدم وجود خطة موازية لانتاج الغاز؟

وحقيقة مرة  أخرى جاءت على لسانه: “العراق لم يبدأ فعليا بأية خطوة طوال السنوات السابقة”.

ونتساءل نحن: ماذا عن الأموال التي صرفت على الكهرباء؟ اين ذهبت؟ وفِي أيٍّ من جيوب المتنفذين استقرت؟ ومن يعوض شعبنا عن حرمان ١٨ سنة من الكهرباء؟ وهل يعقل ان يظل المتسببون المعروفون بالكارثة أحرارا؟

****************

الصفحة الثانية  

الكاظمي لـ طهران وواشنطن: صفوا حساباتكم بعيدا عن العراق

بغداد ـ طريق الشعب

طالب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي, يوم امس، من الجانبين الأمريكي والإيراني بالابتعاد عن تصفية حساباتهما داخل العراق.

وقال الكاظمي في حوار مع صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية، طالعته “طريق الشعب”، “طلبنا من الأمريكيين والإيرانيين الابتعاد عن تصفية حساباتهم في العراق”،  مشيرا الى ان “العراق منذ سنوات وهو ساحة للتصادم والصراع، وعلينا اختيار طريق الحوار السياسي لحل الخلافات، وسيستفيد الجميع من ثمار التهدئة”.

وأضاف ان “الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة مهم للغاية وهو حاسم للمنطقة”، مشيرا إلى إن “النجاح في مفاوضات فيينا سيؤثر إيجابا على المنطقة، كما سيخدم استقرار العراق”.

وكشف الكاظمي عن “وجود تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من اجل التحرك نحو مرحلة من الحوار الإقليمي”، معربا عن أمله أن “يتحول العراق من بلد يتسبب بالأزمات ويتأثر بها، إلى بلد قادر على إدارة الأزمات بنجاح”.

***************

اضاءة

فساد بحجم ترليون دولار!

محمد عبد الرحمن

قرأت عن نيلسون منديلا انه قال مرة: “لا يدافع عن الفاسد الا فاسد، ولا عن الساقط الا ساقط، ولا عن الحرية الا الاحرار، ولا عن الثورة الا الابطال”.  فهل كان هذا القائد العظيم يتحدث عن العراق أيضا، وعن الفساد والفاسدين والمفسدين فيه؟

التشخيص صائب تماما فالفاسدون ليسوا وحدهم، ولذا تأتي مطالبة الوطنيين والمنتفضين والمحتجين ليس فقط بالكشف عن الفاسدين، وانما عن المنظومة والقوى والجهات التي تقف وراءهم وتوفر الغطاء لهم وتحميهم من المساءلة والملاحقة القانونية.

والفساد هو الابن الشرعي لمنظومة المحاصصة، حيث تتبلور يوما بعد آخر ملامح اقلية مهيمنة مسيطرة، ونرى على نحو افضل التعشيق بين المتنفذين وأصحاب القرار والنفوذ  والفاسدين، وكبار أصحاب المال، والمهيمنين على وسائل الاعلام،  والبيروقراطيين في أجهزة الدولة، العسكرية والأمنية، وقد يتفرد العراق في كون الفساد فيه يحظى بحاضنات وامتدادات  خارجية أيضا. 

الفساد ظاهرة متفشية يصعب الحديث عن معالجة ناجعة وشاملة  لها من دون الخلاص من الحاضنة، التي توفر لها الدفء والحماية. وهنا الحديث يدور عن منظومة متشعبة ومهيمنة،  اخذت تستند على نحو واسع الى سلاح منفلت، بما يؤشر تخادما واضحا لا ريب فيه.

  ومع وجود هذه الظاهرة المخيفة بهذه السعة والانتشار، فان الحديث عن خطط ومشاريع بناء وتنمية يبقى محض كلام، لا تسنده حركة الواقع. وان ما اتخذ من إجراءات تصدٍّ للظاهرة ظل محدودا وفي أحيان كثيرة استعراضيا اكثر منه جديا. فاية معالجة تستهدف قصم ظهور الفاسدين ومن يقف وراءهم، لابد ان تبدأ بملفات أساسية معروفة، واصحابها معروفون أيضا. باختصار ان تبدأ من فوق، من أعلى، تماما كما تنظف السلالم.

والفساد يستنزف موارد العراق، فتهريب العملة عبر مزاد البنك المركزي حسب التصريحات الرسمية  وصل الى  ٩٦ مليار شهريا، وقالت عنه هيئة النزاهة في بداية العام الجاري انه بلغ ٣٥٠ مليار دولار خلال ١٧ عاما. فيما قالت اللجنة  التي شكلها رئيس الوزراء لمكافحة  الفساد، ان حوالي ٥٠٠ مليار دولار تم نهبها منذ ٢٠٠٣حتى ٢٠٢٠  عبر عقود واستثمارات وهمية من قبل مؤسسات الدولة، في حين اعلن رئيس الجمهورية ان حجم الأموال التي تم تهريبها الى الخارج في صفقات الفساد يقدر  بحوالي ١٥٠ مليار دولار. اما منظمة الشفافية الدولية فقد وضعت العراق ضمن قائمة الدول الخمس الأكثر فسادا في العالم، وقدرت الأموال التي تمت  سرقتها خلال ١٨ عاما بما يقرب من ترليون دولار .

اننا امام ظاهرة كبرى ومبالغ مسروقة تعمر عدة بلدان وليس العراق وحده. وهذا هو السبب الأساس  لما نشهده من تدهور مريع في القطاعات الاقتصادية والمعيشية والصحية والخدمية،  وهو تدهور متواصل، ويجدر البحث أولا عن عوامله الداخلية والتصدي لها، قبل ان نعلق هشاشة أوضاع بلدنا على شماعة الغير، ممن يبحث دون شك عن مصالحه. فأين مصلحة شعبنا وبلدنا أيها المتنفذون ؟! 

وبما اننا قاب قوسين او ادنى من الانتخابات، يحق لنا ان نسأل: هل تجوز إعادة انتخاب من تسبب بهذا كله؟! ولقد آن أوان أن يعي المواطن جيدا، ان معاناته اليوم في الكهرباء يقف وراءها أساسا الفاسدون ومن يحميهم. فهل سيعطيهم صوته من جديد تحت عناوين فرعية على حساب معاناته وشقائه، فيما المتنفذون يزدادون ثراء وتخمة؟!

****************

ذوو الشهداء في مواجهة مساومات القتلة

تظاهرات الخدمات تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

ما ان انتهى محرر “طريق الشعب” من انجاز تقرير عن الفعاليات الاحتجاجية، حتى وجد نفسه امام اخبار اخرى لفعاليات احتجاجية مشروعة المطالب، تهدف الى تنفيذ القصاص العادل بحق قتلة المتظاهرين تارة، وتنفيذ وعود حكومية تارة اخرى، او المطالبة بابسط مقومات العيش الكريم، التي نهبها الجشع والفساد.

تنفيذ الاحكام بحق القتلة

وفي محافظة واسط, امهل عدد من المتظاهرين الجهات القضائية في المحافظة، مدة شهر، لتنفيذ حكم الاعدام الصادر من محكمة استئناف واسط بحق احد الضباط المتسببين بقتل المتظاهرين في احداث انتفاضة تشرين.

وهدد المتظاهرون في بيان لهم، خلال وقفة نظموها امام مبنى شرطة المحافظة بـ”اجراءات تصعيدية في حال الاستمرار بالتسويف في هذا الموضوع”, مشددين على “ضرورة ان يأخذ القضاء دوره في متابعة ملف الشهداء وقتلتهم”.

وكشف البيان عن “تعرض عدد من ذوي الشهداء الى المساومة من قبل جهات مختلفة، من اجل التنازل عن القضايا المتعلقة بمقتل أبنائهم”.

خيام للاعتصام في خانقين

وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية في مدينة خانقين، التابعة الى محافظة ديالى، للمطالبة بمحاسبة وإقالة المسؤولين ومدراء الدوائر الفاسدين.

ولجأ المتظاهرون الى نصب خيم الاعتصام وسط المدينة، مطالبين هيئة النزاهة بمحاسبة المسؤولين ومديري الدوائر الفاسدين, بسبب انهيار وتردي الخدمات في المنطقة, مشيرين الى تنظيمهم تظاهرة احتجاجية كبيرة مطلع الأسبوع المقبل, وقطع الطريق الدولي بين المنذرية وخانقين لحين الاستجابة لمطالبهم.

منع للصحفيين

وفي العاصمة بغداد، منعت قوات الامن الكوادر الصحفية من تغطية تظاهرة في قضاء النهروان.

وكشفت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق, في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, عن “قيام عناصر من الشرطة الاتحادية بمنع مراسل الحرة عراق وكادر قناة التغيير من تغطية تظاهرات منطقة النهروان، المطالبة بتحسين الخدمات”, مشيرة الى ان “الشرطة احتجزت الصحفيين داخل ساحة التظاهر لولا تدخل المحتجين والتحدث مع القوات الامنية لتسمح لهم بالخروج من الساحة ومغادرتها”.

تظاهرات في البصرة

من جهتهم, نظم عدد من أهالي قضاء الفاو وقفة احتجاجية امام بوابة مبنى القضاء، لعدم تنفيذ مطلبهم بإكمال الممر الثاني من طريق “بصرة – فاو” والبالغ طوله 65 كم.

وأشار المتظاهرون الى ان “حوادث هذا الطريق تطال سنوياً نحو 200 شخص بين قتيل وجريح وعلى الرغم من مطالبتهم المستمرة بإكماله الا ان الجهات المعنية لم تصغِ لمطالبهم”.

في غضون ذلك, نظم عدد من أصحاب المحال التجارية لبيع بيض المائدة في سوق العشار، وقفة احتجاجية بسبب ارتفاع أسعارها من قبل الحقول المسوقة.

واستغرب المتظاهرون خلال حديث لمراسل “طريق الشعب”, من ارتفاع أسعار البيض حيث وصل سعر شراء كارتون البيض إلى 73 ألف دينار عراقي. بينما يفرض عليهم بيعه بسعر الـ 60 ألف عراقي، ما يسبب لهم خسائر كبيرة, مشيرين الى ان الجهات الرقابية المتمثلة بالأمن الوطني والجريمة الاقتصادية يقومون بفرض عقوبات في حال تم بيع كارتون البيض بأكثر من 60 ألف.

****************

رائد فهمي يلتقي وفدا من رابطة الدفاع عن القطاع النفطي الخاص

76 محطة وقود تشكو قرارا وزاريا “مجحفا”

بغداد - طريق الشعب

اشتكى عدد كبير من العاملين في محطات توزيع النفط، في القطاع الخاص، من قرار الوزارة بإيقاف عمل 76 محطة في بغداد، تحت مبرر عائدية أراضيها الى وزارة المالية.

وقالت رابطة الدفاع عن قطاع النفطي الخاص، ان القرار “التعسفي” طال ضرره يقارب 4500 عامل.

ويملك القطاع الخاص 1300 محطة و380 معمل تعبئة للغاز في عموم محافظات العراق، والتي تمثل نسبة 80 بالمئة من الحالة التوزيعية لدى وزارة النفط.

فهمي يستقبل وفدهم

واستقبل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، الخميس الماضي، وفدا من رابطة الدفاع عن القطاع النفطي الخاص، في مقر الحزب في ساحة الاندلس.

واستعرض الوفد الذي ترأسه سعدي الزكم، مؤسس الرابطة ومصلح عزيز رئيس الرابطة، أوضاع القطاع النفطي الخاص، والمشاكل التي تواجهه، فضلا عن اوضاع العمال في هذا القطاع.

وبيّن الوفد، أن القطاع لديه 1300 محطة و380 معمل تعبئة للغاز في عموم محافظات العراق، ويشكل نسبة 80 بالمئة من الحالة التوزيعية لدى وزارة النفط، لافتين إلى أن عدم انصافهم من قبل الجهات المعنية يتسبب بالضرر لقرابة 4500 عامل.

من جهته، أكد الرفيق رائد فهمي حرص الحزب على تقديم الدعم والمساندة لمطالبهم، وايلاء الاهتمام الخاص بمطالب العمال في هذا القطاع، والسعي من خلال القنوات الرسمية إلى تذليل المعوقات، بالتعاون مع أصحاب الشأن.

قرار مجحف

وقال أحد العاملين في محطة توزيع أهلية، إن “هناك 80 عاملا يشتغلون في تلك المنشئة، بشفتين؛ صباحي ومسائي، مقابل أجور يومية لا تتجاوز 10 الاف دينار”.

وقال أحمد عباس لـ”طريق الشعب” ان “قرار اغلاق المحطة لا يلحق الضرر بصاحب المحطة الذي يمتلك وبكل تأكيد منافذ أخرى للتوزيع، بينما المتضرر الاكبر هم العمال من محدودي الدخل، الذين يعتبر عملهم هذا مصدر رزقهم الوحيد”.

ويأمل عباس ان تعيد الوزارة “النظر في قراراتها المجحفة بحق العمال”.

إيقاف 76 محطة في بغداد

بدوره، أوضح مؤسس رابطة الدفاع عن قطاع النفطي الخاص، د. سعدي الزكم أن الوزارة “عملت مؤخرا على اصدار قرار بإيقاف عمل 76 محطة وقود في بغداد، تضم ما يقار 4500 عامل، تحت ذريعة عائدية أراضي هذه المحطات الى وزارة المالية، ولم يتم منح حق التصرف فيها”.

وقال الزكم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هذه المحطات شيدت بعد العام 2004 وتعمل وفق سياقات قانونية فرضتها الحكومة في لحظة تشييدها، ولم يدرج ضمن هذه السياقات المطالبة بأحقية التصرف بالأراضي من قبل وزارة المالية، خاصة وان اغلبها تعود ملكيتها لأشخاص معينين”.

ووفقا للزكم فان المحطات الاهلية تشكل ما نسبته 80 بالمائة في مقابل 30 بالمئة حكومية.

ووصف د.الزكم غلق تلك المحطات بانه “اجراء غير منصف، وابتزاز مالي، دون مراعاة ما قد يسببه هذا الاجراء من ضرر للعاملين في هذا القطاع”.

آلية غير مدروسة

أما رئيس الرابطة مصلح عزيز، فقال لـ”طريق الشعب”: ان الرابطة تضم الفا و300 محطة، إضافة الى 380 معملا تعبئة في عموم العراق.

وأضاف رئيس الرابطة ان “محطات التوزيع في القطاع الخاص تعاني من معرقات عدة، تفرضها وزارة النفط عبر آلية غير مدروسة”.

ولفت عزيز الى ان قرار الوزارة يضر بالحكومة أيضا، لأنها ستفرط “بمردود ضريبي كبير يذهب لصالح خزينة الدولة” الى تداعيات تسريح عمالها تحت ذريعة ان أراضي هذه المحطات خالية من حق التصرف.

نقابات عمال العراق تتضامن

من جانبه، أبدى الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، تعاطفه مع حقوق العاملين في تلك المحطات.

وطالب الأمين العام لاتحاد نقابات عمل العراق، عدنان الصفار، لمراسل “طريق الشعب”، بضرورة ضمان حقوق العاملين وعوائلهم، معتبرا أن غلق محطات النفط التابعة الى القطاع الخاص “اجراء غير منصف، وضحيته الأولى العمال”.

ويشير الصفار الى ان تلك المحطات “شيدت بدعم حكومي، لكنها تخلت عنها في وقت لاحق”.

*****************

الصفحة الثالثة

رصاص الأمن يقتل متظاهرا في ميسان.. واعتقالات في بغداد

الكهرباء تعيد خيام الاعتصام الى ميادين الاحتجاج

بغداد ـ طريق الشعب

غضب عارم اجتاح اغلب محافظات البلاد، بسبب تراجع ساعات تجهيز التيار الكهرباء، ما دفع اعدادا كبيرة من المواطنين الى قطع الطرق الرئيسية واقتحام محطات توليد الكهرباء، فيما واجهت القوات الأمنية المحتجين بالعنف المفرط، ما تسبب في استشهاد متظاهر واصابة 5 اخرين في محافظة ميسان.

شهيد في ميسان

واثناء محاولة القوات الأمنية فض تظاهرة جرت أمام مقر قائممقامية قضاء قلعة صالح، جنوب ميسان، احتجاجا على تردي خدمة التيار الكهربائي، تلقى احد المتظاهرين رصاصة حية في فمه، نقل على اثرها للمستشفى، قبل ان يفارق الحياة متأثرا بجراحه.

وذكر مصدر طبي لـ”طريق الشعب”, ان “احداث قلعة صالح اسفرت عن استشهاد المتظاهر حيدر الحسني واصابة 5 متظاهرين اخرين”, مشيرا الى ان “اغلب الإصابات جاءت نتيجة لاستخدام الرصاص الحي من قبل القوات الأمنية”.

وقطع المحتجون طريق عمارة – بتيرة، مطالبين بتوفير التيار الكهربائي.

وطالب المحتجون الحكومة بالإيفاء بوعودها في إصلاح اعطال الشبكات الكهربائية في منطقتهم، واعادة تنظيم وضع التيار الكهربائي.

قطع للطرق

وفي محافظة البصرة, احرق عدد من المواطنين الإطارات، وقاموا بقطع شارع بغداد أمام حركة المركبات، احتجاجاً على انقطاع وعدم استقرار منظومة التيار الكهربائي.

وقال المتظاهر قاسم مجيد لـ”طريق الشعب”, ان “الحكومات العراقية المتعاقبة عجزت عن معالجة ملف الكهرباء والخدمات، ، رغم صرف مليارات الدولارات”, مشيرا الى ان “الفشل هو نتيجة حتمية لاستشراء الفساد والمحسوبية والمحاصصة في إدارة البلاد”.

واقدمت القوات الأمنية على استخدام العنف المفرط باتجاه المتظاهرين من اجل فض التظاهرة الاحتجاجية في المحافظة.

احتجاج واسع في ذي قار

من جانبهم, تظاهر عدد كبير من المواطنين في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على تردي واقع التيار الكهرباء وتراجع مستوى الخدمات, محملين الحكومة مسؤولية الفشل المستمر في تقديم الخدمات.

وقطع العشرات من المحتجين، جسر النصر وسط المدينة، احتجاجا على استمرار اعتقال عدد من المتظاهرين, مشددين على ضرورة الافراج عن المعتقلين.

في الاثناء, تظاهر العشرات من المواطنين من اهالي قضاء كرمة بني سعيد جنوب الناصرية، امام القائممقامية بسبب سوء تجهيز الكهرباء والخدمات العامة في القضاء, مطالبين باقالة المسؤولين في دائرة كهرباء القضاء.

نصب الخيام

من جهتهم, نصب عدد من المحتجين في محافظة النجف، خيام الاعتصام في ساحة الصدرين، احتجاجا على تردي خدمة تجهيز الكهرباء في المحافظة.

وفي تطور لاحق, شهدت المحافظة احتجاجات ليلية قطعت عددا من الشوارع من خلال حرق الإطارات.

وفي السياق, اقدم المتظاهرون في محافظة كربلاء على اغلاق دائرة الكهرباء في المحافظة, فيما نظم اهالي منطقة الدعوم، وقفة احتجاجية على أثر تردي الطاقة الكهربائية في المحافظة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “اهالي منطقة الدعوم قاموا بقطع طريق كربلاء بابل للمرة الثانية، احتجاجا على تردي التيار الكهربائي”, مشيرا الى ان “الاهالي طالبوا بربط كهرباء قضاء الهندية والجدول الغربي بمحطة الخيرات الغازية الموجودة في القضاء”.

قطع للطرق

الى ذلك, تظاهر العشرات من الأهالي في منطقة الغليس جنوب مدينة الحلة, احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في المحافظة.

واقدم الأهالي على قطع الطريق الرابط بين محافظتي بابل والديوانية في حال عدم تحسين التيار الكهربائي.

وشهدت مناطق متفرقة من محافظة بابل، احتجاجات مماثلة، للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي للمحافظة.

والى محافظة الديوانية, قطع العشرات من المواطنين الطريق الرئيسي قرب منطقة حي الأمين وأم طباشي، احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء.

واحتج عدد من أهالي منطقة المملحة في محافظة المثنى، ضد تردي واقع الكهرباء في مناطقهم، من خلال حرق الإطارات وقطع الطريق العام لبعض الوقت.

تجدد التظاهرات

فيما جدد أهالي محافظة واسط تظاهراتهم الاحتجاجية المطالبة بتوفير التيار الكهربائي للمحافظة.

وتجمع عدد كبير من الأهالي في ساحة العامل وفلكة تموز، وسط مدينة الكوت، مطالبين بتوفير التيار الكهربائي, مستنكرين القمع الذي تعرض له المحتجون في قضاء العزيزية.

ديالى تنضم الى الاحتجاج

وشهدت محافظة ديالى, تظاهرات احتجاجية غاضبة بسبب تردي واقع الخدمة الكهربائية في المحافظة.

وذكرت مفوضية الانتخابات في بيان طالعته “طريق الشعب”, ان “فريقا من مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في محافظة ديالى، رصد تظاهرة احتجاجية لعدد من اهالي قضاء الخالص امام محطة توزيع الكهرباء في القضاء”. 

وبيّن المتظاهرون خلال لقائهم بالفريق، ان “السبب الذي دفعهم للخروج بالتظاهر هو قلة تجهيز الطاقة الكهربائية للقضاء بشكل مناسب”، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بتوفير الخدمات، اسوة بباقي الاقضية في محافظة ديالى.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن أهالي منطقة برشته، قرب المقدادية وأهالي منطقة العجيمي، قرب ناحية السلام، نظموا تظاهرات احتجاجية غاضبة، بسبب تردي الكهرباء في مناطقهم.

وأضاف ان “متظاهرين قطعوا طريق بعقوبة ـ المقدادية، في منطقة شيخ سعيد قرب ناحية الوجيهية، ونصبوا سرادقات الاعتصام على الطريق، احتجاجا على تردي واقع الكهرباء”.

اعتقالات في بغداد

وفي العاصمة بغداد, تظاهر المئات من المحتجين في مناطق متفرقة من العاصمة، مطالبين بتوفير الكهرباء.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “عددا من الأهالي في منطقة الزعفرانية، اقتحموا محطة الكهرباء في المنطقة، وقاموا بتشغيلها بدلا من الموظفين”, مشيرا الى ان “المواطنين شكوا تقاعس الموظفين  من أداء واجباتهم وإصلاح الأعطال في الشبكة”.

وفي منطقة المعامل, تظاهر المئات من المواطنين، احتجاجا على تردي الخدمات والانقطاع التام للتيار الكهربائي والماء في المنطقة. وطالب الأهالي الحكومة المركزية بالالتفات لمعاناتهم وانقاذهم من واقعهم المرير.

وعلى خلفية الاحتجاجات في المنطقة، اعتقلت القوات الأمنية 17 متظاهر من أهالي المنطقة، قبل ان تعود لاطلاق سراحهم.

ورفض الأهالي إجراءات القوات الأمنية، معتبري اياها “انتهاكا صارخا” لحرياتهم في التعبير عن ارائهم.

وقطع عدد من أهالي الحسينية، الجسر الرابط بين المنطقة والطريق العام، احتجاجا على تردي الكهرباء.

******************* 

أزمة الكهرباء.. فشل حكومي يتجدد كل عام

البصرة – حافظ الجاسم

الجمعة الماضية بلغ الانهيار ذروته في المنظومة الوطنية: انطفاء تام في عموم البلاد. وكالعادة وُضعت مبررات لذلك وأُزيح مسؤولون عن مناصبهم، لكن المشكلة لا تزال قائمة. خيمّ الظلام على  منازل المواطنين وشوارع المدن في أغلب المحافظات. تظاهرات عارمة لم تجن سوى مزيد من العنف، مزيد من الضحايا، مزيد من التقصير الحكومي.

عاصمة الظلام

وعلى أثر الانهيار الحتمي في المنظومة الكهربائية، شهدت غالبية محافظات البلاد، تظاهرات حاشدة شملت قطع الشوارع واغلاق الدوائر الحكومية، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

وتداول مدونون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر العاصمة بغداد وهي تحتضن الظلام، بسبب انقطاع المنظومة الوطنية، ما عدا بعض المناطق التي تستخدم فيها المولدات الأهلية.

وروّج الكثير منهم وسم (#ماكو_كهرباء) تعبيرا عن معاناة المواطنين وغضبهم إزاء ما يحصل من تردٍ جسيم في الاحوال المعيشية، واستمرار نهج المحاصصة والفساد والإفلات من العقاب.

خسارة في انتاج مصفى الشعيبة

وعلى أثر أزمة الطاقة، أعلنت شركة مصافي الجنوب، الجمعة الماضية، عن هبوط انتاج مصفى الشعيبة من مادتي زيت الغاز والبنزين، الى ما يزيد على النصف.

وقال مدير هيئة انتاج مصافي الجنوب، سلمان هدار، ان المصفى شهد انطفاءً تاماً للتيار الكهربائي لساعات متواصلة، مشيراً الى ان عدم استقرار التيار الكهربائي  المزود للمصفى من المنظومة الوطنية تسبب بهبوط معدلات الانتاج.

حلول ترقيعية

حسن محمد، مواطن بصري، تحدث لمراسل “طريق الشعب” بشأن أزمة الكهرباء قائلا: “منذ سنوات عدة والكهرباء سيئة في العراق عموماً والجنوب خصوصاً، ورغم ان الازمة تتجدد سنوياً، الا ان الحلول التي تلجأ اليها الحكومات هي حلول ترقيعية مؤقتة لا ترقى الى مستوى انهاء المشكلة”.

اما المواطن سلام حسين، احد سكنة قضاء الزبير، فيرى أن “ازمة الكهرباء مرتبطة بصفقة سياسية، تديرها القوى المتنفذة لتنفيذ مخططاتها والحفاظ على مصالحها ومناصبها”.

مقترحات لحل الازمة

ونصح حيدر المياحي، مهندس مختص بالطاقة، صانع القرار الحكومي عبر “طريق الشعب” بالعمل على ايجاد بدائل لتوليد لتوفير الكهرباء، وعدم الاعتماد على استيرادها من دول الجوار.

ويجد المياحي ان “اجواء العراق تعد ممتازة لانتاج التيار الكهربائي باستخدام الطاقة المستدامة (الطاقة الشمسية على سبيل المثال)، لحل جزء كبير من أزمة الكهرباء في حال العمل على تطبيقها واستخدامها بالشكل الصحيح”.

كما يشير الى امكانية انتاج التيار الكهربائي باستخدام المصادر النفطية.

الكاظمي: الحلول تتطلب سنوات!

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ان حكومته “تدفع ثمن السياسات الخاطئة والترقيعية وهدر المال لمدة 17 سنة في كل المجالات وخصوصًا الطاقة”.

وتساءل الكاظمي خلال اجتماع طارئ عقده أول من أمس بحضور المحافظين، واعضاء خلية الأزمة الطارئة لـ”معالجة الكهرباء”: “لماذا شيدنا طوال 17 سنة محطات توليد الطاقة الغازية، مع عدم قدرتنا على توفير الغاز لها؟ ومع عدم وجود خطة موازية لإنتاج الغاز، بل وحتى عدم وجود خطة لتنويع مصادر استيراد الغاز إذا تطلب الأمر؟ من يتحمل مسؤولية هذا الخطأ الجسيم؟”.

وقدم وزير الكهرباء ماجد حنتوش، الثلاثاء الماضي، استقالته بعد تردٍ تام في ساعات توفير الطاقة الكهربائية، مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويؤكد العديد من المتابعين والمختصين أن فشل العراق في تلبية احتياجاته من الكهرباء، يعود لأيد خفية تعبث بمقدراته، وإرادات خارجية وداخلية، عطلت استثمار الغاز المرافق لاستخراج النفط. فيما عدوا أن مشكلة الكهرباء أكبر من الوزير نفسه، لأنها متداخلة وتشترك فيها وزارتا النفط والمالية والأجهزة الأمنية، فضلا عن تبعات الصراعات التي رهنت استقرار تجهيز الطاقة الكهربائية بالشريان الإيراني.

وامتعض الكثير من المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي الحلول الترقيعية التي تقوم بها الحكومة، مؤكدين ان التصريحات الحكومية تتكرر كل سنة، وان موضوع الكهرباء لا يحل الا بتغيير نهج وادارة الدولة التي يتقاسمها المتحاصصون.

ومنذ عام 2008، وعدت وزارة النفط بتوفير الغاز في العام 2013 لكل المحطات، وعلى هذا الأساس ذهبت وزارة الكهرباء باتجاه التعاقد للحصول على محطات غازية، لا تشتغل اليوم الا باستيراد الغاز من إيران.

نهج كارثي

من جانبه، عزا الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، تردي الكهرباء إلى “السياسات الحكومية الخاطئة التي تسببت بتفاقم الأزمة واستهلاك مليارات الدولارات، دون فائدة تذكر”.

وأوضح خضير لـ”طريق الشعب”، أن “الطاقة العراقية أصبحت بوضع خطير من خلال الاعتماد على الغاز المستورد لسد العجز الحاصل في مصافي النفط، على الرغم من أن البلد قادر على تجاوز تلك العقبة إذا ما توفرت الارادة الوطنية الحقيقية لوضع أجندات فنية لتطوير مرافق الطاقة”، لافتا إلى أن “استهلاك موارد الدولة في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها العراق في موضوع استيراد الغاز، يضيف الكثير من الأعباء ويثقل موازنة البلاد المثقلة بالديون وسوء التخطيط والإنفاق. كما إن الجهات المعنية بهذا الملف، لا تعبأ بخطورة ملف أمن الطاقة وضرورة الالتفات إليه”.

محافظات تخطط للانفصال كهربائيا

وطرح محافظ ذي قار أحمد الخفاجي، السبت، ورقة لحل أزمة الكهرباء في المحافظة.

وتتضمن الورقة التي نشرها الخفاجي على منصته في “فيسبوك”، محورين و”خطة استراتيجية”.

ويتضمن المحور العام في الورقة “ابعاد وزارة الكهرباء عن المحاصصة الحزبية، واسنادها إلى شخصية مهنية مستقلة مشهود لها بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، مع اختيار كادر متقدم لها من الكفاءات المستقلة والنزيهة”.

أما المحور الخاص، أو “الخطة الطارئة لذي قار”، فتتضمن “رفع حصة المحافظة من التجهيز الى ١٨٠٠ ميكا واط، وتجهيز ذي قار بالمحولات عدد ١٠٠٠ مع ملحقاتها، وسد الاحتياج من الاعمدة والأسلاك، إضافة إلى تجهيزها بالآليات المتخصصة للصيانة وتجهيز أصحاب المولدات الخاصة بالوقود باسعار مدعومة وفتح ورشة مجانية لتصليح المولدات الأهلية المتعطلة مجاناً، فضلاً عن القطع المركزي على خطوط المحافظة من بغداد، وتخويل سيطرة المنطقة الجنوبية للقيام بالمهمة”.

ودعا محافظ ذي قار، ضمن ما أسماه بـ”الخطة الستراتيجية”، إلى “بناء محطة توليد بقدرة انتاج ٢٥٠٠ ميكا واط، وفصل كهرباء المحافظة عن الشبكة الوطنية بعد الوصول الى الاكتفاء الذاتي من الانتاج”.

وفي وقت سابق، صرّح محافظ البصرة أسعد العيداني بفصل منظومة الكهرباء الخاصة بالمحافظة عن المنظومة الوطنية العامة، في ظل تردي الكهرباء ونقص التجهيز في عموم العراق.

حلول آنية

من جهته، كشف مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، السبت، عن “الحلول” التي تسعى حكومته لاعتمادها بشأن الطاقة الكهربائية.

وقال علاوي إن الحكومة “تبحث ملف الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن ومصر لوضع حد لأزمة الكهرباء”، مبيناً أن “ثمرة هذه المباحثات قد تكون خلال الأشهر المقبلة”.

وأضاف أن “بغداد تعمل بالفعل على تطبيق عدة إجراءات لمواجهة الأزمة، من بينها استخدام الطاقة الشمسية”.

وبشأن استيراد الكهرباء من إيران والديون التي بذمة بغداد، أوضح حسين علاوي أن “استيراد العراق للكهرباء من إيران انخفض لعدة أسباب، أبرزها الظروف الداخلية الخاصة بإيران”.

وتابع أن “الشركة الإيرانية تريد أموالها، لكن ما يمنعنا هو العقوبات الأميركية المفروضة على طهران”.

*********************

الصفحة الرابعة

مطالبات بمنع تعديل المادة 57 في قانون الاحوال الشخصية

 كتل متنفذة تسعى لسلب الأم حضانة أطفالها

بغداد - نورس حسن

تقود كتل سياسية في مجلس النواب مساعي لتعديل المادة 57 ضمن قانون الاحوال الشخصية، المتعلقة بحضانة الاطفال، فيما حذرت منظمات حقوقية وقضاة وناشطون من تشريعات “ذكورية” كهذه، مشيرين الى انها “تهين المرأة”.

ودعت مفوضية حقوق الانسان الى إيجاد قانون ينصف الزوجين واطفالهما الذين عادة ما يفقدون الحياة الكريمة بعد انفصال الابوين.

بنود مجحفة بحق المرأة

وتقول الناشطة في مجال حقوق الانسان، إنسام سلمان لـ”طريق الشعب”، ان “اعضاء مجلس النواب لم يراعوا في مقترح تعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية مصير الاطفال”.

وأضافت سلمان انه “في العام 2019 عمل مجلس القضاء الاعلى على تغيير اوقات المشاهدة، وسمح بإمكانية اصطحاب الاطفال والمبيت لدى الاب بعد انفصال الزوجين، على ان يتم ذلك بعد التراضي بين الطرفين”، مردفة بأنه “مع ذلك عمل مجلس النواب على التصويت على مقترح تعديل القانون ليس لصالح الطفل، بل الغاية منه الإجحاف بالمرأة، لا أكثر”.

وبيّنت سلمان أن “المادة 57 من القانون، تضمنت 9 بنود، أغلبها جرى اقتراح التعديل عليها بآلية مجحفة بالمرأة، منها عدم السماح لها بالزواج من رجل اخر، طول فترة حضانة الاطفال، والتي تم تحديدها لـ 7 سنوات، وحال لزم الامر بالزواج، عليها التنازل عن حضانة اطفالها. وفي حال وفاة الاب يكون للجد (والد الاب) الاولية بالحضانة من الام”.

ورأت الناشطة، ان المجلس “ترك الكثير من الجوانب المهمة كالمطالبة بتوفير اماكن مناسبة لرؤية الاطفال، وزيادة ساعات المشاهدة قانونيا، بينما تمسك بتشريع سلب الحضانة من الام لا اكثر”.    

قوانين تهلك الأسرة

الناشطة المدنية والمدافعة عن حقوق الطفل روان سالم، كتبت على صفحتها في “فيسبوك”، عن القانون قائلة: “بعد ان سلبوا كل شيء من هذا الوطن: ثرواته، مستقبل أجياله، صحة ابنائه، وأسماء شوارعه ومدنه، وأطاحوا بكل شيء جميل، جاءوا اليوم ليسلبوا من المرأة حق الحضانة وانتزاع الطفل من ذراعيها، من خلال تعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959”.

واتهمت سالم مجلس النواب بـ”الفشل في تشريع قوانين تخدم العائلة العراقية وتحميها”.

وتتساءل الناشطة “ما الغاية التي يبتغيها مجلس النواب من سلب حضانة الام ومنحها الى الاب بعد سن السابعة، ومنه الى الجد حال وفاة الاب؟”.

واشارت الى ان المجلس “مشغول اليوم بتشريع قوانين ذكورية تهين المرأة، بينما يزداد سخط المواطنين على سوء الخدمات وازمة الكهرباء وانفلات الوضع الامني”.

حماية قانونية لعنف الرجل

وتذكر إلهام حسن (مدرسة) في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “هناك الكثير من القوانين المعطلة على عمد من قبل مجلس النواب، لكون تشريعها لا يخدم مصالحهم الشخصية كقوانين مناهضة العنف الاسري وغيره”.

وتلفت حسن الى انه “كان الاجدر بمجلس النواب العمل على الغاء المادة 41 من قانون العقوبات، التي تبيح للزوج تأديب زوجته، والتي منح وفقها الرجل الحماية القانونية حال استخدام العنف المفرط ازاء الزوجة، بدلا من العمل على تعديل المادة 57 التي تحرم الطفل من حنان ورعاية والدته”.

خطاب سياسي انتخابي

وبحسب القاضي هادي عزيز فان “التعديل المجحف على قانون الاحوال الشخصية يثار في كل مرة مع اقتراب موعد الانتخابات، بغية دغدغة مشاعر بعض المؤيدين للخطاب السياسي الديني الطائفي”.

وقال عزيز في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “المقصود من اجراءات التعديل ليس النظر في مصلحة الطفل وزيادة ساعات المشاهدة من قبل الاب، وإنما بغية تعزيز الرؤيا الذكورية، خاصة وان هذا القانون تجده السلطة الدينية سحب جزء من صلاحيتها، وهم يحاولون قدر الاماكن اعادتها”. ونبّه الى ان “مجلس النواب اليوم تغاضى عن تشريع قوانين مهمة، تؤدي الى بناء الدولة المدنية، وراح يتمسك بتشريع قوانين هدامة للمجتمع والعائلة العراقية”. وزاد القاضي عزيز انه “بالإمكان الطعن ببنود القانون بعد نشره بجريدة الوقائع العراقية لدى المحكمة الاتحادية في حال تمريره”. واشار المتحدث الى ضرورة مواصلة التصدي من قبل جميع المعنيين من منظمات مجتمع مدني ومدافعين عن حقوق المرأة وقانونيين لمنع تمرير مقترح القانون المجحف بحق المرأة والطفل.

قانون العنف الاسري

بدوره، يرى عضو مفوضية حقوق الانسان د. علي البياتي انه “من الضروري العمل على ايجاد قانون يضمن الحياة الكريمة للطفل والتفكير بمصلحته اولا”، مشيرا الى ان “الجزم القانوني بنشأة الطفل اين يكون، بعد انفصال الزوجين اجراء غير موفق، خاصة وان هناك الكثير من النساء بعد الانفصال تكون غير قادرة على رعاية اطفالها، وكذلك الحال مع الرجال”.

وقال البياتي لـ”طريق الشعب”: “ليس من الانصاف السماح للرجال برؤية اطفالهم لساعات قليلة بعد الانفصال، وكذلك فان الطفل هو بأمس الحاجة الى رعاية الام، لذلك على الجهات التشريعية الخروج بقانون ينصف الطرفين برعاية اطفالهم، وبالتالي ضمان حياة كريمة للطفل التي عادة ما يفقدها بعد انفصال الابوين”.

ونبه البياتي الى “ضرورة العمل على انشاء مؤسسات خاصة لرعاية النساء والاطفال الذين يتعرضون الى التعنيف، فضلا عن الاسراع بتشريع قانون العنف الاسري”.

********************

المواطنون يطالبون بمعالجات سريعة

أزمة شح المياه تتجدد في بغداد على جمر الصيف!

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

بحلول موسم الصيف من كل عام، تتجدد أزمة شح المياه وتلوثها في بغداد لتضيف معاناة جديدة إلى معاناة المواطن جراء نقص الخدمات، وأبرزها الكهرباء الوطنية التي تنقطع معظم ساعات اليوم.

وبقيت أزمة المياه هذه، سنوات طويلة بلا حلول، نتيجة السياسات الخاطئة غير المدروسة للدوائر المعنية، الأمر الذي يكشف عن مفارقة تدعو للاستغراب. فليس من المعقول أن يكون هناك شح في مياه الشرب، في بلد عرف بنهريه العظيمين، دجلة والفرات!

مياه الشرب ليست للشرب!

المواطن سعد الساعدي، من سكان منطقة سبع البور، يذكر أن “المياه التي تصلنا من الاسالة، غير صالحة لشرب الإنسان ولا حتى للحيوان، وذلك لأن مضخات التصفية في المحطة الموجودة على نهر (ذراع دجلة)، والتي تزود المنطقة بمياه الشرب، غالبا ما تكون ملوثة بمياه المجاري”، مؤكدا أن “عاملا في تلك المحطة اخبرنا بأن احدى القطعات الامنية القريبة، تقوم برمي مياه المجاري في النهر، قرب الموقع الذي تتزود منه المحطة بالماء”.

ويشير الساعدي في حديث لـ “طريق الشعب”، الى ان “ماء الإسالة ذو رائحة كريهة وطعم غير مستساغ، ما يضطر السكان لشراء الماء المصفى في المحطات الاهلية، ليضيف ذلك عبئا ماليا عليهم، وهم في الغالب من الفقراء والمتعففين”، لافتا إلى أن “احد اطباء مستوصف سبع البور، أكد لهم ان مواطنين عديدين أصيبوا بأمراض جلدية ومعوية بسبب تلوث ماء الإسالة”.

من جانبه، يشير المواطن جبار طارش، وهو من سكان مدينة الثورة (الصدر)، إلى أن مدينتهم تعاني منذ سنوات طويلة، شأن بقية مدن العراق، شحا في مياه الشرب، مبينا أن هذه المشكلة تعود لأسباب عدة، منها ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وضعف مناسيب المياه في الأنهر والبحيرات، فضلا عن تقادم شبكة نقل الماء.

ويتابع قوله لـ “طريق الشعب”، أن “هذا لا يمنع الحكومة من معالجة الأزمة، وتوفير ماء الشرب للمواطن كحق من حقوقه التي كفلها الدستور والأعراف الدولية”، مؤكدا ان “ماء الاسالة ضعيف جدا ولا يصلنا إلا بواسطة المضخات الكهربائية. كما انه غير صالح للاستهلاك البشري، ورائحته كريهة وهو مليء بالشوائب، ما يخلف طحالب في خزانات المنازل”.  ويؤكد طارش، أن أهالي الثورة صاروا يضطرون لشراء الماء من الباعة المتجولين، لافتا إلى أن منطقتهم شهدت قبل أيام انقطاعا تاما لماء الإسالة، وذلك بسبب تكسر أحد الأنابيب الرئيسة الخارجة من مشروع ماء الرصافة، الأمر الذي ولد حالة من الإرباك استمرت يومين، لحين معالجة الخلل.

التجاوزات من أسباب الأزمة

المواطن محمد حسن، من سكان منطقة الغزالية، يؤكد لـ “طريق الشعب” انه قبل فترة لم تكن منطقتهم تعاني شحا في المياه، حتى أن السكان كانوا يملأون خزاناتهم من دون الاستعانة بالمضخات، مشيرا إلى أن المشكلة بدأت بعد أن تم تقسيم الأراضي الزراعية المجاورة للمنطقة، وبيعها عبارة عن قطع سكنية بنيت عليها منازل في ما بعد.

ويتابع قوله، أن أصحاب المنازل هؤلاء، قاموا بالتجاوز على شبكة الماء الرئيسة، وهذه غير مؤهلة لاستيعاب هذا العدد الإضافي من المنازل، الأمر الذي تسبب في حصول ضعف في ماء الإسالة، وأثر على بقية السكان.

ويطالب حسن، أمانة بغداد والمحافظة بمعالجة أزمة مياه الشرب عاجلا، لما لها من تأثير كبير على حياة المواطن وصحته.

شكاوى بلا جدوى!

إلى ذلك، يتحدث المواطن علي جاسم، وهو من سكان حي أكد، عن مشكلة شح مياه الإسالة في منطقتهم، والتي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. فهم منذ ذلك الحين وحتى الآن يستخدمون المضخات في ملء خزاناتهم.

ويؤكد لـ “طريق الشعب”، أن الماء غالبا ما يكون مقطوعا طيلة ساعات النهار، ليعود إليهم ليلا، ما يضطرهم للسهر ساعات متأخرة لغرض ملء خزاناتهم، مبينا أن الماء، وبالرغم من شحته، مليء بالشوائب، وهم مجبرون على استخدامه لعدم توفر بديل آخر.

ويلفت جاسم إلى أن أهالي المنطقة سبق وأن قدموا شكاوى لمديرية ماء الرصافة وأمانة بغداد والمحافظة، من أجل معالجة مشكلة شح المياه، لكن دون جدوى، فهم لم يجنوا سوى الوعود – على حد قوله.

****************** 

بعد قرار ترحيلها

دعوة لتأجيل الامتحانات.. والتربية تتذرع بالحرارة الشديدة

بغداد ـ عبدالله لطيف

أثار قرار وزارة التربية بشأن تأجيل امتحانات المرحلة النهائية المتوسطة، جدلا بين أوساط تربوية وطلابية، مشيرين الى ان تداعياته ستطال اختبارات الصف السادس الاعدادي ومواعيد النتائج وبدء الدراسة للعام المقبل.

وحمّل ناشط طلابي الحكومة مسؤولية القرار “المربك”، مبديا أسفه لما رافق ويرافق العملية التعليمية من معرقلات ناتجة عن جهل وتقصير الأطراف المعنية.

الامتحانات تتبخر

وانتقدت وزارة التربية دعوة مفوضية حقوق الانسان الى تأجيل الامتحانات حتى أيلول المقبل، بسبب تردي الكهرباء، مبينة أن على المفوضية المطالبة بتوفير الطاقة بدل دعوتها الى تأجيل الامتحانات. 

كما استغربت الوزارة من توجيه عبر وسائل الاعلام “يفترض ان تخاطبنا بكتب رسمية، وليس عبر التصريحات الصحفية”.

ونتيجةً لارتفاع درجات الحرارة والانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، قررت وزارة التربية “تأجيل امتحانات الثالث المتوسط لمدة اسبوعين، وخلال اعداد هذا التقرير، صدر قرار من الوزارة يوم امس اجلت فيه امتحانات الصف السادس الى 21 آب المقبل”.

وبحسب بيان صدر عن الوزارة، فإن “القرار جاء بعد اجتماع اللجنة الدائمة للامتحانات العامة مع الوزير عبر الانترنيت”.

دعوات حقوق الانسان

من جهتها، دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، وزارة التربية الى تأجيل امتحانات الصفوف المنتهية الى شهر أيلول المقبل.

وقالت المفوضية في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه: “ندعو وزارة التربية الى الاخذ بنظر الاهتمام ارتفاع درجات الحرارة وعدم استقرار تجهيز الطاقة الكهربائية وضرورة تقدير موقف طلبة وعوائل طلبة المراحل المنتهية (الثالث المتوسط والسادس الاعدادي) واصدار قرار من هيئة الرأي بتأجيل إجراء امتحاناتهم النهائية الى شهر أيلول القادم”.

وأكدت المفوضية في بيانها أن “تنبؤات استمرار ارتفاع درجات الحرارة في العراق فوق معدلاتها العالمية خلال شهري تموز وآب، فضلا عن غياب المعالجات السريعة لاستقرار المنظومة الكهربائية وضمان تجهيز المواطنين بخدمتها، وتصاعد اعداد الاصابات بوباء كورونا، تزيد من قسوة الظروف المادية والتأثيرات النفسية على طلبة الثالث المتوسط والسادس الاعدادي وعوائلهم، وهو ما يتطلب قرارا (انسانيا - مهنيا - تربويا) يضمن للطلبة تهيئة الظروف والبيئة المناسبة لإجراء امتحاناتهم”.

الوزارة ترد

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق، في تصريح خص به “طريق الشعب”، ان قرار التأجيل كان سببه الوحيد ارتفاع درجات الحرارة.

وبرّر فاروق قرار التأجيل بقوله: غير معقول ان نجري الامتحانات ودرجة الحرارة تجاوزت الـ50 مئوية، بالتالي نحن نراعي ظروف الطالب والعائلة”، مؤكداً انه “لا يوجد سبب اخر لتأجيلها”.

ورد فاروق على دعوات مفوضية حقوق الانسان، قائلاً ان “وزارة التربية لديها جدول لبداية العام الدراسي ونهايته وفقاً لقوانين وقرارات دولية ومحلية”، مضيفا “اذا اجريت الامتحانات في ايلول فالوقت لا يسعفنا لاكمال التصحيح واعلان النتائج، والبدء في الدور الثاني”.

وطالب فاروق مفوضية حقوق الانسان بان “تخاطب الوزارة بكتب رسمية لا بتصريحات عبر وسائل الاعلام”، مؤكداً ان “المفوضية كان يجب عليها ان تطالب بتوفير الطاقة الكهربائية، وليس تأجيل الامتحان”.

وأوضح المتحدث ان لدى الوزارة “خلية ازمة ترتبط مع وزارة الدفاع والكهرباء والداخلية والصحة والامن الوطني وكل الجهات التي ممكن لها ان تقدم خدمات تسهم في انجاح الامتحانات”.

تأثيرات جانبية

وفي السياق، قال مدير ثانوية المتميزين في بغداد، عبد الرسول فهد، ان “القرار ينطلق من جوانب انسانية، لكن له تأثيرات سلبية على سير العام الدراسي المقبل”.

وأضاف في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “تأجيل الامتحانات لمدة اسبوعين، يعني ايضاً تأجيل امتحانات طلبة السادس الاعدادي، وكذلك النتائج سوف تتأخر ومعها الدور الثاني ونتائجه”.

وقال فهد إنه “على المستوى النفسي أربك القرار الطلبة، فهم كانوا مستعدين لأن يخوضوا الامتحانات في الثالث من تموز الحالي”.

قرار أربك الحسابات  

يقول الناشط الطلابي حسين علي، إنّ التجربة تُثبت يوماً بعد آخر أن كل البنى التحتية في البلاد “منهارة تماماً”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة التي عجزت عن توفير الكهرباء لمدة ثلاث ساعات، لن تستطيع ان تقدم أي شيء للبلاد، وبالتالي فإن الامتحانات حتى لو أجلت فهي لن توفر أجواء مريحة للطلبة الممتحنين”.

وأشار علي الى ان “المطالبات مستمرة بتهيئة ظروف الامتحانات بوقت مناسب، كون القرارات التي تصدر فجأة تسبب صعوبات للطلبة”، وبالتالي يصح القول ان امتحانات البكلوريا “إرهاب اخر” بحسب قوله.

******************

الصفحة الخامسة 

أگـول

أسلاك الكهرباء

كالعصف المأكول!

خليل ابراهيم العبيدي

وأنت سائر في الشوارع والازقة، بل وحتى في الدرابين الضيقة، تلاحظ، او ربما يعترضك عمود كهرباء مثقل بأسلاك مترهلة تصارعت معها عوامل التعرية والتغيير وصارت كالعصف المأكول.. أسلاك يئن تحتها ذاك العمود الصدئ، الذي تقوس ظهره بفعل التقادم وصار بالكاد يحمل أثقاله المخيفة القاتلة!

هذا المنظر يعترضك في كل مدن العراق، اينما حللت وأنى تمشيت، ويمكنك ايضا مشاهدة ابراج الضغط العالي وهي تتمايل بأسلاكها المتدلية فوق الدور السكنية والشوارع العامة، ناشرة عوامل التسرطن او الاصابة بالتقلبات العقلية! فيما تضيف أسلاك المولدات الأهلية، منظرا آخر مقززا ومشوها لما فوق الرؤوس، حتى السماء والغيوم، وهذه إن مطرت في فصل الشتاء، جاءت بالويل على الناس، كأن تضرب عمود كهرباء، أو سلك مولدة متدليا، أو انها تغسل سلكا موجبا بسعة 220 فولت، مقطوعا بفعل الرياح، ليهدد الموت كل من يمر بالقرب منه.

ويعلم العراقيون جميعهم، أن غالبية أعمدة الكهرباء تلك، تم تسليكها منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فيما لا تزال وزارة الكهرباء تستبدل بعض الاسلاك بشكل ترقيعي، بعد أن تفرض على المواطنين – في بعض الأحيان – شراءها من السوق المحلية لعدم توفرها في المخازن الحكومية!

ان المبالغ الخيالية التي صرفت على قطاع الكهرباء منذ العام 2003، كانت كفيلة بدفن هذه الأسلاك الخطيرة تحت الارض، اسوة بدول العالم المتقدمة، وحتى المتأخرة! لا ان تظل الوزارة تعالج الخطأ بخطأ أكبر، لتبقى مهمتها محصورة فقط في انتاج الطاقة، التي لم تعد هي الأخرى كافية لتغطية حاجة البلد.

المطلوب اليوم، هو التوجه لمعالجة وسائل نقل الطاقة، وتركيز الاهتمام في تطوير أدوات الشبكة الناقلة، خاصة الأسلاك التي كانت سببا لموت الكثير من المواطنين وأطفالهم!

****************

شط العرب ينادي.. هل من يسمع النداء؟!

باسم محمد حسين

استثمر العلماء والمهندسون الأودية والجبال والمناطق المنخفضة والمرتفعة في إنشاء السدود، لغرض تخزين المياه الفائضة عن الحاجة واستخدامها في أوقات الأزمات. وفي عراقنا الحبيب هناك سدود كبيرة، مثل دوكان ودربندخان وحمرين، وأخرى صغيرة إلى جانب نواظم متعددة لتنظيم استخدام المياه بشكل صحيح ومدروس دون هدرها. وفي أغلب محافظات الوطن هناك العديد من هذه السدود والنواظم.

منذ كنّا أطفالاً، كنا نسمع الجميع يقول أن ماء البصرة “مِجّ”، اي انه يحتوي على ملوحة غير مألوفة، لكن أهالي البصرة تعودوا على هذه الملوحة دون غيرهم من ابناء العراق. وفي سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وعند انشاء “سد الطبقة” السوري، بدأت مناسيب  المياه تقل في نهر الفرات، الأمر الذي أثر سلباً على المحافظات العراقية التي ترتوي منه، كالرمادي وجزء من بغداد، فضلا عن الحلة وكربلاء والديوانية والمثنى وذي قار، وأخيرا البصرة باعتبارها مدينة المصب.

في ذلك الحين، بدأ التفكير في إنشاء سدّ على شط العرب، كي لا تدخل إليه المياه المالحة القادمة من شمال الخليج العربي جراء ظاهرة المد والجزر. لذلك سيكون السد حامياً من دخول هذه المياه ومتحكماً بما يفيض منها عن الحاجة. وتقريباً في كل عام تتجدد مشكلة شح الماء وملوحته صيفاً. وفي السنوات الأخيرة تكررت هذه الأزمة، وكانت على أشدها في صيف 2018. فقد تضرر نحو 140 ألف مواطن بسبب ملوحة المياه وتلوثها، منهم من نقل إلى المستشفى وبقي فيها أياما. كما نفقت مواشي كثيرة، وتلفت أراض زراعية وبساتين واسعة على طول المسافة من مصب شط العرب في مدينة الفاو وصولا إلى شمال البصرة.

وفي مجلس محافظة البصرة، كانت هناك نقاشات كثيرة حول الأزمة، وعلى إثرها تم الاتفاق المبدئي على انشاء هويس ملاحي، وهو سد مكوَّن من بوابتين واحدة تفتح لغرض دخول السفن ثم تغلق، والأخرى تفتح لخروجها وتغلق أيضا. وبهذه الطريقة لن تدخل المياه المالحة والملوثة للنهر. لكن، كانت هناك آراء مختلفة حول موقع إنشاء السد، كأن يكون في شمال البصرة قرب منطقة “كرمة علي”، أو جنوب قضاء أبي الخصيب، أو عند المصب في “رأس البيشة” جنوبي الفاو. وللوصول الى حل جذري مستنِد الى دراسة علمية من جهةٍ متخصصة رصينة، تم استقدام شركة استشارية ايطالية، فدرست الأمر من جميع الجوانب وأوصت بإنشاء السد في منطقة “ابو فلوس” جنوبي ابي الخصيب.  وكانت هناك دراسات أخرى من مركز علوم البحار في جامعة البصرة. إذ جدد المركز يوم 21 حزيران الماضي، تشديده على ضرورة تطبيق وتنفيذ دراساته السابقة والحالية حول إقامة هويس ملاحي، لمنع تغلغل المياه المالحة إلى شط العرب والحفاظ على كميات المياه العذبة فيه.

وقال مدير المركز نوري عبد النبي، خلال ورشة نظمت بعنوان “شط العرب والتحديات البيئية”، خصصت لدراسة الترسبات الملحية التي يعانيها النهر، ان “المركز سبق وأن طرح مشروعا لإقامة الهويس من خلال مجموعة من العلماء والباحثين، من العراق ومختلف دول العالم، إلا أن المشروع لم ينفذ”.

وأضاف قائلا، أن “المركز يؤكد مرة ثانية أهمية إقامة هويس ملاحي في شط العرب، ينفذ بواسطة شركات مختصة”.

لكن بسبب عدم وجود إرادة سياسية تخدم البلد بالشكل العلمي، لم يتم الشروع بإنشاء هذا السد.

العراق اليوم يعاني شحا في مياه نهري دجلة والفرات، وربما ستعود أزمة ملوحة شط العرب مجددا، وستعود معها المآسي ذاتها التي عاشها أهالي البصرة وقتها. لذلك، أن الحكومتين المحلية والمركزية مدعوتان لمعالجة هذه المشكلة جذريا، كأن يتم تخصيص جزء من فائض الموازنة لتنفيذ مشروع السد.

****************

المحاويل

شارع سكني

اصبح موقفا للمركبات!

المحاويل - محمد صادق

شكا أصحاب الدور السكنية المطلة على جانبي "شارع الأحزاب" في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، تحول أرصفتهم وأجزاء من الشارع، إلى موقف للسيارات.

وأوضح عدد من سكان الشارع، في حديث لـ "طريق الشعب"، أن مراجعي دائرة طابو المحاويل، الموجودة في الشارع نفسه، يركنون سياراتهم أمام أبواب المنازل، بالرغم من وجود ساحة مخصصة لوقوف السيارات، مجانبة للدائرة الحكومية.

وأعرب السكان عن تذمرهم من اكتظاظ المركبات في الشارع وأمام منازلهم، الأمر الذي يعرقل حركتهم ويثير الضوضاء والفوضى، مناشدين مديرية مرور المحاويل وضع حد لهذه التجاوزات.

****************

حفر ومطبات كثيرة في شوارع أبو دشير

بغداد – طريق الشعب

شكا أهالي المحلة 850 في منطقة أبو دشير جنوبي بغداد، كثرة  الحفر والمطبات في أزقتهم، خاصة الزقاقان 15 و90، مبينين أن هذه المشكلة صارت تعيق سير السابلة، وتمنع دخول المركبات.

وتحدث المواطن مهدي ساري، أحد سكان المحلة، لـ “طريق الشعب” عن هذه المشكلة التي تزداد وقعا خلال موسم الأمطار، موضحا أن المياه تتجمع في الحفر وتغطيها، الأمر الذي يهدد المواطنين وأطفالهم، ويعيق وصول الطلبة إلى مدارسهم.

وناشد أهالي المحلة، عبر “طريق الشعب”، بلدية الدورة ردم الحفر وإعادة إكساء الطرق، لافتين إلى أنهم سبق وان ناشدوا البلدية ذاتها معالجة المشكلة، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة. 

*****************

الى عائلة الفقيد الرفيق  قاسم عناد (أبو سعد) المحترمين

بألم وحزن شديدين تلقينا نبأ وفاة الرفيق العزيز قاسم عناد عضو محلية الثورة ومسؤول مكتبها الإعلامي، اثر نوبة قلبية مفاجئة.

تميز الرفيق الراحل بحضوره الميداني مراسلا لـ “طريق الشعب”، منشغلا بنقل ونشر معاناة الناس، خصوصاً في مدينة الثورة – الصدر، حتى آخر أيام حياته.

بفقدان الرفيق أبو سعد، خسرت لجنة الاعلام احد كوادرها النشطة والمثابرة.

للراحل العزيز الذكر الطيب على الدوام، ولكم الصبر على هذه الخسارة الأليمة.

لجنة الاعلام المركزي

الحزب الشيوعي العراقي

2 تموز 2021

*****************

آخر ما كتبه رفيقنا الراحل قاسم عناد لجريدته

مياه المجاري في شوارع مدينة الثورة

بغداد – قاسم عناد

شكا سكان منطقة الداخل في مدينة الثورة (الصدر)، طفح المجاري في الشارع الذي يمتد من مدخل المنطقة حتى محطة تعبئة الوقود، مشيرين إلى أن المياه غطت الشارع بشكل كامل، وشلت حركة المواطنين.

وأوضح السكان في حديث لـ “طريق الشعب” أن أهالي المنازل المطلة على الشارع، باتوا يعانون كثيرا جراء الروائح الكريهة المنبعثة من مياه المجاري، فضلا عن الجراثيم التي تسبب أمراضا خطيرة.

وأكدوا أن مرور السيارات عبر هذا الشارع صار أمرا مستحيلا، وأن مصالح الناس تعطلت وأرزاق الباعة في “سوق الداخل الكبير” المحاذي للشارع، انقطعت بسبب صعوبة وصول المتسوقين إليهم.

ونظرا لخطورة الأمر على الصحة العامة والبيئة، يطالب أهالي المنطقة أمانة بغداد والدوائر البلدية المعنية، بمعالجة المشكلة على وجه السرعة.

********************

مواساة

  • بقلوب يعتصرها الأسى، ودعت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، المناضل عبد الأئمة هادي (أبو نصار) إلى مثواه الأخير.

وكان الفقيد ابنا بارا من أبناء اللجنة المحلية، ورفيقا من رفاقها. عرفته سوح النضال مخلصا لقضية شعبه ووطنه.

وانتمى أبو نصار للحزب منذ صباه، وعمل في التنظيمين المدني والعسكري، وكان من رواد الرياضة العراقية وابطالها الذين حصدوا كؤوس الفوز في العاب الساحة والميدان. كما انه سجن مرات عدة وحكم عليه بالحبس الشديد مدة عشر سنوات لرفضه البراءة من الحزب بعد انقلاب 8 شباط الأسود 1963، وأصبح عميدا لسجناء الحلة لما يتصف به من خلق كريم وأدب وإيثار. وقد ظل وثيق الصلة بحزبه حتى رحيله، مشاركا في نشاطاته، عاملاً في صفوفه، يتابع رفاقه القدماء ويتفقدهم.

برحيله خسرت الحركة الوطنية علماً من أعلامها. له الذكر الطيب ولأبنائه د. نصار وعمار ونوار وشقيقه الرفيق د. عبد الله ولكل رفاقه ومحبيه خالص العزاء.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، المناضل والشاعر سميع داود الناشي، ابن مدينة النعمانية.

عرف عن الراحل التزامه بقضايا وطنه، وبمواقفه الوطنية ومساهماته الإبداعية في مجال الأدب.

له السلام والطمأنينة، ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والأسى، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، فقيدها الرفيق نجم عبد الأمير شمخي، عضو هيئة الحزب في مدينة الحرية، الذي فارق الحياة إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

لذكراه الخلود، ولأهله ورفاقه الصبر الجميل.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة، عضو مكتبها وسكرتير مكتبها الإعلامي الرفيق قاسم عناد (أبو سعد).

وكان الراحل مخلصا لقضايا حزبه ووطنه، ومتفانيا في تنفيذ واجباته الحزبية.

له الذكر الطيب، ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • يعزي مكتب اعلام الخارج للحزب الشيوعي العراقي الرفيق العزيز يوسف أبو الفوز بنبأ رحيل شقيقه الرفيق هاشم علي حداد، نقدم لكم وللعائلة الكريمة المناضلة ولذوي ومحبي الفقيد خالص العزاء والسلوان والصبر الجميل، وللفقيد هاشم دائم الذكرى العطرة.

****************

الصفحة السادسة 

وقفة اقتصادية

السوق العربية المشتركة بين الحاجة والضرورة

ابراهيم المشهداني

اظهرت الاجتماعات المشتركة بين زعماء العراق ومصر والاردن خلال السنتين الاخيرتين الحاجة إلى تدشين مرحلة جديدة في العلاقة بين بلدانهم. فقد ركز الزعماء الثلاثة على أهمية التكامل الاستراتيجي في الجوانب الاقتصادية والاستثمارات والمدن الصناعية والصناعات الدوائية فضلا عن التنسيق في قطاعات الزراعة والنقل والصحة بالإضافة إلى البحث في العديد من الملفات المتعلقة بأوضاع البلدان العربية مثل ليبيا واليمن وسوريا وفلسطين وتنضيج الافكار الخاصة بحل الأزمات الأمنية في هذه البلدان.

  لقد  أعرب العديد من الأحزاب  والشخصيات الوطنية العراقية عن الاهتمام بالعلاقات العربية العربية،  فالحزب الشيوعي العراقي عبر في برنامجه الذي  أقره مؤتمره العاشر المنعقد في أوائل كانون الاول عام    2016بواقعية عن هذا الهدف بالتأكيد على اعادة بناء العلاقات الاقتصادية مع البلدان العربية والإقليمية ودول العالم الأخرى على أساس المصالح المشتركة ودعم وتشجيع اشكال التعاون في مختلف المجالات .وقد عبر العديد من الزعماء العرب بأشكال مختلفة عن هذا التوجه في العديد من المناسبات فضلا عن مواقف  قوى  وشخصيات سياسية وبرلمانية عراقية تؤكد على اهمية  انفتاح العراق على محيطه العربي .

  إن قيام السوق العربية المشتركة بين عدد من الدول العربية استهلتها لأول مرة  أربع دول هي العراق والأردن وسوريا ومصر والتحقت بها كل من ليبيا والسودان وجمهورية اليمن الديمقراطية سابقا والجمهورية العربية اليمنية وموريتانيا تنفيذا لقرار مجلس الوحدة العربية رقم 17 في 13/8/1964 ، إن هذه المبادرة كانت تاريخية  بحق  وما تزل تحتفظ بأهميتها حيث كانت منطلقة في حينها من مبررات موضوعية سواء كانت سياسية تتعلق بمحاصرة الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية والمستمرة حتى اليوم    ، رغم بعض حالات التطبيع التي دشنتها بعض البلدان العربية خروجا على قرارات الجامعة العربية ، أو تعاظم الطاقة الاستيرادية للدول العربية من دول العالم والتي تجاوزت 66 مليون طن في عام 2010 أو حاجة هذه الدول ما بين 25 و50 في المائة من احتياجاتها

الغذائية ولجوئها لاستيراد ما بين 40 و50 في المائة من الحبوب من اجمالي الاستهلاك.

ويبدو أن الاتفاقيات الثنائية بين الدول العربية كالاتفاقيات المبرمة بين العراق والأردن او بين العراق وجمهورية مصر العربية وبعض بلدان الخليج العربي أو التفاهمات الأخيرة بين الدول العربية الثلاث رغم بعض المعوقات يمكن ان تعزز التوجه لإعادة الوصول إلى اقتصاد عربي مشترك ينبض بالحياة وإعادة الحياة للسوق العربية المشتركة على أساس بناء استراتيجية اقتصادية تنموية تصب في صالح الشعوب العربية وتحسين ظروفها الاجتماعية.

  غير ان السوق العربية المشتركة على الرغم مما كانت تنطوي عليه من أهداف في انعاش اقتصاديات الدول العربية وانجاح استراتيجياتها التنموية فقد واجهتها عقبات كبيرة تتجلى في الاختلاف بين نظمها السياسية والضغوط السياسية والدبلوماسية التي تمارسها بعض الدول   ذات المصلحة في أبقاء تلك الاقتصاديات تدور في فلك النظام الرأسمالي المعولم وسوقا لتصريف منتجاتها ومصدرا لتصدير النفط لديمومة حركة آلتها الصناعية والاستفادة من الاستثمارات العربية الغنية بثرواتها المالية، لكن للحياة منطقها الخاص فالسوق العربية المشتركة رغم كل تلك التحديات تبقى ضرورة ملحة لانعاش اقتصاديات  هذه الدول للأسباب التالية :

  1. امتلاك الدول العربية العديد من القواسم المشتركة التي تسمح بتفعيل السوق العربية المشتركة في المرحلة الراهنة تماشيا مع الظروف الدولية الجديدة.
  2. امكانية التقارب في المواقف السياسية المختلفة بسبب المخاطر الجيو سياسية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقية وتهدد عمليات التنمية وتنعكس اثارها السلبية على المصالح المشتركة للدول العربية.
  3. في ظل عولمة الاقتصاد فان الحكومات العربية مطالبة بالتخلي عن الآليات القديمة من أجل حماية اقتصادها الداخلي.
  4. ان الضرورة واحكامها تقتضي البحث عن آليات عودة رؤوس الاموال العربية لاستثمارها ضمن الاقتصاد العربي خاصة وأن ساحة السوق العربية من السعة والحاجة إلى المزيد من المبادلات التجارية وتوسيع طاقاتها الانتاجية في قطاعات الصناعة والزراعة والاسكان والسياحة وغيرها.

*****************

الكنوز الأثرية والمواقع التراثية مهددة بالزوال!

بسبب اهمال قطاع السياحة.. العراق يخسر الملايين؟

بغداد - طريق الشعب

شهدت المواقع الاثرية والتراثية في العراق، عمليات تخريب منظمة وعشوائية، منها بفعل تقلبات الطقس، واخرى شمل ت تجاوزات المواطنين عليها.

يقابل ذلك انعدام أي جهد حكومي في حماية هذه المواقع او اعادة ترميمها او الحد من التجاوزات الفوضوية بحسب المراقبين.

وتستثمر كل الدول مواقعها السياحية ضمن قنوات ايرادات الاقتصاد المحلي وتنوعها، فضلا عن توفير فرص عمل للمواطنين، في حين تتعرض المواقع الأثرية في بلاد الحضارات ومهد الانسانية، الى الاضمحلال بسبب الاندثار والإهمال الحكومي.

العراق بلد الاثار الاول 

وفي تقرير ديوان الرقابة المالية الاتحادي، الصادر في العام 2019، جرت الاشارة الى “وجود حالات تجاوز على المواقع الأثرية في بغداد والمحافظات بلغت 570 موقعا ـ باستثناء إقليم كردستان ونينوى ـ من قبل المواطنين ودوائر الدولة؛ منها ثمانية مواقع أثرية شاخصة في بغداد”.

وذكر التقرير انه لا تتوفر حماية كافية للمواقع الأثرية البالغ عددها (3253) موقعا من مجموع المواقع الأثرية المكتشفة. اما المحمية المسيجة فلا تتجاوز (11) موقعا فقط، ما يعني تعرض المواقع المحمية وغير المسيجة الى السرقة والنبش العشوائي.

وأشر التقرير ذاته “قلة في التخصيصات المالية المرصودة من الموازنة التشغيلية لصيانة المواقع واللقى الأثرية، وتدني نسب تنفيذ اعمال الصيانة، قياساً بالمبالغ المرصدة”.

المنقب لا يتجاوز 2 بالمئة!

وهنا يؤكد الباحث والمنقب الآثاري العراقي عامر الزبيدي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان “العراق بلد الاثار الاول لكن لا يوجد أي اهتمام حكومي بقطاع السياحة والاثار، وسعي لتطويره كي يكون قطاعا اقتصاديا مهما”، مضيفا “نسبة ما تم التنقيب فيه من المواقع الأثرية في العراق لا يتجاوز اثنين في المئة، وهذا شيء مفاجئ، كما أن نسبة ما هو مُسيّج ومحمي من المواقع، تقل عن واحد في المئة”.

تلاعب بالتصاميم التراثية

ويذكر المتخصص بنظر قضايا النزاهة والجريمة الاقتصادية في تحقيق الرصافة القاضي منجد فيصل، أن “الكثير من المواقع الأثرية تعرضت للنبش والسرقة مثل موقع (تل عرنوص) و(تل الذهب) وغيرها الكثير، لكن النوع الأكثر انتشاراً في العاصمة بغداد هو التجاوز على المواقع الأثرية والتراثية سواءً بالبناء كما حدث في الباب الوسطاني أو عبر فتح مياه المجاري كما حصل في (خان مرجان)، أو إحداث تغييرات في شكل البناء بما لا يتلاءم مع التصميم التراثي له كما حدث في جامع السهروردي أو عمارة الدفتر دار أو الكثير من المواقع التراثية المهمة في شارع الرشيد أو محلات بغداد القديمة”.

وأضاف فيصل بشأن الجهات التي تتحمل مسؤولية هذه التغييرات أن “بعض البلديات أو جهات في أمانة بغداد تقوم بأعمال هندسية دون ابلاغ الهيئة العامة للآثار والتراث وإعلامها قبل الشروع بها والحصول على موافقاتها بالعمل”.

وتابع بقوله “لابد من التنويه الى ان الالاف من المواقع الاثرية والتراثية لم تعلن الجهات المسؤولة في وزارة الثقافة اثريتها او تراثيتها وذلك بغية اضفاء الحماية القانونية المشددة عليها بموجب قانون الاثار والتراث رقم 55 لسنة 2002”.

من جانبه، يعُرف القاضي ناصر عمران الموسوي، الآثار بأنها وحسب المادة (4/ سابعا): “الأموال المنقولة وغير المنقولة التي بناها أو أنتجها أو كتبها أو رسمها أو صورها الإنسان ولا يقل عمرها عن (مئتي سنة). وكذلك الهياكل البشرية والحيوانية والنباتية”.  أما المواد التراثية فقد عّرفتها الفقرة (ثامناً) من المادة المذكورة وهي “الاموال المنقولة وغير المنقولة التي يقل عمرها عن (مئتي سنة) ولها قيمة تاريخية أو وطنية أو قومية أو دينية أو فنية يعلن عنها بقرار من وزير”، بحسب الموسوي.

طاق كسرى في وضع حرج

وفي السياق ذاته، قال أحد المختصين أن “بغداد تضم أكثر من 150 موقعا أثريا، منها اثار منذ عهد الدولة العباسية الأولى والثانية مثل المستنصرية، وتل حرمل، وزقورة عقرقوف، والباب الوسطاني، وجامع الخلافة، الى ان اغلبها مهدد بالدمار، وأصبح بعضها مواقع لتجميع النفايات، والبعض الآخر تم التجاوز عليه، وتدميره لبناء دور سكنية”.

واستناداً لمتحدث باسم منظمة الثقافة والتربية والعلوم اليونسكو التابعة للامم المتحدة، فان قطعة بحجم أربعة أمتار من السقف المقوس للطاق قد انهارت بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة.

وفي مكالمة هاتفية بين منظمة اليونسكو ومدير عام هيئة الآثار والتراث العراقية، اياد حمزة، قال الأخير إن المبنى التاريخي في وضع “خطر وحرج” وبحاجة لتحرك عاجل من أجل إسناد ما تبقى من جزء السقف للحيلولة دون سقوط جزء آخر من الطاق”.

9 مواقع اختفت!

ويقول المستشار الفني السابق للمتحف العراقي، محمد التكريتي: إن “هناك تسعة مواقع اندثرت بالفعل، وتمت سرقة ما فيها وتجريف بعضها، وبعض المواقع تم افتعال حرائق فيها، بهدف الاستيلاء عليها من قبل مستثمرين، كونها تقع في مناطق مهمة وحيوية في بغداد”.

ويقول مواطنون في منطقة المحمودية، جنوب بغداد، ان “التجاوزات القائمة من قبل المواطنين على التلول الاثرية المهمة في القضاء كـ(موقع تل گناص الاثري، وتل الاخيين الاثري، وتل حسن حريفش، وتل شيحان، وتل شمطونيا) لم يتخذ بحقها أي اجراء قانوني حتى الان”.

منازل على تل أثري

ومطلع العام الجاري، اعلنت دائرة آثار وتراث محافظة كركوك، عن اكتشافها موقعا أثريا كبيرا في المحافظة، يعود للعصور الأكدية والاشورية، ويضم 995 قطعة اثرية.

بينت الدائرة ان “الموقع ضم وحدات سكنية منظمة تعود لفترات مختلفة من العصر الأكدي والعصر الساساني والفرثي والعصر الاشوري الوسيط”. ويقع الحي السكني المكتشف في حي الواسطي على تل عرب كومبت، وقد تم التجاوز عليه من قبل المواطنين حيث جرى بناء عدد كبير من المباني فوق هذا التل الاثري رغم تحذيرات الجهات الحكومية، ومنعها التجاوز على الموقع التاريخي جنوب المحافظة.

وفي محافظة الانبار، كشف مفتش آثار وتراث من المحافظة محمد جاسم، عن “وجود أكثر من 400 موقع أثرى في المحافظة، لم تخضع للتنقيب، سوى جزء قليل منها لا يتجاوز الـ 80 موقعاً”.

وأشار إلى “هناك بعض التجاوزات على المواقع الأثرية من قبل مواطنين قاموا ببناء منازلهم او توسعة أراضيهم الزراعية، على حساب محرمات الموقع الأثري، كما هو الحال في موقع (خندانو الأثري) وهي إحدى المدن الآشورية، والتي تجاوز عليها 28 مواطناً”.

وقال مسؤول في دائرة آثار الأنبار (لم يذكر اسمه) أن “بعض المواقع تعرضت فعلاً للسرقة، وأخرى اندثرت بفعل عوامل طبيعية، لكن النسبة الكبرى آذتها الحرب حتى أن موقعا قرب الفلوجة استخدم كثكنة عسكرية لعناصر الجيش، وتحصنوا داخله، دون أن يعلموا أنه موقع أثري قديم ما أدى الى إلحاق أضرار كبيرة به”.

واشار الى ان “الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية بين عامي 2014 و2017 كانت كبيرة جدا؛ اذ عمد تنظيم داعش الى تفجيرها تحت مزاعم مختلفة، من بينها منارة شيدت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، في بلدة جبة على نهر الفرات، وموقع سومري قديم تم وضع متفجرات فيه وتدميره قرب هيت”.

معالم النجف مهددة بالاندثار

اما في محافظة النجف، فقد حذر ناشطون من مخطط يستهدف طمس المعالم الأثرية للمدينة، وتحديداً منطقة “الطارات”، وذلك بذريعة تخصيص المنطقة لدفن ضحايا مجزرتي سبايكر وتشرين، الامر الذي دعا نشطاء مدنيين وشخصيات عشائرية ووجهاء، الى التوجه لموقع “الطارات الأثرية”، للتحقق من تطبيق قرار محافظ النجف لؤي الياسري، الذي كان قد تراجع فيه عن موافقة سابقة بتجريف المنطقة. 

وأكد الناشطون أن “الجرافات ما زالت مستمرة في عملها رغم إعلان السلطات المحلية إيقاف العمل بالمشروع”. 

ووفقاً للمتحدثين، فإن السلطات المحلية أعلنت في وقت سابق تخصيص تلك المناطق الأثرية لغرض دفن ضحايا مجزرتي تشرين وسبايكر. 

ديالى متضررة

ووفقاً لمدير اعلام قائم مقامية قضاء خانقين يوسف ابراهيم، فإن القضاء يضم نحو 10 مواقع سياحية مهمة منتشرة في مناطق متفرقة، تم اكتشافها بعد 2003، وجرى تطويرها.

وأضاف ابراهيم ان “تداعيات فيروس كورونا والوضع الاقتصادي والكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، كلها عوامل متداخلة، أسهمت في شلل الحركة السياحية في خانقين، مؤخرا”.

اندهاش الاجانب

ويقول ابراهيم النجار (عراقي مغترب في استراليا)، انه فوجئ عندما نشر في صفحته على “فيسبوك”، المواقع الاثرية في العراق، من تعليقات اصدقائه الاستراليين.

وبين في حديث لـ”طريق الشعب” انه نشر في زيارته الاخيرة الى العراق نهاية العام الماضي، صوراً للمواقع الاثرية والسياحية في البلاد، والتي تفاعل معها أصدقاؤه الاستراليون بشكل كبير.

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش لـ”طريق الشعب”، أمس، ان “هناك مشاريع سياحية معينة بإمكانها ان تدر مدخولات جيدة الى خزينة الدولة”.

واضاف أنه في احدى السنوات عندما وضعت الحكومة رسوما على الفيزا في موسم السياحة الدينية، بلغت 35 دولارا للشخص الواحد، حققت إيرادات تقدر بـ200 مليون دولار.

وزاد ان “مجلس الوزراء أحال 68 قصرا رئاسيا في اماكن مميزة ببغداد الى وزارة الثقافة والسياحة، الا ان المشروع متلكئ في الوزارة منذ ثلاث سنوات”، مبيناً ان “الوزارة تبرر تأخرها بإنجاز هذه المشاريع بسبب غياب الموازنات الاستثمارية، التي من شأنها ان تعيد تأهيلها وتحولها الى مرافق سياحية”.

ولفت حنتوش الى انه “في جميع بلدان العالم نجد خرائط توضح اهم المرافق السياحية في البلاد”.

الى ذلك، قال معاون مدير عام دائرة المتاحف عباس عبد مندي لـ”طريق الشعب”، ان “المتاحف هي نافذة ثقافية بكل محافظة، تتعرف من خلالها الى ارث البلد وحضارته”.

*****************

الصفحة السابعة

انتكاسة لليمين المتطرف في انتخابات المناطق والوحدات الإدارية في فرنسا

الشيوعيون يضاعفون مقاعدهم

رشيد غويلب

دأبت مؤسسات الإعلام المهيمنة في المراكز الرأسمالية وامتداداتها في بلدان الأطراف على تناول التحولات الانتخابية بعموميتها، وتجنب الدخول في التفاصيل، خصوصا عندما تؤشر الأخيرة نجاحات لقوى اليسار الجذري، وتقارير هذه المؤسسات التي تناولت انتخابات المناطق والوحدات الإدارية التي جرت على التوالي في فرنسا بجولتين في 20 و26 حزيران الفائت، تدخل ضمن هذا السياق. ومن هنا تأتي أهمية هذا التقرير.

على عكس العديد من استطلاعات الرأي، لم تتميز هذه الانتخابات بتنافس ثنائي بين حزب الرئيس ماكرون “إلى امام” وحزب “التجمع القومي” اليميني المتطرف (نازيون جدد) بزعامة مارين لوبان، هذا ما أكده المتحدث باسم الحزب الشيوعي الفرنسي ايان بروسات.

لقد تميزت الانتخابات برفض ثلثي الناخبين المشاركة في التصويت، ولم تغير المناشدات الكثيرة التي سبقت الجولة الثانية هذا الواقع، الذي لم تشهده فرنسا منذ عام 1945. وكانت نسبة المقاطعة عالية في المناطق المكتظة سكانيا، ووصلت إلى 75 في المائة في أوساط العاملين هناك، و87 في المائة بين الفئات العمرية 18 – 20 عاما، وهو ما وصف بالأمر الخطير. وتحدثت وسائل الاعلام الفرنسية عن “اضراب انتخابي”، وعن “ازمة الديمقراطية” المتصاعدة. ولم تجد نفعا تبريرات رئيس الوزراء الفرنسي بشأن تأثيرات ازمة الوباء، وعدم الاهتمام بانتخابات المناطق والوحدات الإدارية، والعزوف العام عن المشاركة السياسية. وردا على سؤال لجريدة اللومانيتيه، قال أحد المواطنين: أشعر بالاشمئزاز من هذا النظام السياسي. “ نصوت ولا شيء بالنسبة لنا يتغير “، “إنهم يجلسون على مؤخراتهم في مكاتبهم ليقضوا ساعات في الاجتماعات بدلاً من ان يفهموا كيف نعيش”.

فشل لليمين المتطرف وهزيمة لحزب الرئيس

مني اليمين المتطرف بزعامة لوبان بفشل ذريع، ولم يحقق ما وعدته به استطلاعات الراي بالحصول على مواقع متقدمة في 7 مناطق من أصل 13 منطقة فرنسية، وحتى في منطقة (PACA) في جنوب فرنسا التي حصلوا فيها على 36,38 و42,7 في المائة على التوالي، حسمت لصالح مرشح اليمين المحافظ، نتيجة لانسحاب تحالف اليسار التكتيكي، الذي حصل على 16,83 في المائة لصالحه، لحرمان اليمين المتطرف من هذه الفرصة. وفي مناطق أخرى وصلت خسارة اليمين المتطرف إلى 8 في المائة، مقارنة بانتخابات المناطق في عام 2015.

عد “الجمهوريون” اليمينيون المحافظون (ديغوليون سابقون وحلفاؤهم من المعسكر البورجوازي الكاثوليكي السابق) الفائزين في هذه الانتخابات، اذ تمكنوا من الفوز مرة أخرى في المناطق السبع التي حكموها في السابق، والحصول على مقاعد إضافية، وحصلوا عموما على 29,56 و38,9 في المائة على التوالي. وشكل ذلك نقطة انطلاق لليمين المحافظ للدخول بمرشح خاص في انتخابات الرئاسة بعيدا عن الرئيس الحالي ماكرون.

وبالمقابل مني حزب الرئيس ماكرون “إلى امام” بهزيمة، ولم يحصل سوى على 85 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ 1700 مقعدا، بعد أن حصل على 8,8 و5,4 في المائة على التوالي. وأكدت النتائج ان حزب ماكرون لا يمتلك قواعد راسخة، وانه حزب جمعته قوى الليبرالية الجديدة لانتخاب ماكرون رئيسا للجمهورية في عام 2017.

نتائج أفضل لقوى اليسار والخضر

كانت نتائج قوى اليسار والخضر، بشكل عام، أفضل من التوقعات التي سبقت عمليات التصويت. واستطاعوا الدفاع عن المناطق الخمس التي كانوا يحكمونها، ولم تتحقق اماني بعض اليسار في الفوز بمناطق إضافية، وعموما حصل اليسار على 24,14 والخضر على 11.28 في المائة في الجولة الثانية، وهذه النسب لا تعكس النتائج بشكل دقيق، وذلك لأن الخضر شاركوا في قوائم اليسار في ثلاث مناطق، وحسبت النتائج باسم اليسار. ومن أفضل نتائج القوائم المشتركة حصول رئيسة منطقة أوكسيتانيا بجنوب فرنسا الاشتراكية كارول ديلغا على 56,85 في المائة بتحالفها مع الخضر والشيوعيين في الجولة الثانية.

ومن النتائج اللافتة لليسار في منطقة لا ريونيون الفرنسية فيما وراء البحار (جزيرة في المحيط الهندي) ، حيث استطاعت المرشحة والقيادية الشيوعية المحلية السابقة، الرفيقة هيوغيت بيلو ازاحت الحاكم اليميني السابق في المنطقة، بحصولها على51,9 في المائة.

الشيوعيون يضاعفون مقاعدهم

دخل الشيوعيون الانتخابات بقوائم متنوعة بعضها مع الاشتراكين والخضر، وكذلك مع حركة “فرنسا الأبية بزعامة اليساري الشعبوي جان اوك ميلينشون، وفي بعض الدوائر بقوائم منفردة للحزب. وحصل الشيوعيون على 62 مقعدا مقابل 29 مقعدا في انتخابات عام 2015. وفي بيان أصدره الحزب في 28 حزيران قيم عاليا النتائج وعبر عن ارتياحه، لعموم نتائج اليسار والخضر، وأداء الشيوعيين. بالإضافة إلى ذلك استعاد الحزب تمثيله في 17 برلمان محلي. وفي بيانه شدد الحزب، وعلى أساس حساب النواب المحليين على كامل التراب الفرنسي، على أن الحزب لا يزال “القوة السياسية الثالثة في فرنسا “. وأشار البيان بفخر إلى مساهمة الشيوعيين في جميع المناطق والإدارات بهزيمة اليمين المتطرف.

*************

السودان يرحب بقرار مجلس الامن

حول سد النهضة

الخرطوم ـ وكالات

رحبت الحكومة السودانية، أمس، باستجابة رئيس مجلس الأمن لطلبها الخاص بعقد جلسة لمناقشة النزاع بشأن سد النهضة الإثيوبي، وتصريحه بعقد الجلسة خلال هذا الشهر. وقال المتحدث الرسمي باسم فريق مفاوضات سد النهضة، عمر الفاروق سيد كامل، في تصريح صحفي، إن “مجلس الأمن باستجابته لطلب السودان، وموافقته على عقد هذه الجلسة، يبرهن على خطورة الملء الثاني لسد النهضة، وخطورة عدم قدرة الأطراف على التوصل لاتفاق نهائي وملزم على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”.

وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق، قد بعثت برسالة الى رئيس مجلس الأمن في 22 حزيران الماضي، طالبت فيها المجلس بعقد جلسة في أقرب وقت ممكن لبحث تطورات الخلاف حول سد النهضة الاثيوبي .

كما طالبت رئيس مجلس الأمن بحث كل الأطراف على “الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي، والامتناع عن اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب، ودعوة إثيوبيا للكف عن الملء الأحادي لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق نهائي”.

ودعت رسالة وزيرة الخارجية مجلس الأمن إلى مناشدة كل الأطراف البحث عن وساطة أو أية وسائل سلمية أخرى مناسبة لفض النزاعات في مفاوضات سد النهضة، والإعراب عن قلق السودان البالغ وأسفه لمضي إثيوبيا قدما في الملء الأحادي الجانب لسد النهضة للمرة الثانية”.

**************

الحركة التقدمية الكويتية تعقد مؤتمرها الثاني

الكويت - خاص

عقدت الحركة التقدمية الكويتية مؤتمرها الثاني يوم الجمعة 2 تموز الجاري، بحضور أعضاء اللجنة المركزية والهيئات القيادية والمندوبين المنتخبين من هيئاتهم وبعض الأعضاء المراقبين، ويأتي انعقاد المؤتمر الثاني بعد مرور نحو خمس سنوات على انعقاد المؤتمر الأول في 29 تموز 2016، متأخراً عن موعده المقرر وذلك بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وألقى رئيس السن في افتتاح المؤتمر كلمة افتتاحية موجزة ومن ثم تم اختيار هيئة رئاسة للمؤتمر ليبدأ المؤتمر أعماله بدايةً عبر اقرار لائحة المؤتمر ومن ثم تلاوة رسائل التحايا والتضامن من قبل الأحزاب والتنظيمات الشيوعية والاشتراكية الشقيقة، وانتقل المؤتمر في بنوده مروراً بعرض تقارير اللجنة المركزية لكافة أعماله خلال فترته الممتدّة من المؤتمر الأول حتى المؤتمر الثاني، ومناقشتها وأخذ مداخلات واقتراحات وتوصيات أعضاء المؤتمر وهيئاتهم الممثلة عبر مندوبيها، وصولاً الى انتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة.

واختتم المؤتمرون أعمال المؤتمر الثاني للحركة التقدمية الكويتية بروح مسؤولة مؤكدين التزامهم التام بوحدة العمل والتنظيم وبما قرره المؤتمر بإرادة واصرار على التنفيذ، هذا وقد اجتمعت اللجنة المركزية الجديدة للحركة وانتخبت الرفيق د. حمد الأنصاري أميناً عاماً، والرفيقين محمد نهار وأسامة العبد الرحيم أمينين للجنة المركزية، كما انتخبت مكتباً سياسياً.

*************

تحية الحزب الشيوعي العراقي الى المؤتمر

نبعث من خلالكم بأحر تحيات الشيوعيين العراقيين الى المؤتمر الثاني للحركة التقدمية الكويتية، متمنين لأعماله كل النجاح وإنجاز مهماته ليكون نقطة انطلاق أخرى لحركتكم في مسيرتها النضالية، تعزز من دورها في الحركة الوطنية والديمقراطية والتقدمية ومن مكانتها في الحياة السياسية والمجتمع في الكويت. 

ان مؤتمركم الثاني محطة مهمة لتقييم نضالات الحركة واعضائها ومؤيديها في الفترة المنصرمة دفاعاً عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية وحقوقها ولإنجاز مهمات الاصلاح والتغيير الوطني والديمقراطي والاجتماعي.  

لقد تابعنا بإعجاب مساهمتكم النشيطة في مختلف اشكال الحراك الاجتماعي، في مواجهة السياسات التي تمثل مصالح الرأسمالية الطفيلية والاجراءات القمعية للسلطة، ومطالبة الحركة بإطلاق الحريات وإلغاء القوانين والإجراءات المقيدة لها، ودفاعها بثبات عن الحريات النقابية والمدنية وحقوق المرأة، والتصدي للهجوم على المكتسبات الاجتماعية الشعبية ورفض المساس بها، وفضح نهب خيرات البلاد وكشف قوى الفساد والإفساد، الى جانب المطالبة بتغيير النمط الاقتصادي الريعي الاستهلاكي الفاشل والتوجه نحو خيارات تنموية وطنية تحقق تنمية إنسانية عادلة اجتماعياً ومستدامة.

كما سعت الحركة التقدمية في نشاطها الانتخابي والبرلماني الى ربطه بالعمل السياسي الجماهيري وتعبئة رأي عام شعبي ضاغط من اجل تغيير ميزان القوى وتحقيق الاصلاح الدستوري وبناء الدولة الحديثة على أسس وطنية ديمقراطية مدنية.

ونحن على ثقة بأن مؤتمركم الثاني، بما سبقه من تحضيرات الى جانب المناقشات الحيوية في جلساته لمشاريع الوثائق المقدمة اليه، سيعزز الديمقراطية في الحياة الداخلية للحركة ويقدم مثالاً ملهماً للقوى والشخصيات المدنية.

وإذ نحيي بحرارة مندوبي المؤتمر ونجدد تمنياتنا بالنجاح في إنجاز اعماله، واستنهاض طاقات اعضاء الحركة ومؤيديها لتنفيذ برنامجها بهمة وحماس، نتطلع الى تعزيز أواصر العلاقات الثنائية والرفقة الكفاحية مع حركتكم في النضال المشترك وتحقيق طموحات شعبينا الشقيقين من اجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. 

مع الود الرفاقي

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

1 تموز 2021

****************

الصفحة الثامنة 

الأنصار الشيوعيون .. في الذكرى الـ 34 للقصف الكيمياوي الصدامي

محمد الكحط

أربعة وثلاثون عاماً على تلك الجريمة، لن ننسى ما حيينا يوم الخامس من حزيران عام 1987، حيث قصفتنا طائرات النظام الدكتاتوري البائد بالأسلحة الكيماوية، شيء لم نحسب حسابه، كنا نظن أننا أمام دكتاتور ونظام شمولي كما يردد البعض اليوم، لم نكن نعلم أننا أمام عصابة مجرمة لا أخلاق لها ولا تعرف المواثيق والمعاهدات الدولية.

إن الأنصار الشيوعيين أبناء العراق البررة المناضلين الحقيقيين الذين لم تغرهم السلطة بمغرياتها ولم ترهبهم بقوتها، تركوا ملذات الحياة واعتلوا الجبال و غاصوا الوديان، وامتطوا الريح، متاعهم السقط وشرابهم ندى غيمة، وأحلامهم بلا حدود، أرادوا الحياة بحريتها لا بعبوديتها، أحبوا الناس وعشقوهم وكانوا لهم أوفياء.

في 5 حزيران 1987، قصفت طائرات النظام الصدامي مقر قاطع بهدينان للأنصار الشيوعيين في كلي (زيوة) بالأسلحة الكيمياوية، في ذلك الوادي الذي يعج بالحياة النضالية في محاولة بائسة للنيل من عزيمة الأنصار الشيوعيين، وبهذه المناسبة، أقامت اللجنة الثقافية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين أمسية بعنوان “ الانصار الشيوعيون يتحدون القصف الكيمياوي”، مخصصة لاستذكار هذا الحدث، وبمشاركة مجموعة من الرفيقات النصيرات والرفاق الأنصار، منهم النصير عامل الخوري (مشمش)، النصيرة نضال مجيد (أم مسار)، النصيرة ابتسام حداد (أم نصار)، النصير محمد الكحط (أبو صمود)، النصير عادل كنيهر (سامي دريجة)، طبيب الاسنان النصير راشد مجيد (ابو الياس)، في يوم الجمعة 4/6/2021 من خلال منصة برنامج الزوم.

افتتحت النصيرة بشرى الطائي الأمسية بالكلمات التالية، ((يفتخر الانصار الشيوعيون بمشاركتهم في مرحلة الكفاح المسلح باعتبارها صفحة مهمة في نضالهم الوطني ضد الدكتاتورية، دفاعا عن شعبهم ووطنهم ومن أجل العدالة والقيم الإنسانية....ومثلما كان الدكتاتور وأعوانه بلا قيم ولا أخلاق ولا ضمير في تسلطهم وجرائمهم ضد شعبنا، كانوا كذلك في استخدام السلاح الكيمياوي ضد الانصار الشيوعيين، حيث قصف مقر قاطع بهدينان بالأسلحة الكيمياوية (غاز الخردل) ١٩٨٧ حينها كان هناك في كلي (زيوة) تجمع كبير، من أجل عقد اجتماع للقيادات العسكرية والحزبية لمختلف القواطع. أصيب إثر ذلك القصف ١٤٩ نصيرا ونصيرة وطفلا، واستشهد الرفيق جوقة سعدون إبراهيم (أبو فؤاد) في نفس الليلة وجرح النصيران عباس ره ش، وخابور، وفي ١٢ من حزيران استشهد الرفيق ريبر عجيل محمود (ابو رزگار). وفي ١٤ آب من عام ١٩٨٨عاد النظام الفاشي ليقصف زيوة مرة أخرى بغاز الأعصاب بواسطة الراجمات، فاستشهد الرفيق سعد موسى (ابو سعد)، والرفيق عبد الحسين لازم الساعدي (أبو وسن)، والرفيق كاظم جبر (ابو جواد).

ثم دعت الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار. وتناوبت الرفيقة بشرى مع الرفيق النصير يوسف أبو الفوز على تقديم الأنصار للحديث.

تحدث النصير (مشمش) عن معاناته، والذي كان حينها طفلاً صغيراً، وكيف بقي يعاني فترة طويلة من كوابيس تلك الأيام، أما النصيرة (أم مسار) والتي كان معها طفلاها فتحدثت عن المعاناة النفسية والآلام الجسدية التي عانتها وطفلاها خلال تلك الأيام، وأنصب حديث النصيرة أم نصار وأبو صمود على تفاصيل القصف منذ لحظاته الأولى وكيف تم التعامل مع الأحداث من قبل الأنصار وقيادة قاطع بهدينان وكيف تكاتف الأنصار مع بعضهم لتجاوز تلك المحنة والمعاناة من آثار الضربة برباطة جأش وتضحية وبطولة نادرة، كما تحدث النصير (سامي دريجة) عن ما تعرض له من آثار شديدة هو ورفاق آخرون، وأنصب حديث الدكتور النصير (أبو الياس) عن تشخيصه للسلاح الكيمياوي وكيفية الوقاية من آثاره، ولعبت توجيهاته للرفاق دورا مهما في تقليل الآثار السلبية عليهم.

بعدها فسح المجال للحضور للحديث، فتحدث العديد من الأنصار من الذين عاصروا الحدث وأشاد الجميع ببطولة الأنصار وصمودهم الذي لا يلين.

علما أنه بعد سقوط النظام الديكتاتوري، تم العثور على الكثير من الوثائق، التي تم التأكد من صحتها، التي تبين مسؤولية النظام، والديكتاتور صدام حسين مباشرة عن ذلك، من ذلك مذكرة من المخابرات العسكرية موجهة إلى مكتب المجرم صدام حسين للحصول على الإذن باستخدام غاز الخردل وغاز السارين، ووثيقة الرد، تحمل أمر من المجرم صدام بإمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد القوات الإيرانية والكردية.

وأيضا مذكرة داخلية كتبتها المخابرات العسكرية تبين انها حصلت على موافقة مكتب الرئيس لاستخدام ما سموه “الذخيرة الخاصة”.

وسيسجل التاريخ ان الأنصار الشيوعيين واجهوا هذا العمل المجرم الجبان ببطولة وبقوة تحمل وصبر أسطورية.

*********************

الرائدة بثينة شريف وحزمة ضوء

د. خيال الجواهري

هي إحدى رائدات الحركة النسوية في العراق وممن عملوا في رابطة المرأة العراقية. ولدت في مدينة عانة عام 1935 وسط عائلة عرفت بحبها للعلم والمعرفة والحس الوطني.

ويعود ذلك إلى ان السلطات العثمانية قتلت جد والدها عام 1904 وهو عبد الحميد الفقيه لوقوفه إلى جانب الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال. كذلك جد والدتها المتعلم الذي يعود الفضل إليه في تأسيس ثانوية عانة، كما قام بتأسيس مكتبة وجعل من أحد بيوته أولى المدارس الابتدائية للبنات.

كان والدها الدكتور حكيم شريف من الرجال الذين عرفوا بثوريتهم وحب الوطن، حيث قام بإلقاء كلمة في الجموع المتظاهرة من الكادحين والطلبة في مدينة طويريج ضد النظام الملكي في خمسينات القرن الماضي، واستدعي من قبل مدير الشرطة وتم تحذيره وتهديده بالفصل من الوظيفة، فكان ردّه وبكل شجاعة، وهو الطبيب الذي حصل على شعبية كبيرة بين الناس: “لن تخيفني تهديداتكم.. حتى لو فقدت وظيفتي فذلك لا يعني شيئاً.. طالما حملت السماعة على صدري وخدمت شعبي، وأناضل من أجله ومن أجل تغيير ما هم عليه من واقع مؤلم ومرير”.

كانت دراستها الابتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين في الأعظمية، بعد انتقال الأسرة إلى بغداد، وحيث كان يعمل والدها في كلية الطب، وقد استأجروا داراً واسعة في منطقة الحيدر خانة وضم عوائل كل من توفيق وعزيز منير. وتابعت دراستها المتوسطة في مدينة الحلة لكون والدها انتقل إلى هناك. أنهت دراستها الاعدادية في ثانوية عانة، ونتيجة لتفوقها حصلت على بعثة دراسية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1952. كان تخصصها في علوم الكيمياء حتى تخرجها عام 1956، وعادت إلى الوطن وعينت كمعيدة في كلية الهندسة (قسم الهندسة الكيمياوية - مختبر التربة).

نشطت اجتماعياً كمتطوعة في جمعية الهلال الاحمر، وتعرفت على الدكتورة نزيهة الدليمي وعملتا معاً في رابطة الدفاع عن حقوق المرأة. تزوجت من الدكتور محمد الجلبي عام 1963، والذي كان عضوا في لجنة محلية بغداد للحزب الشيوعي العراقي، ولم يكملا الاسبوعين من زواجهما وعادا إلى العراق قبل انقلاب شباط الأسود بيومين. سكنا في دارهما في (كرادة مريم). وحين اشتدت حملة الاعتقالات من قبل الحرس القومي ودوهمت البيوت وجرى تفتيشها ألقي القبض على زوجها والدكتور ابراهيم كبه الذي لجأ إليهم هرباً من الملاحقات والمضايقات. وبعد خمسة أشهر تمكنت من زيارته في مبنى الادارة المحلية بعد وساطة أجرتها والدتها وكان منهكاً من شدة التعذيب. قال لها: “لم أكن اعلم ان لدى الانسان طاقة هائلة من التحمل والقوة عندما يتعرض إلى التعذيب”. حيث حوّل الجلادون سُرّة الشهيد إلى منفضة للسكائر! واستلمت ملابسه الملوثة بالدماء لكي تغسلها، وحاول أن يشد من عزيمتها على مواصلة النضال في سبيل المبادئ التي آمن بها، والتصدي للقتلة والمجرمين. ونفذ به حكم الإعدام بعد فشل حركة حسن سريع.

اضطرت بحكم الأجواء البوليسية إلى الاختفاء في بيوت الاصدقاء والأقارب، ولم تمض أسابيع حتى تم اكتشاف أمرها وجرى اعتقالها في 20 شباط مع مجموعة من الرابطيات المناضلات وتم سجنهن في حمام أحد البيوت لمدة شهرين، ليطلق سراحها بعد وساطات عدة، وعلى إثر ذلك تم فصلها سياسياً لمدة 6 سنوات، وأُعيدت إلى الوظيفة عام 1969 مع مراقبة شديدة لتحركاتها.

عملت في صفوف الشبيبة العراقية والعالمية ونشطت في توجهاتها نحو تحرير المرأة من قيودها وما يحيط بها من عادات وتقاليد بالية، والتي كان المجتمع العراقي يعاني منها، وذلك عبر فعاليات الرابطة مع كثير من الرائدات امثال: بشرى برتو، وعميدة الرفيعي، وسافرة جميل حافظ، وسلوى زكو. ومثلت المرأة في مؤتمرات دولية مثل مؤتمر الشباب العالمي في فنلندا، في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

ومع اشتداد حملات القمع والمطاردة من قبل الأجهزة الأمنية وأزلام السلطة ضد الوطنيين، تم اعتقال والدتها (مقبولة أحمد) التي كانت متأثرة بها كثيراً لمواقفها الانسانية وبالأخص في رعاية عوائل المعتقلين السياسيين بعد انقلاب 8 شباط 1963، وتم الاستدلال على عنوان المنزل من خلال أحد عملاء الأمن، الذي أندس للعمل بين النساء، وكان بصحبتهم وأشار إليهم عن بعد. فما كان من المناضلة (أم سعد) الا الهروب مع وثائق كانت لديها والعبور إلى الجيران، وبعد تعذيب الوالدة بالكهرباء وهي بعمر متقدم عادوا بها إلى البيت بحجة انها ليست المطلوبة.

اختفت لمدة سنة في بيت سري حتى تم توفير هوية مزورة لها للعبور إلى سوريا بتاريخ 25 شباط 1979. في دمشق واصلت نشاطها بين صفوف النساء العراقيات، حيث التقيتها عدة مرات، كانت صامدة ومتحدية وذات إرادة قوية، بعدها سافرت إلى بيروت مع مناضلات أخريات للتدريب على السلاح وكان ذلك بداية الثمانينات، والتحقت بحركة الأنصار في كردستان العراق، إلى جانت مجموعة من النصيرات البطلات ممن ناضلن في ذرى الجبال، وبين الحين والآخر يتجولن بين القرى والارياف وهن بالزي الكردي لنشر الوعي بين النساء صحيا وسياسياً وحل مشاكلهم الاجتماعية.

عام 1984 سافرت إلى السويد وعادت مرة اخرى إلى الوطن لتشارك في مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي الرابع اثناء العمل السري، وبعدها منحت عام 1985 زمالة دراسية إلى بلغاريا لإكمال دراستها في الدكتوراه تحت عنوان: “ تأريخ الحركة النسوية الديمقراطية في العراق “ وبعد تخرجها سافرت إلى ليبيا لتعمل في التدريس في جامعة ناصر، كان ذلك عام 1993 ولعدة سنوات.

في اعقاب التغيير في نيسان 2003، عادت إلى العراق لتساهم في بناء الوطن الذي دمرته الحرب والحصار الاقتصادي وتردي الاوضاع السياسية في ظل المحاصصة والطائفية وعادت للتدريس في جامعة بغداد وكانت محط اعتزاز الطلبة والاساتذة.

حضرت مؤتمرات الرابطة العراقية في بغداد، السادس والسابع والثامن والتاسع وكانت لها ملاحظاتها من أجل تحسين النشاط النسوي بين الجماهير، بالإضافة إلى متابعتها للفعاليات الثقافية لاتحاد الادباء والكتاب في العراق وكذلك المناسبات الوطنية. في عام 2015 اصيبت بجلطة دماغية افقدتها الحركة لثلاث سنوات، وتمت زيارتها من قبل وفود رابطة المرأة، وفي آخر زيارة لها في منزلها في شارع 62 استرجعنا ذكرياتنا ايام كنا في سوريا وبالأخص عندما كنت سكرتيرة لفرع رابطة المرأة العراقية والتحديات والمعوقات اثناء عملنا في اللجنة النسائية العربية للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، وتذكرنا الرائدة الدكتورة نزيهة الدليمي يوم ركبت باص المصلحة وذهبت إلى وزارة الدفاع إثر طلبها من قبل عبد الكريم قاسم وبالتالي ليبلغها أنها أصبحت وزيرة للبلديات وقد فوجئت بذلك.

وقبل أن اودعها سألتني عن أبرز وآخر المستجدات للوضع في العراق، ونقلت لها بإيجاز عما يجري في البلد. فارقت الحياة في تشرين الثاني 2018، بعد صراع مرير مع المرض.

ستظلين خالدة في وجدان وذاكرة محبيك ومعارفك ورفيقاتك، وعهداً ان نواصل الدرب لتحقيق الاهداف التي ضحيت من أجلها وفي سبيل عراق تسوده العدالة والكرامة والحرية.

*******************

مناضلون في الذاكرة

الشهيد المناضل

حميد مجيد الكببچي

محمد عباس البدراوي

فتح عينه في محافظة واسط/ قضاء بدرة عام 1932 يوم كانت بدرة منفى المناضلين ومعارضي السلطة الملكية، حيث تعرف الشهيد على الشيوعيين المبعدين في بدرة ووجدهم مدافعين عن الفقراء والكادحين وتعلم منهم الثبات على المبادئ والقيم، وعاش في بيت فقير اتصف أهله بالأخلاق الحميدة وتربى بينهم ونهل منهم القيم والافكار الثورية، وعندما تكامل وعيه ونضج فكره ارتبط بالحزب الشيوعي العراقي وصار شديدا على سارقي قوت الفقراء.

وفي منتصف الخمسينات انتقل الى بغداد وسكن الكاظمية وكانت ثورة 14 تموز 1958 فرصته للتعبير بحرية عن افكاره، وقد افتتح مطعماً شعبياً للكباب وعمل رئيساً لنقابة عمال المطاعم في منطقة الكاظمية.

لقد حمل في عمله الجرأة والشجاعة والثبات على المبادئ وأن لا يتراجع عن أمانيه وأحلامه التي هي أماني واحلام الفقراء ولم ينس يوما أنه أحد افرادها من مناضلي الطبقة العاملة. لقد أحب الشهيد كل الناس ولم ينثن عن مسيرته وأن يتواصل مع اشتداد الهجمة الرجعية عام 1962، ولصلابة مواقفه وعدم مهادنته لأعداء الطبقة العاملة بيتت القوى الظلامية والرجعية تصفيته والتخلص منه لإيقاف المد الوطني والديمقراطي الجماهيري، وأصبح المناضل حميد الكببچي مطلوباً من أعداء الوطن وثورة 14 تموز 1958 وتحركت إحدى العصابات الرجعية والعميلة لتصفية رموز الحركة الوطنية وابطالها. وفعلا كان اعداء الثورة في عز نشاطهم وتآمرهم، وقبل أشهر من انقلاب شباط الدموي 1963 اغتيل ابن الشعب الشهيد حميد الكببچي الذي كان مثلاً للمناضل الصلب.

تحية اجلال وتقدير لهذا العامل الكادح الذي كان مثالا للشجاعة وكانت لحظات نهايته أن يطرز ارض الوطن الطاهرة التي ارتوت منه.          

****************

الصفحة التاسعة

ماركس هجّاءً: الأدب مدخلاً لتلقي ماركس

كاتب ساخر مميز

ثائر ديب

هذه المقاطع عن دور المجرم في التاريخ هي التي دفعت ناقداً ومفكراً أدبياً مثل إدموند ولسون إلى استحضار عمل الهجّاء والساخر العظيم جوناثان سويفت الموسوم «اقتراح متواضع» والذي سعى فيه إلى مداواة بؤس أيرلندا بإقناع الفقراء الجائعين بالتهام صغارهم الزائدين. وهي وأمثالها ما دفع ولسون إلى تشبيه ماركس بصاحب (رحلات غاليفر): «أصبح ماركس من أكبر كتّاب السخرية. ومن المؤكد أنه أعظم كاتب ساخر، بعد سويفت، وفيه شبَه كبير منه»(1). وكتاب (رأس المال)، على نحو خاص، مفعم بالسخرية إلى درجة دفعت إدموند ولسون لأن يرى أن قيمة تجريدات ماركس هي قيمة تقوم على السخرية في المقام الأول، تلك السخرية التي تبرز إذ توضع بجوار مشاهد البؤس والفحش المروعة والموثقة جيداً مما تخلقه القوانين الرأسمالية عملياً وفي الممارسة. كما يعتبر ولسون كتاب (رأس المال) ضرباً من المحاكاة التهكمية الساخرة للاقتصاديين الكلاسيكيين، فما إن نقرأه حتى تكف الأعمال التقليدية في الاقتصاد عن الظهور لنا كما كانت تظهر من قبل: إذ يغدو بمقدورنا على الدوام أن نرى من خلال حججها وأرقامها وقائع العلاقات البشرية العارية الصريحة اذ يتمثل غرض تلك الأعمال أو مفعولها في إلقاء قناع عليها. ويعتقد ولسون أنه ما من أحد سبق له أن امتلك على هذا النحو المفرط مثل هذا التبصر السيكولوجي في قدرة الطبيعة البشرية اللامتناهية على البقاء نسّاءة ولا مبالية إزاء الآلام التي ننزلها بالآخرين حين تسنح لنا فرصة أن ننتزع منهم لأنفسنا شيئاً ما(2).

وإلى جانب ما سبقت الإشارة إليه من إمكانية قراءة (رأس المال) على أنه رواية قوطية يستعبد أبطالها ويستنزفهم وحش خلقوه بأنفسهم («رأس المال الذي يأتي إلى العالم ملوثاً من رأسه إلى أخمص قدميه بالدماء التي تنز من جميع مسامه»)، تمكن قراءته أيضاً على أنه ميلودراما فيكتورية، كما رأى ستانلي هيمان في دراسته (3) عن داروين وماركس وفريزر وفرويد بوصفهم كتاباً مبدعين والمنشورة عام ١٩٦٢، أو على أنه تراجيديا إغريقية: «فالفاعلون في إعادة ماركس تلاوة التاريخ الإنساني واقعون، مثل أوديب، في قبضة ضرورة لا تلين تتجلى وتتكشف مهما فعلوا»، كما يقول سي. فرانكل في كتابه (ماركس والفكر العلمي المعاصر)(4)، أو على أنه هزلية ساخرة سوداء (ففي فضح زيف «الواقع الشبحي» الذي تتسم به السلعة بغية تبيان الفارق بين المظهر البطولي والواقع المخزي، يستخدم ماركس إحدى الطرائق الكلاسيكيّة التي تستخدمها الكوميديا، حيث تجري تعرية الفارس الأنيق من دروعه ليتكشف في سراويله التحتانية عن رجل قصير وبدين)، كما تمكن قراءته على أنه يوتوبيا هجائية مثل بلاد الهوينوهمز (الجياد العاقلة) في رحلات غاليفر، حيث الأشياء جميعاً تبعث على السرور ما عدا الإنسان الشرير. ففي رواية ماركس عن المجتمع الرأسمالي، كما في الفردوس الزائف الذي أقامته الجياد في عمل جوناثان سويفت، تخلَق الجنة الزائفة من خلال الحط من قيمة البشر العاديين إلى منزلة الياهو العاجزين والمغتربين(5).

الأدب للانتقال من المظهر إلى الجوهر

الهجاء عند ماركس أسلوب وشكل كتابة قديم. فكتاباته الصحافية تتسم بقتالية متهورة تفسر قضاءه معظم حياته الراشدة في المنفى وفي عزلة سياسية. فأول مقالة كتبها في الجريدة الرينانية كانت هجوماً جارحاً على ما اتسم به الحكم البروسي المطلق من انعدام للتسامح وما اتسم به خصومه الليبراليون من بلاهة وحمق. ولم يكتفِ بما أوجده من أعداء في الحكومة والمعارضة على حد سواء، فانقلب على رفاقه أيضاً، واتهم الهيغليين الشباب بأنهم «أفظاظ وأوغاد». ولم يمضِ شهران على توليه مسؤولية تحرير الجريدة، حتى طلب حاكم الإقليم من وزير الرقابة في برلين أن يقاضيه على «نقده الوقح الصفيق». بل إن القيصر الروسي نيكولا شخصياً رجا ملك بروسيا أن يوقف الجريدة الرينانية، التي أثارت سخطه بنقدها الساخر والعنيف لروسيا. وفي آذار من العام 1843 أغلقت الجريدة في الوقت المناسب. وهكذا كان ماركس قد امتلك في الرابعة والعشرين من عمره قلماً قادراً على ترويع رؤوس أوروبا المتوّجة وإثارة غيظها. أما بالنسبة إلى كتبه، فنجد أن (بؤس الفلسفة) هو خطبة لاذعة في ١٠٠ صفحة يقرّع فيها بيير جوزيف برودون، وأن أبطال المنفى هو أهجية مطنبة لـ «أبرز حمير» الشتات الاشتراكي و«أوغاده الديمقراطيين»، والتاريخ الدبلوماسي السري للقرن الثامن عشر هو خطبة عنيفة وطويلة ضد روسيا، وقصة حياة اللورد بالمرستون محاولة لإثبات أن وزير الخارجية البريطاني كان عميلاً للقيصر الروسي، و«الهر فوغت» هجوم كاسح على أستاذ للعلوم الطبيعية في جامعة بيرن أثار حنق ماركس إذ وصفه بالدجال والطفيلي. وردّ ماركس: «واحدة بواحدة، والانتقامات تجعل العالم يدور».

وبعد الانقلاب الفرنسي في تشرين الأول ١٨٥١، كتب ماركس (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت) الذي وصفه فيلهلم ليبكنخت بأنه «سهم منطلق مباشرة نحو الهدف ومنغرز في الجسم... رمح تطلقه يد ماهرة ويصيب العدو في القلب... كلماته سهام ورماح، وأسلوبه يصم ويقتل. وإذا ما كان الحقد والاحتقار والشغف بالحرية قد وجدت تعبيراً عنها بكلمات حارقة وفاتكة وشامخة، فإن ذلك في هذا الكتاب الذي يجمع بين صرامة تاسيتوس الساخطة ونكتة جوفينال القاتلة وغضب دانتي المقدس». وهو إذ يقارنه بعمل فيكتور هوغو «نابليون الصغير» الذي يتناول الموضوع ذاته، يجد هذا الأخير «رغوة سطحية زاهية الألوان» وأنه على الرغم من صدوره بطبعات عديدة الواحدة تلو الأخرى، هو الآن منسي، في حين سوف يُقرأ (الثامن عشر من برومير) لماركس بكل إعجاب لآلاف السنين(6).

كانت العداوات والجدالات عند ماركس تدخلات سياسية أساسية لا مجرد تجليات للغضب والاستياء. وأبعد وأرفع من ذلك بكثير كان الهجاء والسخرية تقنيتين تزيحان الواقع الظاهر بغية الكشف عن أسراره الأثيمة. ويبقى السؤال الأهم هو ما الصلة بين خطاب ماركس الأدبي، لا سيما الساخر والهجّاء، وما أراد أن ينجزه من مهمات نظرية وفكرية؟ سبق لماركس أن قال إنه لو تطابق جوهر الأشياء ومظهرها لانتفى العلم وأصبح مستحيلاً. والأدب عند ماركس، عدا عن كونه إبداعاً وإمتاعاً، هو مثل العلم، وسيلة ندلف بها من المظهر إلى الجوهر، من الفهم الشائع أو ما يدعى خطأ بالحس السليم إلى حقيقة الأشياء، إلى حقيقة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس، وأن الماء يتألف من غازين قابلين للاشتعال.

وفي مثل هذه القراءة، لا يعود الأسلوب الأدبي الذي يتبناه ماركس قشرة خارجية ملونة توضع فوق لوح العرض الاجتماعي الاقتصادي التاريخي الذي كان سيبدو منفّراً لولاها، بل يغدو لغة ملائمة، وحيدة في بعض الأحيان، للتعبير عن «طبيعة الأشياء الخادعة»، ومشروعاً كيانياً (أنطولوجياً) لا يمكن تقييده بحدود وأعراف جنس قائم كالاقتصاد السياسي، أو الأنثروبولوجيا، أو التاريخ. وباختصار، فإن الأدب بعد أساسي من أبعاد فهم ماركس المادي للتاريخ، وهو بذلك مدخل لتلقّي ماركس لا غنى عنه، الأمر الذي يقتضي تمحيصاً أوفى لمفاعيل المفارقة الساخرة  وآثار التهكم والهجاء كصنعات أدبية.

هوامش

1.إدموند ولسون، تاريخ الفكر الاشتراكي المعاصر من فيكو إلى لينين، ترجمة يونس شاهين - بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1973، ص 255.

2.المصدر ذاته، ص 257 - 258

3..Stanley Edgar Hyman,The tangled bank: Darwin, Marx, Frazer and Freud as imaginative writers (New York: Atheneum, 1962)

4.المصدر ذاته، ص 103

5.المصدر ذاته

(6) ولهلم ليبكنخت، «من ذكريات عن ماركس»، في (كارل ماركس وفريدريك إنجلز في ذكريات معاصريهما)، ص 305 – 306

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الاتحاد” الحيفاوية – 26 آذار 2021

****************** 

لنقرأ ماركس وانجلز معا

حالة الطبقة العاملة في إنكلترا

ثامر الصفار

بينما كان إنجلز يبدي إعجابه بقوة الثورة الصناعية في إنكلترا، كان واعيا تماما لحجم الخسائر الى ستلحق بالطبقة العاملة التي تجعل كل ذلك ممكنا، فيكتب:

«سيظهر حجم التضحيات التي سببتها (الثورة الصناعية) لاحقا. يكفي تجوال في شوارع العاصمة ليوم أو يومين، والسير بصعوبة شاقة بين الأجساد البشرية وسيل العربات الذي لا نهاية له، وزيارة الأحياء الفقيرة في العاصمة، حتى يدرك المرء بسرعة فائقة أن هؤلاء اللندنيين قد اضطروا للتضحية بأفضل صفات طبيعتهم البشرية ... لامبالاة وحشية، وعزلة عن بعضهم البعض بحثا عن المصلحة الخاصة، وتصبح الحياة أكثر نفورا ووحشية، كلما زاد تكدس هؤلاء الأفراد معا».

لقد هاجم ماركس الاغتراب الذي فرضته الرأسمالية على البشرية في مخطوطاته عام 1844، لكن تلك المخطوطات كانت ما تزال تحمل بصمات التأمل الفلسفي، واشمئزازه من حالة الفراغ التي تمسك بتلابيب الحياة الفكرية الألمانية. أما هنا فإن إنجلز يكتشف في الأمراض والأوساخ والدم والصرف الصحي مدى الأعماق التي يمكن أن تغوص فيها الوحشية الرأسمالية. وهو يتخلى عن أي رومانسية، ليفضح كيف تغمر هذه الظروف الطبقة العاملة كلها:

«طالما أن رأس المال، الذي يتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر بوسائل العيش والإنتاج، هو السلاح الذي تستخدمه هذه الحرب الاجتماعية، فمن الواضح أن جميع مساوئ مثل هذه الحالة يجب أن تقع على عاتق الفقير... فقد يسرق إذا لم يحصل على عمل، وإذا لم يكن خائفا من الشرطة، أو يتضور جوعا، وفي هذه الحالة ستحرص الشرطة على قيامه بذلك بطريقة غير مؤذية تماما».

في الفصل الذي يحمل عنوان «النتائج»، يتهم إنجلز الأثرياء بارتكاب «القتل الاجتماعي» ضد الفقراء من خلال إجبارهم على العمل 14 ساعة يوميا، في جو ملوث ومعاناة آلام الجهاز التنفسي، والأمراض التي تولدها مجاري المياه الملوثة، والإدمان وعنف الشوارع، المعدلات الصادمة لوفيات الرضع والأمهات، عمالة الأطفال وإهمالهم، الأمية، الحوادث الصناعية وحرائق وانهيار البيوت الخربة».

لكن هذه ليست هي النتائج الوحيدة. فدون رغبة منهم، تم دفع مئات الآلاف من العمال إلى عالم جديد مرعب. لقد كانوا الضحايا، وليسوا المستفيدين من نهضة إنكلترا. لكنهم كانوا فئة خاصة من الضحايا - ضحايا يمتلكون قوة كامنة، محتملة، هائلة.

ما هي البروليتاريا

«إذا كان تمركز السكان يحفز ويطور طبقة المالكين، فإنه يفرض تطورا أسرع للعمال. يبدأ العمال الشعور بأنهم طبقة، إنهم كل واحد؛ يدركون أنهم، على الرغم من ضعفهم كأفراد، يشكلون قوة موحدة ... يستيقظ لديهم الوعي بالاضطهاد، ويكتسب العمال أهمية اجتماعية وسياسية. ان المدن الكبرى هي الأرحام التي تلد الحركات العمالية ...».

هنا، يكسو إنجلز لحما لعظام رؤية ماركس للطبقة ذات السلاسل الراديكالية. انه يتخطى الفكرة المجردة القائلة بأن الطبقة التي لا تملك شيئا «يجب» أن تقلب كل شيء، ويشير إلى الديناميكيات الاجتماعية الحقيقية والظروف المعيشية التي تجعل من الممكن ظهور نوع جديد من التضامن الإنساني - «نظرة خاصة بالعمال». ويوضح إنجلز أن الوعي الطبقي لن يأتي من قاعة المحاضرات، بل من الإدراك الذاتي النقدي لإمكانيات الوحدة التي تنشأ من نفس الظروف التي أوجدتها الرأسمالية في المدن الكبرى.

وحسب انجلز، فإن الصراع الطبقي - والإضرابات تحديدا – هو من يحمل مفتاح خلق هذا الوعي الجديد بين العمال. فعلى الرغم من حقيقة تعرضهم خلال صراعهم للعنف المسلط من قبل سلطة أصحاب العمل والدولة، فان الإضرابات تغير الطبقة العاملة. يكتب في فصل «حركات العمال»:

«وهكذا أُجبر العمال مرة أخرى، على الرغم من قدرة تحملهم، على الاستسلام لجبروت رأس المال. لكن القتال لم يذهب سدى. بادئ ذي بدء، أدى هذا الإضراب الذي دام تسعة عشر أسبوعا إلى إخراج عمال المناجم في شمال إنكلترا، وإلى الأبد، من الموت الفكري الذي عاشوه حتى الآن؛ لقد تركوا سباتهم، وهم يقظون الآن للدفاع عن مصالحهم، لقد دخلوا في حركة الحضارة، وخاصة حركة العمال».

لا يستبعد إنجلز إمكانية الإصلاح، لكنه يؤمن أن العقبة الرئيسية أمام التقدم الاجتماعي هي أن «البرجوازية لن تستمع للتحذيرات». وبالتالي، «يجب التخلي عن كل أمل في حل سلمي للمسألة الاجتماعية في إنكلترا. الحل الوحيد الممكن هو ثورة عنيفة لا يمكن أن تفشل في حال حدوثها».

ولكن، حتى بينما يتطلع إنجلز إلى الطبقة العاملة للقيام بهذه الثورة، فإنه يواصل تشديده على الفصل بين ما أسماه ماركس «رأس» و«قلب» الثورة – لأنه، ولغاية تلك اللحظة، ظل محتفظا للمثقفين (أو على الأقل فقط لمجموعة صغيرة من العمال المستنيرين) بدور القيادة:

«أعتقد أنه قبل اندلاع حرب الفقراء المفتوحة ضد الأغنياء، سيكون هناك فهم كافٍ للمسألة الاجتماعية بين البروليتاريا، مما يسهل على المجموعة الشيوعية، وبمساعدة الأحداث، التغلب على العنصر الوحشي للثورة ... وبما أن الشيوعية تقف فوق الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا، سيكون من الأسهل بالنسبة للعناصر الأفضل من البرجوازية (التي هي، مع ذلك، قليلة بشكل مؤسف، وتتواجد بين الجيل الصاعد) ان تتقبل الشيوعية أكثر من البروليتاريين الشارتيين».

أي ان انجلز يرى الشيوعية، هنا، على أنها وجهة نظر سياسية، ولا يرى، بعد، ضرورة ارتباطها المباشر بنضالات الطبقة العاملة. في الواقع، انه يذهب إلى حد القول إن الشيوعية، ظاهريا، وبسبب معارضتها العامة للاغتراب الذي تعاني منه جميع الطبقات في ظل الرأسمالية، ستكون أكثر قبولا للبرجوازية مما يسميه «الشارتية البروليتارية البحتة»، وهو الاسم الذي يشير إلى الحركة العمالية الجماهيرية التي طالبت بميثاق الحقوق في ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر في إنكلترا (سنرى لاحقا ما اذا كان انجلز قد غير وجهة النظر هذه).

من الواضح أن انجلز يدرك ان هناك مشكلة عامة في تطور الوعي السياسي داخل الطبقة المضطهدة، وأن هناك أيضا عوامل أخرى تقف حائلا أمام وحدة الطبقة العاملة، ومنها اختلافات الأعراق والأجناس والهجرة. فكيف سيتناول هذه العوامل؟

 ****************

فلاسفة ومفكرون

اعداد: د. صالح ياسر

توينبي، أرنولد جوزيف

(1889 – 1975)

مؤرخ وعالم انجليزي. تحل فلسفته في التاريخ “نظرية الدورات” محل مفهوم التقدم الاجتماعي. وقد ذهب الى ان تاريخ العالم يسير في دورات كبرى من الارتفاعات والانخفاضات وهو محصلة كلية لـ “الحضارات” المختلفة التي تمر بالمراحل نفسها: الميلاد والنمو والسقوط والتفكك والتدمير. وقد ربط توينبي في معالجته لمشكلة القوى المحركة للتاريخ الايمان بـ “كشف آلهي” باعتباره معنى التاريخ وامل في الاتحاد بالله بعبادة الافراد أو “الافراد الخلاقين” أو “الاقليات الخلاقة”. ويختلف توينبي عن شبنغلر في محاولته البرهنة على انه من الممكن انقاذ “الحضارة الغربية” عن طريق الكهنوتية.

*****************

الصفحة العاشرة

أنقذوا مياه الأنهار والمدن من التلوث البيئي

غانم الجاسور

الماء سر الحياة وأين ما وجد الماء وجدت الحياة.. ونتيجة للظروف السيئة والقاسية التي مر ويمر بها عراقنا الحبيب خلال الفترة السابقة فقد تعرض الجانب البيئي إلى ضرر وإهمال كبيرين وخاصة في قطاع الخدمات والمياه، وان تلوث مياه الأنهار في العراق هي من أخطر المشاكل البيئية والصحية التي يعاني منها المواطنون، فقد تم رصد كميات كبيرة من مياه المجاري والصرف الصحي والمخلفات الصناعية يتم رميها أو تصريفها مباشرة إلى مياه الأنهار والأنهر الفرعية.

إن البيئة ونظافتها والاهتمام بها مهمة ملزمة ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدولة  والمواطن، فعلى الدولة أن توفر كافة المستلزمات الخدمية لهذه المهمة  ولتبقى مدننا  ومرافقها الحيوية  بأحسن ما يكون من خدمات ضرورية  وتخليص المدن والأنهار من النفايات وسلبياتها وتداعياتها الصحية والبيئية وتأثيراتها على الصحة العامة،  أهمها المياه وما يترتب عليها من توفير هذا العنصر الحيوي (الماء الصالح للشرب والاستعمال)، لأن الماء هو الحياة بكل تفاصيلها وهو أيضا سبب رئيسي ووسيلة مباشرة لنقل الأمراض  وبيئة حاضنة للطفيليات والبكتريا  ويحتاج إلى التنقية و المعالجة  من الأوساخ والأملاح والفضلات ومن كل الشوائب والطحالب، وتؤكد التقارير وتشير إلى وجود مواد مسرطنة في مياه الأنهار بسبب ما ترمى فيه من النفايات منها مخلفات المصانع والمعامل  والمياه الثقيلة  وغسل وتشحيم وتزيت السيارات والمركبات بأنواعها، وهذه المخلفات تحتوي على كميات  كبيرة من الفلزات الثقيلة كالنحاس والرصاص والزئبق والكادميوم  الشديدة الخطورة التي تتفاعل مع الماء، وفضلات أخرى  هائلة كعلب البلاستك والقناني الزجاجية وأكياس الجبس والنستلة وفضلات القصابة ومجازر الدجاج والحيوانات في الطرق الخارجية، و كثير من المعامل التي يقع مكان عملها محاذاة الأنهار الكبيرة والفرعية. ونلاحظ في الآونة الأخيرة غياب الرقابة الصحية أمام رمي النفايات والفضلات ومخلفات المعامل  في الأنهر عن طريق محطات تفريغ خاصة،  وتتجمع وتتكدس عند فتحات القناطر والجسور الصغيرة،  ولو أتيحت الفرصة لأحد منا عند سيره بمحاذاة الأنهر وعند أي قنطرة أو جسر للمارة  نرى المناظر المؤسفة المؤلمة  من انتشارها  بشكل لا يطاق لتأخذ مساحة كبيرة من سطح الماء  بالإضافة إلى الروائح الكريهة والعفونة التي تصدر منها.   إنه واجب علينا الحفاظ على صحة المواطن وبيئته التي هي أهم كل شيء وهذه مسؤوليتنا جميعا ان نكون شديدي الحرص على نظافة مدننا وأحيائها وشوارعها كما هو حال اهتمامنا الكبير ببيوتنا ومحل سكنانا ومعيشتنا. ولدرء خطر تفشي الأمراض الخطيرة كالسرطان، وحاليا تفشي وباء كورونا المستجد، وللعلم قبل فترة وجيزة حضرت لجنة صحية تابعة للأمم المتحدة لفحص إحدى محطات التنقية (مياه الشرب) خلصت اللجنة (إلى ان هذه المياه لا تصلح حتى لإرواء الحيوانات) فكيف بها والانسان العادي يتناولها يوميا لاستعمالاته المتعددة. اليوم نعيش عصر التقدم والتكنولوجيا الحديثة وأن الدول المتقدمة قد أعطت من أولويات اهتمامها الكبير والعالي  بالنظافة والاستفادة من المخلفات السكنية والصناعية  ونفاياتها وتدويرها ومعالجتها بالطرق  التكنولوجية الحديثة  وتحويلها إلى منافع في الزراعة والصناعة  وتوليد الطاقة الكهربائية وتحضير الاسمدة  الكيمياوية  واستخراج بعض المواد الأولية التي تدخل في صناعات متعددة، وهنا يتحمل المواطن المسؤولية الكبرى في هذا الشأن  والالتزام والحرص بعدم رمي المخلفات في الأنهار والمجاري ووضعها في أماكنها المخصصة لها  لأنه هو الذي تقع على عاتقه نظافة  مدينته واظهارها بالمظهر اللائق لما لها من أثر كبير على رقي المجتمع وتقدمه. ثم يأتي الدور الكبير الذي يضطلع به المسؤول  البلدي و الخدمي  الذي يجب عليه أن يهيئ حاويات صالحة متينة باستمرار واكياس بلاستيكية توزع على المحلات والبيوت  والمتابعة اليومية الشديدة  ورصدها  ونقلها وتفريغها  في مكباتها المعدة لها، وتعليق لافتات عديدة تطلب منه الالتزام بنظافة مدينته ونشر الوعي من خلال إقامة الندوات الصحية في المدارس والمعاهد والكليات ودورها في توعية المواطن الصحية وتفعيل دور الإعلام في هذه المهمة  ومسؤوليته في حماية ونظافة بلده من خلال توزيع البوسترات بأهمية النظافة، فالبيئة والمجتمع احدهما يؤثر على الآخر تأثيرا واضحا خاصة عندما تتعرض إلى التلوث والتدمير، ومدننا وشوارعها وازقتها  متخمة هذه الايام بالأتربة والفضلات المهملة والأوساخ المنتشرة هنا وهناك  والأمراض التي تفتك بالمواطن وخاصة الاطفال كل يوم، بالإضافة إلى نقص في الأدوية ورداءتها أو انتهاء صلاحياتها أو فداحة اسعارها الباهظة الثمن، وهذا يتطلب تحشيد كل الامكانيات والجهود للارتقاء بصحة المواطن  وبيئته  والاهتمام بالمكان الصحي في محل العمل والسكن وتأمين العلاج السليم من الادوية المختلفة  والمستلزمات الطبية الوقائية،  وتأمين وجود نظام رقابي يؤدي دوره بشكل فاعل، واتخاذ  الاجراءات القانونية  الصارمة  بحق المخالفين التي تهدف إلى منع تصريف مياه المجاري والمواد الخطرة إلى الأنهار والمحافظة على مصادرها ونقاوتها السليمة  ومراقبة  رمي النفايات على ضفاف الأنهار والجداول . وهنا لا ننسى عامل النظافة (مهندس النظافة) كما يطلقون عليه في بعض الدول المتقدمة ودوره الفاعل الكبير وتقديم الدعم الكامل له ماديا ومعنويا وتثبيت عقوده واحتساب مرتب له بما يلائم وضعه الاقتصادي وما يتعرض له من مخاطر صحية جراء عمله المضني والاشادة بدوره الانساني الخدمي الشريف في خدمة وطنه وشعبه والدور الكبير الذين يضطلع به في نظافة المدن واظهارها بالمظهر اللائق، لآنه جزء لا يتجزأ من هذا الشعب العظيم، والتعامل الاخلاقي والحضاري للمواطن مع (مهندس النظافة). 

**************

السجون العراقية تعرض في المزاد

حسن جمال السامرائي

بعدما كانت السجون مؤسسا ت إصلاحية الغرض منھا تصحیح المسار لدى بعض الأشخاص المسیئین بعدما یتم وضعھم في زنزانا ت وعزلھم عن المجتمع وفرض عقوبات علیھم حتى تنتھي فترة الحكم ویفرج عنھم لیمارسوا حیاتھم الطبیعیة   بأسلوب جدید بعیدا عن النزاعا ت والعیش بصورةً أجمل.

لكن في یومنا ھذا تصبح السجون بؤرةً حقیقیةً للفساد من قبل المعنیین ومدراء المراكزِ حیث كان في العصور الماضیة یباع العبید في سوق الرقیق فیما تجددت ھذهِ الظاھرة الآن في المراكز العراقیة حیث یباع الشباب الأحداث في السجون بعدما یتم الاتفاق على أجور البیع من قبل مدراء السجون.

وفي ھذا السیاق كشفَ رئیس مؤسسة الإصلاح والتغیير صباح الكناني آن ملف السجون في العراق أخطر من تنظیم داعش الإرھابي حیث یتم بیع المخدرات والمواد الممنوعة داخل الزنزانات من قبل منتسبین السجون بغض النظر عن بیع أجھزة الموبایل بأسعار باھظة الثمن داخل السجون فضلاً عن فساد صفقات إطعام النزلاء وتغذیتھم.

وبین الكناني أن تكلفة النزلاء في السجون للیوم الواحد قد تصل إلى أكثر من نصف   ملیار دینار عراقي. وأشار المتحدث الرسمي باسم الشرطة الاتحادیة عن ضبط كمیة من الممنوعات والمواد المخدرة داخل اسوار المطار في سجن المطار (كروبر) في بغداد.

وذكر الكناني أن السجون في العراق تخرج دفعات من المجرمین كانو ا قد دخلوا السجون بتھمٌ بسیطة الا أنَ بعض العصابات والمجرمین تتولى غسل ادمغتھم واستقطابھم وھناك أعداد كبیرة من السجناء لدى وزارة الداخلیة والدفاع لم تتم   إحالتھم إلى القضاء حتى یومنا ھذا.

وكشفت مصادر في وزارة العدل أن أعداد السجناء تراجعت كثیراً مما كانت علیھا في الاعوام التي مضت حیث وصلت أعداد السجناء إلى نحو (200) ألف سجین   لدى وزارة العدل والتي وصلت إلى نحو (70) ألف ما بین نزیل وموقوف ومودع.

وأعلنت مفوضیة حقوق الانسان في العراق إنَ عام 2020 من أكثر الأعوام تسجیلاً للوفیات في تاریخ دائرة الاصلاح العراقیة ووصل العدد إلى أكثر من 355 حالة وفاة بین النزلاء  ویعتبر ھذا الرقم كبیرا جداً مقارنة مع السنوات الماضیة.

**************

لا مشاركة في الانتخابات

لمن خانوا الشعب

عبد الزهرة حسن حسب

اتُهِمَ ارسطو بالانحياز الطبقي لمنعه المرأة والفلاحين والعبيد من المشاركة في الانتخابات البرلمانية وأعطى حق الترشيح والتصويت لطبقة النبلاء والأشراف ووجهاء البلد وجنرالات الجيش ارتبط منع بعض الأفراد والجماعات من المشاركة بالانتخابات بالدولة ذات الرئاسات الثلاث منذ نشأتها حتى اليوم، وتعددت أسباب المنع واختلفت من حقبة زمنية لأخرى ومن دولة إلى دولة أخرى. رغم ان المرأة الفرنسية في طليعة المهاجمين على سجن الباستيل سنة 1789م لكنه لم يسمح لها بالتصويت في الانتخابات البرلمانية إلاّ سنة 1945م أي بعد مرور 156 عاما على انتصار الثورة الفرنسية. لكن نضالات الشعوب وظهور أحزاب اليسار دفع معظم الدول بالسماح لجميع مواطنيها البالغين السن القانوني للانتخابات بالمشاركة وبقي المنع على بعض الأفراد أو الجماعات التي التصقت بهم الخيانة. فما هي الخيانة؟ الخيانة عمل مخالف لشروط الاتفاق بين الأطراف، أو عمل لا يرتضيه الطرف الآخر. ما يهمني في هذا المقال هو خيانة الشعب وموقف الشعوب من خونتها إذا ثبتت عليهم تهمة الخيانة. قد لا أكون مخطئاً إذا قلت إن الشعوب لم تكتفِ بمنع خونتها من المشاركة بالانتخابات فحسب بل منعتهم من الاستمرار في الحياة إذا ثبتت عليهم التهمة. التعليمات التي أصدرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تنص على أن المتهم بالفساد لا يسمح له بالترشيح إلى عضوية البرلمان حتى لو تمتع بالعفو العام بعد ثبوت التهمة. فما هو موقف هذه المفوضية من قائد سياسي أعلن في إحدى الفضائيات بأعلى صوته انه خان الشعب، ومن المعلوم أن الاعتراف سيد الأدلة على ثبوت التهمة أليس منعه من الترشيح في الانتخابات البرلمانية إجراء خجول إذا ما قورن بموقف الشعوب من خونتها؟ وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن هذا القائد السياسي قد يكون رئيس حزب أو كتلة نيابية يسعى جاهداً للحصول على أغلبية برلمانية ليطبق آراءه في طبيعة الدولة، وغالباً ما تغنى بها دولةً اسلامية التي رفضها المتظاهرون في جميع ساحات التظاهر مطالبين بدولةٍ مدنية يحكمها القانون وتسودها العدالة. أرى من مصلحة الشعب ومن أجل إحداث التغيير في بنية البرلمان القادم. تمنع كل الأحزاب والكتل النيابية التي أعلن قادتها على الملأ خيانتهم للشعب. وهذا إجراء صائب سبق وأن طبقناه. رغم أن صدام حسين لم يعلن خيانته للشعب، لكن بعد سقوط النظام منع حزب البعث من الحضور في الساحة السياسية دستورياً ومنع من المشاركة بالانتخابات حتى هذا اليوم. إن منع الأحزاب التي خان قادتها الشعب يجنبنا الكيل بمكيالين في قضية واحدة هي خيانة الشعب.   يا شباب الانتفاضة التشرينية رددوا بأعلى أصواتكم منذ الآن وفي جميع ساحات التظاهر (لا مشاركة في الانتخابات لمن خانوا الشعب) هل يصح شعار آخر المقال شعاراً للمرحلة القادمة؟ وتعتمد مشاركة الحزب بالانتخابات على تنفيذ هذا الشعار من قبل المفوضية حسب المادة التي تقول يمنع الفاسد من المشاركة في الانتخابات حتى لو تمتع بالعفو العام بعد ثبوت التهمة.

***************

القروض المصرفية بين متعة الاستحصال وعذاب التسديد

خليل ابراهيم العبيدي

كلنا يعلم أن سياسة القروض بكل أنواعها انتشرت أواسط الخمسينات في العالم الغربي، وبالذات في الولايات المتحدة وذلك لتحقيق هدفين أساسيين.

الأول: الفقر الذي اصاب الطبقة العاملة جراء ارتفاع الضرائب الحكومية وزيادة أسعار السلع، وقلة الادخار الفردي، وتنوع الحاجات لتنوع وسائل الرأسمالية في الابتكار والتوسع على حساب دخول الملايين.

 الثاني: تعد القروض بمثابة التنفيس المتبادل بين ازدياد حاجات الفرد وتنوعها تبعا للاكتشافات العلمية  والتقنية وبين التنفيس عن وطأة اسعار الشركات على ذوي الدخول المحدودة لعموم الناس .

إن القروض وما يترتب عليها من فوائد، والبيع بالتقسيط وما يلحقه بالدخول من هشاشة يعدان من أهم عوامل الافقار الشعبي ومن أهم عوامل النمو المنحرف للرأسمال. سيما وأن عمليات الاقتراض أو البيع بالتقسيط ستسقطان أولوية وأهمية السلع المشتراة، وتدفع بالفرد في العموم لشراء ما هو أقل أهمية في سلم حاجاته، وربما سيقتني ما هو ليس بحاجة إليه.

إن اتباع المصارف الحكومية والأهلية معا في العراق سياسة الانفتاح غير الموجه نحو الاقتراض، وخاصة الاقتراض الحر أو الاقتراض من أجل اقتناء سيارة، نتج عن هذه السياسة التوجه نحو السلع غير الضرورية أو السلع شبه الكمالية مما أضر بالاقتصاد وخاصة شجع على استيراد السيارات مما تسبب في أزمات مرورية خانقة أو أن الكثير توجه لشراء سلع على حساب سلع مهمة نتج عنها ندم ومشاكل مالية أدت إلى خلافات أسرية. كما أن قروض الاسكان لم تكن في العموم إلا قروضا شجعت القضاء على المساحات الخضراء أو انقسام الدار الواحدة إلى دور متعددة تسبب ذلك الضغط على الخدمات العامة كالمجاري والماء والكهرباء، لأن دور الدولة غائب تماما، وهذا ما لا تقره الأنظمة الاشتراكية التي تخطط لتنظيم النسل وتخطط للإسكان وللنقل العام، وتنظم عمليات النقل الخاص، وتعمل على مجانية التعليم وغيرها من مجالات الحياة الاخرى.

إن المشاكل العائلية في العراق بعد السقوط وارتفاع مناسيب الطلاق يقف وراء كل منها العامل الاقتصادي، وأحد فروع هذا العامل التشجيع على سياسة الاقتراض والتشجيع وبأسلوب الدول الرأسمالية على الاستهلاك المظهري دون أن يصاحب ذلك عمل جدي من قبل الدولة وبالذات وزارة التخطيط للتوجه نحو تقييد هذا الاستيراد أو التوجه نحو التشجيع على الادخار بغية توفير الأموال لدى المصارف الحكومية بالذات لبناء المجمعات السكنية، أو إنشاء شركات نقل حقيقية تعمل على تقليل التفكير باقتناء وسائل النقل الخاص. أو تشجيع الاتحادات العامة للتعاون لأخذ دورها الحقيقي والاجتماعي على وفق خطط عامة تعتمدها وزارة التخطيط لتنظيم التقسيط التعاوني الزراعي أو تعديل أشكال التقسيط في الجمعيات التعاونية لتنظيم التقسيط للإنتاج التعاوني، أو حتى التدخل الفعلي في شؤون بيع البضائع في الجمعيات التعاونية الاستهلاكية على وفق الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لكل سلعة تسوقها هذه الجمعيات، لأن استحصال القرض رغم كل النتائج تصاحبه متعة المحتاج لكن تسديد الأقساط يصاحبه ألم العوز والحاجة إلى الضروريات لا الكماليات.

**************

الصفحة الحادية عشر

«تامرا» مجلة ادباء ديالى.. اهلا

صدر العدد الجديد (12ـ13/ 2021) من مجلة “تامرا” التي يصدرها فصليا اتحاد الادباء والكتاب في محافظة ديالى بدعم ورعاية محافظها السيد مثنى التميمي.

يرأس تحرير المجلة الاستاذ علي فرحان، ومن ابرز موضوعات العدد..

حوار مع الروائي المثير للجدل: سلمان رشدي، ودراسة للاستاذ ناجح المعموري عن تجربة الفنان التشكيلي يحيى الشيخ، ودراسة اخرى للاستاذ ياسين النصير عن شعر حمد شهاب الانباري، الى جانب النصوص القصصية والشعرية والمتابعات.

المجلة تحتاج الى انتقاء موادها بشكل ادق ومراجعة النصوص، وتحرير ما يرد اليها، وتحديد طبيعة التخطيطات والتصميم.

****************

عازف الرق المتجول

رياض الغريب

في كل مكان

أي مكان

هناك عازف يتنكره الجميع

كونه

عازف رق متجول

وحين يعود في اخر الليل

للبيته

يتبجح كثيرا

بعد ان تسلق في رأسه

الكبرياء

يتحدث عن حفل كبير

وجمهور يصفق له

له فقط

انه عازف رق

متجول

بين الارواح

لهذا

يحتاجه المطربون

تحتاجه الحياة

مثل هواء نادر

مثل مخلص

كونه عازف رق متجول

جميلة هي الربابة

يقول له كاره

يهز رأسه ويقول

الرق يعني ان تتذكر

الرق

وكيف كانت السياط

تمر على ظهورهم

الرق

يعني

ان تصرخ بالعراقي

من ( يشد ازري ساعة العوز)

هو يقدم قلبه

لكنه يشعر بالعيون

وهي تمر على اصابعه

الان

وهي ترتجف

***********

كاظم الحجاج في «شعرنة المكان»

“البيت وطن، والشاعر الكبير كاظم الحجاج.. ياقوت حروفه لا تقف عند مرافئ البصرة، وانما تحلق في سماء كونية.. ولأنه قُدّ من وجع القصيدة الانسانية، بات الوطن الراسخ في القلب والذاكرة، فهل يظل مثل كاظم الحجاج بلا وطن يأويه؟ هنا.. قراءة لأحدث زاده الشعري”.

المحرر الثقافي

جبار النجدي

تنشغل مجموعة الشاعر كاظم الحجاج (جدارية النهرين) انشغالاً شديد الأهمية بمدينة البصرة والتي تسعى نصوص (الحجاج) إلى استرداد أهميتها بوصفها مدينة تعيش في زمن ليس زمنها، لدرجة أن النصوص تدعونا إلى تصحيح معرفتنا براهن هذه المدينة عبر التحديق بمسيرة تاريخها والنظر إليها في الأوان ذاته بوصفها تركيبة أسطورية دأبت على البقاء في تماس مع الشعر، بل أن تاريخ المدينة هو عالم مفتوح على الشعر الأمر الذي جعل الخصوصية الأدائية للنصوص ملائمة لنوع من الاستعمال الشعري الذي يعتمد على المعاني المرتبطة بالاستعمال اليومي والناجمة عن نواعت وصفات الملموس، التي لا تأخذ معيارها من خارج محيطها وتلبية لهذا الأمر، فأن حاضر مدينة البصرة في قصيدة (صلاة على ما تبقى) مثلاً، يرتد ليتجلى بأبلغ صورة في صيغة الماضي، حاملاً صفات بوسعها أن تنتج أثراً مكانياً غرائبياً يتغذى على الوقائع لا الافتراضات، وعلى هذا الأساس تتحول الكتابة الشعرية إلى ممارسة أكثر منها تدويناً.إن وراء اشتغالات التخييل واستثارة المكون المأساوي للسخرية في نصوص مجموعة (الحجاج) شيء ذو قيمة حقيقية ينبثق من ثنايا موجودات المدينة ويمثل الشاغل الشعري لها، حيث يظهر مأساتها عارية وبوسعه في الوقت ذاته أن يعطي الدهشة المفقودة للشيء المنظور فيها، بل تسمح لنا النصوص في هذه المجموعة النظر إلى المدينة من غير أن تكون شيئاً مرئياً، بمعنى إنها تحمل أثر ما هو غير موجود فيها حالياً، وبما يتفق مع اشتغالات التخييل التي تعتمد اعتماداً كلياً على لحظة الاختلاف مع ما هو معاش، فالشعر يجعل غير المحتمل محتملاً وهو جدير بأن يسعى إلى قول مالا يقال، لا سيما حينما تتوقف المدينة عن أن تكون نفسها:

أين المدينة ؟ ذابت .. قُرى : … غزتها

العشائر. أين (الخوارج) صاروا (الدواخل)

أين الجسور ؟ والبنات الضحوكات ؟ أين النوارس؟

حلّ الخراب !

إن البناء التخييلي في نصوص المجموعة يسمح بتزويدها بوسائل التأثير المتمثل بخروج الشعر عن المسار الموروث، وبالتالي فأنه يمنح النصوص ميزة أدائية من شأنها أن تقارب بين الشعر والنثر مستعيرة الوظائف المختلفة لهما، فالنثر ينفصل عن سياقه ملبياً حاجات الشعر، فيما ينفصل الشعر عن سياقه ملبياً حاجات النثر، في إطار تمكين النثر في أن يخلق شعراً، ومن ثم تمكين الشعر في أن يخلق نثراً، يجري ذلك ضمن درجات معينة من الانفصال كل في سياقه وحسب الحاجة والاقتضاء.

إن هذا التعايش الغريب بين الشعر والنثر قد يسعى إلى تثبيت أصل آخر للشعر، ليصبح أكثر إثارة للاهتمام من غيره، ما يعني أن هذا التداخل بين الشعري والنثري غير معني بتخريب هوية الشعر، فالنثر في النصوص لا يمكن أن يكون كائناً خارج الشعر والعكس صحيح، على افتراض أن كلاً منهما متضمن في الآخر، إنهما يتباريان في اتجاه وسياق واحد:

(دون سابايس) ـ لنظافته في حي الفقراء

يسمى (الكنـّاس)

لا يترك شيئاً وسخاً فوق الأرض

ولهذا يبدأ بالصحف الملقاة

الأوسخ من كل الأشياء

إن هذا النمط من التواصل بين الشعري والنثري يكاد أن يستحيل على التحقق بالصورة، التي تعول على تجاوز المألوف، لذا فهو جدير بالمراجعة والفحص لمعرفة ما تطرحه هذه التجربة من مستويات تخييلية غاية في الاستباق، فهي منشغلة في أغلب الأحوال بحالات التذكر الاسترجاعية، التي بمقدورها أن تنتج أرشيفاً حياً اعتماداً على الأداء التناوبي بين الشعر والنثر، وهو تناوب من شأنه أن يهب صفات الشعري لما هو نثري، ومن ثم القدرة على حصر العالم المتخيل في الشعر بين ممكنات الشاعر والسارد في الأوان ذاته، ومهما يكن من امر فأن ما يلاحظ في هذه النصوص إنما يمثل نمطاً متفرداً ربما أمكن دعوته بأنه طريقة أخرى لقول الشعر، بل أنه نمط قد يطيح بمحدودية النظرة إلى الشعر:

كربُ الجنوب ملامحي أنا ،

وعمري خمسة وستون صبراً

– في الشرق عقوبتنا طول الأعمار-

أما الخصوصية الأدائية الأخرى في مجموعة (الحجاج) فتتمثل في التلميح عن شيء، ومن ثم الاحالة إلى شيء آخر عبر استثمار فخامة الحس الانساني وغزارته لدى الشاعر، وما تنطوي عليه هذه الغزارة من دلالات ورؤى حدسية قادرة على التقاط الصور الانسانية في الحياة، والمقترنة بالخشية والارتياب ومحاولة رصد شيء انساني يصعب لمحه، لاسيما حينما تفقد البراءة حقوقها:

السمكة تتعذب بالصيد، جربوا الغرق لدقائق

الطير يسبّح لله فلماذا نذبحه، ونكبّر بإسم الله

كم نقتل بإسمك يا الله ؟!

ومن المعلم الابتدائي عرفت (الماضي)

هو السيف….. لا التاريخ

ثم تذهب النصوص الى ركوب المسلك الانساني لدرجة إنها تصبح امتداداً للحظة، تتحول فيها الاغصان إلى ضحايا ليلة باردة:

هل نبقى ندفئ بردنا ؟

نبقى نُعد الشاي بالقتلى من الأشجار

ولا تخشي فإني شهريار دونما سيف

يخوّفني خيالي، حينما يهتز حول النار

إن الأشياء في مجموعة (جدارية النهرين) لا تتجدد في الشعر من دون إمكانية حضور الحس الانساني، وكأن النصوص والأشياء يتقاسمان الوظيفة نفسها، بل أنهما يشعران بشعور متقابل وحضور المصائر شرطاً لتوحدهما، وهذا يعيد إلى الأذهان الخاصية التي لا غنى عنها في شعر (الحجاج)، والمتمثلة باقتناص واختزال اللحظات الانسانية وبثها في النصوص، عبر أرشفة قابلة لأن تحيا، بامكانها أن تجعلنا لا نقرأ تاريخاً، بل نقرأ تخييلاً شعرياً شديد الثراء بالتاريخ والماضي، الذي لم يزل حياً، موصولاً بالبعد الخرافي لأمكنة وشخصيات المدينة، التي لا تكف عن النطق أبداً.

*****************

أمنيات

عبد الرزاق داغر الرشيد

1

أتمنى

أن يتنحى العاشقُ

عن خرابةِ عقلهِ

ويدفنَ خوفه.

2

أتمنى

حروفُ اسمكِ  تتنافر

وكل آلٍ  يحتضن إحداها.

3

أتمنى

أن تستوي الأرضُ

ويُعبدُ صياحُ الديكِ

وهو ينادي أنثاه

ارضَ  سواد.

4

أتمنى

أن نصلي

في مقاماتٍ

لا تنتمي إلى أحزاب.

5

أتمنى

أن يقتحمَ  شاعرٌ

قاعة اتحاد الأدباء

يأيها الأدباء:

اﻠﺫكرُ الطيبُ

لكم جميعا.

6

أتمنى

أن يزدادَ  البحرُ هيجاناً

ومن رﺫاﺫهِ

تمتلئ السماءُ

أقواسَ قزح.

7

أتمنى

أن يمتلأ الشارعُ

كما الأسواق:

باعةَ  لحومٍ،

أكداسَ أللنكات،

خضروات،

أعضاءً في مجلس النواب.

***************

تشكيل

مخيلة ضياء مهدي.. تشكيلياً

عبدالوهاب عبدالرحمن

تعد فنون التشكيل اكثر الفنون تفاعلا واستجابة لأي جديد متمرد متحول عن سياقات التقليد، ولفنون التشكيل ايضا، نماذج صريحة تشي باختلافات واضحة. ولنا تجربة تمييز بين عصور النحت تتمثل في منجز مايكل انجلو الشديد الاختلاف مع ما قدمه جياكومتي.. وكذلك الفروق التي تفصل شكليا بين عصور الرسم باختلاف اساليب من يمثلونها على امتداد تاريخ تلك العصور بدينامية متغيرة لا تجمع بين مراحل تطور رامبرانت وفيلاسكيز مثلا وبين ماتيس وشاجال..  فلكل حداثته واسلوب فهمه وتطبيقه لها. وللحداثة في العراق اعلام كبار تركوا لنا آثارا بالغة الاصالة في فنون النحت والرسم ... وهم وريثو حضارة عريقة عرفوا كيف يستلهمون روحها ليتركوا شواهد ملأت عيون التاريخ وذاكرته.. وأذا ذكرنا جواد سليم ومجايليه ممن تصدر قوائم طويلة لأسماء لامعة امتد اثرها ليصل الى جيل من شباب العراق - ومنهم الفنان ضياء مهدي - وما قدموه من أعمال فارقة انفردت بخصائص فاقت الكثير مما قدمه آخرون .. تميزت بغرائبية مدهشة وجرأة في مجاوزة التقليد والتحول مما يجعلنا نفخر بهم وهم يمثلون امتدادا لمن سبقهم وقوة استيحائهم لتراث جددوا فيه روح الابداع مما وضعهم في مستوى ان يكونوا اندادا لهم مع الاعتراف بفضل ما قدموه لهم من موروث افادهم في تحديد هويتهم الابداعية .. وهم يرصدون بفاعلية وحماس ما وراء الواقع وكشف مظاهر دلالية خاصة لعوالم تستلهم اعماق التاريخ لبلدهم ورموزه، عبر مقتربات تجعل المتلقي يشعر بروحها وتحولاتها الشكلية فضلا عن ما تحويه من مضامين تدل على انتمائهم لتراث عريق ابتدأ به الرواد واكملوا هم مشروعهم مع فعل تحديث تفاعل ومتغيرات جعلتهم اكثر معاصرة لواقعهم على الرغم من نزوعهم الى ما هو مختلف، والشواهد تدل على انجازهم بين عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي والتي تملأ أروقة وساحة معهد الفنون – بغداد، حيث اثبتوا انهم جيل متغير مبتكر، وفي لتجربة فنان عاش ذلك الظرف بكل تفاصيله هو الفنان ضياء مهدي واسلوبه في تحريك المشاعر والوصول الى المتلقي والى حالة التأمل والتفكير لأن اعماله تثير أسئلة اكثر مما تقدم أجابات .. وهذا دفعه الى الميل لأن يكون مختلفا ليس بمعنى التقاطع بل لطريقة فاعلة للتواصل مع كل متغير مهما كانت غرابة اتجاهه عكس السائد من التقليد حيث يسعى لتحقيق مستويات تجاربه في التحديث والتي تفصل بين الشكل ودلالته وتحرير أفق الرؤى وهي في تجاذب دائر بين المضمر والظاهر .. ينفذ الى اعماق الاشكال وهي في حراك للتكامل ، مما اضطره الى التمويه القصدي لجعل منحوتاته تتخذ من فعل الترميز سببا لمحو جزئي لملامح الوجه ليس بمعنى الألغاء بل ليوحي أن ثمة تفاصيل في كل وجه يتحرك بطاقة الاحساس والتفاعل مع محيطه فيخفي بحكم الفطرة والطبيعة اجزاء من تكوينه والوجه تتركز فيه الروح وهي تضمر الكثير من الاحاسيس التي تعبر عن كل ما هو مخفي باشكال حلمية تموه الكثير من المشاعر ليتمثل الجمال في وجوه فاقدة لملامحها او اجزاء من تكوينها الجسدي .. وفي بحث عن وجود غير ما تعود عليه الانسان ... وما يتعمد الى تجاهله لبعض من تفاصيل تكوينه الجسدي يراه الفنان شكلاً من اشكال الامتلاء الحسي فضلا عن اضفاء احساس يدفع للبحث عن تكوين غامض يقع بين المرئي وغيره. لاثارة المخيلة وما يثري الاحاسيس والانفعالات التي تتجاذب التكوين بتفاصيله ليكون كتلة انفعالات تدور في فراغ ينزع الى الاكتمال. ان ضياء مهدي يسعى بجد الى تقصي آماد هذه التجربة المريرة لخلق اشكاله الناقصة وهو يتأمل توقها الى الاكتمال في ذهن المتلقي وهو يبحث عن زوايا الاختفاء واسبابه ويتخيل من بين المبهم والغامض صورا تشبع الاحساس بالأمتلاء الحسي والروحي والجمالي .. وهذا ما نراه في كينونة تحلم بوجود قائم بذاته منفصلا عن متخيل الفنان نفسه ... ونذكر ان هنري مور كان يترك فراغات في الكتلة تثير المخيلة وتتعدد فيها زوايا الرؤى وقراءات الدلالة .. وما نراه في منجز المبدع ضياء وهو يعمد الى إلغاء او تمويه ملامح الوجوه ( نحتا ورسما ) فكأنه يوحي بوجود أكثر من وجه ولكل تكوين غموضه واسبابه، ليصل بنا بعد تأمل الى حضور مغاير لما نألفه من وجوه ... ندخل معه ومعها في حوار عن طبيعة فنون الرسم والنحت وهي تصارع الاوهام والوقائع باتجاه المجهول .

*****************

الصفحة الثانية عشر  

إصدار

منهج أرسطو

عن “دار التنوير للطباعة والنشر” في القاهرة، صدر أخيرا كتاب بعنوان “منهج أرسطو: كيف للمعرفة القديمة أن تغير حياتك؟”، من تأليف إديث هول وترجمة محمد إبراهيم الجندي.

تلقي المؤلفة في كتابها، الضوء على “البرنامج” الذي وضعه الفيلسوف اليوناني أرسطو ‏(384 ق.م - 322 ق.م) لتحقيق السعادة وجعلها متاحة لمعظم الناس، من خلال الاجتهاد في خلقها.

وترى إديث أن برنامج أرسطو هذا، “العابر للزمن”، هو بالضبط ما نحتاج إليه في وقتنا الحاضر من أجل المضي نحو عيش حياة مرضية وذات معنى.

*****************

ليس مجرد كلام

الأزمات في تزايد!

عبدالسادة البصري

ما إن تنتهي أزمةٌ  حتى ندخل في أخرى ، وتشتعل صفحات التواصل الاجتماعي بالكلام والأخذ والعطاء ، ويزداد قلق الناس ونظلّ في دوّامة القال والقيل، ناسين الأزمة الكبرى  وهي أزمة الفساد الذي قتل فرحتنا ، وداس على أحلامنا ، وبتنا لا نتابع شيئا سوى هذه الأزمة وتلك!

قبل يومين ومازالت مشتعلة أزمة ( الكورونا  ) الوباء الخطير والفتّاك ، هذا يقول عنه كذا وذاك يصوّر كذا وتلك تنقل ما نشرته الصحافة وما صرّح به الآخرون ، وجيب ليل وخذ عتابه ، حتى نسينا أن المدة القانونية للدورة البرلمانية اوشكت على الانتهاء دستوريا، ومن المفروض دستورياً ومنطقياً وعقلياً ان نفكر بما سوف يجيء. 

ومنذ سنين و أزمة السكن ومرض الإيجارات المزمن ما زالا مهيمنين على أرواحنا وأنفسنا ، حيث تجدني والكثير من أمثالي العراقيين نعاني من هذه الأزمة التي صارت داءً عضالا لنا ، لا نفكّر إلاّ فيها ، وليست مشكلة شاعرنا الحجاج في البصرة الاّ جزءا من مشاكلنا المتأزمة ،  وحالما ينتهي الشهر تبدأ معاناتي انا ومعاناة أمثالي التي باتت تنكّد عيشي وعيشهم وهي مبلغ الإيجار ، وهكذا دواليك.

ومنذ سنين والعاطلون عن العمل ــ أقصد أزمة البطالة التي ملأت شوارعنا بالشباب المتخرجين من الجامعات والمعاهد ترتفع نسبتهم يوما بعد آخر.

ومنذ سنين وأزمات الخدمات الصحية والماء والكهرباء والنظافة والبلدية والأعمار والسكن وصعوبة المعيشة من سيئٍ إلى أسوأ.

ومنذ سنين والصناعة والزراعة والتجارة باتتا في خبر كان.

ومنذ سنين وهواؤنا ملوّث بالأدخنة وشتى الغازات التي تنتشر وتتصاعد من أماكن الشركات النفطية وغيرها ،، النفط الذي صار لعنة ونقمة علينا تحرمنا لذة العيش وتطمع الآخرين بنا.

ومنذ سنين ونحن نعاني فشل التربية والتعليم وتردّي مستوى التدريس وتدني نسب النجاح ، وسرقات الأسئلة بين آونة وأخرى.

ومنذ سنين ..ومنذ سنين .. ومنذ سنين .. وأزماتنا تتزايد يوما بعد يوم ، وكأننا جئنا الى الحياة كي نتعذّب ونقاسي الأزمات، دون أدنى ذنبٍ ارتكبناه سوى انتمائنا إلى أرض تسمى بلاد الرافدين ، يا ليت الرافدين يغرقانها بفيضانات تغسل الأدران التي تغلغلت في النفوس ،،  وصار الواحد منّا يكره الآخر وكأننا أعداء على هذه الأرض ، لا أشقّاء علينا أن نعمل بمحبة وإخلاص وانتماء حقيقي، كي نبعد هذه المعاناة ونجلب السعادة والخير لبعضنا البعض !

دعوة خالصة وبمحبة كبيرة أقولها : علينا أن نشعر بعراقيتنا الحقيقية، واشدد الف مرة على عراقيتنا الحقيقية ،  ونفتح قلوبنا لبعض ونعمل بضمائر لا تحمل غير حب العراق أرضاً وهواءً وماءً وناساً ، لأننا لم ولن نحصل على عراق آخر، إن صار العراق خراباً وظلت الأزمات على حالها في تزايد مستمر.

******************

في كلية اليرموك بديالى

د. جواد الزيدي عن “الخط العربي وبنية التحديث المقيّد”

بعقوبة - سعيد الشفتاوي

ضيّف قسم آداب اللغة العربية في “كلية اليرموك الجامعة” بمحافظة ديالى، الثلاثاء الماضي، الناقد د. جواد الزيدي، الذي قدم محاضرة بعنوان “الخط العربي وبنية التحديث المقيد”، بحضور عميد الكلية وجمع غفير من طلبتها وأساتذتها، إلى جانب العديد من أعضاء جمعية التشكيليين واتحاد الأدباء في المحافظة.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة الكلية في مركز المحافظة، أدارها رئيس قسم آداب اللغة العربية د. محمد الكواز، مقدما سيرة الضيف من النواحي الشخصية والفنية والأكاديمية.

بعد ذلك، استهل د. الزيدي محاضرته بالحديث عن ثنائية اللغة والخط العربي، وجدل العلاقة بينهما، مشيرا الى امكانية الحديث عن الخط العربي من ثلاثة اتجاهات: تاريخي، جمالي ونقدي تأملي.

ثم حاول الجمع بين هذه الاتجاهات الثلاثة، في ضوء تداخل “الجمالي” بـ “التاريخي”، موضحا أن “بنية التحديث” المشار إليها في عنوان المحاضرة، تنبع من متابعته لأفق الحداثة ومستويات حضورها في الحقل الخطي، والتي يراها “حداثة مقيدة”.

وأضاف قائلا، أن هذا التقييد يأتي بسبب “الضوابط الفنية للخط العربي وعلاقتها بنسق الثوابت الإسلامية المرتبطة بالنص القرآني والمرجعية الفلسفية الاسلامية، فضلا عن طبيعة الخط العربي الذي تستند مدرسته الى بناء متنامٍ يكمل بعضه البعض دون قطيعة كاملة للإرث التراكمي”.

ولفت د. الزيدي، إلى أن “الخط العربي، ولأنه تمثل شكلي للنص اللساني، فإنه يرتبط بفاعلية اللغة بشكل كبير، وبالتحولات او الاصلاحات التي حدثت على صعيد اللغة، مثل إصلاحات الأعجام أو التنقيط أو الشكل”.

ونوّه الضيف إلى أن هناك تطورات طرأت على الخط العربي، كالأسس القواعدية التي وضعت له في العصر العباسي، والإضافات النوعية التي تم إنجازها في المدرسة العثمانية، مرورا بمعطيات الواقع الثقافي وفرضياته على ذات الفنان من خلال ما جاءت به فلسفة الفنون او مستحدثات النقد الفني التي القت بظلالها على شكلانية الخط العربي، ليصل إلى حدود الشكل الحر الموازي للوحة التشكيلية.

وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الأساتذة والطلبة الحاضرين، مداخلات وأسئلة أجاب عنها الضيف بإسهاب.

وفي الختام، كرّمت عمادة الكلية د. جواد الزيدي بلوح إبداعي. كما كرمه عدد من الفنانين الحاضرين.

****************

عراقية في “لجنة ليندغرين” العالمية لأدب الأطفال

ستوكهولم – طالب عبد الأمير

اختار مجلس الثقافة السويدي الروائية عراقية الأصل بلسم كرم، عضوا في لجنة “جائزة آستريد ليندغرين” العالمية لأدب الأطفال، والمعروفة اختصاراً بـ “آلاما”.

وتحمل الجائزة، التي تعد الأكبر عالميا في أدب الأطفال، والأرفع بعد جائزة نوبل في الأدب، اسم كاتبة الأطفال السويدية الشهيرة آستريد ليندغرين، وتم اطلاقها من قِبل حكومة السويد عام 2002، العام الذي توفيت فيه الكاتبة.

وتضم لجنة الجائزة 12عضواً متنوعي الاختصاص، بينهم كتّاب ورسامون وباحثون في علوم الأدب والاجتماع وخبراء في حقوق الأطفال.

وولدت بلسم في طهران من أبوين عراقيين، هجَّرهما نظام صدام بحجة التبعية إلى إيران. وقد انتقلت مع عائلتها إلى السويد وهي في سن السابعة. وبعد إتقانها اللغة السويدية دخلت معترك النشاط السياسي والاجتماعي، وانصبّ اهتمامها على قراءة القصص والروايات، فعملت في إحدى المكتبات.

تقول كرم، انه “في تلك الفترة تولدت لدي فكرة لكتابة قصة، فحاولت البحث عن إمكانية لتحقيقها واشتركت في دورة تدريبية لتعلم فن التأليف وكتابة القصص، لكن ذلك لم يساعدني كثيرا لتحقيق ما أريد. لذلك درست في جامعة غوتنبرغ ونلت فيها بعد سنتين شهادة الماجستير في مجال الإبداع.. هذه الدراسة منحتني عام 2005، إمكانية البدء بكتابة قصة طويلة، لكن القصة أخذت وقتاً طويلاً، بسبب انهماكي في العمل”.

وصدرت هذه القصة عام 2018 عبارة عن رواية بعنوان “أفق الحدث”، أثارت اهتماما في الساحة الأدبية السويدية، وكتب عنها كثير من النقاد.

أما روايتها الثانية، فقد حملت عنوان “التفرد”، وهي ترصد حياة امرأة فقدت ابنتها، فأخذت تبحث عنها على طول كورنيش المدينة.

وبالإضافة إلى اختيارها عضوا في لجنة “جائزة آستريد ليندغرين”، نالت بلسم قبل بضعة شهور، “جائزة فيلهلم موبري” الأدبية. وقد شكل لها هذان الإنجازان، دافعا مضافا لمواصلتها العطاء – وفق ما تؤكده في حديث صحفي.

وتبلغ قيمة “جائزة آستريد ليندغرين”، 5 ملايين كرون، ما يعادل نصف مبلغ جائزة نوبل.

****************

الفنان الراحل جعفر حسن بعيون بريطانية

لندن – طريق الشعب

أقام المقهى الثقافي العراقي في لندن، أخيرا، أمسية استذكار للفنان الراحل جعفر حسن، وذلك بالتعاون مع عائلته.

الأمسية التي أقيمت بشكل افتراضي عبر تطبيق التواصل الاجتماعي “زوم”، شاهدها جمع من محبي الراحل.

وعرض في سياق الأمسية، مقطع فيديو مسجل لعائلة بريطانية فنية كانت قد التقت الراحل وتعرفت عليه، خلال زيارة له إلى لندن لغرض إحياء حفل أقامه المنتدى العراقي هناك.

وتحدث عبر التسجيل، مهندس الصوت غريغ موريسون، أحد أفراد العائلة، مشيرا إلى أنه أصبح صديقا للراحل بسرعة كبيرة “فشخصيته الودودة والدافئة تجعله يتواصل مع كل شخص يلتقيه”.

واضاف قائلا انه “عندما كنا نلتقي في الاستوديو الخاص بي، كنت أراه متناغما مع الموسيقى. وبالرغم من كوني اعتبر نفسي مهندس صوت بارعا، لكن جعفر كان يبتكر أفكارا في هذا المجال، ويغير التوازن من خلال قدرته على فهم المشاعر والتأثيرات الموسيقية”.

وتحدث موريسون، عن براعة جعفر في تشخيص الخلل الذي تتعرض له الأجهزة الصوتية خلال الحفلات، وكيف انه يحل المشكلات الصوتية على وجه السرعة، ويعيد الموسيقى إلى الانسجام.

وانضمت عازفة الكمان والمغنية والملحنة كريستن، إلى غريغ في المقطع المسجل، ليعزفا معا قطعة موسيقية مهداة إلى الفنان جعفر حسن. وبعد أن انتهيا من العزف، قال غريغ: “أود فقط أن أقول لك شكرا يا جعفر على إحضار نورك وصداقتك إلى العالم. لقد كان من دواعي سروري وشرف لي أن أعرفك”.

بعدها تحدثت كريستن عن عملها مع جعفر قبل سنوات قليلة، مشيرة إلى أن تجربتها معه كانت رائعة “لقد كان موسيقيا بارعا، وأعجبنا حقا بعزفه وموهبته. لنا شرف كبير بمعرفته”.

**************

الرفيق كريم احمد

المناضل والقائد سنين وعقوداً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، احتفل أخيراً ببلوغه السنة المائة من العمر..

“طريق الشعب” تقف في الصف الطويل لمحبيه ومقدري نضاله الكثيرين، لتقدم له التهاني ولترجو له العافية وطول العمر ..

وكل سنة وانت بخير رفيقنا العزيز ابو سليم.

****************

توقيع “هل أنصفنا التاريخ” في “بيتنا الثقافي”

بغداد – طريق الشعب

يقيم منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الخميس المقبل، حفل توقيع لكتاب “هل أنصفنا التاريخ”، لمؤلفته د. فائزة عباس المهداوي.

يبدأ الحفل الذي من المقرر أن يديره الفنان ستار الناصر، في الساعة الحادية عشرة صباحا على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

*******************

شهد ندوة عن حقوق الطفل

“شارع الفراهيدي”.. الحياة تعود وأعداد الروّاد تتزايد

البصرة – طريق الشعب

عادت الحياة مجددا إلى “شارع الفراهيدي” للثقافة والفنون في البصرة، بشكل ملحوظ، بعد تراجع نشاطاته خلال الشهور السابقة بسبب جائحة كورونا والحظر الوقائي.  وبدأت أعداد روّاد الشارع تزداد أسبوعا تلو آخر، خاصة من العناصر الشبابية لكلا الجنسين. ورصف باعة الكتب، الجمعتين الأخيرتين، بسطاتهم الحافلة بالعناوين المنوعة. فيما كانت هناك بسطات أخرى تعرض مصوغات معدنية وإطارات صور واكسسوارات نسائية ورجالية.  وضمن النشاطات التي شهدها الشارع أخيرا، عقدت الكاتبة سهاد عبد الرزاق، ندوة حول “مشروع حقوق الطفل العراقي”. وهو مشروع قام بتنفيذه “معهد بيتا الألماني” في بغداد، بهدف كتابة قصص تعرّف الطفل العراقي بحقوقه الدستورية.  وكان المعهد قد اختار كتّابا ورسّامين من عموم المحافظات، للمساهمة في المشروع. ونظم على إثر ذلك ورشا لإعدادهم، ثم قام بطباعة مجموعة من نتاجاتهم القصصية التي تتحدث عن حق الطفل في الحياة وفي الرعاية الصحية والتعليم والحماية من العمالة.  واختار المعهد، الكاتبة سهاد، للكتابة عن حق الرعاية الصحية للطفل، بالتعاون مع الرسام والمهندس عبد العزيز أحمد الدهر.

وعلى هامش الندوة، تم توزيع مجموعة من القصص الصادرة عن “معهد بيتا”، إلى الأطفال الحاضرين.